روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثلاثون 30 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثلاثون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثلاثون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثلاثون

دخلت (مديحة)الحجرة الخاصة بأبنها و زوجته والأبتسامة الشامتة مرتسمة على وجهها، وجدتها تجلس كالقرفصاء وما حدث أمس يعاد أمامها مرة أخرى متذكرة كيف قام بتعنيفها وأراد سلب ما ليس له، تتذكر قبلاته المحمومة المتلهفة للمزيد والمزيد، وكلما تذكرت يزداد كرهها وبغضها له أكثر فأكثر أو ربما العكس فغيرتها وكرهها لـ شهيرة لا يعني سوى شيئًا واحدًا وهى أنها عاشقة….عاشقة حد النخاع، لكنها لا تستطع رؤية عشقها ذلك ولم تدركة بعد، لكنها ستدركة عاجلًا أم أجلًا
أخرجها صوت (مديحة)من شرودها وأفكارها قائلة بتهكم ممزوجة بسعادة
-ها اتأكدتي أنه متجوز عليكي
أماءت لها (رقية) ناظرة لها بتحدي بعدما أخفت حزنها الذي نهش قلبها وقطعه أربًا وتصنعت اللامبالاة
-اتأكدت
ارتفع حاجبي (مديحة) وقالت مقتربة منها عاقدة ذراعيها أمام صدرها ولا يغيب عنها حالة الفراش الفوضوية وعينيها الحمراء مثل الدم
-ومدام اتأكدي إيه اللي مقعدك لحد دلوقتي للدرجة دي معندكيش كرامة واحدة غيرك كانت قومت الدنيا ومقعدتهاش وكانت طلبت الطلاق بس انا شيفاكي ساكتة وعجبك الوضع، أنا اعرف ان ابني ميتسبش بس معقول مفيش كرامة خالص
صمتت قليلًا تنظر بعيناها فقط، والآخرى تبادلها نظراتها بتحدي وغضب يتطاير منهما فكادت أن تكمل لولا نهوض (رقية)المفاجئ وصراخها امام وجهها مغمغمة بعصبية شديدة
-أبنك ده ميلزمنيش، الراجل اللي يتجوز على مراته ويبعزق حقها فيه يمين وشمال ميستحقش يتقال عليه راجل، ومتفكريش أني مضايقة وغيرانة عليه لا أنا زعلانة على نفسي وعلى كرامتي بس هتوقع إيه من واحد تربيتك يا مديحة هانم
صفعتها…..وبقوة فكلماتها جارحة لاقصى درجة فهي تعيب بأبنها وبتربيتها مما ادي لتصاعد الدماء بعروقها، رفعت يديها جاذبة إياها من خصلاتها ولم تعطيها مهلة لاستيعاب صدمتها الأولى بصفعها بل عقبتها بجذب خصلاتها بعنف قائلة بصراخ وغضب حجيمي
-ابني راجل غصب عنك، ومش عيلة زيك اللي تيجي وتغلط في ابني وفي تربيتي مش أنتِ اللي اسمحلك تتعدي حدودك معانا، وآسر لما يجي هخليه يطلقك ويرميكي أنا مبقتش عايزة أشوف وشك هنا تاني يا زبالة أنتِ
نفضت (رقية) ذراعيها مجبرة إياها على ترك خصلاتها وقالت بتحدي واضحًا وضوح الشمس
-تبقي عملتي فيا جميلة، أصل ابنك مش عايز يطلقني مهووس بيا وبيعشقني لأقصى درجة
ابتسمت بتهكم مطالعة إياها بنظرة متفحصة ساخرة من هيئتها الطفولية وقالت مشيرة إليها من أعلاها لأسفلها
-بقى أبني أنا مهووس بيكي أنتِ وبيعشقك أنتِ، طب قولي كلام يتصدق اومال لو مكنش اتجوز عليكي بقى
رفعت (رقية) رأسها بكبرياء وتعجرف واقتربت منها هامسة أمام وجهها
-أتجوز عشان معرفش يطولني، ابنك لحد دلوقتي ملمسنيش
جحظت عين (مديحة) وظلت على صدمتها لثوانٍ أصبحت دقائق، فقالت بتلعثم
-أ أنت ب بتقولي إيه أزاي يعني ملم
قاطعتها بحدة مرجعة خصلاتها خلف ظهرها
-اللي سمعتيه وابنك عندك تقدري تسألية
صكت (مديحة)على اسنانها وكادت تقترب من (رقية) ولكن منعها تلك الطرقة على باب الحجرة فأردفت (رقية)
-ادخل
ولجت (الخادمة)الغرفة وقالت بأحترام جلي
-آسر بيه وصل ومعاه ضيوف وطالب من حضرتك تنزلي حالًا
**********
تجلس أمام المرآة بعدما أنتقت لها (رنا)أحدى الفساتين الخاصة بالمحجبات، لم ترد أرتداه ولكن ألحاح وأصرار (رنا)جعلاها توافقها لتجعلها تصمت وتكف عن الحديث فيكفيها ما تشعر به من صداع، دمعت عيناها ولمعت ببريق عجيب تعلم بأن ما ستفعله سيجرحة ويجعل قلبه ينزف مثلما ينزف قلبها، ولكن ما باليد حيلة وعليها فعلها فليس هناك حل أخر…
التقطت يداها الحجاب الخاص بها وبدأت بهندمته بطريقة عشوائية، ولجت رنا الغرفة مرة أخري واردفت ناظرة بساعه معصمها
-يلا يا هيام كل ده أتاخرنا و
قطعت حديثها واتسعت عيناها قائلة
-يالهوي إيه لفة الطرحة دي وإيه وشك ده، أنتِ رايحة عزا ولا إيه حرام عليكي يا هيام
اقتربت ملتقطة احدى أدوات التجميل ترغب بوضع القليل على وجهها متمتمة
-مال وشك اصفر كدة ليه وإيه الهالات اللي تحت عينك دي أنتِ مبتناميش كويس ولا إيه
نهضت هيام ومنعتها من وضع أي شئ على وجهها وقالت بنبرة باردة ولكنها حاسمة بذات الوقت وفتحت احدى الادراج والتقطت ذلك الكيس الصغير الذي تركته لها (سماح)وقامت بتخبئته بأكمام فستانها دون ان تراها رنا الغاضبة مما تفعله
-متتعبيش نفسك مش هحط حاجة وكفاية أني وافقتك اصلا احمدي ربنا
قالت كلماتها والجة للمرحاض مغلقة الباب بأحكام من خلفها مخرجة ذلك الكيس وأفرغت محتواه وقامت بأستنشاقها مغمضة عينيها مستمتعه بتلك الراحة التي تسللتها ما أن أستنشقت جرعتها اليومية
أما (رنا)فنفضت خصلاتها للخلف وقامت برفعهم على هيئة ذيل حصان وانتظرت خروجها بتذمر
خرجت (هيام)من المرحاض بعد وقت ليس بكبير و وقفت أمام المرآة مرة أخرى وبتلقائية قامت بحك انفها فقطبت (رنا)حاجبيها من فعلتها وكانت على وشك الحديث ولكن منعها رنين هاتفها والذي لم يكن سوى زوجها..
أجابته وقالت
-خلاص والله نازلين اهو طمن ثائر
استغلت (هيام)انشغالها بالحديث مع (مالك) واتجهت صوب الخزانة واخرجت ذلك التسجيل المخبأ بين ملابسها فربما قد تحتاجة اليوم لتجبره على تركها
*********
هبطت (مديحة)درجات السلم لتقابل الضيوف القادمين معه، كادت أن تخطي بقدميها مرة أخرى على درجات الدرج لكن رؤيتها لـ (صباح) و الفتاة الذي يليح على وجهها الضيق والضجر رامقة (آسر)بضيق من حين لآخر، كما لفت أنتباها الحقائب بجوارهم
أبتلعت ريقها وظلت عيناها معلقة بصباح والتي بادلتها نظراتها بآخرى متحدية
هبطت درجات السلم و وقفت أمام (آسر) الصامت يتابع أقترابها بصمت مريب جعلها تظن بأنها النهاية قد أوشكت
حافظت على ثباتها رغم ما يعتريها من قلق، ناعتة زوجها بسرها والذي يجعلها تواجهه كل شئ بمفردها منشغلًا هو بعمله
رفعت سبابتها وأشارت تجاه (صباح) و(حنين)بأشمئزاز وتعجرف واضح وصوتها يدوي بجميع أركان المنزل
-الأشكال دي بتعمل إيه هنا، أزاي تدخلهم بيتي
أرتفع جانب وجهه في غلاظة متعمدة قائلًا بنبرة متعجبة سرعان ما تبدلت لآخرى غاضبة حد الجحيم
-الأشكال دي!!!
مالهم الأشكال دي يا مديحة هانم شكلك نسيتي الحقيقة من كتر ما كدبتي ونسيتي أن اللي الواقفة قدامك دي تبقى أمي الحقيقة مش أنتِ
تجمدت الكلمات على طرف لسانها وتشنجت خوفًا من عدائيته الواضحة وردت بتلعثم مذعور
-أنت بتقول إيه يا آسر أنت بتخرف!! أنا ابقى أمك مش هى أنا
قاطعها بصياح غاضب وداخله يتلوى من كذبهم الذي لا ينتهي وعينيه تفضحه وتفضح مشاعره السوداء المستاءة غير منتبهًا لمن خرجت من غرفتها وتابعت ما يحدث ورأت وجعه وألمه بوضوح والغريب بالأمر بأنها شعرت بالالم من أجله وكأن ما حدث له حدث لها هى….
-كفاية بقى، كفاية كدب أنا خلاص عرفت
الحقيقة، أنتوا خدعتوني كل السنين دي، أزاي!؟
أزاي قدرتوا تعملوا كدة ازاي بعدتوني عن أمي أزاي وهمتوها أني مت إيه الأنانية دي، أزاي تكتبيني على أسمك وانا عندي أم
تجمعت الدموع بعين (صباح) وتألم قلبها وكم ترغب بتلك اللحظة بأن تجذب مديحة من خصلاتها وتخرج شحنة غضبها بها فهي قد حرمتها من فلذة قلبها، كانت تتعذب من فراقة وهي تنعم بأقترابه ومحبته
رأت (حنين)دموع والدتها فقطبت جبينها بدهشة وسريعًا ما أدرات وجهها ومصمصت شفتيها بسخرية وتهكم متمتمة بسرها
-أحييه دي بتعيط ده انا عُمري ما شفتها عملتها أظاهر أنه أستاذ آسر ده هنشوف العجب على ايديه
شعرت (مديحة)بأنها عاجزة مكبلة لا تقو على النظر بعيناه فلمعت عيناها بالدموع بعدما تجمعت بها فها هى تفقد محبة وثقة ابنها فقالت بصوت متحشرج مقتربة منه تريد لمسه لعله يحن عليها ولكنه ابتعد غير راغبًا بلمستها
-أنت أبني أنا، يمكن مكنش انا اللي مخلفاك بس أنا اللي ربيتك أنا اللي كنت معاك، اول كلمة نطقتها كانت ماما، نادتني أنا بماما، هى عندها غيرك بس أنا معنديش غيرك يا آسر أنت أبني أنا، أنا وبس
ردت عليها (صباح) بنبرتها الباكية
-وأنا اللي حرمتوني منه كدبته عليه و وهمتوني بموته وجعتوا قلبي وكسرتوا ضهري بخبر موته، متتبرريش ليه، كل اللي حصل كان مش بمزاجي واول كلمة قالهالك دي من حقي أنا، مفيش واحدة تقدر تحبه أكتر مني دة حتة مني أنا
أنتِ وكمال حرمتوني منه وحرمتوه مني
لم يتحمل ما يحدث فها هما على وشك الشجار فأغمض عينيه وقال بهدوء مريب وأعين مخيفة تخفى الكثير من الوجع
-خلاصة الكلام أمي وحنين هيقعدوا هنا معايا وتحت عيني مش هسمح بخرجوهم واللي هيفكر يخرجهم من هنا هيلاقيني بحصلهم انا كمان ومش هتشوفوا وشي تاني
أنهى كلماته وجر قدميه للخارج مهرولًا فتحركت رقيه من مكانها مهرولة هى الأخرى وهبطت درجات الدرج وكأنها في سباق مع الزمن ترغب باللحاق به فمن الواضح أنه مجروح وما فعله الآن فعله ليثير أستفزاز كمال ومديحة وينتقم منهم بوضع صباح أمامهم…..
خرجت من باب القصر وعينيها تبحث عنه بلهفة فوجدته قد أستقل سيارته وها هو على وشك المغادرة
هرولت تجاه السيارة و وقفت أمامها تمنعه من التحرك، تطلع امامه بغضب وهو يقبض بشدة على مقود السيارة فلا ينقصه سواها الآن…
تحركت سريعًا متجهه صوب الباب الجانبي المجوار لمقعده وأستقلت السيارة ونظرت له وحاولت أخفاء قلقها عليه وتحدتث بنبرة غير مبالية
-رايح فين يا آسر م
كادت تكمل فقاطعها بعصبية وهو ينظر أمامه وقال متفاديًا النظر بعيناها
-أنزلي يا رقية من العربية
أزدردت ريقها وعقدت يديها امام صدرها بتحدي وقالت
-ولو منزلتش هتعمل إيه يعني
كز على اسنانه من تحديها له
-مش هكررها تاني أنزلي يا رقية!؟
نفت برأسها وأصرت على موقفها قائلة بعند
-مش نازلة واللي
كادت أن تكمل جملتها مرة أخرى ولكن منعها تحركه وقيادته للسيارة بسرعة فائقة جعلت الخوف يتسلل قلبها وجسدها معًا….
**********
وصلا أمام المطعم المنشود والذي قام (ثائر)بحجزة بأكمله لأجلها فقط..
وقبل أن تتقدم ناحية المطعم جذبتها (رنا) وتمتمت
-أتفاجئ ها كأنك متعرفيش حاجة
أنتشلت (هيام)ذراعها برفق وخطت بقدميها تجاه بوابة المطعم مغمضة عينيها لوهله تستجمع شجاعتها فها هى على وشك تحطيم فؤاده
ولجت المطعم وسريعًا ما وجدت الورود تتقاذف عليها وكلا من (ثائر) و(سارة) و(يوسف) و(مالك) يعيدون عليها يتمنون لها سنه سعيدة
ظلت تطالع كلا منهما على حد و دقات قلبها في تسارع شديد، أخذت شهيقًا طويلًا أخرجته زفيرًا عنيفًا وهى تراه يقترب منها ملتقط يديها بحب ملثمًا إياها وعيناه لا تفارق عيناها
سارت رعشة بجسدها من قبلته الهادئة عقبها أقترابه منها وتقبيله لجبهتها هامسًا بهيام
-كل سنة وأنتِ طيبة يا حبيبتي عقبال العُمر كله وأحنا سوا
أغمضت عينيه بقوة تكبح دموعها التي على وشك الهبوط على وجنتاها فكيف تجرحه وتفعل به ما تنوي، كيف تكسره وهو معشوقها وأبيها
عقد (ثائر)ما بين حاجبية وتبخرت أبتسامته ورمق (رنا)بنظرة سريعة بادلته هى الآخرى إياها مندهشين من حالتها ورد فعلها فمن الواضح أنها على مشارف البكاء والأنهيار
نظرت (سارة) لـ (يوسف) بأستغراب وتمتمت بخفوت
-هو في إيه مالها هيام!؟
حرك (يوسف) كتفيه وهمس هو الاخر
-مش عارف
تحركت (سارة)من مكانها وكذلك رنا أقتربت من هيام واضعه يديها على كتفيها مستفسرة عن حالتها
-هيام أنتِ كويسة
أنتفض جسدها أثر ملامسه (رنا)لها، أبتعدت عنها وهدرت بهم بصوت عالى وصدرها يعلو ويهبط أثر أنفعالها وعصبيتها الغير مبررة
-محدش يلمسني ومحدش يكلم، أنا بس اللي هكلم أنهاردة، أنا وبس
خيم صمت مريب بالمكان وكأن أحدهم قد أصيب بطلق ناري كل ما يفعلونه هو تبادل النظرات الصامته
كاد أن يتقدم (ثائر) منها وقلبه يخبره بأن بها شئ لكنها هدرت به بقوة جعلته يقف مكانه مرة أخرى
-قولت محدش يقرب مني وأنت بذات مش عايزاك تقرب أنا أنا مصدومة فيك أنت خدعتني، يعني مش كفاية مستحملة أسلوبك اللي زي الزفت وغيرتك الأوفر مش كفاية أني أتجوزتك وأنت أصلًا متحلمش تجوز واحدة زي، اصل مين اللي كانت هتبصلك وأنت معكش شهادة ولا كملت تعليم، أنا غلط لما استعجلت واتجوزتك
صُدم….تفاجئ….أصيب بمقتل وكأن احدهم جاء بخنجر وطعنه بقلبه وظل يطعنه دون أدني رحمة فكلماتها جرحته وجرحت كبريائه كرجل….فأي رجل ذاك الذي يتقبل ويسمح لزوجتة بالحديث معه بتلك الطريقة، أراد نهرها ومعرفة السبب الذي جعلها تفعل به ذلك أمام الجميع، لكن صدمته بها جعلته يتسمر مكانه يتابعها بملامح مصدومة
غضبت (سارة) ولأول مرة تصرخ عليها وقالت
-إيه اللي بتقوليه ده يا هيام أنتِ جننتي ولا إيه بقى هو عاملك مفأجاة وحب يفرحك تسمعيه كلامك ده، عملك إيه عشان تعملي معاه كده ها، وبعدين متنسيش أنك أنتِ اللي كنتي هتموتي عليه ومستنية بصه من اللى معهوش شهادة
أبتسمت (هيام)بهستيريا وقالت بسخرية
-لا كتر خيره والله أنه حب يفرحني، يقتلني ويغرز السكينة في قلبي وبعدين يعملي مفأجاة مش كدة وانا المفروض أسمع كلامه ولا كأني عرفت حاجة طبعا ما هو سي السيد وأنا أمينه اللي هتقوله شبيك لبيك
أردف (يوسف)بأنزعاج واضح
-اللي عندك قوليه بلاش شغل الالغاز ده، وقولي اللي عندك ياهيام
ألتوي فمها ببسمة ساخرة فهتفت رنا بتأييد
-أيوة يا هيام لو ثائر عملك حاجة قولي
أنزعجت(سارة)من أتهام رنا الصريح وقالت بوجوم
-حاسبي على كلامك يا رنا ثا
قاطعها صوت (ثائر) الحاسم
-بس يا سارة
صمتت سارة مستجيبة له رامقة كلا من هيام و رنا بضيق
أقترب (ثائر) منها وأخفى حزنه و ألمة وقال بعدما طالعها بنظرة عتاب ألمتها كثيرًا
-إيه اللي حصل عملتلك إيه زعلك مني أوي كدة
أشتعلت نظراتها ترغب بأستفزازه ترغب بأن يصفعها على فمها الذي يتحدث بالترهات ويصمتها فأستجمعت قواها وقالت بعد ثوانٍ حاولت بها نطق تلك الكلمات
-أنت عارف أنت عملت إيه وخبيت عني إيه وأنا خلاص مبقتش عايزاك يا ثائر مش طيقاك ومش طايقة أكمل معاك طلقني يا ثائر طلقني
ردد كلماتها بعدم أستيعاب مضيقًا عينيه لا يصدق ما حدث حتى الآن فما تخيله وخططه لتلك الليلة ذهب هباءًا ومعشوقته تطالبة بالأنفصال..
-أطلقك!!!!!!!
أنهاها جاذبًا يديها بعنف فأصدرت أنينًا خافتًا وأشتعلت عيناه بوحشية غير مدركة ما فعلته تلك الكلمة به فقد جعلته يتحول لوحش ثائر لايري أمامه وها هو على وشك الهجوم على فريسته
-ردي عليا عايزاني أطلقك يا هيام
حاولت نفض يديه فلم تستطع فكان يمسكها بأحكام فصرخت أمام وجهه وحاولت رنا الأقتراب منه وأبعاده عنها لكن يد مالك منعتها
-أيوة عايزاك تطلقني، فاكر لما قولتلي أنك خايف يكون حبي ليك حب مراهقة…
أحب أبشرك بقى أن كلامك طلع صح وعرفت أني مبحبكش ومش عايزاك أنا أستاهل واحد أحسن منك
هنا ولم يتحمل لا يتخيلها مع رجل آخر يبثها عشقه وحنانه يسلبهُ ما هو حقه فهي حقه هو فقط وملكه هو فقط
جرها خلفه وغادر المطعم برفقتها مجبرًا إياها على التحرك غير مباليًا برفضها أو بندئات كلا من سارة ويوسف ورنا ومالك
***********
ترجلا كلا (آسر) و (رقية) من السيارة أمام أحدى المنازل الصغيرة المطلة على أحدى الشواطئ
ذهلت (رقية) من منظر البحر الخلاب وهوائه النقي الذي اقتحم رئتيها فأغمضت عينيها مستمتعة بالهواء وأبتسامة مشرقة ترتسم على محياها متناسية خوفها الذي دام لعدة ساعات قاد بهم بسرعة عالية غير عالمة بوجهته وتغللها بعض الندم لصعودها معه
فتحت جفونها فوجدته يقف أمام السيارة يستند بجزعة عليها يتأملها ويتأمل سعادتها بشرود
أكتساها الخجل الطفيف من نظراته المصوبة ناحيتها فحركت رأسها ناظرة أمامها قائلة بوجنتين يغزوهم اللون الأحمر القاني
-بتبصلي كدة ليه!!!!
أجابها بعد ثوانٍ مقتربًا منها ببطء ومع كل خطوة كانت دقاتها تزداد وتقرع كالطبول
-ممنوع أبصلك كمان ولا إيه
أزدردت ريقها وفهمت مقصده فحاولت تغيير مجرى الحديث وأشارت تجاه المنزل متمتمة بصوتها المحب لقلبه
-ده بيتك!؟
أماء لها مقتربًا خطوة أخرى فندمت بتلك اللحظة على صعودها معه ومجيئها لذلك المكان الخالي من البشر….
أبتعدت عنه متجهه صوب المنزل قائلة وهى تتحرك حتى وصلت أمام الباب
-طب تعال فرجني عليه أنا بحب اوي البيوت دي وبذات لو قدامها منظر يهبل زي ده
أقترب حتى وقف أمام الباب وأخرج عدة مفاتيح انتقي منهم مفتاحًا خاص بالمنزل فأردفت بعفوية
-كل دي مفاتيح معاك!
فتح الباب وأشار لها بالدخول متجاهلًا سؤالها
تقدمت و ولجت المنزل وعينيها تجول بالمنزل بأنبهار فلم تتوقع أن يكون بذلك الجمال الأخاذ
أتسعت عيناها وقالت بأعجاب
-البيت يجنن بجد إيه الجمال ده يخربيت جماله بجد يجنن
أجابها مغلقًا الباب بعدما ولج هو الاخر ويتابع أعجابها بكل أنش بالمنزل وتمتم بخفوت وصل لمسامعها متناسيًا أحزانه طالما أصبحت هى بجواره ومعه
-أنتِ اللي تجنني يا رقية
أبتلعت ريقها وأنتفض جسدها مع غلقه لباب المنزل وعلمت بأي مأزق قد أوقعت بنفسها فها هي أصبحت معه وبمفردها في هذا المنزل المعزول، أستدرات ببطء مبتلعه ريقها وسرعان ما اتسعت عيناها وتسمرت مكانها من فعلته..
فها هو قد دفع جسده محتضنًا جسدها الصغير متشبتًا بها كالطفل الرضيع الذي يتعلق بوالدته
***********
-أظن كدة السهرة باظت و وجودنا مبقاش ليه لازمة
أماءت (رنا) التى تحرك قدميها بعنف تطالع (سارة) بغضب فقالت بعنف
-هى فعلًا باظت، وأنا دلوقتي عايزة أعرف أخوكي عمل إيه لهيام وصلها لكدة، وأنا اللي بقول شكلها مش طبيعي ووشها باهت أتاريه البيه م
منعتها (سارة) من أستكمال حديثها وقالت بعنف مماثل لها
-كلمة زيادة مش هسمح كلنا عارفين ثائر بيحب هيام أزاي لو في حد غلط فهى أكيد هيام مش ثائر وأظن كلكم سمعتوها وشفتوها جرحتوا ازاي قدامنا، انا حقيقي أتصدمت فيها أنهاردة كنت فكراها بتحبه بس اللي بيحب حد مبيجرحوش بالشكل المهين ده أي كان السبب
أجابتها(رنا) بسخرية لاذعة
-والله شوفي البية أخوكي عمل إيه وصلها لكدة ما هي مش مجنونه هتعمل كدة من نفسها يعني
كادت أن تجيبها سارة فمنعهم (يوسف) و(مالك) اللذان صاحا بذات الوقت
-بس كفاية
صمتا والتزما الصمت فقال (مالك) يلا يا (رنا) خلينا نمشي واظن أن ده مش وقت خناق وصحاب المشكلة الأساسية هما اللي يحلوها مش أحنا
أماءت (رنا) بتوعد وألتقطت حقيبتها مغادرة المطعم بصحبه زوجها وكذلك فعلا (يوسف) والذى أعتذر من زوجته لصياحه عليها
-انا آسف يا سارة بس أنتِ اللي اضطرتيني لكدة عمالة تزعقي وتزعلي في نفسك وده غلط عليكي وعلى البيبي
تنهدت ومسحت على وجهها وقالت
-غصب عني يا يوسف أنت مشفتش اللي حصل أنا لحد دلوقتي مصدومة الله يكون في عون ثائر أكيد قلبه بيتقطع ده بيعشقها يا يوسف
ربت (يوسف) على رأسها بحنان وقال
-عارف يا سارة بس أي اتنين لازم يحصل مشاكل في علاقتهم تخيلي لو عايشين من غير خناق حياتهم هتبقى روتينيه مفيهاش جديد لكن لما يتخانقوا هيعرفوا قيمه بعض أكتر الخلافات بتخلي العلاقات تقوى وكل طرف يعرف التاني بيحبه قد إيه
***********
في سيارة (مالك)
أخرجت (رنا) الهاتف وقامت بمهاتفة والدها واضعة الهاتف على أذنيها فنظر (مالك) وقال
-بتكلمي مين يا رنا؟
وضعت يديها على فمها وقالت
-هششش استنى أنت
جاءها الرد من (خالد)
-حبيبتي عاملة إيه
-كويسة يا بابا بس……..بس هيام هى اللي مش كويسة
أتسعت عين (مالك) وقام بفرملة السيارة ناظرًا لها بغضب وأستياء وحاول أخذ الهاتف منها ولكنها لم تسمح له مسترسلة حديثها مع والدها
-ثائر شكله مزعلها جامد كان عاملها مفأجاة عشان عيد ميلادها وحب يفأجها بس هى مفرحتش بالعكس بهدلت الدنيا وهزقته قدامنا وقعدت تخرف بكلام كتير اوي يا بابا أنت لازم تنزل يا بابا هيام محتجالك
مسح (خالد)على وجهه ونهشه القلق على ابنته فقال بلهجة حاسمة
-بكرة هنكون عندكم متقلقيش
تنهدت براحة واغلقت معه فصدح صوت زوجها
-مكنش ينفع تعملي كدة أنتِ كدة بتكبري الموضوع أي مشكلة لما بيدخلها طرف تالت بتبوظ يا رنا أفرضى دلوقتي أتصالحوا يبقى قلقتي عمي وخلتيه ينزل على ملا وشه وخلاص
-مش هيتصالحوا يا مالك انت مشفتش يعني اللي حصل
صك (مالك) على اسنانه حتى اصدرت صوتًا من غضبه وقاد السيارة مرة أخرى غير منتبهًا لتلك السيارة التي تراقبه وتسير خلفهم…
أغلق خالد مع ابنته والتفت فوجد (هبه) خلفه والقلق واضح على وجهها، حاوط وجهها بيديه وقال
-مالك يا هبه
-هيام بتصل عليها من بدري مش بترد وانا بصراحه قلقت، هى متصلتش عليك يا خالد
زفر خالد وقال
-لا اتصلت وسألت عليكي بس أنتِ كنتي نايمه، وهتلاقيها بس مش سامعة الموبايل على العموم احنا هنرجع بكرة البنات وحشوني
تنفست الصعداء وأحتضنته متمتمة
-ياريت يا خالد أنا قلبي قلقان حاسة في حاجة
********
في أحدى السيارة والتي يستقلها أثنان يظهر عليهم الأجرام فهتف أحدهم
-يا عم أنا زهقت بقى خلينا ننفذ ونخلص من أم العملية دي
هز الآخر رأسه بنفي وقال بضيق
-مينفعش الست هانم عايزانا ننفذ وهو لوحدة مينفعش وبنتها معاه أفهم بقى يا مغفل
قلب الآخر عيناه بملل وقال
-يا عم وهو أحنا هنأذيها احنا هنقفل عليهم بس الطريق وناخده ومش هنعملها حاجة وكدة نبقى في السليم نفذنا اللي هى عايزاه ومأذيناش بنتها
حك الآخر ذقنه بتفكير وقال بموافقة
-حلو الكلام
أبتسم الآخر وقال مشيرًا لسيارتهم المتحركة أمامهم
-طب يلا أقطع عليهم الطريق
**********
دفعها ثائر داخل المنزل مغلق الباب بأحكام دافعًا المفتاح من يديه ينظر لها بعدم تصديق ممزوج بعتاب
-قوليلي أني بحلم وأن محصلش أي حاجة من دي قوليلي أنك مجرحتينيش، قوليلي أنك بتحبيني وعايزة تكملي معايا، قوليلي أن حبك ليا حقيقي مش مراهقة زي ما قولتي قولي أنك مقلب، هزار و صدقيني هسامحك قوليلي أنه كدب يا هيام
كادت أن تنهار وتسقط على الأرضية فقدميها لم تعد تحملانها ولكنها قاومت كل ذلك واقتربت من حقيبتها وفتحتها مخرجة منها ذلك التسجيل (الكرت الميموري) و وضعته بهاتفها وهو يتابع ما يفعله وقبل أن تقم بتشغيلة قالت بوجع جاء مما تفعله وليس من محتوى التسجيل والتى باتت تعلم أنه كذب وتعلم انه يعشقها هي وليس هبه
-عايزني اقولك أنه كدب!!! قولي أنت أن اللي هشغله ده كدب قولي أنه ده مش صوتك قولي أنك مبتحبش أمي
أتسعت عيناه بشدة مع هتافها الأخير فقامت بتشغيل المسجل وما أن أستمع بصوته وحديثه مع حنين حتى أدرك تلاعبها وما قامت به لتنهي زواجة من هيام…هيامه
أغلقت (هيام) المسجل وقد سمحت لدموعها بالهبوط وقالت
-قولي أنه كدب يا ثائر قولي أنك مقولتش كدة قولي أنه حنين كدابة وأنها مفبركاه قول
تحدث بصوت متلعثم متمتم
-هيام أسمعيني
قاطعته بأنهيار
-صوتك ده ولا مش صوتك يا ثائر
أغمض عينيه وأجابها بأندفاع
-لا صوتي يا هيام بس
-بس!!! مفيش بس أنت هطلقني يا ثائر و دلوقتي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى