روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثاني 2 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثاني

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثاني

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثانية

《فلاش باك》
ولجت داخل ذلك المحل المخصص للملابس الحريمى و الرجالى والتى تعمل به منذ سته أشهر تقريبًا، والتى سريعًا ما وقع قلبها أسيرًا لذاك الشاب الثلاثيني و الذى يدير ذاك المحل الذى أصبح من نصيبه بعدما قام والدهم ذاك الرجل المتسلط بفرض رأيه مقسمًا محلاته على أبنائع الثلاث….فكان ذاك المحل من نصيب ابنه الأوسط غير مدركًا بما سيأتى له من وراء ذاك المحل الذى منذ أن تقدمت هبه للعمل به و هو يهيم بها عشقًا غير مدركًا بأن مشاعرهم متبادلة، أزدرت ريقها واقفة أمامه بأنفاس لاهثة قائلة بأعتذار و صدرها يعلو و يهبط بعنف :
-انا آسفة جدًا بس حقيقى غصب عنى المواصلات زى الزفت معأنى والله نازلة بدرى بس برضو الطريق كان واقف والأتوبيس كا
قاطعها “خالد” وأبتسم لها أبتسامتة التى تخطف قلبها و عقلها ب آن واحد
-ولا يهمك يا هبه و بعدين لسه بدرى و مفيش زباين جم يلا انتى بقى شوفى شغلك و فى بضاعة جديدة عندك يريد تفرغيهم
أتسعت أبتسامتها بأمتنان لتفهمه ذلك فكم هو حنون يعاملها كما لم يعاملها احد من قبل، وكثيرًا ما تندهش من أفعاله معها التى تجعلها تتسأل عما إذا كان يبادلها تلك المشاعر و لكن سرعان ما تنفض من رأسها تلك الأفكار فحبه لها محال…….
أماءت له قائلة بأمتنان و الحزن بادي بعينيها
-شكرًا جدًا عن إذنك
أماء لها متظاهرًا بأنشغاله بهاتفه الموجود بين يديه….و ما أن تحركت من أمامه عدة خطوات وأولته ظهرها حتى رفع عينيه و صوبها بأتجاها متنهدًا بحرارة متأملًا جمالها الطفولى فعلى الرغم بأنها قد أتمت عامها الثانية و العشرون ولكن من يراها لا يعطيها ذلك العُمر فملامحها طفولية للغاية و قامتها قصيرة تجعل من أمامها يظنها لا تزال بالمرحلة الثانوية……
بعد مرور بعض الوقت …
كانت تقف أمام أحدى الزوايا تقوم بهندمة الملابس التى قامت بتفريغها فنهض من خلف مكتبه و عينيه الثاقبة تتابعها و تتابع كا ما تفعله، وقف خلفها تاركًا بعض المسافة بينهم
-هبه أنا
شهقت بخوف واضعة يديها على صدرها مغمضة عينيها بخوف، وسقطت الملابس من يديها، غير مدركة لأقترابه منها و كيف تدرك و عقلها كان بمكان آخر يرسم لها أحلامًا وردية معه وحده…..
توقف عن أسترسال حديثه عندما لاحظ خوفها فأقترب منها خطوة واحدة قائلًا بتساؤل
-أنتِ كويسة يا هبة!؟
أماءت له و أزدردت ريقها و عينيها مصوبة تجاه الملابس التى سقطت من يديها
-أنا آسفة بس اتخضيت مش اكتر
كادت أن تنحنى لتلملم تلك الملابس المبعثرة على الأرضية الصلبة حتى وجدته ينحنى بدلًا منها و قام هو بلملمتهم فقالت بدهشة
-حضرتك مينفعش أنا هلمهم!؟
كادت أن تنحنى مرة أخرى فوجدته معتدلًا بوقفته معطيًا إياها تلك الملابس التى سقطت منها قائلًا بنبرة حنونه دافئة جعلتها قلبها يرتجف بقوة…
-وانا خلاص لمتهم محصلش حاجة، و اه انا خارج مشوار ساعتين و راجع المحل فى أمانتك، مروة أنهاردة مش جاية واخدة أجازة
أجابته مهمهة بلهفة
-متقلقش المحل فى عيونى
أبتسم لها بسمة جانبية وغادر من أمامها لتمتم هى فى سرها متنهدة و اليأس يغلف نبرتها
-المحل فى أمانتى و أنت فى قلبى يا خالد
***********
عاد خالد إلى المحل فوجدها تقف مع أحد الزبائن فرفع حاجبيه وضغط على شفتيه و عينيه تكاد تلتهمها ولكن سريعًا ما تحاشى النظر إليها، وأولاها ظهره يستجمع شجاعته حتى يستطع الحديث معها بما فكر به، فخروجه من المحل لم يكن إلا محاوله منع ليستجمع نفسه و يعيد أفكاره المشتته فكلما نظر إليها يزيد تعلقه بها رويدًا رويدًا…..أصبح لا يطيق بعادها يريدها بجانبه ومعه تهون عليه شقاء الحياة التى يعيشها و التى لا تعلم عنها شئ ولن يجعلها تعلمها فأذا أدركت ما يخفيه سينتهى ذلك الحب قبل أن يبدأ، عالمًا بمشاعرها و بعشقها له فعيناها تفضحاها و بشدة…..
