روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثامن 8 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثامن

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثامن

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثامنة

ألتقطته عيناها وهى تراه يقترب منها بملامح مقتضبة حادة يفوح منها رائحة الغضب فأزدردت ريقها وأزدادت ضربات قلبها بجنون مغمضة عينيها لوهلة لتستجمع شجاعتها التى سرعان ما تنهار أمام رجولته الطاغية مغمغمة بينها و بين نفسها
-أهدى يا هيام أهدى و خليكى ريلاكس
كادت أن تعاود لما كانت تفعله و تعبئ الحقيبة البلاستيكية و لكن يديه التى أعتصرت معصمها الحامل للحقيبة منعتها من أستكمال ما تفعله فهتف بنبرة غاضبة منفعلة
-بتعملى إيه فى الشارع فى الوقت ده يا هانم يا محترمة أنا مش قايلك مليون مرة مفيش نزول للشارع بليل هو إيه عند وخلاص يا بت أنتِ
أزدردت لعابها و كادت أن تجيبه و لكن ما فعله جعلها تبتلع أعتراضها بجوفها حيث أنتشل من يديها الحقيبة و تركها بالمحل أمام حماده الذى كان يراقب ما يحدث بأعين ثاقبة مترقبه..
جذبها من ذراعيها خارج المحل متحركًا بها تجاه البناية، وهى تسير معه تحاول تهدئة أنفاسها العالية وما أن ولجوا داخل البناية حتى صاحت به بغضب غير معتاد منها منتشلة يديها من قبضته
-أنت إيه بتشد فى بهيمة، إيه الأسلوب و الطريقة دى، وبعدين أنت مالك أنا حرة….سامعنى ولا لا….ولا تحب اقولهالك تانى يا ثائر….أنااااا حرررررة
وأنت ملكش اى حكم عليا و تحكماتك دى تمشيها على سارة …على حبيبة القلب لكن انا تنسى انت س
ظلت تتحدث وتتحدث دون أن تصمت وهو يتطلع عليها بعينيه المدهوشة من أفعالها فكادت أن تكمل صراخها و تعنيفها له ولكنه قبض على فكها بيديه قائلًا بغضب أعمى و أعين سوداء قاتمة تهدر بالغضب
-أسمعى بقى كل اللى قولتيه ده ميخشش دماغى بتعريفة، ومش بمزاجك يا هيام، مش عشان كنتى متأملة أنك أول ما تقوليلى انك بتحبينى هقولك انا كمان بحبك و بموت فى التراب اللى بتمشى عليه يا بت المنشاوى….لا مش انا ومش أنتى اللى بحبها و بتمناها و مش معنى كدة انك تخرجينى من حياتك لا يا هيام انتى مسؤلة منى زيك زى سارة بضبط انتى سامعة و لا لا
تجمعت الدموع بمقلتيها وظل صدرها يعلو و يهبط من فرط غضبها و ألمها التى شعرت به مجددًا مع كلماته الجارحة لمشاعرها و كرامتها كأنثى أحبت و لم تطل معشوقها الذى يهيم عشقًا بأخرى سواها
رفعت يديها و أبعدت يديه عنها بعنف و قوة وقالت بألم ممزوج بتحدى وعينيها متعلق بعينيه
-لا يا ثائر مش سامعة و كل اللى قولته ده ميهمنيش و اوعى تفتكر انك تهمنى فى حاجة او أنى معنديش كرامة عشان اشوفك بتحب غيرى و افضل دايبة فى هواك …لا يا ابن المغربى انا مش عبيطة و لا هبلة انا عارفة قيمة نفسى و كويس اوى وعارفة انه اى راجل يتمنانى و بكرة تشوف ده بعينك و تعرف مين هى هيام المنشاوى …
صمتت قليلًا تطلع لملامحة الغاضبة وذلك العرق النابض برقبته وشفتاه التى يضغط عليهم بقوة بأسنانه، فهو لا يطيق ذرعًا كى يصفعها على شفتيها التى تفوهت بالعديد و العديد من الترهات فظل ملتزمًا بصمته ولكنه لن يزال ملتزمًا به كثيرًا
أما هى فأسعدتها تلك الحالة التى أوصلته لها ورضتها أنوثتها فرمشت بعينيها وقالت بقسوة ونبرة حاسمة
-ياريت متدخلش فيا تانى لانى كل اللى فات انا رميته فى الزبالة و اللى قدامك مش هيام اللى اتربت معاك لا ولا اللى اتربت قدام عينك …. اللى قدامك واحدة جديدة و من اللحظة دى هتعيش عشان نفسها و بس و هتعمل اى حاجة تخطر على بالك وهتحب و هتعيش حياتها وانت
قالتها وهى تضع سبابتها على صدره
-وأنت وجودك مبقاش مرغوب و لا مرحب بيه تانى وياريت بقى يكون عندك شوية كرامة ودم يا …
أبتسمت بتهكم مكملة
-يا ثائر
أرتخت ملامحة و تحولت من الغضب النارى إلى برود و جمود تام و هو يؤما لها برأسه عدة مرات متتالية قائلًا ما ألمه وطعنة بمنتصف قلبه قبل أن يؤلمها ويطعنها هى الأخرى
-لا عندى كرامة و مش عيلة زيك اللى تهزقنى واللى طلبتيه هتنوليه و من انهاردة انتى فعلا حرة واعملى ما بدالك
انهى حديثة و هرول من امامها بسرعة شديدة وكأنه يتسابق مع الرياح وما أن خرج من البناية و تركها واقفة بمفردها حتى أغمضت عينيها و هبطت دموعها بعدما تحررت من عينيها التابعة له حتى غاب عن عينيها لا تصدق ما توصل إليه الأمر بينهم وأنهيار كل شئ وذهابة هباءًا
أما خارج البناية كان يسير بخطوات سريعة متعجلة لا يرى امامه من شدة الغضب الذى أعتراه رغم ما اظهره أمامها من برود و جمود إلا ان داخله بركان من الغضب يوشك على الأنفجار بأى لحظة
نهض يوسف من على القهوة ما ان رآه بتلك الحالة و أقترب منه مستفسرًا عما حدث
-عملت إيه يا ثائر
تجاهلة ثائر وأتجه ناحية البناية التى يقطن بها راغبًا بالجلوس بمفرده بذاك الوقت…..
صعد درجات البناية بسرعة حتى وصل أمام منزله فأخرج الميدالية الخاصة به وانتقى منها مفتاح منزله و قام بفتحه ودلف المنزل دافعًا الباب بقوة وهو يصك على أسنانه بغضب ويلتقط أنفاسه بهدر و وعيد
-انا هوريكى يا هيام و هخليكى تندمى وهتشوفى مبقاش ثائر لو مخليتك تندمى و تحفى ورايا عشان اكلمك تانى….
*********
ولج يوسف داخل المنزل وأغلق الباب من خلفه وعينيه تبحث عن معشوقته فنادى باسمها متحركًا تجاه الطاولة التى تتوسط الصالون بعدما خلع حذائه
-سارة سارة
خرجت صباح من المطبخ وهى تصيح بنبرة ساخرة
-نايمة يا حبيبى الهانم نايمة و سيبانى انا معكوكة فى المطبخ انا و أختك ده بدل ما تقولى عنك أنتى يا ماما واقعدى انتى وحنين مع الضيفة…بس أزاى دى ك
جحظت عيناها وهى تراه يغادر من أمامها متجهًا لغرفته هو و سارة فضربت على صدرها بقوة قائلة
-يخربيتك واد..أنا مش بكلمك يا يوسف سايبنى وماشى
ألتفت يوسف ينظر لها ببرود و قال
-هو سؤال واحد..مين اللى عمل شغل البيت و الأكل انهاردة أنتى و لا سارة
توترت و لاح التوتر على ملامحها وقالت بانفعال
-وايه المشكلة يعنى لما هى اللى تعمل هى مش عايشة معانا و لا المفروض الزمن ده انى الحما اللى تخدم مرات ابنها وهى قاعدة مبتعملش حاجة
أبتسم يوسف بتهكم و قال بنبرة هادئة و لكنها تحمل بين طياتها الكثير و الكثير
-وسارة مش مقصرة معاكى فى حاجة ويكون فى علمك بنتك المستعبطة دى هتشيل مع سارة شغل البيت و إلا ودينى هأخد سارة و نعيش فى شقة لوحدنا
قال كلماته الأخيرة وهو يدلف الغرفة مغلقًا الباب فى وجهها متنهدًا بضيق تاركًا إياها تغلى من الغضب
مسح على وجهه بيديه متمتم بخفوت
-استغفر الله العظيم يارب
اخفض يديه و وقعت عينيه على زوجته النائمة على جانبها الأيسر و وجهها مقابل له ورغمًا عنه أرتسمت أبتسامة محبة على وجهه ما أن رأى وجهها الطفولى
جلس بجوارها و يديه تسير على خصلاتها بنعومة وبدأت ذلك البريق اللامع يطل من عينيه العاشقة لها فتمتم بخفوت
-سارة….سارة
فتحت عينيها بتاقل و أبتسمت له بخفة قائلة بنعومة
-أنت جيت يا يوسف
أنحنى لمستواها مقبلًا أعلى جبهتها مغمغم بحب و يديه لا تزال بخصلاتها
-لا لسه مجتش، أنا عفريت
ضربته بصدره بخفه قائلة بتذمر
-أنت بتتريق عليا يا يوسف
دوى صوت ضحكاتة الرجولية و غمغم بمرح
-أومال عايزنى اقولك ايه يا قلب يوسف ما انتى اللى بتسألى أسئلة غريبة بصراحة
زمت شفتيها بطفولة وأجابت بحنق
-ماشى يا يوسف شكرًا..أتريق عليا براحتك
رفع يديه اليمنى والتقط شفتاها التى مطتهم كالأطفال وغمغم بمرح ناهضًا من على الفراش واقفًا بمواجهتها
-بطلى الحركة دى بقى يا بنتى انتى كبرتى على الحاجات دى يا ماما عيب، دى حركات أطفال، ويلا بقى عشان عصافير بطنى بتسوسو و هفتان أوى
تذكرت سارة تلك الضيفة و التى لم ترتاح لها، فرمقت يوسف بنظرات غامضة وشعور الغيرة يسيطر على كل ذرة بجسدها فنهضت من مكانها و أقتربت منه وهى تسير على ركبتيها ورفعت كلتا يديها مداعبه أزرار قميصه قائلة بدلال
-طب بقولك إيه يا چو ما تيجى نتعشا هنا فى الأوضة و سيب ماما و حنين مع الضيفة، حتى ده يكون اريحلها عشان تأخد راحتها، وأريح برضو لينا واهو نقضى وقت أكتر لوحدينا
نظر يوسف ليديها التى تداعب قميصه فتأثر من قربها ودلالها لذلك الحد المُهلك بالنسبة له فطوق خصرها بيديه مغمغم أمام وجهها بهمس وأنفاسة الساخنة تلفح بشرتها
-ده أحب ما على قلبى..وبعدين سارة طلباتها أوامر، هى تطلب وچو ينفذ علطول
أنهى كلماته منخفضًا تجاه شفتيها راغبًا فى ألتهامهم فأسرعت واضعة يديها كعائق بينهم قائلة بضحكة عالية
-أنت بتعمل إيه، انا هقوم اجبيلنا العشا استنى بقى بعد ما نأكل
قالت الأخيرة وهى تدفعه بعيدًا عنها فأماء لها برأسه وهو يتابع هروبها من أمامه وخروجها من الغرفة متنهدًا بحرارة
عقب خروجها من الغرفة قابلتها حنين وأبتسامة زائفة على وجهها قائلة
-كنت لسه جاية أخبط عليكم عشان نتعشا
خرجت صباح من المطبخ ومن خلفها هنادى التى رمقت سارة بنظرة متفحصة فغمغمت صباح بسخريتها المعتادة
-لسه بدرى يا ست يا سارة كنتى خليكى نايمة شوية كمان واحنا نخدمك ونجبلك الأكل لحد عندك
أجابتها سارة بأمتعاض
-مظنش انى لما بعملكم الاكل و انظف البيت ابقى كدة بخدمكم مفيش حد هنا بيخدم حد يا ماما كلنا عايشين سوا ومن سنين كمان يعنى ما احناش جداد مع بعض وعلى العموم انا نكت من التعب مش اكتر لان الأكل اللى هتأكلوة ده عمايل أيديا ولا ايه
تحركت من مكانها و دلفت المطبخ تحت انظار صباح المشتعلة وحنين المتوعدة فغمزت حنين لوالدتها وهرولت خلف سارة وهى تراقب ما تفعله
-انتى بتعملى ايه يا سارة ..انتوا مش هتأكلوا معانا ولا إيه
-لا هنأكل لوحدينا فى اوضة
ثم أضافت بمكر
-يوسف حابب كدة قال عشان الضيفة الجديدة تأخد راحتها واهو لوحدينا برضو
كزت حنين على اسنانها و قالت
-وماله بس ما اظنش انه هنادى تتضايق من يوسف و لا تكونيش انتى اللى مضايقة
التفتت سارة تنظر لها مشيرة تجاه نفسها قائلة بأستنكار و سخرية اشعلا حنين و صباح التى استرقت السمع لحديثهم
-أنا وهضايق من هنادى مظنش
حملت الصينية التى تحمل طعام لهم بين يديها قائلة بابتسامة أثارت أستفزازهم
-عند إذنكم
********
كانت تتحدث بهاتفها ودموعها لا تتوقف شاعرة بسكين حاد يطعنها بقلبها و لاتتوقف تلك السكين طعنها و أسالة الدماء منه…
-شوفت يا محمد انا مش قادرة اصدق انه رفض حبى، خلانى قولتله كلام مكنتش متخيلة انى اقوله شوفت وصلنى لايه أنا حاسة أنى بمووت بالبطئ يا محمد أنا محتاجة اشوفك اوى انت الوحيد اللى بتفهمنى و بتهون عليا
أجابها محمد بحزن على حالها
-هيام مينفعش اللى انت عملاه فى نفسك ده، اللى مش عايزك ارمية من حياتك أنتى الف واحد يتمناكى..وانا مستنيكى بكرة فى المطعم وهنكلم لحد متزقهى منى و تقوليلى خلاص زهقت منك
كفكفت هيام دموعها بأكمامها بطفولية بحته مغمغمة
-انت عارف أنى مبزهقش من الكلام معاك بس خايفة لكون بصدعك انا عارفة أنى رغاية
-على فكرة عيب اوى اللى بتقولية ده انتى عارفة غلاوتك عندى وبتدين بطلى عياط كدة و قومى اغسلى وشك و اقعدى مع والدتك
اجابته بنفى
-لا مش حبه…عايزة أقعد لوحدى وبس
-خلاص زى ما تحبى، وانا بكرة مستنيكى ومش هفطر من غيرك أتفقنا
-اتفقنا
اغلقت معه و كادت ان تضع الهاتف بجوارها ولكن منعها صوت رنينه العالى فرفعت تنظر به فوجدتها حنين فأجابتها على الفور قائلة بصوت حاولت أخراجة طبيعيًا
-ايوة يا حنين
التقطت حنين تلك البحة بصوتها و ابتسمت بمكر قائلة
-أنتى بتعيطى يا هيام ؟
-لا انا كويسة
ارتفع حاجبى حنين وقالت بحزن زائف
-اخص عليكى بتخبى عليا وبعدين صوتك باين عليه اوى انك كنتى بتعيطى، ايه اللى حصل تانى اتخانقتى مع ثائر تانى ولا ايه
بدأت الدموع بالتجمع مرة أخرى و قالت بصوت متحشرج
