رواية نوح الفصل الأول 1 بقلم سمية خالد
رواية نوح الجزء الأول
رواية نوح البارت الأول
رواية نوح الحلقة الأولى
– نوح أنتَ لسه قاعد هنا مش قولنا هنتقابل كلنا نتغدي سوا؟
=….
كان مندمج وهو بيرسم ومبتسم وعيونة بتِلمع
– رجعت ترسم تاني ؟ كنت متأكدة أنك مش هتستسلم .
– طب ممكن اشوف بترسم أيه ؟
– أه طبعاً
روحت بحماس وبصيت ع اللوحة وانا كُلي شغف إنه يكون راسمني .. ولكن كانت هي ” نِهال حبيبته اللي ماتت” النهاردة الذكري السنوية ليها
من خمس سنين زي النهارده ماتت يوم كتب كتابها هي علي نوح ماتت بحادثة عربيه”
كان راسمها حلو كالعادة ، نوح عمره ما رسم حاجه وطلعت مش حلوة
عنيا دَمعت غصب عني ومسحتهم قبل ما يشوفني
– إيه رأيك ؟
– جميله أوي ، أكيد لو كانت هنا كانت فِرحت بيهم أوي ، بس ده مش إتفاقنا .
ولا هقدر أكون قده يا أنغام في كل مرة بقول لازم أتعايش وارجع حياتي طبيعي مش بقدر
دي ماتت يوم كتب الكتاب يوم فرحنا اللي قعدت مستنيه سنين
– والله حاسة بيك ، بس هي دلوقتي في مكان أحسن .
– بس أنا هنا لوحدي وهي في مكان بعيد .
-مين قال أنك لوحدك أنا هنا جمبك لحد ماتبقي كويس
-بس انا مش حاسس بوجودك
حسيت وكإن حد كان بيطعني بسكينة تِلمة فِقلبي مش دي الكلمة اللي قعدت سنين مستنياها منه كنت فاكرة وجودي طول السنين دي جمبه هتخليه يحبني زي منا … بحبه ،
لفيت ضهري ولسه هَمشي.
– أنا أسف يا أنغام أنا مقصدتش اللي قولته ماتسبنيش .
– أنتَ مش محتاج لوجودي خلاص يانوح ربنا يعلم نفسي اساعدك وأخرجك من اللي أنت فيه ، بس أساعدك إزاي وانت مش عاوز تخرج من اللي أنتَ فيه ، هي لو كانت هنا عمرها ما هتحب تشوفك تَعيس.
– انا ..انا عارف بس عشان خاطري ماتسبنيش.
هزيت دماغي – طيب ممكن تغسل وشك وتقفل المكان وتيجي معايا عشان كل صحابنا هناك مستنينك ؟
-حاضر
عرفت نوح في المستشفى اللي كنت شغاله فيها عملت لوالدته عملية القلب تعب والدته قربنا أكتر ، بس يشاء القدر أعرفه بعد وفاة نِهال بشهر جرحه كان لسه مفتوح
مامته أول لما شافتني خدتني علي جمب وقالتلي بالنص
هو مش أنتِ دكتورة قلب قولتلها أه ياحجة قالتلي ينفع تعالجي قلب أبني فسالتها هو تعبان طب ليه مقالش؟
قالتلي لأ دي حبيبته لسه ميته ومن هنا عرفت حكايته
وكنت فاكرة إنه بالوقت هقدر أنسيه ، بس في كل محاولة بحاولها عشانه كنت انا اللي بحبه فيها أكتر ، بس الإنسان بيوصل لنقطة معينه ويتعب!
هو عارف إني بحبه بس ميعرفش أنا بحبه قد إيه .
في كل مرة بقرر أمشي فيها من حياته عشان يحس بغيابي او يعرف قيمة وجودي بلاقيني انا اللي مش قادره أتأقلم وبرجع
بقالي خمس سنين جمبه ومقدرتش أخليه يتعافي وفاتها
قولت جايز يجي الوقت اللي يشوفني فيه ويحس إن في حد جمبه بيحبه .
-بقيت أحسن شويه لما غيرت جو وقعدنا مع صحابنا شوية ؟
إبتسملي – أه بقيت أحسن أنا لولاكي تقريبا مكنتش هخرج من البيت
-فعلاً طيب كويس اهو وجودي له لازمة اهو
-انتِ لسة متضايقه من اللي قولته الصبح ، انا بجد مكنتش أقصد أنتِ وقفتي جمبي كتير وانا مقصدش أزعلك
-لأ مش متضايقه، بس اتمني تساعدني ف أنك تبقي كويس.
-هحاول
-بجد؟
-اه وأول خطوة إني قررت أنزل الشركة بكرة هبتدي صفحة جديدة، المدير كلمني للمرة المليون وعاوزني ارجع الشركة
إتبسطت وحسيت إنه في أمل كل حاجه تبقي كويسه
-أنا واثقة انك قد أي حاجة ومش هتخلي حاجه توقفك
بصلي بأسف – أتمني
كنت فاهمة نظراته بس مبسوطه إنه بيواجهه مكان بيهرب منه دايما كان نقطة ضعفه .
الشركة دي اللي إتعرف فيها علي نِهال وليهم ذكريات فيها كل مابيروح هناك بيتخيل وجودها عشان كدة معتبهاش من يوم ماماتت ، بس كون إنه بدأ يواجه ويفتح صفحه جديده
صحي فيا انه ممكن يبقي في أمل في علاقتنا جايز يجي وقت ويشوفني
بس كنت متضايقة من إحساسي طول الوقت اني أنا اللي بحاول عشانه وببقي عوزاه يحكيلي يومه كنت عايزة احس بشعور إن في حد برضو مستنيني او عاوز يشاركني منه لنفسه .
___
روحت العياده النهاردة
– دكتوره أنغام فاضيه نتكلم شويه
– خير يا دكتور حَسن
– فاضيه النهاردة الساعه 5
– اشمعنا
– يعني كنت عاوز أعزمك علي الغدا النهاردة و…وهجيب ماما معانا نفسها تتعرف عليكي بجد و..
– اي اللي بتقوله ده
– بصراحه أنا مُعجب بيكي وأكيد انتي واخدة بالك من ده ف ممكن تديني فرصه أثبتلك بيها
أتنهدت بخنقة – بس انا قولتلك قبل كدة إني مبفكرش في الموضوع ده
-عشان خاطري والله ماهتلاقي حد يحبك قدي مش هتندمي.
علي عيني إني أصد حد انا عارفة يعني تترفض من شخص أنتَ بتحبه بس لو كنت وافقت هكون بظلمه معايا .
انا دايما بيراودني سؤال “ليه ؟ ”
ليه بنحب ناس مش بتحبنا ، وناس تحبنا أحنا مش بنحبهم
ليه اللي بنحبهم مش بيبادلونا نفس الشعور ؟
تلفوني رن ببص لقيته نوح رديت بسرعه وانا مبتسمه
-أستاذة أنغام فاضيه ؟
غيرت نبرة صوتي – أيوة يا أستاذ نوح أتفضل
– اممم ممكن احجز استشارة عندك الساعه ٧؟
– بس أنا بمشي ٦ من العيادة
– ماهي الإستشارة مش في العيادة هعزمك علي قهوة عشان تعرفي قلبي ماله بظبط .
ضحكنا أحنا الإتنين وقفلت وقفت قصاد المراية وبصيت علي شكلي
– هو إزاي قادر يغير في لحظة مزاجي ده انا من خمس دقايق كنت بعيط دلوقتي ضحكتي
غسلت وشي وحطيت ميكب خفيف وخرجت
– نِفسك تروحي فين؟
– مش قولت هتعزمني علي قهوة
– وهنفضل قاعدين يعني ؟ شوفي عاوزة تروحي فين وأوديكي
– اممم ، انا بقالي كتير ماروحتش الملاهي
– ملاهي ؟
– ماليش فيها اوي بصراحه
– نوووح هنروح يعني هنروح!
– مستجيل
“بعد ساعتين”
-بقولك اي يا أنغام تيجي نركب الدودة
-لا نركب العربيات وانا اللي هكسبك
-أنسي أنا اللي همو….
سكت فجأه ومكملش الجملة لأن الجملة “عربيه أو موت” بتفكره بحادثة نهال
-خلاص نركب الدودة الأول
من ساعت ماعرفت نوح أول مرة أشوفه كدة، بيخرجني بيشوفني نفسي في أيه، حساه أبتدي ياخد خطوة إتجاهي حاسه بشعور غريب نحيته أتمني ما كونش بتوهم
– في أيس كريم علي مناخيرك
– هه؟
مسحته بسرعه
راح أشتري كل البلالين اللي مع الراجل وجبهالي كنت طايرة من الفرح وعمالة أجري بيها زي الأطفال كإني رجعت عيلة تاني
– أنتِ عارفه إني أول مرة أشوف منك الجزء الطفولي اللي جواكي ، دايما بشوف أنغام الدكتورة ، او الشخصية العاقلة اللي بتنصح صحابها الراسية
-طب وأني شخصيه حبتها فيهم
-كلهم
-هه
-أنغام أنا بحبك .
شرقت وانا بشرب الماية – قولت إيه ؟
– بحبك ومينفعش أخسرك
كنت بضحك وبعيط بطريقة هيستريا فجأة المطرة تمطر
مسكت البلالين وقعدت أجري بيها ولما الهوا أشتد طيرتها ودعيت بصوت واطي أتجوزو
– تعالي بقي عشان متاخديش برد
إبتسمتله وفضلت مكملة جري في وسط الطريق لأنه كان فاضي
ولكن سمعت صوت نوح وهو بيزعق بِعزم مافيه
-أنغاااااااام حاسبي
لقيت عربية جاية بسرعه البرق ملحقتش أتحرك من مكاني
ومحستش بنفسي غير والعربية بتخبطني وبتنفض ع الأرض.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نوح)