لاحظ مغادرة تلك الزبونة التى كانت تقف برفقة هبه، فبلل شفتيه وابتلع لعابه عندما نظرت إليه بعيناها ورغمًا عنه وجد نفسه يقترب منها فكم يتوق أن يدفنها داخل أحضانه يبثها شوقه ومشاعره الملتهبه تجاها
قادته قدماه نحوها حتى وقف أمامه و عيناه تتوه بملامحها وعينيه تتفحص كل إنش بوجهها بلهفة
وبدون أى مقدمات وجد لسانه يتفوه بما أراده قلبه
– تتجوزينى يا هبه
جحظت عيناها بصدمة وظلت تطلع له بفاه فاغر سقط أرضًا بعدم تصديق، فا هى أحلامها تتحقق و فارسها يطلب منها ان تكون زوجة له
وأخيرًا خرجت الكلمات متلعثمة من شفتاها قائلة
-أ أنت أقصد حضرتك ب
قاطعها عندما رفع يديه واضعًا إياها على شفتيها الكرزية مانعًا إياها من استرسال حديثها قائلًا بأعين تلتمع ببريق مشاعره المملوءة بالشجن
-متقوليش غير أنك موافقة يا هبه أنا مش ممكن أتخيل حياتى من غيرك أنا بحبك يا هبه و عايز أتجوزك أنا من أول ما شوفتك و أنتِ لخبطتى كيانى و حياتى أنا بجد بحبك يا هبة و عايزك تفضلى معايا طول العمر و تبقى نصى التانى
تلجلجت هبة و أخفضت عينيها وما لبثت ان تفتحها فوها حتى وجدته مكملًا حديثه قائلًا بنبرة أشبة للترجى ممسكًا بيديها الاتنين بين يديه
-هبة أرجوكى وافقى أنا محتاجك أوى جمبى أنا بحبك أوى
اتسعت أبتسامتها تدريجيًا وقالت بفرحة لم تستطع كبحها أكثر من ذلك
-موافقة يا خالد انت أصلًا متعرفش حاجه انا بحبك قد ايه
أغمض عينيه مستمتعًا بلذة كلماتها وأنحنى بشفتاه ناحية يديها التى يحاصره بين يديه وقبلهم بنهم متلذذًا بتلك القبلة فحاولت جذب يديها و لكنه لم تستطع نتيجة لرفضه تركهم متمسكًا بهم كطوق للنجاه
-صدقينى مش هتندمى على موافقتك دى هخليكى أسعد أنسانه فى الدنيا
توردت جنتيها و أصتبغت بلون أحمر قانى وأرتجف جسدها عند ملامسه شفتيه لبشرتها الناعمة
صمت قليلًا متأملًا وجنتيها الحمراء وبدأت اتبسامته بالأختفاء تدريجيًا و تبدلت ملامحه للتوتر فقطبت جبينها و قالت بقلق
-مالك سكت ليه كدة فى حاجة و لا إيه يا خالد
ازدرد ريقه بتوتر وقال وهو يزيد من ضغط يديه على يدها و كأنه يحثها على الموافقة لما سيهتف به لسانه ..
-هبه احنا هنتجوز بس جوازنا لازم يبقى فى السر، وده لفترة مؤقته
صدمت و ارتخت ملامحها من هول ما سمعت وظلت على صدمتها تلك عدة ثوانى…..عدة ثوانى و لكنها كانت كفيلة لتتجمع الدموع بعيناها
انتشلت يديها من يده بعنف بعدما رأت أصراره على التمسك بهم
-فى السر !!!! أنت عايز تجوزنى فى السر يا خالد للدرجة دي انا وحشة فى نظرك
زفر بضيق ممسكًا بيديها مرة آخرى ولكنها ابتعدت عنه مانعه إياه من لمسها فغمغم بترجى
-هبه انا بقولك فترة مؤقته عقبال بس ما اقنع بابا و اعرف افاتحه فى الموضوع و بعدين ما انتى عارفة بابا صعب ازاى، ما انتى شوفتيه لما بيجى خنا بيعمل ايه معايا انا و طريقته حادة أواى وليكى عندى يا ستى انا هعرف اقنعه و
قاطعته بشراسه مزمجره فيه
-ولو مقتنعش، انا بس اللى ابقى خسرانه مش كدة!؟
اخذ نفسًا عميقًا قائلًا بهدوء
-يبقى هنحطة قدام الامر الواقع ومش هيبقى قدامه غير انه يوافق ولو وافقتى انا مستعد نتجوز على آخر الأسبوع و هخدلك شقة عشان تقعدى فيها
حركت رأسها بنفى رافضة حديثه تمامًا
-لا لا أنا مش مقتنعة باللى بتقوله و بعدين منين بتحبنى ومنين عايز تحطنى فى الموقف ده، هو ده الحب بالنسبالك
أقترب منها خالد بسرعه البرق و حاوط كتفيها قائلًا بدافع عن نفسه
-أيوة بحبك يا هبه و عشان بحبك عايز اتجوزك مش عايز نفضل بعاد عن بعض، انا عايز نقضى اكبر وقت مع بعض، افهمي بقى انا بحبك والله العظيم بحبك بس فى نفس الوقت عايز وقت عشان افاتح بابا فى الموضوع، وأنتى لو بتحبينى زى ما بنقولى المفروض تبقى عايزة تبقى معايا زي ما انا عايز ابقى معاكى، حتى مش عايزة تصبرى معايا فترة اقنعهم عندي بجوازنا
انهى حديثة تاركًا كتفيها فأبتعدت عنه بضعه خطوات وخيم صمت رهيب بالمحل فقالت بتنهيدة
-يبقى نستني الفترة دي ولما تقنعهم نبقى نتجوز
أغمض عينيه و كور قبضته بغضب و تحرك من مكانه بغضب مقتربًا من الحائط و ضربها عدة مرات متتالية بغضب أعمى قائلًا من بين أسنانه
-أنتى ليه مش عايزة تفهمي بقوك ش قادر استني و لا أعيش لحظة من غيرك
أقتربت منه بلهفة و الخوف ينهش قلبها فألتقطت يداها التى صب به غضبه و قالت
-انت مجنون يا خالد، انت بتعمل ايه!!!
رفع خالد عيناه الداميه و قال بخفوت وبنبرة متحشرجة
-انتى اللى بتعملى اي فيا ليه مش عايزة تفهمي ليه يا هبه انا بحبك و
وضعت يديها على شفتاه قائلة
-بس خلاص يا خالد متكملش انا موافقة
ابتسم لها بخفه و كاد ان يقترب منها حتى صوت بالخارج فعلم بقدوم أحد الزبائن فأبتعد عنها فغمغمت بابتسامة
-انا هخرج اشوف الزباين اللى برة و راجعة تانى
اماء لها براسه فتحركت من أمامه و ظلت عيناه تتابعها و ما ان اختفت عن ناظريه حتى رفع يديه ومسح دموعه متنهدًا براحة و سعادة ……
*********
مضى يوم بعد يوم و تزوجا كل من خالد و هبة وأستقرت هبة بمنزلها الجديد الذى أشتراه لها تاركة منزل عائلتها التى تركوه لها عقب وفاتهم و كانت الحياة تسير بينهم بهدوء و حب شديد من ناحيتها فعشقها له قد أزداد خاصة بعد زواجها منه ونالت تلك الحياة التى لطالما تمنتها فحياتها كانت وردية يغمرها عشقًا و حنانًا وأصبح عشقها يسير بعروقه حتى جاء ذلك اليوم الذى قلب حياتها رأسًا على عقب فها قد علمت بجنينها التى تحمله بأحشائها و الذى سيكون قطعة مصغره منها و من معشقوها
بالمحل
و بينما كانت تعمل و الابتسامة على وجهها تودع تلك الزبونة لتنظر بأتجاه خالد الجالس خلف مكتبه يتطلع عليها بهيام و حب شديد لترفع له حاجبيها و ابتسامتها تتسع وبداخلها تتلهف لحلول المساء حتى تخبره بخبر حملها و جنينها الذى تحمله
ولم تنتبه لتلك الفتاة التى تعمل معهم و بدأت أن تلاحظ ما يحدث بينهم من نظرات و ابتسامات فأقتربت من هبة و قالت بأمتعاض غير راضية تمامًا بما تراه عيناها
-إلا قوليلى يا هبة هو إيه اللى بينك و بين خالد
أبتلعت هبه ريقها و تحدتث بتلعثم محدقة ب خالد الذى جاءه مكالمة للتو و نهض ليجيب عليها
-أنتى بتقولى إيه يا مروة، أنتى اتجننتى، إيه اللى هيكون بينى و بينه يعنى بلاش تخاريف و كلام فاضى ملوش لازمة
لاحت ابتسامة جانبية تهكمية على وجهها و قالت بحنق
-انا مش عبيطة يا هبه و شايفة كويس اللى بيحصل قدامى بس انا خايفة عليكى و بقولك بلاش خالد يا هبه بلاش
قطبت هبه جبينها ولاح الضيق على قسمات وجهها
-هو إيه اللى بلاش ماقولتلك مفيش حاجة انا مش عارفة انتى جبتى الكلام ده منين
زفرت مروة بضيق و قالت و هى تربت على ذراعيها
-انا عايزة مصلحتك يا هبه انا صحيح جديدة هنا بس انا ملاحظة حبك ليه و ده مش عيب و لا حرام لان مشاعرنا مش بأيدنا بس انا عايزاكى تعرفى انه لو وعدك بحاجة يبقى بيضحك عليكى و أنا متأكدة انه وعدك نظراتكم فضحاكم اوى
صمتت قليلًا لبضع ثوانى وهبه تحدق بها بتفحص تشعر بأن هناك مغزى من وراء حديثها ذلك فأكملت مروة حديثها قائلة دون مقدمات
-فى مرة أنتى منزلتيش فيها وهو بلغنى انك اجازة فى اليوم ده بقى ابوه جه هنا و كان معاه بنت صغيرة واللى عرفته ساعتها أنه متجوز و مخلف يا هبه، بلاش تعلقى نفسك بأحبال دايبة خالد متجوز يا هبه …….