-ايوة يا حنين و هزقته و قولتله انى مبقاش ليه لازمة فى حياتى و بكرة هحب و هتحب و ان الف واحد يتمنانى
سألتها بترقب
-وهو كان جوابة إيه
انفتحت مرة أخرى بنوبة بكاء مرير قائلة بشفتاه مرتجفة
-وافق يا حنين و قالى انه مش هيدخل تانى بيا وهينفذلى اللى انا قولته
أغمضت حنين عينيها براحة وكادت ان تقفز فرحًا مما علمته كن صديقتها المغفلة و التى تقص عليها كل شئ غير عالمة بنواياها و حقدها عليها
-يلا احسن خليه يعرف حدوده كويس انا أصلًا مش عارفة أزاى سمحالة يتحكم بيكى كدة ده لما لقيتك اتحجبتى و عرفت انه هو اللى غصب عليكى تتحجبى اتعصبت بيدخل فى كل حاجة ايه البرود ده مش عارفة أنتى كنتى سكتالة كل ده أزاى ده انا يوسف مش بيتحكم فيا كدة
اجابتها هيام و هى تحاول ان تكف عن البكاء
-اهو اللى حصل بقى!؟
-بس انا مبسوطة بيكى حقيقى برافو، بس اسمعينى بقى بكرة لازم اقابلك فى حاجة مهمة حصلت و لازم تعرفيها
-ايه اللى حصل يا حنين!؟
-مينفعش فى التليفون يا هيام لازم اشوفك
-ماشى بس خليها بليل عشان الصبح مش هبقى فاضية
صكت على اسنانها قائلة بغل
-ليه وراكى ايه
-بعدين هبقى اقولك
-طيب يلا سلام بقى عشان ماما بتنده عليا
ابتسمت هيام بخفة و قالت بأمتنان
-ماشى يا حنين بكرة اشوفك
-ان شاء الله يا حبيبتى سلام
***********
فى صباح يوم جديد
هبطت حنين من منزلها وأبتسامة سعيدة على وجهها و اتجهت تجاه محل ثائر ودلف إليه
فوجدته يحاسب احد الزبائن الذى كان على وشك المغادرة
وما ان غادر الزبون حتى تجهم وجه ثائر بشدة و قال ببرود جالسًا على مكتبه
-نعم!!
اقتربت منه والأبتسامة لا تزال على وجهها جالسة أمامه قائلة بنبرة دلال
-طب قول صباح الخير الاول
عاد بظهره للخلف وهو يشعل سيجارته متحاشيًا النظر إليها مجيبًا إياها ببرود مميت
-وهيجى منين الخير، هو فى خير بيجى من وراكى يا حنين
أختفت ابتسامتها تدريجيًا اثر كلماته اللاذعة و لكن سريعًا ما أستدرجت ما يحاول فعله من أثارة غضبها و نقمها فأبتسمت مرة أخرى قائلة بمكر
-أنا مش هرد عليكى بس عشان بحبك، بالك لو كان خد غيرك قالى الكلمتين دول كنت طينت عيشته بس انت مش أى حد برضة انت حبيبى
ضرب على المكتب امامه براحة يديه
-أنتى هبلة يا بت ولا شكلك كدة و بعدين بطلى بقى تقلى من نفسك بلاش تنزلى من نظرى اكتر من كدة انا عامل اعتبار ليوسف برضو و للعشرة اللى ما بينا
اجابته و هو لا تزال تحافظ على ابتسامتها
-لو حبى ليك هبل فأنا هبلة و لو هيقل من كرامتى انا برضو موافقة
ثم اكملت بخبث
-بس هنقول إيه بقى ليك حق متشفش حبى او حب هيام مدام هبه واكلة دماغك ومدام انت بتحبها يا ثائر ساكت ليه لحد دلوقتى ها
جحظت عيناه و ابتلع ريقه و سرعان ما أجابها بغضب
-اطلعى برة يا حنين مش طايق اشوف سحنتك قدامى
أزدادت ابتسامتها و قالت
-مدام اطلعى برة يا حنين يبقى بتحبها و اوى كمان و يا عينى مش طايلها اصل هطولها أزاى و هى مش شيفاك ويالهوى بقى لو هيام عرفت انك رفضتها عشان طنط هبه
فارت الدماء بعروقة من كلماتها ليس بسبب حديثها عن هبه و لكن لتهديدها بأخبار هيام فغمغم بنبرة دبت الرعب بقلبها
-ودينى وما اعبد لو ما اختفيتى من وشى دلوقتى لهتشوفى وش متتمنيش انك تشوفية غورى من وشى بقولك
نهضت من مكانها و هى تبتلع ريقها بتوتر وسرعان ما خرجت من المحل
*********
كانت جالسة أمامه على احدى الطاولات و الأبتسامة على وجهها لا تفارقها فذلك الرجل الخمسينى لا يكف عن فعل ما يسعدها و يضحكها كى ينسيها همومها و اوجاعها فغمغمت بابتسامة محبة
-أنا حقيقى معاك بنسى كل همومى و كل حاجة انت ازاى كدة نفسى افهم
رفع عينيه عن الطعام امامه و قال
-متحاوليش مش هتفهمى و يلا كلى السمك ده انا عامله عشان عارفك بتحبيه
نظرت بالطعام أمامها و زفرت قائلة
-لا انا خلاص الحمدلله شبعت انا كلت لحد ما قلت يا بس و بجد السمك تحفة تسلم ايدك
توقف عن مضغ الطعام و قال بصدمة مطصنعه
-نعم!! شبعتى وكلتى هو فين اللى كلتى ده طبقك زى ما هو، كلى يا هيام ده عاملك صنف حلو هتأكلى صوابعك وراه وانا عارفك بتحبى الحلويات ودى مش اى حلويات دى فطيرة نوتيلا
أزدردت ريقها و اقتربت منه قائلة بخفوت وبطريقة مرحة
-لا انا بقول كفاية كدة سمك و هات الحلو، انت اصلا بتدخلى من ثغراتى و انا نقطة ضعفى فطيرة النوتيلا
صدح صوت ضحكاته و قال من بين ضحكاته
-يخرب عقلك ضحكتينى مش قادر طيب حاضر، حالًا و الحلو يبقى قدامك
********
فى المساء
وبداخل غرفتها
كانت تجلس أمام حنين التى أغلقت الباب من خلفها و سحبتها من يديها وجلست بجوارها على الفراش مما أثار دهشة هيامزالتى كانت تراقب ما يحدث بدهشة
-انتى بتعملى ايه!! فى إيه يا حنين؟؟
وضعت حنين أصبع سبابتها أمام شفتيها و قالت بهمس
-هشش اسكتى و افتحى ودنك و أسمعينى كويس
-سمعاكى يا حنين و معاكى فى ايه بقى انتى كدة بتقلقينى
تنهدت حنين و قالت بحزن مصطنع
-بصى انا الكلام اللى هقوله ده عرفته امبارح بس و بصراحه مقدرتش أعرفه و اسكت وقلت انى لازم اقولك انتى عارفة انا بحبك ازاى و مبخبيش عنك حاجه و بذات بقى ان الموضوع ده يخصك
قطبت هيام جبينها وتمتمت بنفاذ صبر
-أخلصى يا حنين بدأت أتوتر
أبتلعت حنين لعابها بتوتر و اتقنت دورها
-أبوكى عايش يا هيااااام و أمك لسه على ذمته و هربانه بيكى يعنى حكاية ان ابوكى ميت دى كدب طنط هبه بتكدب عليكى ليه بقى الله أعلم بس أنتى لازم تدورى على ابوكى يا هيام
اتسعت عين هيام و هى تستمع لحديثها و الذى وقع عليها كدلو من الماء البارد وظلت كلمات حنين تتردد بأذنيها
-ابوكى عايش يا هيااااام …..أبوكى عايش يا هيااااام
أرتجفت شفتاها و نهضت من على الفراش قائلة بصدمة
-أنتى بتقولى إيه، ابويا انا عايش، ماما طول السنين دى كانت بتكدب عليا انتى كتأكدة من كلامك ده
نهضت حنين هى الأخرى
-إلا متاكدة دى ماما وقعت بلسانها قدامى و قالتلى انه محدش يعرف الموضوع ده غير ام ثائر و هى اللى كانت قيلالها
ساد صمت بالغرفة لعدة ثوانى اعقبه تحرك عيام من امامها و الصدمه لا تزال تعتريها ؤاغبه فى الخروج من الغرفة و مواجهه والدتها و لكن يد حنين مانعتها قائلة
-انتى رايحة فين
-رايحة اواجهها بكلامك و اشوفها كدبت عليا ليه
-غلط لو واجهتيها هتنكر انتى لازم تتدور عليه من غير ما تعرفيها
رمشت هيام بعينيها عدة مرات وقالت باعين لامعه بدموع غزيرة
-طب هو فين مسألش علينا مدورش علينا طول السنين دى كلها ليه!!!!!!!
*********
طرق الباب عدة طرقات ففتحت رنا الباب بتذمر من ذاك الطارق و إمارات الغضب على وجهها ولكن سرعان ما ذاب غضبها وهى تراه بوسامته المعتادة أمامها فتفحصها مالك بعينيه من أعلاها لأخمص قدميها وبداخله شوق و أشتياق جارف تجاهها يتمنى لو يأخذها باحضانه و لكن تزال جميعهم أمانى و أحلام لن تتحقق
-أهلا اتفضل
دلف المنزل دون ان يتفوه بحرف واحد فأغلقت الباب وقالت
-أكيد جاى لبابا مش كدة
-اكيد اومال جايلك أنتى مثلًا
أبتسمت بتهكم و قالت بأستنكار
-مين قال كدة انا قلت كدة!!!على العموم باب جوه فى المكتب وماما برة مع صحابها و انا خارجة مع إياد
قالت الأخيرة بخبث شديد فأشتعل صدرة ما أن سمعها تتفوة بأسم ذلك الغليظ و الذى يعلم جيدًا بأنها ستكون من نصيبه فالتوى فمه بابتسامة ساخرة مخفيًا غضبة وراء قناع البرودة ذاك متجهًا لغرفة عمه
-وانا مسألتكيش رايحة فين و لا خارجة مع مين
تركها تشتعل مكانها و ولج غرفة المكتب مغلقًا الباب خلفه تمتم بأبتسامة
-ايه يا عم خالد هو لو مسألناش متسألش و لا إيه
رفع خالد عينيه عن ذاك الكتاب الذى كان يقرأه من بين يديه ونظر لابن اخيه مشيرًا له بالأقتراب
-تعالى يا مالك
جلس مالك امامه و قال بمرح
-مدام مالك تبقى زعلان مش كدة
أغلق خالد الكتاب الموضوع بين يديه و نهض من مجلسه وجلس أمام مالك مغمغم بضيق
-أنا قولتلك تعمل كدة!؟
ضيق مالك عينيه و قال
-مش فاهم يا عمى
-لا فاهم يا مالك متستعبطش
حك مالك راسه و قال على مضض
-بصراحة مقولتش بس انت كنت عايزنى أعمل إيه الواد كان بيضايقها و كان لازم ادخل
ضرب خالد على الطاولة و قال من بين اسنانه
-لا مكنش لازم تدخل بشكل مباشر كان ممكن تتصرف يا مالك بس اللى انت عملته ده غباء انا قولتلك خلى عينك عليها مش تعرفها على نفسك وبعدين انت إيه اللى جابك المطعم
أبتسم مالك رغمًا عنه و قال
-لا متفكرنيش كل ما افتكر اللى انت عملته معايا ساعتها افطس ضحك اصلا كنت ماسك ضحكتى بالعاف
صمت عن اكمال حديثه وهو يرى النظرة النارية من عين خالد فاكمل بجدية بعدما حمحم
– بقولك ايه يا عمى هيام لازم تعرف كل حاجه و تعرف الحقيقة لازم تعرف انك خالد ابوها مش محمد صاحب المطعم اللى بترتحالة و بتحكيلة كل حاجة…….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى