روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء الثالث والعشرون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت الثالث والعشرون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة الثالثة والعشرون

وقفت على باب المحل تتابعة بعيناها العاشقة المتلهفة له تتابع أنشغاله، حركاته، وإيماءاته، فكان منشغلًا بترتيب بضائعه غير منتبهًا لها
ألتفت نافضًا يديه من تلك الأتربة التي علقت بها فوقعت عيناه عليها فطالعها ببرود وتجاهلها كأنها لا تقف أمامه، ولم يغب عنه خصلاتها التي قصتها، جلس خلف مكتبه الصغير،تحركت هى من مكانها وأقتربت منه وأنحنت قليلًا وسندت براحة يديها على المكتب قائلة بنبرة شبه هامسة
-وحشتني، وحشتني أوي
2
فارت الدماء لـ عروقة فزمجر بها قائلًا بغضب
-جرا يا بت أنتِ!!!إيه برودك وقلة أدبك دي، هو إيه مبقاش فيه خشا وحيا، أنا عُمري ما شفت كدة بصراحة، معندكيش دم وعرفناها، راعي بقى أن أخوكي صاحبي
لم يرف لها جفن بل أرتسم على وجهها أبتسامة بسيطة ورددت كلماتها غير مبالية بحديثه
-وحشتني يا ثائر
كز على أسنانه وبعد ثوانٍ قليلة هدأت ثورة غضبه وقطب ما بين حاجبيه مستوعبًا حالتها وما توصلت إليه، أخذ نفسًا طويلًا زفره على مهلٍ وقال بهدوء زائف
-حنين أنتِ مش بتحبيني أنتِ بس مش عارفة توصليلي معلق معاكي عشان أنا محبتكيش، أنتِ مبتحبنيش فوقي يا حنين وشوفي مستقبلك وعيش حياتك بكرة هتقابلي اللي تحبية ويحبك بجد
أشتعلت عيناها وضربت على المكتب بقبضتها وصاحت بصوت عالي
-متقولش كدة تاني إياك اسمعها بتخرج من بوقك تاني أنت فاهم
لاحظ ثائر نظرات البعض وأقترابهم من المحل فكاد أن يفتح فوه ويحثها على الرحيل فوجدها ترمقه بنظرة سريعة وهى على وشك المغادرة
غادرت فظلت الناس تراقبهم متهامسون عن سبب شجارهم فأنتفض من جلسته وخرج من محله قائلًا بصياح عالي
-خلاص مش فرجة هى كل واحد يشوف حاله، ولاا يا عبده هاتلى القهوة والشيشة بسرعة
**********
أقتربت (صباح) من حارس تلك الفيلا وقالت بتلعثم
-لو سمحت عايزة أشوف كمال بيه
رمقها الحارس من رأسها لأخمص قدميها وهو يرتشف من كوب الشاي خاصته قائلًا بتفحص
-عايزاه ليه، وبعدين سهلة هى عشان تشوفيه كدة، ده كمال بيه على سن ورمح
أغمضت عينيها محاولة السيطرة على غضبها وقالت
-عارف لو مدخلتيش وشوفته آسر هيعمل فيك إيه
سعل كثيرًا ولاح التوتر على ملامحه وترك كوب الشاي من يديه و وضعه جانبًا قائلًا بذعر
-آسر بيه!!!

تأكد حدسها وأصبحت على يقينًا تام أنه أبنها وفلذة كبدها فأجابته بثقة
3
-أيوة، خليك بقى حلو ودخلني اشوف كمال بيه
اجابها بأحترام جلي لا يشبه سابقه
-كمال بيه نزل من بدري اللي موجود آسر بيه ومديحة هانم
رددت اسمها بخفوت ما أن أستمعت إليه
-مديحة
رفعت عينيها وقالت بتحدي
-خلاص بلغها أني عايزة أشوفها، قولها واحدة معرفة قديمة هتعرفيها أول ما تشوفيها
**********
خرجت من المرحاض متحاملة على قدميها بعد ما حدث لها من غثيان في ذلك الصباح ودوران طفيف يجعلها تشعر بأنها سيغشى عليها
7
فتحت الباب فوجدت أمامها (شهيرة) والتي مالبثت أن تفتح فوها ولكن أوقفتها هيئتها الباهتة الشاحبة فقالت بنبرة قلقة مزيفة
-أنتِ كويسة يا سارة
أماءت (سارة)بخفوت قائلة بصوت يكاد يُسمع وهى تتجه صوب الأريكة جالسة عليها بأنهاك
-الحمدلله، تعالِ أدخلي
ولجت (شهيرة) المنزل مغلقة الباب من خلفها وأقتربت منها
-بس أنا مش شايفة كدة، أنتِ حاسة بـ إيه
أجابتها (سارة)
-معدتي وجعاني شوية شكلي واخدة برد
قاطعتها (شهيرة) قائلة بترقب
-حاسة بدوخة!؟
-بسيطة أوي
نهضت (شهيرة) من على الأريكة وكأن قد لسعتها أفعى قائلة
-قومي قومي بسرعة غيري هدومك وخلينا نروح لدكتورة تكشف عليكي
نفت ( سارة) برأسها معترضة على حديثها
-مفيش داعي يا شهيرة دول شوية برد وهيروحوا أنا هكلم يوسف اقوله يجبلي أي دوا من الصيدلية
-دوا إيه معدتك إيه يا بنتي أنتِ، أنتِ أكيد حامل قومي يلا بسرعة خلينا نتأكد ولا أقولك أنا هنزل أجبلك أختبار حمل من الصيدلية
جحظت عيناها ورددت كلمات (شهيرة)
-حامل!!!، مستحيل أنا مبخلفش
قطبت (شهيرة) جبينها وقالت بعد أستيعاب
-مفيش حاجة بعيدة عن ربنا، اقولك قومي ألبسي أحسن وخلينا نروح نكشف ونشوف إيه الحكاية، وبعدينزمش هتخسري حاجة قومي يلا
4
*********
شعر بيد تتملس خصلاته وأنفاس تلفح بشرته، فتح عينيه بتثاقل فوجد (ندى) أمامه، أنتفض بنومته وأعتدل جالسًا على الفراش دافعًا يديها صائحًا بأنفعال
-أنتِ بتعملي إيه هنا!!!
رفعت يديها مرة آخرى لتعيد الكره من جديد هامسة بشغف وشوق
-هكون بعمل إيه يعني يا حسن بصحيك، إيه بلاش
أبعد يديها بـ قسوة ونهض من على الفراش مزمجر بها كالأسد
-أزاي دخلتي هنا، أنتِ إيه الجرأة والوقاحة دي
1
نهضت قائلة بلهجة غامضة وهى تقترب منه واضعة يديها على ذراعيه، ضاغظه برفق على عضلات يديه
-وقاحة!!!أنت لسة شايف حبي ليك وقاحة يا حسن، أنا عُمري ما حبي ليك كان وقاحة،عارف ليه؛عشان قلبي مش بأيدي مش أنا اللي قولتله يحبك ومش أنا اللي قولته ميحبش خالد، قلبي أختارك أنت
أرتفع جانب وجهه في غلاظة متعمدة قائلًا بنبرة متعجبة
-أنتِ اللي بتقولي الكلام ده، يعنى أنتِ عارفة أن قلوبنا مش بأيدينا
أقترب منها قاطعًا المسافة بينهم فلاحت أبتسامة على وجهها ظننًا منها بأنه على وشك تقبيلها وستنعم بأول قبلة منه ولكن سرعان ما تحطمت وأنهارت آمالها عندما وجدته يهتف بنبرة وعيد وتهديد
-أسمعي يا ندى، أنتِ تبعدي عني أحسنلك وروحي شوفيلك واحد غيري يشغلك وقتك عشان أنتِ مش في دماغي، والأهم من كدة أني بكرهك سامعة أنا بكرهك بشوفك قدامي بتعفرت م
1
كاد يكمل فقاطعته بلهفة كأنها لم تستمع لحديثه الغليظ والمهين لكرامتها
-خلينا نبقى مع بعض يا حسن أحنا الاتنين دلوقتي عزاب ومفيش حاجة تمنعنا عن بعض، انا اول ما عرفت أنك رجعت من السفر مكدبتش خبر وجيتلك علطول خليك معايا يا حسين وكفاية أوي السنين اللى عدت وأنت بعيد عني
1
رفع رأسه للأعلى متأففًا بنفاذ صبر سرعان ما تبدل لوحش وقبض على يديها بقوة آلمتها وجعلتها تتأوة بوجع صارخة به لكنه لم يبالي بصراخها خارجًا من الغرفة يجرها من خلفه غير مباليًا بشيء
-آه آه دراعي يا حسن أنت مجنون
دفعها خارج المنزل بعدما فتح الباب وهدر بها بوحشية
-أنا أبقى مجنون فعلًا لما خليتك في البيت دقيقة كمان، أو حتى أني أطاوعك في الجنان اللي بتقوليه ده، والبيت ده لو هوبتيه تاني هكسرلك رجلك يا ندى أنتِ سامعة
1
**********
ولجت من باب الفيلا بعدما وافقت مديحة على مقابلتها دون أن تعلم هويتها، أستقبلتها الخادمة وأشارت لها تجاه حجرة الصالون، سارت خلفها ولمعت عينيها بدموع حقيقية، نهرت نفسها وأستعادت وعيها فهى لن تعد تلك الفتاة الضعيفة
وصلت حجرة الصالون فوجدت (مديحة) تتطلع من النافذة الزجاجية وما أن أخبرتها الخادمة بوصول تلك السيدة التي ترغب برؤيتها حتى أستدرات تطالعها بكبرياء وتعجرف لكن ما أن وقعت عينيها عليها حتى أبتلعت ريقها بتوتر وظلت متسمرة مكانها لا تقدر على الحراك
أقتربت منها (صباح) ونظرات التحدي تلمع بعيناها، فقالت بنبرة قوية لم تعتاد عليها (مديحة)
-أزيك يا مديحة، فكراني مش كدة
أزدردت (مديحة) لعابها وبدأت تتعرق نتيجة لأرتفاع حرارة جسدها، وأخيرًا تحدتث وخرج صوتها مبحوح
-أنتِ بتعملي إيه هنا!! وبتظهري في حياتنا ليه من تاني، أنتِ مش كمال طلقك
كزت (صباح) على اسنانها وقالت بغضب أعمى جعل جسد (مديحة) ينتفض وتتراجع عدة خطوات للخلف
-طلقني آه، بس أنتوا ضحكتوا عليا، أستغلتوني، أستغليتوا برائتي، وهمتوني بموت أبني وحرمتوني منه، أنا متأكدة أن آسر أبني
جحظت عين (مديحة) وقالت بتلعثم
-أ أنتِ ب بتخرفي ت تقولي إيه، آسر ابني أنا، أبنك مات يا صباح
صاحت بها (صباح) بوحشية
-لا ممتش أبني عايش، أنا فهمت لعبتكم خلاص، وفهمت ليه كمال أتجوزني، أتجوزني عشان أخلفه وتأخدوا العيل وتكتبوه على أسمك مش كدة، وانا اللي كنت عمالة أسال نفسي هو أتجوزني ليه، دلوقتي فهمت كل حاجة، ودلوقتي أنا عايزة أبني
2
أستجمعت (مديحة) قواها التي خارت وفارقتها قائلة بنبرة خرجت مهزوزة رغمًا عنها
-أمشي أطلعي برة آسر أبني أنا، أنتي سامعة آسر أبني أنا اللي مخلفاه
أقتربت منها (صباح) بحركة مفأجاة وقبضت على عنقها بيديها دافعه جسدها بالحائط من خلفها فأتسعت عين (مديحة) على آخرهم من قوتها قائلة بصعوبة
-أنتِ بتعملي إيه يا مجنونة هموووت
تحدثت (صباح) بفحيح الأفاعي
-اوعي تكوني فاكراني صباح القديمة؛ لا يا مديحة صباح القديمة ماتت بفضلك أنتِ وكمال، دلوقتي صباح حاجة تانية، صباح بتاعة دلوقتي مش باقية على حد غير ولادها، يعني ممكن أقتلك وأشرب من دمك
3
صمتت قليلًا ثم تابعت بقسوة
-أنا مش عبيطة قدامك، صحيح كنت زمان عبيطة بس انهاردة ومن بعد ما شوفت آسر قعدت أفكر إيه اللي يخلي كمال يتجوز عليكي، كل ما كنت أساله مكنش يجاوب وأنتِ إيه اللي جبرك تكملي معاه، أتاريكم أنتوا الأتنين طبخينها سوا واستنتونى لما ولدت وخدتوه مني، بس مكنش صباح أن ما دفعتكم التمن وعملتلكم فضيحة
1
استمعت لصوت أقدام تقترب منهم سرعان ما علمت صاحبهم عندما صرخ بها
-أنتِ بتعملي إيه يا ست أنتِ
تركت (مديحة) التي ظلت تسعل كثيرًا، وقف (آسر) قبالة والدته قائلًا بقلق
-أنتِ كويسة يا ماما
أماءت له فنادى على الخادمة بصوت عالي آمرًا إياها بجلب كوبًا من الماء وصباح تتابعه بعيناها تملىء عيناها منه ومن رؤيته وسماع صوته تتلهف أن تضمه لأحضانها الآن
1
لانت ملامحها وهى تراقبه يساعد (مديحة) على تجرع كوب الماء، وبعدما انتهى وأطمئن عليها ألتفت لـ(صباح) وقد بدأت ملامحها مألوفة وحاول تذكرها وأسعفته ذاكرته اخيرًا متذكرًا أين رآها، فقال بخشونة ونبرة قاسية آلمت قلبها وتركت ندبة به
-إيه اللي كنتي بتعمليه ده أنتِ مجنونة يا ولية أنتِ عايزة تموتيها وديني لهحبسك و
قاطعته قائلة بأعين دامعة وقلب يدمي
-هتحبس أمك يا آسر!!!
قطب ما بين جبينه بعدم فهم فأشارت (مديحة) تجاها وقالت
-آسر اطلب للست دي البوليس، الست ي مجنونة وحاولت تقتلني، تخيل أنها بتقول انك ابنها دي مش طبيعية دي لازم تترمي في مستشفى المجانين
نفت (صباح) برأسها وأصبحت هادئة منكسرة عكس ما كانت عليه منذ قليل
-أنا مش كدابة ومش مجنونة أنا متأكدة أنك ابني، ابوك زمان كان متجوزني ومعرفنيش أنه متجوز ومن ساعة ما عرفت أنه متجوز كنت علطول أساله أتجوزني ليه مدام متجوز كنت مستغربة مراته انها موافقة على كدة، لحد ما بقيت حامل ويوم الولادة الدكتور قالي أن ابني مات
كادت (مديحة) أن تفتح فوها وتمنعها من أستكمال حديثها ولكن يد (آسر) منعتها مستمعًا لباقي حديثها
-انقهرت وعيطت وقلبي كان بيتقطع على أبني اللي حلمت اشوفه وأخده في حضني، بس اعمل إيه قلت قدر ومكتوب، وبعد ما خرجت من المستشفي ابوك طلقني أستغربت بس فرحت أكتر حسيت اني بقيت حرة كأني عصفور وخرج من قفصه، مكنتش فاكرة انهم ضحكوا عليا وأنك عايش أنا متأكدة أن ابني ممتش زي ما انا متأكدة انك أبني يا آسر
كان يتابع حديثها بملامح جامدة لا يظهر عليه أي تأثير من حديثها، كان كلوح الثلج، باردًا
وبعدما أنتهت من قص قصتها المأساوية رفع يديه ومسح على وجهه بغلاظة متمتم
-خلصتي!!!
أرتخت ملامح (صباح) وقالت
-أنت مش مصدقني، أنا أول ما شوفتك عرفت أنك ابن كمال من الشبه اللي بينكم، ولما روحت وفكرت مع نفسي عرفت الحقيقة واترسمت قدامي
عاد كلماته القاسية وقال
-لو خلصتي اللي عندك أطلعي برة وده افضلك صدقيني
1
أبتسمت بمرارة واماءت له بخفة مغادرة الفيلا متوعدة بينها وبين نفسها بأثبات صدق حديثها
**********
أنتهت من محاضراتها وخرجت من المدرج مخرجة هاتفه التي وضعته بوضع (الصامت) وهاتفت (ثائر) الذي إجابها بنبرة محبة
-هيامي وحشتيني الكام ساعة دول
اتسعت ابتسامتها وقالت بلهفة
-بجد يا ثائر وحشتك!!
-بجد يا ثائر هو ده ردك يا حاجة بدل ما تقوليلي وانت كمان وحشتني بحبك أى حاجة من الحلويات دي
ضحكت بخفوت وقالت
-بس كدة لما ترجع بليل هتسمع أحلى كلام وأحلى حلوايات انت أؤمر بس
أبتسم بمشاكسة وقال
-لما نشوف، خلصتي محاضرات مش كدة
-ايوة
-طيب حلو اوي على البيت طوالي ها ولا تروحي كدة ولا كدة اتفقنا
-اتفقنا
أغلقت معه وخرجت من بوابة الجامعة فوجدت (إياد) بأنتظارها وما أن رآها حتى نظر بساعته وقال بطريقة مسرحية كوميدية
-كل ده واقف مستني جنابك
نظرت(هيام) حولها واقتربت منه قائلة مشيرة تجاه نفسها
-أنت مستنيني أنا!!
-أكيد، هو أنا لو مستنتكيش هستنى مين!يلا بقى عشان اوصلك
ارتفع حاجبيها وقالت بوجوم
-توصلني اللي هو أزاي يعني لمؤاخذة
-زي الناس أحنا نعتبر قرايب أنا ابقى ابن خالة اختك يعني يعتبر ابن خالك أنتِ كمان
1
تنهدت (هيام) وقالت
-اسمع يا إياد، أنا واعدة ثائر مكملش أى راجل لانه هو غيور جدا وانا لما اتكلمت معاك جوة اتخدت في الكلام ونسيت انه محذرني، جاي دلوقتي وعايزني اركب معاك وتوصلني، انت كدة ناوي على موتي بقى
اتسعت عيناه وقال
-موتك مرة واحدة!! ليه يعني هو احنا هنعمل حاجة غلط ده أنا هوصلك بس
اجابته بجدية
-ايوة غلط حتى وقفتي معاك دي غلط، عن إذنك يا إياد
غادرت من أمامه فظل يتابعها بعيناه التي بدأت أن تلتمع ببريق جديد لم يستطع رؤيته
9
********
في المطبخ
كانت تقف في منتصف المطبخ الذي انقلب رأسًا على عقب وبات كل شيء بمكان غير مكانه والعرق يتصبب من جسدها وخصلاتها تلتصق على وجهها محاولة تنظيف تلك الدجاجة (فرخة) التي بيديها بعدما ظلت ساعة تتابع أحدى البرامج التي تعلم الطهي، كانت تظن الآمر سهلًا ولكنه ليس ذلك على الأطلاق، تندم على رفض مساعدة (نبيلة) لها ليتها تقبلتها ولكنها بمفردها الآن ولا يوجد أحد لمساعدتها و(مالك) اوشك على القدوم
صدح رنين هاتفها فتركت ما بيديها وغسلتها ونظرت به فوجدته والدتها فرفضت مكالمتها وعادت لما تفعله مرة آخرى قائلة بضيق وغيظ
-أنظفي بقى انا تعبتلك والله أنتِ مش بتنظفي ليه، هو انا موريش غيرك ده لسه الملوخية و الرز
تأففت وتركت ما بيديها قائلة
-طب والله ما انا عملاكي، عشان انتي هنتيني على الآخر
ألتقطت هاتفها وسارعت بطلب أحد المطاعم وطلبت طعامًا لهم وبعدها اتسعت ابتسامتها
-يا سلام عليكي يا بت يا رنا لما دماغك بتشتغل
*********
بأحدى العيادات
-مبروك يا مدام سارة أنتِ حامل
9
أتسعت عين (سارة) بصدمة وتحركت برأسها تطالع(شهيرة) التي تبتسم بسعادة مزيفة قائلة
-شوفتي يا سارة مش قولتلك، دلوقتي لو جت بنت هتسميها شهيرة على اسمي
أبتلعت ريقها وحمحمت حتى تسطيع اخؤاج صوتها ناظرة للطبيبة والعديد من المشاعر تهاجمها
دمعت عيناها وقالت
-أنتِ بتقولي إيه يا دكتورة أنتِ متأكدة، ده مستحيل يحصل أنا مبخافش وبقالي سنين بروح لدكاترة وكلهم فقدوا الأمل كنت ماشية على ادوية بس لما ياست بطلتها
ابتسمت الطبيبة وقالت بنبرة عملية
-دي إرادة ربنا يا سارة وربنا أراد دلوقتي انك تحملي، وبعدين في حالات كتير كدة وبعد سنين ربنا بيرزقهم، ربنا رحمته كبيرة
3
هبطت الدموع من عيناها و وضعت يديها على فمها تحاول استيعاب حملها وسرعان ما وضعت يديها على بطنها قائلة بسعادة
-يعني أنا دلوقتي حامل، انا مش بحلم صح
ابتسمت (شهيرة) واخفت حقدها قائلة
6
-لا مش بتحلمي يا سارة انتي حامل وقريب اوي هيبقى عندك طفل أنتي ويوسف
*********
عادت (هيام) إلى المنزل وكادت أن تضع المفتاح بالباب فوجدت الباب يُفتح وأمراة بشوشة الوجه تستقبلها
ابتسمت لها (هيام) وقالت
-انتِ اللي بابا كلمني عنك انهاردة صح
ثم ضربت على جبينها وتابعت
-إيه السؤال الغبي ده اكيد انتِ أنا هيام وأنتِ
-محسوبتك سماح يا هانم
7
ولجت(هيام) المنزل وقالت
-اهلا بيكي يا سماح نورتي البيت
-ده بنورك يا هانم
وضعت (هيام) اغراضها على الطاولة وقالت
-ممكن تحضريلي اي حاجة آكلها وعقبال ما تحضري هروح اشوف ماما
اجابتها (سماح)
-خالد بيه و هبه هانم خرجوا يا هانم من شوية
مطت شفتيها وقالت وهى تحرك كتفيها
-طيب ممكن تحضريلي اكل عقبال ما آكلهم
-اكيد يا هانم عن إذنك
التقطت هاتفها وهاتفت والداها لكنه لم يجيبها فتركت الهاتف و ولجت الغرفة حتى تبدل ملابسها
أما بالمطبخ وبعدما بدأت (سماح) بتجهيز طعام لها، أخرجت كيسًا صغيرًا وافرغت محتواه بالصحن وابتسامة خبيثة ترتسم على محياها
10
بعد مرور بعض الوقت
كانت هيام تتناول من طعامها بنهم شديد وسماح تراقبها دون أن تراها تتأكد من تناولها للطعام، وما أن تأكدت حتى ألتفتت وولجت المطبخ مرة آخرى وهاتفت (ندى) التي اجابتها
بعد عدة دقائق
-ها عملتي إيه
التوى فمها بابتسامة جانبية وأجابتها
-عملت اللي اتفقنا عليه وقريبًا جدًا هتبقى مدمنة وهتجيلك حافية

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى