روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الخامس والعشرون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الخامس والعشرون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الخامسة والعشرون

أشعلته كلماتها وجعلت نيران الغيرة تنهش قلبه والشكوك تسير بعروقه، لكن سريعًا ما نفض تلك الشكوك مخبرًا نفسه أن معشوقته وحبيبته لا تفعل ذلك
أنتشل هاتفه وقام بمهاتفتها فوجد هاتفها مغلقًا فقال بينه وبين نفسه مكذبًا حديث (حنين)
-كدابة، ومش هصدقك انا متأكد أن هيام متعملش كدة
اماء برأسه و ردد كلماته الأخيره كأنه يحاول أقناع عقله وقلبه بها
-ايوة هيام متعملش كدة انا متأكد
*******
في الجامعة
خرجت من محاضراتها بعدما أنتهت تتأفف بضجر شاعرة بصداع طفيف واضعه يديها على راسها موضع الآلم
رفعت رأسها فوجدته أمامها مرة أخري فقالت مضيقة عينيها
-أنت تاني!!!!
اماء لها مقتربًا منها بضعة خطوات والأبتسامة تكسو وجهه مرددًا بنبرة حنونة
-أيوة أنا تاني وتالت ورابع وخامس كمان
زفرت محركة رأسها بيأس مغادرة من أمامه، لحق بها وسار خلفها متمتم بكلمات وقحة متغزلًا بها
-بقى بذمتك عايزاني اشوف الجمال ده كله وامنع نفسي عنه، لا أنتِ كدة بتهرجي
توقفت عن الحراك وألتفتت تنظر له والغضب يطلق كالسهام من عيناها
-اسمع يالا انت، انا مش زي رنا أنا تربية هبه اللي شقيت وتعبت عليا يعني مش دلوعة مامي زيك، وممكن اكلك بسناني هنا، وعشان كدة تبعد عني وده أفضلك بدل ما يتعمل منك بوفتيك
بوفتيك!!!
-أه يا خويا بوفتيك إيه مش عارفة، على العموم يعني انا حبيت احذرك عشان ثائر مش سهل ومتعرفش ممكن يعمل فيك إيه لو عرف أنك بضايقني، وانا عشان خاطر القرابة اللي بينا بس هسكت ومش هفتح بوقي بس وديني لو لمحتك تاني وقربت مني تاني ماهسمي عليك انت سامع
كان يتابعها بذهول تام ومن تغيرها الجذري وتحولها من تلك الفتاة الرقيقة لآخرى لا تشبه الأولى بشيء
لمحت (حنين) التي سارت بجوارهم وأبتسامة جانبية شيطانية تزين ثغرها
ابتلعت (هيام) ريقها وتحركت من أمام (إياد) مغادرة
ظل يتابعها بعيناه وما أن غادرت حتى حلت ابتسامة شغوفة محل صدمته وأعجابه بها يزداد رويدًا رويدًا
*********
فتح(آسر) جفونه بصعوبة مستيقظًا بسبب تلك الأصوات العالية التي تأتي من الخارج، نظر بجواره فوجدها لاتزال نائمة وخصلاتها المتمردة محاوطة وجهها، رفع يديه راغبًا بلمسها والشعور بها مرة أخرى مكررًا ما حدث أمس، لكنها تململت بنومها مما جعله ينتفض من مكانه سريعًا ذاهبًا تجاه الأريكة التي لم ينام عليها أمس متصنعًا النوم، وظل منتظرًا إياها حتي ذهبت بسبات عميق وأستلقى بجوارها متأملًا ملامحها يمليء عينه منها مستنشقًا رائحتها مستمعًا لأنينها الخافت والذي كان سببه كابوس مزعج، فأراد أيقاظها ولكنه إذا فعلها سيحرم ذاته من ذاك النعيم الذي ينعم به الآن
همس بجواره أذنيها بكلمات بثت بها الطمأنينة جعلتها تتوقف عن اصدارها
-هششش أهدي مفيش حاجة أنا جنبك يا رقية
تقلبت بنومها واصبحت تنام على جانبها بعدما كانت تستلقى على ظهرها، وارتفعت يديها محتصنة إياه متمسكة به كالطفل الصغير
أعتلى ثغرة ابتسامة ورفع يديه معانقًا إياها بسعادة انسته ما حدث معه، وكيف لا يحدث وهو يحظى بـ أول عناق
تحرك ببطء شديد جاذبًا الغطاء مدثرًا نفسه اسفل الغطاء هو الآخر وشعور غير مالوف يسيطر عليه فهو يشعر وكأنه شاب مراهق يعشق اِمرأة لأول مرة….
وبعد تأمل طال كثيرًا أغمض عينيه ونام بعمق
أعتدلت على الفراش بعدما أستيقظت ونظرت تجاهه فوجدته لايزال نائمًا
تركت الفراش وتحركت صوب الخزانه ببطء محاولة عدم أصدار اي صوت يؤدي لأيقاظه، التقطت ملابس بها و ولجت المرحاض
فتح عينيه واعتدل على الأريكة بعدما كان يراقبها دون أن تراه، دوى رنين هاتفه فالتقطه وأجابه بهدوء
-ألو
-ألو!! طب قول صباح الخير طيب
-صباح الخير
اجابته (شهيرة) بضيق
-بعد إيه بقى
كز علي اسنانه بغضب وكاد أن يصيح بها وينهرها على ما تفعله بالصباح الباكر، لكنه سيطر على غضبه وكبحة بداخله متمتم من بين اسنانه
-شهيرة أصتبحي وقولي يا صبح انا مش ناقصك
حركت احدى قدميها بغضب وهي تنفث دخان سيجارها
-انت فين يا آسر مش على اساس هتبات معايا امبارح، أنت فين بضبط
-موجود مطرح ما انا موجود انتِ هتحاسبيني ولا إيه وبعدين لسه فاكرة تسالي عليا دلوقتي طب والله كويس
-انا مراتك!!ولازم اعرف جوزي فين من امبارح، أنا استنيك كتير بس افتكرتك عندك شغل وهتتأخر شوية وراحت عليا نومة ومصحتش غير دلوقتي وبرضو ملقتكش في البيت
في ذات الوقت خرجت (رقيه) من المرحاض و وجدته مستيقظًا يتحدث بهاتفه والغضب لا يفارق قسمات وجهه
-بتكلم مين يا آسر
استمعت (شهيرة) لـ صوت (رقيه) فأرتفعت شفتيها بابتسامة ساخرة
-آه قول كدة بقى هي مراتك رجعت
أغلق (آسر) بوجهها ونهض من مكانه قائلًا
-بكلم ماما بتشوفني فين
اماءت له بتفهم وهى تراقبه وتراه يكاد يدخل المرحاض فأوقفته بسؤالها
-انت هترجع امتى
-انهاردة هرجع متقلقيش
-أنا مش قلقانة ده كويس جدا خلينا نمشي من هنا لحسن خلاص هطق من اسالتهم وانتوا مخلفتوش ليه وماتنيلتوش ليه وأسئلة مش بتخلص لحد اما كلوا دماغي لا وكله كوم واللي بيلقحوا عليا بالكلام كوم تاني ببقى عايزة اققوم امسك في زمارة رقبتهم بس
كاد تكمل لكنها توقفت عند استماعها لصوت اغلاق الباب، فانتفض جسدها اثر تلك الدفعة وقالت بصوت عالي نسبيًا
-ايه قلة الذوق دي يا بني آدم، هو انا مش بكلمك أووف
********
أستيقظت من نومها واعتدلت على الفراش وهى تفرك عينيها، فوجدته يغط بنوم عميق، قطبت جبينها وتحركت قليلًا وألتقطت هاتفها ناظرة بالوقت، فوجدته قد تخطت الثانية عشر ظهرًا
نادت عليه بخفوت عدة مرات ولكن ما من أستجابة فصاحت بصوت عالي فزعه وجعله ينتفض من نومه ليسقط أرضًا
أتسعت عيناها وأسرعت متحركة من مكانها تنظر لسقوطه المفاجئ
نهض (مالك) من على الأرض دافعًا الغطاء الذي سقط برفقته بعيدًا عنه صارخًا بها بصوته المتحشرج أثر نومه
-في إيه يا بنتي أنتِ حد يصحي حد كدة
منعت ابتسامتها من الظهور كاتمة إياها بداخلها مغمغمة بلامبالاه ناهضة تلك المرة عن الفراش
-اعملك إيه طيب ما انا قاعدة بنادي عليك وأنت ولا الهوا، ذنبي إيه بقى أن انت نومك تقيل ها، انا الحق عليا اني صحيتك المفروض اسيبك تتأخر اكتر وأكتر، اقولك ابقى تف على وشي لو صحيتك تاني
اقترب منها عاضضًا على شفته السفلى قائلًا بغيظ
-يا بت يا بت أديكي بونية في وشك اطبقهولك، انتِ إيه بالعة راديو يخربيتك صدعتيني
تأففت ضاربة بقدميها على الارضية وقسمات وجهها يليح عليها الغضب الطفولي
تحركت من أمامة ترغب بدخول المرحاض فانتشلها من ملابسها برفق وبطريقة مسرحية مما جعلها تعود تلك الخطوات التي خطتها مرة آخرى لينزاح غضبها ويحل محله الدهشة من فعلته وقال بعبث
-أنتِ رايح فين انا اللي هدخل الحمام اتفضلي حضريلي الفطار يلا
تركها والجًا المرحاض تاركًا إياها تحت تأثير صدمتها فقالت بضجر ونبرة طفولية بحته وصلت لمسامعه
-ده إيه الظلم اللي انت فيه ده، انا اللي كنت هدخل الاول يا بارد يا تنح
خرجت من الغرفة وهى تمتم بكلمات غير مفهومة نتيجة لتذمرها وأستنكارها لـ فعلته
وجدت امامها (نبيلة) التي تنظر لها وابتسامة حاولت اخفائها لكنها لم تفلح واستطاعت (رنا) رؤيتها بسهولة
-صوتكم عالي ليه، انتوا لحقتوا تتخانقوا ده انتوا لسه في شهر العسل
أنفجرت (رنا) كالأعصار قائلة بعصبية مفرطة
-شهر عسل إيه قولي بصل ابنك مطلع عيني ولا كأني خدامة فلبينية عنده
اقتربت (نبيلة) منها مربتة على ظهرها بحنان
-فلبينية مرة واحدة، معلش بقى يا رنا بس انتِ لو فكرتي كدة تبقى عبيطة ده ابني وانا عرفاه وانا بقولك انه بيموت فيكي وبيعشق التراب اللي بدوسي عليه
تنهدت (رنا) بوجع قائلة
-والله بدأت اشك في حبه ليا، بدأت أحس أن حبه ليا بيتبخر يا طنط
ألتوى فم (نبيلة) بابتسامة جانبية وقالت
-مدام فكرتي كدة تبقي عبيطة وبعدين إيه طنط دي قوليلي يا بلبُلة
ابتسمت (رنا) ابتسامة مجاملة مجيبة بأنصياع
-حاضر يا بلبلة
-ايوة كدة، يلا بقى انا هخرج دلوقتي مع صحابي وهحاول مطولش وأنتِ براحة على ابني ده بيحبك ها
-طب بالله عليكي يا شيخة لتقوليله هو براحة عليا
دوت ضحكتها عاليًا قائلة بمرح
-بس كدة عيوني
غادرت (نبيلة) وتحركت (رنا) صوب المطبخ كي تحضر له ما تستطع تحضيره، كادت أن تشرع بالتحضير فاستمعت لصوت رنين المنزل
تركت ما بيدها وتحركت للخارج وفتحت باب المنزل فسرعان ما تسمرت مكانها وهتفت بصدمه
-ماما!!!!
أزاحتها (ندى) من امامها وولجت المنزل وعينيها تجول به بكره وبغض قائلة بسخرية
-كويس انك لسه فاكرة اني امك، اقفلي الباب ده وتعاليلي يا حلوة عشان عايزة احكيلك على سر خطير خباه عنك حبيب القلب
أغلقت(رنا) الباب ولحقت بوالدتها مضيقة عينيها
-سر إيه! أنتِ تقصدي إيه بضبط
خرج (مالك) من الغرفة مرتديًا ملابسه مستعدًا للذهاب لعمله وتناول وجبه الافطار التي من المفترض أن تكون حضرتها له (رنا)
صُدم من وجود (ندى) وحول نظراته المتلهفة تجاه (رنا) عالمًا ان لحظة المواجهه قد حانت وأن والدتها ستخبرها بعلمه بكل شيء منذ البداية، كل ذلك دار بخلده لكن أكثر ما أقلقة هو رد فعل زوجته عندما تعلم ما اخفاه عنها
صاحت (ندى) بتهكم وهى تقترب من مالك بخطوات بطيئة
-طب كويس أن حبيب القلب موجود عشان تبقى مواجهه عن حق ومينكرش كلامي ولا يكدبة ونبقى وش لوش
رفعت (رنا) أحد حاجبيها بعدما تغلغلها الشك وقالت بلهجة غليظة
-هو في إيه بضبط انا عايزة افهم
ألتفتت (ندى) ناظرة لها قائلة
-البيه جوزك اللي بتحبيه واتفقتي مع إياد ابن أختي عليه و وهمتيه أنه حصل حاجه بينكم عارف كل حاجة من الأول وكان عارف انك بتكدبي عليه، وبدل ما كنتي أنتِ اللي بتشتغليه طلع هو اللي بيشتغلك
كانت تتنظر سماع جوابها وما أن فتحت فوها ونطقت بأتفاقها مع إياد حتى أزدادت خفقاتها بجنون حتى شعرت بأن قلبها سيخرج من محله خوفًا من رد فعل (مالك) لكن استماعها لباقي حديث والدتها جعل ملامحها ترتخي تطلع لـ(مالك) الذي يبادلها أنظارها ينتظر رد فعلها وما ستفعله، لكن ما حدث جعل الصدمة تعتري كلًا من (ندى) و (مالك)
سارت (رنا) تجاه (مالك) والصدمة لاتزال تعتريها، وقفت امامه مباشرة تطلع له لثوانٍ قليلة ظنت خلالهم (ندى) أنها ستصفعه على وجهه ولكن بدلًا من ذلك ارتمت باحضانه والسعادة تكاد تقفز من عيناها محتضنة إياه بحب وعشق
-انا مش مصدقة، يعني انت عارف كل حاجة، يعني انت وافقتني و وافقت تجوزني رغم انك عارف انه محصلش حاجة بيني وبين إياد، انا بحبك اوي يا مالك
سعد (مالك) ولمعت عينيه ببريق السعادة فتحركت يديه رغمًا عنه محاوطًا إياها، وعقله لا يستوعب بعد رد فعلها، أما قلبه فكان يرفرف ويحلق بالسماء
غضبت (ندى) واقتربت منهم نازعة (رنا) من بين احضانة صارخة بها بهستيريا
-أنتِ هبلة يا بت بقولك كان بيشتغلك وبيضحك عليكي المفروض تلطشية قلم بدل ما تحضنيه
-لا يا ماما مالك جوزي وانا بحبه وانتِ اكتر واحدة عارفة كدة، وأيوة فرحت أنه طلع عارفة ومش فارق أي حاجة معايا من اللي بتقوليها أنا مسماحة معأن المفروض انا اللي اطلب منه يسامحني مش هو انا اللي غلط في حقه مش هو
اشتعلت عين (ندى) واماءت براسها عدة مرات متوعدة لهم، فاندفعت خارجة من المنزل والنيران تتأجج بداخلها دافعه الباب بعنف من خلفها
استدارت تنظر له وكادت أن تفتح فوها، فسبقها واضعًا سبابته على ثغرها مقتربًا منها حد الهلاك قائلًا بنبرة متسارعة اثر مشاعره المفرطة تجاها
-هششش ولا كلمة تاني
