رواية نهر الكنان الفصل الرابع 4 بقلم رحاب محمد
رواية نهر الكنان الجزء الرابع
رواية نهر الكنان البارت الرابع
رواية نهر الكنان الحلقة الرابعة
تلالات الدموع في عينيها وهرب الكلام من علي لسانها وكأنها فقدت النطق وجهت نظرها له تستنجد به لتجد عيونه مسلطه عليها باهتمام ليحرك راسه لها يحثها علي الكلام
لتغمغم نهر بخفوت : مش قادره اتكلم
ليهمس لها كنان من بين شفتيه يلقنها الكلمات وكأنها طفل صغير يعلمه الكلام : قولي الي هقولهولك يالا
هزت نهر راسها ايجايا ونفذت مايطلبه منها
هتف كنان بهمس وهدوء لتفهم كلامه : انا دكتوره نهر بحر من مستشفي المحمدي
رددت الكلام وراءه بالحرف وبداءت تجيب علي تسؤالت والده علي الهاتف ومع الوقت تكلمت بثقه لتطمئنه ان حالت كنان مستقره وتوصف له عنوان المستشفى واخيرا انهت المكالمه لتتنهد براحه وسعاده انها تخطت خوفها لاول مره بنجاح التفت له لتشكره
لتجده يبستم لها وعيونه تخبرها بمدي فخره بها ليهتف سريعا بحماس : كنتي هايله شوفتي الموضوع سهل ازاي بس اول مااتكلمتي اتشجعتي علطول حتي من غير مااقولك و
ليسكت فجاءه وينتبه للهفته في الكلام
لتهتف نهر بسعاده : انا مبسوطه اوي اني عرفت اعمل كده بجد شكرا
ضيقت عينيها بتفكير لتكمل يتساءل : بس صحيح هو انت عرفت ازاي ان اسم المستشفى المحمدي مع اني مقولتكش
بلع كنان ريقه بتوتر ليغمغم بتقطع وارتباك : اااه انتي قولتيلي اسمك بالكامل فاطبيعي يعني استنجت ان اسم العيله هو اسم المستشفى
لوت رقبتها يميا تتطلع له بعدم تصديق : يسلام أنا مش فاكره اصلا اني قولت اسمي كامل وحتي لو ايه علاقه اسمي بان المستشفى هتكون علي اسم عيلتي
تالم كنان بتمثيل ليحاول تشتيتها عن أسئالتها : اااه مش قادر الجرح بيشد عليا اوي
لتتحرك نهر ناحيته بلهفه تطمئن علي جرحه وتفرغ بعض من الدواء المسكن في المحلول لتهتف بقلق : حاسس بايه دلوقتي مش احسن ده اكيد بس علشان انت اتحركت في طبيعي يوجعك شويه
هز كنان راسه بتعب مؤيد لكلامها ليغمض عينيه بارهاق ليهتف وهو علي نفس وضعه : هو بابا قالك ايه
نهر : هو مقاليش حاجه بس اخد العنوان وبس وكان من صوتو قلقان عليك جدا يعني
كنان : طيب ماشي
ليصدح في المكان صوت اتصال علي هاتف نهر وبمجرد ان نظرت علي اسم المتصل لتسري الرعشه في جسدها وتفلت علبه الداواء من يدها ليفتح كنان عينه علي اثر الصوت
ليهتف بتسال : فيه ايه انتي كويسه
اه اه كويسه
هتفت بها نهر بارتباك وخوف فاسبب رعبها اتصال راشد ليتاكد انها في المنزل كعادته وهي لاول مره تخالف اوامره وتخاف من رد فعلها ليخرجها صوت كنان من دوامه مخاوفها
هتف كنان بجديه : طيب ماتردي علي تليفونك ده بقا صوتو وترني
ده هيرعبني انا هتفت بها بصوت خافت ليتسال كنان : ايه بتقولي حاجه
لتهتف نهر وهي تتوجه لخارج الغرفه : لا لا انا هطلع اتكلم بره
لتغلق الباب خلفها وتمسك الهاتف تضعه علي اذنها لتسمع صوته القوي يتحدث بجموده المعتاد : انتي فين روحتي ولا لسه
وضعت نهر يدها علي مكان قلبها تهدي من قوه ضرباته المضطربة تاخذ نفس بعمق ليخرج صوته بثبات تصطنعه : ايوه ياراشد انا في الطريق للبيت اهو
ليصرخ راشد بغضب : نعممم يعني ايه لسه في الطريق انتي مش قولتي انك هتمشي بعدي قاعده بتعملي ايه كل ده عندك هااا اوعي تكوني فاكره اصلا اني هعديلك الي عملتيه قدام ابوكي انا تمشي كلامك عليا يانهر ماشي حسابك معايا لما اشوفك
هتفت بسرعه وخوف : والله انا قعدت علشان في حد كان تعبان ومحتاجني ضروري وبع
ليصرخ راشد بقوه : اسكتي مش عايز اسمع اي تبرير منك بقولك انا مش طايق اسمع صوتك اصلا
لفجائها باغلاقه للخط في وجهها ولكنها اصبحت معتاده علي حركته فلم تعطي اي ردت فعل بلعكس ارحها من سماع صراخه المستمر عليها لتسمع صوت ارتطام قوي من داخل غرفه كنان فاتسرع بالدخول لتجده علي حافه الفراش علي وشك السقوط فاتسرع بمساعدته وارجاعه كما كان نحجت بصعوبه في ظبط وضعه فجسده ثقيل مقارنه بضئاله حجمها امامه
انت كنت بتعمل ايه انت مجنون كنت هتاذي نفسك والجرح بتاعك كان ممكن يفتح تاني
هتفت نهر بكلامتها بقوه لتكمل : كنت بتعمل ايه هااا انا مش قولتك من شويه مينفعش تتحرك مبتسمعش الكلام ليه
كشر كنان حاجبيه بستغراب من لهجتها المسيطره فمن يارها من قليل ترتعش من مجرد مكالمه هاتف لم يصدق أنها تامره الان
ليقاطعها بحده : انتي ازاي بتزعقيلي كده اصلا خلاص محصلش حاجه كنت هقع ولحقتني خلصنا وبعدين أنا اتحركت علشان كنت عايز اجيب كبايه المياه دي مهو محدش موجود جنبي اعمل ايه يعني الدكتوره المسئوله عن حالتي مش فضيالي وراحت تحب في الفون فاتذنب انا لما ترجع ولا ايه
تفجاءت نهر من اسلوبه المهاجم لها واتهامه لتتمتم بداخلها ساخره احب كنت تيجي تسمع كلام الحب الي بيتقالي لتتجمع دموعها في عينيها
وتهمس بحزن : انا بس كنت خايفه عليك وهبعتلك ممرضه تبقا جنبك لو احتجت حاجه عن اذنك انا لازم امشي
لتخرج دون انتظار اي رد منه لتذهب الي مكتبها تتجهز لمغادره المستشفي ودموعها تسقط في صمت هادئه مثلها
……………………………………………………………
يجلس في حديقه المنزل يتطلع للسماء ويتامل النجوم واحلامه تعرض امامه كأنها شاشه سنيما تردد في اذنه كلمتها “لما توصل لحلمك عيونك هتبقا بتلمع من الفرحه ومتاكده انك هتوصل علشان انت متمسك بيه زي النجوم الي ماسكه في السماء “
ليخرجه من احلامه الورديه صوت والده يهتف باسمه
ابرااهيم مش هتنام يبني الوقت اتاخر عليك
ليلتفت له يجبب بابتسامه : لا انا مستني نهر نام انت ياوالدي وانا هقعد علشان لما تيجي اركنلها العربيه انت عارف هي مبتعرفش
والده محمود : هي دكتوره نهر لسه بره كويس انك قولتلي ده انا افتكرتها رجعت مع بحر بيه
اجابه ابراهيم وهي يمسك بيده ليدخله غرفته : مهو انت لو مركز كده يابابا كنت اخدت بالك ان نهر مرجعتش معاه ويالا اتفضل نام انت علشان حضرتك صاحي من بدري
ليهتف محمود بحنيه : يبني انت الي طول النهار في كليتك وبعدها التمرين بتاعك ده وبعدين بترجع تساعدني في الشغل كتير عليك اوي كده تعالي نام انت وبعدين الدكتوره مش هتزعل لو انت مستنتهاش النهارده
ابراهيم : يابابا ياحبيبي انا مش تعبان ولا حاجه حضرتك لازم ترتاح انا لازم استني نهر علشان عايز اتكلم معاها شويه فممكن تسمع كلامي بقا
تنهد محمود بابتسمه فخور بابنه فهو برغم ظروفه الصعبه وعمله هو كحارس للمنزل عند ولاد نهر الي ان ابنه دائما يفتخربه ويساعده ولديه احلامه الخاصه التي تجعل منه قدوي لاي شاب في سنه وكانت مصدر اعحاب من نهر والدها به فعلاقته بنهر تمثل علاقه اخ واخته ولم تحسسه يوم بانه اقل منها في شئ كانت دوما مصدر تشجيع له
هتف محمود باستلام : خلاص هنام اهو وخليك انت براحتك يبني تصبح على خير
مال ابراهيم بجزعه يقبل جبهته ليجيبه بحنان ليسمع صوت سيارتها يعلن عن صولها في يخرج لها سريعا
وعلي وجهه ابتسامه
ليهتف بمرح : اهلا اهلا بنهر هانم الي مسهراني للفجر علشان اركنلها انزلي يالا خليني اركن العربيه
خرحت نهر من سيارتها وحاولت ان ترسم الابتسامه ولكن فشلت ملامحها البريئه في اخفاء حزنها ليكشر ابراهيم ملامحه بقلق يهتف بتسال : نهر مالك اوعي يكون خطيبك الزفت ده زعلك تاني
وعند سماع جملته انهارت قوتها المزيفه امامه لتتساقط دموعها بغزاره ويتعالي صوتها بالبكاء
ليقترب منها ابراهيم محاولا تهدائتها ليهتف بحنان : طيب في ايه يانهر اهدي كده وردي عليا لوسمحتي
لتهتف نهر من بين شهقاتها : انا تعبت تعبت اوي انا بكره نفسي وبكره ضعفي ده
ليتنهد ابراهيم بتعب علي حالها يتمني في اداخله لو يستطيع تقديم اي مساعده لها فهو صديقها الوحيد بئر اسرارها وهي مصدر قوته فعلاقتهم اقوي من الاخوه يعتبرها ابنته وامه وصديقه دربه ولكن امام مشاكلها يقف عاجز
عن تقديم اي مساعده
همس لها بحب : ياحبيبتي خدي نفسك كده طيب واحكيلي ايه الي حصل لكل ده
حكت له نهر كل ماحدث في يومها من اول لقائها بكنان وحتي اخر موقف بينهم
لتكمل نهر كلامها وهي مازلت في حاله انهيارها ليخرج صوتها متقطع مبحوح من كثره البكاء : انا تعبت تعب اوي وبقيت بكره ضعفي وترددي بكره اني علطول خايفه ومن غير سبب للخوف ده انا ليه كده يا ابراهيم ليه مش بعرف ارد علي حد بياذيني واجيب حقي ليه بتردد اخد اي قرارا في حياتي وعلشان اقرر حاجه افكر فيها الف مره وعلي مااخدها تكون فرحتها راحت ليه مش زي الناس الطبيعيه
ليه عمري مابعرف احس اني فرحانه بجد انا مش طبيعيه صح
سقطت دموع ابراهيم علي حالها فهو اول مره يري انهيارها الي تلك الدرجه فهي دائما ترسم الابتسامه وتخبر الجميع انها بخير يتمني سحق المدعو خطيبها وذالك الغريب هل الامور كانت تنقصه هو الآخر ليزيد حزنها
ليمسك يدها محاولا طمئنتها ليهتف بحنان : انتي مش زي الناس ده انتي ملكه علي كل الناس يانهر كل المشكله اني طيبه زياده عن اللزم في زمن بيعتبر الطيبه دي ذنب لازم نتعاقب عليها صادقيني المشكله مش عندك ولو علي التردد فادي حاجه ممكن نحلها ووتتغيري
نظرت له نهر بنظره حزينه لتهتف بصوت منكسر : نفسي اتغير وجربت كتير مش عارفه اتغير
ليجيب ابراهيم بمرح محاول تخفيف حده الموقف : مهو انتي لو تسمعي كلامي اقعدي معايا فتره طويله بس وأنا اخليكي تقلبي ساحره شريره مع اني مفيش حد شرير بالملاح دي بس اقولك بصي في وش راشد دقيقتين كاملين وانتي تتحولي لزومبي في ثانيه عليه تكشيره يقصر العمر علطول
لتبتسم نهر من بين دموعها علي كلامه لتهتف : بصراحه عندك حق بس انا اصلا مش بحلق ابص عليه يبني
كشر ابراهيم حاجبيه بغضب ليهتف : بجد انا مش بحب اشوفو اصلا خصوصا من اخر خناقه بينا قال ايه اياك اشوف بتكلم نهر تاني ده انا عند فيه هاجي اعيش معاكو في البيت
ضحكت نهر وهي تحاول ان تنسجم معه في الكلام متناسيه حزنها : طيب اسكت بقا علشان ده بيظهر علي السيره ولو عرف اصلا اننا بنتكلم هيعلقني أنا وأنت
هتف ابراهيم بمشاكسه : بقولك ايه خلينا في السيره الحلوه كنان ده بقا شكلو ايه علشان يلفت انتباه اميرتي بسهوله كده
ابتسمت بسعاده عن تذكرها لشكلها وتفصيله لهتف بتيه : عارف انو يشبهني بس هو احلي هو زمان كان بيقولي أننا شبه بعض بس هو عنيه عسلي وبتلمع شبه لمعان النجوم الي في السماء
لفت انتباه ابراهيم لهفتها في التحدث عنه ولكنه ارد تبيهها لحقيقه هي يمكن ان تغفل عنها ليهتف بجديه : نهر انا عارف انك كان نفسك تقابلي كنان تاني بس احنا لسه مش عارفين ازاي كان هو كنان جارك ولا ده تشابه في الاسامي بس زي ما قالك
لتهتف نهر بسرعه : انا متاكده انو كنان الي انا اعرفو مش معقول شكلو وعنيه كل ده تشابه وبس ولو كده عرف منين اصلا باقي اسمي وازاي كان بينده باسمي في حلمو وهو ميعرفنيش اكيد كل ده مش صدفه خصوصا يعني ان اسمي قليل جدا لما بيتكرر انت نسيت
تنهدت ابرهيم بتعب من رفضها حتي لمجرد الاحتمال ليهتف بنفاذ صبر : يشيخه طيب ولما انتي متاكده اوي كده هو ليه هينكر يعني هاا ويقولك انو ميعرفكيش اصلا
حركت نهر اكتافها باستلام تجيب بتفكير : يمكن يكون مش فاكرني زي ماانا فكراه بس انا مش هستكت غير لما اتاكد انو هو
تثاءب ابرهيم بنعاس ليهمس بتعب : ماشي يختي يالا ننام دلوقتي بس علشان انا خلاص مش شايف قدامي اتهديت في التمرين افوقلك بس ونكمل كلامنا
ابتسمت نهر بهدوء لتهتف برجاء : ان شاء الله هشوفك قريب اكبر لعاب كره سله في العالم
مش لما اروح العب في نادي كبير جوه الاول بعدين اتاهل للعالم دي
هتف بها ابراهيم وهو يتوجه لسيارتها يضعها في مكانها
لتهمس نهر بتعب : ده انت وش فقر قول امين وخلاص مش يمكن تكون ساعه استجابه
ضحك ابراهيم ليرفع يده للسماء يؤمن علي دعائها
لتكمل نهر : تصبح علي خير بقا كفايه كده علشان اقدر اصحي
انهت كلامها لتتوجه لداخل تذهب لغرفتها تتسطح علي الفراش بتعب بعد يوم طويل ومرهق
لتشرق شمس يوم جديد يحمل لها الكثير
رن جرس المنبه جورا فراشها لتمد يدها بتعب تسكته فهي لم تنام الا ساعات قليله ولكن ترتسم ابتسامه سعيده علي وجهها عند تذكرها انها سوف تري كنان مره اخري لتنهض عن الفراش سريعا وتتجهز للتوجه لعملها
…………………………………………………
اول ماقامت به عند.وصلوها المستشفى التوجه لغرفته للاطمئنان عليه دقت بيدها علي باب الغرفه تستاذن بالدخول لياتيها رده من الداخل ياذن بالدخول
ليبتسم كنان بسعاده عند روايتها مره اخري فهو لم يقدر علي النوم بسبب تانيب ضميره بسببها وظن انها لم تااتي لعنده مجددا
هتفت نهر بهدوء : صباح الخير
ليجيب كنان بنفس الابتسامه : صباح النور اولا كده انا كنت حابب اعتذرلك عن الي حصل مني امبارح واني اتعصبت عليكي يعني
قابلته نهر بابتسامه هادئه تجيب : خلاص اعتبر محصلش حاجه
اقتربت منه تتفقد جرحه وتطلع علي الاجهزه المعلقه له لهتف باهتمام : في حاجه بتوجعك النهارده
حرك رأسه بنفي ليهتف : اكيد مش هتعب طول منا مهمته بيا دكتوره شاطره زيك كده ده انا حظي من السماء والله
فتحت عينيها بذهول من تحوله المفاجئ معاها لتتلون وجنتيها باللون الاحمر من الخجل تحمحم باحراج وقبل ان تتفوه بكلمه
انفتح باب الغرفه بقوه تندفع منه فتاه بسرعه الصاروخ لترمي نفسها في احضان كنان الراقد علي الفراش وتهتف باسمه وهي تشهق وتبكي بقوه : كنان حبيبي انت كويس ايه الي حصلك ياحبيبي 😮
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية نهر الكنان)