رواية هذا ليس عالمي الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي الجزء الرابع والعشرون
رواية هذا ليس عالمي البارت الرابع والعشرون
رواية هذا ليس عالمي الحلقة الرابعة والعشرون
مر أسبوعين دون احداث جديدة، وفي يوم كان الكل مُجتمع في بهو المنزل، بستثناء اميرة التي ذهبت لكي تتسوق بعض الاشياء من السوق، كانوا يشاهدون التلفاز في صمت، لكن أتى صوت الجد ليلتفت له الجميع بنتباه.
الجد وهو يشاهد التلفاز بهدوء: اعملوا حسابكم كتب كتاب زهرا بكرا.
نظر الجميع لبعضهم بتعجب من ذلك القرار، فَ هو لم يخبر أحد عن معاد عقد قرأنهم، فَ الكل تفاجأ من المعاد، الكل حول نظراته حول سمية بترقب، لكن قطعت سمية تلك النظرات وهي تنهض و تقول بثبات: وانا بتي مش هتجوز يا بووي.
نهض الجد في المقابل وقال لها بحدة: ليه هتكسري كلمتي على أخر الزمن؟!!
صرخت بهِ سمية بغضب: لاه مش بكسر كلمتك انت يا بووي، دي مش كلمتك أصلًا دي كلمة نور بنت العقربة جميلة، وأني مش هسمح أن العقارب دول يغرقوا بتي زي ما غرقت أني زمان
نهضت نور بعصبية وهي تقول لها: انتِ ازاي تتكلمي عليا انا ومامتي كده؟! مسمحلكيش وألزمي حدودك لو سمحت.
سمية بتهجم: بتكلمم عليها عفش!! هو انا لسة قولت حاجة اصلًا!! مالك أنتِ ومال بتيي إية عايز تتشفي فيا. بجوازة بتي زي ما امك عملت زماان عاد؟
صالح بحدة: أي الحديت الماسخ ده يا سمية! اخرسي خالص
صرخت في وجهه بعصبية: لا مش هسكت، اسكت لية؟!!
أقتربت من نور وهمست لها: تعرفي أني بكرهك، وبكره امك عايزه تعرفي بكرهكم لية؟
حدقت فيها بتعجب، وكادت أن ترد عليها لكن أفزعتها وهي تصرخ بها بهسترية:عشان طول الوقت امك احسن مني، دايمًا هي الأحسن، لية؟!! لية هي تكون عايشه أهنى أحسن عيشة ولا ست الحسن في زمانها وانا كنت مش بلاقي الوكل عشان جوزي على قد حاله!! هي أهني بتاكل من خير أبووي المحمر والمشمر، وأني كنت بكمل عشايا نوم، لية تكون هي أحسن مني؟!! لية هي تتجوز وتعيش أحسنها عيشه وأني يحصل فيا كل ده؟!! ولما أطلقت وأتجوزت تاني قولت يمكن ربنا يعوضني.. طلعت عيشته أوسخ من اللي قبله!! لية أمك يكون أبوكي بيدلعها ويهننها وأني جوزي بيضربني وبيهني؟! كنت كل ما بشوفها بحس بالحسره على حالي، وهي إية دلوقت، إية!!
رجعت خطوات للخلف وظلت تحدق في الجميع وهم في حالة من التعجب، ثم واصلت وهي تتذكر كل شيء حدث لها: كان لازم أنتقمم منكم، كان لازم أنتقم من جميلة، ومن صالح
نظرت لصالح و واصلت: صالح اللي كان مقسي قلب ابويا عليا.
بدلت نظراتها للجد: كان لازم انتقم من أبويا، أبويا اللي كان حرمني من خيره، أبويا اللي أر إنه يطلقني من حوزي اللي بحبه ومفكرش إنه يصلح الدنيا، مفكرش إنه يساعدنا بدل نا يطلقنا من بعض، وبعد ما طلقني جوزني جوازة على كيفه، وطلع في الأخر راجل وسخ، بيضربني ويهني عشان هو واحد كبير في البلد!! ولما روحت استنجد بيك يا بوي، فاكر عملت إية؟! فاكر وقتها كل اللي عملته إنك روحت تشتمه وطلقتني منه!! هو ده اللي كل اللي ربنا قدرك عليه؟!!
نظرت لنور مرة أخرى وهي تقول لها بحقد شديد: طول عمرها جميلة احسن مني، حتى لما خلفتك، انا يومها جبت زهرا في نفس السنة معاها، بس.. بس كانوا طايرين بيكي انتي، كانوا فرحانين بيكِ انتِ، كأن هي بس اللي خلفت في البلد كلاتها!! حتى اول خلفه ليا مهنونيش عليه، برضه كانوا محسسني بالنقص، فضلت 8 سنين عايشة في قرف، متكلميش نور دي بت جميلة، متجيش جمب جميلة لحسن تضايق، كنتوا محسسني أني وحدة ملهاش لازمة، وبعد سنين قرف عايشتها مع جميلة وكرهي ليها بيكبر كل يوم و التاني كان لازم اتصرف، كان فاض بيا الكيل، وكان لازم أزحها من قدامي واخليها تطلق وتدوق من نفس الكاس اللي دوقته، الكاس اللي دوقته بسبب جوزها! بسبب اخويا!!صرخ بها صالح وهو يمسك ذرعها بغضب: يعني انتِ اللي مليتي دماغ جميلة بالحديت الفارغ أني بخونها يا سمية؟!!
فلتت يدها منه بعصبية وحدقت فيه بكرهه يكسو ملامحها وصرخت بهِ في المقابل: ايوا أني يا صالح، ومرتحتش غير لما أطلقتوا، وبقولكم اهو اللي حصلي زمان مش هيحصل لبتي تاني، بتي مش هتدوق نفس اللي أنا دوقته زمان، وهيبقى بسبب مين؟!! بسبب بت جميلة!
كانت نور وزينة يقفون يضعا كف يدهم على شفتيهم وجسدهم يرتجف من كثرة الحقائق التي يستقبلوها دفعة واحدة، وتميم و صالح اللذان كان يقفا مصدومين ايضًا، والجد الذي كان يقف و الدموع تلمع في حدقتيه، فَ هو يشعر إنه هو السبب في كل ذلك المهزلة الذي تحدث الآن، هو السبب أن اولاده يكون بينهم كره هكذا، أنهت جُملتها سمية و أستقبلت صفعة قوية من صالح الغاضب وهو يصرخ بها: بقى يا بت الكلب كل ده يحصل منك! كل دهه كُرهه لعيلتي؟!
جذبها من شعرها و واصل وهو يصرخ بها: عملنالك ايه لكل ده انتِ مريضة
الجد بغضب وهو يضرب بالعصا في الأرض: نزل أيدك يا صالح، إية هو خلاص أبوك مات عااد مبقاش ليا لزوم!!
دفعها بعيدًا عنه وهو ينظر لوالده بعصبية:سبني يا بوي اشفي غليلي منيها بنت ال**
قطع حديثه صراخ الجميع بأسم سمية! ألتفت لهم وقد صُعق لما رأها.
زهرا بصراخ وهي ترقض نحو والدتها التي أصبحت تغرق في دمائها نتيجه اصتدام رأسها ف الدرج الحديدي.
– أمي أمي فووقي
لحقتها زينة و ونور وهم يصرخون بأسمها.
وضعت زهرا يدها على رأس والدتها، فَغرقت بدها في الدماء، صرخت بهلع: دكتور هااتوا دكتور بسرعة دي غرقانة في دمها.
ابعدتها نور قليلًا وهي تحاول أن تسيطر على أعصبها، ثم بدأت تتفحص الجرح، فَ هي كانت تدرس أسعافات اولية، تفحصته ثم نظرت لهم بهلع يظهر في حدقتيها.
– اجرح العميق، والنبض بيقل، أطلب الأسعاف بسرعة يا تميم.
زهرا بصراخ: بسرعة يا تميم والنبي.
رهل تميم سريعًا وطلب الطبيب، بينما صالح فَجلس على الأريكة بصدمة فيما نتج من تصرفه المتهور الغير مقصود!! بينما الجد فَ جلس على أقرب مقعد له والنديا تدور حوله، فَهو يرى أن بيته ينهار أمامه، ويرى أن أبنته بين الحياة والموت وبسبب من؟! بسبب أبنه!
دقائق وكان الأسعاف قد وصل للدار، و وقت معدود وكانت سمية تتنقل إلي المشفي.
**************
بعد وقت في أحد المستشفيات في المدينة، حيث دخلت سمية غرفة العمليات والجميع في انتظار الطبيب.
زهرا وهي ترهل نحو الطبيب بخوف: خير يا دكتور؟ امي مالها.
حصلها الجميع ووقفوا بجانبها منتظرين رد الطبيب على سؤال زهرا.
الطبيب: حصلها نزيف داخلي، واضح أن الخبطة كانت عنيفة شوية، بس الحمد لله قدرنا نسيطر على حالتها
تميم بستفهام: يعني هي كويسة يا دكتور؟
الطبيب: هو في حاجة المريضة أتعرضتلها قبل ما تتعرض للخبطة؟
الجد بتدخل: ايوا أنفعلت شوية، خير يا داكتور في إية؟! قلقتنا
الطبيب بأسف: أنا أسف، بس المريضة شكلها اتعرضت لنهيآر عصبي، وهي عندها مشاكل في القلب وده اللي خلاها متستحملش الأنهيار ولا النزيف، ودخلت في غيبوبة
وقع الخبر عليهم مثل الصاعقة، صرخت زهرا بجنون وهي تنفي كل شيء سمعته توًا: أمي لاااه، غيبوبة إية؟!! أنا أمي كويسة وقلبها زين امي مفهوش حاجة،
نظر الطبيب في الأرض بأسف، أقتربت منها نور وهي تحاول أن تهدأها: أهدي يا زهرا، أهدي هتبقى كويسة إن شاء الله.
الجد بجدية: مشاكل في القلب كيف يا داكتور؟ بتي مكنتش بتشتكي من قلبها واصل
الطبيب بتفهم: واضح إنها مكنتش تعرف إنها مريضة قلب، وبالتالي مكنتش بتاخدله علاج، كده أنا فهمت بسبب إنها مش بتاخد علاج القلب ومع النزيف و الأنهيآر مقدرتش تستحمل ودخلت في غيبوبة
– و العمل إية دلوقت يا داكتور.
الطبيب: هتتحجز في المستشفي تحت الملاحظة لحد ما تفوق.
الجدرمتسألًا: وهتفوق ميتى؟
– الغيبوبة ملهاش معاد، ممكن يوم اسبوع شهر سنة حسب قدره المريض لرجوعه للحياة، يعني لو عندها أستعداد وقابليه إنها ترجع تاني للحياة هتقاوم الغيبوبة وهتفوق، لو ده محصلش يبقي ممكن للأسف الغيبوبة تطول، عن إذنكم
جلس الجميع في صمت وحالة من الحزن تسيطر على الجميع،ظلوا اسبوع كامل كل يوم يأتوا للمشفي ثم يعودوا للمنزل كما ذهبوا، وحالة سمية كما هي لم تتحسن بعد، وزهرا طوال الأسبوع كانت تلتزم الصمت لم تتحدث مع أحد، ونور كانت طوال الوقت شارده هي و صالح، و تميم و حسام ومعهم زينة كانوا يحاولون أن يخرجوا الجميع من ذاك الحالة فَهم يعرفا جيدًا أن أحتمال خروج سمية من الغيبوبة ضئيل جدًا، ولكن كانت كل محاولاتهم فاشلة، أما الجد فَ كان يراقب الكل في صمت تام، ومان يتابع عمله فقط، ثم يعود المنزل على النوم.
**************
NORA SAAD
مر اسبوع أخر وبدأت العائلة ترجع كما كانت، بستثناء زهرا، لكن كانا نور و زينة طوال الوقت معها لم يفارقوها.
في مكتب تميم.
حسام برجاء: يا تميم بقالي نص ساعة بتحايل عليك يا أخي، مكنتش سفرية دي!
تميم بزهق: يبني هي حبكت، وبعدين هو ده وقت خطوبه وزفت!!
حسام بتبرير: تاني يا تميم تاني ما قولتلك أني دبست نفسي وقولت للبت أني هاجي أتقدملها بعد أسبوع و أدي عدا 3 أسابيع أهوو ومَشفتش وشي من وقتها، يعني تقول عليا إية دلوقت بتسلى بيها؟! وبعدين مين قال خطوبة ده هو هروح أنا وانت ونور نتكلم مع اهلها وبس كده، لما الدنيا تتظبط نبقي ناخد العيلة ونروح نطلبها رسمي.
تميم بملل: صدعتني يا حسام.
صاح علي نور حتى جائت لهم وهي تتسأل: في إية؟
جلس مرة أخري علي مقعده وقال: الأستاذ عاايز يروح يتقدم لِ هنا بنت خالتك أنهاردة أجهزي عشان هنروح معاه
نور بضحك: ههههه لا والله وعلى ده بقي قولتلها
حسام برفع حاجب: آه ياختي لية؟
توقفت عن الضحك وقالت بتعجب: بجدد!! غريبة و وافقت كده بسهولة؟!
أبتلع ريفه بصعوبه وهو يتذكر أخر مشهد حدث بينهم: أحمم هو يعني انا بلغتها ومشيت، يعني مخدش منها الموافقة الحقيقة، بس هو انتي ليه بتقولي كده؟!
نور بلا مبالاه: اصل بعيد عنك هي عاملة أضراب على الجواز وكده يعني.
حسام بضيق: بت بت أخلصي روحي اجهزي، مش ناقصه تقفيل وتعقيد، يلا خلينا نخلص ونروح للناس.
نور بجدية: هو انت بتتكلم بجد! يعني هو ده وقت جواز ياللي معندكش دم انت!!
نفخ بضيق وبدأ يشرح لها وجهة نظره من جديد، أومات رأسها بقتناع، لكن قالت بجدية، طب خير يعني هي أهلها مُنفصلين هل بقي حضرتك أصلت بحد فيهم ولا هتروح لكل واحد فيهم وتكلمه على أتفراد طبعًا مكلمتش حد.
استعدت للرحيل وهي تقول: يبقى اتكل على الله بقى وروح نام.
اعطتهم ظهرها وكانت على وشك الانصراف لكن أوقفها حسام وهو يمسكها من تلابيب ملابسها من الخلف، ويقول بغيظ: أتصلت بيهم وقولتلهم ومستنيني كمان، أخرجي منها انتِ يا بوتجاز.
لم يدرى حسام بهذا الثور الذي يراقبه و يكاد أن يفتك بهِ بنظراته لهُ، لكنه أتنفض على صوته وهو يصيح بهِ مثل البركان الغاضب!
صرخ فيه تميم بغضب هز جدران المنزل: قسمًا بالله لو لمست نور تاني مجرد لمسة لدفنك مكانك، نزل أيدك يا حيوان.
أتنفضا من مكانهم بفزع، بينما حسام فَ رجع بعض الخطوات للخلف برعب: في إية يا جدع سرعتني.
ثم نظر لتميم الغاضب وقال ببسمه غبية: طب هستناك انا برا لحد ما تجهز ماشي أنچوي بقى
أنهى حديثه وركض سريعًا للخارج هاربًا منه.
تميم وهو يمسح على وجهه بعصبية: عصبنيي أبن الورمه.
نور وهي تنظر له بخوف: وانت قطعتلي الخلف يا باشا.
ضحك على منظرها وهي خائفة ثم ضمها له: ليه بس يا نوري، لا بقولك إية لازم تتعودي مش عايز قلبك يكون خفيف كدة، ولا إية؟
نور وهي تضمه له أيضًا: عنيا يا باشا
تميم وهو يخرجها من أحضانه: طب يلا بقى أطلعي علي فوق أجهزي لحد ما أنا أخلص الشغل اللي معايا
قبلته من وجنتيه وصعدت لأعلى.
– اي ده راحة فين دلوقت؟
زينة وهي تبتسم لها: رايحة أقابل زين
نور بشك: هو كل شوية هتقتبلي عم زين ده ولا إية؟!
وضعت خصلة خلف أذنها وقالت: عادي يعني يا نور احنا بقينا صحاب
نور وهي تستعد للرحيل: أشك والله، وبتقابلي فين؟
– بنقعد في شارع كده بيكون في شوية مقاعد في الشارع
– شارع يا زينة! شارع
هنا بتوتر: يووه هو في أماكن تاني وانا قولت لا
أشاحت بوجهها بعيدًا وقالت: طب عمتًا أنتِ هتيجي مش هتلاقينا
زينة بتعجب: ليه رايحين فين
– حسام عايز يروح يكلم أهل هنا
– يكلمهم في إية؟!
– هو مقالكيش إنه هيخطب هنا!!
– الحيوان ولا فتح معايا الموضوع اصلًا.
ضحكت هنا وقالت وهي تعطيها ظهرها: أبقي اتصرفي معاه بقى لما يرجع، وسهرة لطيفة يابيبي، ولما ترجعي أقعدي مع زهرا.
**************
بعد وقت على أحد المقاعد العشوائية التي تكون في الشوارع.
زين: يعني جدك أجل الفرح كده أجدة؟ وكمان مقالش لحاتم!
زينة بتعجب: اي ده هو جدي مقالش إية سبب التأجيل؟!
– لااه، جدك كلم حاتم وقاله هنأجل كتب الكتاب وبس، ده مدهوش فرصه يسأل لية اصلًا.
ردت وهي تأكل الأيس كريم: أممم واضح أن جدي مش ضايق قريبك.
أيدها والحزن يكسو ملامحه: ولا هيضيقه، هو وافق على الجوازه بس عشان خايف مـن اللي ممكن يحصل.
فكرت للحظات حتى قالت: بس انا شايفة أن حاتم قوي إنه قادر يستحمل كل ده عشان بس جوازهُ يظهر قدام الكل، واضح إنه بيحب زهرا بجد، مع أني كنت شاكه في ده الأول.
– بس هي كمان بتحبه، وكانت مستعده تواجه أي حاجة عشان تكون معاه بس.
– عندك حق، فعلا قصتهم حلوه اووي وغريبة كمان.
– تفتكري أني هلاقي حد يحبني و مستعد يواجه عيلته كلاتها عشان بس بيحبني.
ابتسمت وردت عليه: اكيد هتلاقي، بس انت بص حواليك كويس اصل شكل البعيد أحول.
أنهت حدثها وهي تنهض وتسعتد للنهوض، مدت يدها له وقالت ببتسامة: اشوفك يوم تاني بقى
تركته وأنصرفت بعيدًا عنه، بينما هو فَظل ينظر لها وهو يبتسم، كان يشعر أن روحه ترفرف في السماء بإنطلاق.
**************
ببنما بعد وقت وقد وصلوا الجميع إلي الإسكندرية.
حسام وهو ينزل من السيارة ويقفل الباب خلفه: يلا وصلنا
تميم بزهق: يلا يا سيدي، لما نشوف أخرتها
ضحكت نور وهي تقول لهم: والله حاسه ان هنا هتطردنا من البيت.
عدل لياقة قميصه بغرور وقال: عيب عليكِ
نور وقد تذكرت شيء هام: لمؤخذة بس هو انت هتروح تطلب البت من نفسها كده؟! مش المفروض يكون حد من اهلها موجود.
حسام: ما انا اتصلت بوالدتها و والدها وأتفقت إنهم يروحوا عند هنا، وهما حاليًا فوق اصلًا.
تميم وهو يغمز له بمشاكسة: يعني قايل للكل ومظبط الدنيا، باين عليك واقع اووي
ضحك حسام وقال: يعني مش اووى
نور بسخرية وهي تقاطع ضحكهم: واضح إنه قال للعيلة كلها ونسي يقول للعروسة.
حيتم بحنق: يووه أقعدي بقى متقفلهاش في وشي
تميم بزهق وهو يقترب لباب المنزل: ما تخلصوا خبطوا
بعدته واقتربت هي من الباب وهي تستعد ان تترك الباب:أوعى بس كده يا عسل منك ليه.
دقت علي الباب بعض التراكات حتى سمعت صوت يصيح من الداخل.
– مين تاني؟
تافئفت وهي تتمتم بضيق: هو شكله يوم مش معدي انا عارفة
أنهت كلماتها وهي تفتح لهم الباب.
نور بفرحة: حبيبي حبيبي.
صرخت الأخرى بفرحة شديدة و عانقتها بشوق، لكن بين ذاك السلام وقفت هنا وقد لاحظت أخيرًا بوجود تميم وحسام!
شاورت على الرجال وهي تتسأل بتعجب: أي ده؟!!
أبتسمت نور بسمة غبيه وهي تنظر لتميم وحسام: دول، دول…آه ده أبن عمي وجوزي مش حد غريب يعني، ادخلوا يا اشباب بيتكم برضة.
ركضت للداخل بسرعة قبل أن ترد هنا، وتبعها حسام وتميم، بينما هي فَظلت تنظر لهم ببلاه وفم مفتوح ايضًا ، حتى خرجت من صدمتها و تابعتهم للصالون.
رحبوا بالجميع حتى سكنت الأجواء وظل الجميع ينظر لبعضه، فَهم ينتظرون أن حد منهم يبدأ الحديث، كسر حسام ذاك الصمت وهو يقول بجدية: طب يا عمي انا طالب أيد بنت حضرتك هنا، أي رأيك؟
حسن(والد هنا): وانت شوفت هنا فين؟ او اتعرفت عليها فين؟
حسام بأدب: شوفتها يوم فرح نور يا عمي
حسن: طب بتشتغل إيه؟ خريج إية؟ عندك شقه فين؟ عيلتك فين اصلًا؟ انت يابني يعتبر جاي ومعاك صحابك مش اهلك، ده مع احترامي ليكم طبعًا.
تنحنح تميم ثم تدخل في الحديث بأحترام: انا يا عمي أكون أبن عمه الكبير، واللي هيحصل أنهاردة هتكون قعده تعارف بأذن الله، ولو في قبول هنزور حضرتك بالعيلة كلها في أقرب وقت، بس يعني احنا أنهاردة بندردش بس وحابين نعرف رأي حضرنك المبدائي، ورأي العروسة طبعًا.
حسن بقتناع: كلام معقول يبني .
واصل زين وهو يقول بلباقة:وبالنسبه لأسئلة حضرتك، فَ انا خريج تجارة أنجليزي وماسك مع أبويا شغل شركتنا في القاهرة، هي شركة معمار، شركة الدهشان متهيألي محدش ميعرفهاش، وعندي شقة هنا في أسكندرية قريبة من محطة الرمل، و والدتي تكون ست بيت مصرية، وسني25 سنة، وتقريبًا انتوا عرفين أني من عيلة الدهشان.
تدخلت نزر في الحديث لكي تغير هذه الأجواء الرسمية.
– والله عريس ما فيه غلطة، تعرفي انا لو منك يا هنا مسبهوش ابدًا.
واجهت حدثها لحسام و واصلت:بس خلي بالك عروستنا طبعها حامي حبتين.
حسام بضحك: الله يكرمك يا نور، أول مرة تقولي عليا حاجة عدله.
تميم ببتسامة: ها أي رأيك يا عمي.
حسن وهو يوجه حديثه لحسام: بصراحة يا بني انت شاب ممتاز لأي بنت، وانا موافق معنديش مانع على طلبك.
حسام وهو ينظر لوالدة هنا: ها أي رأيك يا طنط؟
سعاد(والدتها): وانا كمان يا حبيبي موافقة، بس القرار يرجع لهنا.
بدلت نظراتها إلى هنا وسألتها: ها أي رأيك يا هنا؟
هنا بسخرية: رأيي!! لية هو الكلام الحلو ده كله كان علياا!!
سعاد بفرحة: ايوا يا حببتي، ها نقول على بركة الله يا عروستنا؟
لم تنتظر نور أجابة هنا، ونهضت وهي تزغرط: لوووووووولي مبرورك يا عرسان.
نهضت هنا بتعجب من أفعالهم، وصرخت بهم:….
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)