أنحني مقبلًا ثغرها قبلة طويلة تبادلها معها، عبرت عن الكثير مما يشعرون به تجاه بعضهم من عشقًا كبير
ابتعد عنها هامسًا امام شفتيها المبتسمة بعشق
-هو انا قولتلك قبل كدة أني بحبك ومهوس بيكي
نظرت لعيناع بحالمية وقالت بهمس أثار مشاعره
-لا مقولتش
ابتسم ابتسامة جذابة وقال وهو ينحني تجاه شفتيها مرة آخرى مقررًا اكمال زواجهم الذي لم يكتمل بعد
-طب اديني بقولك اهو بحبك
أنهى كلماته ملتقطًا شفتاه مرة أخرى متحركًا معها تجاه غرفتهم
**********
عادت هيام من جامعتها فقابلتها (سماح) بابتسامة بشوشة قائلة
-حمدلله على السلامة يا هانم
اجابتها (هيام) بأنهاك
-الله يسلمك يا سماح
اكملت (سماح) حديثها قائلة باهتمام مزيف
-تحبي احضرلك الغدا عقبال ما تغيري هدومك
اماءت لها (هيام) بخفوت فاسرعت (سماح) تجاه المطبخ حتى تُعد لها الغداء وتضع لها تلك المادة المسممة بها
هاتفت (هيام) معشوقها واخبرته بعودتها، ولم يغيب عنها نبرته الغريبة التي عجزت عن تحديد نوعها
-مالك يا ثائر أنت كويس
اجابها بأقتضاب قائلًا
-كويس
-لا مش كويس في إيه ياثائر
كز على أسنانه ورفع رأسه نافخًا في الهواء
-هيام أنتِ بتقابلي مين في الجامعة!!
توترت وشحب لونها خوفًا وادركت ان صديقتها السابقة هى من فضحت آمرها فقالت مدافعه عن نفسها
-أكيد حنين اللي قالتلك بس والله يا ثائر والله ما زي ما انت فاهم، ده إياد ابن خالة رنا ومعرفش كان بيعمل إيه في الجامعة لما شفني سلم عليا، وحتى عرض عليا يوصلني وانا مرضتش وعرفته أنك مش حابب اني اتواصل مع اي شاب، بس هو حيوان وجالي تاني انهاردة وهزقته ومسحت بكرامته الأرض
أغلق الهاتف في وجهها غير مستمعًا لباقي حديثها فعضت على شفتيها بخوف لا تعلم ما الذي سيفعله، فقامت بمهاتفة (رنا) ولكن ما من مُجيب
أغلق (ثائر) معها ونيران الغيرة تحرق صدره يتوعد لذلك الشاب الثري الذي يلاحق زوجته فحاول الأتصال بـ (مالك) عدة مرات لكنه أيضًا لم يجيب
فكاد أن يهشم الهاتف لعدة قطع، لكنه سيطر على غضبه وقام بمهاتفه (خالد) وأخذ منه عنوان (إياد)
*********
فتح (إياد) باب المنزل وهو يدندن أحدى الأغاني وفكره مشغول بتلك الفاتنة الصغيرة، سقط ارضًا من تلك اللكمة المباغتة التي تلاقاها
وضع يديه موضع الضربة ونظر امامه يرى صاحب تلك اللكمة القوية فوجدة زوج تلك التي تشغل عقله وقلبه بـ آن واحد
دخل (ثائر) المنزل واغلق الباب بقدمه مقتربًا كالثور الهائج قابضًا على ملابسة بأحكام صائحًا بصوت جهوري جعل (رجاء) تستيقظ من نومها
-اسمع بقى يا حيلتها مراتي خط أحمر انت فاهم يا قلب امك، لو مش فاهم قول عشان افهمك بطريقتي، وأعلمك أزاي متقربش من واحدة متجوزة، انا مش طرطور يالا يا ملزق أنت
لكمة مرة أخرى و(إياد) يحاول التحرر من قبضته ولكنه لم يستطع فقبضة (ثائر) كانت فولاذية كالحديد
خرجت (رجاء) من غرفتها فكادت ان تعنف (ثائر) لكن حديثها ابنها جعلها تبتلع حديثها بجوفها تنظر له بصدمه
-لا مش سامع وأنت متستاهلش هيام، ده انت بلطجى ومتعرفش يعني إيه حب، هيام عايزة راجل يقدرها مش بلطجى زيك
فارت الدماء بعروقه فظل يلكم به بغضب اعمى جحيمي لا يرى امامه شيء فمجرد التفكير بأن آخر يفكر بزوجته ويريد الحصول عليها يجعله يثور ولا يهدأ
قلقت (رجاء) على ابنها متخطية صدمتها مقتربة من ثائر محاولة الفراق بينهم وبعد محاولات عديدة وصراختها على (ثائر) ابتعد عنه ويديه بها اثر دمائه التي نزفت من انفه وفمه
دفعته (رجاء) خارج المنزل بالقوة، اما هو فكان لا يهتم بدافعتها له وصاح مزمجر بصوت هز اركان المنزل
-ده بس درس صغير ليك يا روح أمك فكر بس تهوب ناحيتها تاني عشان تقول على نفسك يا رحمن يا رحيم
اغلقت الباب بوجهه واقتربت من ابنها تطمئن عليه ملتقطة هاتفها مهاتفه الطبيب الخاص بهم قائلة بتوعد
-والله لوديه في ستين داهيه البلطجي ده واخليه يترمي في السجون
ابتسم (إياد) بوجهه الدامي المتورم قائلًا ببطء
-سبيه انا اللي هحاسبه وحسابي هيبقى وحش اوي انا هوريه ازاي يمد ايده على اسياده المعفن ده
**********
-فينك يا حنين!!
أجابتها (حنين) بملل
-هكون فين يعني هو في غير الجامعة
اجابتها (صباح) بهدوء عكس طبيعتها
-طيب أخوكي اتصل وعزمنا على العشا عندهم فخلصي جامعة واطلعي عليهم
-خير إيه اللي فكره بينا!!
-بلاش كلام كتير ومتتأخيرش
-طيب
*********
وضعت (سماح) الطعام على الطاولة وأخبرت (هيام) بان الطاولة اصبحت جاهزة فاخبرتها (هيام) وهي تدور بالغؤفة ذهابًا وإيابًا تحاول الوصول لـ (ثائر)
-شيلي يا سماح مش هأكل مليش نفس
امتعضت ملامح (سماح) وقالت بضيق طفيف
-ليه يا بنتي هو انا أكلي معجبكيش ولا ايه
-يوووة مش وقته يا سماح مش هأكل بقولك
كزت (سماح) على اسنانها وغادرت الغرفة ساببه (هيام) بسرها ناعته إياها
وبعد قليل ومحاولات (هيام) العديدة للوصول لـ(ثائر) الذي اغلق هاتفه، دخلت (سماح) حاملة كوب من العصير مبتسمة بخبث قائلة
-طيب اتفضلي يا بنتي كوباية العصير دي هتهديكي على الآخر
تنهدت (هيام) ولم ترد أحراجها والتقطت كوب العصير وارتشفت منه عدة رشفات حتى انهته بأكمله
تنهدت (سماح) بسعادة وانسحبت من الغرفة
ظلت (هيام) على اعصابها حتى وصل (ثائر) ودفع الباب من خلفه
تملكها الذعر وهي تسمع صوته الغاضب يستفسر عنها من سماح
عضت علي شفتيها وانتفض جسدها عندما فتح الباب ودخل الغرفة واغلقه الباب من خلفه واقترب منها
انتبهت لأثار الدماء على ملابسه ويديه فأتسعت عيناه قائلة بفزع مقتربة منها متناسية خوفها منه
-أنت كويس إيه الدم ده يا ثائر!؟
مسك وجهها بيديه ورفعه حتى جعلها تنظر بعيناه وقال بنبرة متملكة
-أنتِ مراتي وحبيبتي وبنتي ومش هسمح لجنس راجل يأخدك مني
قالت بخفوت محاولة طمأنته وهي ترى الخوف بعيناه
-وانا بحبك أنت يا ثائر وانت عارف كدة كويس ومفيش راجل يملى عيني زيك، و والله انا هزقته و
قاطعتها تلك القبلة العاصفة التي اكتسحت شفتاها بقوة، رفعت كلتا يديها تحاوطة بتملك هى الآخرى لتبثه الأطمئنان والعشق

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى