روايات

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم فاطمة محمد

رواية هوس متيم (هيامي) الجزء التاسع والعشرون

رواية هوس متيم (هيامي) البارت التاسع والعشرون

هوس متيم (هيامي)
هوس متيم (هيامي)

رواية هوس متيم (هيامي) الحلقة التاسعة والعشرون

دفعها داخل الغرفة محررًا ذراعيها التى كان يقبض عليه بقوة فولاذية مما جعلها تصدر أنين خافت وتتألم، كما أنه أزداد غضبها لرؤية والدته لجره لها بتلك الطريقة الفظة ورأت بعينيها نظرة شامته فأزدادت نيرانها وصرخت عليه بقوة لكنه لم يستجيب لها وكانت ملامحه جامدة كالصنم لا تبشر بالخير
دفع الباب خلفه بقوة وهو يصك على أسنانه مقتربًا بها ببطء مخيف كان من المفترض أن يجعلها تذعر وتنتفض من الخوف، لكنها لم تستطع تمييز غضبه منها نتيجة غضبها هى الأخرى فهدرت بصراخ
-إيه الهمجية دي، أنت فاكرني الزبالة اللي أنت متجوزها في السر لا فوق ده أنا
ما لبثت أن تكمل لكنها أبتلعت كلماتها بجوفها عندما وجدته قطع المسافة بينهم مقتربًا منها حد الألتصاق هاتفًا بهمس مخيف أمام وجهها
-أنتِ مبتحسيش، أنا مش عارف أنتِ إيه، لا وكمان بتعاتبيني بكل بجاحة، أظاهر أني دلعتك زيادة لحد ما دلعك بقى ماسخ وميطقش
أزدردت ريقها بعدما انتبهت لغضبه الذي لاح بعيناه ولقربه الشديد منها، فحاولت الأبتعاد عنه متحركة بظهرها للخلف، فمنعها من الأبتعاد محاوطًا خصرها بقوة قائلًا بنفس لهجته وجسدها يتلوى بين يديه ويديها تدفعانه بقوة لم تؤثر به فقوتها لا شئ بجانبه
-بس لحد هنا وخلاص خلصنا وأنسي كل اللي فات ومن أنهاردة هتبقى مراتي وهأخد حقي اللي صبرت عليه كتير
أتسعت عيناها من كلماته الأخيره وشعرت وكأنه دلو ماء سكب عليها، أخفض عيناه تجاه شفتيها مرة أخرى راغبًا بتقبيلهم مرة أخرى، أقترب وكاد أن يفعلها فرفعت يديها راغبة بصفعه مرة أخرى لكنه تلك المرة لم يسمح لها بفعلها وألتقط يديها المعلقة بالهواء وقام بلويها خلف ظهرها وفارت الدماء لعروقه من رفضها له وهدر بها بقوة
-مش عشان عملتيها مرة تفتكري أنك تقدري تعمليها تاني ومش عشان عديتها تكرريها تاني، واللي أنتي منعاني منه ده حقي أنتِ سامعة
تناست خوفها وهدرت به مثلما فعل
-ككسر حُقك يا شيخ عندك مراتك التانية كفاية عليك لكن انا مش هتلمس مني شعره ولو عملتها هموت نفسي أنت سامع هموت نفسي أنا بكرهك بكرهككك
أسودت عيناه بنيران سوداء ولم يشعر بنفسه سوى وهو ينحنى حاملًا إياها وتحرك بها صوب الفراش ودفعها عليه دون أن يبتعد منهالًا عليها بالقبلات الوحشية المتفرقة متحمكًا بكلتا يديها، فظلت تقاومة حتى خارت قوتها ويأست من المقاومة وأنهمرت دموعها من عينيها فكانت دموعها والتى رأهم بعيناها منقذها وجعلته يبتعد عنها بالوقت المناسب وقبل أن يفعل شئ يندم عليه ويجعلها تكره للأبد
نهض مهندمًا نفسه ومشاعره التى تبعثرت من قربها وخرج من الغرفة مغلقًا الباب بعنف وغضب…غضب كان من نفسه فهو لم يعتاد على معاملتها بتلك الطريقة، فقلبه لم يسمح له بيوم بأن يقسو عليها والآن بدأ يفعلها ولذلك عليه الخوف عليها من نفسه ومن شيطانه، وقبل أن يغادر رمق والدته الهاتفة باسمه بنظرة متوعدة وتجاهل ندائها، أما هى وما أن خرج حتى دخلت بنوبة بكاء محتضنه جسدها بخوف وبذعر
**********
عاد (ثائر) للمنزل وسرعان ما رفع جاحبية بدهشة لذلك الظلام الدامس بالمنزل بأكمله، فوضع أحتمالية نومها ترك المفاتيح من يديه على الطاولة وتحرك صوب غرفتهم وأضاء الأنوار فوجدها تستلقى على الفراش، كاد أن يخطي خطوة فهتفت بهدوء مريب
-أطفي النور عيني وجعاني
نفذ لها رغبتها وأقترب منها بلهفة وجلس بجوارها مغمغم
-مالك يا حبيبتي
أجابته بجمود
-مفيش عايزة أنام، أخرج كُل أي حاجة من المطبخ عشان صباح مجتش أنهاردة وخدت أجازة
أنتابة الشك ملتقطًا تلك البحة بصوتها وعلم بأنها كانت تبكي فنهض واشعل الأضاءة مرة أخرى، أقترب منها مزيحًا الغطاء مجبرًا إياها على الجلوس والنظر بعيناه غير مباليًا بعدم رغبتها وتهربها منه
-بصيلي يا هيام أنتِ معيطة ليه!؟
-مش معيطة اطفي النور واطلع برة عيني وجعاني بقولك
ثبت نظراته عليها وأستطرد حديثه قائلًا
-هيام أنتِ مش عجباني اليومين دول فيكي حاجة مش طبيعيه تصرفاتك غريبة وملامحك بهتانة، ريحيني وخلينا نروح نكشف عليكي أنا
ذعرت وقالت بتلعثم
-اكشف لا انا مش تعبانة انا مرهقة بس مش اكتر متقلقش عليا بكرة هبقى كويسة
انتبه لتلعثمها وبدأت التساؤلات تدور بخلده والقلق يتسلل لقلبه فهيامه لست بخير وذلك يؤلمه ويجعله يشعر بأنه قد قصر معها وأهملها قليلًا
نفض رأسه من تلك الأفكار ورفع يديه مربتًا على خصلاتها
-طب أنتِ كلتي
أماءت له وتهربت من عيناه المعلقة به
فابتسم بعشق وقال بنبرة اشبه بالتوسل
-طب ينفع تقومي تقعدي معايا وانا بأكل وتفتحي نفسي على الأكل
قال الأخيرة متلمسًا وجنتيها بحنان
حركت رأسها مبتعدة عن يديه مغلقة عينيها التى لمعت بدموع لم يستطع رؤيتها لأغلاقها عنينها وعودتها للأستلقاء مرة أخرى محاولة التحدث بنبرة عادية حتى لا تثير شكوكه
-قولتلك مش قادرة
ظلت يديه معلقة بالهواء لثوانٍ وبعدها نهض بيأس مقبلًا أعلى جبهتها بحب دفين
-تصبحي علي خير
تحرك مغلقًا الأضاءة وبعدها تحرك صوب المرحاض وما ان ولجة واغلق الباب حتى بدأت بالبكاء وجسدها ينتفض
وبعد عدة دقائق خرج من المرحاض بعدما تحمم وأبدل ملابسه أستلقى بجوارها وهى تكبح دموعها وحزنها بداخلها، أقترب منها دافنًا وجهه بخصلاتها محتضنًا إياها من الخلف
أبتلعت ريقها وشعرت بالذنب تجاه فهو لم يتناول العشاء
-مش هتأكل
قال بهدوء مشددًا من أحتضانها
-مش عايز، عايز أخدك في حضني وحشتيني أووي ومش عايزك تزعلى عشان مقصر معاكي بس غصب عني والله
أجابته بهدوء هى الأخرى
-مش زعلانة يا ثائر
أبتسم بخفوت وظل محتضنًا إياها يتخيل سعادتها غدًا عندما ترى ما احضره لها فأذا علمت بما انشغل عنها لن تحزن منه هكذا، أما هى فدموعها تهبط بصمت والأفكار تتجدد بذهنها وترى أنها لم تستحقه غير مدركة بخطأها فقرارتها بذاك الوقت غير صحيحة فعقلها مشتت…وللغاية
********
خرجت (شهيرة) من المرحاض واتجهت لغرفتها واقفة أمام المرآة وعينيها تجول على جسدها وعينيه تلتمع ببريق الأنتصار…. أنتصار سرعان ما تبدل لخوف لأستماعها لصوت الباب الذي أغُلق بقوة وصوته الهادر الهاتف بأسمها
والذي جعل بدنها يرتجف بخوف
-شهـيـررررررة
ولج الغرفة وأقترب منها بسرعة البرق قابضًا على خصلاتها بغضب معنفًا إياها فتأوهت من عنفه
-آه
أستطرد حديثه وتمتم
-بقى عايزة تتطلقي مش كدة
أحتدت عيناه وكانت مخيفة حد الجحيم وأكمل بفحيح الأفاعي
-مش هطلقك يا شهيرة وأستحملي بقى اللى هيجرالك مني عشان مش حته بت زيك لاراحت ولا جت الي تعمل مع آسر الزيات كدة وده مش حبًا فيكي لا
أغتاظت منه لأصراره على البقاء معها رغم مشاعره المتبلدة تجاهها مقارنه مما رآته من مشاعر لمعت بعيناه تجاه زوجته الحمقاء فقالت بغيظ وغل واضح
-هو عُند وخلاص لازمته إيه ده كله ما طلقني أنت كدة كدة مبتحبنيش روح لحبيبة القلب وسبني بقى
تركها محررًا خصلاتها من قيود قبضته وابتعد عنها مضيقًا عينيه وأضاف
-أتجوزتك بمزاجي وهطلقك برضو بمزاجي وأنا اللي أققول أمتى أخلص منك مش أنتِ يا حلوة
*********
وصلا كل من (مالك) و (رنا) للمنزل ورحبت بهم (نبيلة) بأشتياق ولم تظهر حزنها من وحدتها خلال الأسبوعين وحاولت ألهاء نفسها مع صديقاتها والآن بدأ حزنها يتبخر بعودة ابنها وزوجته والذي يبدو بأن الأمر بينهم تسير على ما يرام
-حمدلله على السلامة
أجابها (مالك) مقبلًا جبهتها محتضنًا إياها بأشتياق
-الله يسلمك يا ماما وحشتينا
ابتمست لها (رنا) وقالت بمرح
-وحشتينا يا بلبلة
لامست (نبيلة) وجنتيها وقالت بأستفهام
-قولولي أنبسطوا
-جداااااا جداااااا جداااااا
هكذا اجابت (رنا) على سؤالها فصدحت ضحكات نبيلة وقالت
-طيب يلا ادخلوا غيروا واحطلكم تتعشوا
سار لعاب (مالك) فهو يتلوع جوعًا ولكن جسده منهك ومرهق ويرغب في الأستلقاء على الفراش والذهاب بسبات عميق فأعتذر مغمغم بصدق
-والله يا ماما انا فعلا جعان بس في نفس الوقت نفسي انام وفي الحالة دي النوم هيكسب
حولت (نبيلة) انظارها وقالت
-وأنتِ يا رنا زيه ولا
قاطعتها بمرح
-لا زيه ونص كمان انا خلاص هقع من طولي
أبتسمت (نبيلة) وقالت
-طب تصبحوا على خير بقى
-وانتِ من أهله
ما ان توجههت لغرفتها حتى فعل الزوجين المثل وقالت رنا
-يلا بقى عشان بكرة اليوم طويل وهنروح انا وأنت نضبط المفأجاة مع ثائر ياااه أنا متحمسة أوي
ثم أكملت بخبث ومرح وهى تنظر له من جانب عيناها
-يا بختك يا هيام جوزك بيحبك وبيحضرلك مفأجاة وأختك الغلبانة مبيتفش في وشها حتى
طالعها (مالك) بدهشة وتعجب من آمرها وقال وهو لا يزال على صدمته
-تصدقي بالله مكدبش اللي قال عليكم زي القطط تأكلوا وتنكروا ولو على التف عيوني هاتي وشك اتف عليه
أمتعضت ملامحها وقالت
-يععع بطل قرف وبعدين أنا بهزر معاك يا رمضان أنت مبتهزرش
قبضها من ملابسها وهزها بمرح وقال
-لا يختي بهزر بس هزاري مش هيعجبك وهتقعودي تزني بعدها
تركها فأعدلت هندامها وقالت
-اوف الواحد ميهزرش معاك تاني على العموم يلا خلينا ناخد شور ونغير وننام بكرة اليوم طويل
*********
في صباح يوم جديد
خرج (يوسف) من حجرته برفقة (سارة) التي أستيقظت مبكرًا شاعرة بأمتنان تجاهه وبداخلها تحمد ربها على زوجها فغيره كان سينجرف خلف شهواته خاصة بوجود إمرأة مثل شهيرة فاتنة حد الهلاك….
أقترب منها وهتف بقلق
-مالك يا سارة، أنتِ تعبانة ولا حاجة، حاسة ب
قاطعته بهدوء وتمتمت
-كويسة يا يوسف انا بس مش مصدقة اللي أنت عملته معقول في زوج مخلص زيك كدة!؟
أبتسم لها أبتسامة هادئة وقال
-في يا سارة مش كل الرجالة عينهم زايغة، في رجالة مراتتهم بتبقى مالية قلبهم وعينيهم وتخليه يحسب ألف حساب ليها قبل ما يفكر يخونها، ومنكرش برضو أن فيه بيخونوا وينجروا ورا شهواتهم بس ده بيبقى ليه سببين ملهمش تالت
عقدت ما بين حاجبيها وقالت بترقب
-إيه هما بقى السببين؟
تنهد وقال بجدية
-يا أما هو عينه زايغة وميملهاش غير التراب
يا أما مراته هى اللي وصلته لكدة سواء بقى بأسلوبها او أهمالها فيه
لم يعجبها حديثة وقالت بتذمر
-وأنا مش معاك في اللي بتقوله لأن هو لو بيحبها بجد مش هيجوز عليها مهما حصل بس مدام عاملها يبقى هو أستسهل وبدل ما يقعد ويشوف المشكلة فين ويحلها أستسهل وإختار الطريق الأسهل واللي هو يجوز عليها ويبص برة
مط شفتيه مفكرًا بحديثها وقال بعد برهة موافقًا إياها
-وجهه نظر برضو
نهض وقبل وجنتيها وقال
-خلي بالك من نفسك ومتجهديش نفسك ولو حبه ممكن أشوفلك بنت تساعدك و
قاطعته بقوة وغيرة
-لا مش عايزة ومتخفش مش هرهق نفسي لا اول ولا اخر واحدة تبقى حامل والحركة عادي فمتكبرش الموضوع يا يوسف
اندهش من أسلوبها وغضب قليلًا ولم يرد اظهار غضبه فأماء لها بابتسامة مزيفة وخرج من الغرفة
-مش هتأخر عليكي وهرن عليكي وانا جاي عشان تجهزي ومنتأخرش على عيد ميلاد هيام
نهضت خلفه فوجدته يفتح باب المنزل بذات الوقت التي كادت (شهيرة) أن تطرقه والتي سرعان ما أتسعت ابتسامتها و ولجت للمنزل مغلقة الباب من خلفها غير منتبه لـ (سارة) التي تتابعها مراقبة نظراتها لزوجها، جالت عينيها على (يوسف) وقالت بدلال وعينيها تكاد تلتهمه
-صباح الخير يا جو هى سارة لسة مصحيتش ولا إيه
تهجمت ملامح فهو لم يعد يطيق رؤيتها أمامه فكاد أن يفتح فوه ويعنفها لكن صوت زوجته من خلفه منعه مجيبة إياها بنبرة غريبة
-لا صحيت وكنت مستنياكِ كمان جيتي في وقتك
إخفت (شهيرة) نظراتها المعجبة وحافظت على ثباتها وقالت
-طب قولي صباح الخير الأول
أبتسمت (سارة) أبتسامة صفراء قائلة بتهكم
-كفاية أنتِ قولتي هيبقى أنا وأنتِ
أرتفع حاجبي(شهيرة) بدهشة وأختطفت نظرة سريعه إليه والشكوك تثاورها
-أنتِ زعلانة مني ولا إيه أ
كادت أن تكمل ولكن ما حدث ألجمها وجعلها تتسمر مكانها، ولم تقل دهشة (يوسف) عنها بعدما قامت سارة برفع يديها وصفعتها بكل ما أتت به من قوة قائلة بأشمئزاز واضح وعينيها تجول عليها من رأسها لأخمص قدميها
-أنتِ زبالة وحقيرة اللي تبقى متجوزة وتبص لراجل غير جوزها تبقى زبالة، واللي تبص لجوز واحدة تانية المفروض أنها صاحبتها برضو زبالة وانا مبعرفش أشكال زبالة زيك، والحمدلله جوزي طلع نضيف وملوش في النجاسة
رمشت (شهيرة) بعينيها تكبح غضبها بداخلها، وأخيرًا خرجت من صدمتها ونظرت لسارة بنظرات ساخرة وقالت
-وأنتِ صدقتيه قلب التربيزة عليا لوحدي وصدقتيه
قطب (يوسف) جبينه بعدم فهم، فحولت (شهيرة) أنظارها إليه وقالت بغل وكدب
-قلبت الترابيزة عليا يا يوسف طلعتني الوحشة وأنت الجوز المخلص مش كدة، بس لا وديني ما هسكت
نظرت لـ (سارة) مرة أخرى وقالت مشيرة تجاه يوسف الذي يقف مصدومًا من انفعالها وأكاذيبها
-يوسف مش مخلص زي ما أنتِ فاهمة هو بس زهق مني بعد ما خد اللي هو عايزة وأحب أقولك أنك مخدوعة فيه وزي ما أنا خنتك وخنت جوزي هو كمان خانك وكان بيجيلي الشق
كادت أن تكمل ملقية كلماتها وأتهامتها الكاذبة ولكن صفعه أخرى هبطت على وجنتيها من (سارة) وهى تدفعها خارج المنزل بعدما فتحت بابه
-العبي غيرها لأني مش هصدقك لو كان عايز يعملها كان عملها في الحلال وقت ما كنت مبخلفش مش في الحرام ومع واحدة بأخلاقك وبعد ما ربنا رضي عننا
دفعت الباب في وجهها تاركة إياها بحالة صدمة من ثقتها العالية بزوجها كيف تكذبها وتصدقة هو، فظلت تومأ برأسها بتوعد فهي إذا أرادت شئ تحصل عليه مهما كلفها الأمر
أما (يوسف)فكان يطالعها بعشق فهو لا يعشقها من فراغ فنظرت له وقالت وعينيها تطلق شرار نتيجة لغيرتها وغضبها من نفسها لادخال تلك المرأة منزلها
-إيه بتبصلي كدة ليه فكرك هصدق كلامها الأهبل ده
ثم انصرفت من أمامه راغبة بالأنفراد بذاتها أما هو فغادر وعلى وجهه بأبتسامة واسعة
********
أستيقظت على صوت رنين هاتفها الذي لا يكف عن أزعاج نومها و راحتها والتى بالكاد حصلت عليها ليلة أمس فظلت طوال الليل مستيقظة تفكر بطريقة لتبعدة عنها وأخراجة من حياتها فهو لا يستحق إمرأة على حافة الهاوية مثلها
جذبت هاتفها بضيق وأعتدلت على الفراش مجيبة على زوجها بنبرة حاولت جعلها باردة
-ألو
-صباح الخير يا هيامي، أنتِ لسة نايمة لدلوقتي
قالها ثائر بمشاعر دافئة فأجابته هى ببرود
-شايف إيه
ضم شفتيه وأغمض عينيه بضيق من اسلوبها وأستطرد حديثه متغاطيًا عن طريقتها
-مالك ورنا رجعوا من السفر ومالك كلمني وعايزنا نخرج كلنا أنهاردة
زفرت ومسحت على وجهها وغمغمت بأستفزاز
-أنا ولا عايزة أخرج ولا عايزة أشوف حد تقدر تخرج معاهم أنت
رفع حاجبية وقال بصوت غليظ متعجب بعدما نفذ صبره فها هى على وشك أفساد ما حضره من أجلها
-يعني إيه مش هتخرجي بقولك أختك و
قاطعته بحدة ولهجة حاسمة
-زي ما سمعت يا ثائر انا مش خاااارجة
أغلقت الهاتف بوجهه دافعه الهاتف من يديها داخلة في نوبة بكاء جديدة غير راضية عن نفسها وما تفعله معه فهو لايستحق ما تفعله، اما هو فظلت عروقة بالبروز من شدة غضبه وفكر بحل ما وها قد وجده وهاتف مالك مرة أخرى ليخبر رنا بالذهاب إليها وأقناعها بالخروج والتراجع عن قرارها
**********
وصل(آسر) أسفل البناية التي تقطن بها (صباح) والتي لم يخبرها بعد بالنتيجة وجاء اليوم لينفذ ما بذهنه والانتقام من كل من (كمال) و (مديحة) اللذان خدعاه طيلة حياته، ولم يكفيهم ذلك بل وتحاول (مديحة) أنهاء زواجه من (رقية)
ترجل من السيارة وصعد البناية المتهالكة قليلًا و وقف أمام المنزل المقصود وطرق طرقتان فلم يجد أستجابة كاد ان يطرق للمرة الثالثة ولكنه لم يفعل ففتحت له (حنين) الباب
طالعته (حنين) بأنزعاج وقالت بأسلوب لم ينل رضاءه عالمًا بهويتها فهو يعلم بأن صباح تعيش برفقة أبنتها ومن المؤكد ان تلك أخته
-نعم انت مين يا أخينا
خلع (آسر) نظارته وقال كلماتها الأخيرة بتهكم وأستنكار
-أخينا!!؟
أجابته بوقاحة
-جرا إيه يا جدع أنت هتفضل مستغرب الكلمة كتير، وبعدين هو المحروس ميعرفش يعنى إيه أخينا
أستفزته وأستفزه أسلوبها فرفع يديه وأزاحها من طريقه دالفًا المنزل تحت تذمرها وأعتراضها
خرجت (صباح) على اصواتهم
-مالك يا بت بتزعقي ك
كادت تكمل ولكنها توقفت وتهللت أساريرها عند رؤيته داخل المنزل فاقتربت منه بلهفة وحب
-آسر.. مدام رجعت يبقى عرفت الحقيقة مش كدة
أماء لها بعدما رمق (حنين) بنظرة سريعه غاضبة
-اتسع ثغرها بابتسامة واقتربت منه دافعه نفسها بأحضانه
دهشت (حنين) وقالت
-مين ده ياما اللي بتحضنيه وشايف نفسه على خلق الله
تجاهلتها (صباح) وتكاظم غضب (آسر) فأبعد والدته عن أحضانه غير مبادلًا إياها إحتضانها ذاك وقال
-ادخلي جهزي هدومك هتيجي معايا القصر وهتعيشي معايا
اتسعت عين (حنين) وقالت بصوت هادر مصدوم
-لا انا عايزة افهم في إيه بضبط انا مش
قاطعها (آسر) بصوت هز اركان المنزل من قوته وقال ناظرًا تجاهها
-صوتك ميعلاش وأنتِ بتكلمي اما أنا مين فأنا أخوكي اللي هيربيكي ويعلمك ازاي تحطي لسانك الحلو ده جوة بوقك
ابتلعت (حنين) ريقها وقالت موجهه حديثها لـ (صباح)
-إيه اللي بيقوله ده ياما أنا معنديش أخوات غير يوسف وبس
نفت (صباح)وقالت
-لا وآسر كمان أخوكي واتفضلي اسمعي الكلام وأدخلي وضبي حاجتك هنمشي معاه
نفت (حنين)براسها وقالت بعُند والصدمة لاتزال تحتل كيانها
-لا مش هتحرك من هنا انا
قبض آسر على ذراعيها وقال بأعين سوداء وفحيح دب الرعب بقلبها
-مش بمزاجك قدامكم نص ساعة وتكونوا جاهزين سامعة ولا مش سامعة
ابتعد عنها مغادر المنزل فأقتربت (صباح) وقالت
-يلا يا حنين ادخلي لمي حاجتك بسرعة وأنا هفهمك كل حاجة وبلاش خناق معاه
*********
-يعني إيه يا هيام مش هتخرجي معانا، أحنا بقالنا كتير مخرجناش وبعدين مش احسن من قعدة البيت
عقدت (هيام) ذراعيها أمام صدرها وقالت بهدوء اثار استفزاز رنا
-لا مش أحسن ومش هخرج فمتتعبيش نفسك على الفاضي يا رنا
حكت (رنا) أنفها بعصبيه ممزوجه بتفكير واقتربت منها قائلة بترجي
-طب ولو قولتلك عشان خاطري
صاحت (هيام) بغضب طفيف
-قولتلك متحاوليش وبعدين مالكم مصممين على الخروجة دي اوي كدة ليه بقولكم مش عايزة هى عافية
طفح الكيل ونفذ الصبر فقالت بتأكيد على حديثها
-ايوة عافية لأن الخروجة دي بذات مينفعش ترفضيها جوزك ممكن يضايقك لا ممكن إيه ده أكيد
-وإيه اللي يضايقه إن شاء الله
دهشت (رنا) من طريقتها في الحديث عنه وغمغمت بشك
-انتِ بتكلمي عنه كدة ليه هو انتوا زعلانين
زفرت هيام واغمضت عينيها بغضب
-لا مش زعلانين بس انا
قاطعتها وقالت دفعة واحدة
-أسمعي يا هيام عشان انا تعبت معاكي انهاردة بذات مينفعش ترفضى ثائر هو اللى مخطط للخروجة وعايز يحتفل بعيد ميلادك
ارتخت ملامحها ولمعت عينيها بدموع وقالت بصدمه
-عيد ميلادي!!!
-أيوة حب يحتفل بيه بدري عن ميعادة يومين عشان متشكيش والمفأجاة تتحرق وبقاله اسبوع بيضبط فيها وخلانا أنا ومالك نزلنا على ملا وشنا فمينفعش بعد ده كله تقولي لا وبصراحه انا لو مكانك هطير من الفرحة
صمتت قليلًا واقتربت منه تضمها مسترسلة حديثها عن تلك الحفلة
-ده حاجزلك مطعم وبلالين و ورد ويخت ده انا متهيألي ضيع فلوسه كلها عليكي فمتبقيش رخمة بقى وتبوظي كل ده، اينعم انا كدة حرقتها بس عشان اعرف اقنعك يعني غصب عني
دفنت (هيام)وجهها بين يديها فلو كانت بظروف أخرى لتراقص قلبها فرحًا بما فعله معشوقها ولكنها الآن ستستغل تلك المفأجاة لتحقق غايتها في الأبتعاد
رفعت وجهها وقالت بهدوء مزيف رغم النيران التي تتآكلها
-أنا هقوم أجهز نفسي
سعدت (رنا)وصفقت بيديها كالأطفال وقالت بفرحة
-أيوة بقى بس اوعي تعرفيه انك عارفة عايزاكي تتفأجي ها
ألتوي فم (هيام)بأبتسامة وقالت بغموض
-متقلقيش أنا عارفة كويس هعمل إيه

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هوس متيم (هيامي))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى