رواية هل فزت بأيوب الفصل العاشر 10 بقلم روان صقر
رواية هل فزت بأيوب الجزء العاشر
رواية هل فزت بأيوب البارت العاشر
رواية هل فزت بأيوب الحلقة العاشرة
“نور أنا محتاجك معايا الأيام الجاية.”
بصتله بـ خوف من كلامه أيوب عمره ما قال حاجة تعبر عن احتياجه لأي شخص، وكمان كلامه عنها هي؟
محتاجها هي!
“في إيه يا ايوب متخوفنيش؟”
اخد نفسه بهدوء وزفره بـ ضيق، وكأنه خايف يندم على خطوة بدل ما تطلعه قدام ترجعه مية ورا..
“أنا عندي ورم في المخ يا نور.”
صدمة..
كُل ما تملكها كان صدمة،
بعدت عنه خطوة لـ ورا وعيونها بتتوسع بـ خضة، اكيد أيوب بيهزر عليها وبيحاول يعرف هي بتحبه ولا لأ.. اكيد ده هزار!
دموعها بقت تنزل على خدها بدون وعي، وهو بيراقب رد فعلها بـ صمت لا هو قادر يقرب يحضنها فـ تبعده خوفًا منه ولا هو قادر يتكلم فـ توجعه بكلامها..
“قولي إنك بتهزر!!”
صرخت بـ كلامها واهتزت ايديها بـ خوفها،
قربت منه بـ غضب وبدأت تضربه بلاوعي منها..
“لــيــه، ليه مصمم تبقى زيهم وتسيبني، مبصعبش عليك
وانت شايفني كل يوم برجع بيتي لوحدي بتمنى اشوفهم،
بس بسكت وبصبر نفسي واقول خلاص يا نور ده أيوب جنبك ومحدش هيسيبك، وعمتو وجدو ومحدش فيهم هيسيبني زيهم، ليه عايز تعمل زيهم، ليه عايز تعمل زي عائشة تخليني افضل مخبية مشاعري ناحيتك واول ما اقولك تسيبني وتمشي، ليـه يا أيوب، ليه مش عايز ترأف بـ قلبي،
عايز تبعد ابعد بس يبقى حسك في الدُنيا، أيوب أنا تعبت من فقدان اللي بحبهم، قلبي اتهلك، صدقني المرة دي هتبقى بـ موتي زي ما أيوب راح ورا عائشة ومسبش لحد فرصة يستوعب، عايز توجعني ليه يا ايوب!”
بكت وعلى بكاها قلبُه وغزه بـ تأنيب ضمير، هو مش بإيده ولا مرضه كان بـ ايده..نفسه يكمل معاها للآخر، نفسه يعوضها عن سنين عاشتها في حرمان، يوريها قلبه فيه مين!!
قرب منها وحاول يحضنها المرة دي ولكن رفضت بـ حدة،
وكانت نظراتها بتلومه على كل حاجة عاشها لوحده ومقالش،
تزايدت دموعها لما افتكرت إنها في كل مرة كانت بتسأله مالك شكلك تعبان ويقولها انا كويس وهو المرض واكله!
حاول يسيطر على حركتها وقيدها، طبطب على راسها بـ خفوت، وعلىٰ شهيقها من العياط، فقدت كتير ومبقتش قادرة تستحمل اللي ممكن تفقده تاني!
“وانا مش بـ ايدي يا صبر أيوب إني اتعب، غصب عني ومش عارف هكمل ولا لا، بحاول الاقي حل وبدعي كل يوم اخف علشان اجيلك سليم واقولك إن أيوب تعب من كتر ماهو مخبي مشاعره ناحيتك، كنت صابر على افعالك وحركاتك طول ما انا شايفك بتشمليني بنظرة محدش عارف يشملني بيها، صابر كتير ومستعد اصبر علشانك يا نور، خايف اجيلك اقولك تسيبني في نص الطريق لوحدي، مش هقدر يابنت الناس اكمل مكسور و موجوع!”
اتكلمت من بين دموعها تثبتله إنه غلط،
هي اختارته وهو متجاهلها،
اختارته وهي فكراه بيحب غيرها،
اختارته في وقت غضبه، وفرحه، وضياعه،
اختارته لأجل نفسه مش لـ حاجة تاني،
فـ يكفي إنه نورلها طريقها بعد عتمة الليالي!
“تبقى غبي زي ما امك بتقول عنك يا ايوب، أنا عيني عليك وعمرك ما فلت من نظري، اختارتك في كل الاوقات وانت مخدتش بالك مني، مخدتش بالك من نبرتي وانا بكلمك ولا رعشة ايدي وانتَ بتبصلي، تبقى غبي لانك فكرت تشيل الحِمل ده لوحدك، وفاكرتي هسيبك، اسيبك؟ ده على جثتي تحصل!”
ابتسامة اعتلت وشه بـ هدوء وراحة وكأن ده الجواب الفاصل اللي كان هيخليه يكمل في طريقه، تمسكها بيه وكلامها عنه ثار حفيظته، باس راسها بـ حب اخيرًا ظهر علنًا ومش هيقدر يخبيه، نور اختارته.. وده اللي هو محتاجه علشان يكمل الطريق..
ايديها حواليه، تطمنه وقت تعبه، تطبطب عليه وقت عجزه،
تكونله أمان لما يحس إنه فقد الامل، تمسك ايديه في كل خطوة قريبة لـ علاجه، تكونله نور حياته!
بعدت راسها عنه وبصتله بين دموعها، وكان وشها ملخبط ومحمر من شدة انفعالها، ضحك وقلبها نبض من جديد، فكرت من جواها ازاي تسيب حبيب عيونها لوحده؟
ازاي يفكر فيها كده!
“طب هو في أمل؟”
سألته بخوف من الجواب فـ عائشة كانت نفس حالته،
ورعشة ايديها اكدتله إنها خايفة وبشدة، اومئ ليها يطمنها..
“في أمل بس محتاجك تزوديه.”
غمضت عيونها للحظات تسترجع فيها شريط حياتها مع حبايبها، وفتحتهم تاني وقالتله بنبرة تخللها الحنان..
“بيقولوا عائشة كانت بتعشق أيوب، ومن كتر ماهي بتحبه كان الكل بيقول عليها مدلوقة حتى هو تِقل عليها بس فاض بيه ومقدرش يشوفها بتبعد عنه، جري عليها وقالها إنه بيحبها، اتجوزوا تحت فرحة الكل بيهم وبعد وقت خلفوا نور، وكانوا بيقولوا عليها نور حياتهم، بس طفوها بدري لما عائشة تعبت وكان ايوب بيسهر معاها كل يوم علشان يخفف عنها وجعها، مكنش بيسيب ايديها ولو اتوجعت كان يتوجع مكانها ألف مرة، قالي في مرة..
_يا نور لو اتحطيتي في موقف زي ده، عايزك تفضلي جنب اللي بتحبيه، متسيبيش ايديه في نص طريقه، كونيله كتف يسند عليه وقت تعبه يكونلك العالم كُله، شوفي عائش اهي اتمرمطت في حبي ومرمطتني في عيونها الجوز دول!
وقتها ضحكت على كلامه يا أيوب ووعدته مش هسيب اللي هيحبه قلبي، ومكنتش أعرف إن الدنيا هتدور ومرمطة ايوب لـ عائشة هتبقى من نصيبي وتمرمطني في حُبك.”
كلام كتير اجتاحه كان نفسه يسمع منها القصة دايمًا وهو عارف إنها هتتوجع في قص الحكاية بس مكنش يعرف إنه هيبقى جزء يوجع اكتر!
“وانتِ مرمطتيني بـ عيونك دول!”
ضحكت من بين دموعها اخيرًا وبعدت عنه بحزم:.
“اعمل حسابك من بكرة هنروح نكشف!”
بادلها الضحك وسرح شعره لـ ورا وهو مبلول..وتاه من جديد فيها بـ تفاصيلها اللي تجنن الصغير قبل الكبير، اومئ ليها بـ انصياع..
“نور، محدش يعرف!”
كتمت بؤقها بـ طريقة طفولية:.
“سرك في بير.”
جريت على جوا وكان المكان فاضي فـ الجد لما لقىٰ أيوب بيحاول يهدي نور عرف أنه قالها، علشان كده مكنش ليها لازمة حد يقف ويعرف هو كمان، ورغم رفض اسماء علشان تطمن عليهم إلا إن أمر ابوها نفذ على الكل..
دخلت على جوا وهي بتضحك، قابلها جدها:.
“انا واثق إنك قد المسؤولية ومش هتسيبيه لوحده!”
“محدش بيسيب روُحه يا جدي، وانا كنت فاقدة روحي ودلوقتي اتردتلي من تاني هفرط فيها إزاي يا جدو!”
جاوبته بصراحة طمنت بيها قلبه، وطلعت تغيير هدومها، دخل ايوب بعد وقت وكان حده قاعد مستنيه، ابتسم بوله عاشق مكمش عنده القدرة يعبر ودلوقتي متاح ليه إنه يتكلم..
“مبسوط يا ايوب؟”
حط ايده على قلبه ولوهله الجد كان عايز يضحك فـ دي حالة كل واحد من حفيده لما يحب، مره زين ومره ايوب..
“حاسس إني عايز اتعالج من دلوقتي يا جدي.”
ضحك الجد واتكلم بسخرية:.
“وفين لا أنا فقدت الامل يا جدو ومش قادر اكمل، جرالك إيه يابن ايهاب؟”
نفى:.
“لقيت اللي يديني الأمل يا جدو، لقيت حبيب ايامي اللي موافق يكمل معايا خطواتي الجاية، لقيت نور طريقي ومستحيل افرط فيه!”
حضنه جده بفرحة من كلامه، واستشعر ايوب حنان جده وحبه ليهم من جديد، وكأن عبد السلام الاب الروحي لكل واحد فيهم،
“أنا عايز اكتب عليها في اسرع وقت يا جدو، عايز اخدها واسافر اعمل العملية من غير ما حد يعرف غيرك انتَ وهي، عايز ارجع أيوب زي زمان.”
“وانا موافق يا أيوب.”
شعر ايوب بالحماس من موافقة جدها:.
“اكلم المأذون؟”
فاجأهم صوت زين بدهشة:.
“مأذون مين؟”
عدل ايوب من هدومه بطريقة وهمية لا تتناسب مع جديته:.
“مأذون أصل عقبالك يا زينو جدك هيجوزني نور.”
فتح عيونه بصدمة من كلامه:.
“وحياة امك؟؟”
حذره ايوب:.
“ولا!!”
حط زين ايده ورا راسه بـ غير تصديق، وبدء يكلم نفسه بتوهان، مش مصدق اخيرًا إن ايوب بيقول الكلمة دي قصادهم، ايوب اللي رافض البنات كلها عايز يتجوز نور!!
عايز يتجوز الوحيدة اللي حبته وكانت بتتمنى نظرة منه، هتف:.
“الدنيا جرالها إيه!!”
ابتسم ايوب على صدمة زين:.
“بتتشقلب في ثواني.”
بصله بهدوء وحضنه بفرحة حقيقة وجدهم كان بيتابع الموقف، كان عارف إن احفاده رجالة وهيقفوا جنب بعض في كل حاجة، بعد زين عن ايوب ونط بسرعة ناحية جده اللي رفع حاجبه بدهشة..
“بالله عليك جوزني رغد معاه.”
ضحك الجد بصوت عالي من افعاله..:.
“يابني هجوزك ازاي وامها وابوها مش هنا!”
اتكلم بـعند اكبر:.
“كلمهم وخد موافقتهم هكتب عليها بس والله والفرح لما ينزلوا، اقترح عليهم ياجدي بالله عليك البت هتضيع مني وانا مش عارف اشوفها من غير ما ابوسها!”
ضربه جده بالعصاية وكتم ايوب ضحكاته:.
“اضحك اضحك ما انتَ مش خسران حاجة.”
كبر ايوب في وشه:.
“الله أكبر قل اعوذ برب الفلق.”
بصله بقرف واتوجه لـ جده يحثه على الموافقة وبعد وقت فعلًا انصاع لـ طلب حفيده المجنون وكلم فعلًا بنته وجوزها اللي ممانعوش الطلب وكأن رغد فعلًا مش من اهتمامتهم، زفر زين بضيق من أفعالهم وحاول يمسك نفسه علشان ميكسرش الموبايل على دماغهم بس هدىٰ نفسه بـ إنه هيعوضها كل حاجة والاهم هيبوسها!
خبط ايوب على باب اوضة مامته ودخل، كانت هي وايهاب قاعدين سوا ومن الواضح إنها كانت قلقانه ولما شافت ايوب جريت عليه تحضنه بـ خوف:.
“في إيه يا ايوب حصل إيه بينك وبين نور؟”
ابتسم بـ اتساع بصت مامته لـ ايهاب بـدهشة، ايوب بيضحك فجأة وعلى سيرته هو ونور جست حرارته لقيته كويس اندهشت اكتر..
“أنا هتجوز نور.”
بصتله اسماء بهدوء قبل ما تتصدم:.
“آه مبر…قولت مــيـــن؟”
زادت ابتسامته أكتر لما شاف تأثير كلامه عليهم:.
“هتجوز نور، أنا بحبها يا أمي.”
ضربته اسماء فـ اندهش من تصرف والدته:.
“يا موكوس يابن الموكوسة اخيرًا نطقت ده انتَ كنت مشمت العيال فيا حتى ابوك نفسه زهق مني ومن خيالاتي فـ اني اشوفك معاها.”
ضحك بـ احراج من فكرة إنه باين عليه حبه ليها، وان الكل شايفهم لبعض من اول أمه وابوه لحد يونس وزين..
“هو أنا مقفوش أوي كده؟”
نفى ايهاب بـ فرحة:.
“لا ياحبيبي متقولش كده ده الشركة كلها كانت عارفة.”
ضحك ايوب وشاركته اسماء بعد ما حضنته هي وايهاب بـ فرحة:.
“ربنا يتمملكم على خير ياحبيبي.”
سابته مع ابوه وخرجت لـ اوضة نور لقيتها واقفة بتكلم نفسها في المرايا ورغد بتحاول تفهم منها كلمة، قربت منها وحضنتها بعد ما زغردت بفرحة..
“والله كنت حسه إنك هتبقي من نصيبه ده ابني قولتلك وانا عارفة ابني من نظرة، واديه طلب ايدك من جدك وعايز يكتب الكتاب كمان.”
كانت صدمة لـ نور وصراخ لـ رغد بـ حماس:.
“بتهزري يا سوسو قولي إنك بتهزري اخيرًا ابنك نطق ده أنا كنت حسه اني مش هشوف اليوم ده أنا وزين والله.”
ضحكت اسماء واكدتلها بـ سعادة ام مستنيا فرحة عيالها من سنين، وحضنتهم هما الاتنين بـ حنان لا متناهي..
“خير سامعين زغاريد في إيه بنت الجنايني ولدت؟”
كان صوت نسرين الساخر وقصدت بحديثها نور، ابتسمت نور بأتساع:.
“لأ يا عمتو أصل عقبال عندك أيوب هيتجوزني.”
شهقت نسرين بخضة وعيونها اتسعت بـ غيظ:.
“اخرتها هتجوزي ايوب بنت بنت الجنايني يا اسماء!!”
بصتلها اسماء بقرف قبل ما تردف بحدة:.
“بنت عائشة صاحبة الادب والاخلاق والقلب الطيب يا نسرين ياختي، واللي خلف مماتش ادي الايام بتدور وبنتها بقت مرات ابني وكلها كام شهر واشوف عيالهم كمان، وياريت ياختي تبطلي حركات النسوان دي وتفرحي بقى الواحد اتخنق من كتر الحقد والغل، ولو فاكرة اني هسمحلك تبوظي فرحة عيالي فـ يبقى بتندمي يا نسرين علشان هتلاقيني وقفالك زي الشعرة في العجين!!”
صفرت رغد بـ حماس من طريقة خالتها وضحكت نور بأنتصار بينما نسرين بصتلهم بقرف:.
“كلامك ده هتتحاسبي عليه والجوازة دي مستحيل تتم، مش هسمح بـ تكرار تجربة ايوب اخويا تاني مش يمكن مريضة زي امها؟”
كانت نور هترد عليها بس تدخل جدها في الوقت المناسب وضرب بـ عصايته الارض، اتوترت نسرين من وجود ابوها في الوقت ده، بصلها عبدالسلام بـ حسرة وحزن:.
“مفيش حد مريض هنا غيرك يا نسرين، ياما قولت هتعقلي ومش هقسى عليكي بس الظاهر اني دلعتك، تلمي شنطتك وتسافري لجوزك أظن وجودك معاه هناك هيفرق أكتر من هنا.”
بصتله بصدمة وشاورت على نور بحقد:.
“انتَ بتطردني يا بابا علشان دي؟”
اكدلها ابوها بـ نظراته:.
“دي اسمها نور ايوب عبدالسلام، واللي يغلط في نور كأنه غلط في عبدالسلام، سمعتي كلامي؟”
اتحركت من مكانها بغضب واضح للكل فتح الجد ايديه لـ نور وجريت على حضنه بفرحة طفل مستني لحظة وصوله لآخر الحدوته..
“مبسوطة يانور؟”
ابتسمت بسعادة:.
“اوي اوي يا جدو حاسه إني اخيرًا لقيت نفسي.”
سخرت رغد منها:.
“شوف البت مفيش كسوف كده!”
لكزتها اسماء لما لقتها بدلت دورها معاها، قام شاورلها من جديد تقرب منه فـ بالاخير كان قصدها توضح لجدها انها هنا وهو واخد باله منها بس بيحب يشاكسها:.
“طب ولو قولتلك إن زين هيكتب عليكي مع نور وايوب!”
رقعت زغروده على فجأة خلت الجد يندهش واسماء تضحك هي ونور، بينما رغد استوعبت فعلتها فـ حاولت تهرب من جدها ولكنه ضحك بقوة:.
“مفضوحين يا عيال من اكبركم لـ اصغركم، بس اعمل فيكم إيه انتو حتة مني ولازم افرح بيكم!”
بعد وقت اتحدد معاد كتب الكتاب واللي كان بعد يومين من النهاردة، سافرت نسرين وغادة ومقدروش يستحملوا فرحتهم، واللي استنى يونس اللي عرف الموضوع كله وكان بيرقص من الفرحة لما اخيرًا اتجمعوا سوا!
في المطبخ..بعد يومين!
كانت رغد واقفة بتعمل كوباية الشاي لـ زين اللي واقف بيضحك ورا على تفاصيل وشها، بعد ما اكيد قالها حاجة محتاج يتربى عليها، اديته الشاي..
“تسلم ايدين ورق الشجر.”
بصتله بحدة:.
“اتلم.”
داب في نظرتها وحط ايده على قلبه بتلقائية:.
“ولما اتلم مين يقل ادبه!”
“أنا اللي هقل ادبي عليك واربيك من اول وجديد يازفت الطين.”
كان هيوقع الشاي منه بخضة لما لقى اسماء وراه وقفاله بحدة ابتسم بأستفزاز ومسك كوبايته وقبل ما يخرج بصلها بتحدي:.
“كلها ساعات وتبقي مراتي ووقتها هبوسك قصاد عبدالسلام نفسه.”
حدفت عليه الشبشب وضحكت رغد بقوة من حركاته وافعاله، اتنهدت اسماء ودعيتلهم من جواها بـ فرحة:.
“يلا ياختي ورايا علشان اجهزكم لحد ما اشوف المدلوقة التانية فين.”
في الجنينة..
كانت واقفة نور بتتكلم مع ايوب بـ توتر:.
“يعني حجزت معاد العملية بعد يومين يا أيوب انت متأكد؟”
ربط على راسها بهدوء:.
“متخافيش كل حاجة هتبقى كويسة انا واثق في ربنا.”
“يارب يا أيوب.”
ابتسم وبصلها بـ هدوء:.
“قولي أيوب تاني كده.”
ضربته بحدة:.
“اتلم يا أيوب!”
ضحك بصوت عالي وحط ايده على قلبه تلقائي فـ من الواضح إن دي عادة عند الكُل:.
“يا صبر أيوب!”
ضحكت بكسوف واتحركت من قصاده علشان تجهز لـ كتب الكتاب، صمم الجد يعمل ديكور خفيف في الجنينة وكده كده هي صغيرة معتمدة عليهم بس، وده لان نور مكانتش حبه تعمل فرح، وزين مستني أهل رغد يرجعوا ويعملها فرح..
بعد وقت من التجهيزات نزلوا البنات لما جدهم نده عليهم،
كانت كل واحده فيهم تختلف عن التانية، واحدة خايفة من اللي جاي، والتانية مستنية ترمي نفسها للي جاي..
كانوا مختلفتين بس يجمعهم دم واحد،
كل واحد من الرجالة انبهر بـ عروسته، يوم سعدهم حقيقي..
سخر يونس:.
“نفسي ابلم زيهم كده يا جدي.”
ضحك الجد وربط على كتفه:.
“مسيرك تبلم كده بس تبطل لعب عيال.”
اومئ لـ جده وهو شايف نظرات اخواته اتجاه البنات، دعالهم من جواه بـ السعادة، وابتدى الجميع يقعد حوالين الكرسي علشان يكتبوا الكتاب..
حط ايوب ايديه في ايد جده..
وردد ورا المأذون..
وختم كلامه بـ احلى كلمة مستنيها..
“قبلت زواجها.”
زغروده انطلقت من فم اسماء مع ارتفاع الاحضان ليهم، بس الجد حجز على نور تقعد جنبه لـ حين يتم كتب كتاب زين ورغد اللي من الواضح زين مش قاعد على بعضه بسببه، ضحك الجد وبدأت مراسم زواجهم من جديد..
زين بحماس:.
“قبلت زواجها، والعيش معاها والنكش بتاعها والله ياعم الشيخ.”
ضحكوا على كلامه واتحمس زين وقرب من رغد وبص لـ اسماء بـ استفزاز وباس رغد من خدودها بصتله بقرف وبعدها ضحكت على افعاله بينما رغد كانت مكسوفة من افعال جوزها، وهي لحد دلوقتي مش قادرة تستوعب حقيقة الجملة..
صديق طفولتها
ومراحل حياتها من ابتدائي، لأعدادي، لثانوي، لجامعة وهو معاها ومسبهاش لحظة واحدة، عوضها عن كل حاجة..وهو عوضها الحقيقي..
في اوضة أيوب..
فركت نور ايديها بتوتر من وجود ايوب قصادها وابتسامته مازالت مرتفعة على شفتيه، اخد نفسه وقرب منها ضمها لـ قلبه بقوة..
ارتعشت ايديها بـ طمأنينة لشعورها بـ السَكينة جنبه،
رجعت الحياة تضحكلها من جديد بـ وجود ايوب جنبها،
اكتبتلها تعيش أسعد لحظات حياتها في حضنه..
نور فازت بـ ايوب اخيرًا!
بعد وقت نام على حجرها وبدأت تلعب في شعره وهي بتحاول تطمنه إن كل شيء هيكون بـخير، باغتها بسؤاله:.
“قوليلي آخر حاجة كتبتيها إيه؟”
_ظننتُه مستحيلًا حتى بات المستحيل يتحقق امامها،
فـ ها هو حبيب ايامها يضع بـ رأسه على قدميها، تداعب خصلاته
تحاول ان تطمئنه بأن كل شيء سيكون على ما يرام طالما هم سويًا، احببته منذ الصغر واصبحت تعشق تفاصيله دون أن تدري انها ستدخل في دوامة لن تستطيع الخروج منها سوىٰ بـ موتها، وهي لم تستسلم أمام العواصف فـ كيف بـ ليل به حبيبُها، احبك.
ابتسم بـ اتساع وزادت رغبته في ضمها فـ اتقلبت الادوار وبقت بين ايديه وراسها مكان قلبه، يبث ليها اشواقه وحبه بطريقته الخاصة، وهمساته بتحرق مشاعرها بهدوء..
“إزاي اتوب عن حبك، حاسس إني بذنب،
عيونك توهوني وخلوني مبقتش ايوب الصابر،
بقيت مفتون بـ أقل حرف بيطلع منك، كتاباتك كلها عني،
ورغم ذلك كنت بغير لما بقرأها، ياما حاولت امنع نفسي من قراية اللي بتكتبيه بس مكنتش بقدر، كنت بصبر نفسي بـ حروفك، ده حتى التمانية وعشرين حرف مقدروش يصبروني، كنت كل يوم قبل ما أنام بتخيلك واقفة قصادي بـتدلعي عليا بـ جنونك ودلالك،
كنت بصحى استغفر ربنا لحد ما يجمعني بيكِ، أنا مفتون بس المرة دي فتنتي حلال ياصبر ايوب!”
كانت دي آخر محادثة هي فكراها قبل ما تسيبه ويدخل اوضة العمليات، بكاءها بعد ما دخل اثر في الكُل، كانت بتدعي يقوم لها بخير مش هتقدر تخسر أيوب،
خسارته بـ موتها..
ودلوقتي قدرت تفهم ليه ابوها مقدرش يستحمل..
“لسه يا جدي بقاله اربع ساعات ومخرجش ادعيله أنا قلبي مبقاش قادر يستحمل.”
طمنها زي عادته:.
“ايوب قوب وهيقوم يطمنا عليه اجمدي بس علشان هو محتاجك معاه يـانور.”
قفلت مع جدها وبعد وقت خرج ايوب اخيرًا وبكت من جديد لما لقيته نايم بهدوء، طمنها…
“العملية نجحت واستاذ أيوب كلها ساعات ويفوق.”
بكت من جديد ولكن بفرحة وجريت تصلي ركعتين شكر، طمنت جدها اللي زفر بـ راحة، دخلت اوضته وقعدت جنبه، مسكت ايده بـ خوف من إنه يسيبها،
“قوم وفتح عينك وطمني إنك لسه جنبي.”
بعد وقت كبير كانت آثار البكاء لسه ملازمها، فتح عيونه ببطئ يدور عليها وابتسم بخفة لما لقاها ماسكة في ايده وكأنه هيهرب في حين إن هو معندوش طاقة يقوم حتى، انتبهتله وضحكت بذهول وبعدها عيطت من جديد..
“ايوب؟!”
ابتسم بـ وجع خفيف:.
“ياصبروا.”
حضنت ايده بـ أمان اخيرًا:.
“أنا كنت خايفة اوي عليك يا أيوب، كانت روحي بتروح مني وانا شيفاك على السرير مبتتكلمش معايا ولا بتنكشني، كنت خايفة تسيبني زيهم يا أيوب.”
شاورلها تقرب منه فـ امتثلت لـ أمره وقربت، مسحلها عيونها بـ انامله بخفة اثارت القشعريرة في قلبها، اتكلم بدفئ:.
“كل ده عياط؟”
ضحكت من بين دموعها واومأت:.
“غاوية وجع قلب ولا وجع القلب هو اللي غاويني يا أيوب؟”
رجع راسه لـ ورا واتكلم بـتيه مُتيم بـ عيونها:.
“كُل حاجة غـاويـاكِ ياصبر أيوب!”
تمت.
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هل فزت بأيوب)