رواية هجران رحيل الفصل الثالث 3 بقلم شامة الشعراوي
رواية هجران رحيل الجزء الثالث
رواية هجران رحيل البارت الثالث
رواية هجران رحيل الحلقة الثالثة
ذات يومٍ
جاء “مازن” من مقر العمل بعد يوم طويل مليئ بالجهد والأرهاق، فولج إلى المطبخ فرأى زوجة عمهِ تحضر وجبات الغداء، فقال مسترسلاً:
– عمتو العسل عامله اي النهاردة ع الغداء أنا ميت من الجوع.
أجابته “حنان” بابتسامة ودودة : عامله الاكله اللى بتحبها يامازن.
نظر إليها “مازن” بسعادة غامرة:
– بجد عملتى مكرونه بالبشاميل صح.
– اه ياحبيبى.
قبل “مازن” يدها بكل شكر وامتنان:
– شكرا ليكي ياست الكل والله أنتى عسل ومفيش منك أتنين.
تبسمت “حنان ” وقالت بمرح بعد أن قرصة أذنيه: – بكاش.
تفوه “مازن” بمرح محبب:- طول عمرى ياحنون.
جاء عمه “حمزة” من الخارج فسمعه ينطق اسم زوجته المفضل لديه فهو لا يسمح لأح غيره يناديها به، فقام على غفلةٍ لم يدركها الآخر بإمساكه من طرف قميصه وقال بغضب مصطنع :
– أنت ياحيوان أياك تقولها الكلمة دي تانى فاهم أنا بس اللي أقولها ياحنون سامع.
أبتعد “مازن” عنه وهو يقترب من زوجة عمه وقام باحتضانها ثم قال بنبرة لعوبة :
-لا مش سامع وهقولها براحتي يا حنون وهقولها يا حبيبتى وياروحى ايه رأيك ياحنون فى كلامي.
نظر له “حمزة” بضجر هذة المرة ثم اقترب منه كى يعطيه درس لا ينساه طول عمره فدن مسرعاً منه، فقال “مازن” الذى أختبأ خلف زوجة عمه:
-بقولك ايه اهدى …اهدى كدا وخليك عاقل أنت هتاخد ع كلام عيل زيي ولا أى ياحمزة.
-هو انت خليت فيا عقل يابن سليم.
صاح “مازن” رادحاً:-ماله ابن سليم ياعنيا هو أنت تعرف تخلف زيه.
أشار “حمزة” لزوجته أن تبتعد :
– ابعدي كدا ياحنان عن الكلب ده وخلينى اعرف أربيه.
حدق به “مازن” بخوف وهو يحكم قبضته على ذراعيها ثم قال برجاء :
-إياكى ياحنون تبعدى دا خلاص طقت منه دا عايز يضربنى بعد العمر دا كله.
-مازن الكلب شيل ايدك من ع مراتى دا أنت ليلة أهلك سوده.
ثم هرول نحوه راكضاً فكان على وشك أن يمسكه، فصرخ “مازن” عالياً وهو يفر إلى الخارج، ويهتف صارخاً:
-ياجماعة ياللى فى البيت حد يلحقنى الثور هاج.
بينما “حمزة” ظلّ يركض خلفه:
– هقتلك يامازن الزفت .
-ما تهدأ بقى الله يخربيتك أنت جبت الصحة دي كلها منين.
– بتقولى حمزة حاف دا أنا هطلع عينك وعين اللى جبوك، بقى أنت يازفت تدلع مراتى وتقولها حنون وحبيبتى .
تحدث “مازن” من وراء كرسي السفره بإيغاظه:
– أه أدلعها براحتى هو حد له عندي حاجة وبعدين هى بتكون قلبى وروحى كمان.
أنتباهه عاصفة من الانفعال والغضب فقال:
– دا أنا هطلع روحك فى ايدي وهقتلك وهدفنك فى مكان محدش يعرف يلاقيك فيه عشان ميعرفش يدعيلك حتى.
رقص “مازن” إحدى حاجبيه بتلاعب وقال بمكرٍ:
-واهون عليك ياحموزة تقتل مازن حبيبك طب وحنون تعمل ايه من بعدى يرضيك الوليه تزعل وتبكى دم بدل دمووووع.
انقض عليه الآخر انقضاض الكَاسرِ على طريدته، ففر على أثرها “مازن” إلى الأعلى وهو يصيح قائلاً:
-يانهار اسود يانهار اسود ياخسرتك فى الموت ياشابه ياخسرتك فى الموت اخرتها هتموت ع أيد حموزة ياميزو.
نظر إليه جده الذى كان يقرأ الجريدة فقال بقلة حيلة:
– لا حول ولا قوة إلا بالله ربنا يهديك يامازن الواد مخه اتلحس خلاص.
جلس “حمزة” على الأريكة بجسد مرهق ثم قال:
– منك لله يا مازن الكلب قطعت نفسي والله لاربيك من أول وجديد.
بعد خضون ثوانٍ جاء “سليم” من الخارج وألقى السلام ع والده، ثم وجه نظر لأخيه فقال:- مالك ياحمزة.
أجابه “حمزة” بغضب خفيف دون أن ينظر إليه:- ماليش.
تفوه “سليم” بقلق:
– لا فى حاجة شكلك مش عاجبني يابن أبويا.
تحدث “الجد” بعد أن وضع الجريدة بجانبه:
-ابنك مازن جننه ولسه طالع ع فوق.
أردف “سليم” بغضبٍ فقال :
– مازن تانى بجد أنا تعبت منه هو مش هيسكت ولا هيتعدل غير لما اقوم أديله قلمين ع وشه يمكن يعدلوه.
جاء أن يذهب فاوقفه شقيقه قائلاً:
– أقعد ياسليم محصلش حاجه يعني علشان تضربه وبعدين هو مش عيل صغير هتقوم تديله قلمين.
-لا واضح انه محصلش أنت مش شايف نفسك مضايق وزعلان أزاى.
– لا مش زعلان، صمت لوهلة ثم أضاف بغيرة واضحة على اثره وحوارجه:
– بس أنا ما بحبش حد يقول لمراتى ياحنون ويدلعها غيرى دا أنا حتى ولادى منبه عليهم بكدا ومحدش يقدر يقولها حنون غيري ولا يلمسها حتى.
قاطعه صوت ” مازن” من الاعلى وهو يقول:
– كدابين ياحموزتى عيالك بيضحكوا عليك ياحموزه بيخلوك مش هنا ويعملوا اللى هما عايزينه.
صاح “حمزة” غاضباً فقد زادت غيرته:
-بقا كدا ماشي لما يجوا البشوات والله لاوريهم.
حدق به شقيقه وابيه بصدمه، فقال “سليم” بعدم تصديق وشفقه:
– أنت بتغير ع مراتك حتى من ولادك ياحمزة.
-اه ومحدش بعد كدا يقرب منها أو يتكلم معاها.
تبسم الأخر على شقيقه الغيور بشدة ثم قال مازحاً:
-مش مازن لوحده اللى دماغه ع قده، ثم أخذ يضرب كف ع كف.
فقال الجد ضاحكاً:
– دلوقتى بس أنا عرفت مازن طالع لمين.
نظر لهم “حمزة” بضيقٍ فنهض من مكانه وذهب إلى زوجته حبيبته ورفيقة عمره.
جاء الليل مزيناً للسماء بعباءتهِ السوداء، فظهر القمر معاكساً لضوء الشمس بخجل، ثم بدأ يتلاشى تدريجياً تاركاً للنجوم مكانه، فبدأت المخلوقات تحتفل ببهجة السكون الأسود.
فى غرفة المعيشة كانت العائلة متواجدة معاً، فبدأت “صفا” زوجة “سليم” تفتح الحديث فقالت:
– عمي أنا فى موضوع مهم عايزة أتكلم معاكم فيه.
الجد: -موضوع ايه يابنتى.
-الصراحة يابابا رحيل متقدم ليها عريس.
احتلت الصدمه على وجه “رحيل” وخاصةً مراد الذى شعر بأن العالم قد توقف فى هذة اللحظة وشعر بوخز بداخله ولا يعلم لما هذا الشعور الذي سيطر عليه مرة واحده ولكنه حاول أن يتظاهر بالبرود و اللامبالاة، بينما زوجها أخذ يتسأل:
– عريس مين ده ياصفا.
-دا واحد ابن زميلتي شاف رحيل فى النادي وعجبته وطلب أنه يتجوزها.
أندفعت “رحيل” بالحديث قائلة بصوت مرتفع:
– بس أنا مش موافقة.
نظر إليها “سليم” وقال بحده: -رحيل صوتك.
– بس يابابا، قاطعت والدتها كلماتها قائلة:
– بس هو شخص كويس ومن عيلة كبيرة وعنده شركته الخاصه وهيريحك، دا غير أنه شخص متعلم ومثقف وغنى كمان زينا يعنى مستواه الاجتماعى حلو اوى ومناسب لينا.
ترقرقت الدموع فى عيناها الزرقاء ثم قالت بنبرة مختنقة:
-بس أنا ياأمي مش موافقه.
أردفت “صفا: بغضب: -ما هو مش بمزاجك هتوافقى غصب عنك يارحيل ورجلك فوق رقبتك.
رد عليه الجد بحده:- وهو من امتى واحنا بنغصب ولادنا ع حاجه ياست صفا.
-معلش يابابا أنا مش متفقه معاك فى الرأى دا، وبعدين هو حضرتك مش شايف إن الهانم مدلعه زيادة عن اللزوم وانها هى خلاصه كبرت وبقى لازم تتجوز وتفتح بيت ده حتى اللى فى سنها اتجوزوا وخلفوا.
أندهشت “رحيل” من حديثها فقالت ببكاء: – أنا ماليش دعوه بحد وأصلا أنا مش عايزة اتجوز دلوقتى نهائياً.
ثم ذهبت راكضة من أمامها إلى غرفتها ملجأها الوحيد الذى دائما تذهب وتبكى فيه بمفردها، فذهبت “نور” و”مازن” خلفها .
وجه “سليم” حديثه إلى زوجته وقال بلهجةٍ حادة:
– أنا هعتبر نفسي ما سمعتش الكلام اللى قولتيه دا، لأن أنا مش هغصب بنتى على حاجه هى مش عيزاها أنتى فاهمه وياريت متدخليش فى أى قرار يخصها.
تفوهت “صفا” بنبرة سيئة لم ترق له:
– لا هدخل ياسليم دى بنتى وأنا عارفه مصلحتها أكتر منك.
ثم غادرت هى الأخرى غرفة المعيشة.
-دى اتجننت خلاص هو من امتى والجواز فيه اجبار شكل الأشكال الى بتقعد معاهم لحسه مخها.
حاول “حمزة” أن يهدأ من غضبه فقال:
– ممكن تهدأ شويه الأمور ما تتحلش بالطريقة دي.
– اهدى ازاى من اللى أنا شايفه والهانم واقفه تقاوح وتزعق قدامى وبتقولى أنا عارفه مصلحة بنتى أكتر منك وهى من امتى أصلاً بتهتم ببنتها.
الجد: سيبها تقولى اللى تقوله مدام رحيل مش عايزة يبقى خلاص مفيش حد يقدر يجبرها ع حاجه طول ما أنا عايش.
تحدثت “حنان ” بطيبة قلب:
-ربنا يديمك لينا يابابا ويبارك فى عمرك دايماً بتنصف أى حد فى العيلة دي.
رد الجد بابتسامة ودودة:
-ويباركلى فيكى ياصفا يابنتى ياريت الناس كلها تبقى عاقله وحنينه زيك.
تبسمت “حنان” بوجه بشوش لوالد زوجها الطيب والذى تعتبره أبيها الأخر، فهو دوماً كان الضهر والسند لها و لافراد العائله، حتى كان دوماً يقف فى صفها إذا حدث خلاف بينها وبين جوزها، فهو يشعرها فى جميع الأوقات أنها أبنته حقاً وليس مجرد زوجة ابن.
****************************
ولج “مازن ” بصحبة “نور” إلى غرفة شقيقته فرائها نائمة على الفراش، متكورة حول نفسها فى وضعيه الجنين تضم ركبتيها لجسدها ولم تتحرك ساكنة، فكانت تبكى بصوت متألم حزين وتطلق شهقات عالية ينفطر لها القلوب، نظر إليها “مازن” بحزن فدن منها وجلس بجانبها على الفراش ثم جذبها إليه وقام باحتوائها بين ذراعيه، فاختبئت هي بين حضنه الحنون وظلت تبكى اكثر حتى كادت أنفاسها أن تختفي.
مسد “مازن” على رأسها برفق ولين ثم قال:
– حبيبتى ممكن تهدى شوية كفاية عياط بالله عليكي.
أضافت “نور ” بعض الكلمات فقالت بنبرة حزينة:
-رورو كفاية ياحبيبتى الموضوع والله مش مستاهل العياط ده كله وبعدين ياستي أنتى عارفه إن عمو وجدو مش هيوافقه ع كدا ابداً طول ما أنتى مش عايزة.
“مازن”: -اه ياروحي محدش هيقدر يجبرك ع حاجه.
نظرت إليه “رحيل” بعينان مملوءه بالدمع حزناً كاكأس الطافئة:
– هى ليه بتعمل معايا كدا…هى ليه عايزة تجبرنى على الجواز، وبعدين هى من امتى اصلا بتهتم بيا طول عمرها بتقسى عليا وعمرى ما حسيت بحنيتها عليا، كل اللى هممها خروجاتها والسهرات اللى بتعملها لاصدقائها، عمرها ما جت حضنتني زى اي أم عادية بتحضن عيالها، دا كفاية لما كنت باجي أقرب منها تبعدنى عنها ساعات كتير بسمع ان قد ايه حضن الام بيبقى حلو وله شعور جميل جدا كان نفسى احس بيه زى ائ بنت طبيعية.
زاد بكائها أكثر فأخذت تقول بصوت متألم وهى تتذكر قسوة والدتها: – حتى فى مرة كنت خايفة وقلقانه لما أول مرة دخلت فيها الجامعه ف اليوم دا نور مكنتش معايا وكان فى واحد حاول أنه يضايقني ويلمسنى، أنا ساعتها خوفت أوى وحاولت أنى أهرب منه لحد فعلا ما قدرت أجرى واجى الفيلا ولما جيت روحت لماما وأنا كلى خوف ورهبه وكنت بعيط حضنتها بس هى زقتنى ولما حاولت أقرب تانى بعدتنى عنها قولتلها ماما أنا خايفه اوى وحكيت اللى حصل معايا ولكن هى ردت بان دا عادى وإن أنا مكبره الموضوع قولتلها لا كانت لمساته ونظراته ليا كانت وحشه اوى ماما بالله عليكي أنا خايفه ممكن تاخدينى ف حضنك زعقت فيا وقالتلى ايه الهبل اللى أنتى فيه دا مفيش حاجه اسمها خوف ومسكت ايدى جامد و بقسوة وقالتلي إياكى تقولى الهبل اللى قولتيه ليا قدام حد أنتى فاهمه مش ناقصه هى دلع بنات وكلام فارغ وزقتنى برا أوضتها…أنا ساعتها قلبى وجعني اوى بسببها ممكن يكون الموقف بسيط بالنسبالكم بس بالنسبالى لا لان دى أمى كنت اتمنى إن هى تكون أول حد أجرى عليه واحضنه واشكيلها كل حاجه مزعلانى ومخوفانى او أنى اشاركها فرحتى حتى.
أنهت حديثها وهى تضم توأمها بقوةٍ وظلّت دموعها منهمرة على خديها بكثرة.
بينما “مازن” أطبق عيناه بحزن محاولاً أستراد أنفاسه المختنقة ثم قال:
-وأنتِ ليه ياروحي مجتيش عندى وقولتيلي على اللى حصل معاكى وأنا كنت ربيت الحيوان دا وعرفته ازاى يتجرا يلمسك.
رفعت عيناها ونظرت إليه نظرة كئيبة منكسرة وقالت ببكاء:
– خفت عليك لان عارفه أنك متهور وأن ممكن تعمل حاجه للشاب ده وتأذى نفسك، صمتت لوهلة ثم أضافت قائلة بألم بلغ حنجرتها:
– تعرف يامازن أنا مش وحشه والله، أنا كنت عايزة احس بالأمان وأطمن ساعتها …..أنا انا مكنتش بدلع زى ما هى قالت والله.
ضمتها “نور” لصدرها ثم ربتت على ظهرها برفق وقالت بنبرة ممتزجة بالبكاء:
-حقك عليا أنا متزعليش مفيش حاجه مستهله أنك تنزلي دمعه علشانها.
تفوهت الأخرى بحزن مؤلم:
-أنا مش عايزة أزعل تاني لأن والله قلبي بيوجعني من كتر الزعل.
مرت دقائق متثاقلة وظلّت “رحيل” محتضناها حتى سرقها النوم، فقام “مازن” بوضعها جيداً على الفراش، ثم قبل مقدمة رأسها بحنان أخوي، ثم وجه بصره إلى “نور” وقال:
– يلا يانور خلينا نخرج ونسبها ترتاح.
أعترضت الأخرى قائلة:- لا أنا هفضل جنبها لحد ما تصحى.
-يابنتى هى مش هتقول دلوقتى غير الصبح يلا بقا.
-لا أنا مش هقوم واسيبها هفضل هنا معاها وكمان هنام هنا يلا أنت اطلع برا.
تحدث “مازن” بقلة حيلة فقال:- ماشي ياستي لو احتاجتى أى حاجه أبقى نادى عليا.
-حاضر.
نهض الآخر من على الفراش وأغلق جميع الأنوار ماعدا تلك الأباجورة ذات الإضاءة الهادئة، فعندما خرج من غرفتها صادف “مراد” مقابله فسأله عن حالتها:
– طمني يامازن رحيل عامله ايه دلوقتى هى كويسة.
– اه الحمدلله هى هتبقى كويسة وأحسن بعد ما تقوم من النوم ما أنت عارف رحيل بتنسي بسرعة وبتقدر تتخطى كل حاجة.
– طيب وأنت مافضلتش جمبها ليه.
أجابه الآخر بهدوء:- لأن أختك صممت تبقى موجودة معاها.
– تمام تصبح على خير.
رد “مازن” عليه قائلاً:- وأنت من أهل الخير.
ولج “مراد” إلى غرفته وخلع قميصه و ألقى جسده بأهمال على الأريكة، ثم وضع يديه على موضع قلبه الذى بدأ يؤلمه على حال تلك الفتاة التى سلبت كيانه، كان يستحوذ عليه شعور ممتزج بالغضب والحزن والألم، فهو لم يتخيل يوماً ما أنها من الممكن أن تكن لغيره، مجرد التفكير فى هذا يجعله يجن ويتألم،،
تذكر حديث والدتها القاسية التى جعلت فتاته تبكي بحرقة، ود لو ضمها بين أضلاعه ليهون عليها ما قيل لها، وليمسح أثر دموعها، لو كان بيده لكان أخفاها عن الجميع، لو كان بيده لصاح عالياً وقال بأنها محبوبته ملكه هو فقط ولا يحق لأحد غيره أن يكون زوجها، فلا يحق لأى شخص مهما كان أن يفكر فيها مجرد تفكير،،
ولكن فى تلك اللحظة تصنم مكانه حين أخبره عقله ماذا لو كانت تحب أحد غيرك؟…
انقبض قلبه تألماً من هذا السؤال الذى لم يستطيع أن يجيب عليه،
فهو لا يعلم إذا كانت تكن له مشاعر كما يكن لها أم لأ،،
شعر لوهلة بالخوف إذا كانت محبوبته تحب شخصاً أخر، فماذا سيفعل حينها؟.
ظلّ طيلة الليل فى صراع داخلي حتى غفت عيناه.
فى الصباح كانت “رحيل” جالسة بحديقة القصر بمفردها تنظر إلى السماء الصافيه فوقها، بينما نسمات الهواء تداعب وجهها بلطافة، فأخذ شعرها الجميل الناعم يتطاير خلفها بفعل الهواء فهذا جعلها تظهر بملامح جميلة هادئه تُسر من يطلع عليها، أغلقت عيناها برفق لتستنشق ذاك الهواء النقي.
” نغلق أعيننا عندما نفرح وعندما نبكي وعندما نحلم وعندما نتمنى وعندما نتعانق، لأن الأشياء الجميلة في الحياة لا نراها بالعين، بل نشعر بها بالقلب. “..
على الجانب الاخر كان هناك عين محبه تنظر إليها بكل حب وشوق ولم يكن هذا سوء “مراد” العاشق لها، ظلّ يحدق بها من شرفته التى تطل ع حديقة القصر، محدثا نفسه قائلاً بحب:
” ولكِ فى القلب ما لايجوز لغيرك وفى النبض نبض على سواكِ محرم، سأبقى أحبك فتاتي الجميلة مهما كان بُعدك عنى ومهما اختلفنا فمكانتك لم يملأها أحد غيرك”.♥️
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هجران رحيل)