رواية نياط القلب الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم حور طه
رواية نياط القلب الجزء الحادي والثلاثون
رواية نياط القلب البارت الحادي والثلاثون
رواية نياط القلب الحلقة الحادية والثلاثون
يدخل الغرفة و ينظر إليها وهي نائمة، ثم يقترب منها ويجلس بجانبها، ويضع يده على شعرها المبعثر على الوسادة وهو يتنفس بعمق. لا تصحو هي، ولكن تبتسم قائلة: “جواد حبيبي، إنت ما مشيتش؟”
سلطان بغيرة قائلًا: “أنا سلطان حبيبك، مش جواد.”
نوال تجلس بخضة قائلة: “إنت إزاي تدخل هنا يا بني آدم؟ أنا مش قلت لك تعرف حدودك!”
سلطان قائلًا: “أنا عارف حدودي كويس. عموماً، عايزك تصحي كده وتفوقي علشان عايز أفرجك على حاجة.”
نوال بانفعال قائلة: “اطلع بره يا سلطان، وما تدخلش الأوضة دي تاني من غير إذن. ده لو خايف على نفسك، فاهمني؟”
سلطان بابتسامة قائلًا: “حاضر يا أميرتي، هخرج بره، بس قبل ما أخرج لازم تشوفي الفيديو ده وتعرفي إنك ما لكيش حد غيري، وإن كلهم زي بعض، خانوكي.”
نوال تأخذ منه الهاتف وتشاهد الفيديو بصدمة قائلة: “لا، مش معقول جواد يعمل كده، مستحيل!”
سلطان بعصبية قائلًا: “حتى بعد ما شفتِ بعينك لسه مش مصدقة؟ قلت لك جواد خاين زيّه زي وليد، ولو لسه مش مصدقاني، أنا هخليك تشوفي بعينك النهارده وهو في حضن مرات أخوكي.”
نوال بعيون مليئة بالدموع قائلة: “بس جواد عمره ما كان كده… هو كان كل حياتي، علشان يكون لي عملت حاجات كتير، مش قادرة أصدق اللي بشوفه دلوقتي. ليه يا جواد؟ ليه خنتني؟”
سلطان قائلًا: “أنا قلت لك من الأول إنك بتضيعي وقتك معاه، لكن إنتِ اللي اخترتِ تصدقي الكذبة. النهارده هتشوفي الحقيقة بعينك، وهعرفك مين هو جواد على حقيقته.”
نوال بتوعد قائلة: “لو اتأكدت إنك بتخوني يا جواد، يبقى إنت اللي اخترت.”
سلطان بابتسامة خبث، لأنه وصل لغايتِه، قائلًا: “وأنا هخليك تتأكدي النهارده إنه ما حبكش وكان بيخدعك.”
نوال تصـ ـرخ في وجهه قائلة: “اخرج بره! مش عايزة أشوف خلقتك. وأول ما يبقوا مع بعض بلغني، اخرج بره!”
سلطان يغادر الغرفة، وهي في حالة من الانهيار جعلتها تكسر كل شيء في الغرفة من شدة غضبها، وتنوي الانتقام من جواد ووتين على هذه الخيانة التي قاموا بها اتجاهها.
*****************
<<عند ناديه واردام>>
نديم بصدمة قائلاً: “مستحيل يكون اللي بتقوليه ده حقيقي! ابني مش ممكن يـ ـؤذيني.”
نادية بتأكيد وثبات قائلة: “للأسف يا نديم، ماجد كان بقاله فترة بيحط لك العقار ده. لما كنا مع بعض في اليخت وأغمي عليك، ودّيتك المستشفى، وعملوا لك تحاليل، وطلع إنك بتاخد عقار بقالك مدة بيأثر على ذاكرتك وبيعمل لك خلل في الجهاز العصبي يخليك تفقد القدرة على كل شيء. الدكتور نصحني إنه لازم توقف العقار ده وتبدأ تتعالج منه. علشان كده كان لازم أبعدك عن ولادك علشان أضمن إنك ما تاخدش العقار وترجع لطبيعتك مرة تانية. لكن لما عملت حـ ـادثة بالعربية وإنت جاي لي الشقة اللي رجالتك خدوني عليها، وأنا كنت آخر حد كلمته قبل ما يغمى عليك في العربية. اتصلت بأردام وأخذناك، والدكتور كان بيتابع علاجك لحد ما فوقت، ودلوقتي الحمد لله بقيت كويس.”
نديم بحالة من الإنكار قائلاً: “يعني أنا كنت تحت تأثير العقار ده طول الفترة دي؟ معقول؟ ماجد، ابني، يعمل فيَّه كده؟”
نادية بحزن قائلة: “أنا عارفة إنها صدمة كبيرة عليك، بس للأسف دي الحقيقة. انت لن تتخيل بشاعة أولادك وصلت لحد فين. ولادك دمـ ـروا ناس كتير، حتى انت ما سلمتش من أذاهـ ـم.”
نديم بتنهد عميق، وبصوت مليء بالحيرة قائلاً: “مش عارف أعمل إيه. كل حاجة كنت فاكرها صح طلعت غلط. أنا مش قادر أصدق إني كنت مغيّب بالطريقة دي.”
نادية بتهدئة قائلة: “المهم دلوقتي إنك تتعافى وتاخذ وقتك علشان تستوعب اللي حصل. الدكتور قال إنك محتاج فترة نقاهة وتركيز على علاجك عشان ترجع لطبيعتك، وجسمك يتخلص من العقار ده نهائي.”
نديم ينظر لها بحيرة قائلاً: “ساعدتيني ليه يا نادية؟ اللي ماجد عمله ده كان في مصلحتك، وكنتِ هتستفيدي منه كتير إنك تتخلصي من راجل عجوز طمعان فيكِ ودخل حياتك ودمـ ـرها.”
نادية بتنهدة قائلة: “بالعكس، أنا عمري ما شفتك إنك
دمـ ـرت حياتي. انت خليتني أفتح بعد ما كنت مغمية. اللي انت عملته آه مش صح وغلط، وأتمنى إنك ما تكرروش مع أي واحدة تانية، بس انت خليتني أشوف حقيقة واحد كنت بقول عليه في يوم من الأيام إنه كل حياتي، واخترته من بين الناس يكون شريك حياتي، وكنت فاكرة إنه هيحافظ عليَّ. بس للأسف طلع بيتاجر فيَّه علشان مصلحته، واللي انت عملته ظهر لي الوش اللي أنا عمري ما كنت هقدر أشوفه.”
نديم بامتنان قائلًا: “انتِ أنقذتيني، وأنا مدين لكِ بحياتي. أقدر أساعدكِ إزاي؟ لو عايزة تتخلصي من عاصم، أنا ممكن أخلصكِ منه. عندي أوراق لو وصلت للنيابة كفيلة إنها تحبسه 15 سنة على الأقل.”
نادية قائلة: “وأنا مش هطلب منك أي حاجة غير إنك تديني الأوراق دي.”
نديم مستجيبًا قائلًا: “الأوراق هتكون عندكِ، وتقدري تتخلصي من عاصم نهائي. بس أنا عايز أطلب منكِ طلب: ممكن تسامحيني لو كنت سببت لكِ أي أذى؟”
نادية بطيبة قائلة: “أنا مسامحاك. بس أنا كمان حابة أطلب منك طلب: أوعى ترجع للطريق ده تاني، وحاول تحترم البنات وما تتعاملش معاهم على إنهم سلعة ممكن تشتريها بفلوسك.”
نديم ينظر إلى الأرض بخجل قائلًا: “أنا آسف لو كنت سببت لكِ أي إزعاج، وبوعدكِ إني عمري ما هعمل كده تاني. أنا همشي دلوقتي، لازم أرجع حساباتي وأعرف ليه ابني عايز يمـ ـوتني بالبطيء.”
نادية بارتباك قائلة: “لا، انت مش هينفع تمشي دلوقتي. الدكتور قال لازم تستريح على الأقل يومين علشان أطمئن عليك، وبعدها تقدر تعمل كل اللي انت عايزه.”
نديم بابتسامة قائلًا: “حاضر يا نادية، أنا هفضل هنا كمان يومين.”
نادية تتنفس براحة لأنها أقنعت نديم بالبقاء وعدم الذهاب، فإذا ذهب ستنتهي خطة جواد بالفشل.
<<خارج غرفة نديم>>
أردام، متسائلًا قائلا: “قدرتِ تقنعيه إنه يستنى هنا؟”
نادية، بطمئنان قائله: “ما تقلقش، كل حاجة ماشية زي ما رتبنا لها.”
أردام قائلا: “كده كويس. بحاول أكلم جواد من ليلة امبارح، مش عارف أوصل له. لازم يعرف حقيقة الفيديو بتاع وتين.”
نادية، بنبرة متألمة قائله: “مش قادرة أصدق لحد دلوقتي اللي هم عملوه.”
أردام، بتفاؤل قائلا: “المهم دلوقتي إن إحنا وصلنا للحقيقة، وده اللي يهمنا.”
نادية قائله: “الحمد لله.”
**************************
كانت تجلس بغرفتها في هدوء وراحة وسكينة، ولكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ يقتحم ماجد الغرفة قائلاً: “مراتي حبيبتي، جاهزة علشان نكمل اللي ما قدرناش نكمله المرة اللي فاتت؟”
وتين تنتفض من مكانها وتؤشر له بإصبعها بتحذير قائلة: “ماجد، اخرج بره وابعد عني! أنا مش هسمح لك تقرب لي.”
ماجد يقفل باب الغرفة بالمفتاح ويضحك بسخرية قائلاً: “هو إنتِ يا مراتي يا حبيبتي، ما تعبتيش من الكلام ده؟ كل شوية تعيديه وتزيديه، ما زهقتيش؟”
وتين بنظرات اشمئزاز قائلة: “أنا زهقت منك ومن تهديداتك، ومن ريحة الخمرة اللي ما بتفارقش هدومك. خلاص، زهقت منك، مش هستحمل تهديداتك مرة تانية.”
ماجد بتساؤل قائل: “شايفك جريئة زيادة عن اللزوم النهارده، يا ترى إيه السبب؟”
وتين بتحدي قائلة: “السبب هو إني مش هكون ضعيفة تاني، وصدقني لو حاولت تقرب مني مش هترد اللحظة في إني أقتـ ـلك.”
ماجد بصوت مرتجف يمثل الخوف قائل: “لا، بجد خوفتيني! مراتي اتحولت لوحش ولا إيه؟ وبعدين لو عايزة تقتلـ ـي حد، اقتلـ ـي نفسك.”
وتين بتحدي قائلة: “لا يا ماجد، لو في حد يستحق
المـ ـوت فهو الشخص اللي سرق حياتي وكرامتي، واللي هو إنت.”
ماجد يبتسم بسخرية قائلاً: “إنتِ فاكرة إنك قوية كده؟”
وتين تقترب منه بثبات قائلة: “القوة الحقيقية مش في التهديدات، القوة في إني أقدر أقف في وشك وأقول لك لأ. وأقول لك دلوقتي: لأ، مش هسمح لك تقرب مني تاني.”
ماجد بتصميم قائلاً: “ما تفتكريش إنك هتقدري تهربي مني. أنا اللي ليا الكلمة هنا.”
وتين بنبرة حاسمة قائلة: “لا يا ماجد، انت غلطان. انتهى الزمن اللي كنت فيه بتتحكم فيا. دلوقتي أنا اللي هتحكم في حياتي.”
ماجد يقترب منها بخطوات ثقيلة، وعيناه مليئتان بالغضب قائلاً: “إنتي فاكرة نفسك بتهددي مين؟ أنا ما بخافش من حد!”
وتين تقف بثبات، وتحمل في يدها شيئًا لم يظهر بوضوح قائلة: “أنا مش بهددك، بس لو حابب تتاكد. اقرب خطوة واحدة كمان وهتشوف بنفسك.”
ماجد يتوقف فجأة، ويحاول إخفاء ارتباكه قائلاً: “هتقدري تعمليها بجد؟”
وتين تبتسم بثقة قائلة: “جربني وشوف.”
يبقى ماجد واقفًا للحظة، يتأملها بنظرة ممزوجة بالدهشة والخوف، قبل أن يتراجع ببطء، ثم يفتح الباب ويخرج من الغرفة بصمت، تارك وتين واقفة بثبات، تشعر لأول مرة بالقوة والتحكم في حياتها، بعد أن نفذت كلام جواد لها بأن تظهر قوتها أمام ماجد كي لا يقترب منها.
ثم يعلن هاتفها عن اتصال،قائله: “ما تقلقش، عملت زي ما قلت لي، وبالفعل خاف ومشي.”
جواد بقلق قائلاً: “وتين، أنا عايز أشوفك.”
وتين باستجابة قائلة: “هستناك عند الباب الخلفي في الجنينه.”
جواد بتنبيه قائلاً: “خلي بالك من نفسك، وما تخليش حد يشوفك.”
وتين قائلة: “حاضر، ما تخافش عليا، خلي بالك من نفسك.أنت
<<باسيارة جواد>>
جواد يجلس بالسيارة، وقبل أن ينزل لمقابلة وتين يرن هاتفه معلنًا عن اتصال، فيرد قائلاً: “طمني،يا أردام، كل حاجة ماشية طبيعي؟”
أردام قائلاً: “أيوه، ما تقلقش، كل حاجة ماشية زي ما خططنا لها، وقدرنا ناخد الكارت اللي عليه الفيديوهات. في حاجة مهمة، لازم تعرفها.”؟
جواد باستماع قائلاً: “قول،يا أردام، أنا سامعك.”
ثم ينقطع الاتصال، وينظر جواد إلى هاتفه ويتضح أنه فصل شحن.
يترك جواد الهاتف في السيارة ويتجه لمقابلة وتين.
<<عند سلطان ونوال>>
وفي هذا الوقت، كانت عيون أخرى تتبعهم وتترقب وصولهم ولقاءهم هذا.
يقف سلطان بجانبها قائلاً: انت سمعت بودانك المكالمة اللي دارت بينهم، وإنهم هيتقابلوا دلوقتي.”
نوال تقف وتنظر جيدًا إلى وتين وهي تقف تنتظر جواد، قائلة: “عقاب الخيانة هو المـ ـوت، وخيانتهم دي هتكلفهم أرواحهم.”
سلطان بنبرة تهديد مخفية قائلاً: “أنا وإنتِ ملناش غير بعض، وصدقيني طول ما أنا قريب منك هتفضل أسرارك في بير غميق مالوش قرار.”
نوال بنظرة حادة قائلة: “انت بتهددني يا سلطان؟”
سلطان بابتسامة يلمس خدها قائلاً: “لا، أنا بفتح عينك على الحقيقة، واللي هي إن سلطان بس هو اللي من حقه يفوز بيكي.”
نوال بابتسامة مكر قائلة: “فعلاً، كل يوم بتأكد إنك انت الوحيد اللي ما خنتنيش، بالعكس، انت دون عن كل اللي حوالي اللي بعرف أتعامل معاك بطبيعتي، ومش مضطرة أبداً إني أمثل قدامه.”
سلطان يقترب منها أكثر قائلاً: “وأنا بحبك على طبيعتك دي، ومستعد أضحي بروحي علشانك.”
نوال تنظر له وتقول بداخلها: “هي فعلاً روحك علشاني، وهآخذها في الوقت المناسب.”
ثم يأتي جواد إلى وتين، وتتابعهم في صمت هي وسلطان.
<<عند جواد وتين>>
وتين بقلق قائلة: “فيه إيه، جواد؟ ليه طلبت تقابلني دلوقتي؟ أنا خايفة حد يشوفنا.”
جواد بحب قائلاً: “ما قدرتش أستنى أكتر من كده. بعد ما شفت الحيوان ده دخل الفيلا، كنت عارف إنه هيضايقك. كان لازم أشوفك وأطمن عليك بنفسي. طمنيني، لمسك عمل لك أي حاجة؟”
وتين باطمئنان قائلة: “حبيبي، اهدى، ما تخافش. أنا هعرف أحمي نفسي كويس. هو رخم عليا شوية بكلامه، وبعد كده خرج، ما تقلقش.”
جواد يضمها إلى صدره قائلاً: “أنا مش ههدى ولا هرتاح غير لما أخرجك من الفيلا دي.”
وفي تلك اللحظة، يأتي سلطان من الخلف ويضـ ـرب جواد على رأسه فيسقط مغمى عليه، ونوال تعطي حقنة مخدر لوتين فيغمى عليها هي الأخرى. ثم يحملانهم إلى السيارة ويذهبون بهم.؟!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نياط القلب)