*********
دلف خالد الى المنزل بعدما قام بفتح الباب و حالة من القلق تتملكه لذهابها المفاجئ و عدم استكمالها لدوام العمل، دفع بمفتاح المنزل على الطاولة وهناك ما يثير شكوكه حديثها مع تلك التى الفتاة التى تدعو مروة و التى أخبرها عده مرات بألا تختلط بها خوفًا من أن تخبرها بزواجه، وكم أراد عدة مرات أن يطردها من العمل و لكنه لم يحب أن يفعلها مطمئنًا نفسه بأنها لن تخبر هبه بشئ طالما جعلها لا تتحدث معها إلا بحدود العمل فصك على أسنانه و ضم قبضته الفولاذية بغضب لاعنًا نفسه على تركه مروة بالعمل
جال بعينيه بالصالون فلم يجدها فظل يردد اسمها مناديًا عليها و لكنها ايضًا لم تستجيب له و لم يصله رد منها فتحرك تجاه غرفة النوم و فتح الباب على مصراعيه و أنفاسة قد بدأت بالتزايد رويدًا رويدًا و تملكه الخوف
و ما ان دلف الغرفة حتى وجدها جالسة على الفراش دافنه وجهها بين يديها و صوت شهقاتها يعلو بالغرفة فأقترب منها بخطوات سريعة
وجلس بجوارها على الفراش رافعًا يديه ممسدًا على خصلاتها السوداء الحريرية و التى تنساب حول وجهها الطفولى و قال بحب دفين ممزوج ببعض القلق بعدما أخرج وجهها الذى كانت تدفنه
-مالك يا هبه، مالك يا حبيبتى بتعيطى ليه
أزدادت شهقاتها ما ان أستعمت لصوته فنفضت يديه وحركت راسها للجهه الأخرى و عينيها تفيض بالدموع اكثر و اكثر ليتمزق قلبه أشلاءًا لرؤيتها بتلك الحالة
-هبه ايه اللى حصل و بتودى وشك الناحية التانية ليه انا
صرخت به و هى تنهض من على الفراش بعنف متحاملة على قدميها قائلًا بصوت عالى صارخ
-انا مش عايزة اسمع صوتك انت واحد كداب يا خالد، انا كنت فكراك بتحبنى بجد بس انت طلعت كداب بتضحك عليا بتستغل حبى ليك و بتستغل انى مليش حد عشان كدة بتبيع و تشترى فيا براحتك، وأنا زي الهبلة صدقتك و صدقت انك بتحبنى و واقفت على المهزله دي
نهض خالد من مكانه بلهفة و اقترب منها محاولًا تهدأتها و ما كاد أن يلمسها حتى صرخت به بهستيريا قائلة
-اوعى تقرب منى يا خالد اوعى انت واحد كداب انا عايزة افهم انت ازاى تكدب عليا ازاى بتبص فى عينى و انت بتكدب عليا…انت ازاى تقولى انك مستنى الوقت المناسب عشان تكلم فيه ابوك و اتفاجى انهاردة ان مروة عارفة انك متجوز و مخلف، أنا مش قادرة اصدق انى كنت مغفلة و اضحك عليا للدرجة دى أنا عمرى ما هسامحك يا خالد عمرى
صمتت قليلًا و صدرها يعلو و يعبط بعنف اثر انفعالها و غضبها ذلك فأكملت حديثها و لكن بلهجة اقل حدة عن سابقها
-مخبى عليا انك متجوز يا خالد فاكر أنى مكنتش هعرف و لا افتكرت انى ممكن اسكت و اخليك تبيع و تشترى فيا و تخليمى زوجة تانية بس فى السر محدش يعرف عنها حاجه… بس لا يا خالد مش هسمحلك تعمل فيا كده مش هسمحلك انت سامع
أقترب منها وحاول محاوطة وجهها و لكنها ظلت تبتعد عنه منفضة يديه التى تريد لمسها ولكنه أستطاع التحكم بها ملصقًا ظهرها بصدره الصلب قائلًا بجانب أذنيها بترجى و توسل
-هبه اسمعينى انا والله خبيت عليكى عشان خايف اخسرك انا بحبك يا هبة حبيتك و حبيت طيبتك و حبك ليا انا بحبك يا هبه و بالنسبة لندى ف والله غصب عنى انا متجوزها من خمس سنين…بابا هو اللى مختارها و فضل ورايا لحد ما اتجوزتها كان عايزنى أتجوزها عشان عيلتها ومركزهم الكبير وغير ان ابوها يبقى صاحب بابا و بابا حابب يكبر من نفسه و من شغله ملقاش طريقة غير دى سامحينى يا هبة عشان خبيت عليكى بس انا مكنتش عايز اخسرك انا معاكى بحس انى عايش….بحب الوقت اللى بقضيه معاكى مش ببقى عايز امشى و اسيبك انا عايش فى جحيم انتى متعرفيش ندى اسلوبها جاف ازاى و شايفة نفسها انا والله مستحملها عشان خاطر بنتى وبس
كانت تنتظره أن ينهى حديثه وما ان انتهى حتى قالت بأنكسار و ألم
-هى عيلتها مركزها كبير و انا مليش اهل أبوك استحالة يوافق عليا مش كدة، سمحت لنفسك تضحك عليا و تخليني زوجة تانية حطتنى قدام الامر الواقع ليه يا خالد تعمل فيا كدة ليه…..
كاد يجيبها يبرر موقفه حتى وجدها تضربه على صدرها بقبضتها ضربات متتالية سريعة و دموعها تنهمر بغزاره
-انت هطلقنى انت سامع هطلقنى انا مش عايزة اعيش معاك طلقنى يا خالد
صرخ بها تلك المرة قائلًا بحدة و خوفه من رحيلها ينهش قلبه
-لا يا هبة مش هطلقك انتى سامعة مش هطلقك انا هسيبك تهدى دلوقتى و حكاية الطلاق دي تشليها من دماغك لأنها مش هتحصل انتى سامعة
قال كلماته تلك و خرج من الغرفة بل من المنزل بأكملة مغلقًا الباب من خلفه بعنف عله ينفث عن غضبه الذى تملكه فكم يلوم نفسه على استماعه لحديث والده
اما هى فسقطت على الارضية تبكى بأنهيار ….تبكى بكاء يفطر القلوب فرفعت رأسها الى السماء مرددة بشهقات مكتومة
-يارب يارب انت اللى حاسس بيا
لتدخل بنوبة بكاء مرير مرة آخرى
و بعد مرور بعض الوقت نهضت من على الارضية و عينيها حمراء بلون الدم و جفونها قد انتفخت و اتجهت تجاه الخزانه لتلملم ملابسها تنوى العودة الى منزل عائلتها و التى تركوه لها فهى لن تظل بمنزله يوم آخر……
***********
عادت الى منزلها مرة آخرى و لكن تلك المرة كانت تلاحقها تلك النظرات المتسائلة عن سبب غيابها طوال تلك المدة و بدأوا بالحديث عنها فهناك من قال بأنها باعت نفسها وقبضت مقابل ذلك و عندما مل منها تركها معطيًا إياها مبلغ و قدره مقابل تلك الايام التى قضتها برفقته فهم لا يغيب عن ناظرهم تلك الملابس باهظة الثمن التى ترتديها
تجاهلت حديثهم مقنعة نفسها بأنهم سيكفون عن الحديث عنها….
وقررت الأمتناع عن الذهاب للعمل و مقررة البحث عن عمل آخر و لم يعرف خالد بعد بتركها للمنزل فرم يخطر بباله بأنها ستتركه وحيدًا يعانى من دونها
وباليوم التالى جاء ذلك اليوم الذى جعلها تبغض لاعنة اليوم الذى دق قلبها له
كانت تقف بالمطبخ و بيديها ذلك الكوب من الماء و بيديها الاخري احدى المسكنات فهناك صداع يكاد يفتك بها تفكر بجنينها فما الذى ستفعله معه فكم ترغب به و تشتاق لحمله بين يديها
تناولت المسكن وأستمعت لرنين المنزل فتركت الكوب الذى بيدها و اتجهت تجاه الباب وقامت بفتحه
وجدت أمامها فتاة أقل ما يقال عنها بأنها فاتنة و انوثتها طاغية فهى بجانبها لا شئ فأبتلعت لعابعا بتوتر من نظرات تلك المرأة التى قالت بتكبر و عجرفة و هى تنزع نظارتها الشمسية رامقة إياها من أعلاها لأسفل قدميها
-انتى بقى هبه
أماءت لها هبه برأسها مؤكدة حديثها قائلة بهدوء
-أيوة مين حضرتك
-انا ندى مرات خالد عشيقك اللى انتى شغالة عنده فى المحل
اتسعت عيناها بصدمه و تلك الكلمة تتردد بأذنيها فمتى أصبحت عشيقته فهى زوجته فزواجهم شرعيًا فكبحت دموعها و قالت مبتلعة تلك الغصة المريرة
-أنا مش عشيقة حد، وممكن أعرف حضرتك عايزة ايه انا سبت الشغل
أرتسمت السخرية على وجهه ندى و قالت بأستنكار و تهكم
-بجد والله مش عشيقته وكمان سبتى الشغل
وسرعان ما تحولت ملامحها و اسودت عينيها و قامت بجذبها من ذراعيها و صرخت بها بصوت عالى جعل جيرانها بالبناية التى تقطن امامها يخرجون من منازلهم مستمعين لتلك الكلمات اللاذعة التى وجهتها إليها بقسوة
-انتى هتستعبطى يا بت انت شغل ايه اللى بتكلمى عنه اوعى تكونى فكرانى مش عارفة حاجة، لا يا حلوة انا عارفة كل حاجة و من زمان بس مش حته عيلة زيك اللى هتيجى تاخد جوزى أبو بنتى منى، أنتى زي الشاطرة كدة تبعدى عنه و أظن انه عيشك يومين حلوين و لا إيه
لمعت عينيها بالدموع و نظرت لهؤلاء الجيران الذين أقربوا من بعضهم متهامسين متحدثين عن شرفها و سمعتها
فجذبت هبه ذراعيها و قالت بأنكسار
-حضرتك فاهمة غلط انا انا
-انتى ايه يا حلوة، انا هقولك انتى ايه هتعملى ايه، انتى هتبعدي عن جوزى انتى سامعة و لو عايزة الشقة اللى كان مقعدك فيها معنديش مشكلة هجبلك الاحسن منها بس تبعدى عننا و لو عايزة فلوس برضو هديكى
ابتلعت تلك الغصة المريرة بصعوبة بعدما جف حلقها و قتلت بخفوت
-بس انا مش عايزة حاجة انا مرا
و ما لبثت أن تكمل مخبرة إياها بأنها زوجته مثلها و لكنه خدعها حتى قاطعتها ندى و قالت بأستنكار
-انتى واحدة رخيصة قضى معاها فترة حلوة و هيسيبك مهو مش معقول هيسيب مراته و بنته و هيبصلك انتى و لا ايه
ثم عادت مرة أخرى تنظر لها بسخرية من رأسها لأخمص قدميها و أرتدت نظارتها مرة آخرى مغادرة من أمامها
فجالت عين هبه على جيرانها الذين ظلوا يتطلعون لها بأشمئزاز فصاحت احدهم واضعة يديها على خصرها قائلة بغضب
-اتفو عليكى و على اشكالك كويس انه ابوكى و امك ماتوا قبل ما يشوفوا اللى حصل يا خسارة تعبهم فيكى بجد و اوعى تفتكرى ان احنا هنسيبك تقعدى وسطينا اكتر من كدة و تبوظى بناتنا انتى لمى حاجتك و تعزلى من هنا و إلا وربى هخلى رجاله الحارة يطلعوكى بفضيحة ده احنا نخاف على رجلتنا منك يا خطافة الرجالة انتى….
**********
بعد مرور يومان لم يحاول بهم خالد الاتصال بها أو زيارتها تاركًا إياها حتى تهدأ و يستطع أقناعها بأسبابه التى جعلته يخدعها لتلك الدرجة
أنتقلت هبة من تلك الحارة خلال اليومان بعدما تناقلت الأقاويل و بدأ الجميع بالحديث عنها بسبب حديث الجارة و التى أوصلت للجميع ما حدث بينها و بين ندى
وصلت لتلك الحارة الشعبية وهى تحمل حقائبها و ملامحها حزينة شاحبة و كيف لا تكون بعدما حدث معها تنظر لحقاىبها بين يديها تناجى ربها الا يحدث مكروة لطفلها من ثقل تلك الحقائب فليس لديها من تطلب منه المساعدة!!!!
سارت بخطوات هادئة ناحية البناية و التى يوحى شكلها بأنها قد تنهار بأى وقت و لكن هذا ما وجدته وما ناسب أموالها الضئيلة
انتبهت لهؤلاء الصبية الذين يلعبون كرة القدم أمام البناية فأخذت حذرها حتى لا تأتى تلك الكره بجانبها و سارت على ذلك الرصيف
انتبه ذلك الصبى إليها فأقترب من صديقه الذى كان منشغلًا باللعب فقام بلكزة مانعًا إياه من أستكمال لعبه قائلًا و هو يشير بأتجاها
-ثائر الحق شوف البت دي
تطلع ذلك الصبى و يبلغ من العُمر الثالثة عشر عامًا بضيق على تلك الفتاة التى أشار صديقة اتجاهها
فصاح ثائر بنبرة طفولية بعدما رمق هبه بنظرة سريعه
-يا عم يا عم حرام عليك ليه كدة بس اهو خد الكورة منك لله يا يوسف يا بن صباح
-جرا يا ثائر الحق عليا يعنى انى بشورك اصلى اول مرة أشوفها فى المنطقة انت شوفتها قبل كدة
تأفف ثائر و هو ينظر تجاها مرة أخرى يتأكد من انه لم يراها من قبل وما كاد ان يجيب على يوسف حتى انتبه لها و هى تستند على الحائط وكأنها ستفقد الوعى فلكز يوسف قائلًا
-الحق دى شكلها تعبانة تعال نشوف مالها
أماء له يوسف و سار بأتجاها و وقف أمامها فغمغم ثائر
-انتى كويسة شكلك تعبانه
رفعت هبه رأسها بعدما هاجمها ذاك الدوران و قالت بخفوت و هى تنظر له هو و صديقه
-الحمدلله انا كويسة
تبادل كل من يوسف و ثائر النظرات و انحنى كل منهم يحمل حقيبه بيده فصاحت هبه بأعتراض
-انتوا بتعملوا ايه الشنط تقيلة عليكم سيبوها لو سمحتم
فغمغم يوسف
-لا طبعا حضرتك تعبانه واحنا كرجالة لازم نساعدك مش كدة يا ثائر
ابتسم له ثائر بمشاغبة مغمغم
-كدة ونص، انتى اكيد هتقعدى فى شقة عم إبراهيم صح
أماءت له بتأكيد قائلة
-وانت عرفت منين
رفع ثائر حاجبيه قائلًا بمرح
-دي مش عايزة سؤال اصل مفيش فى العمارة شقه فاضية غير شقة عم إبراهيم و أنتى معاكى شنط و اول مرة نشوفك يبقى أكيد انتى ساكنة جديدة مش كدة يا يوسف
اماء يوسف برأسه عدة مرات قائلًا
-ايوة، يلا بقى نطلعلها الشنط واروح انا اتغدى فى البيت، ما تيجى تتغدى معانا
قطب ثائر جبينه من ثقل الحقيبة صاعدًا درجات السلم قائلًا بنبرة خرجت معافرة
-لا يا عم انا هطلع اتغدا فى البيت
وسرعان ما صاح
-هو لمؤاخذه فى السؤال بس انتى حطه ايه فى الشنط
ابتسمت هبه بخفه و قالت بهدوء
-ما قولتلكم تقيلة عليكم انتوا اللى صممتوا
فصاح يوسف الذى يسير من خلف ثائر
-ياعم اطلع وانت ساكت انت فيك نفس تكلم
وصلا أمام باب المنزل وتركا الحقائب من يديهم فصاحت هبة بأمتنان
-متشكرة جدا ليكم حقيقى مش عارفة اقولكم ايه
فصاح يوسف
-متقوليش حاجة ولو احتاجتى اى حاجه احنا موجودين انا اسمى يوسف
فصاح ثائر قائلًا
-وانا محسوبك ثائر
ابتسمت هبه لهم و قالت بترحيب رغم الحزن الذى يليح بعيناها
-اهلا بيك يا يوسف اهلا يا ثائر و انا هبه
*********
ولجت هبه إلى المنزل و عينيها تجول بكل زواية بالمنزل و عينيها تلتمع بالدموع التى كبحتهم لأطول وقت لا تتصور ما حدث معها فحياتها قد انقلبت رأسًا على عقب بعد دلوفه لحياتها
ليتها لم تعمل بذلك المحل …..ليتها لم تقع فى غرامة …..ليتها ابتعدت عنه و لم تنجرف خلف مشاعرها التى أوصلتها لتلك الحالة …..
سارت بخطوات هادئة تجاه تلك الأريكة المتهالكة لتجلس عليها مغمضة عينيها بألم و عينيها تفيض بالدموع كالشلالات تتمنى لو يعود بها الزمن و لكن ذلك الخطأ و الذى اعتبره الجميع خطيئة و فضيحة لا تستحقها
فلما تعاقب الآن بمفردها لم آتى عليها الجميع فتلك المشاعر التى انجرفت خلفها جعلتهم ينظرون إليها تلك النظرة التى تكرها أى أمراه
فلا توجد أمراه على وجه الأرض تتمنى أن يقال عليها بأنها خاطفة رجال، تخطف الرجل من زوجته و عائلته و لكنهم لا يعلمون بأنها كانت ضحية فهى التى خُدعت كانت تظن بأنها الوحيدة بحياته و لكنها لم تكن كذلك أبدًا
صدح رنين هاتفها فجذبت حقيبتها و اخرجت الهاتف من حقيبتها فوجدته هو
فرفعت يديها و زالت دموعها بعدما
تشنجت عضلات وجهها بعدما جزت على اسنانها و اجابت على تلك المكالمه فجائها صوته الغاضب و هو يصرخ عليها بهستيريا و جنون بسبب غيابها ذلك
-انتى فين يا هانم انتى بتستعبطى بقى انا سايبك عشان تهدى و نعرف نتكلم وقلت مش مشكلة متجيش الشغل و مرة واحدة اتفأجى بيكى مش موجودة فى البيت و لا حتى فى بيتك القديم، انا عايز اعرف ايه التهريج ده انتى فين يا هبة انتى عايزة تجننيني
اجابته بغضب ملحوظ استطاع تمييزة بسهوله
-من انهاردة مفيش هبة يا خالد انت سامع، مفيش هبه انت سامع خلاص كل حاجة بح يا خالد
صدم من حديثها و قال بعدم تصديق و هو يحرك رأسه يمينًا و يسارًا
-يعنى ايه اللى بتقوليه، بطلى هزار يا هبه
أجابته بجمود
-وانا مبهزرش انا بكلم جد انا سبت البيت و مش هتقدر تعرف مكانى يا خالد و لو عملت ايه بس انا عايزاك تعرف انى مستحيل اسامحك وحياة قلبى اللى انت كسرته عمرى ما هسامحك انت سامع
لمعت الدموع بعينيه و قال بنبرة اشبه بالترجى
-يا هبه بلاش تعملى كدة انا بحبك مش هقدر اعيش من غيرك
ابتسمت بسخرية و رددت بأستنكار
-لا متقلقش هتقدر و هتعيش بنتك و مراتك هيقدروا ينسوك، بس لازم تعرف انى هحرمك من ابنك يا خالد عشان تبقى بين نارين و متعرفش ترتاح، اه اصلى نسيت اقولك انى حامل و متقلقش ابنك و لا بنتك هخليهم يعرفوا حقيقة ابوهم و هعرفه انت عملت فيا ايه و صدقنى هيكرهك اكتر منى لدرجة انه مش هيطيق يسأل عنك تانى
جحظت عيناه من كلماتها الخالية من اى رحمة و شفقة كان يستمع إليها و كأن دلوًا من الماء البارد قد وقع عليه فقال بتلعثم سريعًا ما تحول لغضب
-أنتى بتقولى ايه، انتى مجنونه يا هبه ايه اللى بتعمليه ده انا ه
قاطعته قائلة بحدة و عيناها قد اسودت بغضب جحيمى
-ده اللى عندى و لو طلع حاجة بايدك اعملها
و سريعًا ما اغلقت الهاتف بوجهه مخرجة ذلك الخط من هاتفه و قامت بتكسيرة لنصفين و تنهدت براحة ظنًا منها بأنها بتلك الطريقة قد أنتقمت لنفسها
سمعت صوت رنين المنزل فقطبت جبينها بدهشة و اقتربت من الباب و قامت بفتحه
وما ان فتحت حتى انتبهت لتلك الصبية الصغيرة الواقفة بجوار ثائر فقال بأبتسامة مشيرًا تجاه شقيقته
-احب اعرفك دى سارة اختى التؤام و دى هبه جارتنا الجديدة
ابتسمت لها “هبه” و قالت بنبرة حاولت جعبها مرحة لتخرجها مما هى فيه
-انت متأكد انها تؤامك
-والمصحف تؤامى انتى مش مصدقانى
كان ذلك صوت “ثائر”المشاغب و رغمًا عنها ابتسمت على طريقته
-طب تعالو ادخلوا
فغمغم”ثائر”و هو يدلف الى المنزل
-انا يا جبتهالك عشان تقعد معاكى و من انهاردة انتى مش لوحدك انا و سارة و يوسف معاكى
*********
بعد مرور تسعة أشهر
كانت صوت صرخاتها يدوى بجميع انحاء المنزل فموعد ولادتها قد حان و طفلتها على وشك الولاده وكان كل من سارة و والدتها التى لم تتقبل” هبه”حتى الآن لجلوسها بمفردها و لكنها لم تحب ان تتركها بذلك الوقت خاصة أن أموالها لا تكفى للذهاب لأحد المستشفيات فأموالها بالكاد تكفيها، غير بأن تلك المرة ليست الاولى لها بتوليد أحدهم
فكانت تحثها على الدفع لتنزل مولودها و سارة بجوارها تساعدها أما “ثائر” فكان يقف خارجًا و صوت ذلك الصراخ يجعل القلق والخوف ينهشان قلبه الصغير
وبعد مرور بعض الوقت
استمع”ثائر”لصوت المولود التى صدح صوت بكائه بالغرفة فأتسعت ابتسامته تلقائيًا متنهدًا براحة شديدة
و بعد قليل خرجت”سارة”من الغرفة و هى تصفق بيديها قائلة
-ولدت يا ثائر ولدت
-طب ايه بقى انا عايز اشوف الولد
قطبت جبينها و قالت بطفوليه و هى تقترب منه ضاربه إياه بخفه على ذراعيه
-بنت يا فالح هبه جابت بنت و هتبقى صاحبتى هى و انت كفاية عليك يوسف و لما نشوف طنط صباح هتجبلنا بنت و لا ولد و هينضم لفريق مين فينا
-طب لمى ايدك دي ها لميها عشان متغباش عليكى ها
امتعضت ملامح سارة و قالت بغضب طفولى
-طب ادخل يا خويا ادخل
دلف “ثائر”الى الغرفة و سريعًا ما وقعت عينيه على تلك الطفلة الموضوعة بين يد”هبه”
فأبتسم بسعادة و ظهرت اسنانه مقتربًا من “هبه”
-ينفع اشيلها
بادلته”هبه” ابتسامته و مددت يديها له و قالت
-اكيد بس براحة عليها يا ثائر
اماء لها “ثائر” وحملها بين يديه و أبتسامته تزداد من تلك البراءة و الطفولة الموضوعه بين يديه
غير مدركًا بنظرات والدته المشتعلة من تعلقه هو و شقيقته بتلك الام و من الواضح ان ابنتها سيكون لها نصيبًا من ذلك الاهتمام و التعلق
فصاحت “سارة” بفضول
-هتسميها ايه يا هبه
اجابتها “هبه” و قالت
-فى كذا اسم فى دماغى يا سارة بس اكترهم يعنى اسم هيام نفسى اسميها هيام
ابتسم “ثائر” و كذلك “سارة” وقالا بنفس واحد وعين ثائر معلقة بتلك الفتاة التى لا تزال بين يديه و تمتم
-هيام اسمك هيام
《باك》

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى