رواية هذا ليس عالمي الفصل الخامس عشر 15 بقلم نورا سعد
رواية هذا ليس عالمي الجزء الخامس عشر
رواية هذا ليس عالمي البارت الخامس عشر
رواية هذا ليس عالمي الحلقة الخامسة عشر
– ممكن أفهم إيه اللي كان بيحصل تحت ده؟
هكذا صاح عليها تميم وهو في غرفتهم، أجابته نور قائلة:
– إيه اللي كان بيحصل؟!
كان يلهث بعنف، والغضب متملك منه، هدأ نفسه بعض الشيء ثم قال بتساؤل: يعني ممكن أفهم إيه اللي كان بيضحك أوي كده؟!
تعجبت من حالته ذاك فتسألت هي الأخرى بتعجب: في إيه يا تميم مالك؟! كنا بنتكلم في حاجة وضحكنا، إيه هو حرام يعني!
لم يستطع أن يتحكم في غضبه أكثر من ذَلك فصاح بها غاضبًا حتى نفرت عروق يده: لا مش حرام يا مدام يا محترمة، بس مينفعش واحدة محترمة تقعد مع واحد كده وتضحك وتهزر معاه ولا كأنك قاعدة في كباريه.
صُدمت من ما سمعته للتو، رددت ما قاله للتو بهدوء وتعجب: كباريه! وواحد غريب!
واصلت وهي تصيح بهِ بعصبية: أنت مستوعب أنت بتقول إيه؟!! أنا كنت قاعدة مع بنات عمي وحسام يكون ابن عمي وأنا مهزرتش معاه بتجاوز يا تميم، يعني مكنتش قاعدة وبهزر معاه لوحدنا مثلًا عشان العصبية دي كله
أخذت نفس ثم أاقتربت منه بهدوء وطوقت وجهه بين يديها بحنان ثم تحدثت وهي تنظر في عينيه: بص يا حبيبي بقى، أنت لازم تمسك نفسك كده مش أي كلمة من أي حد تخليك عصبي بالشكل ده، ولازم تثق فيا شوية، وأكيد يعني أنا مش هعمل حاجة غلط، وأنا فاهمة كويس إنك بتغير عليا وأنا أوعدك أني عمري ما ههز ثقتك فيا أبدًا
تنفس بعنف ثم جذبها لحضنه بتملك شديد وهتف: آسف أنا آسف بجد، بس.. بس حقيقي مستحملتش أن حد يقول عليكي كلمة واحدة، أو إن حد يقولي الحق مراتك عمالة تضحك مع راجل، دمي فار يا نور و مشوفتش قدامي.
أخذ نفسه بعنف ثم واصل: أنا أسف أني عليت صوتي عليكي.
لم يصدر منها أي رد بل اكتفت بدفن رأسها في حضنه دقائق مَرت عليهم هكذا حتي قطع الصمت صوت تميم وهو يخرجها من حضنه بهدوء و يقول لها: نور صحيح أنتِ هتعملي إيه في الجامعة؟
-فكرتني صحيح يا تميم، أنا بقالي كتير أوي مش بروح وفي بلاوي فاتتني هنا مش عارفة هلمها أزاي
-: طب بصي هقولك على رأي و براحتك حبيتي تعملي بيه ماشي مش حابة خلاص، أيه رأيك تأجلي السنة دي؟ لو مش عايزة خلاص أنسي أني قولتلك
ردت له بحنان: أنا فعلًا كنت هفكر في كده
جذبها لأحضانه من جديد وهمس لها: أنا عارف إنك بتحبي جامعتك وإن دي كانت حلمك، بس صدقيني ده حل مناسب ليكي دلوقت ولو مش عايزة خلاص أنزلي أنا مش همانع خالص
همست من بين أحضانه: لا خلاص قدملي طلب تأجيل، كمان اللي فاتني كتير مش هعرف ألمه أصلًا.
ابتسم براحة ثم رفع رأسها بأنامله واقترب منها برقة: طب ممكن أصالحك
شعرت أنها تخدرت بسبب نظراته لها وقربه الشديد منها، همست بدون وعي: هاا
تميم وقد كاد أن يقبلّها: أنا أس*
– تم، أحم أنا أسفة
كور يده بغضب ثم هتف بعصبية: يادي النيلة على أم البوسة اللي مش عارف اتنيل أخدها.
ضحكت بشده وهي تبتعد عنه وتقول: إيه يا زهرا كنتي عايزة حاجة
حُرجت زهرا بسبب ذاك الموقف فقالت بحرج شديد: أنا أنا كنت جاية أسأل أبيه تميم عمل إيه في موضوع الجامعة نفع إني أقدم دلوقت؟
بينما تميم فظل يتنفس زفيرًا وشهيقًا حتى هدأ بعض الشيء وقال: آه يا زهرا، صحيح كان الموضوع صعب شوية بسبب إن السنة الدراسية بدأت أصلًا، بس في ناس حبايبي هنا خلصوا الورق وكنت هاجي أقولك إنك تقدري تنزلي محاضراتك من بكرا، كلية تجارة
تهللت ملامح زهرا بشدة فهتفت بسعادة: بجد، أنا أنا بجد متشكرة أووي
نهت زهرا جملتها ثم هرولت نحوها وعانقها بسعادة وهي تقول لها: براڤو عليكي يا زهورتي، أيوا كده.
بادلتها العناق، وظلوا يثرثرون بينما تميم تركهم ورحل من الغرفة بعصبية.
**************
NORA SAAD
مَرت ثلاث شهور تأقلمت فيهم نور على العيش وسط تَلك العائلة، ثلاث شهور ما بين مشاجرات نور وأميرة وسمية التي لا تنتهي ولكن في نهاية الأمر تنتهي بهم بخلاف بسيط، حيث طلبت نور من تميم أن لا يدخل بينهم وأن تلك المشاجرات لم تكن غير كيد نساء وهو وافقها بالفعل ولكن أخبرها أنه إذا تجاوز أحد منهم المدى معها سوف يتدخل ولن يرحم أحد، وزهرا بدأت تدرس في كلية تجارة بالفعل، بينما صالح كان يتابع الشركة في القاهرة بدلًا من تميم، وتميم يمسك الشركة فرع الصعيد، و الجد يدير مصانع الصعيد كما هو، أما زهرا فمنذُ زفاف نور وهي تعيش في ملكوتها الخاص، أصبحت تخرج كثيرًا بسبب وبدون سبب؛ ولم يهتم لها أحد بأين تذهب…
**************
في أحد المنازل في الصعيد.
– ها يا حبيبي أعملك وكل إيه النهاردة؟
حاتم وهو يأخذ التيشرت الخاص به من أعلى الفراش: أنتي قاعدة النهاردة لحد بليل يا حبيبتي؟
زهرا وهي ترتدي ملابسها أيضًا: اه يا حبيبي، معرفاهم في البيت إني عندي محاضرات لحد الساعة 5 يعني قاعدة معاك طول اليوم
حاتم: طب معاكي فلوس عاد؟
زهرا وهي تخرج نقود من حقيبتها: اه معاي 300 جنيه أهم، كنت هجيب بيهم كتب
حاتم بحزن مصطنع: لااه، خلاص بقي عشان كتُبك
زهرا سريعًا: لااه لاااه، خدهم مش مشكلة، أني هتصرف وأبقي أخد فلوس غيرهم أي يوم تاني، خدهم أنت بس وخليهم مصاريف معاك
حاتم وهو يأخذ منها النقود: ماشي يا حبيبتي اللي تشوفيه.
زهرا: قولي يا حاتم عملت إيه في موضوع المشروع اللي قولتلي عليه؟
حاتم: أهو بدرس الموضوع لسه، روحي يلا أعملي الوكل لحسن أني جعان جووي
زهرا وهي تقبله من جبينه: حاضر قايمه اهااا
**************
بينما عند تميم في المنزل.
نور برجاء: وحياتي يا تميم، وحياتي سبني أنا اللي أروح أجيب زينة
تميم بزهق: يا نور بقالك يومين بتزني قولتلك هبعتلها عربية تجبها على هنا
نور بزعل: يووه يعني فيها إيه لما أروح أجبها أنا، المحطة جمب البيت أصلًا، هو أنا صغيرة يا تميم.
ثم واصلت برجاء: والنبي بقى هجبها ونفطر ونيجي على طول.
تميم بزهق: يخرب بيت زنك، والله اتنين مجانين واتلموا علي بعض، هو كان هيحصل إيه يعني لْـۆ جت مع حسام في العربية من الأول، ولا لازم يعني تيجي في القطر
نور برجاء وزعل: خلص بقى وافق، بص بص هتوافق اهو، هتوافق هتوافق، هتطلع من عينك اهو، اهو بص هت*
تميم و هو يصرخ في وجهها: خلاص اسكتي موافق، صدعتيني.
نور وهي تقفز بفرحة مثل الأطفال: هيههه وافق
ركضت إليه بسرعة وقبلته علي وجنتيه وهمست في أذنه: ميرسي يا تيمو
بينما تميم صُدم من رد فعلها: بتت بتت تعالي هنا.
تقدمت نحوه وقالت: إيه؟
وضع يده مكان القُبلة وقال: هو إيه اللي حصل دلوقت؟!
نور ببراءة: بوستك بس
لم يرد عليها بل كان رد فعل تميم أن جذبها لحضنه ويدفن وجهه في عنقها.
تميم بهمس: ده على كده بقي أوافق على كل طلباتك بعد كده.
همست وهي بين أحضانه: شكرًا على كل حاجة.
تميم وهو يخرجها من بين أحضانه، ويتأمل ملامحها التي أسرته وأسرت قلبه أيضًا: شكرًا إنك في حياتي.
**************
مَرت الساعات وجاء وقت وصول القطار الذي آتيه بهِ زينة.
تميم بقلق: نور خلي بالك من نفسك، تاكلوا وتيجوا على طول ماشي
نور وهي تُقبل جبينه بحب: متخفش بقى يلا باي.
تميم بقلق: باي
خرجت واتجهت نحو محطة القطار.
نور: ألو يا زفتة أنتي فين؟
…..
– طب يلا أنا برا مستنياكي.
…………
خرجت زينة من محطة القطار، حتى لمحت نور ركضت نحوها سريعًا وهي تصرخ بفرحة: حبيبي وحشتيناااااي
نور وهي تعانقها: قلباااااي، لا بجد بجد كان ليكي وحشة، وحشتيني أووي يا بت
زينة وهي تبادلها العناق: وأنتي أكتر والله
انتهوا من السلامات حتى قالت زينة: يلا بقى على عربية الفول عشان أنا هموت من الجوع.
نور بيأس: يووه برضه عربية فول يا زينة، أخلصي بقى وتعالي ناكل أي حاجة تاني.
زينة بتصميم: ولو لو، هو فول يعني فول.
نور بحماس عكس ما كانت عليه مُنذ خمس ثواني فقط: إذا كان كده بقى، فَ بينا على عم سيد اللي قدام الجامعة، أما عم سيد ده يا بت يا زينة عليه شوية فول إيه عنب، يلا الله يمسيه بالخير بقى بقالي كتير مشوفتوش.
زينة بحماس: ايواا بقى يلا بينا يا معلم
وصلوا إلى تلك العربة وجلسوا يتناولون الأفطار عليها بنهم شديد.
زينة وهي تأكل بشراهة: بس تصدقي الفول لا يعلى عليه فعلًا
نور وهي تأكل بنهم قطعة البصل التي في يدها: حصل وبشدة الحقيقة
انهوا طعامهم و صعدوا للسيارة مُتجهين إلى المنزل.
زينة بقلق: بت يا نور هو في عربية ماشية ورانا ولا أنا بيتهيألي
نور وهي تقود السيارة وتنظر في المرآه: أحمم، تقريبًا يعني آه
زينة بصراخ: حاسبي يا نورر، دول بيزنقوا عليكي
نور وهي تنحرف الجهة الأخرى بسرعة شديدة: أحية أحية، هنموت يا بنت الفقرية
زينة بصراخ يصم الأُذن:حسباااااااااي
و في ثواني كانت السيارة الأخرى تحاصر سيارة نور ، ولسوء حظ الفتاتان أن ذَلك الشارع لم يكن بهِ أي مارة، هبط بعض الرجال المُسلحين من السيارة الأخرى، وأقترب رجل من سيارة نور وفتح لهم الباب وهو يقول بنبرة مرعبة: أنزلوا من غير ولا كلمة
زينة وهي تهبط من السيارة مع الرجل بخوف: اهدى بس. كده وصلي على النبي
الرجل وهو يمسكها من ذراعها و يشير لنور لكي تهبط هي الأخرى: أخرسي
نور بخوف وهي تنظر لباقي الرجال المُسلحين: اهدوا بس و متعصبوش نفسكم وإحنا هنمشي معاكم بكرامتنا اه وال**
لم تستطع إكمال حديثها بسبب ذَلك الرجل الذي أتى من خلفها وكتم أنفاسها وقبل أن تصرخ زينة كان رَجل أخر يكتم أنفاسها هي الأخرى، حملوا الفتاتان إلى السيارة وانطلقوا بهم بسرعة كبيرة إلى مكان ما.
**************
في المساء في المنزل.
تميم بصراخ هز جدران المنزل: يعني إيه، يعني هتكون راحت فين؟
الرجال بخوف: والله يا باشا قلبنا عليهم البلد كلاتها ملهمش أيتها أثر.
سمية بخوف من حالته، فَهو منُذ الصباح وهو هائج هكذا: اهدى بس، أكيد جاية دلوقت
حسام وهو يأخذ نفسه بعنف: ألحق يا تميم مصيبة
تميم بانتباه: إيه؟
حسام: لقيت عربية نور في طريق** والطريق هناك مقطوع، شكلهم اتخطفوا يا تميم
تميم بصدمة**
…
#NORA_SAAD
**************
تفتكروا مين اللي خطف نور وزينة؟!
تميم هيوصل للي خطفهم؟!
زهرا أتجوزت حاتم بالفعل تفتكروا هي دي الخطة بتاعة حاتم، إنه يتجوزها وياخد فلوس منها ولا حاجة تاني؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا ليس عالمي)