رواية هالة والأدهم الفصل الحادي عشر 11 بقلم هدى زايد
رواية هالة والأدهم الجزء الحادي عشر
رواية هالة والأدهم البارت الحادي عشر
رواية هالة والأدهم الحلقة الحادية عشر
استقلت سيارته بعد أن شكرته على معروفه معها
لم تنبث ببنت شفه، و هو كذلك فجأة و بدون سابق إنذار توقفت سيارته و قال:
– العربية شكلها عطلت
نظر لها و قال بإبتسامة سمجة
– بركاتك
لم تعقب على إهانته و التزمت الصمت بينما رد هو معتذرًا و قال:
– أنا آسف مكنتش اقصد
تقبلت اعتذاره و هي تشبح بوجهها تجاه النافذة
بينما هو ترجل محاولًا اصلاح السيارة، مرت دقيقة تلو الأخرى حتى مرت عشر دقائق كاملة
و هو لا يعرف مالذي حدث في هذه السيارة تنهدت بعمق ثم أطلت برأسها عبر النافذة و قالت بتساؤل:
– ها عرفت العطل فين ؟!
حرك أدهم رأسه يمسنًا و يسارًا بأسف ثم قال:
– للأسف لا بحاول اصلحها مش عارف
فتحت باب السيارة و تر جلت منها متجهة نحوه
و قفت بجواره و قالت بيأس :
– طب و العمل ؟!
نظر أدهم حوله محاولًا اكتشاف المكان أو العثور علي أي شخص يساعده، عاد ببصره لساعة معصمه و قال:
– الوقت اتأخر أنا بقول أشوف لك تاكسي و أنا ها تصرف عشان وقفتك هما مش أمان
ردت هالة بنبرة ساخرة و قالت:
– بقى خايف عليا افضل هنا لكن مش خايف اروح لوحدي ؟!
– طب ها تعملي إيه يعني هتفضلي هنا و أهلك يقلقوا عليكي ؟
– لا طبعا، أنا ها كلم هيما اخويا و هو يجي ياخدني
رد أدهم مؤيدًا و قال:
– احسن بردو اعملي كدا
تابع بجدية و قال :
– بس روحي اقعدي في العربية أفضل
عملت هالة بنصيحة أدهم ، جلست في سيارته و هي تهاتف أخيها و تخبره بكل شئ، ما هي إلا دقائق و اغلقت الهاتفه، ترجلت من السيارة و أخبرته بهدوئها المعتاد:
– إبراهيم جاي في السكة متقلقش و ها يجيب معاه مكانيكي يشوف عربيتك
– شكرًا
ردت هالة و قالت بعفوية:
– العفو ما هو احنا ناس بتفهم في الأصول بردو
ابتسم لها و قال:
– طب يا ستي كتر خيركم و الله
دام الصمت للحظات قبل أن يتنحنح و يقول بفضول داخلي :
– هو ليه محمو كان بيحاول يأذيكي ؟!
شردت في اللاشئ و قالت بنبرة ساخرة:
– عشان بيحبني !
– بيحبك !! و هو اللي بيحب بيأذي ؟!
– اه
اعتدل أدهم في وقفته و هو ينظر بعينه المليئة بالفضول في خاصتها قائلًا:
– جديدة دي !
ردت هالة باسمة و قالت:
– لا مش جديدة و لا حاجة هو مش بيقولك و من الحب ما قت.ل
– اه
– طب هو فضل مستني عشر سنين على أمل إني هاكون لي ربنا حقق له امنيته و بعدها بشهرين سبنا بعض فهو بقى حس إن في حاجة غلط ازاي حب سنين يروح في غمضة عين كدا ؟!
رد أدهم و قال باسمًا:
– ما هو فعلًا ازاي حب سنين يروح في غمضة عين ؟!
– مافيش حد بياخد كل حاجة أو بمعنى اصح راحة الباب مش في الدنيا، أنا اتجوزت مرتين و في المرتين كان اختياري غلط، صحيح كل واحد فيهم حبني بس ولا واحد فيهم فكر فيا
– ازاي يعني ؟!
– كل واحد منهم جري حلم الأبوة
تابعت بنبرة مختنقة و قالت:
– هما من حقهم طبعًا بس أنا بإيدي إيه اعمله و معملتوش ؟! أنا كنت بعمل عمايل عشان ابقى أم بس إرادة ربنا فوق كل شئ
رفعت كتفيها و قالت:
– يمكن مش مكتوب لي اخلف اساسًا و يمكن ربنا رفع عني بلاء عظيم لو كنت خلفت، بس الأكيد إن ربنا ما بيعملش حاجة و حشة ولا بيبتلي حد الله عارف إن العبد دا مش قد البلاء، بس السؤال اللي دايما بسأله لنفسي هو ليه محدش فيهم اختارني و اكتفى بيا هل عشان ربنا كان يوضح لي حقيقة كل شخص منهم على حقيقته و لا عشان الإنسان بطبعه ضعيف و بيجري ورا غرايزه ؟!
رد أدهم و قال بهدوء:
– و ليه متقوليش إن ربنا كاتب لك خير و رزق مع حد تاني يقدر صح ؟! ليه شايفة إن الحياة متمثلة في محمود و حمزة ! ليه شايفة إن الزرق زوج و اطفال و بس ؟!
سألته هالة بنبرة مختنقة قائلة:
– و هو الرزق إيه غير إنسان يحبك و يعوضك عن هموم الدنيا و طفل ينور حياتك بضحكته ؟!
أجابها قائلًا بعقلانية:
– الرزق ستر، صحة، حب و تفاهم بين الطرفين مش كل واحد منهم في وادي و الإسم متجوزين الرزق مش بس فلوس الرزق مش بس اطفال الرزق هو إن ربنا ينعم عليكي بشخص يقدرك صح يحتواكي يستغنى بيكي عن الدنيا كلها
ختم حديثه قائلًا:
– طب ما هو ممكن كنتي تخلفي و ولادك يشوفوكي متبهدلة مع ابوهم و خدي عندك بقى ضربة و بهدلة هل ولادك وقتها اطفال سوية ؟!
بالعكس و كنتي هتتحملي عشان ودلاك للأسف يا دكتورة هالة سهل اوي تبقي أم لكن صعب جدًا تخرجي طفل سوي في بيئة مليان حقد و كره
احيانا الآباء و الأمهات هما بيكونوا محتاجين التربية قبل عيالهم
نظرت هالة له و قالت:
– عندك حق مش أي حد ينفع يبقى أب أو أم
دام الصمت لثوانٍ قبل أن تعود هالة إلى السيارة مرت أيامها مع من تزوجتهم و عاشت معهم في شقاء نفسي و جسدي، لم تخبر أحدًا حتى الآن عن ما فعله محمود بها خلال شهرين فقط، كانت تظنه من فرط عشقه بها يريد إشباع حاجته منها، لكنها اكتشفت بعد ذلك أنه يعاني من مرضًا نفسي جعله يمارس ساديته عليها، تحملت و كتمت كل هذا داخلها نظرت بعيناها تجاه أدهم المسند بجسده على حافة مقدمة السيارة، تهاوت دموعها رغمًا عنها كفكفتها بسرعة خوفًا من أن يكتشف ذلك لا تعلم أنه يراها بطرف عينه و يتجاهل ذلك كي لا يسبب لها أي احراج، يود معرفة سبب هذا البكاء لكنه يحترم خصوصيتها، سقطت من يدها أسوارة
تحمل أول حرف من اسمها، مالت بجذعها العلوي لتلتقطها وقع بصرها على ساقها المشوه إثر الندبات التي تسبب فيها محمود من السواط خاصته رفضت كثيرًا طريقته تلك و منعت نفسها عنه لكنه لا يبالي لتصرفاتها تلك، بل كان يعجبه هذا التمرد .
استقامت بجسدها و هي تحرك رأسها علها تنسى تلك الأحداث المؤلمة، عادت تفكر في كلمات الأدهم الذي نظر لها في نفس اللحظه التي كانت تتابع حركته، ابتسم لها فبادلته ذات الإبتسامة لكنها أكثر حزنًا.
*******
بعد مرور يومين
كانت هالة تمر على الجالسين تقدم لهم القهوة بعد تناول وجبة الغداء، ابتسم لها أدهم و شكرها بادلته الإبتسامة و لم ترد على كلماته البسيطة، جلست جوار ليالي تستمع لحديث والدتها الذي فاجأة الجميع حين قالت:
– و أنت بقى يا أدهم ناوي تسافر تاني؟!
رد أدهم و قال بإبتسامة واسعة:
– و هو أنا كنت لحقت أسافر أصلًا يا طنط يا دوب بقول يا هادي
– مش ناوي تتجوز ؟
فرغ فاه ليرد لكن رجاء أخته منعه حين قالت:
– و الله يا طنط بقوله كدا بس هو اللي تاعبني معاه دا أنا حتى كنت بدور له على عروسة من كام يوم و….
ردت والدة إبراهيم بعفوية شديدة قائلة:
– و تدوري ليه ما هي هالة اهي موجودة و بردو تعليم عالي و شاطرة في المطبخ و زي الفـ…
لم تكمل عبارتها بالأحرى عرضها، وثبت هالة عن مقعدها و هي تتحدث بعصبية شديدة لا تتناسب مع الموقف أو والدتها و قالت:
-جواز جواز جواز كل ما تشوفي حد ناوي يخطب تقولي اتجوز بنتي ؟! هو أنا خلاص كدا بقت تقيلة علي قلبك طب خلاص يا ست ماما أنا ها سيب لك البيت كله و اعي لوحدي عشان ما اتقل على حضرتك
لجمت الصدمة لسان الجميع و على رأسهم والدتها التي لم تتوقع هذا الرد من ابنتها علنًا بهذا الشكل
وقف إبراهيم و اعتذر منها و من الجميع
– معلش يا جماعة هالة مش قصدها هو التعبير بس خانها احنا آسفين يا ماما و طبعًا ليك يا أدهم
ردت هالة بكل ما اوتيت من قوة و كبرياء
– أنا مش آسفة لحد طالما محدش يفكر فيا و في مشاعري أنا كمان مش هفكر و كل واحد يتحمل نتيجة تدخله في حياة التاني بدون أي حق
وقف أدهم و ليالي في آنٍ واحد و هو يقول
– أنا مضطر استاذن و بإذن الله لينا مقابلة تاني عشان نحدد معاد الفرح و كل شئ بعد أذنكم
ما إن غادر أدهم المكان و قبل أن يوصد باب الشقة وصل إلى مسامعه صوتها العالِ قائلة بمرارة:
– لأول و لآخر مرة هاسمح لحد مين ما كان يكون يدخل في حياتي أنا مش هتجوز حد، لا أدهم و لا غير أدهم مافيش راجل يستاهل إني اضيع معاه اللي باقي من عمري
كادت أن ترد والدتها لكن منعها إبراهيم قابضًا على مرفقها برفق، مازال صوتها عالِ مازالت تتألم و تخبر الجميع بأنها أقوَ نساء العالم، وصل صوتها إلى الحارة قام أدهم بفتح باب سيارته و هو ينظر للأعلى عيناه معلقتان على شرفة بيتها ما تتحدث عنه يتناقض عن ما يدور بداخلها، ياليت يستطيع أن يحدثها كما فعل قبل يومين .
****
في شقة هالة
بعد أن غادرت الردهة نظر إبراهيم لوالدته و قال بنبرة عطفٍ و شفقة:
– معلش معذورة ما هو أنتِ مسمعتيش مرات محمود قالت لها إيه عن الخلفة ؟!
– أنا كان كل قصدي إن اطمن عليها و أشوفها مع ابن الحلال
– معلش يا ماما بس أنتِ بردو بتضغطي جامد عليها و جت مرات محمود كملت عليها و حمزة قالها إنه خلف و مراته حامل تاني دا مع دا خلاها تنفجـ.ر معلش اعذريها و إن كان على أدهم ليالي هتفهمه و أنا هبقى اكلمه و اعتذر له
في المساء
ولج إبراهيم بعد أن أذنت له شقيقته، جلس على حافة الفراش و قال:
– هو الجميل مش ها يتعشى و لا إيه ؟!
– لا مليش نفس كلوا إنتوا
– طب دي تيجي ازاي دي بس يلا قومي يلا خلينا نتعشى
ردت هالة بضيق من إصراره و قالت:
– مش قادرة بجد يا هيما اتعشى أنت و ماما
– يبقى لسه زعلانة ؟
تابع بكذب قائلًا:
– أنتِ لو تعرفي أنا عملت إيه في ماما و زعقت ازاي عشان متكررش الموضوع مش تصدقي، قومي بقى و بطلي غلاسة أنا جعان
بعد مرور عشر دقائق
هيما عاوزة اقولك على حاجة بس مش عاوزك تقول لا
أردفت هالة عبارتها و هي توزع نظراتها بين أخيها ووالدتها بينما كانت والدتها تلوك لقيماتها بهدوء متجاهلة التحدث معها منعًا للمشدات الكلامية أو أي خلاف
– هيما أنا اخدت شقة عشان نسكن فيها بعد ما تتجـ…
ترك إبراهيم الملعقة و قال بغضبٍ مكتوم
– و أنتِ من إمتى بتاخدي قرارت من نفسك كدا ؟
نظر لوالدته و قال بتساؤل:
– و حضرتك عارفة يا ماما بالموضوع دا ؟!!
ردت والدته بنبرة مختنقة إثر البكاء و قالت:
– حضرتي ملهاش لازمة في البيت و لا عاوزة تتكلم مع حضرتها أنا هقعد معاك يا ابني أنا مش ناقصة بهدلة في آخر أيامي
تركت هالة الملعقة ثم قلبت شفتاها بتأثر من كلمات والدتها، وقفت عن مقعدها متجهة حيث ظهر تلك المسكينة انتهزت الفرصة و بكت، حاوط كتفيها من الخلف ثم مالت تطبع قبلة على خدها و قالت:
– ما عاش و لا كان مامتي يا حلوة اللي يبهدلك
– لا عاش و كان و اهي قعدة بتزعق لي قدام الناس و بليل تصالحني كأن مافيش حاجة حصلت
لم تتحرك هالة قيد أنملة رغم تحرك والدتها بأن تتركها و تبعد عنها، انتهَ الخلاف سريعًا
و عادت المياه لمجراها، بدأت هالة تشرح لأخيها عن آخر قراراتها بهدوء قائلة:
– أنا عرفت إن عم أحمد الحلواني هايسيب الشقة اللي جنبنا من الشهر اللي فات رحت قلت لعم شوقي إني هاخدها مكان عم أحمد كنت ها شتريها بس هو قال لأ لأنه بيأجرها وبيتسفاد بتمنها
ختمت حديثها قائلة:
– يعني بردو مسبناش بيتنا الشقة لازقة في الشقة بس عشان كل واحد يقعد براحته
رد إبراهيم معاتبًا إياها قائلًا:
– و هو أنتِ بردو و لا ماما هتقلي راحتنا في إيه يا هالة؟!
ردت هالة بجدية مصطعنة قائلة:
– إنتوا اللي هتلقوا راحتي ياسيدي أنا واحدة بتحب تسهر و إنتوا ناس زي الفراخ بتنام من المغرب عشان شغلكم تقلقوني ليه بقى ؟!
تابعت حديثها بجدية و قالت:
– و بعدين أنا صحابي بيجيوا و نعيش حياتنا في البيت زي ما أنت عارف و دا نظام اكيد مراتك هتتضايق و حقها على فكرة لأن كل واحد يحب ياخد راحته في بيته و يستقبل اللي على مزاجه وقت ما يحب مش يبقى مجبر على وضع و عليه يقبل !! صدقني يا هيما كدا احسن بكتير وبردو فضلنا مع بعض و مبعدناش ووقت ما تحب تزورنا أنت و ك
مراتك تنورنا في أي وقت يا حبيبي
ختمت حديثها قائلة بمرح:
– بس يا ريت تتصل قبلها و تجيب حاجات حلوة و أنت جاية
نظر إبراهيم لأمه و قال:
– عجبك كلام بنتك دا يا ماما ؟!
ردت والدته و قالت:
– صراحة ربنا اه و موافقة كمان و بعدين هو احنا يعني هنروح فين دا أنا ممكن ادخل شقتك من باب المطبخ
ابتسم ملء شدقيه و قال بتساؤل:
– اه دا إنتوا عاملين عليا حزب يعني ؟!!
ردت هالة قائلة:
– تقدر تقول كدا
******
بعد مرور شهر كامل من التحضيرات التي انتهت و أخيرًا على خير، جاء موعد حفل زفاف إبراهيم، كانت هالة تركض هنا و هناك كانت وصيفة العروسان، فعلت ما بوسعها ليمر اليوم كما يريد أخيها، تنفست الصعداء و هي
ترَ بأم أعينها أخيها جالسًا في المكان المخصص له و زوجته، بدأت تلتقط معهم بعض الصور للذكرى، وقف جوار أخيها و على الجهة الأخرى وقف أدهم، صورة عائلية غاية في اللُطف، نظرت هالة للدرج قبل أن تطأ قدمها كادت أن تسقط لكن يد أدهم لحقت بها
ابتسمت له و شكرته ثم غادرت، بينما جذبت
ليالي ذراع زوجها و قالت بسعادة
– أنا عندي ليك خبر ها يفرحك قوي ها قوله لك لما نروح
هز إبراهيم رأسه و قال ممازحًا:
– لا ما تقوليش إنك حامل !!
اختفت إبتسامة ليالي و قالت بنبرة مغتاظة
– إيه يا إبراهيم الهزار دا ؟! لا حاسب احسن ها موت من كتر الضحك مش قادرة !!
تابعت بجدية قائلة:
– بقى دا كلام تقوله لعروستك يوم فرحها ؟!
– خلاص يا روحي حقك عليا بهزر و الله إيه بقى الخبر المفرح ؟!
– لا يا حبيبي بعد إيه خليك بقى زيك زي الغريب أعرف في الآخر
على الجانب الآخر من نفس القاعة
كانت تهاتف صديقتها التي تأخرت أكثر من اللازم خرجت لاستقبالها أمام الفندق، عقدت ساعديها أمام صدرها و عيناها لا تبرح الطريق
فجأة ظهر حمزة و وداد أمامها، هو يحمل طفله الأولى الذي تجاوز العام بأيام معدودة و هي تضع يدها على باطنها المنتفخة قليلًا إثر الحمل الجديد، ابتسم بتردد و هي تصافحه
بينما رد هو و قال بنبرة تملؤها الشوق و الحنين:
– عاملة إيه يا هالة؟!
– الحمد لله بخير، إنتوا إيه اخباركم ؟!
رد بنبرة حزينة:
– الحمد لله، اهو ماشي حالنا
نظرت للصغير و قالت بإبتسامة
– شبهك يا وداد ربنا يحفظه لك
ردت وداد و قالت:
– لا دا كله حمزة
تابعت بإبتسامة واسعة:
– ادعي بقى اللي جاي يبقى شبهي بقى نبقى اتعادلنا أنا و حمزة
ردت هالة و قالت:
– ربنا يقومك بالسلامة
أشارت بيدها للداخل و قالت:
– ادخلوا جوا الفرح بدأ من بدري
اتجهت وداد للداخل بينما تراجع حمزة ليحدثها قبل أن يغادر مرة أخرى
– لو جت بنت هاسميها هالة
– متعملش كدا و توجع مراتك
– ما هو أنا وجعتك زمان ؟!
-بترد لها يعني الوجع ؟! على العموم دا نصيب ياريت يا حمزة تعيش و تنساني لأن مبقاش قدامك حل غيره
– لسه مش عاوزة تحني يا هالة و تر جعي لي ؟!
قررت أن تتركه و هي تنادي بصوتٍ مرتفع
– مبقاش ينفع يا حمزة صدقني، أدهم أنا هنا اهو
سارت بخطوات الواسعة و السريعة، تجاه أدهم الذي عقد ما بين حاجبيه، توقفت أمامه مباشرة بينما هو كانت عيناه معلقتان على ذاك الرجل الذي ما زال يقف يتابع حديثهما لكنه لا يعرف بالطبع عن أي شئ يتحدثون .
نظر أدهم نحو حمزة و قال:
– هو لسه واقف و بيبص علينا
ردت هالة دون أن تستدار
– ربنا يسترها لأن قلبي مش مطمن
– اهو دخل خلاص
– بجد طب الحمد لله
حركت رأسها و قالت:
– أنا آسفة اني ناديت عليك و آسفة اني عطلتك الوقت دا كله، مكنش قدامي حل غيره عشان ابعد عنه
ابتسم لها و قال:
– و لا يهمك و لو احتاجتي أي حاجة في أي وقت أنا موجود
– شكرًا ربنا يخليك
بعد مرور ساعة كامل
كانت الأمور تسير بهدوءٍ تام حتى أتى محمود و الذي كانت تنتظره هالة، كان مجيئه شيئًا متوقع كانت بداخلها ترتعد منه لكن ظاهريًا تقف أمامه تستمع لإهانته و تبتلع لعابها بمرارة
أما هو كان يوجه حديثه لأدهم قائلًا:
-أنت بقى الزبون الجديد صح ؟! اشرب يا عم الأدهم الهانم أصلًا شمال كانت ماشية معايا و هي متجوزة و لما جوزها عرف طلقها
كاد أدهم أن يصفعه لكن يد هالة منعته و هي تقول برجاء
– بلاش يا أدهم ارجوك، بلاش تلوث ايدك مع واحد زي دا
ابتسم محمود بتهكم و هو يغمز بطرف عينه قائلًا بوحاقة:
– دلوقت مبقتش اعجب !! الله يرحم زمان ما كنتي بتقولي إن ارجل واحد في حياتك، فاكرة هالة سرير حمزة اللي عشنا عليه أحلـ…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية هالة والأدهم)