رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الخامس 5 بقلم فاطمة محمد
رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الخامس
رواية هوس متيم (هيامي) البارت الخامس
رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الخامسة
-بلاش كلام اكبر منك يا حنين انتى متنفعنيش و لا انا انفعك وانا استحالة ابصلك اصلًا
اغمضت عينيها لوهله حتى تبتلع تلك الأساءة فاكمل و هو يغادر من امامها
-اه واخوكي انا ليا كلام معاه لما يرجع انا مشفتوش الصبح بس هشوفه بليل و هحكيلة جبتك منين امبارح خليه يربيكى شوية
غادر من أمامها بعدما حدق بها بنظرة جعلت النيران تتأجج داخلها فظلت واقفة مكانها تتابعه بعينيها حتى دلف للمحل
تطلعت حولها وأفكارها تزأر لا لسانها وقالت بصوت مكتوم مختنق متحركة صوب المحل لتدلف من خلفه
-بتحلم يا ثائر بتحلم انا مش هسيبك ليها أبدًا
خطت بقدميها داخل المحل فتطلع عليها و سريعًا ما قلب عينيه بملل متأففًا بضجر مسندًا ظهره بظهر المقعد
جلست على المقعد المقابل لع و نظرت له بغل و عيناها تهدر بالغضب قائلة
-انت ايه!!! مبتحسش مش حاسس بيا ليه انا بحبك يا ثائر بعشقك بعشق التراب اللى بتمشى عليه…مستعدة أعمل أى حاجه عشانك بس انت تشاور
اشارت تجاه نفسها بسبابتها مكملة و الغضب لا يزال يعميها و الكره يملؤ نبرتها
-انا اللى بحبك انا يا ثائر، ليه مش شايفنى هى أحسن منى فى ايه انا عايزة أعرف
أطل الغضب الأعمى من عينيه وشعر بمشاعر سوداء تكاد تظلم الدنيا من حوله نتيجة لما هتفت به و لذلك الكرة الذى يراه بوضوح متيقنًا بأنها ليست تلك الصديقة التى تصلح لهيام طفلته التى لا تفقه شئ عن مشاعر صديقتها تجاه فقال بنبرة قاسية
-انتِ مش هتحاسبينى مش حتة عيلة لا راحت و لا جت اللى هتيجى تحاسبنى على أخر الزمن و انا مش مضطر ابررلك حاجه يا شاطرة و زى ما قولتلك انا مليش كلام معاكى كلامى مع أخوكى اول ما اشوفه انهاردة، وهيام تبتعدى عنها مش هسمحلك تفضلى معاها بالسواد و الغل اللى جواكى ده و لو حبه اوى تعرفى ايه المميز فى هيام فممكن اقولك يمكن تتعلمى منها حاجه
أسند ظهره للخلف و قال بتنهيدة
-هيام دى لسة طفلة عيلة صغيرة قلبها لسه أبيض زى ماهو وانا غلطت انى سمحتلك تفضلى قريبة منها يا حنين ولولاكى امبارح مكنتش راحة الاماكن دى
ساد صمت لبضعة لحظات لم يغزوه الا صوت أنفاسها العالية و التى بدأت نتيجة لغيظها و غلها الذى زاد اكثر و اكثر فنهضت من على المقعد و قالت بأبتسامة لم تصل لعيناها
-هيام مش طفلة و مهياش بريئة زى ما انت متخيل وبكرة نشوف ده بعينك و لو انت حاطط عينك عليها و بتحبها و فاكر انك ممكن تجوزها فده مش هيحصل يا ثائر
امتعضت ملامحه من حديثها الساذج السخيف فعن أى زواج وحب تتحدث هى !!!
انحنت بمستوى جسدها و سندت براحة يديها على مكتبه و اقتربت بوجهها منه قليلًا و قالت بأبتسامة شيطانية
-التعليم بيحب التعليم يا ثائر وهيام بذات بتاعة مظاهر وعُمرها ما هتوافق عليك عشان انت مكملتش تعليم وبكرة تحب واحد متعلم زيها و مش هتبص وراها لكن انا موافقة بيك يا ثائر و راضية بأى حاجة منك
اعتدلت بوقفتها و ابتسمت براحة بعدما رأت تبدل ملامحة وعلمت بحدوث مرادها
**********
داخل تلك البناية رفيعة الطراز و التى تتكون من اربع طوابق و يطغى على البناية اللون الأبيض وبالطابق الثالث وبداخل احدى الغرف……
دلفت تلك المرأة والتى تكون بعامها السادسة و الأربعون ويغزو خصلاتها قليلًا من الخصلات بيضاء اللون والتى تجبر من أمامها بأحترامها رغمًا عنه و خاصة تلك النبرة و الطريقة التى تتحدث بها فدلفت غرفة أبنتها التى لاتزال تغط بنوم عميق…أغلقت الباب من خلفها واقتربت من الستائر البيضاء الرقيقة و التى تتناغم مع تلك الغرفة زهرية اللون فتسللت تلك الاشعة الذهبية الى الغرفة الواسعة منيرة أجوائها المظلمة فتحركت مقتربة من ابنتها واقفة بجوارها مرددة اسمها عدة مرات حتى تستيقظ
-رنا….رنااااا
تململت رنا بنومتها و فتحت عينيها بيتاقل وسريعًا ما اغلقتهم مرة أخرى هاتفة بضيق وأنزعاج
-حرام عليكي يا ماما بقى قولتلك مليون مرة مبحبش كدة أووف
امتعضت ملامح والدتها و صاحت بها بنبرة قاسية يشوبها أستحقار جلى
-ايه أووف دى يا بنت انتى اظاهر ان ابن نبيلة مأثر عليكى و على أخلاقك
تأففت ندى واعتدلت على الفراش وأمارات الغضب بادية على وجهها قائلة بدفاع عن ابن عمها و زوجة عمها السابقة
-بقولك يا ماما شيلى مالك من دماغك هو و طنط نبيلة ماشى
جلست والدتها بجوارها و قالت
-ومين هما اصلا عشان اشغل دماغى بيهم بس احب اقولك حاجة واحدة يا رنا انتى لابن خالتك و بس ومالك تشلية من دماغك مش على اخر الزمن اجوزك من ابن نبيلة
صكت رنا على اسنانها و نهضت من على الفراش بأندفاع وهى تتمتم بغضب
-انا مش عارفة انتى بتستفادى ايه لما بضيقينا و لا بتنكدى علينا انتى بتفرحى بده يعنى عشان ابقى فاهمة بتحبى تضايقى فيا انا و بابا ليه انا عايزة افهم و بعدين ابن اختك ده انا مش عايزاه انا بحب مالك و بس
قالت كلماتها الاخيرة و هى تغلق الباب بقوة بوجه والدتها فتمتمت والدتها من بين اسنانها
-ماشى يا نبيلة انتى و ابنك ميبقاش اسمى ندى اما وريتك انتى و ابنك
********
جالسة أمام التلفاز و أمامها احد الاطباق التى تحوى على المقرمشات و يديها بأكملها داخل ذاك الطبق تتناول ما بداخله بنهم مخرجة غضبها الذى يسيطر عليها بتلك الطريقة فكلما شعرت بالانزعاج و الغضب و أرادت افراغ تلك الشحنة تلجأ الى الطعام بجميع أنواعه
واثناء تناولها لتلك المقرمشات ظلت تعنف نفسها محدثة إياها بصوت عالى
-غبية انتى بنى آدمة غبية وهو معاه حق….ليه بقى عشان انتى الغلط عليكى من ساسك لرأسك
رفعت رأسها للأعلى مغمغمة بحنق
-منك لله يا حنين يارتنى ماسمعت كلامك ده قلبته زفت ومبيصالحش بسهولة اعمل انا ايه بقى ياربى
اخفضت يديها و هى تتأفف ووضعت الطبق أمامها بقوة على الطاولة فاصدر صوتًا أثر ارتطامة بالطاولة الزجاج فعقدت قدميها امامها و اغلقت التلفاز و قالت بنبرة هادئة محاولة بث الطمأنينة بنفسها
-أهدى كدة اهدى و فكرى ثائر عمل كدة عشان خايف عليكى و انتى عارفة انك غلطانة و تستاهلى ضرب الجزمة بس اعمل ايه بقى عشان اصلح اللى انا هبيته ده تعملى ايه يا بت يا هيام تعملى ايه!!!!
شهقت بخوف بعدما رفعت عينيها لترى والدتها تقف امامها تنظر لها بدهشة مغمغمة بتسأول
-يا عيني يا بنتى دماغك فوتت و لا ايه بتكلمى نفسك يا هيام!؟
وضعت هيام يدها على صدرها و ابتلعت ريقها التى جف اثر خوفها
-حرام عليكى يا ماما خضتينى…انتى جيتى امتى
جلست هبة بجوارها و قالت
-لسه واصلة محستيش بيا لما فتحت الباب لا
نفت هيام برأسها و قالت
-لا كنت بفكر ازاى اصالح ثائر
كزت هبه على اسنانها و قامت بلكزها بذراعيها بعنف و غضب قائلة
-انتى ازاى يا بت انتى تضحكى عليا امبارح و تقوليلى رايحة تذاكرة و انتى والهانم التانية رايحين تتسرمحوا هاااا
تأوهت هيام بوجع و حاولت النهوض من مكانها حتى تخلص نفسها ولكنها لم تستطع فظلت هبه متمسكة بذراعيها
-ااااه يا ماما حرام عليكي دراعى اي اي بتقرصينى لية طيب دلوقتى قرصتك بتوجع والله اه اه
تركتها هبه مع دفعه بسيطة منها و قالت بغضب
-اسمعى يا هيام حنين دى مش كويسة الصحبة اللى تخليكى تكدبى على اهلك وتعملى حاجات غلط تبقى مش بتحبك و مش بتخاف عليكى و مش هيجى من وراها غير وجع القلب و من انهاردة انتى و هى جيران و بس انتى سامعه
-بس يا ماما
صاحت بها هبه بغضب اعمى
-مفيش بس انا ده اللى عندى حنين اخت يوسف على عينى و راسى لكن متنسيش انها بنت ثباح و بصراحه انا بقيت شيفاها متفرقش حاجة عن صباح
أقتربت منها هيام وقامت بأحتضانها و محاوطتها بذراعيها قائلة
-يا ماما والله حنين ما وحشة هى بس كا
قاطعتها هبه و منعتها من استرسال حديثها و قالت بنبرة لا تتقبل النقاش مخرجة جسدها من محاوطتها تلك
-ده اخر كلام عندى يا هيام والا والله لسانى ما هيعاتب لسانك و انتى حرة بقى
تنهدت هيام و اقتربت منها و احتضنتها مرة أخرى وقالت باعين لامعة بالدموع
-خلاص حاضر اللى تشوفيه و يريحك هعمله بس انتى متزعليش انا مليش غيرك انتى و ثائر و سارة
نظرت لها هبه بجانب عينيها و قالت بهدوء
-يعنى مش هتختلطى بيها بعد كدة و لا تكلميها
اماءت لها هيام براسها مؤكدة ما قالته وسرعان ما خرجت من احضانها قائلة
-ها سامحتينى بقى
زفرت هبه وهتف وأبتسامة محبة حنونه ترتسم على وجهها
-أكيد بس لو عرفت انك كلمتيها و
قاطعتها هيام بمرح قائلة
-مفيش و دى بعد كدة تعاملى معاها هيبقى بحدود و انها حنين جارتى و بس وانتى معاكى حق هى لو كانت بتحبنى فعلا مكنتش حطتنى فى موقف زى ده
قطعت حديثها و عضت على شفتيها و طأطات راسها للاسفل قائلة
-طب انا ينفع اطلب منك طلب
-ايه هو !؟
رفعت هيام راسها و قالت بحماس
-ينفع تكلمى ثائر وتقوليله يطلع يتعشا معانا انهاردة
أتسعت أبتسامة هبه على ابنتها العاشقة و قالت برضوخ
-ماشى يا ستى حاضر هكلمه
********
-يووووسف
ألتف يوسف الذى كاد ان يدلف البناية بعدما عاد من مكتب المحاماه الذى يعمل به فتحرك من أمام البناية و اتجه صوب ثائر الذى نادى عليه فسبق ثائر داخل المحل ولحقة يوسف الذى قال بأرهاق
-خير يا ثائر فى حاجة و لا اي
اماء ثائر برأسه وقال بخشونه
-ايوة ده فى حاجات و بلاوى سودة
عقد يوسف ما بين حاجبية و قال بدهشة و ترقب
-خير يا ثائر
اقترب ثائر منه وقال
-امبارح بليل محمود كلمنى وقالى انه حنين و هيام سهرانين فى الكبارية اللى هو شغال فيه
صدم يوسف و اتسعت عيناه و فرغ فاها و قال بعدم تصديق
-نعمممم!!! انت بتقول ايه حنين اختى انا كانت سهرانه فى كبارية
إلتوى فم ثائر بأبتسامة ساخرة و حرك رأسه تأكيد على حديثة
-ايوة و الانقح بقى ان اختك هى اللى خدت هيام هناك واكيد دى مش اول مرة و
توقف ثائر عن حديثة عندما وجد يوسف قد غادر المحل مهرولًا تجاه البناية فتنهد بضيق و قال بتوعد
-اشربى بقى يا حنين
فتح باب المنزل و هرول داخله و هو يصيح بنبرة جهورية قوية ٩ادة بأسم شقيقته
-حنين!!!!!!
خرجت والدته و سارة على صوته و كذلك حنين فصاحت سارة بقلق
-مالك يا يوسف فى ايه
دب الرعب مخالبة بقلب حنين عندما رأت شقيقها بتلك الحالة فظلت محاولة التمسك بثباتها الزائف والذى سريعًا ما زال عندما اقترب منها يوسف كاليث الحبيس قابضًا على خصلاتها مغمغم من بين اسنانه و يديه الاخرى تصفعها على وجهها بقوة
-بتقرطسينى يا بت…بتقرطسينى يا بنت *** و بتخرجى من ورانا ليه قالولك عنى مش راجل و لا ايه
اقتربت صباح و سارة منه محاولين فكاك حصارة عن شقيقته ولكنهم لم يستطعوا فصاحت صباح بضجر
-الله ما تسيب البت يا يوسف، بنتى ما عملتش حاجة سيبها بقولك
فارت الدماء بعروقه و صاح بنبرته التى تحمل بين طياتها الكثير و الكثير
-بنتك دى مترتبتش ومدام كدة بقى فانا هربيها من اول و جديد مش على أخر الزمن تروحى كباريهات يا بنت ***
سالت الدموع من عيناها و قالت بتبرير ومحاولة منها للتخلص مما يفعله و انقاذ نفسها من براثنه
-مش انا والله يا يوسف دى هيام هى اللى خدتنى هناك وفضلت تزن عليا انا اول مرة اروح هناك صدقنى يا يوسف
ابتسم يوسف بتهكم و قال بنبرة فحيح كالأفاعى
-مصدقك يا قلب اخوكى مصدقك
زاد ضغط يديه على خصلاتها و قام بسحبها معه و قام بدفعها داخل غرفتها فأرتطمت بالأرضية متأوهة من تلك الدفعة فأغلق الباب من خلفها وسحب المفتاح من الباب واضعًا إياه بجيبه مغمغم بقسوة موجهًا حديثه لوالدته و سارة
-على الله الباب ده يتفتحلها على الله انتوا سامعين
اماءت له سارة قائلة بهدوء
-حاضر يا يوسف
نظر لهم بعينيه الغاضبة و اتجه لغرفته و اغلق الباب من خلفه فجزت صباح على اسنانها قائلة بتوعد
-ماشى يا يوسف ماشى
نظرت لها سارة باستنكار و قالت بضيق
-انتى مع مين بضبط انتى بدافعى عن الغلط ازاى انا عايزة افهم ده بدل ما تشكرية عن خايف عليها
-ايه ده ايه ده تصدقى خفت يا بنت تهانى
أدرات سارة وجهه للناحية الاخرى و غمغمت بضيق و غضب
-ياريت متجبيش سيرة ماما تانى ماما الله يرحمها و بعدين هى مش كانت صاحبتك و لا انا كان متهيألى
نظرت لها صباح من رأسها لاخمص قدميها بأستحقار وغادرت من امامها و هى تغمغم ببعض الكلمات الغاضبة
ظلت سارة تطلع لاثرها و دلفت خلف زوجها الغرفة وما ان دلفت حتى وجدته جالسًا على الفراش واضعًا راسه بين يديه فنادت عليه ببحتها المميزة و التى بعشقها
-يوسف
قالتها و هى تقترب منه جالسة على الفراش بجواره فرفع راسه ينظر لها ببرود تعلمه جيدًا و تعلم بانه يحمل خلفه الكثير و الكثير من الغضب
-نعم!!!
رفعت يديها مغلغة أصابعها بخصلاته السوداء مهندمة إياها وعينيه تجول على وجهه بعشق قائلة
-عارفة انه معاك حق فى كل اللى عملته بس حنين و هيام دلوقتى فى سن طايش و تصرفاتهم كلها هتبقى مندفعه و احنا دورنا ككبار اننا نقف جمبهم عشان اى غلط يعملوه نبقى عارفينه و نرشدهم للصح و لا ايه
أخذ نفسًا طويلًا و عاد بظهره للخلف متسطحًا بجذعة العلوى على الفراش و قال بأنهاك و أرهاق
-انا تعبت يا سارة تعبت مش عارف القيها من ماما و لا حنين و لا حتى منك انتى
تحركت من مكانها مستمعه لحديثه و يديها تقوم بأخلاع حذائه وما ان انهى حديثه حتى نهضت مقتربة منه متسطحو بجواره دافنة نفسها داخل احضانه فضمها بيديه مقربًا فمه من خصلاتها مقبلًا إياها بقبلة حنونه متمنيًا لو كان بأمكانه ادخالها داخل قلبه و يغلق عليها غير سامحًا لها بمفارقته أبدًا فقالت وهى تشعر براحة كبيرة تعتريها وهى تستسعر بأنفاسة التى أصبحت منتظمة تنافى ما كانت عليه منذ قليل
-انا هقوم احضرلك الغدا تتغدا و ليكى عندى انهاردة نقضى سهرة محصلتش
أبتسم لها ابتسامة جذابة فرفعت عينيها تنظر له قائلة بحزن مصطنع
-ممكن أعرف بتضحك على ايه يا استاذ يوسف
ابتسم لها مرة أخرى و قال
-ولا حاجة يا ستى، ولو على الغدا فنفسى اتسدت متحضريش حاجة انا عايز انام و بس
غادرت احضانه فشعر بقلبه يغادر معها ما ان نهضت من حواره و وقفت امامه قائلة بنبرة يشوبها المرح
-بقى انا واقفة من صباحية ربنا بحضرلك فى الغدا و انت تيجى بكل سهولة كدة تقولى مش واكل ده حتى يبقى حرام وقفتى فى المطبخ و الحر ده
رفع حاجبيه و هو ينظر لها و قال مضيقًا عينيه
-انتى عاملة اكل ايه!!
اقتربت منه قائلة بخفوت و الابتسامة على محياها
-عاملة فتة و كوارع!!!!
ابتلع ريقه و قال بنبرة جدية زائفة
-انتى لسه واقفة عندك بتعملى ايه يا هانم انا مش راجع من الشغل و المفروض تحضريلى الغدا ايه الدلع اللى انتى فيه ده ده تهريج…
ابتسمت وقالت
-معاك حق ده تهريج فعلا انا رايحة اسخن الاكل و اعمل طشة التوم عن إذنك
***********
فى المساء
صدح رنين هاتفه فأجاب عليه بعدما وجدها هبه فأجاب عليها سريعًا
-ايوة يا هبه
-إيه يا ثائر كل ده عشان ترد
-كان فى زباين يا هبه و معرفتش ارد
اماءت هبه وقالت بنبرة جدية
-طب يلا اقفل المحل و اطلع عشان عايزاك فى موضوع
قطب جبينه و قال بلهفة ممزوج بخوف طفيف
-خير فى حاجه و لا ايه، هيام كويسة
لاحت بسمة على وجهها و هى ترى لهفته على ابنتها و قالت
-كويسة كويسة انا عايزاك بس تطلع شوية هينفع و لا ايه
ابتسم ابتسامتة المميزة و قال بمرح
-ده لو مينفعش ينفعلك
وبعد مرور بضعة دقائق و بعدما أغلق المحل صعد البناية و طرق الباب ففتح الباب و ما كاد ان يبتسم ظنًا منه بأنها هبه حتى وجد هيام امامه فأرتخت ملامحه و هو ينظر لها من أعلاها لاسفلها فكز على اسنانه حتى اصدرت صوتًا….فدفعها من كتفيها داخل المنزل دالفًا إياه غالقًا الباب من خلفه مغمغمة بغضب و شراشة
-نهار ابوكى اسود انا مش قايلك مليون مرة متفتحيش بشعرك انتى غبية و لا هبلة و لا عايزة تجنينى و لا عايزة ايه بضبط عشان ابقى فاهم بس
ابتلعت ريقها و قالت بتلعثم
-انا انا عارفة انك انت عشان كدة فتحت و بعدين مفيش حد غيرك
زفر و زمجر قائلًا
-هيام اخفى من قدامى انا مش طالعلك اصلا انا طالع لهبة
اقتربت منه خطوة و تعلقت بيديه كالطفلة قائلة بطفولية
-يا ثائر عشان خاطرى عشان خاطر هيام عندك لتسامحنى بقى والله ما هعمل كدة تانى وحياتك عندى ما هعملها
كز على اسنانه و تركها واقفة بمحلها متجهًا تجاه المطبخ بعدما استمع لتلك الأصوات التى تصدر منه
دلف المطبخ فوجد هبه تصنع الطعام فابتسمت له قائلة
-اهلا يا ثائر الاكل خلاص اهو هخلصه و نتعشا سوا و بعدين هتكلم معاك اسبقنى انت وانتى يا هيام اول ما اندهه عليكى حضرى تمام
اماءت لها هيام من خلف ثائر فغادر ثائر خارجًا من المطبخ فأقتربت هيام من والدتها و الدموع تلمع بعينيها
-ثائر مش طايقنى يا ماما و مش طايق حتى يكلم معايا
تنهدت هبه التى كانت تجفف يديها قائلة
-ما انتى السبب يا هيام و هو معاه حق روحى اتكلمى معاه بهدوء و اعتذريلة و اسمعى كلامنا بخصوص حنين انتى سامعة
اماءت لها و غادرت المطبخ لتلحق به فوجدته يجلس بحجرة الصالون وسيجارته بفمه ينفث دخانها بغضب فقادتها قدميها نحوه و جلست بجواره مطأطاة رأسها للاسفل بخجل قائلة بندم
-انا اسفة يا ثائر و وحياتك عندى ما هعمل حاجه من وراك تانى
تجاهلها ثائر وكأنه لم يستمع لها وكم اراد المغادرة الآن نادمًا على الصعود و الجلوس مع صغيرته التى اصبحت رأسها مثل اليابس
اما هى و بتلك اللحظة شعرت بأنها لا تستطع أخفاء مشاعرها اكثر من ذلك تريد البوح له بكل ما يعتريها من مشاعر وعشق….تريده ان يعلم بعشقها و هوسها به تريده ان يبادلها مشاعرها
رفعت يديها لتلمس وجنته و جعلت وجهه بمقابلتها وكذلك رفعت عيناها البنيه لتتقابل مع عينيه،فأزدردت ريقها و هى تطلع بعينيه التى لطالما آسرتها،و قالت بأندفاع وهى تقترب منه وعينيها تجول عليه بلهفة
-انا بحبك يا ثائر بحبك، انت ازاى مش ملاحظ، ازاى مش حاسس بيا، ازاى كل ده مفهمتش حقيقة مشاعرى ناحيتك، انت ازاى مش شايفنى لحد دلوقتى، انا بحبك يا ثائر انا مجنونه بيك مهوسة بيك انت حاسس بيا مش كدة
جحظت عيناه و هو ينصت الى حديثها الذى جعله يتسمر مكانه فكيف لطفلته، تلك الفتاة التى حملها بين ذراعيه عقب ولادتها مباشرة و اختار لها اسمها،ان تكن له بكل تلك المشاعر المتأججة التى جعلت صدرها يعلو و يهبط بشدة، تتلهف لسماع اجابته، تتأمل بأن يكون لها عاشقًا مُتيمًا، مثلما اصبحت هى
ولكنها لم تعلم ما الذى فعلته به، فهو يشعر و كأن دلوًا من الماء قد وقع عليه، فكيف يخبرها بانه لا يراها سوى طفلته الا تعلم تلك الغبية فارق العمر بينهم، والاهم فكيف سيخبرها بأنه عاشقًا و مهوسًا بأخرى، وتلك الآخرى لست سوى والدتها…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))