رواية همسات من الجانب الآخر الفصل الخامس 5 بقلم روزان مصطفى
رواية همسات من الجانب الآخر الجزء الخامس
رواية همسات من الجانب الآخر البارت الخامس
رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة الخامسة
《《 منذ عامين
خرج والدها من المشفى وظلت والدتها ترعاه صحيآ جيدآ ، وعادت ملك لدراستها في الجامعة مرة أخرى ، كان قد مر إسبوعين ولكن ظل عقلها معلق على تلك المحادثه القصيرة التي أجرتها مع شريف
وملامح صديقه المصاب مازالت تلاحقها ، بعد أن إنتهت من المحاضرات خرجت برفقة زملاؤها حتى يصلوا إلى بوابة الجامعه ، إقترحت إحداهن إقتراحآ قائلة : طيب بما إن بكرا يوم فيه محاضرتين بس ، إيه رأيكم نتمشى على البحر بالليل
ملك بتنهيدة : ياريت والله لإني مخنوقه جدا ، من ساعة ما بابا خرج من المستشفى وأنا قاعدة أنا وماما مش بنخرج ولا بنتحرك من البيت
صديقتها : خلاص أتفقنا ع الساعه ٧ بالليل كدا نتمشى ونشرب حاجة
ملك صافحتهم وهي تخبرهم أنها ستأتي ثم عادت للبيت
صافحت والدتها لتقول : بابا أخباره إيه دلوقتي ؟
والدتها وهي مهمكه في أهمال المنزل : مفيش ، أكل وخد الدوا وحقنة الأنسولين ونام ، وإنتي عملتي إيه ؟
رفعت ملك كتفيها وهي تقول بملل : عادي حضرت المحاضرات وكتبت وبس ، بقولك يا ماما أنا بالليل ع الساعة ٧ كدا هخرج مع ولاء وريم نتمشى ع البحر شوية عشان أنا زهقانه
والدتها : ودا وقته يعني ؟
ملك برجاء : معلش يا ماما ماهو بابا بقى كويس أهو دا هي تمشية صغيرة كدا نغير جو
والدتها : خلاص ماشي بس متتأخريش ومتقفليش موبايلك ، بلاش الحركات دي
ملك بسعادة : حاضر والله
أخذت حمامآ دافئآ ثم تمددت على فراشها ، وما أن أغلقت عينيها حتى راحت في سبات عميق
راودها حلمآ أنها تجلس بجانب أحدهم في سيارته ، وكانت الموسيقى تنبعث من مسجل السيارة وهي تلتقط معه الصور بهاتفها ، كانت ملامح الشخص واضحه بالنسبة لها ف هو لم يغب عن خاطرها ولو لثوان معدودة
أيقظها صوت منبه الهاتف ف إعتدلت وجلست على فراشها وهي تضع يدها على وجنتيها اللتان تحولا لونهما إلى الأحمر
دخلت والدتها لتقول : يلا الساعة سبعه إلا ربع زمان زمايلك مستنيينك
إنتفضت ملك من فراشها لتقول : حالآ هلبس أهو
ما أن إنتهت من إرتداء ملابسها حتى نزلت وقابلت صديقاتها ، من ثم قمن بشراء بعض البذور ليتناولوها وهم يسيرون بجانب بعضهم البعض
كانت ملك تضع يديها في سترتها الشتوية وهي تشعر بالبرد
شعرها كان يتطاير خلفها بطوله المبهر إثر الهواء البارد
لمحت شخصين يجلسون على الرمال بقرب البحر ف توقفت وأكملن صديقاتها السير حتى نظروا جانبهم ولم يجدوها ف عادوا لها مرة أخرى وقالت إحداهن لملك : إيه اللي وقفك ؟ بتبصي على إيه ؟
أتسعت أبتسامة ملك وهي تنظر للشابين ثم تقول : دا شريف !
الأخرى : شريف مين يابت ؟
ملك : اللي حكيتلكم عنه أيام ما كان بابا في المستشفى
صديقتها : ياااه ، يخربيتك انتي لسه فكراه
الأخرى : بس الولد اللي جمبه دا نضارته حلوة أوي ، عارفه يابت النضاره دي بتبقى مظلله كدا وغامقه خالي عنده زيها عشان الناس اللي بتعاني من حساسية النور وعنيهم بتدمع بسبب النور المباشر
دققت ملك في ملامح الشخص الجالس بجانب شريف حتى إتسعت عيناها وهي تتذكر الحلم ، ف إتسعت إبتسامتها مرة أخرى ثم قالت بلا وعي : لا هو بس عامل حادثة وعينه متعوره ف تقريبآ مش حابب إنها تبان
مالت صديقتها عليها لتقول : طب طالما تعرفيهم روحي سلمي عليهم
ملك بخجل : لا طبعآ إفرضي أحرجوني
الأخرى : طب عندي فكرة أحسن ، نقعد جمبهم كدا ع البحر وهو شريف دا لو خد باله منك أكيد هيسلم عليكي
وضعت ملك يدها على عنقها لتقول : حلو ، تعالوا طيب
ذهبن ليجلسن بجانبهم على الرمال ، جلست ملك وشخصت نظرها على صديق شريف الذي كان هادئآ ، شاردآ ، بالكاد يتحدث
كان شريف يحادثه ويمازحه ويبدو أن الأخر كان في حالة نفسية محطمة يرثى لها
صديقتها : باين عليهم مش هيبصوا ناحيتنا خالص ، تحنا نتكلم بصوت عالي عشان يلاحظونا
ملك بهمس لهم : إياكو تعملوا كدا ! مش ناقصين فضايح
صديقتها بغيظ : الحق علينا عايزين البيه يفتكرك ويسلم عليكي بدل ما بتراقبيه من بعيد كدا
ملك بحزم : أنا مبراقبش حد أنا قاعدة عادي
الاخرى : قاعده عادي إزاي دا احنا لسه كنا متفقين فوق
ملك بخوف : وطوا صوتكم طيب هيسمعونا ويعرفوا إننا متفقين
صديقتها : بلاش حركاتك دي يا ملك
ظلت ملك تنظر لهم حتى نظر شريف بجانبه ليتوقف نظره عليها ، رفع يده وأشار إليها ف رفعت هي الأخرى يدها
قامت من مكانها ليراها شريف ويقوم هو الأخر بدوره
وقفوا أمام بعضهم لتقول ملك : كنت بشبه عليك ، بتعمل إيه هنا
نظر شريف لصديقه ليقول : يعني بنغير جو ، عاملة ايه ؟
رفعت كتفيها وهي مبتسمه لتقول : بغير جو برضو من الجامعة والبيت وكدا
ملك وهي تنظر للأخر : مبروك إنه فاق وبقى كويس
تنهد شريف بضيق ليقول : مش كويس أوي ، الدكتور قال هيضطر يستخدم العكاز كام يوم كدا عشان ركبته
كان شعرها الطويل يتطاير حول وجهها وهي تنظر له وشريف يحادثها
حتى قال شريف مرة واحدة : ملك ! روحتي فين ؟
《《 الوقت الحالي
كانت ملك قد غفت في سيارة شريف وهو يحاول إيقاظها
شريف : ملك !! ملك
تنتفضت وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه ليرجع راسه بياس تلى الوراء وهو يقول : وصلنا ، يلا ننزل عشان نتكلم
نزلت ملك برفقة شريف الذي أغلق سيارته ، وساروا بجانب بعضهم حتى وصلوا إلى البحر
وقف شريف ووضع يده بجيب بنطاله ليقول : قولت أكيد هتحبي تيجي هنا ، المكان اللي قابلتك تاني مرة فيه
أنزلت ملك قبعة المعطف عن رأسها لتظهر خصلات شعرها القصيره نسبيآ ، نظر لها شريف ثم قال : شعرك وهو طويل كان أحلى ، قصتيه ليه ؟
نظرت لأمواج البحر ووجها باهت لتقول : كل حاجه زمان كانت أحلى ، متشغلش بالك وقول جبتنا هنا ليه
شريف بتردد : مش عاوزك تجمعيني معاه ، أو معاهم ، أنا مش عاوز أذيكي يا ملك ، تفكيري ناحيتك مش كدا
وضعت يدها على جبهتها وهي تتنهد لتقول : جبتنا المسافة دي كلها فعلا عشان تقول كدا ؟
شريف بنبرة متجهمه : لا
كتفت ملك يديها لتقول : إيه الموضوع طيب
شريف : السبب الأساسي هو إنك متستفزيش ماجد
نظرت نحو شريف بغضب ناري لتقول : أنا مجتش جمبه ، خليه يبطل حركاته دي هو الأول وبعدين أنا مبحبش سيرته
شريف وهو ينظر لها : بجد مبتحبيش سيرته ، عشان اللي عمله ولا عشان خطب غيرك ؟
أبتسمت بسخريه لتقول : عشان مطلعش البني أدم اللس كنت رسماله صورة في خيالي .. ثورة حلوة مش هتتعوض لو ب100 اسف ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)