رواية دمية في يد غجري البارت السادس 6 بقلم سمسم
رواية دمية في يد غجري البارت السادس 6 بقلم سمسم |
رواية دمية في يد غجري البارت السادس 6 بقلم سمسم
كانت تبتسم بخجل وهى ترد على اسئلة” ثائر” لها اثناء التفاتها لمحت “أسامة” ماتت البسمة على شفتيها لماذا جاء الى هنا وماذا يريد منها؟
وتين بهمس:” أسامة”
اقترب منهم” أسامة” بذلك الوجه العابس والذى يحمل ايضا تعبيرات الاحتقار لتلك الفتاة
وتين:”استاذ “أسامة” انت بتعمل ايه هنا فى حاجة ولا ايه”
أسامة:’استاذ “اسامة “ايه بقى ممكن تقوليلى يا مغفل يا غبى يا اعمى “
وتين باستغراب:”فى ايه وانت حضرتك بتتكلم كده ليه معايا”
أسامة:”بتكلم كده ليه ولا حاجة متاخديش فى بالك مين ده زبون جديد يا انسة وتين”
اتسعت عين” وتين” بقوة فماذا يقول هذا المجنون وماذا يظن بها وماذا يقصد بتلك الكلمة المهينة التى تفوه بها الآن
عندما سمع “ثائر “كلامه عقد حاجبيه استغرابا من هذا الشخص ولماذا يتحدث معها بهذه الطريقة الغير مهذبة على الإطلاق
وتين بانفعال:”انت بتقول ايه انا مسمحلكش تقولى كده انت فاهم احترم نفسك يا استاذ اسامة”
أسامة:” احترم نفسى! وكمان انتى ليكى عين تردى دا انتى طلعتى رخيصة قوى”
سمع “ثائر “ذلك وجد نفسه يمسك” أسامة” من ملابسه ينظر اليه بنظرات جعلت أسامة يبتلع ريقه مرة تلو الاخرى ترسل رعشات مرتعدة فى أوصاله” فثائر” عندما يصيبه الغضب لا أحد يستطيع ان يوقفه عما يفعل
ثائر:”ايه اللى انت بتقوله ده وازاى تكلمها بالطريقة دى ها انطق احسن ادفنك هنا مكانك “
أسامة:”نزل ايدك انت مفكرنى خايف منك انت خايف على احساسها اوى بس متتعشمش اوى كده دى كل شوية تعرف واحد وماشية على حل شعرها”
وتين:”أخرس انت كداب والله انا مش كده”
نظر “ثائر “اليها بدون ان يترك “أسامة” من يده فهو يعلم انها فتاة مظلومة وليست كما يقول هذا الشخص فهى لاتجد من يدافع عنها او عن سمعتها وكرامتها التى يهينها هذا الشخص الذى منذ ان رأه “ثائر “وهو يشعر بالبغض ناحيته ولا يعرف سر هذا الإحساس فهو اول مرة يراه فيها ولكن هيهات فليس” ثائر” من يسمع احد يهين فتاة ويقف مكتوف الايدى
ثائر:”انتى مش محتاجة تبررى كلامك لحد وهو بنى ادم معندوش دم علشان يكلمك كده ثم انت مين اصلا علشان تتكلم كده معاها وتقربلها ايه اصلا”
اسامة:’انا كنت مغفل ومخدوع فيها بس ربنا ستر قبل ما ادبس مع واحدة زيها وكانت خلت سمعتى وشرفى على كل لسان”
هل خاض فى عرضها بكلامه الآن حسنا فيجب ايقافه عند حده
ثائر:”صدقنى ده من حسن حظها لانك باين عليك اصلا مبتفهمش وواحد لسانك طويل وعايز قطعه”
رفع “أسامة” يده يريد لكم” ثائر” بعدما سمع منه هذا الكلام ولكن” ثائر “التقط يده قبل ان تصل إلى وجه ضغط عليها بقوة فبامكانه كسر يده بكل سهولة
ثائر:”متفكرش تمد ايدك احسن ما اكسرهالك او اخليك تمشى من غيرها خالص”
كانوا على وشك العراك عندما صرخت “وتين” بأعلى صوتها حتى تستطيع ابعادهم عن بعضهم قبل ان يبدأوا الشجار
وتين بصراخ:”.ببببببس اسكتوا بقى انتوا ايه بتتخانقوا على ايه اسكتوا اسكتوا”
أسامة:”عندك حق انتى ما تستاهليش الواحد يتخانق علشانك ولا يعبرك”
قال ذلك ثم انصرف من أمامهم نزلت دموعها وشعرت بأن أنفاسها صارت ثقيلة فلماذا الحياة تعاندها فالشاب الذى كانت تظنه انه سيكون منقذها دائما ما يحكم عليها بدون ان يتأكد من الحقيقة
منظر الدموع فى عينيها ألمته لايعرف لماذا شعر بتلك الرعشة فى قلبه فهذه اول مرة يشعر بذلك الاحساس فليست هذه اول مرة يرى فيها احد يبكى ولكن لماذا متأثر بدموعها لهذه الدرجة
ثائربانفعال قوى:”خلاص اسكتى يا وتين متعيطيش”
كانت هذه اول مرة تسمع اسمها مجردا منه رفعت رأسها نظرت اليه فهذه اول مرة يرجوها احد ان لا تبكى فدائما ما حولها يبدو مستمتعين بعذابها ودموعها
ثائر:”يبقى مين البنى ادم اللى اسمه” أسامة” ده”
وتين:”ده جارنا”
ثائر:”هو فى ايه بينك وبينه علشان يكلمك بالشكل والاسلوب ده”
وتين:”كان عايز يخطبنى بس محصلش نصيب”
ثائر:”اه افتكرت مريم حكيتلى حاجة زى كده وخطب قريبتك مش كده”
وتين:”ايوة خطب “هيام” اللى المفروض تبقى بنت عمى”
ثائر:”طالما خطبها عايز منك انتى ايه تانى”
وتين:”مش عارفة ومعرفش هو جه هنا ليه دلوقتى بس اللى اعرفه ان هيحصلى مشكلة كبيرة لو قال لسمير ان انا كنت واقفة معاك”
ثائر:”ومين سمير ده كمان”
وتين:”ده يعتبر ابن عمى واخو “هيام” وعايشة معاهم “
ثائر:”يبقى “سمير” ده هو اللى ضربك فى وشك مش كده
سكتت” وتين” لا تجد ما تقوله فأيقن” ثائر” ان تفكيره مضبوط فتلك الاثار على وجهها من الضرب
ثائر:”سكتى ليه ولا انا غلطان”
وتين بتنهيدة حزينة:”انا بدعى ربنا يخلصني من حياتى علشان ارتاح بقى من الناس دى “
ثائر:”ليه كده انتى لسه فى بداية حياتك ولازم تعيشيها زى اى بنت فى سنك”
وتين:”انا من يوم موت بابا وماما وانا حياتى انتهت ولسه هتنتهى على الآخر لما “سمير” يمشى كلامه ويجوزنى واحد بلطجى”
ثائر باستنكار:”انتى بتقولى ايه بلطجى عايز يجوزك واحد بلطجي”
وتين بابتسامة وجع:”انت مستغرب متستغربش انا بالنسبة ليهم مصيبة وعايزين يخلصوا منها بأى شكل”
ثائر:”وانتى هتوافقى على جوازة زى دى”
وتين:”انا مش موافقة بس هو مش هيسيبنى فى حالى”
ثائر:’انتى لازم تصرى على رأيك ومتهدميش حياتك بالطريقة دى “
وتين:”ولو اصريت على رأيى ايه اللى هيحصل لو رفض ده هييجى غيره وهفضل تحت رحمتهم”
لا تعرف لماذا تتكلم معه بكل هذه الاريحية فهى لم تعرفه جيدا ولكن وجدت الكلمات تنساب من بين شفتيها بدون ارادة تريد ان يسمعها احد فقد زادت وثقلت الهموم فى قلبها
حضرت “مريم” وجدتهم يتحدثون فاعتذرت عن تأخيرها
ثائر:” انتى كنتى فين يا مريم”
مريم:”معلش كنت جايبة عقد صدف تذكار ل”وتين” بس مكنتش عارفة دادة حطاه فى اى شنطة فقلبت عليه الدنيا لحد ما لاقيته اتفضلى يا وتين”
اخذته منها “وتين” بابتسامة مهزوزة ممزوجة ببعض العبرات التى تساقطت من تلك العينان الحزينتان
وتين بابتسامة:”شكرا يا “مريم” توصلوا بالسلامة عن اذنكم
مريم:”مع السلامة يا” وتين” اشوف وشك بخير”
قامت” مريم” باحتضان وتين بقوة وهى تشعر بالاسف لفراقها ولكن هذه هى الحياة
انصرفت” وتين” لاحظ دموعها التى جاهدت على ان تخفيها عنهم كان يريد ان ينطق ويقول لها لا تذهب وتظل معهم اراد ان يقول انه لن يسمح لاحد ان يأذيها
فاق من افكاره على صوت “مريم “تناديه حتى يذهبوا الى منزلهم
مريم:”عمو عمو يلا بينا”
ثائر:”مريم ايه رأيك نقعد هنا شوية كمان”
مريم بدهشة:”نقعد هنا ليه انت مش كنت عايزنا نسافر القاهرة النهاردة علشان عندك شغل”
ثائر:”الظاهر كده لازم نقعد هنا كمان شوية “
مريم:”اشمعنا يعنى عايزنا نقعد”
ثائر بدون وعى:”علشان” وتين” يا “مريم”علشان “وتين”
مريم:”علشان “وتين’ انا مش فاهمة حاجة يا عمو”
ثائر:” ها انا هفهمك كل حاجة قولى للدادة تطلع الشنط تانى”
مريم:” عمو انا عايزة افهم فى ايه”
ثائر:”انتى مش صعبان عليكى حالة “وتين”واللى هى فيه”
مريم:”ايوة طبعا بس انت ايه علاقتك بالموضوع ده”
ثائر:”انا هخلصها من الناس دى يا مريم”
مريم بتساؤل:”هتخلصها منهم ازاى يعنى”
ثائر:”هتعرفى كل حاجة فى وقتها يلا بينا دلوقتى”
اخذ بنت اخيه وذهب الى السيارة قام بإخراج الحقائب من السيارة وصعدوا ثانية إلى الشقة وكل هذا و”مريم” و”حسنية” لم يفقهوا شئ مما يحدث او لماذا فعل” ثائر” ذلك
***
قابلت” نادية” ابنها” اسامة” على الباب فهى تعلم انه ذهب ليتحدث مع “وتين” ولكنها شعرت بالقلق مما رأته من تعبيرات غريبة جدا على وجهه
نادية:”مالك يا” أسامة” فى ايه مال وشك متغير ليه كده”
أسامة:”مفيش حاجة يا ماما انا كويس”
نادية:”انت روحت اتكلمت مع وتين”
أسامة بغضب:”ايوة روحت وياريتنى ما روحت ولا شوفتها”
نادية:”ليه ايه اللى حصل خلاك متنرفز كده”
أسامة:”الست هانم لما روحت اكلمها لاقيتها واقفة مع واحد بتتكلم معاه وبتبتسم ولما اتنرفزت كان هيضربنى”
نادية:” واحد مين ده انت تعرفه”
أسامة:”انا اول مرة فى حياتى اشوفه واحد كله عضلات كده وشايف نفسه”
نادية:”مش جايز يا ابنى هو يعرفها معرفة عادية مش زى اللى فى دماغك”
أسامة بعصبية:”لسه برضه هتدافعى عنها انا شفتها بعينى واقفة معاه”
نادية:”الظلم ظلمات يوم القيامة يا ابنى ومنحكمش على الناس بالظاهر”
أسامة:’خلاص انا اخدت قرارى ومش هرجع فيه”
نادية:”اللى هو ايه بقى يا اسامة”
أسامة:”انا هكمل جوازى من” هيام “ومش هرجع فى كلامى خلاص وباليل الخطوبة فجهزى نفسك انتى وبابا”
قال ذلك ثم ذهب إلى غرفته ينفخ من الغضب بسبب “وتين”
أسامة:”هو ليه كنت غبى وشايفها انها ملاك وهى طلعت واحدة معندهاش ادب ولا اخلاق وكل شوية مع واحد صحيح انا كنت مغفل وهدبس فى جوازى منها وهى كانت هتجبلى العار والفضيحة بس خلاص دى صفحة ولازم تتقفل من حياتى بس قبل كده انا لازم اوريكى قيمتك يا وتين”
اخذ قراره بأن يخبر “سمير” بما رأه حتى يستطيع السيطرة على تلك الفتاة التى تجردت من حياءها على حسب تفكيره
***
عندما عادت الى المنزل وجدتهم قد استيقظوا جميعا من النوم
عايدة:”انتى كنتى فين والنهاردة مفيش عندك كلية”
وتين:”كنت بشترى الحاجات اللى انتى طلبتيها منى امبارح”
ورفعت يدها لتريها ما تحمله من اغراض قد اوصتها بشراءها لعمل الاكل اللازم” لأسامة” وعائلته فاليوم يوم خطبة ابنتها
عايدة:”طب حطى الحاجات فى المطبخ ويلا ابتدى فى تجهيز الأكل علشان عايزة عشا محصلش علشان” أسامة” و”هيام”
وتين باستسلام:” حاضر يا مرات عمى”
وضعت الاغراض فى المطبخ ذهبت إلى غرفتها قامت بتغيير ملابسها ووضعت الهدية التى اهدتها اياها” مريم” وعند ذلك تذكرته تذكرت كل كلمة قد قالها لها واحساسها عندما سمعت اسمها منه فاستغبت نفسها فكيف تفكر بهذه الطريقة فهى لن تراه ثانية ولن تجمعهم صدفة كتلك مرة اخرى تنهدت “وتين” وخرجت من الغرفة متجه الى المطبخ لعمل المطلوب منها قابلت “هيام” كانت استيقظت للتو من نومها ولكنها فضلت الذهاب الى المطبخ فهى اصبحت لا تطيق رؤية هذه الفتاة التى كانت السبب فى كل ما يحدث لها
نظرت لها “هيام “وهى تلوى شفتيها باستنكار من نظراتها لها
هيام:”بتبصيلى ليه كده يا برنسيسة”
وتين:” ولاحاجة عن اذنك”
هيام:”اتفضلى يا برنسيسة”
وتين بهمس:”لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ربنا يخلصنى منك”
هيام:”انتى بتقولى ايه يابت انتى”
وتين:”مبقولش اما ادخل المطبخ علشان اعملك انتى وعريسك الأكل”
هيام باستهزاء:”طيب عقبال ما نعملك اكلك انتى و”عزيز”
وتين:”ده فى المشمش لو حصل”
هيام:”ماهو المشمش طلع انتى ما تعرفيش”
ضحكت بشماتة وانصرفت من امامها تلك الضحكة التى عندما سمعتها” وتين” كانت تريد ان تمسك تلك الفتاة من عنقها وتضغط على رقبتها حتى تستطيع ان تقضى عليها
دخلت إلى المطبخ بدأت بعمل الأكل كان العرق يتصبب منها بسبب وقوفها امام تلك الاوانى التى يتصاعد منها البخار فالجو شديد الحرارة ولكن ما يهمهم ان تنجز ما عليها من أعباء
حل المساء سريعا كانت انتهت من عمل اشهى الاكلات التى كان من المفترض ان تتناولها هى مع” أسامة” ولكن للقدر رأى اخر ذهبت الى الحمام اخذت حمام ينعشها وخرجت ارتدت ملابسها فالعريس على وشك الوصول هو واهله ارتدت” هيام “ذلك الفستان الذى اشترته من اجل خطبتها وبالرغم من ذلك كانت تشعر ان “وتين” اجمل منها حتى فى تلك الملابس البسيطة التى ترتديها
عايدة:”بسم الله ماشاء الله قمر يا حبيبتى”
هيام:”تسلمى يا ماما”
سمير:”يلا علشان أسامة واهله على وصول ولا ايه”
عايدة:”خلاص احنا جاهزين اهو”
سمير:”احنا هنروح محل الدهب نشترى الشبكة وبعدين نبقى نرجع هنا علشان تتعشوا براحتكم”
عايدة:”عقبال عندك يا حبيبى”
سمير:”ان شاء الله بس لما اجوزهم واطمن عليهم الاول”
عايدة:”اهو “هيام” وهتلبس دبل و”وتين” يمكن تحصلها”
سمعت “وتين” ذلك شعرت بالرعب والخوف فهم على ما يبدوا مصممين على إتمام هذه الزيجة التى ستكون بمثابة انتهاء حياتها لم تنطق بكلمة ولكن قلبها يدعو الله ان يخرجها من هذه الورطة ومن هذا الجحيم الذى تعيش فيه مع هؤلاء الناس
حضر’ أسامة” كان وسيم فى تلك الملابس التى يرتديها نظر بسخرية الى وتين وكأنه يخبرها انها خسرت شخص مثله فهو معتد بوسامته جدا ولكنها فكرت اللعنة على تلك الوسامة التى تجعله يفكر انه لايوجد غيره فى هذه الحياة يتمتع بالوسامة فهو بحانب” ثائر” شئ لا يذكر” ثائر “لماذا داهمت صورته مخيلتها عندما قارنت وسامة اسامة به ف”ثائر “وسيم وسامة رجولية ذو نظرة جذابة وابتسامة تسترعى الانتباه ونبرة صوت دافئة تجعل القلوب ترتعش لها .مهلا. مهلا افيقى ايتها الفتاة فمالها اصبحت تفكر فيه كثيراً افيقى ايتها الحمقاء هكذا خاطبت نفسها لم تفق الا على صوت الزغاريد تعلو فى المنزل ووجدتهم يخرجون من المنزل للذهاب لشراء الدبل والشبكة الخاصة ب”هيام” كانت اخر من خرجت من المنزل وصلوا إلى المحل ظلت واقفة فى الخارج فهى لا تريد ان ترى اى شئ مما يشترونه ظلت واقفة مكانها حتى سمعت صوت يحدثها نظرت خلفها وجدته الشخص الوحيد الذى لا تريد ان تراه ابدا
عزيز:”ازيك يا انسة وتين”
وتين من غير نفس:”اهلا افندم فى حاجة حضرتك”
عزيز:”لا ابدا بس كنت عايز اقولك عقبال عندك يا جميل”
وتين:”شكرا اتفضل بقى مش قولتلى شوفك رايح فين”
عزيز:”الله الله انتى خلقك ضيق ليه كده يا آنسة هو” سمير” مقلكيش ولا ايه”
وتين باستعباط:”قالى على ايه مش فاهمة انت قصدك ايه”
عزيز:’على ان انا عايز ارتبط بيك يا جميل ونتجوز”
وتين:”وانا مش موافقة وحل عنى وابعد عن طريقى”
عزيز بسماجة:”بس سمير موافق وده اللى يهمنى”
وتين بدون وعى:خلاص ابقى اتجوزه هو”
عزيز:”بتقولى ايه يا انسة طب ايه رأيك محدش هيتجوزك غيرى”
وتين بتحدى:”وده مستحيل يحصل حتى لو انت اخر واحد فى العالم”
عزيز:”انا متعودتش اكون عايز حاجة وماخدهاش فانتى بتاعتى اعملى فى حسابك كده”
لم ترد عليه خرجوا من المحل بعد انتقاء الذهب الازم نظر “أسامة” ناحيتها وجد” عزيز” يتحدث معها
أسامة:”هى “وتين “مش سايبة حد حتى” عزيز”
هيام:”انت قصدك ايه يا أسامة”
أسامة:”هى وافقة مع “عزيز” بتعمل ايه”
هيام:”اصل “عزيز” عايز يتجوزها وحتى كلم “سمير”فى الموضوع”
أسامة:”وهى رأيها ايه فى الموضوع ده”
هيام:”بتقول مش موافقة معرفش ليه”
أسامة:”تلاقى بس عزيز مش على مزاجها علشان كده رفضاه بس هو ده اللى هى تستاهله”
عندما سمعت “هيام “ذلك شعرت بالفرح ف”أسامة” اصبح يكن كل الكره والبغض ل”وتين “وهذا ما كانت تريده
هيام بمسكنة:”ربنا يهديها انا مش عارفة هى عايشة حياتها كده ازاى”
أسامة:”ليه هى عملت ايه تانى”
هيام بكذب:”كنت ساعات بشوفها قاعدة مع شباب فى الكلية نصحتها كتير بس هى مبتسمعش الكلام”
اقتربت” هيام” من “وتين” لتريها ما اشترته لكى تغيظها
هيام:”شوفى يا وتين اسامة اشترالى ايه”
وتين ببرود:”مبروكين عليكى”
هيام:”عقبال عندك يا وتين”
وتين:”فى حياتك ان شاء الله”
سمير:”مبروك يا “هيام” ربنا يتمم بخير”
هيام:”الله يبارك فيك وعقبال عندك ان شاء الله “
عايدة:”يلا بينا على البيت”
وصلوا جميعا الى المنزل ولكن آبى والد” أسامة” ووالدته الصعود الى شقة “سمير”
عايدة:”بقى كده ينفع دا انا محضرالكم عشا هتاكلوا صوابعكم وراه”
نادية بابتسامة:”بالف هنا وشفا على قلبكم بس أبو” أسامة” ممنوع من الأكل باليل علشان تعبان وكمان فى دوا لازم ياخده دلوقتى”
سمير:”يعنى ينفع كده يا عم رفعت”
رفعت:”معلش يا ابنى نبقى ناكل فى فرحك ان شاء الله”
سمير:”تسلم يا عم رفعت “
صعد “أسامة “بمفرده مع اهل خطيبته بينما انصرف والديه الى منزلهم بعد رفضهم الصعود
عايدة:”يلا يا “وتين” حطى العشا على السفرة
وتين:”حاضر يا مرات عمى”
ذهبت “وتين “الى المطبخ لتقوم بافراغ الطعام وتقديمه على السفرة
اسامة:”هو ممكن ادخل الحمام”
سمير:”ايوة طبعا اتفضل”
ذهب “أسامة” الى الحمام لمح “وتين” فى المطبخ تقوم بتجهيز الطعام
أسامة:’مبروك عرفت ان “عزيز” طالب ايدك بس تصدقى هو ده اللى يناسبك لايق عليكى اوى يا “وتين” يمكن ده اللى يعرف يشكمك ويلمك شوية”
قال ذلك ثم دخل الى الحمام فرت دموعها ساخنة على وجنتيها ولكنها مسحتهم باصرار وهى تعنف نفسها على ضعفها
وتين:”انتى بتعيطى ليه بطلى بقى عياطك مش هيفيدك بحاجة يا غبية اسكتى بقى اسكتى”
قامت بغسل وجهها من اثر البكاء وضعت الطعام جلسوا جميعاً ولكنها ابت الجلوس معهم فهى لاتريد سوى الدخول الى غرفتها لاتريد رؤية احد منهم
هيام بحنان مزيف:”مش هتاكلى يا وتين انتى مكلتيش حاجة من الصبح”
وتين:’لاء شكرا شبعانة عن اذنكم”
ذهبت الى غرفتها جلست على السرير وجدت نفسها تخرج هاتفها من جيبها تريد الاتصال ب”مريم” لتطمأن عليها بعد لحظات جاءها الرد على الطرف الآخر
وتين:”السلام عليكم”
مريم:’وعليكم السلام ازيك يا وتين”
وتين :”الحمد لله انتوا وصلتوا القاهرة”
مريم:”لاء”
وتين بقلق وبدون وعى:”ليه بعد الشر حصلكم حاجة انتوا كويسين فى حد حصله حاجة انتى كويسة عمك كويس ردى عليا يا مريم”
مريم:”لا متخافيش احنا مسافرناش اصلا احنا لسه هنا فى اسكندرية”
وتين باستغراب:”مسافرتوش ليه مش كنتوا خلاص ماشين”
مريم:”بعد انتى ما مشيتى عمو قالى هنستنى هنا شوية”
وتين:”ليه فى حاجة حصلت”
مريم:”انا مش عارفة عمو عمل ليه كده بس اللى فهمته منه انه قال هيفضل هنا علشان يخلصك من الناس اللى انتى عايشة معاهم”
سمعت وتين ذلك اعتدلت فى جلستها باهتمام فلماذا يفكر فيها وبخلاصها من هذا البيت
وتين:’يخلصنى منهم ازاى يعنى”
مريم:”والله ما عارفة ولا فاهمة حاجة بس قالى هتفهمى كل حاجة فى وقتها”
وتين:”بس عمك ليه عايز يعمل كده”
مريم:”برضه مش عارفة يا “وتين” على العموم انا مبسوطة من اللى حصل وياريت فعلا عمو يقدر يخلصك من الناس دى انا برضه هبقى اكلمك واقولك هو ناوى على ايه”
وتين بتوهان:”ان شاء الله”
مريم:”سلام “
وتين:”مع السلامة”
انهت مكالمتها مع “مريم” لا تعرف هل تفرح ان هناك من يفكر بمصلحتها ام ماذا تفعل ؟ ولماذا يهمه امرها؟ هل اخذته الشفقة عليها عندما رأى اثار الضرب على وجهها فقرر مساعدتها
وتين بأمل:”يارب يقدر فعلا يخلصنى من الناس دى يارب”
ظلت تدعو من قلبها ان يأتى اليوم التى تصبح فيه حرة نفسها
***
كان جالسا يفكر فى حل لمشكلة هذه الفتاة فمن يستطيع ايجاد حل هو “رمزى” بحكم عمله فهو محامى ويستطيع ايجاد طريقة لخلاص هذه الفتاة
اخرج هاتفه طلب رقم “رمزى” ظل بضع دقائق ينتظر الرد فالوقت متأخرا جدا وربما نام الآن
كان “رمزى” يغط فى نوم عميق عندما سمع رنين هاتفه فتوقع ان يكون “ثائر” فهو الوحيد الذى يوقظه من نومه على مصيبة من مصائبه
رمزى بنعاس:”هو ده” ثائر “واقطع دراعى اما كان عامل مصيبة”
“الو ايوة يا استاذ” ثائر” خير فى مصيبة ايه “
ثائر:”صحصح كده وفوق علشان عايزك فى موضوع مهم’
رمزى:”خير يا اخويا موضوع ايه ده اللى انت عايزنى فيه”
ثائر:”عايزك تجيلى اسكندرية”
رمزى:”اسكندرية ليه هو انت مرجعتش البيت “
ثائر:”لا مرجعتش ولسه فى اسكندرية وعايزك تجيلى ضرورى وبسرعة”
رمزى:”اجيلك فين دلوقتى دى الساعة ٢ باليل”
ثائر:”تجيلى الصبح انت فاهم يا رمزى”
رمزى:”لا بجد فى ايه “مريم” جرالها حاجة”
ثائر:”ياعم الحلو “مريم” بخير عايزك اول النهار ما يطلع تكون عندى فاهم”
رمزى:”لا والنبى هجيلك على البساط السحرى انا ولا ايه ولا اكنش عفريت تقفل التليفون تلاقينى قدامك”
ثائر:”بطل رغى واسمع الكلام سلام دلوقتى”
قال ذلك واغلق الهاتف حتى قبل ان يرد “رمزى” على كلامه
رمزى:”هى دى عادتك ولا هتشتريها يا “ثائر” مشحططنى وراك فى كل مصيبة وفى كل داهية”
بعد ان هاتف ” رمزى” فتح احدى المواقع الإخبارية على هاتفه وجد عنوان استرعى انتباه اتسعت عيناه على آخرها من صدمته من قراءة عنوان الخبر المنشور”
ثائر:” إيجاد جثةالمجرم الهارب “فرج البرنس” بإحدى الأماكن المهجورة”
قرأ تفاصيل الخبر باندهاش وغضب شديد فاخر أمل له فى العثور على من كان السبب فى قتل أخيه قد ضاع منه فكيف حدث هذا؟ فهو يعيش بأمل ان يأخذ حق اخيه ممن قتله بتلك الطريقة البشعة شد شعره بعنف يضرب بقبضة يده على الطاولة الموضوعة امامه حتى شعر ان يده على وشك ان تنزف مرة أخرى
ثائر بغضب مكبوت:” ليه ليه يعنى الوحيد اللى كان هيقولى مين اللى عمل فى “رؤوف “كده خلاص طب ازاى ازاى”
شعر انه على وشك ان يصاب بحالة جنون هستيري حاول تهدئة نفسه عبثاً فكلما يتذكر يجد نفسه انه يريد ان يصرخ بأعلى صوته يريد ان يشق صوته ذلك الهدوء والسكون الذى يغلف ماحوله ولكنه لا يريد افزاع ابنة أخيه من نومها الآن وجد نفسه يسقط على الأرض على يده يمارس تمارين الضغط ينفث ما بداخله من غضب فهو كان يفكر فى ايجاد حل ل”وتين “وجاءت معرفته بموت “فرج “بالتزامن مع هذه المشكلة فصدق “رمزى “القول فالمصائب أصبحت حليفته أينما ذهب
وبالفعل فى الصباح الباكر كان “رمزى” يستقل سيارته متجها الى الاسكندرية لمعرفة ما هذا الموضوع المهم الذى يشغل بال” ثائر” حاليا
وصل الى الاسكندرية صعد الى الشقة قام برن الجرس فتحت “حسنية” الباب بابتسامة
حسنية:”اهلا يا استاذ “رمزى” اتفضل”
رمزى:”ثائر هنا ولا برا”
حسنية:”ايوة هنا جوا هو و”مريم”
عندما سمع اسمها رفرف قلبه من الفرحة فتلك الفتاة عشقه المستوطن بقلبه منذ أبصرت تلك الفتاة النور
رمزى بابتسامة:”انا جيت مفيش حمد الله على السلامة”
مريم:”حمد الله على السلامة نورت اسكندرية يارمزى”
رمزى بعشق:”دا نورك انتى يا “مريم” والله”
حمحم “ثائر” ليستيقظ “رمزى” من حالة الحب التى سيطرت عليه منذ ان رأى “مريم”
رمزى بغيظ:”منور يا ثائر يا حبيبى”
ثائر:”مريم “معلش سبينا لوحدنا شوية”
مريم:”حاضر يا عمو عن اذنكم”
ذهبت” مريم” ظلت نظرات” رمزى” تتبعها حتى دخلت غرفتها رأى “ثائر” ذلك اغتاظ من تصرفاته
ثائر:”انت ياعم المتخلف ما تحترم نفسك هو انا مش مالى عينك ولا ايه”
رمزى:’هو انا عملت حاجة”
ثائر:’بطل تبصلها كده احسن اطلع عينك يا رمزى”
رمزى:”خلاص جوزهالى واخدها ابصلها براحتى فى بيتى”
ثائر:”ماتحترم نفسك ياض انت وراعى ان انا عمها يا متخلف يعنى انا ممكن ابقى حماك”
رمزى:’بقولك ايه يا حمايا العزيز نتكلم جد بقى انت بعتلى اجيلك ليه”
ثائر:”اقعد هحكيلك على كل حاجة”
اخبر” ثائر” “رمزى” بقصة “وتين” كاملة ومعانتها التى تعانيها من هؤلاء الناس وانه يريد تخليصها من كل هذا
رمزى:”وانت هتخلصها ازاى يعنى يا”ثائر” مش فاهم”
ثائر:”انت بتسألنى انا امال انا جيبك ليه انت مش محامى وتشوفلى طريقة اخلصها من الناس دى والعيشة اللى هى عيشاها معاهم”
رمزى:”طريقة ايه يعنى ايه هى الطريقة اللى انت عايزها بالظبط علشان ابقى فاهم”
ثائر:”اى طريقة يا “رمزى” اى طريقة تخليها تسيب البيت ده قولى هى مثلا لو سابت البيت وجت عاشت معانا فى البيت فى القاهرة هيحصل حاجة
رمزى:’لا ابدا مش هيحصل حاجة قرايبها دول بس يقدموا فيك بلاغ ان انت خطفت قربيتهم وطبعا هى متقربش ليك بأى شكل او صفة فحضرتك هتشرف فى سجن ابو زعبل وانا و”مريم” هنيجى نزورك ونجبلك عيش وحلاوة كل أسبوع يا حبيبى”
ثائر:”انت بتستظرف يا ابو دم خفيف هو ده وقتك انت كمان”
رمزى:”ابدا والله هو ده اللى هيحصل انا هكدب عليك يعنى يا “ثائر”
ثائر:”طب وبعدين هنعمل ايه دلوقتى فكر معايا يا “رمزى”
رمزى:”هو ليه انت مهتم بالبنت دى اوى كده انا اول مرة اشوفك كده وعمال تاكل فى نفسك علشان تلاقيلها طريقة تخلصها بيها من اللى هى فيه”
ثائر بتنهيدة:”مش عارف يا “رمزى “والله مش جايز علشان اتخيلت لو “مريم “مكانها وملقتش حد ينقذها فعلشان كده انا حابب اساعدها”
رمزى:”بس هتساعدها ازاى اظن مفيش طريقة تساعدها بيها يا “ثائر” وحكاية انك تخليها تسيب البيت وتيجى معاكم انساها خالص بلاش مشاكل ووجع دماغ وانت ليك سمعتك فبلاش شوشرة”
ظل “ثائر” يفكر وضع رأسه بين يديه غارزا يديه فى شعره الكثيف لعل يجد حل طرأت له فكرة رفع رأسه نظر الى “رمزى” كشخص وجد حل لمشكلة مستعصية الحل
ثائر:”انا لقيت حل يا” رمزى”
رمزى:”حل ايه اللى انت لقيته ده خير اتحفنى”
ثائر:”انت قولت ان “وتين” متقدرش تقعد فى بيتى علشان هى مليش قرابة بيها ولو اهلها بلغوا عنى هتحبس”
رمزى:”ايوة وده ممكن يحصل فعلا انا مبهزرش”
ثائر:”طب ايه رايك لو وتين قعدت فى بيتى بشكل قانونى ورسمى”
رمزى باهتمام:”بشكل قانونى ورسمى ازاى يعنى انت بتفكر فى ايه يا “ثائر” مش مرتاحلك”
ثائر:”بشكل قانونى يعنى تقعد فى بيتى بصفتها مراتى”
نظر اليه “رمزى” باندهاش فماذا يقول ؟ وهل ما سمعه منه الآن حقيقة ام انه يتخيل ذلك هل يفكر”ثائر” فى الزواج من تلك الفتاة حقا؟ ما الذى دهاه حتى يفكر هذا التفكير ؟ فهو على وشك الزواج من “سيلا” فكيف سيحدث ذلك؟
رمزى بصدمة:”انت بتقول ايه يا ثائر”
ثائر:” يعنى اتجوز انا ووتين”
رمزى……
يتبع..
لقراءة الفصل السابع : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حمزة للكاتبة ميمي عوالي