رواية نيران الغجرية الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم فاطمة أحمد
رواية نيران الغجرية الجزء الرابع والعشرون
رواية نيران الغجرية البارت الرابع والعشرون
رواية نيران الغجرية الحلقة الرابعة والعشرون
الوجه الجديد.
_______________
صفق بحرارة لمن علمك القسوة … ثم أصفعه بقوة لكي يعلم أنك تعلمت !! ” .فصاحة كلام.
أحيانا يقابل الإنسان إستسلام الطرف الآخر على أنه خنوع ، فيزداد في طغيانه و تجبره ، لا لشيء فقط لأنه متأكد من أن الخانع لا يملك قوة لمجابهته ، أو وسيلة للضغط عليه فهو يتحكم بسير حياته لدرجة أنه يتجبر ويصل به الأمر لعد أنفاسه.
و كل هذا لأنه – حسب منظوره – يملك الحق في إخضاع من ينتسبون له دون التفكير في أنه سيأت يوم … و يتحول الخاضع المنكسر إلى قنبلة تدمر ما حولها بغير حساب !
حالة من الهرج سادت في المكان و زاد عليها جنون الصحافة التي تهافتت تصور الحدث المهول الذي جرى داخل جدران قصر البحيري و أمام أعين مئات الأشخاص.
إمرأة تداهم حفل زفاف المدير التنفيذي لشركات الصناعة و إبن رجل الأعمال و تدعي أنها زوجته السرية … فضيحة من العيار الثقيل ضربت سمعة عائلة البحيري و سيتم تداولها لسنين قادمة !
فرغ القصر أخيرا من المعازيم و الصحافة ، و لم يبقى سوى وليد و يوسف اللذان جلسا مع رأفت و سعاد في صالة القصر بالأسفل و ملامح الصدمة لم تنضب من وجوههم بعد ما حدث … اما عادل و فريال و منال لا يزالون في غرفة ندى التي إنهارت و فقدت وعيها منذ ساعة.
نظرت السيدة سعاد إلى زوجها الجالس بوجوم و حركت رأسها بعدم تصديق وهي لا تزال تحت إثر ما وقع ، ثم حولت عينيها للطابق العلوي و بالتحديد إلى غرفة عمار المتواجد حاليا مع تلك المرأة التي فضحته و فضحت العائلة بأكملها.
لو أنها فكرت لأربعين سنة قادمة لما تخيلت أنهم سيتعرضون إلى هذا الموقف يوما ما ، السر الذي أخفته مع زوجها لمدة سنة ونصف خرج إلى الوسط و أحدث إنفجارا دمر من حوله ، الفتاة التي تزوجها عمار و إختفت فجأة عادت و بجعبتها الكثير ، يا إلهي مالذي يحدث.
أخذت نفسا عميقا و زفرته متمتمة وهي تنهض :
– هطلع اطمن على ندى.
توقفت فجأة عندما رأت عادل و فريال ينزلان على السلم و ملامحهما لا تبشر بالخير إطلاقا فوقف رأفت بجوارها أيضا مستعدا لمواجهة غضبهما اللذان هما محقان فيه.
قابله عادل بوجه أحمر من الإنفعال و عينين لا تخلوان من الغضب و التهديد :
– انا … عايز … شرح للي حصل من شويا … عايز تبرير من ابنك على اللي عمله في بنتي و فعيلتنا كلها.
بلل رأفت شفته وهو ينظر له بحيرة غير قادر على الرد بجواب مناسب ، ولكنه جرب الإنكار كمحاولة أخيرة فتمتم :
– عمار مستحيل يكون عامل كده … اكيد البنت ديه بتكدب او …
قاطعه عادل بصراخ أثار حفيظة الآخر :
– الوحيد اللي بيكدب هنا هو انتو ! لو ابنك كان بريء فعلا و مش متجوز من قبل منطقش حرف واحد ليه لما الست ديه طلعت ع المنصة و قالت انها مراته ؟
فهمني عمار سحبها وراه و دخلها اوضته ليه لو هي بتكدب ؟ بنتي اتعرضت للموقف ده ليه فهمني !
توجس وليد من صراخه و نظر إلى يوسف لكي يخبره بوجوب مغادرتهما الآن إحتراما لخصوصية العائلة فوجده جالسا يطالع الفراغ بشرود طرأ عليه منذ إقتحام زوجة عمار لحفل زواجه.
و لكنه سرعان ما أجلى إنتباهه إلى عادل الذي صاح بعصبية مريرة :
: أنا اتعرض للموقف ده قدام كل الناس ؟ هبص في وشهم ازاي بعد دلوقتي و بنتي مين اللي هينسيها فضيحتها ! بس انتو …
ثمت للحظة ثم أردف مستدركا :
– رأفت انت مش باين عليك متعصب ولا مصدوم من قصة جواز ابنك السري و حتى مراتك … انتو كنتو عارفين ؟
شهقت فريال بصدمة وهي تحول بصرها إلى سعاد تستجوبها بإتهام واضح :
– انتي كنتي عارفة فضايح ابن جوزك و سكتي معقول ؟ ازاي قدرتي تعملي كده انا كنت فاكرة انه عمار كان عنده عشيقة بيروحلها بس انه يطلع متجوزها و تنيمونا على ودانا …
فهموني ازاي قدرتو تعملو كده في بنت بريئة زي بنتي !
لاح الصمت عليهم إلا من صوت أنفاسهم المنفعلة بينما تابع عادل :
– عمار بقاله متجوز من امتى و انتو عرفتو امتى ولا كنتو معاه من الاول والجواز ده رسمي ولا مجرد ورقتين عرفي ؟
سحب رأفت كمية من الهواء و أخرجه ببطء مغمغما بإستسلام :
– عمار كتب كتابه على البنت ديه من حوالي 4 سنين وانا لما عرفت اتعصبت و قررت ابعدها عنه بس هي سبقتني و اختفت من نفسها فجأة ، افتكرت ان قصتها خلصت و مش هيشوفها عمار تاني بس حصل اللي حصل.
نظر إلى شقيقه مكملا بجدية :
– صدقني قصتها كانت منتهية ابني غلط و جري ورا نزوة راح اتجوز بنت لا اصل ولا مستوى ليها بس فاق و قرر يصلح غلطته و اختار شريكة حياة تليق بيه.
اللي اسمها مريم ديه حته مبتسواش وانا هعمل اللي اقدر عليه عشان احاسبها هخليها تندم على الساعة اللي فكرت تعمل فيها كده و ابعدها عن حياة عمار و ندى.
___________________
قبل فترة.
بمجرد انتهاء عرضها المسرحي ، انقلب الحفل لحرب جملت كل أنواع الهرج والمرج.
انهالت الصحافة عليهم ملتقطة الصور ثم تهجمت على أفراد العائلة بهمجية طارحة عليهم آلاف الاسئلة اما الحضور فبعضهم إكتفوا بالتفرج و البعض بالهتافات المصدومة و الممتعضة لأن هواتفهم انتزعت منهم قبل الدخول فعجزوا عن إلتقاط الصور و نقل الفضيحة بأنفسهم.
حينها هب رجال الأمن يخرجونهم من القصر و فجأة أمرهم عمه عادل بإمساك هذه المرأة المجهولة ، و لأن عمار يعلم تماما ما سيتم فعله بها قرر التخلي عن صدمته مؤقتا فقام بشدها من ذراعها و سحبها نحو جناحه في الطابق الثاني لكي يمنع أحدهم من أذيتها.
ولج إلى غرفته ممسكا إياها من ذراعها ثم أقفله بالمفتاح فأفلتت نفسها منه دون أن تنطق بحرف او تغير ملامح الجمود من على وجهها.
أما هو فكان يشتعل شرارا و النيران تنضح من عينيه بشكل واضح ، يطالعها و كأنه لا يعرفها ، و كأن ما عاشه منذ قليل مجرد كابوس بطلته لا تربطها صلة بتلك المرأة الهادئة الضعيفة.
لا يزال حتى الآن غير مصدق لإقتحام مريم الحفل و قلبه رأسا على عقب ، كيف خططت و خرجت من الشقة و إستطاعت الدخول … و الأهم هو لماذا !
نفث عمار الهواء وهو يمسح جبينه المتعرق :
– انتي … انتي عملتي ايه … ازاي قدرتي تهربي من الشقة و تدخلي للحفل ده
انتي مستوعبة نتايج اللي اتسببتي فيه … مريم …
هتف بإسمها في آخر جملته و قد انقطعت أنفاسه فيها لكم المجهود الذي يبذله الآن من أجل التحدث ، إلا أن الأخيرة لم تتأثر بل بدت جامدة وهي تناظره بشماتة و كره لم يتخيل يوما أنه سيراهما عليها ، ثم تابع من بين أسنانه :
– انتي فاكرة باللي عملتيه هتلوي دراعي و تخليني اجيبك تعيشي معايا و مع عيلتي في القصر غصب ؟
حينها إنفلتت منها ضحكة ساخرة تخللتها مرارة لم يتبينها :
– صدقني انت اخر انسان ممكن ارضى اعيش معاه تحت سقف واحد بعد اللي عملته فيا.
رد عليها بضحكة هستيرية وقد بدأت أعصابه تنفلت و الصداع يداهم رأسه بقوة ، عيناه لا تكادان تريان شيئا سوى بقع سوداء و أصوات مشوشة تخترق أذنيه فأولاها بظهره و أمسك صدغيه يمسدهما بحركات خرقاء ..
آخر شخص تتمنى أن تعيش معه ، حقا ؟
منذ متى أصبحت مريم لا تكترث لوجوده معها لا بل متى تغيرت و أصبحت بهذا السوء هل هذه من كانت مستكينة بين يديه منذ ساعات فقط حينما أخبرته أنها موافقة على زواجه بغيرها طالما أنه سيبقى معها …
كيف إستطاعت خداعه بهذه الطريقة ؟
أفاق عمار من حواره الداخلي و إستدار إليها وهي تهتف بشدة :
– مصدوم صح و بتفكر ازاي مريم اتحولت و بقت كده ، بتقول لنفسك ازاي الست اللي عاشت تحت رحمتك لسنين و منطقتش بحرف لما عرفتها انك هتتجوز و قالتلك هستناك تجيلي فجأة كده ظهرت و فضحتك وسط الناس ؟
تقدمت منه مريم و همست بالقرب من شفتيه :
– كانت لعبة مني … ظهوري قدامك و كلامي و عياطي كلهم لعبة قدرت أخدعك بيها و اطلعك بالشكل ده قدام عيلتك.
حدج عيناه بها غير مصدق ثم رفع يده يدلك عنقه بحركات مشتتة و عقله لا يستوعب مدى الشر الذي منها ، هل خُدِع من قِبَل تلك الضعيفة المنكسرة التي كانت تترجاه في يوم من الأيام بأن يمضي وقتا أطول معها ؟
الغجرية التي لم تكن تعرف سوى كلمتي نعم و حاضر أصبحت تخطط و تلعب عليه ؟
و كل هذا لأنه قرر الزواج مجددا ، أليست هي من هربت منه بعد إجهاضها ولم يجدها في أي مكان إذا لماذا تلومه الآن ؟
كيف واتتها الجرأة بل وكيف إستطاعت الدخول إلى القصر رغم الحراسة الأمنية المشددة ؟
مسح عمار التشتت عن وجهه و تشنجت نظراته الساخرة عليها وهو يهتف :
– ايوة فهمت انتي لعبتي عليا عشان تنتقمي مني لأني كنت هتجوز عليكي صح ؟ بس كأنك نسيتي ان انتي اللي هربتي مني و اختفيتي سنة ونص.
ثم تدارك سريعا ممثلا البرود :
– انا كنت شاكك في موضوع صاحبتك اللي لجأتي ليها بس دلوقتي اتأكدت و يا عالم كنتي مع مين طول الفترة ديه بس يا حلوة …
إقترب منها و مد يده يتلمس وجنتها متابعا بهمس :
– خطتك ديه مش مدروسة كويس لأني مش هنسالك اللي عملتيه ده و حتى لو اتغاضيت انا غيري مش هيعمل كده.
أبعدت مريم يده عنها بنفور مغمغمة :
– انت بتقصد ايه.
رسم إبتسامة أخفى وراءها غضبا يكاد يحرقها لينحني على أذنها متمتما ببطء :
– يا غبية ، انتي ناسية فرح مين اللي بوظتيه ، فاكرة نفسك حاجة عظيمة عشان جمعتي كام صحفي و قولتيلهم انك مراتي ؟
معقول فاكرة انك هتفلتي من عيلتي بعد اللي عملتيه ؟ ههه اقل حاجة ممكن تتعمل فيكي أنهم يدمروكي و يخلوكي مش قادرة تبصي في وش الناس ولو سألتيني عن رد فعلي هقولك يا ويلك مني … هندمك على الساعة اللي فكرتي فيها تتسببي في الفضيحة ديه.
لم تكن مريم متأكدة من أنها إستطاعت طمس إهتزاز عينيها اللحظي عنه ، و الذي كان كردة فعل طبيعية بعد سماع تهديده.
لكنها درأت ذلك و حاولت غرس الثبات بنبرتها وهي تبتسم بجحود :
– فاكرني هخاف و اترجاك لا خالص انتو مش هتقدرو تعملو حاجة و حتى لو عملتو ميهمنيش بعد ما اخدت حقي منك و وريت حقيقتك للناس .
كادت أصابع عمار تنكسر من شدة القبض عليها و فكر للحظة بوضع يده على عنقها و خنقها إلا أنه شوش تفكيره و جرب تهدئة نفسه لكي لا يرتكب جريمة الآن ، المهم أن يستجوبها و يعرف منها كيف فعلت هذا ولماذا و إلى ما تخطط إليه لاحقا.
بيد أنه لم يفعل لأنه سرعان ما أجفل عندما سمع أصواتا عالية و ضجيجا حادا يأتي من الأسفل فإستطاع تمييز صاحبه فورا ، عمه عادل كاد يتعرض لنوبة قلبية بعد الفضيحة التي تعرض لها و لا شك أنه سيشعل نارا لن تخمد إلا بجثة أحدهم … و هو الآن يخاف ان تكون مريم تلك ال ” أحدهم “.
بالتأكيد سيحاول عقابها الآن بينما الأخيرة تقف أمامه و تتحدث بعجرفة عن عدم إكتراثها بما سيحدث !
مسح عمار على وجهه بعصبية و قبل أن يعلق هتفت مريم بثقة :
– محدش منكو بيقدر يعملي حاجة انتو كلكم اتفضحتو ولو اتأذت شعرة مني هتتأذو معايا.
أنهت كلامها و تحركت لكي تغادر و لكنه قبض على معصم يدها و أعادها إليه مغمغما بحدة :
– ايه الثقة اللي بتتكلمي بيها ديه تطلعي مين انتي اصلا عشان نتأذى لو اتأذيتي ؟
ردت عليه بذكاء لعب بأعصابه :
– الناس كلها كانت شاهدة على المسرحية اللي عملتها ولو حصلي اي حاجة بعد دلوقتي هيعرفو مين السبب ، وبعتقد عيلة ميهمهاش غير سمعتها مش هتجازف باللي فضل منها فساعة غضب صح ؟
حاولت التحرر منه مجددا إلا أنه عاد و أمسكها بخشونة :
– انا لسه مخلصتش كلامي عشان تمشي فهميني انتي رايحة فين بعد اللي عملتيه أقل حاجة ممكن تتعمل فيكي دلوقتي لو طلعتي قدامهم أن مرات عمي تخنقك ولو معملتش كده جوزها و ابويا هيبعتو عربية وراكي تخبطك وانتي مروحة ومحدش هيقدر يثبت انه حادث مفتعل فاهمة !
إنقبض فكها و إهتزت عينا مريم مجددا بذعر إلتقطه عمار بسهولة فإستغل الوضع و سحبها خلفه ليهبط إلى الأسفل.
و هناك قابلته العائلة التي إنتفضت بغضب عند رؤيتهما فسحبها وراء ظهره بحركة تلقائية إستغربت لها مريم.
تقدم منه عادل ببطء ووقف أمامه يتنفس بخشونة قبل أن يهمس :
– قول أن اللي حصل كدبة و البنت ديه عشيقتك السابقة و حبت تلعب لعبة على حسابنا … قول أني متخدعتش فيك … رد عليا يا عمار و قول أنك متسببتش في فضيحة لبنتي !
صرخ بآخر جملة وهو يمسكه من تلابيب بذلته مكملا بصياح :
– أنا هــقــتلك ! هقتلك انت و ال**** اللي واقفة وراك ديه يا عمار.
– عادل.
هتف رأفت وهو يحاول إبعاده عن إبنه و تابع بنبرة متلجلجة :
– الأمور مبتتحلش كده اهدا علشان نعرف نحل اللي حصل.
– ايه اللي هيتصلح بعد ما بنتي اتفضحت بسبب ابنك و بنت الشوارع ديه.
هدرت فريال بعصبية وهي تتجه نحو مريم تنوي التهجم عليها تحت شهقة سعاد و توجس وليد و يوسف ..
و لكن عمار شكل حاجزا بينهما هاتفا بجدية :
– مريم هتطلع دلوقتي من البيت من غير محد يلمسها لأن اي حركة هنعملها من هنا ورايح هتتحسب ضدنا مادام الموضوع لسه جديد و ملحقش يتنسى.
إلتفت إلى عادل متمتما :
– عمي … أنا هشرحلكم كل حاجة بس سيبوها تمشي دلوقتي.
كاد يصيح معترضا ولكن الأخير سارع للتبرير بكلمان كاذبة :
– الصحافة لسه برا و غلط نعمل اي حاجة دلوقتي … علشان بنتك و العيلة يا عمي.
لم يدع له مجالا للإعتراض بل إرتد وجهه نحو مريم ليخبرها بوجوب مغادرتها إلى شقتهما و عدم الذهاب إلى أي مكان آخر ولكنها سبقته عندما وضعت يدها على صدره هامسة بمكر :
– انا مروحة لشقتنا يا حبيبي هستناك.
و في ثانية تحولت تقاسيم وجهها الساخرة إلى أخرى حادة وهي تلتف للمغادرة ، إلا أنها أجفلت لثوان عندما قابلت عيناها ذلك الواقف الذي يطالعها بإستكانة ….. يوسف !!
__________________
صراخ … توبيخ … عصبية و جنون …
كل هذه الإنفعالات تكالبت على عمار الذي جلس يتلقى مهاجمات عمه و زوجة عمه الكلامية بعدما إعترف بزواجه السري …
في الحقيقة لم يلتزم عمار الصمت لأنه عاجز عن الرد … و لكنه قرر أخذ الطرف المتلقي إحتراما لمشاعرهم … فهو من جهة يعلم بأن العائلة محقة في رد فعلها نحوه ..
و من جهة أخرى عقله مشغول بتحليل الحادثة التي يكاد يجن منها الآن !!
دخل رئيس الأمن بعدما أمره عادل بالحضور وسرعان ما اتجه الي قبض عليه يكاد يخنقه وهو يصرخ بسخط :
– انت شغلتك ايه فهمني ازاي ال**** ديه قدرت تدخل كده وانتو مكشفتوهاش !
رد عليه بإحترام وهو مخفض رأسه :
– يا فندم البنت كانت معاها بطاقة دعوة للفرح و مظهرها مبيوحيش غير ع انها ضيفة عادية … مقدرناش نشك فيها للحظة.
– وانتو متأكدتوش اذا بطاقة الدعوة كانت اصلية ولا مزيفة ايه بهايم هنعلمكو شغلكم ؟
هدر رأفت بجحود فطأطأ رئيس الأمن رأسه وهو يعلم جيدا أنه قصر في عمله.
أفلته عادل وهو يدفعه إلى الخلف مهددا بوعيد :
– اتأكدو ان الغلطة ديه مش هتعدي على خير و كل فرد منكم هيتحاسل ع تقصيره في شغله … انتو من النهارده مرفودين و اعتبرو نفسكم مش هتلاقو شغل تاني في اي حته … امشي من وشي !
غادر الأخير بإستسلام أما عمار فكان لا يزال غارقا في أفكاره عندما تشنج وهو يستمع إلى برطمة عادل الساخطة :
– اللي حصل لعيلتي و لبنتي بالأخص مش هنساه أنا هدفع الهمجية ديه التمن غالي و أنت … أنت هتتحاسب معاها كمان.
لم يعترض رأفت هذه المرة وهو يلقي الكلام الأخير على إبنه :
– متقلقوش عمار هيصلح غلطه و يداري على الفضيحة ديه خلي الجو يهدا شويا وبعدين عمار هيطلع يقول للصحافة ان كل اللي حصل كدب في كدب.
رفع عمار رأسه يحدجه بنظرات هوجاء فلم يبالي الآخر وهو يتابع :
– هيقولهم انه كان ماشي معاها و فركشو لما شاف أنها بتاعت فلوس ومش مناسبة ليه و اول ما قرر يتجوز و يستقر طلعت تهدده و تفتري عليه.
تمتم عمار من بين أسنانه و عقله لا يستوعب أنه سيجبر على أن ينكر زواجه و يردد كلماتهم على لسانه كالببغاء :
– رأفت بيه …
تشدقت فريال بغضب :
– كل اللي حصل ده بسببك و بسبب كدبك احنا اتفضحنا و بنتي اتقهرت في اكتر يوم سعيد ليها و كله بسببك انت و البنت ال ..
قاطعها وهو ينتصب واقفا و بوادر الجنون بدأت تنفلت من عينيه :
– مرات عمي لوسمحتي بلاش الكلام ده دلوقتي انا عارف اني غلطت لما خبيت الحقيقة بس مكنش قصدي اخدع ندى … انا لما خطبتها علاقتي مع مريم كانت شبه منتهية و مشوفتهاش من سنة ونص تقريبا و كنت فاكر اني مش هرجع اشوفها تاني عشان كده قررت متكلمش في موضوع منتهي.
الوحيدة اللي بتستحق ابررلها هي ندى و انا هشيل غلطي لوحدي مفيش داعي حد تاني يتحاسب مكاني.
حتى وهو متعرض لفضيحة و غدر كبير من زوجته التي قلبت الدنيا فوق رأسه إلا أنه لا يزال خائفا من أن تتعرض للأذى منهم او حتى يتم إلقاء كلمة سيئة عليها !
هذا ما فكرت به سعاد وهي تشاهد تخبط عمار ما بين الصدمة و الغضب ، لم يسمح لزوجة عمه بشتمها و حتى أنه عارض والده عندما أراد إلقاء كل اللوم على المسماة مريم …
اللعنة حلت و عمار قد وقع في حب تلك الغجرية منذ زمن و إنتهى الأمر !
___________________
ستوووب إنتهى البارت
رايكم بيه ؟
تفتكرو ايه سبب اللي عملته مريم وهي معاها حق ؟
عمار هيعمل ايه معاها و عيلته هتتصرف ازاي مع الفضيحة ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نيران الغجرية)