روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثاني والثلاثون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثاني والثلاثون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثانية والثلاثون

أنتصب في جلسته وأتسعت حدقتيه من هول حديثها فظل يسارع لألتقاط أنفاسه يحدق بأبنته المسترسلة لحديثها بنبرة مرتجفة محاولة كتم أنينها وصدرها يعلو ويهبط بعنف
-بابا أنت مصدقني صح أنا والله ما كان بمزاجي
تسندت (هبه) حتى تستطع الجلوس تطالعها بنظرات لم تختلف كثيرًا عن خالد…. أرعبها سكونهم وصدمتهم المرسومة على قسمات وجوههم… فظنت أنهم لا يصدقوها، فتمتمت دون وعي وجسدها ينتفض
-كنت عارفة…. كنت عارفة أنكم مش هتصدقوني والله كنت عارفة
فاق (خالد) قليلًا من صدمته وأقترب منها ببطء وجسده لا يشعر به من صدمته فعادت للخلف ورفعت يديها تحمي وجهها خوفًا مما سيفعله وتشنج جسدها، لكنه صدمها جعلها تتسمر مكانها وهى تراه يطوقها بذراعيه والدموع تلتمع بعيناه مطلقًا تنهيدة حملت بين طياتها كل الحزن والألم……
مرر يديه على خصلاتها فأزدادت بالبكاء والتشبتث به فهو منقذها وحاميها وسيظل كذلك حتى آخر نفس..
-متخافيش كل حاجة هتتصلح طول ما انا جمبك مش عايزك تخافي من حاجه
تحاملت هبه على نفسها وجلست بجوار أبنتها القابعة داخل أحضان والدها وقامت بتقبيلها مغمغمة لها ببعض الكلمات لتبثها القوة والأمان…. ودموعها تنهمر من مقلتيها تحسرًا على حالها الذي لا يسر عدو أو حبيب، فرفعت عيناها تحدق بزوجها الذي رمش له بعينيه مخبرًا إياها إن حق أبنته سيعود لا محال
************
-ها شبعتي!؟
تبسمت (رقية) بوجهه قائلة وهى تنهض عن الطاولة بعدما احضر لها الطعام وجعلها كـ ملكة
-الحمدلله، خلينا بقى نرجع عندي مذاكرة و
قربها بحركة سريعة من ذراعيه واضعًا سبابته على شفتاها
-أنتِ أنهاردة ملكي أنسي كل حاجة على الاقل الكام ساعة دول
توترت وأرادت الابتعاد عنه فرفض بُعدها وتحكم في ثورتها التي كانت على وشك الأنقلاع معترضة على ما يفعله وقربة المبالغ فيه
-متحاوليش تبعدي عشان مش هتعرفي تهربي مني ولو عملتيها قلبك مش هيعرف
نظرت بعيناه لثوانِ فها هو قد فهم ما يدور بعقلها من صراعات فعيناها تفضح آمرها فنظرتها له ليست بنظرة عادية فهى تعشقه مثلما يعشقها، ابتسم ابتسامة جانبية خطفت لبها وقال بهمس بجانب اذنيها متعمدًا ملامسه أذنيها
-بتحبيني وهتحبيني أكتر بس صبرك عليا
كظمت تلك الأحاسيس المزعجة بالنسبة لها وحاولت أن تبدوء هادئه فأقتربت منه أكثر حتى وقفت على أصابع قدميها قائلة بدلال يراه للمرة الأولي مداعبة أزار قميصه بأناملها
-هو أنت مش ملاحظ أنك مزودها اليومين دول
تسارعت أنفاسة من قربها المُهلك لقلبه فحاول تجاهل مشاعره والتركيز بحديثها الذي لم يستوعبه بعض ويفهم المغزى منه فقال بنبرة مجهدة
-مزودها أزاي مش فاهم!؟
أبتعدت عنه وأحتدت ملامحها لاخرى شرسة لا تمت لتلك المدلله التى كانت تتحدث منذ قليل بصلة
-يعني القرب اللي بيحصل ده على الفاضي والمليان مش عجبني
كان يتابع حديثها بأعين مترقبة وما أن انتهت حتى رفع يديه ومسح على وجهه وأبتسم بتهكم وقال بأنفعال
-على الفاضي والمليان وكمان مش عجبك، أظاهر أن الهانم نسيت انها مراتي و
قاطعته بشراسة
-على الورق وبس….لو كان في فرصة أني اكمل معاك والجوازة دي تكمل فأحب أطمنك أن الفرصة خلاص ضاعت بعد ما حضرتك أتجوزت عليا..
عض على شفتاه من الداخل وظل يكز على أسنانه حتى أصدرت صوتًا اما هى فكانت تتابعه وتخبطت قدميها عندما وجدته يقترب منها فشعرت فأنها على حافة الهاوية لاعنة نفسها لمجيئها معه
تحدث بغضب جحيمي دون أن يلامسها فلو لمسها الآن لكانت أحترقت لا محال
-أتجوزت عشان أمنع نفسي عنك لا اكتر ولا أقل يعني في الأول والأخر عملته عشانك عشان مقربش منك وأخليكي تكرهيني عرفتي أنا أتجوزتها ليه مش حبًا فيها يا رقيه لا لو على الحب فأنا محبتش غيرك ولا عيني شافت غيرك بس مع الأسف أنتِ مش قادرة تشوفي ده ولا عُمرك هتشوفيه يا رقيه لانك انانية بتحبي نفسك وبس
صمت لثوانِ وخيم صمت مريب هى تطالعه بصدمة وأعين مدهوشة وهو لا ينظر لها يتحاشى النظر بعيناها
أزدردت ريقها بصعوبة وقالت دون أكتراث لحديثه وعشقه المتأجج بصدره
-انا عايزة امشي من هنا
عقد حاجبيه وبرق بعقله فكرة جهنميه فأبتسم ابتسامة جانبية أثارت شكوكها ومالبثت أن تتحدث وتتساءل عن سبب تلك الأبتسامة حتى وجدته يجذبها من ذراعيها ويتحرك بها تجاه الغرفة مرة أخرى وسرعان ما دفعها على الفراش وهتف
-مش هتمشي من هنا غير وأنتِ موافقة تبقي ملكي وفي حضني
قطبت جبينها وقالت بشك
-يعني إيه هتحبسني هنا
ابتسم ابتسامة شيطانية تراها للمرة الأولى وبسرعة البرق وجدته قد غادر من أمامها فنهضت من على الفراش وحاولت اللحاق به لكنها لم تفلح بذلك فها هو قد غادر للتو وأحكم أغلاق الباب من الخارج
ظلت تطرق عليه بقوة صارخة بعنف
-أفتح الباب يا آسر وإلا مش هيحصل كويس وهبلغ عنك وأقول أنك خطفني
كان يقف بالخارج والابتسامة لا تفارق شفتاه واعدًا نفسه بألا تغادر المنزل سوى وهى زوجته وتقبل به فقال بمرح
-خطفك!!!هو في راجل يخطف مراته برضو يا روحي
طرقت بقوة مضاعفة مغمغمة بعصبية
-افتح يا آسر متعصبنيش
-لا اتعصبي انا عايزك تتعصبي يا قلب آسر
-يووووووه بقولك افتح
تنهد بسعادة واردف
-خليكي هادية وحلوة بقى هروح مشوار كدة وراجعلك تكون هديتي شوية ونعرف نكلم
************
جالس على مكتبه يتفحص اوراق أحدى القضايا التي أمامه غير منتبهًا لهاتفه الذي لم يتوقف عن رنين….. وبعد مرور بعض الوقت والأنتهاء من الاوراق رفع رأسه بأنهاك وألتقط هاتفه من على المكتب راغبًا بمحادثة زوجته والأطمئنان عليها فأحتلت الدهشة قسمات وجهه بسبب تلك المكالمات التي آتته سواء كانت والدته أو صديقه ثائر….
هاتف والدته أولًا وسرعان ما أجابته فغمغم بقلق
-خير يا ماما لقيتك متصلة عليا كذا مرة أنتوا كويسين
تنهدت (صباح) وقالت بقلة حيلة وهى تنظر لتلك القابعة أمامها
-أنا عندك في البيت يا يوسف مستنياك في موضوع مهم لازم اكلم معاك فيه
نهض ولملم اغراضة سريعًا وقال
-مسافة السكة وأكون عندك سلام
اغلق معها وغادر المكتب ونسى محادثة صديقه الذي هاتفه عدة مرات
أما (ثائر) وبعدما يأس من الوصول لصديقه نهض من على المقعد وأغلق المحل واتجهه لدراجته النارية وأستلقي عليها وتحرك بها سريعًا متجاهلًا هتافات الصبي الصغير الذي يعمل بالقهوة
وصل (يوسف)و ولج المنزل فنهضت سارة والتي اصبحت على دراية تامة بما حدث فشكوكها تجاه صباح كانت بمحلها… قالت بهدوء رغم ذلك الحزن القابع داخلها من أجل زوجها فما سيعلمه الآن ليس بأمرًا سهلًا فهو على وشك أن يعرف بأن له أخ والأسوء أنه متزوجًا بـ إمرأة رغبت بالحصول على أخيه
-هدخل أحضرلكم عصير
شعر (يوسف) بخطورة الامر فألقى مفاتيحه على الطاولة وجلس بجانب والدته التى تلمع عيناها بدموع حبيسة، فأزداد خوفة رويدًا رويدًا وقال ملتقطًا يديها بحنان مقبلًا إياهم
-مالك يا ماما اول مرة اشوفك كدة حنين زعلتك
نفت برأسها ورفعت يديها مربته على وجنتيه بحنان
-قبل أي حاجة انا عارفة أني غلطت في حقك كتير وكتير اوي كمان ومش انت بس لا أنت ومراتك وعشان كدة عايزاك تسامحني…لو قلبك شايل مني سامحني..العُمر مبقاش فيه كتير يا يوسف والواحد مش عارف أمتى هيقابل وجه رب كريم وانا الحمدلله عرفت أغلاطي وبحاول اصلحهم وبتمني تس
قاطعها بحب دفين واحترام جلي
-مهما عملتي يا ماما مستحيل افضل زعلان منك ممكن الزعل يبقى في وقتها بس بعدين بيروح لحاله مبقدرش افضل زعلان منك
ابتسمت له واطرقت رأسها للأسفل وقالت بندم
-اسمعني يا يوسف وافهمني انا عارفة أنك هتفهمني وهتعذرني….أنا قبل ما أجوز أبوك كنت متجوزة و……
قصت له كل شئ وما حدث معها وكيف أكتشفت بأن ابنها مازال على قيد الحياة، أخبرته بهويته
ألجمته الصدمة يستمع إليها وينظر لها بصمت فحقيقة أن لديه أخ كانت قاسية
-وامبارح جه خدني أنا وأختك وروحنا البيت عندهم بس أختك سابت البيت بليل يا يوسف أنا تعبت معاها حنين بقت أنانية مبتفكرش غير في نفسها حبها لثائر ج
قطب جبينه وطالع والدته بصدمة ليست هينه فمن الواضح ان صدمات اليوم لم تنتهي بعد
-حنين بتحب ثائر!!!!من أمتى الكلام ده هو انا طرطور ولا إيه
-من زمان اوي يا يوسف وياما قولتلها بلاش بس اختك مبتسمعش من حد ومش شايلة ثائر من دماغها
خرجت (سارة)على صوته وابتلعت ريقها وتبادلت الأنظار مع (صباح)
انتبه (يوسف)لخروجها فاقترب منها بأعين مشتعلة وقال
-كنتي عارفة أنها بتحب ثائر مش كدة
كادت ان تجيبه وتدافع عن نفسها فحنين لم تخبرها لكنها كانت ترى نظرتها لاخيها وحديثها عن هيام، سبقتها صباح وقالت مدافعة عنها
-لا مراتك مكانتش تعرف محدش يعرف غيري وبصراحة معرفش ثائر وهيام عندهم خبر ولا لا
صدح رنين المنزل فأقترب يوسف وقام بفتحه فوجد (ثائر)امامه
ولج (ثائر)للمنزل وحدق بكل من (سارة)و (صباح) وبعدها وجه حديثه لصديقه غير مباليًا لشقيقته ولترحابها به
-عايز اكلم معاك ولوحدينا
اماء له (يوسف)بهدوء فنهضت صباح وقالت مشيرة لسارة
-تعالي يا سارة سبيهم يكلموا
تركوهم بمفردهم فقال يوسف اولًا
-في إيه
صك(ثائر)على اسنانه وسار ذهابًا وإيابًا يهدي من روعه وبلحظة انفجر كالقنبلة الموقوتة وقال
-شوف بقى يا يوسف أنا سكت واستحملت قرف ياما بس خلاص الموضوع بيزيد عن حده وأختك بتتمادي وبكل القرف اللي بتعمله ده المفروض انها بتحبني
أبتلع (يوسف)تلك المرارة واغمض عينيه لوهله فاسترسل (ثائر)مزمجرًا
-وديني لولا أنها أختك لكنت فرجتها بس أنا سكت عشان خاطر العيش والملح اللي بينا والموضوع بقى عندك ومستني حل يا يوسف….
انهي حديثه واقترب من الباب وما كاد ان يغادر حتى ألتفت مرة أخرى متوقفًا ملبيًا نداء صديقه
-هى السبب في الخلاف اللي حصل بينك وبين هيام
-مفيش غيرها يا يوسف
وعقب رحيلة صدح صوت يوسف وهز أركان المنزل بقوته مناديًا والدته
-كلميلي حنين شوفيها فين
وبعد لحظات أغلقت مع ابنتها قائلة بترقب وهى تراه يشتعل يترقب معرفة مكانها فقط
-راجعة القصر
***********
مستلقي على الفراش لا يستطع الحراك بفضل تلك الضربات التي تلاقاها أمس لاعنًا زميله الذي كان سببًا في كل ما حدث
ولج(فتحي) المنزل متأوهًا من تلك الضربات التي تلاقاها هو الآخر
استمع (صبري) المستلقي على الفراش صوت الباب فتحامل على نفسه ونهض من عليه واقترب من فتحي مغمغم بغضب
-بقى بتهرب وتسبني يا زفت الطين امبارح مش كدة، يعني مش كفاية أنها شورتك المهببة واننا نعملها ومراته معاه لا وكمان واقف تكلمها وعاملى فيها حبيب وبوظت كل حاجه وبعدين كنت فين لحد دلوقتي
امتعضت ملامح (فتحي) وهو ينظر لصورته بالمرآة وتشوية ملامحه واجابة بأقتضاب
-كنت مطرح ما كنت ياعم كفاية العملية المهببه دي بقى حتت العيل السيس ده يبقى السبب في اللي حصلنا ده بس ورحمة أمي ما هسيبه و هوريه وهوري مراته الحلوة
اقترب منه (صبري)وقبض على ملابسه
-لا أنت تخرج برة اللعبة خالص كفاية المصيبة اللي حطتني فيها مع ندى هانم ده انا لحد دلوقتي مش عارف اقولها إيه
التفت إليه (فتحي) وقال
-هى لسه معرفتش أنهم عرفوا
-لسه بتتصل بس مبردش اصل هقولها ايه العمليه باظت وجوز بنتك عرف أنك انتِ اللي ورانا دي كانت تقتلنا فيها، احنا لازم نسيب المكان هنا ونشوف مطرح غيره وادعي ربك متعرفش توصلنا
غادر من أمامه فنظر فتحي لصورته بالمرآة مرة أخرى ولا يغيب عن خاطرة تلك الفاتنة……
***********
-ياما نفسي أشوف وش خالد وهبه لما يعرفوا اللي بنتهم فيه، وبالنسبة لنبيلة فبكرة بالكتير هتكون متحسرة على ابنها هى وحسن اللي فاكرلي نفسه مراهق ومقضيها سفر وفسح
قالت كلماتها بغل وحقد ولم تجد رد من (إياد) تعقيبًا على حديثها، فجلست امامه قائلة بضيق
-مش بكلمك يا واد أنت
نظر لها بضيق وأخرج زفير مهموم من جوفه قبل أن يجيبها بأقتضاب
-سامعك
لكزته بغضب وقالت بغل
-ومدام سمعني ما ترد بكلم نفسي أنا
تنفس بعمق ليزيح تلك الكتلة المقلقة الجاثمة على صدره وقال بتضرع وهو يضم قبضته معًا وشعور بالندم يكاد يقتله
-مش برد عشان مش عجبني كلامك، انا ندمان عشان شاركتك في ال**** دي أنا أول مرة أحب، ولما أحب أعمل كدة في اللي بحبها…. ساعدتك في تدميرها، اللي أنا وافقتك فيه ده مدمرني أنا شخصيًا يا خالتي بس طبعا ولا هفرق معاكي لاني عمري ما فرقت معاكي ولا حتى مع ماما فارق معاها.. حتى بنتك مش رحماها انا حقيقي مستحقر نفسي
صمت يراقب برودها اللامتناهي واضعة قدم فوق الأخرى فنهض بعنف صائحًا بصوت جهوري ملوحًا بيديه بالهواء
-انا مبقتش طايق أبصي لوشي في المرايا…. أنا بحب هيام ومستحيل أسمح للي بيحصل ده يستمر أكتر من كدة و
رفعت أحدى حاجبيها وقالت بترقب وأبتسامة تغزو شفتاها
-هتعمل إيه يعني
ضاق ذرعًا من أسلوبها وعجرفتها، فأنحنى قليلًا لمستواها ورفع سبابته أمام وجهها قائلًا بتحذير صادق
-هعمل اللي كان لازم اعمله من الأول وهوقف المهزلة دي مش هسمحلك تدمريها أكتر من كدة
أنهى حديثه وغادر منزلها بأكمله فأرتفع صوت ضحكاتها وسعادتها قائلة بسخرية
-مع السلامة يا قلب خالتك
************
كان ظهر يديها يسير على وجهه بهدوء، وعينيها متسمرة بمكان ما أمامها وقد بدت إلى حد ما شاردة مستغرقة في أفكار تخصها، فألتفتت نحوه بعدما عبست ملامحها وقالت بهمس
-مش هسمحلها تأذيك لو جرالك حاجه انا ممكن أموت فيها
وعند تلك الفكرة أنتفض قلبها وجسدها ونهضت من جواره وخرجت من الغرفة فوجدت (نبيلة) بوجهها وملامحها متهجمة
-مالك ماله يا رنا من أمبارح مشفتوش والبواب بلغني وانا طالعة ان عربيته لسة واصلة، هو في إيه
أبتلعت (رنا) ريقها وقالت بكلمات متقطعة
-هحكيلك بس قبل ما احكي اطمني انا ومالك كويسين
-أحكي يا رنا متوجعيش قلبي
-امبارح طلع علينا بلطجية وثائر لحقنا وهربوا منه فثائر ركن العربية قبل ما نمشي وانا ومالك طلبنا عربية وهو حصلنا بالمكنة بتاعته وثائر انهاردة بعت العربية مع سواق معرفة
أرتعش جسد (نبيلة) وقالت بأعين مصدومة وقلب يكاد يموت قلقًا
-ابني فين كويس انطقي يا رنا
أشارت (رنا)صوب الغرفة وقالت
-كويس والله بس هو نايم جوه
أندفعت والدته نحو الغرفة فلن يهدء لها بال إلا إذا رأته، حاولت رنا منعها وبث الطمأنينة بقلبها لكن ذلك لم يمنعها من فتح الباب وإلقاء نظرة على فلذة كبدها، وما أن رأته مستلقي على الفراش ذاهبًا بسبات عميق تنهدت براحة واضعه يديها على صدرها شاكرة ربها بسرها
-الحمدلله يارب قلبي وقع وخوفت عليه الف حمد وشكر ليك يارب
خرجت من الغرفة وأغلقت الباب فغمغمت رنا
-متقلقيش هو كويس والله محتاج راحة بس
أماءت لها نبيلة وقالت مربته على ذراعها
-خليكي جمبه عقبال ما اعمله أكل يقويه
-في مشوار بس هعمله وهرجع علطول ممكن كل شوية تطمني عليه لحد ما ارجع
************
ولج غرفته فوجدها بأنتظاره والجمود يليح على وجهها فخطى أتجاهها وقال متفحصًا هيئتها الغير مرتبة وعينيها المنتفخة أثر بكائها
-إيه اللي مقعدك كدة يا مديحة
رفعت عيناها الحمراء ناظرة له وقالت بأستسلام غير معهود
-خلاص يا كمال كل حاجة انكشفت، كل اللي عملناه زمان ضاع
عقد ما بين حاجبية وقبض على ذراعيها وقال بحدة
-قصدك إيه!؟
أبتسمت بتهكم وأجابته قائلة
-قصدي أنك ترجع لشغلك اللي واخد كل وقتك واللي هو السبب في اللي انا فيه، أنا اللي عماله اواجه كل حاجة، أنهاردة كان لازم تبقى جمبي بس انا ملقتكش يا كمال… كانك بتنقي أكتر وقت ببقى محتجاك فيه وبتختفي… بتسبني اواجه لوحدي، آسر عرف أن احنا كدبنا عليه.. عرف أن صباح أمه… جابها هي وبنتها هنا وقعدهم معانا هنا وطبعا مش هنقدر نتكلم عشان لو اتكلمنا هنخسره
شعر (كمال)بالأختناق فرفع اناملة وحرر ازرار قميصه وقال بأنفاس متهدجة
-بس هو أبني، أنا أبوة
أغمضت عينيها بألم و قلب ينزف وعين باكية بتلك اللحظة
-وانا مش أمه صح يا كمال…صح انا مش أمه قولها، بس لا يا كمال أنا اللي امه…..أنا اللي استحق الكلمة دي مش هيا انا اللي تعبت معاه مش هى
-عارف يا مديحة بس خلاص الحقيقة انكشفت كنت فاكر أنه عُمره ما هيعرف الحقيقة بس ربنا أراد أنه يعرف ودلوقتي لازم نتقبل الأمر الواقع
رفعت اناملة مزيلة دموعها قائلة بلهفة
-يعني نعمل إيه
أجابها بقلة حيلة فزمام الأمور قد فلتت من بين يديه
-يعني نتقبل صباح وبنتها لو معملناش كدة هنخسره وانا معنديش أخسر ابني الوحيد و وريثي و أظن ان أنتِ كمان معندكيش استعداد تخسريه مش كدة
ظلت تفكر عدة ثوانِ وبالأخير أماءت له بأستسلام
***********
ترجل (آسر) من سيارته قبل أن يلج من بوابة القصر بعدما رأى حنين تترد بالدخول، وقف امامها وقد توحشت عيناه بتلك اللحظة
-أنتِ بتعملي إيه عندك، إيه اللي خرجك من غير ما تقوليلي
شهقت بخوف مغمضة عينيها واضعة يديها على صدرها وألفتت تنظر له والسخرية ترتسم على وجهها
-والله ما أتعودتش استئذن من حد قبل ما ادخل ولا اخرج، وقت ما بحب اخرج بخرج وبعدين انت بتحاسبني على إيه ده أنا معرفكش غير من كام ساعة يا جدع أنت، فبلاش وحياة ابوك الشويتين دول عشان ميدخلوش دماغي
توحشت عيناه أكثر قبل أن يجيب بصوت أجفل كامل بدنها
-شويتين إيه بس أنتِ لسه شوفتي حاجة ده أنتِ هتشوفي سواد، هعلمك تكلمي أزاي معايا
كادت أن تنهره وتستعيد قوتها ولكنها ألتفتت تجاه تلك الزمجرة الآتيه من أعماق الجحيم
-حنين
ارتجفت وعادت خطوتين للخلف أرتعابًا وهى تراه يقترب منهم وبرفقته والدتها وكم رغبت بالأختفاء من امامه لكنه وقف أمامها ورفع يديه صافعًا إياها بقوة صاحبها جذبه لخصلاتها قائلة بشر
-مكنتش بحب أمد أيدي عليكي بس أنتِ متستاهليش غير كدة، هو ده جزاتي مش كدة بتحبي ثائر اللي متجوز يا حنين وياريت متجوز أي واحدة دي صاحبتك
هنا وصاحت به وكأن خوفها تبخر وأنفجرت بهم والغل والحقد يكاد يخرج من عيناها
-بس متقولش صاحبتي دي مش صاحبتي وأيوة بحب ثائر وهفضل احبه لاخر عُمري وعمري ما هحب غيره أنتوا سامعين
أقترب منها كل من (يوسف) و(آسر) بذات الوقت فتشنجت خوفًا وهى تراهم يتقدمون نحوها
هرولت (صباح) تجاهم محاولة منعهم من الاقتراب وها قد نجحت بذلك واقفة أمامهم كسد المنيع تمنعهم من الأقتراب من ابنتها
-آسر يوسف لو عملتوا إيه مش هتتراجع بنتي وأنا عرفاها فبلاش تضيعوا نفسكم وهى أحسن حل ليها نجوزها واكيد هتنسى ثائر مع الوقت وهتعرف انها مبتحبوش
أتسعت عيناها وقالت برفض
-أنتِ بتقولي إيه مستحيل أتجوز ده على جثتي اني اتجوز غير ثائر أنتوا سامعين
صك (يوسف) على اسنانه وقال
-لا هتجوزي ما يتجوزي يا اموتك
صاحت بغضب جحيمي
-يبقى موتني يا يوسف
أبتسم (آسر)أبتسامة لم تصل لعيناه وقال بفحيح الأفاعي
-مش بمزاجك بمزاجنا أحنا…أحنا اللي نقرر أنتِ سامعة، وأنا بقى قررت تتجوزي
**************
-هيام نامت؟
قالها خالد بجمود بعد أن رفع رأسه المدفونة بين يديه فالصداع الذي برأسة يكاد يفتك به
فأماءت له (هبه) وتمتمت وهى تجلس بجواره
-نامت
تنهد طويلًا ونظر لها وألتقط يديها محاوطًا إياهم بكلتا يديه وقال بهدوء يكسوه حزن دفين
-أوعدك أن كل حاجة هترجع زي الأول، وندى هتدفع تمن اللي عملته في بنتي وغالي اوي هخليها تندم وتلعن اليوم اللي فكرت فيه تأذي شعره من هيام
هبطت دموعها وقالت بتحسر
-هيام مدمرة يا خالد أنا قلبي بيتقطع عليها وبعدين ثائر يا خالد ثائر لازم يعرف انا مش عارفة ليه كل ده وليه تكرهه فيها كدة لو كانت قالتله مكنش هيسيبها..
-عارف يا هبه ومدام هيام متصرفتش صح و بوظت علاقتها بجوزها يبقى واجب عليا أنا أصلح الغلط ده وأحكيلة كل حاجة وهو ليه حره الأختيار

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى