رواية نيران العشق والهوى الفصل الرابع عشر 14 بقلم هدير ممدوح
رواية نيران العشق والهوى البارت الرابع عشر
رواية نيران العشق والهوى الجزء الرابع عشر
رواية نيران العشق والهوى الحلقة الرابعة عشر
تشعر وكأنها في داخل متاهة، كلما تحاول الخروج منها ترجع لنقطة الصفر، فـ أنَّى لها الخروج من هذه المتاهة التي تبتلعها دون هوادة..
دلفت إعتماد لداخل منزل زوج ابنتها وخلفها زوجات أعمام سهر وزوجة ابيها الأخرى..
انطلقت الزغاريد من جوفها فور ان خطت أولى خطواتها داخل المنزل..
كانت تحمل أعلى رأسها صينية فوقها العديد من الأطعمة مغطاه بقماش حجب رؤية ما بأسفله..ودلف من خلفهم عتمان ووضع أحد الصواني على المنضدة التي كانت تتواجد بمنتصف المنزل وقال:
_هجيب الصينية التالتة ياست إعتماد وهدخل الاكياس.
هزت إعتماد رأسها بعدما وضعت ما تحمل جانباً وغمغمت بخفوت:
_ماشي..
تقدمت رشيدة وخلفها إيمان وصاحت قائلة:
_يا مرحب يا مرحب، خطوة عزيزة..
اقتربت من إعتماد وعناقتها وهكذا فعلت أيضاً مع الباقية ..
نظرت إلي الأغراض المتراصة بجانب بعضها وقالت بأعين لامعة:
_اي ده كله.. مكنش في لزوم تتعبوا نفسكم بس..
ردت اعتماد بتهكم:
_إهيه وانا هبخل على بتي الوحيدة ولا أيي..
هتفت رشيدة قائلة:
_لا ازاي ده انتو أهل الكرم كله.
ردت إعتماد بحنق:
_هسيبك أنا ياختي هطلع اشوف بتي.. ورمقت ايمان..
واردفت:
_طلعي الحاچة دي لـ مرات اخوكِ يابت يا إيمان.
تقدمت إعتماد للأمام كي تصعد للأعلي.. واعترض طريقها رؤية سهر تتجلى من أعلى درجات السلم…فعقدت حاجبيها بتعجب قائلة :
_بت يا سهر أيه اللي منزلك من شجتك دلوج يابت مكملتيش سبعتاشر يوم” 17″ دي العادات يابتي.
هرولت إليها سهر وعناقتها وهي تبكي فأبعدتها اعتماد بزعر قائلة:
_مالك يابت اتبكي ليه حد جالك حاچة زعلتك.
هتفت رشيدة على عجل:
_ويكون إيه يعني ياخيتي ده دلع بنات، أهو زي ما انتِ شايفة نازلة الساعة 12 الضهر ولابسة الأبيض و متشيكة.
ردت اعتماد في ريب وهي تنظر لـ سهر بتمعن قائلة:
_البت وشها مخطوف ولونها مصفر وتحت عيونها سواد، بتي وانا اعرفها كويس البت باكية.
عاجلت سهر قائلة:
_لا يما أنا كويسة بس اتوحشتك بس.
قالت بخيتة بحنق:
_إيه يا اعتماد مكبرة الموضوع ليه كده متخافيش.. وبعدي كده خلينا نبارك للبنية.
دفعت بخيتة اعتماد برفق، وعانقت سهر بود قائلة:
_مبروك يابتي..
وابتعدت عنها واضعة مبلغ مالي بكفة يدها قائلة بتريث:
_دي نقطتك ياحبيبتي.
ردت سهر بهدوء:
_الله يبارك فيكي يا مرات عمي عقبال مصطفى.
فعلت كلا من فتحية وإسعاف نفس الأمر.
وصاحت رشيدة قائلة:
_انتو لسة واجفين اجعدوا ياولاد مالكم كده، ما تجولي حاچة يا سهر.
ردت سهر بوهن:
_تعالوا يا چماعة نجعد.
جلسوا جميعاً بجانب بعضهم.
فهتفت رشيدة قائلة:
_بت يا إيمان دخلي الوكل ده المطبخ..
كادت إيمان ان تمتثل لحديث والدتها، فقاطعتها اعتماد بصرامة قائلة:
_الوكل ده يطلع لـ بتي، مطبخ ايه ده اللي يدخله، وبعدين ما انا جايبة عشا ليكي ولـ ايمان لوحدكم.. أشرت على أحد الصواني وقالت:
_دي ليكم، وانا برضه دي تفوت عليا..
ورمقت ايمان قائلة بحسم:
_لساتك واجفة يا ايمان يعني، روحي يابتي طلعي الوكل لفوج.
نظرت إيمان لوالدتها كأنها بانتظار اي إشارة منها، فقالت رشيدة بتوجس:
_طلعي الوكل يلا يابتي.
هزت إيمان رأسها بنعم ومن داخلها تستشيط غيظاً.
••••••••••••••••••
بجناح أيوب التابع لإحدى الفنادق بالغردقة..
كان يتوسط الفراش.. للتو قد استيقظ من نومه.. مد يده وهو مغلق العينين ظناً منه ان ندى مازالت بجانبه؛ ولكنه لم يجد إلا الفراغ، انتفض معتدلاً وهو يتفحص الغرفة بعينه وقال بتعجب:
_راحت فين دي..
صاح منادياً:
_ندى..
جائه صوتها من خارج الغرفة قائلة:
_أنا هنا يا ايوب، تعالى يلا..
ابتسم أيوب ضاحكاً والفرحة لا تسع قلبه.. البارحة كانت له، وليس البارحة فقط بل كل يوم ستكون معه للأبد، من الان سيفيق على سماع صوتها ورؤية وجهها.. كم انه كان حلماً صعب المنال ولكنه تحقق بإذن الله.
استقام واقفاً بعدما أزاح الغطاء، وتوجه للمرحاض ليأخذ حماماً منعشاً، وقام بتبديل ثيابه وغارد الغرفة..
كانت جالسة ندى على مائدة الطعام بمنامتها الوردية الرقيقة وشعرها المنسدل الذي حجب عنه منتصف وجهها.. ظل قليلاً يتأملها، حتى لاحظته هي وقالت بتعجب:
_أيوب واجف ليه تعالى افطر معاي.
اخرجه صوتها من شروده.. فقال متعجباً من مظهرها وهي تلوك الطعام بفمها:
_ندى حبيبتي أنتي كلتي نص الفرخة دي لوحدك.
قالت ندى بعتاب وهي تلوك الطعام بفمها:
_خبريه عاد يا أيوب هتحاسبني على الوكل، جعانة يا راجل جرالك ايه.
اقترب منها ليجلس امامها وقال بتهكم:
_طاب براحة لا تفطسي، وبعدين بالشكل ده مش هلاقي حاجة افطر بيها.
اجابت ندى بغيظ:
_بالهنا والشفا ليا، هبجا اخليلك انت الغصم مصمص فيه، ولا اجولك محدش هيفطر فراح هحطلك جبنة دلوج.
اجاب ايوب بشمئزاز:
_جاتك القرف، وبعدين طالما محدش بيفطر فراخ أنتِ إيه ده.
قالت بحنق:
_يوه عاد يا ايوب سيبني اطفح اللجمة ..
رد ايوب بخفوت:
_اطفحي يا حبيبتي، اطفحي.
قالت بعجل:
_كُل معاي، عشان هاكل والبس ونطلع نتفسح، ليا سنين محبوسة عاوزة أطلع روح الطفلة اللي جواي، ومستنية لحظة الجواز دي عشان الفُسح.
قال أيوب بجدية:
_تعرفي يا ندي.
هزت رأسها بنفي غير قادرة على الرد عليه بسبب الطعام الذي ازدحم بفمها..
فأردف هو بتريث:
_الشهر اللي هنقعده ده لازم نستغله؛ لأنه اللي جاي كله نكد.
ابتعلت ندى الطعام، وارتشفت القليل من الماء وردت قائلة:
_ياعم استبشر خير،ولا اجولك..
هز رأسه بتعحب قائلاً:
_قولي!.
استطردت ندى قائلة بتهكم:
_انت استغل الشهر على كيفك وانا هستغلك أنت.
قهقه ايوب بصوت عالي قائلاً بمزاح:
_ادلعي على كيفك يابنت فتحية.
•••••••••••••••
في المساء”
اقتربت رشيدة من درجات السلم،وبجانبها إيمان، وجأرت عالياً كي يصل الصوت لـ سهر:
_ بت يا إيمان اطلعي اندهي اخوكِ ونزلي الوكل اللي فوج ده، واللي عاوز يجي يتفضل.
انهت حديثها بغمزة من عينيها لـ أبنتها فصاحت الأخرى بقوة:
_حاضر يما طالعة اهو.. وصعدت إيمان للأعلى.
خرجت سهر من المطبخ، لترى يسري بالقرب من الباب على وشك الخروج فصاحت قائلة:
_يسري انت رايح فين.
زفر يسري قائلاً:
_نازل اتعشى مع أمي.
اقتربت منه سهر وحاولت التحدث معه بلين قائلة:
_اسمع يا حبيبي أحنا لسة عرسان جداد، ده النهارده الصباحية ازاي هتسيب عروستك وتنزل تحت.
اردف يسري في حسم:
_اسمعي أنتِ، الكلمة اللي اتجولها امي تتنفذ من سُكات مش مرا اللي تخدني منها، أنا مش هعمل زي مؤمن اخوي أحد مرتي واهرب، فاهمة.
هتفت سهر في امتعاض:
_ومين جال اني هاخدك منهم ولا هجسي جلبك عليهم، بس أنا كمان ليا حج فيك ومفروض متنزلش من اهنا جبل شهر كمان.
قال يسري بنفاذ صبر:
_متحاوليش معاي مش واحدة هي اللي اتمشي كلمتها عليا أنا نازل عاوزة تيچي تعالي،مش عاوزة اجعدي لحالك.
اشاحت سهر وجهها للجهة الأخرى وقالت بضيق:
_جاعدة لحالي روح انت.
من الخارج استمعت إيمان لحديثهم وارتسمت على وجهها بسمة نصر، فقد راق لها حديث أخيها، اعتدلت في وقفتها ومدت يدها لتطرق على الباب.. فانفرج الباب بوجهها وقالت هي ببراءة:
_جيت اندهك عشان تدلى تتعشى، وكمان هاخد الوكل اللي جوة.
رمقتها سهر باستفهام قائلة:
_وكل ايه ده اللي چاية تخديه؟.
اجابتها إيمان بهدوء:
_الوكل اللي جابته أمك..
صاحت سهر قائلة وهي تضع يدها في منتصف خصرها:
_وقولتيها بلسانك أهو الوكل اللي جابته أمي، يعني انتِ امك مالكمش فيه ياحبيبتي.
رمقتها إيمان بغل وقالت في حدة:
_سامع يا يسري مراتك هتجول إيه.
هتفت سهر في عجل:
_عايزة يجول ايه يعني، معجول بيتكم مفهوش وكل وطمعانين في زيارة امي.
هدرت إيمان بقوة وهي تنادي:
_يما، يما.. اطلعي وشوفي الهنا اللي احنا فيه.
لبت رشيدة نداء ابنتها، وصعد خلفها نجلها مؤمن وزوجته..
قبض يسري على معصم سهر وقال في حدة:
_أنتِ يابت ناجصة رباية وانا اللي هربيكي.
رفع يده ليصفعها، ولكنه توقف على صوت اخيه الحاد..
قال مؤمن:
_وجف اللي هتعمله ده، ايه هتمد يدك على مراتك وجدامنا كمان..
أنزل يسري يده بجانبه.. و رمق مؤمن والدته في حدة قائلاً:
_انتِ يما عاوزة إيه الخراب ده هيمشي في دمك، سيبي ولدك عايش مبسوط.
هتفت زينب زوجته:
_اللي فهمته من يوم ما جيت ان مامتك عايزة واحدة خدامة، والكل يسمع كلمتها..
قاطعتها رشيدة في حدة:
_مسمعش حسك يا مصراوية.. ورمقت يسري واسترسلت:
_أنا بس ياولدي جولت أنه انت هتاكل معاي فبدال الوكل اللي هنا ما يخرب ينزل تحت، هو ده جزاتي يعني.
قال يسري مؤيداً حديث والدته:
_كل كلمتك صح، بس وكل بيت وهدان مش هيدخل معدتي، احنا مش جعانين، اللي عاوزينه نطلبه ويجي لحد عندنا، يلا خلونا ننزل.
هبط الجميع إلى الأسفل وقبلها منهم من رمق سهر بشفقة والاخر بتشفي ، وحقد.
••••••••••••••••••
“أمام السرايا”
واقفة اعتماد تتحدث مع عتمان وبالقرب منهم تحديداً خلف الحائط تقف بخيتة تستمع لحديثهم..
تحدثت إعتماد قائلة:
_عملت اللي اتفجنا عليه.
اجابها عتمان:
_ايوة ياست اعتماد الرجالة عملوا معاه اللازم وهنسيبه مرمي جدام بيت جدته.
ابتسمت إعتماد برضا على حديثه وقالت:
_عفارم عليك يا عتمان، افتح يدك خد عرج الرچالة، ونصيبك.
اخذ منها عتمان رُزمة من المال وقال وهو يرمق النقود بجشع:
من يد ما نعدمها ياست اعتماد، ربنا يزيدك.
قالت إعتماد بتريث:
_كل ما تبجا تحت طوعي ليك كدهم واكتر، وحفيد زبيدة هو اللي جابه لنفسه، عشان يعرفوا مين هي اعتماد..
هز عتمان رأسه قائلاً:
_ولو مبعدش يبجا لينا تصرف تاني معاه.
هتفت إعتماد بعجل:
_اوعاك تعمل حاچة من غير شورتي..
قاطها عتمان قائلاً بعجل :
_مجدرش ياست اعتماد مجدرش.
ردت اعتماد قائلة:
_ماشي، هدخل أنا دلوج جبل ما حد يحس بيا.
هز عتمان رأسه.. ودلفت اعتماد؛ ولأن كان المكان مظلم لم ترى بخيتة التي تحدثت بعدما ولجت اعتماد للداخل قائلة:
_شكلك وراكِ حكاية كبيرة يا اعتماد!.. وعشان اوصل لـ سرك لازماً اعرف مين زبيدة دي.
•••••••••••••••••••
دقت عقارب الساعة الثانية عشر..جالسة زبيدة بملامح قلقة والخوف احتل قلبها تحدثت بوهن مع نفسها:
_الواد راح فين؟..اعمل ايه دلوج؟..اروح لمين بس، يارب حلها من عندك ماليش غيرك يا كريم.
استمعت لصوت طرقات خافتة على بابها، فانتفضت واقفة.. وهرولت باتجاه الباب لتفتحه.
سقطت انظارها على ذلك الجسد الراقد أمام الباب فصرخت في فزع قائلة:
_يامرك يا زبيدة، جتلوك ياولدي.
هبطت لمستواه ووضعت رأس هشام على فخذها.. فتحدث هشام بصوت ضعيف:
_أنا كويس يا ستي دخليني لـ جوة.
بكت زبيدة بصمت نظرها يتفحص تلك الكدمات التي غطت ملامح وجهه، وقالت بوهن:
_اكيد هي اللي عملت فيك ِكده، جولتلك ياولدي حذرتك..
صاح هشام وهو يحاول التقاط أنفاسه:
_دخليني لـ جوة الأول وبعد كده كله يتحل.
استقامت زبيدة واقفة ومدت يدها تحاول مساندته، حتى دلف وجلس على أقرب أريكة.
وهتفت زبيدة في عجل:
_جولي ايه اللي حصل.
قص هشام عليها ماحدث معه باختصار وختم حديثه قائلاً:
_خدوني في مكان ونزلوا فيا ضرب، وجالوا دي بس جرصة ودن بعد كده هيبجا فيها رجبتك.
ضربت زبيدة كف على الأخر وقالت ببكاء:
_حذرتك ياولدي منيها، اسمع.. يطلع الصبح ونلم خلاجاتنا ونمشي من اهنا.
••••••••••••••••
صباحاً، في السرايا..
اجتمع الجميع على مائدة الطعام..
اخذت ورد ترص الاطباق بعناية، فصاح مصطفى قائلاً:
_يما أنا خلاص جررت اتجوز..
رمقتة ورد بدهشة، ووقعت كل الأنظار عليه، فهتف سلمان قائلاً:
_ورد وافجت.
أجاب مصطفى وهو يتطلع إليها:
_لا، بس جُلت هفضل مستني لحد امتى، العمر بيعدي..
هتفت بخيتة بفرح:
_عين العجل يا ولدي، أيوة ِكده فرحت جلبي.
رمقها مصطفى قائلاً:
_خلاص مهمتك إنك تشوفيلي عروسة.
غادرت ورد بصمت تحت انظارهم
وهدرت إعتماد في قوة:
_إيه يا مصطفى نسيت ورد ولا إيه.
هتفت بخيتة بعجل:
_هي ورد دي من باجي عيلتنا، أحنا مالنا ومالها، وبعدين خليكي مع ابنك روحي اطمني عليه ، كل واحد يتلهي فاللي ليه.
لم تعريها إعتماد أي اهتمام بل رمقت مصطفى قائلة بحسم:
_لينا كلام تاني مع بعض يا مصطفى بعد الوكل.
جأرت بخيتة في عنف:
_لا كلام تاني ولا تالت،أنتِ مين عشان تدخلي في حياتنا،لو جلبك على ورد جوزيها لـ ابنك أيوب.
هتفت فتحية :
_أبن مين ياحبيبتي،نسيتي انه متجوز بتي.
صرخ بهم سلمان قائلاً:
_اجفلي خشمك منك ليها مش عاوز اسمع حس واحدة فيكم، بعد كده اللي ناوية على خناج متنزلش من شجتها فاهمين.
•••••••••••••••••
أمام الشاطئ يجلس أيوب وندى ..
مالت هي على كتفه، وطوقت يده خصرها فزفر هو بارتياح قائلاً:
_تعرفي..عمري ماحسيت بطعم الراحة غير معاكِ، الحياة من قبلك مكنتش حياة ياندى.
ابتسامة زينت ثغرها و هي تقول:
_أنا كمان يا أيوب، أنت متعرفش أنا فرحانة قد ايه.. اليوم اللي كنت هتجوز فيه العمدة كنت حاسة روحي هتطلع جلت خلاص كده حياتي وجفت ومش هتكون ليا، دايماً كنت اسمع ان الإنسان عمره ما بياخد حاجة بيحبها..
صمتت قليلاً تلتقط انفاسها واسترسلت:
_بس كدب الإنسان أول ما بيرفع أيده ويدعي ياخد كل حاچة بيحبها.
قال أيوب بهدوء:
_وانتِ ياندي دعيتي ربنا أكون من نصيبك.
ابتعدت ندى تنظر داخل عينه قائلة:
_من جواي أنت الوحيد اللي كنت بتمناه، بس كنت بخاف أعلق نفسي فـ حبال دايبة،وكنت دايما اجول يارب ارزجني بزوج صالح، أول ما فوضت أموري لله كل حاچة اتيسرت.
ابتسم ايوب ضاحكاً وامسك يدها وطبع قبلة رقيقة على كفها،فقالت هي بنبرة مبطنة بالدلال :
_تعرف نفسي فـ أيه.
رد أيوب مبتسماً:
_نفسك ف إيه ياضي العيون.
ضحكت ندى مبتسمة كدلال طفلة على ابيها، وقالت:
_نفسي العب واجري كده واعمل كل حاچة نفسي فيها.
غمز أيوب بعينيه قائلاً:
_واحنا فيها يلا بينا.
••••••••••••••••••
في منزل يسري..
جالسة رشيدة مع ابنتها يشاهدون التلفاز صاحت رشيدة قائلة:
_جومي يابت شوفي مقصوفة الرجبة منزلتش ليه لحد دلوج، اهو مؤمن ومرته سافروا الصبح واخوكِ راح من تاني يوم على شغله، فزي جومي شوفيها..
استقامت إيمان وردت في ضچر:
_جومت أهو يما.
صعدت للأعلى، وبعد قليل تجلت وخلفها سهر.. وقفت سهر أمام رشيدة قائلة بضيق:
_ايوة ياحچة، إيمان جالت أنك عايزاني، خير
رمقتها رشيدة بكره قائلة:
_ايه مجضية كل وجتك نوم وبس، مفيش مصالح معاكِ.
هتفت سهر بقوة:
_شغل البيت ماليش صالح بيه، اعمليه أنتِ وبتك أهو اتسلي بدال ما انتِ مش لاجية حاچة تتسلي بيها.
استقامت رشيدة واقفة،وقالت بتحدي:
_جد جولك ده يابت اعتماد.
ردت سهر بقوى مزيفة وهي ترتد للوراء:
_ايوة، وكمان أنا ممكن اكلم اعتماد تيچي تجولك ان بتها من اليوم ورايح عازلة.
هتفت رشيدة بمكر:
_ايه رأيك اشيعك انا ليها، وافضحك فكل البلد لما يعرفوا ان بت وهدان، بيت جوزها بعتوها لأهلها وهي لسة يدوب تالت يوم جواز.
تبدلت ملامح سهر للقلق والخوف، ورمقت رشيدة ابنتها بنصر، فعادت جالسة وهي تقول:
_جدامك اختيارين، تروحي تعملي عصير وتغسلي طبق فاكهة وتشوفي البيت، والا اخدك من ايدك ل…
قاطعتها سهر قائلة بكسرة نفس:
_هروح اجيب العصير.
تبادلوا هي وابنتها النظرات وهتفت رشيدة في سعادة:
_ايوة كده أحب الناس العاقلة انا دي، روحي يلا.
••••••••••••••
“عند بخيتة”
جالسة على فراشها داخل غرفتها، وقالت وهي تتحدث مع نفسها:
_زبيدة، زبيدة.. ياترى مين دي؟.. اعصري دماغك يابخيتة يمكن تطلعي تعرفيها.
صمتت وهي تفكر..حتى دلف سلمان الغرفة قائلاً:
_جومي يا بخيتة طلعيلي غيار..
لم يأتيه الرد منها، فهي بالأصل لم تسمعه بسبب شرودها فهتف بحدة:
_بخيتة..
انتفضت بخيتة فزعاً وقالت :
_جرالك ايه يا سلمان.
قال سلمان بتهكم:
_مالك اتفكري فأيه وواخد عجلك، حب جديد ياك.
هتفت بخيتة بعجل وضياع قائلة:
في زبيدة..
قال سلمان بتعجب:
_وإيه اللي يخليكِ تفكري فالداية زبيدة، تعرفي واحدة حبلى ولا ايه.
استقامت بخيتة مبتسمة وهي تقول:
_ايوة ودي كانت غايبة عن عجلي كيف، زبيدة تبجا الداية بتاعت المنطقة زمان وهي اللي ولدت إعتماد على ايامنا، ممكن تكون تجصدها هي.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نيران العشق والهوى)