رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمة محمد
رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الرابع والعشرون
رواية هوس متيم (هيامي) البارت الرابع والعشرون
رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الرابعة والعشرون
عادت المنزل والسعادة تتقافز من عينيها لا تصدق حتى الآن أنها سترزق بأبن، وأخيرًا ستتحقق أمنتيها وحلمها بأنجاب طفل صغير، واضعة يديها على بطنها ناظرة لتلك الجارة التى تحمل بداخلها الكثير من الحقد والغل تجاها والسبب عشقها لـ (يوسف) الذي وقعت بغرامة ما أن وقعت عينها عليه لطالما كانت لا تؤمن بوجود العشق وخاصة ذاك الذي يحدث من أول نظرة وأول لقاء
لكن (يوسف) به شيء مميز، سلب لها عقلها ونومها والآن تخطط للوصول إليه
أتسعت أبتسامة (سارة) وهى تحاوط (شهيرة) بيديها قائلة بأمتنان وأعين دامعة بغزارة
-أنا مش عارفة أقولك إيه غير أنك وش السعد عليا، انا أستنيت اللحظة دي كتير والحمدلله ربنا جزاني على صبري، أنتِ من أنهاردة صاحبتي أنا بحبك أووي
انهت حديثها وهي ترتني بأحضان (شهيرة) التى أبتسمت ابتسامة لم تصل لعيناها وقالت بنبرة خافتة
-ده أكيد يا حبيبتي، أنتِ متتصوريش انا فرحنالك ازاي
أخرجتها من احضانها قائلة بابتسامة مزيفة
-طب إيه مش ناوية تكلمي الغلبان جوزك وتفرحية معاكي يا وحشة أنتِ
جحظت عيناها و وضعت يديها بصدمة والسعادة تعتري وجهها
-يوسف، لازم أكلمة واخليه يجي مش هينفع في التليفون
أجابتها (شهيرة) من بين اسنانها
-وانا شايفة كدة برضو كلمية خليه يجي وأنتِ ادخلي اجهزي عقبال ما حضرلكم أي أكلة سريعة
-حبيبتي مفيش داعي أنا هخ
قاطعتها (شهيرة) بنبرة حاسمة
-مفيش نقاش كلمي جوزك وادخلي غيري والبسي حاجة حلوة كدة
أماءت لها (سارة) بأمتنان وتناولت يديها ممسكة بها قائلة
-تسلميلي بجد أنتِ جدعة اوي
ابتسمت (شهيرة) بخبث وقالت بنبرة تحمل بين طياتها الكثير والتي لم تفهم (سارة) مغزاها
-جدعة إيه بس هو أنتِ لسه شوفتي حاجة، يلا يا ستي كلمي جوزك يلا
هرولت (سارة) من امامها بعدما أخرجت هاتفها وتحركت صوب غرفتها وأغلقت الباب من خلفها بعدما ولجت الغرفة واضعة الهاتف على أذنيها مهاتفة زوجها التي تنتظر رد فعله بشوق وأحر من الجمر
أتاها الأجابة بعد ثواني فكاد ان يتحدث فقاطعته بصرامة قائلة
-يوسف أنت لازم تيجي حالًا ومتقوليش مش هتقدر تسيب المكتب أرجوك عايزاك تيجي دلوقتي
قطب (يوسف) جبينه وقال بقلق نهش قلبه وعقله ناظرًا بساعة يده ناهضًا من على مكتبه ينوي الاستئذان
-في إيه يا سارة أنتِ كويسة
أجابته بخفوت
-كويسة بس محتجاك دلوقتي يا يوسف
**********
بعد مغادرة (صباح) أستدار(آسر) معطيًا ظهره لوالدته (مديحة) والتي كساها التوتر من رأسها لأخمص قدميها وأزداد أكثر بعدما تهجمت ملامح (آسر) التي تعلم انه لن يجعل الأمر يمر مرور الكرام
أقتربت منه رافعه يديها مرتبه على ظهره بحنان زائف قائلة
-آسر أنت أكيد مصدقتش الست الخرفانة دي صح، دي كدابة يا آسر
ألتفت (آسر) ونظر لها بأعين ثاقبة متفحصة عينيه تتابع عينيها المشتته والتي تتهرب من النظر بعينه، أنخفضت عيناه ليديها التي تفركها ببعضها، ذلك العرق الذي يتسبب من جبينها بغزارة رغم برودة الغرفة، ريقها الذي تبتلعه بأستمرار، تلك الرجفة البسطية بشفتاها فضحت آمرها
أبتسم أبتسامة بسيطة جانبية وقال بقسوة وهو يقترب منها بهدوء مخيف جعل الرعب يتربع بقلبها
-ولو كدب يبقى ليه التوتر اللي انا شايفه ده، عينيكي اللي بتهرب مني، العرق اللي قورتك، ايديكي اللي بتفريكها كل ده بيحصل ليه يا أمي مدام الست دي كدابة
حاولت السيطرة على أنفعالاتها فقالت بصوت خرج مبحوح دون أرادتها مردفة بكدب
-طيب هحكيلك الحقيقة أبوك كان فعلًا متجوزها يا آسر بس مطولوش لانه عرف انها كانت بتخونه بس في الوقت كانت حامل من ابوك وابوك خلاها على ذمته بس عشان ابنه اخوك اللي كان في بطنها بس الولد نزل ميت، أنا متأكدة أنها راجعة من تاني عايزة قرشين فاكرة أن التمثيلية الهبلة اللي عملاها دي هتنجح بس بعينها أنت أبني انا، ابني أنا يا آسر
قالتها وهى ترفع يديها تتلمس ملامحه بحب وتملك فكز على اسنانه وظهر عرقه النابض قائلًا بأستفهام
-أتجوز عليكي ليه وكنتي موافقة ليه، ايه اللي خلاكي توافقي
زاغت يديها محاولة إيجاد أجابة، فرفع يديه مزيحًا يديها مغادرًا من أمامها وملامحه القاسية الغاضبة تتبدل لاخرى مصدومة فكذبها قد فضح آمره وهناك شيء يخفوه وعليه أن يضع أحتمال أن تكون تلك المرأة والدته
*********
عاد (مالك) من عمله فكانت هي تجلس أمام أمام التلفاز تأفف بضجر وملل أصابها
جالت عينيه بالصالون فلم يجدها فتحرك تجاه المطبخ فلم يجدها أيضًا وأنتبه لعدم وجود أي طعام قد طهي فرفع حاجبية ومط شفتيه وخرج من المطبخ متجهًا لحجرة الصالون فوجدها تجلس امام التلفاز، حرص على عدم أصدار أي صوت يجعلها تنتبه لعودته، سار أتجاها بخفة وأنحنى تجاها هامسًا بجوار أذنيها
-سالخير
شهقت بفزع وأغمضت عينيها واضعه يديها على صدرها قائلة بخفوت
-بسم الله الرحمن الرحيم، حرام عليك يا أخي خضتنتي
أرتفع حاجبيه بأستهجان والتوى فمه بابتسامة جانبية واضعًا يديه بجيب بنطاله قائلة بسخرية لاذعة
-لا سلامتك من الخضة،
صمتت قليلًا وبعدها تابع باعين ضيقة مقتربًا منها
– قوليلي جهزتي الغدا
كساها التوتر ولكن سرعان ما سيطرت عليه وأجابت بثقة
-أيوة جهزته، أدخل خد شور وغير هدومك عقبال ما أحضر السفرة
ابتسم ابتسامة جذابة وأقترب منها حد الألتصاق وقال
-واغير ليه انا هتغدا وهنزل تاني، هدخل أغسل ايدي وأخرج القيكي بتحضري
اغمضت عينيها لوهلة لا تعلم ماذا تفعل بتلك المصيبة فابتسمت باقتضاب
-تمام
تحرك وهو يتوعد لها عالمًا بكذبها، أما هى فلوت فمها وقالت بقلق
-يالهوووي أعمل إيه دلوقتي، الأكل لسة موصلش، هعمل ليه لو وصل وهو قاعد، ده إيه الحظ ده بس يا ربي
استمعت لصوت رنين المنزل فأتسعت عيناها بسعاده وهرولت تجاه الباب وقامت بفتحه سريعًا حتى لا يستمع لرنين المنزل وكان لها ما أرادت، واستلمت الطعام وتحركت به تجاه المطبخ
خرج (مالك) من الغرفة متجهًا لحجرة الطعام فوجدها لم تفعل أي شيء بعد، فأبتسم بسخرية وسحب المقعد بقبضته وجلس عليه صائحًا بصوته الغليظ
-الأكل يا رنا، أنا على لحم بطني من الصبح، ومش عايز أتاخر على المحل
أتاه صوتها الناعم قائلة
-ثواني بس، بغرف أهو
فأبتسم بتهكم فها قد جاء وقت اللهو، و سرعان ما خرجت من المطبخ حاملة الطعام وأبتسامتها تعتلي وجهها واضعة الطعام أمامه
-يلا دوق وقولي رأيك في طبخي
ارتفع حاجبيه ونظر لها بعيناه نظرات جعلتها تتوتر مبتلعة ريقها بصعوبة قائلة بصوت أجش
-يلا كُل وقولي رأيك
بدأ بتذوق الطعام الذي نال أعجابة كثيرًا وظل يتناول بنهم وهى تتابعه بنظراتها تبتسم بخبث سعيدة بفعلتها الطفولية
حمحمت وقالت بعدما ابتلعت طعامها
-مقولتليش إيه رأيك يعني، ده أنا اول مرة اقف في المطبخ، وحصلت أنهاردة عشانك
ابتلع ما بجوفه وقال بأعجاب
-لا جميل بجد
اتسعت ابتسامتها التي سرعان ما تبخرت بالهواء عندما استرسل باقي جملته قائلًا
-تسلم أيد الشيف، ابقي قوليلي اسم المطعم
-مطعم!!!مطعم إيه وشيف إيه أنا الل
قاطعها مقتربًا بوجهه منها متحدثًا أمام وجهها
-أنتِ إيه يا روحي، بلاش كدب، الأكل باين أوي أنه جاهز، يعني بعقلك ده بقى رنا اللي مبتعرفش تقلي بيضا عاملة أكل بالجمال ده، أنتِ هبلة يا بنتي
نهض من على الطاولة وكاد أن يغادر لكنه عاد مرة أخرى واقفًا خلفها وانحنى لمستواها هامسًا بصوته العذب
-الحركة دي متكررش تاني، وده أحسنلك يا روني
أنهي كلماته مقبلًا وجنتيها ببطء شديد مما أدى إلى أنتفاضه وسريان رعشة بسيطة به مغمضة عينيها مستمتعة بتلك القبلة
انتبه لفعلته التي حدثت دون أرادته فقربها هلاك لا محال، وبذاك القرب وسكونها التام أمامه جعله يقبلها متمنيًا قربها والحصول عليها
أبتعد عنها جبرًا مغادرًا دون أن يتفوه بحرف واحد
عقب مغادرته رفعت يديها تلقائيًا واضعة إياها موضع القبلة وضربات قلبها تزداد بجنون
*********
أنتهت (شهيرة) من أعداد تلك الوجبة السريعة التي أحضرتها من أجلهم والحقد والكره يزدادن بقلبها رويدًا رويدًا
ولجت الحمام وأغلقت الباب من خلفها فكادت أن تتحرك من مكانها ولكن تلك الرائحة الساحرة جعلتها تتسمر مكانها مغمضة عينيها تستنشقها بسعادة، فتحت جفونها فوجدت قميصه معلق خلف الباب فالتقطته مقربه إياه من انفها محتضنه إياه بتملك مغمضة عينيها مرة آخرى تتخيلة أمامها، مقتربًا منها حد الألتصاق، منحنيًا تجاه شفتيها حتى يقبلهم، فكادت ان تحصل على قبلتها الأولى معه في تخيلاتها ولكنها لم تحدث
فتحت عينيها وكزت على اسنانها بغضب فسارة قد قاطعتها طارقة على الباب
-أيوة يا سارة
-أنتِ كويسة أصلي مش سمعالك صوت
تنهدت (شهيرة) وتركت قميص (يوسف) واضعة إياه بمكانه، وهدأت انفاسها العالية المتسارعة وفتحت الباب راسمة ابتسامة على ثغرها قائلة بنبرة مزيفة
-كويسة كنت بغسل وشي
طالعت هيئتها من رأسها لأخمص قدميها فكانت فاتنة حقًا خاصة بذاك الفستان الأسود القصير لتشتعل نيران الغيرة بقلبها
-زي القمر يا سارة فستانك يجنن
أتسعت ابتسامة (سارة)
-يوسف اللي كان جيبهولي
-ذوقه يجنن وبيفهم
قالتها بنبرة ذات مغزى، تضايقت سارة قليلًا من طريقتها بالحديث عن زوجها، فقاطعهم مجئ (يوسف) مقتربًا من (سارة) بسرعة البرق والقلق يعتري قسمات وجهه
-سارة أنتِ كويسة فيكي حاجة
شعرت (شهيرة) بنغزة بقلبها وهى ترى حبه له، لتندهش من حالها وما توصلت إليه، فحبه أحتل قلبها واصبح متربع على قلبها، أنسحبت بهدوء لا تريد أن ترى وتسمع أكثر من ذلك يكفيها تلك الوكزة
حاوطت (سارة) وجهه يوسف قائلة بحب
-متقلقش انا كويسة والله، بس عندي ليك خبر محبتش تسمعه في التليفون حبيبت تسمعه مني، حبيبت أشوف تعابير وشك لما اقولك اللي عندي
قطب جبينه بعد فهم فتنهدت مغمضة عينيها لوهلة، كانت كافية لتتجمع الدموع بمقلتيها وتهبط على وجنتيها
أعترى القلق قلبه وهو يرى زوجته ومعشوقته تبكي، رفع يديه وجذبها داخل احضانه ممسدًا على خصلاتها بحنان جارف
-في إيه، أنتِ بتقلقيني عليكي ليه طيب إيه اللي حصل
تمسكت به بشده دافنة نفسها بأحضانه قائلة بصوت متحشرج
-ربنا استجاب لدعايا يا يوسف، وأخيرًا هقدر أجبلك الولد اللي نفسك فيه، أنا حامل يا يوسف
تسمر مكانه وتوقف يداه عن الحركة لا يصدق ما سمعته، يشعر بأن ما يحدث ليس بحقيقي
خرجت من احضانة ناظرة له متفحصة ملامحة المصدومة
-أنا حامل يا يوسف، روحت مع شهيرة وكشفت وأتاكدت، هيبقى عندي حته منك
قالت كلماتها الأخيرة وهي تربت على لحيته الخفيفة، فابتسم ابتسامة هادئة سرعان ما تحولت لآخرى صاخبة دوت بالمنزل بأكمله ضاممًا إياها مرة أخرى بسعادة طاغية وقلبه يرفرف
-انا مش مصدق، يعني أنتِ دلوقتي حامل صح
اماءت له براسها قائلة بتأكيد وصوت عالي
-صح، صح أوي كمان
جذبها من يدها وسند بجبينه على جبينها ولمعت عيناه بدموع السعادة فقد نال جزاءه على صبره
-الحمدلله، الحمدلله، أحنا لازم نصلي ركعتين شكر لربنا
********
في المساء
ولج (ثائر) لمنزله مغلقًا الباب من خلفه وعينيه تتلهف لرؤيتها، شاعرًا باشتياق جارف تجاها
خرجت من غرفتها والأمتعاض يليح على ملامحها قائلة بتهكم واضح
-حلو اوي شهر العسل ده، لا شهر عسل إيه ده مبقاش شهر عسل
قطب جبينه وأقترب منها فاكملت كلماتها المنزعجة
-على فكرة المفروض ولا انا ولا أنت تنزل، أحنا في شهر العسل لسه، بس اظاهر أنك نسبت ونستني من لما عرفت واتاكدت أني روحت
أقترب منها وبحركة مفاجئة غير متوقعة ضمها داخل أحضانه فحاولت التحرر من محاوطته ولكنها لم تفلح بذلك وفشلت فشلًا ذريعًا
همس أمام شفتيها بنبرة جعلتها تسكن بين يديه وتستلم لهمساته ولمساته
-الجميل إيه اللي مزعله عايز أفهم!!!
قالها ملتقطًا قبلة بسيطة من شفتيها التي تدعوه لتقبيلها، ابتعد عنها قليلًا ينظر بعيناها تارة وشفتيها تارة أخرى فرغب بتقبيلها مرة أخرى واشباع رغبته بها، فـ مال قليلًا تجاها وكاد ان يقبلها بعدما رآى استسلامها المعهود له، ولولا ذلك الصوت لكان نال ما اراد
حمحمت (سماح) وهى تنظر للارض بعدما رآتهم بذاك الوضع المخجل قائلة بخفوت
-أنا آسفة جدًا بس انا لازم أمشي عشان الحق اروح تحبوا أحضرلكم العشا قبل ما انزل
خجلت (هيام) واعترى وجنتيها حمرة طفيفة قائلة بصوت أجش مبتعدة عن زوجها بعدما حررها من قبضته
-اه يا سماح حضري العشا وبعدين تقدري تمشي
اماءت لها بأحترام مغادرة مكانها متجهه صوب المطبخ، فغمغم (ثائر) بأستفهام قائلًا
-دي اللي أبوكي قال عليها!؟
لكزته بكتفيه قائلًا
-اسمه باباكي مش ابوكي، واه يا سيدي هى، يلا ادخل غير بقى عشان نتعشا
**********
اوقف سيارته فوجد نفسه أمام الدوار الذي لم يأتيه سوى مرات قليلة
تنهد بضيق معاتبًا نفسه على مجيئه إليها، ولكن ماذا يفعل فقلبه ساقه وليس عقله وخاصة بعد ما حدث اليوم وأنكشاف العديد من الأسرار
أغمض عينيه وكز على اسنانه بغضب ضاربًا مقود السيارة بغضب متمتم بينه وبين نفسه
-اللي بتعمله ده غلط، أنت عمرك ما جريت ورا واحدة، وخصوصًا لو رفضاك، وجودك هنا مش صح، أمشي يا آسر أمشي
فاق من ذاك الحديث على صوت طرقات بسيطة على زجاج السيارة، نظر لصاحب تلك الطرقات فوجده (حماه) والد زوجته قائلًا بلهجته الصعيديه
-جرا إيه يا ولد هتفضل قاعد اهنه ولا إيه، انزل خلينا نرحب فيك يا جوز بنتي يا بن الغالي
ترجل (آسر) من السيارة قائلًا بأبتسامة جانبية
-ازيك يا عمي، اخبار حضرتك إيه
-انا زين يا ولدي، بس انت اللي بجالك زمن مبجيش اهنه، يلا خلينا ندخلوا الدوار انا متأكد انه رقيه هتفرح عاد لما تشوفك
تهجمت ملامحه وهتف باستنكار وسخرية خافتة
-من ناحية هتفرح فهي هتفرح اوي فعلًا
ولج برفقته الدوار وتم استقبالة بترحيب حار من الجميع عدا تلك الفاتنة التي تسكن قلبه ويهواها عاشقًا كل أنش بها
ظلت متهجمة الملامح محاولة رسم على وجهها فكانت تفلح بين الحين والآخر بأظهار سعادتها المزيفة
وبعد مرور بعض الوقت
صعد برفقتها غرفتها ودخلها لأول مرة فظهر الأعجاب بعينيه متفحصًا غرفتها التي تشبهها كثيرًا..
انتبهت لابتسامته فقالت عاقدة ذراعيها أمام صدرها ببرود
-ممكن اعرف بتضحك على إيه!!!وبعدين أنت إيه اللي جابك يا آسر أنا مش متفقة معاك وقيلالك متجيش، أنت بتحب تضايقني صح؟!
نفى برأسه قائلًا مقتربًا منها وعينيه معلقة بها لاتنزاح من عليها
-مفيش اللي بتقوليه ده يا رقيه انا ولا بحب أضايقك ولا اي حاجة من الكلام الفارغ ده، انا بس ح
قطع كلماته التي كانت ان تفضحة وتفضح آمره ورغبته برؤياه ولقُياها فأبتلع ريقه وأستدار معطيًا ظهره لها، فقطبت جبينها ترغب بمعرفة ما كان سيقوله
-كمل كلامك سكت ليه!؟
زفر ماسحًا على وجهه وقال دون النظر إليها
-حصل شوية مشاكل في الشغل فحسيت أني عايز أجي البلد وأشم هواها المضيف يمكن أهدا شوية
لم تصدق ما قاله ولكنها تغاطت عن الموضوع وقالت بجمودها المعتاد معه
-طيب هتنام ولا
ألتفت ينظر لها باستفهام
-انتِ هتنامي؟
-اكيد، على العموم هنام زي ما احنا متعودين، نام على الكنبة وانا على والسرير يلا تصبح على خير
تركته متحركة من مكانها متجهه صوب الفراش مستلقية عليه مدثرة حالها أسفل الغطاء
*********
في صباح يوم جديد
وصل (ثائر) المحل الخاص به بعدما أوصل هيام جامعتها مودعًا إياها
جلس خلف مكتبه وبدا يعبث بهاتفه ناظرًا بجدول المحاضرات الخاص بها حتي يعلم متى ستعود
لكن قطعه ذلك الصوت الذي بات يبغضه مغمغمة بدلال
-صباح الخير يا حبيبي
قلب عينيه بملل وضرب علي مكتبه تاركًا الهاتف من يديه
-حبك برص يا شيخة، خير يا حنين في ايه يا ماما شايف رجلك خدت على المحل اوي
أماءت له قائة وهى تجلس امامه
-دي حقيقة فعلًا، بس أنا مكنتش ناوية اعدي عليك دلوقتي بس لما لقيتك فاتح المحل مقدرتش امسك نفسي بصراحة، اصلي طول الليل منمتش بفكر فيك وفي اللي عملته ومستغرباك اوي
كان يستمع إليها وهو يشعر بالغيظ يتربع بداخله فصاحت هي مكملة حديثها
-قولي يا ثائر انت أزاي بتحب هبه واتجوزت هيام انا عايزة افهم يعني استفدت ايه لما اتجوزت بنتها، هو مش انت بتحب هبه ورفصت هيام عشانها
أقترب براسه قليلًا وقال بنبرة مخيفة
-آه يا حنين كنت بحبها، وكنت رافض حب هيام عشان بحب هبه ليكي حاجة عندي، انا حر احب هبه، احب هيام انا حر انتي ملكيش فيه ومتخلنيش اوريكي وشي التاني عشان صدقيني هتندمي لو وريتهولك
أتسعت ابتسامتها وقالت ناهضة من مكانها
-لا وعلى إيه الطيب احسن يا بن المغربي عن إذنك بقى عشان عندي جامعة
كادت أن تخرج ولكنها التفتت مرة أخري قاذفة ذلك الكلام بوجهه والشماته على وجهها
-أبقى راقب مراتك شوية، اصلها ماشاء الله مقضياها مع واحد في الجامعة ومبتحضرش المحاضرات وبتقعد معاه
خرجت من المحل تاركة إياه يشتعل من حديثها رافعة هاتفها الذي كان بيدها تتأكد من تسجيل حديثهم وما أن تأكدت من تسجيلة حتى هاتفت صديق لها قائلة وهي تنظر لهاتفها
-أهلًا يا حمادة بقولك ايه عايزاك في خدمة
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))