رواية هذا المصير الفصل الثالث عشر 13 بقلم مريم السيد
رواية هذا المصير الجزء الثالث عشر
رواية هذا المصير البارت الثالث عشر
رواية هذا المصير الحلقة الثالثة عشر
←الحلقة الثالثة عشر.
←هذا المصير <في حبك أدمنت>
-مريم السيِّد.
عنوان الحلقة <نادني بالدعسوقة فناديتهُ بالفأر>
الرسالة الثانية:
مرحبًا حبيبي، اعلم إنّك قد نسيتني، بالطبع عليك نسياني فأنت لا تبالي لي ولو مره!
أكتب اليوم حتى أخبرك إنني سئمت وأنتَ بعيدًا عنّي، أشعرُ وكأنّ روحي سلبت منّي وذهبت إليك، عد لي واعد لي روحي، فؤادي يشتاق لفؤادك، حتّى عقلي أصبح متعب من التفكير بكَ، طيفك لا يتركني، والذكريات لا تفارقني… عُد لي يا حبيبي، عد لي حتى لو أصدقاء.
<مريم السيِّد’دُوكــــشـــــا’>
إختفت إبتسامتهم، وأختفى املها فيه، نظرت له بكسره وهي تسمع ما قاله صديقه منذ قليل، نهضت من مكانها قائلة بعتاب وحزن:
-أنتَ مش ملزم ولا أنا ملزمة أكمل في حاجة انتَ مش مرتاح فيها و…
قاطع حديثها بضجر قائلاً:
-أه كمّلي وإيه تاني!!… تفتكري يعني ممكن عادي اقولك وانا موافق على إلّي بتقوليه!
أكمل بضيق وكإنّه يحارب قلبهُ ومجبر على الكذب لعدم كسر قلبها مثل قلبهُ… قائلاً:
-أنا جاي بمزاجي وجيتلك بمزاجي و…
“لأ كداب أنتَ جيت علشان طنط أجبرتك على ده!”
قالتها بحسره والدموع تترقرق في عينيها، ثمّ أكملت بضيق وهي تحاول السيطرة على بكائها، ومن داخلها تحمد على خروج والدتها لجلب أشياء للمنزل:
-أنتَ عمرك ما حبتني ولا هتحبني، ولا عمرك حسيت بيا ولا حسيت بإهتمامي ليك يا عُدَي، العيلة كلها ومامتك لاحظوا حبي ليك، وأنتَ كنت بتكابر ومتجاهل مشاعري، حبّيتك أكتر من نفسي، كنت بحاول أبقى زي البنات الي بتحلم بيا، لبس وجمال بس معرفتش، اتعلمت الأكل الي بتحبه، حبيت الاكل الي بتحبه الي أنا مش بميل ليه… حبيت كل حاجه حتى لو كنت مبحبهاش، بس أنت مجيتش مره تحاول ولا تكلمني أو حتى تفهمني إنه قلبك مش بين أيديك، لكن كابرت واتجاهلت وخليتني احبك أكتر وأكتر!!
مسحت دموعها ثمّ اردفت بنبرة عكس الذي داخلها قائلة:
-بس عموما أنا مش زعلانه، بس زعلانه اني حاولت علشانك يا عُدَي وأنتَ متستاهلش….انا عمري ما هبقى البنت الي بتتمناها ولا هبقى زيهم، لا هغير من نفسي ولا هغير من شكلي الي أنا كنت معجبه بيه قبل ما احبك، بس كتعليم وكثقافة فـ أنا أفضل منهم ومنك.
ثمّ أكملت بسخرية قائلة:
-ومتقلقش أنا مش هقولهم على حاجه، أنتَ إبن عمّي وسرك في بير ومش هنسى إنّنا صحاب قبل عيال عم، ولما تيجي ماما هقولها أنا الي مش موافقه علشان طنط متزعلش منك.
كادَ أن يتكلم أو يشرح ما في عقله وليس قلبهُ، لكن صدمه ردة فعلها وهي تنهض من مجلسها متجه نحو الباب تقف بجانبهُ قائلة متصنعة الإبتسامة والامبالاة:
-نورت يا إبن عمّي، ومتنساش تسلملي على طنط.
لم يتحدث بأي كلمة، كإنّه كالصنم والأصم، لا يجيد الحروف والكلام، أومأ رأسه بيأس على إصرارها ورحل دون أي حديث آخر بينهم، أغلقت الباب وكإنها أغلقت الأمل وفتحت التعاسة من جديد، تتفاجأ من دموعها التي لم تسقط بعد، وكإنها جفّت وإكتفت وحينها يأتي مقطع موسيقيا يقول “جفّ البكاء معدش باقي في عيني أي شئ”
••^^••^^••
سأرحل واترك شيئًا لكم، عبارة عن ذكرى تصبّركم، حياتي ستكمل إن رحلت، وجودي بين أوطاني لم يجد نفعًا، فوطني تفيد الغريب الأجنبي أما عن بناتها واولادها فهي خانت أملهم.
أقفُ بين رحيلي وبين وجودي وسطهم، تتجمع الدموع في عيني، فتكاد أن تمطر ولكنّي جفّيتها، أقتربت من “والدي” وأنا أتمسك بهِ بشده، الأمر بيدي لكن مستقبلي بيد الغربة، قمت بتوديع عائلتي التي تعني كل شئ بالنسبه لي، وصلت إلى باب المغادرة لكنّي توقفت حين وجدتّه مازال واقفًا رغم رحيل الجميع، تركت حقائبي جانبًا وأقتربت منه بعض بوصات، كدت أن اتحدث لكنّه فاجئني وهو يحتضنني بشده كالطفل الصغير الذي يتمسك بلعبته المفضله، ولأول مرّة ارى دموع رجل الذي الكتب والتاريخ تحدثّت عن جمودهم وقوة صلابة قلوبهم، أردفَ بين دموعه:
-ملناش مدة نعرف بعض وصدفة لقانا مكنتش كويسة، بس أنا المرادي بتنازل عن غروري وبرودي وبقولك متمشيش يا مريم.
أكملَ وهو يبتعد عنّي ويمسح دموعه:
-ناس كتيرة بعدت عنها ومكنتش بندم عليها، بس أنك تسافري ده الشئ الوحيد الي ندمت عليه… فكري تاني يا مريم علشان خاطري.
كنت أتمنى لو أتراجع بكل ما خططت به، لاكن الآن لا محال من أي شئ، ربتت على ظهر كفهِ قائلة:
-هجيلكم في السنة مࢪتين يا محمد يعني مش هطول والله، وغلاوتي عندك ما تبصليش كده ولا تقولي حاجه تاني، خليني اسافر وأنا مرتاحه ومشيلش ذنب حد.
تصنّع الإبتسام وقام بشدها بين احضانه وكإنّة يودعها وداع الآخير، ابتعدت عنه بعض بوصات ثم قلت بحب:
-أنا لازم امشي وخلي بالك من رشا وسيد و الكلبوب الصغنن.
اومأ رأسهُ بإيجاب ولوّح بيديه عندما إقتربت من حافة المغادرة.
★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★
مرّ إسبوعين وكانت العائلة تشتاق لإبنتهم المتغرّبة، امسكَ هاتفه وهو يرسل بعض الرسائل لها، ولا يجد أي رد منها، وهذا ما يقلقه عليها، وفي الجهة الأخرى اجلس مع صديقة جديدة أسمها “ريڤانا” اصلها ياباني من امها لكن جنسيتها تركي لأصل والدها، أمسك هاتفي الذي خطّي توقف عن الإتصال ولا توجد به شبكة أيضا،زفرت بضيق ثم أردفت قائلة بالتركي:
-لقد سئمت لا اعلم ماذا افعل، عائلتي قلقة علي جدًّا، مرّ إسبوعان وأنا قاطعة الإتصال عنهم.
بينما كنت اتحدث كانت “ريڤانا” شاردة بعض الشئ، وكزت كتفها قائلة بضيق:
-اتحدث معك وأنتِ شاردة تبا لك!!
هزّت رأسها بنفي قائلة وهي تبرر موقفها:
-ليس كذلك… لكنّي كنت أفكّر كيف الخط لديكي يقفل اتصال هاتفيا ورسائل، يمكن أن يغلق هاتفيا لكن كيف رسائل؟
شردت قليلا مثلها في هذا الامر ثم هتفت قائلة:
-بالفعل كيف هذا؟… إبن عمي عندما كان يسافر كان يتابع معنا رسائل الكترونيه لكن اتصال كان عليك ان تدفعي بعض المال اول تشتري خط دولي!!
نظرت “ريڤانا” لي بطرف عينيها قائلة:
-لديكي شخص واحد فقط يمكنه حل هذه المشكله لكِ!
نظرت لها بتساؤل ففهمت مقصدها قائلة:
-لا تخبريني الذي يخطر في بالك، سأمزقكك إربا صدقيني!!
ضحكت وكانت تتعالى ضحكاتها قائلة:
-وما المشكله إن تحدثتي معهُ، عليكي التجربة لا يحدث شئ صدقيني!!
نهضت من مكاني وانا اتجه نحو الحمام، اومأت رأسي بنفي قائلة بأصرار:
-لا يحدث بتاتا، كيف لي الحديث مع هذا الطويل الذي يشبه محطة الإنفاق.
أهديني الباقة واكسب قلبي البرئ..
فأنا في حب الفراشات مائلة..
وأمدح في رقتي حتى لو كان كذبًا..
فعليك أن تراني،ليس كما يراني الجميع..
-مَـرْيَـمْ الـسَـيِّـدْ||دُوكْــــشَـــــا. ♡
نظرَ لي وهو يبتسم بسخرية قائلاً:
-ايعقل أن المصرية تتحدث معي اليوم وتريد مساعدتي!
نظرت إلى “ريڤانا” بتوعد ثم وجهت نظري إليه وانا اتصنع اللطف:
-أرأيت أيها التركي، أنا اليوم المصرية تريد مساعدتك.
ابتسم بخبث ثم قال بسخرية:
-أرى إنّكِ تستهزئين بإنني تركي؟!!
قلت ببرود:
-أيعقل أن استهزأ بالتركيين، لكني متفاجئة كيف لوجهك هذا جنسيته تركي!!
نظر لي بضجر:
-وما بهِ وجهي أيتها الدعسوقة!!
“يشبة الفأر الذي نصطاده ونغرقهُ في الماء حتى يموت”
تفوهت بها وأنا انظر له بشرار، لكن إختفت هذه النظره عندما وكزتني “ريڤانا” في قدمي، فتغيّرت نبرة صوتي من سخريّة إلى جدّية قائلة:
-أريد منك شئ إن سخرت عليّ سارحل وإن وافقت لن أنسى لكَ هذا الجميل!
إبتسم ببرود قائلاً:
-سافعل هذا لأجل إنني من عشّاق المصريين، لاكن لا تعتادي على ذلك، لإنّه المره القادمه لن أساعدك في شئ.
زفرت بضيق ثمّ اضفت بضجر قائلة:
-حسنًا لم اطلب منك المرة القادمه لكن ساعدني.
أومأ رأسة بإيجاب ودلفتُ أنا لهُ اشرح مشكلتي… بعد نصف ساعة أردفَ قائلاً بطريقة عمليّة:
-إنظري، خطّك هذا كان عليك تفعيله قبل مجيئك إلى هنا، وغير ذلك فأنتِ لم تسجليه بأسمك أو ببطاقتك القومية، فهذا صعب علينا قليلاً.
نظرت له بيأس قائلة:
-وما الحل الآن صعب شراء خط جديد وكل عملي وعائلتي وأصدقائي على هذا الخط.
أضاف على حديثي وكانت نبرتهُ مطمنه بعض الشئ:
-حسنا لا تقلقي يمكنني حل هذه المشكله حسنا… لكن اولاً هل تريدين شراء خط دولي أم تريدين الإكمال بهذا الخط؟
-لا لا، أريد خطي القديم فكما اخبرتك صعب جدا تغييره!
-حسنًا غدًا سيكون تفاعل خطّك.
كدت شكرهُ لكن صدمني قولهُ وهو ينهض من مجلسهِ ويردف ببرود قائلاً:
-لا تثرثرين كثيرًا حسنا…. ولا اريد رؤية وجهك مره اخرى أيتها الدعسوقة!!
كدت أن أتحدث لكن من أسكتني صديقتي “ريڤانا” وهي تردف قائلة بود:
-بالطبع سيكون آخر مرة الحديث معك “مالك”.
رحل وإختفى عن نظرنا، أمّا عنّي فكنت أنظر لهُ بشرار، لو كانت عيناي تقتل لكانت مزّقت جسدهُ إربًا.
♡>•<♡>•<♡>•<♡>•<♡>•<♡>•<♡>•<♡
عندما لمحُها ولمح أثرها في المكان، إزداد الشرر في عينيه، فمن قبل كانت تود التقرب من صديقة وإبن عمته، وفي النهاية أتهمته هي بالإجرام، كان يود لو كان إمرأه وأعطاها درسًا وألقنها ضربًا لتتعلم أن ليس كُل شئ على مزاجُها.
” بس إنتوا غلطتوا في حق ابن عمتي جامد، ومش بالساهل ينسى إلي حصل ولا يسامح”
هتف بها “أحمد دوكشا” بضجر وهو ينظر لـ “نبيل” وكإنّة يود أيضًا ضربهُ، في الطرف الآخر كان يحاول تهدأة النفوس وصلح الامور بين إبن زوجة أخيه وابن أخيه عن ما حدث من قبل….
إقترب “مهدي” من “محمد” وهو يربت على كتفهِ بحب، ثمّ أردفَ بوجهٍ بشوش وهو يدلف نظرهُ نحو “دوكشا” :
-فعلاً الموضوع ميتنساش، بس المسامح كريم، وعيب ولاد العيله يبقوا شايلين من بعضهم، وإحنا جبنا بنتنا وابننا يعتذروا ليه.
-ده رسمي هيعتذروا ليه، علشان ده مش سوء تفاهم، لإنه كان لازم تفهموا الاول كلام مريم وإنّه بنتكم الغلطانه، لاكن لأ محصلش أي حاجه من دول، دي بجحت وإتهمت إبن عمتي إنه هو الي بيحاول يكلمها و….
قاطع حديثهُ “محمد” وهو يردف بضجر:
-أنا مسامح وحصل خير محصلش حاجه ولو على نبيل فهو اخويا الكبير وكان بيحاسبني ومش هعاتبه على كلامه لإنّه حقه يعمل كده وأكتر، أمّا عنها فياريت تتغير بعد الّي عملته.
طالعهُ “دوكشا” بضجر وضيق كاد ان يربحهُ ضربًا على مقاطعة حديثه، لكنّة أصر الصمت حتى ينتهي هذا المجلس اللعين، نهضَ أيّوب وخلفهِ ابنتهِ “رحمة” وأبنهُ الكبير”نبيل”، إقترب بأولاده من “محمد” قائلاً بود:
-وأهو يا سيدي نبيل ورحمة بيعتذرولك.
تقدّم نبيل بابتسامة وهو محرج على ما فعلهُ في هذا المذنب قائلاً:
-حقّك عليا يا محمد، بس واللة كنت مصدوم، وهات رأسك ابوسها أهي يعم.
وبالفعل إقترب منه قبّل فروة رأسهُ بحب، بينما اردفَ “محمد” بقبل عذرهُ قائلاً بـ بسمة:
-اخويا الكبير وكان بيحاسبني مفيش حاجة حصلت عادي.
وفي الجهة الأخرى أقتربت منه وهي تتصنع الخجل والحرج المصطنع، مدّت يديها قائلة:
-أنا أسفة عن إلّي حصل وصدقني هتغيّر.
وضعَ يديه خلفهُ وكانّة يود قول “لا أصافح النساء الأفعيات” فأختصر قائلاً بـ بسمة مصطنعة:
-مش بسلّم على ستات معلش، ومقبول أسفك أنتِ أختي الصغيرة وأكيد مكنتيش في وعيك.
أعادت يديها في موضعها الطبيعي وهي تتصنع الإبتسامة، أمّا عن داخلها فهي نار تتوهج غضبًا على ما فعلهُ منذ قليل، ورفض الحديث معها من قبل.
إقتربت “رشا” قائلة بود:
-دولا اخوات يا حج أيّوب واكيد مفيش زعل بينهم.
إقترب “أيّوب” من أخيه “سيد” بعدما أومأ بإيجاب لزوجة أخيه، ومعه أخيه “مهدي”، أردفَ قائلاً:
-حقّك علينا أنتَ كمان يا سيد، وياريت تبلّغ مريم سلامنا، علشان بنتواصل معاها مبتردش، لو عاملة حظر تواصل خليها تفكّة إحنا عما….
” مريم مش قليلة أصل ولا قليلة زوق علشان تعمل كده!! ”
هتفَ بها “محمد” بضجر، ثمّ أكمل بضجر:
-الفكرة بس إنّه مريم خطها وقف ومش عارفة تتواصل مع حد فينا إحنا كمان.
أومأ “أيّوب” رأسهُ بإيجاب، ثم أكمل مبتسمًا لتوضيح الأمور على أصح:
-يا إبني مقصدش، كل الحكاية مريم زعلانه مننا، فقلت زيادة تأكيد انها معملتش كده، عموما إحنا هنتابع على تواصل معاها…
ثمّ أكمل وهم يدلفون للرحيل:
-نستأذن إحنا بقى علشان الوقت اتأخر ومعانا مصالح الصبح.
حاول اخيهم “سيد” بالبقاء قليلاً، لكنهم أصرّوا الرحيل لمصالحهم،رحل الجميع وبقى “أحمد” و”محمد” في البلكونه بعدما دلفت”رشا” و معها”سيد” للداخل، واخيه الصغير الذي كان نائمٌ من البداية، ودلفوا هما نحو الشرفة للحديث قليلاً، وكزَ “محمد” “أحمد” بمشاكسة وهو يقول غامزًا بطرف عينيه:
-بقى كده يفواز أهون أعليك تبقى قالبلي وشّك.
لا يبالي له الجالس بينما أكمل “محمد” قائلاً بتمثيل مقلدًّا نبرة أنوثية بعض الشئ:
-أهون عليك يراجل!!
لم يستطع “دوكشا” المقاومة أكثر، فقهقهَ ضاحكًا قائلاً وهو يقترب منهُ ويغمز بأحد طرفيه:
-ما تيجي تصالحيني يقلب فوّاز!!
أبعدهُ “محمد” عنه حتّى سقط محمد الذي كانت تزداد ضحكاته بينما “محمد” ينظر لهُ بضجر قائلاً:
-في إيه يلاه!!… هو الجفاف العاطفي هييجي عليّا أنا ولا إيه؟؟!
عقّبَ على حديثهُ قائلاً:
-أه والله اخوك عاوز يتجوّز هفضل لحد كده إمتى؟!!
ثمّ اكمل وهو يمثّل مشهد حزين:
-الفلوس طلعت بتعمل حاجات كتيرة يلاه يا محمد.
ضحكَ “محمد” على حديث إبن خالهُ، وظلّ يمزحان على حديثهما.
في الجانب الآخر شخصٌ من قلّة احداثه لم نتحدث عنه بعد، شخصٌ يمكن أن نقول غير الأبطال ويمر بأسوأ اللحظات، كان صوت “فيروز” يملأ سيارته وانغامها الهادئة وهي تقول “إذا رجعت بجن وإن تركتَك بشقى، لا قدرانِة فِل ولا قدرانة إبقى”
مسكَ هاتفهُ عندما وجدَ إتّصال من والده، اجاب بحنان قائلاً:
-ايوه ياحج داخِل عليكم أهو.
أغلق مع والده وكادَ أن يتّجه الطريق المختصر لدى منزلهُ، لكنّهُ توقّفَ جامدًا، حين وجد جسدها وروحها وملامحها واقفة أمامه تصرخ في وجهه على قيادتهُ الغبية.
يقف متجمّدًا على ما يراه، كيف ومليون كيف، كيفَ تقف أمامه وهو من وضعها بين التراب بيديه؟
★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★ ★
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هذا المصير)