روايات

رواية نيران الغجرية الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة أحمد

رواية نيران الغجرية الفصل الثاني عشر 12 بقلم فاطمة أحمد

رواية نيران الغجرية الجزء الثاني عشر

رواية نيران الغجرية البارت الثاني عشر

نيران الغجرية
نيران الغجرية

رواية نيران الغجرية الحلقة الثانية عشر

إعترافات.
___________________
” في لحظة خاطفة حينما نواجه إنعكاس صورتنا على قطعة ملساء ، يرى كل منا أحلك مخاوفه …
ذلك الجانب الذي يخشى أن يطلق سراحه …
ذاك الذي تطمسه خلف قناع الكماليات …
فيغدو سرا بينك و بين المرآة ! ”
أنين متحشرج و شهقات حارقة عجزت عن الوصول إلى مسامعه فإرتدت غارقة في الفراغ ، حاضر ملطخ بالماضي و مستقبل غامض بلا أمان ، ظلال تتراقص من أسفل فرجة الباب الذي يمنعه عن الخارج فينكمش رعبا عند معرفة صاحبها جيدا …..
و مجددا يزداد الطنين داخل رأسه فيعتصره بيديه يحاول إسكاته و تخفيف آلامه حتى نجح أخيرا فعاد من الخيال إلى الواقع ….
إرتعشت رموش عينيه و إنفرجت جفونها ببطء محاولا إزالة الغشاوة عنها ، و بعد ثوان توضحت الرؤية له فوجد السقف يقابله و شعر بشيء يجثم عليه ليقاوم صداعه و يلتفت بوجهه في وهن ، فرآها جالسة على الأرض يد تمسك بيده و الأخرى تضع بها قطنة معطرة أسفل أنفه ، و عندما وقع نظرها عليه إنكمشت ملامحها و إنتحرت اللآلىء من عينيها الكحيلتين دمعة تلو الأخرى دون توقف ، وبينما هو يطالعها مرت خاطرة سخيفة على ذهنه لم تناسب موقفه البتة ” أي نوع من الكحل تستخدم مريم يجعله لا يندثر مع دموعها السخية ؟ ”
و عندما سمع صوتها المتلهف يسأله عن حالته إنتبه عمار إلى إستلقائه على الأريكة في الردهة فهمس بتشتت :
– في ايه … ايه اللي حصل … وانتي قاعدة بتعيطي كده ليه ؟
تذكرت مريم فقدانه الوعي منذ قليل بعد تصرفات غريبة قام بها فإنطلقت صرخاتها الخائفة و كادت تخرج طلبا المساعدة لكن عز عليها تركه ملقيا على الأرضية هكذا فآثرت حمله أولا وقد عانت الويلات حتى إستطاعت سحب جسده الثقيل و حمله على الأريكة ، جلبت قطعة من القطن و عطرتها لتضعها تحت أنفه و حين كادت تغادر لتخبر البواب بطلب طبيب باغتها عمار وهو يمسك يدها في حالة الاوعي هاتفا بضعف ” ماما لأ … بابا متسبنيش … بابا … “.
فظلت مريم جالسة تفترش الأرض تحاول إيقاظه وهو يئن و يهمهم بكلمات غير مفهومة حتى فتح عيناه و هاهو يننظر إجابتها على سؤاله.
مسحت دموعها و أجابت بصوت مبحوح :
– أغمى عليك فجأة و انا معرفتش أعمل ايه فجبتك هنا و حاولت أفوقك لحد ما فتحت …. عمار انت كويس تحب أطلبلك الدكتور ؟
و مع كل كلمة منها كانت ذاكرة عمار تستعيد آخر لحظات عاشها قبل إغمائه فزفر ماسحا وجهه بكف يده :
– أنا بخير متقلقيش مجرد إرهاق لأن بقالي يومين مبنامش كويس و كمان انا مكلتش حاجة من الصبح علشان كده …. مفيش داعي لدكتور.
إنتفضت مريم واقفة بسرعة :
– اسفة نسيت أنك مكلتش حاجة من الصبح بص أنا أساسا لسه عاملة الأكل ثواني و أحط السفرة.
رآها عمار تركض إلى المطبخ و نظراته تتبعها حتى إختفت ، أغمض عيناه يمسح على وجهه متذكرا ما عاشه قبل ثوان من إغمائه اللعنة لقد فقد السيطرة على نفسه و إنعكس الأمر على تخيلاته فكاد يقتلها !!
حمدا لله أنه أخذ بعض المهدئات بكمية مضاعفة قبل مجيئه إلى هنا لكي يستطيع إخماد الهلوسات فقد نتج عن تجرع الأدوية تفاعل زائد و هذا تسبب بإغمائه ، إنها ليست أول مرة يتعرض لموقف مشابه لكنها أول مرة تصيبه نوبته بهذه القوة فيوشك على خنقها !!
المسكينة مريم لا تعلم أنها كادت تموت بين يديه اليوم لو فقط تأخر عن إغمائه دقيقة واحد لم تكن لتنجو ، إذا كيف تعامله بلهفة هكذا ألم تنتبه لأفعاله أم لم تستطع التركيز بسبب خوفها عليه ؟
زفر عمار بإرهاق و نهض بترنح متجها نحو حمام غرفته يغتسل و يبلل وجهه بالماء البارد ليطرد الخمول عنه ، ثم غير ملابسه وهو يفكر كيف سيستطيع جعل مريم تنسى هذه الحادثة ولا تركز فيها فإذا أخبرت صديقتها هالة بما حدث مؤكد أن هذه الأخيرة لن تترك الأمر يمر مرور الكرام خاصة إذا علمت أنه ضغط بيده على عنق زوجته وليس ببعيد أن تجعل الشكوك تجتاح دواخلها فتلك البغيضة تكرهه حقا !!
لكن قبل ذلك سيفكر بما يجب فعله مع مريم بعد الذي رآه صباحا.
أفاق من شروده على دخول زوجته مرددة :
– عمار انت لسه تعبان هجبلك الأكل لحد هنا إيه رأيك.
نفى عمار برأسه مغمغما في جدية :
– قولتلك انا كويس و مفيش داعي للخوف ده كله هناكل عادي زي كل مرة.
اومأت على مضض فذهب معها و وجدها أعدت المعكرونة بالصلصة مع كرات اللحم و رغم أن عمار لم يكن يريد تناول شيء لكن رائحة الطعام الشهية خاصة بالأعشاب الغريبة التي تضعها على أطباقه تجعله يغير رأيه كل مرة …. إن زوجته لها قدرة على تحويل طبق عادي إلى آخر مميز و كل هذا بفضل لمساتها السحرية عليه !
بعد دقائق رفع عمار وجهه عن صحنه متنحنحا :
– انتي مطلبتيش المساعدة ليه لما أغمى عليا ؟
ردت عليه مريم بخفوت :
– كنت هعمل كده بس أنت كنت ماسك إيديا فخوفت أسيبك لوحدك و كمان انت سبق و نبهت عليا مدخلش حد من غير ما اطلب إذنك و كنت عارفة انك هتضايق لو عرفت اني دخلت واحد للشقة من غير ما اسألك علشان كده يعني.
رفع الأخير حاجباه بذهول و كاد يضحك بسبب إلتزامها الهائل بشروطه و فجأة عاد له الشعور بالرضا عند رؤيتها قطة مطيعة تجيد تنفيذ أوامره فقط ، دلك عنقه و أردف بنبرة جاهد ليجعلها تلقائية :
– كده أحسن وضعي كويس و الدكتور ملهوش لازمة …. مع إني حسيت بدوخة قوية و وانا حاطط ايدي على رقبتك حاولت اتمسك بأي حاجة عشان مقعش ومن غير قصد ضغطت عليكي.
تركت مريم الشوكة من يدها و تأملته بتوجس متذكرة ضغطه على مجرى تنفسها لكنها طردت أفكارها و همست :
– أيوة حسيت …. و خوفت عليك اوي لما لقيتك واقع.
لم يعلق عليها متعمدا لكي ينهي النقاش و بعدما أنهيا طعامهما ذهب إلى غرفته و تبعته مريم تعطيه دواء لصداع رأسه …. حدقت فيه بإضطراب ثم هتفت :
– أنا …. أنا عايزة أقولك على حاجة مهمة بس مش عارفة اذا الوقت مناسب يعني انت تعبان ووو …
رفع عمار عينيه إليها :
– خير ؟
بللت مريم شفتيها مركزة في نصيحة رفيقتها بوجوب إخباره بعلاقتها مع عثمان لتطلق جملها دفعة واحدة :
– ابن عمي مجاش المطبخ عشان يطلب مني اعمله شاي لا هو كان بيضايقني و ديه مش أول مرة يعملها …. عثمان من زمان بيتحرش بيا !
راقبت ردود فعله و تفاجأت عندما وجدته ساكنا كأنه لم يتأثر بما فجرته للتو ، ولم تنتبه إلى يده المرتعشة بإنفعال بينما تحدث بهدوء :
– كملي …. ولا أقولك احكيلي من الأول.
قضمت شفتيها بتوتر و جلس بجانبه تخبره بعلاقتها مع إبن عمها ، أنها كانت معجبة بشخصيته و وسامته و قدرته على جذب الآخرين له فوقعت في حبه و إدعى هو حبها أيضا و أوهمها أنه يطلب يدها للزواج حينما تكبر فإنخدعت به حقا حتى أدركت نواياه الحقيقية.
أخفضت رأسها تتمتم بضعف :
– كان وقتها عندي 16 سنة لما بدأ يحاول يقربلي جسديا كان بيمسك ايدي و أحيانا يحط ايده على جسمي و يعمل نفسه مش واخد باله لحد ما بقى يقولي أن اللي بيحصل ده عادي و كل اللي بيحبو بعض بيعملو كده بس أنا فضلت رافضة و مسمحتلوش يقرب مني و لما كبرت و بدأت أستوعب البيئة حواليا و أفهم الدنيا عاملة أزاي و ايه اللي لازم على البنت تعمله عشان تحافظ على نفسها عرفت معنى التحرش و تلقائيا بدأت أنفر من عثمان و اكرهه ، مشاعري ليه كانت كذبة بتقدر تقول عليها تعود لأني كنت عايشة معاه في نفس البيت …
و ساعتها بعدت عنه حذرته ميتعاملش معايا تاني بأي شكل من الأشكال بس هو ….
صمتت مريم سامحة لدموعها بالهطول فغمغم عمار بجمود ظاهري :
– بس ايه ؟ اتكلمي.
– مرضيش يبعد عني و بقى يلمسني قصدا وهو بيبص في عينيا بيتعمد يقعد معايا لوحدينا و يضايقني بالكلام و اللمس و بيهددني لو نطقت بكلمة هيخلي عمي يرميني في الشارع لأن محدش هيصدق أنه بيتحرش بيا …. و انا كنت خايفة اوي يا عمار و سكت وهو بيتمادى لدرجة أنه كان بيدخل أوضتي لما أهله ينامو و يقعد يخوفني و يشتمني و يذلني ….
حسسني اني واحدة مبتسواش عثمان كان بيرتاح لما يشوفني خايفة و بعيط بسببه أنا عشت في رعب لسنين طويلة و ماصدقت امتى اخلص ثانويتي و أدخل جامعة القاهرة عشان أبعد عنه قولت هستقر هنا بعد ما اتخرج و اخلص منه بس هو أقنع عمي يرجعني لبيتهم تاني و ….
أنهت مريم حديثها بدموع وهي تحيط جسدها بحركة تلقائية متذكرة كل ما قاسته من ذلك الوغد الذي إستسهل شرفها بدلا من حمايته ، لا تعلم كيف امتلكت كل هذه الشجاعة لتخبر عمار لكنها حقا إرتاحت رغم ” صعوبة المواجهة ” و خوفها الوحيد الآن هو ردة فعله ، ماذا سيقول زوجها حيال هذا الأمر ؟؟
أما هو فكان في عالم آخر تماما ، ضاقت أنفاسه وهو يتخيل كل لمسة حطت على جسدها ، كل نظرة رغبة صدرت من رجل غيره عليها ، و كل نظرة حب منها كانت تكنه إلى إبن عمها !
لقد ظن أن مريم كانت على علاقة عابرة فقط مع عثمان و هذا جعله ينوي قتله و قتلها ، لكن الآن إكتشف أنها كانت تتعرض للتحرش و الذل ، و كان هو في منزل ذاك المتحرش و اللعنة !
همهم أخيرا بصوت قاتم دون التطلع إليها :
– يعني انتي خبيتي عليا و خليتيني اقعد في بيت الراجل اللي كنتي معجبة بيه …. الراجل اللي اتحرش بيكي أنا سلمت عليه و كلمته و شربت و أكلت من نفس أكله زي الغبي إستهزأتي بيا لدرجة خلته يقرب عليكي و أنا موجود صح ….. إتكلمي !!!
صرخ بعنف فشهقت و إرتدت للخلف بسرعة بينما تابع عمار بجنون :
– انتي خوفتي من إيه بالضبط ؟ خوفتي مصدقكيش ولا خوفتي من كلام الناس ولا خوفك كله كان على الراجل اللي حبيتيه فيوم من الأيام ؟! معقول مش واثقة فيا للدرجة ديه يا مريم انتي ايه فهميني ازاي تحطي جوزك في موقف زي ده ازاي مبتتكلميش و تدافعي عن نفسك ازاي سبتيه يعمل فيكي اللي عايزه ردي عليا !!
وضعت مريم يدها على وجهها تبكي بدون إجابه فزفر عمار بقوة و أردف :
– تعرفي ايه اللي بفكر فيه أنا دلوقتي ؟ كام مرة بعد جوازنا حاول يتصل بيكي و كان بيعمل ايه لما تزوريهم لوحدك انا بفكر بكام مرة بصلك بطريقة زبالة و لمسك وهو متأكد أن مفيش حد هيوقفه عند حده مفيش راجل يدافع عنك و ده طبعا لأن حضرتك خايفة تتكلمي و خليتيني ابقى مش راجل فنظر ال ***** ده !!!
أنهى كلامه وهو يرمي فازة زجاجية موضوعة على طاولة صغيرة فتتهشم على الحائط مصدرة صوتا واكب صوت صرخة مريم المذعورة وهي تراه غاضبا هكذا لأول مرة ، و لوهلة تخيلت أنه سيضربها ، سيهينها و يرميها بعدما يقول أنه لا يتشرف بإمرأة مثلها كزوجة له ، هذا ما سيقوله بالطبع !!
في حين ضغط عمار على رأسه وقد إرتفعت حرارته بنسق مجنون إنعكس على تقاسيم وجهه التي بدت إجرامية كاد يصرخ عليها مجددا لكن فجأة إنطفأت ثورته بهمستها الواهنة :
– عمار ….. أنا خايفة.
حينها فقط إنتبه إليها وهي تلتصق بالحائط منكمشة على نفسها تحمي وجهها بيديها كمن يخاف من تلقي ضربة غادرة و تحاول كتم شهقاتها ، مسح على وجهه يلعن بداخله على تعنيفها بهذه الطريقة ثم تقدم منها و أخفض يديها متمتما :
– مريم خلاص إهدي.
أجابت بنفي سريعا فأطلق سبابا لم يصل لمسامعها و وضع رأسها على صدره يداعب شعرها لتنفجر في البكاء الصارخ :
– انا خفت منه و خفت من كلام الناس و خفت منك …. خفت لأني مبقيتش أحس بالأمان من لما أهلي اتوفو يا عمار من صغري فهمت أن مليش غير بيت عمي لو قولتله مكنش هيصدقني مراته أساسا كانت بتعرف و سكتت عشان إبنها عشان تحميه بس أنا مكنش في حد يحميني و لما اتجوزتك صح حسيت بأمان معاك بس فضلت خايفة متصدقنيش و ده مش بإيدي …
انا كل مرة بيبقى نفسي أقتل الحيوان اللي اتجرأ عليا كان نفسي اعترفلك من أول يوم اتجوزتك فيه بس …. انا …. انا ….
قاطعها عمار هامسا بلوعة :
– هشش متعيطيش كفاية انا جمبك حقك عليا مكنش ينفع اتنرفز عليكي انتي ملكيش ذنب و المفروض كنت أقدر وضعك بس غصب عني فكرت بالطريقة ديه …. إهدي و بطلي عياط.
ضغط على جسدها يحتضنه أكثر متذكرا نظراتها المرتعبة من لمساته في أول أيام زواجهما … كان وجهها يشحب بدرجة كبيرة عندما يحط بيده عليها لكنها تتحامل على نفسها و تخبره أنها خجلة لا أكثر …. حتى فزعها عندما يلمسها فجأة و إنتفاضتها التي تدل على الكثير …. كيف غاب هذا عن باله ولم يفكر به مطلقا ؟
دفنت مريم رأسها بصدره أكثر كأنها تود إختراق ضلوعه و تمسكت بقيمصه هاتفة من بين شهقات بكائها :
– كل مرة … كل مرة كان نفسي اتكلم بس بسكت عشان خايفة و مكسوفه …. والله العظيم أنا مفكرتش فيك على انك ضعيف او مبتقدرش تحميني بس خوفت تفكر بيا بطريقة وحشة انت مش عارف قد ايه كنت بحس بالقرف لما يحط ايده عليا ازاي روحي اتوجعت وهو بيذلني اتحملت كتير بس لحد النهارده الصبح قررت مسكتش تاني …. عمار انا شوفت الشك في عيونك لما لقيتني واقفة معاه معرفش اذا سمعت كلامنا احنا الاتنين بس قدرت أفهم من نظرتك انك شكيت فيا ساعتها قررت اعترفلك بكل حاجة حتى لو هتلومني و تقول عليا كنت بغريه عشان كده اتحرش بيا يمكن علشان لبسي ااا….
قاطعها عمار بحدة وهو يضم وجهها بين كفيه يقربها منه :
– اوعى … اوعى تفكري بالطريقة ديه تاني التحرش ملوش مبرر و مفيش ست في الدنيا تستحق حد يقرب منها خطوة واحدة غصب عنها مهما كانت طبيعتها و لبسها فاهماني اللي بيتعدى على حرمة بنت بيبقى مش راجل ولازم يتحاسب.
حينها تشدقت بصوت مكسور كاد يحطم فؤاده :
– بس المجتمع اللي انا اتربيت فيه بيقول غير كده … طول عمري بشوف الست هي الغلطانة و الراجل صح مهما عمل … لو البنت ضايقوها في الشارع هيقولو عليها هي الغلطانة بسبب لبسها … لو لمسوها غصب هيقولولها اسكتي عشان متفضحيش نفسك لو اغتصبوها هيقولو هي ليه طلعت في الوقت ده اكيد كانت لابسة كذا اكيد بتعرفه اكيد غلطت معاه و جاية تفتري عليه …
ومجتش على التحرش بس ديه البنت بقت تتقتل قدام بيتها و في الشارع ووسط الناس و قدام باب الجامعة بكل غل و ضمير معدوم و مع ذلك بتعتبر هي الغلطانة و مبتسلمش من لسان الناس … قولي بقى انا هعمل ايه و هتكلم ازاي وسط المجتمع ده ؟!
و اللعنة ألف مرة كلامها صحيح ، أصبحت المرأة تخاف ن أن تصرخ و تستنجد فتصبح هي الجاني و هاهي مريم واحدة من تلك النساء المعرضات للأذى الجسدي و النفسي ، ولكنه لن يكون رجلا اذا لم يحاسب من كان السبب في إيذائها.
حاوط عمار رأس مريم بين يديه و جذبها نحوه مغمغما بجدية حادة :
– اسمعيني كويس صحيح مجتمعنا ده بيرمي اللوم على الست دايما لو متجوزتش بتبقى معيوبة لو جوزها ضربها او اطلقت بتبقى هي الغلطانة ولو اتعرضت للتحرش او الاغتصاب بتبقى هي اللي أغرته و خلته يقرب عليها بس مع ذلك مينفعش الست تخاف من كلامكم و تتكسف لأنها مغلطتش ….. انتي شرفك غالي و اللي يحاول يقرب عليه اقتليه ….. اقتليه من غير ما تترددي يا مريم !!
ترى ما حال قلبها الذي يدق بجنون الآن حتى كاد يخرج من مكانه ؟ و ما حال عينيها وهما تتأملانه بعشق و إحترام و طمأنينة ؟ لم تتوقع أبدا أن يكون هذا موقفه منها ، ظنت أنه سيلقي اللوم عليها و يسبها و يتهمها بالخيانة لكنها كانت مخطئة …
زوجها الذي أحبته سابقا رغم غموضه و تصرفاته الغير مفهومة أصبحت تكن له إحتراما و تقديرا عظيمين الآن و الأمان الذي تعيشه حاليا بين ذراعيه ربما لم تعشه سابقا ، عمار إستطاع و بجدارة تملك روحها !!
جلسا على الفراش وهي لا تزال تحتضنه حتى همست :
– انا كنت فاكرة انك اتعمدت تخليني اخبط دماغي في تابلوه العربية عشان اتأذى و افتكرتك حاولت تخنقني قبل ما يغمى عليك بس عرفت دلوقتي اني كنت غبية لما فكرت بالشكل ده …. راجل چنتل و محترم زيك مستحيل يبقى ليه تصرفات عدوانية كده و يحاول يأذي واحدة ست و انا النهارده اتأكدت من الكلام ده.
” و حبيتك أكتر ” إبتلعت جملتها الأخيرة بداخلها.
و الحال أنه كان ينوي أذيتها حقا ، تعمد صباح اليوم عدم تنبيهها على حزام الأمان و الإسراع في القيادة ليشعر بقليل من الراحة عند رؤية دماء رأسها الملفوف حاليا بشاش ، و حاول قتلها منذ ساعتين و كان سيفعلها حقا لو لم يفقد وعيه ، صحيح أنه لا يقبل بالتعرض لأي إمرأة و لومها على حقارة ذكر لكنه في نفس الوقت قادر على قتلها ، إن عمار البحيري رجل منافق بإمتياز !!!
إبتسم ساخرا بينما سألته مريم بتوجس :
– هو انت …. انت هتعمل ايه بعد اللي قولتهولك ؟
– هقتله.
أجابها عمار ببساطة فشهقت بذعر هاتفة :
– لالا بلاش أرجوك متعملش كده بالله عليك.
رفع حاجبيه بإستهزاء :
– مش معنى متعصبتش كتير و اتصرفت معاكي بتحضر يبقى هسكت للشخص اللي اتعرض لمراتي معلش أنا راجل مش حاجة تانية.
نفت مريم موضحة :
– مش قصدي بس أنا مش عايزاك تورط نفسك علشان واحد زيه كفاية عليا اني قولتلك على اللي فقلبي و انت صدقتني مش هعوز حاجة تانية أساسا عثمان خد عقابه النهاره الصبح لما اتهجمو عليه.
انتبه عمار إليهم و حمحم مدعيا الإستغراب :
– قصدك ايه مين اتهجم عليه ؟
ردت عليه بنبرة تحمل الكره و الشماتة :
– في حد غدر بيه و ضربه لما كان رايح لبيته …. رفسه و لف حاجة على رقبته خلته يختنق بعدين ضربه على دماغه و اهو قاعد بيتعالج في المستشفى دلوقتي.
– و انتي عرفتي منين ؟
– اول ما وصلنا اتصلت بعمي أطمنه عليا زي ما وصاني اعمل و قالي على اللي حصل صراحة صعب عليا لأنه أبوه في الاخر بس أنا فرحت فيه يعني أكيد عثمان أذى حد زي عوايده و التاني حب ينتقم منه بالطريقة ديه.
أردفت بوجوم غير منتبهة إلى عمار الذي التمعت عيناه بوميض مخيف و ابتسامة شبه ساخرة على شفتيه عند إدراكه بأن مريم لن تتصور أنه هو من قام بالتهجم على ذلك الوغد …
لقد تحجج بمكالمة تخص عمله فدخل الى غرفتها و قفز من الشرفة التي أخبرته عنها مريم سابقا أنها كانت تهرب من المنزل بواسطة التسلل منها ، ثم لحق بعثمان وهو ينوي قتله حتى ضربه و لف شريطا رفيعا من أشرطة مريم حول عنقه قاصدا قتله ، ولكنه تراجع في آخر لحظة وهو يعاهد نفسه بأن يقتل ذلك الوغد بأقسى طريقة ممكنة ، فرجل بحقارة عثمان لا يستحق الموت بهذه السهولة !
أما مريم المسكينة فهي تعتقد أنه رجل متحضر و لا ضرر من إدعائه ذلك !
إستطردت مريم بعد قليل :
– علشان خاطري متعملوش حاجة هو كان صفحة سودا فحياتي و اتحرقت بلاش توسخ إيدك بيه.
زفر عمار بقلة حيلة مصطنعة :
– معاكي حق هو طلع من حياتنا و ملوش لازمة نجيب سيرته او أعمله حاجة تضره … علشان خاطرك بس ها.
إبتسمت و إحتضنته بفرحة :
– متشكرة اوي يا عمار على وقفتك جمبي صدقني أنا بح…
توقفت فجأة وقد أدركت زلة لسانها و نظرت بسرعة له تستشف ملامحه و لحسن حظها كان شاردا و لم يلحظ عندما كادت تعترف له بحبها ، تنهدت براحة و قالت :
– انت هتنام هنا ولا هتمشي ؟
رد عليها بعدما خلع تيشرته و إستلقى على الفراش يتثاءب :
– انا تعبان ومش هقدر أسوق بالحالة ديه.
أغمض عمار عيناه فورا و بعد دقائق قصيرة غرق في النوم من شدة تعبه ، ذهبت مريم تلملم زجاج الفازة التي كسرها ثم إستلقت بجانبه تفكر بحيرة في طبيعة شخصية زوجها.
أحيانا يبدو هادئا و باردا أو غامضا لا ينبس بكلمة ، و أحيانا يكون منطلقا في ضحكاته و يمازحها حتى أنه يبدأ في مغازلتها و سريعا ما يعود إلى صمته ، و منذ قليل كان غاضبا بشدة لدرجة اعتقدته سيرتكب جريمة لكنه هدأ فورا و نام ، حسنا من الواضح أن زوجها عمار البحيري لن يهدأ حتى يفقدها صوابها !!
****
إخترق سباته صوت غريب جعله يتململ بإنزعاج ثم يفتح عينيه ليداعبه ضوء شمس الصباح ، حرك رأسه لجانبه ووجد مكانها فارغا فإعتدل في جلسته و حاد بنظره إلى ستائر الشرفة الهفهافة ليظهر له جسد من خلفها و الصوت يصدر من عندها إضافة إلى دندنة رقيقة يعرف صاحبتها جيدا.
أخذ نفسا عميقا و قفز من السرير مستجيبا لطاقة عجيبة إكتنفته و جعلته يزيح الستائر ليهتز قلبه بين ضلوعه وهو يشاهدها ….
كانت مريم مفترشة أرضية الشرفة تضع بين قدميها عجلة لصنع الفخار و أصابعها تعبث في مرونة بكتلة طينية تشكِّلها كيفما أرادت بسهولة شديدة و كأنها خلقت فقط لتصنع هذا النوع من التحف …
ترتدي ثوبا أحمر ذو حمالات إرتخت فسقطت تكشف عن كتفيها بسخاء ، يصل إلى ما فوق ركبتيها مظهرا ساقيها التي تنتهي إحداها بخلخال أبيض يطلق رنة كلما تتحرك و شعرها الغجري الكثيف مسدول على ظهرها بفوضوية محببة إلى قلبه ، الكحل يزين وجهها الناعس و قد لونت شفتيها باللون الأحمر القاتم ….. لون لا تتخلى عنه في أي وقت !
كاد عمار يهوي صريعا و إحتشدت أنفاسه بكبت عندما سمعها تغني بإغراء :
– أنا الغجرية بنت الوادي و الصحرا …
أنا المولودة تحت السما الحرة …
حكاوي السحر عني كتير يحكوها …
أنا الفرس اللي قلبه عنيد كما الصخرة …
أوعى يدوب قلبك و تعشق بنت الغجر …
تسهر و تموت عطشان في عز المطر …
لو كنت يوم خيال و عايش بقلب عشر رجال ….
هيلين على يدي و يعيش ضعيف الحال …
انا الغجرية …. بنت الوادي و الصحرا …
و بينما هي تغني تحركت يده بتلقائية نحو هاتفه و إلتقط لها بعضا من الصور ثم كبس على علامة تشغيل الفيديو يمنح لنفسه حق سماع صوتها العذب متى أراد و كل هذا دون أن تنتبه تلك الجالسة على الأرض ….. و دون أن ينتبه هو على قلبه الذي غادر صدره فاقدا الأحقية في إمتلاكه من بعد الآن و أمسكته الأخرى بين يديها كما تمسك تلك بالملعقة الصغيرة تدسها داخل صحن حبات الرمان الحمراء و تضعها بفمها مستلذة !!
________________________
بعد مرور 3 أيام.
دخل إلى غرفته في المساء بعد مشاجرة مع والده و عمه الذي أبدى إستياءه الشديد بسبب إلغاء سفره في اللحظة الأخيرة و دون إنذار مسبق ، و كل العيون كانت ملقاة عليه تحمل عدة تساؤلات أهمها ” ما سبب إختفائك بعد إلغاء سفريتك و أين كنت ؟ ”
دخل للحمام و إغتسل سريعا ثم خرج إلى الشرفة عاري الصدر غير مكترث بنسمات الهواء الباردة ثم وضع سجارة بفمه يدخنها ممررا على ذاكرته كل ما عاشه في الأيام الأخيرة مع زوجته السرية ، لقد أصبحت مريم ملجأه الوحيد بعدما تشتد عواصفه الداخلية صوتها و نظراتها و تصرفاتها كل هذا يمثل له ما تمثله جرعة مخدرات لمدمن يائس لكن سؤاله الذي بات يطرح على نفسه كثيرا هو ” ماذا لو كان زواجهما طبيعيا ؟ ”
زفر عمار بخنق وهو يمسح على وجهه متابعا تدخينه حتى طرق باب غرفته أذن بالدخول لتدلف ندى و تهرع الى الشرفة نحوه ، وقفت أمامه وهي تلف حول نفسها هاتفة بسعادة :
– What do you think of this dress ? ( ما رأيك بهذا الفستان ؟ )
القى عمار نظرة سريعة عليها ثم عاد يطالع الفراغ مغمغما :
– حلو … بس قصير شويا.
قلبت ندى عينيها بإعتراض :
– ده الفستان الأحمر اللي انت اخترتهولي !
– لأ اللي اخترته أنا كان لونه أغمق من كده و عليه فيونكه من ورا و طويل وواسع بس اللي انتي لابساه ده فاتح و أقصر و ضيق متحاوليش تكدبي.
فغرت ندى فاهها بذهول من ملاحظته لتفاصيل ثوبها بنظرة لم تدم سوى ثواني قليلة لكنها قالت بمراوغة :
– اللي انت اخترتهولي هبقى البسه لما اطلع فخروجه مع صحابي بس الفستان ده مناسب اكتر عشان الفرح اللي هحضره.
حاول عمار تفادي النقاش معها بهذا الموضوع فهي ليست سوى إبنة عمه و من غير المناسب ان يتحكم بها في وجود عائلتها …. كيف سيفعل ووالدها نفسه لا يكترث لتصرفات صغيرته !
نفث دخان السيجارة من فمه بهدوء مستمتع لتهتف الأخرى بشيء من الإنزعاج :
– انا مش فاهمة ايه لازمة كل السجاير ديه مش على اساس انت بتلعب رياضة ازاي بتشرب الكمية ديه كلها.
– عشان جسمي محتاج نيكوتين.
أجابها عمار ببرود وهو يسحب أكبر كمية منها فهتفت الأخرى مبررة :
– اصل السجاير بتتعب اضافة للريحة بتاعتها …. مع ان ريحتها عليك مع ريحة البرفان بتبقى بتجنن بس بتفضل مضرة للصحة.
لم ينتبه عمار إلى غزلها الخفي أو – تغاضى عنه متعمدا – ثم قال :
– بفكر أبطلها.
– طيب ما تبطلها.
– لا أنا بفكر بس.
إندلعت ضحكاتهما تغزو الشرفة و تحدثا في أمور عديدة بالنسبة إلى عمار فإن عائلته بكفة و ندى في كفة أخرى بطفولتها و مرحها خاصة أنها تتعمد ألا تسأله عن شيء يزعجه و هذا أفضل ما فيها … ندى تعرف تماما ما يريد التكلم فيه و مالا يريد !!
طرق باب الغرفة و دخلت سعاد ، وقعت عيناها عليهما وهما شبه ملتصقان ببعض ندى ترتدي ثوبا قصيرا و عمار عاري الصدر ، مشهد كفيل بجعل من يراهما يطلق حكما مسبقا و لو جاء عادل او رأفت رأى هذا المنظر لكانت ستحدث مشكلة كبيرة.
تنحنحت و قالت بجدية :
– العشا جهز انزلو عشان تاكلو.
نظر عمار لإبنة عمه :
– انزلي وانا هلبس و اجي.
اومأت بإبتسامة و غادرت ليطالع الأخير زوجة والده و يغمغم متسائلا :
– ايه سبب النظرات ديه ؟
– المنظر اللي شوفته من شويا غلط انا عارفة ان ندى بتحب تقضي معاك وقت كتير وانت كمان بس مينفعش تقعد قدامها بالشكل ده وانتو في أوضة لوحدكم بليل.
اطفأ سيجارته في المطفأة مرددا بدون إكتراث :
– انا متعود اقعد كده من غير تيشرت و لما ندى جت نسيت البس صح غلطت لما خليتها جمبي في الوقت ده بس حضرتك عارفة اني مبقصدش حاجة وحشة …. هبقى اخد بالي بعد كده.
قالها منهيا النقاش و تحرك يرتدي قميصه الثقيل لتباغته بالسؤال :
– أنت كنت فين يا عمار ؟ و مع مين ؟
إلتفت إليها ببرود :
– مادام سألتيني أنا كنت مع مين يبقى عرفتي حاجة …. قوليلي حضرتك ايه اخر المستجدات اللي عرفها رأفت البحيري ؟
تضايقت سعاد من بروده و قالت :
– عمار ! أبوك شاف صور ليك و انت راكب في عربيتك مع واحدة ست و اتعصب اوي خاصة أنك سبت شغلك و روحت معاها ، انا مش فاهمة انت بتعمل كده ليه و مادام ماشي مع واحدة ليه مبتعرفناش عليها على الأقل أشوف مين ديه اللي بتحبها كده و ممكن أخطبهالك كمان لو عايز.
انتي شوفتي صور البنت ؟
سألها بترقب لترد عليه :
– لا الصور جايباكو من ورا بس شعرها كان باين يعني متحاولش تنكر.
أشاح وجهه عنها متجهما و همهم بإيجاز :
– لما أحب اتجوز هقول لحضرتك أول واحدة.
إرتدى عمار القميص و نزل إلى الأسفل وسط نظرات أفراد العائلة المتلصصة و الأخرى الغاضبة ، تجاهلهم و تناول عشاءه و عند الإنتهاء دلف إلى غرفة المكتب و لحق به رأفت الذي جلس على كرسيه بصمت يراجع ملفاته.
حدجه عمار بطرف عينه وقد تعجب من سكونه فلقد توقع أن يصرخ عليه و تبدأ مشاجرة جديدة من سلسلة شجاراتهما الانهائية إلا أنه هادئ تماما !
تنحنح عمار هاتفا :
– وليد اتصل بيا و قالي انه بكره هيعمل أول ميتينج مع العملا عشان يتفقو على ال Project المفروض تكونو عارفين.
– أيوة عارف.
طرق الباب و دخلت سعاد محضرة معها دواء الضغط الخاص برأفت لكنه رفضه معللا أنه بخير ، و بعدها دلفت الخادمة ووضعت صحن مكسرات على سطح المكتب و بعض المملحات و خرجت ليبدأ رأفت بتناولها متجاهلا عمار الذي تعجب من تصرفه فقال مدعيا البرود :
– الدكتور وصفلك دوا تاني غير ده ؟
– لأ أبدا.
– امال مرضتش تاخده ليه.
– عادي.
كتم عمار غيظه و حاول تمثيل عدم الإهتمام لكن عند تذوقه لبعض من تلك المأكولات وجدها مالحة بشدة لماذا هو يتناولها رغم أنه يعاني من إرتفاع في ضغط الدم ؟
زفر بخنق و حاد بعينيه إلى الورق لكن و على حين غرة انتصب واقفا و انحنى ليأخذ شيئا ما فإصطدم بالصحن متعمدا ذلك فسقط على الأرض متهشما.
انتفض رأفت بخضة و نظر إلى الأسفل :
– انت عملت ايه ؟
هز كتفه بتأسف مصطنع :
– ياه معلش مخدتش بالي.
نادى عمار الخادمة و طلب منها لملمة ما وقع ثم جلس على كرسيه كمن لم يفعل شيء …
مرت ساعة و هما يتناقشان حول العمل و فجأة توقف رأفت عن الحديث عندما شعر بصداع شديد يتملكه و الرؤية أمامه تتشوش فرمى القلم من يده و تأوه بقوة.
انتفض عمار من مكانه و توجه إليه بسرعة :
– خير حضرتك كويس ايه اللي حصلك ؟
رد عليه بوهن :
– صداع جامد و مش شايف كويس.
هلع الآخر و أدرك أن ضغطه إرتفع وقبل أن يفعل عمار شيئا وجد والده يعود بظهره للخلف فاقدا وعيه !!
___________________
عمار مقدرش يتحكم في النوبة بتاعته و كان هيقتل مريم يا ترى الحادثة ديه هتتكرر ؟
هيعمل ايه مع عثمان بعد ما عرف باللي كان يعمله مع مراته و إيه رد فعله لما يلاقي أبوه تعبان ؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نيران الغجرية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى