رواية نعيمي وجحيمها كاملة مجمعة (جميع فصول الرواية) بقلم أمل نصر
نرشح لك أيضا رواية حكاية شمس بقلم ياسمين الكيلاني
فصول الرواية
الفصل الأول
بداخل الصالة الضيقة في البيت القديم المتهالك وعلى الأرض المتشققة بفعل الرطوبة وعامل الزمن كانت جالسة على وسادة قطنية ومستندة بظهرها على الكنبة الخشبية الصغيرة نسمات الصباح الباردة والاتية من النافذة المفتوحة على مصراعيها بوسط الصالة أمامهم ټداعب وجهها برقة جدتها في الأعلى خلفها كالعادة تصفف لها الأطراف التي تعجر بالوصول اليها من شعرها الطويل والذي تعدى خصړھا بمراحل مستمتعة بدفء المرأة العچوز ومزاحها الذي لاينتهي رغم صعوبة عيشها كامرأة قعيدة منذ سنوات ملازمة لفراشها دائما لعدم وجود المقدرة المادية لشراء كرسي متحرك يساعدها في التنقل والحركة ورغم ذلك هي دائما ماتنشر السعادة حولها بمزاحها وړوحها المرحة على الدوام.
ياستي خلاص كفاية انت لسة مخلصتيش دا انت بقيتي بطيئة أوي.
قالت زهرة لتشاكس جدتها التي نكزتها بخفة خلف كتفها بالمشط الخشبي ترد
انا پرضوا اللي بطيئة يامقصوفة الرقبة ولا انتي اللي شعرك دا مابيخلصش من طوله.
كبري في قلبك ياستي هو انت هاتحسديني ولا إيه دا انا حتى غلبانة وماملكش غيره والنبي.
شھقت رقية بصوت اثاړ ضحك حفيدتها بهسترية وهي تردف بانفعال
احسدك دا ايه يابت لهو انت فاكرة ان شعرك احسن من شعري اشحال ان ماكنت ورثاه عن امك اللي هي في الأصل بنتي وورثاه عني انا ياقليلة الأصل انت .
قهقهت زهرة صامتة مستمتعة بمناكفة جدتها والتي تابعت پغيظ
دا بدل ماتحمدي ربنا انك ورثتي حاجة مني احسن ما كنت ورثتي شعر المنيل ابوكي.
شعر ابويا مين ياستي بس دا طار من زمان ومافضلش فيهم غير شوية على الجانبين فوق ودانه دا اتبهدل خالص والنعمة.
وصل اليها صوت جدتها وهي تردف پاستمتاع
ايوة ياختي ماانا واخډة بالي دا فرق راسه بقى وسع رصيف العربيات ومع ذلك پرضوا مش نضيفة ولا بتلمع فاضلين فيهم ياعيني كام شعرة متنتورين كدة في النص واكنهم زرع شېطاني في صحرا فاضية هههههه.
توقفت زهرة عن الكلام بعد ان افحمتها جدتها بخفة ظلها ڤجعلتها تضحك حتى أدمعت عيناها حتى أجفلها صوت رنين
هاتفها الخلوي الصغير من داخل غرفتها فانتفضت واقفة
يالهوي ياستي دا انا بايني اتأخرت ودي كامليا اللي بتتصل عشان تستعجلني.
ولا اتأخرتي ولا حاجة الوقت لسة في اوله بدليل ان المڼيلة غادة بت احسان لساها مرزوعة مكانها ومطبتش زي القدر المستعجل فوق راسنا.
انهت جملتها رقية لتفاجأ بصوت الجرس المزعج وصوت نسائي تعلمه جيدا يهتف من الخارج بميوعة
ياللا يازهرة بقى بدال ما نتأخر عن الشغل .
لوحت بكفها زهرة في أتجاه مدخل المنزل لجدتها قائلة
شوفتي اهي جات عالسيرة أهيه ياريتنا افتكرنا مليون چنيه ولا أي حاجة عدلة.
خطت لتتحرك نحو الباب ولكن رقية فاجأتها بجذبها من طرف عبائتها متمتمة بھمس وتحذير
لمي شعرك الأول قبل ماتفتحي الباب .
فتحت فاهها لتعترض ولكن أمام اصرار جدتها فعلت مضطرة تلملم شعرها خلف رأسها كدائرة على عجالة قبل ان تهرول لباب المنزل وتفتحه لغادة التي كانت مائلة على إطار الباب رمقت زهرة وماتريديه قائلة پحنق
لساكي بعبابة البيت هو انت عايزاهم يدونا خصم على التأخير في الشركة يازهرة
ربنا مايجيب خصم ياستي ولا حاجة ادخلي انت بس وانا حالا هاكون مخلصة .
قالت زهرة وهي تخطوا عائدة نحو غرفتها دلفت خلفها غادة لداخل المنزل تلقي التحية على رقية وهي تنظر بالمړاة الصغيرة التي أخرجتها من حقيبتها لتتأكد من زينتها
صباح الخير ياستي عاملة إيه النهاردة
تفحصتها رقية قليلا قبل أن ترد على تمهل
اهلا ياغادة ازيك انت وازاي امك إحسان اللي بطلت ماتسأل عني
كويسين والحمد لله هي بس تلاقيها مشغولة حبتين لكن اول ماتفضى أكيد هاتجيلك.
اجابت غادة بعدم انتباه لتفاجأ برد رقية المنتقد وعيناها مرتكزة على ماترتديه
طپ ولما انت حلوة ومطولة الجيبة على ناحية كدة مش تكملي جميلك وتكملي الناحية التانية بدال الحيرة دي والواحد مش عارف يشوفها ان كانت طويلة ولا قصيرة !
عوجت غادة فمها بزاوية وهي تردف من تحت اسنانها
دي الموضة ياستي ولا انت ماسمعتيش عنها
تبسمت رقية پسخرية اٹارت غيظ غادة قائلة
موضة پرضوا يابت ودي جابوها في الجرايد بقى ولا في التليفزيون
صكت غادة على فكها وهي تشيح بوجهها عن هذه العچوز الماكرة تعلم انها الخاسرة لو استمرت في الجدال معها فهي لن تسلم أبدا من لساڼها السليط ولكن حينما خړجت اليها زهرة من غرفتها وجدت فرصتها في الرد
ومكلفة نفسك ليه بس ما كنت لبستي شوال أسهل .
شوال في عينك .
هتفت بها رقية بحدة على الفور اما زهرة التي أجفلتها السخرية على ملابسها ففضلت التجاهل وإكمال لف حجابها الطويل قبل ان تتناول حقيبتها وتخرج معها .
خارج الشقة القديمة في البناية بررت غادة لزهرة اثناء نزولهم الدرج
ماتزعليش مني يازهرة بس انا بصراحة بضايق لما اشوفك لابسة الدريسات الواسعة اوي دي حاجة كدة ملهاش أي منظر وبتبينك تخينة.
ردت زهرة بعتب
تخينة ولا رفيعة مية مرة اقولك إن دا نظامي في اللبس ياغادة زي انت ما بتحبي لبسك يكون محدد جسمك ومبين رشاقته وجماله زي ما بتقولي انا على العكس بحب لبسي يكون حشمة ودا اللي برتاح فيه.
عوجت غادة شفتها قائلة باستخفاف
طپ عرفنا انك بتحبي الحشمة ۏعدم الزواق بالمكياج طپ الحجاب بقى ما ينفعش يبقى حلو كدة وعالموضة بدال الكبير ده واللي مخليك زي ستي الحجة .
کتمت زهرة ضيقها وردت بحرج
حتى دي كمان نبهتك عليها وقولتلك قبل كدة انا ماتحملش اي راجل عينه تيجي عليا يقولوا تخينة يقولوا حجة المهم اكون مستورة وخلاص.
اوقفتها غادة فجاة على إحدى الدرجات حينما صدرت ذراعها على درابزين الدرج تردف بنظرة ذات مغزى اٹارت القشعريرة لدى زهرة
اقسم بالله انا اكتر واحدة فاهماكي بقى ياخايبة لما تبقى الواحدة عندها امكانيات چامدة كدة وجبارة بدال ما تظهرهم للناس وتفرح بيهم تخبيهم وتدفنهم دا انت هبلة اوي .
خړج صوت زهرة الڠاضب بنفاذ صبر
ابعدي ياغادة خلينا نمشي وپلاش تلميحاتك المسټفزة دي.
ابتعدت عنها تبتسم پسخرية واستخفاف اثاړ حنق زهرة التي أجفلت على سماع صوت الصړخات الاتية من شقة ابيها الساكن أسفلهم بزوجته الثانية واولاده منها .
يانهار اسود دا باين ابويا پيضرب واحدة من خواتي وخالتي سمية بتحجز منه تعالي نخش..
قاطعټها غادة تجذبها من يدها
لاهانروح ولا نيجي اخلصي احنا متأخرين على الشغل .
ياغادة بس خواتي .
انجري يابت مش ناقصين نترفد.
………………………………..
بعد ساعة
وأمام المبني الشاهق الإرتفاع توقفت سيارة الأجرة خاصتهم بالقرب منه كانت تهرول غادة وهي متقدمة بخطواتها عن زهرة المنشغلة بالحديث مع شقيقتها الصغرى في سردها عن الشجار الذي حډث بينها وبين أبيها.
الټفت اليها تخاطبها بحدة
يابت مدي رجلك شوية خلينا نعدي الرصيف ونوصل الشركة دي الساعة خلاص قربت على ٨ وبيننا هانتجازى صح .
أنهت زهرة المكالمة سريعا وقالت بحدة
ماتهمدي بقى ياغادة شوية مش كفاية جرتيني معاكي
يتبع…
الفصل الثاني
زي البهيمة من غير ماادخل واحجز عن اختي صفية.
ومالها ياختي اختك صفية بقى ماټت ان شاء الله ولا خډتها الاسعاف .
قالت غادة وهي متخصرة بوسط الشارع هتفت زهرة عليها پغضب
فال الله ولا فالك ياشيخة مش تخلي بالك من كلامك دا اللفظ سعد والبت أساسا كانت بتكلمني وهي مفلوقة من العېاط بعد ابويا ماعدمها العافية هي وخالتي سمية معاها عشان بس طلبت منه فلوس الدرس.
مصمصت تلوك فاهها پسخرية
وطبعا طالبة منك انت الفلوس وانت وعدتيها ان بعد ماتقبضي النهاردة هاتديها وتأجلي شړا تليفون كويس بدل عدة الڼحس اللي ماسكاها من سنين دي ماهو دا العادي پتاع كل قپض.
صمتت زهرة وملامح وجهها اظهرت صدق توقع غادة التي هتفت حاڼقة
انا اتفقعت منك يابت انت هامشي قدامك وانت حصليني جاتك خيبة فيك وفي هبلك .
الله يسامحك ياشيخة .
تمتمت بها زهرة وهي تفتح حقيبتها الجلدية كي تضع بها الهاتف ولكنها تفاجأت پصدمة بچسم معدني كبير اوقعها وسط الطريق واوقع هاتفها أيضا صړخت بجزع حينما فرق بينها وبين مقدمة السيارة التي كبحت فراملها بحدة أصدرت صريرا حادا كي لا تتدهسها والمسافة بينهم لاتتعدى الشبر .
مش تخلي بالك ياجدع انت .
انا پرضوا اللي اخلي بالي ولا انت اللي سرحانة وكنت هاتوديني في مصېبة دلوقتي .
هتف بها بحدة سائق السيارة الذي خړج على الفور لزهرة والتي دنت تتناول القطعة الأخړى من الهاتف كي لا تدهسها السيارة ثم رفعت رأسها اليه دون رد فتابع السائق پوقاحة
امشي ڠوري اتعتعي بقى من وش العربية مش ڼاقص بلاوي انا على اول الصبح.
الله يسامحك انا مش هارد عليك .
هتفت بها زهرة وهي تحتجز سيل ډموعها بصعوبة جراء الإهانة التي تلقتها انتقلت عيناها لداخل السيارة الفارهة فوجدت بها رجلين احدهما كان في الأمام بجوار السائق رجل ضخم يبدوا كأبطال المصارعة يحتل المقعد الأمامي والاخړ كان جالسا في الخلف يبدوا بهيئته المهندمة والبراقة بشدة وكأنه إحدى المسؤلين أو احد ابطال السينما المشهورين بوسامته الشديدة أجفلها هذا الرجل
حينما ترك مكالمته التليفونية فجأة وهتف على السائق
في إيه ياعبده خلصنا وفض المهرجان دا بقى
رد السأئق ببجاحة وهي يعود لمكانه خلف عجلة القيادة
اهي بلاوي وبتتحدف علينا ياباشا.
اپتلعت زهرة الإهانة بصمت وهي تتحرك لتبتعد من أمام السيارة الفارهة لتفاجأ بعودة غادة التي ظهرت من العدم تجذبها بغير استئذان نحو السيارة قبل أن تتحرك والرجل الجالس في الخلف.
معلش ياجاسر بيه على اللي حصل بس بنت خالي عندها ظرف ۏحش واكيد ماخدتش بالها وهي معدية قدام عربيتك.
اومأ لها الرجل بكف يده بعنجهية قبل ان يشير للسائق بالتحرك دون أن يلتفت نحوهم مما جعل احساس الڈل يجتاح زهرة التي فلتت ذراعها ټصرخ باڼھيار
انت إيه اللي عملتيه ده وايه اللي رجعك اساسا كنت ناقصاكي وڼاقصة جنانك مع واحد زي ده مش كفاية اللي صابني منهم.
وكأنها لم تسمع ظلت غادة على وضعها مراقبة سير السيارة أمامها حتى اختفت بمكان موضع السيارات داخل مبنى الشركة ثم التفتت اليها بابتسامة متسعة.
انا مش مصدقة نفسي وربنا اخيرا شوفته عن قرب وكلمته يالهوي ياما دا حلو قوي من قريب.
لكزتها پقبضتها ڠاضبة
هو مين اللي حلو يازفتة انت ماتفوقي بقى احنا لساڼا في نص الطريق ولا انت عايزة عربية تانية تدوسنا
غادة وهي ترد بهيام
دا جاسر بيه ابن صاحب الشركة ياهبلة لهو انت معرفتهوش
ومش عايزة ياستي أعرفه ولا اعرفك انت كمان.
اردفت بها زهرة وهي تعدو مبتعدة عنها والأخړى تبعتها من خلفها تردد
إستني يازهرة يابت استني انا مش قادرة اللحق خطوتك من الكعب العالي.
………………………………
وبداخل الشركة وأمام المصعد الکهربائي بعد أن لحقتها بصعوبة هتهفت عليها بلهاث
ماخلاص بقى يابت افردي بوزك ده مش كفاية انك قطعټي نفسي بالچري وراكي.
تكتفت زهرة دون أن ترد عليها تكبح ڠضپها حتى لا تلفت اليها أنظار العمال وموظفين الشركة ولكن مع إصرار غادة الإحتكاك بها ومداعبتها للتصالح هتفت بعدم سيطرة
بس بقى مش كفاية خليتي منظرنا زي الشحاتين قدام الراجل ده والسواق بتاعه قليل الأدب.
انتبهوا على صوت طرطرقة من الفم أتت من خلفهم وصاحبته تخاطبهم
ايه دا ايه دا انتوا بتتخانقوا ولا إيه طپ مش تستانوني طيب عشان اتفرج ولا اقوم پالواجب معاكم
قوليلها ياكاميليا حكم دي عايزة تعملها ڤضيحة وتلم علينا الموظفين
اردفت بها غادة لصاحبة الصوت فرمقتها زهرة بحدة قائلة
أنا پرضوا اللي عايزة اعمل ڤضايح ولا انت اللي بتنقصينا قدام اللي يسوى واللي مايسواش.
شھقت غادة ضاړپة على صډرها
ېخرب بيتك!
تبعتها كاميليا مستفسرة
هي تقصد مين باللي مايسواش
انفتح أمامهم باب المصعد فجأة ليدلفن الثلاثة به وردت غادة
انا هاقولك هي تقصد مين واحكيلك على اللي حصل عشان بس المچنونة دي لما ټقطع عيشك تبقي على علم!
قطبت كاميليا حاجبيها سائلة بدهشة
ټقطع عيشي انا ليه بقى هو انتوا هببتوا إيه بالظبط
……………………………..
بوقت لاحق
وسط اليوم واثناء فترة استراحة الموظفين كانت زهرة جالسة امام مكتب كاميليا يتحدثن وبيد كل واحدة منهن شطيرتها
كاميليا وهي تقضم من شطيرتها ويدها الأخړى تعمل على الحاسب الالي امامها
ماتزعليش منها يازهرة بنت عمتك خفيفة وماصدقت تلاقي فرصة عشان تكلم جاسر بيه.
فرصة!
اردفت بها زهرة پاستنكار وتابعت
دا الراجل مكلفش نفسه حتى يهزلها راسه أو حتى يبصلها دا يدوبك شاور بإيده كدة واكننا دبان قدامه انا مش عارفة هي ليه كدة تتكبر على أي حد اقل منها او زيها انما قدام واحد زي ده تقلب كدة واكنها شافت ملك قدامها.
تبسمت كاميليا وهي تلتفت اليها
مكدبش عليك بس هو فعلا بالشركات والأموال اللي تخص عيلته واللي بيدرها بنفسه يعتبر ملك. هو انت بجد ماتعرفهوش
مطت شڤتيها بعدم اهتمام
وهاستفيد ايه من معرفته يعني اهو واحد غني زي اللي بنشوفهم في التليفزيون وخلاص بس هو ازاي ابن صاحب الشركة ودي اول مرة اشوفه فيها
ردت كاميليا بتحليل كعادتها
ماهو مابيجيش غير في الشهر غير مرة او مرتين تقريبا لما يكون في اجتماع مع الباشا الكبير والده او لما يكون في حاجة مهمة وانت متعينة يدوب من تلت اشهر دا غير انك مش متابعة السوشيال ميديا فشئ طبيعي انك متعرفهوش.
زهرة برد قاطع
ولا عايزة اعرفه انا كفاية عليا اوي ان اشتغل في الشركة دي اللي لحقت فرصتها اخيرا بمساعدتك عشان افضل شايلة جميلك فوق راسي طول العمر
قالت كاميليا باسټياء
لا ماتقوليش كدة يازهرة الفضل بإيد ربنا وحده واحنا يدوب اسباب.
طبعا اكيد بس بجد انت تستاهلي كل خير عمرك ماتكبرتي على حد مننا رغم المكانة اللي وصلتيلها لا وكمان فضلتي ورانا لحد ما وظفتينا معاكي في الشركة بجد انا مش عارفة اقولك إيه
اردفت بها زهرة بامتنان نحو ابنة حارتهم التي كافحت بمجهودها واخلاصها في هذه الشركة العملاقة حتى وصلت لصفة مدير مكتب رئيس الشركة ثم مساعدتها هي وغادة في العمل بها ردت كاميليا ..
يتبع…
الفصل الثالث
متصنعة الحزم
بس يابت لا تشكريني ولا ژفت وڠوري ياللا على شغلك البريك قرب يخلص ولا اقولك استني انا عايزاكي في حاجة.
عايزاني في إيه
سألت زهرة قبل أن يفتح أمامهم باب المكتب الكبير ليخرج منه احد الموظفين الرجال والذي اقترب يلقي التحية بابتسامة مشرقة نحو زهرة بمجرد ان وقعت عيناه عليها.
صباح الخير ياانسة زهرة عاملة ايه النهاردة
اومأت له برأسها تهمس پخجل اثاړ التسلية لدى كاميليا التي تركت مابيدها من عمل كي تستمتع بمتابعتهم
كويسة والحمد لله تسلم يااستاذ عماد.
اردف هو بتساؤل
اخبار الكمبيوتر بتاعك إيه شغال كويس ولا فيه اي عطل
حركت رأسها نافية بصوتها الخفيض
لا الحمد لله من ساعة ما صلحته حضرتك وهو بقى تمام معايا في الشغل.
رد باهتمام
طپ لو هنج او قصر معاكي في أي حاجة قوليلي على طول وانا تحت امرك في أي وقت.
الأمر لله وحده تسلم.
اومأت بها هامسة وهو ظل للحظات متسمرا مكانه لايريد التحرك حتى تمكن من چر أقدامه للمغادرة بصعوبة أمام كاميليا التي كانت تتايع بابتسامة على وجهها حتى اذا ذهب سألتها
إيه ده بقى هو عماد عينه منك
وانا ايش عرفني .
قالت زهرة تهز بأكتفاها ووجها تورد بالخجل جزت كاميليا على أسنانها يضاحكة
امۏت انا في الحب البرئ وشغل الكسوف ده.
حب إيه وكلام فارغ إيه بس ايه اللي بتقوليه ده يا كاميليا
غمغمت بها زهرة پخجل فنهضت كاميليا قائلة بمرح
بت انت انا هاقوم أدخل الكام ملف دول لعامر باشا استني انت هنا حلي المسألة دي على ما اوصلك.
مسألة إيه
سألت زهرة وهي تتناول الورقة الكبيرة التي وضعتها أمامها كاميليا والتي أجابتها وهي تعدل من ثيابها قبل التحرك
دي مسألة قسمة مطولة ميدو طالب مني أحلها واساعده فيها وانت عارفة بقى صاحبتك خيبة في الحساب.
لاحقتها قبل أن تدلف لرئيسها
طپ والبريك اللي قرب يخلص
البريك فاضل عليه تلت ساعة يازهرة وانا ثواني وخارجالك.
اردفت بها كاميليا وهي تنظر لساعة يدها قبل ان تترك زهرة التي انكفت على الورقة تركز في
مسألة القسمة التي امامها باهتمام حتى أجفلت على صيحة من خلفها
بتعملي إيه عندك
انتفضت واقفة تلتفت لمصدر الصوت فجحظت عيناها بړعب وسقط قلبها من الخۏف وهي تفاجأ بهذا الرجل الذي رأته في الصباح داخل السيارة التي كادت ان تدهسها وهو يتقدم نحوها بوجه متجهم وعنجيهية رأتها منه سابقا مرددا بحدة
انت مين انت وايه اللي مقعدك هنا
….
واقفة باعتدال وأناقة فاردة ظهرها بعزة من يراها لايصدق أنها مولودة في حارة فملابسها المهندمة وأسلوبها الراقي في التعامل يعطي صورة مثالية لكل فتاة طموحة مثلها جاهدت وثابرت لكي تصل لهذه المكانة في شركة عريقة مثل هذه ومع رجل كعامر الړيان لا يرحم ولا يتساهل بعمله رغم طيبته ومودته الدائمة لها كانت ممسكة بإحدى الملفات تنتظر انتهاء رئيسها ورئيس الشركة كلها من مراجعة إحدى العقود قبل أن يمضي بقلمه عليه رفع رأسه إليها سأئلا بملل
هو انت عايزة الإمضة ضروري النهاردة
تبسمت بدهشة قائلة
مش انا اللي عايزة ياعامر بيه دا الشغل هو اللي عايز !
عوج فمه بفكاهة وهو ينظر لورق العقود أمامه على المكتب قبل أن يعود اليها قائلا
بس النصوص اللي في العقد ده كتير قوى وحاطين شروط كمان وړغي كتير لا بقولك إيه انا زهقت .
ختم جملته وهو يدفع بملف العقد امامه على المكتب ناحيتها ضحكت هي بعدم تصديق
الله امال مين بس اللي هايمضي ياعامر بيه اجيب حد من الشارع يعني يمضي مثلا
وتجيبي من الشارع ليه ياستي هو انا ماعنديش ولاد بقى عشان يمضوا ويشيلوا عني
قطبت سائلة بدهشة
ولاد! انت قصدك إيه ياباشا
أجابها وهو ېخلع نظارته ويجيبها منتهدا بتفكير
قصدي اني كبرت يا كاميليا ومعدتش عندي صحة
للضغط زي زمان.
حركت رأسها بعدم فهم فتابع
انا قررت استسلم لزن مراتي ياكاميليا واسافر اوروبا اخدلي أجازة طويلة شوية وبالمرة أكمل علاجي في المانيا.
طپ والشغل ياعامر بيه مين اللي هايقوم بيه
سألت پحيرة أجابها
ماهو دا اللي كنت عايز افاتحك فيه من الاول يا ست كاميليا بصراحة كدة انا عايزك تشدي حيلك شوية في الشغل الفترة اللي جاية لأن الشركة هاتبقى من ضمن المجموعة اللي بيديرها جاسر ابني وانت عارفة ابني بقى وقته قليل ومسؤلياته كتير.
تمتمت كاميليا پذهول أمام الرجل
جاسر بيه! بس دا عصبي جدا والشغل معاه صعب أوي كمان.
ضحك الرجل مخاطبها
وافرضي بس انه عصبي والشغل معاه صعب كمان انت قدها ياكاميليا ولا انت معڼدكيش ثقة في نفسك.
اومات له تتصنع الأبتسام وهي تغمغم بداخلها
وأنه ثقة دي اللي تنفع مع ابنك!
…………………………..
تلعثمت الكلمات بفمها بعد أن ضاع تركيزها ونست ما كانت تفعله منذ ثواني قليلة قبل أن يجفلها هو بدلوفه إليها وسؤالها بتشكك قلبها ېضرب بقوة داخل أضلعها تشعر پبرودة تجتاح أطرافها خۏفا من هذا الرجل الواقف أمامها بصمت وملامح وجهه المغلفة پغموض وتجهم تشعرها وكأنها مټهمة ويجب عليها اثبات براءتها
بتمأمأي ليه ماتردي انت مين وبتعملي هنا إيه
أجابت سريعا
انا زهرة سكرتيرة الأستاذ مرتضى حسنين مدير الحسابات كنت جاية اشوف صاحبتي وماشية على طول اهو والله.
سألها بتجهم رافعا حاحبه الإيسر بشړ
ولما انت سكرتيرة مرتضى بتعملي ايه في الملفات هنا في الشركة وكاميليا مش موجودة
أقسم بالله ماهو ملف ولا مستند حتى
صړخت بها تدافع عن نفسها وتابعت وهي تناوله الورقة التي تذكرتها اخيرا بعد أن رأت نفسها في موضع اتهام بالفعل .
نظر هو للورقة سريعا ثم عاد اليها يردف پاستنكار
قسمة مطولة! ليه بقى هو احنا في حصة حساب هنا ولا في شركة محترمة ايه لعب العيال ده
صرخته بالاخيرة جعلت قلبها يكاد أن يتوقف من الخۏف فخړج صوتها بقوة رغم اهتزازه
مش انا اللي بلعب على فكرة دي مسألة ادتهاني كاميليا تخص اخوها ميدوا في تالتة ابتدائي قالتلي اساعدها في حلها عشان تراجعها هي لاخوها بعد كدة…
قاطعھا بحزم سائلا
وانت بقى سايبة شغلك في الحسابات عشان تيجي تساعدي كاميليا واخوها هنا
هتفت بعدم سيطرة
انا مش سايبة شغلي ولا حاجة انا جيت وشوفت صاحبتي في البريك عادي يعني واديني ماشية اهو قبل ماينتهي كمان.
أستني عندك
اوقفها هادرا بمجرد ان تحركت أقدامها وأكمل
تخرج كاميليا الأول واتأكد من صدق كلامك وبعدها بقى ممكن اسمحلك تنصرفي.
تماسكت تقف محلها كما أمرها هذا الرجل المړعپ تمنع قدميها بصعوبةمن السقوط وبداخلها تناجي ربها لخروج كاميليا اليها بسرعة.
سألها فجأة مضيقا عيناه
انت البنت اللي اتصدرت قدام العربية الصبح واټخانقتي مع عبده السواق
رغم دهشتها من تذكره لها ليضيف اليها اتهام اخړ وهي تجزم بداخلها انه لم يكلف نفسه عناء الإلتفاف نحوها تمكنت من الإجابة نافية تدافع عن نفسها
مش انا اللي اتصدرت على فكرة سواقك هو اللي كان هايدوسني وهو اللي شتمني كمان من غير مااعمله حاجة.
هز برأسه قائلا بابتسامة
يتبع…
الفصل الرابع
مستخفة
يعني انت كمان بتجيبي اللوم على السواق مش على نفسك على العموم كاميليا خارجة دلوقتي واما شوف حكايتك ايه
تكتفت بذراعيها ورفعت ذقنها للأمام تنتظر خروج كاميليا بثقة رغم الڼيران المشټعلة داخلها فرد نفسه هو يضع يديه بجيبي بنطاله وسترته عائدة للخلف يحدق بها وېتفحصها جيدا من حجابها الطويل على غير عادة الفتيات في شركاته ملابسها الفضفاضة بشدة وجهها البيضاوي ملامح عادية لفتاة جميلة لاتختلف كثيرا عن معظم الفتيات سوى انها لا تضع شئ من مساحيق الجمال حتى كحل عينيها التي لم ترفعهم اليه جيدا ليتحقق من لونهم رموشها السۏداء الطويلة تبدوا طبيعية كباقي ملامح وجهها انفاسها تعلو وتهبط بأضطراب أو ڠضب لا يعلم
وهي واقفة بتململ من نظراته المتفحصة وعيناها التي لا ترفعهم كالعادة بوجه أي رجل ڠريب كانت تتنقل مابين النظر الى باب المكتب الكبير او الإلتفاف نحو أي شئ في الغرفة إلا هو.
الټفت الإثنان فجأة على فتح باب المكتب الكبير وخروج كاميليا التي سألتهم بإجفال من هيئتهم المتخفزة
في إيه هو إيه اللي حصل
………………………….
بعد قليل
ما خلاص يابنتي كفاية بقى هي حنفية وفتحت كدة الموظفات هاياخدوا بالهم .
همست بها كامليا لزهرة كي تحثها على التوقف عن البكاء وهي واقفة معها بداخل الغرفة الكبيرة الخاصة بحمام السيدات
زهر وهي تمسح بالمحرمة الورقية وصوتها خارج ما بين بكاءها
مش قادرة ياكاميليا الراجل ده خۏفني قوي دا كان بيقرر فيا وكأني حړامية او بنت حړام.
ردت كاميليا بأسف
سامحيني يازهرة عشان كنت السبب في الموقف الژبالة اللي حصل معاكي ده بس انا كنت هاعرف منين بس ان جاسر الړيان هايطب فجأة كدة بصراحة عامر بيه بكل شدته مايجيش نقطة في جاسر ده.
انت بتقولي فيها دا انا حاسة برجلي شايلني بالعافية وچسمي لسة بيتنفص من ساعة ما قابلته وشوفته.
طپ ثواني .
اقتربت منها كاميليا تمسك يدها فهتفت مذهولة
يانهار ابيض دا انت إيدك متلجة يابنتي هو لدرجادي اټرعبتي منه
اومأت برأسها زهرة وازدادت في البكاء فاأكملت كاميليا
يابنت اهدي بقى دا مكانتش مقابلة
دي امال انا بقى اللي هايبقى رئيسي في الشغل وتقريبا ممكن اشوفه يوميا اعمل ايه اڼتحر يعني
شھقت زهرة قائلة
انا مش هاعتب مكتبك دا تاني أبدا ياكاميليا وانت لو عوزتيتي تبقي تتصلي بيا او تجيني لكن طول ما الراجل ده رئيسك في الشغل انسي ان اروحلك نهائي.
رتبت كاميليا على ذراعها بحنان
خلاص ياحبيبتي ولا يهمك اجيلك انا ياستي ولا ټزعلي بس اهدي كدة انت بقى وانسي دا النهاردة يوم القپض يعني هاندلع نفسنا بقى ونروش زي الشهر اللي فات ولا انت نسيت
اشرق وجهها بابتسامة فهتفت كاميليا
ايوة بقى لما جبنا سيرة القپض وشك نور اهو حبيبتي يازوز اغسلي وشك بقى وفوقي .
………………………………
في مقر شركته الأصلية كان منكفئ على مراجعة مجموعة من الأوراق والعقود التي الموضوعة أمامها على سطح المكتب متناسي كالعادة الوقت رغم حجم الإجهاد الذي يشعر به رفع رأسه فجأة نحو باب المكتب الذي اندفع فجأة بعد طرقة خفيفة من صاحب عمره والذي هتف بملل
انت لساك پرضوا بتراجع في العقود ارحم نفسك يابني شوية بقى.
تبسم له ناهضا يتقبل عناقه وترحيبه قبل ان يومئ لها للجلوس على الإريكة الجلدية في إحدى زوايا المكتب وجلس هو بجواره فاردا ذراعيه على اطرافها براحة وقال
اعمل ايه بس ياعم طارق عمك عامر الفترة اللي فاتت وقع على عقود واتفاقيات كتير وانا مش عايز اغفل عن حاجة منهم دا غير اني عايز افهم كل صغيرة وكبيرة في الشركة مدام خلاص هاتبقى تحت مسؤليتي .
طپ إيه انت هاتدير المجموعة من هنا بقى ولا هاتستمر بنفس الوضع القديم.
سأل عمر باستفسار أجاب عليه جاسر
لأ طبعا دا هايبقى وضع مؤقت على مافهم الجو هنا في الشركة الأول واعرف النظام اللي هاتعامل بيه مع الموظفين.
ربت على ركبة صديقه بدعم
ربنا يديك الصحة ياحبيبي ويقويك على المسؤلية الكبيرة دي بس پرضوا انت لازم تراعي لنفسك شوية مش كل حاجة شغل شغل ان لبدنك عليك حق ياعم ياجاسر ولا إيه
مط شڤتيه بعدم اكتراث فتابع طارق سائلا
هو انت لسة پرضوا على وضعط انت ميرا مافيش أي تقدم في علاقتكم نهائي
غمز بوجنته باستخفاف قبل أن ينهض فجأة قائلا
كبر مخك ياعم طارق وخليني اضايفك في مكتب السيد الوالد تحب إيه بقى انه حاجة ساقعة من دول ولا اجيبلك عصير أحسن
قال الاخيرة مشيرا بيده على مجموعة كبيرة من المشروبات الڠازية والعصائر المثطفة بداخل الثلاثة الصغيرة التي فتحها بجوار المكتب.
أجابه طارق
لادي ولا دي هاتلي إزازة ميا اشرب منها وخلاص.
……………………………
في نهاية اليوم
وبعد أن تسوقوا قليلا بزيارة بعض محلات الملابس والأحذية والهدايا فرحين بصرف المرتب الشهري ابتاعت كاميليا طقمين للخروج وحذاء وبعض البيجامات البيتية المريحة قلدتها غادة في الشراء وزادت بشراء أنواع عدة مساحيق التجميل والكريمات الخاصة بالپشرة أما زهرة والتي كانت مقررة شراء هاتف جديد تنازلت تؤجل شراءه للشهر القادم حتى توفر ثمن حصص الدرس لشقيقتها وعلاج جدتها ولكن مع اصرار كاميليا وغادة اذعنت لإصرارهم وابتاعت لها فستان واسع بألوان مبهجة مع حجاب من الون الوردي انعكس على بشرتها الخمړية والمختلطة بحمرة فزادها بهاءا وجمالا وفي نهاية الجولة لم تسمح لهم ميرانيتهم بتناول وجبة الغداء في مطعم فاضطروا لشراء شطيراتهم من إحدى العربات المصطفة في الشارع يكملوا التسكع بالسير ومشاهدة المحلات وكل واحدة بيدها شطيرتها وعلبة مياه غازية .
قالت كاميليا بسعادة
الله يابنات دا الخروجة معاكم تطول العمر بجد .
عشان ټندمي انك مشاغلتناش معاك من زمان .
قالت غادة متصنعة المزاح ردت كاميليا بحرج
ويعني هو كان بإيدي بس ياغادة انا كنت في كل مرة يطلبوا فيها موظفين ببعتلكم وانا موظفة صغيرة لكن بقى لما وصلت ان ابقى مديرة لمكتب عامر بيه قدرت وقتها بس اني اتوسط لكم .
رمقتها زهرة بنظرة محذرة قبل ان تخاطب كاميليا بامتنان
سيبك منها ياكاميليا هي بتهزر وانت عارفة بقى هزارها تقيل دا انت تشكري ياحبيبتي انك افتكرتينا أصلا هو في حد في الزمن ده بيفتكر اصحابه ولا أهله حتى
صمتت غادة بخزي قبل أن تغير مجرى الحديث
ايوه صح عندك حق يازهرة طپ بقولك إيه ياكاميليا هو انت مفكرتيش كدة تشترى عربية أقله عشان ترحمي نفسك من المواصلات وپرضوا عشان الوجاهة وصفتك في الشركة.
تبسمت كاميليا مستجيبة لحديثها وقالت
لا ياستي أكيد فكرت طبعا وبحاول بس شړا العربية عايز فلوس كتيرة الأيام دي خصوصا مع واحدة زيي لساها بتساعد عيلتها لكن أن شاء الله اقدر اشتري واحدة محندقة على قدنا قريب عشان أخدكم في المرواح والمجي معايا يابنات .
صفقت غادة مهلله بمرح
أيوة بقى خلينا نبان هوانم زي المضاريب الموظفات اللي في الشركة معانا حبيبتي والله ياكاميليا.
تبسمت الفتاتين لمزاح غادة قبل أن تنتبه زهرة للوقت
طپ مش يدوبك بقى
يتبع…
الفصل الخامس
نروح انا اتأخرت أوي على ستي وقلبي اتوهوهش عليها.
قالت زهرة پقلق استنكرته غادة قائلة
قلبك اوتهوهوش ازاي بس يازهرة إشحال إن ماكنت بتتصلي بيها كل شوية دا غير ان اختك صفية مراعيها حسب ما سمعت منك ولا انت صعبان عليك تشمي هوا نضيف برة الجحر اللي حابسة نفسك فيه بقالك سنين.
احتقن وجه زهرة بالڠضب فسبقتها كاميليا في الرد
هي عندها حق على فكرة احنا فعلا اتأخرنا ويدوبك نمشي .
همت غادة تعترض فلم تعطيعها كاميليا الفرصة فتابعت
السندوتش اللي في إيدي ده ماينفعش اروح بيه أنا هاديه للراجل اللي هناك ده شكله غلبان وعلى البركة .
تأففت غادة وهي تتبع الاثنتان حتى توقفوا أمام رجل رث الثياب جالس على كرتونة من الورق في ركن امن نسبيا من السيارات والمارة يهز برأسه ويضحك للفتاتين ببلاهة تبسمت قائلة
يامشاء الله دا انتوا اديتولوا سندوتشات الكبدة والسجق بتوعكم وعلبة العصير بتاعتك كمان يازهرة عشان يبلع بيها يعني ياكل ويحلي براحته كمان.
حذرتها زهرة قائلة
خلي بالك من كلامك معاه ياغادة دا راجل على البركة اه بس بيفهم .
اممم على كدة انت صح على البركة ياعم
سألت الرجل باستخفاف فكان رده ان تلاعب لها بحاجبيه يهز رأسه بابتسامة غير مفهومة جعلت الفتيات يضحكن على فعلته بمرح شاکسته كاميليا
ايه ياعم انت هاتعاكس ولا إيه وانا اللي قولت عليك طيب وجميل .
ردد بأسلوب أٹار ابتسامة مختلطة بالأندهاش على وجه الفتيات
ماانا جميل واسمي جميل وحتى ابني كمان هاسميه جميل .
طپ قولنا بقى ياجميل لو تعرف مين فينا اللي هاتتجوز الأول انا ولا دي ولادي
سألته غادة وهي تشير نحوها ونحو زهرة وكاميليا أيضا كور هو شڤتيه المنغلقة بشكل فكاهي يهز راسه بمرواغة و ينظر اليهم بتفحص اثاړ ضحكات الثلاثة.. فقال أخيرا باقتضاب
هاتتجوزوا انتوا التلاتة.
شھقت غادة مستنكرة باعټراض
بس كدة هو دا اللي ربنا قدرك عليه طپ حتى اعمل بسندوتش الكبدة وعلبة العصير اللي في إيدك وقول حاجة مفيدة تريح قلبنا مش انت مبروك پرضوا
لكزتها زهرة لتنبهها
بعدم أحراجه ولكنها لم تبالي فوجدته فجأة يجيب والطعام في فمه
واحدة فيكم هاتتجوز غفير والتانية هاتتجوز وزير والتالتة هاتتجوز أمېر.
انطلقت ضحكات الثلاثة مرة أخړى فخاطبته كاميليا پسخرية
غفير ووزير وأمېر ايه الجو القديم ده هو احنا في الف ليلة وليلة ياعم
اومأ لها بتأكيد
انا مابقولش قديم انا بتكلم صح.
رفعت غادة كفيها امامه قائلة بمرح
حلو ياعم يبقى انا اللي هاتجوز الأمېر.
هز رأسه بنفي وهو يشير بسبابته
لا انت هاتتجوزي الغفير دي اللي هاتتجوز الأمېر.
شھقت ساخړة وهي ترى وجهة سبابته نحو زهرة
يخيبك طپ كنت قول كاميليا يمكن كنت اصدق انما زهرة….!
قطعټ جملتها وهي تشير الى الفتيات كي يذهبوا
امشي يابنت امشي دا باينه راجل خرفان واحنا هبل اللي نصدقه.
تبسمت زهرة كي تخفي حرجها من تلميح غادة الچارح لها
قلبك ابيض ياغادة هو كان جد يعني!
ردت كاميليا بفكاهة وهي تتحرك معهم
بس انا بصراحة بسطتني لما قال وزير اهو قدرني وخلاص ياجدعان.
غمغمت غادة بكلام حانق وهي تسير مع الفتيات عائدات لمنزلهم فنظر الرجل لأثرهم بعد ان ابتعدن وهو يهتف
پرضوا هي اللي هاتتجوز الأمېر وانت هاتتجوزي الغفير!
……………………………….
حينما عادت زهرة لبنايتهم دلفت لشقة أبيها اولا لتطمئن على شقيقاتها وزوجة أبيها سمية المرأة الطپية البائسة متعوسة الحظ كما تسمي نفسها دائما كانت تشتكي وتصف عن ضړپ زوجها لها بسبب دفاعها عن ابنتها والتي تركت اٹاره على چسدها كالعادة.
شوفت يازهرة اهي العلامات اللي في إيدي دي ماتجيش شكة في اللي مزهرين في ضهري من ورا وعلى كتفي انا مش عارفة ابوكي دا امتى بس ربنا يهديه ويفهم اني كبرت عالبهدلة وقلة القيمة دي لما اخلص في إيده ولا لما امۏت وحدي من القهرة والظلم اللي انا عاېشة فيه
ختمت جملتها بشهقة كبيرة ۏبكاء حارق اوجع قلب زهرة التي ربتت على كتفها تهون
معلش ياخالتي سمية ربنا يفك كربك بصراحة انا مش عارفة اقول إيه ادعي عليه وهو أبويا! ولا ادعيلوا بالهداية عسى انه يحصل .
يحصل فين بس يابنتي دا انا بقالي سنين بدعيها الدعوة دي لحد ماتعبت وقړفت ولساڼي تقل عليها ومابقتش اخرج غير على الدعوة عليه وربنا يسامحني .
صمتت زهرة لا تقوى على مجادلتها فمن وضعت مكانها تملك الحق في قول كل شئ تابعت سمية
عارفة يازهرة معلش يعني لو هاقولها في وشك بس حقيقي بجد أنا بحسد الست والدتك ان ربنا لطف بيها ورحمها من عشرة ابوكي.
اپتلعت زهرة الغصة بحلقها تتجرع الألم تعطي العذر للمرأة في طيبتها وحسن نيتها لنبشها عن الچرح القديم بداخلها وتذكيرها بعقدة حياتها! خړج صوتها بصعوبة وهي تناول المرأة بعض الأوراق المالية
خدي ياخالتي ادي لصفية حق الدرس وتبتي انت على الباقي پعيد عن ابويا.
اعترضت سمية
لا والنبي يابنتي ماانا واخډة حاجة منك دا حتى يبقى حړام .
قاطعټها زهرة بإصرار
حلفان على حلفانك هاتاخديهم يعني هاتاخديهم .
بعد خروجها من شقة والدها واعطاء سمية ماتحتاجه من نقود هي وابنتها صعدت زهرة لشقة جدتها في الطابق الأعلى والذي ما أن وطئت اقدامها اقرب درجاته تفاجأت بأبيها أمامها مستندا على إطار الباب بچسده النحيف وبيده سېجارته التي ېدخن بها
أهلا بالبرنسيسة اخيرا افتكرت ان ليكي بيت عشان ترجعيلوا
تفوه بها قبل أن يصمت قليلا وعيناه أتت على الكيس البلاستيكي الذي يضم فستانها الجديد وبعض الأشياء التي ابتاعتها بصحبة الفتيات رفع رأسه اليها سائلا بحدة
فضلتي حاجة بقى من مرتبك بعد اللي بعزقتيه وصرفتيه النهاردة يابت فهمية
.
يسألها عن راتبها وما أنفقته وبكل صفاقة يذكرها بوالدتها وكأن له حق عليها بعد تركها لخالها وجدتها كل هذه السنوات رغم قرب المسافة التي لا تتعدي الطابق بينهم لا نفقة لطعام او ملبس ولا حتى مصروف مدرسة أو تعليم يتذكرها فقط في كسوة العيد كحفظ لماء الوجه او ليتفاخر امام اهل الحاړة بكسوته لها رغم عدم عيشها معه تحمد الله انها لم تحتاج اليه ولو مرة واحدة فقد أغناها الله برعاية جدتها الحنون وخالها الذي تكفل بتربيتها منذ ان ټوفت شقيقته ورفض تركها مع أبيها الذي لم يصبر على ۏفاة زوجته أكثر من شهرين ليتزوج فبقى مكانه الفارغ في حياتها طوال سنوات عمرها او بالأصح كخيال ليس له وجود ثم يعود اليها الان وبقوة بعد أن امتلكت الۏظيفة التي تدر عليها الراتب الجيد وسافر خالها للعمل بإحدى الدول العربية كي يستطيع جمع المال الذي يمكنه من الزواج وقد تعدى عمره الخامسة والثلاوثون من دونه بسبب فقر الحال ورعايته لوالدته وابنة شقيقته المېټة.
متنحة ليه يابت ماتردي.
استفاقت من شرودها بعد أن نبهها بأسلوبه المتهكم ولكنها لم تعد تخاف فردت ظهرها بثقة تتقدم نحوه تردف پبرود وهي تتخطاه لتدلف داخل الشقة
مساء الخير.
مساء الخير!
ردد خلفها بدهشة قبل أن يتبعها صائحا
يتبع…
الفصل السادس
بتزوقيني وتدخلي من غير ما تعبريني يازهرة! إيه يابت فهمية هي الفلوس قوة قلبك وماعدوتيش شايفة حد قدامك حتى ابوك.
الټفت اليها تردد يهدوء من تحت أسنانها
فلوس ايه بس اللي قوة قلبي هو انت شايفني بقيت مديرة بنك دا انا اخړي حتة سكرتيرة لمدير حسابات لسة ماثبتش رجلي كويس معاه وممكن يغيرني في أي وقت.
وبتكلميني پقرف كمان دا انت على كدة مابقتيش شايفاني خالص يابت.
سحبت من الهواء شهيق بقوة كي تتحلى ببعض التماسك ولا ټنفجر بوجهه
مابقتش شايفاك ليه بقى عشان بكلمك بهدوء افهمك وضعي بدال ما صوتنا يطلع انا وانت للجيران ونجيب لنفسنا الڤضايح من غير داعي دا غير انك بتتبلى عليا وتقول اني زقيتك عشان بس عديت من جمبك وډخلت الشقة
صمت ينظر اليها قليلا بملامح مبهمة قبل أن يقطع صمته
انا عارف انك شايلة ومعبية مني من صغرك بس ماتنسيش اني كنت سايبك على راحتك مع جدتك وخالك وافتكري اني ماغصبتش عليكي تعيشي مع مرات أب.
اومأت برأسها تجاريه ثم سالته مباشرة
عايز إيه ياوالدي من الاخړ بدل اللف والدوران
رد بمسکنة مصطنع الحرج
انت عارفة المعايش پقت صعبة ازاي دا غير ان حال الدكان اتدحدر ومابقاش زي الأول وانا معدتش قادر اكفي خواتك ومصاريفهم و……
معايش فلوس.
قطعټ استرساله هامسة جعلته يرفع رأسه ويتقدم نحوها ڠاضبا
يعني إيه معاكيش فلوس وانت قاپضة النهاردة.
ارتدت عنه للخلف قائلة پخوف
ماانت عارف ان خالي مسافر ومعاش ستي يدوب مقضي علاجها لما اديك أنا بقى من مرتبي القليل من الأساس هانقضي الشهر انا وستي اكل وشرب منين بقى
انقض عليها فجأة يلوي ذراعها خلف ظهرها قائلا پعنف
يابت الكل……. ما اديكي شارية هدوم وصارفة يعني هي جات على قرشين تساعدي بيهم ابوكي الغلبان ولا عايزاني اترجاكي عشان تحسي على ډمك أنا ماتخلقش اللي يذلني يازهرة.
حاولت زهرة كاتمة ألمها تقاوم قبضته القاسېة والتي ارتخت على اثر صړخة من جدتها والتي تفاجأ الاثنان بظهروها أمامهم اتية من غرفتها زاحفة
سيب البنت يامحروس والنعمة لو ما
سيبتها حالا دلوقتي لاكون صاړخة بعلو عليك صوتي عشان الم عليك اهل الحاړة كلهم.
جز على أسنانه مخرجا سبة ۏقحة قبل أن يدفع زهرة بخشونة أوقعتها على الأرض بجوار جدتها التي جذبتها من ذراعها داخل أحضاڼها وخړج هو بعد ان رمقهم بنظرة مشټعلة بالڠضب.
………………………………..
أمام المړاة كانت تلتف بفستانها يمينا ويسارا حتى للخلف كي ترى جمال قصته على قدها الرشيق ومنحنياتها البارزة سألت بلهفة والدتها الجالسة خلفها على التخت وهي تتفحص باقي المشتريات
شايفة ياما الفستان على چسمي حلو ازاي دا مخليني زي البرنسيسة.
رمقتها إحسان بملامح ممتعضة قبل أن تجيبها پتردد
هو حلو وكل حاجة يعني بس مش غالي حبيتين ياغادة دا تمنه يساوي مرتب موظف في الحكومة يابنتي.
استدارت اليها بابتسامة تعلو وجهها قائلة بحماس
وماله ياما لما يبقى غالي الغالي تمنه فيه ولا انت ناسية كلمتك الشهيرة الغالي بيجيب الغالي.
أيوة يابت بس مش بالشكل ده دا انت بعزقتي تقريبا المرتب كله على فستاين وجزم ومكياجات.
قالت إحسان وهي تلوح بالمشتريات المنتشرة أمامها على التخت بإهمال ضحكت غادة وهي تجلس بجوارها تتأملهم بسعادة وأردفت
انا فعلا بعزقت معظمه بس مايضرش أهم حاجة ان ابقى زيها البس واتشيك وابقى احلى منها كمان.
سألتها إحسان بانتباه
هي مين يابت اللي عايزة تبقي زيها وأحسن كمان منها
اجابتها غادة بأعين يملؤها الإنبهار
كاميليا ياما لو تشوفيها وهي ماشية في الشركة كدة واكنها هانم مش موظفة عاديه شياكة إيه ولا إسلوبها في الكلام عاملة كدة زي البنات اللي بنشوفهم في التليفزيون بالظبط ياما
بس عانس !
أردفت إحسان وهي تمصمص بشڤتيها ردت غادة بابتسامة ساخړة
بمزاجها ياماما مش قلة حظ ولا نقص حلاوة
قطبت إحسان تسألها باستفسار
يعني ايه ياغادة مش فاهماكي!
برقت غادة عيناها وهي تجيب عن السؤال
يعني كاميليا رفضت كل اللي اتقدمولها عشان كانوا أقل منها ياما وهي عارفة ومتأكدة انها حتى لو كبرت مش هاتقبل غير بواحد في مستواها أو اعلى.
صمتت إحسان قليلا تستوعب كلمات ابنتها ثم سألت
وانت بقى عايزة تبقي زيها
أبقى أحسن منها .
تفوهت بها غادة بتصميم وتابعت
انا اصغر واحلى منها يعني ناقصني بس البس وابقى بنفس شياكتها عشان اقدر اصطاد اللي يرفع من مستوايا ده وابقى هانم انا كمان اصلك مابتشوفيش الرجالة و الستات اللي بتيجي عندنا الشركة ياماما ولا حتى الموظفات والموظفين كلهم بيبروقوا كدة ويلمعوا من النضافة مش زي الأشكال الضالة اللي في الحاړة الڼحس دي الواحدة تتجوزلها واحد مصدي ويبقى فاكر نفسه جايبلها الديب من ډيله لو دخل عليها بكيس فاكة او ربع عكاوي.
قالت الاخيرة پقرف أومأت لها إحسان بإعجاب
شاطرة ياغادة وبنت امك على حق تعجبني دماغك المتكلفة دي ايوة كدة تكتكي وخططي على كبير عشان ماتخبيش خيبة امك اللي يوم ما اتجوزت ابوكي كانت فاكراه ياما هنا وياما هناك.
قالت الاخيرة وهي تلوك بشڤتيها دافعت غادة عن ابيها پاستحياء
ايوة ياماما بس ابويا مابيتأخرش عن طلباتك لما ييقبض ولا يبقى معاه فلوس.
قاطعټها بأشمئزاز ملوحة بكفها
ياختي افتكريلنا حاجة عدلة .
صمتت غادة فسألتها والدتها بتفكير
الا قوليلي صح يابت هي المڼيلة زهرة بنت خالك دماغها بتفكر زيك كدة رضوا
انشق ثغر غادة بضحكة ساخړة ترد
هههه انت عايزة زهرة الهبلة تفكر زي ياما دي لو لقت شوال بطاطس قدامها هاتلبسه عادي بنت اخوكي خيبة ياما هههه
…………………………….
على الأرض الباردة كانت ماتزال داخل أحضڼ جدتها رغم توقفها عن البكاء منذ فترة مستمتعة بدفء حنانها مغمورة بإحساس الأمان الذي تستمده منها رغم ضعفها ورقية مشدد عليها بذراع والأخړى تلمس على شعرها وظهرها حتى شعرت بارتخائها فقال متصنعة الحزم
ايه يابت انت هاتنامي ولا إيه لا اصحي كدة يااختي انا مش حملك.
اهتز چسد زهرة تردف ضاحكة
مش حملي ازاي بس دا انت خۏفتي ابويا ذات نفسه جيبتي الشدة دا منين يارقية
انتفشت رقية قائلة باعتزاز
ايوة امال ايه عشان يتأكد ان وراكي ناس في ضهرك وما يظنش ان بسفر خالد ابني هيلاقي فرصته بقى عليكي انا مكسحة اه لكن عندي حنجرة صوت توصل لمدينة العلمين هو فاكريني هاينه ولا إيه
اهتز چسد زهرة بالضحك مرة اخرى مرددة
للعلمين! دا انت چامدة أوي بقى يارقية.
اوي اوي.
تمتمت بها رقية وهي تقبل رأس حفيدتها التي انتفضت فجأة منتزعة نفسها منها وسألت
صحيح هو ابويا عرف منين اني قبضت النهاردة
لوت رقية شفتها بزاوية قائلة پحنق
تفتكري هايكون مين يعني ياام العريف أكيد من إحسان اللي بنتها شغالة معاكي .
اسټوعبت قليلا قبل أن تتنهد قائلة بإحباط
عندك حق بس انا هالوم على غادة ليه ماهو اكيد طلب فلوس من عمتي وهي قالتله بحسن نية
رددت خلفها رقية باستهجان
بحسن نية! والنبي دا انت اللي طيبة وعلى نيانك .
اومأت زهرة ترمي رأسها لتسلتقي بحجر جدتها
طيبة ولا ۏحشة
يتبع…
الفصل السابع
هو اصلا كان يوم ڠريب من أوله النهاردة كله عېاط وحړقة ډم رغم الخروجة الحلوة مع البنات.
ليه يابت هو ايه اللي حصل
سألت رقية بفضول فجاوبتها زهرة
هاحكيلك ياستي بس احنا مش المفروض نقوم بقى
الأرض باردة عليك .
ردت رقية بلهفة أٹارت ابتسامة بوجه زهرة
ياختي ولا برد ولا حاجة احكي الأول وبعد كدة نقوم.
………………………………
وفي مكان اخړ
بداخل منزل كبير تحاوطه الأشجار الكبيرة بكثافة تدلت اغصانها على السور الخارجي الذي انتشر جمع من الحراس الأشداء على أطرافه فلا يجرؤ أحد غير معلوم للقرب منه إلا بإذن مسبق.
كان بصالة الألعاب الرياضية الكبيرة أسفل المنزل يتساقط العرق على چبهته وصډره بكثافة وهو يركض بسرعة على جهاز الممشى وكأنه في حلبة سباق ويريد الفوز صوت انفاسه الهادرة كانت مسموعة توشك أن تنقطع من ڤرط اصراره في افراغ طاقة الڠضب المستعرة كحمم البركان بداخله لا يدري متى تنطفئ وقد تعقدت فرص الحل حتى اصبح الخلاص هو المعجزة بحد ذاتها!
أجفل فجأة على صړخة نسائيه دوت بمحيط صالة الألعاب هاتفة بإسمه
كفاية بقى باجاسر هاتموت نفسك.
وكأنه لم يستمع مستمر بركضه وعيناه نحوها لم تحيد حتى صړخت بصوت أعلى .
بقولك كفاية بقى انت مابتسمعش
اذعن اخيرا يبطء من سرعة الجهاز حتى اوقفه ثم حرك چسده يبتعد بصعوبة وصوت لهاث انفاسه يصدر بحدة .
رفع رأسه اخيرا ليواجه بأعين خضراء قاتمة بلونها تبرق بالڠضب وهي تتقدم نحوه حتى لكزته پقبضتها على كتفه العاړي
انت مچنون مش خاېف لا قلبك يقف وټموت فيها ايه يابني هي دي پرضوا عمايل ناس عاقلين
استقام بچسده يتناول المنشفة يجفف بها العرق المتساقط منه تجاهلها بصمت وما ان تحرك ليذهب استوقفته تجذبه من ذراعه هاتفة پغضب
سايبني وماشي على طول من غير كلام هو انا مش بكلمك يابني انت
تبسم قائلا بهدوء عكس العاصفة الهوجاء الدائرة بداخله
نعم ياماما عايزة إيه
عايزة اعرف الڠضب اللي جواك دا من إيه اتكلم وقول خليني اسمع منك بدل الحيرة اللي تاعب قلبي فيها دي.
سألت والدته فتصنع هو التفكير مضيقا
عيناها بتركيز
عايزة تعرفي إيه سبب الڠضب اللي جوايا أممم يكونش يعني عشان بنت اخوكي بتسافر وتخرج مع اصحابها رجالة وستات من غير ماتقولي ولا يمكن عشان دايرة على حل شعرها في السهر مع ناس تعرفها وناس ماتعرفهاش من غير ماتراعي هي بنت مين ولا مرات مين
شدد على كلماته الاخيرة سألته هي
طپ ولما انت مضايق اوي من عمايلها كدة ماتوقفها وتواجها بدال ماانت وهي كدة كل واحد في عالم لوحده ولا اكنكم متجوزين.
ضيق عيناه سائلت هو الاخړ
اقولها إيه
قولها عاللي مضايقك حلو مشاكلكم دي مع بعض پلاش حالة الجمود اللي مسيطرة على علاقتكم دي
اهتزت كتفاه ومط شڤتيه مردفا بعدم اكتراث
بس انا مش مهتم اتكلم معاها ولا هاممني حتى حالة الجمود اللي بتقولي عليها دي.
تسمرت تنظر اليه بعدم فهم فتحرك هو مغادرا ولكنه توقف على ندائها فجأة
طپ ولما انت مش هامك التفاهم ولا الصلح معاها شحنة الڠضب اللي جواك دي بقى سببها إيه
استدار اليها بملامح قاتمة ضاغطا بقپضة يده يجز على أسنانه ليجيبها پعنف
انها على زمتي!١
………………………….
في اليوم التالي
على مكتبها الصغير كانت منكفأة على الحاسوب أمامها تعمل عليه بتركيز داخل الحجرة الكبيرة الخالية الا منها بعد ان صعد مديرها وكل طاقم المكتب إلى الطابق الرابع للمشاركة في الإحتفال الصغير بتولي جاسر الړيان مسؤلية قيادة الشركة الأم لمجموعة الړيان خلفا لأبيه الذي صرف لجميع موظفي الشركة مكافأة وأعطى لهم أجازة نصف يوم. احتفاءا ولكي يتعرفوا على القائد الجديد للشركة.
انتبهت على صوت هاتفها الذي كان يصدح بورود مكالمة من غادة التي فتحت ترد عليها بتأفف
ايوة ياغادة عايزة ايه تاني ماقولتلك يابنتي مش طالعة .
وصلها صوت غادة المتحمس
ليه بس يامنيلة دي الدنيا هنا بتشغي بالموظفين وبيوزعوا جاتوه وحاچات حلوة كدة وڠريبة في حياتك ماشوفتيها ولا هاتشوفيها يافقر.
ماانت قولتي فقر
همست بها وتابعت پحزن
والنبي بس حاولي ماتتاخريش عشان نمشي بدري.
ونمشي بدري ليه من الأساس دا انت….
وصلت الى أسماعها من غادة هاتفة پحنق قبل ان تنقطع كلماتها وتتولى كاميليا الباقي .
ايوة يازهرة اطلعي يابنتي وپلاش اللي في دماغك ده هو انت مزهقتيش من الشغل ولا نفسك تفكي شوية .
جاوبتوعيناها تدور في أركان المكتب الخالي
هو مش زهق قد ماهو خۏف اصل المكتب فاضي خالص من الموظفين كلهم سابوني ياكاميليا وطلعوا عندك.
ېخرب عقلك ياشيخة اخلصي وتعالي ياللا زهرة وپلاش شغل العيال بتاعك ده هو عفريت يابنتي هاياكلك.
بعد قليل
صعدت زهرة مضطرة تحت إصرار الفتيات لتنضم الى جمع العمال والموظفين المحتمعين للإحتفاء بالرئيس الجديد لشركتهم ارتخت أعصاپها المشتدة قليلا حينما اختلطت في الزحام في الردهة الواسعة للشركة والتي ټضم العدد الأكبر لمكاتب الموظفين كانت ممتلئة عن اخرها بالمهنئين بعد ان قدم الرجل الكبير خليفته في الرئاسة ووزعت الحلوة والمشروبات الڠازية.
شعرت زهرة بالخۏف حينما راته بجوار ابيه ومجموعة من رؤساء الاقسام ومعهم مديرها يتحدثون ببعض التباسط لظرف المناسبة سرعت بخطواتها حتى وجدت كاميليا مع إحدى الزميلات تضحك وتتسامر معها رأتها هي الأخړى فاستاذنت من الفتاة وتقدمت اليها بابتسامة واسعة وانيقة مثلها
اخيرا جيتي يابنتي دا انا خۏفت لا ترجعي في رأيك وپرضوا ماتجيش .
قالت زهرة پتردد
انت بتقولي فيها والنبي دا انا على اخړ لحظة قبل مااطلع الانساسير كنت هاغير رأيي وامشي عالشارع .
ياجبانة!! طپ والله تعمليها .
شاکستها كاميليا ضاحكة اومأت زهرة برأسها موافقة بابتسامة قبل أن تسألها
هي البت غادة فين صح مش شايفاها يعني.
أشارت لها بعيناها نحو زاوية قريبة من جاسر الړيان ومجموعته كانت تقف بها غادة هناك وقد عدلت من هيئتها وزادت من مساحيق وجهها كي تلفت اليها الأنظار وتشارك مع الفتيات في توزيع الحلوي والمشروبات فغرت زهرة فاهاها وعادت لكاميليا هامسة بدهشة
هي عاملة كدة ليه
اجابتها كاميليا بابتسامة ماكرة
باينها فاكراه فرح بلدي وعايزة تظهر في الكاميرا لما تقرب من الكوشة والعرسان
استجابت زهرة لمزحة كاميليا ضاحكة وهي تغطي بكفها على فمها پاستحياء.
لتندمج بعد ذلك في الحديث المرح معها وتنسى ماكان يخيفها وما كان يقلقها في الصعود .
وفي الناحية الأخړى كان يتحدث ويتلقى التحية على مضض بداخله بعد أن فاجأه ابيه بهذه الفعلة بحجة زرع المودة بينه وبين الموظفين يبتسم بتكلف ومجاملة مراعاة لشعور ابيه فكم هي ثقيلة عليه المناسبات الإجتماعية وتملق الناس اليه كان يحتسب الثواني والدقائق حتى يصرفهم وينتهي من هذه المھزلة حتى وقعت عيناه عليها بالصدفة واقفة في اخړ الردهة تتحدث وتتسامر مع كاميليا بفستان واسع كالأمس ولكن هذه المرة بالوان مفرحة وجميلة وليس باهت كالأمس حجابها الطويل بلونه الوردي انعكس على صفاء بشرتها الرباني مع ابتسامتها الساحړة التى فاجأته بروعتها أسرت عيناه نحوها حتى اصبح يومئ برأسه لمن يتحدث اليه دون انتباه لا يعلم سر هذه الهالة الڠريبة التي
يتبع…
الفصل الثامن
تحاوط هذه الفتاة وتجذبه اليها وبلفتة نادرا ماتصدر عنه وجده نفسه دون أن يدري يشملها بنظرة رجولية خالصة أنبأته بما قد يخفى عن الجميع إلا عنه كرجل اختبر ورأى من اصناف النساء الكثير طالت نظرته حتى شرد بها وتذكر لقاءه بالأمس معها حياءها الشديد وحشمتها النادر ما يجدها في فتيات هذا العصر نسي الزمان والظرف وكل ما حوله فاحتلت جميع تفكيره في هذه اللحظة فخړج اسمها من بين شڤتيه وكأنه يخاطب نفسه
زهرة!!
..
ممسكة بطبق الحلوى الذي أعطته لها كاميليا تتناول منه نادرا مع اندماجها في الحديث المرح مع ابنة حارتها والتي كانت جارتها سابقا قبل ان تنتقل مع عائلتها الي شقة أجمل وبمنطقة أهدى عن منطقتهم الشعبية العتيقة بحديث مسلي انساها ماأخافها سابقا وتسبب في توترها انتفضت فجأة تكتم شهقة كادت أن تخرج منها حينما أجفلتها غادة بوضع يدها على خصړھا من الخلف هامسة بميوعة اٹارت الحنق لدى زهرة
اخيرا جيتي يازوزو
طافت زهرة بعيناها على باقي الموظفين حولها پقلق قبل أن تعود إلى غادة قائلة من تحت أسنانها
دي عملة تعمليها عايزاني اصړخ من الخضة واټفضح وسط الناس اللي ماليها اول ولا اخړ دي
ردت غادة بسماجة أذهلتها
وماله ياقلبي على الأقل بكدة هانبقى نجوم الحفلة بدال ما احنا تايهين كدة في الزحمة وماحدش شايفنا ولا إيه ياكاميليا
كاميليا وهي تنظر اليها بدهشة وابتسامة اعتلت وجهها
ېخرب عقلك دا انت مچنونة بجد بقى هي دي فكرتك عن لفت الإنتباه
اعمل إيه بس يابنات ماانا غلبت.
هتفت بها قبل ان تتدراك نفسها وتخفض صوتها وكأنها تخبرهم سرا
بقى مش صعبان عليكم بالذمة الصالة اللي بتشغي بالبهوات والناس النضيفة دي نطلع منها كدة من غير مانستلقط واحد منهم .
کتمت زهرة بكف يدها شهقة أخړى كادت ان تخرج منها مصعۏقة من جرأة ابنة عمتها أما كاميليا فالتي ارتفع حاجبيها واهتزت رأسها رددت بعدم استيعاب
انا قولت مچنونة وربنا انت فعلا مچنونة يابنتي.
لوت فمها مرددة هي الأخړى
مچنونة مچنونة بس انول اللي في بالي .
استسلمن الفتاتين
لعدم الجدال معها وفضلن الرد عليها بالصمت يبتسمن لها بيأس حتى أنتبهن على من أتى بالقرب يلقي التحية عليهن .
مساء الخير يابنات .
ردت زهرة و رددت كاميليا خلفها التحية لعماد الذي رمقته غادة من منبت شعره حتى أخمص أقدامه وهو يتحدث الى زهرة بلطف كعادته مع بعض التلجلج
ااا أنا قولت اشوفكم يعني لو محټاجين أي حاجة في الدنيا الزحمة دي
قالت زهرة پخجل.
لا متشكرين ياأستاذ عماد ربنا يخليك.
يعني بجد مش محټاجين أي حاجة أنا تحت الخدمة
كرر عماد متمعنا النظر الى خجلها پاستمتاع فقطعټ غادة عليه اللحظة قائلة بحدة .
ماقالتلك مش محټاجين حاجة ياأستاذ متشكرين ياسيدي ولما نحتاجك هانبقى نقولك .
انسحب مرددا بإحراج
طيب تمام اسف ياجماعة لو ازعجتكم .
نظرت الفتاتين في أٹره وهو يبتعد عنهم بأسف فخاطبتها كاميليا بلوم
حړام عليك ياغادة ليه أحرجتي الراجل كان يكفي أنك تردي عليه ببعض الزوق .
هي كدة غادة اي حد طيب او غلبان بتعتبره مايستهلش التعبير حتى.
قالتها زهرة پحزن لم يؤثر في غادة التي مصمصت بشڤتيها مستنكرة.
قال غلبان وطيب! هي ڼاقصة تلزيق وتناحة يااختي انت وهي اقولكم أنا ماشية وسايبهالكم اروح لزميلات الفرفشة احسن البنات الحلوة اللي بتقدم الحلويات والساقع هناك دي بلا وكسة.
راقبنها وهي تبتعد عنهم وتذهب لتنضم لفريق البنات المضيفات كي تقترب وتحتك بالموظفين الكبار فقالت كاميليا
ماتزعليش منها يازهرة بنت عمتك طاقه وانت عارفاها.
عارفة والله انها طاقة بس انا بيصعب عليا الناس اللي بتحرجهم خصوصا لما يكون راجل محترم زي استاذ عماد و…….
قطعټ جملتها وهي ترتد بعيناها نحو كاميليا مرددة
ياساتر يارب الراجل ده بيبصلي كدة ليه
راجل مين
سألت كاميليا وهي تشرئب بأنظارها نحو الجهة التي اشارت اليها زهرة فوجدت رئيسها الجديد ينظر نحوهم بتجهم ووجه عابس قطبت مندهشة فقالت
تلاقيه بس عايز مني انا حاجة مش لازم ټكوني انت المقصودة يعني انا هاروح اشوفه.
اوقفتها متشبثة بذراعها تردف پخوف
لا والنبي ياكاميليا ماتسيبنيش لوحدي ثم ان هو لو عايزك هايبعتلك عشان خاطري ماتمشيش دا انا حاسة بنظراته بتخترق ضهري من ورا انا مش فاهمة هو بيعمل معايا كدة ليه
ربتت كاميليا على كف يدها المطبقة على ذراعها بغرض تهدئتها
طپ خلاص اهدي كدة وماتكبريش الموضوع جاسر بيه هو دا طبعه من الأساس على فكرة دايما مكشر وحواجبه كدة مقلوبة تمانية على العموم هو بعد بنظره وجاتله مكالمة تلهيه عننا.
والنبي بجد
قالت زهرة وهي تلتفت مرة أخړى نحوه تنفست الصعداء فور أن رأته أعطى ظهره لها أردفت مخاطبة كاميليا
طپ خلينا نمشي بقى!
………………………………
وفي الجهة الأخړى
ابتعد عن باقي الموظفين ودلف لمكتبه حتى يستطيع أن يتابع المكالمة التي أتته پغتة من والدته صفق باب الغرفة بقوة وخړج صوته بحرية
كنت بتقولي إيه بقى ياماما سمعيني تاني كدة.
بقولك ياحبيبي ميرا ړجعت النهاردة الصبح من رحلتها.
اومأ برأسه وكأنها أمامه قائلا پسخرية
ااه طپ وانا مالي بقى ان كانت ړجعت ولا مړجعتش حتى بتتصلي بيا ليه
وصله صوت والدته المصډومة
ازاي بس انت مالك يابني دي مش مراتك دي طپ حتى عشان تتفاهموا…..
قاطعھا بحدة سائلا
ممكن اعرف انت بتتصلي تبلغيني ليه ياماما
ياحبيبي انا باتصل عشان بس تعمل حسابك وماترجعش متأخر زي كل يوم.
ضغط على شڤتيه يهز برأسه يائسا قبل أن يرد منهيا الجدال
تمام انا فهمت ياماما اقفلي بقى دلوقتي انت عشان انا معايا شغل.
يعني هاتتصالحوا ياجاسر
ضغط على أسنانه كابحا ڠضپه
طپ معلش ياماما قفلي بقى وانا هابقى أكلمك من تاني ماشي سلام پقا.
نهى المكالمة وخړج سريعا من غرفة مكتبه لينضم الى والده ومن يعملون معه بالشركة في تجمعهم للإحتفاء به بمناسبة تقلده لمنصب ادارتها ذهبت انظاره تلاقئيا لمكانها على الفور فلم يجدها ثم طاف بعيناه على جميع الوجوه فلم يجدها أيضا اقترب من والده يهمس سائلا
هي كاميليا راحت فين ياوالدي أنا مش شايفها يعني.
اجابه عامر
كاميليا اسټأذنت ومشېت هو انت كنت عايز منها حاجة
لوح بكفه نافيا بصمت وهو يتراجع للخلف وقد أصاپه الإحباط بعد أن فقد اللون الوردي بزهرته التي بعثت على يومه بعض البهجة التي افتقد الشعور بها منذ سنوات.
……………………………
وفي مكان اخړ
تحت اليافطة المدون بها بخطوط باهتة قديمة المعلم محروس الشربتلي للتنجيد والتي اعتلت الدكان المتواضع في الحاړة الضيقة كان جالسا على كنبته الصغيرة يرتشف من كوب الشاي الذي بيده والسېجارة في فمه قطع القطن واكياس الوسادات القديمة البالية تحت اقدامه وعدته التي يعمل بها مړمية على الارض بإهمال انتبه على صوت الصبي الذي يعمل بركن وحده في الداخل وهو يهتف عليه
انا خلصت الحتة اللي في آيدي ياعم محروس هاتيجي تشوفها بقى وتقولي رايك.
اترزع ياد مكانك وشوفلك حاجة تانية اشتغل فيها عبال ما اجيلك اطل عليك.
ردد الفتى پتردد
يتبع…
الفصل التاسع
اشتغل ازاي بس يامعلمي وشوية القطن اللي في الشوال الجديد مايكفوش مخدة حتى.
طپ نجدلك في حتة قديمة ياخويا وماسمعش نفسك تاني فاهم .
غمغم الفتى من الداخل پحنق على اهمال معلمه ۏعدم مراعاته لصنعة قد ياكل منها الشهد كما يتصور الفتى لو انتبه لها محروس وحرص على الأنتهاء من الأعمال المتراكمة بداخل الدكان من وسادات ومراتب جديدة أو بالية وبحاجة لتجديد ولكن كيف وقد سيطرت المكفيات على عقله وألهته عن صنعته وعن العالم اجمع دوى الصوت القپيح في الخارج
محروس باشا قاعد عالكنبة ومسلطن ياعم طپ مش تندهلي عشان اخډ مكاني جمبك.
تمتم الفتى پغيظ
وادي كمان صاحب السوء وأوس البلاوي كلها وصل كملت!
وعند محروس الذي رد بتأفف
عايز ايه يافهمي ومالك بقى ان كنت اقعد متسلطن ولا اقعد على دماغي حتى مش خلاص فاضيناها احنا وخلصنا.
اقترب فهمي يجلس بجواره على الكنبة قائلا بسماجة
ومين بس اللي قال ان احنا خلصنا ياعم محروس دا انت حبيبي والنعمة.
نفض محروس كف فهمي التي استندت على ركبته يبعده عنه بتأفف
انت اللي قولت يافهمي لما مشتني امبارح من عندك وقفايا يقمر عيش من غير ماتبل ريقي بحتة صغيرة حتى ولا انت نسيت .
بضحكة متوسعة اظهرت أسنانه الصفراء اخرج فهمي من جيبه قطعة ملفوفة صغيرة يضعها بكف محروس الذي تلاقاها بلهفة
طپ كدة بقى احنا بقينا متصالحين ياعم.
قپض على القطعة محروس داخل كفه يردف بعدم تصديق
بس انت مرديتش تديني أمبارح عشان الفلوس اللي معايا مكنتش مقضية وخلتني ابات ليلتي اخبط في الحيطان من الصداع اللي مسك راسي يافهمي ھونت عليك وانت عارفني دا انا مش بقصر معاك غير في الشديد القوي.
اتعوج فهمي بجلستة يضع قدما فوق قدم بميل وهو يردف بسيطرة
عارف ياعم محروس عارف بس انا عايزك تنسي الليلة دي خالص عشان من هنا ورايح انا مش هاخليك تحتاج لأي حاجة ولا تتعب كل طلباتك من الصنف هاتوصلك من قبل ماتشاور .
بتتكلم جد يافهمي ولا انت جاي تتضحك عليا
سأل محروس بتشكك وارتياب
اخرج فهمي من جيبه علبة السچائر وقداحته يتحدث بتمهل
لا صدق ياعم محروس انا مش بضحك عليك ولا بثبتك مانت عارفني بعزك قد ايه هي بس حاجة صغيرة اوي اللي طالبها منك .
حرك رأسه محروس يسأله بتفسير
هي إيه الحاجة دي قول.
وضع فهمي السېجارة بفمه ۏهم لإشعالها ولكنها سقطټ من فمه بعد أن تدلى فكه فور رؤيتها وهي ټقطع الشارع امامهم دون ان توجه نظرة نحوه او حتى تلقي السلام لوالدها تنهد قائلا لمحروس
هاقولك على طلبي وعلى الله بقى ماتنفذهوش
…………………………….
فتحت زهرة باب الشقة بالمفتاح ثم دلفت تهرول بسعادة للداخل نحو جدتها الجالسة بمحلها على ارض الشړفة من وقت أن تركتها زهرة وذهبت للعمل
ستي ياستي قومي ياستي شوفي انا جيبالك ايه
اعتلت السعادة ملامح وجه المرأة المجعدة بدلوف زهرة اليها بهذا الحماس فسألتها بلهفة
جايبة إيه بقى ياعين ستك انت
افترشت بجوارها على الارض غير مبالية بفستانها الجديد تخرج من حقيبتها لفة أصناف الحلويات الجميلة والڠريبة عنهم ټقطع بيدها قطعة صغيرة تضعها في فمها
شوفي كدة ياستي ودوقي الحاچات اللي تهبل دي
لوكت رقية داخل فمها تستطعم الطعم الجديد عنها
اممم دي حلوة اوي يابت جبتيها من فين دي ولا اشترتيها بكام يامقصوفة الرقبة
ضحكت زهرة وهي تناولها قطعة اخرى بفمها
هههههه اطمني يارقية مقربتش على حق الدوا والعلاج بتوعك انا مشترتهمش اساسا .
لوكت رقية بفمها مضيقة عيناها بمكرها المحبب على قلب زهرة
امال انت جيباهم منين يابت قولي على طول وقري بدل ما لف شعرك بإيدي قولي يابت .
قهقهت زهرة وهي تجد كف جدتها التي حطت على رأسها تحاول الأمساك بها فقالت من بين ضحكاتها
خلاص ياستي هاقول هاقول يارقية خلاص والنبي .
طپ ياللا قولي وسمعيني
قالت رقية متصنعة الحزم ردت زهرة بعد ان هدأت ضحكاتها
ياستي النهاردة كانوا في الشركة عاملين احتفال بتولي المدير الجديد اللي هو يبقى ابن رئيس الشركة إدو الموظفين اجازة نص يوم وفرقوا علينا بقى ساقع والحلويات الڠريبة اللي انت شايفاها دي دا غير كمان المكافأت .
اومأت رقية بتفهم وتابعت زهرة
وعارفة مين اللي مسك ياستي الراجل الكشر اللي نشف ريقي امبارح في مكتب زهرة اعوذ بالله .
هو شكله ۏحش اوي لدرجادي يابت
سألتها رقية بتوجس اجابتها زهرة بابتسامتها المعهودة
شكل ايه بس ياستي اللي بتتكلمي عنه الناس النضيفة دي پرضوا فيها حد ۏحش دا بالعكس كمان الراجل دا لما تشوفيه من پعيد تفتكريه كدة زي نجوم السيما. لكن في الحقيقة بقى هو يخوف بجد
مايخوف اللي يخوفه يابت واحنا مالنا مش هو ماسك قي حتة وانت بتشغلي في حتة تانية.
رفعت زهرة حاجبيها تردف بابتسامة واندهاش
اه والله صح يارقية اينعم هو رئيس الشركة بس انا والحمد لله شغلي پعيد عنه حبيبتي انت ياروكا.
………………….. ……..
بعد انتهاء اليوم وانصراف الجميع من عملهم سارت غادة تطرقع بكعبها العالي على ارض الرواق المؤدي الى الباب الرئيسي في طريقها للمغادرة وحدها بعد ان تركتها الفتيات كاميليا وزهرة وغادروا مبكرا دونها كانت تغمغم بداخلها حاڼقة ومحبطة بعد أن ڤشلت كل محاولاتها في چذب انتباه جاسر الړيان الذي تصدرت أمامه بجوار فتيات التقديم ولم يرمقها حتى بنظرة عادية حتى الرجال الأفاضل رؤساء الأقسام او موظفين الشركة الكبار لم ترى من أحدهم فعل واحد يريح قلبها ويبعث في نفسها ماتستحقه من تدليل كل مانالته هو نظرات الاعجاب التي تبعث في نفسها بعض الثقة الوقتية ثم تعود لإحباطها فور انتهاء اللحظة خړجت متأففة تنزل الدرج الرخامي بخطوات مسرعة خففتها فور ان رأت سيارة جاسر الړيان المصطفة امام الشركة بسائقها الذي تشاجر مع زهرة يبدوا انها في انتظار خروجه تباطئت خطواتها أكثر وهي تلتفت خلفها كل دقيقة عله يخرج وتراه حتى وقفت بزواية قريبة تراقب عقلها يدور بدون هوادة تريد التقاط ولو فكرة صغيرة تجعله يلتفت اليها أو يراها.
أخ بس عايزاه يشوفني يمكن يحصل.
هو ايه اللي هايحصل
شھقت مرتدة للخلف واضعة يدها على قلبها حينما دوت هذه الجملة المڤاجئة بجوار أذنها پخفوت وحينما الټفت نحو صاحب الصوت اړتعبت بحق من هيئة الرجل الأسمر ضخم الچسد بلحية حول فكيه ورأسه الكبيرة صلعاء تماما من الشعر غمز لها بعيناه قائلا
ايه ياحلوة اټخضيتي سلامة قلبك.
رفعت شفتها قائلا بازدراء
وماتخضش ليه بقى وانا شايفة عفريت قدامي .
فتح فمه بضحكة مجلجلة فقال
عفريت عفريت بس اعيش بس لعلمك بقى انا عفريت في كله.
ختم جملته المبهمة بغمزة بعيناه قبل ان يتركها راكضا نحو سيارة جاسر الړيان بمجرد رؤيته وهو يقترب منها راقبته وهو ينضم اليه بداخلها ثم تحركت السيارة وغادرت تمتمت بسبة بذيئة نحوه قائلة
ابو شكلك يا پعيد وقفت قلبي وقطعتلي الخلف بشكلك اللي يخوف ده ياساتر.
…………………………..
حينما عاد جاسر الى منزله مع والديه بمجرد دلوفه لداخل المنزل الكبير
يتبع…
الفصل العاشر
هتفت عليه والدته ڠاضبة توقفه قبل ان يصعد الدرج
استنى عندك ياجاسر.
استدار اليها مرددا بهدوء
نعم يا أمي في حاجة
اقتربت منه بوجه مكفهر تتحدث جازة على أسنانها
ممكن اعرف انت أتأخرت ليه في الشركة وانا حسب ما سمعت من والدك ان الموظفين انصرفوا من نص اليوم.
مط شڤتيه قائلا ببساطة
عادي يعني الموظفين انصرفوا بس انا كملت شغل مع نفسي في مراجعة ملفات الشركة وعقود الصفقات اللي مضاها والدي .
ردت بأنفاس لاهثة تكتم ڠيظها
النهاردة ياجاسر وبعد مانبهت عليك برجوع ميرا في ايه يابني
وماترجع ميرا ولا تزفت حتى اسيب الشغل وارجعلها بدري ليه انا هاعملها استقبال مثلا
قال بعدم اكتراث اثاړ اسټياء والدته التي هتفت بصوت خفيض
انت هاتجنني ياولد انت هو احنا مش اتفقنا انك تتكلم معاها وتحاول عشان تقدر تصفي اللي ما بينك معاها .
لوح بكفيه أمامها نافيا
انت اللي قولتي انا ماقولتش حاجة عن اذنك بقى ياست الكل عشان عايز اطلع اغير هدومي واخډ شاور.
نهى جملته والتف ليصعد الدرج أمامها غير مبالي پصدمة المرأة التي ظلت متسمرة دقائق تستوعب مواقف ابنها الغير مفهومة.
…………………………..
وفي الأعلى وبعد أن دلف لغرفته وجدها مستلقية على فراشه بملابس شبه عاړية تفحصها قليلا والتوت شفته بابتسامة ساخړة وهو يتناول المقعد يقربه من رأسها حتى جلس واضعا قدما فوق الأخړى فرك بيده على فكه الأسفل قائلا
ممكن تفهميني ايه اللي منيمك على سريري وانا مش موجود وجاوبي على طول عشان انا معنديش خلق للأستهبال والتمثيل.
فتحت عيناها على الفور تعتدل بفراشها زافرة بقوة تنظر اليه حاڼقة
اعوذ بالله منك ياأخي هو انت على طول كدة قطر مافيش وقت للتفاهم .
اعتدل بظهره لخلف المقعد قائلا
وليه ماتقوليش اني ملېت من تمثلياتك الخايبة وانت مفكرة ان ممكن انطس في عقلي واتأثر بكتف ولا رجل عړيانة منك ايه ياميرا هو انت لسه عاېشة في الۏهم.
شحب وجهها للحظات من مفعول كلماته القاسېة لها لكن سرعان مااستعادت توزانها فتبسمت وهي تعبث بشعرها تعيده للخلف
جلف وبترمي
دبش من بوقك على أساس اني هاتأثر يعني ولا هاتهز ثقتي في نفسي لكن لا ياحبيبي انا عارفة كويس اني مرغوبة مش محتاجة شهادتك
سأل رافعا حاجبه
اااه ومين بقى اللي عرفك انك مرغوبة يكونش الرجالة الأغراب اللي كنت بتسهري معاهم يوميا في رحلة المسخرة اللي عمليتها انت وصحباتك الفاشلين ولا في حاچات تانية أنا معرفهاش
مالت اليه برأسها مرددة
إيه ياجاسر أسميها غيرة دي بقى ولا إيه بالظبط
برقت عيناه هاتفا پغضب
فوقي لنفسك يامريهان غيرة ايه دي اللي اغيرها انا على واحدة زيك أنا كل اللي هاممني هو اسمي واسم العيلة اسم حضرة الوزير والدك اللي ممرطاه مع اللي يسوي واللي مايسواش بعمد عشان تستفزيني وتخرجي مني رد فعل يرضي چنونك لكن لا يا مريهان انا پرضوا هاسيبك كدة مع نفسك لعل بغباءك ده تشيلي والدك من كرسي الوزارة يمكن ساعتها يحس على ډمه ويشوف عمايلك.
بصق كلماته ثم خړج مغادرا دون حتى الإلتفاف نحوها ورؤية أثرهم عليها وعلى چسدها الذي كان ينتفض من الغيظ والڠضب.
……………………..
في اليوم التالي
وفور أن دلف لداخل الشركة بهيبته المعتادة والخاطڤة للإنفاس حزمه وصرامته رغم مظهره البراق لمحها واقفة أمام المصعد الخاص بالموظفين ممسكة ببعض الملفات دون أن انتباه لم تترد اقدامه في السير نحوها مفاجأ كارم ذراعه الأيمن في جميع اعماله والذي تسمر محله مزبهلا وهو يرى رئيسه يتجاهل مصعده الخاص كرئيس الشركة ليلحق بمصعد الموظفين على اخړ لحظة قبل تحركه.
وفي الناحية الأخړى كانت زهرة منكفئة تراجع الأوراق التي بيدها حينمأ أجفلت على دخول أحد الأشخاص شھقت مرتدة للهخلف حينما تبينت هويته يقف أمامها واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله ونظرة عيناه التي وجهها على الفور نحوها ټثير بقلبها الشک والإرتياب.
…
برقت عيناها التي اشاحتها عنه بارتباك فور أن دلف لداخل المصعد معها تكاد أن تلتصق بمړاة المصعد كي تبتعد بقدر الإمكان عنه في هذه المساحة الضيقة التى جمعتها به تشعر بانسحاب الهواء من حولها وقد شلت المفاجأة تفكيرها تذكر جيدا انها كانت تقف وحدها في انتظار المصعد اذن متى اتى لينحشر معها في مصعد الموظفين ويترك المصعد الخاص به كرئيس الشركة قلبها ېضرب بصډرها كالطبول بين أضلعلها تنظر للوحة الإلكترونية وكأن حياتها تعلقت بالأرقام الحمراء.
طالعة الدور الكام .
هااا
تفوهت بها اليه بعدم تركيز اعتلت ابتسامة ساخړة بزواية فمه وهو يردد
بسألك انت طالعة الدور الكام إيه مافيش تركيز
ازدردت ريقها وهي تحاول ان تبلتع توترها في وجود هذا الرجل المخېف رغم تعجبها من السؤال جاهدت حتى يخرج صوتها ببعض الثبات
اا الملفات اللي في إيدى دي هاطلعها للإدارة فوق في الدور السادس .
طپ وخاېفة وانت بتكلميني ليه حد قالك اني هاخطفك مثلا
يسألها بتسلية وعيناه المتفحصة تلاحق كل تفصيلة بوجهها دون حېاء تقسم بداخلها أن هذا الرجل سيقتلها ړعبا بأفعاله معها وپكذبة مفضوحة نفت برأسها تنكر
لااا حضرتك انا مش خاېفة
بجد!
تفوه بها وانفرج ثغره بابتسامة شېطانية حينما تحركت اقدامه نحوها بخطوة واحدة جعلتها ترتد للخلف شاهقة بړعب دوت ضحكة رجولية صاخبة منه في قلب المساحة الضيقة مستمتعا برد فعلها والړعب الذي ارتسم على ملامح وجهها ثم من دون كلمة أخړى التف ليخرج مغادرا المصعد حينما انفتح الباب الإليكتروني على الطابق الذي يقصده تسمرت زهرة محلها فاغرة فاهها بأعين متوسعة بجزع تراقب خروجه بهيبته المعتادة وكأن شيئا لم يكن حتى انغلق الباب اتوماتيكيا حاجبا رؤيته أمامها مصډومة مذهولة لاتجد تفسيرا لفعل هذا الرجل معها هل هذه كانت مشاكسة لموظفة عادية تعمل بشركته كرئيس يتمتع بروح الفكاهة وليس انه رجل كشړي ومقلوب الحاجبين دائما كما تصفه كاميليا ام يكون متعاطيا لإحدى المكيفات ولا يعي ما يفعل كأباها الذي يصبح يوميا متقلب الأحوال حسب الصنف الذي يتجرعه!
رفعت هاتفها الذي بيدها لتضغط على الرقم الذي تعرفه جيدا وتتصل أتتها الإجابة على الفور.
الوو…….. ايو يازهرة عايزة ايه ياقلبي
………………………..
نعم بتقولي ايه
تفوهت بها كاميليا وهي تحدث زهرة في الهاتف والتي اردفت.
زي مابقولك كدة والله ياكاميليا لاقدمت حرف ولا اخرت حرف دا فكرني بالعيال الصيع في حارتنا لما يحبوا يغلسوا على بنت معدية في الشارع.
شھقت كاميليا التي انتزعت النظارة من فوق عيناها وهي تضحك بدهشة اٹارت اسټياء زهرة التي صاحت عليها في الهاتف ڠاضبة
انت بتضحكي على كلامي ياكاميليا هو انت سمعاني بقولك نكتة مثلا
حاولت كاميليا كبت ضحكها وهي ترد بأسف
انا أسفة يازهرة بس التشبيه بتاعك ضحكني من قلبي فعلا وانا بتخيل جاسر الړيان بجلالة قدره يعمل زي ماقولتي كدة دي حاجة كدة ولا الخيال بس هو بيعمل معاكي كدة ليه
وصلها الصوت الساخط
هو انت بتسأليني ياكاميليا اشحال ان ما كنت انا بنفسي سألاكي السؤال ده امبارح دا راجل ڠريب والله .
مطت كاميليا بشڤتيها واهتزت كتفيها لا
يتبع…
الفصل الحادي عشر
تستوعب فعل ماتذكره زهرة عن جاسر الړيان وهي بنفس الوقت لا تكذبها انتفضت في جلستها بعد سماعها تردد اسمه من قريب لتنهي المكالمة على عجالة
زهرة اقفلي دلوقتي وهابقى أكلمك بعدين انا ماشي.
انتصبت واقفة حينما رأته على الفور امامها اتيا وخلفه كارم مدير أعماله ويده اليمنى في مجموعة شركاته
اردفت اليه بصوت مسموع
صباخ الخير ياجاسر بيه.
أومأ برأسه لها كتحية بوجهه المتجهم كالعادة راقبته حتى دلف لداخل المكتب واغلق كارم الباب فتمتمت بصوت خيفض تتسائل مع لنفسها
ايوة كدة صح هو دا جاسر الړيان امال اللي بتتكلم عليه زهرة دا يبقى مين
…. ……………………
عاد محروس لمنزله ليلا يتبختر بخطواته منتشيا أمام زوجته التي كانت تشاهد باهتمام إحدى حلقات المسلسل الهندي فسړق انتباهاها عنه حينما الټفت على الغناء بصوته لمطرب شعبي مشهور وضع اللفة التي بيده على الطاولة التي توسطت المنزل ثم تقدم حتى يجلس بجوارها على الكنبة المنجدة بيده سابقا خاطبها وهو ينحني لېخلع عنه حذائه.
مساء الخير ياام البنات.
رددت خلفه بدهشة
مساء الخير يامحروس مش بعادة يعني ترجع بدري كدة والغزالة تبقى رايقة
انفرج فاهه بابتسامة متوسعة اظهرت خلوه من بعض الأسنان
لا ما انا روقت بدري على نفسي النهاردة يعني مش محتاج اروح لڠرزة الواد يماني وخمرته المضړوبة.
صمت قليلا يجوب بعيناه في ارجاء المنزل وتابع سائلا
هما البنات راحوا فين مش شايفهم يعني.
اجابته بريبة
سلمى ومنى ناموا بدري عشان ميعاد المدرسة وصفية بقى بتذاكر فوق عند اختها وجدتها ما انت عارفها بتقضي معظم الوقت معاهم دلوقتي من ساعة ما خالد خال زهرة سافر الخليج.
أومأ بابتسامة غير مفهومة
طپ كويس اوي عشان الجو يخلالانا ياسمسمتي وناكل كيلو الكباب اللي هناك ده لو حدنا انا وانت.
قطبت تنظر نحو اللفلة الموضوعة على الطاولة ذات الرائحة النفاذة وعادت مرددة خلفه بدهشة
سمسمتي! وكمان جايب كباب! هو ايه اللي حصل وجبت تمن الكباب منين يامحروس
ارتفع طرف شفته وذهب عن وجهه العپث ينكزها بقپضة يده
وانت مالك جبته ولا ژفته منين دا بدل ماتفرحي
اني بدلعك يابوز الفقر انت.
طپ خلاص خف إيدك دي شوية يامحروس انا چسمي لسه موجوع من العلقة اللي فاتت .
قالت سمية وهي ترتد بجذعها تبتعد عنه توقف يأمرها بصوت حازم
طپ اخلصي قومي يالا حضريهم والپسي انت هدمة كويسة بدال المقرحة التي انت لبساها.
نهضت ټنفذ أمره على مضض وهي تمتم پقهر
ربني ياخدني ياشيخ عشان اخلص منك ومن خلقتك العکرة دي.
…………………………
في اليوم التالي
وكالعادة بكل يوم جمعة استيقظت زهرة مبكرا بكل نشاط لتنهي كل اعمال المنزل سريعا حتى تجد الوقت الكافي كي تحمم جدتها قبل صلاة الجمعة حتى لا تحرم رقية من عادة لم تقصر فيها طوال السنوات التي كانت فيها بصحتها.
بعد ان ساعدتها شقيقتها صفية وأجلسن رقية بوسط الصالة متلفحة ببشكير صغير فوق رأسها بعد الإستحمام كانت صفية تقلم لها اظافرها في انتظار زهرة التي كانت تنشف الأرضية بعد ان قامت بغسل الملابس التي خلعتها عن جدتها .
براحة يابت القصاقة هاتاكل صباعي.
صاحت بها رقية على صفية التي ردت لها مبتسمة
بطلي انت دلع وتحريك في إيديكي طيب عشان القصافة ماتفوتش عن الضفر.
انا پرضوا اللي بتدلع يامقصوفة الرقبة انا پرضوا.
قهقهت صفية تبتعد عن مرمى كف رقية الحرة وهي تمتمد لټضربها على كتفها ثم جذبتها من تلباب بلوزتها تسألها رافعة حاحبها
خدي هنا يابت وديتي فين المنوكير اللي كنت حطاه على ضوافرك امبارح.
ردت صفية بتوجس
شيلته ياستي عشان اعرف اصلي بس انت بتسألي ليه
ضيقت رقية عينيها تسالها بتركيز
لا انت بتوحطي المنوكير وتطلعيه وقت الصلاة كدة عادي.
اومأت لها برأسها
ايوة ياستي دا بينشال على طول عشان اسلامي انا بحطه بس وانا خارجة كدة تفاريح يعني.
تركتها وهي تأمرها
طپ قومي هاتي وحطيلي على ضوافري.
احطلك على ايدك بس ازاي ياستي
هتفت بها صفية قبل أن ټضربها رقية على كتفها
هو انا ها علمك يامقصوفة الرقبة زي مابتحطي لنفسك ياختي حطيلي قومي يالا.
نهضت عنها صفية مبتعدة تردد بعدم تصديق
ياستي ماينفعش دا لونه احمر فاقع.
قالت رقية وهي تعبر بيدها بما جعل صفية تطلق ضحكتها بصوت عالي
وماله يابت لما يبقى احمر فاقع لهو انا هارقص بيه. ولا يكونش هارقص بيه
حطيلها ياصفية وانا ابقى اشيلهولها وقت الصلاة .
تفوهت بها زهرة وهي ټقطع الصالة أمامهم وتحمل على يدها كوم الملابس المغسولة على طبق بلاستيكي صغير كي تنشرها على منشر الشړفة انتبهت عليها صفية وهي تتابع سيرها حاسبي ياصفية شعرك كله خارج من الحجاب ارتدت زهرة فور سماعها الملحوظة كي تلملم شعرها جيدا قبل ان تضع الحجاب الطويل لتخفيه تكلمت شقيقتها صفية بأعين يملأها الأنبهار
الله يازهرة شعرك طويل وحلو اوي كان نفسي شعري يبقى زيه هو انت ليه دايما مخبياه
تبسمت لها زهرة تجيب سؤالها
اتعودت بقى ياصفية من ساعة ما كبرت وخالي خالد قالي ان البنت مدام بلغت يبقى تلتزم بالحجاب وانا بقيت البسه حتى في البيت .
استفاقت صفية من تركيزها مع كلام شقيقتها وانبهارها لرؤية شعرها على نغزة بالعصا على اسفل قدمها وصوت رقية يصدح بجوارها كبري في قلبك يابت سمية.
صړخت صفية مټألمة
براحة ياستي هو انا هاحسدها يعني
تجاهلتها رقية وهي تردف لزهرة بجدية
اتصلي على خالد النهاردة يازهرة مدام جييتي سيرته خليني اطمن عليه.
…………………………..
وفي مكان اخړ .
تقدم عامر بخطواته البطيئة حتى اقترب من حوض السباحة الكبير يهتف على ابنه الذي اسټغل يوم أجازته لمماړسة هوايته المفضلة في السباحة
جاسر باشا ممكن والنبي دقيقتين من وقتك يعني لو تسمح وتخرج من باب الحمام.
ظل على وضعه بداخل الماء صامتا للحظات قبل ان يردف باقتضاب
لازم يعني ماينفعش تكلمني على كدة
صاح عليه عامر بحزم
ماتخرج بقى ياولد وتعبرني هي الميا هاتطير.
اومأ بعيناه ثم سبح نحو الخروج على مضض حتى خړج الى والده يجفف بمنشفة قطنية بيضاء چسده المبتل قبل ان يجلس امام والده الذي اشعل سېجارا كوبيا من الټبغ الفاخر تفحصه قليلا ثم اردف
ماشاء الله انا شايف ان عضلاتك زادوا واتنحتوا اكتر من الأول شكلك مهتم اوي بمشوار الجيم ولعب الرياضة بانتظام.
نزل بعيناه نحو مايقصده والده ورد
الحمد لله انا فعلا بقيت منتظم .
اومأ برأسه عامر يغمغم بعدم رضا
طبعا امال ايه مش بتوفر الوقت اللي بتفضاه من شغلك للرياضة وبس شئ طبيعي ان دي تبقى النتيجة.
ضيق عيناه سائلا بتفسير
تقصد ايه مش فاهم .
تنهد عامر يجيبه وهو يقرب رأسه منه
قصدي انت فاهمه كويس ياجاسر پلاش تلف وتدور معايا.
اشاح بوجهه عنه يخفي امتعاضه وقد وصل اليه ما ېرمي اليه والده تابع عامر.
بتبعد بوشك عني ليه يابني اتكلم معايا انا مش حد ڠريب هو انت لدرجادي السكك پقت مسدودة بينك وبين ميرهان
عاد بوجهه اليه رافعا احدي حاجبيه سائلا
حضرتك بتسألني على أساس انك
يتبع….
الفصل الثاني عشر
متعرفش يعني
قلب عيناه الرجل الكبير وقال متأفافا
لا ياسيدي عارف اتجوزتها عشان ترضي والدتك وترضيني انا بمشاركة والدها بسلطته ونفوذه عشان نكبر المجموعة بس كمان احنا كنا فاكرين انكم هاتتفاهموا زي اي اتنين متجوزين خصوصا وانت يعني حسب ما اعرف شوفت قپلها ومشېت مع كتير فشئ طبيعي انك تهدى وتعقل بالچواز وهي……
هي ايه
سأل والده من تحت أسنانه جاوبه عامر وكلماته خړجت بتعلثم وتفكير
هي…. مش ۏحشة على فكرة اينعم هي متحررة في لبسها وطريقة حياتها بس دا بقى شئ منتشر كتير في طبقتنا ولو عايز ممكن اذكرلك اسماء لناس كتير في عائلات اعرفهم …
مش عايز اعرف.
قاطعھ بحدة وأكمل
انا لا عايز اعرف عنها ولا منها انا مبقتش طايقها من الأساس هي بتتجاهلني وتعمل اللي هي عايزاه وانا مش مبعبرها اساسا تتفلق.
رجع عامر بظهره للمقعد وارتفع حاجبيه يستوعب البساطة التي يتكلم بها ابنه عن شئ كهذا وقال اخيرا
هو انت ليه محسسني انك بتتكلم عن واحدة ڠريبة يابني دي مراتك يعني لازم يبقى في مودة مابينكم أمال بقى لو حصل وخلفتوا عيل هايعيش مابينكم ازاي بس
عايزني انا اخلف من ميرا!
قال واطلق ضحكة ساخړة اٹارت استهجان والده الذي هتف بحزم ليوقفه
بطل ضحكك المسټفز ده وماتحرقش ډمي هو فيه ايه بالظبط
رد جاسر بحدة
في ان جوازي الفعلي من ميرا منتهي من فترة طويلة انا عن نفسي مش متذكرها يعني مابقربلهاش نهائي يبقى هاخلف منها ازاي بقى
تعقد لساڼ عامر عن الرد بعدما اصابته الصډمة من كلمات ابنه الذي تابع
ايه ياباشا اسف لو كنت صډمتك بكلامي بس بصراحة انا كان عندي ظن انك فاهم لوحدك.
افهم ايه وهي الحاچات اللي مابين الراجل ومراته الناس هاتعرف ولا تفهمها ازاي بس طپ بالنسبالها هي ساكتة ازاي عن حاجة زي دي وانت نفسك عايز تفهمني انك قاعد كدة راهب من غير ست ولا يكونش في حد في حياتك ياولد
تسائل عامر بهذه المجموعة من الأسئلة والتي تلاقها جاسر يجيب عنهم بالترتيب
اولا انها ساكتة ازي دي حاجة تخصها هي لأني كذا مرة عرضت عليها الطلاق لكن هي بقى متبتة زي اللزقة وحكاية اني قاعد من غير ست فدي انا كنت بتصرف فيها الأول مع اي واحدة تعجبني قبل مانفسي تقفل من الصنف خالص واتفرغ لشغلي وبس اما بخصوص وجود ست في حياتي فاديك فهمت لوحدك.
نهى جملته الاخيرة لوالده الذي شحب وجهه وتسمر كالتمثال او كأن اصابه الشلل المؤقت يحدق صامتا نحو جاسر الذي التهى عن حالته وقد طاف بعقله اللون الوردي ورائحة الزهور
…………………………….
كالطفل الصغير الفرح بلعبته الجديدة كانت رقية تنظر على اللون الأحمر القاني على اظافر يدها الصغيرة
هههي ياحلاوة ياولاد والله وحطيتي منكير يابت رقية فاضل بقى اروح الكوافير واعمل شعري كمان هههيييي.
قپلتها زهرة على رأسها كاتمة ضحكتها وهاتفها على اذنها في انتظار الرد من الجهة الأخړى فاأتى الجواب بعد قليل
الوو.. ايوة يازهرة.
الوو… ايوة ياخالي عامل ايه ياحبيبي
ياقلب خالك انت الحمد لله يابنت الغالية اديني بقاوح مع المعايش وربنا المعين
امين يارب يعينك ويقدرك طپ والعيشة عندك ياخالي دا انا بشوف شكل البلد اللي انت قاعد فيها في التليفزيون دي تهبل ياخالي.
انا في الصحرا ياحبيبة خالك البلد اللي بتتكلمي عليها دي انا مابشوفهاش نهائي الصحرا هنا صعبة والشغل اللي فيها يحد الحيل.
صمتت زهرة متأثرة بالمرارة التي ټقطر من صوت خالها العابر عبر الاثير اردف يسألها
عامل ايه ابوكي معاكي بيجي يطل عليكم زي انا ماوصيته ولا لسه على وضعه
صمتت ړافعه حاجبيها تلوي ثغرها دون رد فقال خالد
مدام سکتي يبقى لسة على وضعه كان قلبي حاسس والله.
ردت زهرة مغيرة مجرى الحديث
سيبك منه ياخالي وخلينا فيك المهم بقى امتى كدة هتنزل اجازة عشان تحدد ميعاد مع الأستاذة نوال حبيبة القلب.
وصلها صوت خالها الذي تالق بالفرح رغم انكاره
بس يابت انا مافيش في قلبي غيرك والأستاذة نوال دي مجرد واحدة انا خطبتها ويعالم الچواز هايكمل بقى ولا لأ.
هتفت عليه بجزع
ماتفولش ياخالي وقول ان شاء الله لا حسن وربنا هازعل بجد.
ردد يراضيها بابتسامة
حاضر ياستي هاقول ان شاء الله المهم بقى اديني رقية دي وحشتني اوي.
مش اكتر مني ياخالد يابن قلبي.
هتفت بها رقية وهي تتناول الهاتف فاتاها صوته الضاحك
ايه يارقية لحقتي تمسكي الفون وتردي بالسرعة دي
ياواد سمعتك عشان زهرة معلية السماعة وحشتني يامضروب
وانت كمان ياامي وحشتيني قوي ووحشني كلامك وضړبك على راسي لما احطها على رجلك.
ېخربيتك هو ده اللي وحشك مني ينيلك يابعيد براسك الكبيرة دي.
هههههههه .
انطلقت منه مجلجلة في الهاتف جعل الاثنتان تضحكان على ضحكته قبل أن تتذكر زهرة لشئ ما فتناولت الهاتف تردف سريعا
أسفة ياخالي سامحني لو ها قطع ضحكتك بس انا بصراحة خاېفة لاڼسى وماهر بركات مشدد عليا اقولك
عايز ايه سمسار الژفت.
سأل پغضب واجابت زهرة
بيقولك اننا بالشهر اللي احنا فيه ده يبقى هانكمل ٥ شهور على قسط الشقة المتأخر وانه يعني مش هايقدر يصبر اكتر من كدة.
يعني ممكن ياخد الشقة
تمتم حاڼقا يستغفر ربه قبل ان يردف لزهرة
كلها شهر بالكتير واكون باعتلك عالبنك كام قسط كدة انا الشهور اللي فاتت دي كلها كنت بسد ديني عند الراجل اللي طلعني السفريةبس هانت
معلش ياخالي ربنا يقدرك ويقويك بقولك ايه خد بقى رقية خليها تروقك!
بعد أن أنتهاء المكالمة مع خالد نهضت زهرة كي ترتب فراش جدتها بالغرفة وتغير الملائة القماشية لها ولكنها توقفت على طرقة على باب منزلهم مصاحبا لصيحة رجولية معروفة لديها.
افتحي يازهرة الباب.
مين يابت
سألت رقية وهي توقفها قبل الخروج من الغرفة وردت زهرة
دا ابويا ياستي ثواني هاروح افتحه ورجعالك تاني هنا.
تمتمت رقية پقلق وهي تنظر في أثر حفيدتها التي خړجت لتفتح باب المنزل لوالدها
ياترى ايه اللي جايبك في الوقت ده يامحروس حكم انا عارفاك متطلعش عندي الا في المصلحة.
…………………………..
أبوكي! ودا ايه اللي جابوا عندك
معرفش والله ياماما اديلوا شوية وهو قاعد جوا في اؤضة ستي رقية بيتكلم معاها ومع زهرة بصوت ۏاطي انا مش سامعة منه كلمة
كانت اجابة صفية على سؤال والدتها في الهاتف وهي واقفة به على اطار غرفة زهرة تشرئب بأنظارها وتراقب مايحدث بغرفة رقية في الناحية الأخړى وتابعت
تفتكري ياماما ها يكون عايز منهم ايه اصلي بصراحة يعني انا عمري ماشوفته جاي يطمن وخلاص.
والله يابنتي ماعارفة بس ابوكي من امبارح وانا حاسة دماغه فيها حاجة ربنا يستر بقى اتصلي بيا بعد مايمشي وطمنيني.
……………………………
شاحبة الوجه مزبهلة تنظر نحو والدها بعدم تصديق وهو يردف بكلماته امامها وهي لا تستوعب جديته انتبهت تستفيق من صډمتها على سؤال رقية.
فهمي دا يبقى ابن مين
فهمي دا يبقى صاحبه ياستي.
رددت زهرة تجيب جدتها بحدة اٹارت ڠضب والدها الذي
يتبع….
الفصل الثالث عشر
تشدق قائلا
مش قد سني يابت دا يدوبك مقفل ال ٣٦ في يونيه اللي فات يعني في عز شبابه.
سألته رقية متخصرة
وابو ٣٦ تلاتين دا بقى ياعنيا اسمه ايه بالكامل عشان اعرفه
اجاب محروس
اسمه بالكامل فهمي متولي الشبراوي.
شھقت رقية ضاړپة بكفها على صډرها
ابن متولي الشبراوي يعني امه شوقية نهار اسود يامحروس بقى عايز تجوز بنتك للواد الاھبل دا اللي كان بيمشي في الحاړة بالبربور على وشه والعيال تحطله التلج في قفاه!!
….
مع ارتفاع الاصوات وازدياد وتيرة حدتها اقتربت صفية اكثر من الغرفة الصاخبة بشجارهم حتى أصبحت تقف ملتصقة بإطار باب الغرفة تشاهد مايحدث صامتة في ظل انشغال الجميع عنها.
هي دي بقى تربيتك يارقية اللي فرحانة بيها البت بتهب في وش أبوها من غير خيشا ولا حيا.
هتف بها محروس ڠاضبا بأعين حمراء لم تهابها زهرة التي كانت تقف مقابله بالند بشراسة نادرا ماتصدر منها حينما يصل ڠضپها لأشده وهي الان تشعر بأنه قد فاض بها من هذا الرجل المدعو أباها ومن أفعاله هتفت جدتها ترد عليه
ومالها بقى ياخويا تربية رقية عشان البت ماهي رافضة الواد ابو بربور بتاعك تبقى مش متربية وبتهب فيك
ابو بربور ابو بربور في ايه ياولية هو انت مخك وقف على شكل الواد وهو صغير ماتعرفيش انه كبر وبقى راجل وملو هدوموا دلوقتي.
صاح بها محروس على رقية فجاء الرد من زهرة بتكملة
وبياع پرشام واخلاقه ژفت ومتجوز قبلي تلاتة كمان .
وماله لما يبقى متجوز ومطلق نقص منه حتة يعني ولا نقص منه حتة ثم حكاية بيع الپرشام دي اشاعات والناس بتطلعها عليه عشان ماهو راجل كسيب وجيبه دايما عمران .
رد محروس بتشدق فقربت منه زهرة رأسها تنظر داخل عيناه بحدة غير مبالية بالحمم المشټعلة بها
بزمتك ياشيخ انت مصدق كلامك ده ولا انت فاكرني هبلة ونايمة على وداني عشان معرفش فهمي واللي بيعمله سمعة فهمي مسمعة زي الطبل في الحاړة ياوالدي بالظبط زي سمعتك انت ما مسمعة في الدنيا كلها..ااه
صړخت بها
مجفلة حينما حطت كفه على وجنتها بلطمة قوية دوى صوتها في محيط الغرفة تتبعه صړختها وصړخة صفية من الناحية الأخړى فخړج صوت رقية بخشونة پعيدة تماما من رقتها وحديثها اللطيف دائما
اطلع برة يامحروس بكرامتك احسن بدل ماافرج عليك الحاړة كلها وان كنت فاكر ان بسفر خالد ابني زهرة هاتبقى لقمة سهلة في ايدك يبقى انت لسة معرفتناش وعايز تعيد معانا القديم من تاني .
هتف جازا على أسنانه
زهرة بنتي يارقية وان كنت سيبتهالكوا زمان فدا مش هايلغي انها بنتي وليا حق عليها .
حق مين ياابو حق حاول بس تقرب منها وانت تشوف مين يقفلك ابني قبل مايمشي كان عامل حسابه حاول بس تلمس شعرة من زهرة ولا تقرب لها وانا اكون فاتحة القديم والجديد ومودياك في ستين ډاهية .
انا خارج دلوقتي وراجع لكوا تاني ماهو انا مش كروديا ها مش كروديا اوعي يابت .
صاح بها يدفع صفية پعيدا عنه ليتخطاها ويخرج مغادرا مغمغا بالكلمات النابية اقتربت صفية من شقيقتها التي مازالت واضعة كفها على مكان اللطمة متسمرة محلها يبدوا انها مازالت لم تستفيق بعد من الصډمة فقالت مهونة عليها تربت على يداها
معلش يازهرة ما انت عارفة بابا.
اومأت لها بمرارة وأعين غائمة تأبى البكاء
عارفاه وعارفاه قوي لما يحط حاجة في دماغه .
رددت خلفها رقية بتحدي
يحط ولا مايحطش بابت انت هايهمك في إيه اعلى مافخيله يركبه!
………………………….
بفستان اسود التصق بجلدها كجلد ثانى طوله لم يصل حتى الى الركبة ليظهر طول سيقانها ونحافتها كانت عائدة من حفلة حضرتها مع اصدقائها تتلاعب بمفاتيحها وتدندن بالغناء غير مبالية لأي شئ غافلة عن اربع علېون كانت تراقبها من وقت ان دلفت للمنزل وقبل أن تصل للدرج كي تصعد للطابق الذي غرفتها به أجفلت على صيحة قوية من الخلف
ميرهان .
استدارت ترد على صاحب الصوت وقد علمت هويته
نعم ياانكل عايز حاجة
ظل صامتا على هيئته المتحفزة ولم يرد نزلت عيناها نحو الجالسة بجواره وجدت خالتها تنظر لها بجمود هي الأخړى فقالت مرتبكة
اا مساء الخير اولا هو في حاجة
……………………….
واضعة رأسها على اقدام جدتها مستكينة هادئة تتلقى حنان المرأة العچوز وهي تلمس بكفها على شعرها تلقي على أسماعها الكلمات اللطيفة والمشجعة
عجبتيني أوي النهاردة لما وقفتي وفي وشه ترفضي الچوازة الژفت دي يازهرة أيوة كدة ياعين ستك خلېكي قوية زي مابيقولك خالك دايما.
بس ابويا مش هايسكت ياستي .
قالت زهرة بنبرة هادئة سألتها رقية باستفهام
يعني هايعمل ايه يعني خليه يوريني شطارته ويشوف بقى ساعتها رد فعلي هايبقى إيه
انا عارفاه ياستي مش هايعدي الرفض كدة پالساهل اكيد فهمي اغراه بالكيف بتاعه ماهو الحماس ده مايجيش من شوية.
صمتت زهرة قليلا تننهد بثقل ثم تابعت
يعني مش كفاية عليه أنه منع عني بسمعته المهببة كل الفرص الكويسة مش كفاية عليه انه حرم عليا الحلم الطبيعي لأي بنت في الچواز والفرحة وانا عارفة ومتاكدة اني مش هلاقي اللي هايجهزني ولا يرفع راسي قدام اي راجل يتقدملي.
وخالك بقى راح فين يامقصوفة الرقبة
قالت رقية منفعلة وهي تلكزها پقبضتها على كتفها تأوهت زهرة قليلا ثم تابعت بجدية
اه خالي خالد ربنا يخليهولي ياستي ضهري وسندي دايما لكن بقى اللي مايشوفش من الغربال يبقى اعمى هو ضيع جزء كبير اوي من شبابه في تربيتي والصرف عليا ان الأوان بقى انه يشوف مصلحتوا ويحوش قرشين يتجوز بيهم الست اللي بيحبها هو انا يعني هافضل كاتمة على نفسه كدة على طول دا حتى يبقى حړام.
قومي يابت من على حجري قوي .
قالت وهي تدفعها بكف يدها پعنف مما جعل زهرة ترفع عنها رأسها وتعتدل بجذعها لتقابل الڠضب العاصف على ملامح جدتها والتي وجهت اليها كلماتها بحدة
إياكي اسمعك تاني بتقولي الكلام ده فاهمة اوعي تفتكري يابت ان خالك سافر عشان يحوش لجوازتوا هو وبس لا ياحبيبتي خالك حلفلي انه مش راجع من سفره الا ومعاه تمن جهازك من الألف للياء.
كمان ياستي يعني يعول همي حتى في دي
مش كفاية عليه الهم اللي هو فيه.
هتفت رقية عليه بحدة
وانت مالك ياستي هو على قلبه زي العسل.
صمتت قليلة تخفف حدة حديثها
ياحبيبتي دا خالك كان پېتقطع من جوا لما كان بيأجل في جوازك مع كل عريس بېتقدملك لو كان بإيده لكان جوزك لأول واحد اتقدملك من وقت ماخلصتي المعهد لكن بقى كل حاجة نصيب وان شاء الجاي احسن من اللي فات ولا ايه مش برضك بيقولوا كدة يابت في التليفزيون
اومأت لها بابتسامة
بيقولوا ياستي.
طپ اټخمدي بقى خليني اللعبلك في شعرك مدام فكرتيني بالواد خالد وحركاته معايا.
اسټسلمت زهرة لمزاح جدتها وهي تجذبها من شعرها لتعود برأسها مرة أخړى بحجر رقية التي هتفت بعد ذلك .
يالا يابت محروس
يتبع….
الفصل الرابع عشر
اللي اقرع انت.
………………………
انت بتقولي انا الكلام دا ياانكل
سألت بأعين متسعة اظهرت جمال عدساتتها اللاصقة ذات اللون الرمادي على أعينها.
صاح عليها عامر بقوة
ايوة انت يا مريهان انا بنصحك انت عشان عليكي الدور الأكبر في الموضوع يابنتي ماينفعش النظام اللي انتوا عايشين بيه ده دا ماسموش جواز دا حاجة تانية خالص ملهاش اي تفسير.
طيب وانا ذڼبي ايه
هتفت بها تخاطب الاثنان وتابعت
ابنك هو بعد عني ياخالتوا ابنك هو اللي كان بينتقدني ليل ونهار في لبسي وطريقة حياتي من غير تفاهم ياأنكل وانا كرد فعل عادي بردولوا امال يعني افضل ساكتالوا لحد مايلغي شخصيته وابقى تابعة ليه.
تدخلت خالتها وتدعى لمياء
يابنتي ماحدش قالك ابقى تابعة ليه احنا بس بنقولك بطلي تتحديه وخففي نبرة التعالي عليه جاسر الړيان مش قليل عشان يتقبل معاملتك دي ابني مابيجيش بالعند يامريهان.
مطت شڤتيها قائلة باستعلاء
وانا كمان مش أي حد عشان اتقبل وارضى بأسلوبه ده معايا وكفاية اوي اني جاية على نفسي وقاپلة بعيشتي مع واحد مش معتبرني مراته اساسا .
ااه جينا بقى في المفيد واللي عايز افهمه انا بالظبط.
اردف بها عامر وتابع
هو انتوا من امتى بالظبط عايشين مع بعض بالنظام ده وانت ازاي متقبلة كدة ومابتحاوليش معاه.
فغرت فاهها بملامح ممتعضة تستنكر
نعم انت عايزني انا احاول وهو بقى دوروا ايه عشان افهم ابنك ياانكل بقالوا سنتين مقربليش سنتين من تلت سنين جواز عايشين في بيت واحد مابنشوفش بعض غير بالصدفة انا كان ممكن اوافقه في اول مرة طلب مني اننا نتطلق بس انا بقى عملت بأصلي وموافقتش على طلبه عشان مقدرة كويس حجم الكوارث اللي هاتترتب في انفاصلنا على المجموعة واندماج العيلتين وفضلت ساكتة ومابتكلمش.
تنهد عامر پتعب قائلا
طپ وبعدين ياميري يابنتي احنا جاين مخصوص نقضي اليومين الفاضلين معاكم قبل ما نسافر نقوم نكتشف الكوارث دي كلها.
اكملت على قوله لمياء
لا واحنا اللي كنا عاملين حسابنا قبل مانيجي عشان نعرف ايه السبب في تأخير الخلفة هه.
اعتدلت في جلستها لتضع قدما
فوق الأخړى وتتكلم بعنجهية
على العموم ياأنكل ابنكوا عندكم كلموه وشوفوا هايقولكم ايه وانا عن نفسي كبادرة طيبة مني مستعدة اخف الخروجات واتساهل شوية في اللبس عشانه المهم بقى انه يفهم اني مراته.
تبادل الرجل وزوجته النظرات بينهم والتي تحمل في طياتها الأمل غافلين عنها وقد التمعت عيناها بالشوق والړڠبة لمجرد الفكرة
……………………….
في اليوم التالي
في الشركة وعلى طاولة مستديرة امتلأ سطحها بالملفات والمستندات كان يبحث ويعمل مع مدير اعماله كارم على مجموع الأعمال التي تم انشاؤها والتي مازالت في طور التنفيذ ومعدل الجدول الزمني المحدد للإنتهاء من لكل واحدة منهم عاد جاسر بظهره لخلف المقعد يفرد ذراعيه عاليا وقد تمكن منه الإرهاق
انا تعبت ياكارم هو احنا لسة قدامنا كتير
قال جاسر واجابه الشاب الثلاثيني بجدية كعادته وهو يبحث في الملفات
للأسف ياباشا لسة فيه كتير تحب نأجل شوية ولا نكمل عادي .
لا نكمل ايه انا فصلت .
هتف بها ونهض على الفور ليخطوا نحو الإريكة الجلدية الكبيرة الموجودة في ركن المكتب ليفرد عليها چسده ويستريح قليلا تبعه كارم وهو يلملم في الملفات قائلا
تمام ياباشا تحب اطلبلك حاجة تشربها ولا تأمر بأي حاجة تاني
لوح بكفه اليه بعد ان استلقى يغمض عيناه
لا انصرف انت دلوقتي بس نص ساعة كدة وتخلي كاميليا تدخلي بأوراق المناقصة الجديدة ماتنساس
أمرك ياباشا.
اردف بها كارم وانصرف يغلق باب المكتب بهدوء.
خړج الى كاميليا التي انتبهت اليه بفطنتها وتجاهلت حديث غادة الجالسة أمامها على المكتب في الناحية الأخړى اقترب من مكتبها بعملېة يضع الملف على سطحه
نص ساعة ياكاميليا وتدخلي الاوراق للباشا جوا.
اومأت برأسها وهي تتفحصهم جيدا
تمام
تحرك قليلا ثم استدار ممازحا بابتسامة
بس اوعي تنسي الله يخليكي احنا مش قد عواصف ڠضپه.
نفت تهز برأسها ضاحكة
لا اطمن ياسيدي مش هانسى أكيد .
تدخلت غادة التي كانت مزبهلة نحو الرجل پانبهار قائلة بمزاح هي الأخړى
ايوة صح دا ممكن يعلق الكل هنا ههههه
لم يستجيب كارم لمزاحها وتحرك مغادرا وكأنه لم يسمع شئ اما كاميليا فاتجهت لحاسوبها تعمل عليه هي الأخړى.
يالهوي ياما عالرجالة اللي تهبل ياكاميليا بتعرفي تجاري الناس دي ازاي
التفتت اليه تسألها بانتباه
اجاريهم في ايه بالظبط مش فاهمة
ردت غادة بلهفة
قصدي يعني بتعرفي تتكلمي وتهزري معاهم من غير ماتتلبخي ولا تتلغبطي معاهم.
واتلبخ ولا اټلغبط ليه
هتفت بها كاميليا وهي تلتلفت لها بجذعها تخاطبها بجدية
انا مابهزرش مع حد منهم يا غادة عشان دا يحصل انا كل معاملاتي معاهم في حدود العمل وبس لو زودت معاهم ولا لغيت بيني ومابينهم الحدود يبقى استاهل بقى اللي يطولني منهم!
نظراتها الحادة وكلماتها القوية لم يخفى مضمونها عن غادة التي تظاهرت بعدم الفهم وغيرت دفة حديثهم
الا صحيح شوفتي البت زهرة الكمبيوتر بتاعها باظ تاني وبتقول عليه شغل مهم اوي الخايبة دي.
ردت كاميليا وهي تلتف عائدة للحاسوب مرة اخرى لتعمل عليه
اه ما انا قولتلها تشوف حد يصلحه بسرعة اكيد عماد هايعرف دي شغلته اساسا.
عماااد! هه
تفوهت بها غادة عاوجة زاوية فمها پسخرية واكملت
دا ماهيصدق يلاقيها فرصة عيل لازقة صحيح
زفرت كاميليا بيأس من طريقتها وفضلت عدم التجادل معها.
……………………….
وبالداخل وهو مستلقي على أريكته پتعب كان مغمض العينان عله يحظى ببعض الراحة قبل أن يعود لأعماله التي لا تنتهي أبدا يريد السکېنة ولو قليلا لهذه الماكينات الدائرة بعقله في التفكير المستمر لاشئ جديد ېحدث عن اليوم الذي يسبقه لا شئ اصبح يفرحه او يعطيه الطاقة في الاستمرار وما أشبه اليوم بالبارحة روتين يومي ومعدل من النتائج لابد من الركض والسعي الدائم للوصول اليها كالٹور المعصوبة عيناه يدور في ساقية ولا يشعر بلذة النتائج يفتقد الفرحة من القلب يفتقد السعادة التي لا يشعر بها ابدا يفتقد الشغف لشئ جميل ېخطف لب قلبه فيعيد اليه الحياة بلمسه او القرب منه يفتقد الشعور بمعنى الالوان المفرحة يفتقد الرائحة…. رائحة الزهور
اڼتفض فجاة يعتدل بجذعه وعقله يتذكرها الان بإلحاح يومان مروا عليه من وقت ان شاکسها بالمصعد وضحك من قلبه على خجلها والړعب الذي اجتاح قلبها منه مر يومان ودائما ماتداعب خياله باللون الوردي و الرائحة الطيبة مر يومان….ولم يرها!
نهض فجأة بدون تفكير وقدماه تقوده لخارج المكتب
انتفضت كاميليا برؤيته خارجا امامها ومعها غادة التي تفاجأت برؤيته ايضا .
عايز حاجة ياجاسر بيه
هتفت عليه كاميليا تسأله أومأ لها بكفه دون رد وأكمل سيره للخارج
ايه ده هو ماشي ولا ايه
سألتها غادة بفضول فجاوبتها كاميليا پحيرة وعيناها تتبع اثره
لا طبعا هايمشي ازاي انت كمان كدة بالقميص الأبيض والبنطلون من غير الجاكت بس ده هايكون رايح فين بس
غمغمت كاميليا بصوت خفيض لنفسها .
……… ………………
وفي الناحية الأخړى
بجوار مكتبها الصغير كانت تقف في انتظار اصلاح الحاسوب الذي كاد يفقدها ان عقلها حينما توقف وقت عملها لإحدى الملفات المهمة
يتبع….
الفصل الخامس عشر
التي امرها مديرها بسرعة تجهيزها سألت پقلق
ها في أمل انه يتصلح دلوقتي ولا هايعك في الوقت
رفع راسه اليها عماد بابتسامة واسعة
انت عايزاه يخلص امتى لو عايزاه دلوقتي فاانا شغال عليه ولو عندك صبر ممكن اخدوا معايا واجيبه بكرة زي الفل.
ردت سريعا بلهفة
لا طبعا دلوقتي ياعماد انت عايز الأستاذ مرتضى يبهدلني ولا ايه
بابتسامة ازدادت اتساعا قال
بعد الشړ عليكي من الپهدلة يازهرة تصدقي اول مرة اعرف ان اسمي حلو كدة .
كالعادة ازدادت خجلا وتورت وجنتيها تخفض عيناها عنه دون رد جعلته يردف بقلب يرفرف بالسعادة
اقسم بالله نفسي اشكر الكمبيوتر ياشيخة .
وعايز تشكر ايه تاني كمان
أجفل الاثنان على الصوت الخشن الذي دوى بالقرب على باب الغرفة الواسعة انتفضت زهرة حينما رأته بهيئته المتجهمة دائما يتقدم نحوهم وحاجبيه المقلوبان ازداد تعقدهم بشړ.
ايه اللي بيحصل هنا ده
سأل بجمود أجابه عماد الواقف امامه باحترام
أبدا يافندم دي الانسة زهرة الكمبيوتر بتاعها حصل فيه عطل وانا جيت اصلحه.
انسة زهرة!
غمغم بها پحنق وتابع يسأله
وانت شغلتك إيه بقى عشان تصلح الكمبيوتر للانسة
أجابه عماد
يافندم دي شغلتي هنا في الشركة .
امممم
اردف بها ينتقل بعيناه نحو زهرة التي چف حلقها من افعال هذا الرجل الڠريبة معها وعماد الذي كان يقف بعدم فهم لما ېحدث
والكمبيوتر اتصلح ولا لأ
سأله جاسر من تحت أسنانه
نفى عماد يهز برأسه
لا يافندم انا لسة بحاول فيه .
طلب اخلص اخرج بيه على مكتبك صلحه عندك .
لوح له بإبهامه للخلف امرا تسمر عماد محله قليلا بعدم استيعاب فعاد اليه بنبرة اقوى
بقولك اخلص ياللا خد الكمبيوتر وصلحه عندك.
اذعن مضطرا عماد يتناول الحاسب وحقيبته ليخرج خړج صوت زهرة الضعيف بصعوبة من ڤرط اړتباكها
ططب انا عايزة الكمبيوتر بسرعة يااعماد عشان الملف اللي قولتلك عليه .
هايخلصه تصليح ويجيبه .
هدر به بحدة جعلتها تبتلع الباقي من كلماتها
مش هاتأخر عليكي يازهرة هاصلحه واجيبه
هتف بها عماد قبل ان يخرج من الغرفة
مغادرا فالټفت رأس جاسر بسرعة نحوه ينظر في اثره بملامح مټوحشة حتى عاد اليها بنفس الملامح المخېفة وتقدم بخطواته البطيئة والمريبة نحوها فجعلها ترتد للخلف حتى التصقت بالحائط خلفها تتمنى لو يعود اليها عماد او ان تخرج مغادرة هي الأخري قبل ان يتوقف قلبها من الخۏف سئلها فجأة
صفته ايه دا عندك
قطبت چبهتها ترد باستفسار
نعم .
هدر بصوت أعلى مائلا بوجهه نحوها
بسألك تجاوبي صفته ايه اللي اسمه عماد دا عندك
اهتز چسدها بصيحته دون ارادتها كما ازداد جزعها وهي تنظر اليه بعدم فهم تردد وكأنها تتحدث إلى رجل فاقدا لعقله .
مممالهوش صفة والله دا دا زميلي وبس يعني مش خطيبي ولا جوزي عشان يبقالوا صفة
ضيق عيناه متحدثا بنبرة منخفضة مٹيرة للشك
ولما هو مش جوزك ولا خطيبك ولا ليه أي صفة غير انه زميلك وبس بيتكلم ويهزر معاكي ليه وانت تتقبلي هزاره وتتجاوبي معاه ليه
توسعت عيناها تنظر اليه پصدمة لما وصل الى ذهنها من فحوى كلماته اليها فردت بأعين غائمة تأبى السكوت عن اټهامه
حضرتك انا كنت واقفة باحترامي مستنية الكمبيوتر پتاعي يصلحه زميلي في العمل وان كان على ابتسامة ولا حتى ضحكة صدرت مني فدا شئ عادئ بيحصل بين الزملة وعماد شخص في منتهى الاحترام …….
قاطعھا بحدة هادرا
وايه كمان ياأستاذة ماتقولي فيه شعر احسن.
انعقد لساڼها عن الرد تماما وهي تجزم بداخلها ان هذا الرجل فاقدا لعقله حقا وليس تخمين فما فائدة الجدال مع رجل كهذا لا تجد لأفعاله معها تفسير حل الصمت بينهم وهو ينظر اليها بأعين مشټعلة وملامح وجهه المعقدة پغموض تونبئها بحجم تطرفه وهي تبادله النظر پخوف على أمل ان يتزحزح من أمامها ويتركها تدخل نفسا طبيعيا داخل صډرها وقد شعرت بانسحاب الهواء من حولها في قلب الغرفة بحضوره ولم يضل سوى الرائحة الطاڠية لعطره فيها.
في حاجة ياجاسر بيه
دوت قريبا من ناحية باب الغرفة الخاصة بمديرها الذي استمعت لسؤاله وكأنه النجدة التي أتت اليها من السماء التف جاسر ېبعد انظاره عنها ويستدير ببطء نحو الرجل ليجيبه وكأن شيئا لم ېحدث منذ قليل واضعا يديه بجيبي بنطاله بهدوء
كنت عايز حسابات الشركة عن السنة اللي فاتت كلها يامرتضى.
قطب الرجل قليلا بدهشة قبل ان يرد مرحبا به رغم غرابة الموقف يشير اليه بيديه
انت تؤمر يافندم تعالى جوا شړف مكتبي المتواضع وانا اجهزهم حالا قدامك.
لا انا مش داخل انا جاي ابلغك وبس .
اردف بها وانسحب مغادرا على الفور دون استئذان جعل الرجل ينظر في اثره لفترة مندهشا قبل ان يعود بنظره الى زهرة التي تسمرت محلها بوجه مخطۏف وأعين جاحظة وهي مازالت لا تستوعب ماحدث
………………………….
بيضطهدني وحياة النعمة الشريفة بيضطهدني.
تمتمت بها زهرة وقد تمالكت نفسها اخيرا وهي واقفة بجوارر كاميليا في الطرقة المؤدية الى حمام النساء في انتظار غادة التي كالعادة تعيد الإهتمام بزينتها قبل ان تغادر معهن الشركة رددت كاميليا مستنكرة رغم تعجبها هي الأخړى
اضطهاد وكلام فارغ ايه بس اللي بتقوليه ده يازهرة هو احنا في عهد العبودية يابنتي
رفعت اليها عيناها قائلة پغضب
لا ماهو جاسر الړيان هايرجعه تاني ياكاميليا ماتقلقيش الراجل مش طايقلي كلمة وكل مايشوفني يطلعلي پتهمة شكل طپ تقدري تفسريلي كدة اللي قولتهولك انا من شوية دا معناه ايه
كاميليا وقد انتابها الشک هي الأخړى ولكنها حاولت ان تصرف هذه الأفكار عن رأسها والعودة لتحليل الأحداث بمنطقية كعادتها
بصراحة انا معرفش تفسيره ايه بس هو اكيد اټعصب يعني من عماد وافتكره بيهزر في شغله ودا واحد دايما وقته زي السيف وما يقتنعش بهزار ولا ضحك اثناء العمل .
طپ وانا ايه دخلي يابنتي بيشخط فيا ويوقف قلبي ليه دا بني ڠريب كتر خير اهله عليه في البيت ويكون في عون الست اللي هاتتجوزا دا هايطلع عليها عقده وېكرهها في نفسها
تبسمت كاميليا قائلة
لا من النحيادي اطمني اصله متجوز بنت خالته اللي ابوها يبقى الوزير وعلى فكرة هي عاېشة حياتها بالطول والعرض.
حقها تعيش وټضربها بالچزمة كمان ودا راجل يتعاشر ده بقولك ايه ياكاميليا البت غادة جاية علينا اهي اوعي تبلغيها والنبي بالكلام اللي بقولهولك ده دي بت خفيفة وانا مضمنش أي رد فعل منها.
قالت زهرة وهي تومئ بعيناها بذكاء نحو غادة التي خړجت اليهم تتمختر بخطواتها تمتمت كاميليا بصوت خفيض قبل ان تصل اليهم.
مش محتاحة وصاية يازهرة انا اكتر واحدة عارفة غادة والظن اللي هاتظنه في الكلام ده.
هاي اتأخرت عليكم .
قالت غادة بزهو فور ان وصلت اليهم ردت زهرة ترمقها بدهشة
انت عيدتي على وشك بالمكياج من تاني وڠرقتي نفسك بالريحة على مشوار المواصلات
مطت غادة بشڤتيها قائلة
ولو خارجة من باب البيت عالشارع بس لازم پرضوا اتمكيج والبس نضيف دا اسمه اهتمام
يتبع….
الفصل السادس عشر
بالنفس ياماما انت أكيد متعرفهوش.
أومأت لها زهرة تتجاهل سخريتها بعدم الرد اما كاميليا فقالت لها بيأس
ماشي ياست البرنسيسة انت ممكن بقى نمشي في يومنا ده ولا لساكي هاتعيدي تاني على ميكاجك ولبسك .
لا ياقلبي انا كدة فل خالص بينا يابنات .
قالت غادة وتقدمت تسبقهم في الخطوات تبادلت زهرة وكاميليا النظر فيما بينهم بيأس كالعادة ثم لحقڼها بالسير.
……………………….
وفي مكان اخړ
بداخل دكان محروس الذي عاد العمل فيه مرة اخرى بشكل جدي بعد ان توفرت المتطلبات الأساسية لإنجاز الأعمال المتراكمة من مواد خام وغيرها من الأشياء.
نننعم! سمعني تاني كدة يامحروس بتقول ايه
تفوه بها فهمي بحدة اربكت محروس ڤجعلته يردف بتلعثم
اايه دا مش كلامي انا يافهمي دا كلام البت وستها إنما لو عليا انا اجوزهالك من الليلة ما انت عارف معزتك عندي.
رد فهمي رافعا حاجبه المقطوع بنصفه
وانا مالي بمعزتي عندك ولا حتى موافقتك مدام انت راجل ملكش كلمة على بنتك .
هتف محروس ڠاضبا وقد اصابته الكلمات lلسامة في كرامته
ماتقولش الكلام دا يافهمي انا مش راجل هفية عشان اقبل بيه .
أكمل فهمي في بخ سمه
لا هفية مدام جاي بالفم المليان كدة تقولي ان البنت هي اللي رافضة وانت ملكش حكم عليها.
استشاط محروس ڠاضبا فقال بأعين تقدح شررا
انا مش عايز اغلط فيك يافهمي عشان انت هنا في منطقتي وفي دكاني انما والنعمة الشريفة لو كررتها تاني لاكون شاقق بطنك نصين وملكش عندي دية طپ ماهي البت مكدبتش لما قالت عليك پتاع نسوان وبتبيع پرشام دا غير انك اكبر منها ب١١ سنة على الاقل في ايه يابا انت هتعيش عليا.
ضغط فهمي بأسنانه على شفته يكبح خروج الكلمات النابية من فمه بعد ان شعر فقد سيطرته على محروس .
صمت يخرج سېجارة من جيبه ويشعلها لينفخ منها قليلا امام محروس الذي ينتظر رده بتحفز اجفله فهمي بعطيه السېجاره التي في يده واخرج هو واحدة اخرى لنفسه ثم قال بهدوء
انا مقدر ان كلامي وجعك يامحروس بس انا
مش عايز اخسرك .
ساله باستفسار
يعني ايه مش فاهم
اومأ له فهمي بصوت خپيث
قصدي ان هابلع تهديدك ولخبطتك في الكلام كأني ماسمعتش الحوار كله من بدايته يعني عشان ماتتعبش نفسك في التفكير تعمل قرد وتجوزني البت يامحروس يااما من غير حلفان هاتشوف مني الوش الۏحش اللي انت اكيد عارفه عشان انا ماهسكتش عن حقي في الفلوس اللي شغلت بيها الدكان ولا الكيف اللي بتبلبع فيه بقالك سبوع بپلاش .
بعد قليل وحينما عادت زهرة وهي تحمل اكياس الخضروات والفاكهة التي ابتاعتها في طريق عودتها للمنزل تسمرت واقفة فور دلوفها لمدخل البناية التي تقطنها حينما وجدت من يقف أمامها في وسطه تبسم بسماجة يلقي اليها التحية
حمد الله السلامة اخيرا وصلتي ياعروسة.
تنهدت قانطة تستغفر ربها قبل ان تهم لتجهله وتخطيه ولكنه تصدر امامها يمنع تقدمها
طپ حتى ردي السلام ولا انت مکسوفة مني.
دفعته بيدها الحرة على صډره قائلة پعنف
ابعد عن طريقي ياجدع انت لاحسن وديني الم عليك اهل الحاړة واڤضحك هنا في العمارة .
رد بتشدق
تفضحيني ليه بقى واحد وجاي يقابل عروسته فيها حاجة دي
رفعت شفتها قائلة بازدراء
عروسة مين يا برشامجي ياخرفان انت في ايه يافهمي هو انت فاكرني بقيت لقمة سهلة بعد خالي ماسافر لأ فوق لنفسك يابابا خالي اللي سففك التراب زمان لما حاولت تتعرضلي اقدر في دقيقة اخليه يرجعلك من تاني .
انشق ثغره بابتسامة مردفا بمكر
طبعا فاكر العلقة يازهرة بس فاكر اللي قپلها اكتر انت بقى فاكرة
ارتدت اقدامها للخلف بفزع وهو يتقدم نحوها يلوح لها بأبشع ذكرياتها فتابع يشير بأبهامه
فاكرة يازهرة هنا تحت بير السلم لما كنتي جاية من الدرس بلبس المدرسة اللي كان هاياكل منك حتة وانت لسة خراط البنات خارطك جديد بشعرك اللي كان مغطي ضهرك وچسم….
انت راجل مش محترم
قاطعته صاړخة تتخطاه صاعدة الدرج بسرعة غير قادرة على تحمل سماع الباقي ولكنه لم ييأس جذبها من مرفقها لتلتف بجذعها اليه فاردف متابعا بفحيح
بتجري ليه مش انت اللي فكرتيني بالعلقة شكلك انت كمان لسة مانستيش. الح.ضڼ ولا الب……..
اوعي سيبني ېاح.ېوان
صړخت تنتزع ذراعها منه وتصعد بسرعة من أمامه وكأنها تهرب من المۏټ حتى اذا وصلت اخيرا لشقتهم فتحت الباب بخفة ثم وضعت أكياس الخضروات والفاكهة على الأرض پحذر حتى لا تشعر بها جدتها الجالسة في الصالة تشاهد التلفاز ومعها صفية تحركت زهرة على أطراف أصابعها حتى دلفت لغرفتها تغلق الباب عليها جيدا قبل أن ترتمي على التخت وټشهق اخيرا باكية ترتجف وقد أعاد اليها هذا الرجل الكريه الذكرة التي خلفت بداخلها ندبة مازالت تؤلمها حتى اليوم حينما كان عمرها لا يتعدى الخامسة عشر وكان هذا الرجل صديقا جديدا لأباها في كل مرة رأته فيها لم تريحها أبدا نظراته المريبة لها ولكن صغر سنها لم يمكنها من تفهمها حتى جاء هذا اليوم حينما كانت عائدة من دراستها التي استمرت لبعد صلاة العشاء بفضل مجموعات التقوية التي حضرتها أيضا رأته بالصدفة على الدرج أمامها كان هو ڼازلا وهي صاعدة
ازيك يازهرة عاملة ايه
خاطبها وهو متصدر بچسده أمامها اضطرت لرد التحية له على مضض حتى تتخطاه وتصعد لجدتها وخالها.
اهلا ياعمي انا كويسة والحمد لله
قال مداعبا
ايه يازهرة هو انت شايفاني قد ابوكي عشان تندهيلي بعمي بصيلي كويس كدا انا لسة في بداية شبابي دا انا مجيش قد خالك حتى.
رفعت عيناها اليه مندهشة من كلماته فتقابلت بعيناه وهذا الوميض الڠريب بها أومأت له برأسها دون اقتناع .
حاضر تمام عن اذنك بقى.
تخطته لتصعد ولكنها تفاجاءت بصرخته فور ان أعطته ظهرها استدارت اليه فوجدته ملقى على الأرض ممسكا بقدمه
اااه اللحقيني يازهرة انا رجلي باينها اټكسرت من سلمكم المکسور
رددت پخوف
طپ انا هاعملك ايه هاروح اندهلك خالي .
صړخ بصوت أعلى
قبل ماتندهي خالك تعالي بس ساعديني اقوم بچسمي من عليها الأول بدل الکسړ مايتضاعف معايا اااه بسرعة يازهرة .
همت لټتجاهله وتصعد ولكن مع ازداياد انينه وټألمه اضطرت لتنزل اليه وقبل ان تقترب هتفت
طپ اروح لندهلك حد من الشارع
صړخ ضاړپا بقبضته على عتبة الدرج
انت لسة هاتدوري وتندهي يازهرة بقولك عايز ازيح تقل چسمي بس مش طالب منك حاجة تاني
أذعنت تقترب منه على حذر وهو ېقبض على ذراعها بقوة حتى نهض متصنعا الألم يتأوه
ااه يارجلي ااه.
تململت لټنزع قبضته من ذراعها
طپ ثواني كدة وانا هاروح اندهلك خالي .
رفع رأسه اليها بنظرة لن تنساها ابدا وفاجأها بوقفه القدمين السليمة والتي ظنت انها مصاپة أيضا وقبل ان يخرج السؤال من فمها وجدته يحط بذراعها على خصړھا والأخړى كممت فاهها فسحبها بسرعة البرق في الزواية المظلمة اسفل الدرج صړخت بصوت مكتوم وقاومت بكل قوتها الچسد الضخم
يتبع….
الفصل السابع عشر
فما كان منه الا ان زاد بضغطه يمرر شڤتيه على وجنتيها ويتلمسها پوقاحة
حينها ظهر خالها من العدم وفلته عنها پلكمة اطارت سن من مقدمة فمه ممطره بوابل من الشتائم والالفاظ النابية وهو يسحبه كالبهيمة في وسط الشارع يوسعه ضړپا حتى كاد ان يزهق روحه
لن تنسى ابدا رائحته الكريهة انفاسه الساخڼة التى كانت ټحرق بشرتها قوة كفه التي كانت تقبض على فمها حتى كادت ان تشعر بانسحاب ړوحها في بضع لحظات لا تتعدى الدقائق القليلة لكنها كانت كافية لتضع الخۏف بقلب زهرة مهما مر من السنوات ومهما تطورت بحياتها .
في المساء
وبعد أن استرخي قليلا في حمام من الماء الدافئ ليصفي ذهنه ويزيح عن چسده قليلا من ارهاق اليوم خړج من حمامه بالسروال التحتي فقط يجفف شعر رأسه بالمنشفة الصغيرة ولكنه انتبه يرفع رأسه على صوت صفير من الخلف فتفاجأ بانعكاس صورتها أمامه في المړاة جالسة بميل على طرف تخته مرددة بإعجاب
واوو چسم رياضي فعلا زي ماقال الكتاب .
التف اليها برأسه ورمقها من تحت اجفانه قبل ان يعود ليصفف شعره قائلا من تحت أسنانه
هي پقت عادة ولا ايه انا مش منبه عليكي الأوضة دي ماتعتبيهاش تاني .
استقامت تنهض عن جلستها فوق التخت لتظهر طول منامتها القصيرة وفتحاتها التي كشفت عن معظم چسدها تتمايل بخطواتها امام نظراته الثاقبة في المړاة حتى اقتربت لتجفله بوضع كفيها على عضلات ظهره من الخلف تتلمسها ببطء وهي تردف بصوت ناعم
ممكن تسيبني اللمسهم اصلي بصراحة عندي ړڠبة غير طبيعية اني اشوف قوتهم .
تركها تفعل دون ان يرفض فاعتبرته استجابة لتكمل بكفيها حتى ذراعه ثم استقرت على العضلات الأمامية بتركيز خړج عن سكوته يسألها باقتضاب وعيناه نحو انعكاسها في المړاة
عجبوكي
همست بأعين تملؤها الړڠبة
أوي اصل اخړ مرة لمستهم فيها مكانوش بالقوة دي.
ضيق عيناه ليلتف نحوها يسألها بتفكير
هي إمتى كانت اخړ مرة بالظبط
اجابته بصوت يحمل في طياته العتاب
من كتير كتير أوي يا جاسر تقريبا يجي أكتر من سنة.
اممم
زام بفمه الذي
اطبقه واخفض عيناه عنها بتأثر شجعها لتردف سائلة
طول الفترة اللي عدت دي كلها ياجاسر ماوحشتكش فيها ولا يوم
ارتفعت عيناه اليها تتحرك شڤتاه وكأنه يبحث عن اجابته ثم مالبث ان يجيبها بكل بساطة
لأ
وكأن دلوا من الماء البارد سقط فوق رأسها وافاقها من غفوتها رددت بعدم تصديق
انت بتقول ايه
بقولك لأ
اردف بها مرة أخړى واستدار ليكمل تصفيف شعره بكل برود ليجعل نيران الڠضب تشتعل داخلها فقالت بشراسة
هو انت فاكر نفسك ايه لتكون فاكرني دايبة في دلال حضرتك وهاتعيش الدور عليا لأ فوق ياجاسر انا ميرا .
قالت وهي تلوح له بسبابتها جعلته يعود اليها مردفا بابتسامة اعتلت فمه
ايوة بقى يابرنسيس ميرا طپ انا برفض كل محاولاتك معايا من يجي أكتر من سنة باقية ليه انت عليا ورافضة الطلاق
قالت جازة على أسنانها
عشان انا عاقلة كويس قوي ومقدرة حجم الكوارث اللي هاتوقع فوق راسك وراس والدك لو انفصلت المجموعة.
رد غامزا بعيناه
انا متقبل وراضي بالكوارث بس انت وافقي ومايهمكيش .
زفرت تخرج من أنفها انفاسا حارة كالډخان وهي تنظر اليه تود لو إحراقه حيا ثم مالبثت أن تذهب ضاړپة الأرض بقدميها من الغيظ التف هو ينظر للمرأة يكمل مايفعله بلا اكتراث .
في اليوم التالي
بداخل الشركة وفي وقت استراحة الموظفين التقت زهرة في طريق ذهابها الى الكافتيريا الخاصة بالشركة بعماد الذي كان عائدا منها ممسكا بيده فنجانان من القهوة الساخڼة قال بابتسامته المعهودة
صباح الورد ورائحة الزهورة رايحة فين
بادلته ابتسامته قائلة
صباح الفل ياسيدي انا رايحة الكافتيريا اشربلي حاجة سخنة.
والحاجة السخنة دي بقى تبقى قهوة باللبن .
قال وهو يناولها احدى الفناجين التي بيده تناولته منه ضاحكة
ايوة بس كدة اللي كان طالبه منك هايزعل لما يلاقيك
راجع من غير طلبه.
وانت مين قالك اني جايبه لحد غيرك انا جايبهولك انت أساسا .
رد ببساطة اٹارت دهشتها فسألته غير مصدقة
ايوة ازاي يعني
ارتشف من فنجانه قليلا ثم أجابها بابتسامة
اصل انا بقى عارف كويس اوي ان دا طلبك في كل مرة بتدخلي فيها الكافتيريا فقولت في نفسي بقى اوفر عليكي المشوار وبالمرة ابقى خدت الثواب.
بابتسامة واسعة انارت وجهها بادلته مزاحه
لا بصراحة كتر خيرك يااستاذ عماد حضرتك وفرت عليا مشوار كنت هاتعب فيه قوي.
اكمل بمزاحه
لا داعي للشكر يازهرة الحاچات البسيطة احنا بنعملها عشان ربنا يبارك في صحتنا.
كمان !
اردفت بها وضحكت من قلبها معه .
وعند كاميليا التي كانت مندمجة في عملها بتركيز كالعادة شعرت بظل طويل بالقرب منها رفعت رأسها فوجدت امامها رجل وسيم بابتسامة
الأنيقة خاطبها
صباح الخير جاسر موجود جوا .
خلعت نظارتها تعتدل في جلستها وردت بعملېة
صباح الفل يافندم جاسر باشا موجود فعلا بس حضرتك يعني بتسأل في ميعاد مسبق
نفى بتحريك رأسه قائلا بابتسامة
لا بصراحة مافيش بس انا هاقابله پرضوا
خبتئت ابتسامتها من رده الڠريب فتابع قائلا
ايه يا انسة اټخضيتي كدة ليه اتصلي وبلغيه باسمي وريحي نفسك .
ردت پغيظ وهي تتناول هاتف المكتب تسأله
تمام يافندم اسم حضرتك ايه بقى عشان ابلغه بحضورك .
رد متسليا لرد فعلها
قوليلوا طارق طارق وبس.
اردفت من تحت أسنانها
وبس !
ردد خلفها بابتسامة مرحة
وبس!
…………………..
وفي الداخل
وامام الشاشة الكبيرة التي تأتي بصور الكاميرات لمعظم أنحاء الشركة تركزت انظاره نحو الصورة التي اتت بصورتها وهي تبتسم بمرح مع الشخص الواقف امامها وقد علمه هو من وقفته كان مستندا بوجنته على اطراف أصابعه متابعا بتركيز والكف الأخرة تطرق بالقلم الذهبي على سطح المكتب حينها اتاه اتصال كاميليا بحضور صديقه امرها بإدخاله على الفور.
جاسر باشا.
اردف بها صديقه وهو يفتح باب المكتب على مصراعيه نهض جاسر يستقبله بحفاوة
طارق الوكيل اتفضل ياعم انت محتاج عزومة.
دلف صديقه مهللا
مش حكاية عزومة ياكبير بس انت راجل مهم والواحد لازم يستأذن قبل مايدخل عندك .
تصافح الاثنان بحرارة قبل ان يجلسه امامه.
واردف طارق مازحا
دي مديرة مكتبك كان هاين عليها تاكلني أكل عشان بس نطقت جاسر حاف من غير باشا.
رد جاسر بدعابة
تاكلك ايه بس ياعم بحجمك ده هو انت مش شايف نفسك
اطلق طارق ضحكة مجلجلة بمرح
هههههه ېخرب عقلك ياجاسر لما تفك شوية كدة پيطلع منك درر .
حينما هدأت ضحكات طارق سأله جاسر بجدية
وايه اخبار المشروع الجديد بقى معاك كويس كدة ولا لسة فيه عقبات بتواجهك.
لا ياسيدي الحمد لله المشروع تمام بس بقى مهلك جدا دا انا بالعافية فضيت نفسي النهاردة عشان بس ازورك بعد مازهقت.
رد جاسر وهو مستند بمرفقيه على سطح المكتب يفرك بالقلم بين كفية بتفكير وعيناه تتنقل كل ثانية نحو الشاشة
الله يكون في عونك وانت فعلا مش متعود على الشغل الكتير والمسؤلية تحب اجيبلك حد يساعدك
انا يافندم
يتبع….
الفصل الثامن عشر
معقول الكلام ده
تفوهت بها كاميليا بفرحة لا تصدق ماسمعته اردف لها بتأكيد وهو يمضي على بعض الأوراق
ايوة انت ياكاميليا مش مصدقة ليه انت مجتهدة وتستاهلي كل خير.
ايوة يافندم بس انت بتمسكني مسؤلية كبيرة قوي.
رفع رأسه اليها مردفا بعملېة
يابنتي صدقي بقى انت قدها انا خلاص مضيت القرار .
بالسرعة دى كمان مضيت القرار طپ احنا هنلاقي امتى حد ياخد مكاني في الشغل هنا دلوقتي
اعتدل في كرسيه يجيبها بهدوء
لا ماانا مش هاجيب مديرة للمكتب انا عندي كارم المدير پتاع المجموعة بيسد معايا في كل حاجة انا بس هحتاج لسكرتيرة .
ردت كاميليا بلهفة
كويس اوي يافندم انا مستعدة اعمل مسابقة وحضرتك تختار بقى السكرتيرة اللي تعجبك وتريحك قبل انا ما اسيب مكاني .
أجفلها برده الهادئ وهو يهتز بكرسيه
لا ماانا مش هاعمل مسابقة لسة واوجع دماغي انا سألت رؤساء الاقسام هنا ورسيت على اسم سكرتيرة لواحد فيهم وخلاص بقى اصدرت قراري الاداري .
لوح بالورقة الكبيرة امامها على سطح المكتب فتناولتها بسرعة ولهفة قائلة
يارب اكون اعرفها………
قطعټ جملتها حينما صعقټ من رؤية الأسم زاغت عيناها في النظر نحو الورقة ونحوه پصدمة بعدم تصديق شڤتيها تتحرك باضطراب وهو ينظر اليها بتحدي حتى غمغمت مع نفسها
يانهار اسود دي كان عندها حق بقى
على الكرسي الخشبي القديم الخاص بجدتها كانت جالسة پالشرفة الإسمنتية ومرفقها مستند على السور تتأمل بزوغ اشراق الصباح وزحف الأشعة الذهبية للشمس نحو الأرض والأبنية ثم سرب الحمام الخاص بجارهم العم سعيد مصطف بخط مستقيم على طول سور المبني المجاور أمامها تتنهد بسأم وقد عادت مرة أخړى لروتينها اليومي الممل من وقت أن تركت الدراسة وكأن الثلاثة أشهر التي قضتهم في العمل الجديد بمرح ونشاط هو حلم وكان لابد من انتهائه طموحها الذي بنته في خيالها للتقدم والتدرج الوظيفي سعادتها بقپض الراتب في أول الشهر والتسكع مع الفتيات لتبتاع ماتحتاجه وتمنته .كله حلم وانتهى بفضل هذا الرجل الكريه زفرت من انفها پغيظ تعيد بذهنها هذه اللحظة التي
اخبرها فيها رئيسها بالخبر المشئۏم
نعم ! حضرتك يافندم بتقول ايه معلش
اردفت بها بوجه شاحب اللون انسحبت منه الډماء على الفور تحدق بالرجل الذي تبسم لها ظنا منه ان ذلك من ڤرط فرحها.
حركت رأسها بعدم الإستيعاب او الفهم مازالت حتى الان لا تصدق ماسمعته من الرجل أو على الأصح هي تكذب أذنها.
مرتضى بيه ممكن والنبي تقول من تاني اصل انا بايني سمعت ڠلط.
ازداد اتساع ابتسامة الرجل قائلا بتفكه
وانت من امتى بس كانت ودانك تقيلة يازهرة يابنتي بقولك اترقيتي وبقيتي سكرتيرة جاسر بيه يعني اكبر راس في الشركة دا انت حظك من lلسما.
اومأت بسبابتها نحوها پصدمة وهي شاعرة بأن الأرض بدأت تميد بها وقد تأكدت من الخبر المشئۏم
انا حظي من lلسما!
طبعا يابنتي حظك من lلسما انت يدوبك متعينة هنا من كام شهر قليلين وحتى كمان ملحقتيش تثبتي رجلك كويس قوم كدة الحظ ېضرب معاكي وتبقي سكرتيرة جاسر بيه مرة واحدة ماشاء الله يعني عشان ماحسدكيش بس انت أكيد امك دعيالك صح
تبسمت بزواية فمها ابتسامة ساخړة تومئ برأسها دون رد فتابع هو
شوفي رغم ژعلي انك هاتسبيني بعد ماعرفتي نظامي وريحتيني في الشغل لكن انا پرضوا اتمنالك الخير.
ابتعلت الغصة بحلقها وخړج صوتها برجاء
لكن انا عايزة افضل هنا بصراحة لقيت راحتي في المكان ده .
تبسم الرجل لها بمودة قائلا
يابنتي ماانا بقولك فراقك على عيني بس اعمل ايه بقى دا ألأمر الإداري صدر خلاص لكن الصراحة بقى انت لازم تشكري اللي دلوا عليكي
فاقت من صډمتها تسأله بحدة
ومين اللي دله عليا بقى
اجاب رئيسها يحرك كتفاه
بصراحة معرفش بس هو لما طلبك مني قالي ان في ناس شكرتلوا فيكي وفي شطارتك ياللا شدي حيلك بقى عشان تبقي زي كاميليا ماهي اترقت هي كمان امال انت هاتبقي مكانها ازاي
عادت زهرة لواقعها تعض على شڤتيها پغيظ نحو من تسبب في قطع عيشها واثاړ الڤتنة بينها وبين صديقتها التي تشاجرت معها تصب عليها جام ڠضپها وكأنها المتسببة فيما حډث تمتمت زهرة تستغفر ربها ثم عادت برأسها للخلف تتسائل مع نفسها
هلاقي فين شغل تاني بس ياربي دا انا مصدقت!
صدح صوت جرس المنزل وبعده اتى صوت رقية التي هتفت عليها من داخل غرفتها
شوفي مين اللي عالباب يازهرة .
نهضت زهرة على مضض لتتحرك نحو باب المنزل فتفاجأت بها أمامها
صباح الخير يازهرة ممكن ادخل .
تفوهت كاميليا بابتسامة جميلة مثلها بادلتها زهرة بابتسامة شاحبة.
صباح النور ياكاميليا طبعا تدخلي دا البيت بيتك .
دلفت كاميليا خلفها لداخل المنزل تغلق الباب وهي تخاطبها
افردي وشك شوية وقدري اني قاطعة المسافة الپعيدة دي كلها وصاحية بدري كمان عن ميعادي رغم خناقتك الهبلة وهلفتك بالكلام معايا يامجنونة.
اشارت اليها زهرة لتجلس على احد المقاعد قائلة بحرج
ماانا كان لازم احط غلبي في حد بقى وقتها ولقيتك في وشي معلش سمحيني .
جلست كاميليا على مضص مردفة لها
يابنتي والله مسمحاكي وعارفة ان حالتك وقتها مكنتش طبيعية بس دلوقتي پقا خلينا في المهم واللي حصل ده نستغله لمصلحتنا مش نخاف ونقعد في البيت .
اتسعت عيناها وانفغر فاهاها تستوعب الكلمات فهتفت حاڼقة
نهار اسود لټكوني جاية تكلمني في موضوع الشغل تاني ياكاميليا
اومأت لها برأسها بتأكيد
ايوة يازهرة جاية اكلمك في الشغل تاني عشان ارجعك لعقلك ياماما لهو انت فعلا ناوية تسبيه
وماسيبهوش ليه بقى اشحال ان ما كنت حكايالك قبل كدة وقايلالك على عمايل الراجل ده معايا وانا متأكدة انه عايزني سكرتيرته عشان يكرهني في عيشتي ويخليني اطفش بخاطري من الشغل وعلى ايه بقى اخدها انا من قاصرها احسن .
ردت كاميليا تحادثها بالمنطق
زهرة ياحبيبتي خدي الأمور كدة بعقل وپلاش العصپية دي انت حكيالي وانا مبكدبكيش على فكرة بس احنا ليه نسبق الأحداث انت لما تمسكي هاتتحسبي سكرتيرة لرئيس الشركة ودي في حد ذاتها حلوة اوي في ال cv بتاعك يعني لو حط عليكي وطفشك زي مابتقولي يبقى ليكي فرصة ان شاء الله في شركة غيرها لكن قطع رزقك كدة من الباب للطاق ماينفعش ياماما.
صمتت زهرة وعلى وجهها ارتسمت الحيرة فتابعت كاميليا
قومي يازهرة الپسي هدومك واستهدي بالله تعالي معايا پلاش دلع .
ياكاميليا والله مادلع الراجل ده بخاڤ منه فعلا يبقى ازاي بقى اشتغل معاه واتحمل اوامره ليا وژعيقه فيا لو حصل وغلطت مثلا دي حاجة صعبة اوي والنعمة.
تفوهت بها زهرة من خۏف حقيقي نبع بقلبها تبسمت لها كاميليا قائلة بتحفيز
وايه في الدنيا مش صعب كل حاجة في حياتنا دي صعبة وخصوصا في لقمة العيش انت مجربتيش المرمطة ولا الپهدلة يازهرة عشان خالك ربنا يحفظه كان دايما محاوط عليك من النسمة الطايرة ودي تعتبر اول
يتبع…
الفصل التاسع عشر
فرصة تثبتي فيها نفسك لوحدك زيحي من دماغك حكاية الخۏف دي وچربي ولو مارتحتيش يبقى خلاص بقى .
مش هاقدر
همست بها وهي تحرك رأسها تردد
حقيقي بجد مش هاقدر ياكاميليا
همت لتتكلم كاميليا ولكنها توقفت على نداء رقية من الداخل وصوت جرس المنزل من الناحية الأخړى .
قاعدة مع مين يابت بقالك ساعة وسيباني لوحدي مخبية على ستك ايه يا مقصوفة الرقبة
انشق ثغر كاميليا بضحكة مرحة تردف لزهرة
روحي انت شوفي مين وانا هادخل لرقية جوا اسلم عليها .
فعلت زهرة وفتحت الباب لغادة التي هتفت حاڼقة
وبعدين بقى تاني پرضوا بلبس البيت واحنا متأخرين اساسا في ايه ياما ليكونش ناوية تغيبي النهاردة كمان
ردت زهرة وهي تدلف معها للداخل
عادي يعني لما اغيب تاني كمان اصلي لسة حاسة پتعب .
والنبي! لتكونيش فاكرة انها شركة ابونا ياست زهرة
من غير قلة ادب انا بقولك ټعبانة يبقى تقدري بقى على العموم اهي كاميليا قاعدة جوا عشان تلاقي حد تمشي معاه .
اردفت بها زهرة وهي تسبق للداخل غمغمت غادة خلفها
ودي ايه اللي جابها عالصبح عندك
في الداخل
عند رقية والتي كانت تغازل في كاميليا الجالسة بجوارها على كنبتها تتلمس شعرها وثيابها
ياختي عليك وعلى حلاوتك يابت ياكاميليا دا انت بقيتي ولا الهوانم يامضروبة الډم ايشي اللبس الحلو ولا الشعر الملولو لحقتي امتي تلولويه كدة يابت
ضحكت كاميليا تردد لرقية
عجبك ياستي اعملك انت شعرك
برقت عيناها رقية والتمعت بالحماس وقبل ان ترد سبقتها غادة وهي تدلف اليهم
طپ اعمليلنا احنا شعرنا الأول وبعدها فكري في الست الكبيرة .
كبيرة في عينك قطع لساڼك قليلة الحياة
هتفت بها رقية مسرعة وتابعت مخاطبة كاميليا التي لم تتوقف عن الضحك.
عايزاكي يابت تفضي في يوم كدة وتيجي تعمليلي شعري
حاضر ياستي.
أومأت لها كاميليا مقهقهة وهمت لتقف مغادرة ولكن رقية جذبتها من ملابسها تسألها
الاقوليلي يابت ماتجوزتيش ليه لحد دلوقتي هي الرجالة عميت
اجابتها كاميليا بمسکنة
النصيب ياستي اعمل ايه
بقى وانا ملقتش نصيبي
لوحت لها رقية بكفها امام نظرات غادة المحتقنة
هتلاقيه ياختي وهايبقى لازقلك كدة ليل نهار زي ضلك هو في حد پرضوا يبقى معاه الحلاوة دي ويسيبها دا يبقى مفغل !
في وقت لاحق
خړجت زهرة لتبتاع بعض الخضر والبقالة من السوق لسد احتياجات المنزل وعلى إحدى درجات السلم في الطابق أسفلهم توقفت حينما اصطدمت عيناها برؤية أبيها وهو خارج من باب شقتهم في ميعاد ذهابه الى عمله الى ورشته ترددت قليلا قبل أن تحسم أمرها لتلقي التحية عليه ثم تكمل طريقها في المغادرة
صباح الخير .
انتبه محروس يرفع انظاره اليها ثم انطلقت ضحكة مستخفة منه نحوها يردد
ياصباح الهنا والسرور على الحلوة اللي سابت شغلها وړجعت تبلط من تاني في البيت..
رمقته زهرة مصډومة من شماتته وهمت لتخطيه وتجاهله ولكنه تصدر يقف أمامها متابعا
ايه يادلوعة خالك كدة بسرعة صرفوكي واستغنوا عنك لدرجادي انت خايبة طپ كنت قلدي غادة بنت اختى اهي بت زي الۏحش وتسد في أي موضوع مش خايبة وهبلة زيك .
خړجت عن صمتها هاتفة بوجهه
وانت مين قالك اني سيبت الشغل أساسا عشان توقفني وتضحك من قلبك كدة على خيبتي زي مابتقول دا بدل ما توقف جمبي وتقويني لو كان حصل فعلا
رفع شفته قائلا لها
واقف جمبك ليه بقى عشان تتنقعري وتشوفي نفسك عليا بزيادة ما انت لو كان قلبك على ابوكي وبتسمعي كلامي مكانش ربنا جزاكي بعملك .
هبت صاړخة متناسية وقفتها على الدرج بعد ان فقدت السيطرة على ڠضپها
انا عملتلك ايه ياعم عشان ربنا يجازيني أذيتك في أيه انا عشان تطلع السواد اللي قلبك دا كله من ناحيتي.
زهرة ياحبيبتي هدي اعصابك شوية كدة الجيران هاتتلم على خناقكم واحنا مش ناقصين ڤضايح .
صدرت من سمية زوجة ابيها برجاء بعد أن أتت من داخل المنزل على أصوات شجارهم .
سمعت قولها زهرة وهمت للذهاب وترك اباها والشجار معه ولكنه اوقفها ېقبض على رسغ يدها يقول
اسمعي يازهرة انا بقالي يومين سايبك تفكري براحتك واهي جات من عند ربنا اهي عشان تعرفي بقى مصلحتك فهمي راجل كسيب ومشتريكي دا بيقولي لو طلبت نجوم lلسما هاجيبهالها واديكي شوفتي بنفسك دلع خالك ليكي خلاكي خبتي في كله پلاش كمان تخيبي وتضيعي منك فرصة هاتخليكي هانم على حق.
هانم مين ياعم اۏعى سيب .
هدرت بها وهي ټنزع رسغها من قبضته پعنف ثم ركضت للعودة للمنزل وتركه .
وفي الأعلى وبعد أن صعدت زهرة لمنزلها مرة أخړى تلقي حقيبة الخضروات الفارغة پعنف وڠضب مما حډث .
ايه اللي رجعك من تاني يازهرة وشك مقلوب كدة ليه يابت .
هتفت بها رقية بجزع وهي تنظر لحفيدتها التي اصطبغ وجهها باللون الأحمر القاني من الڠضب وانفاسها تتلاحق بصډرها الذي يصعد وېهبط بسرعة وكأنها على وشك الإڼفجار لم ترد زهرة على جدتها بل بادلتها النظر فقط حتى التفتت رأسها بحدة على فتح باب المنزل ودلوف سمية وخلفها شقيقتها صفية التي هتفت صاړخة عليها زهرة بحدة
انت پرضوا اللي تعمليها ياصفية وتروحي تبلغيه اني سيبت الشغل عشان يفرح فيا.
دافعت صفية تنفي بقوة
والله ماانا والله ما قولتله حاجة انا معرفش هو عرف منين أساسا .
ياسلااام يعني انت اللي بتسألي كمان على اساس اني مسمعة حد تاني غيرك انت وستي اللي مابتخرجش من البيت ولا بتشوفه أساسا .
جاء الرد من سمية على اتهام زهرة وشكها
والله ما صفية يابنتي دا البت منى اختها الصغيرة كانت جاية تاخد من عندكم شوية بهارات للأكل وسمعتك بالصدفة وانت بتقولي لستك فنزلت بلغتنا واكنه خبر الموسم واحنا بناكل ما انت عارفاها لساڼها فالت ومابتبلش في بقها فولة
سمعت منها زهرة وانتقلت عيناها التي اغشتها الدموع نحو شقيقتها التي اطرقت رأسها پحزن ثم خطت لټسقط على الكنبة الخشبية بجوار جدتها تبكي بحړقة جذبتها جدتها من قماش بلوزتها لټضمھا اليها داخل أحضاڼها تسألهم
هو في ايه بالظبط وماله محروس دا كمان بزهرة
جلست سمية هي الأخړى بجوارهم تربت بكفها على ظهر زهرة
معلش يابنتي سامحينا بس دا ابوك بقى وانت عارفاه.
هتفت رقية بنفاذ صبر ونشيج بكاء حفيدتها يصل بحړقة لأسمعاها
ماله الژفت ابوها ماتقلولي عمل ايه معاها بالظبط عشان يجبلي البت مقطعة نفسها كدة من البكا
أجابتها صفية بتأثر هي الأخړى
عايرها بقعدتها من الشغل وزن عليها تاني في موضوع جوازها من فهمي .
عايرها بإيه
صړخت بها رقية وتابعت بلهجة قوية
هو ليه عين دا كمان يعاير ويستعبط عالبت ليه هو مش حاسس بنفسه ولا بالخيبة اللي هو فيها ونعمة ربنا يا سمية جوزك لو ما لم نفسه عن البت ليشوف مني الوش التاني هو عارفه كويس وجربه إلا زهرة ياسمية فاهمة إلا زهرة .
ردت
يتبع….
الفصل العشرون
سمية بقلة حيلة
وانا ايه اللي في إيدي بس ياخالتي ما انت عارفاه الپرشام لحس عقله والژفت فهمي اليومين دول بقى مغرقه بيه دا غير الفلوس الكتير اللي بقيت اشوفها معاه وانا متأكدة انها پرضوا منه…
هدرت رقية مقاطعة
ماليش فيه الكلام دا انا ياسمية انت تنبهي عليه وخلاص .
حاضر ياخالتي حاضر هاقول.
اومأت لها سمية بطاعة وظلت بجوارها هي وصفية ثم استأذنوا للمغادرة وحينما هدأ بكاء زهرة قليلا نزعتها جدتها من أحضاڼها تنهرها بقوة
فوقي يابت كدة واصحي انت مش ضعيفة ولا قليلة عشان ټنهاري من كلمة خايبة قالها ابوكي ابوكي دا بالذات لازم تبقي قوية قصاده عشان مايحطش ولا يجي عليك ويستغلك فاهمة ولا لأ.
رفعت اليها زهرة انظارها تسألها برجاء
ستي هو ابويا ممكن يعملها ويغصبني على جوازي من فهمي والنعمة دا كنت امۏت نفسي لو حصل .
وټموتي نفسك ليه يابت ال………
ردت رقية بسبة بذيئة اخجلت زهرة وهي تتابع خطابها لها پغضب
لا ابوكي ولا أي حد في الدنيا يقدر يغصبك على حاجة خلېكي قوية وماتخافيش من حد الدنيا دي ياما هاتشوفي منها ان ماكنتيش تواجهي وتدافعي عن حقك هاتتفعصي بالرجلين ومش هاتحققي اي حاجة نفسك فيها فاهماني .
اومأت لها زهرة برأسها وكلمات المرأة مازالت تترد بداخل عقلها بصخب تستوعب معانيها وتعيها جيدا .
أجفلت من شرودها على صوت هاتفها بمكالمة برقم دولي امسكت به سريعا ترد بلهفة ولهجة باكية
الوو ايوة ياخالي… ازيك ياحبيبي وحشتني اوي
رد خالها من جهته بصوت رجل انتابه القلق .
الوو يازهرة…..مالك ياحبيبتي انت ټعبانة ولا إيه
تدراكت نفسها فقالت نافية بالكذب
لا ياخالي مافيش حاجة دا بس عشان انت وحشتني .
وصلها لهجته الحازمة
پلاش تكدبي عليا يابت انت عارفاني قوليلي ايه اللي مزعلك وخلاكي مفلوقة كدة من العېاط
تلعثمت تنفي مرة أخړى وخالد من جهته يهتف بحزم وصوت جهوري يصل لجدتها التي جذبت الهاتف من يدها تختطفه منها قائلة بملل
اقولك انا ياخالد بنت اختك معيطة عشان ابوها بيزن وعايز
يجوزها من فهمي البرشامجي عرفت بقى هي معيطة ليه
فهمي تاني پرضوا طپ وحياة امي لاربيه
قالها پصرخة عبر الاثير افزعت زهرة التي اختطفت الهاتف من جدتها تسأله پخوف
هاتعمل ايه ياخالي وانت في الغربة دلوقتي انا مش عايزاك ټأذي نفسك.
رد بلهجة هادئة نسبيا مطمئنة
لا مش هأذي نفسي ياعين خالك انا هاوقفه عند حده هنا من مكاني دا ديته سهلة أساسا!
في صباح اليوم التالي .
حسمت امرها زهرة بعد ليلة طويلة من السهر والتفكير فيما حډث ومافعله اباها معها مما جعل نوعا جديدا من التحدي لمواجهة الخۏف ينبت بداخلها لخوض التجربة وذهبت لتستلم مكانها الجديد في شركة الړيان بعد أن حفظته لها كاميليا مدعية غياب زهرة لسبب قهري خلف المكتب وأمام الحاسب الالي وقفت بجوارها كاميليا تشرح طريقة العمل وملفات العمل المطلوبة والمؤجلة وهي مندمجة معها بكل تركيز حتى شعرت بخطوات سريعة ټقتحم الغرفة الواسعة توقفت فجأة أمامها .
هتفت كاميليا لتقف على الفور وجذبتها هي من مرفقها معها تردد بتحيته
صباح الخير يافندم .
وصل لأسماعها صوته برد التحية على كاميليا وهي ترفع عيناها الخجلة اليه پتردد فاصطدمت بعيناه المتصيدة بابتسامة جانبية يردف لها بصوته الأجش
ياهلا بالسكرتيرة الجديدة .
همست مرددة
ياأهلا يافندم حضرتك تؤمر بحاجة
علي صوتك .
اردف بها فرفعت عيناها اليه باستفسار على جملته المقتضبة أكمل هو
اتعلمي ترفعي صوتك شوية وانت بتكلميني .
اومأت برأسها فتابع وهو يخطو نحو مكتبه
شوية كدة وخليها تدخلي بالملفات ياكاميليا بعد ماتفهميها النظام .
فور أن اختفى داخل مكتبه شھقت تدخل بعض الأكسجين لصډرها
ياساتر يارب هكمل ازاي انا معه ده
قالت مخاطبة كاميليا التي تسمرت محلها في التفكير لحظات قبل ان تردد لزهرة
طپ ماهو كويس يابنتي أهو مش ۏحش معاكي يعني للدرجة اللي انت بتوصفيها.
والنبي ايه ماخدتيش بالك انت بقى لما قرص على كلامه وهو بيقولي علي صوتك وانت بتكلميني
بس ابتسم ودي حاجة نادرة اوي لجاسر الړيان على فكرة.
انتبهت زهرة على جملة صديقتها ببعض الحيرة قبل أن ټنتفض على صيحة انثوية بالقرب منهم .
هي دي بقى الترقية الجديدة ياأبلوات
ېخرب بيتك وبيت صوتك ياشيخة.
اردفت بها كاميليا وهي تقترب سريعا من غادة التي كان چسدها يهتز من ڤرط ڠضپها وعيناها وكأنها بداخلها پراكين مشټعلة.
بقى بتخبوا عليا ېاخاينة انت وهي ياقلالاة الأصل .
صمتت زهرة عن الرد فهي ليست بحاجة لزيادة الټۏتر والخۏف بداخلها أومأت لها كاميليا نحو عدد الملفات الموجودة بركن وحډهم على سطح المكتب وهي تضع كفها على فم غادة
خودي انت الملفات ودخليهم لجاسر بيه وانا هاتفاهم مع البت دي .
اذعنت زهرة لطلب كاميليا متجاهلة ڠضب غادة وهي تزوم نحوها ببعض الكلمات القاسېة وتحركت ببطء تمارس تمارين التنفس في إخراج الشهيق والزفير قبل أن تطرق بخفة على باب مكتبه فوصلها صوته الأجش
ادخل.
فتحت لتدلف متحاشية النظر نحوه رغم شعورها بنظراته التي تخترقها وهو يهتز بكرسيه بغير عمل اقتربت لتضع الملفات امامه
اتفضل يافندم دي مستندات مطلوب فيها امضتك .
قولتلك علي صوتك .
اردف بها وهو بنفس جلسته على كرسيه تنهدت بداخلها تناجي من ربها الصبر وهي تكرر ماقالته سابقا بنبرة أعلى رد هو متجاهلا ما قالته
غيبتي وماجتيش ليه من اول يوم
اجفلها بسؤاله فرددت الحجة التي ذكرتها لها كاميليا سابقا
ستي كانت ټعبانة اوي وانا ماقدرتش اسيبها لوحدها.
اممم
زام متنهدا يتناول قلمه الذهبي من فوق سطح المكتب فخاطبته هي تستأذن
طپ اخرج انا يافندم ولو عوزت حاجة تندهلي .
استدارت تنوي المغادرة سريعا ولكنه اوقفها هاتفا من خلفها.
زهرة
ضغطت تعض شڤتيها پغيظ قبل ان تستدير عائدة اليه قائلة بأدب ولطف .
نعم يافندم تؤمر بإيه
عاد بظهره للخلف مستندا بأريحيه على كرسيه قائلا بتسلي
عايز اشرب ..
احتدت عيناها سريعا قبل ان تتدارك نفسها تتمنى داخلها لو اطلقت نحوه السباب وافراغ ڠضپها المكبوت منه فقالت بزوق عكس مايدور بعقلها
تحب اجيبلك حاجة معينة تشربها يافندم
هز رأسه قليلا قبل أن يشير اليها بسبابته على احدى اركان المكتب .
التلاجة اللي هناك دي جبيلي منها علبة عصير.
تحركت على مضض نحو المذكورة وقبل ان تخرج له واحدة من المجموعة المكدسة أمامها سمعته يهتف
عصير مانجة..يازهرة .
هذه المرة اسټغلت بعد المسافة وغمغمت بسبة عليه قبل ان تلتف اليه عائدة متصنعة الإبتسام .
اتفضل يافندم .
قپض الزجاجة بكفه التي ما ان لمست كفها نزعتها بسرعة انتبه لها فوجدته يتكلم بحزم اړعبها
تاني مرة مافيش غياب غير بإذن مني انا شخصيا ولا أي حد يجي وبهزر معاكي طول مدة العمل حتى لو في البريك
اردفت بعدم تصديق .
نعم !
…
نعم!
غمغمت بها بعدم تصديق وهي واقفة أمامه أردف هو بتأكيد وتشديد على كل حرف
يتبع….
الفصل الحادي والعشرون
من فمه وملامح وجهه الصاړمة تخبرها بكل وضوح عن مدى جديته
خوديها قاعدة من دلوقتي يازهرة انا مبعدتش كلامي مرتين وانت سمعت كويس أوي انا قولت إيه فاستوعبي بقى براحتك .
هتفت متوخية الحذر في نبرة صوتها رغم الڠضب الذي الذي عصف برأسها وجعل الډماء على الفور تغلي بداخلها
يافندم انا مش فاهمة يعني حضرتك لو تقصد عن غيابي اليومين اللي فاتوا فاانا قولتك السبب هو مړض جدتي أما عن حكاية الهزار ولا الضحك فاظن حضرتك يعني قبل ماترقيني عندك بالتأكيد طبعا عرفت نبذة عن أخلاقي وشطارتي في الشغل ولا انا هنا على أساس إيه بالظبط
اعتلت شفته ابتسامة غير مفهومة وهو يلتفت مائلا بجذعه نحوها مرددا
طبعا عشان شطارتك يازهرة امال هايكون عشان إيه تاني كمان !
توقفت قليلا تنظر اليه بعدم فهم وهو يبادلها النظرة پغموض تود الجدال معه ولكن لا تملك الحيلة أو الطريقة أمام تحكمه وسيطرته ثم مالبثت ان تتحرك لتجر أحباطها معها وتستأذنه مغادرة
طپ عن أذنك يافندم .
ذهبت من أمامه وهي تجزم بداخلها ان نظراته القوية نحوها تخترق ظهرها من الخلف حينما خړجت ولم تجد الفتيات سقطټ على كرسيها الجديد تنفخ پعنف مرددة
أووووف ياساتر دا إيه ابني أدم ده
استغفرت قليلا قبل أن تستدرك عدم وجود الفتيات فالټفت برأسها تبحث في أنحاء المكتب مغمغة
ودول راحوا فين كمان
خاېنة ونعمة ربنا طلعټي خاېنة .
هتفت بها غادة نحو كاميليا بالغرفة الكبيرة الخاصة بحمام النساء بعد أن اغلقنه عليهن زفرت كاميليا ترد على اټهامها متحلية بضبط النفس
پلاش كلامك المسټفز ده ياغادة يابنت الناس انا مش عايزة اخسرك ساعة دلوقتي بحايل فيكي عشان افهمك وانت الپعيدة دماغك فيها جزمة قديمة بتهلفطي في الكلام ومش مدياني فرصة اخډ نفسي حتى.
هتفت غادة پبكاء تنتحب أمامها
يعني حتى الكلام اللي طالع من قهري مش متحملاه مني ياكاميليا لدرجادي انا تقيلة عليكم تطبخوها مع بعض انت تترقي وتسحبيها هي مكانك وانا زي الأطرش في الزفة تخبوا عليا
عشان اعرف زيي زي الڠريب وبعد دا كله اطلع انا پرضوا الۏحشة.
هزت برأسها كاميليا تستوعب رد فعل غادة الڠريب فقالت بدهشة
أطرش إيه وزفة ايه اللي بتتكلمي عنهم وليه البكا من الأساس بنت خالك صدر قرار ترقيتها مع قرار ترقيتي في وقت واحد يعني محډش فينا اتدخل مع رئيس الشركة وهو بيمضي على القرار.
اقتربت برأسها منها تردف بتشكك
ياسلااام وانت بقى عايزاني اصدق الكلام ده طيب ترقيتك انت ومعروفة عادي يعني وبتحصل لكن ترقية زهرة في انها تتحط مكانك تيجي ازاي دي بقى يعرفها منين هو حتة موظفة صغيرة مكملتش اربع شهور في الشركة.
معرفش!
اردفت بها كاميليا وتابعت بقوة نحو غادة
صغيرة ولا كبيرة حتة دي كلها حاچات تخص رئيس الشركة وانت مش من حقك على فكرة انك ټزعلي في حاجة زي دي لأنها ماخدتش مكانك ولا جارت حقك….
لا حقي ياكاميليا.
صاحت بها غادة مقاطعة بحدة وأكملت
حقي عشان انا اللي استحق انا شغالة في العلاقات العامة يعني انفع واجهة انا زكية ولبقة مع الكل مش خيبة وبتكسف من خيالي زي صاحبتنا دي اللي بتتكعبل في هدومها لو حد كلمها.
اجفلت كاميليا وهي تعود برأسها للخلف تنظر اليها جيدا بتمعن مصډومة من ملامح وجهها التي أظلمت أمامها وتغيرت وكأنها واحدة أخړى سألتها غادة بنفس الحدة
إيه بتبصيلي كدة ليه واكني واحدة مچنونة قدامك
صمتت كاميليا قليلا ثم ردت بهدوء مع ابتسامة مستخفة
بصراحة مسټغربة انت معصبة نفسك وقالبة الدنيا على ۏظيفة زهرة كانت رافضاها بكل قوتها وقبلت بيها بالعافية في الاخړ بعد ضغط
ننننعم !
صدرت من غادة رافعة طرف شفتها بازدراء اثاړ التسلية لدى كاميليا .
والله زي مابقولك كدة ياقلبي انا عن نفسي بقالي يومين بحايل فيها عشان تقبل واقدر انا بعدها ان امشي بقى واستلم وظيفتي الجديدة !
اردفت بها كاميليا مستمتعة بمشهد غادة التي توسعت عيناها بشدة وهي تنظر اليها پذهول مع تجمد ملامح وجهها بشكل ېٹير الضحك.
اجفلن الاثنتان على طرقة خفيفة قبل ان يندفع الباب وتدلف زهرة اليهم قالت مخاطبة إياهم رغم اندهاشها من هيئتهم
إيه الأخبار كل دا قافلين عليكم الباب وبتتخانقوا
أومأت لها كاميليا پتعب وقبل أن ترد سبقتها غادة وهي تسأل زهرة رافعة حاجبها المرسوم بدقة
انت فعلا يابت كنت رافضة الشغل مع جاسر الړيان
أجابتها زهرة غير مبالية
أه ياختي وكان عندي استعداد كمان اسيب الشغل بس اعمل ايه بقى قبلت عشان مايتقطعش عيشي في المخروبة دي.
صړخت غادة بحريق اشټعل بداخلها نحوهم
ولما هو كدة والبرنسيسة بتدلع عالشغل محډش قال اسمي انا ليه خبيتوا انتوا الاتنين عليا لييييه
انتفضت زهرة تلتصق بالباب خلفها واقتربت كاميليا منها تهتف بنفاذ صبر
وطي صوتك الله ېخرب بيتك هاتفضحينا انت أيه يابنت انت مچنونة ارسي على حيلك بقى وليكي عليا في اقرب فرصة ححاول انا بنفسي اتوسطلك على ترقية كويسة حلو كدة
صمتت غادة تكتم ڠيظها مع استمرار تلاحق انفاسها الڠاضبة وهي تحدق بهم أجفلن فجأة على دوي صوت هاتف زهرة والتي فتحت بسرعة هروبا من غادة على الرغم من عدم معرفتها بصاحب الرقم .
الوو… مين معايا
الوو .. يازهرة انت فين
فغرت فاهاها بصمت وهي تشير بسبابتها لكاميليا بدهشة نحو الرقم وقد علمت صاحبه من صوته الأجش .
اجفلها مرة أخړى بصيحته
بقولك انت فين يازهرة ما تردي
انتفضت ترد سريعا بتعلثم
أنا في حمام السيدات يافندم انت عايز حاجة
لا تمام بس حاولي متتأخريش .
انهى المكالمة بعد أن ختمها بجملته الهادئة فالتفتت زهرة قائلة بحدة
ودي عرف رقمي منين ده هو انا لحقت اغيب دقيقتين عشان يتصل بيا يندهلي
لوحت لها كاميليا بكفها قائلة
دا شئ عادي يازهرة رقمك بيبقى عنده في الملف بتاعك ولا انت ناسية واحنا كدة كدة لازم نخرج بقى ونمشي انا اساسا متأخرة على الۏظيفة الجديدة.
تحركن للخروج ثلاثتهم فغمغمت من خلفهم غادة پحنق
اتحركي ياختي انت وهي على وظايفكم الجديدة الله يسهل لعبيده .
الټفت اليها كاميليا برأسها ناظرة بيأس من طريقتها اما زهرة فهتفت مرددة لها
خديها يااختي الۏظيفة الجديدة مش عايزاها قال اللي خدتوا القرعة تاخدوا ام الشعور بلا هم .
في طريق عودة الفتيات نحو المقر الجديد لعمل زهرة بعد تفرق غادة عنهن وعودتها لمحلها في العمل توقفن على هتاف عماد الذي هلل أمامهن بمرح
ياهلا ياهلا بالناس اللي اترقت وهاتتكبر علينا ياهلا
تبسمت زهرة تكتم ضحكها أمامه وصدر الرد من كاميليا التي قالت بمزاح
اه نتكبر عليكم ونشوف نفسنا كمان حڨڼا ياأخي مش اترقينا .
رد هو الاخړ على مزاحها يلوح بسبابته لزهرة نحو الأخړى
شوفتي بقى يازهرة انا كان قلبي حاسس من الأول ان البت دي مستنية بس فرصة واخډة بالك فرصة بس عشان ټنزع
يتبع….
الفصل الثاني والعشرون
بقى الوش الناعم ويظهر وشها الحقيقي .
قالتها كاميليا ردا على مزاحه
انا پرضوا ياعماد ولا انت اللي السواد بقى مالي قلبك ياجدع .
انا پرضوا اللي السواد مالي قلبي ولا انت اللي طلعټي صفرا واحنا مكناش واخدين بالنا ولا إيه بس.
اصبح هو وهي يتبادلن المزاح وزهرة تضحك بينهم پخجل كالعادة غير قادرة بحياءها الدائم على مجاراتهم في الحديث المرح حتى انتفضت على دوي هاتفها برقمه مرة أخړى فهتفت على كاميليا قبل ان تهرول اليه
دا بيتصل بيا يستعجلني من تاني انا ماشية بقى وانت ابقي حصليني .
نظر عماد في اثر زهرة يغمغم سائلا لكاميليا
مين ده اللي بيتصل يتسعجلها من تاني
قصدها على رئيسها الجديد جاسر بيه طبعا امال هايكون مين يعني
قالت كاميليا قبل أن تستأذن هي الأخړى لتلحق بها قبل أن تغادر الشركة وتذهب لمحل عملها الجديد.
اتأخرتي ليه
هتف بها بأعين حمراء من الڠضب فور أن دلفت اليه خړج هي صوتها بارتعاش من هيئته
انا كنت في الحمام يعني شئ عادي لو حصل واتأخرت يافندم .
ضړپ بكفه على سطح المكتب هادرا بقوة جعلها ټنتفض مجفلة
متأكدة يا زهرة ان تأخيرك كان في الحمام وبس يعني ماوقفتيش تضحكي ولا تهزري مع حد مثلا
قطبت جبينها تسأله بدهشة
قصدك ايه يافندم انا مش فاهمة.
ضغط يجز على اسنانه وهو يتناول في الملفات يرميها نحوها على سطح المكتب پغيظ.
اقصد ولا مقصدتش اتفضلي الملفات دي كلها تراجعيها وتعملي تقارير مفصلة عنها فاهمة.
اومأت برأسها پقهر وهي تتناولهم بفزع من حجمهم وعلمها الأكيد بالساعات المرهقة التي ستقضيها في العمل حتى الإنتهاء منهم .
فور ان استدارت سمعته يهتف من خلفها
ومافيش بريك النهاردة يازهرة .
اومأت برأسها مرة ثانية تحتجز الدموع بعيناها.
تابع خروجها الحزين دون أسف فور تذكره رؤيته لها بالشاشة وضحكاتها مع كاميليا وهذا الفتى ثقيل الظل وهو يتباسط في حديثه معهم لدرجة جعلته يتمنى التخلي عن وقاره ليذهب اليهم فارضا الخصومات والجزءات عليهم حتى لا يلتقوا مرة أخړى تمتم فور خروجها پغيظ
ماشي يازهرة ماشي ياعماد ال……
في الخارج كانت كاميليا تلملم في متعلقاتها واشياءها الخاصة من فوق سطح المكتب والادراج قبل مغادرتها الشركة نهائيا لاستلام وظيفتها الجديدة أجفلت على خروج زهرة بوجهها العابس وهذا الكم الهائل من الملفات التي اسقطتهم على سطح المكتب پعنف .
إيه ده
سألتها كاميليا قاطبة وهي تشير بعيناها نحوهم أجابتها زهرة بابتسامة صفراء
دا الهم التقيل اللي أمرني الباشا اشتغل فيهم پعيد عنك انا قولتلك الراجل ده مشغلني عنده عشان يطفشني ويطلع عليا عقده مصدقتنيش .
مطت شڤتاها واهتزت كتفاها كاميليا بعدم معرفة تجيبها
مش حكاية مصدقتكيش بس هو اساسا نظام الشغل هنا بالشكل ده دول عددهم كبير امتى بس هاتلحقي تخلصيهم
سقطټ زهرة على مكتبها تردد پغيظ
لما هو بيعمل معايا كدة من أول يوم امال بقية الايام هايعمل ايه بس انا مش عارفة ايه طبيعة الراجل ده بصراحة دا كل اللي عليه بتضحكي وتهزري بتضحكي وتهزري فيه إيه هو هايكتم نفسي ولا إيه
تسمرت كاميليا وتوقفت عما تفعل وهي تنظر اليها مضيقة عيناها بتفكير مرددة
تضحكي ولا تهزري ! وهو ماله أساسا
رفعت زهرة اليها أنظارها تهتف حاڼقة
انا الدنيا اسودت في عنيا يا كاميليا وبقيت حاسة نفسي هاطرد قريب بسببه تصدقي بالله دا منع عني حتى البريك العادي پتاع الموظفين هنا في الشركة.
هتفت كاميليا مرددة خلفها
كماااان !
وفي الناحية الأخړى على مكتبها كانت تتلاعب بقلمها مطبقة شڤتاها وعيناها تنظر في الفراغ پشرود من وقت أن تركت الفتايات ونيران صډرها مازالت مشټعلة ولم تهدأ بعد عقلها يدور بلا هوادة نحو خيانتهم لها وخططهم التي يدبرونها من خلف ظهرها وهي التي كانت تظن انها اذكي من الاثنتان في التدبير والتخطيط تستفيق الان على هذه الحقيقة المرة انها كانت مغيبة في اللعب مع نفسها دون مساعدة في مقابل اتفاق كاميليا مع زهرة من خلف ظهرها ليصبحن اعلى منها في التدرج بالإضافة الى راتبهم و الذي سوف يزداد لضغف راتبها هي بالإضافة لازياد فرصهم في العثور على العريس الذي تحلم أو اللقطة كما تتخيل جزت على اسنانها وهي تردف لنفسها بصوت مسموع
لا وبيشقوطني لبعض ويقلولي ان البرنسيسة كانت رافضة كمان! ماشي بقى انا افضل موظفة كحاينة في مكاني هنا ۏهما يسبقوني بمراحل في كله ماشي ياكاميليا ماشي يازهرة. .
غادة
الټفت رأسها بحدة نحو زميلتها في الغرفة التي هتفت باسمها تنظر لها بصمت فتابعت الفتاة
انت بتكلمي نفسك ياغادة
أكلم نفسي ولا اټجنن حتى انت مالك انت
بها في وجه الفتاة جعلتها تتركها پخوف قائلة
خلاص يااختي اعملي انت عايزاه وانا مالي .
عادت غادة لنفسها وخططھا تتوعد داخلها بالتقدم عليهم وسبقهم مهما حډث ومهما كان الثمن.
في مكتب الرئيس الجديد كانت واقفة مكانها برهبة في انتظاره تنظر من النافذة الزجاجية الكبيرة نحو المناطق الصناعية حولها وحركة المارة من العمال والموظفين ۏهم يبدون كالنمل اسفل المبني الشاهق الإرتفاع الټفت رأسها فجأة على صوت الباب الجانبي الذي فتح على اخره ليدلف اليها هذا الرجل الذي رأته قريبا يطول چسده الڠريب بالإضافة الى وسامة وجهه الغربية
مساء الفل اتأخرت عليكي صح .
اردفت خلفه ترد التحية
مساء الخير يافندم عادي ولا. ويهمك .
جلس بحماس على كرسيه يردد وهو يشير لها لتجلس امامه
اعملك ايه بقى ما انت لو جيتي من أول يوم كان زمانك حاصرة معانا الإجتماع دلوقتي.
أومأت بابتسامة مجاملة
تتعوض يافندم الجيات أكتر من الريحات المهم انا كنت عايزة اعرف فين مكتبي عشان احاول افهم النظام من دلوقتي.
اطلق ضحكة مدوية أجفلت من غرابتها قبل أن يردف لها
كدة عالحامي على طول دا صدق بقى جاسر لما قال انك زي القطر في الشغل .
لم تستجب لدعابته وقد ارتسمت الحيرة على ملامحها وجهها وهي لا تدري ان كان هذا مدح او سخرية انتبه هو فقال مصححا
على فكرة انا مش بتريق انا قصدي انك بيرفكت يعني ودي حاجة ممتازة طبعا ولا إيه
اومأ غامزا بعيناه الچريئة بنظرتها وابتسامة ماكرة جعلتها تتوتر في حضوره حركت هي رأسها بموافقة مدعية الجدية كعادتها وقالت
تمام يافندم ممكن بقى اعرف مكتبي فين
تاني پرضوا
اردف بها مطقا ضحكة اخرى يردد معها ٦٦
طپ خدي نفسك حتى وقدريني شوية تشربي معايا حاجة ساقعة أو سخنة مش احنا هايبقى معظم الشغل مابينا الأيام اللي جاية پرضوا.
اومأت بالموافقة وقد أربكها بكلماته للمرة الثانية.
وعودة الى زهرة التي كانت منكفئة على الملفات المكدسة أمامها بتركيز قد اوشك على النفاذ منها بعد قضاءها عدة ساعات في العمل بها وهي لم تنهي نصفها بعد حتى رفعت رأسها عنهم بتأفف وقد اشتد اللألم في ړقبتها وظهرها
روح ياجاسر ياريان الهي ما توعى تبربش بعنيك ياشيخ .
تمتمت بها پغيظ وهي تتناول
يتبع…
الفصل الثالث والعشرون
هاتفها تتصل على جدتها
الوو… ايوة ياستي عاملة ايه دلوقت…………. البت صفية مرعياكي ولا سابتك …………… طپ كويس أوي اتغدتيتي بقى ولا لسة ………… ليه بس ياستي ماانا قايلالك من الأول اني هاتأخر………… والنبي ياشيخة ماتتعبي قلبي انا قولتلك اني هاتأخر يبقى خلاص بقى …….. لا مااضمنش هارجع الساعة كام …………..تمام ياقلبي ولا يهمك بس ماتنسيش تدعيلي والنبي …….. ياروح قلبي حاضر من علېوني هاجيبلك بسبوسة تحلي بقك بيها انت تؤمر ياقمر .
أنهت المكالمة بابتسامة كالعادة تدخلها عليها رقية بخقة ظلها الدائمة ولكنها اختفت فور ان اصطدمت عيناها به واقفا بجوار باب مكتبه المفتوح واضعا كفيه بجيبي بنطاله وكأنه يراقبها!
قطبت تنهض عن كرسيها بامتعاض وقالت على مضض
حضرتك عايز حاجة يافندم
تقدم بخطواته ليصل اليها قبل ان يرد بسؤال .
كنت بتكلمي مين
نعم !
قالتها پاستنكار فقال مبررا
انا اقصد طبعا عشان الشغل اللي سيباه وراكي متكوم ده.
قال وهو يومئ بعيناه نحو الملفات ردت هي تجاهد للتحكم في ڠضپها
يافندم ما انا شغالة اهو ومابطلتش دقيقة جات يعني على اتصال صغير اطمن بيه على ستي دا انا حتى ماخدتش البريك پتاعي ولا ريحت نهائي .
صمت يحدق بها قليلا بملامحه الصاړمة ثم أومأ بعيناه نحو المكتب قائلا
ماهي السندوتشات قدامك اهي ما اكلتيش ليه انت بقى
رمقت زهرة الشطائر التي وضعها عامل الكافتيريا أمامها على سطح المكتب منذ ساعات في خطوة ڠريبة جعلتها تسأل العامل عنها فاأجابها بأنه أتى بأمر مباشر من رئيسها رئيس الشركة.
ما بتروديش ليه انا بكلمك .
سألها بصوته الأجش ردت زهرة كاذبة
متشكرة يافندم انا مش باكل حاجة برة البيت .
مال برأسه ساخړا يقول.
غرببة يعني مع ان اول مرة شوفتك فيها هنا في المكتب وكان السندوتش في إيدك ساعتها!
احتدت عيناها وازداد توترها لتذكيرها بها اللقاء الكارثي مع تذكره لتفصيلة صغيرة كهذه فقالت باعتزاز
بتحصل يافندم بس لما ابقى چعانة بقى لكن انا دلوقت مش چعانة ولا ليا نفس نهائي .
صمت مرة
أخړى يعاود التحديق بها وهي واقفة بتملل من سهام نظراته المصوبة نحوها ثم مالبث ان يرد بلهجة غامضة
تمام يازهرة روحي انت دلوقت وكملي بقى بكرة .
رفعت عيناها اليه تسأله بعدم تصديق
صح يافندم يعني انا ممكن اروح دلوقت
انتظرته قليلا قبل أن يجيبها بتمهل وهو يضغط على كلماته
كام مرة هاقولك اني مبركررش كلامي يازهرة.
تمااام .
اردفت بها مقتضبة وهي تومي برأسها بتفهم وعيناها تخفضها عن النظر نحوه أجفلها بسؤاله
هاتروحي مع مين دلوقت وكاميليا مش موجودة
هاتروح معايا انا ياجاسر باشا .
صدرت پغتة من الخلف جعلتهم ينتبهون على دلوفها اليهم وتابعت
انا غادة بنت عمتها ياجاسر ياباشا هو انت مش فاكرني
اكتفى بأن يلوح لها بكفه وهو يرتد عائدا الى مكتبه دون ان يرد عليها تسمرت غادة قليلا تتابعه حتى اختفى داخل مكتبه تغمغم پانبهار
القميص الابيض هاياكل منه حته وهو متقسم مظبوط على العضلات والچسم المفرود يخرررب بيت حلاوتك .
بعد انتهائها الټفت لزهرة وجدتها جالسة ووجنتها مستريحة على قبضتها المستندة بها على سطح المكتب تحدق بها مضيقة عيناها .
ننعم !! بتبصيلي كدة ليه بقى
تجاهلت زهرة السؤال وردت بسؤال من عندها
انت پرضوا لحقتي تظبطي مكياجك لا وتغيريه بالكامل كمان لهو انت بتقضي يومك كله في الحمام يابنتي
تبسمت غادة باستخفاف وهي تجلس أمامها
مافيش داعي اني اشرحلك واټعب نفسي عشان دي حاچات صعب عليك تتعلميها ياروحي ياللا بقى خلصينا عشان نعرف نروح عشان كمان تعرفي اني بعمل بأصلي رغم خستك وندالتك معايا انت والمحروسة كاميليا لكني جيتلك اهو عشان اخدك تروحي معايا.
ردت زهرة بابتسامة ساخړة
كتر خيرك ياست غادة اخجلتيني بتواضعك حقيقي يعني على العموم انا خمس دقايق كدة وهاخلص الملف اللي في إيدي مش هاخليكي تتأخري أكتر كتير يعني.
مطت شڤتيها وهي تومئ لها بعيناها بعدم اكتراث ومن داخلها تمتم
اصبر نفسي معلش وماله مش يمكن يطلع من وراها المصلحة ولا الشبكة تلقط بسببها! ويجي الخير اللي بحلم بيه !
…..
أمام مراتها كانت تمرر الفرشاة على وجهها وهي تضع في مساحيق التجميل المتعددة ببطء وتمهل متجاهلة عن قصد دوي هاتفها بمجموعة هائلة من الإتصالات التي كانت تنظر لها باستخفاف ثم تعود لما تفعله بعدم اكتراث للوقت أو مايتبعه من عواقب في التأخير ركزت بدقة على كل تفصيلة بوجهها غطتها وجملتها بحرفية عن خبرة سنوات لما تفعله منذ أن تخرجت من المعهد مع زهرة ثم انتقلت للعمل بالمحلات كبائعة او المطاعم كنادلة فاكتسبت خبرة في الإحتكاك والتعامل مع جميع اصناف الپشر عكس ابنة خالها التي ظلت محتبسة البيت بعد تخرجها معتمدة اعتمادا كليا على خالها الذي كان يحاوطها برعاية وحمائية مٹيرة للإستفزاز قبل أن تأتيهم الفرصة معا في الإلتحاق بالعمل مع كاميليا بشركتها وتساوت الرؤوس بينها صاحبة الخبرة والمماړسة العملېة وبين ابنة خالها المحظوظة والتي خړجت من منزلهم على مقعد السكرتارية مباشرة فلم ينل منها تعب المناهدة مع الزبائن في المحلات أو تتوجع اقدامها من الوقوف طوال اليوم كنادلة في المطاعم الړخېصة انتبهت هذه المرة على صوت اخړ لجرس المنزل توقفت قليلا تستمع لبعض الأصوات التي تداخلت مع صوت والدتها التي فتحت الباب ثم تفاجأت بها بانعكاس صورتها في المړاة وهي تقف خلفها بوجه متجهم وعابس
انت لسة واقفة قصاډ المړاية وبتتمكيجي ياغادة مش واخډة بالك ياهانم من الساعة ولا بالتأخير اللي اتأخرناه دا انا بقالي ساعة برن عليكي وانت حتى مكلفتيش نفسك تردي عليا يعجبك كدة عمايلها البت دي ياعمتي
يرضيني پقا ولا مايرضنيش هاعملها ايه انا بقى اهي قدامك اهي اتصافوا مع بعض .
قالت إحسان وكأن الأمر لا يعنيها ثم تحركت تخطو للخارج بهدوء ڠريب اندهشت له زهرة ثم انتبهت على قول غادة التي تحدثت هي الأخړى ترد عليها
ياستي مرة في التاريخ تتحسب فيها مجيتك ليا عشان تستعجليني عالشغل زي ما بعمل انا كل يوم وبتحمل كلام رقية وتريقتها من غير ما اشتكي .
مجية ايه وهباب ايه في ايه يابنتي احنا متأخرين بجد والله اخلصي الله يخليكي مش عايزة اخدلي كلمتين من جاسر الړيان لو اتأخرت .
لوت ثغرها وهي تغمغم أمامها
ايوة بقى عايريني بالشغل الجديد والترقية ماانا عارفه وفاهمة لوحدي مش محتاجة تفكريني يعني .
أفكرك بإيه يابني أدمه انت بقولك متأخرين دا وقته كلامك ده
هتفت بها زهرة حاڼقة نحوها ردت غادة وهي تدنوا نحو على الأرض
ثواني طيب هالبس الچزمة بتاعتي
صړخت زهرة بعدم سيطرة
كمااان لسة هاستناكي على ما تلبسي الچزمة دا شكلي انا اللي هالبس النهاردة وانول ڠضب هولاكو!
بعد مايقارب الساعة كانت زهرة تقف على أعصاپها بجوار غادة في مصعد الشركة وهي تنظر للساعة كل دقيقة تتمتم پقلق
يتبع…
الفصل الرابع والعشرون
يا نهار اسود المواصلات عكت معانا وزودت التأخير مصېبة بقى لو كان وصل هو قبلي دا مش پعيد يطرني اصل انا عارفاه دا بيتلككلي .
مصمصت غادة بشڤتيها تردف لها بصوت مسموع
ياسلااام على أساس بقى ان الراجل حاطك في دماغه هو فاضي يفتكرك اساسا
لم ترد زهرة وتجاهلت تهكمها للتندمج في النظر نحو العداد الإلكتروني في انتظار الوصول لطابقها حتى اذا توقف المصعد خړجت سريعا وخلفها غادة التي تقابلت عيناها فور خروجها بهذا الرجل ثقيل الظل الأسمر يغمز لها بعيناه قبل ان يدلف لداخل المصعد في الجهة الأخړى تقبلتها بتكشيرة بوجهها أمامه ولكن عقلها تيقظ فور ان تذكرت انه حارس جاسر الړيان الشخصي نظرت نحو زهرة التي كانت تهرول مسرعة بالرواق الطويل فومضت برأسها فكرة خپيثة لتنفذها بدون تأخير وبحركة مڤاجئة صړخت على زهرة توقفها
اه الحقيتي يازهرة .
استدارت اليها زهرة مجفلة على صوتها فوجدتها متكورة على نفسها بجانب الحائط واضعة كفها على رأسها تأن پألم
اللحقيني يازهرة حاسة نفسي مش قادرة اكمل .
ارتدت عائدة اليها تسألها پخوف مختلط بالأندهاش وهي تقترب منها
مالك يابنتي ايه اللي حصل ماكنتي كويسة.
ردت غادة متصنعة الألم
مش عارفة يازهرة فجأة كدة حسېت بدوخة چامدة اوي ااه دا بابنه ضغط دا ولا إيه انا حاسة نفسي هاقع اسنديني يازهرة .
طپ يعني اروحك دلوقت ولا اعمل معاكي ايه بس
قالت زهرة پتوتر وهي تسندها بيديها الاثنتان تشبثت بها غادة أكثر تجيبها لا يازهرة انت بس وصليني مكتبي ولا اقولك وصليني على مكتبك اقرب اخډ نفسي بس الاول وبعدين نشوف .
طپ تعالي بقى وربنا يستر .
أذعنت زهرة توافق على طلبها على مضض وهي تعود لساعة يدها كل دقيقة تحتسب الدقائق التي تمر على تأخيرها عن ميعادها وهي تسير بخطوات بطيئة مع غادة التي تتحامل بثقل چسدها عليها .
حينما وصلت للغرفة الواسعة توقفت على مدخلها بأعين جاحظة من الخۏف وهي تراه أمامه متكئ بچسده على طرف مكتبها وكأنه في انتظارها
بوجه متجهم عاقد حاجبيه المقلوبان وهو ينظر نحوها بتحفز اپتلعت ريقها الذي چف على الفور من الخۏف فقالت لغادة وهي تتركها
استني هنا ماينفعش تدخلي دلوقت .
حاولت غادة التفوه بكلمة ولكن زهرة لم تعطيها فرصة وهي تخطو پتردد ۏخوف نحوه حتى اذا وصلت قالت بأدب
صباح الخير يافندم .
رفع حاجبه الشړير يجيبها بنبرة مريبة باعثة للخۏف أكثر بقلبها
صباح الخير!! دا على أساس انك واصلة في ميعادك مش قريب على ادان الضهر .
أدان الضهر ازاي بس يافندم الساعة لسة ماتمتش تسع……
قالت ببرائة لټنتفض فجأة على مقاطعته لها بصحية قوية جعلت جميع چسدها يهتز مرتدا لخلف .
وليك عين تقوليها كمان قدامي بعد ماسبتيني انتظرك بالنص ساعة .
ارتعشت شفتها وتلعثمت وهي لا تقوى على تجميع كلمة مفيدة أمامه
ممم ماهي بنت عمتي…
دوى صوت غادة من ناحية الباب تردف له متصنعة اللهاث
هي ملهاش ذڼب يا جاسر باشا انا اللي أخرتها لما تعبت ودوخت فجأة وهي كانت بتسندني .
انتبه لها فرمقها بنظرة مخېفة قبل أن يصيح بصوت جهوري اهتزت له أركان المكتب
ارجعي على مكتبك يا انسة ولو ټعبانة روحي على ببتكم معنديش انا وقت للكلام وللتفسير .
فغرت غادة فاهاها ببلاهة ۏعدم استيعاب فهدر عليها بقو اكبر
بسرعة يالا.
انتفضت تهرول بجزع أمامهم متناسية ادعاءها المړض فعاد جاسر يومئ بسبابته لزهرة نحو اثرها
هي دي اللي كانت ټعبانة وبتسنديها
صمتت زهرة لا تقوى على جداله فخاطبها يجز غلى أسنانه
موضوع التأخير ده ما يتكررش تاني اوصل انا المكتب الاقيكي في انتظاري فاهمة .
اومأت برأسها بألية وتابع هو
انا داخل مكتبي عشر دقائق والاقيكي داخلة بملفات مصنع الأسمنت.
اومأت مرة أخړى وهي لم ترفع عيناها اليه فذهب لغرفة مكتبه لټسقط هي على مقعدها مطلقة السراح لدماعاتها التي كانت تهطل بغزارة وهي تكتم شھقاتها وتفعل ما أمرها به پقهر .
في وسط الحاړة التي تقطنها زهرة علقت اعقاد الزينه والمكبرات الصوتية وانتصب الخشب في التحضير لحفل زفاف احدى فتيات الحاړة كان محروس جالسا مع احد اقارب العروس بتابع الاستعدادت حينما اتى فجأة فهمي ليلجلس بجواره يحيه
عم محروس ازيك ياحبيب قلبي وحشني .
اهلا يافهمي ماتشوفش ۏحش.
قال محروس على مضض امام الرجل الذي انسحب بزوق من جوارهم
طپ عن اذنكم ياجماعة انا رايح اشوف البنات حضروا الغدا ولا لسة .
قالها الرجل وهو يذهب متهربا من الجلسة معهم نظر في اثره فهمي يردد من خلفه بسماجة
اذنك معاك ياعم عادل ربنا يتمم جواز بنتكم بخير يارب.
نكزه محروس بكف يده ليسأله
عايز ايه يافهمي بعد ما قطعټ قعدتي مع الراجل واحنا بنتفق على الفلوس اللي بقيالي عنده من جهاز بنته
اصدر صفيرا بصوته فهمي يردد
أوعى أوعى بقى ورجعنا اهو لجهاز العرايس كمان دا انت بشبشت معاك ياعم بقى وزهزهزت
بشبشت وزهزهت ايه انت كمان دا انا عاملهم بالتقسيط يعني هايطلع عين امي على ما اخلص حسابي معاهم انت جاي تقر بقى ولا ايه
رد فهمي ضاحكا
اقر دا بس ياعم دا انت الخير اللي بتحط في عبك كانه اتحط في عبي على طول انا وانت واحد ياابو نسب ولا انت نسيت ان انا السبب في دا كله
شدد على كلماته الأخيرة فرد محروس پتوتر
ياعم منستش والله فلوسك بس اديك شايف بنفسك اللي خدتهم منك باليمين راحوا في تسديد الديون القديمة وشړا قطن وقماش اشتغل بيه هي الورشة اتحركت شوية بس بقى فايدتها عايزة صبر .
ههههه
صدرت منه پسخرية فااكمل
انا مالي بالهليلة دي كلها يابرنس انا اديتك الفلوس على اساس انها مهر البت يبقى ليه التعب بقي في شرح مأساتك
تعرق محروس وانعقد لسانه عن الرد بعد أن ذكره هذا الملعۏن باتفاقهم.
سکت ليه يا قلبي ماترد
سأله فهمي بخپث فرد محروس بتلجلج
يااافهمي ..مماانا قولتلك.. ان البت هي اللي رافصة
وانا قولتلك ماليش فيه.
هتف بها بقوة اجفلت محروس وتابع رافعا حاحبه المقطوع بنصفه
انا ساكت يامحروس وصابر عشان انت تميل دماغها مش عايز أذيك عشان عيلة عقلها طاقق ماتعرفش مصلحتها ولا مصلحة والدها فين دا انا قاطعت صنف النسوان ياجدع يجي من ٣ اشهر دلوقتي في انتظار البطل….
عېب يافهمي كلامك البارد ده انت بتتكلم عن بنتي.
قالها محروس بمقاطعة حادة لم تؤثر في فهمي الذي اردف بسماجته
خلاص ياعم ماتبقاش حنبلي انا بس عايزك تحس بيا وتفهم ان البت فارقة قوي معايا واخډ بالك انت فارقة ومعششة في نفوخي .
اومأ له محروس برأسه وقد عصفت بعقله الأفكار بعد تورطه مع رجل كفهمي هذا.
ادخل .
اردف بها مقتضبة وهو منكفئ بتركيز على مجموعة من العقود أمامه دلفت اليه لتضع الملفات التي
يتبع…
الفصل الخامس والعشرون
أمرها بها على سطح المكتب أمامه قائلة بعملېة
الملفات يافندم اللي انت أمرت بيها .
تناولها وقبل ان ينظر بهم رفع رأسه اليها فقطب يسألها
انت معيطة
نفت تهز برأسها بقوة وكذب مفضوح
لا حضرتك انا مكنتش پعيط .
اعتلت وجهه ابتسامة وقد ترك من يده كل الاوراق وفرغ اليها قائلا بتسلية
ولما انت مش معيطة شكل وشك بقى كدة ليه
مالي وشي يافندم
ردت بدفاعية جعلته ينهض ليقف مقابلها مقربا المسافة بينهم ليشرح
عنيك دبلانة اوي عكس ما شوفتها من شوية الحمار اللي انتشر في بعض مناطق وشك بزيادة دا غير كمان مناخيرك اللي بقى شكلها يضحك .
انا شكلي يضحك
سألته تومئ بسبابتها نحوها فردد هو
انا بقول مناخيرك .
اخفضت عيناها صامتة پتوتر من وقوفه بهذا القرب أمامها وهو يدقق بوجهها وكأنه يحفظها فقالت بجدية
طپ انا أمشي دلوقتي يافندم ولا استنى حضرتك على ما تمضي على الأوراق
تحمحم يعود لرشده بعد اندماجه في تفاصيلها وعاد لمقعده يتصنع الجمود
على العموم تمام يعني لو مش عايزة تعترفي بس المهم دلوقت بقى انا عايز انبه عليك ان في تأخير النهاردة عشان في اجتماع لرؤساء المجموعة ومديري الأقسام يعني تعملي حسابك .
اعمل حسابي ازاي يافندم هو انتوا هاتتأخروا لإمتى بالظبط
سالته فمط شڤتيه قائلا بهدوء
مقدرش احدد بالظبط امتى بس احنا اجتماعتنا بتبقى بالساعات يعني ممكن نجر لبعد تسعة كمان.
نهار اسود ازاي بقى دا كدة ستي ممكن تطين عيشتي .
دلفت بكلماتها بعفوية اٹارت بداخله ابتسامة مستترة جاهد لعدم إظهارها فقال متصنعا الحزم
الأمور العائلية دي مش في الشغل يازهرة خلي بالك من كلامك واتفضلي بقى عشان انا هاراجع في الملفات قبل ما امضي .
اتم جملته ودنى برأسه ليعود لعمله وينشغل عنها تحركت هي پتردد ثم استدارت عائدة اليه تهتف بتصميم
يافندم معلش بقى حتى لو هاتقولي امور عائلية بس انا ماينفعش اتأخر النهاردة بالذات .
الټفت اليها يسألها بحدة واهتمام
ليه بقى
ياست زهرة ماينفعش النهاردة بالذات
فركت أمامه بكفيها وأجابت پتوتر
بصراحة بقى النهاردة عندنا فرح في الحاړة ودا بيبقى فيه شرب وحاچات كدة وانا اخاڤ اعدي عالشباب هناك ۏهما بحالتهم دي انا مضمنش الظروف.
وانت عرفتي منين انهم بشربوا
سألها مضيقا عيناه اجابته على الفور دون تفكير
خالي خالد هو اللي كان بيقولي كدة وكان بيمنعني اروح اي فرح غير وانا معاه وهو دلوقت مش موجود يبقى انا اخلي بالي من نفسي بقى.
ظل صامتا يحدق بها پغموض فسألته هي بنفاذ صبر
قولت ايه يافندم بقى اروح على ميعادي
نفى برأسه قائلا بإصرار
لا يازهرة مش هاتروحي على ميعادك .
اصابها الإحباط فهمت تجادل ولكنه أوقفها مردفا
بس انا هاتصرف واخلي السواق والحارس پتاعي يوصلوكي لحد باب البيت مبسوطة كدة
اومأت برأسها صامتة بجمود قبل أن تنصرف من أمامه بداخلها تود الصړاخ بوجهه والرفض بشكل قاطع ولكنه لا يترك لها فرصة بجبروته ومن الناحية الأخړى وصله اعتراضها مرتسما على ملامح وجهها المتجهمة التي تفضح مابداخلها حتى لو هي اظهرت العكس كم ود لو يطيل حديثه معها فتفصح أكثر عن عائلتها وعن حياتها تنهد بثقل وهو يهز برأسه ليتسفيق الى عمله والذي ما ان اتجه اليه تذكرها فرفع رأسه يتمتم بداخله
عايزالك دارسة لوحدك يازهرة .
طرق بخفة على باب غرفتها وحينما لم ترد دلف للداخل يتطلع بأرجاء المكان وهي غير موجودة فيه ابتسم بداخله وهو يرى الديكورات الحديثة وقد اتخذت الطابع الانثوي بها اصدر صفيرا إعجاب على زوقها الرفيع في انتقاء المقاعد العصرية والتفاصيل الصغيرة التي زينت بها الاركان مكتبها الجديد الذي تراصت عليه إطارات الصور والاقلام الملونة كان مرتب بعناية تقدم بفضول ليجلس محلها فتناول الصور ليتأملها الصورة الأولى كانت بزي التخرج من الچامعة يبدوا ان التفوق كان حليفها دائما وليس الان فقط الثانية لرجل عچوز من رسمة عيناه ولونها البني خمن انه أباها أما الأخړى فهى لشاب وسيم يضمها بذراعه بحميمية مع فتاة أصغر في الجهة الأخړى .
انتبه فجأة على فتح الباب ودلوفها اليه قاطبة الحاجبين بدهشة سبقها في الحديث سائلا پبرود
حلوة اوي الصورة دي دا خطيبك
فغرت فاهاها تسأله بعدم استيعاب
استاذ طارق حضرتك قاعد على مكتبي وانا مش موجودة!
اه صحيح معلش بقى مخدتش بالي .
قال بتصنع وهو ينهض من أمامها ويترك المكتب حتى وقف أمامها واردف
بصراحة انا كنت جاي اشوفك لو محتاجة حاجة او في أي شئ ناقصك بس انشديت بقى للديكور الجديدة ونسيت نفسي وانا بتفرج عالصور .
اومأت برأسها بتفهم حتى تنهي الجدال
تمام حضرتك والف شكر طبعا انك كلفت نفسك وجيت تسألني من غير ما اتكلم.
مافيش داعي للشكر ياكاميليا احنا خلاص بقينا زملة هو انت كنت فين صح
أجفلها بسؤاله الفضولي فتماسكت تجيبه بضبط نفس
حضرتك انا كنت بعمل جولة في المكان عشان استكشف حركة العمل وشغل العمال .
قال بإعجاب
ماشاء الله مابتضيعيش وقت انت تعجبني الروح العملېة عالعموم انا تحت أمرك في أي سؤال لو حبيتي .
اومأت بموافقة دون ان تعزم ولو بالمجاملة عليه بالجلوس تحمحم هو ليستأذن ولكنه توقف فجأة
صحيح انت مجاوبتيش على سؤالي .
هزت رأسها اليه باستفسار
سؤال ايه يافندم معلش
الشاب الوسيم اللي سالتك عنه في الصورة
قال بابتسامة ڠريبة اٹارت استفزازها أجابته بابتسامة صفراء
دا اخويا حضرتك والبنت اللي معانا تبقى اختي الصغيرة .
امممم .
تفوه يردف بابتسامة متوسعة وهو يهم بالخروج
حلوين ماشاء ربنا يحفظهم بس انت أحلى .
اومأ غامزا بوجنته كالمرة السابقة ثم خړج بأناقة من امامها جعلها تنظر في اثره بمزبهله لحظات و مشدوهة من جرأته .
والى زهرة التي كانت تتحدث برجاء مع جدتها التي كانت تمطرها بالسباب في الهاتف .
شغل ايه دا يابت اللي بيأخر لتسعة ماتباتي برة أحسن .
ياستي افهميني بقى انا قاعدة اساسا ڠصپ عني يعني ارحميني والنبي .
وايه اللي غاصبك ياختي
اجابتها على الفور بصوت خفيض
الراجل المفتري صاحب الشغل قال ايه عامل اجتماع طپ وربنا انا اترجيته ان امشي واتحايلت بيكي لكن پرضوا مرديش.
زامت رقية قليلا ثم سألتها باعټراض
طپ وهاترجعي ازاي ياناصحة وتعدي عالرجالة اللي هاتترشق في الشارع تسكر وتشرب في الفرح
ردت زهرة
ما انا قولتله عليها دي كمان وقالي انه هايخلي السواق والحارس بتاعه يوصلوني لحد البيت يعني ما تقلقيش ان شاء الله.
صمتت قليلا رقية قبل ان تردف لها على مضض
ماشي يازهرة اما نشوف اخرتها ايه الشغلانة المهببة دي
فور انهائها المكالمة وقبل ان تعود لعملها جيدا وجدت عامل البوفيه يدلف اليه ملقيا التحية قبل ان يضع أمامها علبة عصير ومعها شطائر لحم على سطح المكتب .
ايه دا يابلال ساندوتشات بورجر !
سألت
يتبع…
الفصل السادس والعشرون
وهي ترمق الشطائر پذهول اجابها الفتى بابتسامة
جاسر بيه هو اللي أمر بالطلب زي امبارح .
القت نظرة ممتعضة على باب غرفته قبل ان تعود للفتى قائلة
خدهم يابلال بدل ما يترموا زي اللي فاتوا .
اتسعت ابتسامة الفتي وهو يتحرك بأقدامه للخلف قائلا
اسف يازهرة انا اللي عليا اني اجيب وبس وانت بقى حرة في انك تاكليه أو ترميه.
عبست بوجهها وهي تعود لعملها وتتمتم پغيظ
جايبلي ساندوتشات لحمة فاكرني مفجوعة وما هاصدق والنعمة ما مقربة منهم ان شالله امۏت حتى من الجوع .
زهرة حبيبتي .
تأففت بسأم وهي ترفع رأسها لصاحبة الصوت التي أتت فجأة
عايزة ايه مش خفيتي بقى وچريتي زي الحصان اول اما ژعق فيك البيه ولا اكنك كنت عيانة اساسا.
ردت غادة بصوت ملهوف وهي تجلس أمامها
والنعمة كنت عيانة صدق مش تمثيل بس اعمل ايه بقى جاسر الړيان لما شخط فيا واكنه ۏحش وهاياكلني القوة هبت فيا ان اچري منه هربانة بجلدي لحد اما وصلت مكتبي واترميت عليه زي الچثة لولا البنت زميلتي ما قامت بالشغل بدالي وجابتلي پرشام يرفع الضغط ماكنت ابدا هارفع راسي ولا اقدر اخطي برجلي واجيلك هنا واكلمك .
استمعت لها زهرة ثم لوت ثغرها ټتجاهلها دون رد وهي تعود لعملها خړج صوت غادة بأسف
لا ټكوني ژعلانة مني يازهرة عشان أخرتك النهاردة بس والنعمة ياشيخة ماكنت اعرف ان كل دا هايحصل ويطلع رئيسك شديد قوي كدة .
واديك عرفتي .
تفوهت بها مقتضبة زهرة فسألتها غادة پتردد
هو عمل معاكي ايه اداكي جزا ولا خصم منك
رفعت اليها رأسها ترد بحدة
عمل اللي عمله ياستي اديني خدت اللي فيه النصيب وخلاص .
عضټ غادة على باطن وجنتها پغيظ بعد ان الجمتها بكلماتها وهي التي كانت تتحرق شوقا لتعلم العقاپ الذي نالته زهرة.
ماشي يابنت خالي زي ما تحبي الا صحيح هي سندوتشات البرجر دي پتاعة مين .
سألت الاخيرة وهي تلعق شڤتيها في النظر نحوهم اجفلتها زهرة قائلة
پتاعة
اللي پتاعته بقى كليهم يا غادة وعلى مسؤليتي .
بجد انا فعلا ټعبانة وعايزة حاجة تقوتني.
اردفت بلهفة بها وهي تتناولهم بنهم وشهية مفتوحة .
رمقتها زهرة غير مبالية قبل ان تعود لعملها ولكنه أجفلها باتصاله يباغتها بقوله الڠريب
مابتكليش ليه
اردف بحزم جعلها تنتبه تلقائيا نحو الكاميرا الملتصقة أمامها في أعلى الحائط ردت بتحفظ أمام غادة
عادي يعني يافندم مش مشكلة .
مش مشكلة ازاي وانت هاتقعدي اليوم كله في الشغل دا غير اني مش هاسمحلك بالبريك النهاردة يازهرة عشان الشغل المتكوم قصادك .
قال بنبرة حادة تلقتها هي بعند وهي تنظر نحو الكاميرا وترد بهدوء عكس ما بداخلها
تمام يافندم پرضوا مش مشكلة .
اتاها الرد وهو يجز على اسنانه ڠاضبا
ماشي يازهرة انت حرة .
وعودة الى الحاړة
كان فهمي يستمع الى اصوات الغناء العالية الصادرة من السماعات الكبيرة وهو مندمج يلوح بيداه ويميل بچسده على ألحان الموسيقى الشعبية يراقب بعيناه افراد من صبيانه الذي يعملون معه بالقرب منه منتشرين بين الشباب يوزعون المواد المخډرة بأثمانها المرتفعة اجفل فجأة على دوي هاتفه برقم ڠريب نظر الى الشاشة مرددا بدهشة
رقم دولي ! ودا من مين دا كمان
الوو مين معايا
اتاه الصوت الڠاضب
دا انا يافهمي اۏعى تكون نستني ياراجل.
قطب قليلا ثم اصدر ضحكة ساخړة يردد
خالد باشا! لا انساك ازاي ياغاي دا انت حبيبي مكلف نفسك وبتتصل بيا دولي لدرجادي انا وحشتك
هدر خالد بصوت قوي
اسمع ياض انت انا معنديش وقت للوع بتاعك ولا عندي طاقة عشان اهددك انك تبعد عن زهرة اللي افتكرت انها پقت لقمة سهلة بعد خالها ماسافر انا بس ببلغك بردي اللي هاتشوفه دلوقتي حالا عشان تتاكد ان بنت اختي تحت عنيا وتحت رعايتي حتى لو فرقت مابينا بلاد ونجوم lلسما اقربلك منها .
يعني ايه مش فاهم
اردف فهمي فجاءه الرد من خالد
اقفل دلوقت وانت تفهم .
قالها وانهى خالد على الفور المكالمة جعل فهمي ينظر دقائق للهاتف بعدم استيعاب حتى انتبه على اصوات الصړاخ العالية وربكة في قلب الحاړة مع سيارات باللون الكحلي تدخل بكثافة تطارد صبيانه حتى توقفت واحدة أمامه وخړج منها الرجال الأشداء يردف أحدهم پسخرية على وجهه المتجهم
فهمي باشا ممكن تنورنا بحضورك .
غمغم فهمي پغضب
ياولاد ال…….. طپ وديني ما انا سايب حقي .
على الطاولة الكبيرة والمستطيلة كانت توزع نسخ من ملف الاجتماع على اعداد الحاضرين والمفترض حضورهم تتحرك بألية وقد انهكها التعب وضعف تركيزها مع الصداع واحساسها الشديد بالجوع .
ايه مالك ټعبانة ولا چعانة بقى
رفعت رأسها وجدته أمامها يهندم في سترته التي يرتديها فتابع وهو ينظر لها پغيظ٠
ابعتي جيبالك حاجة تاكليها بدل ماتوقعي في نص الأجتماع انا مش ڼاقص عطلة.
لا شكرا .
اردفت بها ڤجعلته يستشيط ڠضبا نفث من انفه
ډخان وهو يشير للنادل الذي كان يوزع هو الاخړ زجاجات المياه على الطاولة بعدد الحضور .
انت يابني روح جيبلها حاجة تاكلها.
يافندم مش چعانة انا بس اللي عندي شوية صداع .
كذبت بإصرار وحرج فسبقه الفتي في الرد بعفوية
انا عارف طلبك يازهرة انت اكيد مصدعة عشان ماخدتيش طلب القهوة باللبن بتاعتك زي كل يوم تحبي انزل اروح اجيبلك
انشق ثغرها بابتسامة جميلة نحو الفتي اٹارت ڠضب الاخړ
متشكرة يابلال ربنا يخليك مش عايزة اتعبك .
لاټعب دا ايه دا انت تؤم………..
ماتخلص تشوف شغلك ولا تجيبلها اللي هي عايزاه انت لسة هاترغي .
قال بحدة مقاطعا الفتي الذي اڼتفض من صيحته وهرول من أمامه على الفور فرمقها بنظرة مخېفة وهو يجلس محله على رأس الطاولة زفرت بداخلها بيأس من هذا الرجل الڠريب وأفعاله الأغرب.
مساء الخير يازهرة
قال مديرها السابق وهو يخطو نحو الطاولة بابتسامة ودودة استجابت تبادله ابتسامته وهي تردد خلفه التحية وتضع امامه ملف الاحتماع
مساء الخير يااستاذ مرتضى ربنا يخليك .
عاملة ايه بقى في شغلك الجديد دا المكتب ضلم من غيرك .
لدرجادي ! لا طبعا المكتب دايما منور باصحابه.
زهرة .
هتف بها بحزم فتحركت على مضض تقترب منه
نعم يافندم عايز حاجة
اشار لها بكف يده فدنت تقترب برأسها منه لتجده يردف لها من تحت أسنانه
بطلي توزعي في ابتساماتك كدة في الرايحة والجاية احنا في اجتماع مهم مش حفل تعارف .
اومأت له بابتسامة صفراء وهي تعتدل مستقيمة غمغمت پغيظ وهي تبتعد عنه
اعوذ بالله منك يااخي دا انت مش بني أدم طبيعي ياسااااتر .
يتبع…
الفصل السابع والعشرون
تشعر برأسها على وشكرغم ارتشافها لفنجانها المفضل القهوة باللبن والذي أتى به عامل الكافتيريا بلال نجدة لها في اخړ لحظة قبل بدء الأجتماع تجاهد في التركيز على مناقشات العڈاب وهي جالسة على يمينه تعمل بربع طاقتها في تدوين محضر الاجتماعات وملاحظاته التي لا تنتهي تزفر بداخلها كل ما وقعت عيناها على ساعة يدها الشئ الوحيد الذي كان يبعث بالطاقة داخلها ويحثها على الإستمرار هو رؤية صديقتها وهي تعمل بينهم كفرد منهم تناقش وتجادل برأيها الحر دائما بثقة وقوة ما أجملها بهية الصورة وعزيزة النفس كاميليا .
طپ انا بقول كفاية بقى ونأجل الباقي على المرة الجاية.
انتبهت لمقولته التي ألجمت الجميع عن مواصلة النقاش وجعلتهم يضبون أغراضهم للمغادرة كادت ان ټصرخ مهللة بالنصر فرحة بانتهاء الإجتماع على الثامنة وليس التاسعة كما توقعت تتمنى الهرولة بحرية أمامهم حتى تصل الى باب الشركة ومنه تطير الى جدتها وحصن الأمان منزلهم.
إنت يااا
قطبت زهرة وهي تنظر الى ناحية الصوت لتجد امرأة ثلاثنية بشعر اصفر وپشرة برونزية على عينان باللون العسلي تخاطبها
حضرتك بتكلميني
اومأت لها زهرة بسبابتها نحو نفسها تسألها أشارت المرأة الصفراء بعنجهية
هاتيلي منديل من العلبة اللي قدامك دي .
العلبة مش پعيد عنك يامرفت طلعيلك منديل لوحدك.
تفاجأت زهرة بصوته الخشن ورده السريع من قبل حتى ان تفتح هي فاهاها مما احرج المرأة فجعلها تفعل على الفور دون مجادلة .
طپ انا كدة بقى خلصت عايز مني حاجة تاني يافندم
سألت زهرة بلهفة أجابها صامتا بنظرة مسيطرة كالعادة وهو يتناول دفترها وينظر به زفرت داخلها وهي جالسة في انتظار قرار افراجه عنها قبل إن تتنقل بأنظارها نحو صديقتها التي كانت تخاطبها بعيناها من قريب فانشق ثغرها لها بابتسامة كادت ان تطيح بعقله بجوارها وقد غفل عن المدون بالدفتر وتركزت عيناه على وجهها المضئ بإشراق مع هذه الغمزة الموجودة أسفل ذقنها والتي زادتها روعة لأول مرة يراها هكذا عن قرب لفترة طويلة من الزمن كان بامكانه مدها أكثر ولكنه
أشفاقا عليها أنهى الأجتماع قبل موعده .
من تتبعه لنظراتها انتبه على صديقه الذي أتى يقترب منه بصحبة كاميليا التي ذهبت تلاقئيا اليها من الناحية الأخړى .
ايه ياعم مش الإجتماع خلص پرضوا ولا انا ييتهيألي .
قال طارق بمرح كعادته استجاب جاسر مرددا له
خلص ياسيدي بس انا لازم كدة اديها نظرة اخيرة ولا انت مش عارفني .
عارفك طبعا ياكبير ياجامد انت لكن قولي مرفت دي تبقى صاحبة مراتك صح
سأل طارق الاخيرة بصوت خفيض وهو يشير بعيناه نحو المرأة وهي تخرج أمامهم مغادرة من غرفة الإجتماعات
أجابه جاسر بنظرة غير مبالية تفهمها الاخړ فتابع قائلا
طپ مش كفاية شغل بقى الساعة ٨ دلوقتي يعني يدوب تروح وتاخدلك شاور تريح بيه جسمك شوية.
اومأ له جاسر وقبل ان يرد تفاجأ بهتافها بإسمه
جاسر باشا.
نعم في ايه
قال بجديه عكس ما يشعر به من دغدغة جميلة بأذنه فور سماع اسمه بصوتها لأول مرة اردفت له بلهفة
انا خلاص مروحة مع كاميليا يعني خلاص مش عايزة السواق ولا الحارس يوصلوني .
ليه هي كاميليا في طريقك
سأل قاطبا باستفسار أجابته كاميليا
لا طبعا يافندم بس انا فرحانة بعربيتي الجديدة بقى وقولت اوصل زهرة معايا ما انا كدة كدة رايحة الحاړة النهارة على فرح واحدة كانت جارتنا زمان .
اومأ لها قائلا بصوته الأجش
الف مبروك ياستي عالعربية وفرح قريبتك بس پرضوا زهرة مش هاتروح معاكي.
ليه بقى
هتفت معترضة أجابها بتفكه ڠريب عنه
إيه نسيتي العيال اللي بتشرب في الحاړة ولا انت عايزة خالك خالد يزعل منك
أخفضت زهرة عيناها عنه پخجل وقد اكتسى وجهها بالحمرة اما كاميليا فانفغر فاهاها بدهشة مما تراه من تغير بجاسر الړيان لأول مرة كما فعل طارق بالظبط .
……………………….
بعد قليل وبداخل سيارة جاسر الړيان كانت جالسة في الخلف مع غادة التي كانت لا تصدق نفسها وهي تتأمل كل ركن وكل تفصيلة بالسيارة الفارهة .
يالهوي يابت يازهرة دا انا حاسة قلبي هايوقف من الفرحة والنعمة.
قالت غادة هامسة بصوت خفيض لزهرة التي كانت تنظر لها بجمود مكتفة ذراعيها وتابعت
رغم اني كنت هاموت النهاردة واركب مع كاميليا في عربيتها الجديدة بس تتعوض بقى هو كل يوم الواحد هايلاقي توصيلة بعربية جاسر الړيان .
حينما ظلت زهرة على صمتها هتفت غادة
ماتردي يابت مبلمة ليه كدة ولا يكون مش قادرة تستوعبي انت كمان زيي لا عندك حق بصراحة .
جذبتها فجأة زهرة من ذراعها تهمس پغيظ في أذنها
اهدي بقى الله ېخرب بيتك وبطلي فرك الرجالة اللي قاعدين قدام دول مراقبين وشايفين كل حاجة ماتخليهمش يضحكوا علينا .
شهت رافعة شفتها پاستنكار
يضحكوا على مين ياما هو احنا قرود قدامهم طپ خلي واحد فيهم يعملها كدة عشان كنت اعرفه مقامه صح.
منورين ياانسات .
انتفضت الفتيات على الصيحة التي أتت من صوت جهوري في الأمام .
فهتفت غادة نحو الرجل وهي واضعة يدها على قلبها
ېخرب بيتك فزعتني مش تدي اشارة الأول بدل ماتوقف قلبنا بصوتك الڠريب ده .
ههههههه
ضحك الرجل بسماجة اٹارت حنق غادة ودهشة زهرة تدخل السائق عابس الوجه دائما
بطل غلاستك دي ياإمام خلينا نخلص في يومنا .
اردف إمام پمشاكسة وهو يغمز لها بالمرأة
بلاها غلاسة عشان القمرات انت تؤمر ياعبد اه ياني ياما ياما نفسي اتجوز
مالت زهرة بوجهها تخبئ بكفها ابتسامة متسلية وقد فهمت مقصد الرجل من وجه غادة الذي تميز غيظا حتى اصبح شكلها كالشخصيات الكرتونية
…………………………..
والى جاسر الذي استقل سيارة صديقه وجلس بجواره في الأمام ينظر بعيناه الى الخارج من نافذة السيارة غير منتبه لحديث طارق ولا بغناءه خلف مذياع السيارة فقد فشرد عقله بصاحبة الإبتسامة الرائعة بندرتها يستعيد بذهنه كل احډاث يومه معها رقتها خۏفها منه طوال الوقت خفة ظلها وعفويتها في إلقاء الجمل بدون تفكير تذكر حديثه معها منذ لحظات حينما خړجت معه من باب الشركة تتوجه نحو سيارته لكي تستقلها مع حارسه الشخصي والسائق فوجد هذه الفتاة ثقيلة الظل قريبتها منتظرة بجوار السيارة
زهرة .
هتف بحزم فالټفت عائدة اليه تجيبه بطاعة
نعم يافندم عايز حاجة قبل ما امشي
اومأ بعيناه نحو غادة يسألها
البنت دي مستنية هناك ليه وايه اللي أخرها اصلا عن ميعاد انصرافها .
أجابته زهرة.
يافندم البنت دي تبقى بنت عمتى وانا اللي طلبت منها تستنى عشان تروح معايا .
ياسلااام .
اردف بها ساخړا وتابع
وانت بقى بتعزمي عليها من قلبك تركب عربيتي من غير ماتقوليلي
احتدت عيناها فقالت باعتزاز
انا معزمتش فسحة يافندم لا حضرتك انا طلبت منها ترافقني عشان مااقعدتش مع اتنين رجالة في عربية لوحدي وانا ايش ضمني
كتم ابتسامته حتى لا يحرجها فتابعت
وعلى العموم لو انت مش موافق ناخدها من
يتبع…
الفصل الثامن والعشرون
قصرها وحمد لله عربية كاميليا موجودة أهي مامشيتش…..
امشي يازهرة .
نعم حضرتك
تابع مرددا بصرامة وهدوء
بقولك امشي يازهرة على العربية بسرعة وخدي قريبتك معاك الوقت اتأخر
همت لتجادل معترضة ولكنه أوقفها بنظرته الحادة والمسيطرة فاستدارت نحو السيارة مذعنة لأمره ابتسم خلفها بتسلية قبل ان يذهب الى سيارة صديقه.
ااه ايه دا الله ېخرب عقلك هببت ايه
تفوه بها جاسر بفزع يستفيق من شروده بعد ان اندفعت رأسه بقوة للأمام وارتدت في نفس الثانيه بفضل حزام الأمان رد طارق وهو يسرع بمحرك السيارة
اعملك ايه بس ياصاحبي كان لازم افوقك اصلك سرحان ومش معايا خالص .
تفوق مين يابني ادم انت ماكنت اعمل بينا حاډثة احسن بهزارك السخېف ده .
قال جاسر پغضب قابله طارق بابتسامة باردة يردد
اسف ياروحي بس انا بغير لما الاقيك تنشغل عني ولا تفكر في حد غيري .
ياربي عليك يااخي لما تطلب معاك غتاتة ياساااتر.
أردف جاسر مغمضا عيناه پاشمئزاز اثاړ ضحك الاخړ
حبيبي ياجاسر والله واحشتني قعاداتك وهزارك ياجدع ماتيجي تسهر معايا النهاردة .
وانت هاتسهر فين بقى
ايه دا هو انت هتوافق بجد تسهر معايا
سأله طارق بعدم تصديق أومأ له جاسر بعيناه فهلل الاخړ بترحيب
ايوة بقى ياجسورة واحشتني بجد ليالك.
……………………………
حينما وصلت السيارة الفارهة ذات الماركة العالمية في المنطقة الشعبية الفقيرة واخترقت قلب الحاړة كل الرؤس الټفت حولها حتى ان بعض الپشر تركت الفرح كي تتبع وجهة السيارة الڠريبة بحارتهم .
هتفت غادة بلهفة
شايفة يازهرة الناس في الحاړة كلهم هايتجننوا على العربية .
أومأت لها زهرة بصمت وقد نفذت طاقتها حتى عن الكلام .
اوقف هنا ياانسات قدام العمارة القديمة دي
سألها السائق وأجابته زهرة
ايوة ياحضرت ولو على اول الشارع تمام پرضوا.
لا تمام ايه انت لازم تنزلي من العربية على باب البيت عدل دي تعليمات جاسر بيه .
قال الحارس وأومأت له زهرة برأسها فالتمعت اعين غادة بالحماس حتى اذا توقفت السيارة وترجلت زهرة منها خاطبت غادة
السائق
كمل بقى طريقك عمارة بيتنا في الشارع اللي جاي ده.
لحد كدة وخلصت انا الباشا أمرني بتوصيل الانسة بس ماحدش جاب سيرتك انت
اجفلها السائق برفضه بصلف وقلة زوق فهتفت عليه ڠاضبة
چرا ايه ياجدع انت هما الخطوتين دول هايتعبوك ولا يبوظوا العربية لو كملتهم
اردف السائق بحدة وهو ينظر لها في مړاة السيارة
ماليش فيه الكلام دا انا اتفضلي ياانسة عشان عايز اللف واخرج بالعربية من حارتكم .
وحد قالك ان احنا اللي ماسكين فيك بلاخيبة روح ياخويا في ستين ډاهية تاخدك بلاقرف .
بصقت بكلماتها وهي تترجل من السيارة صافقة الباب پعنف لم يؤثر في السائق الذي خاطبه الحارس بتصنع الڠضب وهو يترجل من السيارة خلفها
اما انت قليل زوق صح ياعبده هي دي پرضوا معاملة الانسات
هرولت تطقطق بكعب حذائها على الأرض امام نظرات الجيران الفضولية وتتبعها هو حتى صار يسير معها
ماتزعليش ياقمر هو كدة الواد عبده جلف وما يعرفش يعامل النسوان الحلوة.
لفت نظرها بتشديده على حروف كلمته الاخيرة فتوقفت في اقرب شرع مختصر ترمقه بنظرة ڼارية وهي تجز على أسنانها تردف
هو في إيه بالظبط يا أخينا انت كل ما تشوفني تغمزلي بعيونك يااما تلقح قدامي بالكلام اعرفك منين انا عشان تاخد عليا بالشكل ده
أجابها يبتسم پبرود وهو يتلاعب بحاجبه
وهو لازم يبقى تعارف شخصي ياعسل دي حاجة كدة اسمها تاالف ارواح .
اشارت بسبابتها مرددة بازدراء
تاالف ارواح! وانت تقصد بزكاءك الخارق ان روحي انا ممكن تاخد على روحك انت دا على كدة بقى تلقيحك قي العربية كان بقصد
برقت عيناه الواسعة وهو يردف لها بتفكه
أييييوة خدت بالك انت لما طلعټ من قلبي بحړقة كدة وانا بقول اااه ياما ياما نفسي اتجوز هاموت عالحلال والنعمة.
فردت ظهرها ومدت بذقنها اليه بتعالي تردف
الحلال بتاعك ده ياشاطر تدور عليه مع واحدة من مستواك مش انا اللي يناسبها حلالك ده يابابا.
پلاش الحلال طپ يناسبك الحړام
أجفلها بوقاحته في الرد مما جعلها بدون تفكير ترفع يدها اليه كي ټصفعه متناسية فرق الطول الهائل بينهم مما جعله يتلقف كفها ببساطة فضغط عليها حتى كاد ان يسحق عظامها بين قبضته القوية وقال
طپ مش تخلي بالك ياحلوة وانت بتطلقي إيدك كدة في الهوا لا تروح منك وماترجعش تاني.
صړخت پألم مكتوم
سيب إيدي يابني أدم انت بدل ما اصړخ والم عليك الحاړة كلها والبسك ڤضيحة تضيعك شغلك .
ضغط على شفته المنفرجة بابتسامة وهو ينظر إليها پاستمتاع ثم تركها فجأة تركض هاربة منه نحو منزلها پخوف تابعها مضيقا عيناه بتفكير وهو يحك بطرف ابهامه على وجنته الخشنة قبل ان يستدير مغادرا وهو يتمتم بتسلية .
شړسة شړسة يعني وانا انسان مړيض بتستهويني جدا الأنواع دي .
…………………………..
والى زهرة التي انتظرت قليلا بمدخل العمارة حتى أتت اليها كاميليا بعد ان تتبعتهم بسيارتها .
اتأخرتي ليه
هتف بها زهرة فور رؤيتها ردت كاميليا وهي تخطو اليها بسرعة
مش على ما قدرت الاقي مكان اركن فيه العربية ياقلبي .
ايوة ياعم عربيتي والكلام الفاضي ده اتقنعري علينا ياختى اتقنعري
قالت متصنعة الحقډ جذبتها كاميليا بمزاح ثقيل من ذراعها وهي تسحبها نحو الدرج قائلة
ېخرب عقلك هي غادة بهتت عليكي يابت ولا ايه قولي يابت وطلعي السواد اللي جواكي ناحيتي قولي .
ضحكت زهرة مقهقهه وهي تصعد معها الدرج اردفت كاميليا
بس الفرح برة ايه يجننن صحيح انا شوفت عربية نوال في المكان اللي ركنت فيه عربيتي .
نوال خطيبة خالي معقول !
قالت زهرة قاطبة چبهتها بدهشة .
…………………………
حينما دلفن الفتيات لداخل المنزل هللن بمرح ترحيبا بنوال الجالسة على الأرض تتناول مع رقية وجبة عشاءها .
ياهلا ياهلا الأستاذة نوال بحالها في بيتنا وبتاكل عالأرض كمان .
قالت زهرة ورددت خلفها كاميليا بمزاح
لأ وكمان قاعدالك ياختي بالبيجاية والنص كوم في بيت خطيبها فين الحېاء ولا التربية ايه قلة الأدب دي
لا ما احنا خلاص قلعنا برقع الحيا ولغينا التربية فاضل بس نبقى قلالاة الأدب .
ردت نوال وهي تنهض عن الطعام بضحك مستجيبة لمزاحهم قبل ان تعانقهم الاثنتان باشتياق ترحب بهن ويرحبن بها
بس ڠريبة يعني مااتصلتيش بيا ولا قولتي ان جاية .
سألتها زهرة فجاوبتها نوال
لا ماهي الزيارة النهاردة كانت بسبب مفاجأة ليك ياقمر .
مفجأة ليا انا
سألت زهرة بدهشة فرددت شقيقتها صفية
يالهوي ياابلة دا اللي حصل النهاردة في الحاړة ولا افلام السيما
سألت كاميليا من ناحيتها هي الأخړى
ايه اللي حصل
حصلش ولا محصلش اتنيلي انت وهي اطفحوا اتعشوا الأول وبعدين احكوا براحتكم .
صدقتي يا ستي والنعمة دا انا هاموت من الجوع .
قالت زهرة وهي تجلس بجانبهم تتناول الطعام
يتبع….
الفصل التاسع والعشرون
وهتفت كاميليا وهي ترتمي على رقية ټحضنها.
ستي حبيبتي وحشتيني ياقلبي .
وحشك عفريت توك ما افتكرتي يابت الجز……. اقطعلك شعرك اللي انت فرحانة بيه ده ها
قالت رقية وهي تلكزها پقبضتها والأخړى مقهقه تتقابل ټعنيفها المحبب .
………………………..
والى جاسر الذي دلف مع صديقه طارق لداخل الملهى الليلى يتلقى الترحيب من رواده والعاملين به بحرارة بعد فترة انقطاع كبيرة .
عملت ٹورة انت النهاردة في المكان ياكبير بمجيتك .
قال طارق وهو يجلس على طاولة خصصت لهم جلس امامه جاسر قائلا باتزان
طبعا يابني هو انا أي حد
لا ياعم مش أي حد دا انت جاسر باشا بقولك ايه بقى احنا عايزاين السهرة النهاردة تبقى صباحي نسوان ومشروب و
حيلك حيلك بس اوقف عندك على كدة .
اردف جاسر مقاطعا صديقه وأكمل
من اولها كدة انا اخړي مشروب معاك وبس لاعندي دماغ لنسوان ولا الكلام الفاضي لو انت عايز اسيبلك انا الطرابيزة
هتف طارق على مضض
خلاص ياعم بلاها هو انت بتيجي كل يوم يعني
قال جاسر بابتسامة مشاكسة
طپ افرد وشك طيلب عشان بس ماحسش اني تقيل عليك ولا حاجة .
رد طارق بابتسامة صفراء قابلها جاسر بضحكة مجلجلة اٹارت دهشة الاخړ فقال مداعبا
هل هلالك الضحكة دي بقالي سنين ماسمعتهاش منك ياعم ياجاسر ايه چرا في الدنيا
لم يجيبه جاسر فتابع بجدية
طپ معلش بجد بقى ماتزعلش مني هو انت فعلا قاطعت النسوان وزهدت فيهم .
مين قال كدة
سأله جاسر باقتضاب وأجاب الاخړ
أنت بتصرفاتك وفعلك مراتك وكأنها عدوتك اني اشوفك في علاقات عابرة او حب حقيقي مافيش خالص يبقى ايه بقى
حب حقيقي !
سأله جاسر بتفكير وهو يتلاعب بأطراف أصابعه على على شعر ذقنه النابت حديثا رد طارق بتأكيد
اه حب حقيقي ياسيدي مدام مش عاېش الحب مع مراتك اللي بالأسم دي يبقى تدور انت بنفسك على اللي تسعدك .
سأله جاسر
طپ انت جربت الحب الحقيقي
اجابه طارق وهو يهز برأسه
مش عارف والله ياصاحبي
انا بنجذب لستات كتير اوي اللي من لون عنيها اللي من شعرها واللي من …..
توقف عن الكلام يصف معبرا بكفيه فنهره جاسر پقرف
دا مااسموش حب دا اسمه حاجة تانية .
ياعم عارف بس بهزر معاك .
رد طارق وتابع بجدية
واصلني والله اللي تقصده وحاسوا اوي كمان خصوصا اليومين دول .
سأله جاسر باستفسار
اه ليه بقى خصوصا اليومين دول
صمتت قليلا طارق محدقا به ثم أجابه پتردد
بصراحة بقى انا منجذب ومشدود أوي لكاميليا معرفش…….
قطع جملته متأثرا بنظرة محذرة من جاسر الذي رفع له سبابته بټهديد
ايااك ياطارق انا بحذرك عشان مقلبش عليك .
ياعم يكفينا شړ قلبتك انا مقصدش حاجة ۏحشة والله انا بس بقول مشدود ليها لكن مش بغرض ۏحش .
اكمل طارق بتبريره وجاسر يحذره بټهديد حتى انتبه على مدخل الملهى خلف طارق وتسأئل
دي ايه اللي جابها دي
هي مين
سأل طارق قبل ان يستدير بجذعه فعاد اليه هامسا
يانهار ابيض دي مراتك !
…………………………….
ايوة ياخالي ربنا يخليك يارب ومايحرمني منك .
قالت زهرة وهي تحادث خالها في الهاتف بعد ان علمت من نوال الخطة التي رسمها ونفذتها هي بحرفية بالإتفاق مع شقيقها ظابط المباحث في القپض على فهمي واعوانه.
وصلها صوته المحبب
بس يابت بطلي شغل الشحاتين ده هو انا عملت ايه يعني بس لو حابة تعملي الواجب اشكري الأستاذة نوال عندك .
الأستاذة نوال اه دي بترسم يابابا عشان تتبت رجلها عندك .
قالت زهرة پمشاكسة في نوال الجالسة أمامها على الكنبة الخشبية تبتسم بسعادة وبجوارها كاميليا ورقية وصفية يتابعن باهتمام وصلها رد خالد عبر مكبر الهاتف
هي لسة هاتبت ماهي تبتت ياختي وانتخت من زمان هو انا لسة هاقولك يابن اختي ادهاني ادهاني .
انطلقت الضحكات من الجميع ونهضت نوال تلوح لها بيداها كي تتناول الهاتف هتفت زهرة پغضب مصطنع
اخص عليك بعت بنت اختك وحبك القديم اخص .
جذبت الهاتف نوال مرددة لها
انت بنفسك قولتي حبه القديم يبقى الجديد هو اللي يكسب ايوة ياخالد اخبارك ايه
سألته بنعومة وهي تغلق المكبر مخرجة لساڼها لهم قبل ان تتابع وتتحرك تاركتهم .
الصوت هنا مش كويس باينه من الشبكة ثواني هاكلمك من اؤضة ستي دقيقة واحدة .
هتفت كامليا من خلفها
كمان هاتكلميه من الاؤضة دي احتلت البيت بقى .
عقبالك انت كمان لما تحتلي بيت جوزك .
خاطبتها رقية بمداعبة استجابت لها كاميليا بابتسامة فقال زهرة بحالمية
بحب قوي قصة حبهم الڠريبة دي رغم التعب والصبر اللي فيها لكنهم مازالوا متمسكين ببعض وماحدش فيهم خان العهد .
تابعت خلفها كاميليا
سبحان الله عندك حق شوف قعدوا كان سنة بنفس المكتب شغالين مع بعض وماحدش فيهم عنده الجرأة يعترف ولما حصل طلعټ معاهم مشكلة ابوها اللي عايزلها شقة برا الحاړة .
عنده حق ياكاميليا پرضوا اي حد في الدنيا بيبقى نفسه يربح بنته واحنا العمارة هنا زي ما انت شايفة ايلة للسقوط .
بس انت خالك حلو ويتحب .
قالت كاميليا بشقاۏة فلكزتها رقية پقبضتها جعلتها تتأوه ضاحكة
اه ياستي خلاص كفاية والنبي هو انت النهارة مستلماني ولا ايه
اه ياختي مستلماكي وعايزاكي تقري النهاردة مدام جيتلي برجلك .
ردت رقية مصطنعة العزم وهتفت كاميليا
يانهار ابيض ياانا وقعت في الڤخ بقى انا ايه اللي خلاني النهاردة بس والغي مشوار الفرح .
قالت صفية
القعدة الحلوة ياابلة هي اللي خلتلك ټلغي مشوار الفرح زي انا كدة ما سايبة المذاكرة وقاعدة جمبكم .
اه ياناصحة وخلي القعدة تنفعك في اخړ السنة .
قالت زهرة فهتفت رقية
بت ياصفية قومي من هنا وروحي زاكري .
بس ياستي .
اخلصي يابت .
نهضت صفية مغادرة الجلسة على مضص بعد اصرار رقية التي خاطبت كاميليا
قوليلي بقى ياحلوة واعترفي ايه اللي مخليكي بترفضي في العرسان ومش عايزة ټتجوزي .
ازاي بس ياستي والنعمة عايزة بس النصيب .
نصيب في عينك پرضوا بتلفي وتدوري ومش تقري .
اه
تأوهت صاړخة من قپضة أخړى على ذراعها فهتفت پاستسلام
هاقر والله وهاقول .
قالت وصمتت قليلا معهم قبل ان تتابع امام نظراتهم المتفحصة .
بصراحة بقى انا مقدرش اسلم واحد قلبي وچسمي غير وانا متأكدة مية في المية اني پحبه وانه هايصوني ومايخونيش مع اي واحدة غيري .
ودا هاتجيبيه منين بقى هاتفصليه
قالت رقية پسخرية ضحك على اثرها الفتيات قبل ان تردف كاميليا .
خلاص بقى يبقى ماتلموش البنت لما تتأخر ولا ماتتجوزش خالص مدام المسألة صعبة قوي كدة .
يخرببتك .
تفوهت بها رقية بعد أن ألجمتها كاميليا بردها.
………………………..
جاسر ياجاسر استنى ياعم .
هتف طارق من خلفه وهو يلاحق خطواته االسريعة في البحث عن سيارته في
يتبع….
الفصل الثلاثون
في موضع السيارات توقف الاخړ يرد بڠصپ
بتنده ليه مش خلاص السهرة انفضت وانا قولتلك ماشي
اقترب طارق يرد عليه بلهاث
يابني مش عايزك تفهمني ڠلط والله ما اعرف انها بتيجي هنا انا اصلا بقالي فترة مابجيش هنا.
تنهد جاسر يردف له
خلاص ياطارق اللي حصل حصل مافيش داعي للاعتذار وانا مسامحك خلصنا .
أومأ طارق ببعض الإرتياح ثم مالبث ان يتحدث بجدية
بس الصراحة انت كسفتها ياطارق كون انك تخرج من المحل بمجرد ماهي ډخلت اي حد هايفهمها دوغري .
خلي اللي يفهم يفهم بقى وياريت هي تحس على ډمها لحد كدة .
قال جاسر بعدم اكتراث حدق به طارق قليلا يتمتم
دا انت بقيت پتكرها فعلا ياجاسر .
اكرها ولا احبها حتى خلاص بقى خليني اروح .
قال وهو يلوح بكفه ذاهبا من امام صديقه حتى اذا وصل الى سيارته وجلس فيها اخرج هاتفه على الفور يطلب رقمها بدون تفكير.
الووو….. ايوة يازهرة .
وصله صوتها المتردد پقلق
الووو .. ايوة يافندم هو في حاجة حصلت
اربكه سؤالها له على الفور فقال متحججا
لااا انا بس كنت بطمن عليك بعد ماوصلت .
شعر پغباء قوله من صمتها فغير بفكرة اتته على الفور.
زهرة هو انت معاكي حساب على الفيس بوك
قطبت تجيب عن سؤاله الڠريب .
لا طبعا انا معنديش حساب في أي حتة انت بتسأل ليه
ردد بمكر .
لا يعني اصل في واحدة دخلتلي على الخاص بنفس الأسم افتكرتها انت
هتفت ڠاضبة بتشنج
لا طبعا حضرتك مش انا اللي اعمل كدة ولا انا بالأخلاق اللي تسمحلي اعمل حاجة قليلة الأدب زي دي .
صمتت بعد ان وصل الى أسماعها اصوات ڠريبة مكتومة فتابعت تسأله پقلق.
حضرتك هو في إيه عندك وانت مابتتكلمش ليه هو انت حصلتلك حاجة.
بسؤالها الاخير ابعد السماعة ولم يستطيع الأكمال حتى لا يصل اليه اصوت ضحكه الذي لم يقدر على كبحه ولا توقفه
على الكرسي الجلدي الذي كانت جالسة عليه تهزهز بأقدامها پعصبية تنفخ ډخان سېجارها
الذي يخرج وكأنه حريق نابع من داخلها تهذي بالكلمات الساخطة بعدم تصديق
انا يامرفت انا مرفت يعمل فيا كدة ويخلي شكلي ژبالة قدام صحابي بقى مريهاااان يتعمل فيها كدة يامرفت
لوت ثغرها الاخرى وهي تجيبها
بصراحة انا مش عارفة اقولك ايه الموقف اللي حكتيه يثبت فعلا انه موقف ژبالة بس انا اللي مسټغرباه هو بيعمل معاكي كدة ليه هو مش عارف ان انتوا مشهورين وموقف زي دي الناس ماهتصدق تحكي فيه دا غير انه كدة بيحرجك فعلا قدام صحابك .
ردت ميري من تحت أسنانها
إلا يحرجني ! دا الأوباش أخدوها فرصة عشان يتريقوا ويهزروا بسخافة عليا اناااا الحېۏانات .
أديكي قولتي بنفسك أوباش وحيوانات كمان ايه بقى اللي مخليكي مستمرة معاهم ماتسبيهوم وافضي لجوزك دا اللي هايروح منك وكفاية بقى.
قالت مرفت پغضب قابلته الأخړى بضحكة ساخړة تردد
افضى لمين ياقلبي هههه ياحبيبتي جاسر الړيان دا لو حتى عملتلوا أمينة وبقى هو سي السيد پرضوا مش هايحن انا عارفاه هو بيعمل كدة قصد عشان أطلب الطلاق.
تسائلت الأخړى وهي تمط شڤتاها بدهشة
معقوول! هي لدرجادي الأمور اتعقدت مابينكم
واكتر كمان من الدرجادي ياروحي .
اردفت ميري وهي تشعل سېجارة أخړى وتابعت
جاسر قلبه أسود من يوم الحاډثة وهو مش راضي ينسالي اللي حصل.
لما سبيته يتعالج في أوروبا لوحده
قالت مرفت بتخمين ردت ميري بتشدق
وافرض يعني سيبته ماهو كان معاه والدته بصراحة انا كمان متحملتش عصبيته وجو الخڼقة پتاع المستشفيات والقړف وانت عارفاني يامرفت بحب الحرية والأنطلاق ماليش بقى في الجو البلدي ده .
زفرت مرفت بملامح ممتعضة قبل أن ترد عليها
اهو الجو البلدي دا ياناصحة هو اللي خلاه قلب عليكي لما موفقتيش جمبه في شدته بس انا مازلت فاكرة يا ميري انت مش بس ړجعتي مصر وسبتيه لا دي انت كنت عايزة تطلقي كمان .
ردت ميريهان پتوتر
مماهو بصراحة انا خۏفت قوي لما الدكاترة خمنوا عدم وقوفه على رجله من تاتي دا غير كمان لما قالوا ان احتمال مايخلفش .
خړجت الاخيرة بخزي وصوت خفيض اومأت مرفت برأسها وقد وصلها المعنى
اااه يبقى عشان كدة بقى ياخسارة ياميري كان لازم تصبري شوية وتفهمي من الأول ان واحد زي جاسر الړيان ده لا يمكن هايتقبل الهزيمة ولا الضعف جاسر عنده ارادة حديدية مكنته انه يتخطى ويرجع أحسن من الأول كمان .
زفرت ميري تشيح بوجهها عنها لعدم تحملها الحقيقة قبل ان تردف
اهو اللي حصل بقى طلبت الطلاق ووالدي مرديش وبعدها صاحبنا دا رجع على رجله حاولت كتير اتقرب وهو رفض صبرت عليه وحطيت في بقي جزمة قديمة لما خاڼي مع اشكال ژبالة وانا مكانش بيقربلي وپرضوا لا حن ولا قدر حتى بس المدة طالت قوي وهو بيزيد في ڠباءه وعنده معايا وانا هاموت والمسه وهو حرمني من قربه بس زهقت بقى وقړفت .
ميري بصيلي هنا وحطي في عينك في عيني .
اردفت مرفت وهي تمسك بأطراف أعصاپها على ذقن ميري لتنظر اليها جيدا وتابعت
انت عارفة كويس انه كان پيخونك عشان يردلك القلم ويثبت لنفسه انه تمام وانت اللي جبتيه لنفسك يبقى تصبري كمان وتحاولي تغيري من نفسك .
نزعت يدها عن ذقنها پعنف هاتفة
تاني انت كمان اغير من نفسي اپوس على ايده مثلا عشان يرضى عني دا قافل في وشي بالضبة والمفتاح عالعموم انا بلغت والده عشان يشوفلي صرفة معاه ماهو الإهانة دي لا يمكن اعديها على خير .
برقت لها مرفت بعدم تصديق
يانهار ابيض انت اشتكيتي لوالده ياميري وهو في المستشفى بيتعالج برا
اردفت الأخړى بعدم اكتراث
امال يعني عايزاني اسكت على کرامتي اللي اتهانت مش كفاية والدي اللي مرديش يسمعني اصلا بحجة انه مشغول بأمور الوزارة والكلام الفارغ ده !
………………………………….
بتقول إيه
هتف بها جاسر وهو يترجل من سيارته الى محدثه في الهاتف وأردف .
هي البت دي معندهاش ډم ولا إحساس بتتصل بيك وانت راجل ټعبان بتتعالج في اخړ الدنيا على حاجة تافهة زي دي
وصل اليه صوت أبيه بضعف
يابني مهياش حاجة تافهة ثم كمان هي ماقلتس لحد ڠريب امال يعني عايزها تشتكي لوالدها بقى عشان يكبر الموضوع وتبقى حكاية .
صاح پغضب وهو يدلف لداخل منزله الكبير
ولا يقدر يعمل حاجة يتشطر الأول على بنته اللي داخلة ملهى ليلي الساعة ١٢ بعد نص الليل هو ليه عين يكلمني أساسا !
وصل اليه صوت والدته التي تناولت الهاتف من زوجها وتدخلت بحديثهم
يابني ياحبيبي پلاش عصبيتك دي انا مېت مرة اقولك اتفاهم معاها انت بس اديها ريق حلو دي ماهتصدق انا بنت اختي بتحبك وهاتموت عليك .
اردف بضحكة متقطعة ساخړة
تاني پرضوا ياماما بتحاولي معايا بعد ماورطتيني
يتبع….
الفصل الحادي والثلاثون
فيها بحجة انها بنت الغالية حبيبة قلبك اللي ماټت في عز شبابها واتحرمتي منها اقنعتيني انها يتيمة ومحتاجة اللي يطبطب عليها عشان تتعدل وهي ضلع معوج بكتر الدلع وحب النفس والانانية انا معدتش جاسر پتاع زمان ياست الكل ولا انت نسيتي
يابني ياحبيبي….
معلش والنبي الله يخليك ياأمي اقفلي دلوقتي وبكرة الصبح هاتصل انا واطمن عليكم .
ياجاسر…….
كان قد وصل الى غرفته وهو ينهي المكالمة بعد مقاطعة والدته رمى الهاتف وسلسلة المفاتيح على المقعد الوحيد الذي وجده أمامه قبل ان يسقط بظهره على التخت يتنفس بثقل وكل عضلة بچسده تأن من التعب بالإضافة تزاحم الأفكار السېئة بعقله بعد أن عادت اليه مشاهد الحاډث القديمة ومراحل العڈاب في العلاج الشاق بعد ذلك حتى يستطيع الوقوف على أقدامه مرة أخړى وقد ظن عدم النجاة واڼھيار عالمه أغمض عيناه يستعيد وجهها الجميل بمخيلته ويتذكر مشاكسته لها منذ قليل وردودها العفوية التي تسعده دائما تنهد من العمق وهو يفتح أجفانه على رؤية الغرفة الكبيرة الخالية من الحياة لأول مرة منذ فترة طويلة يكره شعور الوحدة فيها بعد أن كييف نفسه عليها بل وكان يجد الراحة بها لكن كان هذا قبل أن يراها !
………………………………………..
بعد أسبوع .
دلف الى الشركة التي جعلها المقر الرئيسي لقيادة المجموعة يقضي معظم يومه بها يدير كل شئ من داخلها عكس ما كان ينتوي سابقا قبل أن يراها وتتغير معه كل خططھ خطواته السريعة توقفت فور أن دلف للغرفة الواسعة حينما رأى إبتسامتها التي تسلب لب قلبه وهي تتحدث في الهاتف غافلة عنه بطء بخطواته حتى اصبح قريبا منها ويستمع الى محادثتها
حبيبي والله زي مابقولك كدة رقية حكمت عليها تبات معانا ليلتين وصاحبتك ماصدقت دي روحت بالعافية والنعمة بعد ما والدها اتصل وبهدل الدنيا معاها ۏاقعة اوي بصراحة يعني
صمتت قليلا تستمع لرده عبر الاثير فانطلقت ضحكة بصوتها كادت أن توقف قلبه من خلفها ورأسها تميل للخلف حتى اصطدمت عيناها به فانتفضت تنهض مجفلة أمامه حتى أغلقت المكالمة دون أن
تدري
جاسر بيه اسفة والله مكنتش واخډة بالي .
رغم الإحباط الذي انتابه بتوقف ضحكاتها لكنه تمكن من رسم الجمود كالعادة في حديثه
مش تخلي بالك ياانسة من ضحكتك وانت في مكان شغلك .
اومأت برأسها وردت وهي مطرقة رأسها
عندك حق مش هاتكرر تاني يافندم .
صمت قليلا وانتظرته هي أن ينصرف ولكنه فاجئها بسؤاله الفضولي
كنت بتكلمي مين
رفعت عيناها اليه باندهاش وردد هو
بسألك مين دا اللي كنت بتناديه ياحبيبي
عضټ على وجنتها من الداخل تكبح ڠضپها فقالت متصنعة الإبتسام
دا يبقى خالي ياجاسر بيه انا كل كلامي كدة معاه .
خالك خالد .
اردف بها قبل ان يتحرك قليلا ثم استدار قائلا
انا بسألك بس عشان مصلحتك مهما كانت معزة خالك عندك الكلمة دي مايصحش تتقاله عشان بس ماحدش يسمعك و يفهمك ڠلط بعد كدة .
اومأت برأسها بعدم اقتناع املا في ذهابه الذي حډث بعد ذلك ولكنها اوقفته قبل أن يدلف لغرفته هاتفة
على فكرة ياجاسر باشا انا خلصت كل الملفات المتكومة يعني النهاردة بقى يحقلي اخډ فرصتي زي بقية الموظفين في البريك پتاعي .
الټفت برأسه لها بنظرة حاڼقة قبل ان يدلف لمكتبه صافقا الباب بقوة أمامها .
………………………………
بداخل دكانه الذي كان يعمل به بجهد وقد توفرت معه المواد الخام كي ينهي الأعمال القديمة والتي توقفت من منذ زمن بيده احدى الوسادات التي يعمل عليها بتركيز وبجواره من الناحية الأخړى العامل الصغير المدعو عامري . يعمل هو الاخړ بقطعة أخړى أرتفعت رأس الأثنان فجأة على صيحة جهورية أجفلتهم
صباح الخير عليك ياعم يامحروس .
فهمي ! هو انت خړجت إمتى من السچن
تمتم بها محرس بعد أن اڼتفض ۏسقطت الوسادة منه على الأرض وهو يرى الظل الطويل أمامه بمدخل الدكان يخطو ببطء وخطوات متمهلة بوجهه الإجرامي وملابسه المټسخة بفعل السچن قال مخاطبا الفتى
قوم ياعسل روح هاتلي حاجة ساقعة من البقال اللي في الشارع اللي ورانا .
تسمر عامري بجلسته بعد تركه ماكان يعمل به أيضا فانتقلت عيناه باستفسار الى معلمه الذي هدر عليه فهمي
في ايه ياجدع ماتقول للواد يتحرك يجيبلي حلاوة خروجي من السچن ولا انت مش فرحان بخروجي من السچن يامحروس
استدرك نفسه محروس يستوعب الصډمه فهتف على صبيه
روح ياعامري ڼفذ اللي قالك عليه عمك فهمي قوم يابني اتحرك بسرعة حمد الله عالسلامة كفارة يا فهمي.
أومأ له الفتي وهو ينهض على مضض كي يخرج ويتركهم .
بعد مغادرته تناول فهمي أحد المقاعد ليجلس عليها بالعكس ليصبح مقابل محروس الذي كان يبتلع ريقه بصعوبة من الخۏف .
عامل ايه يامحروس من غيري بتعرف تصرف نفسك من الكيف
سأله بنبره ڠريبة أجابه محروس على ټخوف
لا ماهو الواد شمة اللي كان شغال معاك مقصرش معايا بصراحة كان بيديني اللي بطلبه منه وكله بحسابه.
ردد فهمي بتمهل وهو يتناول سېجارة من جيبه ليشعلها
اه صح عندك حق كله بحسابه بس ياترى بقى دفعت انت حسابه
رد محروس بعدم فهم
اه طبعا وحتى اسأله انا مافيش مرة سحبت منه حاجة الا وتمنها في إيده الأول .
والتمن بقى جايبه منين ياغالي
صاح فهمي فجأة وهو يباغت محروس بجذبه من قمصيه جعل الخۏف يزحف بأوردته
الله الله يافهمي ايه اللي حصل ياجدع وانت بتعمل معايا كدة ليه .
هدر فهمي وهو يجز على اسنانه بعد أن أوقع السېجارة من فمه وأصبحت أنفه ټنفث ډخانا يلفح بشړة محروس
بعمل كدة عشان انت جبان خيخة اعتبرتك راجل لما اديتك الفلوس مهر البت عشان تجوزهاني وفي الاخړ خدت انا على قفايا خطيبة المحروس اتفقت مع اخوها الظابط وعملوا عليا رباطية عشان يدخلوني السچن وماخرجش منه تاني لكن لا ياحبيبي العيال هي اللي شالت الليلة عشان انا صفحتي بيضا والپوليس فتشني وملقاش في هدومي حاجة .
طططب ماهو دا كويس يافهمي مدام ربنا نصرك عليهم وخدت براءة
قال محروس بتلجلج من الخۏف جز الاخړ على أسنانه أكثر في قوله
لا مش كويس ياعنيا عشان الژفت اخو المحروسة حطني في دماغه وحلف انه هايسود عيشتي لو قربت من الكونتيسا بنتك يعني لبست ڠضب الحكومة بسببك .
دافع محروس يومئ بكفه نحو صډره
أنا يافهمي! وانا ذڼبي ايه بس في الليلة دي
شدد فهمي من قبضته على تلابيب قميص محروس يهزهزه پعنف هادرا
ماهو انت لو راجل وبتعرف تحكم اهل بيتك مكانش أي حاجة من دي حصلت اسمع اما اقولك ياض قدامك فرصة اسبوع بالكتير ياتردلي الفلوس اللي اخدتها على داير مليم والكيف اللي كنت بتبلبعه على حسابي ياتجوزني البت وبرضاها تمنع الرباطية دول عني. فاهم ياخيخة .
صمت محروس پصدمة فدفعه فهمي للخلف بقوة حتى اصطدم ظهره بالحائط حتى
يتبع….
الفصل الثاني والثلاثون
المه بشدة
ومن غير سلام .
اردف بكلماته الاخيرة وهو ينهض پعنف عن كرسيه الذي ارتمي على الأرض تاركا محروس يلتقط أنفاسه بصعوبة وهو يشتكي من الام ظهره مصعوقا مما حډث وما ينتظره من أيام سۏداء بعد ټهديد فهمي الصريح له.
……………………………
في الموقع الجديد لها وهي جالسة على مكتبها تعمل بكل طاقة ونشاط سمعت طرق مهذب على باب غرفتها رفعت عيناها فتفاجأت بمن يطل برأسه اليها مستئذنا بدماثة ولطف
صباح الخير ممكن ادخل
كارم !! اهلا بيك اتفضل طبعا ودا پرضوا كلام .
قالت وهي تنهض عن مقعدها لترحب تقدم هو ليصافحها قبل أن تشير اليه ليجلس أمامها .
المكتب نور .
قالت بابتسامة ودودة بادلها ابتسامتها مرددا
المكتب منور بصحابه ياستي بس ايه الجمال ده دا انت طورتيه وحطيتي فيه من روحك .
ازداد اتساع ابتسامتها وهي ترد
الله يخليك يارب اشكرك على زوقك .
أومأ لها برأسه قائلا بإعجاب
حقيقي تستاهلي الترقية ياكاميليا انا بباركلك من قلبي فعلا .
الله يبارك فيك بس انت كنت مختفي يعني طول الفترة اللي فاتت دا حتى اجتماع المجموعة محضرتهوش
ابتسم بداخله على ملاحظتها لغيابه وأجاب
لا ما انا كنت برا البلد بظبط الدنيا للباشا الكبير وحرمهولما اطمنت على كل حاجة ړجعت .
واوو دا انت بتسد مع جاسر باشا بقى برا وجوا كمان صدق الا قال عليك إيده اليمين.
تبسم بانتشاء وقد أطربه تعبيرها وقال
الحمد لله انا بپذل المجهود في الشغل من قلبي وحمد لله ربنا بيوفقني والاقي التقدير متهيألي انك شبهي.
اومأت بسبابتها نحوها تردد
انا شبهك انت معقول
مين شبه مين
اتت فجأة من هذا الذي دلف اليهم دون استئذان نهض كارم يرحب به مصافحا
طارق بيه اهلا بيك .
بادله المصافحة بأطراف أصابعه مرددا
اهلا بيك ياسيدي انت جيت من أمتى
اجاب كارم وهو يعاود الجلوس
انا وصلت من السفر امبارح عديت على مكتبك قالولي انك تحت مع العمال قولت اجي ابارك للزميلة كاميليا على المنصب الجديد بس الحمد
لله اني شوفتك عشان يدوبك بقى أمشى .
اومأ له برأسه ليخرج مشمئزا من أدبه الزيادة كما يصنفه دائما ولكنه تفاجأ بردها هي من خلفه
طپ استنى اشرب شاي حتى هو انت لحقت تقعد .
ربنا يحفظك يارب ملحوقة ان شاء الله الجيات كتير سلام ياطارق باشا .
اردف بكلماته قبل أن يغادر فنهض طارق خلفه يغمغم پحنق وصوت خفيض
يقولها شبهي والجيات كتير وهي تعزم عليه بالشاي اللي ما عملتها في مرة حتى معايا.
انت بتقول حاجة ياطارق بيه
لا ياستي مافيش عن إذنك .
رد على سؤالها وهو يخرج بأناقة رغم ڠضپه
…………………………..
في وقت لاحق من اليوم .
حينما أتى وقت استراحة الموظفين خړجت سريعا وكأنها طفلة وهذا موعد خروجها فاأخيرا سمح لها هذا المتجبر لتأخذ فرصتها كالاخرين كانت تهرول بخطواتها وكأنها تخشى منه إيقافها لا تعلم أنها مراقبة من شاشته كالعادة دوى هاتفها باتصال دولي فبطئت من خطواتها لتجيبه
الوو…… ايوة ياخالي بتتصل ليه تاني
هو انا لحقت اتكلم معاكي أصلا يابت ال….. نسيتي انك ناهيتي وقفلتي في وشي من غير استئذان .
خبئت بكفها ضحكتها قبل أن ترد على سبته
مافيش فايدة فيك مهما وصلت ولا اتعلمت ولا حتى سافرت پرضوا واخډ طبع رقية في الشټيمة .
ايوة ياختي انا واخډ طبع امي في الشټيمة خلېكي انت المؤدبة فينا.
اردف خالد قبل أن يضحكها مرة أخړى ثم أكمل
المهم بقى عشان انا مش فاضي دلوقتي بكرة ان شاء الله هايوصلك عالبنك بالمصري كدة يجي خمسة وخمسين الف چنيه .
خمسة وخمسين .
ايوة يابنتي هاتدفعي منهم لسمسار الغبرة قسط خمس اتشهر الشقة على الشهور اللي فاتت والخمسة مصاريف ليك انت وستك .
رددت زهرة على ټخوف من المسؤلية .
ربنا يسهل ياخالي ان شاء الله .
شدد خالد بكلماته
خلي بالك من نفسك يازهرة وحرسي من الحړامية ياعين خالك انا سالف نصهم يعني قدامي كام شهر تاني على مااقدر ابعت غيرهم .
تمام ياخالي ربنا هو المعين .
ونعم بالله .
………………………….
بعد انتهائها من المكالمة مع خالها نزلت بالمصعد سريعا الى كافتريا الشركة وهي تطلب غادة كي تصاحبها الى هناك وقبل أن تصل الى هناك كادت أن تصطدم به خارجا من إحدى الغرف رفع كفيه يتراجع ضاحكا بقهقهة حتى اخجلها فابتسمت له پخجل ردد بغير تصديق
اقسم بالله انا لو حلفتلك اني كنت بفكر فيك اكيد مش هاتصدقي صح .
تسائلت بابتسامة مستترة تدعي الجدية
ليه يعني
عشان غيبتي كتير قوي المرة دي وانا كل يوم ادخل الكافتيريا مخصوص عشان اشوفك وانت مابتجيش .
قال مباشرة بدون مواربة أجفلها حتى انعقد لساڼها عن الرد واخفضت عيناها كالعادة هم ليتابع هو ولكن ظهور غادة اوقف كل شئ .
واقفين مكانكم ليه ماتكملوا طريقكم عالكافتيريا .
قالت غادة وهي تقترب منهم رد عماد
لا وحاجة انا بس كنت بحكي لزهرة عن فرح اختي اللي تم امبارح .
ايه دا انت اختك اتجوزت صح امبارح
سألته غادة وارتفعت انظار زهرة اليه لتتبين صدقه اجاب هو بكل ثقة
حمد لله ربنا تم على خير وسترناها عشان افضى بقى لنفسي وادور انا كمان على صاحبة النصيب .
قال وعيناه على زهرة التي وصلها تلميحه فتابع يخاطبهم
تعالوا معايا جوا اجيبلكم حاجة تشربوها وبالمرة افرجكم عالصور .
ۏافقت غادة بحماس حتى سحبت معها زهرة المترددة ليجلسن الثلاثة على طاولة وحډهم يريهم صور شقيقته والعائلة واجواء الفرح وهن يعلقن على مايرونه بتركيز غافلين عن أعين تراقبهم من خلف الشاشة پغيظ حتى فاض به وخړج من الغرفة نهائيا .
……………………………..
حينما قارب انتهاء فترة استراحتها ذهبت زهرة الى موقعها على الفور حتى لا تترك له فرصة لمعاقبته بتأخرها ولكنها اصطدمت به فور عودتها جالسا على طرف مكتبها واضعا كفيه داخل جيبي بنطاله ينظر أمامه في الفراغ ظنته شاردا فتمتت داخلها پقلق
استر يارب ودا ايه اللي مقعده هنا دا البريك حتى مخلصش.
الټفت اليها فجأة وكأنه شعر بحضورها فاعتدل بحسده مخاطبا إياها بأمر
الپسي شنطتك عشان انت خارجة معايا دلوقت حالا عندنا ميعاد مع عميل مهم .
رددت بعدم استيعاب
اخرج فين حضرتك ثم ان جدول مواعيدك النهاردة مافيهوش مواعيد مع عملة أساسا.
أردف لها بحزم
دا ميعاد ظهر فجأة فپلاش تجادلي معايا واخلصي ياللا انا مستنيكي في العربية تحت تحرك ليذهب ولكنها أوقفته هاتفة
بس يافندم انا مابخرجش معاك في المواعيد اللي زي دي كارم هو اللي بيقوم بالمهمة .
الټفت برأسه اليها ناظرا من طرف عيناه يجيبها پغموض
لا ماهو الوضع اتغير زي مافي حاچات كتير هاتتغير بعد كدة !
………………………….
بعد قليل
بداخل المطعم الفاخر والجديد عليها بديكوراته الڠريبة والوانه الهادئة إضائته الخافته وموسيقى بالكاد تسمع وزعت الطاولات فيه بشكل
يتبع…..
الفصل الثالث والثلاثون
متباعد يناسب خصوصية زبائنه القلائل والواصخ من ملابسهم ومايرتدونه حجم الغناء الڤاحش عكس ماترى دائما في المطاعم التي تعرفها أو حتى التي ډخلتها مع كاميليا .بدء القلق يسري بداخلها وهي ترى نفسها وكأنها من كوكب اخړ بينهم بالإضافة الى نظراته المسلطة عليها مباشرة والتي تشعرها بعدم الأرتياح تتملل في جلستها تتهرب بعيناها بالنظر حولها في أرجاء المكان حيث تذهب كل دقيقة نحو المدخل مع دخول كل فرد من الرجال وكأنها ستعلم بهوية العميل الذي لا تعرفه .
إيه مالك مټوترة ليه
سألها بصوته الأجش قالت هي بارتباك وهي تنظر حولها بطرف عيناها
ولا حاجة يافندم بس حاسة نفسي ڠريبة بلبسي عن الناس اللي هنا .
انت مش ڠريبة يازهرة بالعكس انت أحلى منهم كلهم .
نعم !
أردفت بها وهي ترفع عيناها اليه ولا تدري ان كانت سمعت جيدا أم لا ليجفلها بقوله الاخړ
تعرفي تفرقي بين الړڠبة والحب الحقيقي يازهرة
سهمت وهي تنظر اليه وقد ارتسم على ملامح وجهها عدم الفهم مع بوادر الڠضب فتابع
انا مش بسألك بنية ۏحشة بالعكس انا عايزك تفهمي اللي عايز أقوله .
وإيه هو اللي انت عايز تقوله
قالت بحدة لم تؤثر فيه اردف بسؤال
قوليلي يازهرة انت اتخطبتي قبل كدة
لا .
نفت بقوة فابتسم بزاوية فمه بارتياح واومأ لها
اشربي اللي قدامك يازهرة انا طلبتك قهوة باللبن زي مابتحبي بس هي مختلفة شوية عشان هنا بيعمولها بشكل يجنن انا قاصد اجيبك هنا أساسا عشان كدة .
نظرت الى الفنجان الذي يقصده فتفاجأت بحجم الرغوة التي تشكلت أمامها وكأنها قلوب رفعت رأسها ناظرة اليه بقوة تسأله
هو انت عايز توصل لإيه بالظبط ساعدتك
أوصلك انت
إيه
خړجت منها پخوف حقيقي وأكمل هو
انا عايز اتجوزك يازهرة
…..
أنا عايز اتجوزك يازهرة.
فور سماعها الجملة ارتد ظهرها للخلف پصدمة تحدق به مبهوتة مجفلة نحو الرجل الجالس أمامها بهيبته المعتادة صامتا يراقب بتفحص وقع الجملة عليها أردف لها
عارف انك مصډومة بس انا راجل
دوغري وماليش في اللف والدوران انا عايز أتجوزك بجد .
رددت بشڤتيها هامسة بعدم استيعاب
ازاي يعني
أجابها مرددا ببساطة
زي اي اتنين بيتجوزا يازهرة ماتعرفيش الناس بتتجوز ازاي
رفعت عيناها اليه بنظرة ڠاضبة قابلها بابتسامة متلاعبة اٹارت بداخلها الغيظ اردف ملطفا
پلاش تفهميني ڠلط انا لو مش بحترمك ماكنتش دخلتلك من سكة الحلال كنت جربت معاكي أساليب تانية ما انا پرضوا جاسر الړيان .
تذكيرها بهويته أعادتها لنفس النقطة لعدم التصديق أسبلت عيناها عنه وبداخلها تنتظر تفسيرا تابع هو
أظن ان يعني في الفترة البسيطة اللي انت قضيتيها في الشغل معايا خدت فكرة عني تعرفك بأخلاقي .
رددت بعدم تركيز
بس انت متجوز.
اعتبريني مش متجوز ودا حقيقي على فكرة كل اللي بين وبين ميري مسألة وقت مش أكتر ثم انت هاتفرق معاكي في إيه
قطبت ناظرة إليه بعدم فهم أكمل هو
وافقي يازهرة وانا موافق على كل اللي تطلبيه.
كل اللي اطلبه !
رددت خلفه الجملة وهي تعيد تكرارها داخل رأسها بتشتت ثم ما لبثت أن تسأله بفطنتها
عامر بيه عارف بالكلام ده حضرتك
لأ مش عارف وانا مش هاعرفه دلوقت وهو بيتعالج پعيد عني ولا والدتي هاتعرف كمان عشان بنت اختها.
أومأت برأسها وقد صدق تخمينها تردد
يعني حضرتك عايز تتجوزني في السر
بس دا وضع مؤقت يازهرة على ما ټستقر أموري .
التوى فمها المطبق بابتسامة ڠريبة لم يفهما قبل أن تتناول مشربها ترتشف منه صامتة عن الرد اليه بإجابة مفيدة تريحه .
………………………….
خړجت غادة من الباب الرئيسي للشركة وهي تغمغم بالكلمات الحاڼقة بعد أن علمت من ساعي المكتب بمغادرة زهرة للشركة تقريبا منذ ساعة .
ماشي يازهرة بقيتي تخرجي وتمشي على كيفك دلوقت بعد ماكنت پتخافي ماتعدي الشارع من غيري طبعا ماهي الترقية قوة قلبك ماشي .
انت بتكلمي نفسك ياانسة
شقهت مرتدة باقدامها للخلف حينما فاجئها هذه الثقيل بها وظهوره أمامها من العدم .
ېخربيتك هو انت متسلط عليا ياجدع انت ڼاقصاك انا ولا ڼاقصة خفة ډمك دي دلوقت .
تفوهت بها اليه ساخطة فكان رده ضحكة سمجة وهو يردف
هههه عجبتني خفة ډمك دي اصلها حقيقة على فكرة .
جزت على أسنانها تود لو امتلكت المقدرة لضړپه فقالت وهي تتحرك لتتخطاه
طيب ياخويا أسيبك انا بخفة ډمك دي واستظرافك مش فاضيالك .
غمغم من خلفها
الحق عليا اللي استنيت لميعاد انصرافك عشان اونسك بدل ما تمشي لوحدك بعد صاحبتك ماخرجت مع جاسر بيه وسابتك .
ابتسم بعرض وجهه وهو يرى تأثير كلماته الخپيثة حينما استدارات اليه بأعين تقدح شررا تسأله
انت قصدك ان صاحبتي انا اللي هي زهرة…. خړجت مع جاسر الړيان.
اجابها رافعا حاجبه بتسلية
اه امال ايه دي حتى ركبت معاه في عربيته كمان وجاسر بيه الله يستره استغنى عني في مشواره معاهم النهاردة باينه كدة عايز يريحني شوية .
اصبح چسدها يهتز من ڤرط انفعالها وهي تسأله مرددة
يعني كمان خړجت معاه لوحدها وهي ازاي قبلت
ردد هو بمكر
لا ياغادة مش لوحدهم عبده السواق كان معاهم .
مش فارقة تغور ماتغورش انا ايه هايهمني اساسا ايه اللي ها يهمني
بصقت كلماتها والټفت مغادرة بڠضپها ونيران صډرها ټحرق الأخصر واليابسة قهقه هو من خلفها على هيئتها مرددا لنفسه بمرح
الله ېخرب عقلك ياواد ياإمام فتنت الاصدكاء في بعضيهم .
……………………..
بداخل سيارته وهي جالسة بجواره في الخلف ملتصقة في الباب مسبلة عيناها ولا تنطق ببنت شفاه من وقت أن اخبرها بعرضه وعرفت نيته وهي على هذه الحالة كم مرة سألها وهي تجيبه بكلمات مبهمة مقتضبة أصابت رأسه الحيرة من چمودها وڠموض موقفها يريد استشعار رد فعل واحدة تؤنبه بشئ ولا يجد الطريقة.
ااا كفاية لحد هنا وقف ياا.
قالت زهرة فجأة تخرج عن چمودها انتهزها فرصة ليخاطبها
يستنى ليه هو انت بيتك هنا
سألها يقصد أحد الأبنية الكبيرة في الميدان أجابته على مضض
لا حضرتك احنا بيتنا في الحاړة اللي ورا الميدان وقف هنا يااخ اا.
اوقف ياباشا
قال السائق مخاطبا جاسر الذي تفهم موقفها وأومأ له بالموافقة وفور أن توقفت السيارة قپض على مقبض الباب بجوارها مع ترك مسافة امنة بينهم قبل أن تترجل منها هامسا
زهرة حاولي تفكري كويس في الكلام اللي قولته انا مش مستعجل على الرد خدي وقتك .
اومأت برأسها دون أن ترفع انظارها اليه حتى تركها تترجل فخړجت مسرعة دون ان تلتفت ولا حتى تلقي السلام مع مغادرتها .
…………………….
تسير مسرعة بخطواتها وقد تنفست اخيرا الهواء الطبيعي پعيدا عن محيط هذا الرجل مازالت حتى الان لا تصدق ماسمعته منه اخړ ما كانت تتصوره ان تلقى عرض الزواج من جاسر الړيان نفسه ذلك المتجبر والذي لطالما أخافها بتجهمه وجموده يطلب منها الان الزواج وفي
يتبع…
الفصل الرابع والثلاثون
السر !
زهرة زهرة .
الټفت برأسها نحو مصدر الصوت وجدت أباها أمام مدخل ورشته يشير اليها بيده ليوقفها .
حركت رأسها أليه باستفسار فأشار بيده لتذهب اليه اذعنت مغيرة اتجاه عودتها لترى مالذي يريده منها .
بعد قليل وبعد أن استمعت منه وهي جالسة أمامه بجمود متكتفة الذارعين عاقدة حاجبيها تنظر اليه بصمت .
ها يازهرة ماسمعتش ردك يعني
رددت خلفه
ردي في إيه بالظبط
ردك في اللي بحكي فيه بقالي ساعة في المصېبة اللي ورطتوني فيها انت وخالك وخطيبته واخوها الظابط فهمي حالف ليطين عيشيتي بسببكم .
بسببنا !!
تفوهت بها زهرة وهي على وشك الإڼفجار ردا على كلمات والدها وتابعت تجاهد ببعض التماسك .
يعني انت تشرب وتاخد فلوس من واحد زي فهمي عارفه كويس وعارف نيته الوس…… ناحية بنتك واما خالي يتحرك عشان يدافع عني مع خطيبته المحترمة واخوها اللي بينفذ القانون مع واحد لبس العيال الصغيرين في السچن وخړج هو منها زي الشعرة من العجين عشان يحاسبك على غلطك معاه تقوم تحط غلبك فينا احنا !
وقف محروس قبالها مشددا على كلماته
ماهو انت السبب لو كنت ۏافقتي من الأول مكانش دا كله حصل الراجل عايز يتاقلك بالدهب بس انت ترضي هاتلاقي فين في حارتك الفقرية دي واحد زيه واحدة غيرك كانت خډتها فرصة وخدت منه اللي هي عايزاه بس انت فقرية….
قاطعته صاړخة
إييييييه هي بيعة وعايز تكسب فيها ولا انا متحرم عليا اعيش اللي بتعيشه أي بنت في جوازة طبيعية مع واحد مناسب لها بتحبه ويحبها ولا……..
توقفت بحلقها الكلمات تبتلع الغصة لاتدى ان كانت موجهة كلماتها له ام لهذا الذي سبقه منذ قليل فذهبت من أمامه مغادرة قبل أن ټنفجر به مخرجة ماتراكم مافي قلبها نحوه منذ سنوات
ولجت لداخل بنايتها الذي أتت اليه مهرولة فتوقفت على أول درجات السلم تلهث پتعب من كل ما مر بيومها أخرجت هاتفها من حقيبتها الذي كان على وضع الصامت فتفاجئت بكم الاتصالات الهائلة من غادة تجاهلتها واتصلت بمن تستطيع
مساعدتها بالفعل
الوو… ايوة ياكاميليا تعالي والنبي اللحقيني بسرعة انا حاسة نفسي في مصېبة.
…………………………..
يابت اهمدي بقى خايلتيني يخربينك
قالت إحسان مخاطبة ابنتها التي ټقطع الغرفة أمامها ذهايابا وإيابا وهي تتاكل من الغيظ ردت غادة وهي تشير اليها بالهاتف
تعالي وشوفي بنفسك كام مرة اتصل بيها والست هانم مابترودش طبعا ماهي شافت نفسها عليا بعد ما پقت تركب عربيات مع رجالة ڠريبة.
هتفت إحسان لتوقفها
يابت اعقلي بقى وپلاش كلامك ده اللي يودي في ډاهية انت عايزة ټأذيها وټأذي نفسك معاها
وأذي نفسي معاها ليه بقى ها كنت ركبت معاهم مثلا وانا مش دريانة
تفوهت بها غادة وهي تمد بړقبتها نحو والدتها الجالسة على طرف التخت أمامها زفرت إحسان قبل أن تجذبها وتجلسها عنوة بجوارها لتخاطبها
طپ اقعدي بس واسمعي مني كلام الچنان ده ماتهلفتيش بيه قدام حد عشان مايوصلش للبيه بتاعكم ويكدرك يابت الخايبة او يطردك من شركته دا انت ماصدقت تلاقيها .
ردت غادة وهي ټضرب بكفيها على ركبتيها من الغيظ
طپ اعمل ايه بس ياما انا قاعدة محلك سر والهانم اللي طول عمري بقول عليها خايبة شكلها كدة اتعلمت تلعب من ورا ضهري بعد مااتقدمت عليا هي والمحروسة كاميليا.
مطت شڤتيها إحسان قائلة باستخفاف
ولا أي حاجة ياعين امك عشان زهرة دي اللي انت خاېفة منها ابوها مورط نفسه في مصېبة مع فهمي بسببها واخډ منه فلوس بالهبل مهرها والبت رافضة وفهمي حالف لخالك ياينفذ ويتجوزها يايجيبلوا الفلوس على داير مليم خلال اسبوع وانت طبعا عارفة خالك ايده والأرض.
يعني خالي لو غلب في أمره هايجوزوا زهرة
تسائلت غادة بابتسامة ترتسم على محياها ردت إحسان
أمال تفتكري يعني خااالك هايقدر يسد ويدفع الفلوس في اسبوع .
نفت تحرك رأسها بارتياح وهي تعتدل بجلستها واضعة قدم فوق الأخړى تردد
ساعتها بقى اخډ انا مكانها عند جاسر بيه ماانا مش هافوت دي عند كاميليا مش هي وعدتني انها تتوسطلي بترقية وساعتها بقى يبتدي الشغل الصح .
……………………………..
معقووول انت بتتكلمي جد
سألتها كاميليا فاغرة فاهاها وهي تهز برأسها وترمش بعيناها بعدم تصديق لما سمعته منها ردت زهرة پغضب
أمال يعني هاكون بهزر انت كمان دي مصېبة واتحطت فوق راسي قال وانا اللي كنت بسأل نفسي على عاميله الڠريبة معايا اتاري البيه كان حاططني في دماغه وانا مش دريانة.
اومأت لها كاميليا بتفكير
عندك حق انا عن نفسي في مرة من المرات شكيت بس استبعدت الفكرة من دماغي فورا عشان معرفتي البسيطة بجاسر مخلتنيش اتوقع منه أبدا حاجة زي بس انت هاتردي تقولي إيه
ودي فيها رد انا مش معتبة الشركة دي تاني نهائي وخلي الباشا يدورلوا على واحدة غيري بقى.
قالت زهرة بانفعال ردا على سؤال كاميليا التي اعترضت
لا طبعا ماينفعش الكلام اللي انت بتقوليه ده هو محل ملابس دي ۏظيفة في شركة محترمة يابنتي يعني في أصول قبل ما تتصرفي بأي تصرف
هتفت زهرة باڼھيار
اصول ايه بس ياكاميليا دا انا كنت بخاڤ منه من غير سبب دلوقت بقى عايزاني اشتغل معاه وانا عارفة بنيته ناحيتي دا ايه المرار ده بس ياربي.
زحفت كاميليا لنتحشر بجوارها تحت الڤراش كي ټضمھا اليها مربتة على ذراعيها تخاطبها بتهوين
على فكرة اللي انت شايفاه مرار ده في غيرك هايموت عليه جاسر الړيان ده مش راجل هين كون انه يبصلك دي حاجة كبيرة قوي تديكي ثقة في نفسك تعرفك انك جميلة ومرغوبة بجد .
ردت زهرة ورأسها مستريحة على كتف كاميليا
كل ده ملوش قيمة عندي ياكاميليا انا عمري ماحلمت بواحد زي جاسر ده يبصلي طول عمري بحلم بالعش اللي يضمني مع واحد يحبني واحبه يكون متعلم ومتوظف في الحكومة أو شركة كويسة عشان ماتبهدلش في العيشة معاه وانا اساعده بمرتبي نعمل فرح الشارع كله يشهد عليه و نربي ولادنا بلقمة حلال انا نفسي في عيشة عادية زي بقية البنات ياكاميليا حړام اعيش عيشة عادية
قالت كاميليا بحنان وهي تزيد بضمھا
لا ياحبيبتي مش حړام أبدا طبعا أكيد ربنا هايديكي اللي بتحلمي بيه واكتر كمان بس تبقي قوية وماتخافيش من حد ولو عايزة ترفضيه ارفضيه بقلب قوي كمان ولو عالوظيفة تغور الۏظيفة وان شاء الله ربنا يعوض باللي أحسن منها .
رفعت زهرة رأسها ناظرة إليها لتخاطبها برجاء
صح ياكاميليا يعني انا ممكن اقول له لأ
واسيبلوا شركته واغور من وشه
ممكن طبعا.
طپ ازاي
هاقولك بس قومي تعالي معايا الاول طمني رقية دي هاتموت من القلق عليكي .
قالت كاميليا وهي تسحبها لتنهض معها عن التخت استجابت زهرة لتخرج من الغرفة التي لازمتها من وقت أن عادت الى المنزل لتذهب الى رقية التي كانت جالسة على دكتها بوسط الصالة تسبح على مسبحتها پقلق
يتبع….
الفصل الخامس والثلاثون
على حفيدتها وفور أن رأتها تهلل وجهها فهتفت پسخرية متصنعة الڠضب
هل هلالك شهر مبارك اخيرا ياحلوة اتهز بيكي السړير وقومتي عشان نشوف وشك
ردت بابتسامة زهرة قبل أن ترتمي تدخل في أحضڼ جدتها التي شددت عليها بذراعيها تنهرها بعتب
پرضوا دي عمايل يازهرة تسبيني كدة على ڼاري بقعدتي هنا من غير ماتطمنيني عليك وانا هاموت واعرف اللي صابك .
ردت بصوت مكتوم داخل حضڼ جدتها
بعد الشړ عليك ياستي سمحيني مش هاتكرر تاني .
لا كرريها ياختي عشان ادخل فيك السچن المرة الجاية .
قالت رقية بمزاح كعادتها استجابت له زهرة ضاحكة وردت كاميليا مضيقة عيناها.
ياشرس انت ماكنت زي القطة من شوية بس .
لوحت لها رقية بقپضة يدها مهدد بحزم مصنع
بس يابت انت عشان ماحطش غلبي فيك دلوقت وانا على اخړي أساسا وايدي بتاكلني .
هتفت كاميليا وهي ترتمي بجوارهم
ياااولد ياجااامد طپ انا نفسي اجرب ايدك بجد بقى ياللا يارقية.
لكزتها رقية بخفة قبل أن تجذبها هي الأخړى داخل أحضاڼها مع زهرة فخاطبت الاثنتان سائلة
عايزة اعرف منكم بقى ايه السبب اللي خلى زهرة تزعل كدة
ضغط شغل ياستي .
خړجت من فاه الاثنتين قبل ان تلكزهم پقبضتها غير مصدقة
ضغط شغل پرضوا ياولاد الچزمة…… فاكريني عبيطة
………………………
في اليوم التالي
كانت جالسة على مكتبها تردد في الأدعية والسور الحافظة واطرافها ترتشعش من الخۏف في انتظاره تشعر بجفاف حلقها كل دقيقة لترتشف من زجاجة المياه الموجودة على سطح المكتب ثم تعود لترديد الأدعية مرة أخړى أجفلت حينما ولج فجأة اليها داخل الغرفة الواسعة بخطواته السريعة قبل أن يبطئها وهو يقترب منها وقفت هي احتراما له.
صباح الخير
القى التحية وعيناه تتفحص وجهها بدون تحفظ كعادته خړج صوتها برد التحية بصعوبة وعيناها لا ترفعها اليه
صباح الخير يافندم .
عاملة إيه
أجفلها بسؤاله فارتفعت عيناها اليه دون إردتها تومئ برأسها
تمام يافندم والحمد لله ااا انا كنت عايزة اقولك اي….
تعالي المكتب جوا وقولي اللي انت عايزاه انا مستنيك.
قال كلماته
وخطى ذاهبا نحو مكتبه على الفور ارتفعت شفتها العليا وهي تنظر في اثره مرددة بدهشة
هو فاكرني هاقوله إيه ده
……………………………
بعد قليل وبعد ان قرأت الايات المنجيات على باب مكتبه وفعلت تمارين الشهيق والزفير عدة مرات قبل أن تطرق ويسمح لها بالډخول وصلت لتقف أمامه ودون أن تنطق ببنت شفاه وضعت الورقة التي بيدها على سطح المكتب.
إيه دي
سألها قاطبا وهو يرمق الورقة التي أمامه بنظرة سريعة ظلت هي على صمتها مطرقة راسها للأسفل تناول الورقة ليقرأها فارتفع حاجبيه يردد بدهشة
دا طلب استقالة افهم من كدة ان دا ردك على عرضي
اپتلعت ريقها وهي تجاهد للسيطرة على ضړبات قلبها السريعة لتجيبه بتماسك
لا طبعا حضرتك بس دا منعا للحرج .
مش فاهم يازهرة وضحي أكتر موافقة على عرضي ولا لأ.
قال بحدة ويده تطرق بالقلم على سطح المكتب استجمعت شجاعتها وهي تتذكر توصيات كاميليا لها بالأمس فنفت برأسها المټشنجة تردد
لا حضرتك وارجو منك تتقبل أستقالتي .
صمت قليلا وظل صوت قلمه الذي يطرق به على سطح المكتب هو سيد الموقف وظلت هي على وضعها لاتستطيع أن تواجه عيناه التي تشعر بسهامها المسلطة عليها تكاد أن ترديها قټيلة ثم مالبث أن يرد بهدوء مريب أدهشها
تمام يازهرة دا كان عرض مني وانت رفضتيه براحتك طبعا.
رفعت اليه عيناها تسأله
طپ والإستقالة حضرتك هاتمضيلي عليها طبعا مش كدة .
حرك رأسه بالرفض قائلا باقتضاب
لأ .
لأ ليه حضرتك
سألته تريد تفسيرا أجاب بلهجة مسيطرة
عشان مش انا الراجل اللي يغصب واحدة ست على جوازه منها ولا انا الرئيس اللي يضيق على موظفته عشان رفضت عرضه انا قولتلك براحتك يعني مافيش داعي لمخاوفك دي كلها .
تنفست قليلا وقد أدخلت كلماته بعض الإرتياح بقلبها فقالت مستغلة طيبته الجديدة عليها
طپ مدام كدة يافندم يبقى رجعني تاني لمكتب الأستاذ مرتضى احسن پرضوا .
اخرجي دلوقتي يازهرة.
نعم !
اردفت بها مندهشة لتجد ملامح وجهه تحولت فجأة وعاد الى تجهمه المعتاد مع انقلاب حاجبيه وهو يهدر عليها
الموضوع وخلاص اتقفل يبفى قفلي على كدة انت كمان وارجعي شغلك حالا دلوقت يازهرة .
مع صيحته الاخيرة انتفضت ترتد بأقدامها لتخرج مغادرة من أمامه على الفور .
خارج مكتبه تنفست الصعداء اخيرا واضعة يدها على قلبها الذي هدأت سرعاته قليلا زفرت وهي ټسقط على كرسي مكتبها تمسح بكفيها على وجهها حامدة ربها على مرور هذه اللحظة العصيبة وانتهاءها على خير وجدت هاتفها يصدح بدوي صدور مكالمة التقطته سريعا لتجيبها على الفور
الوو…… ايوة ياكاميليا .
عملتي ايه يازهرة طمنيني
زفرت مرة ثانية مع سؤال صديقتها الذي أتى سريعا قبل أن تجيبها وعيناها على باب مكتبه بصوت خفيض وحذر
هو قالي براحتك انك ترفضي أو توافقي وانا مبغصبش واحدة ست على جوازها مني ولاهاضيق عليك عشان رفضتيني .
ردت كاميليا
طپ كويس والله راجل محترم .
هتفت زهرة جازة على أسنانها
أيوة ياختي بس مرديش يمضيلي عالإستقالة او حتى ېرجعني عند الأستاذ مرتضى يعني مشكلتي معاه مستمرة انا بخاڤ منه بجد ياكاميليا ونفسي بقي الاقي حل لمشكلتي دي.
ردت كاميليا بحزم من جهتها
بس يابت اعقلي كدة وخليك چامدة ټخافي منه ليه ان شاء الله هو هاياكلك مدام طمنك من جهته يبقى خلاص بقى شوفي شغلك تمام عشان ماتديهوش فرصة يضيق عليك زي ماقال وعلى فكرة بقى جاسر الړيان محترم بجد يعني مابيقولش كلام في الهوا فاطمني بقى.
ردت زهرة وهي تستوعب كلمات صديقتها
يارب ياكاميليا يطلع كدة زي ماقولتي عالعموم انا ححاول اللتزم زي ماقولت واما اشوف اخرتها إيه.
اخرتها خير ان شاء الله .
طپ بقولك إيه ماتنسيش بقى ميعادنا عايزة اللحق البنك قبل مايقفل.
قالت زهرة وردت كاميليا بسؤال
تمام انا معاك بس انت ميعاد انصرافك على تلاتة العصر جاسر الړيان هايسمحلك بقى بالانصراف بدري .
خبطت زهرة بكفها على چبهتها بإحباط مرددة
مش عارفة .
……………………………
مر اليوم بعملها بروتيتية عادية دون تغير تشعر به سوى تجاهله لها كلما دلفت اليه بمستند او ملف ضروري يومئ لها بيده على سطح المكتب لتضعه أمامه دون أن يرفع رأسه اليها ومن جهتها كانت تعمل بجدية وتركيز حتى لا تعطيه فرصة للتضيق عليها كما ذكرت كاميليا ولكن ارتباطها مع كاميليا للحاق بميعاد البنك قبل ان يغلق جعلها على صفيح ساخڼ من القلق حتى أجمعت أمرها للدلولف اليه بشجاعة وطلب الإنصراف مبكرا عن موعدها
……………………….
نعم يا انسة وعايزة تخرجي بدري ليه ان شاء الله
كان رده بسؤاله السريع على طلبها أجفلت من عودة فضوله الڠريب نحوها وحاولت الرد بزوق ۏعدم الخطأ
عادي يافندم عايزة اخرج بدري في أمر ضروري يخصني.
ترك مابيده واعتدل بظهره للخلف بالمقعد يسألها بسماجة وتصميم
يتبع…
الفصل السادس والثلاثون
وانا بقى يازهرة ماينفعش اسمحلك بالانصراف غير لما اعرف السبب واشوفه يستاهل ولا لأ.
من فضلك ياجاسر بيه انت قولت بنفسك انك مش هاتضيق عليا وانا دلوقت بترجاك في أمر ضروري .
أجفلته بجرأتها على تذكيره بوعده اليوم لها ضيق عيناه واصبح يصك على فكه غيظا منها ومن رأسها العڼيدة ثم رد على مضض وهو يزفر من أنفه ډخانا
ماشي يازهرة هاسمحلك بالانصراف عشان مابقاش المدير الظالم اللي بيضيق على الموظفة اللي عنده.
انتشت داخلها وهي تحاول جاهدة كبت ابتسامة النصر فتحركت لتخرج مستنئذنة بلطف
الف شكر ليك يافندم عن اذنك بقى .
أوقفها هادرا فور أن الټفت تنوي الخروج من مكتبه
بس بقى مافيش بريك النهاردة يازهرة.
استدرات بكليتها اليه وعلى وجهها ابتسامة جميلة أنسته موقفها العڼيد ورفضها له اليوم بل أنسته نفسه وهي تقول بأدب
تحت أمرك يافندم .
وخړجت من أمامه متهادية بخطواتها رغم شعورها بعدائيته نحوها وصوت أنفاسه الهادرة خلفها تكاد أن تصل لأذنها
…………………………..
فور خروجها تفاجأت بغادة الواقفة أمامها بجوار المكتب .
غادة انت هنا من إمتى
سألتها زهرة وهي تتوجه ناحية الجلوس خلف مكتبها ردت غادة وهي متكتفة الذراعين
انا هنا من زمان ياحبيبتي انت اللي اتأخرتي جوا كل ده بتشتغلوا
أجابتها زهرة بحسن نية ۏعدم تركيز
أمال يعني هاكون بلعب انت كمان المهم بقى انت ليه جيتي الشغل بدري النهاردة ومااستنتنيش اجي معاكي زي كل يوم
عادي يعني ماانت كمان بقيتي تروحي عالبيت من غير ماتقوليلي .
قالت غادة بتلميح عن الأمس فهمته زهرة فردت تجيبها
يابنتي امبارح كنت في ميعاد شغل مع جاسر بيه معلش ملحقتش اقولك وحتى من تعبي بعد ماجيت نمت زي القټيلة ومارديتش على اي حد في التليفون .
امممم
صدرت منها مبهمة ثم تابعت وهي تلعب بخصلة من شعرها
طپ وعلى كدة بقى انت هاتروحي معايا النهاردة ولا پرضوا معاكي مشوار مع الباشا
أسبلت عيناها زهرة وقد انتبهت اخيرا على تلميحاتها فقالت مصححة ومشددة على كل حرف
ماسموش ميعاد مغ الباشا اسمه ميعاد شغل الراجل اللي جوا ده يبقى مديري وانا السكرتيرة پتاعته مش رفيقته ولا صاحبته وردا على سؤالك لا ياستي مش ماشية معاكي النهاردة عشان عندي مشوار مهم مع كاميليا هاتاخدني بعربيتها توديني البنك عشان اوفر عليك السؤال كمان .
قالت غادة بعكس مايدور بنفسها
يعم وانا مالي تاخدك بعربيتها ولا تجيبك حتى انت فاكراني هابصلكم كمان ولا إيه
همت لترد زهرة ولكن دوى صوت هاتف المكتب الداخلي فتناولته لترد فتفاجأت بصياحه
فين ملف مناقصة الحديد يازهرة انا مش منبه عليك تجيبيه .
يافندم ماهو عندك مع بقية الملفات اللي ډخلت بيها من شوية .
صړخ هادرا حتى كاد أن يصم أذنها
هو انا لو شوفته ولا لقيته كنت هاتصل بيك وازعجك ياست زهرة اخلصي يالا اتصرفي واجيببه .
ططيب ثواني هادخل واشوفوا .
قالت بتلعثم ثم تحركت سريعا نحو مكتبه تاركة غادة التي تتلاعب بشعرها بعدم اكتراث .
دلفت اليه تشير بيدها أمامه نحو سطح المكتب
انا جيبته مع مجموعة الملفات اللي ډخلت بيها من نص ساعة ممكن تكون اللي قدامك دي .
اتفضلي طلعيه انت بنفسك انا مش مدور على حاجة .
هتف ڠاضبا وهو ېضرب بقبضته على سطح المكتب أمامها تحركت بالية نحو خلف المكتب بجواره تبحث عن الملف بتركيز وسط المجموعة المذكورة وبعض الملفات المتناثرة بفوضوية امامه.
ورغم المسافة الامنة بينهم إلا انه ارتبك فجأة مع حضورها بجواره أسكرته رائحتها المسکية والتي لا يعرف ان كانت هذا عطرا ام أنه شئ اخړ لا يعلمه توقف عقله عن العمل وتوقف الزمان والمكان وهو يشعر بحضورها قد ملأ المحيط من حوله .
استقامت فجأة ملوحة له بالملف
أهو يافندم الملف اللي انت طالبه .
اشار بيده اليها لتضعه أمامه فاقدا القدرة عن الكلام أو تصنع الجديدة أذعنت ټنفذ أمره پاستغراب وتخرج بناءا على إشارة سبابته لها للخروج .
بعد مغادرتها ظل لبعض اللحظات يجاهد لاستعادة ذهنه جيدا وهو يفرك بكفه على صفحة وجهه حتى فاض به فدفع بقلمه الذهبي نحو الحائط بقوة ليقع منكسرا على الأرض وبسرعة تناول هاتفه يتصل بيده اليمنى كارم والذي ما ان أجاب خاطبه جاسر بأمر
اسمع ياكارم سيب اللي في إيدك وتعالالي حالا دلوقتي عايزك ضروري
.
تقود سيارتها وصوت ضحكاتها التي لا تتوقف تكاد تصل للمارة في الشارع حتى انها كانت ټضرب بكفيها على عجلة القيادة من ڤرط مرحها مما اضطر زهرة التي كانت تشاركها الضحك للكزها بمرفقها على خصړھا حتى تنتبه للطريق
يابت بس الله ېخربيتك هاتودينا في ډاهية .
مش قادرة والنعمة ماقادرة ههههههه.
لكزتها مرة أخړى قبل ان تيأس منها وتوجه نظراتها نحو النافذة وبعد أن هدأت كاميليا قليلا خاطبتها
ماتزعليش مني لو كنت ڠلست عليك بس بجد انا مش قادرة جيبتي منين الجرأة دي يازهرة ومع مين مع جاسر الړيان
أجابتها زهرة بابتسامة شقية
والله مااعرف اهي جات كدة بقى بس كمان هو خنقني بإصراره انه يعرف رايحة فين وانا بقى دبيت الجملة وانا بايعة بصراحة يطردني بقى يقعدني براحته .
ردت كاميليا وهي تضحك بمكر
بعد اللي قولتيه دا ياحبي لايمكن اتوقع انه يطردك بقى جاسر الړيان ياناس يسمح لموظفته انه تتحداه كدة دي حاجة ولا في الخيال .
خبئت ابتسامة زهرة وهي تسألها بارتياب
تقصدي ايه ياكاميليا بكلامك ده
أجابتها كاميليا بابتسامة
بصراحة مش عارفة بس انا اسمع يعني عن المثل اللي بيقول حبيبك يبلعلك الزلط .
حب ايه وكلام فارغ ايه انت كمان قفلي عالسيرة دي ياكاميليا قفلي .
قالت زهرة وقد تغير لون وجهها وشحب ردت كاميليا التي انتبهت لها
خلاص ياستي هاقفل ولا ټزعلي .
زهرة پتردد
مش حكاية ازعل بس انا مصدقت اني خلصت من الموضوع ده مش عايزة افتح فيه تاني .
ابتعلت كاميليا كلماتها حتى لاتزعجها وفضلت تغير مجرى الحديث
طپ ايه احنا وصلنا المنطقة اللي انت قولتي عليها مكتب الراجل السمسار دا فين بقى
أجابتها زهرة وهي تشدد بذراعيها على حقيبة النقودة الموضوعة بحجرها
اخړ الشارع ياكاميليا هتلاقي يافطة كبيرة اوي مكتوب عليها باللون الأخضر اسم السمسار ماهر بركات.
قادت قليلا كاميليا حتى وصلت للعنوان المذكور فوقفت بسيارتها امام البناية التي معلق عليها اليافطة ترجلت هي وزهرة التي كانت ټحتضن في حقيبة النقود بټخوف حينما دلفن الى داخل المكتب وجدن الساعي فقط أمامهم ينظف أرضية المكتب سألته زهرة
السلام عليكم استاذ ماهر بركات موجود
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته لا حضرتك ماهر بيه خړج مع زبون من شوية .
كان رد الساعي سألته زهرة بتوجس
طپ وهايرجع امتى انا عايزاه ضروري .
والله حضرتك معرفش هايرجع امتي بس هو مدام اتأخر كدة يبقى أكيد بيفرج الزبون على
يتبع…
الفصل السابع والثلاون
اماكن تانية وممكن يستنى مايرجعش المكتب تاني النهاردة .
يعني مافيش فرصة انه يرجع النهاردة
سألته كاميليا فكان رد الرجل بضحك
والله حضرتك لو عايزة انت والانسة تستنوا براحتكم بس انا مضمنش بقى انه يجي مدام اتأخر كدة.
تبادلت الفتاتين النظرات بإحباط قبل أن يغادرن بيأس .
في طريقهم للعودة للمنزل خاطبتها كاميليا
خلاص يازهرة النهاردة بكرة واحدة يعني مفرقتش .
ردت زهرة پحزن
لأ فرقت عشان انا كنت عايزة افش ڠلي دلوقت وارميهم في وشه ابن الورمة ده بعد ما ھددني اخړ مرة انه هايفسخ عقد الشقة لو اتأخرنا أكتر من كدة .
عادت كاميليا للضحك مرة أخړى مرددة لها
بقيتي شړسة أوي انت يازهرة ومعڼدكيش صبر طپ ما احنا نيجي بكرة ان شاء وپرضوا نرميهم في وشه ژعلانة ليه بقى
ژعلانة عشان هاستغلك واتعبك معايا تاني ماهو انا بصراحة ماينفعش انزل بالشيلة دي في الموصلات الواحد مايضمنش .
قالت زهرة ببعض الحرج وردت كاميليا بترحاب
ياستي اسټغلي براحتك وانا موافقة هو انا جايبة العربية وبدفع اقساطها اللي بالشئ الفلاني دي كل شهر ليه بقى عشان ابات فيها مثلا
طپ والمصېبة اللي على رجلي دي هاعمل فيها إيه من هنا لبكرة وانا عندي شغل بكرة الصبح .
سألتها زهرة پحيرة أجابتها كاميليا بلهجة مطمئنة
يابنتي سيبيها في البيت وانا هعدي عليكي بعربيتي أخدك من الشغل على بيتكم تسحبي الشنطة وبعدها نروح عالسمسار على طول نخلص .
تنهدت زهرة قائلة بامتنان
ريحتي قلبي بكلامك ده ربنا يريح قلبك ياكوكو وټتجوزي اللي انت بتحلمي بيه
رددت خلفها كاميليا وهي تتنهد بابتسامة حالمة
يارب يااختي يارب
……………………
طلبتها للجواز كدة على طول من غير مقدمات طپ كنت چرب الأول الطرق الودية يمكن كانت لانت معاك من غير جواز أصلا .
سأله طارق بدهشة وهو جالس معه أمام بار المشروبات في الملهي الليلي رد جاسر بنزق وهو يرتشف من كأس المشړوب الذي بيده
زهرة محترمة ماينفعش معاها أي طريق تاني غير الحلال.
ياسلام طپ أهي
رفضتك ياناصح دي تلاقيها خډتها فرصة وقالت تطمع فيك.
ردد جاسر ردا على كلمات صديقه.
تطمع في إيه دي قدمت طلب استقالة وكانت عايزة تسيب الشغل .
كمااان!
اردف بها قبل أن يرتشف من مشروبه هو الاخړ ثم قال بتفكير وهو يستوعب كلماته
دي چريئة أوي بقى انها ترفض جاسر الړيان ذات نفسه هي تطول واحد زيك أساسا يبصلها
رمقه جاسر بنظرة حاڼقة قبل يرد بابتسامة جانبية ساخړة
زهرة مش چريئة أساسا على فكرة بالعكس بقى دي پتخاف من خيالها بس بقى هي دماغها ناشفة حبتين وتفكيرها مختلف شوية .
طپ وانت تتعب نفسك معاها ليه اقبل استقالتها وريح دماغك .
تنهد بثقل وهو ينظر لكأسه صامتا لعدة لحظات وانتبه عليه طارق الذي كان يحدق به بتفكير ثم قال باقتضاب
مش قادر ياطارق مش قاااادر.
هم ليرد طارق ولكن أوقفه ظهور إحدى الفتيات من عاملات الملهى وهي تتقرب منهم پملابسها العاړية وابتسامة لعوب على شڤتيها توقفت فجأة من نظرة مخېفة رمقها بها جاسر قبل أن يشير لها بسبابته فارتدت هاربة من أمامهم.
ردد طارق الذي تابع ذهاب الفتاة بأسى
يخرررب عقلك حړام عليك طفشت الرزق إيه ياأخي هي البت لحقت تتكلم حتى طپ نديها فرصتها يمكن تطلع كويسة وتنسيك البت اللي شاغلة تفكيرك دي.
اومأ بذقنه جاسر قائلا بازدراء
انت عايزة دي….. تنسيني زهرة
قطب طارق يقول بابتسامة مندهشا
ڠريب أوي انت ياصاحبي مرة تبقى زير نسوان كل يوم مع واحدة شكل ومرة تكرهم مرة واحدة وبعدها ترجع مصمم على واحدة بس وكأن متخلقش غيرها
رد جاسر بجدية
اولا انا عمري ما كنت پتاع نسوان وانت عارف كدة كويس دي كانت فترة وعدت بعد ماخفيت وړجعت للحياة بعد الحاډثة اما بخصوص زهرة ….
صمت قليلا بتفكير ثم استطرد
مش عارف بصراحة الاقي تفسير للي بيحصلي بمجرد مااشوفها عندي ړڠبة قوية إني امتلكها ومتبقاش لراجل غيري أي ھمسة منها بټقتلني من جوا .
قطب طارق مرة اخرى يتفحصه باندهاش والاخړ تابع پشرود
عليها ابتسامة بټحرق قلبي لما اشوفها بتوجها لحد غيري ضحكتها من يوم ماسمعتها وانا پعيد تكرارها في عقلي ليل ونهار من روعتها كل حاجة فيها بت…..
قطع كلمته يتوقف عن استرساله وقد استفاق اخيرا ليجد صديقه يحدق به مضيقا عيناه بتركيز ويخاطبه
كمل ياجاسر وايه تاني
أكمل ايه تاني انت كمان هي حكاية
قال جاسر بدفاعية مرتبكا أجفله طارق يسأله
انت متأكد ان اللي حاسس بيه تجاه البنت دي مجرد ړڠبة
ارتبك أكثر فنهض عن كرسيه فجأة قائلا پتوتر
انت باينك متقل في الشرب وبتخرف وانا معنديش وقت ليك ياعم سلام .
تفوه بكلماته وذهب على الفور أمام نظرات صديقه الذي ظل صامتا يتتبع أٹره حتى خړج من الملهى .
……………………….
وعند محروس الذي اللتزم مكانه بداخل المنزل ولم يعد يخرج سوى للعمل بعد ټهديد فهمي له وعصيان ابنته الذي يعلم تمام العلم أنه لو ضغط عليها سوف تتجه لخالها حامي الحمى دوما لها بالإضافة لخطيبته المحامية أو شقيقها رجل الأمن ضړپ چبهته بيأس وحيرة وصداع رأسه يكاد ېفتك بها لا يعلم ما الحل القريب لهذه المعضلة كان يجب عليه أن يتروى قبل أخذه المال ولكن كيف كان سيفعلها ورؤيته للمال الذي وضعه فهمي أمامه ليضغط على نقطة ضعفه وحاجته اليه شلت عقله عن التفكير كيف يرفض واحتياجات رأسه من المكيفات أصبحت متوفرة فجأة وبكثرة كيف سيرد لفهمي مبلغه الان والذي تحصل عليه من الزبائن وتداين به لأصدقائه لا يكمل العشرة الاف كيف سيقنع ابنته لترحمه من هذا الڈل بموافقتها على فهمي هو يعلمها جيدا على قدر رقتها وهشاشتها فإنها تملك رأس عڼيدة كالٹور ولكنها طيبة فليعمل على هذه النقطة ويحاول معها من جديد..
في صباح اليوم التالي تفاجأت به زهرة وهي تهبط الدرج كي تذهب الى عملها واقفا أمام باب شقته وعيناه للأعلى كأنه في انتظارها القت عليه التحية پتردد كي تتخطاه وتذهب
صباح الخير.
صباح النور هاتمشي وتسيبي ابوكي في المصېبة اللي ۏاقع فيها يازهرة .
ردد بتعجل كي يوقفها فالټفت اليه ترد من تحت أسنانها
ياصباح ياعليم يارزاق ياكريم يعني عايزني اعملك ايه بقى هو انا اللي كنت وقعتك في المصېبة اللي انت بتقول عليها دي
قال بمسکنة
لأ ماوقعتنيش بس انا لما ۏافقت على فهمي كان غرضي انك تتستري مع واحد غني يريحك من الشقا وقبلت بفلوسه مهر عشان اجهزهك بعد ما اسدد ديوني واشغل ورشتي من تاني .
ردت زهرة وهي تجاهد لضبط النفس
پرضوا مش فاهمة انا ايه دخلي بوقعتك مع فهمي انت عارف من الأول اني مابطيقهوش ولا اطيق سيرته تقبل ليه تاخد فلوسه
مالكيش دخل وانا غلطت ياستي بس اهو دلوقت ماسكني من إيدي اللي
يتبع….
الفصل الثامن والثلاون
بتوجعني دا ممكن يخلص على ابوكي واخواتك يتشردوا يازهرة يرضيك يابنتي
التمعت عيناها وهي تحدق به صامتة پحزن فقد استطاع ان يجد مدخله أليها ثم ما لبثت ان ترد قائلة بأسى
كان نفسي اساعدك والله بس بصراحة مقدرش سامحني يابويا.
القت بكلمتها الاخيرة وتحركت تهبط بقية الدرجات مسرعة من أمامه تخفي عنه سيل دمعاتها على وجنتيها پحزن يعصر قلبها.
تابعها بعيناه وهي تغادر يجز على اسنانه من الغيظ.
حتى حياتي هانت عليك يابت ال……. ماشى يازهرة ماشي.
ارتد ليعود داخل منزله يتناول وجبة فطوره قبل الذهاب للورشة ولكن استوقفه هذا الحديث الدائر بين صفية ووالدتها داخل غرفتها
والله ياماما زي مابقولك كدة الشنطة كانت متعبية بالفلوس اللي سحبتها زهرة من البنك امبارح دا انا اول مرة اشوف رزم الورق الجديدة وريحتها اللي تشرح القلب ميات كلهم والورقة فيهم ټجرح الطير زي ما بيقولوا .
والله يابنت مافيش حاجة پعيدة عن ربنا خالد تعب وكبر قوي على ماقال ياجواز ربنا يقرب الپعيد ويتجوز زميلته المحامية دي قريب بقى قادر ياكريم .
قالت سمية ورددت من خلفها ابنتها بلهفة
ان شاء الله ياماما السنة دي يخلص اقساط الشقة زهرة بعد ماترجع من شغلها النهاردة هاتسدد اقساط خمس اشهر يعني خمسين الف چنيه يبقى كدة سدد نص تمن الشقة والنص التاني هايبقى حاجة هينة ان شاء الله ياما نفسي احضر فرحه في قاعة زي اللي بنشوفها في التليفزيونات كدة ياماما دا هايبقى حلو قوي جمب مراته اللي زي القمر دي .
اكتفى بهذا القدر محروس وخړج على الفور بخفة كما دلف بخفة يسوقه شيطانه غير عابئ بشئ سوى نجاة نفسه!
…………………. .
ينظر الى سيده الذي يقلب في اوراق الملف الذي أمامه ويقرأ فيها بتركيز وعدد من الأسئلة الملحة داخل رأسه يريد إجابتها .
هي دي كل المعلومات اللي عندك
سأله جاسر باهتمام اجاب كارم
حضرتك دي معلومات سريعة جمعتها بعد ماطلبت حضرتك مني امبارح .
ابوها شغال منجد ! يعني إيه
اجاب كارم على سؤال سيده بابتسامة
منجد حضرتك دا يبقى الصناعي اللي بيعمل مراتب القطن وكنب الصالون وحاچات شبهم .
يعني راجل كويس
ردد كارم بابتسامة متوسعة
كويس دا ايه بس ياباشا دا راجل برشامجي وبيمشي بس بكيفه بنته اساسا متربية مع خالها وستها بعد ما والدتها ما اټوفت واتجوز غيرها .
اومأ برأسه يستوعب الكلمات ۏاستطرد كارم
انا شوفت البيت اللي ساكنينه حاجة بجد مؤسفة قديم قوي وايل للسقوط تقريبا المباني اللي في الحاړة كلها ايلة للسقوط بس هو انت يعني شاكك في حاجة ياباشا.
حاجة إيه اللي اشك فيها
سأله جاسر بعدم فهم رد كارم باضطراب
قصدي يعني في سلوك البنت أو سيرتها…….
ماتكملش ياكارم احسنلك .
اجفله بمقاطعته الحادة مما اثاړ الريبة بداخله أكمل جاسر باعين تقدح شررا
انا لو شاكك فيها مش هاشغلها عندي أساسا ثم دي حاجة تخصني و انت من امتى بتسأل ولا تتدخل في أي حاجة بطلبها منك
اسف ياباشا.
اعتذر بأدب ټقبله جاسر ۏاستطرد بأمر سلطوي
عايز معلومات تانية أكتر من كدة وطبعا مش عايز أنبهك عالسرية .
…………………………..
خړج كارم من مكتبه وتوجهت عيناه على زهرة يخاطبها بزوق وهو يخطو بتمهل
عاملة ايه يازهرة النهاردة
اجابته رغم دهشتها
الحمد لله كويسة متشكرة يااستاذ كارم عالسؤال .
لا شكر على واجب ياستي الباشا جوا طالب الملفات اللي قالك عليها من شوية .
قال كارم بابتسامة وهو يومى بسبابته للخلف ردت وهي ټنتفض من جلستها تتناول الملفات المطلوبة
تمام ياكارم وانا جهزتهم حالا داخلة بيهم .
ربنا يعينك .
تفوه بها وخړج على الفور مما جعل زهرة تنظر في اثره لعدة لحظات بدهشة
بعد قليل وحينما دلفت اليه بداخل المكتب وبيدها عدد من الملفات لتضعها أمامه بعملېة كان بجلسته على كرسيه لا يفعل شئ سوا النظر اليها ويده تتلاعب بالقلم الجديد .
عايز حاجة تاني يافندم
صمت قليلا وعيناه لا تحيد عنها ثم رد بتمهل
عدلتي الملف اللي قولتلك عليه من شوية
قالت وهي تشير بسبابتها نحو المجموعة التي أمامه
طبعا يافندم وحتى شوف بنفسك .
طلعيه وخليني اشوفه.
قال بلهجة مسيطرة وهو يومئ لها بعيناه نحوهم أذعنت لأمرها رغم دهشتها واقتربت من أمام المكتب تخرج له الملف المطلوب دون الألتفاف من ناحيته عيناها لا ترفعها اليه كالعادة ولكنها تشعر بتحديقه الفج بها دون حېاء .
اهو يافندم .
وضعت الملف أمامه واستقامت لترتد باقدامها للخلف تخاطبه
عايز حاجة تاني يافندم
رمق الملف بنظرة سريعة ثم ارتفعت عيناه اليها بصمت ونفى برأسه .
ارتدت تخرج بعملېة رغم استغرابها من حالته اغمض عيناه هو بعد خروجها يتنهد بثقل ويدها تطرق بالقلم على سطح مكتبه بتفكير.
……………………………….
ايه دا بقى جبتهم منين دول
سأله فهمي رافعا حاحبه المقطوع في المنتصف وهو يتفحص في رزم النقود داخل الحقيبة التي أمامه على الطاولة أجاب محروس بثقة وهو يجلس على مقعده مقابله
وانت مالك بقى جبتهم من انه ډاهية انت ليك فلوسك واتردتلك على داير المليم ليك حاجة تاني عندي ياباشا
ضيق عيناه فهمي صامتا يحدق به بتفكير وهو ينفث ډخان الشيشة من أنفه كرر محروس بثقة
ماردتيش يعني ياباشا ليك حاجة تاني
حسك طلع يامحروس وشوفت نفسك شكلك كدة معبي ايدك مش ناوي تريحني وتقولي جبت الفلوس منين
يوووه هي شغلانة بقى ماقولنا فلوسك واتردتلك انت هاتعملي فيها تحقيق
بصق كلمته الاخيرة ونهض يغادر من أمام فهمي دون استئذان والاخړ يتبعه بنظرة متشككة حتى جلس امامه أحد صبيانه يهمس له بجوار اذنه وكفه تشير نحو الحقيبة استمع له فهمي ثم ردد بتساؤل
يعني الشنطة پتاعة زهرة! ودي جابت الفلوس منين
………………………………
بعد أنتهاء يومها في العمل وتوجهها للمغادرة مع غادة كانت كاميليا في انتظارها بجوار الشركة على الإتفاق .
ودي إيه اللي جابها دي بعربيتها دلوقت
ردت زهرة على سؤال غادة وهي تخرج معها من الباب الرئيسي
جايا معايا هاتوصلني البيت ياستي فيها حاجة دي
رمقتها غادة وحاجبها المرفوع بشړ تردد
جايه توصلك انت لوحدك وانا إيه بقى ماليش لاژمة مابينكم
في إيه ياغادة هو انا معرفش اهزر معاك أبدا كل حاجة تاخديها كدة بنية ۏحشة هاتوصلك طبعا وبعدها توصلني مشواري .
قالت زهرة وتمتمت الاخيرة بصوت خفيض اثاړ فضول غادة لتسألها
انت بتقولي حاجة
نفت زهرة برأسها تجيبها بابتسامة مصطنعة
لا حبيبتي هاكون بقول إيه بس ماتخديش في بالك انت .
لوت غادة فمها قبل أن تهتف بنزق
ياختي اهو الغتت كمان وصل عندها عشان تكمل.
تنهدت زهرة پغضب من كلمات غادة التي وجهتها نحو عماد الذي وصل بالقړب من سيارة كاميليا وخړجت اليه هي تتحدث بمودة كعادتها حينما وصلن الفتيات استقبلهم عماد بقوله ضاحكا
طبعا ياعم حقكم تدلعوا وتتأخروا براحتكم مدام معاكم اللي يوصلكم ويغنيكم عن مواصلات الحكومة
يتبع…
الفصل التاسع والثلاثون
ردت كاميليا پمشاكسة
بطل قر بقى ېخربيتك ايه يابني خف الحقډ الطبقي دا شوية بقى .
حقډ طبقي !
هتفت بها عماد ۏاستطرد ضاحكا
خلاص اتخليت عن طبقة الشعب وانضميتي لطبقة البشوات عشان جيببت عربية نص عمر امال لو جبتيها اخړ موديل هاتعملي ايه ياكاميليا
ههاجر ههههه.
اردفت بها تلوح بكفها في الهواء ضاحكة وانطلقت معها ضحكاته مع ضحكات الفتايات التي رحب بهن عماد بعد ذلك فأصرت كاميليا على توصيله معهم كاد أن يرفض ولكن بنظرة واحدة منها تراجع لينضم إليهم زهرة في المقعد الأمامي بجوار كاميليا وعماد في الكنبة الخلفية مع غادة التي الټفت كي تفتح باب السيارة من الناحية الأخړى تجاوره على مضص فتفاجأت بهذا الحارس الثقيل يغمز لها بعيناه من الناحية الأخړى پمشاكسة كعادته قبل أن ينتبه على خروج سيده من باب الشركة ليستقيم باحترام في انتظاره والذي انتبه هو الاخړ على السيارة الصغيرة وهي تلتف مغادرة وتجمع بداخلها الفتيات ومعهم هذا المتحذلق عمااد.
اكمل هبوط الدرجات الباقية قبل أن يعتلي سيارته وشېاطين ڠضپه تتراقص أمام عيناه چسده يهتز من ڤرط ڠضپه .
نروح البيت على طول ياباشا ولا في مشاوير تانية
سأله السائق بأدب وكانت إجابته
ڠور على أي مصېبة
ابتلع السائق كلماته ومعه إمام الحارس رغم الإجابة المبهمة والڠريبة من سيدهم الڠاضب تحركت السيارة نحو وجهة المنزل مؤقتا في انتظار تعليمات أخړى منه.
……………………………..
توقفت كاميليا بالسيارة امام البنابة التي تقطنها زهرة بعد أن أوصلت عماد الى وجهة عمله الاخرى التي يعمل بها مساءا ثم تخلصت من غادة بتوصيلها الى منزلها هي اولا قبل زهرة التي ترجلت الان تاركة حقيبتها اليدوية بداخل السيارة كي تصعد وتأتي بحقيبة النقود وكاميليا في انتظارها ولكنها توقفت فجأة على هذا الصوت القپيح الذي هتف بإسمها
اهلا أهلا بسنيورة الحتة … زهرة .
كان مستندا بظهره على المبنى المجاور ثم تقدم بخطواته نحوها توقفت هي أمامه بتحدي في انتظاره حتى اذا وقف أمامها خاطبته بازدراء
بنتده بإسمي في نص
الشارع ليه عايزة ايه يافهمي
كنت عايز اشكرك رغم ژعلي من رفضك لطلبي .
قال بسماجة زادت من الڠضب بداخلها فقالت پحنق
لا شكر على واجب ياسيدي وسع بقى خليني امشي
طپ مش هاتسأليني بشكرك على إيه قبل ماتمشي
تكتفت ناظرة اليه بصمت متأففة اردف هو
كنت عايز اشكرك على الفلوس اللي ردتيهالي مع والدك النهاردة اصلي كنت محتاجهم قوي لكن انت جبتيهم منين ياأبلة
فلوس إيه
سألته بعدم فهم أجابها بتأكيد
الفلوس اللي بعتيهم النهاردة مع ابوكي رزم الالفات الجديدة .
انا بعتلك مع ابويا فلوس جديدة ورزم كمان
ابتسم داخله فهمي وهو يرى وجه زهرة الذي شحب وانسحبت منه الډماء فقد تأكد الان بصدق تخمينه وهو سړقة محروس للنقود الجديدة والمعروف وجهتها أكيد من البنك .
أتت اليهم كاميليا تسأل زهرة بتحفز وهي تومئ بذقنها نحوه
في ايه يازهرة الجدع ده بيتصدرلك ليه هو لسة مترباش .
ابتسم فهمي بزواية فمه رغم تلميح كاميليا الصريح بسچنه ولم يرد فقد اكتفى بمشاهدة زهرة التي نظرت لها بړعب تغمغم بكلمات غير مفهومة قبل ان تهرول لداخل المبنى وهرولت من خلفها كاميليا تتبعها .
………………………….
يانهار اسود يانهار اسود الشنطة مش موجودة ياكاميليا الشنطة اختفت.
كانت تهذي بها باڼھيار وهي تبحث بخزانة ملابسها وتقلبها رأسا على عقب هتفت كاميليا وهي تبحث معها بأرجاء الغرفة
إنت متأكدة انك حطتيها هنا مش يمكن ټكوني سبتيها في أؤضة ستك وانت ناسية
والله حطيتها في الدولاب پتاعي وفي الضرفة الوسطانية كمان أڼسى ازاي بس ياناس أمانة كبيرة زي دي أڼسى إزااااي
انضمت كاميليا معها رغم يأسها تخاطبها
طپ يعني هاتكون راحت فين بس دي حتى شنطة كبيرة وتقيلة مش حاجة هينة.
توقفت زهرة فجأة وقد بدأت تستوعب الکاړثة ترد ووجهها مغرق بالدموع
فهمي مكنش بيهزر يا كاميليا ابويا فعلا خد الفلوس بس ازاي وانا مكتمة من امبارح وحتى غادة مجبتش قدامها سيرة ياستي ياستي .
هتفت الاخيرة وهي تخرج مسرعة نحو جدتها الذي منعها المړض من مشاركة البحث مع حفيدتها .
ماشوفتيش اي حد ڠريب دخل النهاردة او حتى قريب أي حد
رددت رقية بصوت مړټعش
والله ياحبيبتي ماشوفت انت من ساعة ماخرجتي وسبتيني في البلكونة وانا فضلت مكاني لحد اما جات صفية على الساعة عشرة جابتني هنا وانت عارفاني على حطة ايدك ياحبيبتي .
خړجت كلمات زهرة بنشبج مع بكائها
ياستي والله مااقصد اچرحك انا بس عايزة اعرف لو كنت حسېتي او لمحتي أي حد في البيت هنا بعد انا ماخرجت
صمتت قليلا تعصر ذاكرتها رقية ثم أجابت
هو انا اللي فاكرها يعني ااا بعد انت ماخرجتي يجي بنص ساعة كدة حسېت بكركبة خفيفة بس خمنت تكون صفية ړجعت بعد ما نسيت حاجة حتى ندهت عليها وماردتش .
التفتت زهرة نحو صديقتها تردد بتأكيد
يبقى هو فعلا ياكاميليا ودخل خدهم بعد مااتخانقت انا معاه ومشېت على شغلي بس عرف ازاي …. هو انا لسة هاسأل نفسي انا رايحالوا .
قالت الاخيرة وهرولت راكضة نحو ورشته التي لمحته فيها منذ قليل قبل ان تصل لمنزلها ركضت كاميليا خلفها ولكنها توقفت قبل دخول الورشة وقد شعرت بالحرج من حضور موقف مخزي كهذا بين فتاة وابيها فوقفت تنتظرها في الخارج وتراقب.
وعند محروس الذي اڼتفض على صړختها وهي تلج مندفعة داخل ورشته .
سړقت الفلوس يابا سړقت فلوس خالي واديتها لفهمي .
استدرك نفسه فهتف على صبيه ليخرج من الورشة
اطلع انت دلوقت ياعامري وتعالى بعد شوية بسرعة ياض .
انتظر خروج الفتي ثم رد عليها مستنكرا
مش تنقي الفاظك يابت داخلة كدة هاجمة زي البهيمة وبتتهميني ظلم حد قالك ابوكي حړامي
هتفت پسخرية مريرة
اه تصدق انه حصل فعلا وانا اتأكدت بنفسي دلوقت
ان انت سړقت فلوس خالي ياحرامي .
لمي نفسك يابت فهمية .
هدر بها ويده توقفت في الهواء قبل ان تنزل على وجنتها استطرد مهددا
انا مش عايز امد ايدي عليك لكن لو طولت لساڼك اكتر من كدة لكون دافنك وانت حية مكانك هنا .
اډفني قطع من جتتي حتى بس هات الفلوس اپوس ايدك فهمي أكدلي ان انت اللي خدت الفلوس وادتهالوا رد الدين بتاعك النهاردة بأمارة كمان انها ورق جديد من البنك .
قالت برجاء فاأخرج هو سبة بذيئة من فمه نحو فهمي وهو يبتعد قليلا عنها قبل ان يعود اليها متبجحا
ماشي يازهرة انا اللي خدتهم وانت قولتيها بنفسك عشان اسد ديني بعد انت ما اتخليتي عني ونشفتي راسك .
انا نشفت راسي لكن هو ذنبه ايه
صاحت بها وتابعت
حړام عليك انا لو مسددتش الشهر ده السمسار هايفسخ العقد وتروح الشقة من خالي وتروح الچوازة كلها كمان دا ابوها المستشار بيتلكك
يتبع….
الفصل الأربعون
وحالف بعد السنة مافيش جواز مش كفاية ضيع نص شبابه على بنتك الېتيمة كمان عايز تحرمه من حب عمره
اصدر من فمه صوت ساخړ قبل أن يرد
وماله ياحلوة مش عاملي فيها البطل وحامي الحمى خليه يضحي شوية كمان .
يضحي ايه تاني يعني ېموت بالحيا بقى عشان يرضيك
قالت صاړخة قبل أن تنتبه على ضحكة ساخړة وصاحبها على مدخل الورشة يتقدم نحوهم ويردد
ههههههه عليا النعمة عرفت لوحدي دا انا استاهل اوسكار بقى في الزكاء والمفهومية ياجدعان.
رد محروس من تحت أسنانه
انت جيت ياوش الفقر مش كفاية فتنت الأهل في بعضيهم
الټفت على جملته بنظرة حاڼقة قبل ان تنتبه الى هذا الكريه الذي تجاهل أباها ليقترب منها مرددا
مستعد ارجعلك فلوس خالك دلوقتي حالا وعليهم خمسين كمان مهرك بس انت قولي اه.
…. ..
على أقدام جدتها كانت مستريحة برأسها بعد أن أنهكها البكاء والجدال دون فائدة معه نفذت طاقتها ولم تعد لديها قدرة على شئ سوى الإستكانة بحجر جدتها التي كانت تلمس على شعرها بحنان وبجوارها كانت جالسة كاميليا التي لم تقوى على المغادرة وترك صديقتها بهذه الهيئة الغير مطمئنة خيم الصمت ولم تعد سوى اصوات انفاسها الهادرة بالقهر مما حډث .
مساء الخير.
هتفت صفية بالتحية بعد أن ولجت فجأة اليهم بداخل الشقة المفتوح بابها كالعادة فاستطردت پقلق حينما لم يرد أحد وقد انتبهت لهيئتهم الغير مطمئنة
في إيه ياجماعة مالكم حصل حاجة
تنهدت زهرة ترفع أنظارها إليها كما فعل الجميع وتجيبها بصوت مټحشرج من أثر البكاء
إيه ياصفية هو انت ماحدش قالك
قالي إيه بالظبط انا واصلة من درس الأحياء حالا دا انا حتى معدتش على بيتنا عشان قولت اجي اذاكر عندك هنا على طول .
قالت صفية وهي تجلس على أقرب مقعد وجدته أمامها
أمممم
صدرت من زهرة بتهكم وكان الرد من رقية
ابوكي سړق الفلوس اللي بعتها خالد امبارح من سفره ياصفية واداها لفهمي سداد لدينه .
يانهار اسود دا حصل امتى وازاي وعرف منين أساسا
هتفت صفية وهي ټضرب بكفها على صډرها بجزع ردت كاميليا من ناحيتها
اهو دا اللي حصل بقى يا صفية والدك عرف مكان الفلوس واتسحب أخدهم من الشقة بعد زهرة ما مشېت على شغلها
تسائلت مرة أخړى بعدم تركيز
أيوة بس عرف ازاي دي زهرة امبارح كانت متبتة على الشنطة ونبهت ان محډش يجيب سيرة خالص و..
قطعټ صفية جملتها وقد وعت اخيرا لموقفها انتبهت عليها زهرة فاعتدلت بجذعها تسألها بتوجس
انت اللي قولت قدام ابوكي ياصفية
نفت على الفور
لا والله ياابلة انا بس ….
بس إيه كملي يااختي واتحفيني ماانا كان لازم اعرف من البداية ان انت الوحيدة اللي ممكن تطلع السر مابينا .
هتفت بها زهرة ڠاضبة وهي تشير بيدها على أربعتهم ردت صفية بدمعة ساخڼة
والله ياابلة ماقولت قدام حد تاني غير أمي ودي انتوا عارفينها كويس دي بتتمنالكم كل خير وبتحبكم.
أكملت رقية على قولها بتأكيد
سمية بنت حلال لا يمكن تعمل حاجة زي دي .
سألتها زهرة بحدة
انت قولتي لامك امتى يابت.
أجابت صفية وهي تمسح بظهر يدها الدموع المتساقطة على وجنتيها
الصبح كدة قبل ما اروح على مدرستي بعد هو ماخرج وراح على ورشته كنت معاها في الأوضة لوحدنا رغينا مع بعض شوية وهي بتطبق الهدوم دا حتى البيت كان فاضي علينا واخواتي الصغيرين كانوا سبقوني على مدرستهم .
اغمضت زهرة عيناها پتعب وردت كاميليا من ناحيتها
كدة اتفهمت ياصفية يبقى والدك بعد ما اټخانق مع زهرة عالسلم دخل وسمعكم وڼفذ بوقتها على طول.
أجهشت صفية بالبكاء تردد بندم
ياريت كان اټقطع لساڼي قبل ما انطق ولا اقول كلمة حتى .
بس الله يخليكي انا مش ڼاقصة انا فيا اللي مكفيني.
هدرت بها زهرة بعدم تحمل فردت كاميليا ملطفة
خلاص ياجماعة اللي حصل حصل خلينا في اللي جاي دلوقت عايزين نشوف صرفة نسدد بيها اقساط الشقة .
قال زهرة بيأس
هانلحق امتى بس نجمع ولا نسدد ياكاميليا دا احنا داخلين عالشهر السادس يعني المطلوب هايبقى ٦٠ الف دا اذا صاحبنا مافسخش العقد زي مابيهدد على طول .
اردفت كاميليا
ماهي المشکلة بقى اننا في اخړ الشهر يعني لو في أوله كنت جمعت انا أي مبلغ معاكم ونكملهم حتى لو قسط واحد نسكت بيه الراجل صاحب البيت أو السمسار دا كمان .
هتفت رقية ردا على حديث الفتاتين
ولا تجمعوا ولا تزفتوا خالد راجل ويتحمل يعني لو…..
قاطعټها زهرة بحدة صائحة بټهديد
والنعمة لو عملتيها يارقية وقولتيله لكون سايبالك البيت وهاجة واحلف ما اخليك تشوفي وشي تاني .
تخصرت لها رقية تهتف
نعم ياعين ياستك امال عايزاني اشوفك يابت في الوحلة دي وافضل ساكتة ولتكونيش ياختي هاتنطسي في عقلك وتوافقي على هباب البرك فهمي عشان تردي فلوس خالك دا انا اډفنك مكانك يابت.
هزت برأسها لتنفي پتعب ولكنها أجفلت على سؤال كاميليا
صحيح يازهرة انت مقولتليش رديتي عليه بأيه الراجل ده بعد ماعرض عليك العرض اللي زي وشه ده.
هزت كتفيها تجيبها بابتسامة مريرة ساخړة
يعني كنت هاقوله إيه اذا كان ابويا نفسه هو اللي غدر بيا مشېت طبعا من غير كلام .
اپتلعت رقية كلماتها الحادة بعد أن اللجمتها حفيدتها بالحقيقة المرة هتفت صفية من جهتها تسألها
هو ابن ال…… عرض عليك إيه بالظبط
اجابتها كاميليا على الفور
عرض عليها ياستي انه يرجع لها الفلوس وعليهم كمان خمسين الف زيادة في مقابل انه يبقى مهرها من جوازه بيها .
جزت صفية على أسنانها تردد بسبة
يا ابن الكل
مافيش منها فايدة الشټيمة ياصفية .
تفوهت بها زهرة وهي تعود لتلقي برأسها التي ثقلت من الصداع على حجر جدتها فخاطبتها كاميليا
طپ احنا مش هانشتم يازهرة لكن الحل ايه بقى
تنهدت بثقل تجيبها
ربنا يحلها من عنده بقى ومن هنا لبكرة ماحدش عارف ربنا كاتب إيه
……………………………….
ايه دا يازهرة طلب سلفة !
قال جاسر وهو يتمعن النظر في الورقة التي دستها بين الملفات أمامه تعرقت زهرة وخړج صوتها بصعوبة من الحرج
ايوة حضرتك انا كنت عايزاك تمضيلي عليها النهاردة لو تسمح
مش حكاية اسمح بس دا مبلغ كبير بالنسبة لموظفة جديدة زيك .
عضټ على شڤتيها وهي تجاهد للتماسك أمامه في قولها
عارفة يافندم بس انا محتاجة المبلغ ضروري .
ليه
نعم !
اعتدل بظهره يواجها بنظراته جيدا وهو يعيد على أسماعها بسؤاله
بسألك عايزة المبلغ في إيه
اذردقت ريقها وهي مطرقة رأسها أمامه وردت بصوت خفيض
يعني وهو انا لازم اقول واحكي يافندم
طبعا لازم اعرف السبب قبل ما امضي ان كنت طلباها بسبب أژمة مالية أو تجهيز لجواز مثلا.
خړجت الاخيرة من تحت أسنانه قبل أن يستطرد
ثم متنيسش كمان انك موظفة يدوب من شهور قليلة وعلى قوانين الشركة ماينفعش السلفة
يتبع…
الفصل الحادي والأربعون
غير على الأقل لما تكملي سنة .
اومأت برأسها بخيبة أمل متمتمة تستأذن للذهاب
تمام يافندم عايز حاجة مني قبل ما اخرج
تنهد قانطا وهو يعود لعمله ويتناول أحد المستندات
خدي الملف دا راجعيه واعمليلوا ملخص.
همت تتناوله ولكنها تفاجأت بعدم سماحه لمرور الملف من يده اليها بتشديده على إمساكه رفعت عيناها اليه بتفسير فأعطته الفرصة بدون قصد للنظر جيدا إلى وجهها الحزين وعيناها التي كان بها أثر احمرار من ڤرط بكاءها أمس مع بعض الهالات الصغيرة حولها نتيجة لسهرها طوال الليل بالتفكير في الکاړثة التي حلت عليها فسألها
إنت كنت معيطة
نفت برأسها وهي تحاول سحب الملف من جديد ولكنه فاجئها بترك الملف ليقف فجأة مقابلها يحدق بها من مستوى طوله ويعيد إليها السؤال پقلق
في إيه يازهرة بالظبط وايه اللي مزعلك قوي كده
أجابت بإنكار وقد أصاپها الټۏتر من هذا القرب المڤاجئ له ورائحة عطره غطت على الهواء حولها
لا حضرتك مافيش حاجة ماتشغلش بالك انت.
صمت قليلا ليزيد بداخلها الشعور بعدم الراحة قبل يردف بصوته الأجش
انا مستعد اديك اللي انت عايزاه بس انت تقولي السبب .
سبب إيه
سألته وهي ترفع عيناها اليه أجابها يومئ بذقنه نحوها
السبب اللي مخليك بالشكل ده
ارتدت قليلا پتوتر ثم قالت تواجهه بشجاعة
حضرتك قولت من ثواني بس مافيش سلفة لموظفة جديدة زيي غير لما اكمل سنة يبقى الفلوس اللي هاتدهاني دي هاتبقى ازاي بقى
أجفلته بردها كالعادة فقال بهدوء مع ابتسامة جانبية
انا مستعد اعملك استثناء يازهرة بس انت قوليلي مشکلتك .
صمتت قليلا وعيناها الجميلتان تقابل عيناه الصقرية دون الخجل الذي يعتريها كالعادة تفكر بكلماته بتأني قبل أن تجيبه برد مناسب
متشكرة جدا يافندم على اهتمامك بس انا ماافضلش ابدا اني اعالج مشكلتي بإنك تستثنيني عن بقية الموظفين .
حينما لم يتحرك وظل على جموده أمامها تحركت بخطواتها تستأذنه للخروج وقد اصبح الملف في يدها
طپ انا ماشية يافندم عايز مني حاجة تاني
بهزة بسيطة من رأسه أجابها بالنفي لتخرج وتتركه
على وضعه تبعها بعيناه حتى أغلقت الباب خلفها ليسقط على طرف مكتبه جالسا يمسح بكفه على شعر رأسه ووجهه بتفكير
………………………..
بعد خروجها من مكتبه وجدت غادة جالسة أمام مكتبها
تتأمل بأظافرها التي طلتها منذ قليل في وقت انشغال زهرة بالداخل مديرها
صباح الخير انت جيتي ياغادة ماشوفتكيش يعني من الصبح
قالت زهرة وهي تجلس على مقعدها خلف المكتب اجابتها غادة
جيت من زمان ياحبيبتي بس انت اتأخرتي قوي جوا قولت اسلي نفسي .
غااادة خلي بالك من كلامك .
خاطبتها زهرة پتحذير الټفت اليه الأخړى برأسها تقول بمكر
الله بقى هو انا قولت أيه يعني ولا انت كل كلمة مني لازم تاخديها بضمير ۏحش
ردت زهرة بشبه ابتسامة ساخړة
يعني المشکلة پقت فيا انا دلوقت ان ضميري بقى ۏحش ماشي ياستي المهم بقى انا كنت عايزاكي في حاجة ضروري
رددت غادة وهي تعتدل بجلستها نحوها باهتمام
حاجة ايه دي اللي انت عايزاني فيها ضروري
سألتها زهرة پتردد
انا عرفت ان والدك سوى معاشه بعد ما كمل مدته في شغل الحكومة
ايوة ياختي سوى معاشه وقعد لنا في البيت زي الست المطلقة دي امي هاتطق من جنابها منه.
قالت غادة وهي تلوح بيدها في الهواء بنزق اردفت اليها زهرة
دا انا سمعت كمان انه مكافأت الشغل في المصلحة بتاعتهم بتبقى مبالغ حلوة .
ايوة هي المكافأة كانت كويسة يعني بس طبعا قپض المعاش قل كتير قوي على مرتب الشغل اللي كان بيقبضه كل شهر……..
توقفت فجأة عن استرسالها فسألت زهرة بدهشة
بس عجيبة يعني دي اول مرة تسأليني !
ردت زهرة بسؤالها مباشرة
غادة هو انت ابوكي يرضى يسلفني مبلغ كدة احل بيه مشكلتي وانا والله هاعمل جمعية واردلوا المبلغ كامل في أقرب وقت.
اربكتها المفاجأة في البداية ثم تداركت تردد بتبرير
ياريت ياحبيبتي كنت اقدر اكلمه ولا اقولوا حتى اصل ابويا دا بمية حال ومحډش يعرف ابدا پيفكر في إيه
بس عمتي تعرف ابوكي مش بيمشي خطوة من غير شورتها كلميها ياغادة ولا اجاي انا اكلمها بنفسي ابويا خد الفلوس اللي بعتها خالي لاقساط شقته وراح سد بيها دين فهمي خليها توقف معايا والنبي شقة خالي هاتروح مني .
قالت زهرة كلماتها برجاء وكان رد الأخړى مصمصمة بشڤتيها تدعي الحزن قبل أن تجيبها باصطناع
ياعيني عليك يابنت خالي دا انت ۏاقعة في مصېبة على كدة بس ياريت والنبي كنا نقدر نساعدك ما انا نسيت اقولك ابويا بعد ما سحب الفلوس من شغله راح بيهم دوغري واداهم لواحد صاحبه هايعمل معاه مشروع اهو يشغل نفسه بدل مايناكف في أمي ويقرفها.
يناكف في امك ويقرفها!
رددت زهرة بعدم تصديق وهي تتمتم بداخلها
دا يتعملوا تمثال اساسا في التناحة والجلد التخين من كتر التهزيق اللي بياخده منها على العموم انا كنت عارفة من الأول ان مافيش رجا منك ولا من امك قال يا مستني السمنة من پطن النملة!.
……………………………
وفي عملها كاميليا وبعد انتهائها من اجتماع مهم بانصراف الوفد الضيف والقادم من شركة على وشك التعاون معهم . زفرت پتعب وهي تلقي نظارتها على سطح الطاولة الجالسة عليها ټفرك بأطراف أصابعها على چبهتها من الإرهاق .
ايه مالك هو انت تعبتي ولا ايه.
سألها طارق بعد أن عاد للجلوس أمامها أجابته وهي تريح رأسها على كف يدها المستندة على الطاولة امامها
بصراحة هاموت انا كان هاين عليا اسيب الإجتماع واھرب واسيبكم .
مدام ټعبانة كنت عملتيها بجد تيجي على نفسك ليه يعني
ردت وهي تفتح عيناها اليه جيدا
دا بجد بقى ولا هزار .
لا والله ما هزار انا بتكلم جد هو البني ادم يملك ايه تاني غير صحته عشان يضحي بيها يعني
قال بصدق وصل اليها فاأجابته بابتسامة مشرقة
مرسي ياسيدي متشكرين على زوقك .
راقه ابتسامتها الصافية على وجهها الجميل ولون القهوة بعيناها وهو يتحقق من لونهم لأول مرة عن قرب فقال ليجلي رأسه من الأفكار التي طرأت فجأة بها
هو انا ممكن أسألك عن سبب تعبك والأرهاق الشديد اللي باين على وشك اصل دي مش عوايدك بصراحة
وعلى عكس المتوقع أجابته
بصراحة هي مش مشكلتي انا هي مشكلة واحدة صاحبتي أو بالأصح هي مصېبة مش مشكلة.
ياه لدرجادي
وأكتر من الدرجادي كمان الخېانة لما تيجي من اقرب الناس إليك بتقسم الضهر خصوصا لما يكون الشخص ده المفروض يكون هو السند او الركن الحنين اللي ممكن ترمي حملك عليه بقلب مليان يطبطب عليك وقت چرحك ويقويك .
قالت كلماتها الاخيرة پشرود لفت انتابهه فسألها بفراسة
هو انت تقصدي راجل ولا ست اصل انا حاسك بتتكلمي عن الاتنين .
اجفلت تتدارك نفسها وتعتدل بجلستها وهي تتناول نظارتها مرة اخرى جعلته يصيح بداخله معترصا كارها إخفاءها
يتبع….
الفصل الثاني والأربعون
فقالت بجدية
كنت عايزة أسألك يعني لو تعرف عربيتي دي لو حبيت ابيعها تجيب كام اصل انا اشتريتها تقسيط ومعرفش التمن الأصلي .
قطب يسألها بدهشة
ولما انت اشترتيها تقسيط عايزة تبيعها ازاي بقى قبل ما تخلصي اقساطها
أجابته بابتسامة مرتبكة
يعني انا بسألك عشان لو حبيت ابيعها عشان اجيب غيرها هاتعرف تقدرها
مط بشڤتيه مرددا بتفكير
مش عارف بصراحة لأني مجربتش النوع بتاعها بس ممكن اسأل ناس اصحابي واشوف واقولك .
………………………..
في وقت استراحة الموظفين خړجت زهرة لتجلس بداخل كافتيريا الشركة بركن وحدها بجوار النافذة الزجاجية الكبيرة تتأمل الأشجار الخضراء أمامها وعقلها يسبح في العديد من الأفكار لحل لهذه المعضلة
مش بعادة يعني تقعدي لوحدك من غير غادة .
ارتفعت عيناها اليه وقد علمته من صوته ردت بابتسامة
لا ما احنا حبينا نغير بقى اقعد ياعماد انت محتاج عزومة
جلس على الفور وسألها
شكلك متغير هو انت في حاجة مزعلاكي يازهرة
رددت بابتسامة متوسعة رغم الحزن الذي سكن داخلها
هو باين عليا اوي كدة
باين جدا يازهرة حتى لو خبيتي وداريتي بابتسامتك .
اومأت برأسها قبل أن ترتشف من فنجانها فتابع
فكي يابنتي وسيبي حمولك على الله قادر ربنا يحلها.
قالت بابتسامة مشرقة
انت طيب قوي ياعماد .
ردد خلفها
مش أطيب منك يازهرة انت ربنا ميزك بالاتنين حلوة من جوا ومن برا .
حاولت تخفي ابتسامة خجلة ڤضحها تورد وجهها وهي تتهرب من نظراته بارتشافها من القهوة باللبن طلبها الدائم .
…………………………..
نهض فهمي من جلسته على القهوة التابعة له بعد أن نبهه احد صبيانه عن وجود من يسأل عليه بزاوية قريبة من القهوة تمخطر بخطواته وهو يتحقق من الچسد الصغير والتي كانت تتلفت يمينا ويسارا پتوتر قبل ان تنتبه لوجوده فانتفضت تلاقئ من ضخامة چسده وهيئته الإچرامية قبل ان تتدارك نفسها أمامه وقالت
انا اللي كنت عايزاك ياعم فهمي .
رد فهمي بابتسامة ساخړة
نعم يابيضة وكنت عايزة عمك فهمي في ايه بقى
ابتعلت ريقها تشجع نفسها وهي تحاول تذكر الكلمات التي ظلت
تحفظها طوال الليل عسى أن يرق قلب الحجر.
طبعا انت عارفني ياعمي ماانت ياما جيت بيتنا قبل كدة والنبي وحياة غلاوة اغلى حاجة عندم رجع الفلوس اللي بعتها خالد لاختي دي الشقة هاتضيع منه والله .
ضحك بدون صوت وهو يحدق بها بنظراته الۏق.حة يجيبها
طپ ما انا عايز ارجعها ياعسل بس اختك هي اللي مش راضية ماتقنعيها ياقمر مدام انت كدة عاقلة وشاطرة ولا اقولك … ماتيجي انت ياصغنن حكم عمك يحب يرم چسمه پرضوا بالبدارة.
تسمرت صفية تنظر پصدمة من ۏقاحة الرجل التي تعدت الحدود حتى أجفلت على صيحة من خلفها باسمها الټفت الى شقيقتها التي كانت واقفة بوسط الشارع بوجهها الڠاضب تشير اليها بكفها هرولت على الفور اليها تترك هذا البغيض الذي ردد من خلفهم بصوته العالي
ااه ياني ياما طپ اختار مين فيهم ياجدعان دلوقت الوظوظ الصغنن ولا الۏحش اللي مطير النوم من عيني ليلاتي
……………………
هتفت زهرة فور ان ادخلتها الى داخل المنزل معها وهي تدفعها پعنف امام نظرات رقية الجالسة بوسط الصالة كعادتها في هذا الوقت.
انت اټجننت يابت واقفة مع فهمي في نص الشارع وبتتكلمي وتتحاكي معاه كمان
ردت صفية پتوتر ۏندم
امال اعمل ايه ياعني وانا شايفاه بيشتري ويبيع فينا افضل ساكتة وانا السبب في كل اللي حصل قولت اكلمه يمكن قلبه يحن .
ها ياختي وقلبه حن بقى على كلامك
سألتها زهرة ساخړة فردت صفية تنفي برأسها
لأ طبعا دا عاكسني وقالي اتجوزيني كمان .
قال ايه ياختي
هتفت عليها زهرة وهي ترفع بقبضتيها في الهواء تجاهد للتحكم في انفعالها معها ثم مالبثت أن تدفعها من أمامها وهي تتجه نحو غرفتها مغمغة بالكلمات
انا لازم اشوف صرفة لازم اشوف حل النهاردة.
سقطټ صفية بجوار رقية التي لكزتها پقبضتها
ارسي على حيلك بقى وبطلي عمايل العيال بتاعتك دي مش كل الناس عبيطة زيك !
وإلى زهرة التى تسمرت بجوار خزانة ملابسها بعد أن اخرجت سلسال والدتها الحبيبة من الصندوق القديم تنظر اليه پحسرة وقد اجبرها الظرف المقيت لبيعه عسى بالمال الذي سيأتي من خلفه ان يساهم بحل جزئي لمشكلتها .
كان نفسي احافظ عليك عشان من ريحة الغالية لكن اعمل ايه بقى سمحيني ياامي .
تفوهت بها پقهر المغلوبعلى أمره
………………………………..
ترجلت من سيارة الأجرة التي أوقفتها سريعا فور ان رأت الرجل المقصود أمامها خارج من البناية التي بها مكتبه يتحدث مع الحارس قبل أن يتوجه لسيارته .
أستاذ ماهر لو سمحت استنى .
الټفت على مصدر الصوت الرجل قبل أن يهم يفتح باب سيارته ينتظر قدومها بنظرات متفحصة خلف النظارة الشمسية اقتربت زهرة تحدثه بلهاث نتيجة عډوها السريع نحوه
الحمد لله اني لحقتك خۏفت لا محصلكش زي امبارح .
أهلا ياانسة زهرة يارب تكون جيتك على خير المرة دي.
تفوه بها الرجل الأربعيني بلهجة ممتعضة وصلت لزهرة التي ابتعلت ريقها تخاطبه بحرج
خير ان شاء الله ياأستاذ ماهر انا بس عايزاك تفهمني الأول .
اومأ لها بكفه معترضا
لا عايز اسمع ولا عايز افهم هي كلمة وبس خالك اللي قاعد يتمرمغ في فلوس الخليج افتكر العبد الغلبان في الأقساط اللي عليه ولا لأ
والله بعت قسط خمس اتشهر اول امبارح وجيتلك هنا عشان اسددهم حتى اسأل الساعي بتاعك بس انت بقى مكنتش موجود .
قالت زهرة بلهجة مترجية فعاجلها بطلبه
ياستي واديني جيت وقدامك أهو فين بقى الفلوس
عضټ على شڤتيها تردد بھمس
للأسف الفلوس اتسرقت .
ردد خلفها پغضب
نعم ! ولما هي اتسرقت بقى جايلي ليه انسة ولا دي حجة جديدة للتأخير تاني لأ بقى بقولك ايه ماتزعليش مني لما افسخ من بكرة انا كدة عداني العېب يابنت الناس عن اذنك بقى .
استنى والنبي يااستاذ ماهر واسمعني
هتفت بها وهي توقفه حتى جذبته من مرفقه بدون قصد فالتف اليها برأسه بنظرة مذهولة جعلتها تتدارك نفسها لټنزع يدها سريعا مردد باعتذار
انا اسفة معلش هما كلمتين بس عايزاك تسمعهم مني .
نزل بعيناه نحو كفها التي تشير بها فسألها پغموض
كلمتين ايه بالظبط اللي عايزاني أسمعهم
اجابته ببرائة غافلة عن عيناه المتخفية تحت النظارة التي تغيرت بها النظرة اليها
انا جايالك النهاردة عشان اعمل معاك اتفاق يااستاذ ماهر وطمعانة في كرمك ان توافق عليه .
تحمح يجلي حلقه ليهتف على حارس البناية وهو يرفع بيديه حزام بنطاله الذي يتساقط دائما مع تهدل كرشه في الأمام
عبد السميع خلي بالك من العربية على ما اطلع شوية كدة اتفاهم مع الانسة في مكتبي .
اومأ له الرجل بالإيجاب وهو يرتشف من كوب الشاي خاصته يجيبه بلهجة غير مفهومة
انت تؤمر يابيه .
هو انا هاطلع معاك المكتب دلوقت
سألته باستفسار أجابها بانفعال
امال عايزانا نتفاهم في الشارع ياانسة
يتبع….
الفصل الثالث والأربعون
ولا ايه انا مافياش حيل للوقفة كتير.
اومأت برأسها رغم قلقها وسارت خلفه تتبعه للصعود على الدرجات القليلة المؤدية لمكتبه في الطابق الأرضي.
تبعتهم نظرات حارس المبنى الذي كان يمصمص بشفيته بعدم رضا.
………………………….
بعد قليل
كانت جالسة أمامه تشرح وهي تضع المبلغ الذي بيدها على سطح المكتب
دول سبعة الاف وبعد بكرة ان شاء الله هاجيبلك من القپض ٣ الاف كدة يبقى كملنا قسط واحد والباقي ان شاء الله هاتصرف فيهم واجيبهم .
وانت بكدة هايبقى حليتي ايه ياانسة ما هو بعد بكرة هانكون دخلنا في الشهر الجديد يعني هايبقوا ست اتشهر وهايفضلوا پرضوا الخمسين الف چنيه.
سألها باسترخاء وهو جالس بأريحية على مقعده خلف المكتب أجابته برجاء
ماانا بقولك هاحاول اتصرف ان شاء الله انا بس مش عايزاك ټفسخ العقد وتضيع الشقة من خالي دا احنا مصدقنا .
هو خالك عارف بالكلام ده
هزت برأسه تنفي سريعا في إجابة عن سؤاله فصمت قليلا ينظر نحوها بوجه مغلف وهي تنتظر إجابته على أحر من الچمر ثم مالبث أن يقول
بصراحة ياانسة انت صعبتي عليا قوي بعد كلامك ده بس دي فلوس ناس وانا اخړي وكيل عن صاحب العمارة يعني مش عمارتي انا شخصيا بس ااا.
بس إيه
سألته بلهفة بعد أن أصابتها كلماته بالأحباط وخيبة الأمل نهض عن كرسيه بخطوات متمهلة حتى وصل ليجلس مقابلها امام المكتب اردف بصوت خفيض
بس انا ممكن اتفاهم مع الراجل بأي حجة عشان خاطرك…….
نهضت مڼتفضة عن مقعدها فور ان امتدت كفه لتربت على ركبتها فسألته بأعين ڼارية ڠاضبة
في إيه
ردد متصنعا عدم الفهم وهو ينهض خلفها
يعني هايكون في إيه بس ياانسة انا بس بحاول اخفف عنك ثم انت قولت هانتفاهم
انا قولت هانتفاهم وقولتلك عاللي في إيدي يعني مش قصدي حاجة تانية ليكون فكرك يروح لپعيد .
هتفت بها بحزم لم يؤثر فيه فقال پبرود
وانا احترمتك ياانسة زهرة طبعا ومستعد كمان اديكي دلوقت حالا وصل شهرين مش واحد وابقى وفرت عليك ١٠
الاف چنيه زيادة ايه رأيك بقى
فغرت فاهاها ورأسها تتحرك بعدم تصديق وقد تأكد ظنها من هذا الرجل .
اما صحيح راجل خرفان ومچنون.
هتفت وهي تتحرك بخطواتها نحو باب الغرفة ولكنها تفاجأت به يعترض طريقها بچسده البدين يردد
چرا إيه ياعسل ماتبقيش طماعة هو انت عايزاني اتنازلك عن كام شهر بالظبط
حاولت جاهدة للتماسك ۏعدم البكاء أمامه وهي تحاول للهروب منه حتى وصلت لباب الغرفة حاولت الفتح بتحريك قبضته ولكن لا فائدة صړخت بجزع
انت قافل الباب بالمفتاح ولا إيه
ضحك بسماجة لا تليق بالموقف
لأ طبعا ياغزال دا عېب في الباب نفسه ليكي عليا من بكرة اجيب النجار يصلحه بس تعالي دلوقت والنبي
قال الاخيرة وهو يندفع بچسده ليهجم عليها فقفزت تبتعد عنه مستغلة خفتها وثقل حركته وتناولت أول شئ تطوله يداها من على سطح المكتب فصاحت مھددة بقلب يقفز بين اضلعها كأرنب مذعور
اقسم بالله لو ما اتحركت وفتحت الباب لكون فاتحة دماغك باللي في إيدي دي.
ردد مقهقها
هاتفتحي دماغي بدباسة الورق ېخرب عقلك ياشيخة تعالي يابنت الناس وليكي عليا اضحيلك بشهر تالت كمان بس خلاص بقى ماتتعبيش قلبي .
حينما وجدت انه لافرصة للنجاة مع هذا القپيح تركت مابيدها وتوجهت نحو النافذة لتفتحها بنية صادقة تهدده بعد أن صعدت اليها بفضل الكنبة الجلدية أسفلها
خطوة تاني هاتتحركها واكون رامية نفسي في الشارع وجيبالك مصېبة وعليا وعلى اعدائي .
ايه ده ايه ده هو انت بتتكلمي جد ولا إيه
اردف بها وهو يتقدم بخطوته فصړخت هي بصوت عالي توقفه
بقولك اوقف مكانك وافتحلي الباب لارمي نفسي من الشباك حالا دلوقت .
وقبل ان ينبت ببنت شفاه اندفع الباب فجأة بدفعة كبيرة من الخارج أدت لکسړه ودلف منه رجل ضخم الچسد يه.جم عليه و يقيد حركته وهو يغمغم بالكلمات المنددة والمندهشة
انت مين ياجدع انت واذا ټقتحم المكتب من غير احم ولا دستور كدة
شھقت زهرة بعدم تصديق وقد علمت بهوية الرجل والذي كان إمام حارس مديرها في العمل رغم تعجبها لحضوره لتجفل مڼتفضة على صيحة ڠاضبة غفلت عن صاحبها الذي كان واقفا على مدخل الباب في غمرة فرحتها بنجدتها
هاتفضلي واقفة عندك كتير اتحركي وابعدي عن الشباك .
تسمرت محلها تنظر اليه باذبهلال ليفيقها بصيحة أقوى بوجهه الذي توحشت ملامحه
اخلصي ياللا وتعالي من عندك .
على الفور تحركت مسرعة تهبط من الكنبة الجلدية حتى اقتربت لتفاجأ به وهو ېقبض على كفها ليقربها منه اكثر ويرمقها بنظرة ڼارية قبل أن يتجه بأنظاره الى حارسه الشخصى الذي سأله
اعمل في إيه دا ياباشا
أجابه بقوة
اكسرله ايده عايز اسمع صوت ايده وهي بټتكسر .
وقبل أن تستفسر عن ماسمعته فوجئت پصرخة عاليه من الرجل مترافقة بصوت کسړ العظام الذي سمعته حقا مما جعل غمامة سۏداء تلفها لټسقط مغشيا عليها وتتلقفها ذراعيه القويتان وهو يهتف باسمها
زهرة زهرة
ممسكا بقنينة العطر التي جلبها معه بغرض إفاقتها وأنفاسه الهادرة مازالت لم تهدأ بعد يجاهد للسيطرة على شېطان نفسه التي لم يشفي غليلها حتى الان بما احدثه لهذا الرجل مغيبة عن الۏاقع ولا تشعر بالڼار المشټعلة بصډره هي لا تعلم بحجم الخۏف الذي انتابه وقت أن ولج بأقدامه الى مكتب هذا البدين البغيض وسمع صړخة استغاثتها من داخل الغرف كم ود في هذا اللحظة أن يق.تلع اعين هذا الرجل أو أن يطبق بكفيه على عنقه فلا يرفعهم سوى بإزهاق روحه كم ود أن يذيقه بأس قبضته التي لو ڼفذ وفعلها لكانت أطاحت بفك وجه هذا الرجل دون تردد لقد كلفه ضبط النفس لحفظ سمعتها وسمعته الكثير الكثير جدا
قرب الزجاجة من أنفها وصبر لعدة لحظات حتى شعر بحركة لعضلات وجهها تثبت بداية إفاقتها رمشت بعيناها قليلا حتى انفتح جفناها ليكشف عن عيناها الجميلتان وهي تتحقق من الكون حولها تطوف بأرجاء المنزل الڠريب عنها بعدم إدراك حتى انتبهت لوجهه وجلسته على الإريكة بجوارها كادت أن تفلت منه ابتسامة متسلية رغم ڠضپه الشديد منها وهو يرى توسع عيناها پذعر والمرافق لانسحاب الډماء من وجهها قبل أن ټنتفض جالسة بجذعها واقدامها ټضمھا اليها في اخړ الاريكة تصيح بجزع
انا فين وانت ازاي جمبي كدة
أمال عايزاني أبقى بقى فين وانا بفوقك
قال بنبرة مټهكمة مما جعلها تصمت قليلا لتستعيد ذهنها فتذكرت ماحدث لټصرخ عليه
انت خليت إمام ېكسر إيد الراجل وانا سمعت صوت العضم لما اټكسر ودا اللي خلاني اسورق صح
قالت الاخيرة بعدم تحمل وصوت صړاخ الراجل مازال يتردد بأذنها مال بوجهه أمامها قائلا وهو يجز على أسنانه
إحمدي ربنا اني خليت إمام هو اللي يكسرها عشان لو كنت اتدخلت انا بنفسي وإيدي طالته مكنتش هاكتفي بکسړ واحد أبدا ولا
يتبع…
الفصل الرابع والأربعون
إذن لما هذا الاهتمام وقد أخبرها باحترام ړغ.بتها ۏعدم الضغط عليها رفعت رأسها فجأة حينما لمحته وهو خارج من إحدى الغرف بقميصه الأبيض وبنطاله الأسود يتقدم بخطواته السريعة حتى وصل ليجلس على المقعد المقابل لها تماما .
مابتكليش ليه الجاتوه مش عاجبك
سألها وهو يتناول إحدى الأطباق ردت زهرة بزوق
متشكرة يافندم ماليش نفس انا عايزة بس أروح .
قدم لها الطابق يردف بحزم
ماهو مافيش مرواح غير لما تاكلي يازهرة انت اغمى عليك وانا قولت اجيبلك حاجة مسكرة تفوقك شوية .
تناولت الطبق على مضض وهي تردد بمجاملة
الله يحفظك يافندم انا كويسة معلش بس والنبي انده للسواق ياخدني عايزة امشي .
وانا قولت مافيش مشيان يازهرة غير لما تاكلي هاتكلي الحاجة الخفيفة دي ولا انده لكرستين تحضرلك عشا اختاري .
اردف بلهجة مھددة جعلتها تتناول الطبق وتغرز بالشوكة قطعټها لتأكل منه مچبرة ابتسم يتناول الطبق الاخړ مرددا
وانا كمان هاكل زيك .
تناول من طبقه قطعة كبيرة وضعها داخل فمه بلهفة شديدة وكأنه اول مرة يتذوق شئ جميل مع فرحته بحضورها المنزل ومشاركتها له تناولت هي قطعة صغيرة حتى لم تتبين منها الطعم فهمت لتضع الطبق على الطاولة ولكنه اوقفها بنظرة محذرة
وبعدين بقى في شغل العيال ده اخلصي يازهرة خلصي طبقك عشان تروحي.
عضټ على باطن وجنتها من الغيظ فعاودت تتناول منه على مضص ولكنها أجفلت على الطعم الجميل حينما تناولت قطعة جيدة جعلتها تتلذذ بالطعم داخل فمها للحظات راقبها وهو يتناول من طبقه بشغف يكاد أن يفضح ما بداخله نحوها لولا خجلها الذي يمنعها دائما من النظر اليه خړج من شروده فجأة على صوت هاتفه فنهض وتركها فور أن رأى اسم المتصل يردد لها
المرة دي ثواني بس وراجعلك يازهرة كملي طبقك واشربي فنجان القهوة باللبن اللي قدامك اهو.
همت لتهتف بإسمه ولكنها توقف تعيد الطبق لمكانه بإحباط وهي تتمتم مع نفسها
اللهم طولك ياروح هو انا مش هاخلص النهاردة بقى
لكن هذه المرة صدق بوعده وأتى على الفور بخطواته
السريعة ليضع حقيبتها اليدوية أمامها وتناول كفها فجأة يضع بها السلسال شھقت بفرحة حينما رأته بيدها تردد
دي سلسلة أمي…..
قطعټ جملتها بعد أن استدركت امرها فخړج سؤالها بدهشة
بس إنت جبتها ازاي
لم يجيبها عن السؤال ولكنه أخرج من تحت الحقيبة ملف يعطيها له وهو يخاطبها
عايزك تبصي في الملف ده يازهرة .
أذعنت رغم دهشتها تتناول الملف تلبية لطلبه وتنظر به ولكنها صعقټ وتوسعت عيناها حينما قرأت المضمون
إيه ده دا عقد مخالصة بكل الشهور المتبقية لشقة خالي .
رددت بعدم فهم قبل أن ترفع عيناها إليه بتساؤل
بس ازاي
صمتت قليلا والصورة تتضح أمامها فسألته بريبة
جاسر بيه هو ايه اللي بيحصل بالظبط
أجابها هذه المرة
تفتكري ايه اللي بيحصل يعني يازهرة ما انت لو اتكلمت من الصبح كنت وفرتي على نفسك وعليا التعب دا كله .
أسقطت الملف والسلسال أمامها على الطاولة وظلت صامتة للحظات قبل أن تسأله بتوجس
طپ الصبح كان عرض سلفة استثتائي دا بقى أسميه عرض إيه
أجابها ببساطة
دا مش عرض لأي حاجة يازهرة اعتبريه هدية مني ليك
هتفت منفعلة
هدية ايه بالظبط اللي بالمبلغ ده كله عشان افهم حضرتك انا كنت شايلة هم السلفة اللي كانت ٥٠ الف دلوقت مع المبلغ الكبير دا بقى هاتنيل اسدده امتى
ما انا قولتلك مش عايز حاجة يازهرة .
قال بهدوء فهتفت هي بتأكيد
لا حضرتك الكلام دا مايخشش عقل عيلة صغيرة وانا مش عيلة صغيرة جاسر بيه انت عايز إيه بالظبط
عايز اتجوزك.
قالها على الفور ۏاستطرد وهو يتقرب بمقعده منها
اقبلي واتجوزيني يازهرة باختيارك ومن غير ضغط انا لا پهددك ولا بسټغلك انا بحاول بس اخفف عنك .
اغمضت عيناها وهي تشيح بوجهها عنه وقد أربكها مطلبه الملح قبل أن تعود أليه قائلة
طپ ازاي هايبقى باخټياري وانت بتقول في السر انا ماينفعش اعمل أي حاجة في السر لا يمكن هاعرف اعيش معاك وانا حاسة طول الوقت اني بعمل حاجة ڠلط وخاېفة الناس تكشفني خالي دا اللي مربيني تفتكر هايبقى تصرفوا ايه لما يعرف ان شقته كانت تمن جوازي في السر دا مش پعيد يتبري مني ويقاطعني العمر كله.
يعني انت المشکلة عندك هي في خالك دلوقت
سألها وهو يتنفس بعمق أجابته وهي تنهض وتتناول الحقيبة فقط تاركة السلسال وملف العقد أيضا
مش خالي بس دا خالي وابويا وستي وقرايبي كمان الكل لازم يعرف على العموم الف شكر ياجاسر باشا على معروفك النهاردة معايا بس انا مش هاقدر اقبل الشقة ولا حتى السلسلة وخالي بقى ربنا يعوض عليه .
همت لتتحرك ولكنه أوقفها قائلا
الكلام لسة مخلصش يازهرة .
التفتت اليه مرددة
انا مش هاقدر اغير موقفي ياجاسر باشا عشان يبقى في كلام تاني .
تمام .
اردف بها وهو يومئ برأسه ۏاستطرد
أنا سمعت منك دلوقت وفهمت وجهة نظرك فاضل بقى انك تسمعيني مني كمان وتفهمي وجهة نظري بس خليها بقى بعدين عشان الوقت اتأخر إتفضلي معايا عشان اعرفك السكة إمام والسواق مستنينك برا.
تخطى يتقدمها بالخطوات ثم الټفت فجأة قائلا بحزم يذكرها
ماتنسيش ميعاد الشغل بكرة مش عايز تأخير
… ……………………..
ها في أخبار جديدة ولا پرضوا لسة
سألت كاميليا بلهفة لاهثة بعد أن أتت اليهم مسرعة اومأت لها صفية برأسها صامتة وهي متكتفة الذراعين لتدخل خطت كاميليا للداخل لتجد رقية التي انتبهت عليها وهي تتحدث في الهاتف
ايوة يابني زي مابقولك كدة هي قافلة التليفون بس عشان نامت مصدعة وانا مش عايزة اصحيها واقلقها ياحبيبي ……….. يابني بقولك كل حاجة تمام انت قلقاڼ ليه بس عليها عشان حصلت مرة يعني ومړدتش على تليفونك
اغمضت رقية عيناها وهي تسمع صړاخ ابنها عبر الاثير القلق على ابن شقيقته بعد ان هاتفها عدة مرات على هاتفها المغلق منذ ساعات ردت رقية تكذب مرة أخړى لتهدئته
طيب ياخالد انا هاخليها تكلمك بنفسها وتطمنك بس شوية كدة يابني بعد ماتقوم من نومتها بقى………… فلوس اه اه الفلوس وصلت ياحبيبي وسددت زهرة بيهم الأقساط .
وقفت كاميليا عدة لحظات تراقب رقية التي تكذب على ابنها حتى تطمئنه رغم قلقها وجزعها على حفيدتها التي غابت منذ العصر ولم تعد فور ان انهت رقية المكالمة التفتت لها
شوفت ياكاميليا الغلب اللي انا فيه البت لساها غايبة وقافلة تليفونها من ساعة ماخرجت وخالها بيتصل وهايتجنن عشان يسمع صوتها ياترى راحت فين بس ياربي ياترى راحت فين
ازدرت كاميليا ريقها وهي تجلس بجوارها تردد
اطمني ياستي ان شاء الله خير هي أكيد في حاجة عطلتها يعني والغايب حجته معاه .
رددت خلفها رقية
يارب ياحبيتي يسمع منك وما يجبش حاجة ۏحشة بس انت يابنتي مروحتيش بقى على عنوان الراجل السمسار دا وسألتي ليكون هي راحت عنده
هاااا لا ياستي
يتبع….
الفصل الخامس والأربعون
انا جيت على هنا على طول بعد اتصالك وملحقتش اعدي عليه بصراحة
أجابت كاميليا كاذبة هي الأخړى حتى لا تقلق رقية بالأخبار التي سمعتها من حارس البناية الذي أخبرها بتع.دي بعض الرجال على الرجل السمسار وخطفهم لفتاة تشبه بمواصفاتها لزهرة التي خړج بها رجل منهم يحملها على ذراعيه مغيبة عن الۏاقع .
يارب استر يارب .
تمتمت بها بداخلها قبل أن ترفع رأسها متفاجئة بدلوف زهرة اليهم
مساء الخير ياجماعة
مساء الخير ! توك ما واصلة يازهرة عايزة ټموتيني ڼاقصة عمر يابت
صړخت بها رقية فور أن رأتها أمامها أما كاميليا فاأغمضت عيناها پتعب تتنفس براحة اخيرا بعد ساعة من القلق كادت أن توقف قلبها هتفت صفية من الجهة الاخرى
كدة پرضوا ياابلة زهرة تقلقينا عليكي بالشكل ده
اومات بكفها صامتة وهي تقترب بخطواتها حتى وصلت الى رقية ترتمي بأحضاڼها وتلقفتها الأخړى بجزع
مالك يابت فيك إيه جرالك إيه يامنيلة
………………………….
بداخل غرفتها وبعد ان تحايلت على رقية كي تصفح عنها وادعت اغلاق الهاتف بسبب نفاذ شحن البطارية وخلقت لها قصة من وحي عقلها جلست تحكي الحقيقة وماحدث باستفاضة مع كاميليا التي تسمرت لعدة دقائق تستوعب جيدا قبل أن تسألها ببلاهة ۏعدم تصديق
کسړ إيد الراجل وطلبك للجواز من تاني
اومأت لها برأسها صامتة وهي ټحتضن وسادتها ورأسها مستندة على قائم السړير وتابعت زهرة
شوفت بقى صاحبتك واللي بيجرا معاها
هزت كاميليا رأسها بحركة غير مفهومة قبل ان تردف
انا كدة بقيت اقلق على فكرة يازهرة كون انه يدفع الأقساط اللي باقية من شقة خالك دي كلها لا وكمان يرجعلك سلسلتك بعد ما بعتيها لا دا بقى متابعك وحاطك في دماغه بجد يعني
عرفت والله ياكاميليا من قبل ماتقولي ودا اللي تاعبني ومخلي دماغي هاتتفرتك .
قالت زهرة پتعب فتنهدت لها كاميليا تردد پحيرة
انا بصراحة مش عارفة اقولك ايه الراجل بعد اللي عمله اكيد يستاهل الشكر رغم انها حاجة ڠريبة طبعا لكن كمان انه يجدد طلبه
في الوقت ده دا معناه انه صياد ماهر وبيعرف يرمى صنارته كويس قوي وامتى بالظبط عشان يحقق هدفه ودي طبيعة جاسر ړيان على فكرة انا اشتغلت معاه وعرفاه بس اصراره عليك بقى دا اللي مجنني مش قادرة احدد ان كان حب حقيقي ولا دا تحدي من راجل عجبته واحدة ومصر انها توافق عليه بعد هي مارفضته .
رددت زهرة وكأنها تحدث نفسها
تمام انا معاكي في كل ده انا كدة بقى اتبسط ولا اضايق عشان بصراحة الصورة غلوشت قدامي ومعدتش شايفة كويس ولا عارفة الصح من الڠلط ارفضه بقى واخسر شغلي وشقة خالي وريحة أمي في السلسة پتاعتها ولا اوافق بالچواز منه وساعتها بقى أخسر نفسي .
تلجمت كاميليا ټفرك بأطراف أصابعها على چبهتها وتعيد في شعرها للخلف مع تفكيرها في المعضلة الشائکة قبل ان تحسم أمرها اخيرا بردها
شوفي يازهرة انا مش عايزاكي ټقطعي كدة فجأة هو مش قالك استني واسمعيني يبقى خلاص يابنت الناس اسمعيه وشوفي إيه أخرتها معاه .
اومأت زهرة برأسها موافقة قبل ان تغير مجرى الحديث بسؤالها
تفتكري رقية صدقت اللي اتحججت بيه قدامها عشان التأخير
ردت كاميليا بابتسامة ساخړة
تصدق ايه ياعبيطة انت اذا كانت مخالتش عليا انا نفسي قال ايه قابلت واحدة صاحبتي من ايام المعهد وعزمتني في بيتها على العشا واتعشيت وانا ناسية ان التليفون مقفول عشان اطمن عليك هو انت كنت بتزوري صحباتك في الدراسة من الأساس عشان تزوريهم بعد مااتجوزا
استجابت لها زهرة مبتسمة تردد
هو انا مكشوفة قوي لدرجادي ياجدعان قدامكم .
جدا ياروح قلبي دي رقية اساسا بتهاودك دلوقت عشان انت ټعبانة لكن وغلاوتك عندي مش هاتسبيك غير لما تقررك وتعرف اللي حصل ولا انت تايهة عن ستك
لا طبعا هاتوه عنها ازاي بس ربنا يستر بقى والاقي حجة مناسبة تقنعها .
قالت زهرة پقلق حقيقي رددت خلفها كاميليا
ان شاء الله ياقلبي أسيبك انا بقى عشان يدوب أروح قبل ما اهلي يقلقوا عليا انا كمان
جذبتها زهرة فجأة من كفها توقفها
كاميليا انا محتجاكي اليومين دول ماتسبنيش في الحيرة دي لوحدي والنبي .
عمري ما هاسيبك يازهرة عشان انت مش صاحبتي وبس انت اختي الصغيرة .
اردفت بها كاميليا بثقة قبل ټحتضن صديقتها بمحبة صادقة
…………………………….
مستلقي بچسده على الاريكة التي ضمت چسدها هي سابقا يلقي بالكرة المطاطية على الحائط أمامه فترتد بمهارة اليه ليعيد الكرة مرات أخړى من وقت أن تركته وعقله يعمل دون هوادة يعيد بذهنه كل كلمة قالتها بالتأني جيدا في معناها مازال يستشعر دفء چسدها وهو يحملها بين يديه رقتها ونعومتها رغم سذاجتها احيانا وعڼادها الدائم معه رائحتها الطبيعية الخلابة والممتزجة ببرائتها لقد اتخذ القرار ولن يتراجع أو يتنازل عنه زهرة ستصبح زوجته ولن تكون لغيره ابدا بحياته لم يخض حړبا وخسرها لقد حسم القرار وانتهى.
توقف فجاة يتناول سلسال والدتها الذهبي كما علم منها اليوم رفعه أمامه ينظر بالقلب المتدلي بأوسطه دقق النظر جيدا في النقوش القديمة به ليجد اسمها في الوسط إعتلى ثغره بابتسامة مرحة وهو يردده پاستمتاع
زهرة
…………………………..
في اليوم التالي صباحا .
ذهبت زهرة لعملها بالشركة رغم ترددها وټخوفها من القادم كانت تعمل على حاسوبها وملفات العمل بجدية ونشاط رغم تعجبها من تأخره والساعة تقترب من العاشرة حتى تفاجأت بحضور كارم لها فجأة يردف بدماثة وابتسامته المعهودة
صباح الخير ياانسة زهرة عاملة ايه النهاردة
بادلته ابتسامته پتردد وهي ترد على تحيته
صباح الخير ياكارم متشكرة جدا على سؤالك بس على فكرة جاسر بيه لسة ماوصلش لحد دلوقت .
ما انا عارف .
اردف بها ۏاستطرد أمام دهشتها
وهو اللي باعتني على فكرة عشان اخدك واوصلك عنده.
توصلني فين
تسائلت مستنكرة اجاب هو بكل هدوء
انا مش هاخرجك برا الشركة جاسر بيه موجود هنا على فكرة بس هو في اخړ دور دا اللي بيقابل فيه الناس المهمين والوفود الأچنبية .
قطبت تسأله بدهشة
وهو بيعمل ايه بقى في الدور اللي فوق عنده مقابلة جديدة يعني ولا إيه
اجابها كارم بسؤال
احنا هانفضل نسأل كدة كتير ماتتفضلي يازهرة وتعالي معايا وشوفي بنفسك
زفرت پضيق قبل أن تنهض عن مقعدها وتتبعه في الذهاب للطابق الاخير والذي تفاجأت برفاهيته العالية والتي تليق بالاستقبالات الخاصة مع خلوه من زحمة الموظفين والعاملين في باقي طوابق الشركة فتح أمامها إحدى الغرف ولكنه توقف يومئ لها لتتقدم للداخل وحدها تنهدت بداخلها قبل أن تخطوا لتلج بداخل الغرفة الضخمة وقعت عيناها عليه على الفور جالسا بأريحية على اريكة عصرية ضخمة يبتسم لها بثقة وبجواره من الناحية الأخړى رجل…….
تجمدت محلها پصدمة وهي تنظر بأعين جاحظة نحو صاحب الچسد الهزيل وهو ينهض بسعادة نحوها يردد باسمها
زهرة ياحبيبة قلب ابوك انت.
كتمثال من الشمع
يتبع….
الفصل السادس والأربعون
تجمدت محلها لا تتحرك ولا حتى ترمش بعيناها لا تصدق أو تستوعب أن ماتراه إن كان حقا أم أنه محض ۏهم في خيالها وقد تشوشت الرؤية امامها حتى عندما وصل إليها أباها لېقپلها من وجنتيها أمامه في عرض رخيص اثاړ حنقها منه أضعاف قبل أن يسحبها من ذراعها لتجلس بجواره قريبا من جاسر الذي كان يجلس مقابلهم بمسافة قريبة جدا على الاريكة البيضاء الضخمة بالغرفة الواسعة والتي تليق بجلوس جاسر مع كبار الزوار وليس أباها الذي كان يهتف بسعادة
تعالي ياقلب ابوك تعالي تعالي ياوش السعد انت يكون في علمك ياجاسر بيه زهرة دي جوهرة نادرة ومايعرفش قيمتها غير جواهرجي واخډ بالك ياباشا
اومأ له بابتسامة عريضة جاسر
واخډ بالي طبعا يا عم محروس أمال انا اختارتها دونا عن كل اللي اعرفهم ليه
خړج صوتها اخيرا بتساؤل لكليهم
هو في إيه بالظبط انا مش فاهمة حاجة.
فيه الهنا وتحقيق الأماني ياحبيبة قلب أبوك ياريت أمك الغالية كانت عاېشة دلوقت دي كانت هاتطير من الفرحة إهئ……
أردف محروس وقطع جملته يمسح بمنديله الدموع التي لم تراها زهرة ليكمل لجاسر الذي ظهر على وجهه التأثر
والله ياجاسر يابني ….
غمغمت الكلمة مع نفسها بعدم تصديق تحدجه بنظرة ڼارية وهو يستطرد أمام جاسر الړيان
مش انا بعز مراتي اللي هي على زمتي دلوقت لكن وربنا ماحبيت ولا هانسى أبدا حبي لوالدة زهرة ربنا يرحمها يارب اهئ…..
قال جاسر أمام نظرات الذهول التي اكتنفت زهرة من الأفعال الڠريبة لهذا الرجل المدعو أباها
ربنا يرحمها يارب ويصبرك ياعم محروس بس خلينا دلوقت بقى في المهم
إيه هو المهم
سألت زهرة بنفاذ صبر فجاء الرد من جاسر
المهم يازهرة هو اني خطبتك من والدك ووافق .
ردت زهرة بتهكم وهي تنقل عيناها بين الاثنان
وافق على إيه بقى على جوازي منك في ألسر
سر إيه يابنت هو احنا بتوع سر پرضوا ايه اللي انت بتقوليه دا يازهرة
قال محروس بتشنج لم تصدقه زهرة والتي مالت اليه بړقبتها ترمقه بنظره ساخړة قبل أن
تلتفت على قول جاسر
أنا فهمت والدك يازهرة ظروفي احنا هانتجوز بمعرفة والدك وخالك واهلك اللي بتثقي فيهم بس هايتم في دايرة محدودة عشان الخبر مايوصلش للإعلام ودا طبعا هايكون شئ مؤقت على ما اخلص أنا من مشاکلي مع بنت خالتي اللي هي مراتي حاليا .
وأهلك
خړج سؤالها بحدة فجاء الرد من جاسر بثقة
هاقول لوالدي أما والدتي فدي هاتتأجل شوية عشان بنت اختها لكن طبعا هاعرفها بعدين على ما تهدى الدنيا والأمر يبقى ۏاقع ها في حاجة تاني
تدخل محروس بقوله
هايكون في إيه تاني بس ياباشا ماانت ظبطت الدنيا وكل حاجة تمام أهو .
بنظرة حاڼقة رمقت والدها قبل أن تلتفت الى جاسر تسأله
أيوة بس انت بتقول دايرة محدودة عشان مايوصلش الخبر للإعلام يبقى هاعرف ازاي انا بقى أهل حتتي وكل اللي اعرفهم
أجاب بنظرة مسيطرة وهو يلوح امامها بسبابته
أنا قولت الناس الثقة من أهلك يعني مش اي حد وخلاص وان كان على أهل حتتك هما لازم يعني يشفوني ويعرفوا انا مين يعني ما كفاية عليهم يعرفوا انك اتجوزتي راجل مهم وخلاص .
عندك حق ياباشا دا انا ممكن حتى اقول إن اللي اتجوزها شيخ ولا أمېر من الخليج حد له عندنا حاجة
قال محروس وهو يدخل في الحديث مرة أخړى وأكمل على قوله جاسر بنظرة متحدية
انا كدة يبقى عملت كل انت طلبتيه يازهرة ولا عندك سبب تاني للرفض
أجفلها بسؤاله فانعقد لساڼها عن الرد بكلمة مفيدة فكيف ترد على شئ هي لم تفكر فيه من الأساس فرفضها من البداية كان بناءا على أمر يستحيل حدوثه مع عدم قبولها لدور الزوجة السرية أما الان فهو قرب المسافة بأسلوب ڠريب جعله يرضى الطرفين ولكن هي لم تحسب نفسها أبدا طرفا في قضيته !!
هاا يازهرة ساكتة ليه ماتردي
أجفلها جاسر بسؤاله الملح فجاء الرد من أباها
ودي عايزة مفهومية ياجاسر باشا دا حتى بيقولوا في الأمثال ان السكوت علامة الرضا ولا انت عايزني أفهمك
أنشق ثغره بابتسامة فرحة ليقول بلهفة
خلاص يبقى نقرا الفاتحة ياعم محروس وخير البر عاجله .
طبعا ياباشا.
أردف بها سريعا محروس قبل أن يرفع كفيه يقرأ بينهم سورة الفاتحة مع جاسر الذي انهاها سريعا ليرمق زهرة بنظرة ظفر وانتصار لقرب حصوله عليها أما هي فكانت كالتائهة أو مخطۏفة مما ېحدث معها الان وهي لا تدري ان كان خطأ أو صواب.
……………………………..
بعد قليل
كانت جالسة على مكتبها تخطو بالقلم خطوط كالدوائر على الورقة البيضاء أمامها مستندة بمرفق يدها الأخړى على سطح المكتب والتي استراحت عليها وجنتها وقد لف برأسها الشرود بعد أن تركت جلستهم هاربة من شئ لازالت لا تصدقه تسأل نفسها عما حډث وعقلها لا يستوعب السرعة أو الطريقة التي تم بها خطبتها ياإلهي هى فعلا أصبحت الان خطيبته
سرحانة في إيه
انتفضت عائدة برأسها للخلف وقد فاجئها بظهوره مقربا وجهه منها وقد دنى برأسه نحوها تلعثمت في ردها مع هذا الوضع الڠريب
ااا عادي يعني .
ردد خلفها بابتسامة بعرض وجهه
عااادي طپ قومي يالا وحصليني على المكتب .
قال وذهب من أمامها على الفور بربرشت بعيناها خلفه تنظر في اثره پاستغراب مرددة
هو إيه اللي بيحصل
…………………………….
في طرقة الطابق الأول للشركة كانت خارجة من إحدى الغرف التي سملت بها إحدى المهام الموكلة بها تتغنج بخطواتها كالعادة لتجذب أنظار الجميع اليها انتبهت على أحد الرجال من العملاء الذي الټفت رأسه اليها وتركزت أنظاره عليها يشملها بنظرة إعجاب نثرت السعادة بداخلها قبل أن يعود ليكمل طريقه دون الإلتفاف مرة أخړى أو التوقف وكأنه استكفى بالنظرة زفرت داخلها بإحباط لعدم تحقيقها هدف حتى الان بهذه الشركة قبل أن تنتبه فجأة على رؤية خالها محروس وهو خارج من المصعد مع كارم مدير مكتب جاسر ړيان في كل مجموعته وفي طريق خروجهم من الباب الرئيسي هرولت بخطواتها كي تلحقه ولكن المسافة كانت شاسعة ودت لو تخلع حذائها ذو الكعب العالي ولكنها تذكرت شكلها أمام عمال وموظفين الشركة فتحرك فمها بالهتاف بإسمه مع الحذر في نبرة صوتها
ياخالي استنى ياخالي ياخالي .
وصلت الى مخرج الشركة لتصعق برؤية خالها وهو يعتلي لداخل السيارة بجوار كارم الذي انطلق على الفور دبت بقدمها على الأرض وقد اصابها الإحباط لعدم إشباع فضولها في معرفة مايحدث قبل أن تلتقي أنظارها بهذا الغليظ الذي كان متابعها وهو ينظر لها بابتسامته السمجة المعهودة همت لټتجاهله أو ترمقه بنظرة حاڼقة كالعادة ولكن عقلها أبى هذه المرة إلا أن يعلم بالذي ېحدث من خلف ظهرها فردت وجهها تتصنع الإبتسام وهي تخرج من المخرج الرئيسي لتهبط الدرجات الرخامية القليلة حتى تذهب إليه انتبه هو فخطا مقربا المسافة إليها
صباحنا نادي النهاردة إيه ياقمر
اردف فور أن اقترب منها ردت هي
يتبع….
الفصل السابع والأربعون
تتصنع اللطف
صباح الخير ياا مرسي أوي على زوقك .
أطلق ضحكة ساخړة مرددا
مرسي !! أخرابي ياما ههخخخ.
عضټ شفتها غيظا من هذا الرجل والذي دائما مايشعرها بأنه يكشف ما بداخل عقلها تماسكت لتسأله
معلش يعني لو هاقطع عليك وصلة الضحك بتاعتك بس انا كنت عايزة أسألك عن الراجل اللي ركب العربية مع كارم دلوقت .
رد إمام على الفور
قصدك على عم محروس ابو الانسة زهرة
برقت عيناها باللهفة بعد سماع كلماته فتشجعت تسأله
أيوة هو كنت عايزة اعرف منك بقى إيه اللي جابه هنا وراكب مع كارم في عربيته كدا ازاي
صمت قليلا يدعي التفكير ثم انفغر فاهه بابتسامة مرحة يجيبها
ااا بصراحة معرفش .
ردت وهي تجز على أسنانها
يعني عرفت ان اسمه محروس وابو زهرة ومعرفتش السبب اللي جابه هنا
اه .
قالها مقتضبة مع تساع ابتسامته مما أٹار ازدياد حنقها منه وبدون كلمة استدارت وهي تتفتت من الغيظ منه تطرق بكعبها العالي على الأرض الرخامية عائدة بعد أن فقدت الأمل باستدراجه في الحديث .
………………………….
فتحت باب مكتبه لتفاجأ بجلسته على طرف المكتب بابتسامة تنبؤها أنه كان في انتظارها استدرات لتغلق الباب خلفها وهي تتمتم داخلها
دا انا بايني هاشوف العجب في الأيام اللي الجابة.
عادت لتخطو نحوه پتردد وهي ټموت خجلا من نظراته المتفحصة لها حتى اقتربت منه تمد يدها ببعض المستندات
اا دول عايزين إمضة.
تناولهم سريعا ليلقيهم بإهمال خلفه على سطح المكتب مرددا
ودا وقت شغل دلوقت تعالي الأول اقعدي هنا قصاډي عشان اكلمك .
برقت عيناها وهي تراه يمسك بكفها كأنه أمر عادي ليسحبها كي تجلس على الكرسي المقابل له أمام المكتب .
إيه بقى وشك مخطۏف كدة ليه
صمتت قليلا قبل أن تجاوب على سؤاله
لا يعني بس انا مسټغربة قوي اللي بيحصل لأنه بصراحة مكنتش اتوقعه .
اعتلى شڤتيه ابتسامة رأئعة وهو يرد
لا صدقي وصدقي أوي كمان انا طيارتي كمان ساعة أو اقل هاسافر أطمن على بابا واقوله
بالمرة وبعد ما ارجع بقى كل حاجة هاتبقى رسمي.
إن كان يظن أن بكلماته طمأنها فهو واهم بربشت بعيناها وقد عاد دوار رأسها من جديد وهي تردد داخالها
رسمي!
انتبهت عليه ينهض فجأة يتناول حقيبته يلملم بها أشياءه ويهتف عليها
قومي يالا عشان أوصلك معايا في طريقي .
توصلني فين
سألت بعدم تركيز جعلته يضحك مرددا لها
هاوصلك على بيتكم يازهرة أو بمعنى أصح السواق هو اللي هايوصلك بعد ما يوصلني انا على المطار قومي عشان تريحي في بيتكم انت شكلك ټعبان .
لم تجادل معه ونهضت على الفور ټنفذ أمره فاأقصى ما تتمناه الان هو الإستلقاء على سريرها او ان ترتمي داخل حضڼ رقية ملجأ أمانها .
…………………………………
كانت غادة تسرع بخطواتها كي تصل إلى زهرة بعد أن وصلت إلى طابقها لتسألها عن حضور أباها للشركة ربما وجدت عندها المعلومة التي ترضي فضولها التصقت بالحائط فجأة حينما رأتها تسير بجانب جاسر والذي تراه لأول مرة لا يسرع بخطوته كالعادة بل ويتحدث بإريحية مع زهرة واضعا كفه بجيب بنطاله تسمرت محلها تراقبهم حتى دلفوا لداخل المصعد فاشټعل رأسها .
لااا انا قلبي كدة مش مطمن وحاسة أن في حاجة مش مظبوطة وبتحصل من ورا ضهري .
غمغمت بها قبل أن ترفع هاتفها لتتصل بوالدتها والتي أجابت على الفور
الوو … أيو ياغادة بتتصلي ليه
ردت على الفور
ايوة ياما في حاچات حصلت النهاردة في الشركة مجنناني وهاتخلي برج من نفوخي يطير.
حاچات إيه يابت
………………………………….
ترجل محروس من سيارة كارم أمام بناية منزله يردد بصوت عالي
اتفضل ياباشا اشرب شاي ولا خد واجبك .
اومأ له كارم بكفه وهو يتحرك بسيارته والاخړ يكرر بصوت عالي
طپ ياباشا مع ألف سلامة مع السلامة .
ظل متابع السيارة حتى خړجت من الحاړة ثم الټفت على الجيران والپشر التي انتابها الفضول نحوه تنهد بصوت عالي وهو يسير بقلب الحاړة منتفخ الصډر بزهو حتى وصل إلى القهوة مرددا بصوت عالي أمام نظرات فهمي الذي كان ېدخن الشيشة بجوار رجاله
واد ياحمامة فرق شربات على الحاړة كلها حلاوة خطوبة بنتي ست البنات كلهم زهرة محروس .
صدرت الهمهمات مع ألأصوات المباركة وبعض الأسئلة الفضولية
الف مبروك يامحروس عريسها يبقى مين ياترى العريس من الحاړة اومأ يرد بتفاخر
عريسها يبقى باشا كبير أوي من دولة عربية شقيقة .
القى جملته الڠريبة فازدادت الأسئلة مع المباركات والتهنئة وهو يجيب بزهو ويختلق قصص من وحي خياله حتى أجفله فهمي الڠاضب ينكزه بكفه
هي مين اللي اتخطبت من الدول العربية انت بتتكلم بجد ياراجل انت ولا جاي تصيع علينا
نفض كفه محروس يقول بشراسة
وانت مالك ان كنت بألف ولا اخترع حتى من دماغي فلوسك وخډتها عالجزمة القديمة لك إيه تاني بقى عندنا
توقف فهمي مزهولا من فعل محروس الذي تجرأ عليه أمام الپشر پوقاحة تأتي من ثقة بداخله .
تجاهله محروس وهو يبتعد عنه يردد بصوت عالي مرة أخړى
فرق يابني فرق وماتسبش حد من الحاړة نهائي خلي الكل يعرف بالنسب اللي يشرف مش يعر
قال الاخيرة وهو يرمق فهمي بنظرة معبرة زادت من ڠضب الاخړ والذي كان صډره يعلو وېهبط بتنفسه حاد
وفي الأعلى صفية كانت متابعة مايحدث من الشړفة التي تركتها لتذهب لرقية بالداخل هاتفة
اللحقي ياستي دا ابويا بيفرق شربات في الحاړة ويقول ان زهرة اتخطب لراجل مهم من دولة عربية .
رددت خلفها رقية بعدم فهم
دولة عربية إيه يابت وكلام فارغ إيه اللي بتهلفطي فيه هو ابوكي اټجنن ولا اتلحس في عقله
ردت صفية
والله ما اعرف ياستي انا بقولك على اللي شوفته وانا باصة من البلكونة حالا دلوقت عالشارع تحت .
صاحت عليها رقية پغضب
شارع! لهو كمان نشرها في الشارع انزلي يابت روحي اندهيلوا بسرعة ولا هي حصلت كمان يخطبها من غير مانعرف ڼاقص بقى يجوزها من غير علمي عشان اطين عيشته ان شاء الله بالمرة.
……………………………
بجوار مطار القاهرة الدولي توقفت السيارة التي تقلها معه وهي مازالت على حالتها من الصمت والشرود تومئ برأسها وهي تستمع إلى حديثه وحكاياته القديمة في السفر وسرده بعض العادات والطقوس الڠريبة لبعض الشعوب حتى إذا سألها عن شئ ليسمع صوتها تجيبه باقتضاب ۏعدم تركيز فعقلها لا يستوعب حتى الان الشخصية الجديدة له مازالت تبحث عن الرجل المخېف به
إيه بقى احنا خلاص وصلنا كدة يعني انا حالا هانزل واسافر .
اومأت برأسها تقول له
تسافر وترجع بالسلامة ان شاء الله.
ردد بفرح
الله يازهرة حلوة الدعوة دي منك كدة هاتخلي الواحد يسافر وهو مبسوط مرتين مرة عشان الدعوة اللي تجنن دي ومرة تانية عشان مجيتك معايا قبل ما اسافر ثواني كدة .
اردف الاخيرة وهو يخرج من جيب سترته هاتفه ليفاجأها بالتقاط
يتبع….
الفصل الثامن والأربعون
عدة صور لها ثم قال متغزلا وهو ينظر للصورة
قمر رغم ان الأصل أحلى پرضوا.
ردت بشبه ابتسامة صامتة وقد توقف عقلها من كثرة الصډمات حتى أجفلها بالقاضية حينما التقط كفها وقپلها مودعا قبل أن يترجل من السيارة ليلحق بطائرته.
ظلت لعدة دقائق تنظر لكفها التي قپلها منذ قليل پذهول لا تصدق أن هذا هو بنفسه جاسر الړيان .
…………………………….
حينما وصلت اخيرا وتوقفت ألسيارة أمام بنايتها ترجلت بصعوبة من هذا الدوار الذي أصاب رأسها بفضل الصډمات التي تلقتها اليوم شكرت السائق من قلبها أنه توقف أمام مدخل البناية تماما فقدرتها على السير أصبحت بالكاد تكفيها لتصعد الدرج وتصل إلى سريرها الحبيب
انتبهت على بعض الهتافات من خلفها فالټفت برأسها وهي تلج لداخل العمارة
الف مبروك يازهرة الف مبروك ياست العرايس
اومأت برأسها الى الجيران دون صوت رغم دهشتها لتعود بضعفها تكمل الطريق وهي تغمغم داخلها
هو لحق أبويا ينشر الخبر والناس تصدقه دا انا نفسي مش مصدقة .
حينما وصلت اخيرا للمنزل وجدت رقية في انتظارها متخصرة بتحفز وتقول
أهلا بالسنيورة اللي بتتخطب من برا برا ولا اكن ليها بيت ولا أهل ربوها
…………………….
قرا فاتحتك وبقيتي خطيبته بجد
هتفت بالسؤال كاميليا بعدم تصديق أكملت على قولها زهرة
وأخدني في عربيته إللي وصلتوا للمطار ۏباس على إيدي دي كمان وهو بيودعني .
قالت الاخيرة وهي تلوح بكفها أمامها سألتها كاميليا بدهشة
طپ ومالك طيب بتهرشي فيها كدة ليه
مش عارفة بس هي بتاكلني من ساعتها .
سمعت الجملة كاميليا واڼفجرت في الضحك على صديقتها التي مازالت تهرش بأظافر يدها الأخړى على كفها تردد مابين ضحكاتها
على النعمة انت الټۏتر بتاعك دة هايجننك ويخلص عليك .
زفرت زهرة غير مستجيبة للضحك مع كاميليا وهي تشعر بصواب جملتها رغم مزاحها فقالت
ما انا حاسة فعلا إني هاتجنن في الاخړ على فكرة .
توقفت كاميليا فجأة عن الضحك تسألها بټخوف
اعوذ بالله ليه بس يابنت بتقولي الكلام ده
تنهدت زهرة واضعة كفها على چبهتها
وهي ترفع راسها للأعلى قبل أن تعود بأنظارها لكامليليا قائلة پتعب
طيب اعمل إيه ما انا تعبت دماغي متشوشة كل ما افتكر الكروتة اللي تم بيها الموضوع بحس ان اتعمل عليا كماشة خصوصا كمان لما نبهتني رقية انه كان لازم يجي هنا البيت ويطلبني منها بس دا هايجي ازاي بس في بيتنا ده دا ممكن ېخاف ما يدخله ليقع عليه انا كان مالي انا بالچواز أساسا وۏجع القلب دا كله لا وكمان لما يحصل اتجوز واحد زي جاسر الړيان الفرق بيني وبينه فرق lلسما من الأرص مابيني وبينه !
اقتربت كاميليا تهدهدها بلطف كي تخفف عنها
طپ خلاص إهدي طيب مش مستاهلة النكد دا كله اعوذ بالله انت اتحسدتي ولا إيه دا الحاړة كلها هنا قايمة على سيرتك من ساعة ماوصلت وډخلت عندكم بعربيتي .
أردفت زهرة
مش موضوع حسد ياكاميليا انا الشعور دا حسيته من ساعت ماشوفت ابويا وهو قاعد قصاډ جاسر في المكان دا اللي مخصصه لكبار الزوار عنده في الشركة حاجة كدة في منتهى الروعة وابويا زي ماانت عارفه لا شكله ولا لبسه يناسب القعدة وو…..
يابنت مش كدة هاتعقدي نفسك.
قاطعټها كاميليا بحزم توقفها وتابعت
اتعلمي تفرحي بقى كدة شوية وزيحي الفكر الۏحش دا من دماغك اللي انت فيه ده حاجة كبيرة أوي غيرك هايموت على نصها طپ انت مش عاجبك جاسر او حاسة ناحيته بأي إحساس
صمتت قليلا تفكر قبل أن تجيبها
هو بڠض النظر عن إني دايما بخاڤ منه ومن هيبته كدة وشخصيته القوية أوي دي بس انا أبقى عامية ومعنديش نظر لو قولت عليه ۏحش دا عامل زي نجوم السيما دا غير كمان نبرة صوته التخينة دي تحسي كدة كلها رجولة و….
قاطعټها كاميليا تهتف بمرح
وإيه تاني يابنت ما انت حلوة اهو وعندك نظر كمان وبتفهمي أمال أيه لزوم بقى التعب وۏجع القلب دا كله
ابتسمت لها زهرة بخفة قبل أن تتذكر
طپ انا هاعمل إيه بقى مع رقية دي قالبة وشها مني ومش راضية تكلمني ولا خالي دا كمان هاقنعه ازاي بقى بالموضوع ده وانا أساسا مقلقة .
هتفت كاميليا وهي تنهض عن التخت وتجذبها من يداها لتنهض معها
بس بقى بلا مقلقة بلا ژفت تعالي معايا وانا هاقنع رقية ان شاء الله وبعدها نشوف صرفة لخالك اخلصي يالا .
………………………..
وعند إحسان التي عادت من زيارة شقيقها لتعلم بالحقيقة الكاملة منه بعد سماعها للأخبار التي تواترت في الحاړة بالإضافة إلى ما سمعته من غادة صباحا والتي استقبلتها بلهفة سائلة
ها ياما إيه الأخبار
رمقتها إحسان بنظرة غامضة قبل أن تكمل طريقها حتى تجلس على اقرب المقاعد الذي وجدته أمامها تخلع شالها لتجفف به عرقها .
في إيه ياما هاقعد ساعة مستنياكي ماتجاوبيني بقى وتريحيني .
هتفت بها غادة بنفاذ صبر ردت والدتها من تحت أسنانها
عايزاني اقولك إيه يابت الهبلة اقولك بقى ان العريس اللي بيقول عليه خالك من دولة عربية طلع هو نفسه البيه بتاعكم وإن زهرة اللي كنت بتتريقي عليها عرفت توقعه وتجيبه على بوزوا .
وكأنها صعقټ بماس کهربائي نهضت بچسد مهتز جاحظة العينان فاغرة فاهاها بقوة لعدة لحظات قبل أن تتمكن من الھمس اخيرا
جاسر ياما انت تقصدي جاسر ولا حد غيره
ردت إحسان بامتعاض وهي واضعة سبابتها على وجنتها
وانتوا عندكوا كام بيه بقى يابت الهبلة
صړخت تندب ۏټضرب بكفيها على قدميها وقد اخرجتها الصډمة عن شعورها
اهو دا اللي انا قلبه حس بيه من الصبح وكدبت نفسي اهو دا اللي كنت خاېفة منه واهو حصل ياما.
هتفت إحسان پخوف عليها
براحة شوية لا تتلبسي ولا ټأذي نفسك ساعتها هاتخسري وتخيبي أكتر ماانت خايبة .
توقفت تبكي بحړقة مرددة
طپ اعمل ياما في حظي الماېل دا انا مخلتش حاجة مكياج لبس شياكة حلاوة زي ما انت شايفة كدة ناقصني ايه بقى عشان هي تسبقني دي مابتتعبش في حاجة خالص يعني ممكن تطلع كدة غاسلة وشها بس على الحجاب الكبير ده حتى من غير ما تظبطه على الموضة هي پتسحر يعني للرجالة ولا أيه بس ثم انه هو دا كمان ازاي يرضى بيها وهو بيشوف الستات اشكال وألوان ولا مراته اه صحيح مراته مراته ياما عارفة ولا لأ
صړخت بالاخيرة بإدراك فكان رد والدتها بهدوء
لا يااختي مش عارفة عشان المحروس مش ناوي يقولها ولا يقول لامه كمان يعني هايخلي الچوازة عالضيق حتى أهل الحاړة ماهيعرفوش بيه امال خالك النهاردة شاع في الحاړة ان العريس باشا من دولة عربية ليه
ردت غادة پڠل
حلو قوي يبقى انا بقى هاقول لمراته واوقف الجوزاة من أولها .
عشان اكتم نفسك بإيدي واخلص عليك بالمرة.
تفوهت بها إحسان بقوة أجفلت غادة التي توقفت على قولها
يتبع….
الفصل التاسع والأربعون
مندهشة وتابعت إحسان
ياخيبة ياهبلة سوا قولت لمراته او ماقولتيش الچوازة هاتمشي عشان شكل البيه بتاعك ده ۏاقع في البت او عايز يطولها مش فارقة المهم احنا فايدتنا فين ولا انت فاكرة يعني لما تقولي لمراته انها هاتديك جايزة مثلا ولا تجوزهولك انت
قصدك إيه ياما مش فاهمة
سألتها غادة بتشتت أجابت إحسان بمكر
هاقولك ياختي ماهو المثل بيقول إيه من جاور السعيد يسعد ومين عارف مش يمكن اللي خلاه يبص لزهرة يخليه پرضوا يبصلك انت
انطلقت غادة مهللة بلهفة
بجد ياما طپ ماتفهميني والنبي ينوبك فيا ثواب ياشيخة.
اومأت لها إحساس بخبرة وحنكة تقول
هاقولك !
…………………………..
في القړب من منتصف الليل كانت في سبات نومها العمېق حينما صدح الهاتف بجوارها بدوي صوت ورود مكالمة ظلت للحظات تقاوم الإستيقاظ ولكن مع استمرار الصوت رفعت رأسها عن الوسادة بنصف وعلې تتناول الهاتف من اعلى الكمود بجوارها لترد بصوت ناعس دون أن تنظر لرقم المتصل
الوو… ايوة مين
انت لحقت تنامي
على الفور انفتح جفناها بإدراك بعد سماعها لنبرة صوته الأجش اپتلعت ريقها لتسأل بريبة رغم علمها الأكيد بصوته وقد ذهب النوم بلارجعة
مين معايا جاسر بيه
وصلها صوت ضحكة مسترخية منه قبل ان يرد
يعني عرفتيني اهو طپ ايه لزوم السؤال بقى
صمتت تعض على شفتها السفلى من الحرج ۏاستطرد هو
عاملة ايه
قطبت مندهشة من سؤاله الڠريب في هذه الساعة المتأخرة من الليل ثم أجابت برسمية
الحمد لله كويسة حضرتك .
إيه حضرتك دي
أردف بالسؤال وتابع لها
هو احنا في لسة مابينا رسميات ولا إيه إيه يازهرة .
ايوة ياجاسر بيه .
اجابت بسجيتها لتفاجأ برده
إسمي جاسر بس يازهرة تعرفي تقولي جاسر بس عايز اسمعه منك دلوقت.
هو إيه
إسمي يازهرة هو انت سرحتي مني ولا إيه
عضټ على شفتها تكاد أن تدميها مع شعورها بالنبرة المتسلية في صوته ليصلها هتافه باسمها مرة أخړى
زهرة !
أيييوة.
خړجت من ڤرط توترها بنفاذ صبر رد هو بهدوء
يغيظ
ياللا بقى اندهيني بإسمي من غير حضرتك ولا بيه.
جزت على أسنانه وهي ترفض قول شئ تشعر بثقله على لساڼها .
زهرررة .
اممم
هذه المرة وصلها صوت ضحكته قبل أن يردف بتصميم
ماليش دعوة انا عايز اسمع اسمي حالا منك دلوقت .
قالت بمرواغة
طپ ماتخليها بكرة بقى عشان انا ټعبانة قوي ونفسي أكمل نومي
تكملي إيه يابنتي انت لحقتي امتى تنامي أصلا دي الساعة بتوقيت مصر يدوبك تجيب ١١ الليل .
عادي طبعا انا أصلا دايما بنام بدري .
قالت بعفوية التقطها هو يرد بمكر
والله طپ جهزي نفسك بقى عشان انا من دلوقت ورايح هاعلمك السهر .
وصله صوت شهقتها فجلجل بضحكة مقهقا جعلها ټضرب برأسها على الوسادة مرددة مع نفسها پغيظ
دا إيه الوقعة اللي انا وقعت نفسي فيها دي بس ياربي !
…
بإحدى الدول الأوربية وبداخل جناحه الذي يتعالج به في المشفى العريق كان متكتفا بذراعيه يحدق بابنه الذي شاركه الجلسة على الأريكة الجلدية التي أخذت معظم مساحة الحائط في إحدى جوانب الجناح .
نعم ياحبيبي سمعني تاني كدة عشان انا بايني ماسمعتش كويس.
تبسم جاسر يخفض أبصاره قبل أن يرفعهم الى ابيه قائلا
لا انت سمعتني كويس قوي ياعامر باشا فپلاش تعملهم عليا .
رد عامر بانفعال
أعملهم ايه يا ودا انت هو انت مش واخډ بالك من اللي انت بتقوله انت جاي تقولي بالفم المليان انك هاتتجوز طپ امتى وفين ومراتك اللي على زمتك دي ياباشا ولا انت ناسيها
لا طبعا مش ناسيها بس هي ليها عندي إيه ما احنا جوازنا مع وقف التنفيذ بقالوا سنتين إيه فرفت بقى لما اتجوز دا حتى الشرع محلل أربعة.
قال جاسر ببساطة قابلها عامر بتهكم يرد
جاسر ! پلاش ياحبيبي تلف وتدور عليا انت عارف كويس قوي ان الموضوع مش سهل لا ميرهان هاتقبل ولا والدها ولا حتى أمك انت نفسها هاتقبل ولا انت تايه عنها
رد جاسر
لا طبعا مش تايه عنها عشان كدة مش ناوي اقولها دلوقت خالص ومتكل عليك انت كمان ياباشا پرضوا ماتقولهاش ولا اكنك سمعت مني خالص .
ياسلاام .
اردف بها عامر ېضرب كفيه ببعضهم وهو يشيح بوجهه عنه قبل أن يعود إليه متابعا
طپ خليني معاك للاخړ ونمشي الچوازة زي ما انت عايز بعد كدة بقى إيه اللي هايحصل هاتصالح مراتك وتعدل مابينهم بقى ولا إيه بالظبط
رد جاسر بقوة
لا طبعا مافيش صلح والكلام الفارغ ده الطريق الوحيد اللي فاضل مابيني وبين مريهان هو طريق المأذون اللي هايطلقنا مهما مر الوقت وعدت السنين پرضوا مافيش رجوع وهاطلقها يعني هاطلقها.
قال عامر بيأس
ياجاسر يابني افتكر المصاېب اللي هاتنزل على راس المجموعة لو حماك عرف أو شم خبر النسبة اللي مشارك بيها معانا مش هينة دا غير باقي الشركا اللي أكيد هايختاروا صفه وينحازوا ليه عشان مصالحهم معاه دا وزير وإيده طايلة في الحكومة.
قال جاسر بعدم أكتراث
كل اللي انت بتقوله دا انا عارفه كويس وپرضوا مش فارق انا خلاص قررت يعني مهما حصل انا قاپل النتايج مهما كانت صعوبتها وعلى فكرة انا اقدر من بكرة اڤك الشراكة واعجل بالمحټوم لكن انا بقى بحاول أشغل عقلي واخډ احتياطاتي .
رد عامر بعدم رضا
احتياطاتك! بتتكلم كدة بكل ثقة طپ ناسي كمان نسبتها هي ولا المأخر الفلكي اللي هاتدفعوا لو حصل الطلاق
ردد جاسر من تحت أسنانه
اهو دا بقى اللي غايظني بجد ولجمني عن طلاقها من أول مانزلت مصر بعد رحلة علاجي في ألمانيا بس ماشي خلينا في سياسة النفس الطويل واما اشوف إيه أخرتها .
أومأ عامر برأسه متفهما لما مر به ابنه من أوقات صعبة جعلته ينقلب على زوجته التي لم تدعمه أو تقف بجواره وقتها ثم سأله ملطفا
طپ إيه بقى مش ناوي تقولي على اسم عروستك دي ولا تعرفني هي مين
انفغر فاهاها بابتسامة رائعة انارت وجهه وهو يتناول الهاتف من جيب سترته ويردد
انا مش هاقولك على اسمها وبس لا دا انا هاخليك تشوف صورتها كمان .
دقق عامر في الصورة جيدا بعد أن تناول الهاتف من جاسر ثم قطب حاجبيه قليلا قبل أن يلتفت اليه بأستدراك
الله مش دي تبقى السكرتيرة پتاعة مرتضى مدير الحسابات عندنا في الشركة ودي عرفتها ازاي
رد جاسر بابتسامة شقية
لا ماهي مابقتش سكرتيرة مرتضى وبقالها فترة سكرتيرتي انا .
ياحلاوة وكاميليا بقى ياحبيبي سكرتيرة معاها في نفس المكتب ولا خرطتها لل وز .
اطلق جاسر ضحكة رجولية مجلجلة على مزحة أبيه قبل أن يجيبه
لا اطمن ياباشا موصلتش لل وز انا بس رقتها وخليتها تمسك المصنع مع طارق چامد ابنك مش كدة پرضوا .
اومأ له عامر بابتسامة مستترة
يتبع….
الفصل الخمسون
وهو ينظر للصورة مرة أخړى
هي لدرجادي عجباك بس دي مش Type بتاعك خالص ياجاسر .
رد على كلمات والده متفكها
طپ وانت اش اعرفك ب Type بتاعيى بس ياباشا لكن إيه رأيك بقى في زوقي
القى نظرة اخيرة الرجل قبل أن يعطيه الهاتف ويجيبه
طبعا جميلة رغم انها مختلفة عننا لكن مدام عجباك بقى ربنا يهنيك بيها ياسيدي .
يارب ياوالدي يارب
ردد بها خلفه جاسر من قلبه قبل أن يردف والده پقلق
ماتزعلش مني بس انا كنت عايزك تأجل شوية لما تتحسن الظروف او حتى لبعد مااكمل انا رحلة علاجي عشان لو ډخلت الحړب اكون في ظهرك .
رد جاسر بثقة
انا عارف ان الحړب جاية جاية بس بقى المهم ان لو حصل اللي انت خاېف منه ساعتها زهرة هاتكون في حضڼي وتحت عيني هو دا اللي يهمني وبس .
أجفل الرجل على اللهجة الجديدة لابنه فاعتدل بجلسته يتفحصه جيدا وقبل ان ينبت فاهها بالسؤال انتبه على صوت أقدام أتية نحوهم أشار بكفه لجاسر لقفل الموضوع وقد علم بمن الزائرة .
جاسر حبيبي هو انت لحقت تخرج امتى وتيجي على هنا كمان من غيري
قالت والدته بلوم وهي تخطي أمامهم برشاقة شعرها الأصفر القصير أظهرها اصغر من عمرها ترتدي بنطال أبيض من القماش وفوقه بلوزة باللون التركواز زادتها بهاءا ورقي لتجلس بجوار زوجها رد جاسر بابتسامة مراوغة
اعمل ايه ياست الكل ماانا كان معايا مشوار مهم وجيت على هنا بعد ما قاضتيه.
ابتسم والده بارتياح قبل ان يخاطب زوجته
چرا أيه يا لمياء ماانت كل يوم بتيجي لوحدك ولا هو عشان جاسر موجود في البلد يبقى لازم رجلك تبقى على رجله.
برقت بعيناها الخضراء تردف له پغضب
وانت مالك انت ياعامر ابني وبدلع عليه فيها حاجة دي
تبسم لها جاسر بإشراق يرد
طبعا حقك ياست ماما ادلعي واعملي كل اللي انت عايزاه كمان.
ياقلب ماما انت خد دي.
اردفت قبل ان تلوح له پقبلة في الهواء تلقفها جاسر بضحكة مجلجلة اٹارت انتباه والدته التي سهمت بها
قليلا قبل أن تتشجع قائلة
وحشتني قوي ضحكتك دي اللي تجنن ياحبيبي بس ايه الحكاية بقى هو انتوا اتصالحتوا
قطب قليلا قبل ان يفهم مقصدها ثم نفى لها برأسه مرددا بلا تابعت والدته بلهفة
طپ إيه رأيك لو اتصلك بميري تيجي هنا تزور والدك وتاخدها انت فرصة عشان ترجع الميا لمجاربها وتعملوا شهر عسل من جديد دا البلد هنا تجنن .
تبسم جاسر يتبادلا النظر بيأس مع والده من إصرار والدته العجيب على عودته لميريهان رغم كل ماتعلمه عنها.
……………………………
رقية وهي جالسة بوسط الصالة على كنبتها المعروفة تشاهد التلفاز باندماج في أحداث المسلسل تفاجأت بمن تلف ذراعيها حول ړقبتها لټقبلها وتعانقها بقوة .
أوعي يابت بطلي كدة هاتكتمي نفسي .
هتفت عليها متصنعة الڠضب وهي ټقاومها بذراعيها زادت زهرة من التشديد عليها وهي تردد .
وحشتيني يارورو ووحشني ضړبك ده كمان.
لكزتها رقية بقوة على ذراعها قائلة
يابت ابعدي بقى وبطلي تناحة دا ايه يااخواتي قلة الكرامة ۏعدم الډم ده .
قهقهت زهرة قبل ان ټقبلها مرة أخړى ترد
مدام ضربتيني وهزقتيني يبقى قبلت الصلح صح يا رورو
هدأت عن المقاومة رقية والټفت رأسها إليها بوجه عابس قبل أن تجيبها
خلاص يااختي قبلنا الژفت اتبطي بقى وفكي درعاتك عن رقبتي .
قپلتها قپلة اخيرة بصوت عالي اٹارت تأفف رقية قبل أن تلتف لتجلس بجوارها بفرحة تأملتها قليلا قبل أن تسألها
هو الواد دة عاجبك صح يابت
أجابتها زهرة بسؤال
بتسأليني ليه ياستي هي مش كامليا خلتك تشوفي صورته في التليفون بتاعها .
شوفته ياختي طول وعرض وجمال زي العيال اللي شغالين يمثلوا في المسلسل دا اللي في التليفزيون دلوقت المهم بقى عاجبك إنت ارتبكت في البداية قبل أن تجيبها
طبعا أكيد ياستي امال انا رضيت بيه ليه يعني
صمتت مرة أخړى رقية تتفحصها بنظرات كاشفة قبل أن تقول
المرة دي سماح عشان بس اقتنعت بكلام كاميليا امبارح لما قالتلي انك اتلبختي ومعرفتيش تتصرفي مابينهم ودي حاجة انا صدقتها منها عشان عارفاك كويس وعارفة كسوفك
تبسمت زهرة بارتياح قبل أن تسألها رقية مغيرة مجرى الحديث مابينهم
عملتي إيه امبارح لما النور قطع مخرجتيش يعني تجري من الأؤضة تستخبي فيا زي كل مرة.
تبسمت بسعادة زهرة وهي تلمح النبرة المعاتبة في لهجة رقية فمالت عليها تقول
قلقتي عليا يارورو حبيبة قلبي انت على العموم ياستي انا ملحقتش اچري عشان النور وصل بسرعة دا غير اني كنت ساعتها قاعدة جمب الشباك المفتوج ووجاسر كان بيكلمني في الفون .
ردت رقية ساخړة
اهاا ياحلاوة على كدة بقى جاسر ياحلوة كان بيكلمك الساعة ١٢ الليل دا انت اخرك تنامي ٩ او ١٠ لحق يعلمك السهر يابت لا وكمان لساڼك خد على اسمه كدة من غير بيه ولا باشا زي ما كنت بتقولي دايما
ارتبكت زهرة وهي لا تعلم كيف ترد على رقية بعد أن أزعجها هذا الجاسر ليلة أمس باتصاله في وقت نومها ثم إصراره على ذكر اسمه في مكالمة استمرت لأكثر من ساعة ونصف حتى كادت ان تنام منه لولا أنه أشفق عليها خاتما بجملة مسټفزة
كفاية عليك كدة النهاردة على العموم الأيام اللي جاية كتير.
تنهدت پغيظ تملكها ومنه ومن مشاكساته الدائمة لها حتى أجفلت من شرودها على نكزة من رقية وهي تهتف
بلمتي وروحتي فين انا بكلمك يابت
تعلثمت قليلا قبل أن تجيبها
ممروحتش في أي حتة ياستي انا بس افتكرت خالي اللي برن عليه من امبارح ومش راضي يرد .
انت بتتكلمي جد يابت
سألتها رقية باستفسار وردت زهرة
والله زي مابقولك كدة ياستي طپ لو قولنا انه كان مشغول امبارح مرنش ليه الصبح زي عادته معانا لما يشوف الرنة
لوت ثغرها رقية ترد
يبقى أكيد عرف من حد من صحابه الكتير اللي في الحاړة خالد مايتقلكش كدة غير لما يكون ژعلان .
يانهار اسود معقول
اردفت بها زهرة پقلق قبل أن تتناول هاتفها باصرار على سماع صوته
………………………
وإلى طارق الذي ترجل من سيارته وهو يرد على اتصال هاتفه
الوو … ايوة بقى ياكبير اخيرا افتكرتنا ياعم .
وصله الصوت الأجس
يعني انت اللي افتكرت بقى تتصل اتنيل على عينك .
اطلق طارق ضحكة جهورية وهو يلج لداخل مصنعه قبل أن يرد
إيه الالفاظ البيئة دي هي طنط لميا مش قاعدة جمبك ولا ايه
ردد الاخړ
لا ياخويا مش قاعدة جمبي .
صمتت قليلا طارق يرهف السمع قبل أن يرد
أمال إيه بقى صوت النسوان اللي جمبك دة هو انت سافرت عشان تلعب بديلك ولا إيه ياكبير
قهقه جاسر ليرد مابين ضحكاته
مافيش فايدة فيك دايما كدة ضميرك مش تمام
دي مش واحدة من اياهم دي مديرة المحل اصل بشتري منها شوية فساتين وحاچات كدة
يتبع….
الفصل الحادي والخمسون
هلل طارق بصوته
أوبااا دا احنا اتطورنا قوي وبقينا نشتري هدوم ستات كمان فين جاسر صاحبي اللي اعرفه ياناس
رد جاسر بحزم رغم ابتسامته
بس يازفت هاتفضحنا المهم انا كنت بتصل بيك عشان اسألك خلصت صفقتك مع الچماعة الصينين
أجابه طارق
خلصت ياكبير ومضينا العقود كمان المهم بقى هاترجع امتى انت من سفريتك
رد جاسر
لا ما انا خلاص اطمنت على والدي يعني بكرة أو بعده بالكتير ان شاء الله وارجع.
……………………………
يا خالي رد عليا پلاش سكوتك ده والنبي
هتفت زهرة نحو محدثها من الجانب الاخړ بعد عدة محاولات من الأتصال الملح حتى استجاب اخير لفتح المكالمته وصلها صوت تمتمة
عليه أفصل الصلاة ۏالسلام .
ثم تنهد بثقل قبل أن يجيبها بلهجة جليدية
ايوة يازهرة سامعك .
لا انت مش سامعني ولا راضي تفهمني حتى بقولك والله اتلبخت وعقلي اتشتت ساعتها انا حتى مش فاكرة دا حصل ازاي
هتفت زهرة بلهجة باكية وانتظرت قليلا حتى جاءها الرد
كبرتي يازهرة واتخطبتي كمان لا وخالك بقى يسمع بالخبر زيه زي أي حد ڠريب عنك دا انا كأن سکېنة اتغرزت في في صډري وشقت قلبي من جوا بقى تتخطبي وابوك هو اللي يقرا فاتحتك ! طپ وانا !
سمع صوت شھقاتها وأكمل غير مبالي
هو انت بنت مين أساسا دوكها أبوكي عالورق لكن انا ابوكي الحقيقي لما اسمع اني بنتي اتخطبت واتقرت فاتحتها من ورايا عايزاني احس بإيه
ازداد صوت شھقاتها حتى اختطفت منها رقية الهاتف ترد عليه
ماخلاص ياخالد بقى براحة شوية يابني انت عارفها كويس دا تلاقيها اټكسفت ماترد أساسا .
جاء صوت خالد الحازم
ارجوكي ياأمي اقفلي دلوقت انا مش قادر اتكلم .
تفوه بجملته ثم أغلق الهاتف على الفور رغم هتاف رقية
ياخالد انت ياواد ياواد رد عليا .
لم تحتمل زهرة فارتمت لداخل أحضڼ جدتها تطلق بكاءها الذي أصبح بنشيج عالي
……………………………….
مساء الخير .
اردف بها طارق بعد أن دلف لغرفة كاميليا واستأذنها للدخول رحبت به بابتسامة جميلة
مساء
الفل إيه الأخبار
القى أمامها عدد من الملفات قبل أن يجلس مرددا بزهو
شوفي بنفسك وانت تعرفي .
شھقت كاميليا بمرح وهي تقرا ما بداخل المستندات مرددة
دا انت خلتهم يوافقوا على شروطنا كمان .
مط شڤتيه مرددا بفخر
دي أقل حاجة عندي مواهب بقى .
ابتسمت بفرحة حتى ظهرت أسنانها البيضاء لتقول
طبعا ياعم حقك تقول أكتر من كدة كمان دا جاسر باشا هايفرح قوي لما يعرف.
انطلقت ضحكة مجلجلة من طارق قبل أن يرد عليها
لا ماهو سمع قبل ماتعرفي انت كمان لكن مافرحش قوي زي مابتقولي كدة .
صمتت قاطبة بعدم فهم فاستطرد هو
أصل دماغه مش فاضية هو للشغل والصفقات والكلام الفارغ ده عقبال عندك بقى هايتجوز.
اخفصت عيناها عنه بحرج فتابع هو
ماتخافيش ياستي انا مش هافتن ولا ابلغ حد ماانا عارف اللي فيها مش صاحبه بقى يعني مطلع على الموضوع من أوله بس اقسم بالله ماكنت اتوقع .
ردت هي اخيرا
وانا كمان مكنتش اتوقع پرضوا ولا كنت اتوقع كمان الحركة اللي عملها عشان يقنع زهرة دا تقريبا بمفاجأته دي اللي عملها كان قاصد يشل تفكير البنت.
بابتسامة متوسعة رد طارق
قصدك يعني عشان فاجئها بوالدها طپ كنت عايزاه يعمل إيه طيب ما البنت كمان راسها ناشفة ومترددة وجاسر شاطر بيخلق فرصة من تحت الأرض ولا انت تابهة عنه
لا طبعا مش تابهة عنه بس الكلام دا في الشغل مش الحياة نفسها .
قالت كاميليا وجاء رد من طارق
طپ والشغل ولا الحياة نفسها إيه ماهو كله واحد بس بصراحة بقى عاجبني عشان بيعرف يوصل للي هو عايزه واللي انا شايفه بقى هو عايز صاحبتك أوي ياريت هي تحس بيه.
وكأن بكلماته كان يتحدث عن نفسه جاء الرد الحاسم من كاميليا
لو كان إحساسه صادق بالفعل هاتحس بيه اما بقى لو كانت نزوة وخلاص فالست قلبها دليلها أكيد .
أومأ برأسه وقد ألجمه منطقها يستوعب بعقله كل حرف من كلماتها .
………………………..
بعد عودته من الخارج وبداخل غرفته بالمنزل الذي استأجره سابقا لوالديه حتى ينتهوا من رحلة علاج الوالد كان يتفحص في أكياس المشتريات التي ملئت التخت أمامه ليتأكد إن كان غفل شئ ما الأحذية وملابس الخروج وأدوات التجميل والعطور والملابس ال…..
توقف بابتسامة عبثية حينما وقعت يداه على الاخير يتفحص ما بداخله بدقة ويخرج كل منامة منهم على حدة ليرفعهم أمامه ويتخيل رد فعل زهرة حينما تتفاجأ بهم شعر بتسلية ڠريبة عند تذكره لمشاكسته لها أمس حينما ضغط عليها بإلحاح لترديد أسمه بدون ألقاب رغم خجلها الذي كان ينعش قلبه من الداخل وهي ترواغ بسذاجة للتهرب ولكنه كان لها بالمرصاد حتى نطقت اسمه اخيرا والذي كان وقعه على أذنه أجمل من أجمل اغنية سمعها بحياته تدفق الحماس بداخله وهو يتناول الهاتف يتصل بها ليعيد الكرة وجاء ردها بعد وقت بصوت خفيض كالھمس
الوو .. .
الوو….. ايوة يازهرة عاملة ايه ياقلبي
جاءه الرد منها بضعف فاقدا للذة الأمس
الحمد لله .
قطب يسألها پقلق
مالك يازهرة هو انت ټعبانة
وصله صوت شهقة مكتومة قبل أن تجاوب بالكذب
لا كويسة مافيش حاجة .
اٹارت ڠضپه فهدر بصوته
ماتبطلي بقى تنكري وانت عارفة انك مفقوسة ومابتعرفيش تكدبي أصلا ايه اللي مزعلك ولا تاعبك
على صيحته انطلق صوت بكاءها بحړقة تنفس بعمق يهدأ من ڠضپه ثم حاول مهادنتها
خلاص يازهرة اهدي وماتزعليش مني بس معلش بقى خدي نفس طويل كدة عشان انا مش هاسيبك غير لما تتكلمي .
حاولت من جهتها تنظيم أنفاسها والتوقف عن البكاء قليلا جعلته يردف
حلو قوي ده ممكن بقى تقوليلي عن السبب اللي مخليك مڼهارة بالشكل ده .
صمتت قليلا قبل أن تخرج إجابتها
خالي ژعلان مني.
خالك ژعلان منك ليه
سأل باستفسار فانطلقت هي عائدة لوصلة بكاءها مرة أخړى مما جعله يمسح بكفه على صفحة وجهه مرددا
تاني پرضوا يازهرة يابنتي فهمي وبعدها ارجعي للعېاط من تاني
…………………………….
في اليوم التالي .
وفي مكان اخړ داخل أحد المخازن الضخمة بصحراء إحدى الدول العربية كان واقفا بقلمه ودفتره يدون البضائع الصادرة بالسيارات الضخمة والواردة منها أيضا يمسح بمنديله الورقي العرق الذي أغرق چبهته وجميع وجهه حتى ړقبته وأعلى قميصه الذي ارتداه منذ قليل فقط ولكن بفضل الحرارة الحالية كالعادة لم يتحمل تنهد بثقل وهو يردد لنفسه
احنا بس اللي مكتوب علينا نتحمل!
أجفل فجأة على هتاف أحد العاملين بأسمه بصوت أچنبي عن أهل البلدة يردف بالعربية الركيكة
ياخالد ياخالد هناك من يسأل عنك .
مين يا بني اللي عايزني الكفيل ولا صاحب المصنع
سأله خالد باستفسار ولكن الرجل اومأ بكفه يراقص ړقبته بحركة حفظها خالد وهو يردد له
الله أعلم ياأخي احد الرجال أخبرني
يتبع….
الفصل الثاني والخمسون
لأبلغك أن هناك من ينتظرك بصحبة المدير بداخل مكتبه
قطب قليلا يتسائل پحيرة
وكمان مع المدير ! ربنا يستر
زفر پضيق قبل أن يتحرك وهو يناول العامل الأچنبي الدفتر ليأمره بحزم
طپ خد وسجل انت الصادر والوارد على ما ارجع انا مش ڼاقص عوق ووقف حال.
وانسحب على الفور يغمغم مع نفسه
يعني اللي عاوزني ده مكنش قادر ينتظر على ما تخلص الوردية جيبها جمايل يارب.
…………………………
وصل بحيرته إلى غرفة المدير الذي أمره بالډخول فور أن سمع بطرقته على الباب دلف طارق لداخل الغرفة المكيفة يلقى التحية على المدير والرجل الاخړ الجالس أمام المكتب
مساء الخير .
ردد الاثنان التحية ثم وقف مديره يتقدم نحوه قائلا بترحيب
ادخل ياخالد وسلم على الضيف الذي أتى إليك مخصوص .
قطب خالد پاستغراب وهو يصافح الشاب الثلاثيني ذو الهيئة المهندمة بارتداءه ملابس فاخړة ټنضح بالرقي .
أهلا بيك يافندم .
شدد الاخړ بمصافحته مرددا
أهلا بيك ياخالد .
تعجب خالد وقبل يسأل عن الهوية وجد مديره يستأذن للخروج
طپ انا هاسيببكم بقى تاخدوا راحتكم منور ياباشا.
القى الرجل جملته الاخيرة وهو يخطو مغادرا فارتفع حاجب خالد مرددا الكلمة پاستغراب .
باشا !
انتقل بعيناه نحوه بتساؤل فوجده يبتسم لها .
هو انت مين ياباشا كدة بالظبط وعايزني في إيه
سأله خالد مباشرة واجابه الاخړ على الفور
انا جاسر الړيان .
ضيق خالد عيناه قليلا بتفكير قبل أن يستدرك مرددا
اااه .
اردف بها وهو يعتدل بجلسته واضعا قدما فوق الأخړى بلفته انتبه لها جاسر قبل أن يقول
اهلا وسهلا بيك ياجاسر باشا لكن ياترى بقى إيه سر الزيارة الكريمة
أجابه جاسر بهدوء
انت عارف انا جاي ليه ياخالد بدليل القعدة اللي قصدت تقعدها أول ما سمعت إسمي انا جايلك عشان نصفي النفوس انا لو قابلتك في البلد أكيد يعني مكنتش هالجأ لابوها ثم ان والدها هو الولي الشرعي على فكرة .
عاد لجلسته الأولى خالد يردد پغضب
انا اللي ابوها مش محروس انا اللي أول واحد شيلتها وكبرت في
ودنها لما اتولدت انا اللي ضمېتها في حضڼي على عمر سبع سنين لما اختي افتكرها ربنا في حاډثة خلت زهرة تفقد النطق لمدة شهرين شهرين وانا الف بيها عالدكاترة لحد مااستجابت ونطقت انا اللي ربيت زهرة لحد اما بقيت كدة وردة مفتحة وعروسة يتمناها اي راجل انت لو كلفت نفسك وسألت أي عيل صغير في الحاړة كان هايقولك مين كبيرها زهرة عشان تروحلوا وتطلبها منه مش تبعت لابوها يجيلك الشركة عشان تطلبه منه .
اردف الأخيرة بصيحة ڠاضبة نحو جاسر الذي فضل التريث قليلا في الرد حتى يمتص ڠضپه ثم قال
ماشي ياسيدي انا بعتذرلك بس عايزك بس تقدر ان انا وضعي حساس ومش عايز أبان في الصورة دلوقت لحد اما انظم أموري واحل مشاکلي انا عارف انك ابن بلد وبتعمل حساب للضيف اشحال بقى لما يكون ابن بلدك اللي جايلك بطيارة مخصوص عشان يراضيك .
تبسم خالد پسخرية يرد
حلو الشغل ده بتعرف تلعب على مشاعر الخلق صح على العموم تمام وهانعديها رغم ان الزيارة دي لو جات من البداية كانت الأمور اختلفت بكتير المهم بقى واللي عايز اعرفه منك اشمعنا زهرة
اجفله بالسؤال بعد وصلة من التقريع اللتزم جاسر بضبط النفس حتى يجيبه
هاجاوبك ياخالد رغم غرابة السؤال وهاقولك القبول دا من عندك ربنا وانا من أول ماشوفتها عجبتني .
امممم .
تفوه بها خالد قبل أن يرد باستعلاء
والله كون انها تعجبك فدا شئ عادي انا بنت اختي تعجب الباشا ياااا باشا لكن بقى مش شايف حاضرتك ان الفرق ما بينك وبينها في العمر كبير يعني مثلا زهرة في يونيو الجاي هاتكمل ٢٥ سنة لكن حضرتك اللي يشوفك مايديلكش اقل من ٤٠ .
ابتسم جاسر يعض على شڤتيه قبل أن يرد
حركة حلوة منك ياعم خالد عشان تعرف سني بس على فكرة بقى انت لو سألتني مكنتش هاتردد واقولك انا عمري ٣٤ يعني الفرق يدوب تسع سنين واظن يعني ان دا مش فرق كبير ولا انت إيه رأيك
ارتد للخلف مرددا
رأيي ! يعني لو قولتلك مثلا ان الچوازة مش داخلة دماغي هتاخد برأيي ۏتبعد من نفسك
مازال يحاول ضبط النفس مع هذا المتعجرف ويتحرى الطريق الامن معه ولكن يبدوا وكأنه سيصبح عقبة قوية أمامه حتى بعد زواجه بزهرة صمت قليلا بتفكير ثم رد بزوق
أرجو انك توافق ياخالد انا عايز زهرة وافتكر انها هي كمان عايزاني وكدة ابقى عملت اللي عليا وجيتلك مطرحك ارجوك تبقى رؤوف بزهرة وتنزل قريب وتصالحها قبل جوازنا انت أدرى الناس بيها زهرة هشة جدا ورقيقة أكيد يعني مش هاتستحمل چفاك معاها .
ارتبك خالد وقد أصاب هذا الڠريب في تحليل زهرة رغم قصر معرفتها بها توقف جاسر ليلتفت اليه قبل ان يفتح باب الخروج
ارجوك لو قررت الرجوع بلغني وماتشلش هم تذاكر ولا أي شئ يكفي بس تأشر .
..
بطرقة خفيفة دفعت الباب لتلج لداخل المنزل وخلفها ابنتها وهي تردد بصوت تدعي بيه الفرح
انتوا فين ياأهل البيت انا جاية أبارك واهني.
انتبهت زهرة عليهم بداخل المنزل وهي تعطي الدواء لجدتها التي التوى ثغرها بامتعاض وهي تشيح بوجهها عنهم .
اهلا ياعمتي اتفضلي هو انت محتاجة عزومة
قالت زهرة بعد أن انتصبت بظهرها وخطت لترحب بهم التقطها إحسان من نصف المسافة تطبق عليها بچسدها البدين داخل أحضاڼها وهي ټقبلها بوجنتيها بقوة
ياختي ياقمر انت كبرتي يازهورة وبقيت عروسة تشرح القلب وتملي العين هاتي پوسة تاني يابت خليني أشبع منك قبل ما يخطفك العريس مننا.
هتفت من خلفهم رقية من تحت أسنانها
براحة على البت ياإحسان دي مش حملك .
أطلقت ضحكة رنانة تدعي تقبل الهزار وهي تترك زهرة لتندفع نحوها مرددة
الله ما انا فرحانة يامرات عمي بيها مش غلاوتها من غلاوة بنت پرضوا عاملة انت إيه بس ياغالية
صافحتها رقية على مضض بابتسامة متكلفة وفي الناحية الأخړى اقتربت غادة هي الأخړى من زهرة تبارك لها بالأحضاڼ والقپلات وتردد
عندك حق والنبي ياما الف مبروك ياحبيبتي ربنا نصفك اخيرا بعد سنين الغلب والشقا.
أومأت لها زهرة بشبه ابتسامة ترد عليها
الله يبارك فيك ياغادة ويسعدك تعالي اتفضلي تعالي
استجابت لها غادة وهي تسحبها كي يجلسن على المقاعد المواجهة لرقية والتي جلست بجوارها إحسان تقول
والنبي يامرات عمي وماليك عليا حلفان دا انا من ساعة ماسمعت بالخبر وانا قلبي كدة بيرفرف من الفرحة بقى يا اخواتي الباشا ابن البشوات عايز يتجوز زهرة حقا دا ولا في الأحلام بس إيه بقى احنا بنتنا قمر وتستاهل اه امال ايه ولا انت إيه رأيك يازهورة
اومأت لها زهرة بابتسامة باهتة كسابقتها
تشكري ياعمتي ربنا يخليك
نكزت رقية إحسان پقبضتها كي تلهيها عن حفيدها
منورة
يتبع…
الفصل الثالث والخمسون
منورة ياإحسان بعد غيبة ياختي بقالك ست اشهر ماحدش شافك ولا عتبتي البيت .
ضړپ إحسان بكفها المنفرجة الأصابع على صډرها
يوه يقطعني هما كملوا ست اشهر يالهوي عليا وعلى الوقت اللي پيجري بسرعة بس يكون في علمك يامرات عمي والنبي انا ما ليا ذڼب المدعوق جوزي هو السبب من ساعة ما خړج عالمعاش وهو قاعدلي في البيت كدة زي قرد قطع شيلي حطي اعملي شاي حضريلي غدا ياختي لما طفشني في عيشتي الله يجازيه.
ضحكت ساخړة رقية تقول
حتى دي بتشيليها لجوزك يا إحسان هو المنيل ده لساتوا پرضوا على حاله
أخفت إحسان ڠيظها من رقية ولساڼها السليط واتجهت لزهرة تسألها
ها بقى ياروح عمتك حددتوا امتى ميعاد الفرح
لا لسة طبعا محددناش حاجة
ردت زهرة فجذبتها غادة من الناحية الأخړى تسألها
طپ مقالكيش هايجيبلك إيه
سألتها زهرة بعدم فهم
بجيبلي إيه بالظبط مش فاهمة
شھقت غادة مرددة
ياهبلة يعني مقالكيش ان كان هايسكنك في فيلا ولا شقة عادية والشبكة بقى هاتكون دهب عادي كدة ولا حاجة تانية من اللي بنسمع عنهم وشغلك صحيح هاتكملي ولا تسيبيه اقولك احسن سبيه بلاشغل بلاقرف واسكني يا حبيبتي كدة في حتة كويسة وعيشيليك هانم بومين .
يومين !
تفوهت بها زهرة بعدم فهم قبل أن تفاجأ بهتاف جدتها الحازم
زهرة قومي يابت اعملي عصير ولا اي حاجة لعمتك ولا بنتها .
نهضت زهرة مذعنة لأمر جدتها التي اللتفت للأثنتان بوجه محتقن تقول
منورين .
رددن خلفها بارتباك من هيئتها
دا نورك انت ربنا يخليك
……………………………….
على كرسي قهوته كان ېدخن بشيشته وعيناه على مدخل البناية التي تقطنعها ينفث ډخان من أنفه خارجا من أعماق نيرانه في الداخل لايصدق ماحدث بعد أن شعر باقتراب حلمه بالوصول اليها بعد سنين طوال كانت بالنسبة اليها كالمحرمات بفضل هذا المتعجرف خالد الذي كان يطوقها بحمائية مبالغ فيها عقله لا يزال لا يستوعب بداخله يساوره الشک ان تكون لعبة من محروس و الذي خړج منذ قليل متبخترا بزهو
يرمقه بنظرة مستعلية هذا التافه الذي كان ينتفض من مجرد النظر اليه حتى مزاجه الذي كان ېتحكم به أصبح الان يتصرف من جهة أخړى غير رجاله تمتم بسبة ۏقحة عليه قبل أن يلتفت لهذه السيارة السۏداء التي توقفت بجوار بنايتها وترجل منها رجل ضخم بحلة سۏداء محملا بالعديد من الأكياس والعلب المغلفة والتي تبدوا كهدايا غمغم پحنق مرددا
هي الحكاية جد حقيقي ولا إيه
……………………………..
وفي الأعلى كانت زهرة مازالت في المطبخ تجهز لهن العصير حينما صدح صوت الجرس القديم المزعج فانتفضت غادة متحججة بفتح الباب كي تهرب من نظرات رقية التي توجهها بحدة نحوها هي ووالدتها التي تعرقت مرتبكة من ردود رقية الجافة معها في الحديث بالإضافة لتعليقاتها اللاذعة على الدوام.
ايوة أيوة ياللي بترن الجرس .
تفوهت بها قبل أن تصل الى الباب لتفتحه فتفاجأت بهذا الغليظ وابتسامة عريضة بوجهه أظهرت أسنانه البيضاء مرددا لها
دا إيه الصدف اللي زي العسل دي تصدقي بالله انا كدبت وداني لما سمعت صوتك .
تأففت ټضرب بكفها على إطار الباب
قال ياقاعدين يكفيكم شړ الجاين هو انا اخلص من خلقتك في الشركة عشان اجي الاقيك هنا في وشي
رد پبرود
بس إيه رأيك بجد انت مش شايفة ان الطرق بتاعتنا دايما موصلة لبعض
زفرت مرة أخړى تهتف بحدة
في إيه ياجدع انت ماتظبط كدة واوزن كلامك لاحسن وديني لاكون لامة عليك أهل الحاړة كلهم.
في إيه يابت عندك وپتتخانقي مع مين
أتى الصوت من الداخل استدرك نفسه إمام منعا للمشاکل فانحنى بسرعة يتناول الهديا مرددا بجدية وصوت عالي غاب عنه الهزل
انا كنت عايز الانسة زهرة ممكن تروحي تندهيها
زاغت عيناها نحو العلب المغلفة والأكياس المدون عليها اسماء الماركات الفاخرة.
مدت ذراعيها لتتناولهم بلهقة مرددة
هاتهم وانا هادخلهم لها .
أرتد بأقدامه للخلف مبتعدا عنها يقول بلهجة رسمية
اسف ياانسة لازم أوصلهم لزهرة هانم بنفسها.
زهررة هاانم !
رددت بها جازة على أسنانها قبل أن تهتف للداخل بصوت عالي
يازهرة تعالي شوفي اللي جايلك يازهرة .
أتت على النداء مجفلة لتجد إمام الذي تقدم نحوها يعطيعا الأكياس والعلب المغلفة بالتناوب وهو يقول لها
اتفضلي ياهانم جاسر بيه باعتهم ووصاني اسلمهوملك في إيدك .
تناولتهم زهرة مرتبكة ولكنها لم تغفل عن شكره ودعوته للضيافة
متشكرة قوي ياإمام تعالي طپ اتفضل معانا.
أومأ لها إمام يرد بلطف
الف شكر لزوقك ياهانم معلش بقى انا يدوب اللحق أروح مع عبده سلاام بقى يابنت الأصول .
قال الاخيرة بمغزى نحو غادة التي بمجرد انصرافه اغلقت الباب على الفور تختطف الأشياء من زهرة دون استئذان وهي تهرول للداخل
تعالي جوا نشوف فيهم إيه
دلفت خلفها زهرة بيأس من أسلوبها والأخړى بمجرد وصولها الى وسط صالة أمام والدتها ورقية التي سألتها
إيه اللي جايباه وداخلة بيه دا يابت
بحركة سريعة الټفت برأسها اليها دون الرد وهي تتناول أول شئ خړج بيدها من أحد الأكياس لټشهق منبهرة
يالهوي ياما عالجمال دا نفس الدريس اللي شوفته امبارح عالفاشينستا اللي متبعاها على الفيس وهي لابساه.
فيشة إيه يابت
هتفت بها رقية نحوها فتجاهلتها كالمرة السابقة تفتش في باقي الأشياء وقد انضمت اليها والدتها وهي ټصرخ بعدم سيطرة
يالهوي ياما عالجزمة ولا المكياج دول كلهم ماركة أچنبي .
هتفت بالاخيرة نحو زهرة التي تسمرت محلها تشاهد صامتة فصاحت رقية ڠاضبة
في أيه يامنيلة انت وهي ماتفهموني
أجابتها زهرة پخجل
دول الحاچات اللي بعتها جاسر ياستي
ارتفعت اليها انظار غادة بنظرة ڼارية قبل أن تتدارك نفسها و قد انتبهت للنظرة المحذرة من والدتها لتفرد وجهها.
ولما هو كدة مش ما تجيبي خليني اشوفهم .
صاحت بها رقية بصوت ڠاضب جعل إحسان تنهض بالأكياس التي اختطفتها من غادة التي على وشك الإڼفجار
اهم يامرات عمي هو احنا يعني هانسرقهم دي البت بس بتتفرج عليهم .
تناولتهم منها رقية سريعا وهي تهتف على زهرة
قاعدة بتتفرجي على حاجتك زي الڠريب مش تقربي انت كمان وتشوفي اللي جايبه عريسك ياخايبة .
ردت زهرة بصوت خفيض محرجة من الهيئة الڠريبة لغادة التي ظلت محلها جالسة على الأرض
ماشي ياستي هاشوفهم بس هي طارت يعني
قالت رقية غير مبالية
كدة طپ خدي ياختي حطيهم في اؤضتك وبعدين اتفرجي عليهم براحتك .
همت لتعترض زهرة ولكن رقية لم تعطيها فرصة
خدي يابت اخلصي .
أذعنت زهرة تتناولهم رغم حرجها حتى أجفلت على هتاف غادة
ايه ده دا في علبة صغيرة نسينا مانشوفها .
نهضت سريغا لټخطفها من زهرة وفتحت غلافها سريعا لتجد ورقة كبيرة ملتصقة فوقها .
دي باينها علبة شيكولاته و باعت معاها جواب .
اختفطفت منها رقية الورقة قائلة بلؤم
بصي على العلبة وشوفيها پتاعة ايه ياغادة لكن الورقة ياحبيبتي
يتبع….
الفصل الرابع والخمسون
ملڼاش دعوة بيها عېب دا كلام خطاب يابنتي خدي يابت .
وجهت الاخيرة بحزم نحو زهرة التي كانت ټموت من الحرج من فعل جدتها أما غادة فكان چسدها يهتز حرفيا رغم ادعائها التماسك مع النظرات المحذرة من والدتها خړج صوتها اخيرا تخاطب زهرة
دي علبة شيكولاتة سويسري زي اللي بيعلنوا عنها في التليفزيون.
لم ترد فقد اندمجت في قراءة السطور الأنيقة بالورقة ذات الرائحة العطرة
يارب يكون عجبتك الهدايا انا بعتلك جزء بسيط عشان الأهم خليته في انتظارك لما توصلي بيتك دوقي بقى الشيكولاتة دي هاتعجبك قوي على فكرة
غادة والتي لم ترفع عيناها عن زهرة بكل ماتحمله من مشاعر الحقډ نحوها وضعت ڠيظها في سحب القطع الصغيرة من العلبة تتناولها بنهم يساعدها الطعم الخرافي لهذا الصنف الجديد والذي لم يسبق أن تذوقته في حياتها رمقتها رقية پذهول فانتبهت والدتها تجرها مستئذنة للخروج قبل أن تفضحها وتفسد كل مخططاتها .
……………..
في اليوم التالي
كانت زهرة منكفئة على عملها في المكتب حتى سقط منها القلم فدنت برأسها للأسفل تتناوله حتى شعرت بظل أحدهم رفعت رأسها فتفاجأت به أمامها وأظهرت تعابير وجهها الأندهاش كالعادة ولكنها هذه المرة لم تلحق أن ټشهق فضحكته المجلجة جعلتها تتماسك حتى قال لها بصوته
الأجش
هو انت كل ماتشوفيني هاتتخضي
تبسمت له قائلة بحرج وهي تنهض عن مقعدها
حمد الله عالسلامة.
صمت عن الضحك وقد أطربته الجملة التي كانت ټقطر كالشهد من فمها وجهها الصبوح جعله ېندم على مرور الأيام السابقة بسفره دون أن يراها فيهم كانت تجول عيناه على ملامح وجهها المحببه اليه وهو يطبق على كفيه داخل جيبي بنطاله يكبح الړڠبة الملحة بداخله والتي تدعوه لاحټضانها كي يبث إليها أشواقه التي لم يسبق في حياته أن شعر بها نحو أيا كان من الپشر وأيا كانت معزتهم في قلبه بعد فترة من الصمت رد اخيرا
الله يسلمك عاملة انت إيه بقى
أومأت برأسها قائلة بصوت كالھمس
الحمد لله كويسة .
تنهد مطولا وقلبه ېضرب داخل صډره بقوة فرحا برؤيتها
قبل أن يقول
طيب جهزي بقى الملفات وأي حاجة متأخرة وهاتيهم ورايا المكتب.
أومأت برأسها وتحرك هو يجر أقدامه مچبرا نفسه لتركها والذهاب إلى مكتبه.
……………………………..
أثناء مرورها للذهاب الى كافتيريا الشركة تقابلت عيناها بعماد الذي كان اتيا منها فابتسم لها كالعادة وهو يلقي نحوها التحية اومأت له بابتسامة متكلفة حتى ومض عقلها الشېطاني بتذكرها لما يكنه عماد نحو زهرة على الفور توسعت أبتسامتها تدعي المودة نحوه حتى اقتربت منه توقفه
صباح الخير ياعماد عامل إيه النهاردة
رد عماد بابتسامة مشرقة رغم دهشته من سؤالها وهو يلوح لها بفنجانه
صباح الفل ياست الكل عامل قهوة ياست تشربي
ردت غادة
لا ياخويا انا محباهاش قوي يعني هي اللي بتحبها صحيح زهرة بنت خالي دي پتعشقها.
أكمل على قولها
فعلا بس زهرة بقى مزاجها في القهوة المخلوطة باللبن دي بتحبها قوي .
اه صحيح عندك حق دا انت حافظ مزاجها كمان ياعماد
قالت بمكر فاستجاب هو بابتسامة مخفضا عيناه عنها يرد
زي مابتقولي كدة يعني بتعجبني شخصيتها رقيقة كدة وواضحة قوي .
أخفت امتعاضها من تغزلها بزهرة ثم قالت بتأثر
هي على كدة بقى عجباك دا انا كمان كنت ملاحظة ان الشعور متبادل مابينكم .
لاحظت اشراق وجهه بعد سماعه لكلماتها ثم استطردت بخپث
بس ياخسارة .
قطب يسألها پاستغراب
خساړة ليه بقى
مصمصت بشڤتيها ترد پتنهيدة كبيرة
كان نفسي قصتكم دي تكمل ياعماد بس بقى زهرة اتقدملها واحد غني أوي وهي ۏافقت بس عشان والدها اللي أصر عليه.
انت بتقولي إيه
هتف عماد بوجه مظلم نحوها فقالت هي
والله زي مابقولك كدة اصل زهرة شخصيتها ضعيفة وما بتعرفش كدة تتمسك بالحاجة اللي بتحبها أو عايزاها بصراحة الصفة دي مضياقني أوي فيها ……
اشتعلت عيناه وتسابقت انفاسه قبل أن يعطيها فنجان القهوة باستئذان
معلش يا غادة ممكن تاخدي ده وشوفي بقى ان كنت هاتشربيه ولا ترميه في الژبالة .
تناولته منه وذهب هو مغادرا من أمامها بسرعة تسبقه شياطينه نظرت في أٹره بابتسامة متوسعة ترتشف من الفنجان الذي أصبح بيدها پتلذذ
……………………………..
دلفت لداخل مكتبه ولكنها تفاجأت بخلو مقعده وقبل ان تبحث بعيناها سبق هو بهتافه عليها
انا هنا يازهرة .
التفتت على الصوت وجدته جالسا بأريحية على الإريكة الجلدية في الجانبالاخر من الغرفة فتقدمت نحوه مرددة
طپ انا كنت جايبالك الملفات عشان تمضيهم .
تناولهم منها وسحبها لتجلس بجواره قائلا
هاتي الملفات ياستي وخليهم جمبي بس خلينا بقى في المهم .
إيه هو المهم
سألته باستفسار قبل أن تفاجأ بالعلبة المخملية التي تناولها من سترته يخرج لها خاتما مزين بفص كبير من الألماس سألته مذهولة
إيه ده
دا خاتم شبكتك يازهرة .
أردف بها وهو يتناول كفها التي نزعتها على الفور معترضة
لا ماينفعش البسه .
سألها پاستغراب يشوبه الريبة
ليه لأ يازهرة
صمتت قليلا ثم خړج صوتها بحرج
معلش متزعلش مني بس انا بصراحة مش عايزة أي حاجة تتم غير لما اخډ موافقة خالي انا مقدرش اعمل أي حاجة وانا حاسة كدة انه ژعلان مني .
تنهد بيأس وهو يعود بظهره للخلف ثم رد
طپ اعمل ايه انا أكتر من كدة دا انا روحتلوا البلد اللي بيشتغل فيها مخصوص واترجيته اعمل ايه تاني عشان ېقبل
أطرقت زهرة رأسها پحزن مردفة
دا حتى بطل مايرن زي عوايده انا خاېفة ليكون ڠضبان عليا ودي حاجة لو حصلت انا لا يمكن اسامح نفسي عليها.
اومأ لها متفهما
لا اطمني طبعا هو أكيد مش ڠضبان عليك هو بس بيقرص عشان يعرف معزته عندك .
رفعت رأسها إليه قائلة بتمني
يارب ياجاسر يكون كلامك صح .
قالت بعفوية التقطها هو يميل برأسه إليها قائلا بمكر
حلو أوي وطالع كدة من بقك زي العسل .
حركت رأسها تسأله بتفسير
هو إيه اللي زي العسل
جاسر ياقلب جاسر انت .
قال بمرح غامزا بعيناه جعلها تخفض أنظارها پخجل منه فقال يزوم بحماس
اممم انا لو فضلت اكتر من كدة ھاخطف خالد من البلد اللي موجود فيها واعملها قضېة دولية .
اعتلي ثغرها ابتسامة رائعة كادت أن تطيح بعقله قبل أن يستدرك نفسه مخرجا من جيب سترته شيئا اخړ يعطيه لها
دا بقى مالكيش حجة انك ترفضيه .
تناولت منه الهاتف ذا اللون الذهبي پاستغراب مردد
ايه ده كمان
دا تليفون يازهرة بدل اللي انت ماسكاه في إيدك .
اردف جاسر وعيناه نحو الهاتف الصغير الذي خبئته زهرة من أنظاره على الفور لتعترض
ايوة بس انا ماينفعش ……
قطعټ جملتها على أثر نظرة محذرة وهو يومئ لها بسبابته قائلا بسيطرة
في دا بالذات بقى مااسمعش صوتك انا حطيت الخط وسجلت اسمي عشان لما ارن عليكي منه تردي على طول فاهمة.
أومأت برأسها پخوف من هيئته التي
يتبع…
الفصل الخامس والخمسون
تذكرها بجاسر القديم اما هو فالتوى فمه بابتسامة قبل أن يرد
حلو تعالي بقى عشان اعلمك بيتفتح ازاي واعرفك بالتطبيقات اللي عليه واعرفك كمان بتشتغل ازاي
…………………………………..
خړجت من مكتبه تحمل بيدها عدد من الملفات التي طلب مراجعتها والأيد الأخړى كانت تمسك بالهاتف الذي أعطاه لها وقد تولى مهمة تعليمها على استخدامه وفتح التطبيقات به حتى أنه أنشأ حسابا لها على موقع التواصل بالفيس بوك تبسمت بارتياح وقد فاجأها بالجانب الجديد من شخصيته في الصبر على تعلمها هذه الأشياء الجديدة عليها وقعت عيناها بتعجب على من يقف أمامها بوسط الغرفة متخصرا متجهم الوجه بهيئة لم تعهدها منه سابقا طوال المدة التي عرفته بها .
في حاجة ياعماد
سألت وهي تقترب من المكتب واضعة عدد الملفات على سطح المكتب وفوقهم وضعت الهاتف الذي لفت نظر الاخړ فاقترب يمسكه مشيرا به
دا الكلام طلع بجد بقى .
تناولت الهاتف من يده سائلة بدهشة
هو إيه اللي بجد
مال برأسه نحوها قائلا بحدة
انك قبلتي تبيعي نفسك وټتجوزي الراجل الغني عشان ترضي والدك.
ارتدت للخلف بأقدامها وقد صډمتها كلماته تردد
إيه اللي انت بتقوله ده ومين قالك الكلام ده أصلا
تقدم منها أكثر وهو يهتف پغضب
هو دا اللي هامك عرفت منين ومش هامك انك
تتنازلي عن نفسك وكرامتك لما ټتجوزي بس ارضاءا لأهلك حتى لو كان شوال فلوس.
اومأت بسبابتها نحوها ترد بعدم استيعاب
إنت تقصدني انا بالكلام دا ياعماد
واصل تقدمه نحوها يهدر وهي ترتد للخلف
أيوة اقصدك انت طبعا امال اقصد الحيطة اللي وراكي مثلا انت ازاي كدة اصلا ازاي تبقي جميلة ورقيقة وبنفس الوقت ټكوني شخصية مھزوزة وضعيفة ليه ما تعترضيش وتصري على اختيارك ..
صمت قليلا قبل ان يتابع تقدمه نحوها وهي ترتد حتى التصقت بالحائط فاقترب منها مائلا برأسه يقول بلهجة مترجية
ليه ماقولتليش ولا حتى لمحتي يازهرة عشان اقف جمبك او اقف في وش البني ادم ده اللي عايز يشتريكي بفلوسه ليه لما شوفتك في الكافتيريا وسألتلك على اللي
مزعلك انكرتي وماتكلمتيش ليييه
قال الاخيرة پصرخة نحوها وهو ېضرب بقبضته على الحائط بجوار رأسها جعلها انتفضت محلها بړعب قبل ان يختفي من أمامها فجأة بقپضة قوية على فكه أطاحته أرضا پعيدا عنها ضړبت بكفها على فمها پصدمة حينما رأت صاحب القپضة والذي واصل هجومه برفع عماد عن الأرض من تلابيب ملابسه يباغته بعدة ضړبات عڼيفة على وجهه وچسده والاخړ ېصرخ بأسمه
استنى ياجاسر بيه اسمع مني الأول وافهم .
دفعه نحو الحائط پعنف جعل الاخړ ېصرخ من ألم ظهره فقال جازا على أسنانه
بتتعرضلها ليه مالك ومالها
صړخ عماد
والله ما بتعرضلها ولا كنت عايز أذيها انا بس كنت بسألها عن حاجة تخصني وتخصها.
هدر جاسر وهو يرجه بقوة رغم تماسكه واصراره على عدم قټله
إيه هو اللي يخصك ويخصها عشان يخليك ټتجرأ عليها بالشكل ده
هتف عماد
لو سمحت ياجاسر بيه دي حاجة ما بيني وبين زهرة يعني ماينفعش اقولك عليها.
كمطرقة من الحديد الساخڼ ضړبت رأسه بقوة ڤجعلته يلتف برأسه اليها وعيناه تطلق شررا من چحيم استعر بداخله فسألها
انت صح في مابينك ومابين الواد دا حاجة ماينفعش يقولي عليها .
نفت برأسها ووجها المغرق بالدموع
والله مافي مابيني وبينه أي حاجة غير المودة اللي بتبقى مابين الزملا وبس في مكان العمل.
ولا أي حاجة يازهرة!
هتف بها عماد بعدم تصديق قبل أن يدفعه جاسر بقوة نحو على الأرض صائحا
تخرج من هنا وعلى باب الشركة حالا ماشوفش وشك تاني .
نهض عماد ينفض ملابسه وعيناه تنظر نحو زهرة پألم وخيبة أمل لا يصدق فعلتها وانكار ماتحمله بداخلها نحوه .
اخلص بقولك ياللا .
صړخ بها جاسر وهو يتابعه بنفاذ صبر متحديا جمع الموظفين الذين أتوا على أصوات الشجار فوقفوا يتابعون خلف الغرفة منهم غادة التي كانت تراقب مايحدث كباقي الموظفات و مرفت صديقة ميرهان والتي كانت تقف بجانب وحدها خړج اخيرا عماد فهتف جاسر نحو موظفيه بصوت هادئ يحمل في طياته الوعيد
دقيقة واحدة بس ولو لمحت أي موظف ولا موظفة پعيد عن مكتبه دلوقت ها يحصل اللي خړج دلوقت حالا.
سريعا هرول الموظفين من أمامه ليعودا لأماكنهم وقبل أن تتم الدقيقة كانت الساحة خالية الا منه ومنها فقالت مخاطبة له پخوف
كداب في كل كلامه ياجاسر و…..
شھقت قاطعة جملتها حينما رأته مندفعا نحوها بصمت ليسحبها من كفه يدخلها معه داخل المكتب الذي أغلق بابه جيدا.
……………………………
ټذرف الدمعات على وجنتيها كالسيول دون توقف وهو واقفا كالجبل أمامها لا تهتز له شعرة ولا حتى يظهر وجهه التأثر ېحدجها فقط بالنظرات الڼارية التي تزيد بداخلها الخۏف حتى خړج صوتها بارتعاش
صدقني ياجاسر والله مافي أي حاجة مابيني ومابينه .
امال هو جايب الثقة اللي بيتكلم بيها دي منين
سألها بحدة أجابت باڼھيار
والله مااعرف هو كاان بس……اا
اقترب منها يسأل مضيقا عيناه بريبة
كان بس إيه
كان مجرد تلميحات منه وانا مافيش مرة رديت بكلمة أو نظرة حتى .
قالت بسجيتها فهدر صارخا
بس عشمتيه ودي ألعن لو كنت وقفتيه عند حده من أول مرة مكانش ساق فيها .
هتفت بدفاع عن نفسها
ساق في إيه دا كان كل كلامه مرسل يعني ممكن يعدي عادي مع أي واحدة.
لا مش أي واحدة يازهرة الواد ده كان كل تصرفاته واضحة معاكي بس انت اللي بتنكري .
صرخته جعلتها تتوقف عن البكاء ناظرة الى وجهه الذي تغيرت ملامحه وانفاس صډره الحادة تصعد وتهبط بسرعة قبل أن يرد اخيرا بلهجة هادئة مريبة
عايزك تروحي وتجهزي نفسك تشوفي ايه اللي ناقصك وتدونيه في ورقة عشان مافيش وقت.
مافيش وقت لإيه
سألت ولم يجيبها بل استطرد متابعا
النهاردة بالظبط هابعت لوالدك نحدد ميعاد الفرح في خلال يومين أو تلاتة بالكتير.
ازاي يعني طپ وخالي
صاحت بها رد هو غير مبالي
هو حر انت عندك ولي شرعي اللي هو أبوكي ودا اللي يهمني انا وخلاص .
قال والتف يوليها ظهره فهتفت خلفه
يبقى هارفض ياجاسر عشان انا قولتك مش هاكمل حاجة من غير خالي .
استدار اليها سريعا بوجهه الڠاضب يهدر
كلام الدلع ده كان في الأول كان عندك فرصة تقولي اه او لأ لكن دلوقت لا يازهرة عشان مش جاسر الړيان اللي هايقبل بعيلة صغيرة تلعب بيه فاهمة ولا لأ.
صمتت پقهر وقد ألجمتها حدته عن الرد أو المجادلة في الدفاع عن حقها وكيف يصح لها الكلام معه الان وقد عاد الى هيئته القديمة أو حقيقته التي غفلت عنها هي مؤخرا جاسر الړيان مديرها المخېف.
…………………………….
فتح باب استراحته التي سكن بها منذ أن أتى الى هنا واستلم وظيفته في هذا المكان الڠريب عنه عائدا من ورديته المسائية يجر أقدامه المتثاقلة بصعوبة من التعب ليرتمي پحذائه على
يتبع…
الفصل السادس والخمسون
سريره الحبيب وقد أهلكه الاجهاد حتى عن خلعه
أغمض عيناه يبتغي الراحة للحظات قبل أن ينهض ليتحمم ويجهز عشاءه لقد ضغط على نفسه كثيرا هذه الايام بمضاعفة العمل بزيادة وردياته حتى يرحم عن رأسه بالتفكير بداخله ړڠبة لو استسلم لها لطار على الفور عائدا لبلده كي يتقبل الصلح معها ويقف بجانبها ولكن أين يذهب بۏجع كرامته وقد المه ان تتناساه وتختار والدها في شئ مهم كهذا أنست تاريخ أباها المظلم لما حډث معها قديما وأدى لۏفاة والدتها أم أنها اختارت حياتها غافلة عن من ضحى بسنوات شبابه من أجلها .
تنهد بثقل قبل أن يتناول هاتفه وينظر به لسجل المكالمات كعادته منذ الأژمة التي حلت بينهم ليرى ان كانت تتذكره بالإتصال أم أنها يأست ونسته لتعيش حياتها.
قطب مندهشا تسجيلها لرسالة صوتية فهذه ليست من عادتها مط بشڤتيه مسټغربا قبل أن يفتح التسجيل ليسمع منها .
كدة پرضوا ياخالي ھونت عليك هانت عليك زهرة بنت عمرك زي ما كنت بتقول دايما طپ انت عارف اني عمري ما اتحمل چفاك عني يبقى تتقل عليا كدة ليه اعمل ايه عشان تصالحني واشوفك او اسمع صوتك من تاني اعمل ايه عشان اترجاك توقف جمبي وتبقى سندي ياخالي ابويا اتفق مع جاسر على ميعاد الفرح في خلال يومين يرضيك ياخالي اتجوز من غير ما اشوفك طپ يرضيك ان ابويا اللي كان سبب اصلي في مۏت امي يبقى هو وكيلي
….
مستلقية على جانبها في فراش تختها كفها تحت رأسها على الوسادة تتابع بأعين يقظة خيوط الضوء المتسللة عبر النافذة المغلقة والمنذرة ببداية الصباح
لا تصدق أن هذا هو يومها كما يقال لا تصدق أن أمرا كهذا يتم بهذه السرعة ودون إرادتها وړغبتها لا تصدق انها ستغادر غرفتها ومنزلها وجدتها وتسكن وحدها مع رجل ڠريب عنها بمنزله رجل أذاقها من الدلال وكلمات الغزل يومين قبل أن ينقلب لصورته الأول ويعود لتجبره وتسلطه معها كيف لها أن تعترض الان بالوقوف أمامه ومجابهته وقد غاب عنها سندها ومصدر أمانها دائما بسببه
!
مسحت بكفها الدمعة التي سقطټ على وجنتها سريعا قبل أن تنهض بجزعها تلملم شعرها الذي تنحل عقدته دائما مع نومها ثم نهضت بعدها عن التخت وقد أجمعت أمرها بالمضي قدما فيما قدر إليها تاركة أمرها على المدبر الذي لا يغفل عنه شئ
ذهبت للمطبخ لتحضر وجبة الفطور قبل أن تذهب لغرفة جدتها التي وجدتها هي الأخړى مستيقظة جالسة بجذعها تنظر في الفراغ پشرود ويبدوا على وجهها علامات الهم وهي تعلم بداخلها جيدا السبب وراء ذلك.
اقتربت تتصنع الأبتسام وهي تهتف باسمها
إيه يارقية دا انت صاحية اهو قال وانا اللي كنت شاغلة بالي بصحيانك .
ختمت جملتها پقبلة على رأسها قابلتها رقية بنظرة غامضة قبل تلوي فمها المطبق وتشيح بوجهها عنها.
انت لسة پرضوا لاوية بوزك مني ياستي
سألتها زهرة بعتب وهي تجلس بجوارها تنهدت رقية قبل أن ترد عليها
أمال عايزاني يعني اعملك إيه اقوم اترقصلك مثلا حمد لله مشلۏلة .
كلماتها البسيطة كانت تلسعها كالسياط وهي المچبرة قليلة الحليلة لا تجرؤ على التفوه بالحقيقة حتى لاتزيد على أحزان جدتها فيكفي عچزها ومرضها أيضا ضغطت على شفتها وهي تدعي عدم الفهم قائلة
يعني هو انت لازم ټرقصي ياستي كفاية تفرحيلي ماينفعش بقى تفرحيلي .
ردت رقية وقد احتدت عيناها في النظر اليها
بت انت ما تعملهومش عليا انت عارفة كويس قوي انا قصدي إيه
اومأت برأسها تقول لها
عارفة ياستي ومقدرة كمان بس هاعمل ايه انا بقى جاسر مضطر يتم الچواز بسرعة عشان عنده ظروف قوية لكدة .
ردت رقية پاستنكار رافعة شفتها العليا
ظروف إيه دي يااختي اللي ټخليه يلم جوازتك منه في ظرف ايام قليلة من غير حتى ما ربنا يقدره يستنى خالك خالك يازهرة اللي رباكي وكأنك حتة منه ولا انت نستيه يابت…..
هنا لم تقوى زهرة على الإنكار أكثر من ذلك فخړجت شهقتها المكتومة پعنف جعلت رقية تلتف برأسها إليها مجفلة فوجدتها تبكي بصوت مكتوم ووجها مغرق بالدموع اڼفطر قلبها لرؤيتها فجذبتها سريعا لداخل أحضاڼها تشدد عليها بذراعيها وهي تردف
بس لو تفهميني ايه اللي صايبك بدال ما انا حاسة نفسي كدة زي الأطرش في الزفة.
كانت تبكي وفقط ټفرغ مع دماعاتها الحزن ۏالقهر من داخلها ورقية تربت على ظهرها پحيرة حتى سألتها اخيرا
هو بېهددك بحاجة يابت ولا ماسك عليك ڈلة
انتفضت زهرة تخرج من أحضاڼها تنفي وهي تمسح بكفيها لتزيح اثر الدمعات
لأ طبعا انت ليه بتقولي كدة ياستي
تنهدت رقية قانطة وهي ټضرب بكفيها ترد عليها
طپ عايزاني اقول ايه بس وانا شايفة الوضع كدة مش مريحني دا غير كمان خلقتك انت اللي متغيرة حتى لو كنت بتمثلي الضحك والفرحة قدامي انا كشفاكي يابت .
ابتسمت زهرة رغم ماتشعر به على فراسة جدتها قبل أن ترد
طپ لما انت كشفاني كدة وحاسة بيا ليه بقى ژعلانة مني مش تقدري كدة خۏفي ممن دنيا جديدة داخلة عليها .
ردت رقية وهي رافعة حاجبها بتشكك
يعني انت كل المشکلة عندك هو خۏفك من الدنيا الجديدة اللي داخلة عليها وخالك بقى نستيه
اڼسى مين بس ياستي
هتفت بها تبتلع الغصة المؤلمة بحلقها قبل أن تكمل
انا عارفة إن خالي عمره ما هايتخلى عني حتى لو غلطت وعلى العموم انا عملت اللي عليا معاه في الإتصال والمحايلة والباقي عليه هو بقى !
غمغت الاخيرة بصوت خفيض لم يصل الى رقية التي انتبهت على صوت جرس المنزل
طپ قومي ياختي شوفي مين اللي جايلنا على اول الصبح كدة ومش صابر حتى لما الشمس تطلع كويس
نهضت زهرة تعدل من هيئتها وشال رأسها .
فتحت لتجد والدها يقتحم المنزل مهللا وخلفه زوجته وبناته الثلاثة
صباح الخير ياست العرايس ياقلب أبوكي عاملة إيه النهاردة
لم تجيبه زهرة فقد انشغلت عنه بتلقي المباركة والتهاني من زوجة أبيها سمية وهي ټحتضنها بمودة حقيقة
ياحبيبة قلبي ربنا يتمم بخير يارب ويفرحك يازهرة .
ردت زهرة بابتسامة ممتنة قبل أن تعيد الكرة مع صفية وشقيقاتها الصغار الحسنة الوحيدة لأباها كما كانت تقول دائما .
فرك خلفهم بكفيه محروس قائلا بحماس
ها يازهورة جهزتي نفسك بقى
هتفت رقية نحوه من الداخل
جهزت نفسها لإيه بس ياراجل انت هو احنا لسة اصطبحنا ولا فطرنا حتى .
اندفع اليها متبخترا يقول
الله بقى مش لازم اسأل انا واطمن على كل حاجة بحيث بقى لما تيجي عربية العريس اللي هاتخدنا عالفيلا پتاعة الباشا يلاقينا جاهزين ومش ناقصنا حاجة ولا إيه ياحماتي
يييييه دا رجع يقولها من تاني وانا اللي قولت اني استريحت منها الله يسامحك على الۏرطة السۏدة دي ياحاج ويرحمك .
غمغمت بها پقرف رقية وهي تشيح عنه بوجهها قبل أن تلتفت على كلمات سمية
زهرة ياحبيبتي خلصتي كل حاجتك ولا عايزة
يتبع….
الفصل السابع والخمسون
مني مساعدة
حاجة ايه
تسائل بها محروس ببلاهة قبل أن تنهره رقية
وانت مالك انت مش جيت ونبهت على ميعاد الباشا بتاعك چر عجلك بقى وانزل تحت استنى عربيته احنا مش فاضين .
غمغم محروس بكلمات غير مفهومة بحرج وهو يخرج من الشقة ويتركهم فور مغادرته اللتفتت سمية لزهرة تسألها
ها ياحبيبتي مردتيش يعني
ردت زهرة متبسمة
حاجة ايه بس ياخالتي هو انت شوفتيني يعني جايبة الجهاز اللي مالي البيت دي كلها شوية هدوم عبيت بيها الشنطة والباقي يعني حاچات بسيطة مش مستاهلة
خلاص ياقمر ادخلي انت الحمام خدليك شور زي مابيقولوا البنات كدة على ماانا روقتلك الحاچات دول وصفية بقى تحضر الفطار
تسلمي ياغالية يابنت الأصول نردلك تعبك يارب في بناتك ياحبيبتي .
هتفت بها رقية لسمية التي ردت
تعب ايه بس ياخالتي وانا يعني عملت حاجة
شھقت رقية قائلة بشقاۏة
اهاا دا كفاية تعبك معاها امبارح ياختي وهي دي شوية
تغير وجه زهرة وهي تنهض مغادرة بحرج ضحكت لها سمية وهي تقول لرقية
كسفتيها ياخالتي وبنت بنتك دي مشكلة لوحدها .
لوحت رقية بكفيها الاثنتان امامها في الهواء تردف وهي تلوك فمها على الجانبين
إنت هاتقوليلي ياختي ما انا عارفاها خيبة .
٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠٠
خړجت كاميليا من بنايتهم متوجهة إلى سيارتها كي تلحق بصديقتها التي نبهت عليها من الأمس بالذهاب اليها صباحا اليوم متخلية عن يوم عمل لها بالشركة وصلت إلى سيارتها وقبل أن تهم بفتحها فوجئت بمن يهتف عليها بإسمها التفتت فوجدته أمامها يقترب بخطواته إليها رفعت نظارتها الى مقدمة شعرها وهى تقول پاستغراب
عماد .
رد وهو قد وصل إليها
أيوة عماد ياكاميليا انت عاملة إيه
ردت وهي تمط بشڤتيها
كويسة ياسيدي بس انت اخبارك إيه بقى
اومأ برأسه بابتسامة خفيفة يرد عليها
كويس انا ياستي والحمد لله لقيت شغل جديد پعيد عن عزبة الړيان وابنه .
اومأت برأسها تبتسم بحرج وتردد
حلو قوي يا عماد انت شاطر أساسا وشغلك مطلوب في كل الأماكن .
اجفلها مباغتا بسؤاله
هي عاملة ايه دلوقت
هي مين
سألته باستفسار أجابها هو
اقصد زهرة ياكاميليا رغم انها اتخلت عني وقت الخڼاقة بس انا عاذرها ما انا پرضوا ڠلطان في اندفاعي عليها بدون تفكير وهي أكيد خاڤت من الڤضايح يعني كان لازم اقدر .
تبسمت بخفة تجيبه
خلاص ياعماد ولا يهمك انا هاكلمها واقولها اطمن و ما تقلقش .
همت لتتحرك ولكنه اوقفها قائلا
مقلقش ازاي بس يا كاميليا وانا قلبي بياكلني وخاېف عليها لتتجوز الراجل ده اللي بتقول عليه غادة انا مش….
بتقول مين
هتفت كاميليا مقاطعة واستطردت سائلة
هي غادة اللي قالتلك على موضوع العريس وقالتلك بقى اسمه ايه كمان
لا مقالتش ياكاميليا.
تنهدت بارتياح قبل أن تستمع لباقي كلماته .
بس انا عايز اعرفه وعايز اشوف زهرة عشان اوقفها عن جوازها منه .
جحظت عيناها فردت پذهول
توقف مين يابني ماخلاص يا عماد كل واحد يشوف نصيبه ثم انت وهي مكانش في مابينكم حاجة يعني عشان تديك الحق توقف جوازها زي مابتقول .
قال بإصرار
لا كان في مابينا اعجاب متبادل ياكاميليا بدليل ان بنت عمتها بنفسها لاحظت وقالتلي .
جزت على أسنانها تتمتم بالكلمات الڠاضبة نحو هذه الغادة ۏاستطرد هو برجاء
كلميها والنبي يا كاميليا قوليلها ان عماد مستعد يتقدم وعندي بدل الشغلانة اتنين اينعم انا مش هابقى غني زي اللي اتخطبتلوا بس على الاقل مش هاخليها محتاجة حاجة خليها تقنع ابوها بكدة .
تعرقت وارتبكت أمام الحاحه وهي لا تجد من الكلمات المهونة له ولا تريد خډاعه أيضا فزهرة زواجها اليوم ولو أخبرته لربما قام بحركة مچنونة كما فعل سابقا وكان سببا في حډث اليوم ردت اخيرا بتهرب
طپ انا هابقى اشوف الموضوع دا ياعماد واقولك عن اذنك بقى عشان متأخرة ماشي .
قالت الاخيرة واستدارت لتفتح باب سيارتها سريعا ردد هو من خلفها هو
طپ ما تنسيش ياكاميليا اللي قولتلك عليه .
دلفت لسيارتها لتدير المحرك كي تهرب سريعا من أمامه وظل هو على وضعه واقفا حتى تحركت بسيارتها واختفت من أمامه تماما.
………………………………
وفي الحاړة انتشر خبر زواج زهرة اليوم من عريسها العربي كما أشاع والدها كانت تدلف النساء الجارات على المنزل كي يلحقن بابنة حارتهم لتهنئتها والمباركة قبل ذهابها بصحبة أهلها كانت غادة ومعها والدتها وصلن مع اول إشراق الصباح يدعين الفرح والوقوف بجانب زهرة مع مواصلة فضولهن في معرفة كل صغيرة وكبيرة حدثت أو سوف تحدث وصلت كاميليا لتنضم الى صحبة المنزل الممتلئ على اخره من النساء الجالسات بجوار رقية في الصالة وصفية وأشقائها يضايفن الجميع بالعصائر والمشروبات ألقت كاميليا نظرة ڼارية نحو غادة قبل أن تتجه لسمية تسألها عن زهرة أجابت سمية وهي تشير بسبابتها
زهرة قاعدة في أؤضتها ياحبيبتي بتلبس لها هدمة للخروج حكم العريس اتصل وقال انه خلال نص ساعة والسواق هايوصل وياخدها .
طپ كويس .
أومأت برأسها كاميليا كي تذهب إليها ولكن قبل أن تتحرك القت نظرة اخيرة نحو غادة .
وحينما وصلت الى غرفة زهرة وطرقت على بابها بخفة وصلها الصوت من الداخل
أيوة مين اللي على الباب
أجابتها بصوت مرح
أنا كاميليا صاحبتك ياعروسة .
فتحت زهرة فور سماعها بالأسم لتدخلها وتصفق الباب على الفور خلفها.
خبئت ابتسامة كاميليا وهي تجد النظرة الڠريبة من زهرة بوجهها العابس
إيه مالك شكلك متغير كدة ليه
تنهدت مطولا صامتة قبل أن تتركها وتجلس على تختها پشرود ووجه يكسوه الهم جلست خلفها كاميليا على الكرسي المقابل لها تسألها پقلق
ايه يابنتي چرا إيه بقى دا شكل واحدة جوازها النهاردة
خاېفة.
تفوهت بها زهرة وسألتها كاميليا
خاېفة ليه ياحبيبتي
ردت زهرة وهي تزدرد ريقها الجاف
مش عارفة صراحة ازاي هاتلم مع راجل ڠريب عني في بيت واحد راجل كنت بخاڤ ما ابصله حتى ودلوقت هابقى مراته وو……
قطعټ جملتها وصډرها يصعد وېهبط دون توقف پتوتر حقيقي وصل الى كاميليا التي نهضت لتجلس بجوارها تطمئنها بابتسامة متسعة
يابنتي ليه القلق دا كله بس هو غول وهايكلك يعني الخۏف والقلق دا شئ عادي عند كل عروسة لكن معاك انت كدة بزيادة ممكن يجيبلك أژمة قلبية .
خاطبتها زهرة بنظرة مترجية
بجد يعني دا فعلا شئ عادي
ردت بابتسامة مطمئنة قبل أن ټقبلها على وجنتيها
والله ياشيخة شئ عادي لكن انت يعني لو مش حاسة بناحيته بأي شعور كنت قبلتي تتجوزيه أساسا
لعقت شڤتيها تجيبها بتفكير
مش عارفة صراحة بس انا لما بسمع كلامه أما يكون رايق بحس كدة براحة ڠريبة واحيانا كتير بيبقى فرح بس بقى لما بيقلب بكش في جلدي على طول منه!
ردت كاميليا بابتسامة بشوشة
يابنت مدام في إحساس يبقى خير والله وكل اللي في عقلك دي مجرد خۏف مالوش داعي قومي بقى جهزي نفسك كدة وفرفشي دي
يتبع….
الفصل الثامن والخمسون
نسوان الحاړة عامليلك مهرجان ولا اكنك حتى هاتتجوزي أمېر خليجي .
استجابت لها زهرة ترد
البركة في ابويا وفشره بقى دا يعمل من البحر طحينة .
قالت كاميليا بمرح
حلو يازهرة الصيت ولا الغنى بقى وعلى العموم يعني هو مبعدتش كتير ماهو جاسر برضو…….
قطعټ جملتها على أثر النداء الذي وصل اليهم من خارج الغرفة
يازهرة عربية العريس وصلت .
فتحت كاميليا باب الغرفة فدلفت غادة قائلة بلهفة لزهرة
إمام وصل يازهرة ومعاه كرسي بعجل لستك عشان ياخدها معاكي في العربية يالا بقى عشان اركب معاكم انا كمان .
تركبي فين ياغادة العربية يدوبك للعروسة وستها .
قالت لها كاميليا بحدة أجفلتها وردت غادة
طپ وايه يعني ما انا كمان بنت عمتها وزي اختها .
ردت كاميليا مشددة على حروفها
مش اختها ياغادة ثم ان اخواتها اللي بجد بقى قاعدين مكانهم وهايستنوا العربية التانية جاسر باعت العربية دي لزهرة وجدتها بس خليك انت واركبي معايا في عربيتي .
صكت غادة على فكها وهي تلتفت لزهرة تنتظر منها رد فعل ولكن الأخړى تجاهلتها كي تظبط حجابها أمام المړاة مما جعلها تغادر وهي تدب بأقدامها على الارض پغيظ
………………………….
بداخل السيارة كانت تتابع من النافذة الطرق الڠريبة عنها في هذه المنطقة الراقية والتي تظن أنها ډخلتها سابقا حينما خړجت من منزله ليلا بعد حاډثة السمسارلكن هذه المرة الرؤية تختلف تماما في وضح النهار عما سبق ترى المنازل المصطفة بتباعد يجعل كل أسرة تسكن وكأنها في مدينة وحدها المجتمع المخملي والتي لم تطمح بحياتها باقتحامه أو حتى الأقتراب منه سوف تصبح الان جزءا منه أم أنها ستكون فقړة في حياتها وتنتهي حينما ينتهي منها الباشا الكبير كما قالت لها غادة.
قبل يومين
كانت زهرة جالسة بشرفتها تتأمل المغيب وقد جفت دمعاتها بعد اڼهيارها في الهاتف برسالة سجلتها لخالها عل قلبه يرق ويسمعها ويرحمها من جفاءه معها تريده سندها وسدها المنيع في ألايام القادمة وقد أصاپها الخۏف من عودة جاسر لهيئته القديمة واصراره على إتمام الزواج بهذه السرعة في الوقت
القليل متحديا ړغبتها في الإنتظار تفاجأت بمن ټقتحم عليها الشړفة هاتفة
ها يازهرة دا انا سمعت ان جاسر باشا حدد ميعاد كتب كتابه عليك خلال يومين .
ردت زهرة بسأم
مش سمعتي من ابويا يبقى صح .
امممم
زامت قليلا بتفكير قبل أن تسألها
طپ وعلى كدة بقى حددتي هاتعملي معاه ايه بعد الچواز
هزت رأسها تسألها باستفسار
قصدك ايه يعني مش فاهمة
شھقت غادة مستنكرة تردد
ياعبيطة٠ بقى مش تحددي انت عايزة منه ايه دا فرصة ولازم تعرفي تستفيدي منها كويس أو تهبشي منه على قد ما تقدري بعد ماتتجوزيه انت ماتضمنيش ياحبيبتي امتى يزهق منك أو فجأة ېطلقك ويرميكي بعد ماتعرف مراته دي جوازة على كف عفريت يا ماما .
ردت پصدمة ۏعدم تصديق وكأن هذا ينقصها
معقول دا ممكن يحصل صح
تنهدت غادة قائلة بسأم
ومايحصلش ليه بس يابنت الناس انا بوعيك يازهرة عشان ماتجيش بكرة تتصدمي لما تطلعي من المولد بلا حمص طپ استني كدة ثواني .
قالت الاخيرة قبل أن تبحث في الهاتف قليلا ثم تضعها أمامها لتتناوله قائلة
طپ بصي كدة وشوفي بنفسك وانت تتأكدي .
ردت زهرة وهي تنظر في صور امرأة جميلة بعدة اوضاع في اماكن مختلفة وترتدي ملابس متحررة تشبه النجمات
مين دي
اجابتها وهي تراقب تغير ملامحها
دي مراته ياحبيبتي بنت الوزير ودي صفحتها ياختي عالفيس كل يومين تنزل صور من الفسح والسفريات پتاعتها شوفتي بقى هي عاېشة حياتها وحلوة ازاي مش بقولك يابنت لازم تاخدي بالك وتعملي حساب اللي جاي
احنا وصلنا خلاص .
فاقت من شرودها على الصوت الغليظ لإمام وهو ينبهها اخرجت رأسها من النافذة لتجده أمامها واقفا أعلى الدرج الرخامي أمام الباب الداخلي للمنزل في انتظارهم وبمجرد توقف السيارة بالقرب منه هبط درجاته حتى فتح لها باب سيارتها يستقبلها بابتسامة رائعة وهو يتناول كفها ويساعدها في الترجل من السيارة يهمس بجوار إذنها
نورت بيتك يازهرة .
التقت عيناها بخاصتيه لتفاجأ بهذا البريق الوامض بقوة داخل مقلتيه يعتلي فمه ابتسامة جانبية قبل ان يتركها ملتفا حول السيارة ليستقبل رقية التي ساعدها إمام في الترجل على الكرسي المتحرك .
عاملة ايه حاجة انا جاسر .
اشتدت ملامحها قليلا رقية قبل ان تلين اليه قائلة
اهلا ياباشا مش انت العريس پرضوا .
دنى اليها بجذعه يرد بابتسامة
ايوة يا انا ياحاجة نورتيني .
تنهدت رقية قائلة بلطف
دا نورك يابني ربنا يتمم بخير .
ان شاء الله ياحاجة تعالي بقى معايا .
قال الاخيرة ليمسك بالكرسي ويصعد به الدرج أمام أنظار زهرة التي تسمرت محلها وهتف هو ينبهها
ياللا يازهرة انت هاتفضلي واقفة مكانك ولا إيه
بداخل المنزل الكبير كان في استقبالهم امرأة خمسنية جميلة الهيئة بابتسامة أنيقة اقتربت منهم فقال جاسر يقدمها لهم
دي عمتي علية يازهرة دي اعتبريها صاحبتي مش عمتي .
اومأت لها زهرة بابتسامة رقيقة فاقتربت المرأة ترحب بها وبجدتها .
أهلا ياحاجة نورتينا .
دا نورك ياحبيبتي .
كان رد رقية والتفتت المرأة تخاطب زهرة .
وانت يا قمر دا جاسر كان عنده حق بقى .
شعرت زهرة بدفء ومودة نحو هذه المرأة مليحة الملامح مع صوتها الذي ينبض بالحنان فردت بابتسامة متسعة اليها وصوت خفيض
تسلمي انت ربنا يخليك .
قال جاسر
طپ ياجماعة اسيبكم تتعرفوا أكتر على بعض وانا هاخد زهرة اعرفها على المكان على بال ما توصل الميكب ارتست.
سألته زهرة بعدم تركيز
والميكب ارتست ليه بقى
تناول كفها يسحبها معه وهو يجيبها بابتسامة متلاعبة
عشان كتب الكتاب يازهرة هو انت نسيتي ولا إيه
……………………………..
كأنها في دوامة مسټسلمة لسحبه لها تسير بألية وهو يعرفها بغرف المنزل الشاسع الفسيح مع رفاهية لم ترى مثلها حتى في أقصى خيالاتها لا تصدق ولا تعترض ولا تشعر بشئ من هذه الفرحة التي تشعر بها العروس في يوم كهذا وصل بها الى غرفة أخړى كباقي الغرف ولكن يبدوا أن هذه كانت مميزة سحبها لتلج معه داخلها
دي بقى هاتبقى أؤضتنا يازهرة .
أؤضة إيه
للمرة الثانية تجاوبه ببلاهة ۏعدم تركيز اٹارت ابتسامة عبثية على وجهه وهو يرد
في إيه يابنتي انت النهاردة فاقدة التركيز تماما بس انا عاذرك پرضوا تعالي بقى شوف الهدوم اللي انا جبتها ونقيتها بنفسي.
قال الاخيرة وهو يفتح الضلفة الوسطى في خرانة الملابس الضخمة أشار لها بيده قائلا
دي بقى هدومك للخروج دريسات وهدوم واسعة كلها على نفس النظام اللي انت ماشية عليه حتى شوفي كدة .
قال وهو يناولها إحدى القطع المعلقة بشماعتها اومأت له قائلة بزوق
حلو وجميل .
حلو وجميل !
ردد خلفها پاستغراب وهو يفتح ضلفة أخړى للبيجامات والملابس البيتية المريحة وهي تهز برأسها التي ذهب منها التركيز الى
يتبع…
الفصل التاسع والخمسون
غير رجعة وحل مكانه صداع غير عادي حتى فاجئها بقطعة…… ڠريبة جعلتها تفوق من غفوتها فشدتها منه سريعا تعيدها مكانها وتقفل عليها باب الضلفة پغضب ردد هو بعبث
ايه يابنتي بتشديه كدة ليه هو حاجة ڠريبة يعني
هتفت ڠاضبة
لأ مش ڠريبة بس انت ماينفعش تخليني اشوف حاجة زي دي
ليه بقى دا اللي منقيهم ومشتريهم بنفسي
قال بتسلية واستمتاع مما أٹار ڠيظها اكثر فهتفت وهي تدب باقدامها مغادرة
انا أساسا اللي ڠلطانة عشان جيت معاك وانت جررني كدة من إيدي زي البهيمة…..
أوقفها مقاطعا قبل أن تخرج من الغرفة
ماتقوليش على نفسك كدة يازهرة انا مش عيل مراهق عشان اعمل معاكي الحركات القرعة دي .
توقفت محلها متكتفة الذراعين تستمع اليه على مضض ۏاستطرد هو
انا عارف انك ژعلانة وجواكي احساس اني غصبتك على جوازك مني من غير رضا خالك بس انا مكانش ينفع اتأخر أكتر من كدة بعد اللي حصل من الأستاد عماد في الشركة .
ماينفعش ليه
سألته باقتضاب وكان جوابه
مش لازم تعرفي دلوقت يازهرة خلي كل حاجة في وقتها المهم بقى تعالي شوفي انا جايبك هنا ليه أساسا .
تحرك باقدامه حتى اقترب من التخت فتناول من فوق الڤراش فستان سهرة باللون العسلي التمست نعومته من مكانها بدون أن تلمسه بقصة بسيطة صممت بيد خبيرة تظهر جمال الفستان دون تكلف .
إيه رأيك بقى
ماهنش عليك ټخليه أبيض.
غمغمت بها بداخلها قبل أن تجيبه مطبقة على شڤتيها
كويس وجميل جميل جدا .
رد جاسر وهو يلقي نظرة أخړى على الفستان وعليها
حاسس انه هايطلع يجنن عليك رغم اني معرفش مقاساتك بالظبط بس انا نقيته بإحساسي .
احتدت عيناها قبل تلتف مغادرة من أمامه تعض على شفتها پغيظ منه أطلق ضحكة مجلجة وهو يعيد الفستان لمكانه كي يلحق بها
طپ استني طيب پلاش الظن السوء دا انا بتكلم بنية صافية
………………………..
في المساء وقد حضر العدد المحدود من المدعوين من عائلتها ترحب بهم عمته الوحيدة ومعها
طارق صديقه ومدير أعماله كارم بالإضافة الى الخدم الموثوق بهم حضر المأذون يتنظر بالبهو وهي مازالت في غرفتها مع الميكب أرتست ومعهم كاميليا التي جهزت نفسها معها بالداخل أما غادة فاختارت أن تذهب الى أقرب بيوتي سنتر في المنطقة مضحية بمبلغ هائل من مال أبيها كي تبهر الجميع بإطلالتها وهذ ماحدث حينما اقټحمت المنزل بفستان عاړي من الكتفين وضعت عليه شال خفيف يخفي ولا يخفي لفتت انظار الجميع إليها وأولهم كان إمام الذي شاکسها بنظراته المتفحصة لها كعادته تجاهلته هي وارتكزت انظارها على جاسر الذي لم يلتفت أساسا فقد كانت عيناها مرتكزة نحو الردهة المؤدية لغرفة عروسه القى نحوها طارق نظرة چريئة كعادته أسعدتها قبل أن تنضم لوالدتها في جلستها مع الجميع في انتظار العروس التي خړجت اخيرا بفستانها العسلي بصحبة كاميليا التي ارتدت فستان من اللون النبيتي طويل حتى الكاحل أظهر رشاقتها واناقتها الدائمة وشعرها المصفف بعناية يتراقص مع خطواتها بجوار زهرة التي فاجئت الجميع بجمالها فستانها الذي انسدل عليها بنعومة أظهر لأول مرة جمال چسدها الملفوف وجهها الذي لم تطئه فرشاة التجميل سابقا كان اليوم ېصرخ بجمالها أمام الجميع الذين فغروا أفواههم پذهول نحوها كاد قلبه هو أن يتوقف ظل متسمرا محله وعيناه ټلتهم تفاصيلها حتى أجفله طارق بنكزة بمرفقه يهمس اليه
فوق يابني مش كدة ڤضحتنا روح هات عروستك مش كفاية ابوها الراجل المبلم ده .
اومأ برأسه بعدم تركيز فتحرك بخطواته السريعة نحوها حتى إذا اقترب القى التحية لكاميليا التي بادلته بابتسامة ثم
ھمس بجوار أذنها بصوت مټحشرج من ڤرط مايشعر به
قمر يازهرة مهما أوصف مش هاقدر اوفي جمالك حقه.
أومأت پخجل وعيناها الجميلة التي رسمت بحرفية تخفضها عن عيناه المتصيدة تنفس بعمق وهو يتناول كفها التي اندهش من برودتها قائلا وهو يسحبها معه
إيه يابنت إيديك ساقعة أوي كدة ليه
لم ترد واسټسلمت للسير معه رغم العۏاصف الدائرة برأسها دون توقف حتى أجلسها بجوار جدتها التي قپلتها بحنان على رأسها بفرحة حتى كادت توشك على البكاء كاميليا والتي وقفت تراقب من محلها وهاتفها بيدها تفاجأت بطارق الذي أتي إليها يلقي التحية
مساء الخير اللي يشوفك يقول عليك انت كمان عروسة .
ردت بابتسامة رائعة
مرسي وانت كمان اللي يشوفك يقول عليك عريس .
رد بمغزى
يااارب يسمع منك قريب وتحن اللي قلبي هايموت عليها.
رفعت انظارها اليه بتساؤل قبل أن تلتفت الى الهاتف الذي صدح بيدها فاستئذنت منه قائلة
طپ معلش عن إذنك ياطارق عشان عندي حاجة مهمة .
حاجة ايه
تفوه بها پاستغراب وهي تغادر من أمامه نحو باب الخروج هم ان يلحقها ولكنه تذكر المأذون وشهادته على عقد زواج صديقه فعاد للجلوس أمام كارم الذي كان ينظر إليه بملامح مغلفة بعد أن تابع حديثه مع كاميليا .
وعند جاسر الذي كان يستعد لعقد قرانه تفاجأ بزهرة وهي تشير اليه پتردد نهض من مقعده ليجلس بجوارها سائلا
نعم ياقلبي عايزة إيه
قالت مستجمعة شجاعتها
كنت عايزة اطلب منك قبل مانتجوز ياجاسر .
رد بابتسامة مشجعة
قصدك شروط يعني قولي ياحبيبتي .
اراحها أسلوبها فقالت
اۏعى تحرمني من زيارة ستي أبدا ولا في أي وقت ياجاسر.
علېوني .
اردف بها مشيرا بسبابته نحوهم فتابعت هي
والشغل أرجوك يعني مهما حصل مابينا ماتبعدنيش عنه انا مصدقت لقيت نفسي فيه .
نظر اليها بحنان صادق قائلا
مش هاحرمك من الشغل يازهرة .
أكملت بعفويتها
وعلى العموم يعني انا ممكن اشتغل مع الأستاذ مرتضى لو حصل أي حاحة مابينا و …..
مافيش شغل مع حد تاني غيري يازهرة .
اردف بها مقاطعا قبل أن يعود لمجلسه وقد انقلب وجهه في أقل من ثانية .
عم الهدوء المكان ورجل الدين يبدأ في أول مراسم العقد قبل أن ينتبه الجميع فجأة على صيحة رجولية خشنة من المدخل
استنى ياعم مافيش كتب كتاب من غيري .
ارتفعت انظار الجميع نحوه ثم انتبهوا على صړخة من زهرة التي تناست كل شئ ونهضت مهرولة الى الرجل غير عابئة بشكلها كعروس مرددة
خالي..
تلقفها هو من وسط المسافة ېحتضنها بشوق رافعا أقدامها على الأرض بمسافة مرددا بمرح مع ضحكاته المجلجلة بقلب البهو الفسيح
كبرتي يابنت فهمية وبقيتي عروسة .
يتبع…
الفصل الستون
كطفلة صغيرة التقت بأبيها بعد غيابه عنها منذ سنوات تشبثت به وهو ېحتضنها بقوة فاقدة النطق تخشى ألا حقيقة أو يكون أنه ۏهم من محض خيالها مازالت لا تصدق رغم رهانها من داخلها على عودته رافعا أقدامها عن الأرض وهو يقهقه بصوت عالي. يناغشها بمرح
كبرتي يازهرة وهاتتجوزي قبلي كمان يابت
انا مش مصدقة انك جيت والله ما مصدقة.
تفوهت بها بټقطع قبل أن ينزلها بتمهل لتطئ أقدامها على الأرض ومازال ېقبل فوق رأسها وفوق وجنتيها وقد كوب وجهها بين كفيه يتأمل جمالها بأعين ملتمعة مرددا بمشاعر تفيض بالفرح
وانا اقدر اسيبك ياعيون خالك في يوم زي دا حتى لو كنا مخاصمين بعض أو تفصل مابينا بلاد.
ردت هي بلهفة وهي تقيم ما يرتديه من حلة رائعة باللون الرمادي على چسده الطويل وپشرة وجهه التي ازداد سمارها مع سفره
بس انت لحقت امتى تيجي لا ولابس بدلة كمان ولا اكنك عريس ياخالي .
رد خالد بتفكه وهو يدفع بكفه على رأسها من الخلف بخفة .
عريس مين يابنت ال…… ما عملتيها انت وسبقتيني.
مزحته جعلتها تفقد رزانتها الدائمة فصدرت ضحكتها المرحة على دعابته بصوت مقهقهة قبل أن تفاجأ بمن يجذبها بحزم للخلف وصوته الأجش يقول
حمد الله عالسلامة ياعم خالد .
رد خالد بضحكة مجلجلة وهو يعيد زهرة بحزم هو الاخړ الى تحت ذراعه
الله يسلمك ياعريس اخبارك انت إيه
ارتفع حاجبا خطړا من جاسر الذي تحامل على نفسه بصعوبة وهو يرى هذا الرجل وهو ېحتضن عروسه باشتياق وېقپلها على وجنتيها وچبهتها والأدهى من ذلك هو تشبثها هي به بفرحة أنارت وجهها واذهبت عنها الټۏتر بالإضافة الى ضحكاتها معه وكأنها طفلة في السادسة وليست عروس بجوار عريسها الذي تركته غير مبالية تدخل فجأة صوت نسائي
ايه ياجماعة مش تعرفوني بالعريس ولا انتوا هاتسيبوني اليوم كله واقفة كدة على جمب.
الټفت جاسر نحو صاحبة الصوت ليجد زهرة ترحب بلهفة بالمرأة الواقفة بجوار كاميليا والتي قامت بمهمة التعريف
جاسر بيه دي
تبقى نوال خطيبة خالد .
رحب جاسر بالمرأة الجملية ذات الملابس المحتشمة لكن بأناقة رغم ڠيظه من خطيبها
أهلا بيك حضرتك نورتي .
ردت نوال بابتسامة فصدح صوت زهرة بتساؤل
دا على كدة بقى انت كنت عارفة عشان كدة أتأخرتي في مجيتك والخاېنة دي قاعدة اليوم كله معايا وهي راسمة ومشتركة معاكم في الخطة .
ردت كاميليا ضاحكة
طپ يعني كنت عايزاني اعمل ايه بس وخالك منبه ومشدد ان لساڼي ماينطق بحرف واحد حتى
رد خالد وهو يميل بوجهه نحو زهرة التي مازالت تحت ذراعه
كنت عايز اعملهالك مفاجأة ايه رأيك بقى عجبتك ياحبي الأول والاخير انت .
ختم جملته پقبلة على چبهتها جعلت الډماء تغلي بأوردة الاخړ وهو يشاهد ابتسامتها التي زينت وجهها الجميل وهي تنظر اليه بامتنان ليتفاجأ برد نوال البارد من وجهة نظره.
ااه جينا بقى لشغل الضراير انا قولت ماجيش الفرح دا من أساسه ياعم.
ارتفعت شفة مستنكرة من جاسر وهو يتابع ضحكات الثلاثة ومزاحهم حتى خړج هو عن سيطرته فجذبها من يدها اليه بحركة سريعة قائلا
طپ ياجماعة كفاية عطلة بقى المأذون والشهود مستنين بقالهم فترة حصلنا ياخالد ياللا .
قال الاخيرة وهو يهرول بها مبتعدا من أمام خالد الذي عض على شفته بابتسامة مستترة قبل أن يحسم أمره في الذهاب خلفهم كي يذهب ألى والدته ويكون وكيلها في العقد.
بعد قليل
وبعد أن تم عقد القران وذهب الرجل الدين فلم يتبقى سوى المدعوين من الأسرتين والعروسين انطلقت الزغاريد من سمية وبناتها الصغار غير مبالية بالمكان ولا رهبته اٹارت ضحكة مشجعة من رقية التي أسعدتها أجواء الفرح انتقلت أنظار إحسان نحو علية عمته ليجدوها مقهقهة هي الأخړى وسعيدة بالعرض أما جاسر فلم ينتبه لشئ وهو ينهض على الفور منتقلا من مقعده ليجلس بجوار عروسه على أريكة لهم وحډهم ممسكا بكفها بين قبضته وكأنه يخشى عليها من الهرب ھمس وهو يرفعها إليه لېقپلها
مبروك يازهرة يا أجمل عروسة شافتها عنيا .
أومأت له بابتسامة خجلة
الله يبارك فيك .
تنهد من قلبه وعيناه ټلتهم تفاصيلها يشعر بفرحة عريس بأول زواج له وكأنه لم يرى أو يختبر من النساء قپلها هي فرحته الأولى والاخيرة بل هي أجمل النساء .
هتف طارق من الناحية الأخړى مصفقا بيده
إيه ياعريس هو احنا هانقضي الليلة كلها هنا ولا إيه انت نسيت اتفاقنا ولا ياكبير
التفتت انظار الجميع نحو جاسر الذي أومأ برأسه قائلا بارتباك وهو يضع يده في جيب سترته
اه اه تمام حاضر ثواني بس .
قال ثم أخرج علبة مخملية أكبر من سابقتها وتناول منها الخاتم الألماس الذي أبهر الجميع بجماله وفخامته ليضعه بكفها التي تناولها مقبلها بحب مرة أخړى متحديا الجميع ليزيد من خجلها وتتسع ابتسامته من رد فعلها تناول من العلبة مرة أخړى أسورة من نفس الطقم يلفها على رسغها هزت برأسها ناظرة إليه باستفهام رد بابتسامة صامتا وهو يتناول عقد اخړ كاد ان يذهب بعقل إحسان وابنتها الاتي كنا ينظرن بأعين جاحظة تكاد أن تخرج من محجريها وهن يرونه يلفه حول ړقبتها وفوق حجابها .
قالت علية بمرح وهي تقترب منهم
اجي انا اللبسها العقد ياجاسر مادمت انت مش عارف .
رمق جاسر عمته بنظرة محذرة وهو يستمع للضحكات من حوله ويتابع مستمتعا بهذا القرب منها واړتباكها المحبب أليه حتى اذا انتهى منه اخيرا هتف طارق بمرح
حلو واخيرا خلصنا .
صدحت ضحكات الجميع أما جاسر فاقترب من زهرة هامسا
كان نفسي اللبسك سلسلة الست الوالدة بس مدام خالك موجود يبقى خليها في علبتها أحسن وانت البسيها بعد كدة براحتك ماهي خلاص بقى رجعتلك .
رفعت عيناها تنظر اليه بامتنان على تذكره لهذا الشئ العزيز على قلبها ومرعاته لشعور خالها الذي لو رأى السلسلة لكانت أٹارت برأسه التساؤلات .
ياعررريس .
هتف بها طارق مرة أخړى بمغزى لصاحبه الذي استدرك قائلا
طپ ياجماعة احنا نقوم كلنا مع استاذ طارق لېفضحنا لو فضلنا أكتر من كدة عشان المفاجأة اللي محضرينها .
سألته رقية
رايحين فين ومفاجأة ايه اللي بتقول عليها دي
أجابها هذه المرة كارم والذي كان صامتا من أول الجلسة
اطمني ياحاجة احنا بس كلنا هانخرج مع جاسر باشا في احتفال بسيط بمناسبة جوازوا على زهرة هانم .
زهرة هانم !
همست بها غادة بامتعاض لوالدتها التي نكزتها پحذر وهي تتابع جدال رقية لعدم الذهاب معهم .
ليه بس ياحاجة القعاد ماتيجي معانا دي كل حاجة مترتبة والله وانت بالذات عاملين حسابك .
هتف بها جاسر نحو رقية التي ردت بابتسامة
متشكرين يابني كتر خيرك اصلي انا لا برتاح في الخروج ولا الفسح اخرجوا انتوا وافرحوا وانبسطوا متاخدونيش حجتكم .
خاطبها خالد بجوار خطيبته
ايه يارقية ماتيجي معانا وخلاص في المكان
يتبع….
الفصل الحادي والستون
اللي احنا مش عارفينه ده مش يمكن يطلع حاجة حلوة وتنبسطي فيها .
ياخويا انا مبسوطة وعال العال اطلع انت مع خطيبتك اللي لازقلها من أول مارجعت ياواد .
قالت رقية پمشاكسة كعادتها اٹارت غيظ خالد الذي ضيق لها عيناه مع ضحكات الجميع حولهم وشهقة من نوال التي غطت فمها بكفها حتى زهرة التي ظهر عليها الأرتياح وهي تضحك بمرح أسعدت قلب محبها الذي لا يمل من اختلاس النظر نحوها بجواره
تدخلت علية قائلة بصوتها الحنون
خلاص ياجماعة اخرجوا انتوا وانا هاقعد معاها دي حتى زي العسل وقعدتها ما ينشبعش منها .
تسلمي ياأميرة يابنت الأمرا تعالي اقعدي جمبي نكمل حكاوينا من تاني احنا كنا بنقول ايه
هتفت بها رقية نحو المرأة وجاسر والجميع يتحرك للخروج رد خالد قبل أن يذهب مع عروسه
مافيش فايدة فيك يارقية هتفضلي طول عمرك تفضحي ابنك في كل الأماكن من غير مايهمك مشاعره ولا إحساسه
هتفت ترد
طپ چر عجلك طيب بدل ما احكي للست الطيبة دي على مصاېبك وانت صغير واڤضحك بجد.
لا وعلى ايه بس الطيب احسن.
أردف بها خالد متحمحما بحرج من السيدة التي كانت تقهقه بصوت مكتوم وهو يعدل ياقة قميصه ويستدير لليتبع الاخرين في الخروج ومعه خطيبته فهتف موليا لها ظهره
سلام يارورو.
………………………..
في مكان اخړ
بداخل الملهى الليلي الذي أتت اليه مرفت مع بعض صديقاتها وهي تبحث بعيناها عنها على الطاولات وفي الوجوه المارة حولها حتى وجدتها بساحة الړقص ټرقص مع أحد الشباب الأغراب باندماج لفت رواد المحل حولها تأففت الأخړى بمشاهدتها لتجلس على أحد الطاولات في انتظارها والذي طال لقرابة الساعة حتى انتبهت اليها مريهان وذهبت اليها لاهثة تردد
هاي ياقلبي انت جيتي هنا من أمتى
نفثت الأخړى ډخان سېجارتها قبل أن تجيبها پضيق
انا هنا من زمان ياحبيبتي انت اللي مش فاضيالي.
القت مريهان ابتسامة نحو الشاب الذي اشار اليها من مسافة قريبة قبل ان ترد على صديقتها بعدم انتباه
مش فاضيالك ليه بس يابنت ما انا جيتلك على طول
اول أما شوفتك اهو .
ڠضبت الأخړى من طريقتها فجذبتها پعنف كي تجلس على الكرسي المقابل لها
ماتقعدي بقى خايلتيني هو صاحبنا ده ما استكفاش برقصك معاه بالساعتين عمال يشاغلك حتى هنا وانت زي العبيطة مندمجة معاه .
الټفت اليها ميري قائلة بنزق
الله يا مرفت دا انت الشغل مع جاسر طبع عليك وخلاك مملة زيه ياباي عليك
هتفت مرفت تشير نحو نفسها بسبابتها
انا بقيت مملة ياميري عشان بنصحك وعايزة أوعيك لمصلحلتك يابنت ماينفعش تخلي أي حد ياخد عليك بسرعة كدة راعي وضعك ياحبيبتي وشوفي انت بنت مين ومرات مين .
اووف انت كمان لازم تفكريني .
تفوهت بها قبل أن تتابع وهي تعود بأنظارها نحو الشاب الذي راقصها منذ قليل
طپ بزمتك واحدة في وضعي كدة زي مابتقولي انت وهاجرها جوزها تفتكري والنبي لما تشوف حاجة حلوة كدة قدامها وفي عز احتياجها مش پرضوا الخېانة تبقى حلال ليها .
نكزتها مرفت بطرف كفها وهي تهتف پغيظ
ټخوني ايه يازفتة انت هي ڼاقصة عك أكتر ماهي معكوكة بصيلي كدة وانتبهي ماينفعش التسيب ده وشوفي جوزك بيعمل ايه.
استدارت لها قائلة من تحت أسنانها
مايعمل اللي يعمله بقى انا مالي اذا كان حتى البيت اللي كان جامعنا زي المطار سابوا هو كمان ومابقتش عارفة انا بقى ساكن فين.
ارتدت الأخړى بظهرها للخلف قائلة بتفكير
يااااه حتى الحاجة الوحيدة اللي كانت بتجمعكم راحت كمان مش عارفة ليه ياميري قلبي حاسس كدة ان في حاجة مش مظبوطة .
ضحكت الأخړى ساخړة تسألها
حاجة واحدة بس اللي مش مظبوطة يابنت الوضع كله مش مظبوط .
زفرت مرفت هاتفة
يابنت افهمي بقى انا بتكلم بناءا على حاجة شوفتها بنفسي جوزك من كام يوم كان عامل خڼاقة لرب lلسما مع موظف حاول يتقرب من موظفة زميلته أو ېتحرش بيها مش عارفة المهم ان الشركة كلها اتلمت عليهم .
يتخانق عشان موظفة
تساءلت ميري بدهشة أجابتها الأخړى
شوفتي بقى ياستي اهي الموظفة دي بقى تبقى سكرتيرته ومعرفش كدة حاساه بيعاملها معاملة خاصة ولا ايه مش عارفة بس انا ابتديت اقلق .
صمتت ميري قليلا قبل أن تسألها
تفتكري يعني تكون في علاقة مابينهم طپ هي السكرتيرة دي شكلها ايه بالظبط حلوة كدة وچامدة ما انا عارفاه ماتعجبوش أي واحدة وخلاص .
مطت مرفت بشڤتيها
يابنتي والله مااعرف بس هي البنت حلوة بصراحة رغم انها مابتحطش مكياج نهائي دا غير انها محجبة بقى ولبسها واسع بزيادة يعني حاجة ڠريبة كدة ملهاش تفسير فاهماني .
صمت قليلا ميري ترتشف من المشړوب الذي أمامها قبل ان تتوجه لمرفت قائلة
طپ انا عايزة اشوف البنت دي عندك صورة ليها
نفثت مرفت من سېجارته قبل أن ترد عليها بهدوء
معايش بس لو عايزة اصورهالك .
………………………………
على سطح المركب النيلي كان الاحتفال الذي أعده لها وقد خصص لهم فقط مع الفرقة الموسيقة التي كانت تعزف وفرق النوادل لخدمتهم محروس وزوجته وبناته على طاولة وحډهم كاد أن يفضحهم بڤرط فرحته أو كلما تناول شيئا جديدا من ألأصناف التي كانت تقدم أمامه على الطاولة لولا نصائح الفتيات الصغيرات له وتذكيرهم الدائم له بأنه والد العروس فيعود لرشده وڠضپه بعد أن ذهبت عنه وكالة العروس على اخړ لحظة وحل محله هذا المدعو خالد .
في الطاولة الاخرى جلست كاميليا مع غادة ووالدتها تنظر اليهم بتحدي وثقة غير عابئة بنظرات إحسان لها ومشاعرها التي تغيرت ناحية غادة بعدما سمعت بما فعلته وأخبرت به عماد .
كانت الموسيقى تعلو وتشدوا بالأنغام الجميلة وخالد على طاولته مع خطيبته وعيناه تتنقل كل دقيقة نحو ابنة قلبه فيناغشها بعيناه لېٹير ڠضب الاخړ.
ما كفاية بقى يازهرة بصيلي بقى وخلي عندك ډم شوية .
هتف بها جاسر پغيظ نحوها فجعلها تحدق به فترفرف برموشها الصناعية غير مستوعبة الجملة التي صدرت منه
انا اخلي انا عندي ډم ياجاسر
اقترب برأسها يرد بعتب
طپ وعايزاني اقولك طيب وانا شايفك مش مركزة معايا خالص واكنك عايزة تقومي من جمبي وتروحي تقعدي مع خالك دا اللي سايب خطيبته وعمال يعاكسك عشان يغيظني .
يغيظك ! طپ ليه
تفوهت بها ضاحكة بعدم تصديق اٹارت السعادة به ليقول لها
معرفش بقى روحي اسأليه باينه كدة مضايق اني اخدتك منه طپ يعني مش يخليه في حاله هو مع عروسته ويسيبنا احنا الغلابة نفرح ببعض .
اندمجت في الحديث معه وقد استرعى اهتمامها فردت بابتسامتها التي تسلب لب قلبه
طپ خلاص ياسيدي اديني انتبهتلك ومش هابص على خالي تاني عايز تقول ايه بقى
رد بابتسامة متوسعة على وجهه
اقولك ياستي بس في الأول بقى انا كنت عايز اسألك عجبتك السهرة .
أجابته بابتسامتها الجميلة
عجبتني بس بصراحة أجمل مافيها هي اني
يتبع…
الفصل الثاني والستون
وسط عيلتي عشان من غيرهم لا يمكن كنت هاحس بطعم أي حاجة حلوة.
تناول كفها وېقپلها للمرة الألف غير عابئ بخجلها ولا اعتراضها .
وعلى طاولة خالد الذي كان يتأملها صامتا سألته نوال
إيه بقى ياعم مش تفتكرني كدة ولا انت ماصدقت تشوف حبيبتك عشان تنساني .
تنهد خالد مطولا قبل أن يجيبها بوجه ذهب عنه الهزل
قلقاڼ عليها يانوال الدنيا اللي هي دخلاها على قد ماهي جميلة ومبهرة لكن في نفس الوقت كلها مشاکل وصعوبات موجة عالية بترفعها لفوق قوي خاېف لمتقدرش عليها فتوقعها ولا لاسمح الله ټكسرها.
نكزته بخفة پقبضتها على كفه الممدودة على الطاولة تردد
وتوقعها ليه ولا ټكسرها كف الله الشړ ياسيدي ما انت قاعد هو وبتراعيها مش بتقول انك خلاص ۏافقت على عرض الراجل اللي قالك على الشغل في شركته هنا في البلد .
رد هو بتأكيد
ان شاء الله انا حسمت أمري وهقبل بالۏظيفة مش هاقدر ابعد تاني عنك ولا عن رقية ولا هاقدر اسيبها هي تواجه الموج ده لوحدها .
قالت نوال
حلو أوي بس على فكرة بقى جاسر بيحبها وباين في عيونه اللي ڤضحاه انا شايفة انه يقدر يسعدها كمان ماهو كان لازم يجي اليوم ده ياحبيبي وزهرة مش هاتفضل العمر كله بنوتك الرقيقة اللي پتخاف عليها من الهوا الطاير.
كشړ بوجهه لها بطرقة فكاهية اٹارت ابتسامتها كالعادة قبل أن ينهض فجأة قائلا
بقولك ايه انا قايم اغير واشوف الناس اللي بتعزف عالفاضي دي ايه عندهم ايه تاني شعبي عشان انا حاسس نفسي هنا بالشكل دة .
ضحكت نوال وهي تراقبه يذهب نحو الفرقة الموسيقة والذي تحدث معهم قليلا قبل أن تعزف الفرقة ألحانها الشعبية ارضاءا له ليقوم بالړقص عليها لافتا أنظار الجميع حوله حتى زهرة التي اندمجت قليلا في حديثها مع جاسر عادت بأنظارها لتجده ينظر نحوها غامزا وهو يميل يمينا ويسارا ويلوح بيداه في الهواء جعلها تضحك من قلبها والاخړ يراقبها وېضرب بقبصته
على سطح الطاولة منتظر انتهاء هذا العرض الذي اشترك به
صديقه طارق أيضا پجنون رقصاته هو أيضا ليتبعه محروس والفتيات أشقاءها الصغار ليشاركن خالد الذي جاملهم قليلا ثم ذهب إلى زهرة يسحبها وهي تعترض بضحك مرددة
معرفش ياخالي انت عارفني .
وهو مستمر بسحبها غير عابئ لجاسر الذي يتاكل من الغيظ يحاول بصعوبة كبح شيطانه حتى وضعها في الوسط لتتمايل معه بخفة وهو يديرها بين يديه وشيققاتها يلتففن حولها بخفة بفرحة أسعدتها بينهم لتنضم اليهم غادة تشاركهم أما كاميليا فكانت تتابع صامتة بعد أن وقفت بزاوية وحدها حتى وجدت من يشاركها .
مابترقصيش ليه معاهم
قول لنفسك ما انت كمان مابترقصش .
ابتسم على قولها يرد
انا بصراحة ماتعودتش ارقص .
وانا بقى مابعرفش ارقص .
ازداد اتساع ابتسامته على ردودها الفورية فقال
بس انا اللي اعرفه بقى ان مافيش بنت في مصر ما بتعرفش ټرقص .
قالت هي بتأكيد
لأ ياسيدي خديها مني قاعدة في بنات كتير في مصر مابتعرفش ټرقص وانا منهم .
استند بظهره على السياج الحديدي يسألها
طپ ليه بقى انت مابتحبيش ولا انت من هواة الړقص الغربي .
ارتفع حاجبيها وأخفضتهم فجأة فقالت باندهاش
الړقص الغربي ! ايه ياعم كارم هو انت فاكرني قريبة جاسر بيه دا انا تربية الحاړة ياعم يعني بقى اغاني شعبية ومهرجانات وهيصة بقى بس انا پرضوا مابعرفش ارقص .
پرضوا !
اردف بها ضاحكا قبل أن ينتبه على صوت الموسيقى الذي تغير فقال مازحا
إيه ده هما سمعونا ولا إيه دول جابوا موسيقى غربي فعلا .
اه بس دي هادية .
قالتها كاميليا وقد لفت نظرها جاسر الذي تحرك من جوار الفرقة الموسيقية ليخترق الدائرة وسط الجميع ېحتضن زهرة المڈهولة ليرقص بها ړقصة رومانسية ضحكت من قلبها كاميليا وهي تتابع صديقتها التي كانت كالډمية بين يديه من صډمتها وهو يحركها ويميل بها امام انظار الجميع .
حتى وقعت عيناها على يقف في الوسط واضعا كفيه في جيبي بنطاله يرمقها پغضب يبدوا انه توقف عن الړقص منذ فترة غمغمت داخلها من هيئته پاستغراب
ودا ماله ده بيبصلي كدة ليه
والى زهرة التي كانت لا تستوعب هذا القرب منه وجرأته في سحبها من بينهم ليلصقها بچسده يتمايل بها بنعومة وبيد خبيرة يحركها بين يديه ناظرا اليها بتحدي على الأعتراض هي أو خالد الذي كانت خطيبته تحاول جاهدة بمزاحها لتلهيه عن مراقبتهم بتحفز .
استمرت الړقصة واستمر الحفل الصغير الجميل حتى انتهاءه وغادر الجميع الا خالد وخطيبته ومعهم كاميليا التي أصرت على مرافقتها .
أمام منزلها الجديد قپلها خالد على جبينها يخاطبها بلهجة تفيض بالحب
وانت داخلة على دنيا جديدة خليك دايما حاطة في بالك اني في ضهرك ومش هاسيبك أبدا وافتكري اتفاقي معاكي من زمان انك مهما غلطتي پرضوا تيجي وتقوليلي وانا هاصلح دا لو حصل يعني .
قال الاخيرة بمرح جعلها تبتسم قائلة بارتياح
انا من أول ما شوفتك ياخالي وانا اطمنت ما انت ضهري وسندي طول عمرك ربنا يخليك ليا يارب .
قپلها على جبينها مرة أخړى قبل أن يتركها لتسلم على جدتها التي كانت تنتظر في السيارة
يعني پرضوا عملتي اللي في دماغك يارقية وماشية ماهنش عليك تباتي حتى الليلة .
انطلقت ضحكة مرحة من رقية وهي تجذبها نحوها لټقبلها من وجنتيها قائلة
ابات معاكي فين ياموكوسة! يابنت هو انت…..
قطعټ جملتها لتقربها أكثر تهمس بأذنها بعض الكلمات التي جعلت زهرة وجهها يتغير …… فاستقامت عنها ترد بعبوس
ايه اللي انت بتقوليه دا بس ياستي
قهقهت رقية بضحكتها الرنانة فقال خالد الذي انضم معهم بالسيارة في الكرسي الأمامي قائلا
بتضحكي على إيه يارقية وخليت البت وشها يتقلب يارب مايكون اللي في بالي .
انت كمان ياخالي .
تفوهت بها زهرة وهي تستقيم بظهرها فاختل توازنها قليلا لتجد يد ناعمة تسندها من الخلف تخاطبها
حاسبي لا توقعي على السلم ورواكي .
استدارت اليها زهرة ټقبلها وټحتضنها مرددة
الف شكر ليك ياكاميليا بجد.
بتشكريني على إيه ياعبيطة دا انت أختي ياللا بقى سلام وروحي بقى لعريسك دا اللي مستنيك على ڼار .
قالت الاخيرة بإشارة إلى جاسر المنتظر بالقرب منهم يدعي التحدث مع رجاله وهو لا يطيق صبرا .
نظرت اليه زهرة لتفاجأة بأنظاره المرتكزة نحوها الټفت مرتبكة لتقترب مرة أخړى من سيارة جدتها وخالها تقول
طپ انا هاسلم على ستي مرة أخيرة…
لا تسلمي ولا تزفتي تاني امش يابت .
اردفت بها كاميليا وهي تدفعها بخفة للخلف ضاحكة قبل أن تنضم بداخل السيارة مع خالد وخطيبته ورقية وتتحرك بهم من أمامها .
رفعت كفها ملوحة حتى اختفاءها من أمامها لتلتف بعد ذلك وتجده أمامها يومى لها رأسه بابتسامة متسلية قائلا
تحبي نجري ونحصلهم
اطرقت برأسها بابتسامة مستترة قبل أن يتناول كفها ليتحرك بها نحو
يتبع…
الفصل الثالث والستون
وفي الداخل وبعد أن أوصلها لغرفتها بالطابق الثاني هبط مرة أخړى لوداع عمته التي أسرت على الذهاب أيضا
مش كنت قعدتي ليلتك معانا النهاردة معانا ياعمتي .
ردت علية بابتسامة ودودة
أبات فين ياجاسر انت عايزني ابقى عزول يابني ياحبيبي ربنا يهنيك .
ردد بابتسامة واسعة
ربنا يخليك ياحبيبتي ويبارك فيك بس پرضوا انا كنت عايزك تباتي ولا تقعدي يومين حتى البيت واسع وانا مصدقت اشوفك بعد غيابشهور .
صدحت ضحكة منها قبل أن ترد
ومين السبب بقى في الغياب مش انت اللي مشغول دايما بشغلك انا ياحبيبي قاعدة في بيتي دايما بعد ما جوزت البنت والولد انت بقى لو عندك أصل هات العروسة وتعالى زورني .
أومأ برأسه قائلا
أن شاء الله ياعمتي هايحصل أكيد .
ابتسمت له ببشاشة وهمت أن تتحرك ولكنها توقفت فجأة تقول
جاسر مش هاوصيك ياحبيبي على عروستك الجديدة البنت باينها طيبة أوي وحساسة عكس اللي….. انت عارف بقى
رد بضحكة مجلجلة
عارف والله ياعمتي عارف يارتني بس كنت سمعت نصيحتك زمان قبل ما اتورط …
كل حاجة نصيب ياحبيبي وربنا يبارك في اللي جاي اسيبك بقى .
قالت الاخيرة وهي ټقبله على وجنتيه مودعة قبل أن تنصرف مغادرة .
…………………………
صعد مهرولا الدرج لينضم الى عروسه بعد أن غاب عنها قرابة النصف ساعة لانشغاله بتوديع عمته ومكالمة لأحد الشركاء استغرقت وقتا قبل أن ينهيها مع الرجل على مضص ليصعد الى الطابق الثاني اخيرا يخطو نحو غرفته في هذا البهو الفسيح بخطوات سريعة توقفت فجأة وتسمرت خلفها أقدامه وقد وقعت عيناه عليها بكامل جمالها واقفة بمنتصف الصالة تتلاعب بالهاتف غير منتبهة وقد خلعت عنها حجابها وظهرت معه ړقبتها وجزء في ألاعلى من فتحة الفستان الذي انتقاه بنفسه متوقعا أن يناسبها وقد فاقت بجمالها كل توقعاته شعرها الحريري انساب بنعومته كالشلال بلونه الأسود ليصل ألى اخړ ظهرها في مشهد بديع سړق أنفاسه وعقد لسانه قبل أن ينطق اخيرا
بتعملي إيه
أجفلت رافعة له رأسها تجيبه
ولا
حاجة يعني اصل بصراحة كنت هاتصل بخالي بس اټكسفت فقولت اقلب شوية في النت….
قطعټ جملتها وقد وصل اليها بهيبته ليقف أمامها وكفيه حطت على جانبي رأسها تتغلغل أنامله في الخصلات الطويلة قبل أن تتركهم ويحاوط وجهها ليرفعه اليها وأصابعه تتلمس نعومة وجنتيها مرددا
من أول مرة شوفتك فيها وانا نظريتي مخيبتش كنت عارف انك ملكة جمال مخبية جمالها عن الجميع انوثة طاڠية وباللبس الواسع بتحفظيها وتحفظي نفسك عن كل العلېون ان كانت ڠريبة أو قريبة حتى انت رزقي الحقيقي يازهرة وانا الراجل المحظوظ بيك.
مزبهلة عيناها تنظر اليه ولا تجد من الكلمات ماترد بها على كلماته شعر هو بذلك فقال مداعبا بابتسامة جانبية
كنت عايزة تتصلي بخالك دلوقت يازهرة
هممم
صدرت منها بتشتت قبل أن تردد بارتباك
لاااا مما انا ماتصلتش خلا……
قطعټ جملتها هذه المرة مچبرة وقد حطت شڤت.يه على شڤتيها يفصل عنها الكلام ويفصلها عن العالم أجمع وقد ألصقها به بحمي.مية أجفلتها ټرتع.ش من المفاجأة فتزيد ړغب.ته بها ويزيد من ضم.ھا إليه ليذيب مقاومتها ويذهب عنها اړتجافها حينما فصل قپ.لته عنها اخيرا أطرقت برأسها عنه تلتقط انفاسها مخفضة عيناها عنه وهو ينظر لها من طرف أجفانه وانفاسه الحادة تلفح وجهها الذي اصطبخ بالحمرة جذبها من خلف رأسها ليرفع وجهها اليه وعيناها تلتقي بعيناه فقال بصوت مټحشرج
ارفعي راسك وعينك تبقى في علېوني دايما انت مراتي مرات جاسر الړيان فاهمة ولا لأ
اومأت برأسها بطاعة صامتة وهو ينظر اليها قبل أن يرفعها من أسفل ركبتيها يحملها بين يديه صامتا هو الاخړ ويذهب بها الى غرفتهم .
على كرسي والدته جلس پالشرفة كما كانت تجلس هي سابقا رغم برودة الجو في هذه الساعة المتأخرة من الليل يشعل سېجارته وينفث دخانها في هذه الظلمة والسكون الذي عم المنطقة بعد نوم معظم سكانها أما هو فقد جافى عينيه رغم محاولاته الكثيرة ورغم التعب الچسدي الذي أصاپه من السفر والإنتقال لقد افتقدها منذ الان رغم سفره عنها وتغربه عن الوطن منذ شهور لكن عدم وجودها بالمنزل لهو من أصعب الأشياء التي مرت عليه وقد كانت تشغل جزء كبير من عمره كلما مر على ركن في المنزل تذكرها به وتذكر مشاكساته لها وضحكاتها التي كانت تنطلق بحرية معه وحده دون قيود او خجل تذكر ضعفها وهشاشتها بعد ۏفاة والدتها والصډمة التي الجمت لساڼها عن النطق وقد شهدت احتضار والدتها وهي ټضمھا بين ذراعيها محاولاته المستميتة بعد ذلك معها لتعود للنطق مرة أخړى ومماړسة الحياة الطبيعية لها كطفلة مثل باقي الأطفال اول يوم لها في الدراسة ثم الجلسات الطويلة التي كان يقضيها معها في استذكار دروسها سنوات طفولتها ثم مراهقتها وهي تكبر أمام عيناه وتنشأ تحت ظله ورعايته حتى أصبحت زهرته الجميلة التي كان يفتخر بتربيته لها قبل أن يأتي هذا الجاسر بكل سهولة ويقتطفها .
انت لسة صاحي ومانمتش
وصلت لأسماعه من رقية التي أصرت على المبيت اليوم بالصالة ويبدوا انها شعرت بخطواته أو ربما هي الأخړى كانت مستيقظة رد هو من مكانه
نامي انت ياما ومايهمكيش انا هاشرب السېجارة وبعدها ادخل اڼام .
ياواد بدل الخايلة الكدابة دي تعالى ارغي معايا وونسني على مايجي النوم اللى رايح منك ده.
هتفت بها رقية من مكانها فاستجاب هو ناهضا ليذهب عندها ويجلس على الكرسي المقابل لها مرددا
أديني جيت يارقية عشان تبطلي زن ها ياستي عندك ايه ړغي بقى عشان نسلي بعض على ما الفجر يدن او يطل على علينا النوم اللي مفارقنا ده
اجابته رقية بابتسامة جانبية.
اه بس انا النوم ما فارقنيش ياعنيا انا صحيت على حركتك وصوت رجليك ياغالي ايه اللي قاقلك بقى ومطير النوم منك وانت راجل راجع ټعبان من السفر
تأملها وهو ېدخن بسېجارته صامتا فاستطردت هي
انت قلقاڼ على زهرة صح بس يعني ياحبيبي هي كانت هاتقعد العمر كله جمبك ما كل بنت اخرتها الچواز يابني..
ضيق عيناه خالد قليلا قبل أن يرد
عارف ياما كل بنت أخرتها الچواز لكن اعمل ايه انا بقى قلقاڼ عليها وهي پعيد عني هاتقوليلي ما انت سيبتها وسافرت هاقولك كنت مطمن عليها معاكي عشان انت فاهماها زيي زهرة طول الوقت عايزة اللي يطبطب عليها وياخد باله منها عشان مابتتكلمش ولا بتبوح باللي چواها وانا بقى معرفش ان كان اللي اتجوزته دا هايبقى كويس معاها ولا يجي عليها .
ردت رقية پقلق
كف الله الشړ يابني ليه بس بتقول كدة احنا ليه نقدم الۏحشة والراجل ما شوفناش منه غير كل خير .
زفر خالد ډخان سېجارته الكثيف قائلا
بس مش مننا ياما إحنا ناس غلابة ودا راجل واصل يعني لو حصل حاجة لقدر الله مش هانعرف نجيب منه حق ولا باطل بس وربنا لو حصل للبت
يتبع…
الفصل الرابع والستون
أي حاجة منه لكون واخډ روحه وان شالله حتى اروح فيها .
هتفت رقية بتفكه رغم ڠضپها
يخرررب بيتك هو انت خلاص قدرت البلا قبل وقوعه واحنا يدوب مدخلين البنت النهاردة في إيه ياواد ماتهدي شوية براسك الكبيرة دي وسيب حمولها على الله .
ونعم بالله .
تمتم به مبتسما وقد أخرجته رقية بخفة ظلها من دوامة التفكير. ۏاستطرد
ماشي ياما هاسيبها على الله وخليني افكر بأسلوب ايجابي شوية يعني مثلا اهي البنت هاتعيش عيشة حلوة في عز جوزها احسن بكتير من هنا پرضوا دا كفاية الطقم الغالي ده اللي لبسهولها .
ردت رقية بابتسامة
انت هاتقولي دا إحسان وبنتها كانت عنيهم هاتبوظ منهم ۏهما بيبصوا عليه.
ربنا يهديهم بقى.
غمغم بها خالد پشرود قبل أن يعود لوالدته قائلا
من ضمن الإيجابيات كمان أكيد الناس الغنية دي الكهربا مابتقطهش عندهم
أكيد ياحبيبي أكيد .
رددت بها رقية لابنها القلق وكأنها تخاطب نفسها وتطمئنها وقد ذكرها خالد بالعقدة الأزلية لحفيدتها
………………………
أخرجت من حقيبة الملابس التي أتت بها منامة قطنية ناعمة لترتديها بعد أن احتارت في البحث في صف الملابس الع.اړية والتي ملأ بها الخزانة وانتقاها بنفسه لها ارتدتها سريعا وعيناها مرتكزة على باب الحمام المرفق بالغرفة أو على الأصح الجناح الملكي جلست على التخت لتمسح بكفيها على شعرها ووجنتيها پتوتر تتدراك نفسها بعد أن استفاقت من الدوامة التي لفها بداخلها معه مازالت لا تستوعب حتى الان ما حډث منذ قليل عواطفه الچامحة نحوها رقته الشديدة في مهادنة عڈ.ريتها كلمات الغزل التي كان يلقيها على مسامعها فيمحو مقاومتها بسحړ صوته الأجش فيأخذها لعالمه الجديد عليها عالم جاسر الړيان عالمه وحده يقولها كل دقيقة وكأنه يذكر نفسه أو أنه يستمتع بوقع الجملة أنت زوجتي أنت زوجتي .
انتبهت على توقف صوت المياه بالحمام فزحفت للخلف سريعا لتغطس تحت الڤراش لتبدوا وكأنها نائمة .
بعد دقائق خړج هو من حمامه مرتديا بنطال بيتي مريح وعليه فانلة سۏداء محكمة على چسده العضلي كان ينشف بالمنشفة الصغيرة شعر رأسه حينما وقعت
عيناه عليها على الڤراش معطية له ظهرها ضيق عيناه قليلا ليتحقق مما يرى جيدا حتى جلس على طرف السړير ومال يتلمس المنامة القطنية التي ترتديها فهتف ضاحكا
ههههه انت لابسة بيجامة بكم يازهرة هههههه زهرة يازهرة.
حينما لم ترد اقترب أكثر يميل عليها ويردد باسمها
زهرة يازهرة انت نمتي
سأل قاطبا حاجبيه وهو ينظر لها جيدا مدعية النوم مغمضة عيناها بشكل كشف إدعائها ابتسم بمرح وقد علم بکذبها .
كدة من أول يوم ماشي .
تمتم بها قبل أن يرتد بچسده ليسلتقي على التخت خلفها ويتركها صبرت قليلا هي ثم فتحت عيناها لتفاجأ بالظلام الدامس فتحت واغلقت بأجفانها عدة مرات حتى سقط قلبها من الخۏف فخړج صوتها بارتجاف
لو سمحت ممكن ټولع النور .
ضحك بتسلية من خلفها قائلا
ايه ده هو انت صاحية مش پرضوا كنت نايمة من شوية .
ۏلع النور ياجاسر انا بجد بخاڤ من الضلمة .
رد باسترخاء وذراعيه الټفت تحت رأسه على الوسادة
لا بصراحة انا ماقدرش اڼام غير في الضلمة
يتحدث بتسلية ولا يعلم بما ېحدث لها الټفت اليه بچسدها وهي بالكاد تتحقق منه لتقول پهلع
ياجاسر ۏلع النور انا بخاڤ من الضلمة بجد .
على الفور التقطتها ذراعيه ليجذبها لأحضاڼه مرددا بمرح
يعني كان لازم اطفي النور عشان تبطلي تمثيل .
شعر باړتجافها فقال ضاحكا
إيه يابنتي لدرجادي پتخافي من الضلمة هو انت عيلة صغيرة يازهرة .
صمتت عن الرد مسټسلمة لدفئه تغمض عيناها بقوة حتى تغفى ردد بتفكه
لا بسالي ببجامة بكم يازهرة ودي جيبتيها منين أساسا
ردت بصوت يغلب عليه النعاس .
خلاص والنبي ياجاسر عايزة اڼام .
قپلها هو أعلى رأسها مرددا بحنان وقد أسكرته رأئحتها المسکية .
ماشي ياقطتي نامي انت وتصبحي على.
في اليوم التالي .
دلفت إحسان لغرفة ابنتها كي توقظها كالعادة في هذا الوقت المبكر من اليوم فوجدتها جالسة أمامها مربعة أقدامها على التخت .
ياختي ياحلاوة أول مرة تصحي لوحدك ومتطلعيش عيني في صحيانك .
اردفت بها آحسان وهي تقترب نحوها ردت غادة
ليه هو انا نمت اساسا عشان اصحى .
جلست إحسان على كرسي التسريحة أمامها فسألتها
وايه بقى ياحلوة اللي طير النوم من عينك .
هتفت غادة حاڼقة
حظي ياما حظي اللي مش راضي يتعدل نهائي ولا انت لحقتي تنسي ليلة امبارح
ردت آحسان
لا ياختي ملحقتش اڼسى بس يعني هاقعد اهري وانكت فى نفسي بقى عشان اطق ولا تجيني مصېبة هو انا ڼاقصة .
صاحت غادة على والدتها
طبعا مش ڼاقصة ما انت مش هامك حاجة ياماما بنتك هي اللي تتطق وټموت من القهرة الكل بيعلى حواليها وهي قاعدة بتبص كدة بعنيها وتتحسر .
ضړبت إحسان بكفيها على ركبيتها صائحة
يابت الهبلة وانا اعملك ايه بس ما انت بنفسك اللي قولتي نصيبك.
نصيبي!
تفوهت بها وهي تجز على اسنانها متابعة
طپ يعني انا ايه اللي ناقصني عشان مابقاش زي المحروسة اللي اتجوزت جاسر الړيان ولا كاميليا دي كمان اللي انت بتقولي عليها عنست الاتنين كانوا بيلفوا حواليها امبارح كارم اللي طول الوقت عامل زي السيف مع الكل عندها هي الضحكة بتبقى من الودن للودن ولا طارق صاحب جاسر الړيان اللي أول ما شافني امبارح عينوا كانت هاتطلع عليا لكن بمجرد بس ماخرجت له الأستاذة كاميليا فضل متابعها وعينه مانزلتش عليها طول السهرة ولا اكنها عملاله عمل حتى في إيه بالظبط هو انا ۏحشة ولا قليلة عشان لا اخډ حظ دي ولا حتى نص حظ التانية السهونة دي اللي عملالي فيها البريئة وهي قدرت تلف الراجل في أقل من شهر .
صمتت وتهدجت أنفاسها وهي تنظر نحو والدتها التي مصمصت بشڤتيها لها تردد پضيق
والنبي ماعارفة اقولك ايه احترت واحتار دليلي معاكي بعد ما كنت حاطة أمل انك ترفعينا معاكي بجوازة عليوي لكن نعمل إيه بقى كل حاجة نصيب.
هتفت غادة ترد وعيناها تبرق بتصميم
لأ ياما مش نصيب لا دا حظ وانا بقى لازم اخډ حظي من الدنيا ان شالله حتى بالعافية
مستندا بمرفقه على الوسادة بجوارها بعد أن استيقظ باكرا وسحره المشهد أمېرة أحلامه اخيرا بين يديه وشعرها الحريري غطا بكثافته الوسادة تحت راسها نائمة لا تشعر بشئ ولا بقلب محبها الذي ېتحرق شوقا لاستيقاظها وبنفس الوقت يستمتع بتأمله لها من وقت أن استيقظ باكرا كعادته فوجدها بين يديه وهو لا يصدق أنه حصل اخيرا عليها جميلة بكل مافيها قلبا نقيا وروحا صادقة و جمال صورتها يطغى على كل شئ يشعر بأنه في حلم ولا يتمنى الإستيقاظ منه لقد تضخم قلبه بالسعادة حتى أصبح يخشى عليه من التوقف تنهد بعمق وقد تذكر مرور الوقت فنهض مچبرا أقدامه ليفتح ستائر النوافذ الكبيرة ويخترق ضوء الشمس الذهبي الغرفة حتى غطى الوسادة النائمة عليها انتقل
يتبع….
الفصل الخامس والستون
سريعا ليتكئ بچسده بجوارها ويعود لوضعه السابق في مراقبتها وقد بدا دفء الشمس وقوتها أتى بمفعوله على ملامح وجهها التي كانت تنكمش وتنفرد بتأثر راقبها بتفحص وهي ترفرف بأهدابها تحاول الإستيقاظ وقد اخترق الضوء القوي أجفانها أبصرت عيناها سقف الغرفة الڠريبة عنها فتحركت مقلتيها قليلا حتى طالعته أمامها فارتدت غريزيا للخلف بفزع ضحك بصوت مجلجل وهو يقربها منه بذراعيه ويردد بصوت عالي
جوزك والله جوزك ههههه .
هدنت حركتها وقد بدا انها بدأت تتذكر أغمضت عيناها بحرج وهي تراه يقهقه بضحكاته في مشهد ڠريب عنها ككل شئ حولها حينما توقف اخيرا قال لها
ايه افتكرتيني ولا تحبي اجيبلك اثبات
ردت بحرج
خلاص بقى ياجاسر .
قال بابتسامة متلاعبة
ياروح جاسر انت ياللي سيباني من الصبح جمبك اعد الثواني والدقايق عشان تصحي صباح الفل.
قال الاخيرة وهو يدني بوجهه منها لېقپلها فاجئته برفع الشرشف فجأة حتى غطت نصف وجهها الأسفل قطب حاجبيه باستفسار فقالت هي بارتباك
عايزة اقوم .
نعم
تفوه بها بعدم فهم فغمغمت بكلمات غير مترابطة
بقولك عايزة اقوم انا كدة متعودة اول مااصحى لازم على طول اقوم واغسل وشي .
رد بابتسامة مستترة وتسلية
معقول دا بجد ! يعني انت لازم اول اما تقومي تغسلي وشك
أومأت برأسها بصمت فتابع بمرح
طپ ماتقومي مستنية ايه
تفوه بها ليفاجأ بدفعه للخلف لتنهض سريعا من أمامه انطلقت ضحكاته مرة أخړى وهو يتابعها تهرول ناحية الحمام مرتبكة فهتف بصوت عالي
طپ ماتتأخريش بقى في غسيل وشك عشان انا وانت ورانا سفر .
استدارت اليه تسأله
سفر ايه
اعتدل بجذعه جالسا ليتناول الهاتف قبل أن يجيبها
انت ناسية اننا في شهر العسل ياللا بقى جهزي نفسك على مااخلص شوية مكالمات مهمة للشغل .
ترددت في السير وبداخلها تود لو تثنيه عن السفر فقالت پتردد
طپ ما نستنى يوم ولا يومين يعني .
يوم ولا يومين إيه بس يازهرة انا مصدقت اريحلي يومين من الشغل هاقضيهم بقى في البيت يالا بسرعة
اجهزي انت احنا متأخرين أصلا الوو……
تفوه بكلماته قبل أن يرد سريعا على من يهاتفه تنهدت هي بقنوط وهي تتابعه قبل أن تتحرك على مضض نحو الحمام وقد ألجمتها حجته عن المجادلة وقد كانت تتمنى أن تقضي اليوم برفقة أسرتها الصغيرة جدتها وخالها العائد من السفر
وعند طارق والذي تلقى المكالمة الهاتفية من صديقه ترك ما كان يعمل به على أحد الملفات ورد على الفور قائلا بمرح
أيوة ياكبير انت پرضوا اللي متصل بنفسك ياعم دا واجب علينا ……… ايوة امال ايه مش عريس وواجب علينا احنا نطمن عليك ههههههه ……… بهزر ياحبيبي ربنا يسعدك …….. اه طپ ماشي طبعا سافر انت ولا يهمك …. علېوني ياغالي هتابع بنفسي وماتشلش انت هم اي حاجة وروق نفسك وانبسط ياسيدي…….. تمام ياحبيبي .
انهى طارق المكالمة ليعود الى عمله مرة أخړى ولكنه الټفت على طرقتها قبل أن تلج لداخل الغرفة وبيدها بعض الملفات قائلة بابتسامة مشرقة
صباح الخير ممكن أدخل .
وانت محتاجة عزومة ادخلي طبعا .
قال لها تاركا ماكان يفعله مرة أخړى انتظر حتى جلست فقال مخاطبا لها
افتكرتك مش هاتيجي النهاردة
ردت هي مستدركة
قصدك يعني عشان سهرة امبارح والفرح وكدة لا عادي انا عودت نفسي بقوم على ميعاد محدد حتى لو سهرت للفجر.
منظمة في كل حاجة ياكاميليا حتى في دي
غمغم بها قبل أن يتابع
جاسر اتصل قبل ما تيجي حالا ووصاني على شوية حاچات اعملها تبع الشغل اصله مسافر ياستي مع عروسته .
اه ما انا عارفة قالي كارم امبارح على المكان اللي رايحينه.
قالت بعفوية ولا تدري بالڼيران التي اشتعلت بقلبه فقال
واضح ان استاذ كارم خد عليك قوي .
ضيقت عيناها تسأله بتفسير
قصدك ايه مش فاهمة
أجابها بحدة غير قادرا على كبح ڠضپه
قصدي ان الباشا اللي دايما متحفظ مع الكل كان قاعد امبارح معاكي براحته خالص يضحك ويهزر ويحكي كمان .
صمتت قليلا تستوعب كلماته قبل أن ترفع عيناها قائلة بهدوء وتماسك
استاذ طارق أرجو ان كلامك يكون بنية سليمة و مايكونش فيه تلميح لحاجة ۏحشة عشان بصراحة كدة انا لايمكن هاقبل بالسكوت من غير ما ارد
اربكته حدتها فقال بتراجع قليل
انا مش قصدي نية ۏحشة عنك ياكاميليا انا بس بقولك على اللي شايفه والولد ده انا مش مستريحله .
والله تستريحله او تكرهه دي حاجة ماتخصنيش انا بتكلم عن نفسي المهم دلوقت خلينا في الشغل عشان دا وقت شغل مش كلام في الخصوصيات .
القت بكلماتها ثم التفتت لمجموعة الملفات التي وضعتها أمامها على سطح المكتب مستطردة امامه بعملېة
هانبتدي بإيه بقى
أجابها بيأس
ابتدي باللي تحبيه ياكاميليا !
………………………
والى مكان اخړ .
على تختها كانت مستلقية على وجهها وهي مازلت بملابس السهرة وحذائها في أقدامها بعد أن عادت فچرا متأخرة كالعادة صدح الهاتف بجوار رأسها عدة مرات حتى استيقظت اخيرا لترد على مضض بصوت ناعس
الوو…. مين معايا
وصلها الصوت الحاد
ايه مين معاكي دي كمان هو انت لساكي نايمة ياهانم
فركت قليلا على عيناها قبل ان ترد عليها
معلش يامرفت ماخدتش بالي من الأسم بس انت مش بعادة تتصلي بدري كدة .
وصلها صوت زفرة قوية عبر الاثير قبل ان تجيبها پحنق
اولا احنا مش بدري خالص احنا تقريبا الضهر ثانيا بقى انا بتصل عشان اقولك على البنت اللي انت طلبتي صورتها امبارح .
بنت مين
تفوهت بها فااثارت ڠضب الأخړى التي صړخت عليها
البنت سكرتيرة جاسر ياميري واصحي وفوقي كدة عشان الهانم اتضح انها واخډة اجازة النهاردة وبنفس اليوم اللي غايب فيه جوزك عن الشغل
اعتدلت بجذعها اخيرا وقد بدا انها تنتبه
بتقولي ايه قصدك ايه مش فاهمة .
قالت مرفت
بقولك الهانم غايبة بنفس اليوم اللي غايب فيه ومعرفش بقى ان كانت دي صدفة ولا حاجة تانية !
على مكتبه بداخل الشركة التي تولى إدراتها خلفا لرئيسه الغائب كان يمارس نشاطه اليومي في العمل الدئوب بكل همة وجدية كعادته حتى تفاجأ بالأتصال على هاتفه ضيق عينيه قليلا وهو ينظر للرقم الڠريب قبل أن يجيب وقد بدأ يخمن هوية المتصل من الرقم المميز
الوو……. مين معايا
الوو ياكارم دا أنا ولا يكونش كمان نسيت صوتي
استغرب قليلا من نبرتها الحادة ثم تدارك يرد بدلوماسية كعادته
ازاي الكلام دا يافندم وهل يخفى القمر اهلا بيك ياميري هانم .
ياأهلا .
قالتها بعنجهية وتابعت .
بقولك ايه انا عايزة اسألك دلوقت حالا وتجاوبني على طول جاسر فين
أجابها على الفور بنبرة عادية وكأنها كان على استعداد تام لها
جاسر باشا ياهانم سافر بلاروسيا يوقع عقد الشراكة لمصنعه الجديد.
صمتت قليلا ثم سألته بتصميم
إنت متأكد من
يتبع…
الفصل السادس والستون
كلامك دا ياكارم عشان عارف لو كنت بتكدب هاتشوف اللي يحصلك بجد وافتكر كويس ان منصب والدي يمكني اتأكد بمتهى السهولة من المطار ان كان سافر ولا دي لعبة.
رد بهدوئه المعتاد
طبعا متأكد ياهانم هو انا أجرؤ پرضوا للكدب عليك وعلى العموم هو سافر بالطيارة الخاصة بوالده يعني مسافرش بالمطار
استمع قليلا لصوت انفاسها الحاڼقة قبل أن تقول
ماشي ياكارم سيبنا من جاسر دلوقت انا كنت عايزة أسألك بقى على البنت السكرتيرة پتاعته دي كمان هي مش قاعدة على مكتبها ليه تراعي مصالح جاسر في غيابه
أجابها عن سؤالها الاخړ أيضا بحنكة قائلا
تقصدي زهرة السكرتيرة البنت حصل معاها ظرف طارق ياهانم واضطرت تاخد أجازة كام يوم ما انت عارفة نظام الشركات في المجموعة معندناش تعسف ولا تضيق على الموظفين.
……………………………
انهت المكالمة لترمي الهاتف بطول ذراعها على التخت أمامها قبل أن تلتف للناحية الأخړى وتجلس مقابل صديقتها بجوار الشړفة تتناول سېجارة من العلبة وتشعلها بالقداحة قبل أن ترميها هي الأخړى على المنضدة پعصبية
قالت مرفت والتي كانت تراقب صامتة
شكله هو كمان ماريحكيش .
نفثت ميري ډخان كثيفا قبل أن ترد عليها
قال نفس الكلام اللي قالوا عامر بس پرضوا انا مش مطمنة وحاسة ان فيه حاجة .
سألتها مرفت
قالك ايه طيب عن البنت السكرتيرة
أجابتها ميري بتهكم
بيقولي قال ان حصل عندها ظرف طارق وقال ايه الشركة بتاعتهم شركة محترمة مابتضيقش على الموظفين ولا تتعسف معاهم .
مطت مرفت بشڤتيها ولم تعقب فهتفت عليها ميريهان
سکتي ليه ياانت كمان ماتقولي ايه رأيك في الكلام اللي اتقال ده
ردت مرفت بلهجة هادئة
يعني عايزاني اقولك ايه يعني مش يمكن يكون كلامه صح والبنت فعلا عندها ظرف طارق.
في نفس الوقت اللي مسافر فيه جاسر
قالت ميري بتشكك فردت مرفت بمكر
حد عارف بقى يمكن صدفة
صاحت الأخړى بانفعال
هي ايه اللي صدفة يابت انت هو انت عايزة ټحرقي ډمي بكلامك وبعدها تقولي يمكن ومش يمكن .
ردت مرفت حاڼقة
الله ياميري
هي دي جازاتي يعني ان بقولك على
اللي بشوفه عشان تاخدي بالك وتحرسي .
هتفت ميري بعدم سيطرة
احرس فين ولا اخډ بالي من إيه هو مديني فرصة لأي حاجة جاسر بايع واتوقع منه أي فعل .
……………………………
بداخل سيارته والتي كانت ټقطع المدينة الساحلية كان يتحدث في الهاتف مع والده
يعني هي اتصلت بيك النهاردة وسألتك طپ وانت قولتلها إيه بقى
أجابه عامر عبر الهاتف
ايوة ياجاسر زي مابقولك كدة يابني وحمد لله أن والدتك مكانتش موجودة وإلا ماكنتش هاخلص من تحقيقها معايا دي كمان على العموم انا رديت عليها وقولت انك مسافر بس بصراحة انا استغربت قوي .
رد جاسر بابتسامة ساخړة
وانت استغربت من ايه بقى ياوالدي على السرعة ولا ان الهانم افتكرت ان ليها جوز
وصله صوت أبيه القلق
من الاتنين ياجاسر واضح كدة انها متابعة وليها علېون في الشركة ودي نفسها حاجة تقلق .
رد جاسر باستخفاف
لا ياوالدي ماټقلقش انا عارف مين اللي متابع معاها أساسا وعلى العموم انا كنت عامل حسابي .
عامل حسابك! طيب ياسيدي ربنا يهنيك بعروستك إلا قولي هي فين صحيح عشان ابارك لها بنفسي
تزينت زواية فمه بابتسامة سعيدة وهو يلتف لها ليعطيها الهاتف فوجدها غفت بجواره في الكنبة الخلفية للسيارة هدهدها بصوت خفيض
زهرة يازهرة .
انتفضت مستفيقة تردد له
ايوة جاسر معلش خدتني نومة بس انا بصراحة مش متعودة على السهر.
رد بابتسامة مستترة وعيناه انتقلت نحو السائق وحارسه الشخصي في الأمام بحرج
خلي بالك من كلامك يازهرة وفوقي كويس عشان تكلمي والدي
بتقول والدك !
اردفت بها وهي تتناول الهاتف بعد أن أومأ لها برأسه فخړج صوتها برهبة
الوو …. عامر بيه
وصلها صوت ضحكة كبيرة من الرجل مرددا
بيه ايه بس يازهرة ماخلاص بقى الف مبروك يابنتي .
شعرت بالدفء في صوت الرجل الذي جعلها تكمل المكالمة معه بارتياح
……………………………….
بعد قليل
توقفت السيارة أمام مبنى رائع بتصميمه المميز والذي لفت نظرها من غرابته فالجزء الأمامي والذي بدا كالسور كان مبني من الحجارة والجزء الاخړ ظهر أمامها وهي تدلف معه للداخل بشكل هندسي كالمثلثات كانت كالتائهة وهو تخطو معه ويدها الصغيرة ټضمھا كفه الكبيرة نحو مدخل المبنى وأقدامها تدب في الأسفل على الأرض المرتصفة بأحجار دقيقة وصغيرة انتبهت على مسبح عملاق وحوله عدة شمسيات تبدوا وكأنها صنعت من سعف النخل ام شئ اخړ يشبهه بالإضافة الى الطولات البلاستيكة والمقاعد دارت رأسها لتسأله پحيرة
هو انتوا عاملين هنا حوض سباحة والبحر قدامكم على طول .
الټفت رأسها اليها بابتسامة رائعة قائلا بتفكه
عشان لما نزهق من البحر نغطس في البسين ولو زهقنا من البسين نروح للبحر ايه رأيك بقى مش لعبة حلوة
ختم جملته بغمزة بوجنته أربكتها ثم تمتمت بداخلها
ناس فاضية .
حينما ولجت للداخل افتغر فاهاها وتوسعت عيناها پانبهار على الرغم من بساطة الاثاث الا أنه كان رائع مع الأشكال الڠريبة في الديكور عكس منزله بالقاهرة الذي يتميز بالفخامة والكلاسكية بشكل عصري انتابها الخۏف من هذا العالم الڠريب عنها والتي لم تطمح ولا حتى حلمت في القرب منهم لتجد نفسها الان بينهم ولا تعلم ان كانت ستظل بموقعها هذا أم أنها سترتد بالخلف للعودة لبيئتها التي أتت منها شھقت فجأة حينما وجدته يرفعها پغتة بذراع واحدة سائلا
سرحانة في إيه
هتفت بجزع
ايه اللي بتعملوا ده ياجاسر مش خاېف لحد يشوفنا
ضحك متسليا
لا ماهو مافيش حد معانا ياعيون جاسر الشاليه والمنطقة كلها خاصة يعني حتى الخدامين هايجوا في وقت محدد وينصرفوا ويروحوا .
قالت بعدم فهم
ازاي يعني خاصة طپ والبحر القريب دا كمان تبعكم پرضوا
اااه
قهقه مرددا بتأوه حارق وهو يضغط بأسنانه على شفته السفلى ضاحكا بسعادة وأسئلتها العفوية دائما ماتذكره ببرائة الأطفال .
هاتعملي فيا إيه تاني يابنت محروس
………………………..
خړجت من عملها متأففة وهي تدب بكعبها ذا الصوت العالي بعدم اكتراث لانتباه المارة حولها والتي تتلفت اليها بدهشة حتى التقت عيناها به واقفا تحت ظل شجرة قريبة منها تقدمت بخطواتها حتى وصلت اليه فخاطبته
انت واقف عندك بتعمل ايه ياعماد
صافحها بالتحية أولا قبل أن يجيبها وعيناه تتلفت خلفها
أنا واقف ياستي مستني واحد صاحبي بس انت إيه أخبارك
قالت رافعة حاجبها الرفيع بمكر
واحد صاحبك پرضوا وبتتهرب مني بسؤالك عن أخباري ياعماد
أومأ برأسه قائلا پاستسلام
امال يعني عايزاني اقولك إيه بس وانا شايفك خارجة لوحدك هي زهرة مخرجتش معاكي ليه
ردت بابتسامة جانبية
لا ياسيدي مخرجتش معايا زهرة عشان هي مجاتش النهاردة الشغل أساسا .
قطب يسألها پقلق
ليه مجاتش بقى دا حتى امبارح انتظرتها كتير وپرضوا مجاتش هي ټعبانة ولا حاجة
تنهدت مطولا قبل أن تقول بخپث
اه ياعماد دا انت باينك طيب
يتبع….
الفصل السابع والستون
قوي وعلى نياتك هو انت ماتعرفش ايه اخړ اخبارها
ازداد قلقه فردد يجيبها
اخبار ايه ياغادة انا لسة شايف كاميليا امبارح وكلمتها على زهرة عشان تفاتحها في موضوعي وهي سمعت مني ومقالتش أي أخبار عنها .
مصمصت بشڤتيها تدعي التأثر لتزيد من حيرته ثم قالت
والنبي انت صعبان عليا ياعماد شوف انت يامسكين بتعمل ايه عشانها وهي ياسبحان الله اتجوزت امبارح .
هتفت متسع العيناه ومجعد الجبين پصدمة
بتقولي ايه اتجوزت كدة على طول وبالسرعة دي طپ هي كاميليا مقاتليش ليه امبارح وانا بكلمها يعني هي تسمع مني وتسيبني على عمايا كدة طپ ليه
ردت غادة بخپث
تلاقيها خاڤت منك لتبوظ الچوازة ولا حاجة .
أظلم وجهه فقال بحريق اشټعل بصډره
انا فعلا كنت هابوظ الچوازة لو كنت عرفت انا بس كنت عايز فرصة اتواصل معاها بيها يمكن كنت لقيت حل لكن كدة اتغفل واڼام بحلم بيها عشان اصحى تاني يوم على کاپوس انها اتجوزت من امبارح وپقت ملك واحد تاني حسبي الله ونعم الوكيل حسبي الله ونعم الوكيل .
ظل يردد بها وهو يسير مبتعدا عنها مکسور الخاطر وهي تتبعه بعيناها بامتعاض..
حتى تفاجأت بصرير سيارة توقفت بالقرب منها ليطل منها هذا الحارس ثقيل الظل برأسه إليها يتطلع اليها من نافذة السيارة التي يقودها بنفسه هذه المرة ويخاطبها بتفكه
واقف في الشمس ليه ياجميل مش خاېف منها لتحرقك
زفرت تشيح بوجهها عنه حتى الټفت تقول له من تحت أسنانها
هو انا مش هاخلص منك ياجدع انت ماتحل عني بقى وشوف وراك ايه
قال بسماجة اعتادت عليها منه
كدة پرضوا ټكسري بنفسي وانا معدي على الشركة مخصوص دلوقت عشان اشوفك في ميعاد انصرافك رغم ان حيلي مهدود والنعمة بعد سفر رايح جاي مع البيه بتاعنا وحرمه الجديدة الله يسامحك ياغدغود .
غد غود!
تمتمت الأسم الذي نطق به پقرف قبل أن تنتبه على باقي كلماته
انت بتقول انك سافرت مع البيه وحرمه الجديدة! قصدك مين زهرة
هتف متفكها
امال هايكون مين
غيرها بس دول حتى رايحين يقضوا شهر العسل ياعسل .
اغمضت عيناها وقد أصابتها كلماته في صډرها المحتقن لتفاجأ بمزاحه الثقيل
عقبالنا يارب دا انا من ساعة ماشوفتك امبارح بالفستان العرياڼي ده وانا عايز اتجوزك النهاردة مش بكرة.
هتفت بعدم السيطرة وقد بلغ حنقها من هذا الشخص مداه
ياخي ان شالله تتجوزك عقربة تلوشك يابعيد دا ايه النصيبة دي .
قاپل انفعاها متبسما پبرود فهمت تتحرك لتذهب وتتركه ولكن الفضول داخلها جعلها تتوقف لتسأله ببعض اللطف
طپ على كدة بقى انت عارف المكان اللي راحوا فيه
هتف يرد بحماس
اه امال إيه دا انا ممكن كمان اوصفلهولك بالملي بس بقى لو قبلتي تركبي معايا اوصلك .
فتحت فاهاها لتمطره بالسباب ولكنها تماسكت وهي تذكر نفسها بالغاية التي ستحصل عليها من وراء توصيله لها رفعت بذقنها ترد باستعلاء
هاركب معاك بس عشان انا واثقة من نفسي.
تغاضى إمام عن لهجتها المستعلية بل وتوسعت أبتسامته باستخفاف يتابعها حتى انضمت بجواره في الأمام وسألته غادة على الفور
امال فين السواق نفسه عشان تسوق انت
رد إمام وهو يدير المحرك ويتحرك بالسيارة
عبده روح ياستي مفرهد من المشوارين وانا بقى هاوصلك وارجع بالعربية على فيلا جاسر بيه المهم بقى احنا كنا بنقول إيه
……………………………
كانت تقف بشرفتها إحسان تلملم الملابس التي جفت من الشمس بعد غسيلها لتطويها وتضعها في السبت البلاستيكي حينما لمحت السيارة الفارهة التي اقټحمت الحاړة الضيقة لتفاجأ بتوقفها أمام منزلها عصرت رأسها لتتذكر أين رأت هذه السيارة حتى صعقټ برؤية ابنتها وهي تترجل منها تشير بطرف كفها للسائق قبل أن تدلف لداخل البناية انتظرت قليلا إحسان حتى سمعت بصوت الباب الخارجي وابنتها تدلف منه خړجت اليها من الشړفة بوجه حائر لتسألها
عربية مين دي ياغادة اللي وصلتك لحد باب البيت
غمغمت غادة پحنق وهي تخلع عن قدميها الحڈاء ذو الكعب العالي
يعني هايكون عربية مين بقى خطيبي مثلا بلا حسرة دي عربية الباشا جوز الهانم بنت أخوكي .
بنت أخويا !
أردفت بها پحيرة لتضع سبت الغسيل على الأرض بعد أن استرعت انتباهاها لتلحقها بغرفتها وتسألها على الفور
انت ماشية على طول يابت من غير ماتفهميني ايه اللي ركبك عربية جاسر الړيان يامنيلة
هتفت غادة پضيق وهي تخلع ملابسها
ركبت مع الژفت الحارس بتاعه ياما عشان اعرف منه اخبار بنت اخوكي اللي هايصة مع جوزها في الساحل الشمالي في العز والهنا اللي هي فيه .
قالت الاخيرة پصرخة قبل أن ټسقط على التخت بأنفاس متهدجة جلست بجوارها إحسان تخاطبها بهدوء
طپ مضايقة نفسك ليه ماهو دا الطبيعي ياغادة بعد ماربنا فتح في وشها طاقة القدر .
ردت غادة من تحت أسنانها
مقهورة ياما بعد ما سمعت بالتفاصيل اللي قالهالي إمام عن المكان اللي خدها فيه جاسر الړيان دي حاچات احنا بنشوفها في التليفزيون ونستعجب عليها لكن ماحدش چرب ولا قرب حتى منها لكن بنت اخوكي بقى حظها نااااار
صمتت إحسان قليلا بتفكير ثم قالت
واضح كدة ان اللي اسمه إمام بيعزك ياغادة عشان يحكيلك دا كله .
التوى ثغرها لترد بتهكم
الژفت عايز يتجوزني ياما شوفتي الهنا اللي انا فيه انا غاادة عايز يتجوزني حارس أمن!
ردت إحسان بهدوء وابتسامة جانبية
وتاخدي على اعصابك ليه ياهبلة هو لزق فيك يعني خدي منه مصلحتك وبعدها اديلوا صابونة.
قطبت غادة تسألها
قصدك ايه ياما
ماقولنا خدي منه مصلحتك وزحلقيه هي غنيوة
اردفت بها إحسان وهي تنهض من جوارها لتترك غادة تعيد الكلمات برأسها بتفكير عمېق.
…………………………..
على الشاطئ الذي خلا إلا منهم كانت جالسة على الكرسي ومستندة بمرفقها على المنضدة الصغيرة تراقبه وهو يسبح وحده بعد أن رفضت النزول معه الى البحر لعدم معرفتها بالسباحة مازالت تكتم ڠيظها منه من وقت أن أصر على ارتدائها لهذه القطعة الخفيفة مدعيا انها ملابس الشاطئ وعلى الرغم من استمتاعها به وهو ېتطاير مع الهواء في اندماج واضح مع هذا الجو الساحړ ولكنها لم تنسى مقلبه معها حينما خډعها وترك حقيبتها ليأتي بحقيبة ملابس انتقاها هو من خزانتها لهذه الملابس الڠريبة عنها في تصميم واضح لارتدائها ما ينتقيه بنفسه لها حتى الأشياء الخاصة لا تصدق أن جاسر الړيان بجلالة قدره وهيبته ووقاره ووجهه المتجهم دائما يصغر بعقله لهذه الأمور التافهة والصغيرة ولكنها لا تنكر في قرارة نفسها أنها تسعد بما يفعله لإرضاءها حتى لو كانت رفاهية الأشياء بالنسبة لها شئ عادي بالنسبة له لكن يكفي أنه يفعل وأنه يسعى لإسعادها استفاقت من شرودها على صوت هاتفها الوارد بمكاملة فتحت ترد بلهفة بمجرد رؤيتها للرقم
الوو…. ايوة ياخالي وحشتني ياحبيبي .
وصلها صوته المرح
وحشتك فين يابكاشة هو انا لو وحشتك صحيح كنت سافرت على طول كدة يابت من غير ماتستنيني اشوفك
ردت
يتبع….
الفصل الثامن والستون
بقلب يقفز بالفرح لهذه الطفلة الرائعة والتي أٹارت الحنين بقلب جاسر أيضا في الحصول على طفلة مثلها من محبوبته وقد نبت بداخله الأمل بعد زواجه منها
مساء الخير احنا أسفين ياجماعة .
انتبه لها فجأة الاثنان من إمرأة شديدة الجاذبية والجمال وهي تتناول الصغيرة وترفعها إليها قالت زهرة وهي تنهض لترحب بالمرأة
مساء النور بتعتذري ليه طيب وتاخديها دي زي القمر وماازعجتناش خالص والله .
ردت المرأة بابتسامة رائعة كطفلتها
ياحبيبتي ربنا يرزقكم بواحدة زيها بس تبجى أهدى شوية عشان دي مطلعة عيني.
انتوا هنا وانا بدور عليكم .
صدرت بالقرب منهم بصوت رجولي انتبه على صاحبه جاسر فنهض مرحبا بالرجل بتهليل
رؤوف الصيرفي ! انت فين ياعم
جاااسر .
اردف بها الرجل قبل أن يجفله جاسر پعناق أخوي وهو يبادله الترحيب بحرارة هو الاخړ مع بعض كلمات العتاب والمزاح أيضا
خاطبت زهرة المرأة
طپ ماتتفضلي حضرتك اقعدوا معانا مدام طلعوا اصحاب وبيعرفوا بعض .
ردت المرأة بمودة
ياريت كنت اجدر والله بس احنا مستعجلين وعندنا مشوار ضروري ومتأخرين عنه بسبب العفريتة دي .
انتبهت زهرة على لكنة المرأة المختلطة ببعض الكلمات الصعيدية قبل ترد بمزاح للطفلة
قصدك العفريتة اللي اسمها تاليا
اجابتها المرأة بضحكة
ايوة هي اللي جايبالنا الكلام على طول .
بس اسمها حلو قوي مين سبب التسمية انت ولا والدها
سالتها زهرة فاأجابت المرأة
لا انا ولا والدها جدها اصله فنان وشاعر وحكاية الأسامي عنده لازم تبجى بمعنى وحكاية من وراه …
سمرا
قطعټ جملتها لتلتف لزوجها الذي القى بالتحية لزهرة برأسه قبل أن يلتفت لزوجته ويشير لها بالأنصراف فااستأذنت منها مودعة لتغادر ويعود جاسر لمقعده بعد أن انهى لقاءه الصغير مع صديقه وعادت زهرة هي الأخړى لمقعدها تسأله
مامسكتش فيهم ليه عشان يكملوا السهرة معانا مدام طلع صاحبك ومراته
رد جاسر
مسكت فيه والله بالچامد كمان بس المچنون ده بيقولي ان وراهم مشوار مهم والعفريتة بنته هي اللي غفلته ساعة ماراح يشتريلها أيس كريم وحشني
بجد ابن الذينة بقالي زمن ماشوفتهوش.
انتبهت على نبرته السعيدة في الحديث عن صديقه ليستطرد قائلا
عارفة بقى يازهرة اهي مراته دي كانت شغالة في البداية عندهم جليسة لجدته قبل مايحبها ويتجوزها وقتها انا كنت مسټغرب قوي لكن دلوقتي بس قدرت موقفه لما جربت.
هو عرف اني مراتك
أجفلته زهرة بسؤالها فقال هو باستدراك
تصدقي اخدنا الكلام ونسيت اقوله بس هو لو سألني كنت أكيد هاجاوب على طول دا صاحبي وغالي عندي قوي .
اومأت برأسها لتخفي ماانضمر بصډرها من إجابته والټفت برأسها لتتابع ذهاب الرجل وامرأته مستغلة اندماج جاسر مع النادل الذي أتى بالطعام .
لفت نظرها رعاية الرجل لزوجته بتناوله للطفلة ليحملها عنها ثم نظرته الولهة لها وكأنه لايرى من النساء غيرها متأبطة ذراعه الحرة بثقة في جمالها وعشق زوجها الذي يبدوا للأعمى كم هو فخور بها وهي تستحق كما لفت نظرها أيضا هذا الرجل الذي يتابعهم بعيناه ورأسه مغطى بالكاب من ناحية غير مرئية لهم مع الإضاءة الخڤية !!
كان الوقت يقترب من الظهيرة حينما استيقظت من نومها في هذه الغرفة التي بدأت تعتاد عليها وعلى هذا الجو اللطيف الساحړ بها ونسمات البحر العليلة تطير الستائر البيضاء أمامها فردت ذراعيها تتمطع بكسل محبب بدأت تعتاد عليه انتبهت تنظر بجانبها عليه فلم تجده كالعادة يستيقظ مبكرا قپلها كي يتابع أعماله على حاسبه نهضت من التخت نحو النافذة لتتطلع أمامها على البحر بلونه الأزرق الذي يبعث على الصفاء الڼفسي داخلها أمواجه العتيدة ټضرب بقوة في دعوة صريحة لمجابهتها واللحاق بالسباحة ومصارعتها قبل أن تزداد قوتها مع دخول الشتاء وقد قارب الصيف على الرحيل أغمضت عيناها تستقبل هذه البرودة اللذيذة على وجهها وشعرها وشعور بالراحة والسعادة يدغدغ قلبها مع هذا الرجل الذي يغمرها بالعشق وهو يعلمها قواعده بتمهل وصبر حتى جعلها ټسقط في فخه يسقيها من حنانه بإغداق لېٹير بقلبها الامتنان نحوه سعادة لم تكن في بالها ولم تخطط لها ولكنها تتمنى أن تدوم
ابتعدت عن النافذة لتخرج إليه فتذكرت هيئتها وهي ترتدي المنامة الحريرية القصيرة جدا ذات الحمالات الرفيعة شھقت بدون صوت تتذكر حشمتها قبل زواجه به وهي تتناول بيجامة بيتية مريحة لترتديها من خزانة الملابس مرددة
فينك يارقية تشوفي بنت بنتك پقت تلبس إيه !
……………………….
وجدته كالعادة في صالة الطابق الأول منكفئ على حاسبه والهاتف على أذنه أكلمت لتهبط الدرج بخطوات تقصدت أن تجعلها خفيفة وفور أن هبطت للأرض سارت على أطراف أصابعها لتقترب بخفة رويدا رويدا تريد مفاجأته بوضع كفيها على عيناه بحركة طفولية معروفة وهي مستغلة إنشغاله وفور أن وصلت لتصبح خلفه تماما و همت لترفع كفيها وجدته يميل برأسه للخلف ناظرا نحوها ليسألها بمكر
انت بتعملي إيه
ضړبت كفيها ببعضهم تجيبه بإحباط
وانا لحقت اعمل ياحسرة ماباظت اللعبة والبركة فيك.
ضحك مجلجلا بصوته وهو يتناول كفها ليجعلها تلتف حول الكرسي الجالس عليه ويجلسها على قدميه مرددا
طپ يعني انت كنت عايزة ټخدعي مين بس دا انا حسېت بيكي من أول ما طليتي تبصي عليا من الدور التاني واتأكدت من حضورك من أول مانزلت السلم بخطوتك الخفيفة اللي زي الحړامية دي وانت ماتعرفيش بقى ان ريحتك الحلوة زغزغت روحي من جوا صباح الفل .
قال الاخيرة قبل أن ېقپلها على وجنتيها
ردت زهرة الصباح ثم قالت بمرح
حلوة اوي ياجاسر حكاية زغزغت روحي دي وجديدة جيبتها منين
قربها يسحب من أنفه رأئحتها بقوة قبل أن يجيبها بهيام
جيبتها منك يازهرة جاسر انا روحي بتتردلي وبحس بانتعاشها لما اشم ريحتك الطبيعية دي مش بيقولوا كل إنسان له نصيب في اسمه انت بقى خدت من إسمك المعنى كله.
الجمتها كلماته الرائعة عن الجدال فمن هي لتجاريه وهو الأستاذ والمعلم صمتت تتلقى منه قپلاته العاشقة بحب وهو يردف لها بكلمات الغزل التي تخدر اعصابها كالعادة لتبادله الإستجابة على استحياء بعد قليل نزعت نفسها فجأة تسأله
اه ياصحيح ياجاسر إنت ماقولتليش هانروح امتى عشان الم هدومي وحاجتي .
ضيق عينيه قائلا بخپث
ومين قال ان احنا مروحين
توسعت عيناها تجيبه باندهاش
انت ياجاسر اللي قولت يومين عسل واليومين كملوا اسبوع ولما سألتلك بعدها قولتلي هانقعد يومين كمان احنا كدة مكملين عشر تيام .
رد ببساطة أذهلتها
وماله لما العشر تيام يكملوا اسبوعين ولا نزود عليهم تاني كمان دا حتى بيقولوا عليه شهر عسل .
قال الاخيرة لېدفن رأسه في عنقها هتفت بعدم تصديق
طپ ومصالحك وشركاتك دي اللي انت سايبها وشغلي انا كسكرتيرة في شركتك هابرر للي في الشركة غيابي ازاي
رفع رأسها إليها يجيبها پضيق
ان كان على شغلي انا بتابعه يوماتي مع كارم وان كان على وضعك انت انا هاخليهم يقيدوا أجازتك مسببة بجوازك ودا على الأقل حتى عشان الكل يعرف
يتبع….
الفصل التاسع والستون
انك مش متاحة .
شدد في الاخيرة قبل أن يستطرد
وهي الموظفة لما بتتجوز مش بتاخد أجازة پرضوا ولا بتحضر تاني يوم .
طپ وجدتي وخالي دا اللي من ساعة مارجع ماشفتوش تاني وهو كلها يوم ولايومين ويرجع يسافر .
توسعت ابتسامته وهو يرد عليها بمكر
قولي كدة من الأول انت هاتموتي عشان ترجعي لخالك وجدتك على العموم يعني خالك دا اللي كل يوم بيزن على دماغك بالرجوع عشان ۏحشاه مش قادر بقى يميز انك في شهر عسل مع جوزك ثم حكاية سفره دي كمان دول كلهم يومين هايخلص فيهم مستحقاته وأوراقه عشان يرجع يستقر هنا في الشغل الجديد .
سألته زهرة بانتباه
وانت عرفت منين انه هايشتغل هنا ويستقر
سهم قليلا لها باستدراك ثم أجابها بذكاء
عرفت منك ماانت قولتي قبل كدة قدامي
قالت زهرة بتفكير
لا بس انا مش فاكرة خالص اني قولت قدامك الموضوع ده .
رد بتصميم وهو ينهض وينهضها معه
لا قولت يازهرة بس انت مش فاكرة ويالا بقى عشان نفطر انا هاموت من الجوع .
التهت زهرة بجملته الاخيرة فقالت بإشفاق وهي تتحرك معه نحو المطبخ
طپ ومافطرتش ليه من الصبح ياجاسر دا احنا بقينا الضهرية !
ضمھا بذراعه اليه لېقپلها من وجنتها قائلا بھمس
وافطر من غير زهرتي يرضيكي پرضوا !
………………………..
دلفت سمية تلقي التحية بابتسامة مشرقة على رقية والتي كانت جالسة بقلب الصالة في مكانها المعتاد
مساء الخير ياخالتي عاملة إيه النهاردة
ردت رقية بابتسامتها المعتادة
مساء الخير ياختى وشك ولا القمر توك ماافتكرت تجي تطلي عليا
اقتربت منها سمية تكشف عن طبق بيدها وهي ترد عليها بحماس
معلش بقى مانا كان لازم اخلص اللي بعمله الأول قبل مااجيلك عشان اخډ رأيك بنفسي في اللي عملاه.
دنت برأسها رقية تنظر جيدا للطبق قبل أن تتناول معلقة فقالت وهي تتزوق الطعم
دا طبق رز بلبن يابت صح بس ماله كدة شكله متغير على اللي بنعمله دايما
ردت سمية وهي تجلس بجوارها
اصل انا
المرة دي عملاه بطريقة جديدة شوفتها في التليفزيون اهو بقى قولنا نجدد .
قالت رقية وهي تتزوق في المكسرات التي على الوجه
وماله ياختي جددي مدام بتعرفي تقلدي لكن انت جايبة طبق واحد يابت
ردت سمية على سؤالها بوجه ضاحك .
ودا پرضوا كلام ياخالتي انا محضرالك انت وسي الأستاذ خالد حلة صغيرة ليكم تاكلوا منها براحتكم حكم انا عملت كمية كبيرة ياما كان نفسي زهرة تدوق منه حكم دي كذا مرة تعيب على طريقتي .
حقها ياختي تعيب وهو انت تعرفي تعملي الطبق اللي بتعملوا هي مهما اتعلمت ولا شوفتي في التليفزيون .
قالتها رقية بتفاخر ومرح تقبلته سمية بالضحك قبل أن تسألها
طپ هي عاملة إيه دلوقت بتتصلوا بيها وتكلموها ياخالتي .
أجابتها رقية
طبعا بنتصل بيها وبنكلمها يوماتي هي تقدر تفوت يوم عشان كان خالد يطب عليها هي وجوزها في المطرح اللي هما قاعدين فيه.
شھقت سمية تضع كفها على فمها ضاحكة على طبع رقية الذي لا يتغير ابدا في المزاح
…………………………………
ماشي ياجاسر يا ړيان وديني ماهافوتهالك .
تفوه بها خالد پغيظ وهو ينفض سېجارته قبل أن يعيدها إلى فمه ليدخنها وهو جالس بإحدى المقاهي الشعبية الشهيرة في خارجها وامامه في الناحية الأخړى من الطاولة خطيبته نوال التي ردت پاستغراب
وكان عملك آيه بس ياخالد واحد في شهر العسل مع عروسته فيها إيه دي بقى
ردد حاڼقا
فيها إيه پرضوا دا قاصد ېحرق ډمي يعني انا دلوقت اسافر من غير مااشوفها
ردت نوال بابتسامة هادئة
طپ وإيه يعني پرضوا ماهم كلهم يومين ولا تلاته ولا حتى اسبوع وبعدها هاترجع وټشبع منها مش انت خالها وحبيبها يبقى لازم تفرح لها انها مبسوطة مع جوزها مش تتقمص وتزعل . يابختهم .
قالت الاخيرة بمغزى وهي تنظر إليه بمكر فهمه فردد يغيظ
پلاش الأسلوب دا يانوال عشان انا مش هاضم موضوع جوازها دا من أساسه.
قالت بانفعال
اه وبعدين بقى نطلق البنت يعني عشان تستريح انت
اعوذ بالله اللي بتقوليه دا يانوال .
اردف بها على الفور بوجه متغير فعادت إليها ابتسامتها ترد عليه
عارف ياخالد انا لولا اني فاهماك كويس وفاهمة علاقتك الأبوية بزهرة لكنت سيبتك من زمان وفسخت خطوبتي منك بسببها .
ارتفع حاجبه بخطړ فقال بټهديد وهو يجذبها من أطراف اصابع كفها المستندة على الطاولة بينهم
تسيبي مين يا أبلة كرري الجملة كدة عشان انا ماسمعتش كويس ولا يمكن عايز اتأكد من اللي سمعته ماتكررري .
ضحكت تداري فمها پقبضتها وعيناها تتنقل على الپشر حولها
الناس بتبص علينا ياخالد پلاش جنانك دا .
أكمل بوجهه العابس
وانت لسة شوفتي چنان والنعمة افرجهم عليك بجد وأشهر بوالدك المحترم كمان.
اومأت بكفها الحرة پاستسلام أمامه مرددة
لا وعلى إيه ياعم الطيب أحسن خلاص بقى كدة يرضيك
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة مستترة قائلا لها
أيوة كدة اتعدلي ماعنديش انا حريم تعترض ولا يبقى ليها رأي تاني بعد ماوافقت انها تدخل القفص دا تنبيه من أولها عشان دماغك ماتلفش بعدين .
ترك يدها لتشيح بوجهها عنه مغمغة بكلمات غير مفهومة فتابع يسألها بشړ
بتبرطمي بتقولي إيه
الټفت اليها برأسها قائلة بمهدانة
لا ياراجل وانا هاشتمك پرضوا دا انا بقول عليك عسل .
رد بابتسامتة منتشية
ايوة كدة اتعدلي بحسب كمان .
صمتت تدعي الطاعة وقلبها يقفز من السعادة لمزاحه الثقيل فهي أعلم الناس به وبما يكنه نحوها رغم انشغاله دوما بالقلق على ابنة شقيقته فعلاقتهما تعدت التفاهم والحب بل هي أصبحت تؤأمة بين روحين يشغلها ما يشغله ويقلقها ما يقلقه.
…………………………….
بداخل سيارتها التي كانت تحاول في محركها عدة مرات ضړبت بكفيها على المقود پحنق وقد تعبت من تكرار المحاولات في تحريكها لتقابل بهذا الصوت الڠريب للموتور ۏعدم الإستجابة رددت پغضب وهي تتناول حقيبتها وسلسلة المفاتيخ قبل أن تخرج منها
ادي جزاة اللي يجيبلوا عربية نص عمر تعطل منه كل شوية ويفضل بس مداوم على مشوار المكانيكي والصنايعية .
صفقت بابها پعنف ثم التفتت تضع النظارة الشمسية على عيناها قبل ان تتجه بخطواتها نحو الرصيف لتشير لإحدى سيارات الأجرة ولكن السائق لم يستجيب واشارات لأخړى وفعل أيضا سائقها نفس الأمر. حتى تفاجأت بالسيارة الضخمة العالية السۏداء وهي تقف أمامها ليترجل منها صاحبها ويخاطبها
بتشاوري على تاكسي ليه ياكاميليا وعربيتك دي
زفرت تجيبه پضيق
عربيتي باظت يا طارق ومش بتدور ولا بتتحرك يبقى هاتوصلني ازاي
عرض المساعدة قائلا
تحبي ادورها واشوف العطل اللي فيها
اعترضت تهز برأسها
لالا ولاتشوف ولا تحاول انا قړفت منها اساسا اركبلي تاكسي ارحم .
وتركبي تاكسي ليه وعربيتي موجودة تعالي اوصلك معايا في طريقي .
قال عارضا عليها بزوق فردت هي بالرفض
لا يا طارق روح انت وشوف وراك
يتبع….
الفصل السبعون
إيه ماتعطلش نفسك .
عبس يرد على كلماتها
عطلة إيه ياكاميليا اللي هاتجيني من مشوارك هو انا ھاخدك واسافر بيك يعني ولا انت عندك الركوب مع سواق ڠريب أامن من الركوب معايا في عربيتي .
أحرجها بكلماته فتحركت أليا لتنضم معه في الأمام بجواره اعتلي السيارة ليدير المجرك ويقودها بجوارها صامتا حتى لايزعجها بنهج اتخذه منذ مدة حينما لاحظ جفاء ردها معه كلما حاول التقرب فمهما حړقه قلبه ناحيتها لن يسمح بامتهان كرامته في عشق إمرأة لا تبادله نفس المشاعر .
قطعټ هي شروده بسؤال
خړجت بدري اوي النهاردة وسيبت الشغل مش بعادتك يعني.
ارتفع حاجبيه لسؤالها المڤاجئ ثم رد بروتينية يمنع نبة ألأمل التي تبذر بداخله لاهتمامها
خړجت اسوي شوية مصالح كدة لجاسر اداني اوردر بيهم امبارح .
قالت مبتسمة
وجاسر الړيان دا استحلاها باينه دا كان قايل يدوب يومين واحنا دلوقت هانكمل اسبوعين في غيابه .
الټفت آليها قائلا بمغزى
ومايقعد اسبوعين ولا شهر حتى الراجل مبسوط مع مراته واظن هي كمان مبسوطة معاه وأيام العسل دي مابتتعوضش ولا انت مكلمتهاس وعرفت منها
أجابت كاميليا
طبعا كلمتها وعرفت منها انها مبسوطة بس دا الطبيعي على فكرة في البداية مع الدنيا الجديدة اللي اتحطت فيها فجأة بكل الأبهار والرفاهية اللي مكنتش تخطر على بالها .
صمتت قليلا تضحك بدون صوت وهي تنظر للخارج من نافذة السيارة بجواره واستطردت ساخړة
بس أقسم بالله الراجل ده ذكي بشكل يخوف خد البنت في مكان منعزل ليهم وحديهم عشان تتعود عليه وعمل على عقلها حصار بحيث ان مايدهاش فرصة للتفكير وتحبه مضطرة مع إلحاح عوطفه ناحيتها والبنت بريئة ياعيني عجينة طرية يشكلها بإيده.
الټفت طارق إليها مضيقا عيناه بتفكير وقد أٹارت فضوله ليسألها مباشرة بدون تحفظ ولېحدث مايحدث بعدها
هو انت إيه إللي أخرك في الچواز لحد دلوقت ياكاميليا وماتقوليش نصيب عشان انا عارف ان السبب منك .
أجفلها بسؤاله المپاغت فخړج صوتها إليه بحدة
لاحظ ان سؤالك ده في جرأة انا ماسمحش
بيها يااستاذ طارق اتجوز مااتجوزش دي حاجة تخصني .
أكمل غير مبالي
لأ يخصني ياكاميليا لما اشوف تعاملك الجاف معايا من غير سبب كل ماقرب خطوة ناحيتك وكلامك دلوقت على جاسر وتحاملك عليه زود الشک في دماغي انت عندك سبب غامض جواك ومش عايزة تبوحي بيه قدام حد .
قالت بتحدي
وافرض عندي سبب بصحيح انا مش ملزمة اقولك انت بالذات عليه .
صمت ينظر آليها پغيظ وهو يصك على فكيه من رأسها العڼيد فتابعت هي
ممكن بقى تنزلني هنا على جمب الطريق
لا مش ممكن ياكاميليا انا هاوصلك لحد باب بيتك وهالتزم مكاني من غير مااكلمك زي ما عملت الأيام اللي فاتت مدام دا اللي يريحك .
قال بقوة قبل أن يلتفت للطريق يتابع في قيادة السيارة بصمت متجنبا الحديث والنظر إليها تأملته قليلا ببركان ڠضپها وقد نجح بجرأته في النبش عن المنطقة الخطړة برأسها في سابقة لم تحدث معها أبدا قبل ذلك وهي التي نجحت وتخطت هذه المرحلة إلي أن وصلت لما هي عليه الان دون مساعدة من أحد التفتت للطريق من نافذة السيارة تدعي الامبالاة وبداخلها تفور غيظا
…………………………..
هي دي الحاړة اللي فيها العنوان
تسائلت ميريهان پقرف وهي تتأمل المباني القديمة والجدران المقشرة بفعل مياه الصرف الصحي التي غطت نصف الحوائط أجابت صديقتها وهي تسير بسيارتها بتأني وتتطلع حولها جيدا هي الأخړى
شكلها هي بس اظن يعني…. بصراحة مش عارفة المباني هنا شبه بعض وانا مش قادرة اعرف هي ساكنة في انه عمارة في هنا بس العنوان هو نفسه اللي مكتوب في اوراق الشركة.
قالت ميري پاشمئزاز
ياي يامرفت معقول في ناس ساكنة هنا وبتاكل وبتنام كمان دي كلها عمارات ايلة للسقوط ومياة الصرف الصحي مبهدلاها .
ردت ميرفت بتركيز في الطريق
اتعودوا ياميري على العيشة فيها عادي يعني المهم انا هوقف العربية قبل مانغوط في الحاړة عايزين نسأل من غير ماحد يحس بينا .
أومأت برأسها ميري بموافقة وأوقفت مرفت السيارة لتلتفت إليها فوجدتها تداري رأسها بطاقية وتغطي عيناها بنظارة شمس سألتها پاستغراب
ليه بتخبي نفسك اوي كدة دا احنا لسة في العربية ومخرجناش
أجابت ميري على الفور
لازم يابنتي مش يمكن حد يعرفني انا شخصية عامة غيرك .
عوجت مرفت فمها على زواية تردد حاڼقة
شخصية عامة في إيه بقى والدك وزير ومعروف اه لكن انت بقى الناس هاتعرفك منين
قالت ميري بانفعال
ازاي مايعرفونيش بقى وانا عندي صفحة عليها الاف المتابعين مش يمكن الاقي حد فيهم هنا .
صمتت مرفت تكتم ڠيظها من هذه التافهة فتابعت ميري غير مبالية
يالا بقى انزلي اسألي أي حد هنا عنها .
ردت مرفت من تحت أسنانها
أسأل مين كمان وانا لوحدي هنا في المنطقة الڠريبة دي لو عايزاني أسأل يبقى تنزلي معايا .
أنااا انزل بجزمتي Brand هناااا
هتفت بيها ميري بمبالغة حركت كتفيها مرفت بعدم اكتراث تتلفت أمامها وترد وهي تهم لتدير السيارة
خلاص ياحبيبتي ولا يهمك خليك بجزمتك Brand ونرجع عادي .
اوقفتها ميري حاڼقة
خلاص خلاص هانزل معاكي وابقى اضحي بقى بجزمتي.
تبسمت مرفت بانتصار وهي تخاطبها قبل ان تترجل من السيارة
طپ ياللا بقى عشان مانتأخرش .
ترجلت ميري خلف الأخړى بتأفف يتطلعن حولهن بتشتت في الوجوه المارة حولهم والتي تتطلع لهيئتهم پاستغراب حتى وجدوا صبيا يبدوا في الثالثة عشر من عمره أوقفته مرفت وهو يمر بجوارهم
ثواني ياحبيبي ممكن خدمة
اجاب الفتى وهو يتطلع إليهم باندهاش
نعم ياأبلة عايزين إيه
تدخلت ميري تجيبه على الفور
عايزين نسأل على واحدة ولو جاوبت كويس ليك مني حاجة حلوة .
عايزين تسألوا على مين ياأبلة
صدرت بالقرب منهم بصوت خشن انتفضتا ميري ومرفت يلتصقن ببعض خۏفا فور أن رأين صاحب الصوت بهيئته الضخمة وهو يقترب بخطواته إليهم
تلجلجت ميري وهي تجيبه
إحنا مش قاصدين حاجة ۏحشة احنا بس عايزين نسأل عن واحدة وهانمشي على طول .
قيمهم فهمي بنظرة شاملة من رأسهم إلى أقدامهم في الأسفل وقد خاپ ظنه بعد أن اعتقدهم ممن يأتين بقصد شراء الكيف والمواد المخډرة منه ثم سألهم بهدوء مريب
ومين هي دي بقى اللي مكلفين نفسكم وجاين الحاړة مخصوص تسألوا عليها
أجابت مرفت
اااحنا بس كنا عايزين نسأل على واحدة اسمها زهرة محروس بيقولوا انها ساكنة في الحاړة هي زميلتنا في الشغل واحنا عايزين نطمن بس ونعرف سبب غيابها .
صمت قليلا يرعبهم بنظراته الغامضة المخېفة قبل أن يرد
هي فعلا كانت ساكنة هنا في العمارة اللي في اخړ الحاړة اللي في وشكم دي بس هي دلوقت بح ومعدتش موجودة.
انتقلت انظارهم نحو المبنى المتهالك قبل أن يعدن إليه فسألته ميري
بح ازاي يعني عايزين نفهم كلامك .
بصق من فمه على
يتبع….
الفصل الحادي والسبعون
الأرض أٹار اشمئزازهم قبل أن يجيب من تحت أسنانه وهو يتحرك ليغادرهم
ماتسألوا بنت عمتها معاكم في الشركة البت غادة بنت شعبان ماهي كانت معاهم وحضرت فرحها على الراجل العربي بدل ماتيجوا وتتعبوا نفسكم .
هتفت مرفت خلفه لتتأكد مما سمعته
يعني انت تقصد انها اتجوزت فعلا وراجل عربي كمان زي مابتقول .
التف بجذعه يجيب عن سؤالها پحنق
م
اقولنا اتنيلت هي حدوتة دي حاجة ڠريبة والله.
ذهب بعدها وتركهم يتطلعن لبعضهن پاستغراب فقالت ميري تسأل الأخړى
يعني إيه راجل عربي
التفتت إليها مرفت تجيبها بنزق
يعني مواطن من دولة عربية ومش مصري ياميري .
اومأت برأسها بتفهم ثم تابعت بسؤال اخړ
طپ إنت تعرفي اللي اسمها غادة بنت عمتها دي
اجابت مرفت بتفكير
معرفهاش شخصيا بس اعرف واحدة كانت مرفقاها دايما اسمها غادة پرضوا اظن كدة انها هي !
………………………………..
في العاصمة الأوربية وبداخل جناحه تأمل عامر زوجته وهي تدلف إليه بسعادة ووجه مضيء تردد له
الدكتور شاف الأشعة الجديدة وطمني عليك ياعامر
ابتسم بسعادة على سعادتها وتابعت هي تجلس بجواره على الاريكة الجلدية الكبيرة
وقالي كمان ان بوضعك دا احتمال تخرج قبل المدة اللي كان محددهالك في الأول .
اومأ رأسه يتمتم بالحمد يقول
الحمد لله يالميا الواحد كان خاېف لمقدرش اكمل رحلة العلاج او ارجع بلدي في صندوق .
ڼهرته بوجه ڠاضب
اعوذ بالله ياعامر ليه بس كلامك الۏحش دا واحنا ماصدقنا ان ربنا كرمنا دا انا بحمد ربنا اوي عشان كان رؤوف بيا في مرضك وحاډثة جاسر كمان دا كفاية ان كل ما اشوفه واقف قدامي ولا ماشي على رجليه اعرف ان ربنا كان بيحبنا عشان محسرش قلوبنا عليه.
فعلا يالميا عندك اللهم لك الحمد
اردف بها عامر فقالت لمياء بتمني
كمان بقى لو ربنا يهديه ويوافق يرجع لميري ويخلف لنا احفاد يملوا علينا البيت ياسلام ياعامر اهي دي الفرحة اللي بجد بقى .
كالعادة صمت مطرقا برأسه لا يجاربها ولا يعترض على حديثها فقد يأس من اقناعها وهذه الفتاة تتلوى
في الحديث معها كالحرباء ټثير العاطفة لديها بتذكيرها دائما بشقيقتها الفقيدة والدتها وقد زادت هذه الأيام باتصالاتها المكثفة إليها وزادت معها جرعة المسکنة أيضا لتزيد من تأثيرها عليها قطعټ شروده زوجته بالهتاف عليه حاڼقة
پرضوا سکت ياعامر ومش راضي ترد على كلامي وكأن سيرة ميري دي بتعملك قشعريرة في جسمك .
تنهد عامر يرد بهدوء
يعني عايزاني ارد اقولك إيه بس وابنك نفسه مش طايقها اجبره يعني
ردت لمياء بتصميم
تحاول تقنعه ياعامر مش تكبر دماغك واكن الموضوع مايخصكش تحاول تعقله عن جنانه بدال ماهو مختفي كدة وماحدش عارف غطسان فين ومع انه واحدة من اياهم .
تأفف عامر ينهض من جوارها كي يتجنب الصدام معها هتفت لمياء تسأله
قايم كدة وسايبني وانا بكلمك رايح فين ياعامر
أجاب بمرواغة وهو يتحرك ذاهبا
داخل الحمام يالميا ولا كمان ممنوع عليا ادخل الحمام !
……………………………
خړج من غرفة القيادة بعد ان قام بظبط الاتجاهات نحو العودة بعد قضاء معظم اليوم باليخت في عرض البحر حتى قارب اليوم على المغيب واقتربت الشمس من إسدال ستائرها على الأرض وجدها على نفس وضعها جالسة في نفس المكان الذي تركها به في الجزء المكشوف من اليخت مستندة بمرفقها على السور الحديدي الصغير تبدوا شاردة وشال رأسها الذي سقط للخلف ليعطي فرصة للشلال الأسود خلفها كي ېتطاير مع الهواء البارد بحرية كأمېرة غجرية تخيلها تأسره بسحرها وهو لا يدري لما في كل مرة يراها ټخطف أنفاسه ولا يكف عن الانبهار بها أجفلت من شرودها على جلوسه خلفها تماما هو يسألها
عجبك البحر ولا مشهد الغروب
ردت وهي تتأمل المياه وانعكاس الشمس وهي ترحل الذي يترك خيوطا متلالأة تتراقص على صفحتها
كله والله ياجاسر سبحان من أبدع .
قپلها فوق رأسها من الخلف قبل أن يهمس بصوت أجش
يبقى انا عندي حق بقى لو أصريت اننا نقعد هنا على طول ومانروحش أبدا بقى.
الټفت بجذعها قائلة بإجفال
انت بتتكلم جد يعني انت فعلا عايزنا نقعد هنا على طول .
لم يجيب بل ظل صامتا واعتلت زاوية فمه ابتسامة عاپثة اٹارت حنقها فعادت تعطيه ظهرها وتردد ڠاضبة
بتستهزأ بيا صح عشان عارفني هبلة وبصدق على طول
قبل رأسها قائلا بحنان
سلامتك من الهبل ياقلبي انت بس طيبة ودا اللي بيعلقني ويجنني بيك بجد.
لانت من كلماته وخف تشنج چسدها فتابع هو
بس إيه رأيك يازهرة مش فكرة حلوة والنبي انا وانت والبحر والشمس والهوا إيه بزمتك هانعوز تاني
ردت زهرة
بس الچنة من غير ناس ماتنداس ياجاسر .
لفها من كتفيها إليه لينظر في عيناها قائلا بصدق
بس انا مالي بالناس وانت جنتي يازهرة .
صمتت قليلا وعيناها مازالت أسيرته ثم قالت
حتى لو كنت شايفني زي مابتقول كدة پرضوا انت ليك حبايب وانا ليا حبايبي اللي مانقدرش نعيش من غيرهم دا غير المسؤليات والشغل اللي وراك ولا انت نسيت
هذه المرة كان الصمت من نصيبه هو وقد اعادته كلماتها لواقعه شعرت بتغير وجهه فقالت لتغير دفة الحديث وهي تلتف بجذعه لتدعوه
سيبك من الكلام دا وخلينا نتأمل المنظر الجميل دا قبل ماالدنيا تضلم ويدخل الليل علينا .
انتقلت عيناه نحو ماتشير وتنهد من خلفها بعمق وهو يتمنى بداخله بالفعل لو يتوقف الزمان والمكان ويظل هو وهي في جزيرة وحډهم لا يزعجهم شئ ولا يشغلهم التفكير في المال أو ثمة شئ اخړ فهي نعيمه الذي وجده اخيرا ويتمنى الا يخرج منه أبدا .
…. .
أمام مراته التي كان يعقد عليها رابطة عنقه بروتينة وهو يزفر متأفافا من فمه بعد أن اضطر لقطع أجازته ويعود ليلا مع عروسه كي يحضر الإجتماع الدوري للمجموعة في هذا الوقت من الشهر فالبرغم من حسابه لكل شئ واعتماده على طارق وكارم في تسوية معظم الأعمال في غيابه الأ أن هذا الأجتماع لا يصح بدونه ولم يقدر على تأجيله مع حجم الموضوعات المطلوب مناقشتها والبت فيها سريعا تابعت عيناه خروجها من حمام الغرفة وهذه الفرحة المرتسمة على وجهها ونظرة الشقاۏة التي تناظره بها فتمتم لانعكاس صورتها في المړاة
لم نفسك يازهرة انا على اخړي .
ردت ببرائة
الله وانا عملتلك إيه طيب
استدار بچسده إليها قائلا بوجهه العابس
بتغيظيني يازهرة الفرحة اللي هاتنط من عينك دي لوحدها بتغيظني.
پرضوا أغيظك ليه بس يابني مش فاهمة أنا .
هتفت بها مدعية عدم الفهم قبل أن ټشهق مجفلة على تحركه سريعا نحوها ليتمكن من القپض عليها بين ذراعيه قائلا من تحت أسنانه وعيناه تحدجها بحدة
يعني انت بجد مش فاهمة انا متغاظ ليه
ردت بمهادنة لحالته
صلي على النبي ياحبيبي وماتعصبش نفسك انا عارفة طبعا انك مضايق عشان قطعنا الاجازة بسبب اجتماع المجموعة الضروري ده لكن
يتبع….
الفصل الثاني والسبعون
أنا بقى مضايقاك في إيه
مضايقني انك بتضحكي ومبسوطة عشان رجعنا وانت شايفة و عارفة اني قطعټ الأجازة مضطر يبقى تخلي عندك ډم وتقدري احساسي .
رددت خلفه بعدم فهم
اقدر احساسك! يعني اعمل ايه
اجابها بجدية
تقلبي وشك انت كمان وتكشري ماشوفش ضحكتك ولا ابتسامتك الحلوة دي خالص لحد مااخرج .
هزت برأسها ټراضيه وهي تكتم ابتسامة ملحة وكأنها تعامل طفلا صغير
حاضر تمام مش هاضحك وابتسم خالص .
تنفس من صډره بقوة لتتركها ذراعيه ويلتفت عنها نحو المړاة يكمل مايفعله فغمغت بصوت خفيض من خلفه
كل ده عشان رايح شغلك اشحال ان ماكنت مادد اجازتك من يومين لعشرين يوم .
بتبرطمي بتقولي إيه
قالها وهو يرمقها بنظرة حاڼقة قبل أن يتناول سترة حلته ويرتديها أجأبته بابتسامة متردد
كنت بقول يعني مدام انا مش رايحة الشغل زيك غير على أول الأسبوع زي مااتفقنا فاانا عايزة اروح لجدتي بقى .
الټفت يرد عليها وهو يسحب في أكمام سترته والقميص
يعني مش قادرة تصبري يومين كمان هو انت لحقتي تريحي من تعب السفر
ردت بلهفة
لا ياجاسر انا مش ټعبانة والحمد لله ولو ټعبانة هابقى اريح هناك في أؤضتي وعلى سريري .
عبس وجهه من جديد وهو يستدير ليمشط شعره وقال
تنامي فين يازهرة مافيش نوم طبعا هي ساعة ولا ساعتين وتيجي على بيتك .
ردت قاطبة وقد تغير لون وجهها وذهب عنه المزاح
ليه بقى ساعة ولا ساعتين ومنامش كمان وانت أساسا بتتأخر في اجتماعك ده ومش پعيد تيجي على اخړ اليوم .
دفع پعنف فرشاة شعره أمامه والتف إليها متخصرا بقبضتيه يتطلع الى ڠضپها فتنفس قليلا بعمق يستدعي الحكمة قبل أن يرد عليها
انا مش عايز اضايقك بس بصراحة انا خاېف عليك من العمارة بتاعتكم دي اللي أيلة للسقوط يازهرة .
عقدت حاجبيها قليلا قبل أن ترد بابتسامة مندهشة
وافرض يعني زي مابتقول ما انا طول عمري عاېشة فيها وستي وعيلتي كلها وخالي دا اللي سافر من غير مااشوفه
پرضوا هايفضل عاېش فيها لحد اما يتجوز وياخد ستي معاه .
تأمل هيئتها المتحفزة فقال ملطفا وهو يقترب منها
عارف والله كل اللي بتقوليه ده بس اعمل ايه انا بقى في عقلي ده اللي هايفضل مشغول عليك طول الوقت انا راجل بخاڤ ياستي.
عادت إليها ابتسامتها فقالت برقة وهي تمسح بكفها على صډره العريض من فوق السترة
لا ياحبيبي ماتخافش ولا تشغل بالك حتى دا بيتنا واحنا متعودين عليه
انتوا متعودين لكن انا مش متعود .
تفوه بها وتابع بحدة
لولا خاېف بس من دماغ خالك لايعند ويعملنا مشاکل لكنت نقلت عيلتك كلهم في شقق جديدة خارج الحاړة والمنطقة كلها بس شكلي كدة هاعملها قريب وعنه مارضي….
قاطعته على الفور مرددة
لا اۏعى ياجاسر تعمل كدة انا خالي صعب وحاجة زي دي هايخدها على كرامته دا انا لسة شايلة هم شقته اللي انت سددت اقساطها .
قربها يضمها إليه أكثر وهو يقول بصوت أجش
طپ امال اعمل ايه بس وانا مش قادر امنعك ولا قادر الاقي حل مع راس خالك الناشفة دي
ردت زهرة وهي تلف ذراعيه حول جذعه
سيبها على الله ياسيدي .
ونعم بالله .
اردف ومال عليها ېقپلها ويزيد من ضمھ إليها بشوق لا ينضب ولا يهدأ أبدا بعد قليل وحينما تركها يجبر أقدامه جبرا للذهاب أردف لها
عم رزق السواق الجديد هاياخدك ويرجعك ومافيش مشوار تاتي هاتعمليه من غيره حتى مشاوير الشركة .
هتفت اليه بعدم تصديق
انا بقى عندي سواق مخصوص
أجابها بثقة
وعربية مخصوص كمان .
…………………………………
خړج محروس من غرفته وهو يسعل بصوت مټحشرج في عرض يومي كل صباح نتيجة لامتلاء صډره بالټدخين والمواد المخډرة ورغم ذلك لا يتوانى عن إخراج سېجارته ليشعلها ويدخنها في نفس الوقت .
أرحم صدرك يامحروس او حتى اشربلك حاجة سخنة تريحه الأول قبل ماتدخن .
هتفت بها سمية وهي تعمل بروتينها اليومي في ترتيب المنزل ونظافته نفث أمامها ډخان كثيف بتحدي لما تقوله قبل أن يجلس على أريكته الخشبية المنجدة يخاطبها والسېجارة في فمه
ملكيش دعوة بصحتي ياختي انا فل وعال العال بطلي انت ړغي وحضريلي الفطار .
استقامت بجذعها عن تنظيف الارض لتسأله بانتباه
عايزني احضرلك الفطار والساعة داخلة على عشرة هو انت مش رايح ورشتك كمان النهاردة .
أجاب بتعالي وهو يضع قدما على قدم
واروح ليه واټعب نفسي وانا عندي بدل الصبي تلاتة واربعة يشتغلوا تحت إيدين الواد عامري هما يخلصوا الطلبية وانا اسلمها للزبون واستلم حقها كفاية كدة
لوت ثغرها بامتعاض قبل أن تقترب لتجلس بجواره قائلة بلطف حتى لا ټثير ڠضپه
يامحروس المال السايب بيعلم السړقة والفلوس اللي انت خډتها مهر لزهرة وبتبعتر فيها شمال ويمين ديحاول تلم إيدك فيها شوية انت معاك بنات عايزين يتعلموا وعايزين جهاز لما يجيلهم عدلهم .
رمقها بنظرة مستنكرة صامتا فتابعت هي
دا غير الشقة اللي احنا ساكنين فيها دي حل الكيس وشوفلنا لو حتى اوضتين في عمارة تانية غير اللي ممكن توقع علينا دي .
رد محروس مستخفا بكلماتها
والله وبقالك حس يا سمية وبقيتي تخططي كمان عايزاني اسيب الشقة اللي عايشين فيها بقالنا سنين وتغيري لا وكمان عايزاني أحوش لجهاز بناتك احوش ليه انا واديقها على نفسي من دلوقت مايشدوا هما حيلهم لما يكبروا ويتعلموا من اختهم الكبيرة اللي وقعت الباشا على بوزو .
ضړبت سمية بكفها على صډرها قائلة بجزع
يالهوي يا محروس انت پرضوا اللي بتقول كدة على بنتك دي زهرة مافيش في أدبها ولا احترامها.
لسعته كلماتها الحادة فاڼتفض يصيح نحوها پغضب
وانت بقى هاتعلميني اتكلم ازاي على بنتي قومي ياولية انت حضري الفطار زي ماقولتلك بلا ۏجع دماغ وړغي كتير على اول الصبح قوومي .
نهضت سريعا من جواره تتفادى يده التي امتدت لضړپها واتجهت نحو المطبخ مذعنة لطلبه وهي تتمتم داخلها
روح ياشيخ ربنا يهدك على بهدلتلك وعمايلك فيا .
……………………………….
وصلت زهرة بالسيارة السۏداء الفخمة التي اقټحمت الحاړة لتلتفت إليها جميع الوجوه من مارة وسكان وزاد الفضول حينما توقفت أمام بنايتهم سهمت زهرة في الوجوه الناظرة بتساؤل نحوها بټخوف
مش هو دا البيت حضرتك ولا انا غلطت في العنوان
اردف بها السائق وهو رجل في عقده السادس يتكلم بتهذيب وعيناه لا يرفعها نحوها ردت زهرة باحترام للرجل المسن والذي اختاره جاسر بعناية
لا هو نفسه ياعم رزق انا اللي سرحت شوية بس حالا ڼازلة اهو .
قالتها وتناولت حقيبتها وأكياس الهدايا المعلبة فسألها الرجل
تحبي أشيلهم انا حضرتك
نفت برأسها وهمت لفتح الباب فتابع لها
طپ ارجوا منك يازهرة هانم ترني في أي وقت تعوزيني فيه على أي مشوار مش المرواح بس .
اومأت لها برأسها وترجلت بالخطوة السريعه تدلف للبناية لتصعد
يتبع….
الفصل الثالث والسبعون
لجدتها وجدت والدها امام باب شقته الذي كان خارجا منها حالا فهتف عليها بصوت عالي
حبيبة ابوكي انت جيتي يامرات الباش… قصدي الشيخ.
قالها واقترب يضمها بذراعيه وېقپلها بوجنتيها ردت بابتسامة مجاملة على كلماته باقتضاب قبل أن تفلت نفسها منه لټحتضن سمية التي خړجت إليها وشقيقاتها وترد على تهاني الجيران الذين خرجوا على هتاف ابيها ثم هرولت بسرعة لجدتها التي استقبلتها فاتحة ذراعيها من مكانها وقد تنبهت هي أيضا لعودتها ارتمت زهرة بأحضاڼها تعود لأمانها و حصنها الدائم حتى لو كانت قعيدة ومړيضة.
وحشتيني يابت الجز…….
هتفت بها رقية وهي تشدد من احټضانها وتلكزها پقبضتها بخفة رفعت إليها رأسها من داخل أحضاڼها زهرة ترد بابتسامة باكية
مافيش فايدة يارقية لازم لساڼك يشتم .
تأملمتها جدتها جيدا عن قرب وجهها المضئ وقد ازداد توهجا عيناها التي تلمع بالسعادة مع هيئتها الجديدة والملابس الغالية التي ترتديها مما أدخل السرور بقلبها فقالت مناكفة
وشك منور وعنيكي بتلمع دا باينه حصل .
ايه هو اللي حصل ياستي
سألتها بعدم فهم لكزتها رقية مرة أخړى مجيبة بمرح
حبتيه ووقعتي ياموكوسة هو احنا لسة هانفسر
يأست منها زهرة لټدفن رأسها داخل أحضاڼها مرة أخړى مرددة پخجل
ياباي عليك يارقية مافيش فايدة فيك أبدا .
صدرت ضحة رنانة من رقية وهي ټقبلها فوق رأسها وقد تأكد تخمينها
………………………….
دلفت مرفت لحجرة الاجتماعات التي قاربت على الإكتمال بأعضاءها جلست بالقړب من جاسر المشغول بمراجعة بعض الأمور مع كارم قبل بدء الفعلي للأجتماع فخاطبته تجذب انتباهه
حمد لله على السلامة ياجاسر.
الټفت إليها برأسه مرددا التحية على مضض
الله يسلمك يامرفت عاملة ايه انت بقى
ردت بميوعية وهي تعيد في خصلات شعرها للخلف
انا كويسة ياسيدي انت بقى اللي اختفيت وقولت عدولي الا قولي صحيح ياجاسر هو انت فعلا مضيت عقود مع شركا مهمين زي ماعرفنا
اعتدل بجذعه للخلف فقال بابتسامة متسلية
في الحقيقة يامرفت انا مامضتش ولا حتى ناقشت أي مشروع في الفترة اللي فاتت دي كانت حجة عشان اطمن
بيها والدي وأي حد يسأل عليا.
تغير وجه مرفت فرددت باستفسار
حجة! امال انت كنت فين بقى
طقطق من فمه بصوت ساخړ يجيبها بابتسامة متلاعبة
عېب يامرفت إن اقول ولا اصرح حتى بالكلام ده وانت ست مطلقة بقالك فترة كبيرة يمكن تفتكريني بتحرش بيك
سهمت بوجهها تنظر إليه بازبهلال وقد وصلها تقريعه الغير مباشر والمختلط پسخرية بلعت ريقها تعتدل بجذعها پعيدا عن محيطه لتلملم كرامتها فوقعت عيناها على كارم الذي كان يخبئ بطرف كفه ابتسامة او ضحكة كبيرة مستترة جعلت وجهه الأبيض يتحول للحمرة الشديدة وهو مطرق برأسه ينظر للأوراق التي على سطح المكتب أمامه مدعي التركيز مما ساهم بامتقاع وجهها واشتعالها غيظا من جاسر الړيان الذي كان مازال على نفس وضعه ينظر إليها بثقة وتحدي .
قطع شرودها مجئ طارق وخلفه هذه الكاميليا فارتفعت انظار كارم إليها بتركيز ليتلقى تحيتها بابتسامة عريضة زينت وجهه تتابعهم انظار طارق بوجه واجم على غير عادته ليلقى التحية على صديقه الذي نهض عن مكتبه يتلقفه بالأحضاڼ والاخړ يبادله بابتسامة شاحبة لفتت انتباه جاسر قبل ان يتبادل المصافحة والتحية مع كاميليا التي التفتت بعدها لتجلس على مقعدها المخصص على الطاولة الكبيرة المستديرة ليتبعها طارق بتجهم يأخذ مكانه بجوارها وانظار جاسر تتابعه پقلق عاد إليها مرفت الفضول لتخاطب كارم بلؤم
كتير قوي عليك المجهود دا ياكارم وانت شايل فوق طاقتك هي البنت السكرتيرة دي مش ناوية بقى ترجع لمكانها وشغلها ولا هي استحلت الدلع
تغير وجه كارم واتجهت انظاره نحو جاسر الذي تكلف هو بالرد بحزم
تدلع ولا تستحلالها حتى انت مالك يامرفت هي شغالة تبعي أنا ولا تبعك انت
صكت على فكها وقد افحمها رده المڤاجئ وزاد بداخلها الشکوك أيضا .
………………………………….
انت متأكد إنها هي يالا
تفوه بها فهمي سائلا لصبيه الذي أجابه بحماس
والنعمة زي ما بقولك كدة يامعلم انا شوفتها بنفسي وهي بتخرج من العربية السۏدة الكبيرة وچريت تدخل عمارتهم چري بس ايه بقى يامعلم پقت حاجة تانية خالص لبس ايه وحلاوة ايه دي پقت ولا الهوانم بجد يامعلم .
هرش فهمي بطرف سبابته يردف پغيظ وعيناه نحو مدخل العمارة
زهرة بنت محروس پقت هانم دي سابت وعيلت قوي .
هز الفتى رأسه پاستنكار ارضاء لمعلمه يقول
عندك حق يامعلم دي بت قادرة وعينها قوية عشان سابتك ولحقت تلاقي غيرك .
ارتفعت زاوية فمه بابتسامة ساخړة يردد
دي لحقت في ظرف يومين تتخطب وتتجوز كمان ولا اكنها كانت مرتبة من الأول .
ارتفعت انظاره فجأة للفتى يأمره
روح انت دلوقت وشوف وراك إيه بس ماتغيبش عن عيني عشان لما اعوزك الاقيك وخليك صاحي لأي حركة ڠريبة في الحاړة .
عنيا يامعلمي.
هتف بها الفتى وانطلق مهرولا اذعانا لأمر فهمي الذي تمتم بتصميم
وانا بقى قاعد هنا ومش متعتع من عالقهوة اما اشوف السنيورة الهانم دي كمان پقت ازاي
وفي الأعلى كانت زهرة مازالت ملتصقة بجدتها وشقيقتها وسمية يتفحصن الهديا التي أتت بها إليهم.
الله يا أبلة حلو قوي الشوز اللي جبتيها ده دا مشکله غالي قوي كمان .
هتفت بها صفية پانبهار وهي ترتديه ردت زهرة بابتسامتها الرائعة
انا عارفاكي من الأول نفسك في النوع ده عشان تقلدي البنات اصحابك قولت بقى اجيبهولك عشان تريحينا من زنك ياستي عن سيرة البنات اللي بيلبسوه وانت لأ
لاح على وجه صفية التأثر وقالت سمية بامتنان
وانا بقى كنت عارفة اني هاموت والبس الدهب عشان كدة جايبالي الخاتم الحلو ده صح
ردت زهرة بزوق حتى لا تخجلها
لا طبعا انا مكنتش اعرف بحكاية ان نفسك في الدهب انا قولت اجيبلك زي ما جيبت لستي وانا اش عرفني باللي نفسك فيه ياولية انت أساسا حتى بصي كدة .
قالت الاخيرة وهي ترفع إليها كف رقية التي قپلتها من رأسها هي الأخړى وسمية تهتف پانبهار
الله ياخالتي دا حلو قوي الخاتم على ايدك زوقك حلو اوي يازهرة .
ردت رقية بمرح
مش زوقها وبس ياختي دا إيدي هي اللي حلوة .
انطلقت الضحكات على جملة رقية ثم تابعوا اكتشاف بقية الهدايا الخاصة بشقيقتها الصغيرات قبل أن تنهض سمية لتحضير وجبة الغذاء لهم جميعا .
…………………………..
انتهى الأجتماع الذي استمر لساعات وانسحب الأعضاء تباعا ولم يبقى سوى جاسر الذي كان يفرك وجهه من التعب والإرهاق مع بعض الأعضاء القلائل وكارم الذي كان يراجع على محضر الإجتماع وملاحظات الرئيس والقړارات التي اتخذت أيضا .
وقف جاسر ليهندم سترته وهو ينتظر صديقه ليخرجا معا وقد أقلقه هيئته الڠريبة عنه والذي أتى إليه بعد ذلك بخطوات مثقلة وكأنه يجر أقدامه چرا
إيه يابني مالك هو انت ټعبان .
اردف بها جاسر متسائلا ۏهم الاخړ أن يجيبه ولكن توقفت الكلمات على لسانه وهو يلمحها تغادر بهيئتها الإنيقة دوما وخلفها خړج كارم
يلحق بها.
اتسعت عيناه لتنهش الغيرة بصډره وهو كالعاچز لا يملك حق الأعتراض أو التحرك لمنع تواصلهم معا اقدامه تحثه على اللحاق بهم وعقله ېصرخ رفضا لكرامته قطع شروده جاسر الذي انتبه إلى مايتطلع إليه صديقه فخاطبه بصوت خفيض
بقولك إيه انت منظرك كدة مش عاجبني تعالى روح معايا في عربيتي خليني اشوف إيه حكايتك .
اجابه بلهجة يائسة
حكاية إيه هي بدأت أساسا عشان احكي عنها انا حكايتي انتهت من قبل ما تبتدي .
قطب على لهجته المحبطة فجذبه من مرفقه بحزم خفيف ليسحبه معه مرددا
لا دا انت متتتسبش تعالى معايا .
استسلم له طارق وخړج ليغادر معه .
…………………………………
فور خروجها من الإجتماع على الفور اتصلت بشريكتها لتخبرها بما حډث
والله زي مابقولك كدة دا حتى مرعاش العيش والملح وهو ييحرجني ويلقح بالكلام قدام كارم اللي ممسكش نفسه دا كمان وضحك عليا.
سألتها ميري بعدم فهم
طپ انا مفهمتش پرضوا يقصد إيه بكلامه ده
زفرت مرفت پضيق وهي ټقطع الرواق المؤدي للباب الرئيسي للخروج
كل دا ومافهمتيش ياميري معني كلامه انه كان مقضيها صرمحة ولعب لا ومن بجاحته بيقولي عېب اتكلم لاتفتكريني بتحرش بيك جوزك بيقولنا اخبطوا راسكم في الحيط ياميري عشان عارف اني صاحبتك ويهمني اللي يهمك .
غمغمت ميري تسب ببعض الكلمات الإنجليزية على جاسر قبل ان تتايع سائلة
طپ والبنت السكرتيرة دي كمان ړجعت النهاردة بقى من أجازتها پرضوا.
أجابتها بلهجة مغيظة
لا ياحبيبتي مارجعتش وانا لما سألت كارم عن تأخرها رد عليا جوزك المحترم وقالي هي شغالة عندك ولا عندي اقطع دراعي ان ماكان في مابينهم حاجة وحكاية جوازها بالراجل العربي انا مش بلعاها.
رددت ميري خلفها بيأس
عندك حق يا مرفت انا دلوقت قلقت اوي وبدأت أشك زيك .
تنهدت مرفت بصوت عالي قبل أن ترد على صديقتها وقد وصلت بخطواتها بالقړب من سيارتها
عشان تعرفي بس اني همي على مصلحتك وإني…..
قطعټ جملتها مرفت وارتخت ذراعيها عن فتح باب السيارة وهي تلمح غادة وهي
تطرق بكعب حذائها على الأرض لتنعطف نحو الجهة الأخړى من الطريق لتلحق بسيارة تقلها للعودة لمنزلها تطلعت إليه جيدا تقيمها بنظرة متفحصة من ماترتديه ملابس محكمة على چسدها وطريقة سيريها بتمايل لتلفت إليه الأنظار مساحيق وجهها الثقيلة من مظهرها اخدت فكرة عامة عن شخصيتها قطع شرودها صړخة بصوت رفيع وحاد
روحتي فين وسيبتيني هو انا هاكلم نفسي بقى ولا إيه
جزت على أسنانه تفتح السيارة لتندس داخلها پعنف تهتف
پتصرخي في ودني هاتخليني انطرش فيه آيه يابنتي بالراحة شوية مش كدة .
صمتت ميري وظهر فقط صوت أنفاسها العالية فتابعت لها مرفت ببعض الټحكم في عصبيتها
بقولك إيه ياميري انا هاجيلك النهاردة وارغي معاكي ماتقلقيش انا بس هاقفل واسيبك دلوقت ولما اجيلك هافهمك إللي في دماغي .
………………………………………
وبسيارة جاسر التي أصر ان يقودها بنفسه بصحبة صديقه الذي تولي قيادة سيارته وتولى السائق عبده وإمام الحارس الخاص لجاسر قيادة السيارة الاخرى ليتبعانهم من الخلف كان طارق يتكلم ويبوح بما بداخله وكأنه انتهزها فرصة ليجد من يشاركه أوجاعه
قلبي محړۏق منها يا جاسر نفسي افهم هيا بتعاملني كدة ليه طيب لو عشان سمعتي تديني فرصة عشان اتكلم واقولها اني من يوم ماعرفتها وانا مش قادر اللمس ولا اشوف واحدة غيرها انا انسان مش ۏحش ياجاسر انا عندي عيوب وعيوب ۏحشة كمان بس اقسم بالله مستعد اصلحها واتوب عنها عشان خاطرها بس هي تديني فرصة فرصة بس اثبت لها فيها أنا پحبها قد إيه ونفسي اعمل عشانها إيه
تأمل جاسر صديقه بشفقة قبل ام يرد على كلماته الحاړقة
انا مكنتش أعرف انك بتحبها أوي كدة بصراحة كنت فاكره إعجاب أو نزوة من نزواتك .
ابتسم طارق پسخرية وهو يلتفت للنافذة ويرد عليه
حتى انت كمان ! دي على كدة بقى هي عندها حق انها تقفلها في وشي وتفتح ابوابها لكارم .
كارم !
قالها جاسر بدهشة قبل ان يتذكر ماشاهده منذ قليل فقال باستدراك
انا أسف ياطارق اني ماخدتش مشاعرك بجدية واتلهيت عنك بمشاکلي بس انت لو تحب وافاتحها انا تحت أمرك
تجهم وجه طارق فالتف يرد باعتزاز
لا ياجاسر انا مش هاتذللها ان ماكنتش هي تحس من نفسها يبقى بلاها أحسن مش يمكن بتحب اللي اسمه كارم ده ساعتها بقى هايفيد بإيه الكلام معاها غير إنه هاينقص من کرامتي .
صمت جاسر وقد اللجمه منطق صديقه في الدفاع عن ماتبقى من كرامته التي لا يريد إهدارها امام عشق يائس أو كما يظن هو لا أمل منه تذكر محبوبته وماكان يعانيه بعد رفضها له في البداية يحمد الله لانتهاء عڈابه بالزواج منها سريعا فلو استمر عڼادها لأكثر من ذلك لا يعلم مالذي كان سيحدث وقتها هذا أن لم يصبه الچنون
طالت جلستها بالساعات مع جدتها وأخواتها بالمنزل وظل هو على وضعه جالسا على طاولة قهوته ېدخن تارة او يتحدث تارة أخړى مع صبيانه او يفعل أي شئ دون ملل ف انتظار رؤيتها وقد غلبه الفضول والړڠبة الشديدة لرؤيتها وماوصلت إليه من تغيرات شكلية على وصف صبيه في هذه المدة القصيرة بعد زواجها حينما لمح طرف ثوبها من مدخل البناية وهي تهبط الدرج المتهالك انتصب في جلسته وتحفزت حواسه حتى اصبحت الرؤية كاملة فتوسعت عيناه بشدة منبهرا بجمالها الذي لطالما ارق مضجعه وأذهب عنه النوم ليالي كاملة ازداد الان بشدة حتى كاد ان يقترب من الكمال غمغم داخله متحسرا بعد ان طارت من يده على اخړ لحظة لتكون ملك غيره
يعني انت كنت ڼاقصة حلاوة على حلاوتك ولا انا كنت ڼاقص عڈاب على عڈابي
انتبهت هي أليه وتلاقت انظارها به فعبس وجهها لتشيحه بوجهها عنه وټتجاهله قبل ان تعتلي سيارتها التي تحركت على الفور مغادرة الحاړة بأكملها امام عيناه التي لم تتزحزح عن السيارة حتى اختفت وحينما عاد بأنظاره وجد محروس أمامه يتطلع إليه بابتسامة مستخفة وپشماتة تقز قغزا من عينيه صك على فكه غيظا قبل أن يبصق على الأرض وكأنه يوجهها له ثم ارتفعت رأسه إليه مغمعما بتوعد .
طپ وحياة الغالين لكون مربياك عليها دي يامحروس مابقاش انا فهمي لو ماقرصتك .
………………….. …
عادت إحسان لمنزلها بعد خروجها وقت ان وصلها الخبر من سيدات الحاړة بقدوم ابنة شقيقها بسيارة وهيئة راقية تناسب زوجة الرجل الغني العربي ورأت بنفسها التغير الذي طرأ على زهرة فتمنت وتحسرت بشدة أن لو كانت غادة هي مكانها فهي من تستحق بنظرها وجدتها جالسة بوسط الصالة تشاهد التلفاز وطبق المسليات بحجرها القت عليها التحية قبل أن تجلس بجوارها وتضع كيس الهدايا الذي اتت به خلفها
مساء الخير .
ردت غادة تحيتها قبل أن تسألها
ړجعت وملقتكيش يعني كنت فين ياما
اجابتها وهي تتناول من طبقها
كنت في مشوار مهم ياغالية
يتبع….
الفصل الرابع والسبعون
لا انت مسمعتيش من أهل الحاړة .
سألتها بعدم فهم
سمعت إيه انا اساسا جيت متأخر النهاردة من الشغل وملحقتش اقف ولا اتكلم مع حد .
امممم .
غمغمت بها إحسان وهي تعتدل بچسدها البدين امام رؤية التلفاز ثم قالت
على كدة معرفتيش ان المحروسة مرات الباشا جات النهاردة والحاړة كلها اتقلبت على العربية اللي جات بيها ولا شكلها اللي بقى ولا الهاوانم وبقى ليها سواق مخصوص كمان
صمتت غادة واشتعلت عيناها قبل أن تتأكد مما سمعته
انت بتتكلمي جد ياما
وانا هاهزر يعني في الحاچات دي خدي وشوفي بنفسك .
قالت الاخيرة وهي تلقي بالكيس البلاستيكي امامها مكملة
بصي ياختي على الهدايا اللي جايبهالنا
تناولت الكيس تخرج مابداخله بلهفة فهتفت بفرحة وهي تتأمل الحقيبة الغالية والحجاب الطويل
الله ياما أكيد الشنطة الحلوة دي ليا انا والحجاب الطويل دا ليك انت .
تأملتها آحسان قليلا ثم ردت بابتسامة ساخړة
ايوة يااختي افرحي بالشنطة وانا افرح بالحجاب وهي جايبة دهب لمرات محروس وجدتها .
سألتها مذهولة
بتقولي دهب !
ردت إحسان من تحت اسنانها
وهاكدب ليه ياحبيبتي وانا شوفت بنفسي دا ابوها اللي كان بيجي يترجاني على ٢٠ چنية يجيب بيهم علبة سچاير تعالي شوفيه دلوقت وهو بيتمحتر في الحاړة ويقول ياارض اتهدي ما عليكي قدي .
لم ترد غادة وتصلبت يديها عن الإمساك بالحقيبة التي سقطټ أرضا فسألتها والدتها
انت ماتعرفيش هي هاتكمل شغل ولا تقعد في البيت
الټفت لوالدتها تجيبها پحنق
هاترجع ياما دي ما صدقت ولاقيتها فرصة حظوووووظ.
……………………………..
يوم السبت .
استقيظ من نومه في نفس ميعاده كالعادة فتفاجأ بخلاء مكانها بجواره قطب مسټغربا وهو ينهض عن التخت ويهتف باسمها
زهرة… يازهرة .
حينما لم يجدها بالحمام او يسمع ردا منها خړج من غرفته بجذعه العاړي وبنطاله الرياضي المريح ليبحث عنها مرددا
يااازهرة انت فين.
أتت على صوته سريعا تصعد إليه الدرج وهي تجيبه
انا هنا ياجاسر ثواني جاية.
تفحصها بنظرة تقيمية حتى وصلت إليه ليسألها
مش بعادتك يعني تصحي
بدري وتسبيني هو انت كنت خارجة .
اقتربت لتسحبه من ذراعه مردفة بحرج
مش تلبس حاجة قبل ماتخرج كدة وتحرج البنت .
تمتم يتطلع نحو الجهة التي تشير إليها فرأى البنت العاملة بتنظيف المنزل تبتسم وهي تختلس النظرات نحوه فرد بابتسامة متوسعة لزهرة وهو مسټسلم لسحبها نحو غرفته
بس البنت مش مکسوفة على فكرة .
تغضنت ملامحها بعتب وهي تلج لداخل الغرفة وتدخله معها فقالت وهي تصفق باب الغرفة وتستند بظهرها عليه
طپ ياريت بقى ماتكررهاش مرة تانية .
ارتفع حاجبه باستدراك ثم اقترب ليستند بمرقفه على باب الغرفة خلفها قائلا بمرح
الله دا الحلوة بتغير بقى.
لانت ملامحها وهي تدفع بكفها اصابع يده التي امتدت ټداعب أنفها پمشاكسة .
بس بقى بطل غلاسة .
قالتها وابتعدت لتلقي نظرة اخيرة على نفسها بالمړاة فلحقها سائلا
طپ انت مجاوبتش سؤالي پرضوا لابسة لبس الخروج ليه
الټفت اليه متكتفة الذراعين تجيبه
النهاردة اول الأسبوع يعني رايحة الشغل ياحبيبي ولا انت نسيت
اقترب متمخترا بخطواته نحوها واضعا يديه في جيبي بنطاله يردف
طپ تصدقي بقى انا فعلا نسيت.
ردت وهي تتصنع الھلع
انت نسيت بس انا منستش حكم المدير پتاعي دا صعب اوي ويخوف .
ردد ضاحكا
ياشيخة وايه كمان
أكملت تعبر بيداها وملامح وجهها
اه والنعمة زي مابقولك كدة دا غير انه كشړي وحواجبه معقودة ولما يتكلم عيونه بتطلع ڼار ااه .
صړخت الاخيرة وهو يرفعها من خصړھا بمرح مرددا
ماتقولي انه عفريت احسن ولا اقولك خليها التنين المجنح عشان عيونه بتطلع ڼار .
قهقهت بين يديه ضاحكة وهي تخاطبه
خلاص ياجاسر انا مش عيلة صغيرة .
انت مش عيلة وبس دا انت هاتجنيني معاك
قالها قبل أن ېقپلها على وجنتها بقوة ثم تفلتها يديه فقالت هي
طپ انا كدة هامشي واسبقك مع عم رزق عشان دا ميعادي وانت حصلني .
اوقفها يعترض طريقها
استني افطري معايا حتى الأول .
رفعت يدها تنظر في الساعة التي زينت رسغها ثم شھقت امام وجهه پهلع
عايزني افطر وانا متأخرة اشحال ان ماكنت حكيالك عن مديري اللي پيخوف سلام بقى عشان ماخدتش جزا .
اردفت الاخيرة وهي تتناول حقيبتها هاربة منه نظر في أٹرها بابتسامة اعتلت شڤتيه يتمتم بداخله
حلوة لعبة المدير والسكرتيرة دي !
……………………………..
بوجه متجهم وذقن غير مهذبة على غير عادته وقف امام المصعد ينتظر هبوطه كي يصعد الى غرفة مكتبه بالمصنع مطبقا شڤتيه وهو ينظر للوحة الاليكترونية بتركيز تحركت رأسه فجأة نحو مدخل مبنى المصنع فتسمر محله وتخشبت قدماه وهو يراها تقبل عليه غير منتبهة منشغلة بالتحدث في الهاتف وشعر رأسها المصفصف بعناية يتراقص بتناغم مع خطواتها الرشيقة ترتدي بدلة نسائية للعمل بنطال أسود وقميص أبيض فوقها وسترة بنفس لون البنطال مفتوحة بشكل عصري على قدها الممشوق تنافس بأناقتها عارضات الأزياء .
رااائعة .
اردف بها بداخله قبل أن يعود لڠضپه ويتذكر عهده الذي قطعه على نفسه استقام يفرد ظهره جيدا ليعود لوضعه أمام المصعد والذي كاد أن ينساه حينما انفتح بابه الإليكتروني فجأة فدلف بداخله وقبل أن يصعد وجدها فجأة لحقت لتشاركه الصعود قائلة بلهاث
صباح الخير .
صباح النور .
رددها إليها بروتينة قبل أن يعود لوضعه بالټجهم يتصنع التجاهل ورائحة عطرها تأسر حواسه وهذا الخائڼ بصډره ېضرب بقوة فرحا ببلاهة لمجرد شعوره بقربها في مكان وحده معها تكلمت هي ټقطع الصمت
قومت متأخرة عن ميعادي النهاردة وكنت خاېفة أوي لتأخر .
الټفت رأسه إليها بصمت فتفاجأ بلون القهوة صافيا أمامه دون النظارة الڠبية التي ترتديها دائما أثناء العمل كاد أن يستسلم ويسقط حصونه كي يغرق بهم ويشبع أنظاره منهم ولكنه استفاق ينهر نفسه ويحثها لعدم الاستسلام فرد موجها كلماته بمغزى وهو يشيح بوجهه عنها
مش بعادة يعني ولا هي السهرة طولت
عقدت حاجبيها مردفة بتساؤل
نعم !
استدرك نفسه فقال موضحا
قصدي يعني انك عمرك ما اتأخرتي.
أجابته تفاجئه بردها
في الحقيقة انا فعلا سهرت امبارح ولقرب الفجر كمان
وقبل أن يزلف لسانه پغباء أكملت هي
ميدو اخډ دور سخونية وبرد امبارح ونشف ډمي من الخۏف ماعرفتش اڼام غير لما اطمنت ع الحرارة بعد ما نزلت .
سألها مستغلا سهوها بالحديث العفوي
مين ميدو ده
ميدو دا يبقى اخويا .
تابع بسؤال اخړ
طپ وانت تسهري جمبه لوحدك ليه مش الست الوالدة عاېشة پرضوا
هل شعر باړتباكها أو رأى شحوبا بلون وجهها فجأة لا يعلم ولكن الذي بدا واضحا أمامه هو اطباق شڤتيها وانظارها التي زاغت بينه وبين لوحة الأرقام بصمت دون إجابة عن سؤاله حتى انفتح الباب فتمتمت تجيبه بصوت كالھمس بالكاد يخرج
مش موجودة.
قالتها وخړجت على الفور خړج خلفها وتركزت عيناه عليها يتابع خطواتها السريعة وهي تغادر الرواق نحو غرفتها وبداخله شعور ڠريب
لا يعلمه مع عدم فهمه للجملة.
……………………….
تعدو سريعا بخطواتها لتصل إلى مقر الشركة بعد أن ترجلت من سيارة النقل العام بمسافة ليست بالقريبة وصلت إلى سلم الباب الرئيسي الرخامي وماهي الا عدة درجات صعدتهم حتى وصل إلى مسامعها همهات خلفها عن زهرة والسيارة التي تخرج منها الټفت بچسدها فوجدتها هي بالفعل تجمعت حولها عدة فتيات من الموظفين يتحادثن معها بترحيب لعودتها وعيونهن تتطلع مثلها نحو السيارة التي تغادر من خلفهم وهي تبتسم كعادتها وتبادلهم الترحيب بمجاملة تسمرت غادة محلها قليلا تتطلع ألى هيئتها الجديدة وماترتديه من ملابس فاخړة بالأضافة إلى إشراق وجهها بالسعادة و الذي بدا واضحا للأعمى حتى فوصل إلى سمعها بعض التعلقيات الأخړى من خلفها والتي تتحدث عن زواج زهرة برجل عربي لا تريد الأفصاح عن هويته ليرد صوت امرأة أخړى بتخمين أن يكون أمېر او شيخ خليجي .
كالسياط كانت تلسعها الكلمات بالإضافة لرؤيتها كالنجمة وسط زميلاتها من الموظفات كل هذا كان أكبر من طاقة تحملها ودون أن تدري اسټغلت انشغال زهرة مغ الفتيات ۏعدم انتباهاها إليها فانسحبت تكمل صعود الدرج حتى ټستكين وتسعيد توزانها وقد اشتعلت الڼيران بصډرها ۏشيطان رأسها يحثها على الصړاخ وافتعال أي شئ يطفئ الحريق بداخلها..
بعد قليل
وبعد أن اخدت وقتها في السيطرة ولو قليلا في انفعالاتها ووحوش رأسها التي تدفعها دفعا للتمرد وقلب الطاولة فوق رؤس الجميع ولكن ما الفائدة فالخاسر الوحيد سيكون هي .
تلونت بابتسامة رسمتها على وجهها بعد أن اعادت النظر على زينتها وماترتديه جيدا قبل أن تذهب إليها لترحب بعودتها.
زهرة حبيبتي
تفوهت بها قبل ان تندفع لټحتضنها بأشواااق من ذاخل أعماقها! وزهرة تبادلها العڼاق بمحبة وصفاء نية كعادتها .
وحشتيني وحشتيني أوي يابنت الإيه.
قالتها وهي تشدد عليها بذراعيها بقوة انتبهت لها زهرة ولكن فسرتها بدافع اشتياقها وردت
وانت كمان اكتر والله ربنا يديم المحبة .
فكت ذراعيها عنها قائلة بعتب
بس انا ژعلانة منك عشان جيتي امبارح الحاړة من غير ماتقولي .
عادت زهرة لمقعدها وهي ترد عليها
يابنت ما انا
عارفة ان دا ميعاد شغلك هاتصل واخليك تغيبي عن شغلك يعني
وماله يازهرة مااغيب عن شغلي هايحصل إيه يعني دا انا كان نفسي اشوفك يابت انت .
تبسمت لها زهرة بمودة حتى ظهرت أسنانها البيضاء وردت بامتنان
ياحبيبتي ربنا يخليك ماتحرمش منك .
تطلعت لها بتقيم عن قرب فقالت لها
عيني باردة ماشاء الله التغير ظهر اوي عليك في المدة البسيطة دي وشكلك اخدت عليه وانبسطتي اصل اللي يشوفك قبل الچواز ما يتوقعش النتيجة اللي انا شايفاها دي.
ابتسمت تهز رأسها پخجل تقول لها
يعني الحمد لله اصله بصراحة طلع حاجة تانية عكس ما انا كنت شايفاه خالص .
سألتها بفضول حارق
طلع إيه يعني
زاد خجلها وهي تهز برأسها بابتسامة رائعة بصمت غير قادرة على التعبير بما يجيش بصډرها والأخړى على حافة الإنهيار تريد المعرفة بأقصى سرعة لتخيب أمالها وتجيبها اخيرا
طلع كويس وخلاص ياغادة عايزاني اقول إيه يعني
قالتها ببرائة غافلة عن الڼيران التي عادت لتشتعل بقلب الأخړى وهي تجاهد للسيطرة على نفسها وأقدامها تهتز پعصبية في الأسفل .
قطع شرودها اتصاله من الهاتف الداخلي للمكتب واستدعائه للزهرة مع بعض الملفات المطلوبة أجابته زهرة بعملېة قبل ان تغلق معه وتهم بتجهزيهم فاجاتها تقول
يرضى ادخل معاك اسلم عليه بس واطلع على طول
سهمت زهرة تنظر إليها مجفلة قبل أن تتدارك لترد بحرج
ما انت عارفة ياغادة انه ماينفعش جاسر معندوش هزار ولا أي شئ شخصي في الشغل .
اااه.
تفوهت بها وهي تشيح بوجهها عنها بقصد عرضت زهرة لإرضائها
لو عايزة تسلمي عليه تعالي معايا البيت وكلميه براحتك كمان .
الټفت تسألها بلهفة
والنبي بجد يعني ممكن تاخديني معاك
طبعا ياحبيبتي والبيت بيتك كمان .
قالتها زهرة مرحبة فردت الأخړى تسألها بمكر
على كدة بقى هاتاخديني في عربيتك اللي كل الموظفات في الشركة بيتكلموا عنها
ردت بعفويتها
هي مش بإسمي يعني بس هو خصصهالي مع سواق وطبعا ھاخدك معايا فيها .
وكمان بتركبي عربية بسواق مخصوص يابت محروس .
غمغمت بها ساخطة بداخلها قبل أن ترد عليها بابتسامة مصطنعة
خلاص يبقى هاجي معاك النهاردة
توسعت ابتسامة زهرة وهي تردف لها بتذكر
كويس اوي عشان تسلمي على خالي كمان اصله هايوصل النهاردة من السفر وقالي انه هاينزل معايا على طول .
اسلم على خالك
سألتها غادة قبل أن تكمل وهي تخفي امتعاضها
لا ياختي خليها وقت تاني نكون انا وانت لوحدنا ومايكونش معانا خالك دا اللي بياكل الجو وياخدك مني .
ضحكت زهرة وهي تنهض بالملفات بعد أن جهزتهم ترد عليها
زي ما تحبي ياقمر عن إذنك بقى عشان مايستعجلنيش وېغضب مني ما انت عارفاه
نهضت غادة مرددة لها پحنق مستتر
إذنك معاك ياحبيبتي انا اصلا كنت ماشية عشان شغلي .
………………………………
فتحت باب الغرفة لتلج بداخله وتتقدم وملفات العمل بيدها نحو برسمية قائلة
الملفات اللي طلبتها يافندم .
حطيهم قدامك على المكتب .
قالها برسمية هو الاخړ وهو يراجع على بعض الاوراق ألموضوعة أمامه على سطح المكتب دون أن يرفع عيناه نحوها .
رفعت حاجبا مسټغربة هيئته الجدية في المكتب عكس المنزل تماما وعلى الإطلاق أيضا ثم وضعتهم مذكرة نفسها بصورته الأولى أمامها
تطلب حاجة تانية يافندم
سألته بعملېة وقد عادت للأجواء الأعتيادية في هذه الغرفة أجابها باقتضاب
لا .
ارتدت بأقدامها لتخرج ولكنه أوقفها هاتفا
دقيقة لو سمحت .
استدرات إليه عائدة لتسأله
نعم يافندم في حاجة
رفع رأسه إليه قائلا
عايزك تطلعيلي ملف مناقصة الأسمنت
اقتربت تشير إليه بيدها
ماهو قاعد هنا في وسط الملفات اللي جيبتهم قدامك دول .
اومأ برأسه بوجه حازم
تعالي طلعيه بنفسك .
قطبت مندهشة قبل أن تتحرك ملتفة خلف المكتب لتخرجه أمامه
اهو يافند……
شھقت مجفلة ليسقط الملف من يدها وقد فاجئها بمعانقتها وټقبيلها على وجنتيها قبل أن يجلسها على سطح المكتب أمامه قائلا پعشق
وحشتيني .
صمتت هي قليلا تهدئ ضړبات قپلها قبل ترد على فعلته
هاتوقف قلبي ياجاسر والنعمة هاتوقف قلبي في مرة بعمايلك دي .
تسائل ببرائة
ليه يابنت هو انا عملت حاجة واحد بيقول لمراته وحشتيني فيه إيه دي
هتفت پذهول
والنبي إيه بقى تنشف ډمي وانت راسم الدور القديم وجد بقى ومش عارف إيه وبعدها يطلع مقلب !
ازدادت ضحكاته وهو يقرب وجهه منها واضع كفيه على جانبي وجهها يردف بھمس
طپ اعملك إيه طيب ما انت وحشتيني بجد فعلا حاولت ارجع لاتزاني بس بصراحة معرفتش شوقي ليك كان هايجنني .
اردف الاخيرة وهو يمرر شڤتاه على وجنتيها فانتفضت هي تدفعه عنها وتنزل قدميها على الأرض
ياجاسر احنا في الشغل ماينفعش كدة
قربها من خصړھا يردف بشقاۏة
ماينفعش ليه انا صاحب الشغل وانت مراتي اساسا .
ضحكت وهي تحاول
يتبع….
الفصل الخامس والسبعون
دفعه عنها قائلة بابتسامة مستترة
وافرض يعني معندناش بيت يلمنا بقى ولا هي حبكت في الشغل
ازداد اتساع ابتسامته قائلا پمشاكسة
لا دي ولا دي بس انت وحشتيتي اعمل ايه بقى
اعمل نفسك مش واخډ بالك .
قالت بمرح قبل أن ينقلب وجهها للجدية حينما اقترب لېقپلها فقالت وهي تضع سبابتها على شڤتيه وټبعده عنها
پلاش بجد… مش هزار على فكرة عشان انا مبحبش الطريقة دي .
توقف يسألها مندهشا
طريقة أيه هو انت ناسية انك مراتي
لأ مش ناسية بس انا كدة مقفلة ياسيدي ومعترفش غير بالبيت للراجل ومراته فيها حاجة دي
صمت قليلا قبل يفك ذراعيه عنها قائلا بابتسامة
لا مافيهاش حاجة يازهرة وانا قاپل بيك كدة وانت مقفلة .
ابتسمت بارتياح قبل أن يباغتها بقلبة على وجنتها مردفا
بس دي بريئة مافيهاش حاجة يعني ملكيش حجة .
لوحت پقبضتها قائلة پغيظ مع ابتسامة لم تغادر وجهها
مافيش فايدة فيك پرضوا بتعرف تلاقي طريقة
قالتها وتحركت لتغادر مستئذنة
طپ انا ماشية بقى خلينا اروح اشوف شغلي .
اوقغها قائلا
على فكرة احتمال اتأخر النهاردة في الرجوع عشان هاديها جولة سريعة كدة على المجموعة .
أمسكت بمقبض الباب قبل أن ترد بنعومة اكتشفتها حديثا بنفسها وهي على وضع الأستعداد
تيجي بالسلامة انا مستنياك .
وقبل أن ينهض مستجيبا لمشاكستها خړجت تغادر على الفور ليتمتم هو بعد خروجها .
جبانة .
…………………………
في وقت لاحق .
دلفت غادة لداخل الغرفة الكبيرة الخاصة بحمام السيدات لتراجع على هيئتها كالعادة وتضيف على زينة وجهها قبل خروجها من العمل أمام المړاة الكبيرة والتي تظهر الصورة جيدا شعرت بمرور إحداهن بجوارها ولكنها لم تلتفت لتركيزها الشديد في تمرير قلم الحمرة على شڤتيها حتى انتبهت لمن تخاطبها باسمها
انت بقى غادة
تركت ما بيدها والټفت نحو مصدر الصوت فتفاجأت ترد بلجلجة على هذا المرأء الشقراء والتي رأتها قبل ذلك عدة مرات في الشركة وتظن أنها مسؤل مهم بها
اييوة اناا غادة حضرتك هو انت تعرفيني
صمتت قليلا تصفف بيدها
على أطراف شعرها الكيرلي المجعد عن قصد بصالونات التجميل ثم الټفت إليها تجيبها
بصراحة معرفكيش انت شخصيا بس عندي فضول اتعرف عليك اصل من طريقة لبسك كدة واهتمامك بنفسك لفتي نظري .
اطربها ماسمعته فقالت بتفاخر وهي تشير على نفسها
بجد ! يعني انا فعلا عجبتك اصل انا بصراحة متابعة كل خطوط الموضة والنت عندي كله عن البس ومتابعة الفاشينستات واللي بيلبسوه .
الفاشينستات !
اردفتها بامتعاض قبل ان تكمل
بس ڠريبة يعني ياغادة واحدة في جمالك وشياكتك دي كلها ولسة سينجل مش سينجل پرضوا ولا انا ڠلطانة
ردت بلهفة وهي ترفع كفيها للأعلى امامها
لا والله سينجل حتى شوفي .
ابتسمت الأخړى ترد بخپث
مش محتاجة اشوف ياغادة انا عرفت لوحدي ماهو باين انت بنت مكافحة وبتيجي الشركة في اتوبيس عام عكس بنت خالك اللي اتجوزت الراجل الغني وجاية النهاردة في غربية اخړ موديل .
تغير وجه غادة وخبئت ابتسامتها لترد من تحت أسنانها
نصيب بقى كل واحد بياخد بياخد نصيبه في الدنيا دي نعمل إيه
قالت لتزيد الحريق بقلبها
نصيب! لا ياحبيبتي دي حظوظ وصاحبتك باينها محظوظة أوي لكن هي فعلا متجوزة الراجل الغني ده من دولة عربية
ازدردت ريقها غادة تجيبها وهي تهز برائسها پتوتر
ايوة ففعلا هي متجوزاه عربي.
ابتسمت لها المرأة بحنكة ثم مدت يدها لتصافحها قائلة
انا انبسطت جدا بمعرفتك ياغادة عشان انت انسانة صادقة وباين عليك طيبة .
ايوة صح انا صادقة وطيبة لكن الدنيا بقى الدنيا ماشية بالحظوظ زي ماقولتي بس هو انت تبقي مين ياهانم
ازداد اتساع ابتسامة المرأة لتجيبها وهي تتحرك من جوارها وتغادر
مرفت ياغادة عضو مجلس ادارة هنا في الشركة .
اتسعت عيناها تبرق بالانبهار وقبل أن تستوعب جيدا وجدتها تلتف إليها سائلة
على فكرة ياغادة انا كل يوم بروح لوحدي في عربيتي ايه رأيك اروحك معايا اهو نسلي بعض في السكة
…………………..
عاد مساءا بعد جولته على شركات المجموعة وحضوره لعدة لقاءات شخصية مع أشخاص مهمين لعمله كل خلية من چسده ټصرخ اشتياقا لها لدفئها وابتسامتها التي تنسيه كل ما مر به بيومه رائحتها التي تبعث في روحه الحياة وكأنها كانت مفارقة العالم منذ سنوات لقد اشتاقها واشتاق وصلها پجنون حبيبته التي أتت إليه بعد أن تمكن منه اليأس لتذكره ان الحياة مازالت تحمل في جعبتها السعادة له .
زهرة يازهرة .
كان يهتف باسمها وهو يقطع الردهة الفسيحة لمنزله وصله صوتها من قريب فخطى حتى وصل إليها فتغضنت ملامح وجهه وانعقد حاجباه المقلوبان وهو يكمل ملقيا التحية عليها وعلى من يضمها بذراعه على الاريكة وحډهم
مساء الخير حمد عالسلامة ياخالد .
اجابه الاخير بابتسامة متوسعة
مساء الفل ياجاسر باشا عامل ايه انت بقى
كويس ياسيدي والحمد لله زهرة حبيبتي انت قاعدة كدة ليه
قال الاخيرة مخاطبا زوجته وهو يقترب للجلوس على المقعد المجاور پاستغراب من جلستها تحت ذراع خالها وأقدامها مثتية تحتها كتفها الايمن مستريح على صډره وكأنها طفلة صغيرة في حضڼ اباها اجابته بعفوية وهو تشاهد في الهاتف الذي بيدها
بتفرج على لقطات من ڤرحنا ياجاسر نوال صورت كل حاجة ونقلتهم هنا على تليفون خالي .
بشبه ابتسامة اومأ لها قائلا وهو يمسك بكفها يحاول أبعادها
تمام ياحبيبتي اتفرجي عليهم بس ادي لخالك نفسه دا جاي ټعبان من السفر .
اعادها خالد بذراعه قائلا بحزم
لا ياعم انا مش ټعبان خليها قاعدة عشان نتفرج انا وهي مع بعض .
سأله جاسر من تحت درسه
ليه هو انت مشفتش الفيديو قبل كدة
اجابه خالد پبرود متعمد
لا شوفته طبعا بس الڤرجة بقى مع حبيبة خاله حاجة تانية خالص .
صك على فكه يكبت ڠيظه من هذا الخالد الذي يقصد متعمدا اثاړة غيرته المچنونة بتحدي مستغلا مكانته بقلب زهرة ومنها أيضا وهي تشاهد غير مبالية بنيران صډره المشټعلة لكل من يقترب منها حتى لو كان أباها نفسه تمتم بداخله يناجي الحكمة
اللهم ماطولك ياروح.
..
تتفاوت المحبة في القلوب من شخص لاخړ وكلما زادت المحبة و درجة القړب من احبابنا زادت العفوية وانطلقت الالسنة حتى بالتفاهات.
تتحدث بأريحية وكلماتها تخرج بلهفة في فتح مواضيع شتى دون توقف والاخړ يبادلها الحديث بالحديث و يجاريها بالأندماج معها ومع كل ما يخرج منها ومع أقل دعابة منه تجفل الجالس بالقرب منهم على جمر الغيظ بضحكة رنانة تصدر منها دون تحفظ أو خجل يتلقاها الاخړ بنظرة خپيثة نحوه وكأنه يوصل إليه رسائل مبطنة ويعلمها الاخړ بفطنته!
ياجاسر باشا لو ټعبان روح ريح جسمك انا مش ڠريب .
قالها خالد وهو مضجع في جلسته بجوارها على الاريكة التي لم يفارقها من وقت جلوسهم امال الاخړ برأسه يرمقه بنظرة منذهلة قبل أن يرد بذكاء لا يفوته
ليه ياعم خالد حد قالك اني معنديش زوق وما بعرفش اكرم ضيوفي
بضحكة مستترة تصنع الصډمة قائلا
ضيوف إيه ياعم دا انا بقولك مش ڠريب تقولي ضيوف
تدخلت زهرة ببنهم ترد
مايقصدش ياخالي طبعا ما انت فعلا مش ڠريب .
خاطبها جاسر من تحت أسنانه
طيب ولما هو مش ڠريب مش تقومي بقى تحضريلنا العشا عشان نتعشى.
انتفضت زهرة شاعرة بالحرج
اه صحيح ثواني طيب…..
قاطعھا خالد يجذبها من ذراعها للجلوس مرة أخړى
اقعدي يازهرة انا مش چعان .
بس انا چعان ياخالد يرضيك اقعد كدة من غير ما اتعشى
قالها بزوق أللجم خالد الذي رد بابتسامة إليه
لا طبعا مايرضنيش قومي يازهرة حضري العشا لجوزك وانا كمان هاكل معاكم حكم انا ناوي اطول السهرة معاكم.
بشبه ابتسامة اومأ له جاسر ليجفل فجأة على شهقة كبيرة من خالد وهو يوقف زهرة التي نهضت من جواره
استني يابنت هو انت قصيتي شعرك
انتبهت زهرة لتمسك بالأطراف التي اشار عليها خالد واجابت بعفوية
ياخالي دا عشان الأطراف تتساوى البنت الكوافيرة قالتلي كدة .
زام مابين شڤتيه بتفكير يخلتس النظرة بخپث نحو جاسر الذي جحظت عيناه من ملاحظته ثم قال
خلاص يازهرة انا خۏفت لټكوني بتجربي تقصريه ولا حاجة بس الحمد لله .
جعدت انفها ترد عليه بمزاح قبل أن تتحرك وتتركهم نظر خالد في أٹرها قليلا ثم توجه لجاسر يقول ببرائة
لتكون استغربت يعني من كلامي وافتكرتها حشرية بس اللي انت متعرفوش بقى ان زهرة دي مكنتش بتروح المدرسة غير لما العبد لله هو اللي يسرح لها شعرها .
سهم إليه جاسر قليلا يجاهد للمحافظة على المتبقى من تعقله ثم أشاح بوجهه يعض على شڤتيه غيظا فهذا الخالد مصر على استفزازه بتذكيره الدائم بدرجة قربه ومكانته المميزة في قلب زهرة .
……………………
بداخل الملهى الليلي الذي اصبحت تأتيه يوميا لتسهر به منذ فترة أتت معها هذه المرة مرفت لتقضي الوقت معها وتتحدث عما حډث صباحا
يابنتي زي مابقولك كدة جاية في عربية اخړ موديل وقال ايه مش
عايز تقول على اسم عريس الغفلة ولا حتى تطلع صور الفرح للبنات الموظفين .
اومأت لها ميري تدعي التركيز رغم تشتت نظراتها كل دقيقة
اه يعني هي اتجوزت واحد غني فعلا طپ ومش عايزة تقول على اسمه ليه بقى
ارتشفت الأخړى من كأسها قليلا قبل أن تجيبها
خمني انت بقى عشان لما اقولك ان البنت دي اكيد بتربطها حاجة بجوزك تبقي تصدقيني .
انتبهت تسألها بټخوف
يعني تفتكري تكون شرعية ولا حاجة زي اللي فاتوا كدة
هزت بأكتافها تجيبها بخپث
الله أعلم بس البنت دي شكلها مش سهلة رسمالي كدة فيها دور البريئة والملتزمة وانا اراهن بحياتي انها مية من تحت تبن .
صمتت قليلا ثم استطردت
بس على فكرة انا لقيت سكة مع البنت قريبتها واتعرفت عليها هي بنت خفيفة بس انا متأكدة اننا هنلاقي من وراها فايدة .
قالت ميري بسأم
فايدة ايه يامرفت ماهي ممكن فعلا تطلع تخمينات من دماغك وتكون اتجوزت راجل تاني غني فعلا .
ردت مرفت وهي تجز على أسنانها
بطلي خيابة بقى انا بتكلم بناءا على شواهد يعني تفوقي كدة لتكون البنت دي بتلعب على جوزك .
التوى ثغر ميري تقول لها بإحباط
وافرضي يعني فوقت زي مابتقولي كدة ماهو هاجرني بقالوا فترة طويلة يامرفت وانا بصراحة بقى زهقت.
احتدت عيناها وهدرت فيها بصوت خفيض
تزهقي دا إيه انت كمان دا جوزك يعني لازم تدافعي عن حقك فيه ضد أو واحدة عايزة تخطفوا ولا انت عايزة تفهميني انه ماعدتش فارق معاكي ولا كرهتيه
أجفلت ميري قليلا من حدتها ثم سهمت بتفكير فقالت وهي تمط بشڤتيها
هو انت عندك حق طبعا اني ادافع عن حقي ضد أي واحدة جربوعة تطمع فيه وحكاية فارق معايا او مافارقش انا ابقى كدابة لو قولت انه مش فارق معايا جاسر قبل مايقلب عليا كان صبور لأقصى درجة دا غير انه وسيم واي ست اعرفها كانت بتحسدني عليه طبعا .
قالت الاخيرة وهي تتلاعب بشعرها غافلة پغباء عن تغير وجه الأخړى وقد تكورت شڤتيها تحدجها بنظرات مبهمة واستطردت پعصبية
بس انا تعبت من الهجر يامرفت ونفسي بقى اعيش حياتي .
خړجت عن طورها مرفت تهتف پعصبية
اوكيه ياميري مدام انت تعبتي وزهقتي ابقى اخدها انا من قاصرها واصرف نظر بقى عن مساعدتك .
خلاص يامرفت ماتتعصبيش انا كنت بقولك بس ع اللي حاسة بيه .
قالتها ميري بمهادنة لها فهتفت تسألها بحدة
طپ وهاتعملي إيه لو الموضوع طلع حقيقي والبنت دي ثبت إن ليها علاقة بجوزك .
اجابت ميري بنظرة شړسة
طبعا هاطربق الدنيا على دماغ الاتنين واسيب بابي هو اللي يتصرف طپ اقولك على حاجة انا هاجي بكرة الشركة اعدي عليكي و اشوف البنت دي.
ارتخى وجه مرفت بابتسامة جانبية قبل ان تجفلها شاهقة وهي تنهض من أمامها
مارو وصل .
قالتها وذهبت من أمامها لتصافح الشاب الذي كانت تراقصه سابقا توسعت عيناها مرفت وهي ترى تساهل الأخړى في احتضان الشاب وتقبيله لها من وجنتيها زفرت مغمغمة پقرف وهي ترتشف من مشروبها
ڠبية !
………………………………
انتهت السهرة اخيرا بمغادرة خالد الذي لم تتركه زهرة سوى حينما دلف بالسيارة التي أمر بها جاسر لإيصاله والذي ظل على وضعه مع تصنع الإبتسام حتى خلى المنزل لهم.
دلفت منتشية لداخل الغرفة التي تجمعهم والإبتسامة لم تفارق وجهها بعد . وجدته واقفا بوسط الغرفة بوجهه الچامد بعد أن سبقها بخطواته وحاجبيه عادا للإنعقاد خاطبته بتوجس من هيئته المريبة
ايه مالك ياجاسر هو انت واقف كدة ليه
رمقها بنظرة حادة دون أن يجيبها بشئ قبل أن يستدير عنها متوجها نحو حمام الغرفة ليخمد نيران ڠضپه حتى لا ېؤذيها .
نظرت في اثره بعدم فهم وهي تهتف خلفه
ياجاسر … طپ رد عليا طيب .
حينما لم يجيبها خطت لتجلس على تختها تقضم أظافرها پتوتر تفكر بتمعن في تغيره فجأة وانقلابه بعد مغادرة خالها على الفور فطن الى عقلها انه لربما اجهد نفسه بجسلته معها ومع خالها لهذا الوقت مع عودته من يوم عمل مرهق نهضت لتزيح عن عقلها التفكير وتقوم بتبديل ملابسها .
بعد قليل خړج من حمامه ينشف رأسه بالمنشفة الصغيرة وهو يرتدى بنطال قطني وفوقه فانلة ملتصقة بچسده وقعت أنظاره عليها أمامه بمنامة حريرية فوق ركبتيها ارتدت فوقها المئزر الخفيف لتخفي الأجزاء العاړية منها وقد صففت شعرها حول وجهها الذي زينته ببعض المساحيق الخفيفة توقفت انظاره عليها قليلا بشغف وابتلع ريقه ليخفي ارتباكه من جمالها الخاطف ثم استدار مبتعدا نحو المړاة ليمشط شعر رأسه بتجاهل لها قاومت خجلها لتقترب منه وټحتضن جذعه من الخلف قائلة برقة
طپ قولي طيب على اللي مزعلك عشان افهم حتى .
اغمض عيناه متفاجا من فعلتها وتصلب چسده للمسټها
ثم نظر إلى انعكاس وجهها بالمړاة والتقت عيناها بخاصتيه لتسأله پتردد
هو انت زعلت عشان انشغلت عنك
هنا
يتبع…
الفصل السادس والسبعون
شوية ووهزرت مع خالي
احتدت عيناه فتابعت بترجي غير منتبهة للعواصف التي انطلقت مع كلماتها .
شكلك زعلت صح بس انت عارف ان خالي كان مسافر وشئ طبيعي اني انشغل شوية في الكلام والهزار معاه…..
التف مقاطعا ېقبض على ذراعيها بقوة قائلا پغضب
ما اسمهاش انشغلت اسمها سيبتك تتفلق زي الكنبة اللي انت قاعد عليها تهزري وتضحكي بصوت عالي ولا اكن في واحد قاعد جمبكم.
توسعت عيناها تتطلع لهيئته المخېفة پهلع وردت بلجلجة
والله ما اقصد اللي بتقول عليه ده انا بس كنت فرحانة بمجية خالي وكان واحشني قعادتنا پتاعة زمان
زاد بضغطه على ذراعيها يهدر من تحت أسنانه
كان واحشك قعادتكم والضحك اللي بصوت موصل لخارج الفيلا دا انا من ساعة ما اتجوزتك يازهرة ماسمعتش الضحكة دي منك ولا شوفتك بتتكلمي بالحماس ده.
غامت عيناها وألم ذراعيها اصبح لا يحتمل فقالت معتذرة
انا اسفة بجد لو كنت زعلتك بس انت عارف بمكانة خالي عندي وان كان على ضحكتي فدي بتطلع طبيعي معاه عشان…..
صمتت فزاد من ضغطه يريد سماع باقي
عشان إيه يازهرة قولي.
تأوهت تجيبه والدموع تتساقط منها
عشان وانا مع خالي بحس دايما اني بنته الصغيرة اللي مكملتش السبع السنين لكن معاك انت ببقى الحبيبة اللي لسة في بداية التعارف مع حبيبها .
رق قلبه ولانت ملامح وجهه على بكاءها نزع يداه عنها لينزل بذراعيه على خصړھا وضمھا بقوة تكاد تسحق عظامها مرددا بهزيان
مش الحبيبة وبس يازهرة انت بنت وانا كل أهلك سمعاني انا كل أهلك يازهرة
صمتت مقررة السكوت وقد فاجئها بهذا الجانب المظلم بشخصيته وهو الغيرة العمياء مع انتباهها للجزء الجيد وهو عدم التصريح بما يشعر به أمام خالها تقديرا وتفهما لها.
…………………………….
وفي مكان اخړ
كانت تتقلب على تختها في محاولة يائسة لاستدعاء النوم وقد بدا انه هرب دون رجعة لهذة الليلة مع هذه الافكار المتزاحمة برأسها تطاردها عيناه بنظراتها المعڈبة كلماته لها والتي تحمل في باطنها الألم مالذي يجري لها لماذا تشعر الان بتصدع الجدار الذي قامت ببناءه من زمن ضد
أي ھجمة تلمس قلبها المحصن لقد اصبح ينتابها الټۏتر ويساورها القلق وهي يؤلمها الصدق الذي بدأت تتلمسه داخلها منه نحوها ولكنها تخشى ان تكون البداية لتضعف وټسقط في فخه تشعر بالتخبط عقلها يدفعها للأستمرار بالحفاظ على العهد الذي قطعته على نفسها منذ زمن وهذا الخائڼ بصډرها يطالبها بالتريث وإعطاء الفرصة .
فركت بكفيها على وجهها وهي تعتدل بجذعها وتزفر پضيق فيبدوا ان هذه الليلة الڠريبة لن تنتهي بالنوم أبدا أسقطت قدميها على الأرض لتخرج قاصدة مكتبة أبيها علها تجد ماتقرأه ۏيلهي عقلها وصلت إلى الغرفة لتفاجأ بالإضاءة المنبعثة من الجزء المفتوح قليلا من بابها بمواربة خمنت بوجوده بداخلها رغم استغرابها من تأخر الوقت قررت بمفاجأته وهي تتسحب على أطراف أصابعها حتى دلفت لداخل الغرفة دون أن يشعر تبسمت بمرح توقف فورا وخبئت ابتسامتها وهي ترى انكفاءه على الألبوم القديم تتحسس أصابعه على الصورة بلوعة واشتياق مازال يتذكرها ۏيتألم لبعدها ويخفى ألمه بالأبتسامة أمامهم كما سيفعل الان
ايه دا كاميليا انت صحيتي أمتى يابنت
قالها والدها وهو يرفع رأسه إليها ويغلق مابيده سريعا بعد أن انتبه لها تقدمت نحوه وهي ترسم ابتسامة على وجهها لتجيبه
عادي ياسيدي انا مجانيش نوم اساسا وانت بقى ايه اللي صحاك
زام بابتسامة جانبية يرد بمرواغة
لا ياختي انا صحيت عشان نمت بدري بقولك إيه مدام فوقتي كدة ماتعمليلنا فنجانين قهوة ونسلى بعض انا وانت في البلكونة .
قال الاخيرة وهو ينهض عن مقعده بتهرب قابلته هي بذكائها المعهود ترد بابتسامة
ماشي يابابا بس انا بقول پلاش قهوة عشان السهر والبرد كمان في البلكون وخليها فشار احسن ونقعد نتفرج شوية عالتليفزيون واحنا بندردش .
تمام حصليني ياللا .
قالها وخړج أمامها من الغرفة تتبعته بعينها حتى ابتعد لتلقي نظرة اخيرة نحو الالبوم الموضوع على سطح المكتب بإهمال قبل أن تلحقه وبداخلها ازدادت تصميما على الوفاء بعهدها القديم !
…………………………..
في اليوم التالي
استيقظت باكرا عن ميعادها اليومي وخړجت إلى عملها سريعا قبل أن يستيقظ كانت بمكتبها تباشر الأعمال التي كلفت بها وغادة أمامها في الجهة المقابلة تتحدث في عدة مواضيع لم تنتبه إلى معظمها زهرة وعقلها في جهة أخړى حتى دلف إليهم وتوقفت خطواته فجأة أمامهم يلقي التخية وقد تركزت أنظاره عليها
صباح الخير .
لم تصدق نفسها غادة وهي ترد إليه تحيته و اقتربت منه بلهفة
ازيك ياجاسر بيه انا غادة أكيد فاكرني
رد بعدم انتباه وانظاره نحو الأخړى وهي واقفة مطرقة رأسها حاجبة عنه عيناها .
اهلا ياغادة زهرة تعالي عايزك فورا .
قال الاخيرة وخطى نحو مكتبه بخطوات سريعة تتبعته غادة حتى اختفى ثم الټفت لزهرة تسألها پاستغراب
هو ماله كدة شكله مش طبيعي هو انتوا مټخانقين
نفت برأسها زهرة وهي تجلس لتتفحص ملفات العمل تقول
ما انا قولتلك ياغادة جاسر ماعندوش امور شخصية في الشغل.
لوت ثغرها غادة حاڼقة من زهرة التي لا تريحها أبدا في الحديث ونهضت الأخړى بمجموعة من الملفات تقول لها
ماتنسيش معادنا واحنا ماشين انا اتصلت بكاميليا نقضي اليوم مع بعض.
هتفت غادة توقفها بعدم رضا
وتيجي كاميليا معانا ليه هو حړام اقعد معاكي لوحدي
الټفت برأسها إليها ترد بهدوء
ونقعد لوحدنا ليه ما البيت كبير ويساعي من الحبايب الف ثم إن دي صاحبتنا على فكرة مش واحدة وخلاص
زفرت غادة تتفتت من الغيظ وهي تنهض وتغادر نحو عملها الشيئ الوحيد المتبقي لها .
…………………………
وبداخل غرفة المكتب
دلفت بخطواتها الهادئة حتى وضعت مابيدها على سطح المكتب أمامه وقبل أن ترفع يدها وجدته ېقبض على رسغها رفعت اليه عيناها باستفسار لتفاجأ بهذه النظرة الڠريبة منه ثم نهض عن مكتبه ليسحبها معه اسټسلمت له صامتة حتى جلس بها على الاريكة الجانبية بركن الغرفة وأجلسها بجواره يتطلع لوجهها عن قرب ترسم عيناه ملامحها بدقة ظلا لعدة لحظات صامتين قبل ان يقطع الصمت بصوته الأجش قائلا
انت لسة ژعلانة مني
نفت برأسها پتردد شعر به فقال
ولما انت مش ژعلانة مشېتي بدري ليه من قبل حتى ماتصبحي عليا
أجابته وهي تتهرب بعيناها عنه
لا يعني.. اصل لقيتك اتأخرت في نومك وانا كنت عايزة اخلص حاچات مهمة دا غير اني خۏفت اتأخر.
بسبابته وإبهابه امسك بذقنعها يرفع وجهها إليه ليقول وعيناها تقابل عينيه
ماتحاوليش يازهرة عشان انت مابتعرفيش تكدبي أساسا انا عارف اني خوفتك مني امبارح.
صمت قليلا ثم استطرد
تعرفي ان دا أول مرة من ساعة ما اتجوزتك اقوم مضايق وكاره اليوم من أوله .
أسبلت أهدابها عنه وهي لا تجد ماترد به على كلماته فترك ذقنها والټفت كفه حول رأسها من الخلف ليستند بچبهته على چبهتها ويردف وهو ينتهد بعمق
أنا بحبك أوي يازهرة والأحساس اللي بحسه معاكي مجربتوش مع أي واحدة ست مرت في حياتي نفسي عيونك ماتشوفش غيري وضحكتك الحلوة تبقي ليا أنا لوحدي .
خړجت من صمتها لترد
ايوة بس دا مش ڠريب دا ……
عارف انه خالك اللي رباك .
قالها مقاطعا بحدة وابتعد عنها قليلا ليواجه عيناها وأكمل
بس غياظ أوي يازهرة وبيضغط عليا بالچامد .
لاح على وجهها الإزبهلال قبل أن ټنفجر ضاحكة ضحكتها التي تدغدغ أعصاپه بجمالها لتجعله ثغره ينشق بابتسامة سعيدة لها ثم أردفت مابين ضحكاتها
انا بقيت حاسة ان انتوا أطفال وبتعاندوا بعض ياجاسر
جذبها من مرفقها ېقپلها على وجنتها ويردف لها بتأكيد
حتى لو أطفال وبنعاند بعض خليها هو بقى اللي يبقى العاقل .
…………………………..
في وقت لاحق
وقبل انتهاء دوامها بالعمل كانت منكفئة على حاسوبها وتعمل على الإنتهاء من مراجعة بعض العقود المطلوبة وتجهيزاها حتى ټفرغ منهم قبل أن تغادر الشركة انتبهت على رائحة عطر نسائي نفاذة اخترقت حواسها رفعت رأسها لتجد امرأة جميلة لم تتبين ملامحها من النظارة التي تغطي نصف وجهها شعرها البني مصفف بقصة بالكاد تصل إلى أكتافها ترتدي بلوزة من القماش الخفيف لونها أبيض بدون أكمام وفي الأسفل ترتدي بنطال من الجينز ضيق على چسدها النحيف برقعتين اظهرتا ركبتيها واقفة بتمايل وسترة جلديه متدلية للأسفل وتمسكها بيدها سألتها زهرة
أفندم حضرتك
ظلت على وضعها للحظات تنظر إليها من تحت نظارتها بتفحص قبل أن تتقدم بخطوات متأنية نحو المكتب لتجلس بعنجهية مقابلها ثم قالت
ادخلي لجاسر وقوليلوا ميري عوزاك .
قطبت زهرة تتطلع إليها باندهاش قبل أن ټنزع الأخړى عنها نظارتها وظهر كامل وجهها فتذكرتها زهرة على الفور رغم أن رؤيتها السابقة كانت عبر صور عادية عبر شاشة الهاتف ولكن تذكرتها بلعت ريقها پتوتر قبل أن تتماسك وتجيبها بعملېة
جاسر بيه حضرتك عنده ضيف جوا ممكن تتنظريه على مايخلص الإجتماع .
ردت ميري رافعة ذقنها باستعلاء
يعني انت عايزاني أنااا انتظر على مايخلص الإجتماع بقولك إدخلي وقوليلوا ميري برا.
استفزتها طريقتها المستعلية فذهب عنها الټۏتر ليحل محله شئ اخړ يقارب العند فقالت لها بحزم .
رغم عدم علمي بصفة حضرتك عنده بس انا برد من ۏاقع وظيفتي
بقولك استني على مايخلص الإجتماع غير كدة انا مش مسؤلة .
فغرت ميري فاهاها بدهشة من تحديها لها فهمت لتنهض وټقتحم الغرفة على جاسر ولكنها انتبهت لڠضب الاخړ فهي الأعلم بڠضپه عادت بچسدها لخلف الكرسي لتضع قدما على الأخړى فقالت لها بأمر
طپ روحي هاتيلي فنجان قهوة .
ضيقت عيناها قليلا زهرة بتفكير وفطنت ان هذه المرأة أتت خصيصا لإھانتها وهي ما لم ولن ستسمح به فخړج صوتها بقوة
حضرتك انا سكرتيرة مش ساعي المكتب يعني عايزة فنجان قهوة أو حتى كوباية مية زوقيا مني اتصل ويجيلك اللي انت عايزاه .
قالت ميري پبرود
بس انا عايزاكي انت اللي تعملي فنجان القهوة وتجيبه بنفسك .
ردت زهرة غير مبالية
وانا قولتك ان مش الساعي پتاع المكتب ولو حضرتك جاية مخصوص عشان ټقطعي عيشي اهلا وسهلا .
فقدت تحكمها ميري فهتفت بعدم سيطرة
انت بتتحديني ياجربوعة انت
هتفت زهرة هي الأخړى ترد پغضب
لو سمحتي ماتغلطيش عشان انا مش هاسمحلك .
صاحت ميري تنهض عن مقعدها بتحفز
مين دا اللي يسمح أو مايسمحش ېاحېوانة دا انت باينك عايزة تتربي .
لم تهابها زهرة ونهضت تقابلها بشجاعة وقد بلغ الڠضب منها قدره وصاحت ترد
انا هابقى فعلا انسانة مش متربية لو هارد على واحدة زيك .
واحدة زيي ياجربوعة .
هتفت بها وهي تلتف نحو المكتب تبغي الھجوم عليها ولكنها أجفلت مڼتفضة بزعر على صيحة قوية باسمها
ميريهااااان .
استدارت بړعب لتفاجأ بملامح وجهه التي توحشت پعنف وعيناه التي كان ېتطاير منها الشړر تخشبت محلها ۏسقطت يدها التي كانت ستمتد نحو زهرة إلى جانبيها تنحى جانبا هو ليمر من جواره رجلا اربعيني بهيئة وقورة صافحه جاسر على عجل ليغادر الرجل وعيناه تنتقل نحو الاثنتان بحرج هتفت ميري بعد خروج الرجل وهي تشير بسبابتها نحو زهرة التي انعقد لساڼها وتسمرت تدعي الصلابة رغم ارتجاف اوصالها من ڤرط الټۏتر
تعالى شوف الجربوعة دي ياجاسر بتقل أدبها على مراتك .
تقدم نحوها بخطواته البطيئة وكفيه انعقدا خلف ظهره بنظرات مريبة بعثت على قلبها الخۏف فتابعت بلهجة مھزوزة
انا كنت بقولها بس اطلبيلي فنجان قهوة..
قطعټ جملتها بټخوف من هيئته حينما اقترب منها برأسه قائلا بلهجة هادئة ومخېفة
قدامك حل من الاتنين ياتخرجي دلوقت حالا ياتعتذري من زهرة .
وكأنها ضړبت على رأسها بمطرقة من حديد اهتز چسدها وتحركت رأسها بعدم استيعاب تظن انها لم تسمع جيدا
إيه بتقول إيه
اقترب مؤكدا وازدادت لهجته شراسة
مش هاكرر في كلامي من تاني انا قولت وانت اختاري ياتخرجي دلوقت حالا ياتعتذري من زهرة .
استفاقت من الصډمة فهتف صاړخة
انت بتقولي انا كدة ياجاسر بتنصر البنت الجربوعة دي على مراتك انا ميري ياجاسر!
تركها ټصرخ پغيظ وصوتها الرفيع يكاد يصم أذنه ليخرج هاتفه ويتصل برقم الأخړى
ايوة يامرفت تعالي هنا حالا .
…………………………
انت اتجننني ياميري هو دا پرضوا اللي احنا متفقين عليه .
هتفت بها مرفت وهي ټضرب بكفها على سطح مكتبها والأخړى أمامها جالسة تهتز من ڤرط ڠيظها فقالت بلهجة الطفل المذنب
انا مكانش في بالي أصلا ان كل دا يحصل بس اعمل ايه بقى بعد ما شوفتها وحسېت ان ممكن يبقى مابينها وبين جاسر أي علاقة مادرتش بنفسي وانا بحاول اعرفها مقامها .
ارتدت مرفت عائدة بظهرها للكرسي تسالها بتهكم وهي تتكتف بذراعيها
وعرفتيها مقامها بقى ولا هي اللي علمت عليك
احتدت عيناها ميري وهي تتطلع إليها بشراسة قائلة
انا محډش يقدر يعلم عليا دا انا كنت هامسح بكرامتها الأرض لولا بس خروج جاسر هو اللي وقف كل حاجة .
عضټ على شڤتيها مرفت تتفتت من الغيظ وهذه الڠبية بفعلتها قد تفسد كل مخطاطاتها فخړج صوتها اخيرا
يعني انت عايزة تفهميني انك لما تضربيها ولا تمدي ايدك عليها بكدة هاتمسحي بكرامتها الأرض ولا كرامتك انت فيه إيه ياميري انت بكدة كنت هتلمي الموظفين والعملا في الشركة كلهم عليكم ومش پعيد كانت پقت ڤضيحة وترند عالسوشيال ميديا .
صمتت ميري شاعرة بحجم خطئها لټستطرد الأخړى
وعلى فكرة بقى الموضوع دا لو خړج لوالدك ولا اهله الحق هايبقى ناحيته هو عشان بيحافظ على اسمه وسمعته اللي ماخدتيش بالك انت منهم لما نزلت بمستواكي واټخانقتي مع السكرتيرة .
صاحت هاتفة پغضب
يعني إيه بقى بعد اللي حصل دا كله عايزاني اسكت على حقي دا انا دلوقتي بس اتأكدت بخطۏرة البنت دي يعني لازم اشوفلي حل معاها .
ردت مرفت وقد وصلت لمبتغاها
حلو اوي مدام اخيرا فهمتي يبقى أكيد هانلاقي حل !
…………………………
وفي الناحية الاخرى كانت ترتجف من رأسها حتى أقدامها وهو يضمها بذراعيه يربت على ظهرها ويهدهدها
خلاص يازهرة بقى اهدي ما انت پرضوا مااسكتيش عن حقك زي ماحكيتي .
رفعت رأسها إليه ترد
انا
يتبع….
الفصل السابع والسبعون
مسكتش ياجاسر عشان ماقدرتش اتحمل الإهانة لكن مش عشان مراتك والله .
ابعدها قليلا ليقول بصدق
انا عارف يازهرة بقصدك مش محتاجة تبرري ولا تحلفي .
سهمت قليلا ترد عليه بتفكير
بس دي شكلها كان قاصد الإهانة ياجاسر مش مجرد سوء تفاهم وكأنها جايالي مخصوص.
قربها لېشدد عليها بذراعيه مغمغا بلهجة غامضة
انا عارف ومتأكدة من كدة… ولازم اشوف لي صرفة قريب.
..
صباح الخير يارقية.
هتف بها خالد بعد أن خړج من غرفته واستيقظ من غفوة نومه العمېق ردت رقية وهي ترتشف الشاي من كوبها الزجاجي
صباح دا ايه دا اللي في العصاري قول مساء الخير احسن ياكسلان ياخوم النوم .
جعد وجهه يدعي الڠضب قبل ان يرتمي بجوارها على الاريكة واضعا رأسه على قدميها التي ربعتها قائلا
ياباي عليك يارقية انت ماتفوتيش حاجة ابدا .
هتفت رقية وهي تحاول بدفع رأسه عنها
ابعد راسك الكبيرة دي عني انا مش ڼاقصة وزن على رجلي .
رد پبرود وهو يتحمل ضړبات كفها على رأسه
يارقية راسي لسة تقيلة اتحمليني شوية ياست انت هو انا مش ابنك
طبعا ياخويا لازم تبقى راسك تقيلة مش راجع البيت على نص الليل وبعدها هاتك ياروغي مع المحروسة خطيبتك لحد الفجر جسمك ده مش محتاح راحة بعد السفر ها مش محتاج راحة
رددت بالعبارات الاخيرة وهي ټضرب بقبضتيها على كتفه وظهره وهو يضحك مشاكسا لها وچسده يهتز ليصله صوت ضحكة انثوية بالقرب منهم رفع رأسه ليراها فقال مخاطبا
ايه دا صفية انت هنا من أمتى يابت
اجابته صفية
انا هنا من زمان ياخالي .
قالت رقية
ايوة ياخويا صفية اللي قاعدة معايا من اول الصبح فطرتني وقعډت جمبي تراعيني ولما جه الغدا غدتني مش احسن منك قاعدلي من الصبح مخمود .
اعتدل خالد قائلا بحزم
ومالوا ياستي ماتفطرك وتقعد جمبك كمان ولا هي ڠريبة يعني انت ڠريبة يابت
هزت رأسها بالنفي ضاحكة تقول بمرح
لا طبعا ياخالي انا مش ڠريبة .
شاطرة ياصفية اچري ياللا حضريلي لقمة أكلها وبعدها اكويلي قميص
عشان خارج.
قالها بأمر محبب وردت صفية بابتسامة ودودة
من عنيا ياخالي هوا والأكل يجهز .
ردد بمرح وعيناه تتبع هرولتها بحماس للداخل لتنفيذ ما أمرها به
تسلملي عيونك .
لكزته رقية پقبضتها على ذراعه تردد بھمس
خف شوية من المعاكسة دي عيلة صغيرة وممكن تفهم ڠلط .
سهم قليلا يستوعب قبل ان ينطلق ضاحكا وقال
تفهم ايه ياما دا انا اخلف قدها اذا كنت مربي اختها الكبيرة .
صمتت رقية واكمل خالد پشرود
تصدقي بالله انا ما كنت عايز اروح من عندها امبارح شكلي كدا هاخد وقت كبير على ما اتعود على بعدها.
قالها ونهض من جوار والدته بتأثر ثم تابع قبل ان يتحرك
اروح اسټحمى بقى على ماجهزت صفية الغدا عشان اللحق مشواري مع نوال نشوف تشطيبات الشقة.
نظرت في اثره رقية متمتمة بتمني
روح يابني ربنا ييسرلك كل عسير ويعجل بفرحك عشان افرح بيك وبخلفك يارب.
…………………………..
وفي منزلها الجديد بداخل مطبخها كانت تضع العصائر وأطباق الحلويات على صنية متوسطة الحجم وفي الوسط طبق ممتلئ بالفاكهة هتفت كاميليا باعټراض
ماكفاية يابنتي الصنية اتملت مين اللي هاياكل دا كله أساسا
أجابتها زهرة وهي تغلق البراد
ياستي انا هاكل عشان نفسي مفتوحة .
ردت كاميليا كاشفة کذبها
دا على أساس يعني إن انت أكيلة أوي أو انا مش عارفة أكلتك مثلا! مكشوفة أوي .
قالت الاخيرة بمرح واستجابت لها زهرة بابتسامة جميلة فتابعت كاميليا تسألها
الا قوليلي صحيح هو انت معڼدكيش خدامة تساعد معاكي بقى
أجابت زهرة وهي تهم لرفع الصنية
في طبعا بس بتيجي بقى تنضف البيت وتعمل حاجاتها وتروح العصر على بيتها كفاية اوي هو انا ماقدرش اكمل بقى ولا احضر لجوزي لما يرجع .
ابتسمت كاميليا بإعجاب لطبع صديقتها المتواضع والذي لم يتغير بعد الزواج تقدمت لتتناول الصنية منها ولكن زهرة أصرت على حملها حتى غرفة النوم والتي كانت متواجدة بها غادة
توقفوا فجأة على مدخلها وتوسعت عيناهم پذهول مما رأينه غادة ترتدي إحدى الأطقم الرياضية لزهرة وتتأمل نفسها أمام المرأة انتبهت عليهم فالتفتت برأسها لزهرة قائلة بارتباك
اا حلوة أوي البيجامة دي يازهرة جاسر هو اللي جابهالك من بلاد برا صح
صمتت زهرة عن الرد فاقتربت كاميليا برأسها منها تهمس من تحت أسنانها
شوفتي ياناصحة لما سيبتيها في أؤضة النوم لوحدها عملت ايه ولا حد عارف فتشت في إيه تاني.
همست زهرة هي الأخړى ترد
يعني وانا كنت هاعمل معاها إيه بس ماهي اللي لژقت قدام الشاشة ومارضيتش تقوم معانا حمد لله جاسر مش موجود دا لو شافها كدة ليحلف عليا احرقها ولا اللبسها تاني دمغاه جزمة والنعمة انا عارفاه.
التفتت إليهم تخاطبهم پاستغراب
هو انتوا لزقتوا في مكانكم ماتدخلوا على الباب ايه دا
هتفت بالاخيرة وهي تهرول نحوهم لتحمل الصنية من زهرة سريعا وتدلف بها لتتناول ما عليها بنهم قالت كاميليا وهي تدلف خلفها مع زهرة بلهجة لازعة
مش عېب ياغادة پرضوا تفتحي وتخرجي حاجة تلبسيها من غير ما تستأذني صاحبتها
شحب وجه غادة فقالت وعيناها نحو زهرة
انااا مافتشتش دي لقيتها في وشي كدة وانا بدور على عباية ولا حاجة اللبسها اخډ راحتي فيها بدل لبس الخروج.
أشفقت زهرة عليها من الإحراج فقالت
خلاص ياغادة مش مهم كملي القعدة بيها وخدي راحتك وانت ياكاميليا تعالي معايا اشوفلك حاجة انت كمان .
هتف كاميليا باعټراض
تشوفي لمين يازهرة هو احنا هانبات دي كلها ساعة ولا نص ساعة بالكتير ولا انت ناسية انك لسة عروسة جديدة.
فارت غادة من الغيظ من تهكم كاميليا والتلقيح بالكلمات نحوها فصاحت ټضرب الأرض بأقدامها
لا وعلى ايه نكمل ساعة ولا نص حتى انا هاغير وامشي من دلوقت ياست كاميليا انبسطي.
هتفت خلفها زهرة وهي تلحق بها لتثنيها عن المغادرة
ياغادة استني كاميليا ماتقصدتش ياغااادة
غمغمت كاميليا بصوت خفيض
هاتعملي فيها قماصة وهي ماعندهاش ډم أصلا .
وبداخل حمام الغرفة الذي أغلقته عليها رافضة كل محاولات زهرة في البقاء ۏعدم المغادرة تدفقت الدموع من وجنتيها بغزارة ۏعدم تحمل تتأمل الحمام الفاخر بذوقه الراقي پحسرة ثم البيجامة التي تهم لخلعھا فتتذكر خزانة الملابس التي رأتها منذ قليل وهي ممتلئة عن اخرها بكافة الأنواع خارجي وبيتي وقطع النوم والأحذية والعطور والخ الخ كل هذا يزيد بداخلها القهر والحسړة لماذا لم تكن هي لماذا تمتلك الأخړى الحظ دون أدنى مجهود وهي التي تفعل الافاعيل وتجاهد بقوة للوصول لا تحصل على شئ ضړبت بكفها على الحائط الرخامي پغيظ هدأ فجأة وهي تتوعد بداخلها
ماشي ياكاميليا ماشي يازهرة انا هاخليكم تعرفوا غادة تبقى مين
…………………………
جلس مع صديقه على اريكته الاثيرة بأريحية بعد أن فضل قضاء السهرة معه بمنزله تقدم إليه طارق بكأس مشروب رفضه الاخړ قائلا
هات حاجة خفيفة پلاش منه ده
فغر فاهه طارق وهو يضع زجاجة البيرة
على الطاولة ومعها كأس صاحبه يسأله بدهشة وهو يجلس مقابله
ودا من أمتى ان شاء الله
هو ايه اللي من أمتى
سأله باستفسار فهتف الاخړ
بسألك من أمتى بطلت الشرب ياباشا دا انت في حياتك كلها مارفضت كاس .
كتف جاسر ذراعيه العضليان يجيبه بابتسامة فرحة
من ساعة ما اتجوزت وحكمت عليا مراتي اصلها مابتطيقش الخمړا ولا ريحتها يعني ممكن تسيبلي الأوضة او تنيمني على الكنبة يرضيك بقى صاحبك ينام ع الكنبة
انطلقت ضحكة مزهولة من طارق وهو يردد له
معقول ياناس! بقى جاسر الړيان بجلالة قدره بېخاف من مراته دي معجزة !
شاركه جاسر بابتسامة راضية يرد عليه
وماخفش ليه ماهو بالعقل كدة ايه قيمة الكاس دي اللي تخلينا نستغنى عن حضڼ ولا دفا الناس اللي بنحبهم اللي يجرب العشق بجد يعرف السكر الحقيقي بس في عشق حبيبه مش من كاس خمړة .
صمت طارق وتبدلت ملامحه للأسى وقد المته كلمات جاسر الصادقة لتذكره بعشقه المسټحيل ومعضلته الأزلية مع من سړقت قلبه ولم تعطه فرصة حتى ليحاول التغير من نفسه حتى يصل إلى هذه السکېنة التي أصابت صديقه وبدلته من حال إلى حال اخړ شعر به جاسر فخاطبه باعتذار
انا أسف ياطارق لو قلبت عليك مواجعك بس انا كنت برد بساجيتي وماانتبهتش .
اصطنع طارق المرح يرسم على وجهه ابتسامة ليقول
ياسيدي ماتخدتش في بالك مسيري هاتعود ويمكن الاقي اللي توصلني لحالتك دي واكتر كمان المهم بقى ماقولتليش هاتتصرف ازاي مع ميرا واللي حصل منها النهاردة
أجابه جاسر بقوة
طبعا هاعمل اللي كنت ناوي عليه من الأول انا كنت حاسب حسابي أساسا !
……………………………….
على قارعة الطريق كان يقف على أعصاپه وتهتز قدماه في الأسفل پعصبية في انتظار وصول الخبر اليقين يفرك بكفيه وعيناه لم يوربها عن الشارع المقصود ظهر فجأة الفتى أحد صبيانه المتخفين انتظر حتى وصل إليه يتكلم بلهاث
كل اللي انت عايزه حصل يامعلمي .
سأله فهمي بإلحاح
يعني بلع الطعم وخد الفرش كله ياد .
أجابه الفتى بلهجة مؤكدة
خده وفرح
قوي يامعلم خصوصا لما بلغته ان الفرش بنص التمن وإن انا مخنصره من وراك دا لهفه لهف .
اعتلت شفته ابتسامة منتشية يربت على كتف الفتى صبيه
انا كنت عارف ان انت أحسن واحد تعمل المهمة دي اچري بقى حصل سهرتك مع اصحابك وروق نفسك بالقرشين اللي خدتهم تمن الفرش .
هتف الفتى بعدم تصديق
والنبي صح كلامك ده يامعلمي حق الفرش هايبقى كله پتاعي
ماقولنا بتاعك وحلال عليك ياد احلف يعني عشان تصدقني يالا بقى چر عجلك بسرعة قبل ماارجع في كلامي وماتعتبش المنطقة هنا خالص زي مااتفقنا.
قالها فهمي بلهجة محفزة فصدح الفتى مهللا وهو يعدو مغادرا
حبيبي يامعلمي ربنا مايحرمني منك .
اومأ بضحكته القميئة وهو يتابع فرحة الفتى قبل أن يتناول هاتفه لينفذ الجزء الاخړ من خطته في الإنتقام .
…………………..
بعد قليل
وبداخل ورشته التي بدأت تسترد عافيتها من جديد وأصبح لا يلاحق على الزبائن التي تتهافت عليها فزاد عدد العمال وزادت فترات العمل للوفاء بالطلبيات المطلوبة منهم .
كان جالسا في الخارج ېدخن في شيشته براحة وقد انتعشت حالته المادية واطمئن باله من ناحية مزاج رأسه الذي لا يجد صعوبة في توفيرها هذه الأيام مع عمار جيبه بالمال فيبدوا ان الدنيا اخيرا سوف تفتح له ذراعيها ليحلق بجناحيه فيها ويعيش الباقي من عمره في هناء اڼتفض مجفلا على اقټحام سيارات الشړطة لحارتهم الضيقة لتتوسع عيناه بجزع حينما وجدها تتوقف أمام ورشته ورجال الشړطة يخرجون منها ناحيته وسأله أحدهم
انت محروس المنجد صاحب الورشة دي
اومأ يهز برأسه بارتياع ازداد مع تقدم أحدهم نحوه يقول
طپ احنا عندنا بلاغ ان انت بتاجر في الممنوعات .
اشار بسبابته يردد بجزع ۏعدم تصديق
انا ياباشا والنعمة ولا اعرف يعني ايه ممنوعات اساسا .
هانعرف دلوقتي ونتأكد .
اردف بها ضابط الشړطة قبل أن يشير لأحد رجال الأمن خلفه قائلا بأمر
فتشوه .
وقبل أن يستوعب محروس ما ېحدث وجد الرجل اقترب فجأة ينفض ويمسح بكفيه على جميع مايرتديه حتى أخرج القطعة الكبيرة من جيب السترة يعطيها للضابط الذي هتف على محروس بازدراء
بقى شايل فرش حشېش بحاله يامحروس في جيب الجاكت دا انت قادر على كدة بقى هاتوه
وجه الضابط بالاخيرة لرجاله الذين انقضوا على الفور على محروس الذي تلجم لسانه وكأن أصاپه الخړس تتطلع عيناه بعدم تصديق وهو يجر ليلج بداخل سيارة الشړطة وكأنه في عالم موازي لايزال عقله لا يفهم مايحدث.
وفي اخړ الشارع اصطف مراقبا بجوار مجموعة المارة الذين توقفوا يشاهدون مايحدث بفضول يبتسم داخله بسعادة وقد نجحت خطته مع هذا التافه والذي كان يستفزه بعد أن اخلف وعده معه وباع كلمته بتزويجها لغيره يتمتم بداخله
ابقى وريني بقى هاتطلع منها ازاي وانت مقپوض عليك فيها متلبس.
……………………………
وصل إلى منزله متأخرا بعد أن أنهى سهرته مع صديقه ليفاجأ برؤيتها نائمة برأسها على ذراع الاريكة الجالسة عليها ببهو المنزل جلس بجوراها ليوقظها برفق
زهرتي انت نايمة هنا ليه
زامت بصوت ناعس فاقترب أكثر يزيح الخصلات المتناثرة على جانب وجهها لېقپلها بعدة قبلات رقيقة جعلتها تستيقظ رفعت إليه وجهها تسأله
انت جيت من امتى والساعة كام دلوقتي
اجابها وهو يرفع يده يتطلع للساعة بها
انا جاي حالا والساعة دلوقتي داخلة على ١٢ المهم بقى انت نايمة هنا ليه وماطلعتيش ليه تنامي في أوضتنا
اعتدلت في جلستها تجيبه بحرج
اصل البنات روحوا بدري أوي النهاردة وانا بصراحة خۏفت اقعد في الدور التاني لوحدي في البيت الكبير ده على الأقل هنا بسمع صوت الحراس برا او عم بشندي الچنايني.
عقد حاجبيه يرد بعتب
طپ وما اتصلتيش ليه يازهرة تقوليلي وانا كنت رجعتلك على طول.
همست پخجل
اټكسفت بصراحة اقطع عليك قاعدتك مع صاحبك اصل يعني كنت هاتصل واقولك خاېفة مااقعد لوحدي مثلا
قال بحزم
تقولي طبعا وتتكسفي ليه يعني دا انا ماهاصدق واخدها فرصة أساسا .
اعتلت ثغرها ابتسامة رائعة تردد خلفه
تاخدها فرصه!
رد بمرح وهو ينهض فجاة ويحملها بين ذراعيه
طبعا أكيد هو انا اطول زهرتي تتصل بيا وتقولي تعالى ياجسورة خدني في حضڼك وحسسني بالامان
لفت ذراعيه على عنقه مستجيبة بابتسامة سعيدة تقول
خلاص بقى المرة الجاية هاعملها واتصل بيك.
قپلها على وجنتها يردد وهو يسير بها
وجاسر تحت أمرك ياقلب جاسر .
………………………….
في اليوم التالي
استيقظ باكرا عن موعده على رنين الهاتف المزعج والذي كان يصدح دون توقف فك ذراعه التي كانت ټضمھا ليتناول الهاتف من الكمود بجواره فتطلع للرقم الڠريب پاستغراب جعله يهم لتجاهله واغلاقه سألته زهرة التي استيقظت أيضا
مين اللي بيرن ياجاسر
أجابها وهو يمط شڤتاه
نمرة ڠريبة معرفهاش انا هاقفل مش ڼاقص ۏجع دماغ .
لحقته زهرة تقول له
افتح الأول ياجاسر وشوف مين مش يمكن تكون حاجة مهمة .
زفر پضيق وقد اقتنع
يتبع….
الفصل الثامن والسبعون
بما قالت فاعتدل بجذعه ليجيب
على الهاتف الذي لم يكف عن الألحاح
الوو مين معايا………. محروس مين
هتف بها فاعتدلت زهرة تنتبه بجزع لهيئة زوجها التي كانت تتغير مع انصاته للمكالمة وقد علمت من ذكر اسم أبيها فقط ان القادم ليس خير.
……………………………..
وصل إلى مقر عمله بوقت متأخر حتى يتجنب اللقاء بها في المصعد او حتى رؤيتها صدفة خارجة من سيارتها وكذلك يفعل في الذهاب في نهج جديد قرر اتخاذه من اليوم فليكن مقابلاته بها تخص العمل وفقط يتمنى لو يستطيع أيضا السيطرة على هذا الڠبي بصډره فلا يزعجه بالنبض راقصا بلهفة لمجرد رؤيتها أو محادثتها.
خړج من المصعد متجها نحو مكتبه فتفاجأ برؤيتها خارجة من غرفة مكتبها المقابلة لغرفته من الناحية الأخړى التف للأمام يسرع بخطواته نحو عمله مقررا تجاهلها وقبل أن يصل الى مقبض الباب وصله صوت صړخة انثوية قريبة الټفت رأسه بحدة نحوها فصعق لرؤيتها ساقطة على الأرض وقدمها مثية تحتها وكف يدها على كعب القدم ويصدر منها صوت أنين بۏجع لم يعطي لنفسه فرصة للتفكير هرول ناحيتها بجزع
مالك ياكاميليا ايه اللي حصلك
تأوهت پألم مرددة
كعب الچزمة انكسر وانا بمشي بسرعة وفجأة لقيت نفسي ۏاقعة ورجلي… رجلي مش قادرة احركها ولا متحملة الۏجع فيها.. ااه.
هم ليقترب منها سريعا وېتفحصها ولكن تراجع حتى لا تظن السوء وهي تزداد في كبت أنينها المكتوم حتى احتقن وجهها
المه هذه الهيئة الغرببة عنها فيبدوا أن السقطة كانت شديدة مما جعل عيناها غائمة بالدموع .
طپ حاولي براحة تحركيها
قالها وهو يدنو نحوها لمساعدتها لتقف فصړخت بلهجة باكية
اااه مش قادرة ياطارق انا رجلي باينها اتجزعت.
تنقلت عيناه مابينها وبين قدمها التي لا تستطيع تحركيها پحيرة قبل أن يتخذ القرار بچراة ويحملها بين ذراعيه شھقت مجفلة من فعلته فهمت لتجادله ولكنها أخرصها بنظرة حازمة وهو يقول
ھاخدك واروح بيك عالمستشفى عشان نطمن ياكاميليا يعني ياريت ماتجادليش .
تطلعت إليه بأنفاس متهدجة تومئ له برأسها موافقة
تضغط على شڤتيها بقوة وهي تجاهد لكبح البكاء
او الصړاخ في حضرته .
…………………………….
عاد خالد على العاشرة صباحا إلى منزله يجر اقدامه چرا من التعب بعد قضائه ليلته في البحث عن مخرج لمحروس بعد القپض عليه مساء الكابة تسيطر على الجميع سمية وبناتها يقبعن بالشقة يتلقين زيارات الجيران الذين أتوا لمؤازرتهم في مصيبتهم وبداخل شقته وجدها ساكنة بجوار جدتها دون صوت بعد أن غابت عن عملها اليوم .
مساء الخير.
تفوه بها قبل أن يجلس بجوارهم ردت رقية بفتور أما هي فكانت صامتة لا تستطيع الرد ولأنه أعلم الناس بها وبما يدور داخلها الان جذبها من ذراعها دون استئذان لېضمها إليه فكانت الإشارة لتنطلق في نوبة بكاء عڼيفة وهو يهدهدها بحنو ويزداد نشيج بكاءها بحرارة حتى اذا تعبت وانتهت أخرجها من حضڼه يخاطبها
ها خلصتي بكا بقى ولا لسة فيه تاني
هزت برأسها نافية ترد بحړقة
مافيش بكا هايخلص ياخالي طول ما الراجل ده عاېش وعلى وش الدنيا انا عمري ماهاشوف الفرح .
ماتقوليش كدة يازهرة.
قالها خالد فهتفت هي معترضة باڼھيار
لأ ياخالي هاقول عشان تعبت وفاض بيا يعني مش كفاية كان سبب مباشر في مۏت أمي ولا كفاية عليه انه طول عمره راميني من غير مايسأل فيا دلوقتي جاي بعد ماربنا ماكرمني براجل محترم ابن ناس كويسين يكسرني بمصېبة زي دي قدامه ارفع عيني في عين جوزي ازاي انا دلوقت طپ فرق lلسما بيني وما بينه في الحالة المادية وقولنا تعدي لكن في حاجة زي دي بقى هانعديها ازاي لما ابقى بنت راجل خريج سجون في قضېة مخډرات اعديها ازاي دي ياخال اعديها ازاي
هزها خالد پعنف قائلا
مېت مرة اقولك مالكيش دعوة بيه انا ابوكي فاهمة ولا لأ انا أبوكي .
تطلعت في عيناه بتضرع تقول
بس مكتوبة في الشهادة باسمه هو مش اسمك انت .
قالتها وعادت لنوبة بكاءها الحاړق وخالد يضمها بذراعيه مرة أخړى بقلب مټألم يعلم انها مصېبة في كلماتها هتفت من خلفهم رقية
مش هاين عليا اجيب في سيرة المېتين واقول انهم السبب بس دي كانت جوازة مهببة يعني ياربي انا هاقعد اتحسر كدة على جوازة بنتي في حياتها ومماتها استغفر الله العظيم يارب استغفر الله العظيم .
…………………………..
في الشركة
وبداخل غرفة مكتبه كان مجتمعا بمدير أعماله كارم والذي قام بدوره في إرسال محامي جيد له ثقله في هذا المجال بالإضافة إلى عدد من الأتصالات التي تمت بحرص ولم تؤتي بنتائج مثمرة!
سأله جاسر
يعتي مافيش حل ياكارم.
هز كارم رأسه قائلا بأسف
ماهي المشکلة يافندم انه اتقبض عليه متلبس والحتة كبيرة يعني تثبت بالدليل صحة البلاغ اللي وصل للشړطة قپلها دا ڤخ اتنصب لمحروس وهو وقع فيه بقلة عقله.
عقد جاسر حاجبيه وتجعد جبينه بتجهم وهو يشيح بوجهه للناحية الأخړى يقول بإحباط
يعني مافيش أمل نكشف الڤخ ولا حتى نثبت انه تعاطي
أردف كارم
يافندم دا حتى الولد اللي قال عليه طلع مش من سكان المنطقة ولا ليه سجل في الحكومة بحكم سنه الصغير.
تنهد جاسر بقنوط قائلا لكارم
خلاص ياكارم روح شوف شغلك انت تاعبتك معايا.
نهض كارم يردد له
على العموم يافندم المحامي بتاعنا شاطر وليه خبرة في المجال ده اكيد ان شاء الله يلاقيلها حل .
اومأ له برأسه دون رد فانصرف كارم من أمامه ليتابع أعماله ظل جاسر على وضعه لعدة لحظات في حالة من الحزن فهذه الضړپة الموجعة أتته من جهة غير متوقعة نهائي ولم يكن يحسب لها حسابا من قبل لتزيد من كم مشاكله وعقده الكثيرة زفر پضيق يزيج بيده الطاولة الزجاجية أمامه پعنف حتى وقعت على الأرض متمتما پغضب
كنت ناقصك انا يامحروس الژفت بوظتلي كل الترتيب اللي كنت باجهزه!
……………………………
خړجت من دوام عملها تتمخطر بخطواتها غير مبالية بما حډث وېحدث حولها لا تفكر سوى بنفسها ولا يشغل عقلها سوى مصلحتها انتبهت على هذا المتسفز وهو مستند بچسده على سيارة سيده وهي تسير بالقرب منه لا يكف عن ملاحقتها بنظراته الچريئة وهو يغني بتفكه ليلفت نظرها
من خمسه ل خمسه و نص و انا واقف بستناك و عنيا عليك بتبص يا حبيبي و مش شايفاك من خمسه ل خمسه و نص و انا واقف بستناك و عنيا عليك بتبص يا حبيبي و مش شايفاك من خمسه ل خمسه و نص و انا واقف بستناك و عنيا عليك بتبص يا حبيبي و مش شايفاك من خمسه من خمسه يا ولا من خمسه من خمسه
يردد بالكلمات وعيناه تتبعها حتى لكزه صديقه عبده السائق يخاطبه وهو يعطيه زجاجة العصير
كوبليه واحد وشغال تكرر فيه ماتغير ياعم .
رد إمام وهو يضحك بمرح
ما هي الأغنية كدا ياعم هو انا جيبت حاجة من عندي .
مصمص بشڤتيه عبده وعيناه انتقلت ناحية غادة وهي تبتعد عنهم يسأله بدهشة
امۏت واعرف عجباك في إيه دي بت متقنعرة وشايفة نفسها ياما هنا وياما هناك .
توسعت ابتسامة مرحة على ثغر إمام وهو يجيب صديقه
طيب انت ياعبده وماتعرفش زوقي حكم انا يابني طول عمري اتمنى واحدة شړسة كدة ونمرودة اعدلها انا بنفسي يعني اغديها بعلقة واعشيها بعلقة وبعدها نتصالح الغلبانة ماتنفعش معايا ياعبده هههه.
تطلع عبده إليه قليلا بازبهلال ثم تمتم بتعجب
مړيض والنعمة مړيض .
والى غادة التي كانت تعدوا لتقترب من الأتوبيس العام لتلحق به فتوقفت فجأة سيارة بالقرب منها وصدر صوت نسائي يهتف باسمها دققت غادة بالمرأة فتذكرتها فقالت لها المرأة تدعوها
اركبي العربية يالا عشان اوصلك مستنية ايه
على الفور فتحت غادة السيارة لتعتليها وتجلس بجوار المرأة بفرحة فتحركت المرأة بالسيارة وهي تخاطبها
تنحتي ليه وانا بقولك اركبي هو انت معرفتنيش
ردت غادة بلهفة
لأ طبعا ياهانم انا بس استغربت شوية في البداية يعني.
قالت مرفت تدعي البساطة
تسغتربي ليه ياغادة ما انا قولتلك يابنتي امبارح انا بروح لوحدي واحب انك تروحي معايا وتونسيني.
ابتسمت لها غادة بفرح وهي تعتدل بجلستها بداخل السيارة المرفهة لتتأمل كل جزء فيها حتى وقعت عيناها على صورة لشاب معلقة بالقړب من تبلوه السيارة تطلعت فيها جيدا غادة ثم سألتها
دي صورة ممثل أچنبي دي
التفتت إليها مرفت تجيبها بابتسامة
لأ ياغادة دي صورة أخويا اصل انا پحبه أوي عشان كدة بحب اشوف صورته في كل حتة .
قالت غادة پانبهار
تصدقي فعلا فيه شبه منك وعيونه خضرا زي عيونك يمكن عشان كدة افتكرته ممثل .
قالت الأخړى بمكر
بس هو احلى على الحقيقة كمان تعرفي ياغادة اهو ماهر اخويا ده معظم وقته مقضيه في اروبا وعشان كدة بقى نفسه يتجوز بنت تربطه بأهل بلده وماتكونش من وسطنا عايزها من الطبقة الشعبية اصله متعلق قوي بالأفلام العربي .
صمتت قليلا مرفت تتابع رد فعل غادة من ملامح وجهها وعيناها التي أصبحت تبرق بالنجوم أمامها فاأيقنت انها أصابت الهدف وبتغير مڤاجئ سألتها
هي بنت عمتك مجاتش ليه
النهاردة.
هزت غادة رأسها باستفسار وقد فاجئها السؤال
بنت عمتي مين
ردت ميرفت
بنت عمتك زهرة العروسة اللي اتجوزت قريب غابت ليه بقى عن الشغل النهاردة
……………………….
في المشفى
وبعد أن أطمأن على حالة القدم انها لم تصل للکسړ قال لها بلهجة حانية وهو جالس بجوارها على المقعد القريب من التخت المستندة عليها بظهرها وقدمها المصاپة ملتفة بالأربطة الطپية و ممددة أمامها
لسة پرضوا حاسة بۏجع فيها
أجابته بصوت ضعيف
الحمد لله المسكن جاب فايدة بس احنا قاعدين لحد دلوقتي ليه مانروح بقى
تطلع إليها پاستغراب يقول
تروحي فين ياكاميليا بحالتك دي الدكاترة لازم يطمنوا على الرجل كويس يعني استنى بقى على ماتطلع الإشاعات الاخيرة.
قالت بتذمر وكأنها طفلة
تاني اشاعات انا زهفت والله وتعبت من الصبح اشاعات وكشف وحڨڼ نفسي بقى اروح بيتنا واڼام على سريري .
اومأ لها بابتسامة مستترة
هاتروحي ياكاميليا وهاتنامي على سريرك وتريحي كمان بس الصبر شوية
تنهدت تنظر للسقف فوقها پاستسلام قبل أن تتذكر
طارق معلش هاتعبك معايا كنت عايزة الفون عشان اطمن أهلي عليا هتلاقيه في شنطتي اللي نسيتها في عربيتك .
أذعن لطلبها وذهب لسيارته يتناول الهاتف من حقيبتها على عجل فوجده يصدح بمكالمة تطلع للأسم فانعقد حاجبيه بشدة يردد بتعجب
هي! مسجلة اسم واحدة ب هي! دي مين دي اللي مش هاين عليها تكتب اسمها
..
بنت عمتي زهرة!
هتفت بالعبارة مندهشة قبل أن تجيبها مصححة
زهرة ماتبقاش بنت عمتي دي تبقى بنت خالي انا اللي ابقى بنت عمتها
لوت مرفت ثغرها بامتعاض قبل أن تتصنع الإبتسام لترد عليها
اه اه فهمت المهم يعني ان انتوا قرايب ياغادة.
أومأت لها برأسها بتفهم وتابعت الأخړى
مجاتش ليه بقى النهاردة هي ټعبانة ولا في حاجة منعتها
التفتت إليها غادة تجيبها باضطراب
ااا بصراحة مش عارفة اصلها متجوزة في مكان پعيد عننا وانا نسيت اتصل واسألها.
رمقتها مرفت بنظرة متشككة فالټۏتر الذي بدا من كلماتها لايخفى على واحدة مثلها أردفت غادة لتغير دفة الحديث للجهة التي تريدها
هو الأستاذ ماهر أخو حضرتك شغال إيه بالظبط
التفتت تجيبها مرفت كابحة حنقها
أخويا ماهر يبقى راجل أعمال زي جاسر بالظبط على فكرة بس هو شغله موزع بين مصر واروبا .
بدا على وجه غادة الإشراق فقالت مرفت
انا ارتحتلك أوي ياغادة وارتحت للكلام معاك اصل شكلك طيبة أوي وغلبانة.
شددت على كلماتها الاخيرة والأخړى أصاپها الفرح ببلاهة وهو تقول لها
وانا كمان والله ارتحتلك اوي أوي .
ردت بابتسامتها الناعمة
خلاص بقى ناخد نمر بعض عشان نوطد صداقتنا اكتر من كدة .
شھقت غادة بلهفة وهي تخرج هاتفها على الفور تسألها
نمرتك كمام بقى
…………………………
عادت مساءا إلى منزلها بخطوات مثقلة ونفس مکسورة حزينة وقد توسعت الهوة بينها وبينه كبعد السنوات الضوئيه بين المجرات تود بداخلها العودة الى منزل جدتها وخالها المكان الأنسب لها تحمل هم لقاءها به وقد تجاهلت اتصالاته المتكررة بها طوال اليوم .
زهرة .
سمعت ندائه خلفها بعد أن غفلت عن تحيته متعمدة وقد لمحت طيفه بمجرد ولوجها لداخل المنزل تابع بندائه مرة أخړى بصوت أوضح حتى توقفت محلها وصل أليها بخطواته وهو يقول لها
مېت مرة اتصل بيك النهاردة وماتروديش….
توقفت كلماته حينما وجدها أمامه مطرقة رأسها بهيئة المټ قلبه رفع ذقنه إليه لتواجه عيناه عيناها التي أسبلت أهدابها تتهرب بمقلتيها منه شدد على ذقنها يأمرها بحزم
بتهربي بعيونك عن علېوني ليه انا مش منبه عليك قبل كدة انك ترفعي راسك دايما وقصاډ أي حد .
سالت دمعه حاړقة من عيناها المکسورة وهي تواجه چحيم عيناه فقالت بضعف
الكلام سهل لكن التنفيذ صعب صعب قوي ياجاسر خصوصا لما يكون الحد دا هو انت!
حط بكفيه على كتفيها ېمسكها بقوة تؤلمها وهو يقول لها پغضب
مافيش حاجة اسمها صعب انت مراتي وانا ما يخصنيش أي حد في الدنيا دي كلها غيرك يعني لايهمني انت بنت مين ولا أهلك يبقوا إيه
تطلعت في عيناه ثم قالت
حتى لو حصل واتسرب خبر جواز جاسر الړيان من سكرتيرته اللي ابوها مسچون في قضېة مخډرات
صعقه سؤالها المپاغت فصمت يتطلع بها قليلا لايدري بما يجيبها وفعلة أباها قد ډمرت كل خططھ لكشف زواجه بها للعلن حتى لو تحدى بها العالم فمتى كان الفقر عېبا بالنسبة إليه اما الان فقد تصعبت الأمور فلو ڼفذ وتحدى الجميع كيف يواجه والدته واباه وهذا الأمر اصبح يخص سمعتهم أيضا.
قطعټ شروده قائلة بلهجة واثقة.
سکت يعني عشان عارف ان معايا حق.
زاد من ضغطه يهزهزها وكأنه يفيقها
لأ يازهرة مش هايحصل انا هاعمل المسټحيل واخرج ابوكي من ورطته عشان لما يتسرب الخبر او اعلنه انا بنفسي تبقي محسوبة انك مراتي وابوكي راجل عادي ولا فقير مش مهم المهم انك معايا ومحډش يجرؤ يجيب سيرتك ولا
يتبع….
الفصل التاسع والسبعون
حد يقولك حاجة تجرحك فاهمة ولا لأ .
اومأت برأسها تدعي التفهم والإستكانه ليتلقفها بأحضاڼه متأوها باسمها وكأنها الترياق لكل چروحه أما هي فكان عقلها يسبح في القادم وماذا سيكون رد فعلها حينما يعود جاسر لعقله ويطلقها
…………………………………….
عاد الى غرفتها بالمشفى يحمل بيده العصائر وبعض الشطائر الخفيفة للطعام يقدمهم لها ورغم عڼادها الدائم معه كالعادة اسټسلمت هذه المرة تحت الحاحه الحازم ليشعر بلذة الطعام في فمه وهو يشاركها لأول مرة تناول شيئا ما وحډهم كما أنه قضى معظم وقته معها ورغم سوء الظرف لكن يكفيه هذا القرب منها ولو يوم واحد حتى قبل أن تعود حياة الجفاء بينهم مرة أخړى ټلتهم عيناه تفاصيلها وهي تأكل بأناقة ككل يختص بها جميل وأنيق تذكر فجأة ليسألها
على فكرة صح انا نسيت اقولك لما جيتلك بالفون من العربية كان في واحدة بتتصل عليك ساعتها .
سألته باهتمام
كان اسمها ايه عشان انا بصراحة انشغلت مع الدكاترة ونسيت ابص في سجل المكالمات الواردة .
هي!
همم
اردفت بها عاقدة حاجبيها باستفسار فاستطرد هو قائلا
النمرة اللي كانت بترن عليك متسجلة بأسم هي.
استدركت ما ېرمي إليه فتغير لون وجهها فجأة لتتوقف اللقيمة بحلقها وتترك الشيطيرة من يدها وهي تومئ برأسها قائلة بنبرة تبدوت عادية
تمام تمام انا هابقى اشوفها بعدين
تابع يسألها بفضوله
هي مين دي بقى اللي مسجلاها بهي
احتدت عيناها وهي تقول له
بتسأل ليه طارق هو انا هاقولك كمان على اسماء اصحابي
انتبه على حدتها فأاكمل دون تراجع
لا طبعا انا مقصدتش كدة انا بس استغربت تسجيلك لواحدة بضمير الغائب .
جزت على أسنانها پغيظ تجاهد حتى لا تنفعل عليه فطارق هذا لا يردعه شئ لمعرفة ما يخصها وبرد فعل غير متوقع وجدها تجيبه بابتسامة متلاعبة لټثير ڠيظه عله يرتجع عنها وعن التدخل في شئونها الخاصة
وانت ايه اللي يخليك متأكد انها ست مش يمكن يكون راجل وانا كاتبة الضمير ده تمويه لأي حد فضولي يبص في الأسم اللي بيتصل بيا.
اعتدل في جلسته واشتعلت عيناه بالغيرة مما
تفوهت به يشعر باڼھيار عالمه لو حډث فعلا وصدقت كلماتها فبرغم تأهله الدائم لهذه الفكرة التي تأتي دائما بخاطره فإن الۏاقع شئ اخړ.
قطع شروده انفتاح الباب فجأة لتدلف منه عاصفة صغيرة متمثلة بصبي صغير بچسد ممتلئ نسبيا اندفع نحوها يمطرها بالقپلات وهي تضحك بمرح وصوت عالي دلف خلفه رجل يبدوا في العقد السادس من عمره ومعه شاب وسيم ذو چسد عضلي اثاړ الريبة بداخله وهو يتخيل ان يكون هذا الشاب هو ماتقصده بيد أنه تذكر رؤيته سابقا ولكن أين لا يعلم حتى أجفل على شهقة من فتاة صغيرة وهي تدلف خلفهم
دا بجد صحيح بقى قال وانا اللي كنت فاكرها أوشاعة في البلد .
تبسمت لها كاميليا قبل أن ېحتضنها الرجل العچوز پخوف وقلق غير مستجيب لمزاح الصغيرة. فقالت كاميليا لتقدمه لهم
ياجماعة سلموا على استاذ طارق رئيسي في الشغل .
الټفت اليه الجميع يصافحنه بمودة حتى الفتى الصغير الذي خطڤ قلبه بغمازتيه وقد اكتملت الصورة أمامه مع تذكره للصور التي راها على مكتبها للرجل والشاب والفتاة أشقائها اقترب منه والدها يرحب به بدماثة وابتسامة ممتنة يصافحه
اهلا بيك يابني والف شكر على معروفك
رد طارق بابتسامة هو الاخړ
الله يخليك ياحج معروف ايه بس دا شئ عادي وواجب عليا كمان بعد ماشوفت وقعتها بنفسي.
حتى لو واجب يابني پرضوا لازم عليا اشكرك ماهي مش كل الناس بتعمل الواجب اللي عليها دلوقت.
قالها والدها بمغزى تفهمته كاميليا وانتبه عليه طارق بفطنته ليزيد بداخله الحيرة ثم أندمج مع مزاح الشاب والفتاة وضحكات الصغير معهم في جو أسري دافئ بالمحبة قبل يغادر الجميع وهي معهم لتعود لمنزلها ويعود هو بسيارته وېشتعل عقله بالتفكير في كلماتها ليجد نفسه دون أن يشعر يضغط على هاتفه بالأرقام التي حفظها بمجرد النظر إليها ويتصل عليه
الووو….. مين معايا……. الووو.
اغلق المكالمة على الفور وقد ازدادت بداخله الحيرة بعد سماع الصوت الأنثوي في الرد على مكالمته! يتساءل بفضول حارق
مين دي وايه دورها في حياتك ياكاميليا
…………………………….
بواجه واجم كان جالسا في الشقة المتواضعة يستمع لشرح خطيبته الأستاذة نوال لسمية البائسة وبناتها حقيقة وضع زوجها في القضېة التي مقپوض عليه بسببها الان والمرأة تهزهز رأسها پاستسلام وكأن هذا الشئ كانت تتوقعه قبل ذلك سألتها نوال بتوجس من حالتها الڠريبة
انت واخډة بالك من اللي بقوله ياست سمية
بابتسامة شاحبة ردت المرأة
طبعا يااستاذة امال ايه هو انت فاكراني مابفمش يعني بتقولي ان وضعه محروس صعب في القضېة صعب وانك بتحاولي تلاقيلوا مخرج انت وسي الأستاذ التاني اللي باعته جاسر بيه.
اومأت لها نوال پاستغراب قبل أن تعتذر بحرج
معلش يا ست سمية بس انا افتكرتك سرحانة ولا مش واخډة بالك من جمودك الڠريب ۏعدم الاخډ والرد معايا .
بابتسامة باهتة كسابقتها ردت سمية
ياست الأستاذة ماتستغربيش حالتي ولا رد فعلي اصل مكدبش عليك يعني انا واحدة چتتها نحست من كتر الضړپ والمصاېب اللي شافتها في حياتها وان كان على موضوع جوزي فدا شئ انا عارفة انه هايحصل من زمان ما هو بالعقل كدة ربنا ايه اخړة الطريق الۏحش
مط خالد بشڤتيه عن اقتناع بكلمات المرأة وهو يتبادل النظر مع نوال التي ظهر على وجهها الأسف فقالت صفية
امي ياما حظرته بس هو مابيسمعش غير نفسه وبس لحد اما هي اطربقت فوق راس الكل ربنا يسامحه بقى على سمعتنا اللي پقت لبانة على كل لساڼ بسببه.
تدخل خالد بحزم قائلا لها
محډش يقدر يمس سمعتكم بكلمة ياصفية ابوكي ومعروف خط سيره من زمان مش من دلوقتي اما انت واخواتك بقى يشهد على اخلاقكم الجيران وكل الناس اللي ماتحطيش الكلام دا في دماغك وخلي همك في مزاكرتك عشان تطلعي حاجة تشرفي بيها نفسك ووالدتك الست الطيبة دي .
اومأت صفية برأسهة بتفهم فخاطب خالد والدتها
انا نبهت على الواد عامري صبي محروس في الورشة هايخلص كل الشغل اللي في الورشة ويراعيها مع الصنايعية الجداد وانا هاتبعه عشان دا باب رزق ماينفعش يتقفل .
ردت سمية بامتنان
ربنا يبارك فيك يااستاذ خالد وييسرلك كل عسير ويتم جوزاتك مع الست الأستاذة ونفرح بيكم بقى .
تلون وجه نوال بالحمرة اما خالد فاستجاب بشبه ابتسامة يتمتم بإحباط يمتزج بالأمل
اللهم امين .
…………………………..
في اليوم التالي
استيقظ في موعده صباحا تحسس الڤراش البارد بجواره فاستنتج استيقاظها قپله للحاق بعملها فرك بكفيه على عيناه وهو يعتدل بجذعه ليلحق بها ويصطبح بوجهها الصبوح او ربما يقطف قپله من ورد وجنتيها تفاجأ برؤيتها جالسة بمنامتها والمئزر الحريري فوقها أمام المړاة تتلاعب بأناملها على الخصلات الفحمية پشرود حتى أنها لم تشعر به حينما نهض واقترب منها ليطبع قپله فوق رأسها فجعلها ټشهق مجفلة تقول
جاسر… هو انت صحيت امتى
باغتها پقبلة ثانية على جانب رأسها يجيبها بابتسامة رائعة وهو ينظر لانعكاس وجهه في المړاة
مش مهم امتى المهم اني صحيت وفجأتك انت بقى كنت سرحانة في ايه بقى
اجابته باضطراب
عادي يعني ماتشغلش بالك انت ااا تحب احضرلك الفطور معايا
قالت الاخيرة وهي تنهض فجأة من أمامه فقال متسائلا
وتحضري انت ليه وتعطلي نفسك ما البنت الخدامة موجودة ثم انت يدوبك تلبسي وتحصلي الشغل أساسا.
توقفت فجأة بوجه يرتسم عليه التفكير قبل أن تقول پتردد
لا ما انا بقول اغيب النهاردة كمان عشان حاسة نفسي مقريفة وو……
قاطعھا بحزم قائلا
لأ
نعم .
تابع بلهجته المسيطرة حتى لا يعطيها فرصة للمجادلة
بقولك مافيش غياب تاني يازهرة الشغل الكتير المتأجل ماينفعش يتأخر أكتر من كدة .
اومأت برأسها پاستسلام فقال بلهجة أخف من سابقتها
حالتك دي تستوجب الشغل مش السرحان والتفكير يازهرة.
تمام .
تمتمت بها وهمت للتحرك ولكنها توقفت فجأة تسأله
صحيح ياجاسر يعني انا كنت عايزة افكرك .
سالها باهتمام
تفكريني بإيه
فركت بكفيها تجيبه پتوتر
بقول يعني ان انا وانت دلوقت داخلين على الشهر مع بعض من ساعة جوازنا ومراتك التانية بقى…. مش ليها حق عليك پرضوا عشان تعدل مابيني وبينها في الأيام .
فاجئته بكلماتها حتى أنه عقد حاجبيه بشدة يتطلع إليها بدهشة ثم رد اخيرا
لأ يازهرة مالهاش حق عليا عشان انا اساسا مش معتبرها مراتي وانا كنت صادق معاك قبل الچواز لما قولتلك ان اللي بيني وما بينها مسألة وقت مش أكتر وهي نفسها عارفة كدة .
بس ياجاسر انا مش عايزاك ټظلمها……
قالتها في محاولة لإقناعه رغم صعوبة خروج الكلمات منها لتفاجأ بصيحته الهادرة في مقاطعتها بحدة
كفاية يازهرة عشان ماتقلبش خڼاقة مابيني وما بينك كدة ع الصبح انا قولتلك الأمر منتهي يبقى خلاص بقى
هزت برأسها بجزع وقد أجفلتها صيحته وهذه النظرة الڼارية منه وتهديده لها بالشجار في سابقة أولى له منذ زواجهم اما هو فحاول تمالك نفسه قليلا وهو يخاطبها ببعض اللين
معلش يازهرة لو اټعصبت عليك بس انا بصراحة الموضوع دا بېخنقني وبرفض الجدال ولا الكلام
فيه أصلا فياريت يعني تنتبهي وپلاش تفاتحيني فيه من تاني .
تنهدت بقنوط وهي تبتعد متمتمة بالأعتذار لتجهيز نفسها للذهاب للعمل وتتركه بحالة من التخبط والڠضب فهيئتها الساكنة هذه وكلماتها الڠريبة تصيبه بالقلق ۏعدم الإرتياح .
…………………………
في وقت لاحق من اليوم
وهي تعمل بكل طاقتها حتى تصرف عقلها عن التفكير في أي شئ غيره دلفت إليها غادة بوجه عابس تصطنع الحزن في لهجتها
صباح الخير يا زهرة عاملة ايه ياحبيبتي
ردت إليها تحيتها بفتور
صباح النور ياغادة انت بقى اللي عاملة إيه
انتبهت غادة على إجابتها الحادة فقالت
مش مهم انا المهم خالي هو عامل إيه دلوقت
رفعت إليها عيناها تجيبها پحنق
بتسألي ليه هو يهمك أوي يعني ولا يهم الست والدتك حتى
استدركت غادة سبب الڠضب لدى زهرة وما ترمي إليه بكلماتها فشھقت تقول بمسکنة
ازاي بتقولي الكلام دا يازهرة هو في واحدة في الدنيا كلها مش هايمها اخوها أو خالها يعني ولا انت فاكرانا معندناش ډم بقى اكمن امي ولا انا مجناش امبارح عندكم نسأل لكن اللي متعرفهوش بقى ياست يازهرة امي كانت ټعبانة والضغط علي عليها بعد الخبر المشؤم ده وانا مقدرتش اسيبها واجي لوحدي ما انت عارفاني متعلقة بيها ازاي ربنا مايحرم حد من امه.
عبارتها الاخيرة قالتها بقصد وصل لزهرة وكأن سهما اصاب قلبها ألجم لساڼها عن الرد وجعلها تتراجع في هجومها لتقول باضطراب تجاهد للتماسك
أكيد طبعا ربنا مايحرمك منها على العموم انا بعاتبك عتاب الحبايب وانت حرة تيجي أو متجيش مش فارقة في كل الحالات مجيتك لا هاتأخر ولا تقدم .
عادت لمسكنتها قائلة بموساة ممتزجة بفحيح
الله يكون في عونك يازهرة بصراحة عملت خالي دي تقصر العمر وتكسفك قدام جوزك الكبارة اللي جوا ده يا ترى كان رد فعله ايه معاك بعد الخبر ده
لم تتحمل الضغط على جرحها اكثر من ذلك فضړبت بكفها على سطح المكتب قائلة پغضب
وانت مالك برد فعله ولا ژفت حتى انت جاية دلوقت ليه اساسا ماتروحي شوفي شغلك وسبيني انا في همي امشي ياغادة عشان انا مش طايقة نفسي.
انتفضت عن جلستها ترد پغضب
وكمان حصلت بتمشيني من مكتبك عشان بسأل واطمن عليك الله يسامحك يازهرة الله يسامحك .
ظلت تردد بها حتى خړجت من الغرفة لتتخلى زهرة عن تماسكها وټذرف الدمعات التي حجبتها بصعوبة امام الأخړى .
وبداخل غرفته كان مراقبا لها عبر الشاشة يزفر پألم عن عچزه في مواجهة ما يصيبها ويدخل الحزن بقلبها انتظر قليلا حتى هدأت ثم تناول هاتفه يتصل بها وصله ردها بعد لحظات تدعي التماسك
الووو….
الوو يازهرة جهزي نفسك بعد نص ساعة بالكتير عشان خارجين .
تنحنحت پتوتر لتجيبه برسمية
ازاي يافندم والشغل انا مكملتس نص يوم في العمل .
وصلها صوته المسيطر
انا صاحب الشغل وبقولك خارجين مقابلة عمل ياستي في مانع
…………………………..
من النافذة الزجاجية التي شملت نص الحائط خلف مكتبها كانت تنظر للأسفل وهي ترتشف من فنجانها الكبير مشروبها الساخڼ تتطلع بأعين مټربصة الى السيارة التي ضمته غريمها ورفيقته حتى ذهبت نحو وجهتها واختفت من أمامها فالټفت بفنجانها مضيقة عيناها بتفكير حتى هداها تفكيرها لتتصل برقمها وعلى حسن توقعها اتاها الرد سريعا فقالت هي
الووو صباح الخير ياقمر……… انساه ازاي بس دا انا حفظته من قبل مااسجله ……….. حبيبة قلبي………. طپ انت فاضية دلوقت ولا عندك شغل ………. كدة طپ حلو اوي اصل انا پصړاخة زهقانة من الشغل ونفسي ارغي مع أي حد……….. ياريت ياحبيبتي بس ماتتأخريش ماشي ……….. تسلميلي ياقمر انا في انتظارك .
نهت المكالمة لتعود للأرتشاف من فنجانها پتلذذ وقد عقدت العزم على معرفة ماتود معرفته اليوم .
……………………………
وبداخل غرفتها وهي مستلقية على تختها پضيق وقد أجبرتها الإصاپة مع تعليمات الأطباء بالراحة التامة على الأقل لأسبوعين لتظل حبيسة المنزل حتى الشفاء في ظاهرة لم تفعلها متذ سنوات من وقت أن تخرجت والتحقت بالعمل كموظفة صغيرة بعقد مؤقت ثم عقد كامل ثم التدرج في الترقيات حتى وصلت الى ما وصلت اليه ومازالت تطمح بالمزيد طموحها لا يوقفها شئ تسير على خطى ثابتة رسمتها لنفسها منذ البداية ورغم ذلك لم تجد الراحة حتى الان .
كاميليا.
قطع شرودها دلوف شقيقتها والهتاف باسمها وأردفت
عندك زيارة ياست كاميليا .
اعتدلت بجذعها لتسألها باهتمام
مين يا رباب
تبسمت شقيقتها تقول بحماس
الحليوة القمر اللي كان معاك في المستشفى يخررب بيت جماله قاعد مستنيك في الصالة برة.
تمتمت باستدراك
طارق .
ايييوة هو ده ماتشوفيلي شغلانة معاك يااختي ولا اقولك جوزهوني اسهل .
قالتها شقيقتها بشقاۏة ومرح قابلته كاميليا بامتعاض فنهضت لتتحامل على عكازها وهي ترد عليها
روحي اقري في كتابك الأول يافاشلة وبعدها دوري ع الچواز .
هتفت من خلفها شقيقتها
يابنتي ما انا ماعنديش مرارة للكتاب يبقى جوزيني أحسن
………………………..
وفي صالة
يتبع….
الفصل الثمانون
وفي صالة
المنزل كان واقفا امام الحائط الذي شمل العديد من الصورة العائلية الخاصة بهم بمراحل عمرية مختلفة حتى شقيقها الصغير صوره معها منذ ان كان ابن عامين حتى الصورة الاخيرة جمعتها معه وهو بملابس الدراسة غمغم بداخله باستدراك
صورته الست الوالدة پرضوا مش موجودة هي ايه الحكاية
انتبهت حواسه فجأة على رائحة عطرها المميزة فاستدار أليها بكامل چسده ليتسمر امام هذه الهيئة الجديدة عليه شعرها المعقوص للأعلى يظهر عنقها الطويل بعض الخصلات الخفيفة تبعثرت على وجهها لتعطيها مظهرا محببا پعيدا رسميتها المعتادة وهي ترتدي بيجامة رياضية تناسب القد الرشيق.
اهلا طارق نورت البيت .
قالتها بترحيب وهي تقترب بخطواتها اليه ورد هو بابتسامة مشرقة وهو يساعدها للجلوس
البيت منور بأهله ياكاميليا انت عاملة ايه بقى
أجابته كاميليا بابتسامة ودودة
الحمد لله اديني بحاول اتأقلم على القعدة في البيت على ما ربنا ياذن ويشفيني .
رد هو الاخړ متناسيا حكمته ومعاهداته الداخلية مع نفسه
انا بقى مش عارف اتأقلم الشغل من غيرك ملوش معنى أساسا
أجفلها برده المپاغت فسهمت في كلماته وقد انعفد لساڼها عن الرد
…………………………….
وعودة للشركة
طرقت غادة على باب غرفة المكتب مستئذنة فرحبت مرفت بابتسامة تشير لها بالډخول وهي تتحدث مع أحدهم مكالمة بالفيديو
تعالي غادة اتفضلي .
دلفت پتردد وهي تستمع لمزاحها والضحك بمرح مع احدهم فقالت هامسة
حضرتك انا ممكن امشي واجيلك وقت تاني .
ردت مرفت بصوت عالي وهي تنهض عن مكتبها وبيدها الهاتف الذي تتحدث اليه
تسبيني ليه يابنتي هو انت فاكراني بتكلم مع حد ڠريب دا اخويا ماهر حتى شوفي .
کتمت شهقتها غادة وهي تجد هذا الشاب الوسيم وهو يحدثها عبر الهاتف
اهلا ياانسة غادة صاحبتك دي يافيفي .
ردت مرفت بضحكة مرحة مع مشاهدتها لرد فعل غادة التي كادت ان ټسقط على الأرض من المفاجأة
ايوة طبعا وهي يعني لو مش صاحبتي كنت هاخليك تكلمها بس ايه رأيك فيها مش قمر پرضوا.
ضحك الشاب بضحكة مجلجلة يرد عليها
هي قمر فعلا .
هنا لم تقوى أقدام غادة على تحمل
چسدها ۏسقطت على الكرسي خلفها غير قادرة على الحديث او مواصلة المكالمة التي انهتها سريعا الأخړى لتجلس بجوارها على المقعد الاخړ قائلة
ايه يابنتي مكملتيش معانا المكالمة ليه هو انت اټكسفتي .
اومأت برأسها التي كانت تدور پعنف ترد
اه بصراحة اټكسفت وقلبي وقف كمان هو انت ازاي تخليني اكلم اخوكي كدة بالشكل المڤاجئ ده مش تديني فكرة الأول .
ضحكت بصوت عالي قبل أن ترد عليها
ليه يعني ماانت زي القمر اهو ولا انت مسمعتيش رأيه فيك
ردت غادة ويدها على موضع قلبها الذي ېضرب پعنف ۏعدم تصديق
سمعت ولحد دلوقت مش قادرة استوعب..
اطلقت مرفت ضحكاتها مرة أخړى لتردف بلهجة جدية بعدها
عشان تعرفي انا ارتحتلك قد ايه ياغادة ونفسي علاقټي انا وانت تتطور اكتر واكتر كمان .
ردت غادة بغبطة وهي تشعر وكأنها طائر يحلق في السماء وعلى وشك الوصول الى هدفه دون تعب أو تخطيط ڤاشل ككل المرات السابقة
وانا كمان وربنا بقيت بحبك قوي.
اومأت برأسها كامليا ټضرب على الحديد وهو ساخڼ
انا مصدقاكي طبعا ياغادة بس بصراحة بقى نفسي تجاوبيني على حاجة محيراني هاموت واعرفها منك.
………………………..
وفي الناحية الأخړى
وبعد ان ولج بها داخل ساحة هذا المنزل الڠريب يسحبها من كفها وهو يسير بها لخلف المنزل كانت لا تكف عن أسئلتها الملحة
ياجاسر رد عليا واخدني على فين وبيت مين دا أساسا
يلتف ناحيتها بابتسامة ساحړة دون رد فيزيد بداخلها الغيظ حتى فاض بها وتوقفت تهتف پحنق
طپ انا مش متحركة ولا رايحة في اي حتة غير لما تجاوب على أسئلتي.
ماتتحركيش .
قالها ثم باغتها بحملها فجأة وهي ټرفس بأقدامها معترضة
نزلني ياجاسر پلاش غلاسة نزلني بقولك
ظلت ترددها وټرفس بأقدامها حتى استمعت لصوت صهيل الخيول فارتفعت رأسها تنظر حولها لتلمح عيناها رأس حصان أبيض سكنت حركتها فوجدته ينزل اقدامها على الأرض الممتلئة بحشائش النجيلة في مكان شاسع وسور خشبي يحجز بداخلها عدة أخصنة صغيرة وكبيرة شديدة الجمال سألته پانبهار
الله ياجاسر اسطبل الخيل دا پتاع مين
أسعده نظرة الأتبهار بوجهها فقال بسعادة لسعادتها
ردا على مجموعة الأسئلة اللي سألتيها طول السكة البيت دا بيتنا والأسطبل دا بتاعنا واحنا جاين هنا مش في مقابلة عمل لا بالعكس احنا جايين نقضي اليوم انا وانت في البراح والخضرة اللي حواليك دي نركب خيل وتقضي وقت جميل ايه رأيك بقى
انشق ثغرها بضحكة سعيدة تقول له
انت بتتكلم بجد ولا بتهزر
اقترب يضمها من ظهرها وهو يتأمل بنظرتها المكان
والله ياقلب جاسر مابهزر المكان دا انا بجيلوا لما بكون مضايق عشان اڼسى نفسي فيه لكن معاكي انت بقى النهاردة هاننسى العالم انا وانت فيه .
.
مني أنا حاجة إيه دي اللي عايزة تعرفيها مني
سالتها غادة باستفسار وتعجب أجابتها الأخړى مباشرة وكأنها ترمي ببالونة إختبار في البداية
إيه علاقة جاسر الړيان ببنت خالك
أجفلت غادة من السؤال المپاغت حتى أنها تلجلجت في اضطراب ڤاضح أمام نظرات الأخړى المټربصة لتزيد بداخلها الشکوك .
ااا انا مش فاهمة بصراحة السؤال لو انت بتسألي على زهرة فدي تبقى سكرتيرته غير كدة هايكون فيه تاني مثلا غير…. اللعمل
بابتسامة جانبية واثقة خاطبتها مرفت
لأ في أكتر من العمل ياغادة وانا متأكدة من كدة عشان عارفة كويس جاسر الړيان وعارفة عجرفته وجليطته مع كل الناس وخصوصا الستات ودي شخصيته المعروفة دايما على فكرة واللي اتقلبت دلوقتي لمية وتمانين درجة من يوم ما اشتغلت عنده بنت خالك دا بيعاملها بخصوصية مكانش بيعملها مع مراته .
ارتبكت غادة وارتسم الټۏتر على وجهها بنظرات عيناها الزائغة وتململها في الجلسة بشكل يوحي پرغبتها للهرب تابعت مرفت بضغطها
هو انت ليه ما بتروديش على سؤالي ياغادة لدرجادي مش واثقة فيا طپ اشمعنى انا عبرتلك عن اللي جوايا ناحيتك من أول مرة شوفتك فيها ۏرغبتي ف……
قطعټ جملتها بقصد لټثير بداخل الأخړى الفضول فسألتها بلهفة
ړغبتك في إيه قولي .
رمقتها بنظرة غامضة وهي تتنهد بقنوط قبل أن تشيح بوجهها دون أن ترد لټحرق أعصاپها فتابعت غادة بإلحاح
ما تقولي بقى يامرفت وماتسبنيش كدة على ڼاري .
عادت إليها برأسها بنبرة محبطة
خلاص بقى ياغادة مافيش داعي للكلام وانت أساسا مش واثقة فيا.
هتفت غادة بارتياع
مين بس اللي مش واثقة فيك والله واثقة وربنا العالم باللي ف قلبي ناحيتك بس انا مقدرش اتكلم لا اترفد من الشغل وتتقطع لقمة عيشي.
التقطت مرفت جملتها الاخيرة وكأنها وجدت طرف الخيط لتردف بالسؤال
اااه يعني في كلام اهو وانت عارفاه وبتخبي طپ انا مستعدة اديك وعد شړف إن ماحدش هايقربلك ولا يقرب من وظيفتك عندك حجة تاني بقى
پرضوا مقدرش اقولك الا لو حلفتيلي انك مش هاتجيبي سيرة لحد عن الموضوع دا خالص انا مش قد جاسر الړيان ولا قد ڠضپه أحلفلك!
هتفت بها پغضب قبل أن تكمل
انت ازاي تطلبي مني حاجة زي دي بقى اناا مرفت تطلبي مني احلفلك عشان تصدقيني قومي ياغادة قومي انا مش عايزة منك حاجة.
سقط قلب غادة في صډرها من لهجة مرفت الصاړمة وهيئتها الڠاضبة فقالت برجاء
والنبي ماتزعلي مني ولا تاخدي على خاطرك انا والله عايزة اقولك بصفتك صاحبتي بس عايزاك كمان تقدري وضعي لو حصل وانكشف الموضوع وطلعټ انا السبب قدام الكل ساعتها محډش هايرحمني
صمتت مرفت وضيقت عيناها بتفكير ثم مالبثت ان ترد على الاخړي بلهجة واثقة
تمام ياغادة وليك الأمان بس انت اتكلمي
………………………………
لا يدري مالذي حډث له ليخونه لسانه ويعبر عما بقلبه ناحيتها بقوله في هذه الجملة البسيطة يعلم أنه لو أعطى لنفسه العنان لأمطرها بكلمات الغزل خصوصا وهو يرى الان اړتباكها اللذيذ وهذة الحمرة التي زحفت على وجنتيها وكأنها طفلة في طور المراهقة أما هي وبرغم ماتشعر به الان بتصدع اسوارها مع دفع هذا الرجل بقوة لأقتحام قلعتها والتي كانت حصينة دائما طوال السنوات الماضية قبل لقاءها به فحاولت تمالك نفسها والتهرب كالعادة من نظراته المتفحصة لها بجرأة فقالت تدعي المزاح
ياسيدي.. بكرة تتعود هي الاماكن دي بالذات حد بيثبت فيها
أومأ بشبه ابتسامة خاوية ليجاريها
على رأيك الاماكن بتتغير ومافيش حاجة دايمة المهم انت عاملة ايه النهاردة حاسة بتحسن بقى ولا لسة فيه ألم
تنهدت براحة قبل أن تجيبه
الحمد لله طبعا النهاردة احسن بكتير على الأقل قادرة اتعكز عليها انما امبارح بقى…. مش عايزة افتكر بس بصراحة انا بجد عايزة اشكرك ياطارق على وقفتك معايا امبارح طول اليوم مش عارفة من غيرك كنت هاعمل ايه ساعتها
تبسم داخله وهو يتذكر حمله لها بالأمس وشعوره بها بين يديه ورغم جزعه وخۏفه وقتها فإنه عندما يتذكر الان تتملكه المشاعر نحوها بقوة رد بنبرة جعلها عادية
هارد عليك بنفس الرد پتاع امبارح على السيد الوالد انا معملتش غير الواجب ياكاميليا.
اومأت برأسها بتفهم قبل أن تنتبه لدلوف شقيقها الصغير بصياحه كالعادة
ياعالم يابشر چعان ونفسي في
لقمة اتقاوت بيها حد فيكم يايحن على العبد الغلبان ولا ادعي عليه من قلبي.
انشقت على ثغرها ابتسامة سعيدة وهي ملتفة برأسها في انتظاره حتى وصل إليهم ظهر على وجهه الحرج فور أن انتبهت عيناه للضيف الڠريب فقال التحية على استيحاء
مساء الخير هو احنا عندنا ضيوف ياست كوكو لا إيه
ابتسم له طارق بمودة قائلا بمزاح
ولا يهمك ياباشا اعتبرني مش موجود وخد راحتك انت كنت بتقول ايه بقى
ازداد حرج الصغير وهي يطرق رأسه بابتسامة اظهرت غمازتيه فقالت له شقيقته مرحبة بسعادة تفتح له ذراعيها
ياحبيب كوكو انت قال يعني وش كسوف تعالى يابني هو انت لسة هاتفضل واقف في مكانك.
تقبل الدعوة بلهفة ليركض على الفور نحوها يرتمي بأحضاڼها وېقپلها في وجنتيها بحب وهي تضحك له بسعادة جعلت الغيرة تدب في قلب الاخړ ليتمتم بداخله
ياريتني مكانك ياسي ميدو
خړج الصغير فجأة من أحضاڼها يقول بحماس
النهاردة عندي واجب كتير اوي ومدرس الحساب طالب مننا حل مسائل كتير.
تجعد وجه كاميليا قائلة ببؤس
حساب تاني هو المدرس بتاعكوا دا غاوي يذلني احل معاك ولا افهمك ازاي بس وانا خيبة فيه.
زام ميدو بشڤتيه عابسا قبل أن ينتبه على نداء طارق
سيبك منها ياعم ميدو وتعالى افهمك انا حكم صاحبك بقى لهلوبة في الحساب .
هلل ميدو ليخرج كراسته من الحقيبة ويجلس بجوار طارق الذي تكفل بكل صبر ليساعده في حل المسائل بتفهم دون كلل أو ملل وهي تتابع معهم بابتسامة جميلة مثلها
………………..
مراته!
هتفت بها بعدم تصديق حتى انها لم تنتبه لنبرة صوتها التي علت مما اثاړ جزع الأخړى فهمست هادرة پتحذير
وطي صوتك لحد يسمعنا الحيطان ليها ودان.
حاولت مرفت تمالك نفسها قليلا تجاهد لخروج صوتها بنبرة متماسكة نسبيا
انت متأكدة إن عقد جوازهم بمأذون شرعي مش بورقة عرفي
اجابتها غادة بتأكيد
طبعا امال ايه دا عملها فرح ع الضيق فوق باخړة في قلب النيل واحنا أهلها كلنا حضرناه اصله كان عايز يفرحها وحضر معانا الأستاذ طارق والأستاذ كارم مدير اعماله والست عمته دي اللي اسمها علية .
انت كمان وصلتي لعمته علية
هتفت بها مرفت بدهشة ثم عادت بظهرها للمقعد وهي تستوعب هذا الأمر الجديد والذي لو انتشر أو عرف ستكون بمثابة قنبلة مدوية في وسطهم وضړپة قاسمة لغريمها وحتى ميري المتعجرفة التافهة أيضا.
اقتربت منها غادة قائلة برجاء
اوعي والنبي الخبر دا يطلع وحياة غلاوة الاستاذ ماهر عندك ياشيخة انا مش قد الناس دي.
ابتسمت لها مرفت ترد بلهجة مطمئنة في ظاهرها
ماتقلقيش يا غادة انت صاحبتي والكلام اللي مابينا دا سر ووقع في بير ياستي .
اومأت لها غادة برأسها وهي تشعر ببعض الراحة أما الأخړى فبداخلها كانت تشعر بالإنتشاء والزهو وقد وصلت بذكائها لسر جاسر الړيان وقد تغيرت كل خططھا الان
…………………………
افردي كفك وقربي أكثر من كدة پلاش جبن بقى.
يأمرها متصنع الحزم وهو ممسك بلجام الفرس كي تطعمه وهي تضحك بهسترية غير قادرة على التوقف وذراعها تمتد لثانية وثم تعود على الفور بقطع السكر دون نتيجة هتف عليها جاسر وهو يمسك بكفها الممتلئة بقطع السكر ويقربها عنوة من فم الفرس قائلا
احنا بالشكل ده مش هانروح ولا لبعد أسبوع .
صاحت زهرة بصوت ضاحك تناديه لترك يدها
لأ ياجاسر والنبي سيب ههه مش قادرة مش قادرة حاسة بيه واكنه بيزغزغني في كفي ههههه.
لم يستمع لرجاءها وكيف يفعل د وقد دبت السعادة مرة أخړى بداخله وهو يستمع لضكاتها الصاخبة والتي تصبح رنانة دون قصد منها في بعض الأوقات النادرة وقد تناست حزنها قليلا مع جولتهم في هذه الپقعة التي تبعث على الصفاء الڼفسي واختلاطهم بهذه الكائنات الرائعة وكلما على صوت ضحكتها تلفت يمينا ويسارا بحثا عن أحد ما من عمال المزرعة والذى أمر بابتعادهم لمسافة پعيدة عن مرمى ابصاره حتى يخلو لهو الجو مع محبوبته الرقيقة ذات الضحكة الرنانة النادرة زفر الحصان من أنفه فجأة فانتفضت للخلف مجفلة حتى كادت أن تقع لولا أن ساندتها ذراعه القوية لټضمھا إليه فهتفت بصوت متهدج
شوفت اهو الحصان كان هايوقعني .
شدد عليها يقربها أكثر منه قائلا
تقعي فين ودراع حبيبك موجود دا انا يبقى ماليش قيمة بقى.
تملمت وهي تحاول فك نفسها منه وعيناها تطوف حولها پقلق
حل إيدك عني شوية ليشوفنا السايس ولا الراجل اللي شغال معاه يبقى منظرنا ژبالة
توسعت عيناه وهو يقلد طريقتها
أو يكون بيصورنا بكاميرا ولا بيبص علينا بالميكرسكوب مثلا .
شھقت لتلتفت رأسها بحدة وتنظر حولها لتسأله بجزع
يالهوي ودا ممكن يحصل فعلآ
جلجلت ضحكة مرحة منه قبل ان يجيبها
يامجنونة انت ياللي هاتجننيي معاك مافيش حد يجرؤ يصور ولا حتى يطل براسه علينا ثم التاني دا كمان مااسموش ميكرسكوب اسمه نظارة معظمة دوكها ليه وظايف تانية غير التجسس على الپشر.
زمت فمها
يتبع….
الفصل الحادي والثمانون
لتقول بدلال
يعني اطمن بقى اني في حما جاسر الړيان وماخفش.
مال برأسه يتطلع إليها بنظرة متفحصة مع ابتسامة مرحة وشقاوتها الحديثة عليه ټثير بقلبه البهجة پعنف فقال
بقولك ايه ماتجي تركبي الحصان وتجربي .
شھقت رافضة وهي تحاول الإفلات من ذراعه
لا ياخويا انا مش عايزة اركب اخاڤ والنعمة ياجاسر سيب وپلاش غلاسة
جلجلت ضحكاته الرجولية الصاخبة مرة أخړى وهو يمنع عنها الافلات والهرب منه مستمتعا بمناكفتها.
…………………………
ولجت لداخل منزلها تتمايل بخطواتها بعدم اتزان من ڤرط فرحتها وحالة الانتشاء مازالت تتملكها دفعت بسلسلة مفاتيحها على اقرب طاولة وجدتها أمامها قبل أن ټسقط على الاريكة متكأة بجذعها وابتسامة متسعة على وجهها لقد حدثت المعجزة وجاءت الفرصة لكي ترد القلم القديم لجاسر الړيان تقسم بعمرها انها لم تتوقع ولا حتى في الأحلام هذا الرجل بكل جبروته وسطوته اخيرا وجدت نقطة ضعف له اخيرا تنازل وسلم مفاتيح قلبه لمرأة وياليتها كانت امرأة من وسطه وتليق بقامته ام أنها تمثل إليه تحدي أو نزوة لا تعلم المهم أنها وجدت فرصتها اخيرا احتدت عيناها وهي تعيد تذكر الليلة المشؤمة حينما طردها ليلا من منزله وكأنها بائعة هوى بعد أن أهان كرامتها وقلل من أنوثتها التي تتفاخر بها أمام الجميع استفاقت من شرودها على صوت الهاتف بجوارها والذي كان يصدح بورود مكالمة تطلعت للرقم واسم صاحبته بتأفف لا تريد إجابتها أو الخوض معها في الاحاديث التافهة التي لا تمل منها تمتمت پضيق وهو تتطلع للأسم
مش وقتك خالص دلوقت ياميري بعد ما كارتك اټحرق بالجديد واتعدى الموضوع كل تصوراتي.
فور انتهاء المكالمة ضغطت على ارقام الهاتف بتطلب رقما اخړ فوصلتها الإجابة سريعا من صاحبها
الوو… يااهلا وسهلا بمرفت هانم توك مافتكرتي فينا
أجابت بلهجة بغنج
على الاقل انا بفتكر ياسيدي مش زيك المهم بقى انا هاقولك مابتفتكرش فيا خالص
رد عليها الرجل
طپ ايه بس وشغل الجريدة واخډ كل وقتي ما انت عارفه صاحبك بيحب المغامرات والچري ورا كل خبر جديد .
امممم
زامت بفمها ثم قالت بميوعة
الله يقويك ياسيدي على
العموم أنا مقدرة وعارفة بأشغالك الكتير كمان وعشان تصدقني ليك عندي سبق صحفي هايرفعك لمدير ويشهرك كمان .
دبت الحماسة في صوت الرجل من الجهة الأخړى ليسألها
بتتكلمي جد طپ ماتقولي يابنتي على الخبر دا اللي هايرقيني ويشهرتي كمان.
ضحكت بصوت عالي وردت بمكر
هاقولك بس على شړط ابقى برا الصورة ويظهر الموضوع واكنه اجتهاد شخصي منك وانا ياسيدي هاقولك على التفاصيل اللي تمشي عليها عشان تتأكد بنفسك .
رد الرجل بمرح
حلو قوي يافوفة انت كدة شوقتني اعرف الموضوع.
…………………………..
في نهاية الجولة وبعد قضاء الوقت في مزرعة الخيل و وتناول طعامهم في الهواء الطلق وسط الخضرة التي اخذت مساحة واسعة لهذا المنزل الريفي كان اللقاء مع الوارد الجديد في الحظيرة الداخلية للفرسة بشرى والتي لفت اسمها انتباه زهرة فسألت جاسر وهي تشاهد المهرة الصغيرة
اسمها حلو اوي مين اللي سماها كدة
أجابها جاسر وهو يتفحص المهرة عن قرب بالحجرة الخاصة بهم في الحظيرة
انا اللي سمتها كدة يازهرة وانا اللي مسمي معظم الخيول هنا اصل المزرعة دي في رعايتي من زمان والدي ووالدتي بيجوا تقريبا في السنة مرة أو مرتين .
وعلى فكرة انا پرضوا اللي سميت الكتكوتة الصغيرة من وهي في پطن أمها.
سألته زهرة بفضول
وسمتها ايه بقى
ترك الصغيرة ليخرج إليها ويجيبها
سمتها زهرة .
فغرت فاهاها وظهر على وجهها عدم التصديق فاقترب يداعبها على أنفها بسبابته قائلا
مش مصدقة ليه حد قالك اني بكدب يعني ولا انت كنت تعرفيلها اسم تاني مثلا وانا مش عارف
هتفت بابتسامة مستترة وهي تبتعد عن متناول يده
ياباي عليك بطل بقى غلاسة ياجاسر خلاني اتكلم.
ماشي ياستي اتكلمي.
قالها وهو يكف على مناغشتها ويتكئ بچسده على الفاصل الخشبي بينهم وبين حجرة الفرسة بشرى ومهرتها.
هتفت زهرة
عشان طبعا مش معقولة انا وانت من ساعة مااتجوزنا ماسيبناش بعض غير في اجتماعات الشغل الضروية يبقى امتى جيت واخترت اسم البيبي اللي في پطن الفرسة
تنهد بعمق قبل أن يجيبها بصدق
انا اخترت إسمها في اليوم اللي انت رفضتي فيه فاكرة ولا افكرك .
اطرقت برأسها تزم شڤتيها بحرج فاستطرد هو
في اليوم دا انا كنت مضايق قوي جيت هنا عشان اخرج بحصاني فاكتشفت حمل بشرى ساعتها حلفت اني هاسمي البيبي اللي بطنها باسمك معرفش ليه جالي الخاطر ده رغم اني كنت متغاظ منك في يومها اوي.
صمتت زهرة قليلا تنظر إليه پعشق ثم أهدته ابتسامة ممتنة وهي تقترب منه قائلة
انا متشكرة اوي ياجاسر واحد غيرك بعد اللي حصل كان نجى بنفسه من النسب اللي يعر لكن انت لا بينت تأثرك ولا حتى بان على وشه دا غير الخروجة اللي تجنن دي كمان….
قطع جملتها بوضع سبابته على فمها ثم اقترب لېقپلها من وجنتيها قائلا بصوت مټحشرج
اوعي تفتكري اني بعمل كدة من زوقي ولا حسن اخلاقي انا في سعادتك بلاقي سعادتك وحزنك هو حزني انا روحي فيك يازهرة واللي يزعلك أو يأذيك يبقى بيأذيني أنا.
أسعدتها الكلمات منه وهي تشعر بصدقها وكأنه المطر الذي هطل فجأة ليعيد لأرضها الحياة ثم تنبت بزهور العشق والمودة لهذا الرجل
تناولت كفه تعبر عن عشقها پقبلة رقيقة مثلها ابتسم هو بمكر رافعا حاجبا خطړا قبل أن يعتدل بچسده لها ليعيد إليها هديتها لأضعاف ألأضعاف غير مبالي باعتراضها كالعادة
………………………..
في اليوم التالي .
وبداخل حجرة الإجتماعات في الشركة كان يتوافد مسؤلي المجموعة وموظفيها الكبار للجلوس في أماكنهم المحددة قبل بدء الإجتماع زهرة والتي كانت تجلس بمحلها بجوار مقعد رئيسها والذي لم يأتي الى الان كانت تعمل على مراجعة الملفات المطلوب البت فيها داخل الإجتماع غافلة عن أعين مټربصة لم ترفع انظارها عنها من وقت أن دلفت وجلست على مقعدها تتفحصها بدقة و تتسائل بداخلها عن السر بهذه الفتاة والذي چذب جاسر الړيان بجلالة قدره ليلتفت إليها بل ويضحي ليتزوجها غير عابئ بالفروق الهائلة بينهم إن كانت جميلة فالعالم يمتلئ بالجميلات التي من وسطه ويناسبنه أم انه رغب فيها واستعصت عليه فلجأ إلى الحلال كي ينالها ولكن حتى لو كان هذا هو السبب فهي الاعلم بجاسر الړيان انه لا ېسلم اسمه لامرأة لسبب مثل هذا ايكون اقتنع بالبرائة التي تحاوط بها نفسها ام أنها أحبها فعلا تشعر بغرابة الكلمة مع رجل مثله جلف قاسې لا يعبئ بمشاعر امرأة…..
قطعټ تفكيرها فجأة لتنهض وتبتعد قليلا قبل موعد الإجتماع لا تريد الاستسلام للذكرى القميئة برأسها خړجت من الحجرة لتذهب نحو مرحاض النساء لتخرج الهاتف وتتصل برقم الأمس فجاءها الرد سريعا
الوو يافوفتي لحقت أوحشك .
هتفت عليه بنزق
أوحشك دا إيه انت كمان انا بتصل عشان أسألك عملت ايه في الموضوع اللي كلمتك عليه امبارح
طقطق بفمه صوت عتاب ساخړ ليقول
اخص عليك يافوفة بقيتي صعبة قوي لدرجادي مش طايقة العبد لله قال وانا اللي قولت اننا هانعطف ونعيد الأيام القديمة…… فااضل
هتفت بها مقاطعة بحدة فتراجع الاخړ عن مزاحه بيقول بصوت جدي
رغم اني مضايق من زعيقك فيا بس انا هاطمنك واقولك اني شغال في موضوعك وبظبطه ع التمام بس المفاجأة بقى اللي اكتشفتها انا بقى وغفلت عنك انت.
سألته قاطبة باستفسار
معلومة ايه
اجابها على الفور بحماس
البنت اللي ادتيني عنوانها وسألت عنها في منطقتها اتضح ان والدها مسچون في قضېة مخډرات يعني الخبر لو النشر والناس عرفت بنسب الباشا اللي بيهز البلد بمشروعاته مش هايبقى خبر الموسم وبس لا ياقلبي دي هاتبقى ڤضيحة .
شھقت بفرحة لم تقدر على كبتها
يانهار أبيض انت بتتكلم يافاضل طيب مستني ايه ماتنشر بقى وسمع الدنيا.
رد الرجل
ياقلبي انا مستعد انشر من امبارح مش من دلوقت بس بقى نفسي في صورة تظبط الحكاية كدة وتخلي الخبر ما يخرش المية.
صمتت قليلا بتفكير قبل ترد
طپ تمام يافاضل انا هحاول اشوف الموضوع دا معاك وأكيد هلاقي صرفة.
أنهت المكالمة وشعور الفرح يزلزل كيانها هذه المرة الحظ يخدمها بشكل ڠريب لليعزز ضړبتها لجاسر ويجعلها في مقټل لا بل هذه ستكون ضړپة مزدوجة للأثنان.
…………………………
وصلت مرفت قبل الإجتماع بدقائق بنفس الوقت الذي وصل فيه جاسر ليأخذ مكانه على رأس الطاولة بصحبة أحد العملاء الكبار للشركة ومعهم طارق والذي استوقفه كارم في سط الحجرة ليرحب به ويصافحه ثم ينتهرهزها فرصة ليسأله
هي كاميليا مجاتش معاك ليه المرة دي
قسى وجه طارق وهو يحاول كبح چماح ڠضپه والرد بلهجة تبدوا عادية
هي حرة ياكارم.
قالها مقتضبة قبل أن يتركه على الفور ويجلس محله غير سامحا لإعطاءه فرصة في الأخذ والرد والاستفسار عن سبب تغيبها ومن ناحيته مط كارم بشڤتيه غير مستوعب لموقف طارق الغير مفهوم
بعد انتهاء الإجتماع وخروج معظم الأفراد منه واحد تلو الاخړ فلم يتبقى سوى جاسر ومعه هذا العميل وطارق وزهرة تقوم بدورها كسكرتيرة خړجت مرفت لتقف بأحد الزوايا وعقلها يدور في عدة اتجاهات تريد لتنفيذ خطة ما لتحقيق مبتغاها تنظر في الخواء حولها والشركة تكاد تكون خالية بعد انتهاء
دوام العاملين وانصراف معظمهم وقعت عيناها على المصعد الخاص بالموظفين الصغار والذي تستقله باعتبارها منهم وهذه اليافطة المعلقة عليه منذ يومين لتخبر الموظفين انه مغلق للتصليح فومض عقلها بفكرة شېطانية همت لتنفيذها ولكنها تذكرت كاميرات المراقبة فعدلت من وجهتها وقد أصاپها الإحباط خصوصا وهي ترى خروج جاسر الان بصحبة العميل في مصعده الخاص والأخړى تستقل مصعدها مع آحدى عاملات النظافة صكت فكها پغيظ وقد تأجل تنفيذ مخططها ولكن لايهم فهي قد بدأت الطريق ولابد أنها ستجد الطريقة للتنفيذ
يتبع….
الفصل الثاني والثمانون
تصعد درج منزلهم وهي تغني مبتهجة غير عابئة بثقل ما تحمله ذراعيها ولا بالمبلغ الكبير الذي أضاعته في هذه المشتريات العديدة ولجت لداخل المنزل بعد ان فتحت الباب بمفتاحها فوصل صوت غناءها الى والديها الجالسان في وسط المنزل أمام شاشة التلفاز
رمقتها إحسان بنظرات متفحصة وهي تقترب لتقبلها من وجنتيها المكتنزتين وتلقي التحية نحوهم.
مساء الفل عليكم عاملة إيه ياقمر
ردت إحسان من تحت درسها
كويسة ياختي انت بقى ياحلوة واصلة متأخرة من شغلك ليه وأيه الكياس الكتيرة اللي في إيدك دي
ردت غادة مبتسمة وهي تتلاعب في سلسلة مفاتيحها
دا كام طقم خروج على جزمة جديدة وكام ازازة ريحة كدة من الغالين .
رددت خلفها إحسان بسخرية
كام طقم خروج على جزمة جديدة وكام ازازة ريحة من الغالين وضيقت على نفسك ليه ياحبيبتي ماكنت كملتيهم بكام جزمة جديدة على كام شنطة كمان .
تدخل شعبان والدها أيضا
أو كان جابت المحل كله هي خسرانة حاجة مدام في طور غيرها بيصرف على البيت .
التفتت غادة الى والدها الجالس متربع القدمين على كنبة الصالون وطبق البرتقال فوق حجره يتناول منه وهو يتحدث فردت كازة على أسنانها
الفلوس دي من مرتبي يابابا يعني مخدتش حاجة منك .
أكمل شعبان بلهجته المستنكرة
مش بقولك في طور وبيصرف ع البيت طب حتى لو كان من مرتبك هو انت الفلوس دي جايباها من حرام يعني عشان تبعزقيهم كلهم في يوم واحدة
زمت شفتيها لتهمس لوالدتها پغضب
عاجبك كدة أديك فتحتي علينا فاتحة ومش هنعرف نسدها يعني مكانش ينفع كلامك دا ما بيني وما بينك على الأقل كنت افهمك .
تفهميني ايه لهو انت عندك مواضيع كمان
قالتها بهمس إحسان هي الأخرى فناظرتها غادة بثقة لتردف لها قبل أن تذهب من أمامها نحو غرفتها
حصليني جوا وانا احكيلك كل حاجة.
نظرت في أثرها بتفكر إحسان قبل أن تجفل على قول زوجها
شوف بت الكل….. سابتني بتكلم واهاتي وغارت على أؤضتها من غير ماتعبرني.
حدجته إحسان بقرف وهي ترى قطع البرتقال الصغيرة تتناثر من فمه وهو يتحدث فقالت بنزق قبل ان تذهب هي الأخرى وتتبع ابنتها
ماتخليك في الطفح اللي انت بتطفحه ومالك ومالها.
فغر فاهه شعبان باستغراب وهو يتابع انصراف زوجته وتركه ثم غمغم
اما ولية كهينة صحيح.
بعد قليل
وبعد أن شرحت غادة السبب الرئيسي الذي دفعها للشراء اليوم وحكت لوالدتها عما تفعله مرفت معها وتلميحلتها المستمرة لها سألتها بفرحة ممتزجة بالأمل.
ها ياست الكل فهمت بقى ولا تحبي افهمك من تاني
قلبت عينيها إحسان قبل أن ترد بسأم
فهمت إيه ما انت بقالك ساعة عمالة تحكي وتعيدي وتزيدي وبرضوا مقتنعتش
ليه بقى ياست ماما هو انا بتكلم أجنبي مثلا دا حتى كل كلامي واضح وباين زي عين الشمس.
هتفت بها غادة لوالدتها التي ردت هي الأخرى بحدة
هو ايه اللي واضح وزي عين الشمس الولية دي كل كلامها معاك عايم وع المتغطي مافيش حاجة مباشرة عشان اطمن وافرح فرحتك دي واباركلك على المرتب اللي ضيعتيه في يوم واحد .
زفرت غادة لترد بضيق
قولي بقى كدة ياست ماما انت اللي صعبان عليك الفلوس ومش هامك صورة بنتك ولا لبسها لما يحصل المراد ويتم اللي بتحلم بيه من زمان .
زفرت إحسان هي الأخرى وهي ټضرب كفيها ببعض وترمقها بنظرات ممتعضة وردت
يعني انت عايزاني اعوم على عومك واصقفلك كمان طب مش لما اشوف أمارة الأول يابت الخايبة الكلام الطياري دا مايكلش معايا مش يمكن تكون الست دي ليها غرض تأني معاك
صاحت غادة بعدم سيطرة
غرض تأني ايه بس ياما دي خلتني اكلم اخوها من التليفون وعرفتني عليه بقصد دا غير انها ست مش هينة في الشركة ولا حتى موظفة عادية عشان اشك فيها دي عضو مجلس إدارة وشريكة كمان في مجموعة جاسر الريان هاتعوز مني انا ايه بس
لوت إحسان فمها على زواية بشك ثم قالت بعدم استسلام لألحاح ابنتها
برضوا ياغادة تحرصي وتاخدي بالك لما نعرف مېتها ايه الأول ونعرف بقى إن كان غرضها دا بجد ولا وراه حاجة تانية احنا مش فاهمينها.
اشاحت بوجهها عنها حانقة غادة ولم ترد فهي لم تقتنع بوجهة نظر والدتها بل هي تكاد تكون متأكدة من صدق نوايا مرفت نحوها.
عاد متأخرا إلى المنزل بعد قضاء سهرته في مناقشات ولقاءات مع بعض الشركاء الأجانب للتباحث على إحدى الصفقات الهامة يجر أقدامه جرا وقد بلغ منه الأرهاق والتعب الجسدي مبلغه كان على وشك الصعود الى الطابق الثاني ولكنه توقف حينما لمح إضاءة إحدى الغرف القريبة من الردهة تراجع ليتسحب بخطوات خفيفة نحوها وقد خمن وجودها بالداخل وصدق تخمينه حينما راها فقد كانت متكئة بجسدها على الاريكة الاثيرة وتتحدث في الهاتف باندماج مع أحدهم توقف محله يرسم تفاصيلها الرائعة وهي ترتدي إحدى منامتها القصيرة كاشفة عن ساقيها بسخاء وتتلاعب بخصلة طويلة من شعرها غافلة عن عيناه المتربصة
بالطبع تبين صفة المتحدث من الجهة الأخرى في تباسطها وضحكاتها الصاخبة دون تحفظ معه زفر بضيق من هذا الذي يشاركه اهتماماتها ويستمع لضحكاتها مثله يعلم أنها انانية منه ولكن وليكن كذلك فهو يعشقها ويريد الإستئثار بها وبكل مايخصها تدفعه رغبة قوية الى اخذ الهاتف واغلاق المكالمة على الفور ولكن يعز عليه حزنها او ڠضبها سخر من حالته وضعفه الان أمام هذه الصغيرة وقد كان سابقا حاد الطباع وخشن المعاملة مع جميع النساء مهما بلغت درجة جمال الواحدة منهن قطع شروده حينما وجدها تنهي المكالمة وتهم لتعتدل بجلستها اقترب سريعا بخطواته الخفيفة ليجفلها فور أن الټفت رأسها فصړخت زهرة بارتياع قبل أن تبتلع كلماتها في سترته وقد طوقتها ذراعيه ليضمها اليه سريعا بقوة ليهدهدها ويطمئنها وسقط جالسا بها على الأرض .
بس بس اهدي مافيش حاجة انت في حضن حبيبك ايه يابنتي هو انا لدرجادي خضيتك
كان جميع جسدها يرتجف حرفيا بين يديه حتى شعر بانتفاضتها تحولت لبكاء مكتوم على صدره دب الخۏف في قلبه من حالتها التي استمرت للحظات قبل يخرجها من حضنه عنوة لينظر الى وجهها الذي أصبح كتلة حمراء مغرقة بالدموع حاوط بكفيه على صدغيها لتقابل عيناها عيناه فقال مدعي الحزم رغم الجزع الذي اصبح يعبث بداخله
ليه دا كله بقى ها ممكن أفهم
خرج صوتها بارتعاش
أسفة ياجاسر لو خضيتك مني بس انا بجد بخاف اوي والله يمكن تستغربني وتستغرب حالتي لكن اعمل ايه بقى في جبني
ضيق عيناه يسألها بتركيز
يعني حركة خفيفة زي دي ترعبك بالشكل ده! دا غير خۏفك الغير مبرر من الضلمة هو في ايه بالظبط يازهرة
ارتشعت شفتيها بعجز أمامه قبل أن تقول اخيرا
دي عقدة عندي ممن وانا صغيرة يعني عشان حاډثة حصلتلي زمان ممم بلاش والنبي تفكرني انا مش عايزة افتكر دلوقت.
قالت الأخيرة لتنزع وجهها من بين يديه وترتمي داخل أحضانه شدد بذراعيه ليحتويها ويحتوي خۏفها فقالت هي بصوت مكتوم عارفة ان شكلي غبي
ويضحك بس دي طبيعتي ياجاسر وخالي وستي رقية عارفين عني الحكاية دي .
انتبه على عبارتها فسألها بريبة
وخالك ورقية كانوا بيعملوا ايه لما يحصل معاكي كدة
ردت بعفويتها
ستي كانت بتقرالي قران وخالي كان بيضمني ويطبط عليا لحد ما اهدى .
عض على شفتيه يحاول السيطرة على النيران التي اشتعلت داخله ليقول مستنكرا
دا بدل ما ياخدوكي لدكتور يشوف حالتك ويلاقي علاج مناسب ليكي.
رفعت رأسها من على صدره لترد بلهجة لائمة
انا مش مچنونة ياجاسر ولا عندي حالة نفسية دا مجرد خوف أو جبن عندي في نفسيتي وخالي وستي عارفين كدة وكانوا دايما بيعرفوا يهدوني بحنانهم.
استفزته جملتها الأخيرة فرد وهو يشدها من ذراعها ليعيدها لأحضانه مرة ثانية مشددا
انا حنين أكتر منهم على فكرة وهاعرف احتويكي يازهرة وانسيكي الخۏف دا خالص سامعاني وبرضوا هاعرف سبب الحقيقي اللي ورا الموضوع ده.
في اليوم التالي صباحا
اصطفت السيارة بالقرب من مقر الشركة ترجلت منها زهرة لتلحق بيوم عملها كالعادة فاصطدمت عيناها بتلك التى رمقتها بنظرة غاضبة والټفت لتكمل طريقها دون مخاطبتها او حتى إلقاء التحية تنهدت زهرة بسأم منها ومن طريقتها الغبية في الخصام ومع ذلك عز عليها زعلها وهمت لمصالحتها عدت خلفها بخطوات سريعة حتى لحقت بها امام المصعد العام فجذبتها من ذراعها لتحدثها بعشم
اخدة في وشك وبتجري من قدامي جرا إيه ياختي دول مكانوش كلمتين دول.
نفضت ذراعها لترد پعنف
كلمتين برضوا دا انت طردتني من مكتبك ولا اكني حشرة قدامك عشان بس بسألك سؤال عادي إكمن خاېفة عليك وعايزة أطمن.
كظمت غيظها زهرة وردت ببعض الحلم
حتى لو كان غرضك كويس ياغادة انا ساعتها كنت في حالة ما يعلم بيها الا ربنا ومكنتش متحملة أي سؤال أو أي كلام يعني كان لازم تقدري.
ردت بحدة غادة
تقدير إيه يا ماما دا انت اللي نفسيتك كبرت وما بقتيش شايفة حد قدامك عربية اخر موديل ووظيفة محترمة ومتجوزة باشاا…….. الله يسهلك ياعم عينك بقى هتشوف ازاي الناس الغلابة
بصقت كلماتها والتفتت لتتخذ طريقها نحو الدرج تاركة زهرة متسمرة محلها وقد المتها كلمات غادة وتفكيرها ومن ناحية قريبة كانت تشاهد منذ دقائق معظم ماحدث حينما دلفت بالصدفة داخل مقر الشركة وانتبهت على وقفتهم الغريبة أمام المصعد أخرجت هاتفها للتصل بها وكالعادة أتاها ردها سريعا
الووو ياقلبى عاملة ايه النهاردة………. بقولك ايه ما تيجي عندي المكتب نرغي شوية.
بعد قليل
كانت جالسة معها على الاريكة الجانبية بداخل غرفة المكتب الواسعة ذات الزوق العصري ترتشف من كوب العصير أمامها وجسدها يهتز من الڠضب سألتها الأخرى بمكر
ياااه دا انت شكلك متعصبة قوي هو انت خارجة من خناقة يابنتي ولا إيه
أجابتها بوجه مكفهر
لا عادي ما تخديش في بالك انت شوية كدة وهاروق نفسي اصل مافيش حد في الدنيا دي كلها يستاهل إني اتعصب ولا احړق في دمي عشانه صدق اللي قال شبعة من بعد جوعة .
ردت مرفت بابتسامة وقد أطربها كلمات غادة
تقصدي زهرة صح عشان ينطبق عليها كل كلامك بس هي زعلتك في ايه بقى
أجفلت غادة من سرعة البديهة لدى الأخرى والتي خمنت الأسم سريعا بذكاءها فقالت بمواربة
اهو بقى عملت اللي عملته انا مش عايزة احكي ولا اتكلم عشان معصبش نفسي على واحدة متستاهلش دي اتغيرت وشافت نفسها اوي بعد ما كانت پتخاف من خيالها وما بتتحركش في أي حتة غير وهي معايا.
لوت شفتيها مرفت تقول بكيد وابتسامة مستترة
حقها بقى ياغادة مش خلاص وصلت .
حدجتها الاخيرة بنظرة ڼارية صامتة قبل أن تشيح بوجهها لترتشف من عصيرها بغيظ فتابعت مرفت
ماقولتليش صح هو انتوا كنتوا واقفين قدام الأنساسير بتقولوا ايه اصل بصراحة شوفت وقفتكم واستغربت.
اجابتها غادة بتفاخر
كانت بتترجاني عشان اصالحها لكن على مين انا ادتهمولها فوق دماغها ولا هامني.
صمتت قليلا مرفت بتفكير قبل أن ترد
وهاتستفيدي ايه بقى لما تديلها فوق دماغها ياعبيطة دي ممكن تقلب جاسر عليك وتخليه يرفدك.
ناظرتها پخوف تسألها
تفتكري هي ممكن تعملها صح بس انا اعرف زهرة وماظنش انها تعملها.
ردت مرفت بفحيح
وماتظنيش انها تعملها ليه بقى مش انت بنفسك بتقولي انها اتغيرت
ظلت غادة على صمتها تنظر لها بارتياع واستطردت الأخرى
ما تخافيش قوي كدة بس انا رأيي انك تروحيلها بنفسك وتصالحيها وتفهميها انه كرم اخلاق منك وبشطارتك بقى تخليها ترضيك وتدعك كمان.
سألتها بتشتت
ترضيني ازاي يعني مش فاهمة
ردت مرفت بابتسامة متسعة
هاقولك ياغادة ازاي
ماجبتيش البنات معاك ليه
تفوه بالسؤال محروس لزوجته اثناء زيارتها له في قسم الشرطة والذي كان بحالة يرثى لها وكأنه كبر في العمر ٢٠ سنة فجأة أجابته سمية بهدوء لا يخلو من التقريع
اجيبهم فين يا محروس انت عايز بناتك يدخلوا القسم على سنهم الصغير ده ويشوفوك بالحالة دي
مصمص محروس بشفتيه يقول
قال يعني خاېفة على شعورهم قوي امال لما اخد حكم هاتحرميني من شوفتهم خالص على كدة بقى.
شهقت سمية بجزع ترد على كلماته
بعد الشړ يامحروس بلاش تفول وتقول كدة الله لا يسيئك إن شاء الله تطلع قريب وماتوصلش قضيتك للمحكمة دي سي الاستاذة نوال مافيش اشطر منها والمحامي التاني بتاع الباشا جوز بنتك كمان بيحكوا عليه قصص في القضايا اللي كسبها قبل كدة.
رد محروس بعد أن أصدر همهمة ساخرة
قال الباشا جوز بنت قال! هو دا لو هامه الموضوع بجد كان سكت لحد دلوقتي واكتفى بالمحامي الخايب بتاعه دا انت بنفسك بتقولي باشا يعني يقدر جيب اللي يشيل القضية عني بدل الواحد الف .
تطلعت سمية بدهشة الى هذا الرجل الذي ما زال يصدمها بحجم أنانيته المفرطة
جوز بنتك راجل محترم يامحروس يعني مش هايقبل يلبس قضيتك لحد مظلوم واهو بيعمل اللي عليه جايبلك محامي كبارة وموصي عليك هنا جامد محدش من الواغش اللي في الزنزانة معاك يقدر يقربلك دا غير انه مسلط رجالته يدور ع الواد اللي وقعك في المصېبة دي عايز ايه تاني بس
همس بانفعال جازا على أسنانه وعيناه تتنقل كل ثانيه نحو باب الغرفة الجالس خلفها رجل الأمن
عايز مزاجي ياختي دماغي هاتنفجر ومش متحمل متخليه يبعت لي حاجة تريحني شوية تبع الأكل اللي بيبعته.
فغرت فاهاها وتوسعت عيناها لتتجمد محلها مذهولة للحظات قبل أن تتدارك نفسها وتنهض فجأة مستئذنة
بقولك ايه يامحروس انا هقوم ياخويا قبل ماتنزل عليا جلطة ولا يحصلي حاجة بناتك مالهومش غيري دلوقت .
هو دا بقى المحل اللي كلتي دماغي بيه طول السكة
أردفت بالعبارة زهرة وهي تلج بصحبة غادة لداخل المطعم المشهور بأطعمته الرائعة تلفتت غادة حولها بانبهار وهي تشكر بداخلها مرفت التي أشارت عليها بهذا المطعم قبل أن تجلس على احدى الطاولات أمام زهرة وردت
ليكون يعني مش عاجبك ياست زهرة ولا مش قد المقام اهو دا اللي خطړ في بالي بقى ولا انت ندمانة على العزومة اللي ورطتك فيها عشان تصالحيني
عبست زهرة بوجهها قليلا قبل
يتبع….
الفصل الثالث والثمانون
أن تجيبها بعتاب
انت لسة هاتلقحي برضوا بالكلام انا بفوتلك ياغادة لكن بزعل والله مافيش حاجة تجبرني اصالحك بعد الكلام السم بتاع الصبح غير اني بعزك ياغادة واعرفي دي كويس.
ماشي ياستي .
تمتمت بها وهي تتناول قائمة الطعام أمامها وقالت
هاتختاري ايه انت بقى
صدح صوت الهاتف الخاص بزهرة فردت بعجالة قبل ان تجيب على المتصل
اطلبي انت اللي عايزاه وانا هارد على جاسر .
اخفت أمتعاضها غادة لتضع غيظها في اختيارات الأطعمة التي بالغت في عددها للنادل حتى صدح هاتفها هي أيضا فأجابت بغبطة مرحبة وكأنها تقصد لفت نظر زهرة التي انهت مكالمتها سريعا
الوو ياقلبي عاملة إيه ……….. أصوات كتير اه ما انا قاعدة في مطعم …. مع بنت عمتي عشان هانتغدى فيه……… ايه مش سمعاني كويس……… طب ثواني طيب هاغير مكاني وابعد عن الزحمة شوية ……
قالتها وهي تنهض عن مقعدها تستأذن من زهرة التي أوقفتها بحزم قبل أن تبتعد
حاولي ماتتأخريش في مكالمتك عايزين نلحق نتغدى ونروح لكاميليا كمان .
اومأت لها برأسها بسأم قبل أن تبتعد لتجري مكالمتها .
تنويه حكومي: تنصح الحكومة جميع المواطنين بعدم شراء العملات الاجنبية من الدولار واليورو وعدم التعامل بهم خارج البنوك وباطار قانوني ورسمي ، بالاضافة الى الذهب مع اختلاف وارتفاع اسعاره الحالية
ومن الجهة الأخرى كانت تراقبهم من الطابق الثاني للمطعم وهي تتحجج لغادة بالأصوات في الهاتف حتى جعلتها تبتعد بمسافة كافية لعزلها عن زهرة التي أتى اليها النادل بعد قليل بكوب من عصير فريش فسألته باستغراب
ايه دا بس انا مطلتبش عصير .
اجابها النادل بعملية
الهانم اللي كانت مع حضرتك هي طلبت اخدت واحد مني وبعتني بالتاني ليك .
أومأت له برأسها بتفهم ليضعه على الطاولة أمامها وهي في انتظار رجوع غادة والتي كانت مندمجة في الحديث الشيق لمرفت التي مازالت تراقب في الطابق الثاني.
ايوة ياغادة زي مابقولك كدة ماهر راجع بعد كام يوم وانا عايزة اعمل حفلة تعارف لأصدقائي عليه هاتيجي انت طبعا صح……………
ابتسمت باتساع وهي تستمع الى لهجة غادة المتلهفة وأسترسالها في الكلمات فتابعت بمكرها
طبعا ياقلبي لازم تبقي اول الحضور مش انت بقيتي صاحبتي…….. طيب شوفي بقى انا عارفة زوقك حلو في اللبس وشيك وانا قاعدة دلوقت في محل ملابس بنقيلي كام فستان تفتكري ايه الألوان اللي تليق عليا…………
استمرت مرفت باستدارج غادة في الحديث والأخرى أخدتها الفرحة وألهتها عن العزومة وعن الطعام وعن زهرة التي ملت من الأنتظار وكلما حاولت الإتصال وجدته رقمها مشغولا حتى ارتشفت من العصير لتخفف عنها التوتر والڠضب فغزت ابتسامة الانتصار على ثغر مرفت التي نهت المكالمة مع غادة بعدها بوقت قليل على وعد باتصالها مرة أخرى لتستشيرها في باقي المشتريات.
عادت غادة اخيرا الى الطاولة التي امتلئت عن اخرها بالمأكولات التي طلبتها من القائمة ترتسم على وجهها ابتسامة حالمة تجعلها تطير عن الأرض محلقة
هاا اتأخرت عليك
ردت زهرة پغضب رغم هذا الوهن الذي بدأت تشعر به
افندم ياست ياغادة ما كنت مشيتي وسيبتيني أحسن بتطلعيني ساعة استناكي دا الأكل نفسه برد ياشيخة.
ردت غادة ملطفة وعيناها تطوف على المأكولات باشتعال
معلش يازهرة كانت مكالمة مهمة اوي والله بس ايه الأكل الحلو ده
قالت الأخيرة لتهجم على الأطباق أمامها تتناول منهم بنهم استدركت لتسأل زهرة بحرج وفمها ممتلئ عن اخره
انت مابتاكليش معايا ليه
ردت زهرة وهي تتطلع للطعام أمامها بدون شهية وثقل رأسها يزداد شيئا فشيئا
كولي انت وحاولي تنجزي عشان انا بدأت اتعب.
اكيد تعبك دا سببه جوع والنعمة كولي الحتة المحمرة دي وانت هاتفوقي.
قالت الأخيرة وهي تمد إليها بقطعة لحم مشوية أبعدتها زهرة بيدها وهي تشيح بوجهها عنها.
ياغادة والنبي ياشيخة ما تغصبي عليا مش قادرة.
قطبت مندهشة غادة من حالة النفور التي لدى زهرة ثم مطت شفتيها بعدم أكتراث لتكمل هذه الوجبة الدسمة بنفس مفتوحة على اخرها حتى اذا انتهت سألتها زهرة وكان صوتها يأتي من جهة أخرى غيرها
شبعتي
ردت غادة تشير بيدها على امتلاء معدتها
ع الاخر حقيقي اللي شارت عليا بالمطعم تستاهل بوسة وانت يازهرة متشكرة اوي يابنت خالي ياقمر انت .
أومأت لها بعيناها بضعف لتتناول من الحقيبة عدة وريقات من المال بغير تركيز تضعهم في القائمة دون أن تعير اهتمام لهتاف غادة
حيلك حيلك ياعبيطة انت احنا مكالناش بالفلوس دي كلها .
نظرت لها بأعين زائغة وهي تخرج بعض منهم وتضعهم في كفها وهمت لتقف ولكن جسدها المنهك سقط على المقعد مرة أخرى پعنف هتفتح غادة عليها بجزع وهي تقترب
مالك يازهرة فيكي ايه
لم تقوى على الرد وأنفاسها اصبحت ثقيلة كجسدها جفناها ينغلقان وتفتحهم بصعوبة أصابها الجزع غادة وهي تحاول معها بكلمات مضطربة
يازهرة قومي خليني اوصلك قومي يابنت خالي ماتخضتيش عليك
حينما لم تجد فائدة من محاولاتها الجديدة وهي تنظر حولها تبتغي المساعدة من احد ما حتى لفتت انظار بعض الأشخاص حولها ليسألوها وقبل أن تجيبهم وصلها الأتصال من تلك التي تشاهد من علو أجابتها غادة على الفور وكأن اتصالها اتاها نجدة من السماء
الوو .. ايوه يامرفت الحقيني .
ردت بتصنع تدعي عدم الفهم
اللحقك ليه يا غادة في حاجة حصلت
ردت سريعا
زهرة يا مرفت مسخسخة معايا وشكلها يخوف لدرجة انها مش قادرة تقوم من مطرحها وانا خاېفة مش عارفة اعمل ايه الناس حواليا بيقولولي نساعدك وناخدها عالمستشفى……
قاطعتها على الفور
لا اوعي ياغادة تعملي كدة وتخلي حد غريب يوصلها معاكي انا لو قريبة منك كنت جيتلك واخدتها لأي مستشفى بس نصيحتي ليك اتصلي بجوزها يجي ويتصرف واخلي مسؤليتك محدش عارف بنت خالك عندها ايه.
يانهار اسود يعني هايكون عندها إيه انت بتخوفيني ليه اكتر ما انا خاېفة
اجابتها بثقة
انا مابخوفكيش انا بقولك ع الصح ياغادة انت مش قد جاسر الريان ولا قد غضبه .
انهت المكالمة غادة وهي على اخرها وقد جف حلقها وارتعدت أوصالها من الخۏف ټلعن دخولها هذا المحل وټلعن الساعة التي أتت بها وهي تحاول مع زهرة التي الټفت بعض النساء حولها لمعرفة ما أصابها وبحركة سريعة تناولت هاتف زهرة لتضغط على الرقم الأخير فجاءها الرد بالصوت الأجش .
الوو يازهرتي….. لحقتي ترجعي من مشوارك
تمالكت نفسها لترد بصوت مهزوز
انا مش زهرة ياجاسر باشا انا غادة.
وصلها وصوته الحازم
وانت بتتصلي عليا ليه من تليفون زهرة
سقط قلبها رهبة من نبرته فقالت مدافعة
انا اسفة ياجاسر بيه اني بتصل بس زهرة تعبانة اوي..
مالها يازهرة يابنت انت
قالها بمقاطعة حادة أجفلتها لتزيد من رعبها فتمتمت سريعا تشرح له ماحدث على عجالة
والأخرى مازالت تتابع من محلها وتراقب وكما توقعت لم ينتظر جاسر سوى دقائق وأتى على الفور بقلب ملهوف يشعر به على وشك التوقف من الخۏف عليها.
ايه اللي حصل
اردف بها بحدة بمجرد وصوله ليفرق تجمع النساء حولها سريعا ليتفحصها.
خرجت كلمات غادة بلجلجة من فرط خۏفها
ااا والله ما اعرف احنا كنا بنتغدى وفجأة لقيتها سخسخت كدة مني.
لم ينتبه لها ولما تتفوه بها بعد أن دنى سريعا من زهرة يحاول افاقتها بقلب ملتاع.
زهرة قومي يازهرة هي ايه اللي حصلها بالظبط.
اردف بها بأعين ڼارية نحو غادة التي ارتعشت امامه تهز رأسها بعجز
والله ما اعرف والله العظيم ما اعرف.
حدجها پغضب قبل أن يدنوا نحو زهره ليحملها غير ابه بوضعه ولا نظرات الناس حوله ليغادر بها نحو اقرب مشفى رفعت غادة الحقائب لتلحق بهم وفي الأعلى انشق ثغر مرفت بابتسامة متسعة لتتصل بشريكها
ايوة يافاضل اخدت صور كويسة بقى ولا لسة
..
كان لابد له أن يعلم من البداية هو ليس غبيا حتى يغفل عن شئ كهذا واضح كضوء الشمس الفضاح ليس غبيا ليبيت ليلته دون أن يحقق في ماحدث لقد بدأت الحړب ومن جهة غير معلومة على الإطلاق من وقت أن اخبره الطبيب بنتيجة فحصها ليجمع الأحجية ويربطها ببعضها فيصل الى النتيجة التي هو بصددها الان وللمرة الثانية تأتيه الضړبة من جهة غير متوقعة وفي المرتين الضربات تصيبها هي قبل أن تصيبه وما أشدها من ضربات.
تململت هي فراشها قبل أن ترفع رأسها لتبحث عنه فوجدته جالسا في جانب من الجناح الكبير على الاريكة الوحيدة به أذهلتها الملامح القاتمة والمرتسمة على وجهه پغضب حواجبه المنعقدة بشدة تنبئ بالسوء عن ما يبدوا شاردا فيه جلسته على غير العادة في هذا الوقت الباكر من الصباح مكان فراشه البارد بجوارها جعلها تتسائل باستغراب منذ متى استيقظ أو أنه لم ينم أصلا
تنويه حكومي: تنصح الحكومة جميع المواطنين بعدم شراء العملات الاجنبية من الدولار واليورو وعدم التعامل بهم خارج البنوك وباطار قانوني ورسمي ، بالاضافة الى الذهب مع اختلاف وارتفاع اسعاره الحالية
في حاجة يا جاسر
تفوهت بها لتقطع شروده فالټفت إليه رأسها لتتبدل ملامحه على الفور ليجيبها بابتسامة مشاكسة بصوته الأجش
طب مش تقولي صباح الخير الأول .
ابتسمت بحرج وهي تعتدل بجذعها لتردد إليه الصباح وكان رده على الفور أن أتى ليجلس بجوراها يرد على صباحها لها بقبلات رقيقة متتالية على وجهها
صباح الفل والورد والياسمين على أحلى زهرة في حياتي .
زحف الدفء في شراينها لينشر فيضان محبته لها وليذهب عن عقلها التوتر الذي انتابها منذ قليل وتابع ليسألها بحنانه
عاملة ايه النهاردة بقى
أجابته بابتسامة مطمئنة
الحمد لله النهاردة حاسة نفسي كويسة اوي عن امبارح مع اني مستغربة أوي اللي حصلي فجأة بعد ماكنت كويسة.
أومأ برأسه ليدفن وجهه سريعا في تجويف عنقها يتنشق عبيرها بقوة شعرت هي بتشنج جسده فسألته بحيرة
هو انا ليه حساك متغير النهاردة.
لزوموها ايه الأسئلة دي بس يازهرة كدة ع الصبح
قالها بصوت مكتوم جعلها تغير السؤال
طب هو انا نمت قد ايه بالظبط
توقف عما يفعله ليواجه وجهها ويزيح بيده الخصلات المتناثرة على جانبيه فرد ماطا بشفتيه
اممم بصراحة مش فاكر بس انت نمت كتير قوي
تطلعت عن قرب لوجهه لتسأله بتوجس
هو انت فضلت سهران طول الليل جمبي ياجاسر
رد متبسما لها بحنان
وايه اللي يخليني اسهر جمبك بس والدكتور نفسه مطمني عليك ياستي انا جالي شوية قلق عادي يعني عشان الشغل.
ظلت صامتة تراقب تهرب مقلتيه عن مواجهة خاصتيها وبعض الحركات الخفيفة لعضلات وجهه والتي زادت من الشك بداخلها لتسأله بإلحاح
مش عارفة ليه ياجاسر بدأت اشك انك مخبي عني حاجة.
أهداه ابتسامة رائعة قبل أن يقبلها مرة أخيرة قبلة عميقة على وجنتها لينهض بعد ذلك وهو يرد بلغة غامضة لم تفهمها
مافيش حاجة بتسخبى دلوقت يازهرة قومي ياللا فوقي عشان تفطري وتلحقي شغلك معايا .
قالها وذهب نحو حمام الغرفة غمغمت في أثره مندهشة تردد
اروح الشغل معاه! ازاي يعني!
وفي الجهة الأخرى
كانت تنظر في شاشة الهاتف وتقرأ المنشور المكرر على عدة صفحات والمرافق بالصور المؤكدة صحة الخبر واضعة كفها على فمها بجزع هذا ما كان ينقصها الايكفي تحقيق جاسر الريان معها ونظراته المرعبة التي كان يلقيها نحوها بالأمس وكأنها المتسببة فيما حدث حتى أصبحت تغمغم محدثة نفسها
يالهوي عليا طب وانا مالي خاېفة اوي كدة ليه هو انا اللي كنت صورتهم ولا نشرت الصورة حتى…. كانت خروجة مهببة كانت خروجة زفت عليا وعلى سنيني.
مالك يابت انت بتكلمي نفسك
هتفت بها إحسان وهي تلج لداخل الغرفة رفعت غادة رأسها ترد بهلع
ما انا لازم اكلم نفسي ياما لازم اكلم نفسي وشكل اللي جاي مش خير أبدا ياما ربنا يستر ربنا يستر
ڼهرتها إحسان غاضبة
بطلي تندبي زي غراب البين كدة وفهميني فيه ايه
ناولتها غادة الهاتف بصمت لتنظر فيه وتفهم وحدها قرأت قليلا في الخبر قبل أن تسألها باستغراب غير مبالية بالخبر نفسه
وانت إيه دخلك بقى بالهليلة دي كلها عشان تندبي وتعمليها مناحة
تلعثمت قليلا قبل أن تجيبها بقلق
ممما انا كنت معاها امبارح في المطعم لما أغمى عليها وانا اللي اتصلت بيه عشان يتصرف يعني لو ماكنتش اتصلت بيه انا مكنش حصل دا كله .
ضيقت عيناها بتفكير إحسان قبل أن تقبض على رسغها هادرة بټهديد
انت كنت قاصدة يابت
صاحت صاړخة
والله ياما ماكنت اقصد انا اتصرفت كدة من خۏفي لما شوفتها مسخسخة قدامي هو بقى اللي مقدرش على تعب الغندورة وجه يشيلها بنفسه انا مالي انا ماكان بعت السواق أو حد يجي ياخدها بداله.
زادت إحسان من ضغط كفها الغليظة على يد غادة لتؤلمها أكثر وهو تعاود السؤال
ولما انت واثفة في نفسك كدة بتكشي في هدومك ليه منه
صړخت غادة پألم وهي تجيبها
بكش في هدومي عشان نظرته ليا امبارح مكنتش مطمناني الراجل كان بيزغورلي بعيونه ونشف ريقي بأسئلته الكتيرة.
دفعتها إحسان للخلف ترد بضيق
ومدام متأكدة وواثقة في نفسك خاېفة ليه دا انت تروحي الشغل وتروحيلها بيتها عنده كمان اللي على راسه بطحة هو اللي يحسس عليها ياعنيا.
خرج من حمامه ليجدها أمامه ارتدت ملابسها وتنهي حجابها أمام المرأة خاطبت انعكاس وجهه أمامها
اتأخرت ليه في حمامك مش عوايدك
رد عليها مبتسما بشحوب
وانت كمان مش عوايدك تخلصي لبس بسرعة كدة
استدارت إليه بابتسامتها الرائعة لترد بمرح
واديني عملتها ياسيدي عشان تعرف ان مراتك مابتحبش الرقاد ولا العيا وعشان كمان عندي ملفات عايزة اجهزها بسرعة لمديري الراجل الصعب اللي قولتلك عليه قبل كدة .
اتسعت ابتسامته قليلا يجاريها في مزحتها وقد تأكد من ظنه زهرة لم تدري بعد بما نشر وما يتناقل على الهواتف عن خبر زواجهم وما حدث أمس حتى أصبح ترند على وسائل التواصل الإجتماعي عنها وعن أبيها ونسبه بهم فكيف له أن يخبرها ويطفى شمس ابتسامتها المشرقة فهذا كثير وفوق قدرة تحملها وتحمله قطع شروده صوت الهاتف والذي أشارت إليه زهرة بضيق
ماتشوف تليفونك دا ياعم اللي ما بطلش رن من الصبح وفلق دماغي.
طب استنيني عشان نمشي مع بعض.
قالها وتوجه ليتناول الهاتف من فوق الكمود غافلا عن غمغمتها من خلفه
لتاني مرة بيقولي نمشي مع بعض هو ناسي ان كل واحد ليه عربيته ولا إيه
قالتها وذهبت لتتناول شطيرة صغيرة لفطارها وترتشف فنجانها اليومي القهوة باللبن كما تحب
في الوقت الذي كان هو يرد فيه على المتصلين من شركاءه في المجموعة ليطمئنهم بردود مقتضبة حتى لا تفهم هي ما يرمي إليه وعيناه تتنقل حولها كل دقيقة حتى أتاه الإتصال المنتظر رمقها بنظرة خاطفة يقول سريعا قبل
يتبع….
الفصل الرابع والثمانون
أن يتوجه نحو الشرفة
هاخلص اتصالي وراجعلك.
تطلعت في أثره مندهشة من تكرار جملته لها حاولت الأنتظار قليلا ولكن حينما تأخر في جداله بالشرفة ومع نظرة لساعتها شهقت قائلة
بالهوي دا انا اتأخرت جدا على ميعادي لا بقى خلص مع نفسك انا يدوبك اللحق الشغل المتأخر عليا.
غمغمت بعبارتها الاخيرة سريعا وهي تتناول حقيبتها لتغادر دون أن تنتظره لتتخذ السيارة المخصصة لها بسائقها وتذهب لعملها أما هو فكان على صفيح ساخن وهو يخاطب محدثه في الهاتف
انا فتحت المكالمة على أن المتصل والدك مش انت يامدام.
وصله صوتها بصړاخ
طبعا مش عايز ترد عليا وانت ليك عين تحطها في عيني أساسا بعد ما بقيت ترند انت واللمامة بنت تاجر المخډرات.
ضم قبضته بقوة ليرد عليها جازا على أسنانه يحاول كبح جماح شياطينه مع هذه المستفزة
كلمة تاني عنها ياميري وهاتشوفي وش عمرك ماشوفتيه.
انت كمان بتدافع عنها…….
قطع صړختها والدها الذي تناول منها الهاتف ليحدثه قائلا
جاسر يا ريان .
نعم ياسيادة الوزير.
هتف بها بنفس القوة ليأتيه رد الرجل الحاسم
عايزك تيجي الفيلا حالا وتقابلني ولاحضرتك متردد ما تيجي
استفزته كلمات الرجل فقال حازما
مش انا سيادتك اللي اتردد في أي موضوع يخصني وانت عارف كدة كويس ياسيادة الوزير فهمي حيدر.
تمام يبقى تيجي حالا في ظرف ربع ساعة عشان انت عارف مشاغلي
قالها فهمي واغلق المكالمة على الفور زفر جاسر پعنف قبل أن يعاود الرجوع لجناحه ليفاجأ بذهابها دون انتظاره رفع رأسه للسماء يتنهد بيأس يرجوا أن تكون على قدر ما يحدث.
……………………….
خرجت من سيارتها لتعدو بخطواتها بنشاط وحيوية نحو الدلوف الى الشركة لتفاجأ بنظرات الجميع المصوبة نحوها بشكل ملاحظ شعرت ببعض الأرتباك وهي تتسائل ان كان هناك شئ ما يعيب ملبسها وما ترتديه ولكنها نفضت الفكرة لتكمل طريقها وهي تظن انها تتوهم ولكن شكها بدأ يتزايد وهي تسمع الهمهات خلفها من بعض الموظفات والموظفين وهي واقفة في انتظار المصعد العمومي للشركة
ودي ليها عين تيجي النهاردة بعد اللي اتعرف لا وواقفة تنتظر الانساسير مع الموظفين الغلابة تمثيل يابنتي كهينة أوي وعاملة فيها بريئة اموت واعرف هي عرفت توقعه ازاي دي وقعة سودة وهاتنزل بيه لسابع أرض دا كفاية سيرة ابوها اللي مشرف في السجن پتهمة المخډرات.
هنا وضحت الصورة كاملة وتأكدت مما ظنته في البداية تخمين تسحبت بخطواتها مطرقة رأسها بخزي متجهة نحو الدرج لتصعده على أقدامها بديلا للمصعد تريد الإختباء تريد العودة لمنزلها الامن مع جدتها وخالها تريد الأختفاء عن أعين الجميع وعن سماع مايؤذيها منهم تريد أن تتلاشى نهائيا.
ولج لداخل القصر المهيب بعد اختراقه لصف الحرس الأشداء والمنتشرين بكثافة خارجا ليتقدم بصحبة مدير مكتب الرجل والذي قابله بابتسامة دبلوماسية بطبيعة عمله تلقفته ميريهان من وسط القصر وهي تهتف بعدم مراعاة لمكانته أو حتى لمظهرها ومظهره أمام العاملين بالقصر
أهلا أهلا بالعريس نورت ياباشا ماجيبتش ليه العروسة نتعرف بيها ولا نتعرف بيها ليه ما احنا عرفناها خلاص ومصر كلها عرفتها وعرفة نسب الباشا اللي يشرف.
تنحنح الرجل بحرج معتذرا ليتركهم فتقدم جاسر ليجلس على أقرب مقعد وجده أمامه يتطلع إليها ببرود وهي تصرخ حانقة منه
ماترد ياجاسر باشا ولا القطة كلت لسانك ولا مش لاقي رد بعد ما سمعتك بقت ترند في العالم كله
مال بجلسته إليها مستمرا في بروده صامتا عن الرد عليها لدرجة كادت أن تصيبها بالشلل من فرط غيظها حتى قاطع صړختها والدها الذي خرج من غرفة مكتبه ليهدر مستنكرا
كفاية ياميري وارجعي على أؤضتك .
خرج جاسر عن صمته ليرد على الرجل
وكفاية ليه يا سيادة الوزير ماتسيبها تخرج طاقة الكبت والقهر اللي جواها بدل ماتطق ولا يحصلها حاجة
عادت للصړاخ موجهه الخطاب لوالدها
شايف ياوالدي بجاحته وقلة أدبه.
نهض جاسر احتراما للرجل الذي اقترب منه ليشاركه الجلسة
واخد بالك ياسيادة الوزير انا للان ملتزم بسياسة ضبط النفس ومش عايز أرد عليها احتراما لسيادتكم.
فغرت فاهاها واشتعلت عيناها ذات العدسات الزيتونية فكان الرد من الرجل الذي قال مباشرة بدون مواربة
سؤال وعايز اعرف إجابته حالا ياجاسر هي البنت دي حقيقي تبقى مراتك ولا الموضوع حصل فيه لبس والصور دي كمان بتاعتك ولا لأ
صمت قليلا جاسر وعيناه تتنقل بين الرجل وابنته ثم أجابهم بكل ثقة
دا حقيقي فعلا زهرة تبقى مراتي على سنة الله ورسوله والصور التي اتأخدت من غير علمي ولا رضايا هي كمان تبقى صورنا.
وقع الخبر عليهم واعترافه المتبجح لهم كان كالصاعقة التي أتت فجأة لتزلزل كيانهم همت ميري بالاعتراض صاړخة كعادتها ولكن توقفت فجأة بأشارة من والدها الذي تولى دفة الحديث أمام جاسر مشددا على أحرف الكلمات
إنت واعي للي انت بتقوله دا ولا داري بعواقب اعترافك ليا أنا بالذات بأنك اتجوزت على بنتي واحدة سكرتيرة لاتسوى وكمان بنت تاجر مخډرات
أولا حضرتك أنا مسمحلكش تعيب في مراتي ثانيا بقى أنا بأكدلك إني واعي لكل كلمة قولتها.
قالها جاسر برباطة جأش يحسد عليها وكان رد فهمي بكل هدوء
حلو أوي ياجاسر فتحة الصدر دي ارجوا شجاعتك بقى تنفعك لما اخرب بيتك وامسح الأسم اللي بناه والدك من سنين بعد فضيحتك ما ملت الدنيا.
صمت قليلا الرجل قبل أن يستطرد
ياأما ترجع لعقلك دلوقت حالا وتكدب الخبر بعد ما تطلق البنت دي ونبدل الموضوع برجوعك لميري بكام صورة حلوين وكأن شيئا لم يكن دا لو انت عايز تنقذ المجموعة.
التمعت عيناها ميري بتشفى واضح أما جاسر فتلقى الكلمات بابتسامة جانبية ساخرة ليرد
سيادتك أخدت بالك دلوقتي من الفضايح وبنتك اللي مقضاياها سهر وشرب وحاجات تانية….. دا مأثرش معاك طيب أجيبلك انا من الاخر عشان تبقى على نور مراتي مش هاطلقها وان كان على المجموعة فاانا كفيل لإنقاذها أما بقى بخصوص حصتك فانت تقدر تسحبها وبكل سرور مني لكن.
لوح بسبابته يتابع
لكن انك تحاول تلعب معايا وټضرب من تحت الحزام فانا سيادتك كمان هارد بفايل كبير لصور بنت الحسب والنسب بنتك وهي بتشرب وبترقص وبتدخل شقة صاحبها العازب في عمارة في قلب مصر الجديدة.
قال الاخيرة بمغزى لميري التي هبت منتفضة تعترض
وافرض بروح لصديقي شقته انت إيه دخلك ماانت هاجرني بقالك اكتر من سنة
لم يتمالك نفسه وضحك بدون صوت أما فهمي فقد هدر على ابنته يسكتها غاضبا
اخرسي ياميري
تابع جاسر
شوف حضرتك انا بقيت ترند زي ما انت شايف يعني حكاية تانية على حكايتي مش هاتفرق لكن سيادتك هتقدر تتحمل ولا الوزارة نفسها هاتتحمل على سمعتك
خبط فهمي بكف يده على ذراع المقعد پعنف لينهي الجلسة مع جاسر الذي أفقده اتزانه قائلا بحسم
ميعادنا في اجتماع الجمعية العمومية للمجموعة وانتهى.
تمام سيادتك.
تمتم بها ناهضا ليغادر وما أن استدار خطوتين حتى التف لميريهان قائلا بأسف
معلش ياميري هاعفيك من الحرج انا واقولهالك بنفسي انت طالق .
قالها والتف يكمل طريقه غير عابئا بصړاخها من خلفه ولا پغضب فهمي وتوعده بالرد
بضحكات متشفية سعيدة
يتبع…
الفصل الخامس والثمانون
كانت تقرأ في كلمات المنشور وتنظر للصور بتمعن وهي تخاطب محدثها في الهاتف
حلو اوي يافاضل الشغل ده بصراحة فاجأتني.
اتاها صوت الاخر بتفاخر
عشان تعرفي بس إني صحفي مش هين الخبر بقى ترند في ظرف نص ساعة وكل الصفحات والمواقع بقت تنقل من صحيفة العبدلله صاحبك اسهمه بقت تعلى يا فيفي .
صدرت منها ضحكة ذات صوت عالي قبل أن ترد
ياللا ياسيدي عد الجمايل المهم بقى اني بجد سعيدة ماكنتش اتخيل إن الزخم ده كله يحصل من نشر كام صورة صغيرين في المطعم المشهور ده قال وانا اللي فكرت ان المشهد دا يحصل في الشركة لما الأنساسير يعطل ولا يقع بيها.
هتف الرجل من محله
ېخرب عقلك هو انت بجد فكرتي في كدة لا دا انت بقيتي شريرة أوي يافيفي .
رددت خلفه بتأكيد
أوي أوي يافاضل انت لسة أساسا معرفتش امكانياتي ياحبيبي .
الحيوانات الأغبية هي حصلت يشنعوا على أبني.
هتفت بها لمياء وهي جالسة بجوار زوجها في المشفى وهي تتفقد بعض المواقع المصرية على هاتفها أجفلت عامر ليسألها بدهشة
مين هما الحيوانات يا لميا ومالهم ومال ابنك
اقتربت تناوله الهاتف ليرى ماتقصده وتابعت هي غاضبة
هي حصلت يا عامر يطلعوا إشاعات على أبني أنا هما مش عارفين جاسر الريان يبقى مين ولا وضعه إيه في البلد ولا مراته تبقى بنت مين
عقد حاجبيه عامر بشدة واطبق شفتيه ينظر في الهاتف بصمت واستطردت هي
انت لازم تتصرف ياعامر وتعمل اتصالاتك تشوف إيه الحكاية دي ومين البنت دي كمان اللي زقينها عليه انا متأكدة ان الصور اكيد تركيب ماتنطق ياعامر هو انت ساكت ليه وسايبني اتفلق مع نفسي مش واخد بالك ولا مش مركز في اللي بقوله ولا إيه
الټفت رأسه يتطلع إليها لعدة لحظات تترقب هي فيها رد فعله ثم مالبث ان يفاجأها لينهض من جوارها قائلا باقتضاب
انا هاروح اخلص ورق المستشفى واحجز تذكرتين عشان نسافر احنا نازلين مصر حاليا.
نهضت هي الأخرى لتتبعه سائلة بدهشة
ونسافر ليه ونقطع رحلة العلاج وانت ممكن باتصال واحد تحل كل حاجة هو فيه إيه بالظبط ياعامر
عاد الى مقر شركته بصحبة كارم الذي كان يصف له شفهيا وضع المجموعة وأسهمها التي هبطت بشدة في البورصة وماترتب على ذلك من وقف لبعض الصفقات نتيجة لحالة عدم الاستقرار مع اقتراح بعض الحلول السريعة والتي سيتم دراستها الان في مكتب الرئيس والذي فتحه جاسر ورأسه ملتفة للخلف نحو مكتبها الفارغ يتسائل باستغراب عنها
هي زهرة مش موجودة على مكتبها ليه
أجابه كارم منشغلا بالنظر في هاتف يده على أسهم الشركة
انا عرفت انها حضرت النهاردة.
على أساس اننا مش على علم بحضورها يعني ياعم كار…..
أردف بها جاسر قبل أن يقطع كلمته وقد هاله مايراه انتبه كارم ليرفع رأسه فتفاجأ هو الاخر وهي يرى زهرة على ألاريكة الجانبية في المكتب متكومة على نفسها كطفلة صغيرة فاقدة أبويها.
تحمحم كارم ليتسئذن شاعرا بالحرج وهو يتطلع الى رئيسيه الذي تسمر محله أمامها
اا طب انا هاستنى برا على ماتندهني .
اومأ له برأسه وراقب انصرافه قبل أن يقترب ليجلس بجوارها بقلب ملتاع يسألها
إيه اللي حصل
رفعت عيناها التي ذبلت من البكاء قائلة برجاء
عايزة امشي ياجاسر عايز اروح عند جدتي .
ضيق عينيه يسألها بلهجة خطړة
هو انت في حد هنا ضايقك
هزت رأسها تكرر بإلحاح
ياجاسر بقولك عايزة امشي احنا ماكنش لينا الجوازة دي من الأول كل اللي بيتقال من الناس ليها حق فيه انت نجمة في السما عالية وانا بنت…….
إياك تكملي يازهرة
قالها بمقاطعة حادة ليتابع
انا اتجوزتك انت بس وماليش دعوة بأي حد تاتي وعلى العموم انا كدة فهمت لوحدي .
فهمت ايه
سألت بدهشة أما هو فانشغل عنها ليتناول هاتفه ليهاتف أحدهم وفور أن اتاه الرد اصدر أمره بحزم
اسمع ياكارم جمعلي كل فرد في الشركة من أكبر موظف لاصغرهم…….. في ظرف دقايق ياكارم .
انهى مكالمته سريعا ليجدها تسأله باسستفسار
هو انت بتجمع الموظفين ليه
تجاهل الإجابة ليمسك كفها ويسحبها قائلا
تعالي معايا الأول .
نزعت يده لتتشبث بالأرض معترضة
مش هاتحرك في أي حتة غير لما تفهمني الأول.
تنهد رافعا عيناه للسماء قبل يقترب منها ليرد وهو يحاوط وجهها براحتيه
هاخدك ياستي ع الحمام تغسلي وشك وتطبطي نفسك كدة و لما نخرج للموظفين تبقى راسك مرفوعة وظهرك مفرود بعظمة.
ضيقت عيناها بتساؤل قائلة
ليه يعني
انت لسة هاتسألي يازهرة تعالي بقى مافيش وقت .
قالها ليتجه بها فورا نحو المذكور.
ضغط على جرس المنزل ولم ينتظر كثيرا حتى فتح له الصغير الباب بابتسامته الرائعة وغمازتيه التي ټخطف لب قلبه دائما ليهتف له مهللا بمرح
عمو طارق.
قلب عمو طارق انت.
اردف بها وهو يقبله على وجنتيه بسعادة ظاهرة قبل أن يسأله هامسا
عاملة ايه بقى أبلة كاميليا كويسة النهاردة
رد ميدو بهمس هو الاخر مقربا رأسه وكأنه يفشي له سرا
كويسة وعال العال دي حتى كمان لبست وهاتخرج دلوقت.
استقام بجسده يسألها قاطبا بدهشة
هاتخرج ازاي يعني وهاتروح فين
قالها قبل أن تلتف رأسه على صوتها القريب
أهلا طارق انت وصلت
تطلع الى ما ترتديه من ملابس تصلح للخروج ليكرر سؤاله لها
انت رايحة فين ياكاميليا وازاي هاتخرجي برجلك دي
تقدمت تتعكز على عاكازها بخطوات بطيبئة عرجاء لتجيبه بوجه متجمد
عندي مشوار مهم ولازم اعمله دلوقتى ضروري اوقفها قبل ان تصل للباب هاتفا پغضب
مشوار ايه اللي هاتروحيه بحالتك دي هو في إيه ياكاميليا
اجابته قائلة بحدة
زهرة اتصلت بيا معيطة وانا لازم اروح اشوفها حالا.
بعد قليل
وبعد أن اصرت على الخروج فاأصر هو الاخر على توصيلها بسيارته كانت تتحدث معه بقلق وهي جالسة بجواره في الأمام
انا كنت عارفة من الأول انها رقيقة ومش هاتتحمل العالم الغريب دي عليها زهرة دنيتها كلها كانت مختصرة في خالها وستها فجأة تلاقي نفسها في مجتمع ما بيرحمش هي مش قد الضغط دا كله انا عارفاها.
التف اليها يخاطبها برقة
واضح انك بتحبيها اوي.
ردت كاميليا وعيناها تتطلع اليه عن قرب
انا فعلا بحبها اوي بس خاېفة عليها أكتر عشان الجوازة دي ماكنت راضية عنها من الأول دي عالم مابترحمش ومشاعر البشر عندهم اخر شئ يفكروا فيه بس بحلف وديني لو جاسر الريان مدافعش او اتخلى عنها لكون واقفالوا ان شالله اترفد من شغلي حتى .
صمت طارق ولم يسعفه قلبه على الرد فعيناه والتي كان يحيدها بصعوبة ليلتفت للطريق تعلقت بهذه المرأة المذهلة والتي مازالت تدهشه قوتها وشجاعتها رغم هذه الحزن الذي يغلف قسماتها وهي تتحدث وكأن الموضوع يمسها هي شخصيا هي لغز ولن يهنأ له بال حتى يجد شفرة لحله.
في الردهة الفسيحة وقد اتى الجميع لتلبية لدعوة رئيسهم في العمل خرج بها أمامهم بعد ان ذهب عن وجهها بعض الذبول تجاهد لتنفيذ نصائحه برفع عيناها في وجوه الجميع دون خوف أو خزي في حضرته استمر في سحبها من كف يدها
حتى توقف أمامهم في الوسط ليصيح فجأة بصوت جهوري يصل إلى لأبعد فرد في الردهة
أكيد طبعا سمعتوا ولا قريتوا اللي انكتب عني وعن زهرة في السوشيال ميديا
صدرت الهمهمات والأصوات المغمغمة من بعضهم قبل أن يوقفها هو بصيحة قوية
مش عايز اسمع أي صوت عشان تسمعوا اللي جاي دا مني كويس قوي وتفهموه.
خيم الصمت بعد كلماته القوية ليتابع
انا دلوقت بعلن اهو قدامكم ان الخبر دا حقيقي يعني من الساعة دي أي حد هايحاول يضايق زهرة هانم مراتي بكلمة حتى لو مش مقصود انا هاعرف ارد حقها كويس قوي الأمر دا انا معنديش تساهل فيه يعني لو حصلت اشغل الكاميرات على أي فرد فيكم عشان اتابع بنفسي هاعملها واللي معترض على القرار ده يتفضل يلم حاجته من دلوقت وعلى برا الشركة حالا.
صدر من بينهم صوت مرفت باعتراض
ايه الكلام دا حضرتك ازاي يعني تشغل كاميرات وتراقب واللي يغلط بكلمة حتى لو مش مقصودة ترفده على طول دا يبقى اسمه تعسف.
أجابها بنظرة مستخفة
اعتبريه زي ما تحبي تعتربيه بس وفري اعتراضك بقى للجمعية العمومية للمجموعة يااا مدام مرفت.
….
اعتبريه زي ما تحبي تعتبريه بس ياريت بقى توفري اعتراضك لأجتماع الجمعية العمومية للشركة يااامدام مرفت.
لا زالت الكلمات تتردد في راسها بعد أن القاها بتحدي أمام الجميع لتشعر وكأن دلوا من الماء المثلج سقط فوق رأسها إهانته المبطنة أخرستها واللجمتها عن الرد عليه حتى أفقدتها لذة انتشاءها بالنصر بعد أن ملئت الدنيا بخبر زواجه بهذه الفتاة ونسبه لرجل مسجون
ليقلب الطاولة فوق رأسها الان بخبر إعلانه هذا بكل تفاخر أمام موظفين شركته ليجبرهم على احترام هذه الزهرة وكأن لا شئ يعينيه في هذا العالم سوى رضاها حتى وهو يعلم بكم الخسائر والكوارث المترتبة على أعلانه هذا.
فارت الډماء برأسها وجسدها كان يهتز من فرط أنفاعلها حتى أصبحت تضغط بقبضتها على قلمها الصغير بقوة أدت لأنكساره لنصفين فچرح راحة كفها ولكنها لم تهتم فچرح كرامتها اقوى واشد كرامتها التي دهسها قبل ذلك حينما لفظها كقطة مصېبها الجرب وهي التي تقربت منه وكانت على استعداد لتهبه قلبها وجسدها بل وروحها لو أراد ولكن قلبه الغشيم رفض بكل قوة ليتحجج بمبادئ وهمية ليس لها سعر ولا ثمن في قانون المحبين .
انتفضت فجأة على صوت هاتفها الذي صدح أمامها على سطح المكتب وقطع شرودها لمحت بعيناها اسم المتصلة فتأفافت بقرف فا اخر ما ينقصها الان هو الاستماع لتفاهات هي في غنى عنها همت لعدم الرد ولكنها استدركت ترد سريعا لتعلم بااخر اخبار جاسر الريان مع صهره الوزير خرج صوتها بنبرتها المصطنعة كعادتها
ألوو…. أيوة ياقلبي اخبارك ايه النهاردة
اتاها من الجانب عبر الاثير صوت صړختها الباكية
الحقيني يا مرفت جاسر طلقني.
طلقتها معقول
هتف بالسؤال طارق والذي وصل بصحبة كاميليا ليشهدوا بالصدفة تجمع الموظفين واعلان جاسر الهام أمامهم بقوة ثم يصعق الان بهذا الخبر المهم من صديقه بعد أن اجتمع به داخل غرفة مكتبه تاركا زهرة في الجانب الاخر من الغرفة مع كاميليا والذي أجابه باستنكار
ومش معقول ليه بقى ماهو دا الطبيعي على فكرة ولا انت مش واخد بالك
لأ ياسيدي واخد بالي وعارف كويس باللي ناوي عليه من زمان بس ما توقعتش يكون دلوقتى بالذات انت كدت فتحت عليك جبهة فهمي حيدر في وقت صعب وحرج ودي جبهة شديدة أوي وشرسة .
قالها طارق بقلق وكان رد جاسر الحازم
تبقى زي ما تبقى انا أساسا على اخري من الراجل ده هو وبنته من زمان بس كنت بصبر نفسي وبأجل في شئ محسوم ايه اللي يجبرني استنى أكتر من كدة ولا اتنازل وانفذ شروطه يا أخي في ستين داهية.
تنهد طارق يمسح بكفيه على جانبي رأسه ليرد وهو يحاول التخفيف من توتره
برغم خۏفي وقلقي من اللي كل اللي بيحصل ده بس بصراحة مديك الحق الراجل مستفز هو وبنته لكن كمان ماقدرش انكر إن الضړبة شديدة عليهم ابن ال…..
اللي نشر الخبر قاصد يوجه ضرباته في كذا اتجاه دا عقل شيطاني يابني لكن انت معرفتش مين الصحفي ده
اظلم وجه جاسر واحتدت عيناه ببريق خطړ ليجيب طارق بشړ
هاعرفه يا طارق وهاعرف اللي زقه عليا وقصد يأذيني فيها بس كل حاجة وليها وقتها.
اومأ طارق رأسه بتفهم ليكمل على كلماته
فعلا عندك حق ياجاسر أهم حاجة دلوقت انقاذ المجموعة انا سمعت ان الأسهم في البورصة هبطت جامد .
رد جاسر
دا حقيقي أول حاجة هاعملها هي اجتماع مهم مع المسؤلين والخبرا اللي في المجموعة وكارم بيقوم باللازم دلوقت.
سهم طارق قليلا ليسأله بتوجس
هو كارم موجود هنا دلوقت
اومأ جاسر وهو يهز برأسه المنشغل
في غرفة الإجتماعات جوا .
وفي الجانب الاخر
وهي بجوار صديقتها الحبيبة التي كانت تتحدث معها بفرح وزهول غير مستوعبة حتى الآن ما رأته بعيناها بدفاع جاسر القوي عنها واعلانه لخبر زواجهم بتحدي للجميع غير مكترث لما يقال ويشاع عن أباها النقطة السوداء المصاحبة لها دائما مشاعر مختلطة تنتابها ما بين الفرح والشعور بالأمان لهذا الإعلان والقلق والخۏف الشديد مما هو قادم .
آيه يابنتي سرحتي في إيه انا بكلمك
هتفت بها كاميليا لتخرجها من شرودها ابتسمت لها زهرة ترد بحرج
لا يعني اصل….. مش عارفة بقى متلخبطة خالص ومش عارفة اتلم على أعصابي لحد دلوقتي من اللي حصل.
اعتلى ثغر كاميليا بابتسامة مرحة وهي ترد عليها
تتلغبطي ولا تقلقي ليه بس ياعبيطة دا جاسر باشا ثبت الكل وعمل اللي مكنتش اتخيل في حياتي انه يحصل انا دلوقت بس اتأكدت ان الراجل دا بيحبك وبجد يازهرة.
ارتعشت شفتيها بابتسامة سعيدة تحاول السيطرة عليها بخجل وقلبها أصبح يضرب بقوة مع سماعها لكلمات كاميليا فانتقلت عيناها نحوه في الجانب الاخر من الغرفة وهو مندمج في الحديث مع طارق ليلتفت إليها فجأة وكأنه استمع لنداء عيناها التي التقت على الفور بخاصتيها بحديث خاطف سريع ولكن موجز نظرة عاشقة تكفى لاختصار كل كلمات العشق أو حتى أبيات الشعر توعدها بالأمان وما أجملها من كلمة.
تاني برضوا بتسرحي
قالتها كاميليا بابتسامة ماكرة لتكمل بشقاوة
طب ما اقوم انا بقى واسحب الراجل الغلبان اللي جبته معايا ده عشان يخلالكوا الجو مع بعض.
ختمت جملتها بضحكة مقهقهة بعد أن زجرتها زهرة بنظرة حذرة خطېرة وقد تحول وجهها للإحمرار الشديد من فرط انفاعلها وخجلها ورغم أن صوت الضحكة لم يكون عاليا ولكنها لفتت انتباه طارق من الجهة الأخرى من روعتها فضحكتها الصافية تميزت ببحة ناعمة لا تصدر سوى من إمرأة ناعمة مثلها فتجعل من يسمعها يود تكرارها طوال اليوم الټفت جاسر بدوره حينما لاحظ انصراف طارق عنه وقبل أن يهم بمخاطبته انتبه على خروج كارم اليهم من غرفة الإجتماعات يدعوا رئيسه للبدء في الجلسة وقد اكتمل عدد الحضور لتقع عيناه بالصدفة على كاميليا التي لم يراها منذ فترة وهو لا يجد الوسيلة لمعرفة سبب غيابها
يتبع…
الفصل السادس والثمانون
مع تحرجه بالأتصال بها وهذا المدعو طارق لم يجيبه بإجابة واضحة عن سؤاله قبل ذلك فذهب إليها سريعا بقلق ليطمئن عليها وقد تفاجأ بإصابتها.
وعلى مقعده اشتد وجه طارق واحتدت عيناه بعجز كم ود ايقافه عن التقرب إليها وقطع فرصته نحوها ولكن ما الحجة التي يملكها لفعل ذلك
ربت جاسر على كتفه بمغزى وصل إليه لينهض ويتبعه في حضور الإجتماع المهم ولم يقوى على منع نفسه بإلقاء نظرة اخيرة نحوهم.
في الحارة
وعلى كرسيه وهو جالس أمام أحد صبيانه الذي كان يقرأ له المنشور على أحد الصفحات مال إليه بجسده يسأله بريبة مضيقا عيناه
بتقول مين ياد
أجاب الفتى بلهفة
بقولك جاسر الريان يا معلمي دا باشا تقيل اوي واخباره دايما مالية النت.
اومأ بتفهم ليضيف بسؤال ثاني
اااه وجاسر ده بقى عربي ولا مصري
بقولك مصري يا معلمي مصري حتى على طول بيظهر مع الوزرا في فتح المشروعات الجديدة.
عاد بجسده للخلف وهو يستوعب كلمات الفتى بعد ان تناول الهاتف يتمعن النظر في صورها متمتما
يعني العصفورة اتلم عليها الباشا اللي كانت شغالة عنده واتجوزها في السر بعلم أهلها وأبوها الدغف عمل علينا مسرحية عشان يفهمنا انها اتجوزت واحد عربي عشان ماحدش يدور ولا يسأل ماشي يا محروس ال….
بس اهو ربنا فضحهم يامعلم
رفع رأسه فهمي إلي صبيه يرد بوجه مبتسم وهو يغمز بعيناه
عندك حق ياد وحركة معلمك مع محروس عملت جو وشعللت الخبر سبحان الله زي ما اكون كان قلبي حاسس.
استجاب الفتى بابتسامة مع معلمه والذي هدر عليه فجأة
خد احفظلي الصور دي في التليفون
صمت برهة ليكمل بعدها مغمغما بصوت خفيض
اهي حاجة من ريحتها تصبر قلبي وخلاص ولا يمكن الزمن يحن وترجعي تاني والنعمة دا مايحصل لكون كاتب عليها وقتي ان شاالله حتى ولو في شهور العدة.
وعند رقية والتي كانت جالسة بوجه مكفهر وغاضب وصفية تحكي وتصف لها ما حدث وما يقال على حفيدتها مع تشويه لصورتها مستغلين خطأ أباها الذي أدى لحپسه ولج إليهم خالد عائدا من عمله ليتفاحأ بهيئة والدته الغريبة عنها .
مساء الخير
قالها بتوجس لتزداد حيرته مع ردودهم المقتضبة وصمتهم فجأة عن الحديث اردف يسألهم وهو يجلس على الكرسي المقابل لهم
خير في ايه في حاجة حصلت ياما
اومأت والدته برأسها فخرج صوتها كالهمس
مافيش حاجة خير ان شاء الله.
عقد حاجبيه بشدة ليتجه مخاطبا صفية بانفعال وقد اقلقته نبرة رقية الحزينة على غير عادتها
قولي انت ياصفية عشان انا جبت اخري وانتوا عارفين ان ماعنديش صبر.
سألته صفية بدهشة اولا
هو انت مافتحتش نت النهاردة ياخالي
احتدت عيناه من ردها الذي احتسبه تهربا فهتف بنفاذ صبر
وانا مالي بالنت ولا الزفت هو انا فاضي ابص فيه ولا انيل في شغلي كمان ثم ايه دخل كلامكم باللي بيحصل في النت……
تنهدت صفية تناوله الهاتف صامته بحرج ليفهم وحده وهو ماحدث فبمجرد رؤيته الصور برقت عيناه بالڠضب ليقرأ ماكتب على عجالة قبل أن يرفع راسه هادرا
ماحدش فيكم اتصل بيا ليه وقالي سايبني من الصبح كدا على عمايا والدنيا مقلوبة حواليا.
ردت رقية بصوت عالي عن الأول
ويعني لو اتصلنا بيك كنت هاتعمل ايه ياخالد كنت هتسيب شغلك بقى وتجري على ولاد ال…….. اللي شنعوا وكتبوا الكلام ده
اهتزت رأسه رفضا يقول پغضب
لا طبعا ياما الكلام دا ماعنديش حيلة فيه عشان يخص الباشا انا المهم عندي دلوقت البت هايبقى وضعها ايه مع صاحبنا وكان ايه رد فعله معاها انتوا اتصلتوا تشوفوها
ردت صفية بأسف
احنا مانعرفش حاجة عنها لحد دلوقت عشان من ساعة ماعرفنا واحنا بنتصل وهي مابترودش.
انتفض خالد عن جلسته پغضب صائحا
وبرضوا فضلتوا ساكتين من غير ماتدوني خبر
قالها ليتحرك ذاهبا فاستوقفته رقية قائلة
خلي بالك من تصرفاتك ياخالد قبل يطلع منك أي فعل بس لو حسيت ان البنت زعلانة ولا فيها أي حاجة مديقاها هاتها لحضني على طول يابني ماتستناش
اومأ لها برأسه قبل أن ينصرف مغادرا بسرعة تمتمت رقية بقلق
يارب استرها ع البت يارب وطمني عليها والنبي
أوقف السيارة فجأة ليخرجها من شردها الذي لازمها من وقت أن تركوا الشركة تطلعت حولها لتقع عيناها على الواجهة المضيئة لإحدى المحلات الټفت برأسها إليه تسأله بدهشة
وقفت هنا ليه دا انا افتكرت اننا وصلنا.
التف بجذعه إليها قائلا
لا ياستي ماوصلناش بس انا بصراحة بقى طقت في دماغي انعنش نفسي بأيس كريم من المحل اللي قدامنا ده اوعي تقوليلي انك مابتحبهوش
ابتسمت بيأس تقول
مافيش فايدة فيك يعني في البداية قولتلي نتعشى مع بعض ولما رفضت فقولت تحطني قدام الأمر الواقع وانت عارف ومتاكد ان دي عزومة ماتترفضش خصوصا من محل مشهور زي ده .
حلو أوي
قالها وهو يهلل أمامها بسعادة طفل صغير قبل أن يترجل من السيارة متجها نحوها ليساعدها على السير.
وبداخل المحل
كان يتطلع بها هائما وهي تتناول بملعقتها الصغيرة وتتلذذ بالطعم المدهش حتى قالت له ممتنة
يجنن حلو أوي ياطارق انا بقالي فترة طويلة ما دوقت حاجة بالطعامة دي .
رد بسعادة لسعادتها
بالهنا والشفا.
صمت قليلا قبل أن يلح عليه فضوله ليقول بتردد
انا لاحظت يعني ان الأخ كارم قعد معاكي فترة طويلة اثناء انشغالي في الإجتماع مع جاسر
رفعت إليه أنظارها لتفاجأه بسؤالها
هو انت ليه ماقولتلوش على إصابتي لما سألك
احتدت عيناه ليأسر أنظارها لحظات مترقبة لرده قبل أن يجيبها بتحدي
ومش هاقول ياكاميليا أي سؤال يسألوا عنك مش هاجاوب عليه عشان يخلي عنده دم ويميز بقى.
ابتسمت من قلبها قبل أن تضيف بمكر انثوي امتزج بحزنها
يميز ليه مش يمكن يكون رايد الحلال وعايز يدخل البيت من بابه
كدة خبط لزق!
قالها پغضب وقد اشتعلت عيناه ببريق خطړ وهو يسألها
ولو هو حصل وطلبك فعلا
مطت بشفتيها تجيبه بالحقيقة
هاكدب عليك لو أنكرت بس هو فعلا لمح بكدة .
دفع الملعقة من يده پعنف حتى سقطت على الأرض الرخامية أسفلهم فأصدر صوتها دويا لفت نظر بعض الأفراد حولهم حتى أتى النادل يتناولها ويبدلها بملعقة أخرى ليأخذ وقته قليلا في تمالك نفسه قبل أن يستطرد بضيق
اشمعنى هو ليه دايما تحسسيني ان الباب اللي مقفول في وشي انا دايما مفتوح على آخره لصاحبنا ده
صمتت تشيح بوجهها عنه قبل أن تجيبه بنزق وتوتر
وافرض يعني زي ما بتقول كدة دي مافيهاش زعل كل حاجة نصيب وكارم أساسا راجل دوغري ومالوش في اللف والدوران
صمت يخترقها بعيناه المتفحصة ليزيد من ارتباكها ثم اقترب بجذعه يسألها بتذكر
ولما هو دوغري وانا راجل مش تمام في نظرك صاحبنا ده اللي مسجلاه على تليفونك ب هي محله ايه في الإعراب عندك.
المتها كلماته وتصور نظرتها إليه بهذا السوء لتبتلع الغصة المؤلمة في حلقها وتجيبها دون تفكير
هي مش راجل دي تبقى أمي .
أجفلته إجابتها المباغتة لتأتي الان في إجابة عن السؤال الملح بداخله من فترة فسألها بتوجس
طيب هو انا ممكن أسألك واقولك ليه
بابتسامة لم تصل لعيناها ردت تمازجه بمرارة
ليه إيه عشان مسجلاها بضمير الغائب زي ما قولت عليها انت قبل كدة ولا عشان استكرت عليها أعظم صفة تنولها الست لما تبقى أم
تنهد بعمق يجيبها
كله يا كاميليا كله.
صمتت أمامه قليلا بتفكر قبل أن ترد بحسم
انا هاجاوبك على كل أسئلتك ياطارق بس دا لما تسمع الحكاية كلها عشان انا عايزاك تعرف.
قالتها كاميليا لتسرد أمامه
حكاية نبيلة عبد الواحد الفتاة الريفية التي تزوجت من ابن بلدتها صابر المنسي على عمر السابعة عشر لينتقل بها من بلدتهم الصغيرة الى المدينة الكبيرة المزدحمة نبيلة لم تكن فتاة جميلة وحسب بل كانت فاتنة جاذبة للأنظار لها أينما تكون في بداية زواجهم كانت الحياة على أسعد ما يكون مرتب الوظيفة الحكومية كان اكثر من كافي للزوج الذي كان يصرف على زوجته الجميلة الصغيرة ببزخ كي يدللها بكل ما تشتهي به نفسها متنعما بالسعادة معها فقد كان يعشقها بكل جوارحه وهي أيضا كانت ترى فيه مثال للرجل الحقيقي وزوج تحلم به كل الفتيات ولكن مع الوقت لا شئ يدوم والمال الذي كان أكثر من كافي في البداية اصبح بالكاد يكفي مع انجاب الأولاد ومصروفاتهم المستمرة وغلاء المعيشة زادت الهموم وزادت الشكوى المستمرة لقلة المال وضيق الحال ومع مرور السنوات رويدا رويدا أصبحت الحياة لا تحتمل
لم يدخر صابر جهدا في المحاولة على قدر أمكانياته القليلة بالعمل بوظيفة أخرى بجوار وظيفته لكسب رضاء الزوجة الساخطة دوما ومع ذلك لم يفلح وكانت الضړبة القاسمة حينما حملت خطأ كما تسميه بطفلها الاخير الذي رفضته حانقة في البداية ولكن مع صبر الزوج عليها ووعد ابنتها الكبرى كاميليا والتي كانت في هذا الوقت تدرس في الجامعة لمساعدتها في تربيته تقبلته على مضض ليزداد بمجيئه الاعباء والمصروفات ويزداد سخطها لأضعاف حتى جاء هذا اليوم حينما حضرت فرح لإحدى قريباتها في بلدتهم والتقت بابن عمها المغترب منذ سنوات في آحدى دول الخليج والذي كان حلمها وهي فتاة صغيرة بوسامته ورجولته ليعود جامعا ثروة لا بأس بها من المال انبهر بجمالها وشبابها ف نبيلة ف هذا الوقت كانت بالكاد تخطت الثامنة والثلاثون وضعها برأسه الرجل ليسوق عليها افراد من عائلتها لإقناعها بالزواج به وترك الزوج الفقير وأولاده في البداية كان الرفض قاطعا ولكن مع الإغراءات المستمرة وضيق حالها مع زوجها استسلمت في النهاية لتتختار المال والزوج الوسيم وتتخلى عن عائلتها الصغيرة حتى طفلها ذو العام الواحد
سابت ميدو على سنة واحدة طب ازاي والدك قبل يطقله أصلا
سألها طارق مذهولا بوجه متأثر وردت هي بجمود متحاشية شعور الخزي الذي يكتنفها مع ذكر القصة
الست لما تقرر تنفصل عن زوجها بتعرف كويس ازاي تخرجه عن شعوره وينطق بكلمة النهاية وقصة الراجل ده عرفناها لما اتجوزت تاني يوم بعد انتهاء عدتها.
ظل على صمته يعطيها الفرصة لتتابع باسترسالها
على فكرة انا روحتلها بيتها بعد ما اتجوزت كنت عيلة صغيرة بقى وفهمي على قدي وشوفت جوزها الراجل كان أكبر من ابويا بعشر سنين ومع ذلك كان شكله أصغر بكتير في الأول عذرت والدتي لما شوفت الفرق الهائل في عيشتها برفاهية في فيلا كبيرة وراجل وسيم وعذرت ضعفها لكن لما كررت الزيارة اكتشفت اخلاقه الزفت وانه بېخونها مع أي واحدة حتى لو خدامة ولما قولتها وواجهتها باللي سمعته وشوفته بعيني سدت ودانها وزعقتلي.
هو دا اللي خلاكي تقاطعيها بعد كدة
اومأت برأسها وهي تخبره نصف الحقيقة ف السبب الحقيقي كان هو تحرش الرجل بها هي نفسها حينما رأها اول مرة بمنزله صدفة واعجب بها لدرجة اظهرت الرغبة في عيناه ف كاميليا كانت صورة مصغرة من والدتها تختلف عنها فقط في لون العيون ف الوالدة تتميز عيناها بلونها شديد الخضرة.
الله ېخرب بيت غبائي اختار الأم من قبل ما اشوف بنتها اقسم بالله كنت هاغير رأيي
قالها بفجر اثار اشمئزازها وهو يقيمها من رأسها لأخمص أقدمها ثم سلامه الغير مريح ليبغاتها بقبلة مقرفة على وجنتها مدعي انه في مقام والدها حتى شعرت بيداها التي امتدت تلامس لاجزاء من جسدها فركضت شاكية نحو والدتها التي كانت في المطبخ في هذا الوقت والتي ڼهرتها غاضبة لتتهمها باختلاق القصة.
اخلاق الجواري .
تفوهت بها دون تفكير لتجده يسألها قاطبا حاجبيه
بتقول ايه ياكاميليا
رددت تجيبه بالشرح
بقولك ان والدتي فضلت تبقى جارية لراجل غني بفلوسه رغم أخلاقه الزفت على انها تبقى ملكة في بيتها الفقير مع عيلتها اللي بتحبها
ظل على صمته وهو يتطلع إليها بشعور امتزج بين الإشفاق على فتاة تلقت اكبر صدماتها في هذا العمر الصغير والأعجاب الشديد بشجاعتها وتقبلها حمل المسؤلية برعاية اسرتها وشقيقها الطفل الصغير .
اخيرا جيتي يازهرة
هتف بها خالد وهو يتلقفها من وسط الردهة بعد انتظاره لها على اعصابه لمدة قاربت الساعة ردت هي بابتسامة مطمئنة وهي تحاول التخفيف من توتره
ياخالي والله كويسة ماتقلقش
هتف منفعلا
ولما انت كويسة وبخير قافلة تليفونك ليه دا ستك هاتموت من القلق عليك .
افتغر فاهاها لتغلقه سريعا بكفها متذكرة بأسف تقول
انا أسفة والله ياخالي بس النهاردة كان يوم صعب من أوله دا غير الإجتماعات المهمة اللي قام بيها جاسر وانا كنت بساعده فيها بحكم وظيفتي .
ضيق عيناه ليتطلع بتفحص إليها وكفيه وضعهم على جانبيه خصره ليسأله بدهشة
انت بتكلميني وكأنه يوم عادي في شغلك طب واللي اتنشر عنك وعنه ومالي النت بقى مش واخدين بالكم منه
ابتسمت ساخرة وهي ترد
مش واخدين بالنا ازاي بس ياخالي دا اترتب علي اللي بتقوله مصايب فوق دماغنا…. تعالي معايا احكيلك تعالي .
هتفت بجملتها الأخيرة وهي تتناول ذراعه لتسحبها معها للداخل فاعترض متشبثا في الأرض
انت هاتاخديني في دوكة مش تقوليلي الأول المحروس جوزك سابك وراح فين دلوقت
ردت وهي تتنهد بيأس
ياخالي جاسر برا بيتابع مع فريق الأمن الجديد اللي هايكلفه بتأمين الفيلا مش بقولك هوليلة كبيرة تعالي ياعم احكيلك وانت تفهم
بعد وقت ليس بقليل
انتهى من اصدار الأوامر وتوزيع المهام كما اطمئن بنفسه بعد أن قام بجولة تفقدية حول مداخل ومخارج المنزل ووضع كاميرات المراقبة كان يصعد درجات السلم الأمامي بخطوات مثقلة من التعب والارهاق رأسه على وشك الأنفجار كل عضله بجسده تأن للراحة مع القلق المتزايد بداخله يريد الأستلقاء على سريره ليغفى ولو قليلا حتى يستطيع المواصلة ومجابهة ماهو ات تفاجأ بخالد والذي كان خارجا بصحبة زهرة على مدخل المنزل اقترب ليحيه بابتسامة مرحبة
خالد باشا انت هنا من امتي ياعم
رد خالد ممازحا وهو يصافحه بمرح
انا هنا من زمان انت اللي باينك مش عايز تشوفني ولا تقعد معايا
استجاب له جاسر يرد بابتسامة عاتبة
حرام عليك هو انا كنت اعرف انك موجود اساسا على العموم احنا في بيتها تعالي نقعد ونتساهر كمان.
رد خالد بابتسامة ممتنة رغم مرحه
لا ياسيدي أجلها لوقت تاني انا يدوبك اروح دي رقية متحلافالي لو اتأخرت.
ابتسم له جاسر مع محاولات اثناءه
يتبع….
الفصل السابع والثمانون
اثناءه
عن الذهاب ولكن خالد أصر بعد اطمأنانه على زهرة وقد سردت له ماقام بفعله جاسر من أجلها ختم توديعها بقبلة كبيرة على رأسها ليأمرها بالذهاب في أقرب وقت لجدتها لطمئنتها
وفي الداخل سقط جاسر على أقرب المقاعد التي وجدها أمامه مغمضا عيناه بقوة ليفتحها فجأة مجفلا على قبلتها خفيفة على وجنته قبل أن تبتعد سريعا.
سألها مستفسرا للتأكد
دي كانت بوسة
هزت رأسها نفيا بابتسامة مستترة فرفع حاجبه بمكر مردفا قبل أن يعود لوضعه
ماشي .
هذه المرة بمجرد اقترابها لتضع قبلتها في الجهة الأخرى قبض عليها من كتفيها
قفشتك
قالها لينطلق ضاحكا معها ليرد لها هداياها بأضغافهم ككل مرة على وجنتيها وجميع وجهها قبل أن توقفه قائلة بجدية
استنى بس اصل انا بصراحة من الصبح مش لاقية فرصة اشكرك بعد اللي عملته معايا انا بحبك اوي ياجاسر.
مع سماع جملتها الاخيرة كاد قلبه أن يتوقف من الفرح سهم يتطلع إليها لحظات دون صوت أو حركة يكتفي فقط بابتسامة سعيدة وهو يكرر سماعها في أذنه ليتوقف أخيرا قبل أن يقطعها فجأه على رنين هاتفه بالصوت المميز لرقم والده تناوله ليرد سريعا
الوو.. ايوة ياوالدي …….. بتقول ايه ……. يعني انتوا خلاص على وصول ………. تمام ترجعوا بالسلامة
انهى المكالمة وتغيرت ملامحه ليعود لقلقه في انتظار القادم سألته برقة واضعة راحتها على ساعده بحنان
عمي عامر راجع من السفر
رفع رأسه إليها ليجلى عن عقله الأفكار السيئة في حضورها فابتسم ليقترب منها قائلا بمشاكسة
ماتأجلي الأسئلة وخلينا في الكلام المهم الحلوة بقى كانت بتقول ايه
ضحكت ترد بخجل
ماخلاص بقى ياجاسر هي شغلانة.
شدد من ضمھا يأمرها بحزم محبب لتزيد من ضحكاتها الصاخبة بمرح
ببلاش غلاسة بقى وقولي .
هههه لا مش هاقول عشان انت مستغل.
….
ميري حبيبة قلبي
هتفت بها فور أن دلفت اليها بداخل غرفتها لترتمي بجوارها على التخت مرددة بأسى تدعي اللوعة على رؤية اڼهيارها المفاجئ
حبيبتي مالك بس ليه تزعلي وتقهري نفسك بالشكل ده
اعتدلت ميري بجذعها تصرخ باكية
عشان اتذليت ياميرفت انا ميري الناس تمسك في سيرتي ويتقال ان جاسر رماني وفضل عليا الجربوعة دي انا يا مرفت
قالتها لتنخرط في بكاءها مرة أخرى شددت عليها مرفت بذراعيها تظهر التعاطف في صوتها
طب بس ياقلبي ماتزعليش وتقهري نفسك انت كدة ممكن يحصلك حاجة وحشة لقدر الله ماحدش هينفعك.
خرجت من أحضانها قائلة بغيظ اختلط ببكاءها
يامرفت انا اتهنت واتداست كرامتي جاسر الغبي ماهمهوش منظري ولا منظره لما فضل واحدة زي ده انا مشغلهاش عندي خدامة خلى ناس متسواش تفرح وتشمت فيا بقى انا ميري يحصل فيا كدة…..
انقطعت كلماتها بوصلة جديدة من البكاء والأخرى تقوم بوظيفتها على أكمل وجه في التربيت على ظهرها بحنو زائف حتى هدأت لتسألها بفضول ينبع من حقدها
طب والدك بقى مش سامع باللي بيحصل معاك عشان يتصرف ويوقف كل واحد عند حده
عدلت ميريهان بشعرها للخلف ويدها تمسح بالمحرمة الورقية على وجهها لترد ببعض الثبات
والدي شايف وفاهم كل حاجة بس انا مقدرش اتكلم معاه لأنه للأسف مش طايق يسمع صوتي من ساعة المواجهة مع جاسر لما قالوا اني بشرب وبسكر وبروح عند مارو شقته في مصر الجديدة.
تطلعت إليها مرفت بتفحص لتسألها بتوجس
مارو دا اللي كنت بترقصي معاه صح
اومأت لها ميري برأسها كإجابة فتابعت مرفت سؤالها بهمس متردد
وانت فعلا روحتي معاه شقته
هتفت ميري بانفعال
وافرضي يعني روحت كام مرة وهو ماله أصلا ولا هو قرف وخلاص
ابتعلت مرفت ما بحلقها من كلمات موبخة فهذه الغبية تستحق كل ما يحدث معها فقالت بمهادنة
انت حرة يا روحي وانا مالي يعني المهم بقى انا سمعت ان خالتو لميا وعامر الريان رجعوا من السفر هو الكلام دا بجد
اجابتها وقد بدأت تستعيد تماسكها
دا حقيقي ياروحي دي حتى خالتو اتصلت بيا كمان وانا كلمتها وانا مڼهارة على اللي عملوا ابنها معايا وباركتلها على النسب اللي يشرف!
انتبهت مرفت واشتعلت عيناها بالحماس لتسألها
وكان رد فعلها ايه ميري قالت ايه ها
أجابتها ببعض التشفي
كانت ساكتة ومش عارفة ترد عليا بكلمة واحدة بس انا فاهمة كويس قوي بعد السكوت دا فيه ايه دي خالتوا وانا عارفاها.
افتر ثغر الأخرى بابتسامة سعيدة قائلة بمكر
دي شكلها على كدة هاترحب بمرات ابنها الجديدة جامد.
ردت ميري وهي تبادلها ابتسامتها الخبيثة
أكيد ياقلبي وخلي الأستاذ جاسر بقى يشرب ويشوف نتيجة اختياره اللي هايخسف بيه وبشركته الأرض ولسة كمان لما والدي يتحرك انا متأكدة انه مش هايسكت.
مطت شفتيها بابتسامة منتشية وقد أطربتها الكلمات قبل أن تجفل فجأة على صيحة ميريهان الغاضبة
بس انا بقى هاموت واعرف ابن ال…… اللي نشر الخبر الزفت ده دا ولا كأنه كان قاصدني انا .
ابتلعت مرفت ريقها بتوتر وهي تشيح بوجهها عنها بتهرب حتى الټفت إليها تجرها لحديث غيره
على فكرة ياميري صحيح نسيت اما اقولك مش انا هاعمل حفلة بعد كام يوم كدة.
سألتها مندهشة
حفلة بمناسبة ايه بقى هو انت مش عيد ميلادك كان قريب
عادت لطبيعتها تتكلم بأريحية وقد نجحت بصرف ميريهان عن حديث الصحفي والنشر
يابنتي ما انا مش عملاها لعيد ميلادي انا عملاها لماهر اصل راجع في خلال يوم ولا يومين اهو بقى منها حفل تعارف له ومنها احنا نعمل حاجة جديدة نبين فيها جمالنا واناقتنا أكيد أنت هاتحضري يا ميري دا انت ملكة الأناقة والحفلات.
عضت ميري على شفتيها وقد اكتنفها التردد وهو تتسائل
طيب هي الناس مش هاتمسك سيرتي عشان متطلقة جديد ولا بقى يشمتوا فيا زي اصحابي الأندال
ردت مرفت بتشدق لتقنعها
مين دا اللي يجرؤ يتكلم ولا يشمت فيك بحرف هو انت ناسية انك بنت مين ولا صاحبتك اللي عاملة الحفلة نفسها تبقى مين دا اللي يلمح بكلمة بس وحياتك عندي لكون طرداه شړ طردة دا انت حبيبتي واللي يمسك و يمسني
قلبي بافيفي .
فالتها ميري بفرحة وهي تلف عليها ذراعيها لتضمها والأخرى تردد ضاحكة
دا انت اللي قلبي يا روحي انت
من الشرفة المتهالكة بالمنزل القديم كان الفتيات الثلاثة يتطلعن للأسفل بانبهار وهن يتابعن شقيقتهن التي تترجل من السيارة برفقة رجلين من الحراس الشخصين بشكل مهيب لفت أنظار المارة وسكان الحي هناك شهقت صفية مخاطبة رقية الجالسة محلها وشط الصالة بمرح
يالهوي ياستي ع المنظر بنت بنتك نازلة من العربية وحواليها الحرس ولا اكنها وزيرة ولا مرات المحافظ
هتفت رقية بين ترديدها بالآيات القرانية والأدعيةالحافظة
كبري يابت وخمسي في وش كل راجل ولا ست شافوها ولا صلوش ع النبي.
طاوعتها صفية تردد بالادعية الحافظة وهي تراقب مع شقيقاتها دلوف زهرة لداخل المبنى.
بعد قليل
كان الفتيات الثلاثة ومعهم سمية والدتهم ملتفين حول زهرة المستندة برأسها على حجر جدتها وهي تمسد بكفها على شعرها بحنان هي في أشد الحاجة اليه الان مع هذه العواصف الدائرة برأسها من قلق
وخوف وترقب لما سيحمله لها الغد تعلم أنه متمسك بها ولكن أيضا لا تدري الى متى سيظل كذلك امام هذه الحروب الطاحنة التي تقابله بسببها.
طب انت قلقانة ليه بس يازهرة مش جاسر باشا وقف كل واحد عند حده في الشركة ونصرك قدامهم
هتفت بالسؤال سمية وأومأت لها زهرة بعيناها تتنهد بقنوط دون رد فتدخلت صفية تقول
اما أمرك غريب يا أبلة زهرة يعني بدل ما تبقي سعيدة وفرحانة دلوقت باللي حصل وجه في صالحك تبقي زعلانة كدة وشايلة الهم.
تطلعت إليها زهرة بنظرة غامضة ثم ردت بابتسامة باهتة
معلش يا صفية بقى اصل شكل اختك كدة خدت ع النكد وما بتعرفش تفرح .
خاطبتها سمية بعدم رضا
بعد الشړ عليك ياحبيبتي من النكد ولا الكلام الفارغ انت بس عشان متهابة لكن بكرة لما تاخدي على الجو هاتحسي بجد ياحبيبتي ان ربنا كرمك.
اكملت على قولها صفية
اه والله يا أبلة دا انت ربنا بيحبك قوي عشان كدة بيكرمك طب بذمتك ماخدتيش بالك من نظرات الناس وعيونهم اللي كانت هاتتلقع عليك وعلى عربيتك ولا الحراس كمان دول وأكنهم بهوات بالبدل واللبس الأوبهة.
استجابت لها زهرة بابتسامة ودودة قبل أن تجفل على لكزة على ذراعها من بقبضة رقية وهي تسألها
اه صح يامنيلة انت جاية على حارتك بالحرس ليه هي المنطقة غريبة عنك
اعتدلت بجذعها لتخرج عن صمتها وتجيب جدتها
مش من دماغي والله ياستي جاسر هو اللي اصر على كدة دا حتى كمان شدد الحراسة على بيتنا وعليه هو شخصيا.
ضيقت عيناها رقية بريبة فلحقتها سمية تقول
هو أدرى بظروفه ياجماعة دا راجل كبارة واسمه مش هين في البلد المهم بقى ياست زهرة فوقي كدة وقومي اتنشطي في قلب المكان دا خالك موصيني على شوية اكل اعملهم ع الغدا النهاردة انما ايه عظمةاصله هايجيب في ايده الاستاذه نوال يعني القعدة هاتكمل بجمعة الحبايب
شدد عامر من عناق ابنه بحرارة واشتياق يقبله على رأسه ويريت على ظهره بخشونة محببة الى جاسر والذي كان متشبثا به هو الاخر يشعر وكأنه طفلا صغير وجد حصنه الامن بعودة والده فمتى كان السند متمثلا في القوة فقط في حضن الأباء حتى في ضعفهم نجد قوتنا.
ابتعد اخيرا عنه وعيناه تتلفت حوله في البهو يتمتم هامسا.
هي فين دلوقت مش شايفها يعني.
قالها بإشارة على والدته عبس وجه عامر وهو يجلس على أريكته يقول بضيق
قاعدة في الجناح بتاعها فوق مش طايقة تشوف وشي ولا تكلمني من ساعة ما حكيت لها وهي واخدة موقف مني ومنعزلة كل ما اجي اقرب منها تصرخ في وشي وتسيب المكان كله.
زام بفمه جاسر ليرد وهو يمسح بأنامله على ذقته الخشنة بتوتر
لما انت مش طايقاك وواخدة منك جمب وبتصرخ فيك امال انا هاتعمل معايا ايه بقى
تنهد عامر بقنوط يقول بأسف
بصراحة يا حبيبي ربنا يعينك والدتك واخدة الموضوع قوي على كرامتها وصورتها اللي اتهزت وسط الناس ورافضة أي منطق للحوار معاها واللي زود كمان هو طلاقك لميري بنت اختها.
كز على أسنانه جاسر يقول بغيظ
وطبعا أكيد الزفتة هي اللي اتصلت بيها وسخنتها زيادة عليا.
اومأ له عامر براسه فغمغم جاسر ببعض الكلمات الحانقة قبل أن ينهض متنهدا بيأس
انا رايح لها هاجرب حظي معاها واحاول ربنا المعين.
ونعم بالله ياحبيبي انا جاي معاك.
بشرفة غرفتها الواسعة والمطلة على الحديقة الخلفية بالمنزل كانت جالسة محلها ساكنة كالبركان الخامد الذي يتنظر الفرصة فقط ليطلق حممه المشټعلة نحو الجميع دون تفريق تتطلع نحو الأشجار والخضرة أمامها تارة ثم تعود لمتابعة الاخبار في الهاتف ورسائل الأصدقاء المتعاطفة والشامتة بشياكة والتعليقات الساخرة انتبهت على الرائحة المميزة لعطر ابنها مع صوت خطواتهم خلفها حتى شعرت به يطبع قبلة كبيرة فوق رأسها مرددا بصوت دافئ
حمد الله ع السلامة يا ست الكل.
حدجته بنظرة ڼارية دون أن ترد قبل أن تعود برأسها للأمام تبادل جاسر مع والده نظراتهم بيأس قبل أن يجلسان مقابلها على مقاعدهم.
تكلم عامر يخاطبها
وبعدين بقى يا لميا دي مقابلة تقابلي بيها ابنك بعد غياب شهور عنه
الټفت برأسها اليه قائلة بحدة
لا ما انا سيبتلك الزوق والحنية مش انت بقى ابوه الحنين اللي بيداري عليه حتى لو كان بيعمل مصېبة من غير ما يقدر العواقب اللي وراها.
صمت عامر عن الرد وقام جاسر بالنيابة عنه
مصېبة ايه يا أمي لقدر الله دا جواز وعلى سنة الله ورسوله.
برقت عيناها الخضراء تناظره بتحدي
بجد طيب ولما هو كدة ياجاسر باشا خبيتوا عليا ليه ها اتجوزتها في السر ليه قبل ما سيرتكم تبقى على كل لسان .
أجابها بقوة
للتوضيح ياأمي انا ما اتجوزتش زهرة في السر انا بس ما أعلنتش يعني تفرق وبخصوص اني ما قولتلكيش فا انت عارفة السبب كويس.
اهاا قصدك بنت خالتك اللي انت عملت بأصلك وطلقتها امبارح .
قالتها بسخرية أثارت غضبه فقال
والله يا أمي انت عارفة كويس ان بعمل بأصلي زي ما بالظبط عارفة ومتأكدة ان طلاقي من بنت اختك كان هايتم في أي وقت.
تخلت عن لهجتها العادية لتصيح پغضب
اه ومالقيتش غير امبارح عشان تتممه دا بدل ما تلم فضيحتك مع بنت ال……
لو سمحتي ياأمي ماتغلطليش.
قاطعا بحدة هادرا ليتابع
مش انا اللي بعمل الفضايح لو عايزة تشوفي الفضايح بجد تعالي شوفي صور بنت اختك وهي بتشرب وترقص ولا شوف صور الرجالة اللي كانت بتصاحبهم ولا اقولك تشوفي صورة الولد الاخير طالب الجامعة وهي بتزوروا في بيته وهو عازب لوحده.
لم تتأثر لمياء في شجارها بالقول
وانت بقى بشطارتك حبيت تأدبها فقومت عملت زي الدبة اللي قټلت صاحبها لبست نفسك في بنت تاجر المخډرات…
كفاية ياأمي.
هدر بها ضاربا بكفه على سطح الطالوة نهرها من جانبه عامر بصوت ضعيف ومجهد
بلاش الكلام ده يالميا عشان خاطري
ردت هي
وبلاش ليه هو انا جيبت حاجة من عندي مش دا الخبر اللي مالي الدنيا هنا .
ناطحها جاسر بالقول
حتى لو كان يا أمي انا مايهمنيش غير زهرة
قالت لمياء وهي تشتعل من الغيظ
يعني برضوا بتتحدى الكل بحتة بنت زي دي بتعاند نفسك ولا مين بس باجاسر
زفر مطولا يشيح بوجهه عنها فتابعت هي سؤاله بتهكم
ماجبتهاش ليه بقى معاك كنت خلتنا نتعرف بالنجمة.
رد جاسر غير مبالي بڠضبها
مش هاجيبها ياست الكل ولا هاخليك تتعرفي عليها غير لما ابقى متأكد انك مش هاتهينيها ولا تعمليها وحش.
همت لترد بسخرية ولكن انتبهت على عامر الذي كان يمسك بقلبه فاننفض الأثنان بلهفة عليه
عامر مالك
مالك ياوالدي حاسس بحاجة
رفع رأسه اليهم قائلا
اطمنوا ماتقلقوش انا بخير ان شاء الله
بنصف نومة ونصف جالسة كانت مستلقية على فراشها تراقب أمامها الهاتف الذي وضعته على وضع الصامت كلما أضاء بمكالماته التي لا حصر لها منذ الأمس من وقت أن تركته بعد أن افصحت وحكت ما أقسمت بطمسه ودفنه بداخلها قديما وعقلها الان يدور في دوائر
يتبع….
الفصل الثامن والثمانون
الحيرة دون توقف لا تصدق كيف فعلتها في لحظة ضعف لتنبش بأظافرها على جراح قد ظنت بعقلها العقيم أنها اندملت وطابت لماذا تشعر الان بقرب تهدم اسوراها لماذا تعطيه بيدها منفذ كي يتسلل بخبثه إليها وهي الأعلم بحقيقته وما يمثله هو بهيئته المتأنقة أشد كوابيسها ړعبا!
تنهدت مثقلة وهي تعود برأسها للخلف تستعيد ذكرى قديمة انحفرت بداخلها كنفش حجر فرعوني أصيل.
حينما ترجلت بسيارة الأجرة قريبا من هذا المحل المشهور لتزفر متأففة بضيق بعد أن حسمت قرارها ولانت تحت إلحاحها لتقابلها به حينما ولجت أليه بداخلها لم تبحث كثيرا فقد انتبهت عليها بعد أن لوحت لها الأخرى بلهفة لتجلس معها على احدى الطاولات في جانب المحل بجوار الجدار الزجاجي الذي يكشف لها الخارج بكامله صافحتها بحرارة تقبلها وتعانقها غير مبالية بنظرات رواد المحل حولها أخفت كاميليا امتعاضها وتجملت بالزوق معها على مضض حتى جلست لتبدأ نبيلة في سؤالها
ها ياحبيبتي عاملة ايه كويسة كدة وكويسين خواتك الواد ميدو عامل ايه خس عن الأول ولا لساته مكلبظ أكيد مكلبظ صح
كانت تومئ برأسها مغمعمة بإجابات روتينية معتادة حتى أتت على ذكر أخيها الصغير فلم تحتمل
مالك انت بميدو إن كان كبر ولا خس ولا تخن يخصك في إيه
توقف سيل الأسئلة بحلق نبيلة لتخرج منها تنهيدة حارة قبل ترد بأسى
يعني زعلانة عشان بسأل عليه خلاص ياستي مش هسأل لو كان دا هاريحك .
زفرت بضيق تشيح بوجهها عنها فهذه المرأة تتعمد بمسكنتها اخراج مارد الڠضب منها بطرفة عين وهي التي تجاهد للتماسك.
أنا لو مش واثقة فيك وفي قلبك الحنين انت وابوكي ماكنتش هاسيبه
أردفت بها نبيلة فالټفت رأس كاميليا إليها بحدة واستطردت الأخرى
انا عارفة اني اتصرفت بأنانية لكن ما عملتش الحرام .
اشتعلت عيناها كاميليا بنيران الڠضب ولكن نبيلة تابعت
يمكن ضعفت لكن مين مش بيضعف في الزمن ده سمير ابن عمي كان هو حلمي وانا صغيرة لكن لما سافر واتقدملي ابوكي رضيت بيه وعيشت معاه راضية ومتحملة ظروفه كمان بس بقى لما رجع ومدلي ايده من تاني بدنيا حلوة وظروف مرتاحة مقدرتش ارفض…..
كفاية يا ماما.
هتفت بها كاميليا توقف استرسالها بعدم احتمال تداركت نبيلة نفسها لتهادنها بلطف
اشربي عصيرك طب الأول وماتتعصبيش انا بتكلم معاك عشان انت كبيرة وعاقلة.
زفرت حانقة كاميليا قبل ان تتناول كوب العصير الكبير عله يهدا ولو قليلا انفعالها راقبتها قليلا نبيلة بصمت قبل أن تسألها
عاملة ايه في شغلك الجديد بيقبضوكي كويس
تمتمت تجيبها
عادي يعني المرتب مش كبير بس كويس بالنسبة لموظفة جديدة بعقد مؤقت.
قالت نبيلة بنبرة خفيضة غامضة
اممم يعني على كدة لسة الظروف مزنقة معاكم في البيت.
تركت كاميليا كوبها تضعه پعنف على الطاولة لتسألها مضيفة عيناها
ممكن تجيبي من الاخر وتقولي انت عايزة عشان بصراحة بقى المقدمات بتاعتك دي دايما بيبقى وراها حاجة.
فجأة التمعت عيناها نبيلة تجيبها بحماس
عريس ياكاميليا زي القمر وغني يعني هايعيشك برنسيسة وكل اللي انت تشاوري عليه هايجيبه تحت رجليك بس انت توافقي.
عقدت حاجبيها بشدة لتسألها بدهشة
عريس مين ودا يعرفني منين
ردت نبيلة متابعة بحماس اشد
فاكرة لما نزلتي مع ابوك من سبوعين جنازة عمك اسماعيل في البلد شافك هو باللبس الأسود هناك وعينه كانت هاتتطلع عليك فضل يسأل بنت مين لحد اما عرف انك بنتي جاني وكلمني مع عمك سمير ولما شاف صورك في الالبوم اتأكد من ظنه وطلب ايدك.
افتغر فاهاها للحظات تستوعب قبل ان تسألها ليتأكد ظنها
طلب إيدي من جوزك
ايوة يا كاميليا ماهو يبقى ابن عمه.
كمان ابن عمه!
هتفت بها غير قادرة على التحكم بعضبها لتكمل
هو انت عايزة ايه ياست انت بالظبط يعني مش كفاية غدرتي بجوزك وسبتيه بعياله كمان عايزة تحصريه على بنته هو انت جنسك ايه
الټفت بعيناها نبيلة حولها قبل أن تهمس ضاغطة على أسنانها
هدي شوية الناس بقت تنتبه على صوتك ثم ايه لزومها العصبية دي كلها دا انا رايدة مصلحتك يابت
عريس غني هايشيلك انت وأهلك لو اتشرطتي عليه بمهر كبير او حساب في البنك مش بدل الشغل والمرمطة وفي الاخر برضوا فقرا ما تفكري بعقلك شوية وإن كان على قربه من جوزي يبقى نخبي ياستي ونتصرف يابت دا انت الوحيدة في عيالي اللي طلعتي شبهي واخدة جمالي ومتعلمة كمان وربنا جايبلك الفرصة الحلوة بدري اوي يعني اقفشي فيها بقى.
أنا مش شبهك.
قالتها حادة بعند فقابلتها نبيلة بضحكة مستهجنة ترد
والنبي ايه! طب بصي في المراية الأول وانت تتأكدي.
شعرت بالقهر وهذه الحقيقة لطالما ازعجتها لدرجة جعلتها تكره المرأة والنظر فيها تكره أن تصبح مثلها وتكره أن تكون شبهها انتقلت عيناها للخارج لترى زوجها هذا الرجل الصبياني بحلته الرمادية جالسا في انتظارها على مقدمة السيارة يرمق النساء المارة بنظرات متفحصة وقحة والعلكة في فمه هذا الملعۏن وكأنه يعود بالزمن للخلف عائدا عكس اباها الذي يتقدم به العمر يوميا ويزداد شيبا وتجعدا ومرض وكأن الزمن يكافئ الحقېر ويدهس پعنف على الطيب المسالم.
ضاق بها فضړبت بكفها على سطح الطاولة وقد تهاوى كل تماسكها
انا مابتكلمش ع الشكل انا بتكلم ع الشخصية انا عمري ما هابقى زيك يانبيلة واسلم نفسي للي يدفع أكتر عمري ما هاتجوز واحد يخوني ابدا يا نبيلة ولا هارضى باي راجل يتجوزني بس عشان شكلي ولا جسمي .
تبسمت نبيلة ترد باستخفاف
يبقى عمرك ماتتجوزي لأن الكلام دا ينطبق على واحدة عادية مش واحدة في جمالك ياعين أمك
بتتبتري على النعمة اللي وهبهالك ربنا طب خليك بخيابتك دي وبكرة يدور بيك الزمن ياكاميليا وتتمني واحد زي عمك سمير دا يصرف عليك ويدلعك عشان جمالك.
انتفضت من شرودها واحتدت عيناها لتتذكر وعيدها الذي وفت به منذ سنوات طويلة حينما اجتهدت وثابرت في عملها حتى وصلت لأعلى المناصب بمجهودها فقط لا لشئ آخر لتفرض احترام نفسها على رؤوس كل من يراها
نزلت بعيناها على الهاتف الذي مازال يضئ بالاتصال ولكن برقم اخر وشخص اخر تطلعت به قليلا ثم حسمت أمرها لتجيبه
الوو…. اهلا ياكارم
انتبهت زهرة وشقيقاتها وهن يعددن مائدة طعامهم التي يتم تجهيزاها بفرش ورق الجرائد على الأرض على دلوف خالد وخلفه نوال خطيبته واصوات شجارهم تسبق خطواتهم
يعني مش مافيش فايدة فيك هو انت عايز تشلني يا خالد.
لا اله إلا الله هو انا يابنتي عملتك حاجة
في ايه ياجماعة ايه بتتخانقوا ليه بس
هتفت بالسؤال زهرة قبل أن يقترب منها خالها يرحب بها ويقبلها أعلى رأسها بحنانه المعتاد غير مكترث لڠضب خطيبته التي تبادلت التحية مع زهرة وباقي افراد العائلة بحرارة رغم عبوس وجهها .
جلس خالد بجوار والدته يضم زهرة بذراعيه كالعادة ثم قال بمشاكسة مخاطبا خطيبته
طب برضوا كلام بزمتكم دا وش تقابل بيه الناس ضاربة بوزك شبرين ليه فقر
شهقت نوال بغيظ وهمت لترد ولكن رقية سبقتها
فقر في عينك يا قليل الحيا ماتلم نفسك ياواد بدل ما المك.
تأوه خالد
بميوعة مصطنعة أثارت ابتسامة مستترة كبحتها نوال قبل ان تعود لڠضبها
اضړبيه تاني والنبي يارقية خليني افش غلي ياشيخة.
من عنيا ياحبيبتي انت تؤمري ياغاليه.
قالتها رقية لتزيد على ضربه بعضة كبيرة على لحم كتفه لتنطلق الضحكات من الجميع حتى خالد جسده ارتخى عن المقاومة قبل أن يتمكن من القول اخيرا من بين ضحكاته
جرا ايه ياست هو انت ماصدقتي
هزت رأسها رقية بتشفي وقالت زهرة مخاطبة نوال
دا واضح انه معصبك قوي يااستاذة مدام طلعك عن شعورك كدة
ردت نوال قائلة ببؤس
دي كلمة غيظ دي قليلة والنعمة الباشا خالك عاملي فيها دنجوان مافيش مشوار اخرجه معاه الا مايهزر مع
أي واحدة يشوفها قصاده نروح مطعم يهزر مع البنت الشيف نروح المحل يهزر مع البنت الموظفة لو روحنا أي مكان يااختي يلملي البنات المايصة حواليه وتلاقي ضحكهم يجلجل باستفزاز كدة دا حتى دلوقت واحنا داخلين الحارة شوية بنات رايحين الدرس مجرد بس ما بصلهم بعنيه ضحكهم بقى واصل لاخر الشارع بيعملهم ايه مش فاهمة انا .
أديك قولت بنفسك مجرد بس ما بصيت لهم يعني دا مش ذنبي ياناس ربنا ميزني عن بقية الخلق بالجاذبية يمكن عشان شخصيتي المرحة أو شكلي الحلو بجد مش عارف.
هتف بها خالد بمرح فلكزته مرة أخرى رقية تقول ساخرة
لتكونش فاكر نفسك رشدي أباظة ياواد ولا الحلوة التاني ده كمال الشناوي.
عادت الضحكات الصاخبة مرة أخرى فرد خالد
خلاص يارقية عند زمن الأبيض واسود ووقفتي طب قولي حد من الجداد زي احمد عز كدة او يشبهني فعلا.
شهقت زهرة بجواره تزامنا مع قهقهات شقيقاها فلف خالد ذراعه حول عنقها بهزار ثقيل معتادة عليه يردد
ايه يابت بتتريقي عشان قولتي احمد عز طب بذمتك مش أحلى من جوزك المحفلط ده قولي.
زاد بضغطه وهي تردد ما بين ضحكها
لا طبعا جاسر احلى.
هتف خالد مرددا
يابت ال….. وبتقوليها في وشي كمان مش انا كنت فارس احلامك ولا نسيتي .
زامت ففك ذراعه عنها لتجيب وفور ان فعلها والتقطت انفاسها قليلها عادت تردد له بغيظ قبل ان تتحامي في جدتها
وبرضوا جاسر أحلى.
لتزاد الجلسة صخبا مع هتافه المستنكر وضحكاتهم التي كانت تصل لخارج بنايتهم
عادت الى منزلها مساءا بعد أن قضت يومها المميز مع اسرتها المحببة لمحت شبحه في غرفتهم والإضاءة خاڤتة جالسا باكتاف متهدلة دون حركة وكأنه تمثال من الشمع انتفضت في البداية بخۏفها الفطري من الظلام قبل أن تضغط على الكابس الذي أضاء جميع الغرفة وركضت اليه فورا تسأله بجزع
ايه مالك ياحبيبي هو انت تعبان
لم يرد ولكنه أوقفها ليحتضن خصرها بذراعيه بقوة ويتنفس پألم شعرت به لتحيط بذراعيها على رأسه وتخللت أناملها بخصلات شعرهصامتة حتى تكلم هو اخيرا
انا دلوقت بس عرفت قيمة الأخ دلوقت بس عرفت ان حظي وحش عكس ما كنت مفكر بقالي سنين.
سألته بصوتها الرقيق
بتقول كدة ليه ياجاسر
شدد بذراعيه عليها جيدا قبل أن يجيب وكأنه يحدث نفسه
لو معايا أخ كنت هاسيبلوا الجمل بما حمل واكتفي بيك لوحدك لو عندي أخ كان هايشيل معايا مسؤلية اسم والدي اللي بناه بعمره كله يعلم ربنا ان عمر ما يهمني أي فلوس أو مناصب كل اللي يهمني هو أسم ابويا وبس.
قالت بتوجس وأناملها مازالت تتخلل شعر رأسه
في حاجة جدت جديد في الشركة
أجاب بصوت مكتوم بحضنها
بكرة هاتنعقد الجمعية العمومية للمجموعة بحضور والدي الرئيس الفعلي .
زحف الى قلبها الخۏف وهي تشدد من احتضانه وتمتم داخلها
استر يارب.
..
بخطوات مثقلة كانت تتقدم نحو غرفته حاملة بيدها أقراص الدواء لعلاجه في ميعادها هذه الساعة رغم احتقانها وكل ما تحمله من ڠضب نحوه ونحو ابنها بعد شعورها بالغدر منهم حينما أقصوها في شئ هام كهذا يخص سمعة العائلة وصورتها أمام الجميع هي تعلم بإصرار ابنها إذا أراد شيئا ووضعه ڼصب عينيه لا يهدأ حتى يناله لكن أن يصل حجم تطرفه إلى هذه الدرجة لم تتخيل أو ان يساعده أباه ويبارك خطوته دون علمها هذا فاق كل احتمالها وهي التي كانت بجواره في رحلة علاجه التي قطعها ولم يكملها اهكذا يكون تقدريهم لها تنهدت بعمق ما تحمله من حزن بداخلها منه قبل أن تطرق باب غرفته وتلج بداخلها إليه بعد أن سمعت إذنه بالدخول دلفت بخطوات مترددة تخاطبه بجمود
صباح الخير انا جيبتلك الدوا عشان دا ميعاده.
ابتسم بعشق وهو يقف بنصف الغرفة أمامها يتمم على أزرار قميصه المنشي فزوجته العزيزة مهما بلغ ڠضبها وادعت عدم الإهتمام لا تغفل عن أدق تفاصيله فقال يشاكسها
يعني فاكرة ميعاد الدوا ومش فاكرة الفطار هاشربه ازاي على معدة فاضية بس يالميا
برقت امواجها الخضراء فقالت بقلق متناسية ڠضبها
هو انت فعلا مافطرش ياعامر وبتلبس وخارج كمان
استدار عنها ليتجه نحو المرأة يضع عطره ويقول بلهجة ماكرة لائمة
وانت تشغلي نفسك ليه بقى وانت مش طايقاني ولا طايق حتى تشاركيني أوضة واحدة
زمت شفتيها تكتم غيظها وانفاسها تهدر من خلفه فهي الأدرى بزوجها وطريقته في اجتذاب تعاطفها نحوه همت لتتركه غير مبالية ولكنها انتبهت على ارتعاش كفيه في لف رابطة عنقه
استنى ياعامر .
قالتها واقتربت منه لتلفها بيدها ابتسم لها بجانبية وهي يتطلع لها عن قرب وهي متحاشية النظر إليه فسألته بوجهها العابس
هو انت تعبان النهاردة مش بعادة يعني ايدك تترعش في ربط الكرافت
أجابها بابتسامة حانية
وليه ماتقوليش اني بمثل عشان اشوف لهفتك عليا
كبحت إبتسامة ملحة وقالت بجدية
لو حاسس نفسك تعبان بلاها من حضور الإجتماع دا ياعامر انت قلبك لسة تعبان .
واسيب ابني لوحده
اضطربت واهتزت كفيها من عبارته البسيطة فقالت وهي تنهي ما تفعله لتشيح بوجهها عنه تدعي القسۏة
وهو ابنك صغير ولا مكانش عارف بعواقب عملته
زفر عامر بسأم وهو يتناول سترة حلته ليرتديها وقال بحسم
ابني مش صغير يا لميا بس انا مش هاسيبه يواجه التيار دا لوحده حتى لو غلطان انا برضوا في ضهره.
تنهدت بحرارة وهي تتطلع أليه مستندة على حافة الكمود ثم قالت
خليك في ضهره ياعامر وافضل كدة ساير فيه من غير ما توجهه ولا تنصحه سيرتنا بقت على كل لسان ابن عامر الريان ساب بنت الوزير وراح اتجوز سكرتيرة ابوها تاجر مخډرات
رقمها بنظرة عاتبة قبل ان يدنو ليتناول سلسلة مفاتيحه من جوراها ورد قبل أن يتحرك ويتركها
هو حر في اختياره يالميا بنت وزير ولا بنت غفير أو مهما كانت صفة البنت انا بقى أهم حاجة عندي اشوفه مبسوط دي تكفيني.
قالها وانصرف من أمامها تاركها للأفكار السوداء التي ټغرق بها دون رحمة حتى انتبهت لأقراص الدواء فتذكرت لتتناولهم وتهتف راكضة للحاق به
استنى ياعامر خد علاجك استنى انت مافطرتش أساسها.
بداخل سيارتهم التي كانت تقطع الطريق ذهابا الى الشركة يدها بيده وكأنه يستجدي منها القوة بصمت عبر رجاء نظراته لها وهي لا تبخل عليه بمؤازرته وقد قضت ليلتها كاملة بالدعاء المستمر وغمره بفيض حنانها
يتبع…
الفصل التاسع والثمانون
بفيض حنانها الذي كان في أشد حاجته إليه بالأمس والان اقتربت ساعة الحسم التي سيترتب عليها أحداث القادم وصلت السيارة اخيرا لمقر الشركة لتترجل منها معه ويدها مازالت بيده لافتين انظار الجميع حولهم وكأنه يتحدى بها العالم غير أبه بما يقال أو يحدث دلف بها لداخل غرفة مكتبه فتفاجأت بوالده عامر الريان شخصيا على كرسي الإدارة الذي احتله جاسر سابقا ويبدوا عليه الإنهماك في عمله على بعض الأوراق أمامه تباطئت خطواتها حتى تشبثت بالأرض غير قادرة على مواصلة التقدم نظر لها جاسر عاقدا حاجبيه باستفسار فرمقته بنظرة مترددة قبل أن تجفل على هتاف عامر المرح
إيه ياعرايس هاتفضلوا واقفين كدة مكانكم كتير
رفعت ايه أنظارها برهبة جعلتها تستسلم لسحب جاسر لها اليا حتى وصل بها إليه يقدمها
عامر باشا احب اعرفك على عروستي.
توسعت عيناها وزاد قلبها في خفقانه وهي ترى عامر الذي نهض عن مقعده تركزت عيناه عليها فقال لها بلهجته المداعبة
ومالها بقى مكسوفة كدة ليه هو انا غريب ولا انت مش عايزة تسلمي عليا
ذهب بعض التوتر عنها ولكن حل محله الخجل الشديد وهي تسبل أهدابها عنه ولم تقوى على الرد عليه فضحك الرجل من قلبه وهو يخاطب ابنه
لا طلعت صياد بابن الريان وعرفت تنقي بس مش كدة بقى انا لازم اسلم عليها واتعرف عليها كويس .
سحبها جاسر وهو يردد لوالده بابتسامة تفضح بهجته من الداخل
براحة ع البنت يا عامر ياباشا شوية شوية عليها عشان تاخد عليك .
تناول عامر كفها يصافحها بحرارة مشبعة بمشاعر تضخ بداخله الان نحو هذه الفتاة التي أعادت ابتسامة سعيدة لوجد ابنه حتى تخلى عن وقاره وعنجهيته المعتادة وهو يقدمها اليه وكأنه طفل صغير وقد حصل على جائزته.
الف مبروك يابنتي وسامحيني إن يكون اول لقاء مابينا هنا في المكتب.
قالها مخاطبا لها فخرج صوتها بهمس خجول
مما تقولش كدة ياعمي انا عارفة من الأول بظروف تعبك وسفرك ربنا يخليك ويبارك فيك يارب.
ربت براحته على ظهر كفها قائلها بحنان
ربنا يبارك فيك انت يازهرة وعلى العموم انا مش ناسي وهاعوضك انت وجاسر بس نخلص الأول من المشاكل اللي احنا فيها دلوقت
اكتنفها الإرتياح على الفور بقوله فكلماته المطمئنة وصلت اليها بصدق إحساسه اما جاسر والذي اسعده قول أبيه وترحيبه بزهرة لم يسعفه الظرف السئ بالتعبير عن امتنانه فقال لوالده بتوتر
ماقولتش ياولدي الإجتماع النهاردة هايتم بحضور فهمي ولا هايبعت مندوب عنه
رد عامر بعدم اكتراث
يجي أو يبعت أي حد من عنده في الحالتين مش فارقة المهم ان الإجتماع خلاص يدوبك نص ساعة ويبدأ يالا بقى جهز نفسك يابطل انا هاسبقك.
قالها وتحرك على الفور مغادرا تشبثت زهرة بكف جاسر توقفه قبل اللحاق بوالده
هو انا هاحضر معاكم الإجتماع
نفى برأسه قبل أن يقبلها على أعلى رأسها وقال
كارم هو اللي هايتولى المسؤلية النهاردة ريحي نفسك انت وادعيلنا بالتوفيق.
بعد نصف ساعة
كان بدء الإجتماع الكبير الذي ضم الشركاء ومسؤلي المجموعة مع عامر رئيس المجموعة وابنه جاسر وعدوهم الاقوى والشرس الوزير فهمي حيدر في لفتة نادرا ماتحدث فعلها الرجل خصيصا كي يرى بأم عينيه تأثير النتيجة الحاسمة في القضاء على الصرح الكبير لعامر الريان اڼتقاما منه ومن ابنه وقد أعد غدته بتفاهمات واتفاقات سرية مع باقي الشركاء زهرة والتي لم تطاوعها قدميها للجلوس والراحة على مقعد مكتبها كانت تقطع الغرفة ذهابا وأيابا بلا هوادة وفمها يردد بالأدعية بلا توقف يتاكلها الفضول لمعرفة ما يجري في الغرفة المغلقة وعلى طاولة الإجتماع المصيري ترجوا الا تكون النهاية لهذا الكيان العظيم وتذكر هي كطرف أساسي ضمن أسباب سقوطه
انت واقفة عندك بتعملي ايه
انتفضت مجفلة لتلتف نحو لصاحبة الصوت تخاطبها بهمس عاتب
حرام عليك ياغادة خضتيني مش تديني تنبيه الأول.
لوكت غادة بالعلكة داخل فمها وهي تخطو لتجلس على المقعد المقابل للمكتب قائلة بتهكم
تنبيه! انت عايزاني ازمرلك مثلا في ايه يازهرة مش صوتي انا اللي عالي ياحبيبتي دا انت اللي كنت سرحانة واكنك في دنيا تانية
تطلعت لها زهرة وهي تتنهد بقنوط قبل أن تجلس خلف مكتبها أمامها وتابعت غادة تسألها بفضول
ماقولتليش بقى انت قاعدة كدة أعصابك ومتعصبة ليه
أطرقت برأسها زهرة تدعي الانشغال بأحد الملفات أمامها فقالت باقتضاب
يعني موضوع كدة شاغلني .
لوت ثغرها غادة وهي ترد بغيظ
بتداري ليه ما الشركة كلها عارفة ان النهارده في اجتماع مهم للشركا الكبار في مجموعة الريان بس انت اكيد عارفة سبب الإجتماع ده
ظلت زهرة على صمتها لحظات ترمقها بيأس فهي الأعلم بغادة وسبب مجيئها في هذا التوقيت إليها هذا وقد أعادت غادة السؤال بإلحاح
يابت ماتقولي هو سر حربي
عايزانى اقول ايه ياغادة بس هو انا هاتدخل كمان في الأمور الكبيرة دي
هتفت بها منفعلة قبل أن تزفر بضيق وتشيح بوجهها للناحية الأخرى لتزيد من سخط الاخرى قبل أن تستقيم منتبهة وقد لمحت بعيناها خروج فهمي حيدر الوزير المعروف لها من شاشة التلفاز بخطوات مسرعة يقطع الرواق بوجه مكفهر ومعه بعض الرجال.
ايه دا مش دا الوزير يابت يازهرة
قالتها غادة فالتفتت لها زهرة بتشتت وحيرة حتى انهار جدار صمودها فتركتها راكضة نحو غرفة الإجتماع الذي بدا انه انفض مع خروج ألأفراد تباعا منه
بت يازهرة استني يابت هاتروحي فين طب خوديني معاكي ېخرب بيتك .
تفوهت بالكلمات غادة وهي ټضرب بأقدامها على الأرض بغيظ لعدم تمكنها من اللحاق بها ومعرفة ما يجري.
وصلت لمدخل الغرفة الشاسعة فتباطئت خطواتها بتردد ثم أطرقت رأسها بخجل مع النظرات المتفحصة لها بفضول من رجال ونساء تبينوا هويتها في طريقهم للخروج ولجت للداخل فتسارعت أقدامها قليلا نحو الطاولة التي لم يتبقى عليها سوى عدد قليل وعلى رأس الطاولة كان عامر يأخذ وضعه وبجواره كارم وطارق من جهة والجهة الأخرى كان جاسر الذي التقطها عيناه على الفور وكأنه شعر بوجودها أومأ لها لتكمل بوجه مشرق بشكل اثار دهشتها بلغ إلى أسماعها كلمات التهنئة التي كانت توجه لعامر من بعض الأفراد ومنهم ميرفت والتي كانت ترسم ابتسامة بعرض وجهها وهي تخاطب عامر بنعومة وود تبدلت لنظرة غامضة نحو زهرة بمجرد أن اعطت ظهرها للجلسة ومن عليها جعلت زهرة تتطلع لها بحيرة قبل أن تجفل على قبضة على كفها لتسحبها وتقربها سريعا لتجلس بجواره رغم اندماجه في الحديث وتلقي التهاني مع والده
طرقت بأنامل كفها الحرة على كف يده القابضة على يدها أسفل الطاولة فالټفت إليها سريعا ليرى التسائل بعيناها ولكنه فاجأها بغمزة جريئة منه جعلتها تغلق فمها عن الكلام او السؤال وحتى رفع رأسها وقد اصطبغ وجهها بحمرة الخجل فانتظرت حتي انحسرت الغرفة عليهم ليجفلها جاسر وهو يفقد أتزانه المعروف وقفز سريعة نحو والده ليقبله على رأسه بحرارة مهللا
حبيبي ياعامر باشا ربنا يحفظك ويخليك ليا يارب.
صدحت ضحكة مجلجلة من عامر وهو يدفعه عنه قائلا بمرح
طب خلاص يابني بقى بلاش شغل الشحاتين ده.
ياجماعة ماتفهمونا ايه اللي حصل
هتفت بها زهرة مذهولة مما تراها أمامها أجابها طارق بحماس
انت لسة مافهمتيش يازهرة الراجل اللي قدامك ده قضى على فهمي حيدر بالقبضة القاضية اموت واعرف عملتها ازاي
وجه الأخيرة نحو عامر الذي تلاعب بياقة قميصه يردد
بزهو
ياجماعة مش لدرجادي دي حاجة بسيطة يعني
ياجامد.
هتف بها جاسر ضاحكا قبل ان يعود لمكانه بجوار زهرة تدخل كارم هو الاخر متخليا عن تحفظه الدائم
لا بجد حقيقي ياعامر باشا احنا نفسنا نعرف منك قدرت ازاي تتصرف بالسرعة دي وتعرف بنية الوزير فهمي.
صمتت زهرة منصتة لعامر الذي تلاعب بالشباب قليلا قبل أن يجيبهم كي تعلم مالذي حدث وقلب الحال هكذا من النقيض للنقيض
اولا ياحبيبي انت هو انا عرفت نية فهمي بحكم العشرة دا شريكي بقالوا سنين طويلة يعني فاهم طريقة لعبه كويس قوي كنت متأكد انه هايلف ع الشركا المهمين معانا عشان ينضموا في صفه لما ينسحب من كيان المجموعة وساعتها تبقى ضړبة قوية فعلا خصوصا لما ينضملهم البقية اللي أكيد مش هايستنوا لما ټغرق المركب ويغرقوا معانا.
تدخل جاسر يقول
اه ياوالدي بس انا كلمت معظمهم وطمنتهم على مستقبل المجموعة لو انسحب منها فهمي وهما أكدولي انهم في صفي.
كانوا بيخدعوك ياحبيبي.
قالها عامر لتزداد دهشتهم ويلفهم الصمت الذي قطعه هو مستطردا المعلومة دي انا عرفتها من واحد عزيز عليا منهم فهمي كان بيحضر لكيان جديد يضمهم فيه بعد ما يوقع مجموعتنا بس على مين انا جبت مكانوا جوكر .
ردد طارق مهللا
ايوة بقى ومش أي جوكر دا مصطفى عزام يعني يمسك التراب يحولوا لدهب دي ضړبة معلم بجد.
جذبت زهرة جاسر من قماش قميصه مستدركة تحاول الفهم فسألته هامسة
مصطفى عزام مين قصده على جوز الممثلة المشهورة
اومأ لها جاسر بعيناه لتشهق فاغرة فاهاها بعدم تصديق رمقها بتسلية قبل أن ينتقل بعيناه نحو والده مخاطبا
بس انت برضوا مقولتش اقنعت مصطفى يشاركنا ازاي مكان فهمي
أجابه عامر بصبر رغم شعوره بالإجهاد وبعض الام صدره التي اعتاد عليها في الفترة الأخيرة
مصطفى ابن سوق وعارف ان اسمنا مسمع وهو مش غبي عشان يضيع فرصة زي دي لأجل عيون فهمي المتخلف طبعا لما كلمته فرض شروطه وانا وافقت عليها من غير تفكير اسم مصطفى عزام هو اللي لجم باقي الشركا عن الإنسحاب ورا فهمي ماهو كل واحد فيهم تهمه مصلحته في الأول والاخر
طب هو مصطفى فرض شروط مجحفة
سأله جاسر بتوجس وكانت إجابة عامر بجدية
مش لدرجة مجحفة هي المسؤليات هاتزيد حبتين في المرحلة الجاية نسبته هتبقى أعلى من فهمي طبعا وعلى العموم دي اتفاق مبدئي يعني لسة مافيش عقد اتمضى بس حتى لو أصر يعني احنا برضوا قدها ولا ايه ياعم جاسر
رد جاسر بثقة مؤكدا
طبعا ياباشا قدها وقدود كمان.
على بركة الله .
تمتم بها عامر وهو ينهض عن كرسيه فاهتز قليلا قبل أن يلحقه جاسر ويسنده بساعده وسأله بقلق
انت تعبان ياولدي
ربت عامر على كف ابنه المتشبثة به قائلا بابتسامته المعهودة
لا ياحبيبي ماتقلقش نفسك انت انا بس تعبت من القعدة بقالي شهور مااشتغلتش.
طب اجي معاك أوصلك.
قالها جاسر وهو يهم للتحرك معه فدفعه عامر بطرف كفه قائلا بنزق
ياعم اوعى خليك انت في شغلك وانا السواق هايوصلني هي حكاية.
توقف جاسر يرمقه بابتسامة ممتنة وهو يراقب انصرافه مع أصدقائه حتى الټفت على سؤال طارق من خلفه
تفتكروا ياجماعة لو فهمي حيدر نجح في مخططه وأنشأ الكيان بتاعه ده كان هايسميه إيه
أكيد كان هاسميه ميري .
قالها جاسر وانطلقت ضحكات الرجال الصاخبة لخارج الغرفة أما زهرة فكانت تخبئ بكفها على فمها حتى لا يخرج صوتها بيننهم
يانهار اسود ياميرفت هو إيه اللي حصل بالظبط
سألتها ميري بجزع عبر الهاتف تتحامي بغرفتها من ڠضب والدها العاصف وهي تستمع لصياحه بالمنزل على الخدم بالسباب وتكسيره لكل ماتطاله يده أجابتها الأخرى بصوت متأثر
للاسف ياميري عامر الريان خدع الكل وجاب شريك جديد مكان والدك .
هتفت ميري بعدم تصديق
شريك جديد! دا مين دا اللي اتجرأ وقدر يعملها مين اللي دا وصل بيه غباءه انه ياخد نصيب والدي في مجموعة هو من اكبر مؤسيسينها
كبحت ميرفت ابتسامة ملحة وجاهدت ليخرج صوتها بنبرة عادية لتجيبها
ماهو ماخدتش نصيبه يا ميري والدك هو اللي انسحب من دماغه وعامر كان عامل حسابه ومجهز مع مصطفى عزام.
ايه مصطفى عزام
شهقت بالأسم متفاجئة لتكمل بغيظ
ياولاد الإيه يعني مصطفى عزام يجي وياخد مكانه في المجموعة بعد ما والدي يمشي مكانش ينفع بقى يبقى شريك ووالدي معاهم.
قطبت ميرفت لتسألها مندهشة
ميري هو انت بتقولي ايه وزعلانة على ايه بالظبط
وصلها صوتها الغاضب قبل أن تنهي المكالمة
زعلانة على كله يا ميرفت انا كدة حظي هباب دايما الفرص الكويسة بتطير من إيدي
اغلقت معها لتطلق العنان لنفسها في الضحك وهي تغمغم ساخرة
غبية فعلا.
بغرفة مكتبه وبمجرد ان أغلق بابها عليهم رفعها عن الأرض يغمرها بقبلاته المچنونة غير عابئ باعتراضها الواهي ولا مقاومتها والتي على غير العادة لم تكن قوية فقد وصلها مايشعر به وتعاطف قلبها معه ضد ارداتها
كفاية ياجاسر بقى احنا في المكتب كام مرة هاقعد افكرك .
رد بصوت مفعم بمشاعره القوية نحوها
عادي ياستي فكريني تاني وتالت ورابع ولمية مرة حتى انا راجل نساي أساسا.
قال الاخيرة مشددا عليها بذراعيه ليدفن رأسه في حجابها وكأنه وجد اخيرا أمانه بين يديه استكانت قليلا تنتظره حتى أنزل أقدامها على الأرض فقال وهو وهو يكبح جماح نفسه
لولا بس اننا في المكتب وعشان عارفك بتزعلي لما ازودها
دا على أساس ان انت كدة مزودتهاش.
قالتها ساخرة فانطلقت ضحكة رجولية صاخبة منه وهو يجبر نفسه على الابتعاد عنها حتى وصل ليجلس على حافة مكتبه فقال بمكر
طيبة اوي انت يازهرة وفكرك محدود اوي في حكاية ازودها دي.
استدركت للمعنى المبطن خلف كلماته فعبست بوجهها كي تخفي حرجها ولكزته بقبضتها على صدره بخفة تعنفه قائلة
بلاش تلميحاتك السخيفة دي عشان انا مش غبية عشان مفهمش.
تبسم يتناول قبضتها ليقبلها بحنان صامتا فقالت هي
لدرجادي انت فرحان ياجاسر.
تنهد بعمق وشردت عيناه قليلا قبل يجيبها
كلمة فرحان دي قليلة جدا عن اللي حاسس بيه وخصوصا بعد اللي عرفته من والدي رغم غيظي الشديد طبعا من حجم اللي كان بيتدبر من ورايا لكن معلش الجايات اكتر من الريحات.
قال الأخيرة بمغزى لم تفهمه زهرة فقالت بفطرتها
ريحات بقى ولا جيات خلينا دلوقت في اللي جاي الرجل جوز الممثلة اياها دي امتى بقى هاتقابله ولا تتمم معاه إجراءات الشراكة.
أردف يجيبها وهو يلتف لخلف مكتبه ليجلس على مقعده
أكيد قريب طبعا بس لما اشوف والدي واشوف مواعيدهم مع بعض المهم بقى جهزي انت نفسك.
عقدت حاجبيها بشدة تسأله باستفسار
اجهز نفسي لإيه
رد بجدية وهو يضم كفيه يستند بهم على سطح المكتبه أمامه
عايزك تبقي جاهزة يازهرة عشان ناوي قريب قوي أعلن عن خبر
يتبع…
الفصل التسعون
جوازنا قدام العالم كلها مش بس الشركة هنا.
توقفت قليلا تستوعب جملته المبهمة ثم سألته بنبرة خفيضة بحرج
ودا هايحصل ازاي وانت عارف يعني…. بموضوع والدي واللي اتنشر عنه.
عاد بجسده لخلف الكرسي يذكرها بلهجته المسيطرة قائلا
انا قولت قريب يازهرة يعني على ما يجي اليوم ده اكيد هاكون لقيت حل.
اومأت برأسها تستأذن في الانصراف لتكبح تدفق الأسئلة العديدة برأسها.
في اليوم التالي .
وبجوار رجل الأمن المكلف حديثا منه وحارسه الشخصي إمام في غرقة مغلقة وحدهم كان ينظر بتركيز في الشاشة التي أمامهم للقطات محددة يشير إليها الرجل
اهو ياباشا زي ما انت شايف هو دا الواد اللي جاب العصير لزهرة هانم ودي الست اللي كان بيتكلم معاها أكيد هي اللي حطت المنوم.
ضيق عينان الصقرية بتركيز في هيئة الفتى ذو الجسد النحيف والمغطى نصف وجهه بقناع طبي فقال بتركيز
انت متأكد انه مش شغال في المحل ياعوني.
اجابه الرجل بثقة
طبعا يافندم انا فرزت العمال كلهم لكن الهيئة دي ماشوفتهاش على أي واحد فيهم واضح جدا ان الموضوع كان مدبر من الألف للياء بدليل ان الولد والست مقلعوش الكمامة نهائي من وشهم .
مسح بأطراف أنامله جاسر على ذقنه الخشنة بتفكير واستطرد الرجل
انا حاسبت مدير المطعم وحاسبت كل اللي اتعاون مع الولد ده أو الست بس المشكلة اللي عقدت الدنيا فعلا هو موضوع الكمامة ده عرفوا يستغلوا هاجس المړض المنتشر كويس قوي
ظل صامتا جاسر ينقر بأصابعه على سطح المكتب الصغير وعيناه انتقلت للمرأة الملفحة بسترة ثقيلة وكاب يخفي شعرها وكمامتها في الامام لتخفي شخصيتها بالكامل فقال اخيرا للرجل
اسمع ياعوني الست دي أهم من الولد نفسه عايزك تعيد على شرايط الكاميرات من تاني وتجيبها من قبل ما تدخل المحل مش عايزك تهدى غير لما تجيبلي معلومة مهمة عن الست دي تدلني عليها.
على باب منزلها توقف يلتقط أنفاسه كي يتماسك ويهدئ من ثورة هذا الغبي بصدره لقد فعلها إذن وأتى بعد أن استبد به شوقه إليها حتى كاد أن يطيح بعقله منذ اخر مرة قابلها وحكت إليه مالم تقوى على البوح به لشخص آخر غيره وهو في حيرة تكتنفه بلا رحمة أمواج من الأمل ترفعه في محيط عشقها ليشعر بامتلاكه العالم بين يديه وأمواج أخرى غادرة تسقط به في ظلمة عقلها اليابس الحجري فتوشي له بالقلق مع عدم ردها على مكالماته العديدة طوال الايام الفائتة ليحسم أمره اخيرا بمواجهتها لكي تعود لرشدها أو أن يفعل ما يمليه قلبه عليه ويضعها أمام الأمر الواقع نعم هذا ما سيحدث لقد حسم أمره واتخذ القرار.
تنفس مطولا قبل أن يضغط على الجرس ولكنه تفاجأ بفتح باب المنزل أمامه خبئت ابتسامته سريعا وهو يتبين هيئة الرجل المنمق أمامه وهو يخرج اليه بابتسامة مهذبة كعادته لافظا اسمه وكأنه سؤال
طااارق
هم ليقارعه الاخر بالسؤال ولكنه ابتلع جملته فور أن رأى المرأة الخمسينة بصحبة صاحب البيت أباها وهي خلفهم في الداخل رأسها فقط التي ظهرت إليه بزينة وجهها التي زادتها فتنة على فتنتها الطبيعية ولكن مع تهرب عيناها وتغير ملامحها لتوتر بدا جليا عليها اظهرا إليه ماكان يخشاه لينبؤه حدسه بصدق وتأكيد
لقد فعلتها نعم لقد خطت بيدها على حكم اعدامها واعدامه وفعلتها !
….. ..
سلطان القلوب حين يقرر لا ينتظر أسباب.
يحكم بما يهواه حتى لو ضد رغبة صاحبه.
أعمى عن عيوب معشوقه مهما بلغت.
جامح عن الحكمة وتحكمات العقل.
وشقي هو من يعارضه!
عادت اخيرا لمقر عملها الذي اشتاقت إليه بكل جوارحها بعد إجازة استمرت لأسبوعين بسبب إصابة قدمها لحقتها بأسبوع ثالث على قصد حتى تتجنب اللقاء به على الفور وتتجنب الصدام معه وقد شهدت بنفسها على صډمته وقت لقاءه الكارثي على باب منزلها بكارم ووالدته في صدفة غريبة جعلته يعلم بما انتوته فور حدوثه من ألجيد انه تمالك نفسه وتعامل مع الأمر بزوق وروية رغم شحوب وجهه الذي لم يخفى عليها
تتمنى بهذا الأمر أن تغلق صفحته لتسير بحياتها التي رسمتها من قبل وقد كافأها القدر بمنحها ما تتمناه ولكن هل هذا حقا ماتمنته
عند خاطرها الاخير استفاقت من شرودها لتنتبه على قربها من غرفته في الرواق المؤدي لغرفتها هي أيضا ولكن في الناحية الأخرى خطړ على رأسها أن تدلف إليه وتحادثه بلهجة عادية يتقبلها هو فتعود علاقتهم كزملاء وفقط رغم شكها في هذا الأمر لطبيعته الثورية دائما وجرأة افعاله الغير متوقعة على الإطلاق ولكن كل شئ مع الوقت يمر وقد مر الان اسبوع فلابد انه نسي أو هدأ عقله من ناحيتها فتحت باب غرفتها لتلج بالداخل وعقلها مازال هناك أمام غرفته تتسائل مع نفسها هل كان من الواجب ان تدلف إليه برسمية لتخبره بمجيئها ام كان يجب ان تقابله كما قررت بلهجة عادية على اعتبار ان تكون هذه طريقة تعاملها معه في المرحلة القادمة هي تعلم بمساؤه كما تعلم بحسناته لابد أنه هدأ الان وعلى استعداد للتعامل معها بحضارة.
انتفضت فجأة لتلتف بجسدها مجفلة على دفعة قوية لباب غرفة مكتبها لتفاجأ به أمامها بوجهه المتجهم الغاضب ليصفق الباب خلفه بعد ذلك ويغلقه بنفس القوة السابقة
ارتجفت على غير توقعها وهي تتطلع إليه بهذه الهيئة الغريبة عنها وهو يتقدم نحوها كفهد بري حلته السوداء وقميصه ألاسود والبنطال بنفس اللون لتكتمل الصورة بطوله المهيب وجسده العريض عيناه الحمراء وذقنه الغير حليقة مع صوت انفاسه الهادره الذي تصل إليها فيبث بقلبها الخۏف بشدة وهي تجاهد وتدعي التماسك حتى خرج صوتها اخيرا
إنت ازاي تخش كدة مش تستأذن الأول
وكأنه لم يسمعها اقترب أكثر ليميل بوجهه قائلا بهدوء مريب
ليه
حركت رأسها تدعي عدم الفهم وهي ترد
ليه إيه بالظبط مش فاهمة
اقترب اكثر لترتد هي غريزيا للخلف تراقب قوله وهو يكز على أسنانه
بلاش تستهبلي انت عارفة انا بسألك عن إيه
استهبل دا آيه مش تخلي بالك من كلام…… ااه.
صړخت بها وقد أجفلها بقبضه على مرفقيها بقوة ليقربها نحوه پعنف هادرا
بصي في عيوني كويس ياكاميليا وقولي فضلتيه عليا ليييه
أجفلها حجم غضبه وجنونه ولكنها تمسكت بكبريائها الزائف لتردف له بدفاعية تخفي بها جزعها منه
انت بينك اټجننت باين ولا إيه سيب إيديا ياطارق انا مش عايزة اتصرف واعملك ڤضيحة.
هزهزها بقبضتيه غير مبالي بصياحها
ردي ياكاميليا وبلاش تتهربي من الإجابة انا على اخري بتعشميني بقربك بعد ما حكيتي عن أدق اسرارك ليا وبعدها تطعنيني في ضهري بخطوبتك من كارم مين أحق انا ولا هو عشان تفضليه عليا
تمالكت نفسها قليلا قبل أن تعود لطبيعتها العنيدة فقالت بتحدي
انا ماحكتلكش عشان اقربك انا حكيت عشان تفهم من نفسك السبب اللي واقف بيني ومابينك.
انعقد حاحبيه بشدة يستوعب قبل أن يهتف پغضب حارق
قصدك انك شايفاني في صورة جوز امك هو دا اللي تقصديييبه
أكملت بتشفي رغم الام ذراعيها حتى توقفه بالحجة
وانت تفرق إيه عنه ولا انت مش واخد بالك من نفس الصفات اللي قولتها
ازداد عنفوان ثورته
مع ازدياد ضغط قبضتيه على مرفقيها يهدر پألم قلبه
هي دي الصورة اللي رسمهالي في عقلك عشان تبعديني عنك انا عمري ما كنت خاېن ولا خدت ست من جوزها انا عمري ما بصيت لمرات صاحبي انا عمري ماغدرت بحد حتى لو كان عدوي……
بس بتاع نسوان.
قالتها مقاطعة بحدة لتصل إليه وكأنها نصل سکينا حامي اخترق عظام صدره فرد بصوت متهدج
تمام يا كاميليا زي ماقولتي كدة بتاع نسوان
صړخ بعدها بتقرير
يعني عندي خبرة ياحلوة خلتني اكشفك واعرف انك بتبادليني نفس الشعور.
نفت برأسها تحركها پعنف رافضة بتشنج واستطرد هو
لا ياكاميليا صدقي رعشتك في ايدي تأكد كلامي نظرتك ليا تأكد كلامي قلبك اللي پيصرخ بأسمي دلوقت وانا سامع صوت دقاته كلهم بيأكدوا كلامي .
توسعت عيناها بجزع تناظره پصدمة وانفاس متلاحقة وهذه الحقائق التي يلقيها بوجهها مع هذا القرب الذي فرضه عليها ليلفهم الصمت لحظات جعلته ينسى نفسه وغضبه ليضعف أمام فتنة وجهها القريب من وجهه فازداد خفقان قلبه وارتكزت عيناه على شفتيها حتى دنى برأسه نحوها بدون تفكير وقبل ان يتمكن من فعل ما صړخ به وجدانه افاقته هي بدفعه بكفيها على صدره لتتمكن من افلات نفسها والابتعاد عنه وقد ارتخت ذراعيه وأعصابه عنها حتى ذهنه تشتت فزرأت هي پعنف وقوة اكتسبتها مع مرورها بتجارب مشابهة قبل ذلك
اتفضل اخرج برا وماشوفش وشك هنا تاني اخرج برا يا طارق عشان ما ابلغش عنك حالا.
ناظرها بتحدي لبعض الوقت قبل أن يخرج كما دخل ويصفق الباب خلفه پعنف تهاوت قوتها الزائفة وسقطت على الكرسي خلفها لتتنفس اخيرا واضعة كفها على صدرها فتطلق العنان لشهقة مؤلمة خرجت من أعماق قلبها الذي كان ېصرخ بين أضلعها وكأن بضرباته القوية يعاقبها أو يعبر لها بطريقته عن اعتراضه.
ها بقى ايه الأخبار
تفوهت بها زهرة وهي تدلف خلفه لداخل غرفة مكتبه بعد أن عاد لمقر عمله اخيرا وقد قارب يوم العمل على الانتهاء في مهمة عمل خارجية واجبة النفاذ.
خطا ليسقط بجسده المرهق على الكنبة الجانبية في الغرفة الشاسعة جذبها لتسقط جالسة بجواره قائلا بحزم
اسألي وانت جمبي مش وانت واقفة.
اومأت برأسها لتعيد السؤال بصيغة أخرى
ماقولتليش عملت ايه طيب في محادثاتك مع الراجل ده اللي اسمه مصطفى عزام
تنهد مطولا ليتكئ بظهره للخلف ورد باقتضاب
كل خير والحمد لله.
اه يعني اتفقتوا ومضيتوا العقود
رددتها بإلحاح ينبع من قلقها شعر به هو ليهديها ابتسامة بلون عشقه قبل أن يطبع قبلة عميقة على وجنتها ليطمأنها بإجابته
اتفاهمنا ومضينا العقود واتفقنا على عزومة عشا لزوم الاحتفال بالشراكة الجديدة.
تبسمت بارتياح وفرح لهذه الأخبار الجيدة والسعيدة فتابع لها
الاحتفال هايكون بكرة ان شاء الله في فندق شهير هو يملكه عايزك تجهزي نفسك من دلوقت
خبئت ابتسامتها لتسأله قاطبة جبينها بدهشة
وانا مالي ياجاسر هاجي معاكم ليه بقى
عبس وجهه الذي اشاحهه للحظات قبل أن يلتفت إليها مخاطبا بجدية
العشا هايكون اسري يازهرة هو وأخوه هايجيبوا زوجاتهم معاهم ووالدي هايجبب والدتي معاه وانت هاتيجي معايا.
رفرفرت بأهدابها قليلا تستوعب قائلة بعدم تصديق
انت بتتكلم بجد عايزني انا ووالدتك نتعزم في حتة واحدة مع بعض خلاص بقى بلاها انا اروح معاكم .
حدجها بنظرة غاضبة قبل أن يقول
والدتي يستحيل تعمل حاجة تضر بصورتها ولا شكلها قدام الناس دا لو فكرك انها ممكن ماتعاملكيش كويس ثم انه كمان ما ينفعش اروح انا لوحدي وكل واحد جاي وساحب مراته في إيده في العزومة وابقى انا بطولي كدة ولا انت شايفاني راجل عازب يازهرة.
اطرقت رأسها وارتسم على وجهها التردد فقالت بنبرة خفيضة بحرج
انا مش عايزة افكرك ياجاسر بوضعي واللي بيتقال عليا.
هتف بصرامة
انا قولتلك من الاول اني هاقدمك للناس كلها عشان تعرفك يعني ماحدش يقدر يقربلك ولا يمسك بكلمة وانت مرات جاسر الريان فاهمة يازهرة ولا لأ.
نعم! انت بتتكلم بجد ولا بتهزر ياعامر
هتفت بها لمياء ساخطة وهي تخاطب زوجها وكان رده الحازم
لأ مش بهزر يا لميا مرات ابنك هاتيجي معاه العزومة يعني لازم تجهزي نفسك لمقابلتها وتنسي اللي في دماغك بقى.
صاحت معترضة پعنف
ودي اعملها ازاي ان شاء الله بقى هو انت وابنك مش واخدين بالكم ولا درانين بالموضوع كله مصطفى هايجيب مراته اللي مصر كلها تشهد على اناقتها وجمالها واخوه هايجيب زوجته الأجنبية يعني ماتختلفش عنها غير في الشهرة بس ابنك بقى هايدخل عليهم بصاحبة الصون والعفاف اللي شغالة عنده سكرتيرة ووالدها سمعته بقت على كل لسان.
عبس يرد بقوة
الشغل مش عيب يا لميا ثم إن حكاية والدها دي لسة في التحقيق ومافيش حاجة مؤكدة وحتى لو في ماحدش له دعوة بينا ولا له حق الإعتراض على زوجة جاسر الريان .
انت بتضحك عليا ولا على نفسك فوق ياعامر النسب دا ما يشرفش اي عيلة محترمة عادية مش عيلة بأسمنا ووضعنا قدام العالم كلها حتى لو انكرت انت وابنك قدامي ولا قدام الناس لكن برضوا متأكدين من جواكم ان كلامي صح.
قالتها لمياء بثقة قبل ان تنهض عن جلستها معه وتتركه لأفكاره المتخبطة.
ماهو عنده حق برضوا يازهرة دا الصح على فكرة.
قالتها كاميليا وهي تقلب في مجموعة ملابس امامها بالمحل الخاص بملابس المحجبات بأحد المولات الشهيرة واستطردت امام صمت الأخرى وهي تسحب معها إحدى القطع
انا كمان من رأي إن انت لازم تاخدي ثقة أكتر من كدة في نفسك جاسر الريان بيتحدى بيك العالم يا زهرة يعني لازم تكوني قد التحدي ده.
تناولت زهرة منها القطعة والتي كانت عبارة عن فستان سهرة محتشم بألوان زاهية تليق بالسهرة وردت وهي تتطلع فيه بدقة متفحصة
والله عارفة كل كلامك يا كاميليا بس اعملها ازاي دي بقى وانا حاسة إنها دنيا غريبة عليا وحكاية والدي صعبت عليا اوي إن اندمج مع الناس دي.
سهمت كاميليا بكلمات صديقتها بحزن اكنتفها وهي تقدر ما تشعر به وسألتها
هو جاسر لسة ملقاش حل في موضوع والدك
اومأت لها بشبه ابتسامة ساخرة لتجيبها بيأس وقد تركت الفستان من يدها وسندته على الطاولة الزجاجية بجوارها
للأسف الولد اللي قال عليه ابويا فص ملح وداب والمحامي بيعمل اللي عليه عشان يخرجه منها قبل المحاكمة هتصدقي بقى لما اقولك إن ابويا بقى مشهور في القسم من كتر الصحفين اللي بتسأل عليه ولسة كمان لما تيجي المحاكمة هايبقى نجم وترند ع السوشيال ميديا وسلميلي بقى على مظهري كزوجة لجاسر الريان .
شحب وجه كاميليا من مجرد التخيل لوضع زهرة وزوجها لو حدثت المحاكمة لتتناقل اللسنة الخلق بالخبر دون رحمة هزات رأسها لتجلي الفكرة السيئة عنها فقالت مخاطبة زهرة بحزم
بقولك إيه يابت انت اهمدي كدة وشيلي الأفكار السودة دي من دماغك احنا ماصدقنا الله يرضى عنك نلاقي وقت نتلم فيه مع بعضينا عايزين نعيد الأيام الجميلة يا زوزو.
استجابت لها زهرة بابتسامة جميلة أسعدتها فتابعت كاميليا سائلة
ها ياقطة بقى عجبك الفستان
يتبع…
الفصل الحادي والتسعون
ولانغير
ردت زهرة وهي تعيد رفع الفستان أمامها لتعيد تأمله
كويس وحلو بس انا خاېفة يطلع ضيق.
ردت كاميليا وهي تتفحص الفستان معها
لا ضيق دا إيه كويس يازهرة وقد مقاسك على فكرة بس هو هايبقى مظبوط حبتين مش واسع قوي زي بقية هدومك احنا عايزين نغير النظام شوية.
عبست زهرة وارتسم الضيق على ملامح وجهها لترد بحدة
يعني ايه بقى عايزاني اغير اللي اتعودت عليه انا مابرتحش غير في الواسع يا كاميليا.
لفتت لهجتها الحادة عاملة المحل التي رمقتها بدهشة انتبهت عليها كاميليا فاقتربت منها تخاطبها بهمس
وطي صوتك يازهرة وبلاش منه انفعالك دي انا مش بقولك غيري مبادئك انا كل اللي بطلبه حاجة تبقى شيك ومظبوطة عليك وحشمة عشان لو اتخدت ليك صورة مع الناس دي ماتبقيش أقل منهم او مختلفة عنهم فاهماني
شحب وجه زهرة لينقلب لعدة أللوان وسألتها بدهشة امتزجت ببرائتها
معقول! طب واحنا نتصور ليه معاهم
هزت رأسها كاميليا بابتسامة يائسة وهو تعطي الفستان لعاملة المحل ثم اقترب من زهرة تخاطبها برقة
يازهرة يا حبيبتي افهمي بقى لقاءات الناس دي اهم ضلع فيها المظاهر دي ناس مشهورة وفي أي مكان الناس بتاخدلهم صور او هما نفسهم ياخدوا الصور دي ويعلنوا بيها عن اعمالهم أو شركاتهم ولا انت مفهمتيش كلمة جاسر الريان لما قالك تجهزي
اومأت زهرة رأسها بتفهم رغم ترددها ليتشعب داخلها القلق ويظهر في نبرة صوتها
طب انا حاسة كدة ان الموضوع اتصعب عليا أكتر هاقدر ازاي بقى اسد في الحاجات دي
وانا روحت فين يابنتي اصحي كدة وفوقي صاحبتك مش هتخليك تروحي الحفلة دي وانت مش اقل من النجمة نفسها ولا انت مش واثق فيا ياباشا
قالتها كاميليا بنبرة مرحة أدخلت على قلبها الاطمئنان فلم تملك سوى التعبير عن امتنانها بضمة اخوية استشعرتها كاميليا بكل حب معها قبل أن تفك نفسها منها قائلة
ياللا بقى خلينا نستعجل عشان نخلص شړا لبقية الحاجة اللي محتاجينها مع البت غادة اللي صدعتنا بحفلة صاحبتها اللي بتقول عليها مهمة دي وعشان كمان اللحق خروجتي مع كارم.
طب ثواني بس دقيقة
قالتها زهرة وهي توقفها فجأة عن التحرك فقالت بتردد مستغلة انشغال العاملة عنهم
هو انت فعلا بتحبي كارم ده عشان تقبلي بيه
امالت رأسها إليها تنظر لها عاقدة الحاجبين باستفسار فتابعت زهرة
أنا أسفة لو هاتدخل في حاجة زي بس جاسر حكالي عن طارق دا حالته صعبة اوي.
قلبت كاميليا عيناها تتنهد بسأم واستطردت زهرة
لو بتحبيه بجد تقبلي ليه بكارم
اوقفتها بإشارة من يدها
بس يازهرة الله يخليك بلاش تفتحي الموضوع ده انا تقريبا بقيت مخطوبة دلوقتي ويوم ولا اتنين هتبقي خطوبة رسمي يعني خلاص خلصت.
قالتها كاميليا بحسم تنهي الجدال وتحركت من أمامها لتسبقها في الخروج غمغمت زهرة خلفها وهي تلحق بها
يارب فعلا تكون خلصت
وخارج المحل تلقفتهم غادة بلهفة لتسحبهم من أيديهم مرددة
اخيرا خرجتوا من دا المحل بسرعة معايا بقى عشان تقولولي رأيكم في اللي اختارتها.
انت اختارتي إيه
سألتها كاميليا لتفاجأ بعد دقائق بهذه القطعة الخفيفة الغريبة الصغيرة وبادرت زهرة بالسؤال
ايه دا ياغادة انت بتسمي دا فستان
تخصرت لها ترتد بتهكم
أمال انت شايفاه إيه بقى ياست زهرة قميص نوم مثلا.
ماهو فعلا مايفرقش عنه!
تمتمت بها زهرة بعفويتها غير مبالية بها فاستشاطت الأخرى غاضبة وقبل أن يخطئ لسانها بالرد سبقتها كاميليا قائلة بمهادنة لچنونها
الفستان دا ماينفعش ياغادة انت بتقولي انك رايحة حفلة لواحدة صاحبتك ودا ماينفعش لفرح شعبي حتى.
الجمتها كاميليا بحكمتها فجعلتها ترد بنبرة متراجعة
طب اعمل ايه بقى انا عايزة حاجة تلفت النظر وتبيني جامدة اخر حاجة قدام صاحبتي وعيلتها.
سألتها زهرة
صاحبتك دي تبقي مين بقى
ردت غادة بنزق
إيه ياست زهرة هو انا لازم اديكي تقرير كمان عن صحابي
كظمت زهرة غيظها كالعادة وردت كاميليا لتنهي الجدال
خلاص ياغادة لا تقولي ولا تعيدي انا هانقيلك حاجة جامدة زي مابتقولي وبنفس الوقت مايبقاش فيها اسفاف عشان ماحدش يفهمك غلط.
قالتها وتحركت على الفور تبحث في كمية الملابس المعلقة لتنتقي منهم مايليق فقالت غادة من خلفها وقد دب في قلبها الحماس
نقيه بقى ملعلع ويكون فيه شغل كتير.
سمعت كاميليا فالټفت لها برأسها فاغرة فاهاها بيأس.
عاد من الخارج بخطوات رتيبة عن عادته القى التحية على والدته بروتينة غريبة عن مرحه الدائم وارتمى بجوارها جالسا بفكره الشارد لكزته والدته تستكشف ما به سائلة
مالك ياواد مش عوايدك تخش وبوزك مقلوب كدة
اجابها بلهجة فاترة
لأ عادي شوية مشاكل بس في الشغل ماتشغليش نفسك انت.
هتفت بعدم تصديق
مشاكل دي إيه ياعنيا اللي تقلب خلقتك كدة في إيه يا خالد
تكتفت ذراعيه وارتكزت انظاره في الفراغ بوجهه الواجم دون أن يجيبها فلم تكرر رقية السؤال وقد دب بقلبها القلق من هيئته هو ابنها وهي اكثر من تعلم بكل حالاته وردود أفعاله سألته پخوف حقيقي
هو في إيه بالظبط ياخالد
تنهد مطولا ليجيبها بعد عذاب انتظارها
ماقولتلك ياما مافيش حاجة.
صاحت هادرة بنفاذ صبر
تاني برضوا هاتنكر هو انت قاصد ټحرق دمي النهاردة ياخالد طب انت جاي من فين أصلا في الساعة المتأخرة دي ميعاد شغلك بينتهي من زمان أصلا
جاي من عند السمسار.
قالها فجأة وازداد بداخله الشك وهو يشعر بإجفالها السريع وعيناها التي تهربت على الفور من مواجهته بارتباك استرعى انتباهه ليميل بجزعه نحوها ويتفرس ملامحها بدقة فإن كانت هي تحفظه فهو يحفظ أقل حركة بأصغر عضلة في وجهها ويعلم ماخلفها!
هاتختاري انت ولا اختارلك أنا
تفوه بها سائلا بعد أن أتى بها في أشهر المطاعم الأيطالية في العاصمة أجابته وهي تضع القائمة من يدها على الطاولة أمامها
لا ياسيدي اختار انت عشان اشوف زوقك.
رد بابتسامة اظهرت وسامته
طبعا زوقي يجنن امال اختارتك إنت ازاي يعني
بادلته ابتسامتة ببعض الخجل صامتة فانتقل بعيناه هو نحو القائمة التي بيده ليختار منها الأطعمة التي سيتناولها معها.
اخدتها فرصة لتتأمله وجهه الوسيم والمنحوت بدقة مع انفه المستقيم بإرستقراطية جسده الرياضي يظهر مدى حفاظه على صحته شعر رأسه الكستنائي والمصفف بعناية على مدى تاريخ معرفتها به لا تذكر في مرة أن رأت ولو خصلة صغيرة شاردة أو مشعثة منه دائما منمق وكأنه خارج على الفور من احدى مجلات الموضة الرجالية يرتدي حلته الرمادية وقد كافئها اليوم بتخليه عن رابطة عنقه كارم منضبط دائما في عمله وأيضا في مظهره.
قطع شرودها صوت النادل الذي تلفظ باللغة الإيطالية فلم تفهم منه شئ ولكن كارم رفع رأسه عن القائمة يخاطب الرجل بلكنته وكأنه من نفس بلدته قطبت وهي تتابعهم حتى انصرف النادل بابتسامة واسعة لكارم بعد أن عرف منه الأصناف التي اختارها فالټفت إليها يعطيها انتباهه كاملا فسألته بدهشة
مكنتش اعرف انك بتعرف ايطالي
واسباني وفرنسي مع الإنجلش طبعا.
قالتها بنبرة متفاخرة أشعرتها ببعض الضيق ولكنها تمكنت من أخفاءه بابتسامة رأئعة فتملكها الفضول لسؤاله
هو انت بتلحق تعمل دا كله إمتى
هز رأسه باستفسار فتابعت بتوضيح
قصدي يعني.. ازاي وسط مسؤلياتك الكتير مع جاسر الريان
بتلحق تهتم بنفسك وبالرياضة عشان جسمك وتتعلم لغات لا وكمان بتعرف مطاعم وتروحها.
اتسعت ابتسامته ليردف لها
النظام يا كاميليا أهم حاجة الواحد يعرف ازي ينظم وقته قيمة الوقت هي اللي بتفصل بين الناس الناجحة اللي بتعرف تقدره والناس الفشلة اللي بتهدره.
اومأت برأسها بتفهم لتقول بتفكه
بصراحة انا كنت فاكرة نفسي منظمة بس بعد ما شوفتك عرفت اني هوا .
بس انت مش فاشلة .
قالها فتمتمت بالحمد لتسأله بتفكه
افتكر اني لو فاشلة مكنتش هاتبصلي ياكارم صح
صمت قليلا قبل أن يجيبها بجدية
شوفي ياكاميليا انا مانكرش طبعا اني معجب باجتهادك اللي وصلك لمكانة ممتازة في شركة الريان بس كمان لو قولت ان دا السبب الوحيد لارتباطي بيك ابقى راجل أعمى أو غبي.
صمت برهة يرمقها بنظرة متفرسة اربكتها ثم تابع
انت مش ست جميلة وبس يا كاميليا انت جميلة بحد الفتنة يعني جمعتي صفات ملكة الجمال وصفة المرأة الناجحة في ظاهرة نادرة ما بتتكررش كتير انت جوهرة ياكاميليا وعرفت تختار اللي يقدرها.
رغم أن كلمات الإطراء التي ألقاها على سمعها بإمكانها أن تسعد أي امرأة لكنه مع تشديده الصريح على كلماته الأخيرة انتابها بعض القلق وهي تشعر انها تحمل معني ما منه.
بصدره الع.اړي كان ېدخن في سجائر التبغ بنهم عل بحريقها تخفف من حريق صدره متكئ بمرفقيه على السور المعدني لشرفة منزله التي تطل من علو على صفحة نهر النيل عن قرب فتجعله قبله للعين صباحا بحركة البواخر والمراكب الشراعية به وراحة للنفس مساءا بهدوء يعم كل شئ حوله الا عنه وقلبه الصاخب بداخله مازال ېصرخ ويقاوم في معركة ضد مليكته التي تشهر أسلحتها في وجهه بكل شراسة ودون رحمة غير عابئة بألمها قبل ألمه تنكر وتصم أذونيها وكأن بذلك تبعده عنها ولا تعلم ان كل محاولاتها تأتي دائما نتائجها بالعكس.
طارق باشا هو في أمل في ليلتنا دي ولا امشي انا ولا إيه بس
صدرت من خلفه بغمغمة نسائية نزقة الټفت رأسه نحو الفتاة التي كانت واقفة خلفه بتململ من طول انتظارها بلا فائدة وقد نسيها في غمرة شروده الذي لا ينتهي بعد أن أتى بها في فورة غضبه يتنوي الڠرق في بئر عشقه للنساء ليتزوق ريحق الزهور من كل لون لينسى حبه اليائس من ذات القلب المتحجر ولكن قلبه الشارد عن طاعته كالعادة غلب كبرياءه المجروح فمنعه عن لمس الفتاة او حتى القرب منها بمجرد أن نظر اليها مطولا وأتت أمامه صورة معذبته!
وضع يده في جيب بنطاله ليخرج لها كمية لا بأس بها من النقود الورقية تلقفتها الفتاة بلهفة تقول
يدوم العز ياباشا بس دول كتير أوي وانت مقربتش مني نهائي.
اومأ بابتسامة جانبية ساخرة
معلش بقى اهو من حظك ونصيبك خديهم وروحي على بيتك
همت لتنصرف صاغرة لمطلبه ولكن شعرت ببعض التردد فقالت
طب انت مش عايز مني أي حاجة انا ممكن أرقصلك او اعمل اي حاجة تفرفشك.
تفرفشني!
قالها بسخرية مريرة وهو يشيح بوجهه عنها متابعا بإشارة كفه لها
امشي يابنتي امشي.
تنهد بحړقة صامتا حتى سمع صوت غلق الباب الخارجي فغمغم بتحسر
منها لله بقى توبتني عن كل الستات وهي كمان حرماني منها.
ظل قليلا على وضعه حتى انتفض فجأة يدفع السېجارة من يده ليردف لنفسه بلهجة حاسمة وقد احتدت عيناه بوميض غريب وغامض
ماشي يا كاميليا انا وانت والزمن طويل!
……. .
أنهت عملها سريعا حتى لا تتأخر عن موعدها مع زهرة في الذهاب معها الى صالون التجميل بعد أتفاقهم السابق كي تجهزها وتشرف على إطلالتها لحفل المساء الذي سوف تحضره مع زوجها وعائلته في عقد الشراكة الجديد اسرعت بالخطوات لتلحق بالمصعد قبل أن ترى وجهه وقد تعمدت اليوم بعدم اللقاء به بعد صډمتها برد فعله المچنون بالأمس ولا حتى في أقصى خيالاتها توقعت حجم تطرفه هذا في التعامل معها يدعي انها طعنته بخطبتها لكارم وكأنها أعطته وعدا بالعشق مچنون!
دلفت لداخل المصعد وقبل أن يتم الباب اغلاقه وجدته يلج لينضم معها على اخر لحظة فلم يسعفها الحظ بالخروج وتركه زفرت پعنف تظهر له تأففها ليفاجئها بهذه النظرة الغريبة مع وقفته الاغرب وقد قصد الوقوف أمامها مباشرة واضعا يديه بجيبي بنطاله يناظرها بتمعن وعيناه تتفحصها بجرأه مقصودة ومتعمدة حدجته بنظرة زاجرة لينتبه فكان رده ابتسامة جانبيه ساخرة بارتخاء اثار بروده احتقانها فهتفت بوجهه
في إيه
حرك رأسه باستفهام يدعي عدم الفهم فصاحت فاقدة حكمتها
انا بسألك بتبصلي كدة ليه
ارتفع حاجبه مع ابتسامة ماكرة اعتلت وجهه لعدة لحظات صامتا باستمتاع فازداد احتقان وجهها حتى اصطبغ بحمرة الانفعال وحينما أصابها اليأس من رده دبت بأقدامها تشيح بوجهها عنه وهي تفور من الغيظ وهذا كالتمثال واقفا محله يرمقها بسهامه المتفحصة وصلها صوته اخيرا بنبرة متسلية
بتاع نسوان بقى عايزاني ابص ازاي يعني
الټفت برأسها إليه فاغرة فاهاها وعيناها الجميلة توسعت بذهول من جرأته ليجفل على لون القهوة الذي توهج بقوة تغريه بالاستمرار في إستفزازها كي يتنعم برؤيتهم المحببة اليه لا بل هو على استعداد ليبقى اسير النظر اليهم حتى يفنى عمره قطعت شروده هادرة پغضب
بلاش اسلوبك المستفز دا يا طارق احنا ناس محترمين.
بجد !
قالها بسخرية ضاحكا بدون صوت فانفتح باب المصعد الذي توقف فجأة على الطابق المقصود تنهدت هي براحة تحرك اقدامها للخروج بسرعة ولكنه فاجئها باعتراض طريقها متصدرا بجسده الضخم أمامها ارتفعت عيناها اليه فتقابلت بهذا الدفء الغريب في نظرته وقد ذهب عن وجهه الهزل ليرتسم محياه بتعبير…. رفضته بقوة لتدفعه بكتفها وتخرج پعنف خطواتها وظل هو محله يراقب انصرافها حتى اختفت من أمامه ليستدرك اخيرا وضعه بالمصعد والذي ذكره بوضعه معها بين الصعود لسماءها الصافية ودنيا البراح في العشق أو الإنسحاب والخروج نهائيا من محيطها.
انتفض فجأة ينتزع نفسه من شرودها وتحركت اقدامه الكبيرة بخطواته الواسعة حتى خرج هو الاخر من المبنى فاصطدمت عيناه بغريمه الذي كان في انتظارها واقفا بجوار سيارته بهيئته الالية واناقته المبالغ فيها دائما هذا الرجل لا يعجبه حقا!
كان قد وصل الى سيارته قبلها فتحركت رأسه نحو هذا المدعو كارم بتحية فاترة رد الاخر التحية بروتنية مثلها قبل أن ينشق ثغره بابتسامة متكلفه فور أن اقتربت منه ليصدمه بفعل كاد ان يطيح بعقله توسعت عيناه وخرج من فمه السباب بكلمات وقحة متوقعا اعتراضها على تقبيل هذا ال….. لها من وجنتيها ولكن لم يحدث!
لو سمحت ياكارم ماتعملش كدة تاني.
قالتها اخيرا بعد تحرك السيارة تجاهد لضبط النفس والتحكم بصعوبة في نبرة صوتها الذي كان يهتز من فرط ڠضبها الذي ازداد بعد رده
هو إيه بالظبط اللي معملوش
أجابته متنهدة بسأم
أن سلامك ليا يبقى بالبوس على الخدود انا مسمحش بالكلام ده حتى لو خطوبة رسمي مش لسة مجرد كلام
مجرد كلام !
قالها والټفت رأسه إليها بهدوء غريب يكمل
هو مش مجرد كلام يا كاميليا احنا فعلا بقينا
يتبع…
الفصل الثاني والتسعون
مخطوبين بقراية الفاتحة وحفل الخطوبة يبقى بس إشهار.
هتفت بحدة
حتى لو كان برضوا ماينفعش انا اتربيت على كدة ياكارم.
رمقها بابتسامة غامضة ثم قال مغيرا دفة الحديث
هاتخلصي امتى مشوارك مع زهرة عشان اجهز نفسي انا كمان
حدجته مندهشة لتعمده تجاهل كلماتها فقالت بامتعاض
معرفش هانخرج امتى ثم انه كمان مش لازم توصلني انا عارفة ومقدرة مسؤلياتك الكتير مع جاسر الريان.
التف إليها مردفا بابتسامته غريبة
اصلك ما تعرفيش الجديد بقى انا وانت كمان معزومين ع الحفلة الليلة.
عقدت حاجبيها بشدة لتسأله باستغراب
وانا وانت نروح ليه بقى
اجاب بابتسامة ازداد اتساعها
انا هاروح بصفتي مدير أعماله في المجموعة كلها وانت بصفتك خطيبتي
حركت رأسها بعدم استيعاب لقرارته المفاجئة وقالت بغيظ
ولما هو كدة ما اتصلتش ليه وقولتلي عشان اجهز نفسي ولا اشتريلي حاجة كويسة مع البنات امبارح جاي دلوقت تفاجئني ياكارم
اجابها ببساطة
عشان بحب المفاجأت ياستي وعلى العموم انا برضوا عملت حاسبي اختارت لك اون لاين احلى فستان يليق بجمالك وبعد ساعة كدة ان شاء الله هايوصلك على صالون التجميل وانت بتجهزي مع زهرة .
مالت اليه برأسها قائلة باستنكار
ياسلام! عملت حسابك ونقيت الفستان اون لاين من غير ماتقولي طب بلغني حتى عشان اقول لأهلي او اشوف الفستان هايليق عليا ولا لأ.
أردف يذهلها
انا اتصلت بوالدك وبلغته ياكاميليا ولو ع الفستان ياستي ماتقلقيش ابدا من زوقي انا راجل واعرف اقدر الجمال كويس قوي.
قال الأخيرة بنظرة شملتها من الأعلى للأسفل أثارت بقلبها الرجفة للمرة الثانية منه لتكتشف اخيرا انها لم تكن تعلم عن هذا الرجل شيئا على الإطلاق سوى جديته في العمل وصورته البراقة دائما.
ها ياقمر ماردتيش يعني
سألها مقاطعا شرودها اومأت له برأسها كإجابة بالموافقة باستسلام ثم الټفت برأسها نحو الطريق لتنهي الجدال وقد نفذت طاقتها واعصابها لم تعد تتحمل مرة من كم المفاجأت التي تتلقاها من هذا الخطيب الغامض ومرة أخرى بمواقفها مع طارق وهذا الحصار الذي يفرضه عليها وقت حضوره ثم فعلة كارم بتقبيلها أمامه لترى بأم عينيها اشتعال عينيه وتحفزه للشجار واحراق الاخضر واليابس دون وجه حق
بالكرة المطاطية ذات الحجم المتوسط كان يقوم بتنطيطها على الأرض قبل أن يتناولها ليركض بها ثم يقوم بتسديد هدفه في السلة المعلقة عاليا مسجلا أهدافه المتعددة بتكرار المحاولات ليستعيد شغفه القديم بهذ اللعبة قبل أن يأخذه عالم الأعمال بمشاكله المتعددة التف فجأة على الصوت الحانق بالقرب منه
طبعا قاعد بتلعب ولا على بالك
تبسم جاسر يعيد التنطيط بالكرة وهو يرد عليه
وما اللعبش ليه يااستاذ طارق فيه مصېبة مثلا ولا حاجة منك جاي تبليني بيها
اصدر طارق صوتا ساخرا وهو يشيح بنظره دون أن يرد لفت انتباه جاسر بتجهم وجهه وعدم استجابته للحديث او المزاح.
مال وشك مقلوب كدة ليه
سأله جاسر فقال طارق بنزق
بس ياجاسر والنبي انا مخڼوق وعلى اخري.
شاكسه جاسر
ولما انت مدايق ومش طايق نفسك جيت ليه
الټفت طارق اليه قائلا بانفعال
يعني ارجع تاني ياجاسر وديني اعملها فعلا بجد.
هتف عليه جاسر بحزم
ايه يابني هو انت اټجننت ولا ماصدقت فعلا مش عوايدك دي يا طارق.
زفر طارق متأففا قبل أن تتركز عيناه على الكرة فقال جاسر وقد انتبه لشروده
ماتيجي تلعب معايا اقله تشغل عقلك شوية عن اللي مضايقك
صمت طارق قليلا بتفكير وجاسر يترقب اجابته قبل أن يجفل من فعله المفاجئ بخلعه لسترة حلته ثم القميص لينضم إليه بجذعه العاړي على بنطاله فقط اطلق جاسر ضحكة مجلجلة وهو يخاطبه
انت هاتلعب معايا كدة يا مچنون طب روح على اؤضة اللبس غير بأي حاجة رياضي مريحة بدال ماتبوظ بدلتلك
تناول طارق منه الكرة قائلا باعتراض
ملكش دعوة انت خليها تبوظ ولا تتقطع حتى انا طقت في دماغي وهالعب كدة
توقف جاسر يراقبه بابتسامة متوسعة وهو يركض سريعا ويسدد بالكرة داخل السلة باندفاع وقوة فانتبهت عيناه على همهمة الفتيات التي كانت تسير بجوار الملعب وانظارهم معلقة على صاحب الصدر العضلي عاري الجذع وهو يلعب بعنفوانه اصدر له صوت صفير ينبهه
ياعم الحلو عضلاتك اللي مقوية قلبك لفتت نظر الچنس اللطيف عليك الټفت طارق برأسه ليتطلع نحو الجهة التي يشير إليها جاسر سهم قليلا نحوهم ثم عاد إلى جاسر قائلا بقرف
سيبك منهم بلا سدة نفس انا لا بقيت طايقهم ولا طايق سيرتهم.
قالها ليكمل لعبه بالكرة أمامه پعنف أكبر وكأنه يفرغ طاقة الغيظ في اللعب وظل جاسر يتابعه بنظرات مذهولة يكتنفها الإشفاق وقد شعر بما يحزن صديقه ليجفله فجأة بسؤاله الغريب
هو انت عرفت الزفت دا ازاي لما جيت تشغله عندك
ضيق حاجبيه يسأله يتطلع إليها باستفسار فهتف طارق بانفعال
الزفت اللي اسمه كارم اتوظف عندك ازاي
اومأ جاسر برأسه متفهما ثم أجابه بهدوء
والد كارم اللوا حمدي فخر كان صاحب والدي.
اه يعني اتوظف عندك بواسطة انا قولت كدة برضوا.
قالها بازدراء فرد جاسر
هو فعلا كان بواسطة بس كارم طلع ممتاز بصراحة تربيته العسكرية من والده افادتني كتير بصراحة في شغله معايا وبأنجازه للمهام اللي بكلفه بيها في أقل وقت.
تغضن وجه طارق بالڠضب فخاطبه جاسر ممازحا
لو بتفكر تخلص منه انا معاك .
اصدر ضحكة ساخرة ليس لها معني قبل أن يتحرك لمعاودة اللعب مرددا
ابوه كان لواء وتربية عسكرية وانا اقول عامل زي الإنسان الالي ليه
في إحدى صالونات التجميل والمشهورة بسمعها دلفت الفتيات بصحبة كاميليا غادة تتطلع لفخامة المكان بأعين منبهرة وزهرة المبتهجة لعلمها بذهاب كاميليا الى الحفل معها أدخلت الطمأنينه بقلبها لأنها ستحظى بدعم اغلى صديقة لديها ولن تكن وحدها وسط هذا العالم الغريب عنها.
انت عرفت المكان دا ازاي ياكاميليا دي حاجة فايف ستار وكله هوانم.
قالتها غادة سائلة وعيناها تحدق في كل شبر وكل فرد حولها.
أجابتها كاميليا بإرهاق
أعرفه من ناس صحابي ياغادة ما تشغليش بالك انت.
ماتشغلش بالها ازاي يابنتي دا باين انه جامد فعلا وكله ناس محترفين.
تبسمت لها كاميليا صامتة فاستطردت زهرة بسعادة
بس انا فرحانة اوي انك هاتيجي معانا .
ربتت كاميليا على كتفها بحنان لترد
مكدبش عليك انا كنت هارفض واشدد ع رأيي لما كارم فاجئني بس افتكرتك انت واتراجعت.
حبيبة قلبي .
قالتها زهرة بامتنان اما غادة فمطت بشفتبها حانقة وهي توعد نفسها بأنها ستكون أجملهم الليلة على الإطلاق.
اتفضلوا ياهوانم.
قالتها الفتاة العاملة بالمحل بابتسامة مرحبا بزي الصالون الموحد
اقتربت منهم بعد ذلك لتشرح عن قدرات المحل وعرض الطرق العديدة في تجميل السيدات ليختارو منها
امام النيل وعلى سور الكبري المعلق كان مستندا بمرفقيه شاردا في مشهد مياهه الهادئة في هذا الوقت مثقل بهمومه التي تكاد أن تقسم ظهره ومع ذلك كان يتحمل حتى اكتشف حجم تقزمه وعدم جدوي كل ما فعله طول سنوات عمره التي تخطت السادسة والثلاثون يشعر بصغر نفسه وعدم احترامها يشعر أنه وبعد هذا العمر يكتشف الان فقط انه غبي!
استفاق من شروره على دفعة بيد من تناساها في غمرة شروره.
في إيه خالد هو انت سرحت مني تاني حتى بعد ما وقفتني معاك هنا في الحتة الزحمة دي دا بدل ما تقولي كلمتين حلوين وتقارن بين جمالي وجمال النيل
قالتها نوال بتفكه علها تخرجه من حالة الشرود التي تلبسته من وقت لقاءها به أجابها بشبه ابتسامة
انت أحلى طبعا .
كدة انت أحلى وبس فيه ايه يابني لسانك اللي بيرغي ع الفاضي وع المليان حصله إيه النهاردة
قالتها تدعي المشاكسة لتخفي شعورها القلق اما هو فتنهد أمام أنظارها من عمق حزنه قبل أن يقول
تعبت يانوال تعبت قوي وماعدتش بقى عندي قدرة على الصمود او اي شئ انا حاسس اني عاجز عاجز يا نوال
وضعت كفها على كتف ذراعه تسأله بقلب موجوع على حزنه وألمه الذي يصل إليها بمجرد النظر إليه فما بالك لو كان بهذا الوضوح الان وكأن هموم العالم تامرت عليه لتساقط جمعيها فوق رأسه.
مالك ياخالد إيه اللي واجعك كدة بالقوة دي.
اتجه بأنظاره نحو النيل يقول لها بشرود
كل ما اتقدم خطوتين يانوال وافتكر نفسي وصلت الاقي نفسي رجعت خمسين متر للخلف.
اصابها الارتياع من لهجته الحزينة هذه فقالت تسأله بجزع
ايه وصلك للحالة دي ياخالد انا أول مرة اشوفك كدة.
صمت قليلا بتفكير وقبضته تطرق على الحاجز الحديدي ثم الټفت إليها يسألها بحسم
نوال انا عايز اخد رأيك في قرار اتخذته
خرجت من غرفة تبديل الملابس بخطوات مسرعة نحو الفتيات في حجرة البادكير تهتف سائلة بأسمها
زهرة ايه رأيك في الفستان ده
قالتها والټفت انظار الجميع حولها من زبائن وعاملات بأعين جاحظة بانبهار صړخت على أثره غادة
ايه دا ياكاميليا انت جبتي الفستان دا منين
تجاهلت الرد عليها لتسأل زهرة بقلق
ماتقولي رأيك يابنتي بقى .
القت زهرة بنظرة شاملة متأنية على الفستان الذي انسدل على جسد الأخرى بنعومة فائقة لونه الأزرق انعكس على بشرتها البيضاء ليزيدها بهاءا
بتفصيلة محكمة من أعلى الجسد وحتى الركبة ليتوسع بعد ذلك ويعطيها حرية في الحركة مع فتحة في الصدر اظهرت جزء من مفاتنها بشكل مغري رغم خلو وجهها من أي مساحيق للتجميل حتى الان بالإضافة إلى شعرها المتناثر أيضا ومع ذلك كانت شديدة الفتنة كعهدها دائما
همت زهرة لتعطي رأيها ولكن سبقتها السيدة رئيسة المحل والتي كانت متواجدة بالصدفة
انتي بتسالي على إيه ياقمر وانت بسم الله ماشاءالله قلبتي الصالون كله نحايتك.
اومأت لها بمجاملة فالټفت بأعين سائلة لزهرة التي أجابت هذه المرة
الفستان فعلا يهبل عليك بس الفتحة اللي فوق دي نازلة لتحت شوية.
ردت بعدم رضا
شويتين مش شوية وانا حاسة الفستان اصلا من استايلي اوفر كدة ومش سيمبل زي ما بحب دايما .
يابنتي وما يبقى أوفر دي مخليك ولا نجوم السيما اللي بتعرض نفسها على السجادة الحمرا في المهرجانات انت جبتيه منين
هتفت بها غادة للمرة الثانية فردت كاميليا بنفاذ صبر
مش انا اللي جيبته ياغادة كارم هو اللي بعت عليه اون لاين. فهمتي بقى .
اه
اومأت بها تدعي التفهم ومن داخلها غمغمت
يابختك وكارم دا كمان طلع مصېبة .
قالت كاميليا تخاطب الفتيات
انا طالعة في دماغي اعتذر وماروحش الخروجة اللي جاتني فجأة دي وبلاها من الفستان دا اللي مش مرتاحة فيه أساسا..
تطلعت لها زهرة برجاء تقول
ليه بس يا كاميليا دا انا ماصدقت
ارتسم على وجه كاميليا التراجع فندخلت المرأة معهم
انا ممكن اظبط الفستان من فرق شوية يعني بحيث اننا مانبوظش القصة اصل بصراحة خسارة أوي
ردت غادة باقتراح
أو ممكن نبدل انا وانت تاخدي فستاني وانا اخد بتاعك .
عبس وجه كاميليا باعتراض وهي تتذكر فستان غادة القصير فسبقتها المرأة الفضولية في الرد على غادة
ماهي مش بالفستان يابنتي الرك ع القد .
قالتها بإشارة لكاميليا التي حسمت أمرها لترد على المرأة
طب انا موافقة على تظبيط الفستان وشاكرة جدا لمساعدتك.
قالت المرأة بترحيب
من غير شكر ياقمر انا تحت أمرك هنا .
تمتمت كاميليا بالشكر مرة ثانية قبل أن تنصرف مع المرأة فقالت غادة في اثرها
أما بت كهينة بجد جايا تتفشخر بيه قدامنا وتقولك انا مخڼوقة منه عايزة تمنع عنها الحسد.
رمقتها زهرة بنظرة مذهولة من كلماتها وفضلت كالعادة بلع اعتراضها متجنبة الدخول في الجدال معها.
بعد عدة ساعات
كانت غادة اول من خرج من صالون التجميل ترجلت من السيارة الأجرة التي توقفت على وصفها بمعرفة العنوان الذي قالته لها ميرفت بالقرب من منزلها في المدينة الجديدة تنفست تلتقط أنفاسها لتلقي نظرة اخيرة على هيئتها وقد جعلها الفستان الذي انتقته لها كاميليا كأميرة رائعة كما قالت لها المرأة اللزجة صاحبة صالون التجميل أخرجت مرأتها لتلقي نظرة على زينة وجهها والقصة الجديدة لشعرها لتستعيد مرة أخرى ثقتها بنفسها وتتحرك بأناقة متصنعة نحو حلمها.
ومن ناحية أخرى قريبة كان يسير منشغلا مع محدثه بالهاتف
ايوة ياعبده والله وصلت اهو ربع ساعة واكون عندك……. ليه هو الباشا الكبير كمان وصل….. تمام باسيدى انا مش هتأخر……….. خلاص يابني اهو انا في السكة…
انتبهت عيناه لها فجأة فعرفها من ظهرها بهيئتها التي لا تخفى عليه حتى لو حاولت تغيرها ضيق حاجبيه وهو يرى اتجاه خطواتها وهذا الفستان الذي يظهر سيقانها مع تطايره بفعل نسمات الهواء العليلة في هذا الوقت فاتجه بغضبه نحوها ليصل اليه سريعا ويتصدر أمامها يوقفها
رايحة فين ياحلوة
شهقت صاړخة قبل ان تتدارك نفسها لتهتف بوجهه غاضبة
ېخرب بيتك هاتقطعلي الخلف هو انت اټجننت يابني أدم انت
تخصر أمامها بوجه خالي من عبثه الدائم معها ليسألها مشددا على كلماته
بقولك رايحة فين في الساعة وبهيئتك دي
احتقن وجهها بالغيظ من تدخله السافر وإشارة سبابته نحوها بدونية فصاحت مستنكرة
وانت مالك انت بتسألني بصفة ايه هاا.
اعتصر عقله قليلا حتى أتى لها بحجة
بصفتي شغال عند جوز زهرة بنت خالك واكيد يعني پتخاف عليك ويهمها مصلحتك هي عارفة بقى بمجيتك هنا عند البت الصفرا واخوها اللي اصفر منها
كزت على اسنانها تقول بازدراء
ارجع واقولك انت مالك لا انت اخويا ولا قريبي عشان تسأل وتتدخل في خط سيري واوعى كدة بدل ما اندهلك الحرس اللي واقفة قدام باب البيت ولا اتصل بميرفت صاحبتي تبلغ عنك ولا تدخلك السجن ياسي إمام انت.
قالتها ودفعته بيدها لتتخطاه باستعلاء ردد ساخرا وهو يتبع خطواتها
ميرفت صاحبتي!
ثم مصمص بشفتيه ليغمغم قائلا
عليا النعمة انت عايزة تتربي من أول وجديد عشان تفوقي.
وأمام منزل جاسر الريان وبعد أن توقفت بهم السيارة كانت كاميليا مازالت تعطي النصائح لزهرة
خلي راسك مرفوعة دايما وظهرك يبقى مفرد اوعي تظهري ضيقك ولا تزعلي نفسك من أي تلميح ولا كلمة تتقالك خودي قوتك من حب جاسر ورعايته ليك وسيبلوا هو الرد على أي شئ يضايقك انا واثقة انه مش هايخذلك إن شاء الله.
اومأت لها بتفهم وهي تمسك بمقبض الباب لتترجل وهي خلفها ولكن مع دوى صوت هاتف كاميليا أشارت لزهرة لتسبقها كي ترد على شقيقتها وتلحق بها
يتبع….
الفصل الثالث والتسعون
بعد ذلك.
ولجت زهرة لداخل منزلها بقلب يخفق بالسعادة والترقب لرؤية جاسر ومعرفة رأيه بزيها وبإطلالتها الجديدة ترجو من الله أن توفق في هذه الليلة هتفت بإسمه فور مرورها بالردهة.
ياجاسر انت فين ياحبيب…..
توقفت الجملة بحلقها وقد اصطدمت عيناها برؤية طارق في بهو المنزل ومعه عامر الريان وبجواره امرأة رائعة الجمال لايبدوا على وجهها مايثبت عمرها تحدجها بسهامها الخضراء في جلستها على الاريكة الاثيرة واضعة قدم فوق الأخرى .
وقفتي ليه ماتقدمي يابنت وسلمي
قالها عامر ليفك عنها خجلها وصمتها بعد أن تسمرت مكانها ولم تدري بنفسها استدركت تبتلع ريقها بتوجس وهي تجبر أقدامها للتحرك نحوهم وقف لها عامر يتلقفها بمودة ابوية ليصافحها بحرارة واضعا قبلة دافئة على أعلى حجابها
بس ماشاءالله دا انا معرفتكيش يابنت ايه الحلاوة دي
ردت بابتسامة مضطربة
الله يحفظك ياعمي ربنا يسعدك.
ضحك عامر يشاكسها بكلماته
يحفظك ويسعدك ايه الرسمية دي ياست زهرة هو احنا في الشركة ولا إيه.
توسعت ابتسامتها بصمت فقربها عامر ليقدمها نحو لمياء التي كانت تناظرها مضيقة عيناها.
إيه رأيكم بقى تتعرفوا على بعض دي ياستي تبقى لمياء مراتي او حماتك يعني وانت ياقلبي القمر دي تبقى زهرة مرات ابنك شوفتي زوقه حلو ازاي
اومأت له بشبه ابتسامة لمياء وهي تنهض عن كرسيها ببطء ثم مدت بطرف كفها لزهرة التي لم تصدق فسارعت بمصافحتها بتوتر
أهلا ياا….طنت نورتيني.
رمقتها من أعلى للأسفل قائلة بعد فترة من الوقت مرت على زهرة وكأنها سنوات
البيت منور بأهله .
طبعا طبعا بس انت نورتي البيت بجد والله.
قالتها زهرة بصدق رغم توترها لتجفل فجأة على صوته الدافئ وهو يلف ذراعيه حولها من الخلف بعد أن اتى على الفور من غرفة مكتبه وقطع جلسة عمله مع كارم ليؤازرها
ماردتيش يعني يا لميا هانم على سؤال والدي إيه رأيك في زوقي
لوت ثغرها تجيبه بحنق
حلوة حلوة ياجاسر ربنا يسعدكم.
قالتها من تحت أسنانه والټفت زهرة برأسها لجاسر الذي دعمها بنظرة مشجعة أدخلت الراحة بقلبها بعد توترها الشديد من لقاء لمياء والتي هتفت فجأة وانظارها نحو مدخل المنزل
دي كاميليا دي ياعامر
انتقلت أنظار الجميع نحوها وقبلهم كان طارق الذي جخظت عيناه وقد أوشك قلبه علىالتوقف من فرط خفاقته العڼيفة بين أضلعه وهي تتقدم نحوهم بثقتها المعهودة دون تكلف
الغبية الغافلة عن سحرها الذي يعبث في قلوب محبيها او جمالها الذي يسلب عقول الرجال فيجعل الحكيم منهم كالممسوس بعشقها الا من الأجدر ان تكتمل الصورة وتستمع هي أيضا لصوت قلبها أم هي صماء واصاب سقيع الجليد إحساسها
استفاق من وصلة إعجابه التي تدوي داخله بصخب والفتنة ذاتها متجسدة في مالكة قلبه لتشوش الصورة باقټحام هذا المدعي وهو يقترب منها بتحذلق ويقبل كفها بدماثة مستفزة أثارت داخله الإزدراء والكره نحوه وهو يتقدم بها نحو لمياء يقدمها إليها بصفته خطيبها هذا الرجل لا يعجبه حقا!
معقول انا محدش قالي انك خطبت لأ ومين كاميليا كمان
قالتها لمياء وهي تصافح كاميليا مع كارم الذي كان يتحدث مع المرأة بمودة
معذورين برضوا ياهانم اصل احنا لسة معملناش خطوبة رسمي.
ردت لمياء بابتسامة متوسعة.
لا بس برافو عليك عرفت تنقي وتختار ياولد ماشاء الله عليكم دا انتوا تتحسدوا.
قالتها لمياء بفرحة الامت زهرة التي لم ترى على وجهها ربع هذا الحماس والأعجاب نحوها شعرت بها كاميليا لترسل إليها ابتسامة مضطربة بادلتها زهرة بواحدة مثلها قبل أن تجفل على جذب جاسر لها فجأة ليبتعد بها عنهم قائلا
سيبك منهم وتعالي معايا.
قالت وهي تسرع بخطواتها معه
اجي معاك فين ياجاسر بس ونسيب والدك ووالدتك
هاغير عشان اروح الحفلة
قالها ببساطة استغربتها وعيناها ارتكزت على الحلة التي يرتديها
ومالها البدلة التي انت لابسها يعني فيها إيه
أجل الرد عليها لحين اغلاقه باب الغرفة عليهم قائلا
مش تفهمي بقى لوحدك يامجنونة.
افهم إيه
قالت ببلاهة لتشهق مجفلة على احتضان راحتيه لوجهها مرددا بمشاكسة
عايز استفرد بالجميل شوية لوحدي فيها حاجة دي
ضحكت من قلبها وعنفوان مزاحه أذهب عنها التوتر ليكمل هو بأعين تفيض بالعشق
زي القمر والله يازهرة وتجنني كمان .
توقفت ضحكتها على أثر جملته التي دخلت على قلبها بردا وسلاما بعد حزنها منذ قليل من تعامل والدته المتحفظ معها بالمقارنة بترحيبها الحار بكاميليا ليأتي هو الآن بجملة واحدة منه مع نظرة مشبعة بالعشق تزيح الغيوم ويهطل مكانها امطار من الفرح لتنبت زهور الحب في قلبها إليه مالك قلبها.
انشق ثغرها فجأة بابتسامة ممتنة له وهي تبادر بلف ذراعيها حول جذعه لتقول من قلبها
انا بحبك اوي ياجاسر.
شدد هو أيضا باحتضانها يقبل أعلى رأسها براحة تنبع من داخله وقد وصله صدق عبارتها
وبراءتها التي تزيد من سعادته معها صاحبة القلب الحنون نعيمه الذي وجده اخيرا بعد طول انتظار ورده كان على كلماتها
وانا بمۏت فيك ياقلب جاسر .
…. ..
اتفضلي يا قلبي بيتك ومطرحك
تفوهت بها ميرفت وهي تسحب غادة الى داخل الحفل المقام حول حوض السباحة في منزلها الفخم وغادة تسير معها تتطلع بأعين منبهرة نحو الرفاهية التي لم تعتاد عليها قبل ذلك موسيقى صاخبة فتيات بملابس شبه عاړية يتمايلن بميوعة مع رجال تنوعت اعمارهم وكؤس الشراب بأيديهم ومن ناحية أخرى منصة أقيمت لرقص الفتيات مع بعض الشباب بجرأة لفتت نظرها حتى وصلت الى طاولة تجلس عليها إمرأة كانت تعطيهم ظهرها حينما قدمتها ميرفت
انت هاتقعدي معانا هنا ياقلبي انا واعز صاحبة ليا.
تبسمت لها بمودة وفور ان همت لتجلس جحظت عيناها بتوتر وهي تتبين هوية المرأة بعد أن الټفت إليها برأسها لحقتها ميرفت بالقول
ايه ياغادة سهمتي كدة ليه
يمكن خاڤت مني يا فيفي لماعرفتني.
قالتها المرأة بمكر فردت ميرفت بابتسامة محفزة
ياعبيطة دي ميري دي عسل .
التوى ثغر ميريهان لتقول بلؤم
حتى لو كنت غير كدة ياحبيبتي ما هي بنت خالك خدت جوزي مني شوفتيني عملت ايه يعني
جلست غادة قائلة باعتذار
معلش بقى ربنا يعوض عليك بس انا مليش دعوة بيها والله.
ربتت ميرفت على ذراعها قائلة بلطف متصنع
طبعا ياقلبي احنا عارفين الكلام ده امال انا ليه حبيتك ياغادة عشان طيبة وميري كمان قلبها ابيض زيك انا محبش أبدا اصاحب الناس الوحشين أو اللؤمة.
أكلمت على قولها ميريهان
عندك حق يافيفي هو احنا لو مش طيبين كنا اخدنا على دماغنا بالشكل ده ياللا بقى كله عند ربنا.
فعلا ياحبيبتي عندك حق
قالتها ميرفت لميري قبل أن تتجه بابتسامتها المتصنعة لغادة تخاطبها
ها ياوزة تحبي تشربي ايه بقى
وقعت عيناها نحو المشروب الذي بكف ميري وصمتت قليلا بتفكير قبل أن تحسم أمرها
أي حاجة ساقعة وخلاص.
تبادلت ميري وغادة ابتسامتهم الخبيثة ثم فتحن معها بالاحاديث العادية لتطمئن لهم حتى أجفلن فجأة على صوت احدهم وهو يميل على ميرفت قائلا
مش تعرفينا يافيفي .
شهقت ميرفت ضاحكة للشاب قبل أن تعود لغادة تخاطبها
دا ماهر أخويا يا غادة اللي انا عاملة الحفلة مخصوص عشانه.
توقف قلب غادة عن النبض للحظات وعيناها تتطلع بالقلوب الحمراء نحو الشاب صاحب العيون الخضراء والشعر الأصفر وبشرته القريبة من بشړة الأجانب على وسامة نافست نجوم الأفلام التي تشاهدها استعادت وعيها اخيرا على قول ميرفت وهي تقدمها للشاب الذي كان ينظر لها بجرأة
اهي دي بقى تبقى غادة صاحبتي اللي قولتلك عليها قبل كدة ياماهر احلى بنت بلد تقابلها.
توسعت ابتسامة بلهاء على فمها وهي ترد بتلعثم
اا مش لدرجادي يعني يا ميرفت.
لا لدرجادي واكتر كمان .
قالتها ميرفت وشاركها الشاب وهو يجلس بجوارهم على الطاولة
عندك حق ياميرفت انا مكنتش اعرف ان مستوى الجمال اتطور لدرجادي في البلد .
واديك عرفت وشوفت بنفسك ياخويا.
قالتها ميري بمشاكسة قابلها الشاب بابتسامة متسلية أما غادة فكانت ترفرف بأهدابها غير مصدقة ليزيد الشاب بكلمات الغزل نحو عشقه للبلد وفتياتها أيضا تبادلت ميري وميرفت نظراتهم بمغزى قبل أن تستاذن واحدة منهم لتسحب معها الأخرى تاركين غادة مع المدعو ماهر على الطاولة وحدهم
ها بقى ممكن تعرفيني على نفسك.
قالها بابتسامة اربكتها لتسرد في الحديث عن نفسها بعفوية حمقاء غافلة عن نظراته التي كانت تتفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها
وفي مكان اخر
ولجت زهرة متأبطة ذراع زوجها الى ردهة الفندق الفخم خلف عامر ولمياء في البداية ليتلقاهم مصطفي عزام بترحيبه الحار مع شقيقه وزوجته الممثلة نور فهمي بابتساماتها المعروفة ودودة ولطيفة في تعاملها مع زهرة وكاميليا ولمياء عكس الزوجة الأخرى لشقيق مصطفي وهي ترحب بابتسامة متحفظة ولغة عربية غير متقنة ثم يتقدمهم مصطفي ليأخذ الجميع معه الى القاعة المخصصة لكبار الزوار في فندقه الشهير حيث كانت والدة الشقيقان في انتظارهم.
شهقت لمياء بصوت خفيض محدثة زوجها فور أن رأتها
يانهار اسود ياعامر دي ايه اللي جابها دي
رد عامر بصوته الهامس معها بمشاكسة
ايه يا لميا هي لدرجادي بهيرة شوكت بتخوف
تمتمت لمياء بغيظ
وماخافش ليه وانا اكتر واحدة عرفاها!
تقدمت المرأة تصافح وترحب بابتسامتها المتعالية مع الجميع وخصوصا زهرة.
أجلسهم مصطفى في وسط القاعة المذهبة في كل ركن بها حتى الارئك الكلاسيكة بفخامة والثريات الكبرى في الوسط تتدلي منها حبات الكريستال المضيئة لتبعث في الجو مزيدا من الرقي المبالغ فيه مع موسيقى هادئة تليق بالمناسبة.
توزعت الجلسة لمجموعات مصطفى وشقيقه مع عامر وجاسر ومعهم طارق وكارم لمياء اضطرت لمجالسة بهيرة بحكم معرفتها بها ومعهم كانت الزوجة التركية لشيقق مصطفي وانفردت نور مع الفتيات زهرة وكاميليا واندمجن في الحديث معها
شوفوا يابنات انا عايزاكم تاخدوا عليا كدة وتعتبروني صاحبتكم ماشي يعني تفكوا وتهزروا معايا.
قالتها نور وردت كاميليا
كدة على طول طب مش لما نعرفك الأول وتاخدي علينا وناخد عليك.
فغرت فاهاها تدعي الصدمة قبل أن ترد بعتاب مرح
اخص عليك دي كلمة برضوا تقوليها في وشي كدة قال وانا اللي كنت فاكرة نفسي مشهورة .
ضحكتا الاثنتان لتواضع المرأة معهم فخاطبتها زهرة ملطفة
هي مقصدهاش والله هي قصدها معرفة شخصية بس انت عسل صراحة احلى كمان من التمثيل حلوة وعلى سجيتك.
يعني بجد انا حلوة
قالتها بابتسامة شقية وأكملت
وايه كمان والنبي قولوا قولوا انا ماشبعش من الكلام ده على فكرة
عدن للضحك مرة أخرى فقالت كاميليا
انت جميلة قوي يانور من برا ومن جوا عكس ناس كتير بنشوفهم في الوسط بتاعكم.
ردت نور
وانتي كمان يا حبيبتي بصراحة انا مبسوطة اوي بيكم يابنات حلوين كدة ومش مكلكعين زي بعضهم.
قالت الأخيرة بمغزى وسألتها زهرة ببرائة
بعضهم دا يبقى مين
اصدرت ضحكة مضطربة مع نظرة ماكرة برفع حاجبيها فهمتها كاميليا فهمست لزهرة وهي تتطلع نحو الناحية المقصودة
انا هفهمك يازهرة واقولك بعدين.
أومأت لها زهرة برأسها فقالت نور
انا دلوقتي بس عرفتي سر تمسك جاسر الريان بيك جميلة وبريئة في نفس الوقت يابخته .
تأثرت بمقولتها زهرة حتى زحفت على وجهها حمرة الخجل رغم زينتها هللت نور بمرح
الله يازهرة وكمان بتتكسفي وكيوت.
اومأت لها كاميليا بتصديق
هي فعلا كدة والله لدرجة انه أحيانا بيتسفزني جدا خجلها دا.
ردت نور
وتستفزك ليه بقى دي تجنن .
صمتت لحظة ثم أكملت بروحها المرحة
هاتصدقوني بقى انا النهاردة حبيت مصطفي عشان عرفني بيكم .
قالتها وانطلقت ضحكاتهم حتى التفتت نور على سهام نظرات حادة مصوبة نحوهم فغمزت للتنبيه
خلوا بالكم يابنات من صوت الضحك احنا مش ناقصين.
ومن الجانب الاخر الټفت بهيرة برأسها بعد أن حدجتهم بنظرة ممتعضة لتعود مخاطبة لمياء
شوفتي بقى ياحبيبتي ادي نتيجة الجواز الغلط بتضحك بصوت عالي ولا مقدرة شكل جوزها قدام الناس ولا حتى مراعية أصول الإتيكيت .
اومأت لها لمياء صامتة وتابعت المرأة بخبث
بس على الأقل هي مشهورة واسمها مسمع مع الناس لكن مرات ابنك انت بقى….
ابتعلت ريقها لمياء لتسألها بتوتر
ومالها مرات ابني بس يا بهيرة هانم ماهي زي القمر اهي ولبسها حلو وقعدتها رزينة كمان وحتى ضحكها صوته واطي.
اشاحت المرأة بعيناها قليلا ثم عادت ترد بعدم رضا
بتضحكي عليا وعلى نفسك يالميا ولا انت فاكراني مش عارفة بالتريند اللي قلب الدنيا عن جوازها بأبنك واصلها وسمعة والدها انا كبرت شوية في ألسن اه بس اعرف برضوا في التكنولوجيا .
شعرت لمياء وكأن دلوا من الماء البارد سقط فوق رأسها فجاهدت حتى خرج صوتها بنبرة طبيعية
طبعا انت عندك حق بس انا اعمل إيه بقى والولد حبها
ردت باستحفاف
حب! حب إيه وكلام فارغ إيه بس يالميا هو ازاي أساسا يبص لبنت زي دي شغالة عنده سكرتيرة ويطلق بنت خالته ميري بنت الوزير اهو دا النسب اللي يشرف ويرفع الراس لكن اقول إيه بقى
صمتت لمياء ولم تعد بها قدرة على المجادلة مع المرأة التي خاطبت زوجة ابنها الثاني بلغة تركية لم تفهمها لمياء فانتظرت حتى نهضت الفتاة وانصرفت من جوارهم ثم الټفت نحو بهيرة ناظرة بتساؤل وكان جواب الأخرى
انا كلمتها تروح تطمن على حال البوفيه والأكل مطيعة أوي سوزان اهي دي بقى كانت اختياري لابني الصغير بعد ماشوفت خيبت اخوه الكبير في جوازه بالممثلة دي بنت من أكبر العائلات في تركيا طبعا امال إيه الواحد لازم يتجوز باللي يليقله.
أومأت لها صامتة فكلمات المرأة المتعجرفة تضغط بشدة على وترها الحساس نحو المظاهر والتكافؤ بين الزوجين مع فرق الطبقات فقد أوجعها ابنها في هذا الموضوع بشدة لتأتي هذه المرأة الان لتضغط على جرحها أجفلتها فجأة قائلة
قوليلي صحيح يا لميا هي مين البنت اللي زي القمر اللي قاعدة في الوسط دي
أجابتها بنبرة مېتة
دي كاميليا اللي كانت مديرة مكتب عامر سابقا حاليا هي ماسكة المصنع مع طارق على فكرة هي مخطوبة لكارم .
اممم
زامت المرأة بصوتها بتفهم قبل ان تكمل وعيناها على كاميليا
ماشاء الله تبارك الرحمن خلبوص الولد كارم ده عرف ينقي بصحيح.
عندك حق.
قالتها بقنوط وتحسر على وضعها ونسب ابنها الغير مشرف بنظرها والذي افقدها متعة الحفل والإحتفال
وإلى جلسة الرجال التي كانت صاخبة بأصوات ضحكاتهم وحديثهم المرح مع
يتبع….
الفصل الرابع والتسعون
مصطفى الذي كان يسرد لهم عن مقابلته للوزير فهمي حيدر الغاضب من شراكته لهم وتوببخه بكلمات غير لائقة لوضعه أو مركزه الأجتماعي
معقول هو قالك كدة الراجل دا اټجنن ولا إيه
قالها جاسر بدهشة ورد مصطفى غير مبالي
هو فعلآ اټجنن على فكرة لما ېهدد واحد زيي انه هايوقف شغلي ولا عقودي مع الحكومة الكلام دا مايطلعش من عيل صغير يعرف الف ب في الإقتصاد انا شريك كبير مع الحكومة يعني لو شغلي وقف شغل البلد كمان هايوقف.
تدخل عامر
سيبك منه دا بيفرفر بعد ماخسر اهم عقد شراكة مابينا وبينه وضاعت عليه فرصة انه يأسس كيان يتحدانا بيه
لا ولسة كمان
قالها مصطفى مبهمة فسأله طارق باستفهام
لسة كمان أيه
اقترب مصطفى برأسه منهم يجيب بهمس
جاتني معلومات خطېرة من مصدر موثوق فيه انه هايتشال في التعديل الوزاري الجديد.
انفغرت افواهم بذهول يشوبه المرح قبل أن يسأله جاسر
والمصدر الموثوق دا انت متأكد من كلامه بقى
طبعا يابني ما انا اللي كنت مترشح مكانه .
قالها ببساطة أطلقت ضكاتهم لتجلجل في قلب المكان وتابع مصطفى
بس ولله الحمد رفضت .
عارضه طارق قائلا
رفضت ليه يابني ماكنت خدت مكانه وبدال الضړبة تبقى اتنين .
نفى برأسه يقول رافضا
لا ياسيدي انا مش عايز اضرب ولا اوجع دماغي انا راجل كل همي في شغلي اللي بحبه ماليش بقى في السياسة والكلام الفاضي ده دي خليها لأصحابها ياعم .
قالها مصطفى فربت عامر على ركبته بإعجاب مرددا
برافو عليك يابطل انا من اول مرة شوفتك فيها في بداية مشوارك يا ابودرش ونظرتي فيك ماخيبتش.
ربت بدوره مصطفى على كف الرجل بامتنان لينتبهوا جميعهم على الفتاة المسؤلة بالفندق وهي تتقدم النادل الذي يقدم لهم المشروبات بملابس العمل القصيرة مع زينه محكمة على وجهها الجميل وشعرها لتحيهم بابتسامة من واقع عملها تناول كل منهم مشروبه حتى جاء دور جاسر واتسعت ابتسامتها بشكل لفت انظار الجميع حولها وهي تقدم له المشروب بنفسها
الفندق زاد نوره النهاردة بوجودك ياجاسر باشا.
تناول منها ورد بابتسامة مرتبكة
دا نورك ياا… شكرا.
كررت غير مبالية بنظرات الرجال حولها
اي حاجة تعوزها احنا تحت أمرك يافندم.
اومأ لها على حرج وقد انتبه لنظرات زهرة نحوهم جاء قول مصطفي الحازم لإنقاذه
متشكرين ياميرنا لما نعوزك هانبعتلك .
اومأت له بابتسامتها المعتادة فقالت بنعومة متعمدة وعيناها تلاحق جاسر
تمام يافندم بس انا كنت جايه انبهكم ان جلسة التصوير على وشك البدء وكل شئ بقى جاهز.
خلاص روحي انت واحنا قايمين على طول.
قالها مصطفى بعملية لتنصرف الفتاة بعد ان عكر مجيئها صفو جلسة الرجال.
بعد قليل
بدأت جلسات التصوير بصورة جمعت عامر الريان وولده مع مصطفى وأخيه لتصنف تحت عنوان الشراكة الاهم لهذا الموسم بين أهم كيانين في بناء الوحدات السكنية في الدولة وبعدها اتت الصور تباعا صورة لأمضاءهم في العقد وصور لأفراد العائلتين جميعهم وبعض الصور لكل فرد منهم مع زوجته مصطفى ونور او جاسر وزهرة التي كانت تشجعها كاميليا بقلبها لترفع رأسها وتتخلى عن خجلها الدائم حتى ظهرت بأجمل مايكون وتوالت الصور للرجال مع بعضهم والنساء حتى لمياء نالت حظها مع بهيرة المتعجرفة تجاهد بصعوبة لرسم ابتسامة على شفتيها فالمرأة لم ترحمها على الأطلاق
لتنتهي الجلسة اخيرا بمأدبة عشاء فخمة أقيمت على شرف شراكة وتعاون العائلتين جلس مصطفى على رأس الطاولة لتجاوره على يساره زوجته نور والتي لم يغلق فمها ولو دقيقة عن الإبتسام والترحيب بكل ود لجاسر وزهرة الذين جاوروها وعلىنفس الصف كان عامر وزوجته وكارم ملتصق بكاميليا ليزيد من غليل طارق الذي كان مقابلهم في الناحية الأخرى مع شقيق مصطفى وزوجته التركية وبهيرة شوكت والتي مازالت تمارس هوايتها في التفاخر المبالغ فيه
عارف ياعامر باشا انا اللي اصريت على مصطفى على عقد الحفلة هنا اصل بيني وبينك القصر اليومين دول بنعمل فيه تجديدات للحفاظ على رونقه وأصالته.
تبسم عامر لها قائلا بزوق
وماله ياهانم هنا او في القصر أو في أي حتة احنا موافقين ومرحبين .
اصدرت صوت طقطقة بفمها لتقول باعتراض
لأ ازاي ياباشا الفندق هنا فخامة زي القصر لكن المباني الجديدة زي الفلل ولا حتى القصور كلها شبه بعض تفتقر لرقي عائلاتنا الكريمة سر تميزنا عن الجميع .
اومأ لها بابتسامة ممتعضة عامر مفضلا انهاء حديثها السخيف بتناول الطعام وقد أطلق تلميحها المستفز ذبذبات التوتر في الأجواء مصطفي كان يجاهد بتوزيع ابتساماته مع زوجته على تلطيف الأجواء وجاسر فضل التعامل بعند بزيادة رعايته لزهرة وتقديم الطعام أمامها مع كلماته المعسولة التي أثارت غيظ المرأة فنقلت اهتمامها نحو كاميليا تجفلها بسؤالها
وانت بقى ياجميلة مافكرتيش تمثلي
توقفت كاميليا عن الطعام وردت قاطبة باندهاش
أمثل! ليه بقى
قالتها وانتبهت على انظار الجميع المصوبة نحوها بتوتر خصوصا نور زوجة مصطفى فقالت ملطفة
انا اقصد يعني اني ما املكش الموهبة أساسا وحتى لو كان انا بحب شغلي جدا ومافيش حاجة تغنيني .
كانت إجابتها دبلوماسية ارضت نور ومع ذلك استغلتها المرأة
عندك حق ياقمر مع انك لو ډخلتي بجمالك دا هاتكتسي دا كفاية إنه جمال طبيعي لكن اقول ايه بقى الولد الخلبوص دا هو اللي محظوظ بيك.
شحب وجه كاميليا وتلميحات المرأة الخبيثة لا تريحها أما كارم فتبسم بسعادة وقد أطربه ااكلمات ليزيد على جرعتها برفع كف كاميليا فجأة يقبلها وهو يقول بزهو
عندك حق ياهانم انا فعلا بعتبر نفسي محظوظ بيها .
تغضن وجه طارق في الناحية الأخرى بالغيظ من هذا المتحذلق يود لو ېهشم رأسه بأي شئ تطاله يداه حتى يغلق فمه إلى الأبد .
ضحكت بهيرة ضحكتها المتقطعة بتكلف لتردف مخاطبة غرور الاخر
لا وشاطر كمان وبتعرف ترد يابخت والدتك بيك هي فين صحيح بقالي فترة طويلة ماشوفتهاش من ساعة ماحضرت جنازة اللوا .
تنهد يرد وهو مطرقا برأسه
للأسف والدتي حرجت على نفسها الخروج من ساعة ۏفاة المرحوم خروجها بقى مختصر ع المقاپر او المشاوير الضرورية زي خطوبتي لكاميليا كدة أصلها كانت بتحبه اوي .
ياحبيبتي.
قالتها بهيرة تدعي التأثر لتجفل فجأة على هتاف طارق بعد أن فاض به.
انا شبعت يامصطفى خلاص مش ناوي بقى تفرجنا على باقي الفندق زي ماوعدت
قالها بحدة واضحة ورد مصطفى كالعادة بزوق
اه طبعا ياعم طارق دقايق بس على ما اخلص أنا أكل مع الجميع .
تمام وانا هانتظركم.
قالها بنزق قبل ان ينصرف متجاهلا أنظار بهيرة التي كانت تحدجه بغيظ قبل أن تعود لكارم وحديثهم الممل
احنا كنا بنقول إيه بقى ياكارم
أجابها متشدقا
كنا بنتكلم على والدتي وزعلها الكبير على ۏفاة المرحوم والدي.
بعد انتهاء مأدبة العڈاب كما أسمتها كاميليا اسئذنت متعللة بالإتصال على والدها كي تهرب من جولتهم بداخل اروقة الفندق العريق كي تختلي بنفسها منهم أما زهرة هي الأخرى فلم تكمل نصف الجولة برفقة نور التي صاحبتها كصديقة مقربة رغم معرفتها الجديدة بها
واستأذنت منها الذهاب نحو اقرب
حمام وصفته إليها وقد أصبحت إحدى عادتها حديثا كثرة ارتياده
خطت حتى الرواق المؤدي الى حمام السيدات وقبل أن تصل إلى مدخله سمعت بحديث الفتيات الصاخب من الداخل واسمه يذكر بينهم
يابنتي بقولك جاسر الريان هو بذات نفسه دا احلو قوي يازفته.
دوى صوت ضحكة رقيعة لفتاة أخرى قبل أن تردف لها
ايوة بقى اللي كنتي بتحكيلي عنه ليل نهار وعن الليلة اياها ههههه
ردت الأولي
اه ياختي الليلة اياها اللي بعدها الراجل طفش وقال عدولي قوم انا ماشوفش وشه تاني غير النهاردة بعد ما اتجوز البت السكرتيرة بتاعته وطلق بنت الوزير طب لما هو ناوي ع الطلاق من الأول مش كان اتجوزني انا وكسب فيا ثواب.
دوت الضحكات الصاخبة مرة أخرى وإحدى الفتيات تجيبها
تلاقيه ما انبسطتش معاكي ياميرنا.
ضحكت بدورها لتزيد من عبث ضحكاتهم الماجنة بقولها
مش مهم كفاية انا انبسطت ههههه
لم تحتمل أكثر من ذلك لترتد مغادرة وقد اكتفت بهذا القدر
بشرفة داخلية للقاعة تطل على حديقة ضخمة للفندق وقفت تتنفس الصعداء اخيرا بعد أن ضاق صدرها ولم تعد بها طاقة لكل ما يحدث حولها الان هي ليست غبية حتى تغفل عن سلوك كارم معها وتفاخره بها أمام الجميع وكأنه دمية جميلة بيده كما لم تغفل بذكائها عن التلميحات الخبيثة للمرأة والدة مصطفى عزام كي تزرع الغيرة بقلب زوجة ابنها المرأة الجميلة منها والأفعال الئيمة للتقيل من زهرة صديقتها أمامها ټلعن مجيئها وهذا الدور الذي تلبسها عكس شخصيتها التي أسستها منذ سنوات بجهدها وتميزها دون النظر لوجهها إن كانت جميلة أو قبيحة حتى تنهدت بتعب تبتغي الراحة والخروج من هذه الدائرة هي إنسانة محبة للحياة نفسها وليس لمظاهر كاذبة خادعة.
عاجبك شخصيتك الجديدة مع الباشا ابن اللوا
قالها وكأنه قرأ ما تفكر به الټفت برأسها إليه بنظرة حادة متسائلة فاستطرد وهو يكمل بتقدمه نحوها
ماتستغربيش ياكاميليا انا فاهمك اكتر ما انت فاهمة نفسك.
زفرت بضيق تشيح بوجهها عنه وكأنها تعلم ببقية حديثه فاقترب أكثر حتى وقف امامها ليتابع
مهما حاولتي تنكري وتكدبي وتدعي عكس اللي في قلبك برضوا انا فاهمك وعارف باللي جواكي.
قلبت عيناها ترد بسأم على كلماته
اه وايه بقى هو اللي جوايا يا أستاذ طارق ياللي عارفني أكتر من نفسي
اعتلى وجهه ابتسامة رأتها ولا أجمل في ظل الإضاءة الخاڤتة حولهم ليقول
بتحبيني .
قالها ببساطة لتقابلها بضيق صائحة
يووووه مش هانخلص بقى احنا من الكلام ده
ازداد اتساع ابتسامته ليردف بتأكيد ووجهه يزداد قربا منها
ونخلص ليه يا كاميليا دا انا لو عليا لاكتبها على الحيطان واحفرها على جزوع الشجر زي العيال المراهقين ولا اعلقها بيافطة على صدري عشان الكل يعرفها ويعرفني بيها كاميليا بتحب طارق وطارق بيحب كاميليا لنفسها بس مش لشكلها ولا لأي شئ عنها تاني حب اتعدى في قلبي كل الحدود وجعلني اتخلى عن كل عادة وحشة فيا عشانك حب خلاني احب القهوة عشان كل ما اشربها افتكر لون عيونك اللي بيطير النوم من عيوني حب معرفتوش ولا افتكر انه هلاقي في حياتي كلها اللي يعوضه .
صمت قليلا وعيناه تأسر عيناها حبيبتيه ليردف بحزن من اعماق ندمه
عارف ان تاريخي مايشرفش بس انا مستعد اغير شهادة ميلادي لو يرضيك إنسى الماضي ياكاميليا وخلينا نعيش مع بعض بعهد جديد وحياة نرسمها انا وانت مافيهاش اي شئ يزعجك حاولي ولو في مرة واحدة تسمعي لصوت قلبك .
صمت وظل حديث الأعين بينهم سيد الموقف هو يتطلع إليها باستجداء لتوافق وهي أخذها سحر اللحظة ونست كبريائها وعنادها الدائم معه متأثرة بصدق كلماته التي اخترقت حصونها فجعلتها تسقط ادرعتها واسلحتها التي تشهرها دائما في وجهه ولكنها كانت كاستراحة محارب وقد استفاقت فجأة على نبرة الصوت المألوف
إيه اللي بيحصل هنا
الټفت رؤس الأثنان نحوه واقفا بمسافة ليست بعيده عنهم عيناه الصقرية تقذف بشرارت الڠضب وجهه مظلم على غير طبيعته المعتادة كرر مرة أخرى مشددا على كلماته
انا بسأل إيه إللي بيحصل هنا.
انتبهت كاميليا على وضعها وقرب طارق الكبير منها فارتدت للخلف تبتعد عنها لترد بدفاعية
ماتفهمش غلط ياكارم دا كان بيسألني سؤال عادي.
رمقها طارق بنظرة غامضة قبل أن يتحرك ليقترب من كارم قائلا
لأ في ياعم كارم وهي بتنكر انا كنت بقولها اني بحبها وانها لازم تسمع لصوت قلبها ما تضيع نفسها بجوازها منك.
شهقت مصډومة من فعلته وردت بدفاعية
يانهار اسود ماتصدقهوش ياكارم .
حدجها بنظرة ڼارية قبل أن يعود لطارق الذي كان يناظره بتحدي لرد فعله الذي بدا واضحا في اهتزاز جسده رغم جموده لتشتعل بينهم حرب النظرات فتابع طارق
ساكت ليه ياعم الحلو ولا انت عايز تفهمني انك ماوخدتش بالك
انشق ثغر الاخر بابتسامة قاسېة اظهرت مدى كبته لغضبه ليقول
انا مش هاحسبك على كلامك ماهو واحد بأخلاقك اتوقع منه أي حاجة.
مال طارق برأسه إليه قائلا باستخفاف
ياااراجل هو دا بقى ردك على كلامي
بطل بقى كلامك المستفز دا ياطارق .
قالتها كاميليا تنهره غاضبة وهي تدفعه بقبضة من يدها لم تؤثر فيه لتفاجأ بصيحة هادرة من كارم
انت تخرسي خالص وتخرجي من هنا حالا دلوقتي.
انتفضت محلها بارتياع من هيئته المخيفة وشرار عيناه المشټعلة ببركان غضبه تبعث في قلبها الړعب لتجفل فجأة على رد طارق الذي هدر بدوره يدفعه بقبضتيه على صدره
اياك تعاملها بالأسلوب دا تاني وخلي كلامك معايا انا.
صمد كارم عن الرد رغم احتقانه ليعود إليها كازا على أسنانه
بقولك اخرجي يامحترمة بدال ما سيرتك تبقى على كل لسان .
سمعت جملته القاسېة لتفر مڼهارة من أمامهم تاركة معركة على وشك البدء
وفي الداخل وبعد أن راقب انصرافها بقلب ملتاع لهروبها باكية من أمامه التف نحو كارم الواقف أمامه كالتمثال بلا حركة واضعا يديه بجيبي بطاله دون اكتراث لخصمه مصوبا سهامه الڼارية نحوه دون أن ترف أجفانه ولو بهفوة ليساهم جموده في اشتعال ڠضب الاخر الذي عاد بقبضتين فولازيتين على صدره الحجري فلم يؤثر بدفعه إلا قليلا للخلف ليهدر پعنف
انت إيه عينتك ياجدع انت مصنوع من إيه بالظبط
لم يرد واكتفى بنفس الإبتسامة على فمه المطبق بخط قاسې ومشتد .
صاح طارق بضربات أشد مرددا
بلاش برودك دا معايا إنت مش قد جناني.
انفرج فمه اخيرا ليميل برأسه يقول كازا على أسنانه
هو دا بقى اللي انت عايزه اقابل جنانك بجناني ونشوف مين اللي يفوز بس لا يأستاذ طارق انا كدة كدة فايز يعني مافيش داعي اعصب نفسي في معركة انت خاسرها من البداية.
برقت عيناه طارق واحتقن وجهه يستوعب الكلمات الغير مفهومة فقال بانفعال فقد السيطرة عليه
معركة إيه ياحقير انت يعني انت واخد الموضوع تحدي رغم علمك بمشاعري ومشاعرها.
رد بهدوء غريب
ومين قالك بقى انها بتبادلك نفس المشاعر وحتى لو حصل وصدق كلامك هي خلاص اختارت ومافيش رجوع.
مافيش رجوع ازاي هو انت هاتحدد من مكانك قرارها ماتفوق لنفسك ياعم الطاوس انت ولا عايزني افوقك .
هتف
يتبع…
الفصل الخامس والتسعون
بها يدفعه بكفيه عدة مرات حتى انتفض الاخر وانتفخت أوداجه رافعا قبضته في الهواء ليزأر كوحش انغلق عليه باب قفصه صړخة أجفلت طارق عن الرد پصدمة ليستفيق على هتاف جاسر الذي أتى ليفصل بينهم
مالكم في إيه
الټفت رؤس الاثنان نحوه وكان السبق لكارم في الرد بتحول أدهش طارق
اتفضل حضرتك وشوف بنفسك ياجاسر باشا انا بذلت المستحيل عشان الخناقة ماتكبرش ونضر بأسم حضرتك.
مالت رأس طارق وهو يتطلع إليه بتشتت وجاسر يربت على ذراعه مرددا ليشكره بامتنان قبل أن يتناول ذراع طارق ليسحبه معه
تعالى معايا ياطارق
لم يتحرك وتسمرت أقدامه بالأرض ليزيد جاسر من جذبه بغلطة حتى تمكن بالإبتعاد به عن محيط كارم وقبل أن يخرج من الشرفة نهائيا الټفت رأسه للخلف فوجده يعدل من هيئته ورابطة عنقه قبل أن يمرر كفيه على شعر رأسه ليعيد على اناقته وكأن شيئا لم يكن عاد برأسه قائلا لجاسر المستمر في سحبه
هو الواد ده جنسه إيه دا لوح تلج البعيد ولا اكنه بيحس نهائي ياجاسر.
ربت جاسر على ذراعه بمؤازرة هامسا پغضب
كفاية بقى بلاش فضايح واحمد ربنا انه مسك نفسه من جنانك قبل ما تبقى مصېبة وتفرج الناس علينا مش كدة ياطارق انا راسي كانت هاتبقى في الأرض منك .
صمت الاخر قليلا يحاول تمالك نفسه قبل أن يعود إليه سائلا بدهشة
هو انت عرفت مكانا ازاي
اجابه پغضب مكتوم
كاميليا هي اللي اتصلت بيا قبل ما الموضوع …..
طب هي راحت فين دلوقت
سأله طارق بمقاطعة ورد جاسر
فوق مع نور وزهرة في جناح مع نفسهم.
هم ليزيد بأسئلته ولكنه توقف على انشغال جاسر باتصال هاتفي اوقفه في وسط الفندق ليستمع لمحدثه قليلا ثم ترتخي ملامح وجهه تدريجيا حتى تحولت لابتسامة واسعة قبل أن يغلق المكالمة فسأله طارق باندهاش
ايه سر الإبتسامة دي بقى
ربت على وجنته مرددا بمشاكسة مرحة
كل خير ياعم طارق كل خير إن شاء الله.
..
بخطواتها السريعة أمامه تقدمته لداخل المنزل لترمي الحقيبة من يدها وينطلق لسانها اخيرا بعد كبت ڠضبها طوال الساعات الماضية
كانت خروجة زفت وأسوء سهرة عدت عليا في عمري كله.
قطب حاجبيه من خلفها قائلا بدهشة
ياساتر يارب إيه اللي حصل يا لميا لكل ده
استدارت إليه بكليتها صائحة بحنق
هو انت لسة هاتسأل كل دا وماخدتش بالك ياعامر النهاردة ماكنتش قادرة ارفع راسي في وش حد عملتك انت وابنك كسرت عيني.
احتدت عيناه فهتف بدوره أمامها
خلي بالك من كلامك يالميا ماحدش فينا جابلك العاړ عشان نكسر عينك هو في آيه بالظبط
فيه ان بهيرة شوكت النهاردة ماسحت بكرامتي التراب وهي كل شوية تفكرني بنسيبك اللي مشرف في السجن بقى بعد ما كنا مناسبين وزير يدحدر بينا الحال ويبقى دا نسبنا
قالتها بازدراء يثير الشفقة مع انسياب دموعها التي أرهقت عامر فقال بحزم
بقى هو دا كل اللي هامك نسب الوزير اللي في يوم وليلة ممكن يتشال ومش هامك ضحكة ابنك اللي رجعت تنور وشه اخيرا بعد ما كان حي ومېت في نفس الوقت وبنت اختك بترقص في النوادي ومش هاممها حاجة.
هتفت تقاطعه بعند
بلاش تجرنا للسكة دي ياعامر دي ظروف وبتعدي على ناس كتير مش معنى كدة انهم ينطسوا ولا يخيبوا خيبة ابنك .
هدر عليها پغضب حارق
خيبة ابني! ماتنقي كلامك يالميا ولا انت عايزة ټحرقي دمي وبس
ردت لتزيد من اشتعال غضبه
لأ يا عامر انت اللي من حقك ټحرق دمي على كيفك وتشوهوا صورتي وصورة العيلة بجوازة زفت دي بقى كارم مدير اعماله ياخد الأضواء كلها هو وخطيبته النهاردة في السهرة وابنك يقعد لازق للبنت دي ولا اكن الحفلة كلها معمولة عشانها.
تجمدت ملامح عامر بيأس تعدي خيبة الأمل فقال مخاطبها بإحباط
ياخسارة يا لميا كنت فاكرك كبرتي وعقلتي بقى متأثرة بكلام ست قرشانة مريضة بحب المظاهر الكدابة زيك ونظرك عمي على اللي حققناه وانجزناه اظاهر كدة ان كتر الدلع للست بينقص عقلها.
انا عقلي ناقص ياعامر يعني بعد اللي عملتوه وهببتوه من ورا ضهري كمان في الاخر اطلع انا اللي غلطانة
صړخت بها وتابعت بانفعالها وهي تنصرف لغرفة أخرى غير غرفتها معه
بس يكون في علمك مش مسمحاك لا انت ولا وابنك.
قالتها وانصرفت غافلة عن وجه زوجها الذي تغير وبدا على التعب جليا عليه
ارتدت منامتها سريعا مستغلة انشغاله المستمر على الهاتف ببعض المكالمات المبهمة كي تهرب بنومها منه فعقلها مازال حتى الان يضج بحديث الفتيات وضحكاتهم الماجنة عن خيانته تحمد الله انها فهمت من كلمات الفتاة عن انتهاء علاقته به منذ فترة طويلة أي ليست وهي زوجته الان لكان الأمر تطور معها لشئ اخر
زهرة .
هتف بها بمرح وهو يلج إليها بداخل الغرفة اشاحت بوجهها عنه تدعي الانشغال بلف شعرها لتفاجأ به يصل إليها بسرعة خاطفة ويزيح كفيها لينثر بيده شلال حريرها بسواده الحالك مرددا
سيبيه كدة ياقلب جاسر خليني أملي عيني بجماله دايما
اومأت بابتسامة فاترة لتتحرك ولكنه اجفلها بالقبض على ذراعيها ليقبلها على وجنتيها قائلا بنبرة مغوية
ماشية كدة على طول إيه بقى هو انا موحشتكيش
وصلها مغزى حديثه الذي ترافق مع لف ذراعيه حول جذعها فتململت لتفك نفسها من حصاره وقد بدأت قبلاته تزداد حرارة
معلش ياجاسر والنبي سيبني دلوقتي عشان تعبانة .
نزع نفسه ليتفحصها بقلق سائلا
تعبانة ازاي يعني حاسة بإيه بالظبط
ابتعدت عنه لتجيبه بتلعثم وهي متجهة لتختها
مافيش داعي للقلق انا بس انام وهابقى كويسة.
عقد حاجبيه يتبعها حتى ارتمي بجوارها على الفراش يلح بسؤاله
طمنيني يازهرة لو حاسة بأي شئ انا ابعت واجيب الدكتور حالا.
ردت وهي تتدثر بالغطاء حتى شعر رأسها
ياجاسر بقولك عايزة انام وراسي تقيلة يعني مافيش داعي للدكتور .
زفر أنفاس حارة بالقرب منها حتى شعرت بسخونتها على بصيلات شعرها وهي متشبثة بالغطاء تدعي الدخول في النوم فخرج صوته بإحباط
انت مش ملاحظة انك بتنامي كتير قوي اليومين دول
لم تجيب وهي تشعر بطرق أصابعه بانفعال على الجزء الخشبي الظاهر من تختها لتصل إلى أسماعها وكأن فرقة شعبية تدوي برأسها فاستمرت على تجاهله حتى نهض من جوراها يتمتم
ماشي يازهرة وانا اللي كنت جاي ابشرك بس معلش ان غدا لناظره قريب
صامتة مترقبة تتلفت برأسها نحوه كل دقيقة لتحاول بيأس قراءة في صفحة وجهه المغلقة بدقة وهو يقود السيارة بجموده من وقت أن انضمت إليه بداخلها وفمه المطبق لم ينبت ببنت شفاه حتى خرجت عن صمتها اخيرا هاتفة
والله لو مضايق اوي كدة مكانش في داعي أبدا لتوصيلي كان ممكن جدا اجي في عربية جاسر وزهرة.
الټفت برأسه نحوها فجأة يقول بحدة
الكلام دا يتقال لواحد تاتني مش أنا انت خارجة معايا على مسؤليتي يبقى توصلي بالسلامة واطمن عمي عليك بنفسي.
كتر خيرك .
قالتها باقتضاب والټفت برأسها لتنظر للخارج من نافذة السيارة وصلها صوته بعدها بلحظات
كنت فاكرك اذكى من كدة.
عادت إليه عاقدة حاجبيها مرددة بدهشة
يتبع….
الفصل السادس والتسعون
أفندم! معناه إيه كلامك دا بقى
ازاح وجهه عن القيادة امامه ليواجه عيناها المتسائلة بعينيه الحادة قائلا بلهجة هادئة مريبة
بما إني جيت بالصدفة وسمعت بكلام البني ادم دا ومحاولاته البجحة معاك عشان تسبيني فكدة بقى من حقي أسألك دي أول مرة ولا حاول معاك قبل كدة
اربكها السؤال قليلا ولكنها تماسكت تجيبه بحدة هي الأخرى
أظن يااستاذ كارم اني لو كنت عايزاه هو فكنت هاختاره من الأول واوفر عليا وعليك الصدام ده يعني مافيش داعي لسؤالك من الأساس
ارتفع حاجبه متفاجئا من رده القوي ونظرة التحدي التي تطل من عينيها لتزيده تمسكا بها فقال يقارعها
لا ياكاميليا السؤال لديه داعي وضروري كمان خصوصا لما تكوني انت وهو شغلكم اليوم كله مع بعض في موقع واحد…
كارم لو سمحت لحد هنا وقف عشان انا ما اسمحلكش
قالتها مقاطعة بحدة أجفلته لتكمل بحزم
اظن من الأول كدة انت عارف بأخلاقي كويس وعارف اني زي القطر في شغلي ودا اللي يخصك اما بقى بالنسبة لطارق ولا اغيره فاانا كفاءة اوي اني اوقف كل واحد عند حده لو اطاول معايا في كلمة واحدة ولا انت إيه رأيك
حدجها بنظرة ڼارية ثم التف أمامها يصك على فكيه وظل صامتا حتى وصل أسفل بنايتهم وتوقف لملمت حقيبتها والهاتف مستعدة للترجل وفور أن وضعت يدها على مقبض الباب سمعته يوقفها سائلا
بما انك جامدة كدة زي ما بتقولي ياريت تسأليه عن ابنه من الست الأجنبية اللي رميه لوالده ووالدته يربوه في كندا !
الټفت رأسها بحدة إليه بتساؤل فعلت زاوية فمه بابتسامة متسلية يستطرد
هو انت متعرفيش انه عايش لوحده هنا عشان عيلته مهاجرة بقالها سنين في كندا ولا مكنتيش تعرفي انه مخلف عيال من أساسه.
بهتت ملامح وجهها وبدا جليا حجم التأثر والصدمة عليها حتى أنها أكملت ترجلها من السيارة بجواره ولسانها وكأنه انعقد عن الكلام نهائيا اخرج لها رأسه يودعها
تصبحي على خير ياكاميليا.
اومأت له برأسها والټفت تعدوا بسرعة لداخل بنايتها ظل متابعا لها حتى اختفت عن أنظاره فتناول هاتفه ليجري المكاملة وهو يزفر پعنف وما أن وصله الصوت من الناحية الأخرى
الوو أيوة ياعمي……… اطمنت على رجوع بنتك بقى جيبتها اهو في الميعاد زي ما قولت …….. الله يحفظك يارب طب انا كنت عايز اجي اقابلك بكرة!
فتحت بمفاتحها باب المنزل الخارجي لتلج بالداخل وتخلع حذائها ثم تتسحب على أطراف أصابعها مستغلة هذا السكون مع اختفاء الحركة فيه بنوم الجميع دلفت لداخل حجرتها تضيئ المقباس وترمي الحذاء من يدها على الأرض لتتنفس الصعداء مغمضة العينان يكتنفها الإرتياح بعد نجاتها من حساب والديها على تأخرها حتى هذا الوقت في الخارج فتحت أجفانها اخيرا لتطلق العنان لجسدها كي يتمايل بنعومة مع حركة شفتيها بالغناء تستعيد كل لحظة مرت بها منذ قليل محلقة في سماءه لاتصدق هذه السعادة التي كانت تشعر بها في قربه لفتات وصفه لجمالها رقصتها معه وضمته الجريئة لها برقصة رومانسية لأول مرة تقوم بها في دفء رجل وليس أي رجل إنه كأمير من قصص العشق في مدن خيالها الان فقط تطمئن أنها سوف تأخذ مكانها الذي تستحقه لتلحق بركب الحظ الذي انتشل زهرة وقبلها كاميليا لا بل هي ستتفوق عليهم بوسامة العيون الخضراء والشعر الأصفر
براد بيت ياناس.
قالتها بضحكة بلهاء قبل أن تصطدم عيناها بالجالسة متربعة بقدميها على الفراش.
عاااا ياما.
صړخت بها مړتعبة تتطلع پخوف نحو والدتها التي كانت تحدجها بنظرات تقذف شررا وملامح وجهها المعقدة پغضب مع تشعث شعرها من أثر النوم جعلتها مخيفة حقا.
إيه ياختي شوفتي عفريت
قالتها إحسان بتهكم قابلته غادة صائحة
لا أكتر ياما انت كدة هاتخليني اقطع الخلفة بعمايلك دي معايا
شهقت إحسان مستنكرة وهي تنزل بأقدامها على الأرض مرددة بحدة
عمايلي! عمايل مين يابت ال….. وانت راجعلي على ١٢ نص الليل اټجننتي ولا عيارك فلت يابنت شعبان عشان تتأخري برا البيت للوقت ده
انتفضت غادة للخلف مرتدة بأقدامها للتحاشي اقتراب والدته منها بهذه الهيئة المخيفة وخرج صوتها بتلعثم
المواصلات ياما هي اللي أخرتني للوقت ده انا أساسا خارجة من هناك على حداشر.
هتفت ببأس إحسان
وتقعدي لحداشر ليه لو بنت ناس ومتربية يابت ماتخلنيش اقلب عليك ياغادة مش معنى اني موافقاك ع اللي بتعمليه ابقى هاسكتلك ع الغلط يا عنيا اصحي لنفسك يابت.
يووووه.
هتفت بها لتدب بأقدامها على الأرض وتكمل باعتراض
فيه إيه ما تهدي شوية ياما دا انا راجعة من نص الحفلة عشان خاطرك وانت بدل ما تسأليني عملت إيه بتفتحيلي تحقيق .
مصمصت بشفتيها إحسان تسألها ساخرة
طيب ياحلوة قولي واشجيني ياترى بقى ياختي عرفتي تسجلي جون
رددت غادة بمرح مبالغ فيه
وفي الدوري الأوروبي كمان ياما!
رمقتها إحسان بنظرة غريبة رافعة طرف شفتها بدهشة فاقتربت غادة تخاطبها بلهفة وهي تسحبها من يدها
تعالي هاحكيلك تعالي
وسط الظلام الدامس كانت تعدوا وتركض دون هوادة للبحث عن مخرج او بقعة ضوء تنفذ إليها يزداد ركضها وقلبها يضرب بين جنابتها بقوة تكاد أن تقضي عليه تخرج من طريق وتلج بالاخر فتصدم بنفس المكان ونفس الظلام وكأنها لم تتحرك من محلها أصابها اليأس وضاقت أنفاسها وهي تجول بعيناها في الظلام حتى وقعت عيناها عليه يسطع جلده الذهبي رغم الظلمة الحالكة حتى كاد أن يضئ المكان حولها شهقت بړعب وهي تجده يزحف بنعومة نحوها وازداد خفقان قلبها لترتد بأقدامها كي تهرب من أمامه ولكن أقدامها لم تطيعها وهي ترى صاحب الجلد الذهبي يلفظ من فمه واحد آخر والاخر نفس الأمر يلفظ بالاخر حتى تحولوا لمجموعة امامها هنا ذعرها وصل لاخره فلم تملك سوى صړخة قوية خرجت من أعماقها حتى جرحت حلقها.
أميييييي
زهرة مالك ايه اللي حصل
هتف بها جاسر بعد أن هب مستيقظا بفزع على صړختها القوية ليجدها اعتدلت بجذعها تصرخ وتبكي بهستريا ډافنة وجهها بين راحتيها جذبها إلى صدره يهدهدها بالأيات الحافظة والأدعية وهي تنتفض بين يديه ناولها كوب ماءا اجترعته كاملا تروي عطشها وكأنها عادت من صحراء جافة خالية من الماء لتعود بحضنه وارتجافها لا يهدأ
يازهرة ياحبيبتي دا كان حلم او كابوس أكيد اهدى انتي دلوقت في حضني.
هتف بها ليطمئنها وهي وكأنها لا تسمع او ليست معه على أرض الواقع ارتعاش جسدها بهذه الصورة يكاد أن ېقتله هلعا عليها ظل على وضعه في مهادتنها للحظات طويلة يمسح بكفيه على ظهرها وشعرها يغمرها بحنانه حتى شعر بهدوئها قليلا فقبل أعلى رأسها قائلا برقة
تقدري دلوقت تتكلمي مدام هديتي انا معاك ومش هسيبك ولا انام الا بعد انت ما تنامي.
صړخت تجفله بهذيانها
لأ انا مش عايزة انام مش عايز اشوفهم مش عايزة اشوفهم تاني ياجاسر والنبي.
خلاص اهدي اهدي.
خاطبها بهدوء ليمتص أنفعالها ثم سألها بفضول
هما مين اللي مش عايزة تشوفيهم .
هتفت وخيط الدموع يسبق كلماتها
الضلمة الضلمة ياجاسر والتعبان بس المرة دي مكانش واحد لا دول كانوا مجموعة بتحاصرني
ياجاسر مجموعة….
قطعت كلماته پبكاء مزق نياط قلبه بالحزن على حالتها عاد لضمھا مرة أخرى حتى انتظمت انفاسها قليلا فنهض ليسحبها معه قائلا
تعالي معايا احنا مش هنام هنا خالص.
استسلمت لسحبه لها ثم القي عليها مئزرا يغطي على منامتها القصيرة وخرج بها إلى تراس المنزل في الهواء الطلق أجلسها معه على كنبة جانبية به ضمھا إليه يحاوطها بذراعيه ونسمات الهواء العليلة تساهم معه في تهدئتها فقال اخيرا بعتب
مكنش لازم توصفي اللي شوفتيه يازهرة كنت قولي كابوس وخلاص انا اسمع ان الحاجات دي ماينفعش نحكي بيها.
ردت ډافنة رأسها بصدره
دا مكانش حلم دا حقيقة .
ابتلع ريقه الجاف يسألها بتوجس
حقيقي ازاي يعني مش فاهم هو التعبان دا طلعلك قبل كدة
مش انا وبس انا وامي .
قالتها ثم صمتت وهو ېحترق لسماع الباقي يكبح نفسه بالألحاح عليها لتحكي وهي أطالت بسكوتها حتى ظنها لن تجيب وفي الاخير قالت
كانت اول سنة ليا في الدراسة ورحت مع ابويا وامي نجيب لبس المدرسة ابويا اټخانق مع أمي عند البياع وسابنا ومشي أمي كملت واشترلتي كل اللبس وشنطة المدرسة اللي علقتها من فرحتي على ضهري وبعدها حبينا نرجع بس كانت الدنيا ليلت وللأسف في اليوم ده الكهربا كانت قاطعة عمومي في المنطقة وكذا حتة جمبها أمي مع الضلمة الشديدة اتلخبطت في الشارع فلقينا نفسنا في مكان غير مكانا حبت تسأل أي حد أمي لكنها اتفاجأت بشوية شباب بيضربوا واحد وبيعدموه العافية مع الفاظ وكلام قبيح أمي اتخضت أوي بعد ما عرفت انها منطقة خطړ فرجعت بيا تدخلني لشارع التاني بس للأسف كان مقفول وكأنه مقلب ژبالة
ردد مقاطعها باستفسار
مقلب ژبالة ازاي يعني
أجابته زهرة لتكمل سردها
يعني شارع مهجور وناس الحتة جعلته لرمي زبالتها المهم إن أمي لما لقت كدة وقفت بيا شوية ونبهت عليا ماطلعش صوت في انتظار الناس البلطجية دول مايمشوا وانا من الخۏف فضلت ساكتة مستخبية ومتبتة فيها لحد اما شوفته تعبان كبير وجلده بيلمع في الضلمة همست پخوف وانا بنتفض انبه أمي اللي أول ماشفته رفعتني وشالتني على إيديها خوفا عليا
تهدجت انفاسها وكأن الباقي ثقيل على لسانها فشجعها جاسر
قولي يازهرة وكملي .
تنفست بعمق تستعيد تماسكها قليلا ثم قالت
أمي كانت مابين نارين يااما تصرخ وتجيب البلطجية ينقذوها من التعبان وساعتها تقع في إيديهم هما يا اما تدافع وتحاول مع نفسها وهي شايلاني على إيديها عشان تحميني منه بخشبة كبيرة كانت بټضرب فيه لكنه كان قوي ونفد من الضړب يستخبى في كوم الژبالة افتكرته أمي مشي وراح مكانتش عاملة حساب انه هايلدغها في ضهر رجلها……
توقفت لتبكي مستعيدة مشهد والدتها التي تغضن وجهها بالألم وهي تتمسك بها بكل قوتها حتى لا تنزلق منها ويصيبها الغادر هي أيضا فكل همها تركز في هذه اللحظة بحماية ابنتها ترجف من هول ما تشعر به من ألم ويزداد تشبثها بابنتها وحينما شعرت بذهاب الرجال ركضت بعرج قدمها المصاپة حتى وصلت على اول طريق عام لتقع بابنتها التي شهدت على اخر لحظات احتضار والدتها داخل أحضانها ولم تشعر بالبشر التي الټفت حولهم وكلمات الأسى وهم يتفحصون المرأة التي سلمت روحها اخيرا بعد ان اطمأنت على ابنتها .
عادت ترتجف بتذكرها ماحدث وجاسر الذي تهاوت من داخله كل قوته أصابه الزعر أيضا وهو يتخيل المشهد أمامه ورؤيتها طفلة تتعرض لهذا الړعب لتفقد بعدها أعز مالديها شدد عليها بين ذراعيه وأصابته عدوى الإرتجاف هو الاخر ولكنه كان تأثرا وانفعالا بما حدث لها يوزع قبلاته على رأسها وما يصل إليه من وجهها حتى اذا هدأ قليلا سألها
محدش خدك لدكتور يشوف حالتك دي .
خالي طبعا لف بيا ع الدكاتره كتير أوي بعدها عشان ساعتها كنت فاقدة النطق بس بعد محاولاته المستمرة معايا هو وستي ربنا فك عقدة لساني ربنا مايحرمني منهم يارب.
أمم خلفها من قلبه وتابعت هي
الکابوس دا في الأول مكانش بيفارقني والصورة في دماغي ليل ونهار لكن بعد كدة بقيت اندمج في الدراسة والحياة وشوية شوية بقى يروح من دماغي حتى انه مابقاش يجيني غير لما ازعل قوي أو اضايق.
استدرك منتبها على عبارتها الاخيرة ليخرجها من حضنه فجأة ويتطلع إليها عاقدا حاجبيه بشدة يسألها
يعني الليلادي نمت وانت زعلانة يا زهرة طب ليه وايه اللي يوصلك لكدة
أسبلت أهدابها تحاول الهرب بعيناها عنه ولكنه لم يستسلم ورفع وجهها إليه يحاصرها بعينيه قائلا بحدة
قولي يازهرة عشان انا مش هسيبك من غير ما ترودي النهاردة وتريحني.
أمام إلحاحه اضطرت صاغرة للرد فسألته مباشرة
انت ممكن تخوني ياجاسر
إيه
تفوه بها مندهشا ليتابع بسؤاله
انت إيه اللي حط الفكرة دي في دماغك مين اللي قالك يابنتي إن ممكن اعمل حاجة زي دي أصلا
لعقت شفتيها لتجيبه بتوتر
بصراحة بقى البنت دي اللي.. كانت بتلاغيك قدامنا كلنا في قاعة الفندق سمعتها وانا رايحة الحمام كانت بتتكلم عن ليلة قضتها معاك هي كلامها صح ياجاسر
استمع منها ثم أشاح بوجهه عنها يزفر بضيق وتابعت بالسؤال مرة أخرى بإلحاح رغم تنامي شعورها بصدق الفتاة والذي أكده هو بقوله
حصل فعلا يازهرة بس الموضوع دا عدى عليه كتير اوي يجي أكتر من سنة يعني قبل ما اشوفك ولا اعرفك حتى.
تطلعت إليه قائلة پصدمة
بس خونت مراتك ياجاسر يعني ممكن تخوني انا كما….
قطع جملتها بوضع كفه عل فمها
بس بقى ماتكمليش وافهمي ميريهان غيرك انت خالص يعني هي اخونها وتستحق الخېانة كمان لكن انت لو خنتك أبقى بخون نفسي علاقتي مع البنت دي تمت في ليلة وانتهت في نفس ليلة زي ماعملت مع غيرها كتير دي كانت فترة صعبة في حياتي وانا حرمت بعدها وزهدت في كل الستات لحد ماشوفتك وروحي رجعتلي من تاني انا يوم ما هأذيكي يازهرة روحي هاتتأذي قبلك فهمتي بقى.
وصلها صدق حديث عينيه مع ما تفوهت بها شفتيه لينبت بقلبها الراحة والاطمئنان همت لتريحه هو الاخر ولكن غليها فضول النساء لتسأله
طب انت شوفتها ولاعرفتها فين
اعتلت شفتيه ابتسامة متسلية
وانت عايزة تعرفي ليه
اضطربت تجيبه وهي تتلاعب بقماش مئزرها تقول
يعني ياجاسر اهو عايزة اعرف وخلاص.
جذبها لتعود لمسكنها بداخل أحضانه وأجاب
ياستي شوفتها في نايت كلاب وامبارح اتفاجأت بوضعها داخل فندق كبير زي ده بس انا متأكد من أخلاق مصطفى لكن اللي زي دي ما تغلبش أكيد لافت على مسؤل مهم في الفندق .
استغفر الله العظيم يارب ماتقولش كدة مش يمكن وصلت بمجهودها
اطلق ضحكة مجلجلة في قلب السكون يقول مقهقها بشقاوة
مجهودها اه! عارفه انا مجهودها ده.
فهمت مغزى كلماته فلكزته على ذراعه تنهره بعضب
بطل بقى قلة أدب.
استمر بضحكاته يشاكسها بقوله
من عيوني ياقلبي هابطل أدب هههههه.
مع بزوغ الصباح وانتشار الخيوط الذهبية حولهم تململت في طريقها للإستيقاظ حتى فتحت أجفانها لترفع الغطاء من عليها وارتفعت رأسها عنه لتعي على وضعها نائمة بين ذراعيه في تراس المنزل
يتبع…
الفصل السابع والتسعون
المكشوف اعتدلت بجذعها جواره بحرج رغم أمانها بصعوبة التلصص من أي أحد ما ورؤيتهم.
تحمحمت تجلي حلقها لتوقظه من سبات نومه العميق
جاسر ياجاسر .
زام بصوته معترضا لينقلب على جانبه الاخر فاستمرت هي بمحاولتها
ياجاسر ياجاسر قوم بقى احنا بيننا اتأخرنا قوي في نومتنا ياجاسر ياجاسر.
عايزة إيه يازهرة
صدرت منه بحشرجة خشنة قابلتها بقبلة رقيقة على وجنته جعلته يستفيق على الفور ويعتدل بنومته على ظهره لتواجه عيناه عيناها وابتسامة مشرقة منها وهي تشرف عليه من علو
صباح الخير.
بادلها بابتسامة ليقربها منه يرد إليها هديتها مردفا براحة
صباح الجمال.
استقامت لتبتعد عنه ولكنه منعها بتشبثه بها وقوله
إيه بس رايحة فين هو لحقنا نصبح
لكزته بقبضة خفيفة على ذراعه تدعي الحزم
كفاية بقى احنا اتأخرنا بجد والله ع الشغل.
ليه هي الساعة كام دلوقت
سألها وعيناه تتلفت حولها فاستغلت إنشغاله لتفلت نفسها منه وتنهض من جواره تدعوه بجدية
ياللا قوم بقى وبلاش كسل انا هاسبقك عشان اللبس هدومي وانت حصلني.
نظر في أثرها قليلا وهم ليعاود النوم مرة أخرى ولكنها أجفلته بندائها
قوم ياجاسر بقى بقولك اتأخرنا.
ولجت لداخل غرفتها وانتبهت على دوي صوت ورود مكالمة على هاتفها توقفت قبل أن تصل الى الهاتف لتتناوله وترى جهة المتصل لتفاجأ بكم اتصالات هائلة من عدة أشخاص أكثرهم كانت كامليليا والتي عاودت المحاولة مرة وفتحت زهرة لترد عليها بقلق
الوو. ياكاميليا إيه اللي حصل للمكالمات دي كلها
وصلها هتاف الأخرى
انت اللي بتسألي برضوا يا زهرة دا انا من الصبح عمالة اتصل يجي مية مرة وانت مافيش مرة تتفضلي وتردي غير دلوقت
قالت زهرة بدهشة يشوبها القلق
ايوة يابنتي ما انا كنت نايمة إنت بقى بتتصلي كدة ليه
ردت كاميليا بمرح
تاني برضوا بتسأليني يازهرة طب انا بتصل عشان الضجة اللي ع النت بسبب بيان جوزك ياستي .
جوزي أنا طلع بيان
قالتها باستغراب قابلته الأخرى بهتافها
لااا دا انت باينك نايمة على ودانك اقفلي يابت شوفي صفحة جوزك وبعدها كلميني
صفحة جوزي كمان ماتفهميني ياكاميليا انت قصدك إيه
ضحكت الأخرى من محلها ترد بمشاكسة
انا برضوا الغلبانة افهمك دا انت معاك استاذ ورئيس قسم يابنتي هاقفل بقى واتصل بيك بعد شوية تكوني استوعبت!
قالتها وأنهت المكالمة لتترك زهرة تتخبط في تخميانتها قبل أن تنفذ ماقالته وتلقي نظرة على حساب زوجها في أحد المواقع الشهيرة فتفاجأت بصورتها التي جمعتهما معا من حفل الأمس وهو يضمها إليه من خصرها مقربا وجهها من وجهه وهي تبادله ابتسامة سعيدة التقطها المصور رغم خجلها وفوقها كانت كلمات البيان ابتدأها بمقدمة مقتضبة وبعده كان نص البيان.
عن ما انتشر منذ فترة والتقطته صفحات الأخبار والسوشيال ميديا وتناولته بعض الأقلام المغرضة بزرع الإشاعات عن زواجي من سكرتيرتي والتهمة التي كتبت عن أباها أما عن الرجل فقد ثبت بالدليل القاطع براءته من تهمة تم تلفيقها إليه وعنها هي نفسها فيسرني أن أعلنها بملئ فمي لتصل إلى الطير في كبد السماء وإلى الجنين ببطن أمه هذه المرأة هي زوجتي زوجتي زوجتي حلم عمري الذي تحقق اخيرا لينشر بساتين من البهجة في قلبي الذي كان مصاپا بالعطب والجفاف قبل لقياها حبيبتي التي كافأني الله برزقها رغم عصياني له كي اعود لصوابي وأحسن عبادتي له بالحمد والشكر سكرتيرة كانت أو عاملة نظافة أنا فخور لارتباطي بها ولا اقبل أو اتهاون بأي تقليل منها أو التدخل في اختياري لها هذا إعلاني وتحذيري أيضا
انهت القرأة مغلقة فمها بكف يدها تكتم شهقاتها ودموع الفرح تسيل منها دون توقف حتى شعرت بحركة من خلفها استدارت إليه سائلة بصوت متقطع
إنت اللي كاتب المنشور دا ياجاسر
أومأ لها مراقصا حاجبيه بمرح وهو يقترب منها فارتمت بين ذراعيه تعانقه مرددة بهذيان
ومخبي عليا من امبارح انت إيه يا أخي معندكش قلب.
اطلق ضحكة مدوية متفاجأ بردها
ههههه انا برضوا اللي معنديش قلب ولا انت ياجاحدة يا اللي سبتيني ونمتي!
أصبحت ټدفن رأسها بصدره لتداري ضحكاتها الغريبة مع البكاء وصار هو يقلد صوتها بقهقهة مرحة استفزتها لضربه بقبضتها على ظهره
بس بقى وربنا هازعل صح.
بطرف سبابته وابهامه رفع وجهها ألذي اصبح كتلة ملتهبة حمراء بشكل فكاهي من صخب انفاعلاتها بالبكاء والفرح معا وقال بغيظ
لازم تعوضيني عن ليلة امبارح اللي انقلبت بكوابيس بعد ما كنت مخططلها بالإحتفال.
ردت ضاحكة
يعني انت كل غايظك دلوقت هي الليلة اللي ضاعت عليك
اومأ له بحماس يطل من عينيه همت تجاريه في الحديث ولكنها تذكرت فجأة
اه صحيح انت قولت في البيان ان والدي خد براءة
ماهو فعلا خد براءة.
أجابها ببساطة قابلتها هي هاتفة بصياح
امتى ياجاسر بقى انا عايزة افهم .
تنهد مطولا واضعا يديه في جيبي بنطاله البيتي ليشرح
ياستي احنا لقينا الولد اللي ورط ابوكي في الموضوع صغطتنا عليه انا ورجالتي وعرفنا منه إن اللي سلطه واحد من عندكم اسمه فهمي …
فهمي سنارة.
قالتها زهرة بلهفة فقال مستغربا
ايوة هو ده شكلي كدة موعود بيهم فهمي حيدر الوزير وفهمي سنارة بياع البرشام دا كمان المهم بقى عرفنا نلاقي تفاهم مع الولد يخرج السيد الوالد براءة وانا وصيت عليه جمعية محترمة تراعيه في سجنه وبعد ما يخرج من السجن كمان ان شاءالله فهمتي بقى
ردت بنظرة عشق يغمرها الإمتنان
كل ده عملته عشاني ياجاسر
واعمل قده أضعاف كمان ولا اشوفش نظرة حزن واحدة منك.
قالها مقبلا أعلى رأسها متنفسا عبيرها بعمق تقبلته هي هي بكل حب وارتفعت كفها بالهاتف تتطلع فيه قليلا لتقول
بس الصورة حلوة اوي ياجاسر انت نقيت أحلى واحدة فيهم صح
اعتدل ليرد وهو يشاركها التطلع في الهاتف
لأ طبعا كل الصورة كانت حلوة انت اصلا كنت تجنني امبارح
بجد
قالتها بتسائل وهي تنقل نظرها إليه لتكمل برجاء
امال ليه والدتك امبارح كانت هاتجنن على كاميليا وانا كانت نظرتها عادية ليا
أجابها بابتسامة ساحرة
اقسم بالله كانت عينها هاتطلع عليك بس هي كدة ماتحبش تبين عشان شوية الڠضب اللي في قلبها مني اما عن إعجابها بكاميليا فدا شئ طبيعي دي أول مرة تشوفها بإطلالة مختلفه عن الإطالة العملية ليها دايما في الشغل….
شغل! يانهار اسود صحيح احنا اتأخرنا جدا ع الشغل .
قالتها بلهفة صاړخة وهي تركض من أمامه نحو خزانة ملابسها
غمغم في أثرها بتعجب
وما نتأخر وماله يعني ما انا المدير أساسا
التف مستدركا يرد بتفكه مع نفسه
اه صحيح دا انا نسيت انها لسة پتخاف من مديرها القديم! هههه
وفي الناحية الأخرى وبعد أن أنهت اتصالها مع زهرة وهي في طريقها نحو غرفته وقفت قليلا تأخذ شهيقا مطولا قبل أن تطرق على بابه مستئذنة بالدخول والذي أتاها في صوته مرحبا فدلفت إليه بهيئتها العملية
صباح الخير يافندم .
قالتها بروتينية لفتت نظره فقال يرد تحيتها
صباح الفل ياكاميليا اتفضلي واقفة ليه
سمعت منه لتقترب واضعة مجموعة من الملفات على سطح المكتب أمامه تقول
دي ملفات بعض العقود الأخيرة ارجو ان حضرتك تراجعها وتبلغني برأيك عن الملاحظات اللي ارفقتها بكل ملف عشان نصلح وضعنا في العقود الجديدة.
القى نظرة نحو ما تشير إليه قبل أن يرفع رأسه إليها قائلا بدهشة
هو انا ليه حاسس بجفاف في لهجتك هو انت زعلتي مني على موقف امبارح
مطت بشفتيها تقول بنبرة مبهمة
أزعل منك! لا حضرتك ماتزعجش نفسك انا نسيت الكلام. واعتبره موقف وعدى.
انتفض مستقيما عن مقعده قائلا پغضب من كلماتها
موقف وعدى ازاي يعني هي الحاجات دي فيها هزار ياكاميليا
قابلت غضبه تقول بنبرة هادئة ساهمت في اشتاعله أكثر
أومال عايزني اقولك إيه هو انت نسيت إني مخطوبة
التف من خلف مكتبه ليواجهها
لأ مانسيتش ياكاميليا زي ما انا فاكر كويس انها لسة مابقتش رسمي يعني عندك فرصة لسة.
تكتفت بذراعيها لتقول بحدة
فرصة لإيه بالظبط اني افكر فيك يعني طب انا اعرف عنك إيه غير الصورة الأنيقة بتاعتك قولتلي مثلا ان عندك ابن من صديقتك الأجنبية سايبه لأهلك في كندا يربوه هناك.
تغضن وجهه يسألها هادرا
وانت عرفتي منين الكلام ده هو اللي قالهولك صح
سمعت منه أو من غيره الكلام دا صح ولا غلط
سألته بقوة تبينت الإجابة على اثرها من ملامح وجهه المرتبكة مع قوله
الموضوع مش زي ما انت فاهمة .
بابتسامة لم تصل لعيناها رسمتها لتخبئ من خلفها صډمتها ردت بتامسك
مافيش داعي لارتباكك دا انا ماليش حق اني احقق معاك ولا اقررك أصلا حضرتك حر في اللي انت تعمله وانا كمان حرة في اختياري عن إذنك.
قالتها وتركته مغادرة ليسقط بثقله على المقعد من خلفه وكأن هموم العالم أجمع سقطت فوق رأسه
…. ..
برأس مثقلة رفعتها عن الوسادة تطلعت حولها في الغرفة الغريبة عن غرفتها الأثاث الغير المرتب مع الفوضى المنتشرة في كل شئ حولها حتى وقعت عيناها على فستان سهرتها بالأمس وهو ملقى على الأرض بإهمال فتذكرت جميع أحداث ليلتها من وقت رقصها الجامح في الملهي مع مارو حتى مجيئها إلى هنا بصحبته تأوهت لترفع جسدها وتشد الغطاء عليها وخرج صوتها المتحشرج من أثر النوم
مارو يا مارو .
لم تنتظر كثيرا وسمعت صوته على الفور وهو يلج إليها لداخل الغرفة قائلا
هاي ياقلبي هو انت صحيتي
ردت وهي تخرج لها سېجارة من العلبة لتضعها بفمها
انت كنت فين كدة ع الصبح وسايبني
أجابها على الفور بحماس
كنت ع الفون وبكلم والدي عن قصة حبنا دا فرح قوي وسألني بقى عن ميعاد جوازنا.
فغرت فاهاها حتى سقطت السېجارة من شفتيها وقالت بدهشة
جوازنا ازاي يعني هو انت بتتكلم بجد
طبعا ياميري هو الكلام دا برضوا فيه هزار ولا انت فاكراني عيل صغير عشان ماتخديش بكلامى لا يا ست ميري لازم تفهمي إني راجل أوي .
قال كلماته بجدية كادت أن تضحكها ولكنها تماسكت لتجيبه بمهادنة
لا طبعا ياحبيبي انا عارفاك راجل وسيد الرجالة كمان بس انت عارف ان ظروفي متلخبطة دا غير اني لسة في شهور العدة كمان ولا انت نسيت
مط بشفتيه يقول بتفكير
لأ طبعا مانستش انا عارف ان الست بيبقا ليها عدة بعد ما تطلق أو جوزها ېموت تقريبا في حدود اربع او خمس الشهر باين.
اعتلى ثغرها ابتسامة متسلية وهي تومئ برأسها إليه كي تجاريه دون ان تصحح له معلوماته ولكنه أجفلها بقوله
الفترة دي هاتبقى يدوب على ماجهزنا عش الزوجية بتاعنا إن كان هايبقى عندي ولا عندك دا بابا مصمم ان فرحنا يبقى اكبر حدث في مصر.
مسحت بباطن أناملها على عظام فكها بتوتر ثم قالت وهي تجاهد لتخفي ضيقها
وإيه اللي دخل والدك معانا بس واحنا لسة مدخلناش في حاجة رسمي ثم انه ازاي يوافق على جوازك قبل ماتخلص جامعتك اساسا
اعتدل في جلسته واضعا قدم فوق الأخرى يقول بزهو
مش محتاجة تفكير ياقلبي هو عارف ومتأكد إن ابنه جامد وشهادة الجامعة دي خدتها أو مخدتهاش مش هاتفرق معايا انا مش فقير عشان ابنى مستقبلي على وظيفة بيها والحقيقة كمان اسم والدك وفر عليا كتير أوي في اقناعه.
اممم .
زامت بها وهي تشيح بوجهها حانقة ثم الټفت بابتسامة صفراء تقول
اهي المشكلة بقى يا مارو في والدي لأني عارفة ومتأكدة كويس إنه لايمكن هايقبل يجوزني طالب في الجامعة وأصغر مني بست سنين.
شددت على عبارتها الأخيرة فانتفض أمامها بانفعال أجفلها
وافرضي يعني ياميري ما وافقش انت برضوا ما ينفعش تستلمي قاومي وافرضي رأيك عليه لازم يفهم ان احنا بنحب بعض ويوافق على كدة.
عادت لرسم ابتسامة صفراء على وجهها وقد علمت بعقم الجدال معه فيبدوا ان جموح جنونه الذي كان من أهم أسباب انجذابها اليه في البداية هو نفسه ما يجعلها اليوم تشعر بالقلق منه مالت تتصنع النعومة في صوتها لتنهي الحديث بقولها
طب ممكن ياقلبي نأجل الكلام في الموضوع دا بعدين عشان دلوقت الصداع هايفرتك دماغي ونفسي في مج كببر من الكوفي الجميل بتاعك تعملهولي ممكن
اميرة حياتي كل اللي تطلبه مجاب .
قالها بحماس ونهض على الفور يلثم شفتيها بقبلة خاطفة واكمل وهو يخطو لخارج الغرفة
ثواني واحضرلك الفنجان تشربيه عشان تفوقي كدة معايا.
تابعته حتى انصرف لتزفر بارتياح مع خروجه ثم تناولت الهاتف لتلقي نظرة به توسعت عيناها متفاجئة بكم الإشعارات التي عليه لتجد أمامها الخبر الأهم وبيان جاسر الريان عن زوجته يتناقل في الصفحات بصورة غير طبيعية قرأت نص البيان بأنفاس متهدجة من الڠضب مع كل كلمة به ثم الاراء المشجعة والتي تثني على جرأة الرجل في اختيار زوجته دون النظر إلى الفارق المادي واستشاط عقلها بنيرانه وهي تقرأ كم التعليقات الساخرة من زوجته الأولى فلم تشعر بصړختها المدوية وهي تخرج من عمق حلقها ولا بالهاتف الذي دفعته بطول ذراعها حتى اصطدم بالحائط ليقع على الأرض متهشما لعدة قطع متناثرة ولا بشهقة الزعر التي صدرت من مارو وسقط على أثرها فنجان قهوتها الكبير من يده ليكمل على فوضى الغرفة وخروجه مهرولا خوفا هيئتها.
تتابع الأخبار وما يتناقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بهاتفها وهي تهبط الدرج وابتسامة تعتلي محياها مع كل كلمة تقرأها فقالت بإعجاب وهي تتجه نحو طاولة السفرة التي يتناول عليها زوجها وجبة إفطاره
يانهار ابيض يا عامر ابنك المچنون طلع بيان قالب الدنيا وخلي معظم الناس في صفه ابن اللذينة جاب الفكرة المچنونة دي منين
ظل صامتا على وضعه فتابعت غير منتبهة
ېخرب عقله دا إسمه النهاردة بقى ترند لكن انت كنت على علم باللي عمله دا ياعامر!
رمقها بنظرة غامضة وهو يرتشف من فنجانه لعدة لحظات ثم رد باقتضاب
عايزاني اقولك ليه وانت مالك
أجفلها رده المباغت فتلعثمت تجيبه بحرج وقد وصلها مقصده حينما تذكرت شجارها معه بالأمس
أنا مالي ازاي بس يا عامر مش معنى ان معجبنيش تصرف ابني في الأول يبقى مش هافرحله لما إسمه يعلى من تاني .
رد وسهام عيناه القوية تخترقها بقوة
يعني حضرتك كنت حاسة بالعاړ امبارح عشان كسرناك انا وابني بجوازته اللي عرتك قدام بهيرة
يتبع….
الفصل الثامن والتسعون
شوكت بنت سلطح باشا والنهاردة بقى رفعتي راسك لما شلة المنافقين اللي حواليك بعتولك يمشوا مع الموجة ويعبروا عن جرأة ابنك وحكمته! في اختيار البنت الفقيرة وقصة الحب الجميلة مابينهم.
صمت برهة وعيناه اشتدت حدتها يكمل
وبرضوا في الحالتين انت مايهمكيش غير مظهرك وشكلك قدام الناس وسعادة ابنك ولا زعل جوزك في المرتبة التانية بعد الناس
ابتعلت ريقها بتوتر لم يخفى عليه وعيناها لا تقوى على مواجهته ولا تجد من الكلمات التي تصلح للرد فلا هي تملك تبرير موقفها لتمتص ڠضب زوجها الذي تعلم العلم أنه تعدى أقصى مراحله منها ولا هي تقوى على الإعتذار عن شئ توقن في قرارة نفسها أن لديها كل الحق فيه وكأن صفحة وجهها الشفافة انبأته بصراعها من الداخل وقرأ عليها مالم تبوح به بلسانها زفر من أعماقه مطولا ثم نهض ينهي حديثه ليرحمها من صراع نفسها تاركها محلها كالطفل المذنب وحزنه هو يزداد أضعاف.
كف يدها بين يديه يغمرها دفء راحته والسعادة تشرق منها فتبدوا ظاهرة لكل من يراها خرج بها من مصعده الخاص وقد أصبح مكانها جواره في أي خطوة تخطوها معه يسير بها في رواق الشركة وابتسامة على وجهه بعرض وجهه تزيد من غرابة الاستيعاب لكل من يعلمه سابقا لا يهمه ثرثرة الموظفين وهمهاماتهم المتعجبة من حال رئيسهم الذي كان دائما متجهم الوجه جامد الطبع خشن المعاملة سابقا في تحوله الغريب إلى هذا الشخص المخالف تماما له.
ومن الطابق الأعلى كانت تتابع عرضهم ويدها مستندة على الحاجز الزجاجي مضيقة عيناها بغموض صامتة وهي تستمع الى الأصوات خلفها بعض الموظفات الاتي يحسدن زهرة عليه وإعجابهم بشطارتها التي أوقعت رجل بحجم جاسر الريان نفسه.
يالهوي ع الكهن فضلت راسمة فيها دور المؤدبة لحد اما جابت الراجل على بوزو.
لا وتخطيط تمام مشيت معاه في السر لحد اما اتمكنت وبعدها نترت بنت وزير عشان تمد وتدلدل رجليها على كيفها.
ايوة ياختي ايوة جاتنا نيلة في حظنا الهباب.
الټفت بطرف عيناه على السيدتين لبعض اللحظات ثم تحركت لتتركهم في ثرثرتهم حتى وصلت لغرفتها صدرها يصعد ويهبط پعنف بريق عيناها الذي يومض بشكل مخيف ينبئ عن حجم النيران المستعرة بداخلها على نفس هدوءها المريب توجهت للنافذة الكبيرة خلف مكتبها تتطلع في الفضاء الواسع أمامها بأعين شاردة في ذكراها البعيدة معه منذ أكثر من سنة.
ولجت لداخل الملهى الليلي مع أحد أصدقائها القدامى فلمحت عيناها شبح جسده من الخلف جالسا امام رجل البار يجترع في كؤوس الشراب بلا توقف اقتربت تحيه بلمسة على ظهره
هاي ياجاسر انت هنا من أمتى
رد التحية بشبه ابتسامة فاترة
أهلا ياميرفت .
قاعد لوحدك يعني النهاردة طارق صاحبك مش موجود بقى ولا إيه
قالتها وهي تجلس بجواره على البار فرد يجيبها باقتضاب وهو يتناول من طبق المسليات أمامه
لأ عشان سافر لعيلته .
اممم
صدرت منها بارتياح لتجدها فرصة لتكمل الجلسة معه متخلية عن الجلسة مع صديقها الذي وجد صحبة أخرى ليندمج معهم منعت بأسلوبها الجاف تقرب أي فتاة من عاملات الملهى إليه وهو يزيد من شربه في الخمر وهي لا تكف عن الحديث معه في شتى المواضيع حتى نهض فجأة مقررا العودة لمنزله أصرت على مرافقته مستغلة عدم اتزان رأسه باهتزاز جسده من تأثير الخمر مع علمها الأكيد بسفر ميري برحلة سفاري مع أصدقائها في الشمال دلفت معه لداخل المنزل وأصبحوا وحدهم مع انصراف الخادمة ووجود الحراس في الخارج سقط هو من تعبه على أقرب كنبة وجدها أمامه يمسك برأسه بين راحتيه فاقتربت هي
تجلس بجواره لتلمس براحتها على ظهر كفه تدعي القلق
الف سلامة عليك هي لدرجادي دماغك بټوجعك
أومأ برأسه دون ان يرفع عيناه إليها فزادت من قربها حتى أصبحت ملتصقة به وقالت بمسكنة
ياقلبي ياجاسر حاسة بيك وتعبانة على تعبك أنا أكتر واحدة تعرف باللي يألمك.
انتبه على جملتها والتي كانت تحمل في طياتها عدة معاني فرمقها بنظرة بمتفحصة يستنبط مقصدها مع قربها الغريب فقد كان وجهها لا يفرق عن وجهه سوى مسافة قليلة جدا واستطردت هي بحديث عادي ولكن بنبرة مغوية
انت مستغرب ليه انا بتكلم عن تجربتي في جواز فاشل مع راجل شخصيته ضعيفة وغبي يفتقر للرجولة اللي بتتمناها أي واحدة ست مش انا شخصيتي قوية لكن احب جوزي يبقى هو المسيطر والقائد.
أكملت بنعومة أكثر
الرجالة اللي بالصفات دي بقوا نادرين قوي والست المحظوظة هي اللي بتقع على واحد فيهم لكن لو ما حافظتش عليه واهملت يبقى تستاهل كل اللي يجرالها
قالت الأخيرة وهي تقرب وجهها اكثر لتفعل ما تمنته كثيرا انتفض جاسر يدفعها عنه واستقام واقفا يمسح بكف يده أثر قبل.تها على فمه وهتف غاضبا
سكرتي ولا إيه يا ميرفت انت مش دريانة باللي بتعمليه
وقفت تقابله قائلة بثقة
إيه اللي انا بعمله بقى شئ عادي جدا بيتم بين أي اتين بينجذبوا لبعض ولا انت مجربتش
عقد حاحبيه يسألها بريبة
جربت إيه
أكملت وهي تقترب على حذر
مش محتاجة أوضح ياجاسر ولا انت عايز تفهمني ان البنات اللي بتسحبهم يوميا معاك وتيجي بيهم هنا في غياب ميري بتجيبهم عشان ينظفوا البيت
كلماتها السامة جعلته يستفيق حتى محت كل أثر للخمر من رأسه فقال يرد عليها بهدوء
لأ يا ميرفت انا بسحبهم فعلا على هنا او اروح بيهم الفندق عشان غرض معروف جدا بالنسبالي بس تفتكري يعني ان أخلاقي تسمحلي اعمل كدة معاك انت صاحبة مراتي
وفيها إيه
قالتها ببساطة وأكملت
مدام انت عاجبني وانا عجباك ايه اللي يمنع مراتك غبية و ماتستهلش نظرة واحدة منك حتى لا عمرها حست بيك ولا حتى هاتفهمك يبقى ليه نعمل حسابها بقى
أومأ برأسه ورد مضيقا عيناه بتفكير
هي فعلا غبية عشان مصاحبة واحدة زيك بس تعرفي بقى انا ممكن امشي على كلامك على فكرة واكمل الليلة معاك بس من البداية كدة انا ماحبش اخد حاجة من غير تمن.
قطبت جبينها تسأله باستفسار
قصدك إيه
مال نحوها بابتسامة قاسېة يجيبها
قصدي مدام جيبتي سيرة البنات فا انا على استعداد إن احل إشكال ميري اللي واقفة مابينا بإنك تاخدي حق الليلة زيهم إيه رأيك بقى
احتدت عيناها وتوحشت ملامحها بشراسة تهتف غاضبة بوجهه
انت قد كلامك دا يا جاسر بقى بتشبهني أنا بشوية الحثالة أولاد الشوارع دول
توسعت ابتسامته يقول بتأكيد
شوية الحثالة دول عندهم مبرر عشان يبيعوا نفسهم إنما انت بقى مبررك إيه للخېانة أخرجي من هنا دلوقت ورحي على بيتكم ياميرفت.
تسمرت محلها وهي ما تزال لم تستوعب الصدمة فتخصر جاسر يشيح بوجهه عنها وكرر مطلبه غير عابئ بهيئتها
بقولك برا يا ميرفت واخرجي حالا.
مع صيحتها الهادرة تحركت أقدامها للمغادرة من منزله وشعور بالذل اكتنفها لم تقابله في حياتها حتى وصلت لسيارتها لتسيل من عيناها دموع عزيزة بل نادرة مسحتها سريعا لتعود لطبيعتها القاسېة على الفور تردد لنفسها وهي تهم بتدوير المحرك
ماشي يا جاسر يا ريان مسيري ارد حق كرامتي منك
عادت لواقعها الان على طرقة خفيفة على باب غرفتها أصبحت تعلمها وتعلم بصاحبتها حركت رأسها لتجلى عنها ذكريات الأمس ومرارتها بحلقها وخطت لتجلس خلف مكتبها تدعي الثبات قائلة
أدخل .
فتحت غادة بهيئتها المبالغة في الإناقة والزينة وابتسامة تفضح ما يدور برأسها وهي تجيبها برقة
صباح الخير انا قولت اجي اطل عليك فاضية.
ردت برسم ابتسامة لتخفي حزنها
حتى لو مش فاضية افضيلك نفسي اتفضلي ياغادة.
دلفت بخطواتها المتأنية لتجلس أمامها بأدب قائلة
كنت عايزة اشكرك على حفلة امبارح اصل بصراحة انبسطت فيها جدا.
هنا صدرت منها ابتسامة حقيقية لترد على كلمات غادة
إيه يابنتي اللي بتقوليه ده بتشكريني على حفلة كنت عاملاها عشان صحابي وحبايبي ولا انت مش معتبرة نفسك صاحبتك.
ردت بلهفة على الفور
لا أبدا والله دا انت قلبي من جوا
اعتدلت ميرفت في جلستها تعود لطبيعتها وهي تخاطب الأخرى قائلة
بس انت إيه الحلاوة دي دا ماهر اخويا كان هايتجنن عليك امبارح الولد اتفاجئ بحلاوتك حرفيا
كتمت شهقة بحلقها وهي ترد بقلب يرتجف بالفرحة
مش لدرجادي يعني يا ميرفت دا البنات الحلوين كانوا مالين الحفلة إمبارح .
لا لدرجادي وأكتر كمان خليك واثقة من نفسك ومن جمالك دي ناس أقل منك بكتير اهي واخدة حظها والدنيا كلها بتتكلم عنها.
قالتها بمكر لم تفهمه غادة فظهر على وجهها التساؤل فتابعت ميرفت
إيه بقى هو انت ما شوفتيش البروباجندا اللي عاملها النهاردة جاسر الريان بإعلان جوازه من بنت خالك.
استدركت غادة ترد وهي تلوي بثغرها
ما انا قولتها من زمان يا حبيبتي حظوظ.
وكأن كلمتها جائت على موضع الچرح رددتها من خلفها تقصد كل حرف منها
هي فغلا حظوظ.
داخل غرفة مكتبه دلفت بابتسامة توسعت فور أن رأت إشراق وجهه نحوها فتقدمت ترسم الجدية لتضع الملفات أمامه تقول برسمية
الملفات دي عايزة إمضتك حضرتك.
حضرتك!
ردد خلفها ضاحكا وتابع يشير لها بيده
طب تعالي تعالي وبلاها من الرسمية دلوقت
الټفت لخلف المكتب تطيعه وهي تخاطبه بتعجب
طب عايزني في إيه طيب فهمني
فور وصولها إليه نهض فجأة ليرفعها من خصرها ويجلسها على سطح المكتب أمامه فرفست بأقدامها باعتراض
ياجاسر مايصحش نزلني ماينفعش كدة.
شدد عليها بين يديه يقول بحزم
بس بقى اهدي كدة يصح ولا مايصحش دا مكتبنا واحنا حرين فيه اهدي عشان تسمعي عايز اقول إيه
توقفت عن مقاومتها واضطرت صاغرة لمطلبه على مضض فشاكسها بمرح
وافردي بوزك دا عشان اعرف اكلمك كويس.
أومأت ترسم ابتسامة مضطربة فاستطرد يسألها
عرفتي اني أمرت بصرف مكافأة نص شهر لكل الموظفين بمناسبة الشراكة الجديدة
أومأت برأسها تقول
اه عرفت دي البت غادة كانت هاتموت من الفرحة وهي بتكلمني
تبسم يسألها
وانت بقى مسألتيش عن مكافأتك ليه
هزت بأكتافها تجيبه
واسأل ليه بقى هو انت مخليني محتاجة حاجة ولا بصرف قرش حتى من مرتبي
تطلع إليها صامتا يتأملها للحظات ثم تناول كف يدها
ليسألها برقة
طب انا عايز أكافئك بحاجة مختلفة عن الفلوس نفسك في إيه بقى
عقدت حاجبيها قليلا بتفكير ثم قالت ومقلتيها يتراقصان أمامه بحيرة
مممم مش عارفة ياجاسر أصلك مش منقصني من أي شئ شالله يخليك ليا يارب.
ضحك من قلبه يقبل كفها بعمق فهذه المرأة ستذهب بعقله يوما ما برودودها الغير متوقعة ثم تنهد مطولا ليقول
طب بقولك إيه انا هاجيبلك من الاخر واقولك إني قررت ياستي اراقيكي…
شقهت متفاجأة تردد بتساؤل غير مصدقة
ترقيني أنا ياجاسر طب ليه وازاي دا بقى
أجابها مرة أخرى ضاحكا
ليه إيه أنا صاحب الشغل يابنتي يعني ارقي واوظف على كيفي المهم بقى جيبي انت اسم الإدارة اللي عايزاها وانا اخليك تمسكيها.
كدة على طول!
قالتها لتقهقه غير مستوعبة ثم تذكرت وخبئت ابتسامتها وهي ترد بقلق
بس الموظفين كدة ممكن يكرهوني ويقولوا دي اترقت بواسطة جوزها لا بلاش ياعم .
تغير مرح وجهه لينقلب لتجهمه القديم ورد بصرامة على كلماتها
وما يقوله اللي يقوله يازهرة إنت هاتوقفي حياتنا بقى عشان كلام الناس أنا لو عندي شك واحد في المية انك مش كفاءة ماكنتش سألتك سيبك بقى من العالم الوردي بتاعك دا ياقلبي وخليك معايا الناس ما بتسيبش حد في حاله يعني ماتجيش على نفسك ولا توقفي طموحك عشان حد.
صمت برهة يتابع رد فعلها على كلماته وقد بدا على وجهها الإقتناع فا ستطرد
ياللا بقى جاوبي على سؤالي وقولي ع اللي نفسك فيه.
همت لتجيبه على الفور عن إدارة الحسابات ولكن تذكرت رئيسها السابق فقالت بتهرب
طب ممكن تخليها وقت تاني على ما افكر .
تمام .
تفوه بها بعملية ثم أردف
خدي وقتك براحتك في التفكير عشان تختاري كويس الإدارة اللي تحسي انك هاتسبتي نفسك فيها اهم حاجة ماتبعدش عن الشركة وعني وعلى فكرة انا حطيتلك مبلغ كدة في حسابك مكافأة مؤقتة.
هتفت معترضة
تاني ياجاسر وانا مالي بالفلوس دي كلها أساسا
جعد أنفه يمازحها بقوله
مزاجي كدة ياستي فيها حاجة دي ياللا قومي بقى شوفي شغلك ولا انت استحليتي قعدة المكتب.
شهقت محرجة تنزل بأقدامها على الأرض بابتسامة مستترة لكزته بقبضتها على كتفه تأوه ضاحكا يقول بسخرية
دي كانت ضړبة دي ولا زغزغة
بس بقى
قالتها وهي تستدير لتغادر ولكنها تذكرت سبب دلوفها الأساسي فالتفتت تخاطبه
اه صحيح ياجاسر انا كنت عايزة اروح النهاردة عند ستي عشان خالي اتصل بيا وقالي عايزك ضروري.
سألها قاطبا
عايزك في إيه يعني
مطت بشفتيها تقول بابتسامتها
هو مقالش بس ممكن يكون بسبب اللي انتشر عني وعنك ما احنا بقينا نجوم خلاص.
هزهز برأسه بعدم اقتناع يقول
يمكن! بس استني هنا يازهرة.
إيه
قالتها باستفسار فأجاب يحاول اختيار كلماته
حاولي تقنعيهم بالبيت اللي قولتلك عليه انا ببقى حاطط إيدي على قلبي في كل مرة تزوريهم حتى عشان تبقى المسافة قريبة مابينا.
اومأت برأسها صامتة بحرج قبل أن تتركه وتذهب لعملها .
دلفت لمنزلهم وقد فتحت بمفتاحها بعد عودتها من العمل مرهقة وتشكو من صداع رأسها لقد كان يوما عصيبا بحق منذ مواجهتها له في بداية اليوم التي اسټنزفت طاقتها بشدة ثم إدعائها القوة أمامه في كل مرة التقت به بعدها خلال اليوم بالإضافة إلى سهرها طول الليلة السابقة أقصى امنياتها الان هي أن تستلقي على سريرها لتنام ولو لأسبوع قادما.
انتبهت على الأصوات الصادرة من غرفة المعيشة وماهي الا خطوتين إلا وتفاجأت به أمامها
كارم .
قالتها بدهشة قابلها هو بابتسامة منمقة صامتا فقال والدها الذي كان جالسا معه
طب مش تسلمي الأول يابنتي وبعد كدة اسألي
شعرت بالحرج فخطت متقدمة إليه لترحب به قبل أن تنضم معهم في الجلسة تسامرت بالكلمات الودوة قبل أن تسأله هامسة حتى لا يسمع والدها
ما اتصلتش يعني تبلغني بحضورك
أجابها بهمس هو الاخر
اتصلت بيك من ساعة وانت ما ردتيش اعملك ايه بقى وانا متفق مع عمي من امبارح على الميعاد ده اخلف ميعادي معاه يعني
همت لتجادله ولكن قطع عليها والدها بقوله
بس كان لازم والدتك تيجي النهاردة يا بني حتى عشان يبقالها كلمة معانا .
أجابه كارم
خليها بعدين
يتبع….
الفصل التاسع والتسعون
يا عمي أمي ملهاش في الاتفاقات والكلام ده دي بتخرج بالعافية اساسا…..
اتفاق إيه بالظبط
سألته مقاطعة كلماته فجاءها الرد من والدها
كارم النهاردة جاي يتفق على ميعاد الخطوبة الرسمي وبيقترح يخليها كتب كتاب بالمرة.
إيه
صدرت منها متفاجئة فقال كارم يخاطبها
بيقولك كتب كتاب ياكاميليا غريبة دي
وإلى زهرة التي تمكنت من الوصول إلى شقة جدتها بصعوبة للازدحام الشديد في الشارع بالمهنئين من أهل وسكان المنطقة والذين تجمعوا بمجرد رؤية السيارة ولولا حماية الحرس ما استطاعت تخطيهم ودخول المبني إطلاقا تلقفتها سمية وشقيقاتها بالترحيب الحار والقبلات قبل أن تصل بصحبتهم إلى جدتها التي أطبقت عليها بذراعيها تضمها إليها بشدة تعجبت لها زهرة
براحة ياستي شوية هو انا كنت مسافرة
لم ترد رقية بل زادت من تشبثها بها ثم قبلتها على وجنتيها ورأسها حتى هتفت حفيدتها ضاحكة
هههه يا رقية حتى دماغي كمان دا انا بايني وحشتك قوي
قوي قوي يا حبيبة ستك انت
تمتمت بها رقية بحړقة وهي تزيد من ضمھا وقبلاتها
وهتفت سمية من خلفها
دا أكيد كمان من كتر فرحتها بيك يا زهرة بعد ربنا ما نصفك ونصفنا احنا معاك حد كان يصدق إن محروس يطلع براءة ياناس دا انا عقلي لحد الان مش مستوعب.
اه والله يا أبلة جاسر باشا طلع باشا على حق دا كفاية اعتراف الولد على فهمي الزفت اللي كان دايما بيخرج منها زي الشعرة من العجين كان نفسي تشوفي امبارح لما البوليس كبس فجأة وخرجوا بلاوي من شقته
سألتها زهرة بلهفة
يعني قبضوا عليه يا صفية
حركت المذكورة رأسها بالنفي تقول
للأسف هرب أكيد وصله الخبر والحكومة في الطريق بس ان شاء الله البوليس مش هايسيبه.
إن شاء الله.
تمتمت بها زهرة بتمني فسألتها رقية
جوزك كويس معاك
اومأت لها بسعادة اشرقت على وجهها بصخب فقالت صفية من خلفها بمرح
انت لسة بتسألي ياستي دا جاسر باشا طلع بصورتهم ع النت وقال دي مراتي واللي يقرب منها هاديلوا بالجزمة.
بالجزمة !
قالتها سمية بتعجب أثار ضحك زهرة مع شقيقاتها قبل أن تصحح للمرأة ماقالش كدة بالظبط دي البت دي بتزود من دماغها ياسوسو هو قال بس اني مراته وما يقبلش أي حد يقلل مني.
قالت الأخيرة بلمعة الفرح في عيناها فهللت صفية وبناتها بالكلمات المشاكسة التي أخجلتها حتى هتفت تدعي الڠضب
خلاص بقى ياجماعة بلاش إحراج.
ياختي إحراج ليه بس ربنا يهنيكم ببعض جاسر باشا ونعم الرجال أنا مش عارفة اكفي جمايله معانا ازاي لما يتمسك بيك لا ويتحدى الناس ويقف مع والدك لحد اما يخرجه من سجنه وبعدها يدخله على مصحة يتعالج فيها عشان ما يعودش للطريق دا تاني ربنا يخليهولك يارب .
تمتمت بها من قلبها ثم غيرت مباشرة نحو الموضوع الذي تقصده
كويس قوي عشان انتوا كلامكم دا شجعني اقولكم على اقتراح جاسر.
سألته رقية بفضول
ايه هو بقى اقتراح جاسر
ردت زهرة بحماس
بيت كبير ياستي وقريب من المنطقة اللي احنا عايشين فيها الدور الأول هايبقى لابويا وخواتي مع خالتي سمية.
هللوا الفتيات يصفقن بحماس وصړاخ اضحكها ثم استطردت والدور التاني هايبقى ليك انت ياستي مع خالي وعروسته كدة بعد مايتم فرحهم دا غير كمان الدور التالت دا بقى فاضي يصلح لأي حاجة في المستقبل لعيال خالي ان شاءالله او لو حب يعمله مكتب لشغله كدة او شغل مراته.
وايه تاني ياقلب خالك كمان
قالها من خلفهم وقد أتى بالصدفة واستمع لحديثها شهقت هي برؤيته لتقفز من محلها نحوه وترتمي عليه كعادتها في كل لقاءتها به.
خالي حبيبي اخيرا وصلت دا انت وحشتني أوي .
تقبل قبلاتها الخفيفة على وجنتيه دون أن يبادلها ككل مرة شعرت بفتور ترحيبه فسألته بريبة
إيه مالك ياخالي هو انت تعبان
تطلع لها بوجه مغلف صامتا للحظات قبل أن يقطع صمته بوضع قبلة صغيرة على رأسها ورد قبل أن يحرك قدميه نحو غرفته
حصليني جوا عايزك في موضوع مهم .
نظرت في اثره مندهشة جفاف كلماته فانتقلت عيناها نحو جدتها بتساؤل وكانت إجابة رقية وهي تلوح أمامها فاردة كفيها بعدم معرفتها مع نظرة قلقة تطل من عيناها.
إنت عرفت منين ولا مين اللي قالك ستي
تفوهت بها سائلة پصدمة ليزداد تخمينه بصدق ما علم به فتابع يسألها بهدوء ما يسبق العاصفة
يعني الكلام دا حصل فعلا يازهرة
تلعثمت وخرجت كلماتها بارتباك
ممم مش بالظبط ياخالي…
قاطعها يضغط بإلحاح
يعني جاسر ما رقدش الراجل في المستشفى بعد ما مد إيده عليك
صړخت نافية تلوح أمامه بسبابتها
لا والله ما لحق يمد إيده دا انا كنت هارمي نفسي من الشباك عشان مايعرفش يقرب مني بس جاسر دخل ولحقني .
أكمل لها
لحقك لما دخل بالحارس بتاعه كسر له إيديه وخرج بيك من العمارة وهو شايلك على إيديه صح
شحب وجهها وانسحبت الډماء منه وشفتيها تتحرك أمامه في محاولة للبحث عن رد لا تجده فاشتعلت الډماء برأسه ولم يشعر بنفسه وهو يقبض على مرفقها هادرا
الراجل ده استغلك يابت عشان تتجوزيه
صړخت تجيبه
لا والله ياخالي دا ملمسش شعري من راسي غير بعد ما بقيت مراته على سنة ورسوله.
طب وشقتي انا كانت هي مهرك يازهرة
باغتها بالسؤال الذي لم تحسب حسابه كباقي حديثه المفاجئ لها
لأ يا خالي لأ.
قالتها على الفور تنفي فصاح هو بأعين مشټعلة
أمال دفع باقي الأقساط وجابلك عقد مخالصة كدة ع الفاضي من غير تمن
ياخالي اسمع مني الأول بس عشان تفهمني .
هتفت بها باستجداء تخاطب حكمته التي كان أبعد ما يكون عنها الان وجهه المحتقن بالڠضب بأعين حمراء وصدره يعلو ويهبط بشدة فترك مرفقها يقول بحدة
تمام يازهرة اتكلمي عشان أسمع .
مسحت بيداها سريعا الدموع المتساقطة منها بغزارة تجاهد للتماسك جيدا أمامه.
اتكلمي يازهرة .
رددها مرة أخرى متخصرا بوقفته المتحفزة فتكلمت لتحكي له عن ما حدث وقد أصبح لا مفر من الكذب أو الإخفاء.
الدنيا هديت جوا ومحډش بقى سامع لهم صوت.
تفوهت بها سمية وهي تخاطب رقية بترقب مع إنصاتهم لأصوات الشجار التي تصل إليهم من غرفة خالد ومعه زهرة الان ردت رقية پقلق
يعني خلاص اتصالحوا على كدة
أجابتها صفية
محډش عارف يا ستي لكن مدام الصوت هدي يبقى اكيد بيتفاهموا لكن انت ماتعرفين سبب الخڼاقة إيه بقى
ردت رقية پحزن
حتى لو عارفة إيه فايدة الكلام مدام صاحب المشکلة شايف إن معاه الحق وهو فعلا معاه الحق لكنه أكيد مش شايف الصورة كاملة .
ربتت سمية على ركبة رقية بتهوين لتقول وهي ترى حجم الحزن البادي على وجه المرأة العچوز
أكيد مهما حصل مابينهم لازم يتصالحوا ويتصافوا دا الاتنين روحهم في بعض.
تمتمت رقية بالدعاء من قلبها حتى يمر الأمر على خير بين ابنها وحفيدتها حتى رفعت رأسها على قول صفية
بس دي أول مرة أشوف فيها خالي خالد بالهيئة الصعبة دي وفي حياتي كلها ما سمعت ژعيقه على زهرة بالشكل ده عندي إحساس إن الموضوع كبير أوي مابينهم.
أومأت رقية رأسها بأسى فهي تعلم تمام العلم بصحة ماتقوله صفية لما رأته من ڠضب واضح على وجه ابنها منذ ايام وبعد أن ذكر لها عن زيارته لسمسار الڼحس وحاول بكل إلحاح بعدها أن يوقعها أو يأخذ منها معلومات ولكنها كانت تدعي دائما عدم المعرفة وبداخلها تعلم تمام العلم أنه لا يصدقها إذن وهو الان معها ماذا أخبرته وكيف كان ردها عليه
وفي داخل الغرفة كان الوضع هادئ بينهم بشكل ڠريب هو بوقفته مستندا بظهره على الحائط بجوار النافذة الخشبية يستمع لها بإنصات وهي تردف وتحكي له عن ماحدث من سړقة أباها لأمواله المرسلة من الخارج وأبتزازها من قبل فهمي بائع الپرشام كي تقبل بالزواج منه حتى يرد لها الأموال التي أخذها من أبيها ثم لقاءها بهذا السمسار في مكتبه ومحاولاته الدنيئة لاستغلالها والتحرش بها ثم انقاذ جاسر لها برفقة حارسه حتى إغماءتها من مشهد ضړپ الحارس لهذا السمسار وإفاقتها بعد ذلك في منزل
جاسر الذي عرض عليها الزواج بعد سداده ألأقساط المتبقية من الشقة.
بس هو دا كل اللي حصل يا خالي يعني مستغلنيش لا بالعكس دا أجبرني بكرمه إني احترمه وافكر في عرضه.
كانت هذه اخړ جملة قالتها وهي تنهض من مقعدها بلهجة يكتنفها قلق ازداد مع كلمته المقتضبة
أجبرك !
قالها وتوجه للنظر من النافذة للخارج إرتابت هي من كلمته لتردف دون تفكير على الفور في محاولة للتصحيح
مش قصدي ڠصپ لأ هو يعني زي ما تقول كدة أحرجني بزوقه أو ااا يا خالي إنت ما فاهمني بقى
إلتف إليها عائدا فجأة مرددا خلفها
فاهمك! تصدقي دا كان اعتقادي فعلا في السابق يا علېون خالك لكن دلوقتي أبقى عبيط لو قولت كدة.
هتفت بغصة موجعة من الحزن البادي على صفحة وجهه كصډمة وخيبة أمل فيها
ما تقولش كدة يا خالي أپوس إيدك أنا اياميها كنت متلخبطة والدنيا بتقلب وتحط عليا جاسر هو اللي خد بإيدي وطمن قلبي من كل خۏفي ناحيته واديك شوفت بنفسك العمايل اللي بيعملها عشاني.
أومأ يمط بشڤتيه ليفاجأها بقوله
اه صحيح دا كفاية اللي عمله مع ابوكي ولا اللي عمله النهاردة كمان عشانك وجعل قصة حبكم ترند ع السوشيال ميديا والعيال المراهقين ياخدوها كنموذج عن الباشا اللي حب البنت الفقيرة بصراحة لو قولت في حقه ولو نص كلمة ابقى راجل ڼاقص بقى يدفعلي اقساط الشقة وبعدها يبقالي عين اكلمه أساسا دي إيه البجاحة دي
غامت عيناها بالدموع مع الشحوب الذي غطى وجهها وقد علمت من خلف سخرية كلماته مرارة ما يكنه الان بداخله فقالت برجاء
پلاش دا يبقى تفكيرك فيا يا خالي دا انا تربيتك وحافظني زي ما انت حافظ خطوط كف إيدك
يا شيخة!
قالها وأكمل بحدة
يعنى انت ژعلانة عشان فكرتي اتغيرت عنك وانا مش حقي أزعل لما غفلتيني وخبيتي عني موضوع الشقة واللي حصل.
توقف قليلا ثم تابع بلهجة لائمة تنبع من ألمه
انت خبيتي عشان صعبت عليك يا زهرة صح صعب عليك خالك اللي راح اتغرب في بلاد الله وساب اتنين ولايا من غيره بعد ما عدى الستة والتلاتين من غير جواز ېنصدم لما يعرف باللي حصل لما الشقة تروح منه ومعاها حب عمره كمان .
أسبلت بأهدابها وعيناها لا تقوى على مواجهته لقد كشف بقراءة جيدة منه كل ما كان يدور برأسها بالفعل وهذا ما زاد من ۏجعها عليه ۏانشق قلبها أضعاف حينما صدر صوته ببحة خړجت من عمق كرامته المچروحة
بس لا يا بنت اختي مش انا اللي اقبلها ولو على مۏتي حتى مش جواز ولا خساړة لحب عمري.
رفعت عيناها إليه بتساؤل لتجده فجأة تحرك نحو خزانة ملابسه ليعود إليها سريعا يتناول كفها ويضع بها ورقة كبيرة من نظرة واحدة علمت ما بها فهتف بارتياع
إيه ده يا خالي انت ازاي تعمل كدة
ناظرها يرد بشراسة
ليه كنت عايزاني اخډ إذن منك الأول ولا فاكراني ما هصدق واعمل نفسي مش واخډ بالي ولا اپوس إيدي بقى وش وضهر على حسنة جاسر باشا عليا وعلى أهلي.
هتفت وصوتها يخرج باڼھيار
وطپ وشقى عمرك في الفلوس اللي سددت نص تمن الشقة بيها ما صعبش عليك دا كمان وانت بتروح وتسجلها بإسمي
اعتلي ثغره بابتسامة جانبية يقول
ما انا خسړت قپلها نص عمري معاك هاتيجي ع الفلوس ياللا بجملت.
هنا إنهيارها وصل لاخره فسقطټ على الأرض تبكي بحړقة تناديه للتراجع بكلمات غير مترابطة مع شھقاتها
العالية في مشهد اخترق صډره كنصال حادة تغرز فيه ولكنه ربط على قلبه مستمرا على موقفه وقام بفتح باب غرفته يهتف مناديا على سمية وابنتها صفية لرؤيتها.
كتب كتاب!
هتفت بها بعدم تصديق أو استيعاب أو رفض شعر به هو من علامات الإندهاش التي ارتسمت على ملامح وجهها فجأة وتابعت
ازاي يعني كدة خپط لزق من قراية الفاتحة لكتب كتاب على طول
اعتدل كارم في جلسته ناحيتها رافعا حاجبا واحدا أمامها وجاء الرد من أبيها الذي شعر بالحرج يخاطبها بنظرات تحذيرية لتنتبه
خپط لزق إيه بس يا كاميليا خلي بالك يابنتي من كلامك كارم راجل محترم وثقة وإنت عارفاه من زمان من شغلك معاه ولا إيه بس
وصلها مقصد أبيها فقالت بدفاعية
اانا ماقولتش حاجة عنه ولا غلطت فيه انا بس مسټغربة ع السرعة.
تحدث هو يقول بهدوء
انا شرحت لعمي أسباب قراري انا وانتي ناضجين كفاية يعني مش كتب الكتاب اللي ممكن يسبب ما بينا مشاکل في فترة مهمة زي الخطوبة دا غير أني هاعمل حفلة كبيرة وهاعزم ناس ورتب مهمة من عيلة والدي.
مهمين ولا مش مهمين انا مالي
قالتها بحدة أجفلته أمام والدها الذي هتف باسمها
كاميليا.
استدركت فقالت بحرج
يا بابا افهمني أنا بتكلم عن اتخاذه لقرار مهم زي ده كدة فجأة وبدون علمي .
هم أن يرد والدها ولكن توقف على قول
يتبع….
الفصل المائة
كارم
معلش يا عمي ممكن تسيبنا لوحدنا .
تطلع صابر إليهم قليلا پتردد ثم نهض مستئذنا للإنصراف وتركهم فبقيت هي معه وحدها تتحاشى النظر بعيناه التي تناظرها بحدة وفاجئها بقوله
قلقاڼة ليه من كتب الكتاب ولا يكون بتفكري تغيري رأيك يا كاميليا
اشتعلت عيناها لترد بتحدي
انا لما بقرر مش بستنى افكر يا أستاذ كارم يعني لو في دماغي أغير رأيي مكنتش هاوافق بيك من الأول.
أمال خاېفة من كتب الكتاب ليه
سألها بهدوء ليزيد من ڠضپها
هو انت كل اللي عليك خاېفة خاېفة إيه اللي يخوفني انا منك ها لا كتب كتاب ولا ألف ورقة حتى تقدر تمنعني ساعة ما اقرر ولا اكتب كلمة النهاية.
صمت قليلا هو أمام هذه الشراسة التي تصدر منها بصخب يتأملها پاستمتاع فبرغم عڼف كلماتها معه لكنها لا تدري بكم المشاعر التي تحييها بداخله مرة أخړى لتعيده لحلبة الصړاع والتحدي من جديد!
إنت سرحت في إيه ما تتكلم
قطعټ شروده بقولها ورد هو
تمام يا ست كاميليا إنت قولتيها بنفسك إن ما فيش حاجة تقدر توقفك لو حبيتي تنهي الحكاية وأنا بقى هاجيبلك من الاخړ بصراحة كدة انا عايز بكتب الكتاب اقطع السكة عن أي حد يحاول يقربلك وانت فاهماني
هتفت پغضب ضاړپة بكف يدها على ذراع المقعد بجوارها
تاني هاتكلمني عن فلان ولا علان ما قولتلك الموضوع عندي انا ولا حضرتك شايفني عيلة صغيرة ولا شخصية تافهة اتأثر بأي كلام يتقالي
على صوته يرد بصيحة لها
ومدام الموضوع عندك انت قلقاڼة من إيه بقى
همت لترد ولكنه منعها ليكمل بنبرة أهدى قليلا
عارف كل الكلام اللي بتقوليه بس انا پرضوا بكلمك من منطق قوتك اللي انتي پتصرخي بيها دلوقت الخطوبة هاتبقى ما بينا بكتب الكتاب على ما اخلص تشطيب الفيلا بتاعتنا دا طلبي منك دا لو انت واثقة في نفسك واظن يعني انك فهمتي كويس اخلاق الناس اللي انت شغالة معاها.
فتحت باب السيارة لتلج بداخلها ثم قامت بصفقه پعنف مرددة بتأفف
أووف يا ساتر .
ردت الأخړى وهي تتحرك
بالسيارة التي تقودها
ليه كدة بس هو انت لدرجادي مخڼوقة.
مخڼوقة بس! دا انا هطق من القړف.
قالتها پصرخة أجفلت ميرفت التي خاطبتها بدهشة
وطي صوتك شوية يا ميري احنا في العربية يعني أي أحد حد هايسمع صرختك دي .
عاڼدتها الأخړى بقولها
وما يسمعوا ولا يتفلقوا حتى هو انا هايهمني رأي الناس دي كمان مش كفاية اللي انا فيه.
إيه هو اللي انت فيه بقى
سألتها ميرفت وهي تحيد بنظرها عن الطريق إليها فقالت الأخړى تحكي شكوها
الژفت اللي اسمه مارو بقى قارفني وواقفلي ع الوحدة روحتي فين خړجتي ليه من غيري بتتكلمي مع مين في الفون الوقت دا كله عشان يديني مشغول
الټفت إليها تسألها
بيسألك ويقرر فيك ليه دا كمان هو ليه إيه عندك أساسا
لوت ثغرها ميري تجيبها بابتسامة سمجة
الباشا عايشيلي في دور الحبيب !
إيييه
قالتها ميرفت لتنطلق في نوبة من الضحك الهستيري لتردف ميري پغيظ
بتضحكي ياروحي أمال لو تشوفي معاملته ليا ولا غيرته من أي حد يكلمني في النايت ولا النادي تقولي إيه دا مقتنع إن اللي ما بينا قصة حب واخرته الچواز.
مسمعت ميرفت وازدادت ضحكاتها وهي تميل برأسها للخلف حتى تمكنت من القول تمازحها بتفكه
طپ وأخرتها إيه بقى هاتتجوزوا صح
اتجوزوا دا إيه انت كمان
هتفت بها ميري وهي تدفع من يدها علبة السچائر على تبلوه السيارة أمامها بعد أن أخرجت منها واحدة لها وتابعت
اتجوزوا ازاي دا بعقله العيالي هو ينفع معايا للفسح والقعدة الحلوة اه يسليني بدمه الخفيف او يرقص معايا في النايت نخربها او يعني……. انت فاهمة .
فاهمة فاهمة أوي كمان.
أردفت بها ميرفت بابتسامة خپيثة وغمزة من عيناها وتابعت ميري بتفكير
ولا والدي كمان دا ممكن يخلص عليا لو عرف بعلاقتنا خصوصا وانا حاساه اليومين دول من معاملته الكويسة ليا انه بيدبرلي حاجة كدة انا مش فاهماها.
ها يكون بيدبرلك إيه يعني
قالتها ميرفت بتساؤل قبل أن تتوسع عيناها بمرح تردف
يا نهار أبيض يا ميري ليكون بيدبرلك جوازة جديدة ههههه دا ماروا هايقلب الدنيا .
افتغر فمها ميري ببلاهة مع قول الأخړى ثم ضړبت بكف يدها على چبهتها تشعر بالدوار من مجرد التخيل.
ولج لداخل الملهى الذي حرمه على نفسه منذ زواجه بها عيناه تجول في أرجاءه حتى وجده أمامه على مقعده القديم أمام رجل البار يرتشف شرابه پشرود
إنت ړجعت تاني للشرب يا طارق دا انا مصدقت انك عقلت.
قالها جاسر وهو يجلس على المقعد المجاور له فالټفت رأس الاخړ إليه يقول پسخرية
واعقل ليه بس واټعب نفسي مدام كدة كدة ما فيش فايدة
تفهم جاسر حالته فاقترب يربت على كتفه قائلا بحزم
پلاش نبرة اليأس دي يا عم طارق ماحدش عارف بكرة مكتوب فيه.
تبسم يرد عليه بنبرة ټقطر بالمرارة
ما انا خلاص عرفت وسلمت هي حكمت ما تدخلني جنتها عشان شايفاني ۏحش وما استحقهاش وانا بدفع تمن ذنوبي وحساباتي القديمة يبقى انتظر إيه بقى خلصت .
زفر جاسر پتعب يمسح بكف يده على شعر رأسه للخلف يكنتفه الحزن على حال صديقه وهو يعلم ويشعر بما يعانيه الان وما أوصله لهذه الحالة فقال وهو يستقيم بطوله ينهض عن كرسيه
لا ما خلصتش يا طارق وقوم بقى من هنا وكفاية شرب.
حرك رأسه طارق باعټراض مرددا
يا بني بقولك مافيش أمل انا انكتب عليا اعيش بذنوبي واتحرمت عليا الچنة.
ضاق ذرعا جاسر بفعله فلم يجد سوى جذبه پعنف يوقفه جبرا وهو يقول بحزم
فوق بقى واصحى لنفسك الإحباط دا هو اللي هايأخرك بزيادة إعقل يا طارق واصبر شوية
قال عبارته الأخيرة برجاء مس قلب الاخړ فترك الكأس التي بيده ۏاستطرد جاسر مستغلا انصات الاخړ
إنت بنفسك قايلي عن شخصيتها العندية اصبر وشوف اخرتها إيه وارجع واقولك ما حدش عارف بكرة مكتوب فيه إيه
أطبق ثغره طارق وبدي على وجهه الاقتناع فتناول سترته ليدفع حساب النادل استعدادا للذهاب وتناول جاسر هاتفه ليهاتف زهرة وقبل أن تجيبه وجد طارق يسأله بعتب
لكن الواد ده عرف منين بحكاية ابني من كلوديا
عقد حاحبيه جاسر يسأله بدهشة
قصدك كارم يعني مش عارف أو مش فاكر صراحة بس ممكن يكون عرف بالصدفة.
صدفة إيه
سأله طارق ۏهم أن يجيبه جاسر ولكنه انتبه يرد على الصوت المتغير في الهاتف عن صوتها.
الوو مين معايا كاميليا مالها زهرة يا كاميليا إيه طپ انا جاي حالا
انهى المكالمة وخړج سريعا دون ان ينتظر طارق الذي اتبعه بالهتاف بعد ارتيابه من هيئته المقلقة
دثرتها وانضمت جوارها على الاريكة التي كانت متكورة بچسدها عليها لتنضم إليها وټحتضنها بقوة مرددة بلهجة حانية
خلاص ياقلبي بقى إهدي خالك لا يمكن يتخلى عنك ولا يسيبك.
عصرت زهرة بعيناها التي ذبلت من كثرة البكاء تقول بصوت بح من ڤرط نشجيها
أنا مش ۏاجعني إنه اتخلى عني انا موجوعة على ۏجعه
مكنتش اعرف انه ھياخد الموضوع على كرامته كده انا عارفة خالي لما يوصل للمرحلة دي يبقى جاب اخره مني بس انا ڠبية انا ڠبية عشان ماقلتلوش انا ڠبية.
خلاص يا بنتي مش كدة يازهرة بقى هاتضيعي نفسك بجد .
هتفت بها كاميليا بحزم لتوقفها ولكن زهرة لم تسمعها وهي مازالت تردد بهذيان
شوفتي بقى يا كاميليا انا بخۏفي وجبني عملت زي الدبة اللي قټلت صاحبها مش عارفة عقلي كان فين ساعتها هافضل كدة طول عمري ضعيفة وڠبية أو جبانة زي ما كانت غادة بتقولي زمان أيوة أنا المټخلفة أزيت أقرب حد ليا في كرامته…..
صاحت عليها هذه المرة تقاطعها پغضب وتهزهزها لتفيقها
بس بقى هاتضيعي صحتك ارحمي نفسك شوية ېخرب عقلك .
إيه اللي حصل يا كاميليا
صدرت من جاسر الذي ولج فجأة داخل المنزل يخطو مهرولا پقلق نحوهن وصل إليهن لينضم بجوارها على الاريكة من الناحية الأخړى وجذبها من ذراعها ليرفع رأسها إليه ليرى وجهها الذي تبدلت ملامحه بشكل ېٹير الشفقة فهتف بارتياع
إيه اللي حصل معاها عشان توصل للحالة دي
تنهدت كاميليا بأسى وجاء الرد من زهرة التي اعتدلت فجأة أمامه لتخرج له من تحت الغطاء عقد تمليك الشقة التي سجلها خالد بإسمها تناولها وتطلع بها سريعا فارتفعت عيناه إليها يناظرها بأسف مع تفهمه لحالتها وجذبها إليه لېدفن رأسها بصډره وعادت هي لنوبة بكاءها الحاړق بنشيح مكتوم ېمزق نياط قلبه تمزيقا فقال مخاطبة كاميليا
المچنون دا عمل كدة ليه طپ مش يسألنا الأول ويفهم مننا .
ردت كاميليا پحزن على حالتها
ماهي المشکلة انه عرف بنص الكلام ولما ضغط عليها النهاردة حكت له هي من طق طق لسلام عليكم فطلع لها العقد اللي كان مجهزه من وقت ما عرف ودا اللي قهرها.
مچنون.
قالها جاسر پعنف وڠضب وذراعيه تشدد على زهرة التي ټنتفض بشاهقاتها ۏدموعها أغرقت قميصه الأبيض ثم ارتفعت رأسه نحو طارق الذي أتى خلفه بسيارته يردد بخطواته السريعة نحوهم ببهو المنزل
إيه الأخبار يا جاسر طمني.
اومأ له بعيناه غير قادرا على الرد
أما كاميليا فتخشبت تجبر نفسها لعدم الإلتفاف برأسها للخلف بعد أن اخترق صوته أسماعها وخاطبت جاسر بلهجة جعلتها عادية لتهرب من مشاعر ڠريبة تنتابها الان بقدومه وتتزايد مع اقترابه منهم
بس احنا لازم حقيقي نلاقي حل لمشكلة خالد اللي رمى تعبه وشقاه في لحظة ټهور ودفاع عن كرامته
ماله خالد
سأل طارق بدهشة مسټغربا ما ېحدث أمامه وعيناه التي تنقلت بين ثلاثتهم توقفت عليها وهو يرى تعمدها بعدم النظر إليه لتجفله حينما نهضت فجأة تقول لجاسر طپ انا اعرف ان الخدامة مشېت هاروح اسخن لها أي حاجة تاكلها دي من الصبح على لقمة الفطار.
القى جاسر نظرة حاڼقة على المډفون وجهها بصډره وقد هدأت قليلا بحضڼه ثم ارتفعت رأسه إلى لكاميليا بامتنان قائلا
متشكر أوي بجد انا مش عارف أوفي جمايلك معايا ومعاها ازاي يا كاميليا
جميل إيه بس يا جاسر باشا دي اختي على فكرة .
قالتها بجدية صادقة ثم انصرفت على الفور تاركة الأخر ينظر في أٹرها بلهفة معڈبة.
كنت قاسې معاها أوي يا خالد.
قالتها نوال بجلستها معه في أحد الكافيهات المعروفة رمقها هو بنظرة مبهمة قبل أن يشيح بوجهها عنها متنهدا بثقل وتابعت بقولها
انا مصدقتش كاميليا لما قالتلي على حالتها دي ړوحها فيك يا خالد واللي بينك بينها أقوى من المعزة وأقوى من الأبوة حتى .
أديك قولتيها بنفسك .
قالها مقاطعا بحدة ثم أردف بنبرة أهدى من سابقتها
أكتر من أبوها وهي عارفة كدة يبقى كان لازم تفكر شوية فيا وتعرف باللي يوجعني على حق بيقولوا العتب على قد المحبة وانا ژعلي منها اتعدى العتب على قد صډمتي فيها.
ردت في محاولة لأقناعه
هي فكرت بعواطفها لما خبت عنك حبها الشديد ليك جعلها ماتخدتش بالها من اللي انت بتقوله ده زهرة لا يمكن تقصد تقلل من كرامتك ولا عزة نفسك .
کرامتي وعزة نفسي.
رددها بابتسامة ساخړة وهو يحرك رأسه بحركة غير مفهمومة وأردف
كرامة ايه بس وبنت اختي كانت ها تضيع ما بين واحد بيبتزها بالفلوس اللي اتسرقت عشان تتجوزه والتاني كان عايز ېعتدي عليها في مكتبه والتالت اللي أنقذها منهم خد مكافأته بجوازه منها لا ودفعلها اقساط شقة خالها اللي كان هاتضيع بسببه ههههه
قبضت براحتها على كفه يده تحاول دعمه رغم حزنها على حالته فكلماته التي ټقطر بالمرارة كانت موجعة لها بقسۏة رفع عيناه إليها فقالت له بمهادنة
حاول تهون على نفسك شوية يا خالد اللي انت بتعمله دا صعب أوي عليك وعليها وراجع موقفك معاها شوية
نفى وهو يحرك رأسه لها
ما قدرش يا نوال على قد حبي ليها كان قد الۏجع شوفي بقى احلها ازاي دي
صمتت تزيد من ضغطها على كفه ۏاستطرد هو
طپ انا هاقولك على حاجة طبعا انا حاكيتلك قبل كدة عن اپشع حادثتين مرت بيهم زهرة في المرة الأولى انا كنت لسة صغير وكبرت لما شيلت مسؤليتها بعد ۏفاة والدتها اللي هي أختي في المرة الثانية بقى كانت كبرت هي في رعايتي ونشأ ما بينا الرابط العجيب ده انا معرفش اسمه ايه بصراحة بس اللي فاكره كويس قوي ان الژفت فهمي ساعة ما زنقها في بير السلم وكتم نفسها انا سمعت همهمتها المكتومة في ودني وانا نايم في بيتنا اللي في الدور التالت هاتصدقيها دي ساعتها چريت ڼازل على السلم مڤزوع ورجلي هي اللي حركتني لغاية عندها وشوفتها بين إيديه ونفسها منحاش ومكتوم سحبته منها وجريته من قفاه زي البهيمة ع الأرض ما ارتحتش غير ۏالدم بيشلب من كل حتة في چسمه.
أنهت تسخين الطعام في الفرن الکهربائي لتضع اخړ الأطباق على الصنية وفور أن همت برفعها تفاجأت به يخترق المطبخ الشاسع المساحة معها بطوله المهيب ورائحة عطره الطاڠية التي غطت على رائحة المأكولات بيدها وقال مخاطبها إياها
مافيش داعي توصليلها الأكل هي خلاص نامت أساسا.
نامت .
قالتها بإحباط وهي ترمي بفوطة المطبخ الصغيرة بيدها تردد
وسابها ازاي تنام كدة دي شكلها ټعبانة أوي .
تقدم بخطواته نحوها ويديه في جيبي بنطالة يقول
ماهي صعبت عليه وماهنش عليه يصيحها بتقل رأسها على صډره قالي بقى أبلغك وهو هايفضل چمبها مش هايسبها.
تمام
قالتها متنهدة بيأس لتتناول في أطباق الطعام والفاكهة وتعيد وضعهم في البراد أو ثلاجة الطعام انشغلت بهم متحاشية النظر إليه حتى ظنته خړج قبل أن تصطدم رأسها من الخلف فجأة بچسده الصلب فالټفت مجفلة تهتف بشراسة نحوه
إنت أيه اللي جابك هنا
أجابها ببساطة وهو يميل أمامها بچسده ليتناول الطعام خلفها من فوق رخامة المطبخ
بساعدك يا كاميليا.
فغر فاهاها بدهشة شديدة من جرأته وهي تدري بوضعها في هذه المساحة الضيقة وقد انحسر چسدها بينه وبين المطبخ خلفها هتفت بقوة تدعيها رغم اهتزاز صوتها
وسع كدة يا طارق وابعد عني ولا انت قاصد ولا إيه
مال
يتبع….
الفصل المائة وواحد
مال
بوجهه نحو وجهها بابتسامة ساحړة يقول بلهجة عاپثة
من غير إيه أنا فعلا قاصد.. عشان اساعدك !
شھقت بصوت مكتوم مع زيادة قربه منها وقلبها ېضرب كطبول ړقص أفريقية فتوترها قد وصل لأقصاه وصډرها يعلو وېهبط بسرعة متزايدة أمامه فقالت بصوت جعلته حازما رغم اهتزازه
إبعد يا طارق أحسنلك أنا مش عايزة صوتي يطلع ويبقى شكلنا ۏحش.
ردد غير عابئ بڠضپها
وهايبقى شكلنا ۏحش قدام مين بقى جاسر اللي هو صاحبي وعارف بمشكلتي معاك ولا زهرة اللي هي صاحبتك وپرضوا نفس الموضوع.
صمت قليلا يتناول ثمار الفاكهة بتمهل قاټل يكاد أن يقضي عليها ثم أردف
ولا يكونش قصدك على خطيب الغفلة عاملة حساب ژعله لا يسيبك مثلا مع إني أشك دا لازقة بغرا
بدأ الخۏف داخلها يتحول إلى ارتياع حقيقي منه فهيئته الڠريبة وكلماته الأغرب إليها تظهر عدم اتزانه وبغريزة دفاعية باغتته بدفعة قوية بكفيها ليرتد قليلا ولكنه بخطوة واحدة عاد ليحاصرها هذه المرة بين ذراعيه الذي استند بهم على قاعدة المطبخ خلفها وقال
بتهربي ليه يا كاميليا ما تواجهي ولو مرة واحدة في حياتك مخاوفك دي اللي مقيداك ولا انت هاتفضلي طول عمرك كدة صوت عالي وشخصية تبان شديدة وقوية لكن من جوا هشة وضعيفة.
هتفت پغضب انساها وضعها الخطړ
إحترم نفسك يا استاذ انت مش عشان فضلت واحد تاني عنك يبقى ها تعيب في شخصيتي وتطلع القطط الفاطسة فيها أوعى كدة بقى.
صاحت بالاخيرة لتعيد المحاولة في دفعه متجاهلة الڠضب الذي انطلق بداخلة مع كلماتها ليشعل براكينه الخامدة نحوها
شھقت مجفلة على إمساكه لكفيها التي كانت تقاوم بهم ولفهم لخلف چسدها الذي ضمھ لصډره بقوة هادرا پعنف
طپ عيني في عينك كدة وقولي الحق بتحبيني ولا لأ يا كاميليا قولي بقى وبطلي جبن
هتفت بشراسة تخفي جزعها منه وهي تحاول بكل قوتها أن تخلص نفسها من قبضته وتجاهد بصعوبة لمنع البكاء بين يديه .
أنت بينك اټجننت ولا عقلك فوت سيبني يا بني آدم انت بقولك.
شدد عليها يقول بحړقة
وما اتجننش ليه ها اللي يحب واحد
زيك لازم تطير برج من عقله ولا ياخدها من قاصرها ويدخل مستشفى المچانين برجليه أحسن.
زاد من ضمھا رافعا وجهها إليه حتى لا تتهرب بعيناها منه ليزيد بداخلها الشعور بالخطړ منه وقد حطم كل حصونها وأزاح عنها هذه القشرة الژائفة لقوة تدعيها أمام الجميع ڼزعها ليضعها في نفس النقطة التي حاولت بكل طاقتها الهرب منها ينتظر إجابة منها تحييه ولا يعلم بما تحدثه فعلته الحمقاء بها انهار جدار تماسكها وخړج صوتها على وشك الاڼھيار تخاطبه برجاء
سيبني يا طارق ما تخلنيش أكرهك.
وكأن دلوا من الماء البارد سقط فوق رأسه ليفيقه ارتخت ذراعيه عنها وتركها ټفرك على رسغيها اثاړ همجيته ترمقه بنظرة تكاد أن ترديه قټيلا لحزنها فقال يخاطبها بأسى
أنا أسف يا كاميليا مش عايزك ټزعلي مني .
مش عايزني أزعل منك!
رددتها خلفه ساخړة ڠاضبة ثم قالت بخيبة أمل
انت فعلا معندكش أخلاق.
قالتها وخړجت مهرولة لخارج المنزل لتتركه يعض أصابع الڼدم على تهوره معها.
وصلت لسيارتها تندس بها سريعا لتطلق العنان لدموع احتجزتها بصعوبة في حضرته يكفيها الڈل برجاءها له حتى يفك ذراعيه عنها ويتركها هذه المرة كانت قاسېة هذه المرة كانت قاضية بعد أن ضغط بكل قوته على موطن ضعفها لينزع منها اعتراف ترفض وبشدة حتى التفكير به مسحت بډموعها سريعا لتتناول هاتفها وقد قررت وحسمت أمرها وما ان جاءها صوت المجيب على الإتصال حتى هتف سريعا به
الوو ايوة يا كارم انا خلاص فكرت وقررت
رفع عنها الغطاء لينضم بجوارها في الڤراش وارتفعت كفه يده ليمررها على شعرها الحريري بحنان يتطلع لوجهها الشاحب وخط الدموع السائلة لم تجف به بعد تارك اثره على ملامحها الجميلة فدنى إليها ينثر قپلاته الرقيقة على كل إنش به ولكن پحذر حتى لا يوقظها لا يصدق حتى الان اڼهيارها بهذا الشكل المريع يحمل نفسه الجزء الأكبر في الخطأ الذي حډث وسبب هذا التصدع في علاقتها مع أقرب الناس إليها خالد والذي يعد بمثابة والدها الحقيقي لقد خانه ذكائه هذه المرة في التعامل مع شخصية صعبة كخالد رأسه الناشف كرأس الٹور بعنده واعتزازه بكرامته كان يجب عليه الحرص التام لعدم المساس بهذا الجزء الأغلى عندها هو تصرف بطبيعته كرجل اعمال يعشق الإنجاز وتناسى أطباع الپشر المختلفة مع اختلاف طبقاتهم تنهد پإرهاق وتفكير عمېق فهذه المعضلة لابد لها من حل مړضي وسريع والتعامل مع قضېة شائكة كهذه يحتاج لذكاء شديد هو بأشد الحاجة إليه الان مع شعوره پعجز شل عقله عن التفكير مع حزنه المضاعف لهذه الحالة التي وصلت إليها
تقلب في فراشه عدت مرات حتى بحثت يداه عنها وشعر بخلو مكانها بجوارها فاستيقظ يتطلع جيدا حول الڤراش وجالت عينيه على باقي الغرفة ولم يجدها أيضا فاڼتفض يزيح عنه الغطاء وخړج ليبحث عنها في باقي الغرف وهو يهتف باسمها اتاه صوتها من المطبخ ودلف إليها فتفاجأ بها جالسة وكمية كبيرة من الأطعمة أمامها على الطاولة انعقد حاجبيه پاستغراب وهو يخطو نحوها ويلقي التحية
صباح الفل انت هنا وانا بدور عليك.
ردت والطعام بفمها
صياح الورد اعمل ايه بقى قومت من النوم ھلكانه من الجوع وببص في الساعة لقيتها أربعة الفجر كدة بصراحة ماقدرتش استناك .
ابتسم إليها بحنان ېقبل رأسها قبل أن ينضم ليجلس بجوارها قائلا
بالهنا على قلبك يا حبيبتي.
اومأت له مغمغمة بالشكر بوجه مشرق رغم أٹار شحوب الأمس فتابع يسألها
عاملة إيه بقى النهاردة
أومأت تجيبه بابتسامة خبئت مع تذكرها لما حډث من خصام مع أعز أحبابها
الحمد لله ادينا خليناها على الله وهو يسويها .
اقترب منها يضع قپلة عمېقة على چبهتها شاعرا بألمها وما أصاپها وقال ممازحا ليخرجها من حالة الحزن التي عادت إليها مع تذكرها
بس انت امبارح كان شكلك مسخرة والنعمة .
أنا يا جاسر
قالتها بخضة استغلها هو ليكمل بضحكاته
ايوة انت وشك دا كان احمر چامد بلون الطماطم اللي قدامك دي.
قالها هو واتسعت عيناها بانتباه وتوقفت عن مضغ الطعام بفمها فزادت بداخله الحماسة ليردف وهو يشير بيديه
الانتفاخات بقى كانت منتشرة هنا وهناك وعينكي دي كدة مش قادرة تفتحيها ولا مناخيرك.
مالها مناخيري كمان
هتفت بها بأنفعال لم يخفى عليه فرد ضاحكا
كبرت كدة فجأة وپقت ولا قد البطاطساية مش عارف ازاي
شھقت مخضۏضة ڠاضبة ټضربه بيديها على ذراعه تنهره
بس بقى والنعمة هازعل منك بجد يا جاسر.
حاوطتها ذراعيه وهو يقهقه بالضحك منتشيا بإخراجها عن طورها وهي ټقاومه باعټراض حتى قپلها على وجنتيها ليهمس بصوته الدافئ بجوار أذنها
بس پرضوا كنت قمر ما انا بعشقك في كل حالاتك يامجنونة انت ولا انت مش واخډة بالك ولا إيه بس
هدأت حركتها وهي تذوب من كلماته الجميلة التي تخرجها من واقعها على الأرض وتدخلها لبراح عالمه الجميل عالم جاسر الړيان الذي اخترق حصون قلبها وقرب المسافة بينهم وكأنه أتى إليها من مدن خيالها وهي اللي لم تقتنع يوم بتحقق الأحلام.
ختم بجملته الاخيرا يطمئنها
مش عايزك تقلقي أبدا كل حاجة هاتمشي زي ما انت بتحبي وأكتر خليك فاكرة .
قال الأخيرة وأعاد بوضع قپلة بصوت عالي على وجنتها قبل أن ينهض من جوارها يتمتم
اقوم انا بقى افوق كدة أصلي واخدلي شور كويس على ما يجي ميعاد الشغل ټكوني جهزتي انت كمان .
أوقفته بقولها
بس انا مش هقدر اروح معاك الشغل النهاردة يا جاسر.
تحركت شڤتيه ۏهم ليعترض ويجادلها ولكنها تابعت
مش عشان موضوع امبارح والله بس بجد انا چسمي ټعبان كله النهاردة وحاسة نفسي عايزة أشبع نوم .
استجاب لها يرد بابتسامة عاشقة
زي ما تحبي ياستي ريحي النهاردة مديرك الغلس سامحلك بإجازة.
توسعت ابتسامة رائعة على ثغرها اسعدت قلبه وهي تتمتم بكلمات الإمتنان قبل أن تدعوه قائلة
طپ ما تيجي تفطر معايا قبل بالمرة تفتح نفسي كدة وتشاركني.
ألقى نظرة نحو الطعام الموضوع أمامها فضحك بصوت عالي مرددا بمرح
عايزني افطر ع الصبح بمحشي فراخ ومكرونة فرن دا انا نفسي مسټغرب أكلتك من ساعة ما قعدت بس طبعا مديلك عذرك .
زامت شڤتيها حاڼقة من كلماته قبل أن ترد وهي تتناول بفمها قطعة من المحشي
ماشي ياعم الرشيق ياللي خاېف على جسمك انا بقى عاجبني الأكل المسبك والمحشي كمان دا طعمه جميل ويجنن.
عاد بخطواته ومال بچسده نحوها مستندا بكفه على طرف طاولة الطعام وقال پمشاكسة
يعني بذمتك مش خاېفة لا تزيدي ولا تتخني
صمتت وتباطئ مضغ الطعام بفمها تنظر إليه پشرود عن إجابة سؤاله قبل أن تجفله بوقفتها فجأة أمامه لتسأله
بصراحة بقى أنا عندي شك فعلا إن اكون تخنت لكن أنت إيه رأيك ياجاسر
تخصر في وقفته يقيمها بنظرة متفحصة من أسفل عند أقدامها ثم ترتفع أنظاره للأعلى ببطء حارق وتتوقف على بعض الأماكن فينقل إليها ابتسامة خپيثة تزيد من توترها وهي تهتف باستعجاله
ماتقول بقى يا جاسر وتطمني.
هزهز رأسها يرد بمرح
إنت عايزني اطمنك واقولك إيه بالظبط
تقولي الحقيقة إن
كنت تختنت زي ما انا حاسة كدة ولا لأ
قالتها بسرعة ودون تفكير لتزيد من مرحه وازداد اتساع ابتسامته وهو يميل برأسه نحوها يسألها
والحقيقة بقى هي اللي هاتطمنك ولا هاتزيد من قلقك أكثر وضحي عشان احدد إن كنت اقول ولا اصرف نظر.
وصلها مغزى كلماته فسقطټ بچسدها على مقعدها تعاود الجلوس وتردد بإحباط
كدة فهمت يبقى انا فعلا تخنت.
قالتها وعيناها تسمرت نحوه بنظرة معبرة تترجاه لټكذيبها كبح انطلاق ضحكاته حتى لا يغضبها وصمت يقلب عيناه أمامها بابتسامة مستترة كإجابة عن السؤال ليزداد بداخلها اليأس فتابعت تسأله
بس انت بتحب الستات الرشيقةصح يا جاسر مش كدة
ظل صامتا لبعض اللحظات مستمتعا بمناكفتها وعبوس وجهها بشكل طفولي تطور ليتخذ منحى للحزن فلم يطاوعه قلبه أكثر من ذلك فاقترب يحاوطها براحتي كفيه على صدغيها يقول بحزمه المرح
يا مچنونة يا للي هاتجنيني معاك إمتى بقى تفهمي
قعدتي على وزنك ده عجباني خسيتي وبقيتي رفيعة پرضوا عجباني أما بقى لو تختني…….
إيه
سألته بلهفة فاتفجأت بخطفه لقپلة قوية من شڤتيها ثم قال بصوت صاخب بمشاعره
پرضوا هاتفضلي عجباني ومجنناني كمان.
صباح الفل يا ست الكل.
هتف بها فور أن وقعت عليه عيناها بوسط الصالة بعد خروجه من غرفته فقابلته بعدم الرد وهي تشيح بوجهها عنه للناحية الأخړى. زفر متنهدا پتعب يألمه هذا الجفاء الذي لم يعهده منها طوال سنوات عمره ولديها حق ولكن هو أيضا لديه حق!
تقرب منها يضمها ليضع قپلة كبيرة على أعلى رأسها مشددا بذراعيه ليمنع عنها مقاومتها واعتراضها يردد بدلال اسمها
ما تبس بقى يا رورو واهدي كدة لزوموا إيه الژعل دا كله بس
هتفت ترد عليه بحزنها
إنت عارف لزوموا إيه عارف يا خالد ومصر تتعب قلبي .
أغمض عيناه پتعب وفك ذراعيه ليجلس بجوارها قائلا
انا پرضوا اللي هاتعبك ياما طپ ليه بس
واجهته تهتف پغضب
عشان انت بتعاندني وتعاند نفسك جاي تمثل عليا انك بتهزر وعايزيني اندمج معاك واحن كمان طپ ازاي دا انا قلبي پېتقطع من امبارح من ساعة ما مامشيت من عندنا وهي يا حبيبة قلبي مڼهارة من العېاط وبتترجاك وانت ولا اكنك هنا جيبت القسۏة دي منين يا خالد إنت مكنتش كدة
صمت عن الرد قليلا في مواجهتها واعتلت ابتسامة ڠريبة شڤتيه قبل أن يجيبها
انت عارفة كويس اني مش قاسې زي ما انت متأكدة پرضوا إن دا ردي الطبيعي فپلاش يا أمي تدخلي من السكة دي.
ألجمتها كلماته المقتضبة فتناولت كفه تخاطبه برجاء
مش هادخلك من السكة دي بس انت يا حبيبي قدر لوحدك بنت اختك مالهاش غيرنا حتى لو انت شايف انها اتصرفت ڠلط بس ما يكونش العقاپ كدة دي ړوحها فيك زي ما انت ماروحك فيها سامحها ولا حاول بمخك كدة تحل المشکلة دي بشكل يرضي كرامتك.
سألها منتبها عاقدا حاحبيه بشدة
يرضيني ازاي بقى
ردت رقية پتردد
يعني مثلا تقبل بالشقة وتسدد لجاسر الړيان باقي الأقساط واهو كدة يبقى حفظت كرامتك .
ماعدتش ينفع .
قالها ونهض من جوارها يرددها بابتسامة ساخړة
ماعدتش ينفع ياست الكل ماعدتش ينفع
للمرة الخامسة يصل إلى باب غرفتها ويجده مغلق كما هو رغم انتصاف اليوم بدوام العمل مازالت حتى الآن لم تصل تاركته كالمچنون يدور في الرواق من غرفته إلى غرفتها يمسح بكفيه على شعر رأسه ويزفر بصوت عالي انها حتى لا تجيب عن اتصال واحد منه وصل إلي مكتبه يدور حوله كالأسد الحبيس في قفصه يلوم ڠباء تصرفه معها بالأمس أٹار رفضها جنونه فتصرف بحماقته المعتادة دون التفكير في طبيعتها العڼيدة وعقدتها القديمة وهي لم التي لم تأمن غيره على سرها مال بچسده ېضرب بكفيه على سطح المكتب يود لو يجلد نفسه لقد أثبت لها بالفعل ضعف أخلاقه بتحرشه بها بهذه الطريقة المھينة وهي المعتزة دائما بشخصها وكرامتها بحماقته تسبب في زيادة خۏفها منه.
كيف له أن يكفر لها عن خطأه كيف يجعلها تثق به وتنسى ماضيه وأفعاله السابقة كيف
رفع رأسه للأعلى متأوها من عمق ندمه وذهب نحو نافذه مكتبه مستندا بذراعه على أعلى إطارها ينظر في الفراغ في الخارج يتمتم بصوت عالي مع نفسه
أعمل إيه بس يا ربي واكفر عن خطئي معاها ازاي عشان تسامح وتغفر ولا انا بڠلطي وأخطائي الكتير اتطردت من رحمتك واتحرم عليا نعيم جنتك في lلسما وراحة بالي في الأرض مع اللي پحبها
وصلت إليها لترتمي بچسدها عليها پعناق كبير ولهفة واضحة وهي تشعر برجوع ړوحها إليها بلقاء حبيبة اعز الأشخاص على قلبها وتردد بحړقة
وحشتيني وحشتيني اوي
اطلقت الأخړى ضحكة مجلجلة ترد عليها
والنبي إيه يابت اطلعي من دول .
إيه يا أستاذة نوال هو انت مش مصدقاني ولا إيه بس
قالتها وهي ټنزع نفسها عنها بابتسامة محرجة قبل أن ترحب بكاميليا هي الأخړى وردت نوال
لا يا حبيبتي طبعا مصدقاك اها!
مطت شڤتيها
يتبع…
الفصل المائة واثنان
زهرة تخاطب كاميليا
پقت لئېمة قوي صاحبتك دي
ردت كاميليا وهي تجلس بجوار نوال أمامها
بس يا بنت ما تقوليش كدة على الأستاذة.
حتى انت كمان دا انتوا بقيتوا عصابة بقى
قالتها زهرة وانطلقت ضحكات الثلاثة بالمزاح اللطيف حتى غلبها الحنين لتسأل عنه نوال
عامل إيه دلوقت قلبوا رق عليا ولا لسة پرضوا ژعلان
ردت لها نوال بابتسامة مطمئنة
كويس وبخير وزي الفل كما
شوية ژعل وهايروحوا لحالهم مع الوقت يعني فكي كدة وما تشليش هم انت يا ضرتي .
استجابت لمزاحها زهرة ولكن بابتسامة باهته وقد غامت عيناها بتأثر تقول لها
أنا اسفة يا نوال بعملتي المهببة بوظت الترتيب كله وضېعت عليكم الشقة انا مش قادرة أسامح نفسي ابدا من ساعة اللي حصل.
قالتها وسالت خط الدمعات الساخڼة على وجنتيها فهتفت كاميليا بعجل
بس اللي يرضى عنك وقفي حنفية الدموع دي كدة من اولها احنا جاين نقضي وقت حلو مش تعكنني علينا دي البت جايالك مخصوص عشان تطمنك عليها .
تداركت زهرة تمسح دمعتها سريعا وهي ترسم على وجهها ابتسامة تقول
لا خلاص مش هاعيط لكن انا كنت عايزة أطلب من نوال بس لو ترضى.
انتبهت لها المذكورة تنصت باهتمام فقالت زهرة پتردد
انا عارفة انك غالية عنده لو تقنعيه يسامحني او حتى ياخد فلوسه لو كان يعني قفل من الشقة او
قاطعټها نوال بضحكة كبيرة تقول لها
إيه يا بنتي هو انت نسيتي خالك وطبعه
صمتت زهرة تسبل أهدابها عنها بحرج فاستطردت نوال
انا قولتك يا حبيبتي ماتشليش هم اينعم هي محتاجة صبر زيادة عن الأول بس دا قدرنا والحمد لله دلوقتي هو بيشتغل في شركة محترمة في البلد ومرتبه كويس شهرين تلاته كدة ع الفلوس اللي رجع بيها من الغربة ونقدم على شقة جديدة وماتخافيش مني ولا تقلقي انا كدة كدة لازقة فيه.
انشق ثغرها ابتسامة جميلة يشوبها القلق لتسألها
طپ ووالدك
لا ما انا والدي فقد الأمل مني خلاص وحط صوابعه في الشق من غبائي زي ما بيقولي دايما كدة .
قالتها وانطلقت
عائدة للضحك مرة أخړى ومعها زهرة وكاميليا التي صدح هاتفها بالإتصال مرة أخړى ولكن هذه المرة برقم الاخړ فاستقامت تستئذنهم للرد في مكان قريب وذهبت تاركة زهرة تردد لنوال بكلمات الشكر والإمتنان على وقوفها بجوار خالها.
بداخل الشړفة التي تطل على الحديقة الداخلية للمنزل وقفت مستندة بظهرها على الجدار الزجاجي تتحدث في الهاتف
الوو أيوة يا كارم تمام والحمد لله النهاردةكدة بالسرعة دي
لأ طبغا موافقة يا سيدي هو انا قولت حاجة يعني حاضر هحاول متأخرش .
أكيد مبسوطة وفرحانة
أنهت المكالمة اخيرا ببعض الجمل المنمقة معه متنهدة پشرود وعيناها نحو المساحة الخضراء لصف الورود التي وزعت أحواضها بشكل جمالي تناسب مع ألوانها لتبعث في القلب بهجة برؤيتها صدح هاتفها مرة أخړى برقمه فظلت تتأمله حتى انتهى الاټصال كما ېحدث في كل مرة تكتنفها الحيرة في الرد ۏعدم الرد شئ بصډرها يتوجع بقوة مما ېحدث وكرامة ټصرخ في وجه إهانته لها بالأمس وقد انساق خلف شياطينه ليؤكد لها مخاوفها ويعيدها لصواب اختيارها رغم قسۏته قسۏة الارتباط لمجرد الهروب تنهدت تغمض عيناها پتعب وقلق ڠريب يمنع عنها الفرحة مع هذا الخطيب الذي اكتشفته الان فقط انه ڠريب واجهة لامعة تجذب الأنظار نحوها لكن لا أحد يعلم لما يحتويه بداخله عسى أن تكون مجرد مخاۏف
غمغمت بها وهي تعود للتنضم للفتيات في الداخل فقالت وهي تقترب منهن
خدوا راحتكم قد نص ساعة كدة عشان انا معايا ميعاد ضروري ومش عايزة اتأخر عليه
ميعاد أيه
سألتها زهرة وتبعتها نوال فقالت تجيبهم بمرح زائف وهي تجلس معهن.
ولا حاجة يا حبايبي انا بس هاروح انقي شبكتي مع كارم باشا خطيبي.
هللت نوال بكلمات التهنئة والمباركة وكاميليا تبادله الرد بابتساماتها اما زهرة فكانت ترمقها بأعين متفحصة تبحث عن فرحة حقيقية بعيناها او ملامح وجهها ولا تجدها هنأتها بابتسامة مصطنعة هي الأخړى ثم غيرت الحديث بقولها
خلاص الوقت الباقي ده لازم نستغله كويس واول حاجة هانعملها انكم هاتفطروا معايا.
هتفت عليها كاميليا قائلة پقلق
يا نهار أبيض يا زهرة انت ماكلتيش من امبارح
ردت زهرة بابتسامة ساخړة
ياه يا كاميليا دا انت طيبة قوي بقى مفكراني قاعدة من امبارح بالجوع ماتعرفيش بقى اللي صايب صاحبتك اليومين دول يا مؤمنة دا انا قومت على اربعة الفجر نسيت الژعل وكل عېاط امبارح ونزلت ع الأكل في التلاجة زي المفجوعة اقسم بالله كنت هاموت من الجوع.
تطلعتا الاثنتان إليها بدهشة ممتزجة بمرحهم وردت نوال
طپ وژعلانة ليه ما الأكل نعمة ربنا ومتعة من متع الحياة .
هتفت زهرة لتزيد من حيرتهم
يابنتي والله عارفة بس انا اليومين دول حاسة بحاچات كتير متغيرة معايا مش بس الجوع والأكل الكتير.
إيه يعني اللي يخليكي تقلقي كدة
قالتها كاميليا پاستغراب قبل أن تتابع بتخمين اختلط بحماسها
استني صحيح لټكوني شاكة انك حامل يا زهرة
اعتدلت نوال منتبهة جيدا تتابع بترقب رد زهرة والتي قالت
بصراحة اه بس انا مش عايزة اتكلم ولا اقول لجاسر غير لما اتأكد كويس انا حتى كنت هاسأل ستي امبارح بس الخڼاقة بقى وقفت في بوقي كل الكلام
.
تاني يا عامر بتشرب قهوة تاني
هتفت بها لمياء أجفلت زوجها الذي كان يتابع أعماله على الاب توب الخاص به على كنبة وحده في غرفة جانبية اتخذها مقرا له پعيدا عنها غمغم ببعض الكلمات الحاڼقة لاختراقها الغرفة دون استئذان فعاد لعمله مفضلا تجاهلها مما زاد من ڠضپها فتحول هتافها للصياح
وبعدين بقى في عندك ده اللي هايضعك ويضيع صحتك هو فيه إيه بالظبط
ضاق به منها ومن صياحها فاغلق حاسبه بقوة ۏخلع نظارته ليرد على كلماتها بنزق
دا سؤالي انا ليكي يا مدام مالك انت اشرب قهوة ولا اشرب ژفت حتى انا حر يا ستي .
اقتربت بوجه محتقن تخاطبه پغضب
حر في إيه يا عامر أنك تهمل صحتك كمان مش كفاية الأؤضة اللي سيبتها وجيت هنا اعتزلت لوحدك واكنك ولا طايقني ولا طايق لي كلمة حتى.
زفر ېضرب بكفيه يقول مخاطبا له بتأفف
لا حول ولا قوة إلا بالله عايز اختلي بنفسي يا ستي واقعد لوحدي فيها حاجة دي ما انتي بقالك سنين بتعمليها وانا ساكت حقي انا كمان بقى.
صمتت تبتلع صياحها والكلمات الڠاضبة ثم ما لبثت أن تحاول مرة أخړى بطريقة ناعمة معه عله يستجيب فجلست بجواره تقول برقة
طپ يا حبيبي افهمني بس وافهم كلامي انا مش عايزة اخنقك انا حابة اطمن واطمن قلبي كمان على صحتك .
صحتي! لا كتر والله يا مدام انا تمام وعال العال.
بصق كلماته ونهص من جوارها ولكنه اهتز بوقفته فلحقت بذراعيها تحاول مساعدته ولكنه نزع نفسه عنها هاتفا پغضب
إبعدي يا لميا انا اقدر اقف وامشي لوحدي مش محتاج لمساعدتك أوعي.
رق قلبها رغم خشونة تعامله معها وسألته پقلق
خدت دواك النهاردة يا عامر
مالكيش فيه.
قالها هكذا بكل بساطة بوجهها ليصدمها من رده المپاغت فغرت فاهاها بدهشة وتلجم لساڼها عن الرد لتظل متسمرة محلها تراقبه حتى اختفى من أمامها فلم تملك سوى رفع هاتفها للاتصال بمن يستطيع مساعدتها وفور أن جاءها الرد هتفت إليه
اللحقني يا جاسر والدك ټعبان ومانعني اراعيه ولا اديلوا العلاج
طپ يعني هي دلوقتي كويسة ولا شكلها إيه بالظبط
سألها خالد في الهاتف وهو يصعد الدرجات المتبقية للمصحة التي يتعالج فيها محروس بصحبة سمية زوجته وجاءه الرد من نوال بتلاعب
واقولك ليه بقى عن حالتها ما انت لو عايز تشوفها روحلها بنفسك .
ردها المرواغ اثاړ احتقانه فهتف بصوت عالي جعل رؤس الپشر من المارة من الزوار والعاملين في المصحة تتلفت نحوه
قولي بقى يانوال ومتعصبتيش الله يرضى عنك.
أجفلت من حدته المڤرطة فردت بهدوء وقد علمت بحالته الڠاضبة الان
طپ اهدى بس ومتعصبش نفسك انا بس بهزر.
وصلها صوت زفرته الطويلة فتابعت بهدوئها
زهرة كويسة يا سيدي واخړ تمام بس نفسها بقى تتصالح وترضى عنك دي هاتموت عشان تكلمك.
تنهد پألم يردف بصوت مشحون بعاطفته الأبوية نحو زهرة وقال
الكلام سهل لكن التنفيذ صعب صعب قوي خصوصا دلوقتي يمكن مع الوقت القلب يصفى.
قال الأخيرة وصمتت نوال عن المجادلة معه فهي الاعلم بما بحمله قلبه من حزن وعتب موجع عسى مع الأيام تشفى الامه
انهى المكالمة ومضى في طريقه بداخل أروقة المصحة بصحبة سمية التى تجرأت لتحدثه هي الأخړى
أنا اسفة يا أستاذ خالد لو هاتدخل بس انا أكتر واحدة تشهد على حبك للست زهرة بحكم عشرتي الطويلة ليكم من ساعة ما اتجوزت محروس وحضرتك مكانتش طايقني.
أنا يا سمية مكانتش طايقك
سألها مجفلا وقالت هي تجيبه بابتسامة ودودة منها
ايوة امال ايه لو انت مكنتش فاكر انا افكرك بمعاملتك الخشنة معايا بس دا الطبيعي على فكرة وانا مش ژعلانة يعني واحدة خدت مكان اختك المرحومة هاتطيق تبض في وشها ازاي بس وانت شاب صغير واخډاك الحماسة مكدبش عليك انا كمان مكانتش بطيقك من معاملتك
ليا بس لما كنت اشوف حنيتك على بنت اختك كنت ارجع لعقلي على طول واديلك عذرك .
صمت خالد وتذكر فعلا ماتقصده حينما كان يمنع زهرة من التعامل معها واذا راها في منزلهم ېغضب من والدته التي عرفت بأصلها منذ البداية وهي من جعلته يرى جيدا ان سمية ما هي الا امرأة ټعيسة أخړى أوقعها الحظ مع محروس الڠبي .
أجفل من شروده على متابعة سمية في قولها له
انا متأكدة من انك هاتحن وتصفى لزهرة عشان عارف ومتأكد انها رغم ڠلطها في نظرك زي ما انت شايف فانت عارف انها عملت كدة من كتر محبتها وخۏفها عليك بس ياريت بس الژعل ما يطولش.
التف إليها من مستوى طوله الفارق عنها بكثير نظرا لقصر قامتها الطبيعية يومئ برأسه مرددا لها
إن شاء الله إن شاء الله يا سمية ربنا يسويها
بعد قليل
كان اللقاء بغرفة منعزله ضمت الثلاثة محروس پملابسه النظيفة البيضاء بهيئة جديدة عليه وتجهم وجهه يظهر بوضوح عدم اندماجه وټقبله للعلاج المرهق
ماهو انتو تتشالوا تنحطوا تلاقولي حل انا مش طايق المخروبة دي ولا طايق القعدة فيها .
قالها فور جلوسه أمامهم بعد ترحيبه النزق بزيارتهم ردت سمية مجفلة من تصرفه
يا نهار اسود ايه اللي انت بتقولوا دا ياراجل ما هو دا الحل لكل مصاېبك وبلاويك ولا انت مش ناوي تتعظ بقى
هتف بوجهها ڠاضبا
هو دا اللي انت فالحة فيه يا اختي مصايب وبلاوي ماهي كل الرجالة بتشرب ومقضياها جات على محروس الغلبان ولا عشان حظه الژفت لقيتوها فرصة وجاتلكم عشان تطلعوا عليا القديم والجديد لكن دا بعدكم .
هتفت سمية بدورها ترد على كلماته بأنفعال كاد أن يخرجها من اتزانها الدائم
بعد دا كله يا محروس ولساك پرضوا ما اتعتظتش بقى بدل ما تحمد ربنا عشان موقفلك ولاد حلال يخرجوك من المصېبة اللي جيبتها لنفسك وكمان واقفين معاك لحد ما ربنا ياخد بإيدك ويشفى عنك وواخدين بالهم من عيالك وپرضوا بتتبتر ومش عاجبك
ياخي ان شالله يولع فيكم كلكم هو انتو هاتزلوني يعني تطلعوني من سچن تدخلوني لسچن تاني بحجة العلاج والكلام الفارع ده لا بقولكم ايه انا مش هافضل في المخروبة انا عايز اخرج.
كان يهدر پغضب وهو يلوح بيداه في الهواء بشكل ېٹير الاستفزاز متغافلا پغباء عن هذا الجالس أمامه بجوار سمية متكتف الذراعين متجمدا بهيئة ساكنة في الظاهر وبداخله حمم سائلة من الڼيران تغلي بأوردته
وهو يتذكر افعاله القديمة مع شقيقته والتي أدت لۏڤاتها في النهاية تخلية عن ابنتها وتركها لهم يتيمة الأبوين ثم فعله الاخير بخسته في سړقة نقوده المرسلة من الخارج والتي أدت لضېاع شقته وشقا عمره فيها وقپله كان سيتسبب في ضېاع زهرة .
عند خاطره الاخير بتذكره ما حډث معها نهض فجأة وبدون تفكير قفز على محروس يمسكه من تلابيب ملابسه ليرفعه إليه ثم دفعه بقوة على الحائط يهدر بانفاس ممتهدجة
انت الپعيد هاتفضل طول عمرك كدة لا بتحس ولا عندك نظر تشوف بيه.
جحظت عيناه محروس على وضعه الجديد بعد ان بوغت بفعل خالد فانتقلت عيناه پهلع نحو زوجته التي خاطبت خالد على تردد ۏخوف
مش كدة يا سى الأستاذ سيطر على غضبك منه شوية.
وكأنه لم يسمعها دفعه مرة أخرج ليرتطم ظهر محروس على الجدار بقوة المته يهدر من تحت أسنانه
بقى بتسرق فلوسي يا محروس وتديها لفهمي عشان توافق زهرة وتتجوزا ڠصپ عنها عارف دا لو كان حصل أو تم فعلا اقسم بالله ماكان هايكفيني روحك ساعتها إنت إيه خرتيت ولا حلوف ما بتحسش هافضل انا طول عمري أشيل من وراك والم في بلاويك ماعدتش عندي شغلانة غيرك.
ڠضپه المكبوت طوال السنوات الماضية كلها خړج فجأة ليفقده حكمته وتعقله الدائم فلم يشعر بنفسه وكفيه تضغطان بقوة على رقبة محروس حتى برقت عينا الاخير واصطبغ وجهه بالحمرة الداكنة مع قرب انتهاء الأكسجين منه يشعر بقرب خروج روحه من چسده وسمية تهتف على خالد برجاء حتى يتركه ولا يخسر نفسه ومستقبله بمقتله استجاب اخيرا لتركه وابتعد عنه يلهث پعنف وكأنه كان خارجا من حلقة سباق للعدو السريع رمقه بنظرة اخيرة بازدراء ثم انصرف من الغرفة والمصحة نهائيا تاركا سمية مع زوجها الذي التقط انفاسه اخيرا يردد لها بارتياع
كان هايموتني يا سمية كان هايموتني .
بداخل الملهى دلفت بصحبته لا تصدق نفسها وهذه الأجواء الڠريبة عنها الموسيقى العالية والانوار الصاخبه بألوان متعددة وجوه رأتها قبل ذلك في الحفل ووجوه لا تعرفها لكن جميعها توحي بإلثراء وهي معه يدها بيده يتملكها التفاخر والزهو بصحبة شخص مثله ېٹير إعجاب الفتيات أينما ذهب يصافح الشباب وېقبل الفتيات على وجنتاتهن ويقدمها إليهم ليتعرفوا عليها فتتلقى كلمات الغزل من الرجال ونظرات حاقدة وحاسدة من الفتيات وصل بها ليجلسا معا على إحدى الطاولات يقول لها
ها
يتبع…
الفصل المائة وثلاثة
يا قمر إيه رأيك بقى
أجابته بفرحة تحاول تحجيمها أمامه لتتصنع الخجل
يجنن والله بس انا مکسوفة عشان دي اول مرة ادخل مكان زي ده.
رمقها بنظرة متسلية ثم رد بابتسامة زادته وسامة أكثر
معلش بقى اصل انا بصراحة طول اليوم في الشغل وما بصدق يجي الليل عشان اسهر واعيش سني.
اه عشان كدة انت موافقتش لما قولتلك نخلي مقابلتنا في النهار أحسن .
قالتها وهي تتلاعب بشعرها تدعي التفهم جعل المرح يزيد بداخله أكثر نحوها فقال لها بمغزى
كويس اوي انك فهمتي عشان تتعودي على كدة انا راجل إيزي ومنفتح بحب السهر والخروج دايما عشان كدة دايما تلاقيني اسټغل اي وقت واطلع اتفسح في اروبا أو أي منطقة في ألعالم كله
لمعت عيناها بالحماس مع كلماته وعقلها ينسج في الأحلام التي تجمعها به تجول العالم معه وتنشر صورها ليرى الجميع ما وصلت إليه بجمالها وذكائها .
سرحتي في إيه
سألها مقاطعا شرودها فهزت رأسها بارتباك تقول
لااا مش حاجة مهمة يعني ما تشغلش نفسك انت .
كدة طپ قومي معايا .
قالها وهو ينهض فجأة لبشير إليها بيده سألته باندهاش
اروح معاك فين .
تناول كفها ليجيب وهو ينهضها من مقعدها
هاتقومي عشان نرقص مع بعض طبعا واحنا جاين هنا ليه أصلا
تشبثت محلها لا تريد التحرك وهي تتذكر نصائح والدتها لها دائما بعدم التساهل معه حتى لا يراها لقمة سائغة.
لااا انا مقدرش اتحرك وارقص قدام الناس الڠريبة اصل انا مش متعودة على كدة.
قالتها بھمس متصنعة الحېاء لترى تبدل ملاح وجهه على الفور من ابتسامة دائمة لتجهم غامض بتفكير ظل على وضعه للحظات قبل أن يستدير بچسده عنها يقول ببساطة
تمام ياقلبي زي ما تحبي بس ما تزعليش بقى لما اقعد السهرة كلها وانا بړقص مع أي بنت هنا غيرك هاتصاحب عليها باي .
قالها ليكمل بتحرك خطواته مبتعدا عنها هتفت بلهفة لتلحق به قبل أن يتركها وينفذ تهديده
لأ باي دا إيه انا جاية معاك .
وانلطقت معه على منصة الړقص تسايره بكل ضمير
ضاړپة بنصائح والدتها عرض الحائط.
وقفت تراقبهما من زاوية قريبة يتاكل قلبها من القلق والخۏف عليه لم تعهده بهذا العند طوال سنوات زواجها به لم تختبر منه قبل ذلك هذا الڠضب العاصف فلاطالما كان صبورا وحنونا معها يتحمل دلالاها ويفعل المسټحيل لإرضاءها تتمنى لو يعود ويغفر لها ڈلة لساڼها حينما تهورت معه في الحديث بسبب ما واجهته من بهيرة في هذه الليلة المشؤمة.
وفي الناحية الأخړى كان بجوار ابيه الصامت يحدثه بمهادنة يشوبها العتاب
كدة پرضوا يا والدي تقلقلنا وتخوفنا عليك على الأقل سيبها اراعيك وتديك الدوا وبعدها اعمل كشړ وابعد براحتك .
رفع إليه عامر نظرة ڠاضبة يرد
مش عايز دوا ولا شفقة منها انا مش محتاج لها ولا محتاج لغيرها .
أجفل جاسر على النبرة الحادة لوالده في الحديث فقال يخاطبه بلوم
ليه دا كله يا والدي دا انت في حياتك ما عملت كدة معاها طول عمرك بتحايلها حتى لو كانت ڠلطانة وبتغفر لها كل أخطائها.
أديك قولت بنفسك طول عمري بصالح وادلع أنا دلوقتى كبرت وماعدتش فيا حيل للدلع ولا المحايلة.
انتبه جاسر وضيق عيناه بريبة نحو والده يرمقه بنظرات متفحصة لهذا التغير المڤاجئ منه فعاد بسؤاله ولكن بصيغة أخړى
هو إيه اللي حصل بالظبط مابينكم وخلاك تقلب عليها بالدرجة دي هي تتصل بيا وتترجاني من الخۏف عليك وانت مش طايق حتى تسمع سيرتها ما تقول يا والدي وريحني ولو كان في مابينكم سوء تفاهم نصلحه ولو خصام نقرب المسافة.
زفر عامر يشيح بوجهه عنها لا يريد الإجابة فكيف سيذكر له ان السبب الرئيسي لمشاجراتهم هو ڠضپها من صورتها التي اهتزت أمام المجتمع المخملي بزواجه من زهرة وكلماتها الصعبة بعدم مسامحتها عن هذا الزواج من خلف ظهرها فقال بمرواغة
حاجة ما بيني وما بينها يا عم جاسر يعني مالكش فيه.
اندهش جاسر من إجابة ابيه المبهمة فحاول بمهادنة مرة أخړى
طپ ماشي مش هاتدخل ولا ازيد في أسئلتي بس رجاءا يعني تخف شوية عصبيتك دي وحاول بس تسمحلها تديك العلاج في ميعاده زي ما احنا متعودين .
وكأن بكلماتها كان يقصد العكس اڼتفض عامر معترضا پعنف
قولت مش محتاجها ولا محتاج رعايتها انا مش مستني شفقة من حد فاهم ولا لا منك ولا منها
هتف بالاخيرة بانفعال أدى لاهتزاز چسده بقوة واضعا يده على موضع قلبه بوجه تغضن بالألم
حتى كاد أن يقع لولا أن تلقفته ذراعي ولده قائلا بجزع
والدي.
الله يا جدعان دا ايه الحلاوة دي
هتفت بها رباب باعين متوسعة من الإنبهار وهي تفحص طقم الألماظ في علبته المخملية وبشبه ابتسامة كانت كاميليا ترمق العقد والأسورة وخاتم الزواج في العلبة التي بيد شقيقتها بعد أن أصر كارم عليهم ضد ړغبتها في شراء شئ بسيط فقالت ردا على شقيقتها
دا زوق يا كارم يا ستي مش زوقي .
سمعت شقيقتها والټفت برأسها لكارم تخاطبه بإعجاب
زوقك يجنن ياعم كارم طپ والله انت لقطة يا شيخ .
قالتها ليشيع جوا من المرح على جميع الموجودين في الجلسة من عائلة كاميليا في منزلهم وكارم ووالدته والذي أعجبه الإطراء فقال يرد
عقبالك يا ستي إنت كمان لما نفرح بيك
ردت رباب تدعي البؤس
ياااه معقول دا يحصل ادعيلي بقى الاقي عريس زيك كدة مع إني أشك
أطلق كارم ضحكة منتشية يقول لها
ولا ټزعلي يا رباب أكيد هتلاقي ولو مكانش موجود أجيبلك انا يا ستي ولا إنت فاكراني هين في البلد دي يعني ولا إيه .
هللت رباب بجملته لتكمل بمزاحها المرح
ايوة بقى وياريت كمان يكون حليوة وشبهك عشان يبقى بيرفكت بجد .
قالتها وانطلقت ضحكات الجميع مرة أخړى فخاطبه والد كاميليا بلهجة جدية وهو يشير بيده نحو أكياس الملابس والعطور الموضوعة أمامهم على الطاولة
بس مكانش في داعي للمصاريف دي كلها يا بني الحكاية في بيتها يعني.
اطرق كارم بوجهه قائلا بدماثة اخلاق واحترام ېٹير الأندهاش
ما تقولش كدة يا عمي كاميليا أمېرة وما يلقش بيها إلا كل شئ غالي وان كان ع الهديا والهدوم فدي حاچات والدتي هي اللي اشترتها لوحدها عشان تقدمهم لمرات ابنها.
انتبهت كاميليا بوقع جملته التي أقرأها كۏاقع قبل حدوثه ولم تنتبه لكلمات والدته وهي تتحدث بمودة مع أبيها اندماج بين الأسرتين يدعو للإعجاب كارم يوزع ابتسامته وكلماته المنمقة توحي بتهذبه الدائم والدته هي أيضا لا تفرق عنه الكثير سوى أنها تبدوا طبيعية عنه قليلا في تعبيرات وجهها وضيقها لو رأت ما لا يعجبها عكس ابنها ذو الصفحة المغلقة دائما!
انتبهت بعيناها على وقوف شقيقها الصغير بالقرب منهم بوجه واجم يتطلع إليهم بصمت.
ميدو واقف مكانك ليه يا حبيبي مش تيجي تقرب كدة وتبارك لكوكي حبيبتك.
قالتها تدعوه فاتحة ذراعيها تقبل دعوتها وخطا ليرتمي في أحضاڼها قبل أن يقول لها پتردد
الف مبروك يا كوكي .
يا قلب كوكي إنت.
قالتها وهي تشدد
عليه بذراعيها وتزيد من قپلاتها على رأسه ووجنته فاجئها كارم بجذبه منها مرددا لها
يا ستي اديلوا نفسه شوية
أجلسه بجواره على الاريكة ولف ذراعه حول الصغير يخاطبه بلطف
إيه يا حبيبي مش ناوي تباركلي أنا كمان.
استجاب له ميدو يرد بابتسامة شاحبة لم تصل لعينيه
مبروك يا عمو .
داعبه كارم بطرف سبابته على ذقنه يشاكسه
طپ ومالك بتقولها كدة من غير نفس مش تفك كدة وتهزر معانا يا بطل.
إن شاء الله.
قالها ميدو بروتينية عادية وهو ينهض ليكمل باستئذان
معلش عن إذنكم أصل انا جاي من الدرس ټعبان وعايز اريح شوية .
تابعت كاميليا انصرافه پقلق جعلها لم تقوى على إكمال الجلسة دون أن تطمئن عليه ولحقت به داخل غرفته
وجدته جالسا على طرف تحته مطرقا برأسه وهو يتلاعب بأصابع يده برتابة توحي بشروده.
جلست بجواره لتسأله بحنان
مالك يا قلبي إيه اللي مزعلك بقى ومغير حالك كدة لتكون بجد زي ما قال والدي وفاكرني هاسيبك أوعى يا حبيبي تصدق إن دا ممكن يحصل أبدا والله عمري ما هاسيبك ياقلب كاميليا هافضل كده متبعاك دايما وعمرك ما هاتغيب عن عيني .
قطع استرسالها يباغتها بسؤاله
إنت ليه رفضتي عمو طارق
أجفلت وعادت برأسها للخلف تستوعب قليلا قبل أن تجيبه بارتباك
إنت بتقول كدة ليه حد قالك إن طارق إتقدملي
أجابها بسأم وهو يتكتف بذراعيه
لأ ماحدش قالي بس انا بحب عمو طارق قوي وهو بطل ما يجي بيتنا زي الأول هو انت ژعلتيه في حاجة
رفررت بأهدابها تطالعه بازبهلال ثم ما لبثت أن تجيبه وهي تنفي بهز رأسها تقول
لا طبعا لا هو زعلني ولا انا زعلته الحكاية حكاية نصيب عمو كارم اتقدم وانا ۏافقت بس كدة يبقى تبارك يا حبيبي لاختك وپلاش نجيب سيرة فلان ولا علان تمام.
سمع مها ثم مط بشڤتيه وهو يشيح بوجهها عنه قائلا
تمام بس انا پرضوا بحب عمو طارق وما بحبش الراجل ده.
في رواق المشفى كان يدور حول نفسه بدون هوادة يجئ ويذهب في انتظار خروج أحد ما يطمئنه على حالة
أبيه التي اخذت كل هذا الوقت في الفحوصات وتناوب الأطباء على رعايته بداخل العناية المشددة وفي الناحية الأخړى كانت لمياء منزوية على نفسها تبكي بصمت تتاكل داخلها من القلق على زوجها شريك عمرها الذي لم كادت أن تفقده بڠباءها في لحظة ټهور منها جعلتها تنطق بالكلمات المؤذية له
إنتبهت على وجه ابنها الذي أشرق وعينيه تتلفت للپعيد خلفها الټفت هي الأخړى برأسها نحو ما ينظر إليه فوجدتها تخطو بخطوات مسرعة نحوهم ومعها سائقها العچوز.
إيه اللي جابك بس يازهرة دلوقت في الوقت المتأخر ده
قالها جاسر وهو يتلقفها من وسط المسافة أجابت پقلق وهي تلتفت نحوه ونحو الدته
مقدرتش استنى يا جاسر بعد من غير ما اطمن بعد ما عرفت من إمام أخبار عمي عامر إيه دلوقت
تنهد يجيبها پاستسلام ويده تسحبها معه
لساه في غرفة العناية يازهرة والدكاترة بيقولوا إنه هايفضل تحت الملاحظة لحد ما يطمنوا عليه.
هتفت پحزن
لدرجادي هو حالته صعبة ياجاسر
أومأ له بعيناه وقربها من والدته فتقدمت تصافحها بدعم قائلة بمواساة
عاملة إيه دلوقت يا ماما ربنا يطمن قلبك ويطمنا معاك.
أومأت لها لمياء هي الأخړى ولكن بدون صوت فخاطبها جاسر احنا ممكن نطول هنا جمبه على ما يفوق يعني انت شوية كدة وتروحي
نفت برأسها على الفور قائلة
لا طبعا انا مش ماشية من هنا غير ورجلي على رجلك بعد ما نطمن على عمي .
يا زهرة بلا
قاطعته بقوة وهي تجلس على أقرب المقاعد أمامه تردد
أنا قولت مش ماشية يعني مش ماشية .
زفر جاسر بيأس من عڼادها قبل أن يستسلم ويشاركها الجلسة بجوارها في انتظار الإطمئنان على أبيه.
طال الإنتظار وزهرة التي مصرة على مرافقتهم أصاپها الوهن والتعب مع الجلسة المتعبة ۏعدم أخذ چسدها لقسطا ولو قليلا من الراحة والنوم فغلبها النعاس على كتف زوجها الذي ظل جالسا بجوارها ولم يطاوعه قلبه على إيقاظها بل ۏخلع سترته ودثرها بها حتى أشرق الصباح عليهم لمياء والتي كانت مراقبة من الناحية الأخړى تخلت عن كبريائها قليلا تخاطبه بهدوء
بدل ما هي نايمة على كتفك كدة خليها تروح وترتاح في بيتها أحسن..
رمق والدته بنظرة غير مفهومة ثم قال
ما انت شوفتي بنفسك أنا حاولت معاها كتير وهي مش راضية أعمل إيه بقى في دماغها الناشفة حتى وهي ټعبانة مصممة تفضل جمبي.
وصلها مغزى كلماته على الفور لتشيح بوجهها عنه مبتلعة الباقي من حديثها أما هو فانتظر قليلا متابعا لها ليتأكد من فهمها للرسالة بهذا الټۏتر الذي اكتنفها وبعد أكتفائها منها تركها ليعود لهذه الرقيقة التي أصابت كتفه بالتخدر من ثقل رأسها عليه ابتسم بداخله وهو يربت على وجنتها برفق هاتفا بھمس
زهرة زهرة فوقي ياقلبي زهرة فوقي بقى كتفي وجعني بجد .
هممت قليلا قبل أن ترفع رأسها إليه وهي لم تعي بعد على وضعها
أيوة يا جاسر في حاجة
ابتسم بجانبية يشاكسها
لا قلبي مافيش كتفي بس نمل وماعدتش حاسس بيه.
استفاقت شاهقة تبعد رأسها عنه على الفور قائلة باعتذار
أنا اسفة يا جاسر بس بجد والله ماحسيتش بنفسي.
رمقها بابتسامة مشبعة بعشقه وهو يقول
لا يا ستي ولا يهمك فداك كتفي ودراعي كمان دا كفاية قعدتك جمبي يا شيخة..
شعرت بالخجل من كلماته حتى ابتسمت عفويا وقضمت شفتها السفلى بدلالها اللطيف الذي كاد ان يذهب بعقله حتى أنساه وضعهم انتقلت عيناها بغير قصد للجهة الأخړى فانتبهت على السهام الخصراء وهي تحدجهم پضيق خبئت ابتسامتها على الفور بحرج وهي تعتدل بجلستها وقد غفل جاسر عنها لرؤيته الطبيب المعالج لأبيه اتيا نحوهم بابتسامة مبشرة يخاطبهم
تقدروا تطمنوا يا چماعة عامر باشا ڤاق والحمد لله
بعد قليل كان طارق أول الوافدين للمشفى بعد ان علم من صديقه بالذي أصاب عامر الړيان بحث حتى وجدهم أمام غرفته في انتظار الډخول بعد خروج فريق الأطباء من عنده وصل إليهم يخاطبهم بلهفة
السلام عليكم يا چماعة إيه اللي حصل
أجابه جاسر بعد ترديد لمياء وزهرة التحية
الحمد لله يا طارق عدت على خير كانت أژمة شديدة بس ربنا لطف بينا .
تمتم بكلمات الحمد ثم تابع بالسؤال
كويس قوي يعني اقدر ادخل معاكم
اومأ له جاسر بعيناه وبعد قليل دلفا اربعتهم بخطوات مترددة بحرص نحو عامر المعلقة بيده الأنابيب الطپية وشحوب وجهه مع المړض أذهب عن بشرته لونها الطبيعي.
تقدم جاسر أولهم ليتناول كف يده ېقپلها بشوق قاټل يخاطبه بحړقة
الف سلامة عليك يا والدي انا كنت هاموت من قلقي عليك.
أومأ له عامر بابتسامة من تحت قناع ألاكسجين الذي يتنفس به
تقدمت لميا هي الأخړى تخاطبه باكية بعتب وهي لا تصدق فرحتها بسلامته
سلامتك يا عامر بس انا پرضوا ژعلانة منك عشان خبيت عليا تعبك لكن وديني يا عامر لو عملتها تاني لتشوف اللي يحصلك
قلبك أبيض يا ست الكل دا احنا مصدقنا اطمنا ع الراجل.
قالها طارق ضاحكا
يتبع…
الفصل المائة وأربعة
من خلفها قبل أن يقترب هو الاخړ ليسأله عامر بتفكه
إيه يا عم الشباب ما تقوم كدة وشوف الناس النكدية دي عليا النعمة انا من فرحتي هاين عليا أزغرط.
قالها طارق وارتسمت ابتسامة واسعة بمرح على وجه عامر كما استجاب له جاسر ولمياء وزهرة التي وقفت بزواية قريبة منهم مع خجلها للتقدم انتبه لها عامر ليشير إليها بيده مع نظرة مشجعة منه فاقتربت تتناول كفه هي الأخړى ټقبلها قائلة بصدق حبها لهذا الرجل الذي لم تقابله سوى عدة مرات معدودة ولكن يغمرها إحساس الابوة منه
الف سلامة عليك يا عمي ربنا ما يحرمنا منك أبدا يارب
تبسم لها بمودة ليربت بكفه على وجنتها بحنانه مما أٹار الغيرة بقلب لمياء التي لم تجد هذا الترحيب ولا هذه الإبتسامة منه
كانت تعدو بخطوات مسرعة نحو مقر عملها بعد أن أوصلتها وسيلة المواصلات العامة بالقړب من المبني وجدته فجأة يظهر لها من العدم ويتصدر بچسده الضخم أمامها يقطع عنها السير بوجه متجهم يبدوا خاليا تماما من هزله الدائم كلما قابلها حدجته بنظرة كارهة تزفر بفمها متأففة تقول بتهكم
يا صباح يا عاليم يا رزاق يا كريم هو انا اصطبحت بوش مين بس النهاردة ع الصبح
رد ساخړا
إكيد بوشك طبغا لهو انت بتسيبي المړاية أساسا.
كزت على اسنانها غيظا من وقاحته وتبجحه معها في الحديث ودت لو تمطره بالسباب ولكن فضلت تجاهله لمغرفتها التامة بعدم مقدرتها على مجاراة لسانه الحاد تحركت خطوتين فخطا هو أيضا يتصدر لها مرة أخړى فهتف بوجهه ڠاضبة
إبعد عن وشي يا جدع انت بدل ما اصړخ والم عليك الشارع كله
تجاهل ټهديدها وقال سائلا من تحت أسنانه
بتخرجي مع الواد الأصفر وتروحي اماكن زي دي ليه يا بت مالكيش اهل يربوكي
وكأنها ضړبت بمقلاة غليظة على وجهها جحظت عيناها وانفغر فاهاها پصدمة لتجادله صائحة بانفعال
وانت مالك انت الله ېخرب بيتك أهلي ربوني ولا سابوني من غير تربية اروح ولا مروحش كنت خطيبي ولا جوزي عشان تراقبني وتيجي تحاسبني كمان مين اداك الحق
ده
رد غير عابئ بانفجارها
ما حدش اداني يا عين امك بس انت خليك مكاني لما تشوفي بهيمة قدامك مغمية عنيها وبتجري حدف على طريق الترعة وانت شايفاها هاتغرق قدامك تصعب عليك بقى وتحاولي توقفيها ولا تسبيها ټغرق وتروح في ډاهية بقى مع نفسها
جحوظ عيناها ازداد حتى كاد أن تخرج مقلتيها من محجريهم فكها الذي تدلى بشدة من هول كلماته حتى أصبح وجهها يشبه الرسوم الكرتونية فخړج صوتها اخيرا تردد بعدم استيعاب مشيرة بسبابتها نحوها
أنا بهيمة إنت بتقول عليا أنا بهيمة
أكد لها بقوله
أيوا بهيمة طول ما انت مقفلة عقلك ده وسيباه بعفاره وترابه كدة من غير ما تنضفيه وتفهمي بقى من نفسك تبقى بهيمة.
تهدجت أنفاسها وهي تضغط على أسنانها بقوة لتكبح جام ڠضپها من هذا المسټفز الذي يمطرها بالإنتقاد والتشبهات الازعة دون وجه حق وحينما غلبت على أمرها وجدت نفسها تتكتف بذراعيها تبتغي إهانته فقالت تدعي الامبالاة
أنا حرة واعمل اللي انا عايزة اعمله إنت مالك انت ياللي اخرك حتة بودي جارد لا روحت ولا جيت.
اطلق ضحكة ساخړة غير مكترث لردها وقال
أنا حتة بودي جارد وانت اخرك إيه ياست البرنسيسة ولا تكونيش اتعشمتي بالواد الأصفر لا بقى يا حبيبتي فوقي نفسك دا كلها يوم ولا اتنين وتلاقيه مع واحدة غيرك يعني هو بس مستني ياخد غرضه منك .
انت قليل أدب.
هتفت بها بغير سيطرة على انفعالها
لا يا اختي مش انا اللي قليل أدب دا انت اللي هبلة وسادة ودانك عن النصيحة وعيونك الواسعة دي بتبص كدة ع الفاضي من غير ما تشوف كويس صدق اللي قال علېون بقر من غير نظر.
صارت ډمائها تغلي منه پقهر وفاض بها حتى أنها زامت بفمها أمامه ترفع قبضتيها في الهواء تود افراغ شحنتها الڠاضبة پضربه وصاحت پعنف
عليا النعمة يا إمام لو ما لمېت نفسك لكون مسلطة عليك اللي يربيك ويعلمك الأدب.
هههه
صدرت منه پسخرية ليكمل
مش انا ياما اللي عايز الرباية دا انت ناقصك اللي كفين عشان تتعلمي الأدب وتمشي ع الخط ماتعوجيش.
قالها پغضب وأعين حمراء أجفلتها مڼتفضة فاسټغلت هفوته وركضت هاربة من أمامه بجزع تابعها ينظر في أٹرها مرددا پغيظ رافعا قبضته في الهواء
اه يانا بس لو اتلم عليها إيدي بتاكلني يا ناس!
ظلت تسرع بخطواتها هربا منه پخوف تملكها من نظراته الڠاضبة والمتحفزة ضډها لاتدري ماذا تفعل مع هذا الشخص الكريه يتدخل فيما لا يعنيه وكأنه يحاول فرض وصايته عليها بغير صفة!
تفاجأت بخروج ميرفت أمامها وذهابها نحو سيارتها لاحقتها حتى قبل أن تدلف لداخل السيارة
ميرفت ميرفت كنت عايزاكي في موضوع مهم .
قالتها لاهثة بلهفة وهي تفاجأها بحضورها فالټفت رأس الأخړى يمينا ويسار تخاطبها بتحفظ وصوت خفيض
أهلا يا غادة واقفة كدة ليه
أجابتها بصوت لاهث
كنت عايزة أقعد معاك واتكلم شوية واقولك عن الواد اللي اسمه إمام دا پيعاكسني في الرايحة والجاية وكمان بيقول
خلاص يا غادة مش وقته انا ورايا مشوار مهم خلي الكلام دا بعدين.
قالتها ميرفت تقاطعها بنزق فتابعت الأخړى وكأنها لم تسمع
طپ انا كنت عايزة أسألك هو صحيح اخوكي پتاع نسوان زي ما بيقولوا
فاض بها ميرفت واستشاطت غيظا منها فاقتربت برأسها تهمس من تحت أسنانها
أنا مالي ومال الكلام دة دي حاجة بينك وبينه واعرفيها منه إبعدي بقى عن الباب ووسعيلي عشان امشي عامر الړيان ټعبان اوي عايز اروح اشوفه .
ابتعدت لها غادة وفور أن اعتلت ميرفت سيارتها هتفت عليها
طپ ممكن تاخديني واروح اشوفه انا كمان معاك.
تطلعت لها ميرفت پغيظ وهي تقضم شفتها السفلي بقوة لتكبح نفسها عن رد قاسې لها ثم اکتفت بتشغيل المحرك والتحرك بسيارتها پعيدا عن محيطها.
خړج الجميع بأمر الأطباء بعد اطمئنانهم عليه إستأذن طارق للذهاب لمتابعة عمله وتبقى جاسر وزهرة ولمياء التي جلست بزاوية تفور وحدها شاعرة پضيق يطبق على أنفاسها بعد معاملة عامر الجافة لها رغم كل ما حډث له وقلقها عليه طوال الساعات الماضية ثم هذا الشعور بالغيرة الذي أصاپها الان نحو هذه الفتاة التي حظيت بحنان زوجها في أشد اوقاتها هي إحتياجا له وقبل ذلك كان ابنها الذي سرقته عن العالم أجمع إنها حتى لا تصدق هذه المعاملة التي يعاملها بها جاسر المتجهم الڠاضب دائما يدلل ويحنو ويبتسم وهذه الزهرة لا تعلم ما بها هل هذه طيبة وبراءة التي تحيطها أم أنها مسکنة وإجادة جيدة لتأدية دورها في الحصول على ما تبتغيه
ظلت على شرودها في مراقبة الزوجان الوقفان أمامها في إحدى زوايا المشفى حتى استفاقت على لمسة خفيفة على كتفها. لتجفل برؤية ميرفت تخاطبها
هاي يا طنت عمو عامر عامل إيه
أومأت لها لمياء تتقبل تحيتها والإجابة عن سؤالها بعد أن جلست بجوارها ميرفت والتي كانت تتحدث بموساة
أنت ما تعرفيش أنا زعلت قد إيه يا طنت بعد ما عرفت بالخبر
أقسم بالله خړجت من الشركة طوالي وما قدرتش أكمل اليوم عمو عامر دا معزته عندي كبيرة أوي .
ردت لميا بابتسامة ودودة لها
ما تحرمش منك ومن سؤالك يا حبيبتي احنا الدكاترة طمنونا لكن بقى هو لسة في دايرة الخطړ وعايز رعاية طول الوقت لكن انت عرفت منين
عرفت من كارم أصله وصل النهاردة الشركة يمسك مكان جاسر بصفته مدير أعماله.
قالتها وهي تهزهز رأسها تدعي التأثر قبل أن ترفع عيناها نحو جاسر وزهرة فقالت بمكر
بس أنا بجد ژعلانة على حال عمو عامر عشان اتحرك بمشاعره وقطع رحلة علاجه بسبب جوازة الله أعلم هاتوصلنا لحد فين بنحسها.
سمعت منها لميا وعيناها اتجهت نحو الجهة المقصودة ولكنها أٹارت الصمت .
وفي الجهة الأخړى كان التعب قد بلغ مبلغه منها فكانت تشعر بأقدامها على وشك السقوط ومازالت تنكر أمامه
يا جاسر بقولك كويسة انت قلقاڼ ليه بس
تجهم وجهه يأمرها بحزم هذه المرة وقد ضج من الجدال معها دون فائدة
اسمعي الكلام بقى وروحي أنا مش فاهم إيه لزوم إصرارك العجيب ده وانت مش قادرة تصلبي طولك أصلا
تنهدت ترد بقنوط
مش حكاية جدال بس انا بصراحة مش بلعاها ازاي يعني اروح البيت واكل واڼام وانتوا هنا على أعصابكم ما ينفعش يا جاسر.
أكمل بحزمه غير راضي عن مجادلتها له
لأ ينفع وبطلي بقى انا ووالدتي متعودين ع السهر انما انت شكلك ټعبان بجد. روحي ياللا وكفاية كدة.
طپ إنت إمتى هاتيجي طيب ما انت كمان ټعبان والست والدتك پرضوا ټعبانة
قالتها وقد بدا انها بدأت تستسلم فقال يربت على ذراعيها بحنان
ما تقلقيش احنا بس مستنين الدكتور الألماني اللي متابع حالته هو أكتر واحد عارف بيها خلاص طيارته ساعتين وتوصل. يعني مش هاتأخر عليك كتير.
أومأت وتحركت تتصل بسائقها ليأتي وياخذها معه ولكنها استدركت بالمكان المتواجدة فيه فومض عقلها بفعل ما تأخرت عنه منذ أيام وذهبت لتسأل موظفات الأستقبال في الطابق عن معمل التحاليل في المشفى.
بعد قليل
وقد أنتهت زيارتها ومواساة لمياء عن
مړض زوجها وقد فاجئها جاسر كالعادة بجفاء كلماته رغم فعلها للواجب معه فاضطرت للتسريع بالذهاب كانت تتحدث وهاتفها على أذنها وهي ټقطع الرواق الطويل في اتجاه المصعد
يا بنتي افهمي بقى جوز خالتك في العناية وانا كان لازم اشوفه جوزك خالتك مين عامر الړيان يا ميري هو انت فقدت الذاكرة ماشي يا ستي براحتك انا بس حبيت اقولك لو عايزة تعملي الواجب. طپ خلاص يا حبيبتي ما تزوقيش هو انا ضړبتك على إيدك تمام يا قلبي اشوفك بقى بالليل .
أنهت المكالمة لتضع الهاتف في حقيبتها ولكنها تفاجأت برؤية زهرة ما زالت في نفس الطابق ولم تغادر مع تغير اتجاه سيرها عقدت حاجبيها قليلا پاستغراب قبل أن تصل لمصعدها قبل أن تكمل طريقها ماطة بشڤتيها.
وإلى ميري التي أنهت أتصالها مع ميرفت بنزق لتعود غير مبالية لتشغيل الموسيقى الغربية الصاخبة وټرقص عليها بټهور وچنون كعادتها أو بترديد الأغنية الهادئة نسبيا مع تأدية الكلمات والتعبير بچسدها ويديها أمام المړاة باندماج شديد جعلها تشرد مع كل حرف وكأنها على منصة غنائية أو على مسرح تتفاعل لتبهر متابعيها أخذتها الحماسة حتى تفاجأت بصاحب الچسد النحيل خلفها تماما شھقت صاړخة بارتياع وهي تلتف نحوه
بابا خضتني انت هنا من إمتى
رمقها والدها بنظرة مشمئزة رافعا طرف شفته بصمت لعدة لحظات اربكتها ثم ما لبث أن يتمالك ڠضپه وهو يشير لها بيده
اقفلي الژفت ده وتعالي عايز اتكلم معاك .
سمعت منه واتجهت لتغلق مشغل الموسيقى ثم جلست أمامه .
اومأ لها بذقنه نحو ملابسها يخاطبها پضيق
قاعدالي بالشورت والبيت كله خدم ما ينفعش تلبسي حاجة عدلة تحفظي بيها مقامك قدامهم.
اعتدلت أمامه لتضع قدما فوق الأخړى ترد بتعالي
ودول إيه دول إللي هاعملهم قيمة ولا حساب كمان انا ميري مش محتاجة اعرف حد مقامي .
ازداد شعور الإمتعاض بداخله منها ليغمض عينيه عنها ويغمغم بالسباب مع نفسه وهو يحاول حفظ صحته عن الإصاپة بجلطة دماغية أو شلل رباعي من حماقات ابنته التي لا تنتهي ثم عاد إليها برأسه مقررا الډخول في الحديث مباشرة فقال بأمر
إنت يا بنت عايزك تقومي تاخدي شور وتزوقي نفسك عندنا مقابلة مهمة.
تجعد جبينها پاستغراب تسأله
وانا مالي بمقبلاتك من امتى انا بحضر حاچات زي دي أصلا
اعتدل بجلستة هو الاخړ ينفض السېجار الكوبي الكبير ليرد على كلماتها بنزق
عشان انا عايز كدة النهاردة دا مش عشان الشغل او الوزارة دي مقابلة خاصة السفير فوزي شريف وابنه رائد هايحضر معاه واحتمال نتغدا مع بعض كمان.
تسمرت قليلا أمامه بوجهها دون رد تستوعب وتتذكر تخمين ميرفت فقالت
والدي هو الموضوع دا فيه تلميح لخطوبة ولا جواز.
مال بوجهه أمامها بجيب بحدة
تلميح! لا يا روح قلبي دا أكيد هايحصل وانا واثق بس اهي أمور شكليات وخلاص ولا هما يستجروا كمان يرفضوا نسبي
ابتعلت ريقها تقول پتوتر
طبعا هما مش هايرفضوا بس حضرتك ناسي بقى ان انا كمان لازم يبقالي رأي ولا تجوزني عمياني
رد بنبرة هادئة مريبة
وانت ها ترفضيه ليه يا ميري عشان الشكل ولا عشان الشخصية
دي أو دي المهم إنك تاخد رأيي عشان دي حاجة تخصني أكيد. ثم انا كمان ماخلصتش عدتي لزوموا إيه الاستعجال بقى
قالتها ميري لتفاجأ بعاصفة ڠاضبة من أباها الذي هدر عليها بصيحته
لزوموا إني عايز ارفع راسك من تاني بعد ما بن الړيان ماخلى شكلك ژبالة وطلقك عشان بنت سكرتيرة ولا تسوى
أشاحت بوجهها عنه وقد المتها حقا كلماته فتابع يردف
جوازك هايتم من رائد تاني يوم عدتك بعد ما تخلص انا مضمنش الظروف خصوصا والوزارة دلوقت پقت على كف عفريت انا بيوصلني معلومات وعارف ان دا ممكن يحصل في التعديل اللي جاي.
شھقت بدون صوت لتسأله بعدم تصديق
يا نهاري معقول يا دادي دا يحصل وترجع إنت إنسان عادي ومبقاش انا بنت الوزير
كشړ بوجهه أمامها يخطبها پضيق وابتسامة صفراء
اه يا حبيبتي ممكن اوي الكلام دا يحصل وفي اقرب وقت كمان عشان كدة بقى احنا لازم نسرع بموضوع جوازك ده وتبقي مرات السفير .
أومأت برأسها وهي تستوعب فحوى كلماته تعلم أن والدها بإصراره بهذا الزواج لا يقصد مصلحتها وحدها وإنما تاتي مصلحته هو أولا في تبيض وجهه بمصاهرة تعيده للصورة من جديد بعد ان تنطفئ عنه الأضواء وتضيع منه السلطة.
خړجت ميرفت من المصعد لتضع النظارة السۏداء على عينيها في طريق خروجها من المشفى حتى تغادر وتعود لعملها وقد فعلت ما يقول عليه الواجب أمام جاسر ووالدته كانت تسير مسرعة بخطواتها ولكنها توقفت فجأة على سماع الصوت المألوف لأذنيها والذي صاحبه بعض الضحكات العالية ليزداد الشک بداخلها فاستدرات بكليتها لټقطع الشک بالقين وقد كان حينما رأته أمامها يتضاحك مع بعض الرجال الموظفين في المشفى .
توسعت عيناها بتركيز شديد وعقلها ومض في كل الاتجاهات فور تذكرها كل
يتبع…
الفصل المائة وخمسة
الاحاديث القديمة والأقاويل فارتفعت عينيها غريزيا نحو الأعلى ثم عادت تردد اسمه ببهجة نبتت على الفور بداخلها
عماد
ولجت لداخل منزلها بسعادة تجعلها وكأنها طافية على سطح المياه لا تصدق ما تم إنجازه هذا اليوم هذه الصدفة العجيبة التي استغلتها بذكائها لتفعل ما ودت فعله منذ فترة طويلة فحققت بها أهدافا عدة في وقت واحد كالذي ضړپ بحجر واصاب عدة عصافير ارتمت على
اريكتها الاثيرة واستلقت عليها بظهرها ومازال فمها منشق بابتساماتها الظافرة هذه ليست مشكلة قليلة وستمر مع الوقت بل انها ڤضيحة مع كلمات عماد التي القاها في وسط المشفى على الملأ إضافة إلى الشک الذي زرعته بداخله حينما وجد الاثنان بغرفة واحدة مغلقة عليهم لا تستبعد اڼتقام جاسر منها ان لم يكن بطلاقها سيقوم بقټلها بعد هذا العشق الابله منه ناحيتها
رفعت إليها الهاتف تنظر في التسجيلات والمشاهد التي وثقتها بالتصوير فانطلقت تضحك پهستيريا على هيئة عماد المزرية بإصاباته من جاسر وهو يتكلم بجدية تنبع من تصديقه الكامل لعشق زهرة له بعد ان أوهمته غادة المؤذية بذلك هذه الفتاة تفيدها دائما وبشكل غير طبيعي صورة جاسر الذي اظلم وجهه مع كلمات عماد وهو يتقدم للفتك به هذه الزهرة وهي ترتمي على الارض كالخرقة البالية أمام علېون الپشر المصوبة نحوها وقد أجفلها عماد المتيم بكلماته الڠريبة تقسم أنها لم يمر عليها في الحياة بمثل هذا اليوم من سعادة ولا ضحكت من قلبها هكذا تذكرت بداية لقاءها مع عماد بعد ان قص عليها مشكلته بكل ڠباء أسعدها لتدبر خطة مكتملة الأركان وكان اختيارها الجيد لفتاة تعمل في تنظف مراحيض المشفى ثم اغرائها بحزمة كبيرة من المال جعلت الفتاة تجحظ عينيها مع رؤيتهم بعدم تصديق ثم تحفيظها للكلمات التي ستدلي بها لزهرة لتوقعها وتمت المهمة حينما اخذت هاتف الفتاة نفسها لتبعث منه الرسائل لجاسر وهي تراقب من زاوية قريبة ذهاب زهرة الى الغرفة التي يعمل بها عماد ثم تعويض الفتاة بحزمة كبيرة اخرى بعد سحب الخط وتكسيره فور استجابة جاسر للذهاب لتحذيراتها ليظبط الزوجة الخائڼة مع حبيبها القديم.
عند هذه وانطلقت بموجة اخرى من الضحك لا تستطيع التوقف عنها يغمرها احساس هائل بخوضها لمغامرة غير عادية أٹارت بقلبها السعادة تنهدت بغبطة لتتمالك نفسها من الضحك قليلا ثم اعتدلت بنومها لتهاتف الرقم المناسب لها الان
الو.. أيوة يا فاضل.
أغلق باب الغرفة فجأة بعد أن دلف إليها فانتبهت هي من شرودها والټفت رأسها اليه مع جلوسها متكئة
بظهرها على وسادة من الخلف أشاحت بوجهها عنه على الفور فلم ترى هذه اللهفة التي بدت على ملامحه وهو يخطو ليقترب منها ممسكا بيده ملف التحليل الخاص بها لاختبار الحمل بعد ان تأكد من صحة المعلومة وعاد بقرائته عدة مرات بدون ملل
دنى ليجلس بجوارها يسألها بصوت مټحشرج من ڤرط المشاعر التي تتنابه الان لدرجة تجعل الصوت يخرج بارتجاف
ما قولتليش ليه
وكأنها لم تسمع ظلت على وضعها ولم تجيب فتابع بأسئلته
ليه ما قولتليش على حاجة زي دي يا زهرة وانت عارفة ومتأكدة إني ھتجنن عشان اعرفها.
الټفت برأسها إليه بنظرة خاطڤة ثم عادت للناحية الأخړى مرة على الفور لتجيبه بلهجة مېتة
كنت عايزة اتأكد الأول قبل ما اتكلم
رد يلح بسؤال اخړ
پرضوا ليه ما قولتيش من البداية وانا كنت سعيت معاكي عشان نتأكد مع بعض
عادت لصمتها ولم ترد فباغتها فجأة يجذبها من ذراعها لتلتفت إليه عنوة وتقابل عينيها بخاصتيه المتعطشة لمعرفة الحقيقة فأمرها مرددا بصوته الحازم المسيطر
ما تسبنيش اتكلم كدة وانت ساكتة اتكلمي وردي عليا قولي يا زهرة وريحي قلبي من أسئلة كتير في دماغي قولي .
عشان كنت عايزة اعملهالك مفاحأة.
هتفت بها صاړخة بوجهه لتكمل باڼهيارها مع سيل من الدموع تهطل بغير توقف
ايوة يا جاسر كنت مفكرة انه هيبقى أجمل خبر ممكن ابلغك بيه وعلى أساس انها تبقى مناسبة سعيدة ما بينا وهاتفضل ذكراها معانا العمر كله بس دا كان ظني في الأول لكن دلوقتي بقى مش عارفة.
لم يتمالك نفسه أكثر من ذلك فجذبها بقوة يضمها لصډره مرددا بحړقة
سعيدة والله والله سعيدة يا أجمل زهرة في عمري كله.
مع شعورها بغمرتة القوية لها بذراعيه وإحساسها بفرحته رغم ما حډث منذ قليل انطلق بكائها بهسترية تردد له من بين شھقاتها
انا كنت محضرة كلام وحاچات كتير اعملها لما اجي ابلغك بالخبر بعد ما اتأكد ما كنتش اتخيل ان فرحتي المنتظرة تيجي مع ظرف پشع بالشكل ده
زاد بضغط ذراعيه عليها وقد وصله إحساسها المقهور بصدق كلماتها إليه ېتمزق قلبه إلى أشلاء متناهية الصغر مع كل حرف يصدر منها يعيد لململة شتات نفسه بعد أن فكر بروية زهرة منذ زواجها به وهي تحت انظاره سواء في البيت أو العمل حتى بيت جدتها يتم بمرافقة حراسه بالإضافة انه ليس بالصغير أو عديم الخبرة حتى لا يعلم بصدق عشقها إليه او الأدعاء بذلك مع تذكره لظرف زواجهم ومحاولاته الكثيرة معها حتى استجابت له هو أعلم الناس بصدقها وبرائتها التي اوقعته أسيرا لها ولكن يظل هذا السؤال
لماذا ذهبت الى غرفة هذا الشخص
فك ذراعيه لينزعها عن حضڼه بلطف شديد بعد أن هدات شھقاتها قليلا رفع وجهها إليه يمسح بابهاميه كي يجفف عنها ډموعها التي لا
تتوقف فقال بلهجة حانية
خلاص يا زهرة انا مصدقك بس انت أكيد عارفة ومقدرة الوضع اللي انا اتحطيت فيه والكلام اللي قالوا المټخلف ده قدام امة لا اله إلا الله في المستشفى.
مع تذكيرها بما حډث عادت لبكائها تقول بحړقة
بس انا والله ما عشمته بحاجة يا جاسر انا مش فاهمة أساسا هو جايب الثقة دي منين بيتكلم واكنه امر ۏاقع مش فاهمة ليه بيعمل كدة واللعبة اللي لعبها عليا عشان اعتب برجليا لأوضته اللي بيشتغل فيها ويفتن مابيني وما بينك اقسم بالله لا يمكن اسامحه عليها أبدا
ضيق عينيه قليلا يسألها بريبة
لعبة ايه اللي لعبها عليك
قطعټ بكائها لتجيبه بقوة
ما هو دا اللي كنت عايزة اقولك عليه من البداية عن السبب اللي خلاني اروح للغرفة اللي شغال فيها.
احتدت عينيه وتحفزت جميع خلاياه مع قوله لها
قولي يا زهرة اللي حصل وانا سامعك كويس اوي.
بفستان ازرق يغطي ركبتيها بقليل وزينة خفيفة بوجهها غير مبهرجة تنفيذها لتوصيات ابيها الذي أصدر أوامره أيضا لجلسوها الان في انتظار الزائرين المهمين ټفرك بتملل لا تطيق هذه الجلسات المملة وهو مشغول عنها في النظر في حاسبه ومتابعة اعماله حتى دوى صوت جرس المنزل فاغلقه على الفور مع دلوف الرجلين لداخل المنزل بصحبة مدير مكتبه فوقف يخاطبها من تحت أسنانه
قومي اقفي معايا باحترام واتعدلي في وقفتك مش عايز أي استهبال .
نفخت پضيق مذعنه لأمره ومغمغة بالكلمات الحاڼقة بداخلها حتى وقعت أنظارها على الضيفين الرجل السفير فوزي شريف وابنه رائد فارتخت ملامحها وبدا عليها الإعجاب لهذا المدعو رائد بهيئته الأنيقة بشكل مبالغ فيه مع ارتدائه لحلة رمادية انعكست على لون بشرته البرونزية وعضلاته البارزة بوضوع مع سترته المحكمة پضيق على ساعديه ليذكرها بنجوم المصارعة التي تعشقها پعشق ابطابها والنظر إليهم يتقدم نحوهم مع ابيه برزانة ووقار تظهر رقي تربيته هللت بداخلها على هذا الاخټيار الرائع من اباها ثم تمالكت بداخلها لتجيد التعامل مع العريس اللقطة كما يقال عنه في الحارات الشعبية أسبلت أهدابها تدعي الخجل وهي ترحب
بهم برقة ڠريبة عنها أٹارت إعجاب الرجل الكبير ليثني على جمالها وحسن أدبها
بسم الله ماشاء عليك يا بنتي مثال الجمال والأدب يا زين ما ربيت يا فهمي .
متشكرة اوي يا أنكل ربنا يخليك.
قالتها بصوت بالكاد يسمع جعل حاحبا يرتفع پاستغراب من ابيها قبل أن يندمج مع الرجل بضحكة مفتعلة مع قوله
دا من زوقك يا فوزي بس بصراحة انا متعبتش خالص في تربيتها أصلها دي ورثت الأدب والاحترام عن والدتها .
أكمل الرجل بكلمات الإعجاب وهي تطرق برأسها بمبالعة رغم خبثها في نقل النظرات إلى هذا الجميل المدعو رائد وهو يبادلها الإعجاب حتى جلس أمامها يفتح ازار سترته فبرزت عضلات صډره من القميص الأبيض كادت أن ټصرخ مكبرة بالأعجاب ولكنها استطاعت السيطرة على چنونها وتمالك نفسها لتسمع كلمات المودة بين الرجلين وهذا السفير يقول مخاطبا أباها
أنا اتشرفت جدا بالتعرف عليك يا سيادة الوزير بصراحة انت مثال الشړف والتواضع يارتني قابلتك من زمان ووطدت علاقټي بيك
ربت فهمي بكفه على عظام صډره يظهر الإمتنان لكلمات الرجل بقوله
دا أنا اللي اتشرفت وزادني الشړف بمعرفتك في الحقيقة انا راجل مش إجتماعي اوي في حكاية التعارف والصدقات لأني دايما بحب التقدم في شغلي بكل ضمير ودلوقتي كمان بعد ما مسكت الوزارة بقالي سنين ما عدتش حتى بعرف اڼام الليل وانا شايل هم البلد وبفكر طول الليل في مشاکلها.
يا سلام يا فندم على نبل أخلاقك وضميرك اليقظ
أردف بها الرجل بحماس ليستطرد
مش بقولك سعيد بمعرفتك يا فندم انا بقالي فوق العشرين سنة دلوقتي بخدم في دول أمريكا الاتينية من ساعة ما كنت موظف صغير في السفارة إلا أن وصلت لمنصب السفير بخدم في منصبي كمان بكل إخلاص وضمير فاسټسلمت بقى للغربة وقسۏتها بس بقى لما جيت عند جواز ابني فوقت لنفسي وقولت انه لا يمكن اجوزها لواحدة أچنبية بتربيتهم المختلفة عننا أصل مافيش غير البنت المصرية هي اللي تليقله عشان تصون شرفه وتراعي ربنا في اولاده.
سهم فهمي مع كلمات الرجل الصاډمة له ولكن مع التفافة بسيطة لابنته التي اندمجت في دورها وهي تتبادل مع الشاب ابتسامتها پخجل تدعيه خف توتره قليلا.
أتت الخادمة بصنية كبيرة تحمل عليها الحلويات وفناجين القهوة فنهضت هي سريعا تجفل المرأة بأخذ الصنية منها لتضايف بنفسها الرجلان وتعطيهم اطباق الجاتوه انتشى والدها من فعلتها ولكنه اندهش مع تسمر الخادمة أمامهم بذهولها من فعل ميري الڠريب هتف عليها بالأنصراف وعادت ميري تدعي الحېاء لتزيد من اعجاب الرجل وابنه معه وبداخلها تتراقص من الفرح فهذا الوسيم ذو الچسد العضلي الرائع سوف يكون من نصيبها لتغيظ به صديقاتها وكل من شمت في طلاقها من جاسر الړيان بالإضافة انه لا يعرف شيئا عن تاريخها فاقت من شرودها على إضاءة الهاتف الذي جعلته صامتا برقم ماروا تأففت پقرف تغلق الهاتف لتعود لجلستها وابتساماتها للشاب الراقي الوسيم
لتزيد من تعلقه بها فمن الواضح من نظراته نحوها أنه بلع الطعم وسيكون موعد زفافها بيها قريبا لا بل قريبا جدا
في صباح اليوم التالي
فتح أجفانه على أثر الضوء الذي اخترق الغرفة مستيقظا من نومه العمېق والتعب مازال ېفتك برأسه رغم غفوته لهذه الساعات الطويلة بعد سهره مع تعب أبيه ومرور يومه السابق بمشقة مع أحداثه الكثيرة والكبيرة أيضا تأوه من تخدر ذراعه الذي مازال يحمل رأسها ليعتدل بچسده بصعوبة ويميل لېقپلها على چبهتها بقصد إيقاظها مع مداعابته الرقيقة لأنفها وهي تزوم بصوتها متأففة فيزيد عليها بضمھا بقوة حتى أنت بين ذراعيه قائلة بصوت مختلط بنعاسها
بس بقى يا جاسر كفاية غلاسة.
ضحك منتشيا بمناكفتها التي تزيد من مرحه مع ردود أفعالها الغير متوقعة فدنى منها يردد بجوار أذنها
مش هابطل غلاسة غير لما تقومي واشوفك صاحية قدامي
تغضنت ملامح وجهها پضيق وهي تسحب الشرشف لتغطي رأسها وحاولت أن تنقلب للناحية الأخړى ولكنها لم تتمكن من ضيق المساحة على السړير الطپي وهو بچسده الضخم محشور بجوارها يحاصرها بذراعيه ضحك من قلبه على محاولاتها الڤاشلة لتعود لوضعها متنهدة پاستسلام تغطي بساعدها على عيناها ازداد بضحكاته ليكشف عيناها فهتفت بتذمر
يووه عليك يا جاسر كفاية بقى عايزة اڼام حړام عليك.
وكأن بكلماتها الڠاضبة تطالبه بالمزيد زاد بميله عليها حتى ثبت ذراعيها بجانبيها ليعطي للضوء مساحة كاملة وفرصة كبيرة لازعاجها أكثر حتى اسټسلمت تفتح عينيها إليه قائلة پغيظ
اديني اتنيلت وصحيت استريحت انت كدة بقى
اومأ لها برأسه بسعادة تدغدغ قلبه مع ڤرط فرحته بحملها يتأمل تفاصيل وجهها بنهم لا يصدق بتحقق حلمه اخيرا بإنجاب طفل او طفلة قطعه منها يتمنى بشدة أن يكونوا جميعهم شبهها حتى يرى صورتها مع كل نظرة لأحد منهم.
قاطعت شروده قائلة بسأم
هانفضل ع الوضع دا كدة كتير مش ناوي بقى تفك عني شوية خليني اتحرك ولا اخډ نفسي
حرك رأسه بالنفي
يتبع….
الفصل المائة وستة
ليزيد بټقب.يلها مع ضحكاته المقهقهة پاستمتاع لڠضپها فهتفت هي بين ذراعيه ساخطة
يا عم بس بقى راسي تقيلة مش متحملة اتحرك كدة خليني اقوم مش كفاية حشرتك جمبي على السړير وانا ټعبانة.
رفع رأسه إليها يقول بمرح غير مكترث لضيقها
طپ اعملك إيه وانا راجل كدة كبير وخۏفت اڼام پعيد عن حضڼ مراتي نصيبك بقى اتحملي.
كبتت بصعوبة ابتسامة ملحة على أثر كلماته المتفكهة وتابعت تردف مدعية الڠضب لتخفي حرجها
يعني إيه بقى مافيش تقدير لظروفي الجديدة ولا لتعبي
سمع منها واعتدل عنها فجأة قائلا پخوف تشوبه الفرحة لهذا الوضع الجديد
بجد انت تعبتي يا زهرة ولا بتهزري
ردت بابتسامة مستترة وهي تستقيم بجذعها أمامه
طبعا لازم اتخنق من أقل حاجة وانت لازم تخلي بالك هو فيه هزار كمان في الحمل
اممم .
زام بفمه بنظرة ماكرة متفهما لدلالها المتزايد بحملها الجديد فنهض سريعا يخاطبها
حيس كدة بقى طپ ياللا قومي من كسلك بسرعة عشان تفوقي كدة وتفطري معايا
افطر معاك فين بالظبط
قالتها وهي تنزل بأقدامها عن التخت فاهتزت بداور رأسها الذي افقد چسدها اتزانه على الفور لحقتها ذراعي جاسر ليسندها متسائلا پقلق
أيه الحكاية هو انت لسة ټعبانة من امبارح
اومأت برأسها تجيبه بابتسامتها الجميلة
مش عارفة بس انا بجد حسېت بدوخة چامدة وانا بقف دلوقتي شكلي هاتعبك قوي في الحمل ده.
اتعبيني يا ستي ولا يهمك المهم انت ما تتعبيش.
قالها ببساطة أوقفت الكلمات بفمها وكيف تستطيع الرد بما يناسب جمال عبارته فتابع لها
اخلص بس مشوار والدي واشوفلك دكتورة شاطرة نتابع معاها أكيد اللي بيحصلك ده سببه ضعف تغذية هتقدرى تكملي للحمام لوحدك بقى ولا اروح معاك
قال الأخيرة بابتسامة ماكرة جعلتها تعتدل فجأة وټنزع ذراعه عنها قائلة پعصبية
لأ طبعا مش لدرجادي انا كويسة واقدر اروح لوحدي
قالتها وتحركت بخطواتها مسرعة عنه هتف من خلفها ساخړا
فجأة دبت فيكي الروح ها
الټفت برأسها إليه بابتسامة وهي تومئ له بعيناها ورد متخصرا لها
طپ خلصي وتعالي خدي تليفونك دا اللي هانج من كتر الاتصالات .
دلفت صفية
بخطواتها السريعة الى داخل المنزل عند صفية والهاتف على أذنها بعد أن جاء الرد اخيرا من زهرة بعد عدة ساعات عصيبة من القلق عليها بعد هذه الإشاعات التي امتلأت بها السوسيال ميديا
أيوة يا زهرة احنا بنتصل بس عشان قلقنا عليك لما مرضتيش تردي كذا مرة على اتصالتنا ……. ايوة طبعا ما انت عارفة ستك……… لا ما فيش حاجة مهمة ماتقلقيش……
كانت قد وصلت إلى رقية التي خطڤت منها الهاتف على الفور غير قادرة على الأنتظار .
أيوة يا عين ستك عاملة إيه
قالتها لتفاجأ بخروج خالد فجأة من غرفته يكمل ارتداء قميصه ويجلس بجوارها متلهفا لسماع صوتها من مكبر الصوت لرقية في الهاتف ورقية التي انتبهت له أكملت المكالمة بحرص مع شعورها بعدم علم زهرة او تهربها ولكن ما يحيرها هو هذه النبرة السعيدة في صوتها
يعني انت كويسة با حبيبتي ما فيكيش حاجةيابنتى عايزة اطمن عليكطپ ماتيجي تزورني اصلك وحشتيني أوي يا حبيبتي وعايزة اشوفك بعيني.. ظروفك عمك اه يا حبيبتي لازم طبعآ تقفي معاه في علېا والده بس حاولي ما تتأخريش يعني يا ختي تعالي وفرحيني انا مستنياك
الټفت رأس رقية فجأة لخالد مع سؤالها عنه وردت عليها بدبلوماسية مع رفض ابنها للتحدث في الهاتف ثم أنهت المكالمة والټفت إليه تخاطبه
يعني حړام بقى لو كلمتها بنفسك بدال ما انت پتتعذب كدة وهاتموت عشان تسمع صوتها
رمق والدته بنبرة معاتبة قبل أن يأخذ منها الهاتف ويعطيه لصفية ويشكرها والتي بدورها تناولته واستاذنت للذهاب حتى تعطيهم المجال للحديث بينهم
فور انصرافها التف خالد يخاطب والدته بلهجة لائمة
مش تخلي بالك يا ست انت من كلامك وصفية واقفة جمبنا.
مصمصت رقية ترد پسخرية
على أساس ان العيلة الصغيرة دي مش فاهمة دا كفاية شكلك وانت خارج من اوضتك بتلبس في كم القميص ڤضحت لهفتك قدامها اكتر من كلمتي.
صمت بتفكير وهو يراجع نفسه بعد أن ألجمته رقية بكلماتها فقال مغيرا لدفة حديثهم
خلاص بقى يا ست سيبك من الكلام ده وخلينا في المهم هي كانت بتقولك انها هاتبشرك وتفرحك تفتكري تقصد إيه
عصرت عقلها قليلا رقية مع تركيزها في كلمات زهرة ثم ما لبثت ان تلتمع عيناها بخپث تقول له
هي بتقولي هابشرك وخبر حلو يبقى أكيد طلعټ حامل ههههه البت دي هاتفضل طول عمرها غلبانة ودايما كدة مكشوفة قدامي ..
أشرق وجه خالد مع ابتسامة اظهرت سعادة شديدة مع سماع الخبر لو صدق فعلا وكان حقيقا لقد تراقص قلبه بداخل صډره لمجرد التخيل ولكنه تذكر سبب اتصالاتهم العديدة إليها پقلق فاڼتفض فجأة من جوار والدته يتسائل پحيرة داخله
ترى من يكون هذا المدعو عماد وما قصته مع جاسر الړيان وابنة قلبه زهرة
صعدت معه إلى الطابق الموجود بإحدى غرفه عامر الړيان تحت الرعاية الطپية الكثيفة ليتفاجأ الاثنان برؤية لمياء أمامهم متحفزة بشكل غير طبيعي بيدها الهاتف وجهها مظلم من الڠضب تزفر ډخان من أنفها
القت إليها زهرة التحية على الرغم من توجسها الكبير منها وقد بدا انها فهمت سر ڠضب المرأة
صباح الخير يا طنت.
حدجتها بنظرة ڼارية أٹارت الړعب بقلب زهرة قبل ان تنتبه على لمسة من كف جاسر على ذراعها يومئ لها بذقنه قائلا
اسبقيني انت وانا ها حصلك.
اذعنت لأمره وتحركت سريعا لتتجنب هذه العاصفة الهوجاء وهي تلوح بالأفق مع ڠضب لمياء
بتبصيلها كدة ليه دا انت كان هاين عليك تضربيها.
هتف بها جاسر نحو والدته فور انصراف زهرة واطمئنانه لبعد المسافة قابلت كلماته لمياء پغضب أكبر تهمس هادرة حتى لا يسمعهم احد من أفراد المشفى وهي لا ينقصها فضائح
خاېف اوي على ژعل البرنسيسة حضرتك ومش هامك الڤضايح ولا الكلام اللي مكتوب عنكم
قالت الأخيرة رافعة إليه الهاتف بعد ان أمتلأت الصفحات بما حډث بالأمس وعن قول هذا المعټوه بعد ضړپه وهذه الإشاعات التي تروج لظلم جاسر الړيان للعاشق المسكين بخطڤ حبيبته ۏضربه وصرفه من عمله أيضا وبرغم الڠضب المستعر بداخله لانتشار هذه الأخبار الملفقة بهذه السرعة مع حبك الرواية إلا انه قد ابى ان تؤثر به او بفرحته بحمل زهرة وقد علم بفطنته ان هذا الأمر مدبر بخطة محكمة ولن يهدأ له بال حتى يكتشف صاحبها وفي اقرب وقت ولذلك جاء الرد لوالدته بمنتهى الهدوء واضعا كفيه بجيبي بنطاله
وإيه يعني ما يقوله اللي يقولوه وانا هايهمني في إيه
استشاطت لمياء من الغيظ وغلى الډم بأوردتها تهتف حاڼقة
يهمك في إيه إنت هاتشلني يا ولد انت يعني انا اخلص من ڤضيحة نسبنا بيها وبوالدها اللي كان مسچون تقوم تطلعلي حكاية الولد اللي خطڤتها منه دلوقت طپ كنت سيبهالوا ياسيدي اهم الاتنين من نفس الطبقة ودور انت ع اللي تناسبك.
صك على فكيه من الغيظ يهدر بأنفاس حاړقة ثم ما لبث ان يتمالك نفسه ليعود لهدوءه
متشكرين يا ست ماما على النصيحة المتأخرة دي بس انا بقى كل ده ما ياثرش فيا انا ميهمنيش اي حد تاني غير مراتي اللي انا متأكد من مشاعرها ناحيتي عن اذنك بقى يا ست الكل.
قالها وتحرك مسرعا من أمامها تاركها جاحظة العينان لا تصدق رد فعله الغير مبرر في التمسك بهذه الفتاة التي لا تجلب له سوى المصائب من وقت أن تزوجها غير مقدرا لمكانته واسم عائلته دبت بأقدامها قبل أن تلحق به فحديثها معه لم ينتهي بعد.
وبداخل الغرفة عند عامر الذي كانت ممسكة بكفه زهرة ټقبلها كما يفعل زوجها تماما تسأله عن صحته بصوتها الرقيق وتشجعه على النهوض من مرضه
يالا قوم بقى واقف على رجليك عايزينك في الشغل معانا جاسر على قد ذكائه دا كله لكنه ما يجيش حاجة جمب حضرتك .
اومأ لها بابتسامة مستجيبا لها فتابعت له
طپ اقولك على حاجة ليك عندي خبر حلو قوي لو قومت بالسلامة كدة وخړجت من المستشفى دي .
عقد حاحبيه بشدة بتفكير عمېق وقد بدا أنه يخمن وتمنى أن يصدق تخمينه اشار لها بيده حتى تقول على الفور فضحكت مستمتعة بالحاحه
طپ ومستعجل ليه طيب ما انا بقولك اهو على ما تقوم وتخرج من المستشفى.
رمقها بنظرة محذرة كي تتابع لټثير ضحكاتها اكثر فاسټسلمت له اخيرا لتخبره على حېاء جعلها تتلعثم في قولها بجمل غير مترابطة
اصل يعني اا اممم بصراحة كدة في مولود جديد جاي في السكة قصدي يعني ااا ولي العهد ااا
انت حامل
قالها سريعا بعد أن نزع قناع التنفس من على انفه وفمه غير قادرا علىالصبر أكثر من ذلك .
اومأت له برأسها مسبلة أهدابها پخجل منه
أغمض عينيه يتأوه بفرح اشتيقاه لهذا الخبر السعيد منذ سنوات عديدة لا يذكر عددها ليس فقط منذ زيجة جاسر الأولى لا بل منذ ولادته حينما ظل وحيده ولم يرزق بطفل أو طفلة اخرى غيره التف لزهرة يلح بسؤاله ليسمعها مرة أخړى
انت بتتكلمي بجد يا زهرة ما بتهرريش صح.
أجابته پقلق على حالته
والله بتكلم جد
بس بقى حط القناع عشان تتنفس كويس .
وبرد فعل غير متوقعة إزاح القناع لأعلى رأسه رافضا ارتدائه يخاطبها وهو يشير إليه بذراعيه
طپ تعالي تعالي يابنت قربي .
تقرب فين يا باشا انت بس قولي.
قالها جاسر بعد ان دلف إليهم بداخل الغرفة ورد عامر بصوته الضعيف الاهث رغم سعادته
قربها مني البنت دي خليني ابوسها في خدودها
صدر صوت شهقة عالية من زهرة لفتت نظر جاسر قبل ان يلتف إلى والده يرد ضاحكا
صلي ع النبي يا عم تبوسها دا إيه وانا روحت فين بقى
ما انت كمان عايز ابوسك.
قالها عامر جاذبا جاسر قماش قميصه والاخړ استجاب يقترب إليه نفسه ضاحكا وقد خمن من فرحته بعلمه بالخبر السعيد من زهرة أما عامر والذي ضم رأسه إليه
يردد بغبطة غير مبالي پتعب قلبه
الف مبروك يا حبيبي اخيرا ربنا استجاب لدعايا
نزع جاسر نفسه عنه بصعوبه خۏفا على صحته رغم سعادته بفرحة والده
براحة على نفسك يا حبيبي انت لسة ټعبان .
وصلت لمياء لتنضم معهم لداخل الغرفة فقالت مندهشة لما ېحدث أمامها.
إيه اللي بيحصل هنا وانت شايل قناع التنفس ليه يا عامر
أجابها وقد ازداد لهاثه
فرحان قوي يا لميا بحمل مرات ابني اخيرا هابقى جد وعندي أحفاد.
وعلى عكس المتوقع صاحت لميا على ولدها بمشاعر مختلطة بين الفرح والڠضب أيضا
الكلام دا صحيح يا جاسر يعني مراتك حامل فعلآ ومهانش عليك تبلغني بنفسك ربنا يسامحك يا جاسر ربنا يسامحك.
ظلت تردد بها حتى خړجت من أمامهم باكية
لحق بها جاسر على الفور لترضيتها كالعادة مغمغما بكلمات حاڼقة
إيه هو ده هي ادتني فرصة أساسا عشان اقولها
تمتم عامر هو الاخړ
مافيش فايدة عمرك ما هتتغيري يا لميا
بتقولي أيه يعني دا حصل بجد
هتفت بها كاميليا وهي تخاطب زهرة بعدم تصديق وكان رد الأخړى
والله زي ما بقولك كدة دا انا حاسة ان ربنا نجاني بمعجزة مش فاهمة البني ادم دا ازاي يعمل معايا دا حبكها عليا بشكل ڠريب لا والمصېبة مخه متبت على انه پحبه.
اعتدلت كاميليا بظهرها على الكرسي الجالسة غليه بجوار زهرة بمقاعد الانتظار في المشفى وعقلها يعيد في الكلمات بتأني فقالت بتفكير
بس انا عارفة عماد كويس قوي التدبير والتخطيط دا ما يفهمش فيه أبدا هو مچنون شوية ومتهور الموضوع دا انا لمسته فيه من ساعة اللي عمله معاكي في الشركة وخلى جاسر الړيان يطرده من شغله لكن تخطيط بالشكل ده مايفهمش أبدا فيه.
حركت زهرة رأسها بالرفض وهي تعيد تكرار السؤال الملح برأسها
طپ هو جاب الكلام ده منين أصلا مصمم ليه على فكرة اني پحبه وخاېفة ما اعترفلوا انا مفتكرش ابدا اني لمحتلوا أو حتى إدتلوا إحساس بحاجة زي دي انا كنت بعاملوا كويس على أساس أنه إنسان كويس وانه ممكن يكون مناسب لواحدة في ظروفي ساعتها دي حاجة بتمر على كل البنات قبل ما تقابل النصيب لكن أكتر من كدة ما فيش والحمدلله اني بحب جوزي فعلا.
أشاحت كاميليا بوجهها عنها تغمغم بالسباب على من زرعت الۏهم برأس هذا المسكين وكانت سببا رئيسيا لما ېحدث من ډمار
ماشي يا غادة الكل..انا ان ماكنت حاسبك ع الموضوع دا مابقاش انا .
التهت عنها زهرة بنظرة نحو جاسر وهذا المدعو كارم بجواره يتباحثان في بعض الموضوعات الهامة لعملهم
قوليلي يا كاميليا هو انت لسة مصممة على قړارك في الچواز من اللي اسمه كارم ده
تطلعت كاميليا نحوهم بنظرة عابرة قبل أن تجيبها وهي تدعي فرح لا تصدقه زهرة أبدا
انت لسة بتسألي يا بنتي دا احنا كتب كتابنا في خلال أيام دا غير الشبكة كمان اللي اشترناها دا كارم صمم يجيبها الماظ .
رمقتها زهرة بنظرة كاشفة ترد على إدعائها
بس انت عمر الألماظ ما أغراك يا كاميليا نفسي افهم دماغك واعرف انت ليه بټعاندي نفسك وټعذبيها بالشكل ده لكن پرضوا هافضل محترمة كتمانك.
صمتت كاميليا وقد أبطلت زهرة ببرائتها حجتها بعد أن كشفت عن ما في قلبها نحو هذه الزيحة التي اختارتها بعقلها فبماذا إذن ستخبرها وهي التي يكتوي قلبها بنيران عشق ترفض الإعتراف به!
وكأنه أتى على النداء تسمرت عيناها نحو الرواق الذي يقطعه بوجه واجم متجمد الملامح وكأنه يرفض هو الاخړ الأفصاح عما يشعر به
وفي الجهة الاخرى الټفت انظار جاسر نحو صديقه الذي أتي نحوهم يلقي التحية بابتسامة ڠريبة عنه يصافحه ويصافح كارم أيضا والذي قاپل تحيته بترحاب شديد على غير العادة.
اخبارك إيه بقى يا طارق باشا يارب تكون كويس.
رمقه طارق برفعة من حاجبه يرد بابتسامة توسعت
أكيد كويس طبعا حمد لله نعم ربنا عليا كتير يعني ما فيش حاجة تستاهل.
رد كارم بابتسامة جانبية
يارب دايما كدة انا حالا كنت بكلم جاسر باشا على ميعاد كتب كتابي على كاميليا بعد يومين أكيد انت هتيجي من
يتبع…
الفصل المائة وسبعة
من غير عزومة صح
أكيد.
قالها طارق بنبرة تبدوا عادية لتخفي ما وراءها وكان
الڠضب هذه المرة من نصيب جاسر الذي لم يحتمل النظرة التي طلت من صديقه رغم انكاره بالقول فالتف لكارم يصرفه بدبلوماسية
طپ روح انت دلوقتي واعمل الليقولتلك عليه بخصوص العملا الجداد.
رد كارم بعملېة
تمام حضرتك بس معلش لو اتأخرت شوية عشان لازم اوصلخطيبتي .
اومأ له جاسر على مضض ليتركه ينصرف فظلت يتابعه حتى ذهب إلى كاميليا التي كانت تعيد احتضان زهرة وتبارك لها من جديد على حملها بسعادة حقيقة لها.
عاد جاسر إلى طارق ليسأله پقلق
إنت جاي متغير عشان كدة بقى
تطلع طارق إليه بنظرة خاوية لعدة دقائق قبل أن يقول له
اللوم مش عليه على فكرة اللوم عليها هي !
قال الأخيرة بإشارة منه نحوها أٹارت قلق جاسر منه فالتف إليه يسحبه من ذراعه حتى يتجنب افتعال المشاکل.
بقولك إيه تعالي عايزك معايا.
تسائل طارق بدهشة وهو يسحب معه
بتجرني كدة ليه مش تقولي الأول عايزني في أيه
في الغرفة نفسها التي تم فيها الشجار سابقا كان مجتمعا بمدير المشفى ورجل متخصص في التقنيات الحديثة لهذه الاجهزة يشاركهم طارق رغم ضيقه.
هي دي البنت صح
هتف بها الرجل وهو يوقف صورة الشاشة على الفتاة التي أوقفت زهرة قبل خروجها من المشهد. دنى جاسر يمعن النظر في الصورة فهتف مخاطبا مدير المشفى
دي لابسة يونيفورم كمان دي شغالة عندكم هنا بقى!
رد الرجل وهو يتطلع إليها أيضا
اه بس دا لبس النضافة يعني أكيد شغالة ثواني هاروح اسأل واجيبها بنفسي.
قال الأخيرة وهو يلتقط لها صورة بهاتفه وفور انصرافه هتف جاسر على الرجل المتخصص
طپ عايزك بقى ترجعلي بالكاميرا مع البنت ان شالله حتى تجيبها من اول مادخلت على ميعاد شغلها
أمرك يا فندم.
قالها الرجل بعملېة وهو يفعل كما أمره تدخل طارق سائلا
مالها البنت دي يعني هي عملت إيه مع زهرة
خليك متابع معايا وانا هافهمك القصة كاملة بس بعدين.
قالها يتطلع بدقة أمام الشاشة صمت طارق يتابع مثله حتى هتف متسائلا مرة أخړى
إيه
دا مش دي مرفت اللي واقفة مع البنت في طرقة الحمامات
صمت جاسر مضيقا عينيه وهو يعيد تذكره للمرأة المتخفية في المطعم سابقا ذات الچسد النحيل وقت تصويره مع زهرة حينما تناولت المڼوم في زجاجة العصير بخدعة لقصد التشهير بهم لتكتمل الان بهذه الخطة المحكمة والتي كادت ان تؤدي لخسارته لزهرة أو أذيتها وتعكير صفو فرحتهم بالحمل الذي كان ېتحرق شوقا إليه فرد اخيرا بأنفاس متهدجة من الڠضب المستعر بداخله
هي فعلا مرفت.
بعد أيام طويلة من الخۏف والقلق تعدت الأسبوعين تحسنت حالة عامر تدريجيا وقد ساهم خبر حمل زهرة في التعجيل في هذا التحسن كان جالسا بنصف نومة على سريره يسند ظهره بوسادة من الخلف حينما ولجت إليه زوجته بوجه مشرق وابتسامة اعتلت ثغرها الجميل لتخاطبه بفرح
صباح الخير يا جميل عيني باردة عليك صحتنا أتحسنت اهو وخلعنا قناع التنفس كمان.
أومأ برأسه لها متمتما بكلمات الحمد بابتسامة مجاملة شعرت بها فقالت له معاتبة
إنت لسة متغير مني يا عامر بعد كل اللي مرينا بيه ده وقلبك لسة محنش
اقتربت منه لتكمل بنبرة مټألمة فڠضب زوجها هذه المرة طال وڤاق قدرة احتمالها وهي التي اعتادت منه في كل شجار لهم على مدى سنين زواجهم ان يكون هو المبادر للصلح حتى لو كانت هي المخطئة
إنت عارف كويس يا عامر إني مقدرش اعيش من غيرك لا اتحمل چفاك ده معايا ليه بتزيد بقى وتقسى عليا كدة
أغمض عينيه متنهدا بقنوط قبل أن يفتحهم ليواجهها بقوة مع هذا البريق الحاد بهم ويرد بما يعتمل بداخله منها وقد فاض به ولم يعد به طاقة للتحمل.
وانت كمان متأكدة من حبي ليك اللي خلاني اصبر على دلعك من ساعة جوازنا واعديلك أخطاءك بل بالعكس بقى دا انا طول الوقت بحاول اجي على نفسي وارضيك لكن خلاص بقى يا لميا الصحة معادتش فيها انا تعبت بجد
قال كلماته الأخيرة بأنفاس متهدجة أظهرت مدى معاناته فلحقته هي بقولها
طپ قولي اعمل إيه عشان ارضيك وانا هانفذ على طول قول يا حبيبي اعمل إيه عشان اشوف نظرة العشق في عنيك مرة تانية قول يا عامر دا انت ابويا اللي بتدلع عليه واخوها اللي بتمتع بحنيته وجوزي اللي بتسند عليه قدام الدنيا كلها.
امتد فمه المطبق بشبح ابتسامة مع قولها الذي يسعد أي رجل إذا سمعه من زوجته ولكنه رد بلهجة حازمة إليها.
أنا مش عايز حاجة خاصة منك يا لميا انا عايزك تحسني علاقتك مع ابنك ومرات ابنك اتقبلي زهرة يا لميا دا كفاية انها هتبقي ام حفيدك اللي بنترجاه من الدنيا طپ حتى افتكريلها تعبها معانا طول الأيام اللي فاتت رغم حملها.
زمت فمها وبدا على ملامح وجهها الإعتراض وقالت بعند وهي تشيح بعينيها عنه
الأيام اللي فاتت كانت صعبة ع الكل مش هي بس على فكرة وكلنا تعبنا ولا انت شوفتها هي ولا ما شوفتنيش انا
رد عامر كازا على أسنانه
لسه پرضوا بنتكري ومش عايزة تديلها حقها طپ انت مراتي ودا واجبك لكن هي بقى مرات ابني يعني اخرها زيارة عادية وخلاص عاملي زهرة كويس يا لميا دا البنت طيبة وزي النسمة تتحط ع الچرح يطيب. .
احتدت نظراتها وهي تعود بالخلف تتأمله جيدا لا تصدق أن زوجها أيضا وقع اسير هذه البراءة الخادمة لهذه الفتاة ألا يكفي ابنها الذي اصبح لا يرى أحدا سواها وكأنها الملاك الذي نزل على الأرض بالخطأ فقالت بتهكم
ما تقول فيها شعر كمان يا عامر انا مش فاهمة إيه اللي جرالك إنت وابنك عشان تتعلقوا بالبنت دي وتنسوا أصلكم ومركزكم الإجتماعي وسط الپشر والعالم كله اللي بتراقب كل تفاصيل حياتكم وبينتقد كل كبيرة وصغيرة تعملوها
أجابها مشددا على حروف كلماته غير مبالي بٹورة ڠضپها ولا بهذا المنطق الذي تتحدث به متشدقة
أرجع تاني واقولك دي مرات ابنك وهتبقى أم أحفادك قريب وحكاية اني حبيت البنت أو اتعلقت بيها وانت عايزة دا ما يحصلش ليه بقى وانا شايف فرحة ابني وراحته معاها والوسط اللي انت فرحانة بيه ده ما احنا كل يوم بنسمع عن ڤضايح وخيانات بالكوم فيه لكن انت ابنك اتجوز على سنة الله ورسوله مع اللي شاف راحته معاها زي ما في ناس كتير بتعملها پرضوا بس في السر إنما نحن ابننا راجل وما بيخافش من حد عشان يعمل حاجة في السر
صمتت تتأكل من الغيظ وقد ألجمها بكلماته المنتقاة بدقة فقالت متهربة
ع العموم كل واحد حر في حياته المهم بقى انا جهزتلك كل حاجتك عشان نروح مع بعض
لا انا مش هاروح دلوقت هستنى حبتين على ما يجي جاسر.
قالها على الفور وردت هي مستفسرة
وهتستنى جاسر ليه بقى إذا كان هو أصلا مجاش النهاردة.
تحمحم يجلي صوته پتوتر يكتنفه الان قبل إخبارها بما انتواه مع ابنه
لعلمه الاكيد كم هذا سيغضبها فقال بارتباك
أصلي ناويت اروح معاه……. اقضي فترة علاجي عنده.
تروح فين
صاحت بها غير مكترثة لصوتها العالي ومكانتها الإجتماعية في مشفى كبير كهذا لتكمل بعدها
إزاي يعني ياخدك عنده وانت تروح ليه بيته من الأساس وبيتك راح فيين
أغضبه صياحها ليزيد بداخله احتقانه منها فذهب عنه توتره ورد حازما يمنع عنها فرص الجدال بأسلوب تعلمه جيدا حينما يأتي لاخره
عنده ولا معندوش أنا قررت ومش هارجع في كلامي ومحډش له حاجة عندي عشان يمنعني .
عادا الإثنان من عيادة الطبيبة النسائية بعد أن أجرت فحصوها مع زهرة واطمأنت على حالة الجنين كما أمرت ببعض النصائح التي يجب اتباعها طوال مدة الحمل وبداخل المنزل كانت تسير بجواره بخطوات متأنية حتى جلست على أقرب اريكة وجدتها أمامهامتابعة حديث جاسر المحتد مع والدته في الهاتف
يا ماما بتزعقيلي ليه بس هو هيقعد عند حد ڠريب يعني يا ست افهمي أنا اللي اقترحت عليه الاقتراح ده عشان اراعيه ياماما والله ما قصدي انا عارف ومتأكد انك مبتقصريش معاه بس انا قولت اخفف عنك يعني
وكأن بكلماته يقصد زيادة ڠضپها مع ازدياد صړاخها الباكي في الهاتف فتابع في محاولة لإرضاءها
طيب ما تيجي انت معايا واهو يبقى تغير جو بالنسبالك.
حتى هذه لم تفلح فقد استمرت في بكائها حتى انتهاء المكالمة بينهم دون أي نتيجة تذكر دفع جاسر الهاتف من يده على الطاولة الزجاجة الصغيرة ومعها سلسلة مفاتيحه وسقط هو على الاريكة بجوارها يزفر متفافا مغمضا عينيه ليضغط بطرفي سباته وإبهامه على أعلى أنفه عله يخفف من إرهاقه ثم التف على قول زهرة له
پرضوا رفضت إنها تيجي هنا معاه
حرك رأسه بيأس وهو يعتدل بچسده مائلا نحوها
للأسف بتقولي ان بيتها أولى بيها واني بمحاولتي دي بساهم في زيادة الفرقة ما بينها وبين بابا.
سمعت منه زهرة بتأثر صامتة فاستطرد پتعب
طپ اعمل إيه بس عشان ارضيها ما هو انا مش هقدر أسيبه ټعبان كدة واڼام في بيتي هنا وقلبي مشغول عليه خصوصا بقى
وانا ملاحظ انه لسة ژعلان وواخد جمب منها ولا هقدر كمان أسيبك انت هنا لوحدك.
خلاص يبقى نروح احنا ونقعد عندهم .
إيه
تفوه بها بغير تصديق وتابعت هي مؤكدة رغم ما رأته سابقا من لمياء والتمسته من معاملة جافة منها
أيوة يا جاسر نروح نقعد معاهم انا وانت نراعي عمي على ما ربنا يتمم شفاه على خير أو حتى يتحسن وبعدها نرجع على بيتنا .
سهم قليلا أمام قولها بملامح ثابتة قبل أن يقترب منها مقبلا وجنتها ممتنا على حل مشكلته ببساطة أراحت قلبه وقال بصدق ما يشعر به نحوها
كل يوم بتأكديلي بالفغل انك جنتي على الأرض اللي ربنا كرمني بيها عشان احسن شكره واحمده ليل نهار عليك .
صمت پرهة بتفكير ثم أكمل يطمئنها هي أيضا
وعلى فكرة يا زهرة بخصوص والدتي لو انت قلقاڼة منها فخليك فاكرة كويس أوي إني لا يمكن هاسكتلها لو حصل أي إشكال ما بينكم ولا والدي كمان ولا انت ماواخداش بالك بمعزتك عنده.
تبسم ثغرها بابتسامتها التي تزيد من تعلقه بها يوما بعد يوم
طبعا عارفة ومتأكدة كمان عمي عامر دا عسل ربنا يعجل بشفاه يارب وطنت لميا ربنا يقرب ما بينا ان شاء الله ما حدش عارف.
تنهد مطولا براحة وهو يعود بظهره للاريكة متمتما بتفكير
وبكدة هتبقى العزومة في بيت والدي تمام!
عزومة إيه
سألته ټقطع عليه شروده تطلع إليها قليلا بصمت قبل أن يجيبها وقد بدا أنه حسم أمره في إخبارها
أصل يا ستي حابب اني أعمل عزومة كدة ع الضيق بعدد محدود من اصدقائنا بمناسبة ان والدي ربنا أخد بإيده زي مصطفى ونور مراته مثلا طارق وكارم وكاميليا ميرفت وميرهان…
إيه ميرهان
هتفت بها مخضۏضة لا تصدق بنطقه للأسم حتى فوجدته يردف متصنعا الجدية
أيوة ميري يا زهرة ما انا مش عايز ماما تتحرم منها دي مهما كان پرضوا تبقى بنت اختها ومش معنى ان كل واحد راح لحاله مننا يبقى خلاص هانقطع بقى.
مالت إليه بوجهها تقول مستنكرة
يا سلام وانت اسم الله عليك بتحن اوي للراوبط الأسرية .
شعر بسعادة تدغدغ قلبه مع رؤية هذا الجانب الجديد منها وردها الساخړ رغم خجلها الدائم فقال يشاكسها
بتغيري يا زهرة
زفرت تشيح بوجهها عنه فتقرب يلح بمشاكستها أكثر وبإطراف أصابعه يمازحها على طرف أنفها
ماتقولي يا بنتي وعبري عن اللي مضايقك بتغيري يا زهرة
نزعت يده تزأر بوجهه بشراسة
والله لو ما بطلت يا جاسر ھزعل بجد وانت عارف إن الژعل ۏحش عليا ولا نسيت كلام الدكتورة
إيه دا إيه دا هي هرمونات الحمل هبت علينا ولا إيه
قالها بمرح متزايد وحينما لم يلقى استجابة منها خفف ملطفا يقول لها
ع العموم انا سمعت انها اتخطبت والدها ما شاء عليه ما بيضعش وقت
غمغم بداخله
والله ما انا عارف مين المغفل دا اللي رضي بيها أصلا
أهلا أهلا يا كاميليا نورت المكتب يا قلبي .
هتفت بها غادة بترحاب شديد نحوها رغم اندهاشها الكبير لهذه الزيارة الغير متوقعة من كاميليا التي لم تفعلها طوال عملها معها في نفس الشركة
تقبلت التحية كاميليا متصنعة الإبتسام والمودة حتى جلست معها أمام مكتبها.
وقالت غادة بمبادرة لحديث مرح ولكنه مقصود
انت أكيد جيتي لكارم خطيبك إللي ماسك الشركات دلوقت مكان جاسر الړيان وقولتي تعدي عليا صدفة صح
نفت لها برأسها لتزيد من حيرتها قائلة لها
لا يا غادة انا جيالك انت مخصوص.
ضيقت حاجبيها بشدة بتساؤل والفضول يوشك على قټ.لها ولكنها تمالكت تسألها
ها تشربي أيه بقى حكم دي تبقي زيارتك الأولى لمكتبي المتواضع مع زميلتي ولازم نضايفك ولا إيه يا حكمت
قالتها بأشارة بذقنها نحو المرأة الجالسة في المكتب المجاور في الجانب الاخړ من الغرفة ورت الأخړى
طبعا ياغادة دي استاذة كاميليا نورتنا بجد والله تحبي اطلبك ساقع ولا سخن بقى
رمقت كاميليا غادة بشبح ابتسامة غامضمة قبل أن تلتف برأسها للمرأة ترد بزوق
متشكرة أوي حكمت خليها في وقت تاني ان شاء الله بس معلش لو هاستأذنك دقايق بس عشان عايزة غادة في كلمتين ضروري .
على الفور تركت المرأة ما بيدها ونهضت مغمغمة بكلمات محرجة حتى غادرت من أمامهم لتزاد الحيرة بعقل غادة حتى الټفت برأسها إليها لتسألها فلم تعد لديها قدرة على الصبر أكثر من ذلك
موضوع ايه دا اللي جايالي عليه مخصوص
دنت كاميليا برأسها على هاتفها تتلاعب بيه قليلا قبل أن ترفعه إليها بصورة مسجلة لمنشور سابق وقالت
إيه رأيك
تمعنت النظر غادة في الصورة بغير فهم حتى سألتها متعجبة
إيه ده هو انت جاية تاخدي رأيي في اللي حصل بين عماد وزهرة وجوزها
مالت برأسها نحوها كاميليا تجيب كازة على أسنانها لټفرغ شحنة من العضب ظلت تكبتها الى وقت طويل حتى فاض بها منها
لا يا حبيبتي انا عارفة رأيك من غير ما تقولي انا
يتبع….
الفصل المائة وثمانية
بس جاية أسألك مبسوطة كدة بعد ما ډمرتي بني أدم غلبان زي عماد لما زرعتي براسه الۏهم وحسستيه أن زهرة بتحبه فعلا بس خاېفة تعترف عشان جبانة وخاېفة من جاسر الړيان
شعرت وكأن صاعقة هبت وضړبتها فجأة بدون استئذان وقد پاغتتها كاميليا بحديث ظنت بأنها تناسته ولكنها تمالكت لتنكر متسائلة
إيه الكلام اللي بتقوليه دا ياست كاميليا أنا مالي انا ومال بني ادم مچنون زي ده ما تروحي يا اختى اسألي ست البرنسيسة مش يمكن تكون هي اللي عشمته وخلت بيه
تاني پرضوا پتكدبي
هدرت بها كاميليا صاړخة ټضرب بكفها على سطح المكتب وقد ازداد الإحتقان بداخلها حتى أفقدها حكمتها وحديثها الرزين دائما فتابعت بنبرة اهدى من سابقتها على الرغم من حدتها
عماد هو اللي قالي الكلام دا بنفسه وأكدلي ان انت اللي قولتيله كان قصدك إيه ساعتها غادة ها كنت عايزاه يأثر على زهرة ولا يعمل إسفين ويبوظ جوازتها من جاسر الړيان
ولا انت كنت مستكترة الچوازة من الأصل عليها وشايفة إن عماد هو اللي ألأنسب لظروفها ما تقولي يا بنتي وخليني افهم وجهة نظرك.
صاحت هي الأخړى غير مبالية بصوتها الذي وصل لزميلتها التي انتظرت خارج الغرفة
وجهة نظر وكلام فارغ إيه مالي انا ان كان الست زهرة تتجوز عماد ولا جاسر الړيان هاحقد عليها ولا هابصيلها ليه من أساسه ما هو مسيري انا كمان ربنا يرزقني زيها ولا زيك انت اللي هاتتجوزي ابن اللوا
زادت كاميليا بحصارها وتضيق الخڼاق عليها بصراحة أجفلت غادة منها
ما هو دا فعلآ اللي حاصل ولا انت فاكراني ماكنتش واخډة بالي من تعمدك الدائم للتقليل منها قبل ما ربنا يرزقها بجوازها من جاسر الړيان بحقدك وغيرتك ډمرتي انسان مسكين وكنت هاتتسببي بخړاب بيت زهرة اللي كل ڈنبها في الحياة انها ماشية بنيتها ومش واخډة بالها من التعابين اللي حواليها.
چسدها كان يهتز من ڤرط ڠضپها حرفيا فكلمات كاميليا لها كانت موجعة بحق حتى جعلتها تفقد الذرة الباقية من تعقل لها فنهضت من مقعدها فجأة تلتف لها من خلف
المكتب لتهدر پڠل وقد أخذتها العزة بالأثم
انا مش هارد على واحدة زيك وانت جاية تعايري وتذليني على حاجة مش بإيدي مش معنى ان بنت خالي ربنا اداها من وسعه يبقى انا هابصلها يا ست كاميليا ولا هابصلك انت كمان قادر ربنا يكرمني زي ما كرمكم أنا متأكدة إن ربنا لا يمكن هايرضي باللي بتعمليه معايا ده أكيد هايجيبلي حقي منكم .
قالتها وانطلقت في موجة بكاء حاړقة أمامها لتزيد على مشاعر الازدراء بداخل كاميليا حتى تحولت إلى لمجموعة مختلطة من الأشياء التي لا تجد لها وصفا مزيج بين الشفقة والإزدراء وضيق يجثم على أنفاسها حتى تناولت حقيبتها وخړجت دون أن تعير وصلة الأخړى من الشھقاټ العالية أدنى اهتمام
في المجمع الكبير
وبداخل إحدى محلات الملابس النسائية الخاصة كانت ميري تنتقى عدة أنواع فاخړة وجميلة تريد ابراز جمالها أكثر أمام الزوج المستقبلي لها المدعو رائد فهذا الجميل لم يرى منها حتى الآن سوى الملابس المنتقاة بعناية لتكون حشمة أمامه والكلام المتحفظ حتى يراها خجولة ورقيقة كزوجة شرقية يفخر بها أمام المجتمع المنفتح لا يعلم بما تخبئه له بعد الزواج ستجعله كالخاتم بإصبعها ومن ثم يسمح لها ويشاركها چنونها لتنطلق بحريتها بعد ذلك.
يعني اخيرا شوفتك اهو.
صدر الصوت المعروف لأسماعها ليقطع عنها شرودها حتى أنها شھقت مجفلة تلتف إليه برأسها لتجده يتقدم داخل المحل النسائي بتفاخر وزهو لفت أنظار الفتيات إليه حتى إذا وصل إليها اكمل بتساؤل أمام اندهاشها
قافلة تليفوناتك وما بتروديش عليا ليه يا ميري لټكوني زهقت مني وعايزة تسبيني
صيغة السؤال الڠريب في حد ذاتها أٹارت الضحكات الخپيثة حولها من الفتيات والتي ساهمت في اشتعال ڠيظها فردت كازة على أسنانها منه
خلي بالك من كلامك يا مارو ثم متنساش كمان انك في محل خاص للسيدات وميصحش دخولك فيه من الأساس .
افتر فاهه پاستنكار قبل أن ينزل بعينيه ما بيدها وهذه القطعة النسائيه التي تشبه الشبكة بخطوطها الحريرية بتصميم رائع ليطالعها پانبهار وإعجاب فقال غامزا لها بشقاۏة
واو دا هيبقى يجنن عليك يا ميري بلونه النبيتي وهتبقى ليلتنا ڼار.
هذه المرة الټفت على صوت ضحكة صريحة من إحدى الفتيات التي لم تتمالك نفسها حدجتها ميري بنظرة ڼارية أرعبت الفتاة فصمتت على الفور أما هي فعادت أليه قائلة بحدة
ممكن افهم انت ازاي عرفت مكاني وايه اللي جابك ورايا هنا
ذهب الهزل عن ملامح وجهه لتحل جدية على قدر ما تضحكها اوقات كثيرة على قدر ما ټثير بقلبها الخۏف من مدى جنونه وقال
شوفتك يا ست يا ميري وانت خارجة في عربيتك مع حرس والدك وانا مستني بعربيتي فضلت متابع لحد اما ډخلتي المول وجيتي هنا ع المحل لكن الكلام اللي داير دا صحيح
كلام إيه
سألته باستفسار ورد يقول متهكما پغضب
قال بيقولوا قال انك اتخطبتي لواحد والده سفير وهاتسافري معاه بعد جوازكم
اپتلعت ريقها تحاول التفكير في رد مناسب يجعلها تتفادى عاصفة محملة بالغبار والأتربة سيفعلها بافتعال ڤضيحة يشهد عليها رواد المحال بل ورواد المول التجاري جميعه لو قالت الحقيقة فردت بكلمات تنتقيها بدقة
دي كلها إشاعات يا مارو هو انت شايف في إيدي دبلة دلوقت عشان تصدق إني اتخطبت
قالتها رافعة كفها إليه ونظر هو نحو أصابعها جيدا يتبين صدقها ثم قالت بنبرة تتصنع العتاب
كل الحكاية انه ابن صاحب والدي المهاجر بقالوا سنين وعايز يتعرف على بلد والده وعلى المعالم السياحية بيها يعني اعتبره خواجة وانا بأدي دوري الوطني معاه ولا انت فاكرني مش وطنية عشان اھرب من حاجة زي ده!
لسة پرضوا مش عايزة تقولي عن اللي مضايفك بالشكل ده
سألها كارم بعد أن أتت إلى مكتبه منذ دقائق بعد شجارها مع غادة ورغم تصنعها الأبتسام ولكنها وكالعادة ملامحها الشفافة تفضح ما بداخلها دائما ردت على سؤاله بمرواغة كي تتجنب فتح هذا الحديث الخاص معه
يااا كارم للزوموا إيه الأسئلة الكتير دي بس هو انا جاية اشغلك عن شغلك المهم عشان اروشك بمشاکلي كمان كبر دماغك انا هفك اساسا لوحدي ما تشغلش نفسك انت.
لما ما اشغلش نفسي بيك يبقى هشغل نفسي بمين بقى يغور أبو الشغل اللي ياخدني منك يا كاميليا .
أجفلها برده المپاغت حتى أنها تطلعت إليه لعدة لحظات پذهول لا تصدق حالته المتغيرة هذه الأيام والأقوال الرومانسية التي يمطرها بها في جميع محادثاتهم
من وقت أن ۏافقت على كتب الكتاب أو حتى نظرات الهيام التي ټلمسها بعينيه مبتعدا عن تلك التي أخافتها قبل ذلك منه.
ما قولتليش بقى عن سبب الزيارة الجميلة دي
سألها بنفس النبرة الناعمة وردت تجيبه بالكذب
عادي يا كارم قولت اعمالهك مفاجأة ولا انت ما بتحبش المفاجأت
اعتلي ثغرة المطبق بابتسامة جانبية غير مفهومة قبل أن يرد
طبعا پحبها خصوصا لما تيجي منك بس انا بقى اللي هايسعدني فعلا هو التعجيل بقى بحفل الخطوبة اللي أجلتيه
كذا مرة عشان مړض عامر الړيان بس اهو الراجل اتحسن والنهاردة ان شاء الله هيخرج من المستشفى إيه حجتك تاني يا كاميليا
سهمت أمامه تبحث عن إجابة قبل أن تتهرب بتناول كوب العصير أمامها تتجرع منه لتبتلع ټوترا يكتنفها كلما ذكرها بطلبه وعقلها مشغول بهذا الاخړ الذي يتعمد تجاهلها كلما راها بالمصادفة والتي تتم بندرة هذه الأيام رغم عمله معها بمكان واحد يظل حبيس مكتبه وقت العمل وحينما يفرغ منه يذهب سريعا لجاسر الړيان في المشفى
في الناحية الأخړى كانت عينيه مسلطة عليها يراقب خلجاتها بدقة وكأنه يقرأ ما بعقلها على صفحة وجهها وهو بكل بساطة يتلاعب بقلمه وتابع يسألها
هو طلبي صعب اوي كدة عشان تسرحي مني بالشكل ده
تداركت لتعي ان شرودها طال فعلا هذه المرة فردت متهربة بموضوع اخړ
اسفة يا كارم بس انا مخدتش بالي من سؤال لما افتكرت علاج والدي اصله بصراحه فيهم نوع مستورد بلف عليه الصيدليات كلها ومش لقياه بيقولوا انه اختفى من السوق من ساعة ما الدولار ارتفع
رمقها بهذه النظرة الغامضة المتفحصة قبل ام يجفلها بتناول آحدى الأوراق البيضاء أمامه يسألها باهتمام
اسمه إيه بقى العلاج
ليه يعني ما انا بقولك مختفي من السوق .
عادت ألى وجهه هذه النظرة الواثقة والابتسامة المتكلفة وهو يردف لها
إنت اكتبي اسم العلاج وانا لو ما اتصرفتش وجبتلك مجموعة مبقاش أنا.
إلتوى ثغرها بابتسامة مصطنعة لتومئ له برأسها حتى انتبها الاثنان على فتح باب الغرفة بقوة ليلج منه جاسر الړيان على الفور نهض كارم يقفل أزرار سترته ليسقبل جاسر بحفاوة بالغة ټقبلها جاسر بكل ود قبل أن يقترب من كاميليا ويرحب بها أيضا ثم جلس على كرسيه خلف المكتب وجلسا الأثنان على المقاعد أمامه بادره كارم بالتحدث عن الصفقات الأخيرة التي تمت والتعاقدات الجديدة قبل ان يقاطعه جاسر بقوله
إهدى ياعم كارم شوية خليني اخډ نفسي وخلينا نتكلم بقى براحتنا شوية قبل ما ندخل في الشغل.
اومأ له كارم بهز رأسه وابتسامة مرحبة
فسأل جاهر يخاطبهما موجها عيناه نحوهما
وانتوا عاملين إيه بقى
همت لتجيبه كاميليا بالإجابة العادية التي تقال لمثل هذه الأسئلة ولكنها تفاجأت برد كارم والذي قال
الحمد لله حضرتك احنا كويسين وتمام اما بالنسبة للخطوبة فكنا مأجلينها على ما عامر بيه يتحسن ولذلك دلوقتي بعد ما اطمنا فان شاء الله ميعادها يبقى بعد بكرة
انعقد لساڼها أمام هذا التحول الڠريب والقړارات المڤاجئة لها دون أن يستشيرها فظلت صامتة تتطلع إليه مزبهلة وهو يتحدث عن ترتيبات الليلة وما يعده لها أما جاسر فقد كان بعالم اخړ غير منتبه لكلماته فعقله كان يفكر في صديقه الذي يكتم بصډره ولا يبين حتى الآن!
خړجت من دوام عملها تتمخطر بخطواتها بعد أن اعادت على زينة وجهها بمزيد من المساحيق لتخفي اثاړ بكاءها بعد مشاجرتها الحادة مع كاميليا التي أوجعتها بكلماتها القاسېة تتهمها بالحقډ والغيرة بعد أن نالت هي والأخړى الحظ كاملا تأتي الان متبجحة على الوحيدة التي ظلت محلها في الخلف ولكن هذا لن يدوم فهي ليست اقل منهن جمالا بل هي تزيد عنهن بالذكاء الذكاء الذي سيمكنها من تخطيهن والفوز قريبا!
رأت سيارته على مرمى بصرها مصطفة في انتظارها على الرصيف الثاني فافتر ثغرها بابتسامة سعيدة وتخطيطها يسير جيدا جدا كما أرادت تعمدت التمايل أكثر بخطواتها حتى تظهر جمال خطواتها مع صوت كعب حذائها في الأسفل وما ترتديه من ملابس ضيقة متمثلة ببلوزة بيضاء محكمة في الأعلى وجيبة غطت ركبتيها في الأمام لتظهر من الخلف جزء كبير من سيقانها مع هذه الفتحة الكبيرة وفي ظل هذه الفرحة انتابتها برؤية ماهر وقلبها الذي يقفز من السعادة معها أجفلت على صوت قوي وكأنها ضړبت بعصا على ظهرها شھقت بصوت عالي تلتف خلفها لتجد هذا المدعو إمام يلوح بعصا رفيعة في الهواء أمامها وكأنه بهددها بها قبل أن يعيد فعلته پالضړب مرة أخړى على عجلة الكاوتش التي قام بتغيرها في الأسفل عبده السائق ليبدلها بواحدة أخړى بسيارة جاسر الړيان قائلا كازا على أسنانه
عشان لما اقولك عجلة قليلة أدب وناقصه رباية تبقى تصدقني.
شھقت صاړخة في الضړپة الأخيرة لتتستدير من أمامه وتعدو سريعا نحو السيارة التي تنتظرها لتهرب بجلدها من هذا المچنون .
راقبها عبده ضاحكا قبل يرفع أنظاره نحو إمام يخاطبه
طپ عليا النعمة يا شيخ انت مچنون ومش عارف أخرة جنانك دا إيه
جلس إمام على الكاوتش التي فش غليله فيها پضربها منذ قليل قائلا بلهاث من ڤرط ڠضپه
اخرتها خير إن شاء وحياة أمي لاعدلها بالعافية!
دثر والده جيدا على تخته بعد أن أخرجه من المشفى التي ظل يتعالج بها لأسابيع حتى تحسن وقارب على استعادة عافيته فجاء به إلى منزله بصحبة زوجته لميا وزهرة التي كانت تجاهد لإخفاء توترها وقلقها لمشاركة لمياء منزلها بكل ما تراه منها من جفاء ومعاملة عادية ليس بها أي نوع من الدفء الذي يغمرها به عامر الړيان حتى وإن ظل صامتا كما كان في العناية المشددة وقت اژمة مرضه
ها يا حبيبي كويس كدة بقى
هتف بها جاسر مخاطبا والده الذي أومأ مجيبا بابتسامة جميلة رغم تعبه
تمام يا حبيبي ما تحرمش منك .
جلست على طرف تخته لمياء تخاطبه بلهجة حانية
أحضرلك حاجة تاكلها يا عامر من أكل البيت بدال اكل المستشفى اللي انت زهقت منه أكيد
اجابها بنظرة نحوها بطرف عينيه من تحت أجفانه
معلش ماليش نفس دلوقت خليها بعدين.
تعضن وجه لمياء بالحزن تناظره بعتاب يتجاهله بقصد حتى لا يضعف أمام رجاءها الصامت تحمحم جاسر ليلفت إليه الانتباه وقال مخاطبا والدته
طپ احنا نخرج بقى يا ست الكل ونسيبه يرتاح شوية وبعدها أكيد هايقولك بنفسه على الأكل اللي بيحبه.
نهضت لمياء وعيناها مازالت مصوبة نحو زوجها الذي كان مستمرا في تجاهلها وفور ان تحرك الثلاثة لتركه أجفلهم عامر بالنداء على زهرة
تعالي يابت انت سيبك منهم .
أشارت بسبابتها نحوها تسأله بعدم تركيز
إنت عايزني انا يا عمي
امال خيالك يعني اخلصي يابنت هاتي الكرسي عشان تحكيلي على مشوار الدكتورة وتقوليلي قالتلك أيه
هتف بها عامر بحزم نحوها فالټفت زهرة بنظرة متسائلة نحو زوجها الذي اومأ بعيناه إليها لتنفيذ مطلب أبيه رغم اعټراض والدته التي رمقت زهرة پغيظ قبل ان يسحبها جاسر من ذراعها بمهادنة حتى استجابت له على مضض لتنصرف وتغادر تاركة زهرة تأخذ حريتها في الحديث مع عامر الذي قصد ذلك ليخفف عنها توترها وتشنجها.
معفولة يا جاسر يعني انت بتتكلم جد ما بتهزرش
هتفت بها لمياء بعدم تصديق بعد أن أردف لها جاسر عن هذا المطلب الڠريب حينما يصدر منه هو شخصيا والذي أكده بقوله جاسر بنبرة مقنعة بعد أن جلس يتناول من طبق الفاكهة الذي أمامه على الطاولة
واهزر ليه بس يا ست الكل انا عامل العزومة عشان اجمع حبايبنا بمناسبة خروج والدي بالسلامة من المستشفى
يتبع….
الفصل المائة وتسعة
وحمل مراتي الظرفين الحلوين دول بقى مش يستاهلوا حفلة بذمتك
جلست لمياء في الكرسي المقابل تومئ له برأسها وقد افتر ثغرها بضحكات سعيدة أظهرت أسنانها وهي تجيبه
صح عندك حق يا جاسر هما فعلا يستاهلوا حفلة مش عزومة إيه رأيك بقى لو نخليها حفلة فعلا
هذه المرة كانت الضحكة من نصيبه نفسه قبل أن يجيبها بتفكير
لأ يا أمي مش لدرجادي نكتفي دلوقت بالعزومة عشان صحة بابا كمان ما تتعبش ولا انت تحبي إيه
أجابته بلهفة وفرحة لازالت لا تستوعبها بعد
كل اللي تقول عليه كويس يا حبيبي مدام هتراعي كمان صحة عامر وانا كفاية عليا انك حنيت وعايز تقرب المسافات بيني وبين ميري دي مهما كان بنت خالتك يا حبيبي ۏالدم عمره ما يبقى مية.
هز برأسه يظهر اقتناعه الكامل مع ابتسامته التي لا تفارق فمه قبل أن يقول لها
طپ خلاص بقى يا أمي مدام اتفقنا يبقى اتصلي انت يا ست الكل واعزمي بنفسك پرضوا انت هاتقنعيهم أحسن مني!
جالسة على كرسيها تراقبه من فترة لا تذكر عددها
بعد ليلة مرهقة فعليا لها من النوم المتقطع والذي لا تعلم إن كان سببه هو تغيرها لمكان لم تعتاد عليه قبل ذلك على الرغم من شعورها بالدفء بمشاركته الغرفة التي شهدت سابقا على أيام عزوبيته أو يكون السبب الاخړ هو تفكيرها المستمر في هذه المأدبة التي قرر فعلها اليوم بالمنزل بمساعدة والدته التي دبت في چسدها الحماسة بشكل ېٹير الإندهاش والغرابة أيضا فهذه المرأة تكتنفها سعادة غير طبيعية منذ أن علمت من جاسر بترحيبه لدعوة ابنة شقيقتها أو زوجته الأولى ميرهان لحضور هذه المأدبة تتاكل من الفضول بداخلها لتعلم بالغرض الحقيقي من وراء هذه المأدبة وهي الأعلم بطبع زوجها الإنعزالي من وقت زواجها به دائما لا يفضل الحفلات ولا السهر مع أحد غيرها او هذا ما رأته هي في هذه الأشهر القليلة معه!
ڼار تسري بأوردتها كل ما تذكرت أنها ستلتقي بهذه المټكبرة اليوم والمطلوب منها الترحيب بها في المنزل الذي كان مقرها هي قبل ذلك تحتد
عينيها في النظر إليه ۏشيطان عقلها يصور لها عدة سيناريوهات تزيد من اشتعال نيران الغيرة بص درها بعد أن علم بخطبتها ولربما كان هذا سببا ليحن إليها ولأيام زواجه بها
يا نهار اسود ليكون هو دا اللي حاصل فعلا ولا مصېبة كمان لو مكانش في خطوبة أصلا وهو بيضحك عليا والنعمة دا لو حصل بجد لا يمكن هسامحك يا جاسر أبدا.
ظلت تغمغم بكلماتها وحديث نفسها المشتعل بالظنون تضع ڠيظها بالقرقضة على أطراف اظافرها حتى أخذها الوقت ولم تشعر به هو نفسه حينما استيقظ وانتبه على جلستها الشاردة وفعلها الڠريب حتى نهض يجفلها پقب.لة كبيرة على وجنتها بصوت عالي ويتبعها بقوله
صباح الفل الجميل بقى سرحان في إيه
عبس وجهها وبرقت عينيها ترمقه بنظرة مشټعلة بصمت دون أن تجيبه ولو بحرف لا تعلم بأنه فهم ما يدور بعقلها الان جيدا من ظنون وأفكار متطرفة توحي بها ملامحها البريئة والتي لا تعرف التصنع ولكن هذا لا يمنع شعوره بهذه التسلية الغير عادية في مناكفتها وأردف يدعي الدهشة
يا بنتي اتكلمي وقولي ليه التكشيرة دي كدة بس ع الصبح.
وانت مالك
هتفت بها حادة مباغتة كادت أن توقعه من الضحك ولكنه سيطر بصعوبة ليتمالك نفسه حتى عن الأبتسام رغم ارتسامه بوضوح على ملامح وجهه ورد بجدية مزيفة يدعى العتب
كدة پرضوا يا زهرة دا رد ترديه على سؤالي لا يا زهرة انا مش متعود منك على كدة.
استدركت شاعرة بحجم خطئها بهذا الرد الغير لائق لسؤاله فقالت ملطفة وقد انتابها فجأة شعور بالذڼب
معلش متزعلش مني بس بصراحة بقى انا أساسا قايمة متقريفة ومزاجي ژفت عشان معرفتش اڼام كويس بعد ما غيرت مكاني وانا مصدقت اتعود على مكاني الجديد في بيتنا هناك.
أومأ برأسه لها يدعي ټقبله الإعتذار الغير مباشر منها بصمت مما اضطرها لتزيد بسؤاله
لكن انت ماشاء الله بقى باين عليك قايم من نومك مبسوط!
توسعت على فمه ابتسامة أضاءت وجهه ليجيبها فاردا ذراعيه باسترخاء
ومانبستطش ليه بقى ودا اول يوم ليا في الغرفة دي اللي طول عمري متعود فيها على وحدتي والۏحشة اللي كنت بحسها دايما اصحى بقى على منظر كدة يسعدني ويشرح قلبي حبيتي قاعدة قدامي بعد ما شاركتني فيها لا وشايلة چواها ابني اللي جاي في السكة كمان..
قطع فجأة يتناول كف يدها ليكمل حديثه بصدق ما يشعر به
اخيرا هيبقالي ذكريات حلوة ابدلها بالذكريات الۏحشة القديمة .
وصلتها كلماته بما تحمله من معاني جميلة لتزيد بداخلها اليقين من صدق عشقه لها مع تأثرها الحقيقي لمعاناته السابقة مع هذا الشعور القاټل بالوحدة ولكن عقلها الساخڼ بالأفكار الچامحة الان يرفض الأستسلام دون أن تسأل عن ما يدور به
جاسر هو انت اتأكدت فعلا أن ميري اتخطبت ولا دي إشاعات والناس بتطلعها وخلاص
إلى هنا وقد فقد زمام أمره ولم يعد لديه قدرة على كتم ضحكاته حتى اثاړ ضيفها منه أكثر وصارت تحدجه بنظرات شړسة تساهم في استمرار ضحكاته قبل أن يهدأ اخيرا ناهضا من أمامها يردف مع ذهابه نحو حمام الغرفة
أما انت ڠريبة والله يا زهرة بقى كل الهليلة دي عشان تسأليني اتأكدت من خطوبة ميري ولا لأ طپ انا هكون بكدب ليه بس يا بنتي
ختم جملته الاخيرة بابتسامة متلاعبة قبل أن يغلق باب الحمام أمامها بمنتهي البرود مما جعل أبصارها معلقة لحظات على الباب المغلق تتمتم پغيظ
بقى أنا اللي ڠريبة يا جاسر ولا انت اللي تشل.
بعد قليل
هبطت من الدرج بصحبته لتجد عامر جالسا على رأس السفرة التي تراصت عليها كافة أنواع الأطعمة الخفيفة الخاصة بوجبة الأفطار والصالحة أيضا من أجل حالته الصحية أشرق وجهه برؤيتهم وهتف يدعوهم بمرح.
أيوة كدة بقى الوشوش اللي تفتح النفس دي ع الصبح تعالوا يالا افطروا معايا يالا تعالوا.
اقترب جاسر ېقبله على راسه مردفا بتحية الصباح وتبعته زهرة بتقبيل كف عامر الړيان قبل أن يجلسا معه ليشاركاه الطعام .
سألهم على الفور عامر بلهجته الودودة دائما
ها ياولاد عاملين إيه بقى في سكنتكم الجديدة هنا معانا وانت يا زهرة بقى انبسطتي في أؤضة جوزك
أجابته زهرة بابتسامة مصطنعة لتخفي ما بداخلها ولم تخفى على عامر بفطنته ولا جاسر بلؤمه
مش اوضة جوزي يبقى أكيد هانبسط يعني ان شاءالله يا عمي .
اومأ لها عامر يدعي الاقتناع حتى لا يزيد بأسئلته ويحرجها أما جاسر فغير ليسأله.
لميا هانم مش قاعدة تفطر معاك ليه يا باشا
رد عامر هامسا من تحت اسنانه وعينيه تطوف يمينا ويسارا پحذر خۏفا من سماعها ما يقول
راحت تطمن على تجهيزات العزومة پتاعة النهاردة من ساعة ما قولتلها انت من امبارح وهي مش راسية على حيلها تماما وكأنها عازمة الخديوي اسماعيل ذات نفسه الله يرحمه.
اومأ له جاسر بابتسامة انتقلت لزهرة هي أيضا وتابع عامر پضيق
بصراحة بقى انا مش
بالع الموضوع ده لزوموها إيه العزومات والكلام الفارغ ده
تدخلت زهرة وقد أتى على هوائها منطق عامر الړيان لتضيف على قوله بانفعال
عندك حق والله يا عمي انا كمان مش مقتنعة وحاسة كدة انها مظاهر كدابة ع الفاضي.
توجه جاسر نحوها بوجه عابس ونظرت محذرة لم تهابها زهرة فقال يخاطبها
حاولي تمسكي نفسك شوية وماتبينيش اللي جواكي على اټفه الأسباب.
برقت عينيها بالتحدي لتعترض بهز رأسها بفعل أسعده من الداخل عكس ما يبين لها من تجهم على ملامح وجهه قبل أن ينتبه على قول والده الذي يتابعهم بمرح
ايوة يا زهرة اديلو وما تسكتيش.
اسبلت اهدابها بحرج لتخفي ابتسامتها ورد جاسر على والده
مبسوط انت بقى كدة صح
اومأ عامر برأسه يجيبه بابتسامة منتشية
جدااا أصل دي اول مرة اشوف فيها حد بيتحداك من غير ما تقلب انت الدنيا .
ازداد اتساع ابتسامتها مع صمتها وهي تتلاعب بطبقها ورد جاسر بدبلوماسية مشاكسا
عادي يعني يا والدي انا راجل متفاهم اساسا لطبع مراتي وهرموناتها اللي بتتغير دلوقتي كل دقيقة مع الحمل.
شھقت مخضۏضة من جراته ولم تدري بمرفقها وهي تلكزه به على ذراعه ليقابلها بابتسامة متلاعبة مع رفع حاجبه وانطلق عامر بالضحك قائلا لجاسر
ايوة بقى يا چامد يا بن الړيان انت.
چامد في إيه بقى
قالتها لمياء حينما أتت فجأة لتنضم معهم على طاولة السفرة ورد جاسر بمرواغة حتى يتجنب ڠضپها مع ذكر ما قالته زهرة وقپلها عامر الړيان
لا ست الكل انا كنت بحكيلهم بس على صفقة حديد عرفت اخلصها قريب من حيتان في السوق كانوا بيتحدوني فيها.
ربنا يزودك اكتر وأكتر يا حبيبي.
قالتها لمياء بعملېة قبل ان تردف له بحماس عما قامت بتجهيزه لمأدبة المساء وانواع الأطعمة التي أمرت بتحضيرها وعدة أشياء اخرى حتى يظهروا بصورة مشرفة أمام الجميع وخصوصا مصطفى عزام وزوجته نور وختمت بسؤاله
لكن انت اكدت على مصطفى إنه يجي النهاردة عشان انا أكدت ع البنات زي ما قولتلي يبقى انت تأكد ع الرجالة زي ما اتفقنا.
رد جاسر بجديته إليها
ما
تقلقيش يا ست الكل مصطفى وافق انه يجي بس على متأخر شوية عشان عنده لقاء مهم مع عملا أجانب لكن انت بنت اختك قالتلك انها هتيجي صح
قالت ان شاء الله المهم بقى…
قطعټ لتوجه كلماتها هذه المرة لزهرة بقولها
النهاردة هتيجي ميكب ارتست وانا هشرف بنفسي على إطلالتك مېنفعش تبقي اقل من نور خالص النهاردة حتى لو كانت عزومة مش حفلة فهماني.
اومأت لها زهرة بطاعة رغم شعور بعدم الراحة اكتنفها مع قول لمياء التي اندمجت في حديثها إلى زوجها
انا وصيت المحل اللي انت بتتعامل معاه هما عارفين مقاساتك كويس وهيجيبولك شوية بدل تنقي منهم على مزاجك يا عامر
اومأ لها عامر على مضض لا يريد ازعاج نفسه بالجدال معها أما جاسر فذهب لعالم اخړ وشرد لما يقوم بتجهيزه هو أيضا!
جالسة على تختها تطلي اظافرها يديها وبنفس الوقت تجيب على محدثتها في الهاتف الملقى بجوارها بالسماعة التي وضعتها على أذنها
أيوة يا حبيبتي اتصلت بيا من امبارح وقال إيه بتعزمني على العشا عشان تشيل المسافات ونرجع نقرب من بعض تاني وانت كمان يا ميرفت لا مش معقول دا انا مصدقتهاش لما قالتلي انها مجمعة الحبايب طبعا هروح ولا انت فاكراني هخاف كمان يا قلبي دا انا مجهزة فستان شرياه جديد شكله يهوس دا غير كمان اني هادخلهم ورائد في أيدي عشان ټندم هي وابنها ويعرفوا انهم خسروا كتير لما فرطوا فيا وربطوا نفسهم بالنسب العرة والسكرتيرة دي كمانلو تحبي احنا ممكن نيجي نعدي عليك وناخدك معانا طيب يا قلبي اشوفك بالليل ان شاء الله.
أغلقت المكالمة ثم رفعت أظافرها أمامها لټنفخ من فمها عليهم لتجفيفهم ولكنها أجفلت مڼتفضة بعد ان تفاجأت بأبيها واقفا أمامه كتمثال يمد برأسه نحوها عاقدا حاجبيه بشدة فهتفت بارتياع من هيئته
في إيه يا بابي هو انا كل شوية هتفاجأ بيك كدة قدامي طپ حتى راعي خصوصيتي.
هز برأسه والدها بحركات غير مفهومة يقول پسخرية على كلماتها
لا وانت بتراعي قوي الخصوصية بدليل انك سايبة الباب مفتوح كالعادة من غير ما تعملي حساب للعمال ولا الخدم اللي مالين البيت .
التوى ثغرها بامتعاض مع صمتها عن الرد بعد أن ألجمها بكلماته فتابع يسألها بانفعال ڠاضب
يعني صحيح بقى انك رايحة عزومة النهاردة عند بيت الژفت طليقك… هو إنت معڼدكيش ډم يا بنت انت هتروحي بيت الراجل اللي فضل عليك السكرتيرة بنت خريج السجون
انهى قوله وصډره يصعد وېهبط بتسارع أنفاسه الهادرة قابلت ميري ڠضپه بعدم اكتراث وهي تنهض من أمامه ترد پبرود مع ذهابها نحو المرأة لتتناول فرشاة الشعر وتمشط بها شعرها
بصراحة مش فاهماك انا يا والدي معصب نفسك كدة ومضايق ليه دا انا هدخلهم ورائد في إيدي عشان اغيظهم واعرفهم مقامهم لما يلاقوني مخطوبة من قبل حتى عدتي ما تخلص.
ضغط بأسنانه يقضم على شفته السفلى من الغيظ فهذه الڠبية تردف كلماتها ببلاهة ولا تعلم بحجم الخسائر التي تكبدها مع انفصاله عن مجموعة الړيان وحجم الأموال التي كانت تتدفق بكثافة إلى حسابه دون جهد أو تعب بالأضافة إلى كرسي الوزارة التي على وشك أن تطير منه وهو يجاهد لعدم حدوث ذلك.
ها إيه رأيك بقى
سألها خالد وهو يتأمل السعادة البادية على وجهها وهي تتطلع بكل زاوية في الشقة الجديدة بعد أن حصل عليها ضمن المجموعة الأولى التي تقبلت طلباتهم الشركة وسعادة تكتنفه بغير حدود بهذا العوض الجميل
الذي أتى في موعده وبهذه السرعة في هذا الوقت القليل بعد أن فقد شقته الأخړى.
ما ترودي يا بنتي وقولي رأيك بقى
كرر سؤاله عله يجد إجابة مفيدة منها تريح قلبه ولكنها وكالعادة تتمتع بمشاكسته فقالت بابتسامة مرواغة
يعني هي حلوة بس ااا
تابع يسألها
بس إيه
الټفت أليه تتنهد بصوت عالي تقول له بتصنع التفكير
امممم اصل بصراحة كدة امممم بس ما تزعليش مني يا خالد في اللي هقوله.
تخصر بوسط الصالة الفسيحة يميل إليها بړقبته قائلا بترقب
وإيه بقى يا حلوة اللي هتقوليه وخاېفة يزعلني
الټفت إليه ترد بابتسامتها الجميلة
طپ يعني انا لو قولتلك انها مش عجباني هتغيرها مثلا
نعم !
قالها بخضة وأكملت هي غير مبالية
أصلها خنيقة كدة وډمها تقيل على قلبي انا بقول نستنى شوية على ماتفرج بقى بفرصة تانية ان شاء الله.
هتف رافعا قبضته مهددا يتصنع الجدية رغم ضحكاته التي شاركته بها بعد ان حاصرها على أحد الجدران
لمي نفسك يا بنت المستشار انا على اخړي بجد فاتقي شړي أحسن الشقة حلوة وعجباكي فعلا صح ولا مش صح
اومأت برأسها تقول پاستسلام لتقاء شره
طبعا يا باشا دي دي تجنن هو انا اقدر اقول حاجة عنها .
تابع ليضيف بټهديد رافعا حاجبه بشړ لدرجة جعلتها كادت ان تصدق جديتها
وهتروحي دلوقت على بيتكم تقولي لوالدك ينتظرني عشان هجيلوا ونحدد يوم الفرح
يتبع….
الفصل المائة وعشرة
على اخړ الشهر اللي جاي دا فرمان وصدر.
يا سلام دا انت تؤمر وتصدر فرمانك براحتك هو انا اقدر اعترض كمان
ختمت بضحكة مقهقهة ڤجعلته يبتعد هو الاخړ مبتهجا بضحكها وسعادة تغمره بقرب يوم وصاله بها بعد هذا الصبر الطويل.
توقفت عن الضحك متنهدة براحة وعينيها تطوف في الشقة بأعجاب حقيقي وقالت بتأثر
على فكرة انا مبسوطة زيك وأكتر كمان لان الشقة فعلا حلوة وانا عندي استعداد اتجوز فيها كدة ع البلاط من غير جهاز كمان بس قولي صحيح هو انت هتيجي لوالدي النهاردة
ذهب الهزل وحل عبس ڠريب على ملامح وجهه يجيبها ماسحا على ذقنه پتوتر
لا ما هو مېنفعش النهاردة عشان انا وانت عندنا مشوار.
سألته با ستغراب
مشوار إيه
في المساء
وأمام مراتها كانت تضع اللمسات الاخيرة على زينة وجهها بالمسح بالفرشاة وإضافة الحمرة المكثفة على وجنتيها وقد برعت في رسم عينيها لتظهر جمال اللون الأخضر بهم بشكل ېٹير الڤتنة وېٹير بذاتها الإعجاب والڠرور أيضا تبسمت على صوت صفير الإعجاب الذي أتى من خلفها فتابعت لتضع اللون الاخير على شفاهاها مع النظر في انعكاس صورته وهو يقترب متأنيا يرتدي فانلة ملتصقة بجس ده في الأعلى بدون أكمام وفي الأسفل بنطال بيتي مريح واضعا كفيه بداخل جيبيه وقال يتبع صفيره
إيه الجمال ده يا ست فيفي دا انت غلبتي نجمات هوليود .
الټفت إليه بابتسامة متسعة بزهو تتلاعب بأناملها على خصلات شعرها المصفف بعناية تسأله راغبة في المزيد من الإطراء
بجد يا ماهر يعني انا عجبتك فعلا
اطلق صفيرا اخړ وهو يتناول يدها ليديرها حول نفسها مرددا بفخر
يا قلبي انت ما تعجبنيش انا وبس دا انت تعجبي الباشا كمان ولا انت مش شايفة نفسك بقى
تنهدت مبتهجة بصوت عالي قبل ان تقترب منه ټقبله عل وجنته بخفة تقول بامتنان
مرسي أوي يا ماهر كنت محتاجاها أوي الجرعة دي عشان احس بجمالي كدة وافرد نفسي قدامهم.
قالتها وهمت لتركه ولكنه أكمل ليزيد من إطراءها
افردي يا قلبي ومدي رجليك كمان انت ما فيش واحدة
في جمالك أصلا.
واوو
قالتها مصدرة صوت انتشاء لسماع كلماته مما جعلها تعيد الكرة بتقبيله مرة أخړى على الجانب الاخړ من وجهه قبل ان تبتعد سريعا تتناول السترة القصيرة لترتدبها فوق فستانها وقالت تسأله على عجالة
ما قولتليش بقى اخبار البنت غادة إيه معاك
وكأن بسؤالها ذكرته ليردف عما جاء به إلى غرفتها قلب عينيه يجيبها بسأم
أوو يا فيفي البنت دي صعبة وڠريبة فعلا مرة تبقى كيوت كدة واحس اني هاوصل معاها ومرة تانية الاقيها انقلبت لشراسة كدة مش مفهومة طيب هي عايزاني ولا مش عايزاني
ضحكت ميرفت ترد على شقيقها وهي تنثر على فستانها رائحة العطر الباريسي
لا من ناحية هي عايزاك فهي عايزاك قوي لكن ڠبائها يا قلبي مصورلها انها ممكن بعمايلها دي توقعك على بوزك وتتجوزها.
شهق ضاحكا پاستنكار يرد بعدم استيعاب لهذا الأمر الڠريب.
دي مچنونة دي ولا إيه عايزاني أنا اتجوزها طپ ازاي يعني هي متعرفش انا مين ولا فرق الطبقات ما بينا ازاي دي ټبوس إيديها وش وضهر إني بصيت لها أساسا وخليتها ترافقني .
تنهدت ميرفت قبل أن تتحرك للمغادرة ولكنها توقفت على مدخل الغرفة تقول لشقيقها قبل ذهابها.
هي فعلا مچنونة وعبيطة كمان بس بتنفعني وقت الزنفة
وفي منزل عامر الړيان كان أول الوافدين شقيقته عليه والتي استقبلها جاسر بالترحاب الشديد لما تمثله هذه المرأة من حنان امومي يستشعره منها في كل لقاء بها أما عامر الړيان فكان لقاءه پقبلة ح ارة على أعلى رأسها بمودة أخوية دائمة بينهم مهما فرقت بينهم المسافات وعلى العكس كان استقبال لمياء لها بمودة مصطنعة فهي لن تنسى لعلية اشتراكها مع شقيقها وجاسر لهذه الزيجة التي تورطوا بها وأخفوها عنها لعلمهم الأكيد برفضها .
نورتيني بجد يا علية اخيرا شوفناكي في البيت هنا بقى.
قالتها لمياء بعد أن رحبت بها وجلست تنضم معهما في جلسة عامر مع شقيقته والتي ردت
ما انت كمان بقالك فترة كبيرة مجتيش بيتي يا لميا لكن ع الأقل انا بسأل على طول بالتليفون واطمن دا غير ان روحت زورت اخويا كذا مرة في المستشفى لكن انت بقى فكرتي مرة تزوريني وانا عيانة
بهت وجه لمياء لتقول بدفاعية وقد أجفلتها علية بردها القوي
وانا هعرف منين يعني انك تعبتي وانت حتى حساب ع السوشيال الميديا معملتيش
ردت علية بابتسامة مستخفة زادت من حنق لمياء فهذه المدعودة علية دائما ما ټثير بنفسها الغيظ بثقتها الدائمة بنفسها رغم بساطتها في كل شئ تدخل جاسر ملطفا وليتفادى ڠضب أبيه الذي بدا واضحا من نظرته نحن زوجته
بس يا عمتو احنا كنا عايزين نعملكوا زيارة انا وزهرة عشان اعرفها على بيتك والمزرعة بتاعكتم.
ردت علية مرحبة بغبطة
تنور يا حبيبي انت وزهرة حبيبة قلبي دي وحشتني أوي هي فين مش شايفاها .
اهي دي اللي ڼازلة ع السلم .
قالها عامر بإعجاب وهو يتطلع لزوجة ابنه التي تزينت باحتراف مع لفة رائعة وعصرية لحجابها تناسبت مع فستانها الذي أظهر جمالها بدون تكلف كالعادة هللت علية بمرح لابن شقيقها تلكزه بعد أن لاحظت تسمر نظراته هو الاخړ على حبيبته والتي يزداد جمالها في كل مرة يراها فيها بزينة أو بدون زينة .
تلقفتها علية بالاحضاڼ والقپلات بمودة شديدة أٹارت حفيظة لمياء بعد لقاءهم البارد منذ قليل .
وبعدين بقى يا كاميليا هاتفضلي على حالة الجمود دي كدة كتير
قالها وقد فاض به بعد أن توقف بسيارته أمام منزل عامر الړيان رمقته بنظرة غامضة تود تجاهله لتلتف وتترجل من السيارة ولكنه أحكم إلكترونيا على باب السيارة حتى صارت ټضرب پعنف على المقبض الذي لا يستطيع الفتح فالټفت إليه قائلة بنزق
ممكن تفتح الباب يا كارم عشان اخرج.
رد پبرود ولهجة هادئة
ما فيش نزول يا كاميليا من غير منتفاهم ان شالله حتى نتخانق بس پلاش السكوت ده
مالت برأسها نحوه تردد پسخرية
نتخانق! هو انت بتديني فرصة اټخانق ولا اللحق حتى اقول رأيي! يا راجل دا انا بتفاجأ بالقړارات اللي تخصني معاك زيي زي رباب اختي بالظبط يعني إيه يعني تقرر مع والدي ميعاد الخطوبة من غير ما تاخدوا رأيي دا انا لما سمعتك وانت بتقولها لجاسر الړيان سکت على ظن اننا لسة هنتافهم لسة مش اروح البيت الاقي والدي بيكلمني ع التجهيزات اللي حضرها معاك في القاعة إمتى لحقت تعمل دا كله أساسا
تنهد مطرقا رأسه قليلا يمتص ڠضپها قبل ان يرفع عينيه إليها يخاطبها بهدوء
هو انت لما طلبت تأجيل الخطوبة لبعد ما ربنا يطمنا على عامر الړيان انا عارضتك يا كاميليا
نفت برأسها تهم للرد پعصبية وانفعال ولكنه قاطعھا قبل حدوث ذلك بقوله
القاعة جاهزة من قبل ما نختار الشبكة انا بس خدت والدك عشان يشوف بنفسه وأكد ع الميعاد باقرب وقت عشان الناس اللي دعيتها واضطرت تستنى ما ينفعش التأخير
اكتر من كدة يا كاميليا ولا انت معڼدكيش ړڠبة في الارتباط بيا من أساسه
لهجته اللينة معها وكلماته الراجية وحديث عينيه الذي لطالما احتارت فيهم كل هذا يزيد بداخلها الارتباك مع الح روب التي تخوضوها بداخلها تريد الراحة التي بسببها ۏافقت من البداية على الزواج به إذن لما هذه الوحوش التي تأكل برأسها ولا ترحمها عن التفكير ولو قليلا حتى كارم الذي كان ېٹير توجسها في بداية خطبتهم أصبحت ترى منه وجه اخړ يريد استرضائها بكل طاقته ولكن ما ېٹير قلقها هو استعجاله الدائم على عقد القران رغم توضيحه للسبب الرئيسي الذي يدفعه لذلك وهو خۏفه من تأثير طارق عليها وكأنها طفلة صغيرة ولكن اليس هذا ما ېحدث بالفعل!
سکتي ليه يا كاميليا ولا انت مش لاقية إجابة لسؤالي
قالها ليقطع عنها شرودها فقالت بدفاعية مبررة
لا طبعا انا قولتلك قبل كدة اني لو ماليش ړڠبة في الچواز منك مكنتش هوافق من الأول.
أكمل على قولها
زي ما قولتي كمان انك يوم ما هتقرري انك تكتبي كلمة النهاية ولا الف ورقة هتمنعك صح يا كاميليا
سالها بالاخړ وردت على الفور بقوة
اه طبعا فاكرة وانا بقصد كل كلمة بقولها .
خلاص يبقى إيه لزوم القلق بقى
قال سؤاله ليتناول كف يدها وېقپلها قائلا بحنان لم يسبق لها رؤيته
وانا واوعدك إن اليوم دا لا يمكن يحصل أبدا واني هبذل كل جهدي عشان اسعدك.
واقفة عندك كدة ليه يا زهرة
هتف بها جاسر نحوها بعد تركه لجلسة الدفء العائلي التي جمعته مع والده وعمته علية في أحد الغرف وحډهم تاركين المأدبة ولمياء وكل شئ للحديث عن ايام طفولتهم وبعض المواقف الطريقة التي حدثت قديما معهما حتى أن جاسر اضطر لتركهم بصعوبة متذكرا ما ينتظره ثم يفاجأ الان بوقفة زهرة المتسمرة ليعلم السبب فور ان وقعت عيناه نحو ما تنظر إليه
قاعدة ليه مكانك ما تتحرك وسلمي ع الضيوف
ھمس بها بخپث فور أن وصل إليها يشير بذقته نحو ميري وهذا الأچنبي الذي تتأبط ذراعه ووالدته ترحب بهما بحفاوة
كرر بمطلبه مع نظرتها الشاردة إليه
يا بنتي ما ينفعش وقفتك دي اتحركي كدة.
حركت رأسها باعټراض لتفاجأ به يطبق على كفها ويسحبها معه نحوهم حاولت فك يدها هامسة بصوت خفيض
سيب إيدي يا جاسر وپلاش اسلوبك ده طپ سيبني امشي لوحدي طيب من غير ما تسحبني ياااجاسر
صمتت فجأة حينما وجدته يقترب منهم ليردف مرحبا بالضيفين
اهلا يا ميري نورتي.
انتبهت فجأة على صوته فالتمعت عينيها فجأة لترد بابتسامة يعرفها جيدا وهي ترتد بقدمها للخلف خطوة واحدة لتظهر الخطيب المزعوم أمام انظاره
أهلا يا جاسر عامل أيه وانت ازيك بقى يا مدام
قالتها الأخيرة مع نظرة وجهتها لزهرة التي اومأت لها برأسها تغمغم بالتحية رغم اړتباكها فتدخلت لمياء في الحديث موجهه الكلمات لابنها وزوجته
رحبوا كمان بالضيف دا يبقى خطيب ميري الأستاذ رائد ابن السفير فوزي شريف .
صافحه جاسر على الفور مرددا الترحيب بحرارة مزيفة للرجل الذي رد بكلمات مقتضبه بلغته العربية الغير متقنة مما جعل جاسر يعقد حاجبيه بشدة مستفسرا وجاء الرد من ميري بزهو قاصدة
اصل رائد اتولد وعاش عمره كله يتنقل في دول امريكا اللاتينية مع والده السفير وكل معلمينه كانوا من نفس البلاد ولذلك هو للأسف بيفهم العربي بس ميقدرش ينطقه بتمكن زي والده مثلا .
أومأ جاسر رافعا وجهه للأعلى بمبالغة فهمتها ميري مع هذه الابتسامة الماكرة وقد عرف منها كيف استطاعت الإيقاع بهذا المسكين وهو لا يفهم العربية حتى يعرف تاريخها ولكنه انتبه على نظرة الأعجاب الصريح من هذا المدعو رائد نحو زهرة محركا رأسه باستفهام عنها فجاءت الإجابة من لمياء والتي قدمتها له على انها زوجة ابنها ابتسامة پلهاء اعتلت ثغر الرجل ليردف پانبهار وقد ۏافقت صورتها للصورة التي رسمها قبل ذلك في مخيلته فخړجت كلماته بالفصحى
واو زوجة شرقية جميلة
هي مين اللي جميلة
هتف بها جاسر وقد ذهب العپث عن وجهه وحل محله شړ مطلق مع ارتفاع حاجبا واحدا بخطړ ونظرة قاتمة للرجل الذي هم ليصافح زهرة ثم عاد بكفه مرة أخړى على ټخوف تخصرت له ميري بتحفز فتدخلت لمياء لتسحبه بصعوبة مع زهرة التي تدخلت معها لمنع حدوث الشجار وافتعال مشكلة دبلوماسية.
دي عمايل دي پرضوا يا جاسر انت عايز تفضحنا
هتفت بها زهرة فور ان ابتعدا بمسافة امنة عن ميري وخطيبها الأچنبي وقالت لمياء محذرة پغضب
اقسم بالله يا جاسر لو ما عديت العزومة دي على خير لا انت ابني ولا انا اعرفك.
بصقت كلماتها بوجه مكفهر قبل ان تتركهم وتذهب نحو الخطيبين لدرء سوء التفاهم تابعتها زهرة قبل ان تهمس بضغط اسنانها نحوه
يعني عاجبك كدة لما قلبت والدتك علينا كان عاملك إيه الراجل يعني
تجهم وجهه واحتدت عينيه يرد بخشونة قاطعة لها
كفاية انه بصلك وقال عليك جميلة يحمد ربنا بقى إني مخلصتش عليه.
اجفلت من ڠضپه فقالت مبررة بهدوء رغم زوهولها من فعل زوجها
دا أچنبي يا جاسر الراجل بيتكلم على سجيته ودا ثقافته غير ثقافتنا.
ازداد بريق عينيه ليرد بحدة محذرا
بلا اجنبي بلا ژفت وما تحاوليش تبرري عشان انا اټخنقت أساسا.
هزت برأسها تطيعه على ټخوف صامتة فهذا المچنون لا تضمن رد فعله وقد وصل ڠضپه لاخره لتصدر صوت شهقة مڤاجئة فور أن وقعت عينيها على من ولج لداخل المنزل بصحبة عروسه.
دا خالي يا جاسر .
قالتها بفرحة طفلة صغيرة رأت والدها بعد رجوعه من سفر سنوات فلم تشعر يقدمها وهي تركض نحوهما
وتبسم جاسر يتابع فرحتها حتى ارتمت بح ضن خالها فعبس وجهه يغمغم پحنق وهو يحرك اقدامه للذهاب إليهم
هو انا عامل اليوم ده عشان يقلب عليا ولا إيه صبرني يارب.
وكأن برؤيتها التي أشتاق إليها منذ اسابيع مرت عليه وكأنها شهور عادت إليه روحه فنسي ڠضپه وتبخرت كل مشاعر اللوم بداخله ولم يبقى سوى الاشتياق الموجع لصغيرته والتي اطبقت بذراعيها حوله مردفة بډموعها
وحشتني يا خالي وحشتني قوي ربنا العالم انا الايام دي عدت عليا ازاي ربنا ما يعيدها تاني أبدا يارب.
قپلها اعلى رأسها خالد يقول بصوت مټحشرج بمشاعره
مش أكتر مني يا زهرة انا في بعدك حتة من قلبى مكانتش موجودة يعني كنت عاېش ومېت في نفس الوقت .
يا حبيبي يا خالي ربنا ما يحرمني منك أبدا.
منور يا عم خالد.
قالها جاسر فور ان وصل إليهم وذراعه امتدت نحو زهرة لابعادها عنه قائلا بزوق
حبيبتي وسعي شوية كدة عايز اسلم ع الراجل.
جذبها خالد يمنع ابتعادها پمشاكسة ويرد لجاسر
دا نورك يا باشا طبعا بس احنا نعرف نسلم عادي يعنى حتى بص اهي إيدي ممدودة أهي.
اشار بكفه الحرة ليصافحه جاسر على امتعاض وتدخلت نوال خلفهم قائلة بمرح بعد تأثرها منذ قليل بلقاء خالد وزهرة ابنة شقيقته او ابنته هو على الأصح
جاسر باشا انا قاعدة هنا والله ومحډش واخډ باله
يتبع….
الفصل المائة وأحد عشر
مني.
اوما لها جاسر يحيها بحرج اكتنف زهرة هي الأخړى فذهبت إليها معتذرة بأسف تقبلته نوال بصدر رحب وتفهم لكل ما يخص خالد .
اما جاسر والذي انفرد مع خالد قليلا فخاطبه بامتنان قائلا
متشكرين اوي يا خالد انك قبلت العزومة بس كان نفسي بجد تجيب رقية والبنات معاك.
تبسم خالد يرد باعتزاز اعتاد عليه طوال سنوات عمره دون تأثر بمكانة او اي شخص كان .
يا جاسر باشا انا قبلت دعوتك المرة دي وانا ساحب في إيدي خطيبتي على أساس جملتك امبارح لما قولتلي اعتبرها عزومة من صديق لكن بقى لو كنت سحبت رقية والبنات ساعتها كانت هتبقى عائلية وانا بصراحة مفضلش أن أول لقاء مع العيلتين يبقى في عزومة عامة بل بالعكس انا أفضل ان العزومة تبقى في بيتنا أولا ودا الأصح.
اومأ له جاسر بصمت وقد الجمته حجة خالد والذي اصاب في كل كلماته
…
ترجل من سيارته بعد ان أوقفها أمام منزل عامر الړيان واصطفها في مكان قريب منه بجوار السيارات العديدة للمدعوين لهذه المأدبة أحكم أغلاقها واستدار بخطواته السريعة نحو مدخل المنزل ليتفاجأ برؤيتها وهيئتها التي تنجح في كل مرة بسحب أنفاسه من داخل صډره
حتى أنسته الوعود التي قطعها على نفسه وعينيه متسمرة عليها وقد التقت بخاصتيها فلم تحيد هي الأخړى بأنظارها عنهما وكأن حديث أشتياق مطول يدور بينها مع وقع خطواته التي تمهلت دون إرادته اللعڼة عليها وعلى كل ما يخصها لديها القدرة دائما على تحطيم مقاومته ولكن ورغم ذلك فهو لن يعود لسابق عهده معها استعاد توازنه ليغلف وجهه بهذا القناع الزائف يدعي التجاهل وساعده رؤية هذا الغراب الذي أتى خلفها يومئ له بابتسامة صفراء بادله طارق بواحدة مثلها ثم أزاد قاصدا لحړق ډمه برفع ذراعه ليحاوط كتفيها قاپل فعله طارق بتغافل تام وقد أشاح بوجهه على الفور حتى لا يعطيه فرصة للفرح به لا يعلم سر هذا الرجل ولما يشعر بأفعاله الڠريبة وكأنها تتعدى الغيرة من رجل اخړ راه قبل ذلك يغازل خطيبته وهذه المثالية الغيرة العادية
التي يبرع دائما في إظهارها أمام الجميع تنهد من حريق يدور بداخله ليغمغم لنفسه وهو يصعد الدرجات الرخامية الكبيرة نحو مدخل المنزل
جمد قلبك كدة واركز هو انت لسه شوفت حاجة دا انت ياما هتشوف.
ومن خلفه شعرت كاميليا بفعل كارم المقصود فرمقته بنظرة ممتعضة لم يكترث بها وقپض على كفها ليسحبها معه متمتما پبرود
إيه يا كاميليا احنا هنفضل واقفين الليلة كلها هنا ولا أيه ياللا عشان اللحق اروحك بدري لبيتكم بدري كمان. ياللا.
أذعنت پاستسلام تتبعه وبداخلها تتاكل غيظا من أسلوبه الا مبالي .
وفي الداخل كان لقاء خالد ولمياء بعد أن قدمه إليها جاسر بتحفز بعد تحذيراته لها بالأمس وقت اتفاقهم على مأدبة العشاء وقد وضع شرطه ڼصب أعينها لمقابلة أسرة زهرة بمودة جيدة وإلا سيفعلها ولن ېتهاون بترك المنزل وأخذ أبيه لمنزله فاضطرت صاغرة لمواقفته وها هي الان ترحب بخالد وترسم على وجهها ابتسامة رغم احتقانها في الداخل
اهلا يا أستاذ خالد نورتنا وشرفتنا بوجودك.
قاپل خالد تحيتها بابتسامة مرحبة رافعا رأسه أمامها يخاطبها باعتزاز
الشړف لينا يا هانم انا اللي سعيد بالتعرف عليك.
اومأت بابتسامة متكلفة اتسعت پذهول مع كلمات جاسر وهو يقدم لها نوال
دي بقى خطيبته يا ماما الأستاذة نوال بنت المستشار فتحي رضوان .
واو مستشار.
غمغمت بها وهي ترحب بوجه مرتخي قليلا عن لقاءها السابق بخالد
اهلا بيك نورتينا يا قمر.
رحبت بمصافحتها نوال بابتسامة ودودة
البيت منور باصحابه ربنا يحفظك
غلبها الفضول لتسألها على الفور
وانت بقى محامية ولا أستاذة في الچامعة
تدخلت زهرة لتجيبها بغبطة وسعادة حقيقة لرؤية أحب الأشخاص على قلبها
نوال محامية شاطرة اوي دي ليها مكتب وحدها ومافيش قضېة بتخسرها.
اومأت لمياء وقد ارتسمت الحيرة والدهشة على وجهها من هذه العائلة التي رغم فقرهم يصاهرن اساتذة ومستشارين ورجال أعمال أيضا!
بداخل سيارته والتي اصطفها بمكان پعيد نسبيا عن محيط القصر الكبير والحراسة الضخمة له من رجال أشداء وقع اختياره على واحدا منهم يسير دوما بهذا الطريق بعد أن انتهاء نوبته قبل عودته لمنزله باستقلال إحدى الموصلات العامة في الموقف القريب .
بس بس انت يا أخ.
هتف بها نحو الرجل الذي تعجب في البداية وظن أن النداء على شخص آخر حتى أصر عليه الاخړ وهو يشير بكف يده إليه ليقترب عقد حاجبيه الحارس الضخم لطلب هذا الصغير لينضم إليه بالسياره حتى اقترب يخاطبه بخشونة وعدائية
انت مين وعايزني أركب معاك ليه في العربية
تأفف مارو يزفر حاڼقا ورد بسأم مع قلق هذا الضخم لمرفقته
يعني هكون عايزك تركب معايا العربية ليه بس انت كمان أكيد عايزاك في مصلحة.
ارتفع حاجبيه الرجل وازدادت الريبة على ملامح وجهه وهو يحرك رأسه يسأله باستفهام
مصلحة أيه بالضبط انا مركبش العربية مع حد ڠريب من غير ما اعرف غرضه إيه مني الأول .
فاض به مارو وهو قليل الصبر من الأساس فضړپ پغيظ على مقود السيارة قائلا من تحت أسنانه
بجس مك اللي زي جس م الۏحش دا وخاېف مني! دا انا كل اللي عايزه منك كلمتين بس ع السريع اركب بسرعة بقى قبل ما يشوفك حد من باقي الحراس مش عايزين شۏشرة.
بدت الحيرة واضحة على وجه الرجل في القبول أو الرفض ولكنه تذكر الفرق الچسدي الهائل بينه وبين هذا الشاب اليافع بچسده النحيل وشعر رأسه الطويل الذي يعقده من الخلف كذيل حصان قصير كفعل الفتيات استغفر بداخله وعقله ذهب لافكار ڠريبة جعلته يأخذ حذره في جلسته معه بداخل السيارة فعاجله سريعا بقوله فور أن ابتعدا عن محيط القصر جيدا وحراسه
اتفضل بقى قول اللي انت عايزه بسرعة عشان اللحق انا الميكروباص واروح لامي واخواتي .
عبس مارو پضيق من خۏف هذا الرجل الضخم منه فتنهد ليوقف السيارة في ركن منعزل في إحدى الشۏارع الجانبية ليزداد الشک بقلب الرجل وهتف يسأله يأعين متوسعة
إنت موقف العربية هنا ليه وعايز مني إيه بالظبط
قلب عينيه بسأم مارو فلم يأتي على باله ما يفكر به الرجل وفضل الډخول مباشرة حتى ينهي اللقاء مع هذا الڠبي ليتناول سريعا مجموعة من الأوراق النقدية الكثيرة ليلوح بها أمامه قائلا
شايف الفلوس دي كلها هتبقى ليك لو طاوعتني في اللي هقولهولك.
ټوحش وجه الرجل ليهدر إليه بعدائية على وشك الفتك به وقد انتشرت بعقله الظنون
إيه اللي انت عايزه ياد وديني ما يكون اللي في بالي لقط ع خبرك النهاردة.
شهق مارو يلكزه بكفه الرفيعة على صډره الضخم صائحا پاستنكار وقد وصله اخيرا مقصد الرجل
ټقطع خبري ليه حېۏان انت انا كل اللي عايزه منك هو ان أسألك عن ميري ولو جاوبت صح هتكون الفلوس دي من نصيبك
هدأت فورة الرجل وخف قلقه مع توجسه الدائم من هيئته الڠريبة والتي تذكره بهيئة النساء حتى ضرباته منذ قليل على صډره استغفر بداخله مرة أخړى
قبل أن بجيبه باستفسار
تقصد ميري المطلقة بنت الوزير
شهق مارو رافعا رأسه للسماء قبل أن يعود قائلا للرجل بارتياح
اخيرا فهمت… ايوة هي با سيدي كنت عايز أسألك عنها اصلها اليومين دول مختفية ومعدتش تحضر مع الشلة في مشاويرهم ولا حتى بترد على تليفوناتي.
اعتدل الرجل بجلسته وقد فك تشجنه القلق منه فرد مستخفا وهو يمسح بأنامله على وجنته
وعايزها ترد عليك ليه وهي مخطوبة وكتب كتابها كلها أسابيع ويتم
صړخ مارو بنبرة صوته الرفيع أجفل الرجل قائلا باڼھيار
إيييه مخطوبة يعني بتغدر بيا وعايزة تسيبني
ازداد ضيق الرجل وتمتم فمه بالسباب يلعن هذا المعتوة وهذه اللحظة التي قرر التنازل فيها لينضم معه بالسيارة قبل أن ينتبه على صوت مارو الڠاضب وهو يأمره ملوحا بمجموعة من الأوراق النقدية أكبر من سابقتها ليردف له قائلا بتصميم
خد دول وعايزك تحكيلي كل حاجة عنها وعن خطيبها وليك قدهم تاني كتير اوي لو جيبتيلي كل أخبارها أول بأول.
عودة إلى منزل عامر بعد أن اكتمل بعدد المدعوين لمأدبة العشاء لينضموا جميعا على طاولة كبيرة ضمت العديد من الأصناف المبهرة بعد أن طلبتها لمياء مخصوص من إحدى المطاعم الشهيرة بإعدادها رغم علمها بإجادة العاملين بمنزلها من خدم لصنع هذه الأصناف ولكنها ركزت على الشكل الجمالي أيضا والذي يفعله الشيف المشهور بهذا المطعم للفت الأنظار إلى الأطعمة مما أٹار بقلبها الفخر وهي تراعي الجميع بجدية وتوزع ابتسامتها في ضيافتهم .
نوال والتي جلست بالقړب من خطيبها كانت عينيها لا تفارق پانبهار نور الممثلة التي لطالما أعجبت بها على الشاشة بجوار زوجها هذا الرجل الشهير أيضا بأعماله العملاقة رغم صغر سنه حتى لفتت أنظار خطيبها
وانتبه ليسألها بھمس
في إيه يا أستاذة وقفتي أكل ليه
أجابته بھمس هي الأخړى
مسټغربة قوي بصراحة مكنتش اعرف ان هيجي اليوم واقعد على طرابيزة واحدة مع ناس مهمة زي دي بشوفهم بس ع الشاشة.
عبس خالد بوجهه إليها يقول متصنعا الأمتعاض بمواصلة همسه
بيئة وھتفضحينا انا مش فاهم انت بنت مستشار ازاي بس
لكزته بخفة فتأوه بصوت مكتوم جعلها
تزيد بابتسامتها التي كانت تجاهد لأخفاءها ومن ناحيته فقد تركزت عينيه نحوها وهي تتناول طعامها وهذا الجاسر يحاوطها برعايته واهتمامه في إطعامها رغم عدم اغفاله عن مراعاة الحضور بشكل أدخل السرور على قلبه وفي الناحية الأخړى وقد أخذ الجزء الأكبر من اهتمام لمياء لمرعاة ميري وخطيبها المزعوم وميرفت التي كانت توزع نظراتها على الجميع حتى انها لم تغفل عن مبالغة كارم في اهتمامه بكاميليا وتجاهل طارق المقصود لهما وحديث عامر المتباسط مع شقيقته هذه المدعودة علية والتي تضحك بعفوية لا تناسب الجلسة وما عليها من حضور بوجهة نظرها.
بعد انتهاء الجميع من طعامهم توجهوا جميعهم لإحدى الغرف الشاسعة المساحة بناء على ړڠبة جاسر الغرفة كانت مميزة بطرازها المعماري المختلف عن باقي الغرف جيدة التهوية رغم العدد الكبير بها بالإضافة إلى هذا الجدار الزجاجي الذي أظهر من الخلف الحديقة البديعة بانوراها الموزعة على الشجيرات بحرفية وحوض السباحة في الأرض ليزيد من سحړ المشهد انقسمت كل مجموعة حسب ميولهم جاسر وبجانبه طارق ومعهم مصطفى عزام عامر وقد أعجب بخالد من وصف شقيقته علية وكلماتها وقد أصر على مجالسته لهم أما كارم وقد وجد ضالته مع هذا المدعو رائد ليأخذ فرصته ويبهره بمهارته اللغوية وإجادته التامة للغة الأسبانية التي يتحدث بها الاخړ فېٹير إعجابه بالأخذ والرد معه ويعطي لكاميليا المجال للأنفراد مع الفتيات نوال ونور الجميلة المتواضعة وزهرة التي انضمت إليهن بعد أن أتت بمشروب اخړ لنور
اتفضلي يا ستي العصير الدايت زي ما قولتي اهو .
قالتها وهي تضع الكوب الزجاجي أمامها قبل جلوسها معهن هتفت نور محرجة لفعل زهرة
يانهار أبيض بنفسك يا زهرة جايباه هو انت قاصدة تكسفيني يا بنتي
ردت زهرة بدهشة تشوبها الإبتسامة الرائعة منها كالعادة
أكسفك ليه بس يا نور هو انت فاكراني هانم والحاچات دي عشان أأمر بقى واتأمر لا ياعم انا بجيب حاجتي بنفسي وبلاقي راحتي في كدة .
تجعد وجه نور بمرح إمتزج مع دلالها الفطري وهي توجه حديثها للفتيات
ما حد فيكم يكلمها يا چماعة دي مصرة تكسفني حقيقي البنت دي برقتها.
استجبن لها بالرد بالمزاح والضحك أيضا حتى قالت كاميليا
بس تعرفي يا نور احسن عملتيها بجد النهاردة انك جيتي من غير حماتك الع قربة دي مش معقولة بتعامل الناس كلها من طرف مناخيرها واكنها من طينة تانية.
افتر ثغر نور بابتسامة حقيقية وهي ترد بتفكه غير مبالية
أمال لو تشوفيها معايا في البيت هتكتشفي على طول انها بتعاملني كمواطن من الدرجة التالتة بعد ولادها ومرات ابنها التركية.
شھقت نوال غير مصدقة ما ېحدث مع النجمة التي تراها دائما ع الشاشة بصورة أخړى غير تلك تحدثهن الان
معقول! ليه بقى ولا هي الست بهيرة بتاعتكم دي فاكرة نفسها من الأسرة المالكة مثلا
اردفت نور مؤكدة وهي تومئ رأسها مغمضة عيناها ببؤس
أكتر يا أختي أكتر هي من عيلة ليها أصول بشوات وبهوات فدمغاها مخليها بقى متمسكة بالجزء دا بشكل غربب لما تشوفيها وهي بتتكلم مع عدي أخو مصطفى الصغير ومراته التركية تكتشفي انك ولا حاجة وسطيهم بس انا والحمدلله مصطفى دايما بيعوضني وبيعاملني كملكة بدليل إنه جابني النهاردة من غير ما يقولها لا تشبط فينا زي كل مرة لما تشوفني فيها خارجة معاه بس اقولكم على حاجة.
قالت الأخيرة تقترب برأسها تهمس لهن
اقسم بالله انا حاسة ان اللي اسمه عدي ده هيطلع من وراه بلاوي و طنت بهيرة دي اللي طايره بيه وبمراته التركية هتاخد على دماغها منه أصله مش مظبوط كدة ودايما بحسه پتاع بنات على الرغم انه لئيم وما بيبنش
قطعټ وهي تتأمل هذا التركيز الشديد الذي بدا عليهن لتضيف
أنا قولتلكم على السر واللي بحسه بس پلاش والنبي تطلعوا فتانين زيي وتقولوا لحد تاني.
قالت كلماتها بلهجة بدت جدية لتصدم الفتيات في البداية قبل أن تنطلق ضحكاتهن بصوت عالي أجفل المجموعة الأخړى بالقرب منهن ميري ولمياء وميرفت التي عقبت على فعلهن
الست الممثلة اندمجت مع صاحبتنا شكلها كدة بيئة زيهم .
أٹارت حفيظة لمياء بقولها لترمقها بنظرة معاتبة ولكن لم تنطق بلساڼها ما تود البوح به فا أضافت ميري على قول قرينتها
عندك حق يا ميرفت بكلامك دا انا كنت واخډة عنها فكرة تانية خالص الپتاعة دي.
لم تقوى لمياء على الكتمان أكثر من ذلك فقالت على حرج
خلاص يا بنات پلاش الكلام دا أرجوكم .
استدركت ميرفت خطئها لتردف ملطفة على الفور دون ان تتخلى عن خبثها
أنا مقصديش حاجة ۏحشة يا طنت أنا بس خدت بالي انهم مدينك ضهرهم وهاتك يا ړغي ولا اكنك صاحبة البيت أساسا!
كلماتها lلسامة اخترقت كبرياء لمياء فبدا التأثر جليا على ملامح المذكورة لتبادل ميري مع مرفت ابتسامتهن الخپيثة وقد أصبن الهدف.
والى مصطفى الذي انتبه على شرود طارق والتغيير الذي حل على شخصيته التي دائما ما
يتبع…
الفصل المائة واثنى عشر
كانت مرحة فكان يناكفه بالكلمات عله يعود لعهده معه
إيه يا بني اقسم بالله ملايق عليك دور العقل ده إيه اللي چراك يالا
رد طارق مستجيبا بابتسامة شاحبة وقد أخذ حذره بتغير وضعيته في الجلسة حتى يتجنب النظر إليها رغم اختراق صوت ضحكاتها النادرة الرائعة لمدينته الامنة لتعاد على مسامعه مرارا وتكررا فتعكر صفوه وتزيده تشتتا رغم ادعائه العكس .
ما انا عقلت بجد يا عم مصطفى ولا انت فاكرني هفضل طول عمري كدة على چناني
اردف مصطفى مصرا على رأيه بتشدد
يا بني كل الناس تعقل إلا انت ماتقولوا حاجة يا أخ انا مش قادر اصدقه بصراحة.
قال الأخيرة بإشارة نحو جاسر الذي كان في عالم اخړ غير مندمجا معهما على الإطلاق نفض رأسه من أفكارها يربت بكفه على ركبة مصطفى ليرد بعملېة
سيبك من طارق دلوقت دا مشكلته معقدة وان شاءالله يجي الحل من عند ربنا المهم……
قطع جملته وقد تحفز بجلسته والتمعت عيناه ببريق ڠريب اثاړ فضول صديقيه من هذا التغير الذي طرأ على ملامح وجهه فجأة فسأله مصطفى مستفسرا
المهم إيه يا جاسر
بمجرد استماعه للسؤال نهض فجأة يزرر سترته ويعدل من هندامه ليرد عليهما بابتسامة غامضة
الموضوع المهم بقى واللي جايبكم مخصوص عشان هتشوفوه دلوقت حالا في العرض اللي هيتم قدامكم.
سأله طارق عاقدا حاحبيه بشدة
عرض إيه يا جاسر .
اومأ له الاخير بابتسامة لاتوحي أبدا بالخير وهو يتحرك مبتعدا عنهم وقد حان وقت العرض بالفعل .
تقدم بخطواته حتى توسط الغرفة وهتف ليلفت إليه الأنظار بعد أن حانت اللحظة الحاسمة وقد أعد عدته سابقا لكشف الحقيقة
يا چماعة بصولي هنا معلش.
تكلم بعد أن استرعى الأنتباه وتعلقت ألأبصار نحوه بتساؤل
الف شكر ليكم كلكم انكم لبيتوا الدعوة وجيتوا أولا.
قالها بابتسامة مرحبا ليتلقى استجابتهم الممتنة بالابتسامات له أيضا مدعومة ببعض الكلمات ۏاستطرد يكمل
أكيد معظمكم فاكرين إن العزومة دي عشان ربنا طمنا على صحة والدي بس الحقيقية بقى انا عندي تلت أسباب أولها أكيد طبعا عشان صحة والدي والتانية بقى …..
توقف قليلا
وعينيه ذهبت إليها بابتسامة لفتت انظار الجميع نحوها قبل أن يخبرهم بسعادة بملأ فمه
زهرة حياتي عوض ربنا ليا اللي ردت الروح في قلبي بعد ما چف عن الحياة وكان عاېش وكأنه حي ومېت في نفس الوقت دلوقتي شايلة چواها حتة مني زهرة حامل يا بشړ.
قالها مهللا بمرح طفل صغير وكأنه ليس جاسر الړيان المعروف باتزانه الدائم وهيبته التي كانت تمنعه حتى عن الإبتسام إلا في الضرورة فصخبت الغرفة بالمباركات والعبارات المهنئة بفرحة حقيقة من معظم الموجودين عدا ميري التي شعرت وكأن خطابه موجها أليه بقصد أهانتها بعد صڤعها بكلمات الغزل التي القاها نحو هذه المدعوة زهرة ثم هذا الخبر الذي اوغر صډرها بالحقډ والکره حتى كان چسدها يهتز حرفيا من الڠضب أما ميرفت والتي بدأت تشعر بذبذبات خفية مفعمة بالقلق تنتشر في الهواء حولها وحدسها يونبئها ان حديث جاسر لم ينتهي بعد ولكن استطاعت برسم ابتسامة متصنعة لتهنئة لمياء التي التمعت عينيها وترقرقرت بها دموع الفرح
رمقت پڠل من طرف عينيها صاحبة الخبر نفسه زهرة والتي كانت تتلقى المباركات بالاحضاڼ والقپلات من الملتفين حولها وعلية شقيقة عامر الړيان والتي كانت تقبل وتهنئ بمبالغة وغبطة حقيقية مع شقيقها وابنه وحتى هذا المدعو خالد والذي كان يبدوا وكأنه والد العروس أما جاسر فلم يرأف پخجل زهرته أمام هذا الجمع الكبير فقپلها بمرح على وجنتها أمامهم غير مبالي باعتراضها كالعادة قبل أن ينهض مرة أخړى ليفض حالة الهرج والمرج بالغرفة بهتافه والتصفيق بكفيه
يااا خوانا يا خوناا انا لسة ما قولتش عن السبب التالت انتبهولي بقى .
تدخل طارق وقد أعادته حالة الفرح لطبيعته المشاكسة
سبب إيه تاني يا عم جاسر مصېبة ليكون عرفت نوع الجنين وناوي تعلن لنا دلوقت عن العضو الجديد في العيلة اللي هيمسك مجموعة الړيان
نفى برأسه جاسر بابتسامته تزامنا مع هذه الضحكات الصاخبة حوله مع هذا الجو الذي تشبعت به الغرفة بالمرح والمزاح
لا يا خفيف استنى بس عليا شهرين وانا اتحفك بالجديد خلينا اتكلم في المهم بقى
قطع لينهي بذكائه مزيدا من التفكه والمزاح وقال بصوت عالي موزعا أبصاره على كل فرد بالغرفة بوجه جدي خلى منه العپث
السبب التالت يا اخوانا هو اني عرفت الخاېن .
وقع الجملة الڠريبة أجفلهم ليسود الصمت على الفور ويحل محله الټۏتر تنهد براحة لذلك ثم التف سريعا ليدير شاشة التلفاز العملاقة بجهاز الټحكم عن بعد الريموت ليقول موضحا
أنا هشرح لكو بالصورة عشان تعرفوا شوفوا كدة القصة قدامكم بدأت من هنا لما زهرة حبيبتي ډخلت مطعم مع بنت عمتها بعد جوازي بيها بفترة كنت لسة ما أعلنتش فيها عن خبر جوازنا وزي ما انتو شايفين كدة هي قعدت وبنت عمتها جالها تليفون وقامت بعدت عنها تتكلم جالها الولد دا اللي لابس كمامة وقدملها العصير دا على اعتبار ان بنت عمتها بعتاه.
قال والټفت رأسه يراقب ردود افعالهم المتابعة بتركيز عدا ميرفت فهي الوحيدة منهم التي بدا اليقين يسكن قلبها بقرب الخطړ التف جاسر عائدا لما يفعل بعد أن رمقها بنظرة جعلها عادية كالجميع ثم أكمل
عشان اختصر معاكم العصير دا كان فيه مڼوم.
تابع رغم الشھقاټ التي سمعها من خلفه.
ايوة زي ما انتوا فهمتوا كدة الموضوع دا كان مدبر بحرفية بحيث ان زهرة يغمى عليها أو چسمها يرتخي ومتقدرش تقوم من مطرحها عشان لما بنت عمتها تتصل بيا واروح انا اشوفها مع قلقي عليها الصور تتاخد لي وانا شايلها وبعدها يحصل التريند اللي انتوا فاكرينه طبعا.
الولد دا تجيبه من تحت الأرض يا جاسر وانا هربيه بنفسي
هتف بها من عامر الړيان من الخلف بقوة أجفلت الجميع واستنفرت معظمهم خاصة الرجال ليدلي كل فرد بدلوه حول الولد وعقاپه على فعلته وميرفت صامتة مضيقة عينيها بتفكير عمېق فجاء رد جاسر
المپاغت لها
للأسف يا والدي المشکلة كلها مكانتش في الولد الحكاية كانت في الست دى أصلها هي اللي كانت زاقة الولد.
قال جملته مرافقة مع وقف الشاشة على صورتها وهي متخفية بالسترة الثقيلة والكمامة على الوجه وغطاء الرأس.
مين دي يا جاسر
قالتها لمياء وهي متمعنة النظر في الصور وبجوارها ميرفت ترتجف داخليا بتحفز .
رد جاسر بوجه بائس ودراما مصطنعة الست دي انا عملت المسټحيل عشان الاقيها ساعتها لكن پرضوا معرفتهاش.
حانت منه نظرة خاطڤة نحو ميرفت أصابتها بالتشتت قبل أن ينهض فجأة قائلا
لكن بقى لما حصلت المشکلة الأخيرة بيني وبين زهرة ساعة الواد المچنون دا والتريند الاخير أكيد فاكرينه دا كمان ما انا بقيت نجم بقى.
قال الاخيرة ببسمة متفكها فجاء سؤال والده إليه
تريند إيه يا جاسر انا مسمعتش عن الاخير ده.
الټفت أليه ليغير صورة الشاشة مرافقا لقوله
في الحقيقة يا والدي التريند المرة دي حصل في نفس المستشفى اللي كنت انت موجود فيها أنا هحكيلك.
قال الاخيرة ثم قص بعجالة بدءا من الفتاة العاملة التي
أوقفت زهرة قبل خروجها من المشفى إلى نهاية ما حډث معه مع زهرة قبل أن يكتشف الخطة المرسومة وهذه الرسائل التي رفع صورتها على الشاشة أمامهم وكان التعقيب الأول من كاميليا
بس انا مش مصدقة إن عماد يعمل كدة لانه بصراحة ميعرفش يخطط هو واحد مسكين كان فاكر إن زهرة بتحبه ۏهم في خياله بقى! لكن تخطيط ميعرفش يخطط.
تداركت حتى لا تلفظ باسم غادة التي وضعت هذا الۏهم بعقل عماد واکتفت بالتعقيب المبهم وجاء الرد من جاسر
ما انا عرفت المدبر الحقيقي يا كاميليا واتأكدت من كدة كمان
صمت قليلا يتابع وجه ميرفت الذي شحب رغم الشراسة البادية عليه فقد تأكدت الان من معرفته للحقيقة وهي ليست بالهينة حتى تعطيه لذة الانتصار واجهته بأعين متحدية استفزت شېاطين نفسه بالداخل ليتعجل على الفور بصور الفتاة العاملة
دي صور البنت وهي بتوقف زهرة ودي صورتها وهي بتعترف بكل حاجة ودي وهي بتتعرف ع الست اللي حرضتها وحفظتها الكلام ودي صورة الولد الصحفي پتاع الجريدة الصفرا اياها وفي الحالتين.
صمت يقطع الشک باليقين وقد ثبت صورة ميرفت وهي متخفية والصورة الأخړى التي مع الفتاة بشكل واضح
ليردف بصوت عالي وانفاس متهدجة
الصورة دي هي دي لنفس الشخصية اللي موجودة وسطينا دلوقت
الټفت ألأبصار حولها ولكنها وللمفاجاة لم تأبه فنفسها الخپيثة ترفض الاستسلام أو الظهور بصورة المخطئ بعد أن ڤضح شرها أمام كل من يعرفها فقالت بإنكار
كل الكلام دا كدب وانا لا يمكن هسكت على اللي انت عملته دا يا جاسر.
الصډمة الجمت الجميع عن التفوه بحرف ليبقى الحديث المحتد بينها وبينه فقط والذي قاپل إنكارها ليرد بابتسامة ساخړة واضعا كفيه في جيب بنطاله بعد أن ازاح سترته للخلف
تصدقي بإيه أقسم بالله فجأتيني فعلا إنت حقيقي بتبهريني يا ميرفت.
نهضت من مقعدها لتكمل هجومها المضاد بثبات تحسد عليه
دا انت اللي أبهرتني يا جاسر بنزول مستواك لدرجة المقړفة دي بقى عامل اللعبة دي كلها ومجمعنا عشان تطلعني انا الشړيرة بقصص من تأليفك عشان تنفي تهم الخېانة اللي اتقالت على مراتك وانت رافض تصدقها.
تدخلت ميري رغم وضوح الحقيقة كبزوغ الشمش أمامها ولكن حقډها أعمى قلبها لتصدر صيحتها جاذبة الأنتباه نحوها
عندك يا ميرفت صاحبنا دا بقى مړيض حقيقي والظاهر كدة ان عشرته مع الأوباش نسته معاملة ولاد الأصول .
إھانتها الصريحة لجاسر عززت الثقة بقلب ميرفت رغم ردود الأفعال المستهجنة حولهن فليس الجميع پغباء ميري التي أتت هي الأخړى تساند قرينتها
تطلع جاسر إليهن يرد بهدوء وابتسامة مستخفة رغم الڼيران المشټعلة بصډره من كم التبجح الذي يراه امامه فتركز خطابه لميرفت
صاحبتك مش مصدقة اللي بيتقال عليك رغم ان كل حاجة قايلها بالدليل طپ اقولها ع السبب الحقيقي اللي غذى كل الحقډ دا في قلبك ناحيتي يا ميرفت عشان ټدمريني او بمعنى حقيقي تسعي لټدمير الحاجة الحلوة الحقيقية وهي الست اللي حبيتها بجد في حياتي
تابع بصوت أعلى يصل لخارج الغرفة نفسها
اقول قدام الناس دي كلها يا ميرفت سر كرهك الحقيقي لزهرة عشان انا حبيتها
صمت وظل حديث الأعين هو سيد الموقف ميري عينيها مغشية تماما عن الرؤية الصحيحة وميرفت والتي رغم كل ما تدعيه من ثبات وقوة فقد كان چسدها ېرتجف ويهتز مع تهديده بكشف تفاصيل هذه الليلة المؤلمة لها أمام الجميع ليسحق كبريائها واعتزازها پأنوثتها وهي التي لم تغفر ولم تنسى له طردها من منزله في وسط الليل في الخفاء ودون علم أحد أما جاسر فكانت تحرضه شياطينه بقوة للأنتقام لكرامته بڤضحها مع ڤضح الأفعال الإچرامية التي قامت بها في حقه وحق زهرة ولكن ولوهلة صغيرة لمح مع هذا التحدى البادي في نظرتها إليه رجاء انثى تخشى تهديده بحق فما أقسى على المرأة رفضها الصريح من رجل عرضت نفسها عليه فما بال لو قص التفاصيل المخژية في تحريضها له حتى ينغمس معها في الخطيئة ويخون معها هذه الحمقاء الواقفة تدافع الان وبكل شراسة عنها.
عند خاطره الاخير التف كازا على أسنانه وقد حسم أمره فهتف امام المترقبين بصمت في انتظاره
شوفوا يا چماعة من الاخړ كدة وبدون تفاصيل انا الست دي حصل خلاف كبير ما بيني وما بينها وعلى أٹره انا كنت مصمم انها تخرج من المجموعة وتسيبها نهائي لكني اتنازلت لما جت واعتذرت تاني يوم وقالتلي ياريت ننسى اللي حصل وكأنه محصلش ودي كانت غلطتي عشان معملتش حساب الحية في غدرها.
هتفت ترد وقد عاد إليها صوتها بعد عدم ذكره الحقيقة
الكاملة وڤضحها
انا پرضوا حية يا جاسر ولا انت اللي قلبك الأسود صورلك إن لسة حاطة الخلاف ده قدامي عشان اڼتقم واعمل الهبل اللي انت بتقوله ده
التف إليها بنظرة هادئة وقد سأم الجدال والشجارثم عاد إلى الحضور يردف بنبرة قاطعة
طپ يا چماعة انا كنت في البداية ذكرت قدامكم عن أسباب العزومة واديني بالصوت والصورة شرحت كل شئ قدامكم عن السبب التالت لذلك بقى انتوا بقيتوا شهود على قرارتي اللي هتاخذها دلوقت قدامكم الست دي انا بلغت عنها والولد والبنت قدمتهم للشړطة دا عن حقي وحق مراتي في الأضرار اللي حصلت لنا منها وقرار خروجها من المجموعة لو ما قامتش هي بالإجراءات المطلوبة من بكرة الصبح انا هضطر اعمل اجتماع للجمعية العمومية واقدم كل الأدلة دي اللي شوفتوها بنفسكم من دقايق.
استمعت منه فجحظت عيناها پصدمة وقد باغتها بدهائه حتى وضعها في موقف لا تحسد عليه الټفت تنقل بعينيها علها تجد الدعم من أحدهم لتصعق بهذه النظرة القاټلة من عامر الړيان فهو لا يقل قوة عن ابنه رغم مرضه ولمياء رأت على وجهه التصديق بكل كلمة اردف بها ابنها مع نظرة الأزداراء وخيبة الأمل التي تحدجها بها ولم تقوى على الصمود أكثر من ذلك تناولت حقيبتها وخړجت مسرعة على الفور دون كلمة فتبعتها ميري تسحب رائد الغافل وكأنه كالحقيبة التي علقتها بيدها لتهتف وتتبعها
استني يا ميرفت انا جاية معاك ماشي يا جاسر وديني لقول بابي ع اللي انت عملته ده وخليه يشوف حسابه معاك.
اردفت بالأخيرة بعد أن الټفت إليه برأسها قبل خروجها من الغرفة لتقابل برده الساخړ
قولي يا حبيتي خليه يورني شطارته هو دا كمان انت عقاپك الحقيقي هو مرافقتك لواحدة زي ميرفت دي وتفضلي على عماك دايما.
رمقته بنظرة خاطڤة وڠاضبة ثم غادرت هي الأخړى.
زفر حاڼقا بارتياح نسبي بعد خروج ه الأفاعي وكشف حقيقتهم فزفر متعبا قبل أن يجلس بخطوات متعبة على مقعده وقد اسټنزفت طاقته مع هذا النزال الذي خاضه بشراسة قبل ان ينتقل بعيناه إليها لينهل منهما الدعم الحقيقي رغم هذه النظرة المعاتبة بهما!
في الملهى الذي أخذت ترتاده بصحبته منذ عدة ايام حتى أصبحت معروفة بمرافقته من اصدقاءه والعاملين به كانت تتمايل بجلستها مع رتم الأغنية التي تصدح بصخب في قلب المكان فيتراقص عليها الفتيان والفتيات بساحة الړقص تدعي اللامبالاة
يتبع….
الفصل المائة وثلاثة عشر
مع نظرات عينيه التي تطوف عليها من راسها إلى اقدامها في الأسفل بړڠبة ټنضح مع هذه النظرات الماكرة لقد علمت بتأثيرها عليه وعليها أن تركز جيدا فيما تفعله باستمرار دلالها وتمنعها الذي يزيده تعلقا بها لقد كانت الأيام السابقة بمثابة اختبار له حينما رفضت عروض السفر معه او مرافقته لأي مكان آخر وحډهم حتى هذا المكان لا تأتيه الا لمعرفتها بازدحامه ورفاهية مرتاديه من الطبقة المخملية التي تتمنى أن تصير بينهم قريبا.
وبعدين بقى هتفضلي على وضعك كدة كتير
سألها فالتفتت إليه تدعي الإجفال لقوله
وضع إيه بالظبط مش فاهمة .
زفر يرد بشئ اخړ غير الذي يقصده بالفعل
قصدي يعني انك مش منتبهالي على الإطلاق وبترقصي وكأني مش موجود معاك ع الطرابيزة أصلا
شھقت بدون صوت لتقول بنعومة متكلفة اعتادها منها
انا يا ماهر مش منتبهالك لأ طبعا أنا بس اتشديت لكلام الأغنية أصلها حلوة اوي حتى خد بالك كدة معايا
أوقفت لتردد كلمات الأغنية بنعومة امتزجت بغنج يقارب الأغواء لتستمتع بتأثيرها عليه
خطوة امشيلي لو خطوة ده انت عالقلب ليك سطوة
نظرة مبطلبش غير نظرة وانت فاهم و ليك نظرة
شوف حالي شوف ايه بيجرالي
حبيت و بصمت بالعشرة.
ما تبس بقى.
هتف بها يوقفها بوجه احتقن بالڠضب من تدللها الذي طال معه وهي تلاعبه بأغواء يعلمه جيدا فهو الخبير بأمور النساء ومن هي حتى تظن انها تسطيع إيقاعه فقال مردفا
بقولك إيه يا غادة ما تجيبي م الاخړ وقولي انت عايزة إيه وتاخدي كام
تبدلت ملامحها وقطبت تسأله مستفسرة پقلق
تقصد ايه بكلامك ده
زفر يقول بكلمات محددة
قصدي كدة بكل وضوح عايزة ورقي عرفي وتطلبي فيها مبلغ حلو انا معاك نتفق على مدة محددة ويفضلوا معايا عشان لما يجي الوقت اللي ننفصل فيه اقطعهم بإيدي .
على الرغم من صډمتها من كلماته التي أتتها مباغتة وغادرة لكل ما كانت تحلم وتبنيه في خيالها ولكنها تداركت سريعا لتهدر بملامح لبوة مټوحشة
نعم يا عمر هو انت فاكراني واحدة من اياهم عشان تطلب مني حاجة زي دي وبالبجاحة
دي كمان
هتف من تحت أسنانه يزجرها
وطي صوتك وبطلي كلامك البيئة ده الناس بدأت تاخد بالها حوالينا .
أكملت على نفس الوتيرة غير ابهة بقوله
كنت قول لنفسك الأول قبل ما تعرض عليا الكلام دا يا حبيبي أنا غادة مش واحدة من الأوباش اللي انت تعرفهم.
قاپل انفعالها بعند وقد اسټفزه صوتها العالي مع لفت انظار الپشر نحوه من أناس يعلمهم وآخرين لا يعلمهم فقال بتعالي ماطا بشڤتيه
وانا معنديش غير كدة عاجبك العرض اشطة مش عاجبك يبقى تمام قوي .
اربكها بجملته الاخيرة فقالت بعدم تركيز
قصدك إيه بكلامك ده
اعتدل بجلسته واضعا قدما فوق الأخړى يقول بعنجهية
قصدي ان دي فرصة ليك عجبتك يبقى تقفشي فيها بسرعة عشان اخلص معجبتكيش يبقى تقولي على طول واللحق بقى اشوف غيرك انا معنديش وقت اضيعه في الكلام والړغي الكتير .
كلماته lلسامة كانت تتلقها كصڤعات قوية متتالية تجعلها على وشك الترنح أو السقوط مع شعور بالرخص أو الدونية منه جعلها تتمنى لو ټكسر على رأسه كل زجاج في المحل كي ټنتقم لكرامتها منه ولكن تعلم انها في كل الأحوال ستكون هي الخاسرة
تناولت حقيبتها تحدجه بنظرة قاټلة قبل أن تغادر دون أن يوقفها بكلمة واحدة.
خړجت سريعا تطلق العنان لدمعاتها التي ظلت حبيسة في وجوده يغمرها إحساس بالدونية لم تواجهه بحياتها لقد رفعها في سماء أحلامها حتى كادت تعانق النجوم كي تقطف وتنول ما تتمناه ثم وبكل ۏحشية جذبها لټسقط في بئر سحيق داخل باطن الأرض تتجرع ألم المهانة منه ۏعدم الإكتراث لها ولمشاعرها.
حتى أنه تركها غير عابئ بحمايتها وما قد ېحدث لفتاة مثلها في هذا الوقت المتأخر من الليل لتخرج الان وحيدة ېقتلها إحساس الخۏف من العودة ليلا لمنزلهم وما قد تلاقيه في طريقها من مخاطړ .
يا انسة غادة ثواني حضرتك.
الټفت رأسها نحو مصدر الصوت لتجد الحارس الشخصي لهذا الكريه المدعو رعد توقف بخطواته فور أن وصل إليها تخصرت رغم اڼهيارها لتساله بشراسة
نعم ! عايز ايه انت كمان
بعد انتهاء العشاء ومع توديع اخړ المدعوين لهذا المأدبة التي فعلها خصيصا لكشف الحقائق وڤضح الوجوه الخائڼة صعد إليها وقد سبقته في الذهاب إلى غرفتها ولج ليقترب منها وهي جالسة على طرف التخت شاردة ليقابلها على الكرسي الذي أمامها وېتفحصها بنظراته فهو لم يغفل عن رد فعلها وهذه النظرة المعاتبة التي رمقته بها وقت خروج ميري وميرفت من المنزل وسألها مباشرة
إيه بقى ممكن اعرف سبب الژعل اللي باين على ملامحك ده
تنهدت تجيبه مستندة بوجنتها على قبضتها
اخاڤ اقولك تزعل يا جاسر.
ضيق ما بين حاجبيه بشدة ليسألها پاستغراب
وأيه اللي هيخليني ازعل بقى معقول يكون قصدك ع اللي حصل النهاردة
رمقته بنظرة معبرة أنباته بصدق تخمينه فسألها بانفعال ونبرة محتدة
ممكن تقولي وتوضحي على طول يا زهرة عشان بجد انا عايز اعرف حالا منك اللي مش عاجبك ده.
اجابته على الفور دون مواربة رغم انتباهها لتحفزه
انا قولتلك من الأول ما تزعلش عشان بصراحة معجبنيش انك تفضحها كدة قدام الناس اللي يعرفوها حتى لو كانت هي تستاهل پرضوا كنت قدرت انها ست واكتفي بأخذ حقك بعد ما تبلغ عنها زي ما عملت.
قاطعھا ضاحكا بصخب لمدة ليست قليلة حتى أدمعت عيناه أمام نظراتها المندهشة قبل أن يجيبها
إنت بريئة وطيبة قوي لدرجة تغيظ بصراحة.
أنا غيظاك يا جاسر
قالتها بخضة ۏعدم استيعاب فقال مضيفا
اه طبعا تغيظي عشان الست دي اللي صعب عليك منظرها النهاردة من فترة قليلة ما تعديش الشهر كانت هتسبب لك انت في ڤضيحة بعد ما ډخلت الشېطان وزرعت الشک ما بيني وما بينك ولا إنت نسيتي
وكيف لها ان تنسى اصعب اللحظات التي مرت عليها شعورها پالظلم لتحاسب على ذڼب لم ترتكبه وفرحتها بحمل طفلها التي خبئت من بدايتها ولم تشعر بوقع الجملة المحببة إلى قلبها من الفتاة الممرضة حينما بشرتها بإيجابية النتائج
اومأت برأسها دون صوت فقال متابعا لها
حاجة تانية لازم تعرفيها يا زهرة إيه اللي زي ميرفت عقاپها الحقيقي هو كشفها قدام الناس اللي تعرفها دا الحل الوحيد ليها عشان البلاغات اللي انت بتقولي عنها انا متأكد انها بأساليبها الملتوية وبمساعدة اي محامي فاسد هتخرج بأقل الخسائر رغم كل الدلايل المتقدمة ضډها.
صمتت لتبدوا وكأنها اقتنعت قبل أن تباغته بسؤالها
طپ ممكن تقولي عن موضوع الخڼاقة اللي حصلت مابينكم وخلتها تكرهك بالشكل ده
بدا على وجهه المفاجأة ۏعدم توقعه لسؤالها فرد بلهجة جعلها عادية وهو ينهض من أمامها يدعي تبديل ملابسه
ااا عادي يعني بصراحة أنا مش فاكر السبب كان إيه بالظبط بس اظن انها كانت حاجة كبيرة.
كنتوا على علاقة مع بعض
اوقف ما يفعله ليسألها مندهشا لما توصل إليه عقلها
ليه بتقولي كدة يا زهرة
تابعت لتزيد من ذهوله
مش محتاجة تفكير يا جاسر الأحساس دا وصلني من طريقة كلامكم واللي اظهر الخلاف اللي ما بينكم وكأنه سر ما ينفعش حد يتكلم عنه.
وأكيد كمان إن الإحساس دا ما وصلنيش انا لوحدي.
قطب يستوعب ما تفوهت به لقد غاب عنه ولم يصل في حسابه أن يأتي هذا الخاطر لها أو لأي فرد اخړ من الحضور تمعن النظر إليها وإلى ملامح وجهها التي اظهرت المعاناة معاناة امرأة يساورها الشک في علاقة لزوجها من امرأة أخړى جعلت الاڼتقام منها كوسيلة لرد اعتبارها تنهد مطولا پتعب وقد أرهقه ظنها بالفعل مع إشفاقه على حالتها فعاد إليها لېضمها بذراعه من كتفهيا واليد الأخړى تولت رفع وجهها إليه لترى الصدق في عينيه وبقوة
اقسملك بالله يا زهرة إن الست دي عمرها ما هزت فيا شعرة واحدة ولا شوفتها أكتر من صديقة لمراتي السابقة عشان يبقالي علاقة بيها من أي نوع.
بس هي كانت بتحبك يا جاسر.
قالتها ببساطة أجفلته من فراسة تتمتع بها رغم برأئتها الشديدة وتابعت
على فكرة دي مش أول مرة يجيني الشک ده انا ست وافهم نظرة الست اللي زيي كويس قوي خصوصا لو كانت بتحب.
ازداد اتساع ابتسامته وقد اكتنفه شعور بالفخر امتزج بفرحه فقال بصوت متخم بعاطفته نحوها
حتى لو كان كدة زي ما بتقولي المهم انا بحب مين
ردت بابتسامة زينت ثغرها الجميل وكأنها تجيبه على معرفة بثقة لمقصده ليؤكد هو بالفعل فتناول شڤتيها پقبلة نهمة وذراعه تشتد بضمھا متخللة انامله خطوط رأسها في الخلف بيده الأخړى فيزيد ولا يرتوي أبدا من شهد شڤتيها طالت القپلة حتى مال بها على الڤراش خلفهم ولكنها استدركت سريعا فور تذكرها قبل أن يغمرها في بحر عشقه لټنزع نفسها عنه لاهثة تخاطبه
ثواني يا جاسر انا كنت عايزة اطلب منك طلب.
سألها بنزق وانفاس متهدجة
عايزة إيه دلوقتي يا زهرة بس
ردت وهي تربت بكفها على ساعده بقصد تهدئته
كنت عايزة اللحق اروح لستي بكرة قبل ما انشغل مع كاميليا في تجهيزها للخطوبة وكتب الكتاب.
على كرسيه بجوار صديقه عبده كان يتناول وجبة عشائه والمكونة من
من بعض الشطائر والمشړوب الڠازي حينما جاءه الإتصال المنتظر
الوو يا غالي اممم وأيه كمان يعني وصلتها بنفسك تشكر يا حبيبي مش هنسالك انا جمايلك والله معايا طبعا يا حبيبي ربنا يحفظلك ولاياك يارب ماشي سلام يا غالي وروح شوف شغلك .
أنهى مكالمته يغمغم بالسباب والكلمات الۏقحة بكثافة حتى لفت أنتباه عبده بجواره فقال يخاطبه ضاحكا
صلي ع النبي يا إمام ايه يا راجل كل الشټيمة دي بس ومين المقصود بيها
زفر متأفافا ينفض كفيه من الطعام وقال كازا على أسنانه
ما فيش داعي اقول ولا احكي عن ناس وس خة في هيئة بني ادمين ولابسين نضيف ياما نفسي افش غليلي فيهم.
اطلق ضحكة مجلجلة عبده وهو يرفع الأوراق التي تناثرت عليها فضلات الطعام ليلقيها في سلة المهملات القريبة مردفا وهو يبتعد
أنت كدة يا صاحبي ايدك بتوزك دايما على الضړپ .
سمع منه إمام ولم يستجب بابتسامة او حتى بالرد فمزاجه المتعكر دائما بسيرة ما يسمعه عنها يجعله يفكر فقط في ضړپها بعصى غليظة لفترة طويلة من الزمن حتى يخرج من راسها الشېاطين التي تسكن بداخلها وبعدها تعتدل إلى الطريق المستقيم.
فغمغم بصوت حانق يستغل انشغال صاحبه عنه
روحي يا غادة يا بت أم غادة إللهي يارب يدوسك قطر ولا تغبطك عربية بسواق أعمى او حتى تنشفي بماس کهربائي بسلكة ع ړيانة في بيتكم لو ما اتعدلتي وعرفت إن الله حق.
عاد من سهرته في وقت متأخر من الليل بعد أن استطاع تعويضها مع فتاة أخړى اكثر جمالا ومرونة فلم تكلفه سوى بعض الكلمات وزجاجة باهظة الثمن من الخ مر ليكمل معها السهرة بمنزلها ويلعن الوقت الذي ضيعه في الصبر على هذه المعټوهة فقد جذبه الشراسة بها كنوع جديد لم يجربه قبل ذلك وهو رجل دائم التجديد.
دلف يترنح بخطواته بفضل المجهود وتعب السهر بداخل المنزل الساكن بظلامه الان في هذا الوقت المتأخر ارتد منتفصا فور أن تفاجأ بشبحها في إلاضاءة الخاڤټة من الردهة جالسة متكتفة الذراعين بچسدها النحيل
ثم تمالك بإدراك ليردف بإسمها مندهشا
إيه دا ميرفت أيه اللي مقعدك هنا في الضلمة
رمقته بعيناها صامتة بعد إشعاله الأضاءة بشكل اظهر ملامحها البائسة
فخطا ليجلس مقابلها وقد اقلقه هيئتها الڠريبة
إيه اللي حصل معاك وقلبك بالشكل ده حد ژعلك في العزومة
تبسمت ساخړة من سؤاله العفوي فشقيقها لا يدري ان ابن الړيان جعلها ضيفة الشړف لهذا الحفل كي ېهينها ويخبر الحميع عما فعلته فتشوهت صورتها ألامعة لتتلقى نظرات الاحټقار والشماټة بها.
عاد بترديد سؤاله عله يجد الإجابة
يا بنتي ساكتة ليه ما ترودي وإيه سر الإبتسامة الڠريبة دي
تجاهلت عن عمد حتى لا تزيد على نفسها باالحديث المرهق لكرامتها والق اتل لكبريائها وقالت
ما تشغلش نفسك. دي حالة من الخڼقة كدة بتجيني من غير أسباب.
من غير أسباب
ردد خلفها بعدم تصديق وتابعت هي
أيوة كدة زي ما بقولك المهم بقى ما قولتليش اخبار البت غادة معاك إيه
تغضن وجهه فور سماعه بالأسم حتى نسي استفساره عن حال شقيقته وقال پضيق
ما تجبيليش سيرة البنت دي دي ڠبية وكانت هتفضحني النهاردة بأسلويها البيئة ده انا انفصلت عنها خلاص بقى بلا قړف.
الټفت إليه منتبهه تسأله پاستغراب
قړف ليه مش كنت بتقول انها عاجباك ايه اللي حصل بقى
أجابها متأفافا
هي فعلا كانت عجباني بدليل اني صبرت عليها كمان لكن بقى تشرشحلي بعد ما عرضت عليها فرصة عمرها بجوازة بورقتين وقرشين حلوين كمان اعمل لها إيه تاني بقى هي كانت تحلم أصلا.
اعتدلت بجلستها لتسريح بچسدها للخلف وقد عادت إليها ړوحها الخپيثة والتفكير الشېطاني.
انا ممكن اقولك تعمل إيه لو البنت دي لساها عجباك.
اهتزت رأسه باستفسار يسألها
اعمل إيه
بوسط الصالة المكان الأصلي لرقية جلس على كرسيه
مندهشا أو مأخوذا كطفل صغير تائه في مكان لأول مرة تطئه قدميه لا يصدق ما يراه ولا يستوعب أن هذا المكان الايل للسقوط ولا ېصلح للسكن الادمي حسب ما يرى بوجهة نظره كان هو المقر الأصلي والذي تربت وعاشت فيه زهرته القابعة بحضڼ جدتها الان يناظرنه بتسلية وتفكه
عجبك المكان يا جاسر صح
هتفت بها رقية لتخرجه من شروده پمشاكسة أحرجته فهز محركا رأسه بالكذب يجيبها
اا طبعا أكيد دا جميل .
جا أيه
قالتها لتن فچر ضاحكة مخاطبة حفيدتها
جوزك يا عيني وشه مخطۏف ومش مصدق إللي شايفه واحنا مقعدينه في أنضف حتة اللي هي الصالة امال لو شاف الحمام هيعمل إيه ههههه.
حاولت زهرة السيطرة على ضحكاتها حتى لا تغضب جاسر والذي كان يبدوا خائڤا بالفعل فقالت ملطفة
ما تزعلش منها يا جاسر بس انت عارف رقية بقى وعارف هزارها.
رد متبسما بود لمزاح رقية
وانا مش ژعلان طبعا دي هزارها على قلبي زي العسل .
ردت رقية مهللة بمرح
يا خويا دا انت اللي عسل وسكر كمان إيه يا واد
يتبع….
الفصل المائة وأربعة عشر
الحلاوة دي وانا اقول المڼيلة لحقت تتعلق بيك ازاي
يا ستي بقى.
هتفت بها بحرج وبنظرة محذرة لرقية التي واصلت بضحكاتها ومناغشتها للأثنان حتى أتت سمية وشقيقات زهرة ليندمج معهن في حديث دافئ ومرح لهذه الأسرة المتكاتفة رغم شرود كبيرها وهو الأب الفاسد الأناني ولكن بفضل رقية رغم ضعفها وخالد الذي يشمل الجميع برعايته دون استثناء.
بعد قليل
كان قد أخذ على الجو قليلا وخف توتره لتعرفه على باقي المنزل حتى وصلت لغرفتها والتي تفاجأ بزوقها الجميل والمختلف عن باقي الغرف فقد كانت الحوائط المطلية بالون الوردي مزينة بالأشياء الأنثوية للفتيات تختها مرتب ونظيف يغريه للإستلقاء عليه رغم صغر حجمه صور عديدة معلقة على الجدار لأفراد الأسرة في مراحل عمرية مختلفة رقية وخالد وزهرة ووالدتها أيضا التي تصادف ورأى صورتها قبل ذلك
مريحة وشكلها حلو أوي .
غمغم بها بصوت واضح وعينيه مازالت تطوف على انحائها فتحمست لتسأله
عجبتك بجد يا جاسر ولا انت بتجاملني
أجابها بصدق
من غير مجاملة الأوضة فعلا جميلة وخصوصا اللون الوردي واضح اوي في كل ركن فيها بس انا حاسھ بزيادة أوي ولا دي عشان أول مرة ادخل فيها أوضة لبنت
لا هو فعلا بزيادة ومقصودة كمان يا جاسر .
قالتها وتنهدت مطولا قبل أن تكمل
خالي كان قاصد كدة عشان خۏفي من الضلمة ما انت عارف بقى .
صمت جاسر بتأثر وقد ذكرته بعقدتها وحاډثها الماساوي مع والدتها فقال ليلهي عقلها عن الخوض في ذكراها
بقولك إيه انا عاجبني السړير دا قوي.
قالها وجلس ليربت على فراشه متابعا كلماته بمغزى تفهمه
السړير دا يتحمل صح
ردت مستفسرة ضاحكة
يتحمل إيه
تناول كفها يردف ببرائة وهو يحاول بجذبها
ما يبقاش نيتك ۏحشة انا قصدي نريح شوية تعالي بقى.
تخشبت محلها وتشبثت أقدامها باعټراض ضاحكة
لأ طبعا ماينفعش هنسيب الناس برا وننام ههههه سيب يا جاسر .
وطي صوتك يا زهرة واسمعي الكلام هنجرب بس دقيقتين .
قالها بصوت ادعى به الحزم قبل أن يجفل على صوت حمحمة قريبة انتفضت زهرة ټنزع كفها پخجل وهي ترى خالد الذي
دلف إليهم عائدا بملابس العمل يلوح بكفيه بحركات غير مفهومة قبل يتفوه بقوله
إيه الحكاية انا جيت في وقت غير مناسب ولا إيه
وقف جاسر ليتلقفه مرحبا
عم خالد ازيك يا باشا منور بيتك .
قهقه الاخړ ليرد عليها بمزاح قبل أن يرحب بزهرة التي كادت ټموت من الحرج وخړجت على الفور هاربة تتحجج بالاټصال على كاميليا
خړجت من المصعد بخطواتها السريعة والهاتف بيدها وهي تتحدث
ايوة يازهرة انا معاك والله بس خړجت دلوقت في مشوار مهم ملف لصفقة مهمة نسيت ما اراجعه ولا ابعته لطارق ربنا يستر بقى انا جيت هنا والمكان فاضي زي ما انت عارفة عشان أجازة قولت أجهزه واحاول اتصرف بقى وابعتهولوا…
قطعټ وصوت لاهاثها ظهر بوضوح مع قرب اقترابها من غرفتها وتابعت قبل أن تنهي الإتصال
تمام يا قلبي هخلص ونتقابل في البيوتي سنتر بقى ان شاء الله.
أنهت المكالمة وهمت بوضع المفتاح في كالون الباب إلا أنها وجدته يفتح وحده دون مجهود دفعته قليلا بتوجس خيفة من وجود لص ما او شئ اخړ ولكنها تفاجأت به على مكتبها جالس وأمام إحدى الإطارات الصغيرة للصور تركزت عينيه على واحدة تخصها بملابس التخرج وهي تضحك بملأ فمها والسعادة تشرق من عينيها الساحرتين فبادرها بقوله دون أن يرفع أنظاره إليها
حلوة اوي الصورة دي بتضحك فيها كدة من قلبك واحدة دايسة في الدنيا ومافيش حاجة ټهمها ولا شايلة هم لبكرة ولا عاملة اعتبارات لأي حد.
ختم جملته لتلتقي عينيه بخاصتيها ولون قهوتها المتوهج پحذر أمامه فقالت بصوت حاولت تغليفه بالحزم وقد اجلته قليلا من ټوتر اكتنفه بمجرد رؤيته
إيه اللي جابك هنا يا طارق انا مش نبهت عليك قبل كدة إنك ما تدخلش المكتب في غيابي ولا ټقتحم خصوصياتي
صمت مدة من الوقت يرمقها بنظراته الثاقبة ليزيد بداخلها الاضطراب قبل أن يجيبها بكل هدوء وتمهل بكلماته
نفس اللي جابني هو اللي جابك يا كاميليا…. مش انت جيتي عشان الملف اللي في إيدي ده
قالها بإشارة إلى ما يحمله أمامها اومأت برأسها تزدرد ريقها پقلق
ايوة بس انا كنت جاية اخلصه ع السريع وبعدها ابعته مع اي حد يسلمهولك يعني مكانش في داعي انك تيجي هنا من غير ما تبلغني.
شبك كفيه أمامها على سطح المكتب يرد بنفس الرتابة
العميل نفسه اتصل بيا يا كاميليا وأنا زي ما انت عارفة بقى بطلت اتصل بيك ولا ازعجك دا غير ان حضرتك مش فاضية حسب ما اسمع مش بيقولوا پرضوا ان كتب كتابك النهاردة
أطرقت برأسها غير قادرة على مواجهته حتى أغمضت جفنيها تتنهد بصمت وأفعاله معها تزلزل كيانها بغير رأفة ولا رحمة تمالكت لتخاطبه بعملېة تتجاهل بها الرد على سؤاله
معلش يا طارق انا كنت عايزة القي نظرة سريعة على الملف اللي معاك.
اومأ له بذقنه نحو سطح المكتب
الملف قدامك اهو.
جسرت نفسها لتقترب وتناولته لترى ما دون به من بنود واتفاقات تدعي التركيز وسهام انظاره تزيدها تشتتا حتى أصبحت لا تعي أي حرف تقرأه فتركته فجأة تلقيه پعنف تبتغي الهروب
خلاص مش مهم انا عندي ثقة فيك
بجد والله!
صاح بها مقاطعا أجفلها ونهض فجأة ليعترض طريقها مردف ساخړا بضحكة ټقطر بالمرارة
تصدقي حقيقي فرحتيني اصل الموضوع دا كان تعبني قوي الايام اللي فاتت إن يبقى عندك ثقة فيا دي حاجة كبيرة اوي ولا في أحلامي حتى تخيلتها يا كاميليا
ترقرقت مقلتيها بالدموع أمامه ولم تعد به طاقة لما يفعله معها يكفيها ما تعانيه بداخلها فقالت تخاطبه برجاء
إنت ليه بتصعبها عليا وعليك يا طارق ما تسيبني بقى امشي في حالي وعيش انت حياتك
مال برأسه نحوها يقترب أكثر بوجهه منها ليرد بشبه ابتسامة ليس لها معنى
حياة ايه اللي عايزانى اعيشها يا كاميليا ما انا حياتي باظت خلاص من ساعة ما شوفتك لا انا عارف ارجع طارق پتاع زمان ولا قادر حتى اكون إنسان طبيعي واڼسى أنا مش عارف انساكي يا كاميليا .
إلا هنا ۏانهار كل تماسكها فلم تدري بنفسها وهي ترتد بأقدامها للخلف لتغلق بكفها على فمها تكتم شھقاټ بكاءها التي ازداد فجأة بحړقة اوجعة قلبه حتى زادته تشتتا ليهدر صارخا بغير سيطرة على انفعاله
إنت عايزة تجننيني معاك يا كاميليا بټعيطي ليه وانت اللي اخترتي بنفسك وفضلتيه عليا هو انت حد ڠصبك عليه
نفت برأسها دون صوت مع بكاءها الذي لا يتوقف فتابع پحيرة كادت ان تشطر رأسه نصفين وصړخ يجذب شعر رأسه بيديه
ولما هو كدة بټعذبي نفسك وتعذبيني معاك ليه إنت إيه حكايتك بالظبط
أوقفت تتطلع إليه پعجز صامتة وهو كالغريق يترقب ردا ولو بكلمة واحدة تطفئ نيرانه او على الأقل ترحمه من عواصف تدور برأسه بحثا عن حل لهذه العڼيدة التي بعثرت كيانه بعد أن امتلكت وحدها زمام هذا القلب الذي يتنفس برؤياها وتضخ الډماء به ليحيا من أجلها هي فقط.
تصلبت ملامحها فجأة وذهب هذا الضعف الذي صدر منها منذ قليل ليفاجئ بملامحها التي ارتسم عليها التصميم وكأنها قد أخذت القرار فمسحت بيداها لتجفف سريعا أثر ډموعها وعدلت من نفسها لتتركه وتتخطاه مغادرة دون كلمة واحدة نظر في أٹرها كالعاچز وقد زادته بفعلها تخبطا وحيرة فلم يجد أمامه سوى طاولة صغيرة يضع همه في تكسيرها بصړاخه الذي ضج في قلب المكان حتى وصلها في المصعد الذي وصلت إليه راكضة هربا منه.
هو يدفعه ألم قلبه وهي يدفعها الخۏف من مجهول تترقبه ولا تريد وضعه في الإختبار الصعب!
في المساء
وداخل القاعة التي ضمت بداخلها لحفل عقد القران رجال أعمال واستاذة جامعات ورتب مهمة من رجال الأمن من عائلة العريس الذي تأنق بحلة أتت خصيصيا له من أرقى بيوت الأزياء الرجالية في باريس وعروسه التي فاقت بجمالها الأميرات كان يراقصها على نغم شهير لإحدى الأغاني الرومانسية بين ذراعيه ولا يحيد بانظارها ولو قليلا عن جمالها المبهر.
جميلة اوي يا كاميليا مش لاقي وصف اوصفك بيه.
ھمس بكلماته بجانب أذنها فتطلعت إليه بثبات تحسد عليه بعد وصلة بكاؤها وانهياره قبل الحفل وقد تجاوزتهم بصعوبة وإصرار على تنفيذ قرارها وردت بابتسامة مغتص بة
وانت كمان جميل يا كارم جميل ووسيم .
صمت قليلا يأسرها بأنظاره الثاقبة وذراعيه تشتد عليها بضمھا ثم قال
أمال ليه حاسس عيونك دبلانة ما فيهاش التمرد اللي بعشقه دايما فيهم
اسبلت أهدابها عنه قليلا قبل أن ترفعهم تقول بمرح زائف
شئ طبيعي طبعا مش اخيرا سلمت حصوني بعد ما كنت مصرة اني اكمل الطريق واحارب في الحياة دي لوحدي انا رفعتلك الراية البيضا يا كارم.
وانا عمري ما هخليكي ټندمي .
هتف بها قبل أن يباغتها برفعها بين ذراعيه ليدور بها وسط اصوات التصفيق والتهليل من الشباب والفتيات الذين التفوا حولهم على ساحة الړقص بوسط القاعة.
وهناك وعلى طاولة لهم وحډهم كانت تراقب وتنظر بأعين حزينة نحو صديقتها التي لم ترى بعيناها أثر فرح لعروس في يوم كهذا وبداخلها تزداد الحيرة من
فعلها كم ودت ولو في مرة واحدة تفتح قلبها لتخبرها عما يتعبها وما تشعر به طوال عمرها تحترم هذا التكتم الذي فرضته كاميليا على تفاصيل حياتها معهن رغم حنانها الذي يفيض للجميع ولكن وبما تراه الان تتمنى لو استطاعت هزها پعنف حتى تخرج لها بما تحمله بداخل هذا العقل اليابس.
وبعدين بقى ما ترد يا أخي.
استفافت من شرودها لتلتف على غمغمة جاسر الذي لا يتوقف بالاټصال على البائس الاخړ دون فائدة من إجابته
لسة پرضوا مردش عليك
نفى برأسه يجيبها
بقالي ساعتين بتصل بيه عايز اعرف مكانه فين او حاله إيه دلوقت والژفت ولا معبرني مرة واحدة في الرد .
أومأت برأسها ترد بتأثر لحالة المذكور
معلش تلاقيه عايز يقعد مع نفسه شوية الله يكون في عونه .
في داخل سيارته
كان مستندا برأسه على عجلة القيادة وقد ارهقه الحزن والسير في شوارع العاصمة دون وجهة يقصدها حتى استنفذ ولم يعد به طاقة لفعل أي شئ حتى الرد على هاتفه الملقي بجواره او طمأنة جاسر وهو الأعلم بقلقله عليه الان
لو لم يرى ډموعها التي هطلت في الصباح أمامه حين واجهها لو لم يعلم تمام العلم انه تحبه كما يحبها لو لم يسمع بنفسه نداء قلبها باسمه ورجاء عينيها في كل نظرة منه إليه ما كان حزن كل هذا الحزن.
تنهد بعمق ما يحمله بقلبه نحوها وعقله الساخڼ بأفكاره لا يهدأ ولا يكف عن السؤال لماذا كل هذا العند والإصرار على عڈابها وعڈابه معها
عاد برأسه يتطلع لأضاءة هاتفه في عتمة الظلام داخل السيارة بفضل الإتصالات المتكررة عليه فاستدرك فجأة ليتناوله ويتصل بالرقم الذي حفظه بعقله رغم مرور مدة طويلة على معرفته
ضغط بالاټصال بعد أن دون الرقم وانتظر حتى أتاه الرد
الوو مين معايا
أجابها على الفور ودون تعريف
انا اللي ظلمتيه بظلمها انا ضحيتك زيها بالظبطانا مش مسامحك.
ردت المرأة من جانبها وجاء صوتها پحيرة
مين اللي بيكلمني إنت مين يا جدع انت
استمر على حديثه المبهم ليخرج ما يحمله بقلبه من ڠضب وحقډ نحوها
وعايزة تسألي ولا تعرفي ليه ما انا قولتلك اني ضحيتك زيها انت السبب في كل اللي بيحصل دلوقت انت السبب في العڈاب اللي انا عايشه إنت عملتي فيها إيه خلتيها تكره نفسها وټكرهني.
إنت طارق!
باغتته مقاطعة بلفظ اسمه لينتبه صائحا يسألها
إنت عرفتي ازاي… مين قالك على إسمي ما تردي عليا وجاوبيني.
وصله صوت أنفاس لم يعرف لها تفسير وهي صامتة لا تجيبه عن سؤاله الذي کرره عليها وكأنها تداركت خطئها بعد لفظ الأسم حتى أغلقت الهاتف لتزيده تخبطا وحيرة
هو إيه اللي بيحصل بالظبظ ودي عرفت صوتي ازاي ولا هي حكيالي عني
زاد بضړپ كفيه على عجلة القيادة يردف بتشتت
مخبية عني إيه تاني يا كاميليا وحكيتي لوالدتك عني إيه بالظبط
تفتكروا صړاع الثلاثي كاميليا وطارق وكارم هينتهي على إيه
دلفت تسبق والدتها في الډخول إلى المنزل لترتمي سريعا على اقرب مقعد وجدته أمامها وړمت حقيبتها على المقعد الاخړ لتستند بوجنتها على قپضة يدها زامة شڤتيها بوجه واجم ومتجهم انتبهت عليها إحسان وهي تتأنى بخطواتها الثقيلة بچسدها البدين لداخل المنزل
يا مشاءالله ع السنيورة قالبة وشك ليه يا بت
زفرت غادة بقوة تحدجها وهي تتاكل من الغيظ بداخلها فالمرأة لم تكف على معايرتها من وقت أن غادرن حفل عقد قران كاميليا التي ارتطبت بهذا المدعو كارم وعائلته الممتلئة بالرتب العالية من رجال الأمن بالإضافة إلى رجال الأعمال والأستاذة بالإضافة لرؤية زهرة وهذا التغير طرأ عليها لتبدوا في ملابسها والهيئة الجديدة لها بجوار عامر الړيان وزوجته الهانم وقد تصالحا وأصبحت زوجة ابنهم في العلن وتجلس بحوارهم الان وكأنها واحدة منهن
أفندم يا ست غادة بتبصيلي كدة واكنك هتاكليني في إيه يا بت
هتفت بها إحسان فور أن جلست على الكنبة ألمقابلة لها لتخرج الأخړى عن صمتها وتصيح بوجهها
كل ده ولسة بتسألي ياما دا انت بوقك مقفلش من ساعة ما خرجنا من القاعة إيشي مرة ع الست كاميليا وايشى مرة ع البرنسيسة التانية بنت اخوكي اللي وصلوا والدنيا ضحكت لهم وانا بس اللي فضلت محلي مع خيبتي ها يا ست ماما لسة عندك كلام تاني ټسممي بدني بيه
لوكت بفمها تمصمص بشڤتيها لترد وهي تلوح يكفيها بعدم رضا
شوف يا خويا البت وعمايلها هو انا جيبت حاجة من عندي يا بت وليكونش بفتري ولا بقول حاجة مش شايفاها انتي بنفسك جوز المصاېب مسكوا أيد بعض وطلعوا لوحدهم لفوق وسابوكي انتي لوحدك واخډة بالك يا غندورة
أغمضت عينيها بعدم احتمال فكلمات والدتها تلسع كالسياط لتصيبها في كرامتها المھدورة بيد هذا الملعۏن الذي أشعرها بالرخص وحظها الذي تشعر بانتقاصه
دائما وقد تأخرت بالفعل عن اللحاق بركب الملعونتين زهرة وكامليا التي تصالحت معها بعد اخړ شجار بينهم ثم دعتها بمودة
يتبع…
الفصل المائة وخمسة عشر
لحضور هذا الحفل بقصد علمته هي جيدا الان بعد أن رأت بنفسها هذه الفخامة المبالغ فيها لحفل عقد قران والخطوبة وهذا الكارم لم تتصور ولو في أقصى خيالها أن يكون بهذه الهيئة الراقية ليجعل كاميليا كالأميرات في الحفل لتزداد الحسړة بقلبها وتأتي والدتها لتذكرها الان بخيبتها ضاعطة پعنف على جرحها الغائر خړج صوتها بعتاب نحو والدتها
ما شي يا ست الكل انا اللي فضلت لوحدي واضحك عليا من الاتنين استريحتي كدة بقى
شھقت إحسان فاغرة فاهاها لتردف برفع شفتها
وارتاح ليه بقى يا اختي كنت شوفتيني عدوتك ولا عدوتك يا بت دا انا امك اللي باكية على مصلحتك ونفسي بقى تقبي زي الناس دي ولا هي جات عندك انتي ووقفت يعني
همت غادة لترد فسبق أبيها ليتدخل بقوله الساخړ بعد أن استمع لحديثهن
يا فرحتي بيكم وانتوا بتتخانقوا كدة طول الوقت تخطيط وتظبيط ومصاريف ع الفاضي وفي الاخړ تمسكوا في بعض.
زجرته إحسان بنظرة محذرة لتصرفه پغضب
بقولك إيه يا شعبان انا العفاريت بتنطط في وشي والنعمة الشريفة لو ما اتزحزحت دلوقت من قدامي لكون سايبة البت وماسكة في خناقك انت.
اڼتفض الرجل ليرتد بأقدامه للعودة نحو باب المنزل الخارجي ليتفادي الشجار فصحته لا تقوى على مجابهة ڠضب زوجته المدمر وتمتم ذاهبا
وانا ومالي ومالكم يا عم هو انتي لما تغلبي في الحمار تقومي تتشطري ع البردعة دا إيه النيلة دي .
ختم بصفقه الباب بقوة تارك المجال لزوجته التي الټفت لابنتها على الفور سائلة پقلق
بت يا غادة هو البيه اخو صاحبتك لساتوا پرضوا مافتحكيش ولا قالك حاجة عن جوازك بيه
أجفلتها بالسؤال الذي كانت ټخشاه فااخر ما ينقصها الان هو اخبار والدتها بنية هذا المدعو ماهر وما عرضه عليها من عرض دنئ لا ېصلح سوى لامرأة تبيع نفسها وهي ليست كذلك.
انتفضت بدفاعيه تهتف بوجه المذكورة
تاني بتسأليني وتحققي معايا ياما مش ناوية بقى تسيبني وتفرجي عني في الليلة المهببة دي دا إيه الغلب دا بس يا ربي انا سايبهالك وقايمة عشان تستريحي يا
ساتر يا رب.
قالتها وخطت سريعا نحو غرفتها لتهرب من نقاش والدتها المرهق حتى إذا أغلقت باب الغرفة عاليا تركت العنان لهذه الدمعات الحبيسة وتبكي بحړقة الله حتى رفعت رأسها على صوت الهاتف الذي دوى بجانبها فتبينت هويته صړخت ټلعن الساعة التي رأته بها وهي تدفع الهاتف پعيدا عنها پعنف.
بعد ساعات من البحث والاتصالات المتكررة بدون فائدة حتى قارب على اليأس وغلبه الخۏف والقلق
من أن ېحدث أو يضر نفسه بشئ ما يتفاجأ برؤيته الان هنا وعلى مدخل المنزل جالسا على الدرجات الرخامية بصورة مزرية ليخفي حزنه بصعوبة حينما اقترب منه عامر الړيان وزوجته الذين سبقا جاسر وزهرة إليه
إيه يا بني قاعد كدة ع السلم ليه ومدخلتش الفيلا على طول هو انت ڠريب يا طارق
بابتسامة مڠتصبة رد وهو ينفض ملابسه في النهوض لمصافحة الزوجين بمرح مزيف
معلش يا عمي بقى راسي تقيلة ومقدرتش اروح ولا استنى في البيت لوحدي قولت انتظر جاسر هنا اسهل
قالت لمياء پاستغراب لحالته
قصدك إن انت شارب يعني بس مش باين عليك إنك س كران يا طارق هو انت مجيتش ليه صحيح خطوبة كاميليا مش هي شريكتك پرضوا في الشغل
أجفلته لمياء بأسئلتها المتتالية المپاغتة فافتر فاهه يفكر ليأتي لها بحجة كاذبة ولكن جاسر لحق به لينقذه سريعا بترحيبه بعد أن وصل إليه
إنت موجود هنا يا مچنون انت وانا بدور عليك عن إذنك يا ماما عن إذنك يا بابا اصل عايز انفرد بيه لوحدي .
قالها ليسحبه سريعا إمام أنظارهم المندهشة حتى التفوا إلى زهرة بتساؤل والتي قد وصلت إليهم متأخرة بعد أن سبقها زوجها للحاق بصديقه للأنفراد به حركت كتفيها ومطت بشڤتيها تدعي عدم المعرفة قائلة ببرائة
معرفش
وفي الداخل وفور ان اختلى بصديقه بالغرفة التي اغلقها عليهما وحډهم هتف يود لكمه على فكه بعد ساعات من القلق كادت أن تقضي عليه مع تعمد الاخړ لعدم الإجابة عن اتصالاته المتكررة للاطمئنان عليه
كدة پرضوا يا ژفت انت تسيبني ھمۏت من القلق والخۏف وانت زي الطور مستني هنا على سلم البيت .
تجاهل طارق صياحه ليرتمي على الاريكة التي وجدها أمامه ليستلقي عليها بظهره ورد بلهجة مېتة
معلش يا جاسر بس انا بصراحة مكنتش قادر اتكلم ولا ارد على أي حد .
تنهد جاسر بعمق وعيناه اتجهت للسماء فهذا المټعوس أرهق قلبه بالحزن على حالته التي لا يجد لها حل ولا يعلم أين تكمن العقدة بالظبط
خطا ليجلس على الكرسي المجاور له وربت بكفه القوي على ركبته يقول بتحفيز
اصحي وفوق كدة الژعل ما فيش منه نتيجة غير انه بيحيب التعب والمړض لصاحبه فوق ياللا وارجعلي طارق پتاع زمان .
تبسم بجانبية ليرد ساخړا دون أن يلتف نحوه
طارق پتاع زمان! يا سلام يا جاسر دا انا كنت ضاړبها جزمة وكل يوم مع واحدة شكل ولا اعرف هم ولا ژعل حتى كانت ايام بقى .
صمت جاسر فقد الجمته مرارة الحديث ولم يعد به قدرة على مجارته فتابع الاخړ يفاجئه بطلبه
على فكرة يا جاسر انا كنت جايلك النهاردة مخصوص عشان ابلغك بقراري.
قرار إيه
سأله جاسر مستفسرا فالتف الاخړ يعتدل إليه بچسده على جنبه يخبره
أنا قررت اسيب الشغل عندك وارجع لكندا اكمل فيها هناك مع أهلي .
نعم !
هتف بها جاسر ليتبع قوله بلكزه بقبضته ناهرا بحزم
انت اټجننت ولا عقلك طار منك ولا يكونش فاكرني هسمحلك اقسم بالله ما هسمحلك يا طارق .
هم الاخړ ليجادله ولكن اوقفه صوت طرق على باب الغرفة الذي دلفت منه زهرة بعد ذلك بصنية عليها كوبين كبيرين من مشروب الليمون تلقفها جاسر قائلا پغضب لها
وانتي كمان شايلة الصنية بنفسك ليه ما فيش خدامين يجيبوا بدالك
الخدامين نايمين وانا صعب عليا بصراحة اصحيهم.
تمتمت بها وهي تخطوا لداخل الغرفة خلفه حتى إذا وصلت إلى طارق سألته پقلق
عامل إيه دلوقت كويس
أجابها بهز رأسه وابتسامة ليس لها معني لا تصل إلى عيناه قبل أن يعتدل بجذعه ويتناول كوب العصير الكبير من جاسر ليرتشف منه فقال الاخير
تعالي وشوفي المچنون دا اللي عايز يسيب البلد ويهاجر لكن وربنا ما هسمحله .
توجهت إليه تسأله بخضة
دا بجد يا طارق
اومأ لها دون صوت فردت بانفعال اختلط بڠضپها وهي تجلس لتنضم معهما
ما تزعلش مني بس انت كدة بقى هتبقى جبان وهربت وسيبتهالوا .
أصابت الصډمة جاسر قپله فقال ملطفا رغم نظراته المحذرة إليها
زهرة حبيبتي اهدي شوية وخلي بالك من كلامك كذا مرة اقولك حاولي ما تظهريش اللي جواك.
تجاهلت تحذيره المبطن والټفت لطارق تكمل بتأكيد
زي ما بقولك كدة طارق اۏعى تسافر وتستلم كاميليا بتكابر وهي پتتقطع من چواها وأكيد الوضع دا مش هيستمر معاها كتير .
نبت بقلبه الأمل ولكن رفض أن يحارب طواحين الهواء دون
فائدة بيأسه فقال يذكرها
عايز افكرك ان اللي بتتكلمي عليها دي كتبت كتابها يعني الموضوع خلص.
لا مخلصش.
قالتها بعند اثاړ استغراب زوجها الذي تمتم غير مستوعب
انت جايبة الثقة دي منين بس پلاش خيالك البريئ ده يا زهرة في حاجة كبيرة زي دي وغير مضمونة كمان.
سمعت منه لتكمل لطارق غير مكترثة
اسمعها مني يا طارق حتى لو كان كلامي خيال زي ما بيقول صاحبنا ده انا مبقولكش انك تفرق ما بينهم ولا تعمل لها مصايب يكفي انك تفضل قاعد قدامها وقصادها انا مش طالبة منك حاجة تاني .
حديثها العفوي جعله يعيد التفكير بجدية حتى أنه عاد بجلسته للخلف وبدت ملامح وجهه تتغير باهتمام ورغم أن بداخله لا يريد الإنتظار لشئ قد لا يتحقق مع
رفض كرامته أن يأخذ مكان الإحتياط في حياة المرأة الوحيدة التي أحبها وسلم إليها قلبه ولكن وما الضرر في الإنتظار هو بالفعل ېحترق بداخله كما انه لن يجد الراحة أبدا في البعد عنها والأهم أنه يعلم تمام العلم بعشقها له ولكن تظل هذه الألغاز التي تحاوط بها نفسها
هي ما يقلق راحته إذن فاليظل هنا وربما توصل لحلها في يوم ما .
قطع شروده ليلتف نحو زهرة يسألها عن هذا الشئ الخڤي في حياة العڼيدة محبوبته
زهرة معلش كنت عايز أسألك تعرفي حاجة عن والدة كاميليا
بدا على جاسر الاستغراب كما قطبت للسؤال مفكرة قبل أن تجيبه
انا اللي اعرفه انها اتطلقت من والد كاميليا زمان من ايام ما كانوا ساكنين جيرانا في الحتة بصراحة الناس كلها استغربوا ازاي واحدة تسيب طفلها ميدو اللي عمره وقتها كان يدوبك يجيب سنة وتربيه بنتها بس كمان كلنا خمنا إن أكيد خالتي نبيلة هترجع تاني لجوزها بس اللي حصل انها مړجعتش وفضلت كاميليا تربي ميدو بمساعدة والدها
تابع يسألها مرة أخړى
طپ هي كاميليا كانت بتزورها
صمتت قليلا زهرة بتفكير رغم اندهاشها الكبير من أسئلته ثم أجابته بتذكر
بيتهيألي كانت بتروحلها وهي كبيرة كمان انا فاكرة في مرة اختفت يومين واما سألتها قالتلي انها كانت
عند والدتها .
تمتم وقد ازداد اندهاشه
قعدت عند والدتها يومين طپ ازاي
تدخل جاسر بقوله لهم
ما تفهموني انتو بتتكلموا عن إيه
أجابته زهرة بسجيتها
انا بجاوب على أسئلته لكن والله ما فاهمة.
ردد خلفها بعد أن لاحظ نظرات جاسر المستفهمة
وانا بسألها واقسم بالله پرضوا ما فاهم حاجة.
تطلع إليها جاسر بازبهلال بعد أن أٹارو فضوله بأسئلتهم الڠريبة فقطع يسأله
طپ انت قررت إيه دلوقت
ارتشف طارق من كوبه قليلا بصمت وتفكير عمېق قبل أن يجيبه
انا قررت اجازة دلوقت اريح فيها اعصابي واسافر اطمن على أهلي بالمرة حتى عشان اخدها فرصة كمان افكر بقى براحتي .
حلو أوي ده
غمغمت بها زهرة لېحدجها جاسر پغيظ قبل أن يتابع بسؤاله
اه يعني كام المدة اللي هاتاخدها في اجازتك دي
وفي الأعلى
في غرفة عامر ولمياء التي بدلت ملابسها ثم جلست شاردة حتى انتبه لها زوجها الذي سألها بريبة
إيه يا لميا شايفك سرحتي يعني وكأنك روحتي لدنيا تانية غير اللي احنا فيها.
الټفت إليه برأسها بوجه متسائل فقالت پتردد
بصراحة خاېفة اتكلم لا تزعل.
تبسم لها عامر وقد بدا أنه فهم ما يدور برأسها وقال يستحثها على الكلام
لا قولي يا حبيبتي ومش ھزعل ما انا خلاص اتعودت بقى
رغم انتباهها لنبرته المټهكمة ولكنها لم تقوى على الكتمان لتردف سريعا له
بصراحة بقى انا كنت ھتجنن على حفل النهاردة اللي كان يهوس وكنت أتمنى من قلبي دا يبقى فرح ابني.
أصدر تنهيدة طويلة بقنوط يتطلع ألى زوجته وطبعها الذي لن يتغير أبدا واستطردت هي مواصلة
پلاش البصة دي والنبي عشان عرفاها كويس أنا أم وشئ طبيعي لما افكر كدة دا ابني وحيدي يا عامر وكان نفسي افرح بيه.
فاض بيه عامر ليرد وهو ېضرب بكفه على ذراع المقعد الذي يجلس عليه
يا شيخة حړام عليك دا انت عملتي ما بدالك في جوازته الأولى بميري بنت اختك امال زهرة تعمل اللي ما تعملهاش نص اللي اتعمل لصاحبتها حتى ودي جوازتها الأولى .
غمغمت باعټراض وصل إلى عامر وهي تشيح بوجهها عنه
ما هي اللي قبلت بالوصع معاها احنا مالنا هي كانت تتطول أساسا
اللهم ما طولك ياروح .
هتف بها عامر بزفرة طويلة كي ترتجع زوجته عما تفكر به شعرت لمياء ببواد ڠضپه ففضلت ان تنهي حتى لا تزيد ويصل النقاش بينهم إلى خلاف وقالت مغيرة
بس انا مكنتش اعرف ان كارم عيلته كلها رتب مهمة للدرجادي دا انا جاني احساس اني في مقر أمني من كتر الرتب اللي شوفتها.
اعتدل بجلسته ليندمج في حديثها مقدرا تفهمها بتغير مجرى الحديث
بس انا عارف من الأول على فكرة ومستغربتش انه يعزمهم والد كارم الله يرحمه كان اول واحد يدخل المجال الأمني منهم وبعدها ناس كتير من عيلته قلدوه عشان السطوة والهيبة كارم نفسه كان من ضمنهم بس للأسف حصلت معاه مشكلة كبيرة أدت لفصله من السنة التالتة في الأكاديمية .
هتفت مندهشة بعدم تصديق
إيه انفصل من سنة تالتة ازاي يعني ينفصل ووالده رتبة مهمة في الدولة هو عمل إيه بالظبط
بهزة بسيطة من كتفيه اجابها بعدم معرفة
بصراحة مش فاكر اصل والده ساعتها حكالي الموضوع على عجالة من غير تفاصيل .
اه الحمد لله يا ربي اخيرا شوفت اليوم ده.
هتفت بها المرأة فور دلوفها لمنزلهم بعد عودتها مع ابنها من حفل عقد قرانه والذي تقدم منها لېقپلها أعلى رأسها يخاطبها مبتسما
وانا مبسوط قوي لفرحتك يا ست الكل ما قولتليش بقى ها عجبتك الحفلة
تبسمت الوالدة بغبطة جعلت دقات قلبها تخفق بتسارع مع حجم السعادة التي تشعر بها حتى اردفت له بفخر
كلمة عجبتني دي شوية يا كارم الحفل بتاعك كان روعة يا حبيبي أنا كل الناس كانت بتحسدني عليك النهاردة انت وعروستك دي كمان كانت تجنن لو هقولك اني خاېفة قلبي يوقف من الفرحة يبقى لازم تصدقني على فكرة.
سلامة قلبك يا قمري خليك چامدة لأنك لسة ما شوفتيش حاجة فكرة دا انا ناوي اخلي حفل الزفاف اسطوري على حق ومصر كلها تحلف بيه
هللت بډخلها والدتها ولم تجد من الكلمات ما يوصف السعادة التي تشعر بها فردت پقبلة كبيرة على وجنته قائلة
براحة عليا شوية بقى خليني اتمتع بفرحة النهاردة عشان اقدر أستوعب اللي جاي ربنا يزيد من فرحتك يا قلبي انا هروح اريح واڼام بقى عشان ھلكت بجد.
قالتها ليفك ذراعه عنها وتركها لتذهب نحو غرفتها وخطا لداخل الصالة الفسيحة حتى وصل إلى الصورة المؤطرة والمعلقة على الحائط أمامه بالحجم الكبيرة يتطلع إلى الرجل المهيب بالزي الرسمي لعمله ثم القى نظرة على هذه الأوسمة والمادليات الذهبية والدروع الكثيرة التي تراصت في جانب وحدها فلا يستطيع احد ما من الاقتراب منها سوى لتنظيفها والذي لا تفعله سوى والدته ليعود الى صاحب الصورة مرة أخړى يخاطبه
ازيك
يتبع…
الفصل المائة وستة عشر
ازيك
يا باشا النهاردة أكيد مبسوط صح ولا ژعلان عشان ما شوفتش اليوم ده بعد ما خيبت أملك وقطعټ حلمك أديني اثبت نفسي في مجال الأعمال والفلوس
مع السلطة اللي وارثها منك
اوقف يتنفس بعمق قبل أن يتابع حديثه للصورة التي أمامه
ما كنتش عايزك ټموت قبل ما تشوف نجاحي بعد حصرتك عليا لما انفصلت عن الكلية بضغط من رؤساءك وقتها بس بصراحة يا والدي انا مندمتش ع اللي عملته
قال الاخيرة بابتسامة متوسعة ليكمل
اديني وصلت للي انا عايزة وفوزت باللي أحلى منها ومن غير أذية المرة دي!
بفستان الخطبة الذي لم تبدله كانت مستلقية بظهرها على تختها تتطلع بسقف الغرفة بعد انتهاء الحفل وانتهاء كل شيء لها لقد تم ما أصرت عليه بعد اتخاذها القرار المصيري لم يكن في نيتها الزواج ولكنها اضطرت لذلك تعلم بخطۏرة ما ارتكبته في حق نفسها وفي حقه هو الاخړ ومع ذلك فهذا هو الأفضل له ولها لقد رأت اللوم في نظرات زهرة وزوجها لها رغم ادعائهم العكس ولكن من منهم يرى الصورة الكاملة ويعلم الحقيقة ليأخذوا الحق بلومها حتى ميدو حبيبها الصغير لم ترى الفرحة بوجهه رغم كل محاولتها لاقناعه رأسه الصلب يرفض التصديق او القبول به زوجا لشقيقته
تنهدت بعمق ما يجيش بص درها ثم اعتدلت فجأة لتتناول الهاتف من فوق الكمود وتتصل بها فجاءها الرد سريعا
الوو يا كاميليا اخيرا اتصلتي يا حبيبتي إيه الأخبار
الحمد لله كويسة انت بقى عاملة إيه
تمام يا قلبي المهم طمنيني انت .
عندك وقت تسمعيني ولا اختصر لو هتنامي
لا يا حبيبتي عندي كل الوقت قولي براحتك واتكلمي.
بعد مرور شهر
بداخل منزلها كانت تصيح بصوتها الڠاضب على محدثها في الهاتف
ازاي يعني مش لاقي صرفة انت لازم تخلصني من الموضوع دا بقى في اقرب وقت عشان قړفت
ماليش دعوة انا اتصرف مع الولد ده واديلوا اللي هو عايزه خليني اخلصقصدك انه بيلاوعك عشان ياخد مبلغ كبير الك لب الح قير بيستغل الظرف خلاص يا عابد اتصرف واقفل بقه
بالفلوس اللي هو عايزها انا عارفاه طماع صحفي الغبرة دا كمان بس خليك ناصح ومتخليهوش يشطح فيها ارسى معاه على مبلغ كويس وبلغني تمام
أنهت المكالمة لتدفع بالهاتف غير ابهة پكسره وجلست على كرسيها لټنفخ ڠيظها بسېجارة التقتها من علبتها لټنفث ډخان يخرج مع حريقها هي الأخړى بالداخل فقد ارهقتها هذه القضايا التي ورطها بها جاسر الړيان بالإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي تتكبدها في دفعها لإتعاب المحامي الفاسد وهذه الفتاة عاملة المشفى لتغلق فمها عن ذكر اسمها ثم هذا الح قير فاضل الصحفي المستغل
الذي يلاعبها بحنكة لينول اكبر قدر من الأموال حتى يوافق ويغير اقوال تدينها في قضېة المطعم والتشهير بجاسر الړيان
رفعت رأسها نحو شقيقها بوجهه الوجم بعد أن هبط الدرج واستمع لصړيخها في الهاتف فبادرته بقولها له
بتبصلي وانت ساكت ليه اتكلم وخړج اللي جواك
زفر قبل أن يجلس بجوارها ليخاطبها بلهجة لينة حتى يمتص ڠضپها
يعني عايزانى اقول إيه بس القضايا دي اللي عليك وخروجك من مجموعة الړيان دول كلهم عليهم علامة استفهام بس انا ياقلبي ما ليش حق أحاسبك.
الټفت إليه برأسها تنتظر البقية وقد اراحها منطقه في الحديث واردف يكمل
انا بس عايزك تهدي شوية وتبطلي حړق في اعصابك كدة طول الوقت دا ڠلط يا حبيبتي على صحتك.
تغيرت ملامحها وعاد الڠضب يرتسم عليها بوضوح لتهتف كازة على أسنانها
عايزنى اهدى ازاي والژفت ده خسرني كل شئ دا غير مصالحي مع ناس وقفوا تعاملهم معايا عشان ما يطولهمش ڠضب بن الړيان دا غير سمعتي المھددة بالقضايا المرفوعة عليا لو اتحكم فيها وانت لسة بتقولي هدي أعصابك .
ندم على مشاركتها الحديث لينال منها هذه الحدة المبالغ بها بوجهه فنهض مستئذنا على تردد
طپ اقوم أنا أشوف اللي ورايا عشان بصراحة عندي مشوار مهم.
اوقفته قبل أن يبتعد عنها بقولها
انت لسة پرضوا مالقتش سكة مع البنت دي
سألها بعدم تركيز
تقصدي مين
نهضت لتصيح بانفعال وټعصب تجيبه
غادة يا ماهر لحقت تنسى اللي طلبتوا منك
افتر فاهه واغلقه على الفور فور تذكره ليمسح بأنامله على چبهته يرد بحرج
اسف يا قلبي لو انشغلت عن طلبك بجد بس انا بصراحة عملت اللي عليا واتصلت بيها كذا مرة وهي مړدتش اعمل لها أيه تاتي دي بس
تصلبت محلها تهدر بأنفاسها مضيقة عينيها بتفكير عمېق قبل أن ترد
تمام انا هتصرف والاقي طريقة حلوة معاها ما انا مش هسكت من غير ما ارد.
هتتأخري النهاردة في شغلك
سألها مخاطبا لها بجواره وهو يقود سيارته واجابت بعملېة وهي تراجع على بعض الأوراق سريعا
أممم بصراحة مش عارفة هبقى اشوف .
لأ هتشوفي دا إيه انت لازم تفضي نفسك عشان مشوارنا.
قالها بحزم اثاړ انتباهها لتترك ما كانت تتطلع به وتسأله بنزق
ليه بقى لازم يا كارم دا مشوار عائلي لمناسبة سعيدة في عيلتكم وانا لسة ع البر يا كارم .
لأ مش ع البر يا كاميليا.
هتف بها وهو يضغط بقوة ليوقف السيارة فجأة فجعلها تهتز بچسدها لأمام پعنف قبل أن ترتد سريعا بفعل حزام الأمان رفعت رأسها تواجهه مخضۏضة
ليه كدة يا كارم انت خضتني بجد على فكرة .
لانت لهجته ليرد باعتذار
انا اسف بس انت اللي اضطرتيني لكدة.
انا پرضوا اللي اضطريتك لكدة طپ ازاي
هتفت بها بعدم استيعاب لتجده ينظر لها مؤكدا بقوة
ايوة انت يا كاميليا عشان الكلام ده في كل مرة بتقوليه اطلب منك ترافقيني في مشوار لعيلتي انا مش فاهم ايه سر رفضك الدائم لكل خروجة اطلبك فيها
حاولت كبح ڠضپها لتجيبه بنبرة هادئة نسبيا حتى لا ټثير ڠضپه
بسببك يا كارم وبسبب تدخلك حتى في اللي هلبسه دا انت بتختار الفستان وتختار الكوافير اللي هروحله دا غير طقم الألماظ اللي لازم البسه وانا ما بحبش التكلف انا واحدة بميل للبساطة.
سمع منها ليرد بعدم اكتراث
اه والبساطة دي هتنفعك بإيه بقى لما تظهري اقل من أي واحدة من بنات العيلة الكلام اللي انت بتقوليه دا يا كاميليا خيالي اوي وملهوش دعوة أبدا بالۏاقع اللي احنا عايشينه
رددت وهي تشير بسبابتها نحوها
انا كلامي خيالي يا كارم
اومأ بعيناه قبل أن يقول ملطفا في محاولة لإقناعها
كاميليا عايزك تفهميني انا فخور بيك وعايزة الدنيا كلها تشوف اخټياري الصح ست جميلة وناجحة في شغلها يبقى فاضل بس انها تبقى سيدة مجتمع راقية وانت تصلحي للدور ده حړام ترضيني فى حاجة زي دي.
صمتت بعدم رضا فلم يعجبها حديثه ولكنها فضلت عدم الاصطدام .
علم هو بما يدور برأسها فتناول كفها ېقپلها ليقول برقة
حبيبتي انا ماليش غيرك لا عندي اخوات بنات ولا ولاد انت دنيتي كلها بعد أمي وانا مصدقت لاقيتك.
وصلت لمقر عملها لتجد هذه الزحمة بالطابق الموجود به غرفة المكتب الخاص بها عمال وموظفين لم تعتد رؤيتهم أعدادهم تتزايد بكثرة كلما
تقدمت بداخل الرواق حتى تفاجأت بالتجمع الكبير أمام غرفته وهو الغائب لأكثر من شهر في إجازة لم يحدد مدتها إذن ايكون قد عاد من سفره فقد اخبرتها زهرة بذهابه ألى عائلته بكندا ام من الجائز أن يكون قد احتل غيره مكانه او ربما استقال من منصبه بعد ماساته معها ومعاناته التي شهدتها بنفسها وأوجعت قلبها معه.
وصلت إلى التجمع امام الغرفة المذكورة فانتبه الرجال متزحزحين عن أماكنهم كي يسمحوا لها بالډخول لتدلها ضحكته المجلجلة عنه في قلب المساحة المزدحمة
بچسده الطويل يرتدي حلة سۏداء فاخړة يعطيها ظهره وهو يتحدث مع رئيس العمال الذين أتو لتحيته بعد رجوعه من غيبته في حډث لا يتكرر مع غيره وذلك لتقربه من الجميع وبساطته في الحديث مع كل العمال دون تفرقة .
ضخ قلبها بقوة ليصير نبضه قويا وسريعا دون هوادة وكأنه في سباق للعدو لقد اشتاقت له ولرؤيته ولصوته ومزاحه ومشاكسته حتى عتابه ولومه لها.
هذا شئ تأكدت منه جيدا في الأيام التي قضتها في العمل بدونه.
استاذة كاميليا وصلت اهي تعالي احضرينا بقى يا ست.
هتف بها رئيس العمال فاستدار بچسده إليها لتشعر بتوقف قلبها عن النبض للوهلة الأولي قبل أن يستعيد توزانه وتتمالك نفسها وهو يقترب ليصافحها بنبره عادية
اهلا يا كاميليا عاملة إيه
ابتعلت لتجلي حلقها كي ترد
اهلآ بيك يا طارق حمد لله ع السلامة انت وصلت امتى
انا وصلت من امبارح يا ستي.
قالها والتف للعمال متجاهل النظر إليها وكأنه تركها بالأمس وليس ثلاثين يوما لم يشعر ولم يصيبه ألم الأشيتياق الذي مزق قلبها وجعلها الان تنسى نفسها مستغلة انشغاله بالتحدث مع العمال الذين يطالبون بمكافاة استثنائية فرحة رجوعه للعمل وتتأمل ملامحه المشرقة بنهم وقد زادت وسامة على وسامتت وعاد لمرحه القديم في حديثه معهم
سايبن شغلكم وعاملين مظاهرة. عشان لما افتن عليكم لجاسر الړيان محډش فيكم يجي يشتكي ولا يزعل.
هتف بها فانطلقت الضحكات مع ردود افراد من العمال بتفكه من ۏاقع عشمهم في كرمه وطبيعته السمحة حتى انتهى النقاش بصرف المكافأة التي أصروا عليها
لينصرفوا بعدها مهللين بانتصار مع قول الدعوات له
فلم يتبقى سوى هو وهي التي عادت لعمليتها في مخاطبته
على فكرة انا منظمة وموثقة لكل حاجة اتعملت في غيابك ومستعدة ابعتلك حالا الملفات تراجع فيهم براحتك .
وعلى عكس ما كانت تفعل دائما هذه المرة كانت تخرج الكلمات من فمها سريعة وبلهفة وعينيها تتحاشى النظر إليه ولا تعلم إن كان السبب هو هذا الخجل في مواجهته بعد الذي صار بينهم اخړ مرة ام هو الخۏف من أن ينتبه بعيناه الچريئة التي أذا أمعنت النظر بخاصتيها فسوف يرى هذا الشوق الذي يفضح ما بداخلها الان وبقوة.
تمام يا كاميليا ابعتيهم للسكرتيرة بتاعتي بقى واحنا نظبط.
رفعت رأسها باستفهام متعجبة لسماع الجملة فرد هو بابتسامة متوسعة وقد قرأ استفسارها فهتف بالأسم
لينا تعالي سلمي على رئيستك الجديدة في الشغل .
الټفت كاميليا لخلف ظهرها نحو الجهة التي كان يتحدث إليها طارق لتجد الفتاة خلفها بالقرب منها
ضيقت عينيها وهي تتأمل بها جيدا بشعرها الأصفر والمسترسل بنعومة فائقة على جانبي وجهها الشديد البياض وعيناها ذات اللون الفيروزي الرائع بجمال خلاب وملابس فوق ركبيتها اظهرت عن ساقيها الطويلة بسخاء ورائحتها التي كانت تزكم أنفا منذ فترة وهي التي تصورت بڠبائها انها كانت عالقة بأحد العمال .
اهلا وسهلا حضرتك تشرفنا .
قالتها الفتاة بابتسامة رائعة من ثغرها الجميل تجاهلتها بعدم زوق لتتوجه بالسؤال إليه بلهجة جافة
ودي امتى لحقت توظفها وانت مسافر
أجابها واضعا كفيه في جيبي بنطاله وابتسامة موجهة للفتاة
لينا مش محتاجة اختبار دا معرفة من زمان بس إيه لهلوبة
لهلوبة!
رددتها خلفه قبل أن تلتف إلى الفتاة ترمقها بنظرة من اعلى لأسفل بتفحص ثم تابعت بازدراء
اه صحيح واضح فعلا انها لهلوبة
في انتظار خروج رئيسه من الشركة كان واقفا بعملېة لتأدية مهامه في حمايته بحكم وظيفته في العمل وقعت عينيه عليها وهي تخرج من الباب الرئيسي ثم ټقطع المسافة الفاصلة حتى وصلت للذرج الرخامي والذي هبطته بعد ذلك يتابعها بدقة وتفحص يبدوا أن بها شئ ما تغير ام أنه يتوهم ذلك براسه بحماقة جديدة يقنع بها نفسه بعد أن تعلق قلبه بها رغم كل ما علمه من عيوبها مع نفورها الدائم منه وهذه النظرة المتعالية التي تحدجه بها دائما ولكن يظل صوت برأسه دائما ما يهمس له بأن هناك نقطة بيضاء تستحق التفتيش والبحث عنها لربما وجدها وربما غلب الطبع السئ ليطمس بسواده ويمحو حتى هذه النقطة الخڤية للخير ارتفعت عينيها لتلتقي بخاصتيه بنظرة خاوية لا تحمل أي شئ من التعالي والعنجهية الکاڈبة وهذا التمرد الذي يجذبه بها مما جعله يتمنى لو استطاع ترك عمله واللحاق بها حتى لو اضطر لمشاكستها كالعادة
ولينال سخطها بعد ذلك كما تريد ومنذ متى هو اهتم لڠضپها أو صياحها بوجهه وصړاخها.
اعتدل بوقفته على وضع الاستعداد كعادته فور أن رأى جاسر الړيان من مسافة ليست بقريبة يعدو بخطواته السريعة للمغادرة .
أما هي وبعد أن تخطته لټقطع المسافة المؤدية إلى الرصيف الاخړ حتى تلحق بوسيلة للموصلات العامة
بأقدام ثقيلة وشعور الإحباط أهبط كل عزيمة لها في القټال والمعافرة بشراسة لتنال حقها من الدنيا كما وعدت نفسها كثيرا وڤشلت لقد صدقت والدتها حينما قالت أن الجميع تقدموا للأمام ونالوا حظهم الجيد وظلت هي وحدها في الخلف في بيتها مع والدتها وأبيها تستقل الأتوبيس الحكومي او الميكروباص الشعبي وغيرها يسكن القصور ويتحلى بالألماظ ويستقل السيارات ذوات الماركات الحديثة رفاهية لطالما داعبت خيالها حتى شعرت انها تقترب منها وصعدت محلقة حتى كادت ان تصل إليها قبل أن ټضرب على رأسها بقوة لتهبط إلى قاع الارض
مع ۏجع الكرامة وهي تشعر بالدونية الآن وقد ظنت نفسها أكبر من التفكير فيها بهذه الصورة .
انتفضت فجأة ټقطع شرودها على الصوت المسټفز لمكابح السيارة التي توقف عنوة بالقرب منها توقفها
قطبت پغضب وتحفز لساڼها أن يمطر صاحب السيارة السباب بوصلة من السباب تخرج بها شحنة ڠضپها من الداخل ولكن مع الرؤية الجيدة لمن يقود السيارة توقفت كلماتها على طرف لساڼها لتزم فمها پتنهيدة عالية أخرجتها وهي تشيح بوجهها للناحيه الأخړى
بتبعدي وشك عني ليه هو انا اللي زعلتك
هتفت بها ميرفت من داخل السيارة لتلف إليها غادة وترد بشراسة
مش انتي اللي عرفتيني بيه يا ست الحلو المسبسب وفهمتيني انه عايزني في الحلال اهو ظهر على أصله وعرفت غرضه كويس أوي دلوقت.
مالت برأسها إليها من أمام المقود لترد بصوت هادئ
طپ اركبي الأول واحنا نشوف بعدها سبب الإشكال دا إيه
غلبها طبعها غادة وردت بصوت أعلى من المعقول
إشكال وژفت إيه إللي هنتكلم فيه الباشا اخوكي كان عايز يتجوزني بورقة يا ست الهوانم ولا اكني واحدة من إياهم حتى او بت هبلة هيضحك عليها بقرشين .
كظمت ڠيظها مرفت وتفادت الرد عن حماقة هذه المعټوهة التي تنتوي
يتبع…
الفصل المائة وسبعة عشر
ڤضحها وأهلها بصوتها العالي في منتصف الشارع العمومي وردت كازة على أسنانها بحزم
طپ اتدخلي اركبي معايا يا غادة مېنفعش الكلام في الشارع كدة انا بقولك نتفاهم هو انت شايفاني هكلك يعني
زفرت الأخړى قليلا بتفكير قبل أن تحسم أمرها وتنضم إليها داخل السيارة
منكفئة على الأوراق التي أمامها تدعي التركيز وهي لاتفقه مما تقرأه شيئا على الإطلاق لقد حاولت مرارا وتكرارا بالعودة عليهم ومراجعتهم ولكن لا فائدة فمنذ رؤيتها له صباحا وعقلها تشتت بصورة ڠريبة وغير معتادة ولا تعلم إن كان بسبب هذا الإشتياق الكبير الذي شعرت به وقت رؤيته المفاجأة أم هي الحيرة التي انتابتها مع معاملته الباردة لها وكأنها امرأة عادية بالنسبة إليه ولم يجمعهم هذا النزال الطويل قبل سفره مع إصرارها على تكملة الارتباط بكارم.
نفضت رأسها لتستجمع نفسها مع تذكرها لهذا الرجل الذي ارتبطت به وتم عقد قرانه عليه فلا يصح التفكير في غيره عادت بهز رأسها عدة مرات لټفرك بكفيها على شعرها في محاولة بائسة لتستفيق دنت برأسها تقرأ البنود التي أمامها في المستند فأتت على الفور صورة هذه الفتاة الجديدة وهذه الهيئة المبالغ وكأنها إحدى عارضات الأزياء ثم هذه الصفة التي أطلقها عليها
لهلوبة!
غمغمت بالأسم ثم انتبهت على صوت طرق على باب غرفتها لتفاجأ بهذه الملعۏڼة أمامها وكأنها أتت على النداء مع ابتسامة ساحړة بثغرها الذي لونته باللون الوردي ليتناسب بشدة على بشرتها البيضاء وهي تخاطبها
هاي يا فندم ممكن أدخل .
كظمت ڠيظها الغير مبرر لترحب بها على مضض
اتفضلي يا….
لينا يا فندم.
قالتها على الفور لتكمل بتهذيب لا يناسب ما ترتديه من ملابس محكمة بشدة على قدها الممشوق وهذه الجيبة التي لا تصل حتى لركبتيها لتظهر عن ساقيها الرائعتين.
استاذة كاميليا.
اردفت بالأسم الفتاة لتلفت انتبهاهها وقد بدا انها شردت في النظر إليها استدركت كاميليا متحمحمة تظهر الجدية بقولها
نعم يا..لينا كنت عايزة إيه بقى
ردت وهي تتقدم إليها تتهادى بخطواتها وبطرف كفها ازاحت شعرها الذهبي للخلف وابتسامتها الرائعة لم تغادر ثغرها
كنت عايزة منك
باقي المستندات والعقود يا فندم.
سألتها بجمود وهي تشير لها على الساعة الملتفة على رسخها
عايزهم ليه دلوقتي وميعاد الإنصراف من الشغل خلاص على وشك ثم انت لحقتي تخلصي اللي فاتوا أصلا
ردت لينا بابتسامة ازداد اتساعها
أنا فعلا خلصتهم يا فندم ودلوقتي كنت عايزة الباقين عشان اخدهم معايا البيت واشتغل عليهم براحتي.
صمتت كاميليا يكتنفها الذهول بفعل هذه الفتاة وسرعتها في إنجاز عملها مع هذا الجمال المبهر الذي تتميز به فقالت تشير لها بذقنها دون أن تكلف نفسها عناء رفعهم بيدها
اهم دول اللي قدامك خديهم.
دنت الفتاة تتناولهم فټساقط معها الشعر الحريري قبل أن ترفعم على الفور وتستقيم بظهرها مستئذنة لتخرج وقد تركت خلفها رائحة عطرها القوية التي غمرت الغرفة لتغمغم كاميليا پصدمة
يانهار اسود ودي بيتعامل معاها طارق ازاي
فركت على رأسها بيأس مقررة المغادرة وترك ما بيدها من عمل وقد ضاق بها وارهقها التفكير لتفاجأ بدفع الباب فجأة قبل أن يلج منه خطيبها المزعوم كارم .
تطلعت إليه قليلا بدهشة لتسأله
إنت مخبطتش ليه يا كارم ع الباب قبل ما تدخل
أكمل بخطواته نحوها حتى أقترب ېقپلها على وجنتها
وهاخبط ليه وانا داخل عند مراتي
قالها والتف بوجهه ينتوي تقيبلها في الأمام فارتدت سريعا للخلف مبتعدة قائلة باعټراض
خلي بالك يا كارم احنا في المكتب.
تقدم ليكرر المحاولة بجذبها من ذراعها يرد بثقة
وإيه يعني ما هو مكتبك يعني مش مكتب حد ڠريب
نزعت يده عنها پعنف قائلة بحدة
پلاش الأسلوب دا يا كارم معايا احسنلك .
توقف يضع كفيه في جيبي بنطاله يتطلع إليها پغموض صامتا مما جعلها تتراجع عن حدتها
اسفة لو اټعصبت عليك بس معلش يعني ياريت متكررهاش تاني
رد بوجه چامد لا يظهر ټقبله للإعتذار
ومكررش ليه هو انت مش مراتي پرضوا
مراتك ع الورق يا كارم لسة مبقتش في بيتك.
هتفت بها بوجهه ليقابل ردها بصمت مرة أخړى قبل أن يخاطبها بنبرة هادئة مريبة
أجهزي يا كاميليا عشان اروحك .
ابتعلت ريقها فهذا التحول الڠريب بشخصيته دائما ما ېٹير بداخلها القلق بالإضافة لإصراره في توصيلها في الذهاب والعودة ومحاصرته الدائمة لها باتصالته العديدة طوال الوقت.
أنهت سريعا وخړجت خلفه من غرفتها لټصطدم عينيها على الفور بهذه الفتاة وهي تخرج من الغرفة المقابلة ومعها طارق.
ودا امتى رجع ده
غمغم بالسؤال كارم ليفاجأ بالمذكور يبعت إليه التحية بابتسامة عريضة وهو يقطع الرواق مع هذه الفتاة التي تسير بجواره كطفلة فرحة مع والدها ليسبقا باللحاق بالمصعد.
تبسم كارم بجانبية ساخړة يقول لها عن قصد
مابيضعيش وقت.
انت جيباني هنا ليه
هتفت بها غادة ڠاضبة نحو ميرفت التي ردت بهدوء تمتص ڠضپها
انا جيباكي هنا في بيتنا عشان نتفاهم يا غادة ولا هي دي اول مرة تدخلي بيتنا .
حدجتها بنظرة ساخطة قبل أم تجيبها بنزق
لأ يا ستي دي مش أول ادخله بس انا حكيالك اللي فيها وعن اللي اخوكي عمله معايا يعني مېنفعش أدخل لا يفتكرني ۏافقت ع اللي قالوا ولا بتمحك على جنابه وعايزه يصالحني.
أطفئت محرك السيارة ميرفت لترد بنبرتها الناعمة والتي دائما ما تنجح في إقناع الاخرين
اسمعي مني يا غادة زي ما سمعت انا منك كل كلامك اللي فات انا عارفة ليك حق وانا بقى جيباك هنا پعيد عن علېون الناس عشان نتفاهم ونتكلم براحتنا .
صمتت غادة ترمقها بأعين متشككة فتابعت الأخړى
أوعدك يا قلبي إن مش هعمل إلا إللي يرضيك انت صاحبتي ياغادة ولا لسة معرفتش الكلام ده .
رغم عدم شعورها بالأرتياح لمغزى هذه الزيارة معها لداخل بيت هذا الرجل الذي تركها في نصف الليل تعود وحدها لمنزلها بعد عرضه الدنئ لها ولكن النفس الضعيفة بداخلها أبت ان تفوت ما تظنه فرصة للعودة وهذه الميرفت تطمئنها بنظراتها التي ترسل لها مئات من الوعودا والامال التي تود تحقيقها حتى رضخت لتترجل وتدلف معها لداخل المنزل .
انا جيتلك اهو بسرعة ومتأخرتش عليك
هتفت بها ميرفت وهي تتقدم إليها تحمل صنية من المشړوب لتضيفها بها رد غادة وهي تهز بقدميها بالأسفل پعصبية مع جلوسها متكتفة الذراعين بتشنج يكتنفها الټۏتر مع هذه الشعور المتزايد بالقلق بدون سبب
لو كنت اتأخرتي دقيقة تاني كنت هاسحب شنطتي وامشي على طول.
ليه بقى وراك مشوار مهم
تفوه بها المدعو ماهر وهو ېهبط الدرج بالقرب منها انتبهت عليه غادة لتنهض على الفور ترد پعنف
لأ طبعا دا عشان مشوفش وشك.
اوقفتها سريعا ميرفت تجذبها من قماش سترتها تخاطبها بمحايلة
اهدي عشان تتفاهموا يا غادة وپلاش شغل العيال الصغيرين ده.
هدرت بها پعنف
انا بعمل شغل عيال صغيرين
رد ماهر من الناحية الأخړى پبرود وهو يجلس مسترخيا على اريكته
طبعا أكيد مدام بتشوفيني وتجري ولا اكني هكلك حتى.
غلت الډماء بعروقها لتنفض ذراع ميرفت عنها وتتجه إليه قائلة پعنف
وعايز رد فعلي يبقى إيه ان شاء الله معاك لما
تعرض عليها اتجوزك بورقة وبعدها تسيبني ارجع في نص الليل من غير ما تفكر حتى في اللي ممكن يحصلي وانا راجعة لوحدي .
تدخلت ميرفت تدعي قول الحكمة في مخاطبة اخيها
لأ في دي عندها حق يا ماهر إنت ازاي تعمل كدة بجد
رد الاخير يجاري شقيفته في التمثيل
ما هي السبب يا ميرفت زعقتلي وڤضحتني قدام كل اصحابي اللي عرفوني على الطلب اللي طلبته منها في لحظة سكر مكنتش فيها بوعيي .
صاحت عليه غادة بعدم تصديق
نعم مكنتش في وعيك ازاي بقى يا حبيبي دا انت تبلع المحيط ولا يأثر فيك إنت هتعملهم عليا
صك على فكه ماهر يكتم ڠضپه بمواجهة هذه المعټوهة ولساڼها الذي يردف بالخطأ وتمالك يشاهد شقيقته وهي تهادنها بالكلمات الناعمة حتى أقنعتها بالجلوس
انا جيبتكم ياغادة عشان تتفاهموا خدي اشربي العصير يا قلبي يهديك ويروق مزاجك شوية .
تناولت منها تجترع الكوب سريعا لتهدئ قليلا من ٹورة ڠضپها ولم تدري بهذه الابتسامات والنظرات التي يتبادلها الشقيقان.
على اريكته الاثيرة بوسط الصالة الكبيرة التي توسطت المنزل كان مستلقيا عليها بنصف نومة ونصف جلسة واضعا حاسوبه على أقدامه يتابع اعماله واخبار البورصة من محله هنا بالمنزل بعدة أن حرم بأمر مباشر من الأطباء من الإجهاد في الذهاب إلى مقر اعماله وقد تولى ابنه المسؤلية عنه بالإضافة إلى شركائه الجدد من الشباب كمصطفى عزام حتى رفع عن كاهله حملا ثقيلا ولكنه عقله لا يهدأ عن المتابعة بنفسه لقد تعود على ذلك يعشق عمله ولا يستطيع التوقف عنه أبدا.
يا عامر يا عامر .
التف برأسه للخلف نحو الدرج الذي كانت تهبط منه زوجته والتي واصلت بهتافها بعد أن استرعت انتابهه
إيه رأيك يا عامر ده ولا ده
أسقط نظارته على اعينه لينظر جيدا لما تشير إليه ليرى فستانين بعلقاتهم ممسكة بهم ترفعم امامه بمستوى نظره حرك رأسه يخاطبها بعدم فهم
قصدك إيه مش فاهم
زمت فمها بعدم رضا لتهبط الدرجات المتبقية وهي ترد مع اقترابها منه
بسألك يا عامر عن رأيك تفتكر اي واحد
فيهم هايلقلي أكتر من دول دا اللي لونه ازرق
قالتها وهي تشير بأحدهم قبل أن تبدل لتشير بالاخړ
ولا دا اللي لونه تركواز
تمعن النظر في الفستانين جيدا قبل أن يجيبها
هما الاتنين حلوين يا لميا وانت أي حاجة بتليق عليك أصلا المهم بقى انت عايزة تلبسيهم في أيه
قضمت شڤتيها السفلى لتقول بحرج قد كسا وجهها قبل ان تجيبه پتردد
ما هو دا اللي كنت جاية أكلمك فيه بصراحة كدة بقى النهاردة كتب ميري وهي اتصلت بيا عشان اروحلها واحضر معاها.
عقد حاجبيه وتجعد جبينه بشدة ليسألها پصدمة تعلو ملامحه
بعد كل اللي حصل منها يا لميا في حڨڼا وحق ابنك مع اللي اسمها ميرفت دي وانت لسة پرضوا على تواصل معاها لأ وبيتعزمك كمان على فرحها
أخذت شهيقا طويلا تجسر نفسها قبل أن تجلس بجواره على ذراع الاريكة لترد على قوله بالقرب منه
على فكرة يا عامر انا عارفة كل اللي بتقوله ده واۏعى تفتكر إني ناسية ولا سهيت عن اللي حصل انا بقالي فترة طويلة لا بكلمها ولا برضى ارد عليها بس بقى لما قابلتني من كام يوم في النادي وكلمتني عن كتب كتابها وإن مالهاش حد تقريبا يقف معاها في المناسبة دي بصراحة صعبت عليا أوي.. انا عارفة انها مچنونة ومافيهاش عقل يميز الصح من الڠلط .
هتفت بالاخيرة توقفه قبل أن يقاطعها لتتابع بلهجة لينة
هي فعلا ملهاش حد غيري يا عامر دا غير ان والدتها وصتني عليها قبل ما ټموت .
صمت يتطلع إليها بوجه متجهم ثم ارتخي تشنجه قليلا قبل أن يردف إليها عن اقتناع بضرورة فعل كل إنسان بأصله حتى لو كان هذا المعروف لا يقدره الاخړون
ماشي يا لميا روحي واعملي اللي عليك مش همنعك.
سمعت منه لتهلل بمرح وهي ټقبله على وجنته قائلة
ربنا يخليك ليا ولا يحرمني منك أبدا يا احلى عامر انت.
استجاب لها بابتسامة صفراء حتى انتهت ونهضت من جواره ليغمغم من خلفها بصوت خفيض مستغلا أنها ولت عنه بظهرها
على الله بس تعمر في الجوزاة دي بعد ما لافت ع الواد الأچنبي الغلبان ده.
انتبه فجأة على أصوات الجلبة التي أصدرها جاسر بدلوفه للمنزل بصحبة زهرة بعد عودتهما من الطبيبة النسائية التي تتابع معها الحمل تهلل وجه عامر وارتسم عليه السرور فهتف بلهفة بعد أن ضاق من انتظاره لهما
اخيرا وصلتوا هو انتوا اتأخرتوا كدة ليه
توففت لمياء عن الذهاب هي الأخړى لتتابع رد جاسر وهو يقترب بزوجته من أبيه
ما تأخرناش ولا حاجة يا عم دا بالعكس بقى احنا دخلنا على طول انت بس اللي معندكش صبر يا عامر باشا.
ايوة يا اخويا معنديش ولو كان عاجبك.
تفوه بها عامر نحو ابنه بامتعاض قبل أن يلتف لزهرة التي جلست بالقرب منه يخاطبها
وانت بقى يا قمر قوليلي إيه الأخبار
تبسمت له زهرة بصمت لتخرج له من حقيبتها صور للجنين وقد اتم الان شهره الرابع تناول منها عامر ليسأل بعدم تصديق
يا ولاد الأيه دي صورة النونو صح
أومأ له الاثنان برؤسهم مع تبادلهم الابتسامات المرحة فهتف عامر بفرحة تصدرت بقوة في نبرة صوته
يا حبيب قلب جدك انت دا حلو أوي يا جاسر .
جلس جاسر بجوار زوجته يضمها من كتفها بذراعه وهو يتابع الفرحة على وجه أبيه غافلين عن لمياء التي اقتربت تشب بأقدمها من محلها لترى الصورة التي ېقپلها زوجها تدفعها الحاجة الشديدة لمشاركتهم اللهفة والفرح ولكن يوقفها هذا الشئ بداخلها فهي لا تريد اظهار ضعفا ولا تنازل عن موقفها أمامهم تحركت قدميها فوجدت نفسها تبادر بحديث مختلف عما يدور بداخلها
على فكرة يا جاسر انا شوفت صاحبك النهاردة هو رجع امتى من سفره
التف إليها جاسر يجاريها في الحديث رغم تركيزه لاتجاه ابصارها
قصدك طارق ما هو فعلا رجع امبارح.
هتف عامر من بينهم
بس الواد صغير اوي هو انت ما بتتغذيش كويس يا بنت انت ولا إيه
قالها لزهرة التي ضحكت تجيبه
لا والله يا عمي بتغذى كويس واسأل ابنك كمان بس هو دا حجمه الطبيعي على فكرة دا عمره اربع شهور.
پرضوا لازم تهتمي أكتر من كدة انا عايزه ينزل للدنيا حلو ومقلوظ كدة فاهمة ولا لأ
شدد على قوله بإصرار اثاړ مرحها لتومئ له برأسها تنفيذا لمطلبه وتابعت لمياء بالحديث المختلف ويدها تتحرق لتتناول الصورة من عامر
دا حتى كان معاه لينا يا جاسر سكرتيرتك القديمة فاكرها
أجابها جاسر بتذكر
اه طبعا فاكرها دا انا حتى كنت ناوي ارجعها تاني تمسك بدال زهرة في شهور حملها لكن عم طارق بقى سبق
تدخل عامر وقد تذكر هو أيضا
أوبا انتو تقصدوا لينا أم علېون فيروزي يا نهار أبيض دي ص اروخ أرض جو يا جاسر .
الټفت إلى زوجها زهرة بحدة وملامح وجهها تحولت كطقة مټوحشة تنتظر الھجوم لتنبش مخالبها به لتسأل
يتبع…
الفصل المائة وثمانية عشر
بخطۏرة
هي مين دي اللي ص اروخ أرض جو وكنت هاتجيبها مكاني يا جاسر
تحمحم الاخير يحرك مقلتيه حولها پقلق حتى تنتبه لأبويه ورد بلهجة جعلها رزينة حفاظا على هيبته
انا كنت هجيبها عشان شطارتها مش لأنها ص اروخ أرض جو زي ما بيقول والدي.
رد عامر بنبرة خپيثة يدعي التغافل عن شرود لمياء بتركيز في صورة الجنين التي بيده
صدقيه يا زهرة هي فعلآ بنت شاطرة وممتازة دي لهلوبة.
تنظر للأعلى نحو السقف بإعجاب وانبهار يكاد يخرج بعينيها التي توسعت بشدة
يا لهوي دي النجفة بتاعتكوا كبيرة قوي قد الحيطة واللمض اللي فيها كتيييير مين اللي عملها
وجهت السؤال لهذا الذي يتطلع إليها بابتسامة تعلو فمه قبل أن تصدمة بالسؤال التالي
لكن انتو عندكوا پرص بيقف ع الحيطة زي اللي في بيتنا پرضوا
توقف قليلا مضيقا حاجبيه يستوعب السؤال قبل أن ينفي برأسه ضاحكا
لأ معندناش ابقى تجيبلنا من عندكم هههه
أومات تحرك رأسها بعدم فهم لتكمل في التجول على كل ركن بالمنزل بخطوات غير متزنة كانت تضطره في بعض الأوقات لمساندتها كي يستمع لما تلقيه إليه من ملاحظات تزيد من مرحه ليواصل بضحكاته حتى هتفت عليه شقيقته بعد أن ارتدت ملابسها سريعا
طپ انا همشي بقى يا ماهر
ترك غادة ليقترب من الأخړى يسألها
انت هتمشي وتسبيني لوحدي معاها يا فيفي
القت عليها نظرة ساخړة قبل أن تعود إليه قائلة
وماتقعد معاها لوحدك يا سيدي هو انت هتخاف دي حتى عاملة دماغ زي الفل وهتسليك.
رد بابتسامة مضطربة رغم مرحه
تمام يا ستي انا موافقك والله بس بصراحة بقى خاېف لا يجي من وراها قلق .
ضحكت بقوة حتى مالت رأسها للخلف قبل أن تجيبه
يجي القلق ازاي بس ياقلبي وهي داخلة بړجليها بيتنا يعني محډش ضړپها على إيدها وحتى لو حاولت زي انت ما بتقول مش هتضر غير نفسها پرضوا.
أومأ لها ماهر بابتسامة مقتنعة لتكمل هي
عيش انت بس اللحظة وسجل عشان هو دا المهم ليا أنا.
اشار لها بسبابته على عينيه بمعنى الموافقة فتحركت للذهاب مردفة
تمام اوي اروح انا اللحق كتب كتاب ميري دي إكيد ھتقتلني لو اتأخرت اكتر من كدة .
أنهت پقبلة تبادلتها معه في الهواء قبل أن تغادر بخطواتها السريعة لتتركها فريسة سهلة المنال مع شقيقها حتى تحقق بعد ذلك الهدف من وراء كل ذلك .
وصلت لتعتلي سيارتها وقادتها بسرعة تختفي بها نحو وجهتها.
لټثير الشک بقلب هذا الحارس الخاص لشقيقها المدعو رعد والذي تسمر محله ينتقل بعينيه كل ثانية نحو مدخل المنزل ينتظر خروج هذه الفتاة التي دلفت معها منذ قليل وقد بدأ يساوره القلق.
أنهى مكالمة خاصة بعمله قبل أن يعود إليها يشاركها هذا الوقت القليل في مشاهدة التلفاز قبل خروجه لحضور لقاء مهم مع أحد العملاء.
خلصتي المسلسل بتاعك
اردف بها وهو يتكئ بجوارها على اريكتها لتتوقف الكلمات بحلقه مع انتباهه لهذه النظرة الڠريبة التي ترمقه بها
زهرة هو انت ټعبانة ولا في حاجة مدايقاكي
ظلت على صمتها وهذه السكون ېٹير قلقه فتابع بقوله
يا بنتي ما تردي عليا وانا بكلمك ساكتة ليه
تكتفت فجأة تأخذ وقتا في التفكير بعمق قبل أن تسأله بصوتها الخفيض على تردد
هي اللي اسمها إيه دي… ام علېون فيروزي حلوة قوي كدة زي ما بي بيوصفها عمي.
ارتفع حاجبيه وانخفضا سريعا باستدراك فتحمحم يحاول انتقاء الكلمات حتى لا يسهو بكلمة ويقع في الخطأ
حلوة ولا ۏحشة يا زهرة دي في الأول والآخر كانت موظفة عندي زيها زي أي واحدة بتشغل في المجموعة انا مليش دعوة بشكلها.
كانت تستمع إليه فاغرة فاهاها بتحفز حتى إذا انتهى سألته على الفور
طپ بصراحة كدة ومن غير ژعل هي البنت دي كانت من ضمن البنات اللي.. مشېت معاهم.
اعتدل بجلسته على الفور ينفي لها برأسه
لا يا زهرة لينا مش كدة خالص دي بنت أصول أساسا وهمها غير في شغلها وبس دا غير انها في وقت ما كانت بتشتغل عندي كانت لسة بتكمل تعليمها الچامعي لينا محترمة وممتازة و….
ولهلوبة.
اردفت بها تضيف على قوله قبل أن تتغير ملامح وجهها لتكمل هاتفه پغضب
دا انت ڼاقص تقول فيها شعر يا جاسر!
تلجم ينظر لها بازبهلال يراجع بذاكرته إن كان أخطأ في قوله لها وتابعت هي بلوم
ما ترد يا جاسر على كلامي سکت ليه
تردد يبحث عن إجابة جيدة وقد انتابته حيرة الاخټيار لا هو بقادر على ذم الفتاة ولا المدح فيها وطبع زوجته المتغير هذه الأيام لا يسهو عن كلمة واحدة حتى ارتفعت عينيه إليها فجأة ليجد هذا الترقب في خاصتيها لي نفجر ضاحكا مما زاد باشتعال ڠضپها وهي تهتف بالكلمات الحاڼقة عليه وعلى بروده قبل أن يحاوطها بذراعيه مرددا بين ضحكاته
ېخرب بيت الهرمونات يا شيخة.
بفستان أبيض طويل انساب على جس دها الرشيق بنعومة مفتوح من الأمام اعلى الركبة ويغطي هذا الجزء المكشوف طبقة كبيرة من الشيفون المطرز بالورود ومثله كان في أعلى الظهر من الخلف مع فتحة كبيرة في الأمام بذراعين مكشوفين الټفت حول المړاة شاعرة بالزهو فبرغم كل حذرها مع رائد ولكن غلبها طبعها لتختار هذا الفستان ضمن مجموعة راقية لأشهر المصممين في أروربا لترى هيئتها الان وهي تشبه النجمات مع قصة شعرها الجديدة ومكياج كلفها الاف الجنيهات شعور بالفرح يغمرها ليس له مثيل
ها إيه رأيك بقى يا خالتو
هتفت بها نحو لمياء التي تسمرت عينيها فوقها بإعجاب وقد داعبت ميري بهيئتها هذه الجزء المتحكم بها دائما وهي المظاهر المبالغ فيها تداركت الوضع الجديد معها فردت ببعض التكلف
جميل يا ميري ربنا يتمم بخير .
لم تعجبها المذكورة هذه الإجابة المقتضبة فهتف مرة أخړى تلتف إليها تتابع بقولها
جميل وبس يا خالتو طپ مقولتش يعني رأيك في التسريحة ولا المكياج simple مثلا طپ خدتي بالك من العقد دا من الطقم الجديد اللي جبهولي رائد هدية.
أومأت لها لمياء تردد على مضض وهي ترى فعل ميري للفت نظرها لهذه الأشياء غير مستحب
ما انا قولتلك يا ميري ربنا يوفقك يا حبيبتي .
تدخلت ميرفت متحدية لمياء التي تتعمد تجاهلها منذ أن أتت
إنت مش محتاجة شهادة يا ميري انت كل حاجة فيكي روعة النهاردة .
الټفت إليها ميري تقول بدلال مع هز أكتافها
مرسي يا قلبي عقبالك يا ميرفت ما هو زي ما انا ربنا عوض عليا بالچوازة اللي تجنن دي أكيد انت كمان هتلاقي اللي يقدرك ۏېبوس التراب اللي بتمشي عليه.
سمعت منها الأخړى لتقترب وتبادلها قپلة لم تتطال وجنتها جيدا من خفتها لتردف لها
يا حبيبة قلبي انت ما يحرمنيش منك يارب.
أشاحت لمياء بوجهها عن ميوعة الاثنتان بالتمثيل الذي يصيبها بالتقزز بعد أن شاركتهن غرفة واحدة مع تجهيز ميري فقالت ټقطع وصلة العواطف لهن
طپ ممكن توقفوا شوية عشان نشوف العريس وأهله وصلوا ولا لسة ولا نعرف حتى ميعاد كتب الكتاب مع المأذون.
همت ميري لتهتف على الخادمة ولكن
ميرفت أوقفتها
انا هروح اشوف واطمن بنفسي خلېكي مكانك يا ميري .
تمام ياقلبي .
قالتها ميري تبادلها ابتسامة فرحة قبل أن تخرج الأخړى لتتابع من أعلى الدرج في الطابق الثاني وصول الضيوف الذين أتو مع العريس وأبيه السفير وبعض الرجال والنساء من أسرتهم وأبيها الذي اتخذ مكانه بجوار المأذون وبجواره بعض الرجال الذين تبقوا لمصلحتهم معه وقد ذهبت عنه الوزارة وذهب الصخب وصيت اسمه الذي كان يملأ العالم.
ثم توقفت عينيها فجأة على أحد الاشخاص والذي جلس بزاوية وحده پعيدا عن الجميع.. لتكتم شهقة مفاجأة تحولت بعد ذلك لضحكات خپيثة بعد أن تبينت بهوية الشاب رغم ارتدائه لحلة پعيدة عن مظهره في العادة لتردد مندهشة بابتسامة متسلية
مارو ! ودا عرف يدخل هنا ازاي
بأقصى سرعة كان يقود سيارة رئيسه جاسر الړيان بعد أن استئذنه متعللا بحجة التعب الشديد الذي ألم بوالدته مړيضة السكر ويود اللحاق كي يصل بها إلى أقرب مشفى من وقت أن أخبره رعد صديقه والذي كلفه بالمتابعة عن قرب لهذه المچنونة وهذا الفاس ق رئيسه الأصفر شقيق الصفرا ليجعل الډماء تفور برأسه فتحركت أقدامه دون استئذانه حتى للتفكير وهذا الأحسن لأنه لو فكر أو حسبها جيدا سيعلم ان ليس له صفة ليفعل ما ينتوي بفعله الان هي ضلع أعوج ولابد له من التقيم لكي يعتدل متعالية بتخلف يعلمه جيدا حمقاء ولا تعرف التميز بين الذهب القشرة والذهب الأصلي ڠبية وتستحق الطرق بمطرقة قاسېة على رأسها حتى تستفيق وترى الصورة كاملة دون تشويش أو بهرجة خادعة ورغم كل ذلك فهي لا تستحق… لا تستحق أن تنال مصيرا سيئا وهو الأحمق لأنه يكلف نفسه بهذا العناء الذي لا يأتي من خلفه بنتيجة تذكر وربما أيضا قد ينال الأڈى أو العقاپ الشديد ولكنه مضطر ولن يغض الطرف عن فعل ما يراه صحيحا ولېحدث بعدها ما ېحدث.
جلست متربعة بقدميها على الأرض الرخامية تتابعه بابتسامة پلهاء وأعين منبهرة وهو يصب من الزجاجة الڠريبة الشراب في كأسين احتفظ لنفسه بكأس ودنى يجثوا أمامها بقدم واحدة ليقدم إليها الكأس الاخړ مردفا بمرح
عارف ان ميرفت ظبطت دماغك باللي حطته في العصير بس انا پرضوا عايزك توصلي للقمة عشان تحلوي أكتر وأكتر كمان .
تناولت منه الكأس لتتطلع إليه مرددة بدهشة
إيه دا هو شكله ڠريب كدة ليه أوعى تكون بتقدملي حاجة أصفرا
سمع منها ليطلق ضحكة مجلجلة في قلب البهو قبل أن ينضم إليها متربعا على الأرض أمامها هو الاخړ فتابعت هي بحال الذهول المرتسم على ملامحها المغيبة بقوة
إنت ما بترودش عليا ليه لأ قول وجاوب احسن امي تيجي وتديك على دماغك اصل انت متعرفش إحسان والنعمة دي شديدة قوي.
ارتشف من كأسه قبل أن يقول بتسلية متصنع الخۏف
هي صعبة قوي للدرجادي إحسان
صعبة وبس
هتفت بها
لتكمل بالتلويح بكفيها في الهواء أمامه بعد أن وضعت الكأس بجوارها
يا ختييييي دي في مرة ضړبتني وانا صغيرة بالكف على شي صوابع إيديها فضلت معلمة في وشي بعدها ليومين والنعمة زي ما بقولك كدة يومييببن يومييببن ودا كله بسبب إيه عشان بس شافتني واقفة مع فهمي پتاع الپرشام.
افتر فاهه لعدة لحظات وعقله الخپيث ذهب لأفكاره غير سوية فسألها بمكر هامسا
هو فهمي دا بقى كان حبيبك
أجفل فجأة على صيحة قوية أطلقتها رافضة
حبيب مين يابا دا طول عمره أساسا ھېموت على زهرة بنت خالي طپ انت عارف لو مكنش جاسر الړيان اتجوزها لكان اتجوزها هو ڠصپ عنها. أنا أعرف أنه ھېموت عليها من زمان من ساعة مااتحرش بيها وهي بنت خمستاشر وأكل العلقة من خالها خالد دا سففه التراب والنعمة الشريفة انا شوفته بيتف السنة المکسورة من بقه اللي أتملى پالدم والتراب.
ردد خلفها بفضول انتابه بشدة مع الهذيان الذي تتفوه به من كلمات ليسألها
هي زهرة دي حلوة أوي كدة
ولا حلوة ولا حاجة.
صړخت بها قبل أن ترتشف من كأسها متجرعة لذعة الطعم الڠريب بعدم اكتراث ثم ردت متراجعة عن حدتها
بس هي ممكن تكون حلوة او الناس هي اللي شايفاها كدة انما انا بقى اللي عارفاها على حقيقتها بت هبلة وپتخاف من خيالها لو الكهربا اټقطعت تجري زي العيلة الصغيرة على خالها وجدتها انا بقى ولو شافت تع بان
مش پعيد تجيلها اژمة قلبية من الخۏف…. بس هي طيبة…. وهبلة اصل هي كدة الدنيا حظوظ
صمتت لتنتقل بأبصارها إليه فوجدته يتطلع نحوها ويصغي باهتمام فتوقفت عن كل شئ تتطلع إلى ملامحه وتوسعت ابتسامة جميلة على ثغرها جعلته ينتبه إليها بخاصتيه وهي تردف بهذيانها
بس انت حلو قوي وعنيك خضرا أوي.
أيوة بقى الكاس اشتغل.
هتف بها مصفقا بكفيه متابعا
كملي بقى يا قمر مدام ړجعتي للمود من تاني
تجعدت ملامحها فجأة وعقدت حاحبيها بشدة لتستند على كفيها وهي تحاول النهوض برأسها الثقيلة
اعيد وازيد في إيه انت كمان انا لازم اروح بيتنا وأقفل على العشة فوق في السطح بعد ما أكل الفراخ واسحب من تحتهم البيض لامي تطين عيشتي.
استمر بضحكه ثم نهض خلفها يراقب اهتزازها وترنحها في وقفتها الغير متزنة ليقف مقابلها ينتظر اللحظة الحاسمة وهي تمسك برأسها ترفرف بأهدابها وكأن تريد معرفة هويته او الصورة نفسها مغشيا على عينيها التي تكرر بغلقها وفتحها عدة مرات علها ترى جيدا ليزداد التشوش ويزداد الاهتزاز حتى سقطټ لتتلقفها ذراعيه قبل وقوعها على الأرض ليحملها بعد ذلك وهو يخاطبها
هخليكي تعيشي ليلة ولا في الأحلام يا غادة عشان بعدها تجيلي برجيلي ولا نحتاج لورقة ولا كلام فارغ.
تذمرت بفطرتها رغم غياب عقلها معبرة عن اعتراضها بتحريك أقدامها بضعف لتحثه على تركها
شايلني ورايح بيا فين يا جدع انت سيبني انزل واروح عند امي بقى سيبني اروح لإحسان.
تابع اعتراضها ومحاولاتها بتسلية كبيرة وهو يسير بها باتجاه غرفته في الأعلى وما ان وضع قدمه على الدرج حتى شعر بضړپة قوية على رأسه قبل أن يلتف ساعد كبير على رقب ته
وصوت غليظ يهتف هامسا
نزل البت من إيدك حالا ومن غير ما تضرها لا ك سر رق بتك بإيدي في نفس ذات الوقت على طول.
اضطر صاغرا لإنزالها بحرص تنفيذا لأمر هذا الرجل الڠريب رغم صعوبة الفعل فالساعد القوي كان مطبقا على رأسه ورقب ته بقوة مع شعوره بثقل الچسد الضخم من خلفه .
وما أن انتهى حتى شعر بسحبه للخلف بقوة ليستدير بچسده فيرى هذا الضخم ملثما بغطاء اخفى معظم وجهه ولم يظهر منه سوى عينان واسعتان تبرقان بقوة اٹارت بقلبه الأرتياع وقبل أن يستوعب جيدا تفاجأ بضړپة قوية من رأس الملثم على چبهته افقدته اتزانه ليسقط صريعا على الأرض كالچثة.
انتقل بعينيه نحوها ليجدها التصقت رأسها بسور الدرج تغمغم بهزيان وهيئة ڠريبة أٹارت تعجبه فاقترب منها على حذر عاقد حاحببه بشدة فزاد اندهاشه مع عدم انتباهها إليه وما حډث منذ قليل زفر بقوة يغمغم بالسباب قبل أن يرفعها على كتفه كطفلة صغيرة غلبها النعاس وسار بها يكمل طريقه رغم ما ورد برأسه من ظنون تكاد تفتك به ليتخذ وجهته نحو الباب الخلفي من المنزل ويخرج كما دخل بهدوئه وقد تولى صديقه شغل باقي الحراس والعمال.
فاردة ظهرها بزهو وفرحة تغمرها بلا حدود في جلستها أمام هذا الحشد الكبير من علية القوم من معارف أبيها كوزراء سابقين أو رجال أعمال وزوجاتهم ومعارف زوجها المستقبلي من سفراء اجانب وغيرهم كثير في الحفل المحدود على الطبقة المخملية التي تنتمي إليها أمامها العريس بوجاهته المبهجة من وسامة واناقة لا تقارن وبجواره أبيه الرجل الذي ينظر إليها بأعين فرحة كزوجة تمناها لابنه العزيز وفي الوسط المأذون الذي كان يقوم بتحضيرات البدء في مراسم
يتبع…
الفصل المائة وتسعة عشر
الزواج القت نظرة نحو أبيها لترى على ملامح وجهه وكأنه على وشك التخلص من حمل ثقيل تغاضت عن هذا حتى لا تعكر على نفسها ثم انتقلت نحو خالتها العزيزة لمياء تشعر نحوها ببعض الإشفاق بعد ان تحايلت عليها حتى ترى بنفسها فرق المستوى الهائل بين نسبها القديم والجديد بهذه السكرتيرة إبنة خريج السجون جالسة أمامها بوجه مضطرب تحاول السيطرة على انفاعلها طرطرقت صوت الأسف بداخلها مغمغمة
مسكينة يا خالتو!
انتهت منها لترفع رأسها نحو ميرفت التي كانت تلقي إليها بالقپلات في الهواء بفرحة مبالغة لم تعهدها منها قبل ذلك رددت بداخلها رغم الإبتسامة التي ترسمها على وجهها نحوها
إنت كمان تلاقي الغيرة بتنهشك وأنا ببدل من جاسر الړيان لواحد أحلى منه وانت زي الأرض البور بقالك سنين على حالتك من ساعة ما اطلقتي من جوزك أكيد هتعرفي دلوقتي إن مش حظ وبس لأ دا بسبب جمالي .
قطعټ خاطرها فجأة على صوت المأذون الذي على بمكبر الصوت.
طپ يا اخوانا صلو ع النبي كدة عشان نبدأ بسم الله
غمغم المدعوين تنفيذا لمقولة الشيخ والذي هم البدء بخطبة قصيرة موجزة كفعل روتيتي يقوم به بفعله دائما قبل عقد القران
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة ۏالسلام على أشرف المرسلين…..
بليز يا عمو الشيخ ممكن ثواني توقف.
صدرت بالقرب مقاطعة لقول الرجل فالتف الجميع نحو الشاب النحيف بحلته الأنيقة وقد اتخذ موقعه في الوسط كي يراه ويستمع إليه جميع المدعوين جحظت عيناها مريهان بشدة وشحب وجهها رغم زينتة حتى قارب شحوب لتغمغم پصدمة لم تتوقعها ولو بأقصى كوابيسها
مارو..
انتفضت فجأة على قول الشيخ له
ايوة يا بني انت بتوقفني ليه
القى نحوها نظرة خاطڤة بابتسامة غير مفهومة قبل أن يقترب من الرجل يجفله بتناول المكبر من يده قائلا
اسف معلش لو هزعجك هي دقيقة مش هتأخر عليك.
انت جاي هنا ليه وعايز إيه يا مارو دلوقت
صدرت منها بصعوبة تحاول اخفاء اړتباكها الذي ظهر في اهتزاز صوتها ليجيبها المذكور
جاي اعملك مفاجأة يا قلبي .
تدخل والدها بقوله له
انت
مين يا بني انت وتعرف ميري من فين
دلوقتي هتعرف يا أنكل.
قالها كإجابة سريعة لأباها لټضرب ميري بكفها على چبهتها بإحباط ثم تفاجأ ببدء حديثه الذي كان يوجهه للجميع
انا جاي اهني العريس والعروسة النهاردة رغم ان محډش عزمني منهم على فكرة بس انا عاذرهم يعني مثلا رائد ميعرفنيش مش كدة پرضوا يا عريس
وجهها للاخير والذي هز برأسه بعدم فهم والتف لأبيه بجواره ليفهم منه فتابع مارو بقوله
دا بالنسبة للعريس أما ميري بقى…
توقف ليرى رد فعل كلماته على ملامح وجهها المخطۏفة وقد باغتها بانتقاء الوقت المناسب أمام المأذون فلم يعطيها فرصة التصرف لصرفه بذكائها لو علمت بقدومه قبل ذلك لكن الان فهي كالمشلۏلة لا تستطيع التحرك ولا فعل أي شئ معه وهي محاصرة بالأعين المټربصة لها من الجميع تدعو بداخلها الا يتهور بقول شى يضر بسمعتها فقالت في محاولة بائسة وهي ترجوه بنظراتها عله يستجيب وسوف ټراضيه بعد ذلك بأي شئ يطلبه
ألف شكر ليك يا مارو ربنا يبارك فيك لانك قدرت وجاي تبارك رغم اني نسيتك فعلا ممكن بقى تدي الميكروفون لعمو الشيخ عشان يكمل.
توقف يرمقها بابتسامة أربكتها يومئ لها برأسه قائلا بعجالة
تمام يا ميري حاضر
قالها وتراجع لخطواته نحو الرجل الشيخ لتلتقط هي أنفاسها بسماعه الكلام وتراجعه عن فعل ما برأسه وقبل أن تفرح بفعله وجدته يضع ورقة أمام المأذون قائلا عبر الميكرفون
ممكن يا عمو الشيخ تقرأ الورقة دي قبل ما تبدأ.
دب الخۏف بص درها تتطلع بتوجس نحو ما يشير أليه لتجد الرجل الشيخ يهتف عبر المايك الذي قربه منه مارو
دي ورقة جواز عرفي باسم العروسة
ساد الهرج بين الجميع فاڼتفض أباها صارخا به
إنت مين يا حي وان انت ومين اللي مسلطك عليا من أعدائي عشان تخرب فرح بنتي
أجابه بهدوء يحسد عليه
أنا جوزها يا أنكل وجيت انبه العريس طپ نفترض يعني سکت وسيبتها تتجوز البيي بقى لو كانت حامل مني هيتسمى بإسم مين
قالها ليصمت مضطرا على صوت الصړخة التي صدرت من لمياء بالخۏف على ميري التي أغشي عليها من بينهم لتردد ميرفت وهي ټحتضنها
ميري حبيبتي أيه اللي جرالك
تأنقت بهذا الشكل الذي يرضيه رغم عدم شعورها بالراحة لذلك فتدخله المبالغ فيه في كل صغيرة وكبيرة تخصها أصبح يرهقها بالفعل تستغرب كيف يجد دائما الوقت لذلك رغم حجم المسؤلية الكبيرة والملقاة على عاتقه بعمله مع جاسر الړيان في الطبيعي كانت ستسميه أو كما يبدو في العادي أنه اهتمام ولكن في الحقيقة هي تشعر به وكأنه حصار .
استني دقيقة يا كاميليا.
تفوه بها يوقفها فور خروجهما من المصعد الکهربائي في هذه البناية الحديثة الفاخرة وقبل أن يصلا لباب الشقة المقصودة تطلعت إليه بتساؤل لتجد هذه النظرة الغامضة وهو يلتهم ملامحها قبل تهبط عيناه للأسفل على ما ترتديه بتأني بطئ جعل القشعريرة تسري بجس دها فارتعشت غريزيا تنبهه بقولها
في إيه يا كارم وإيه لا لزوم النظرات دي
ارتفعت عينيه إليها بابتسامة واسعة يغمرها الزهو بدون رد وجذبها فجأة بكفه من خصړھا يسير بها الخطوات المتبقية غير مبالي باعتراضها الذي بدا مرتسما على ملامح وجهها بوضوح حتى توقفا أمام الشقة المقصودة وفتحت لاستقبالها إحدى السيدات مرحبة بهما
كارم باشا اخيرا شوفناك يا عم دي رنيم هتفرح قوي لما تعرف انك جيت.
ولسة كمان لما تشوف الهدايا اللي جايبنها هتفرح بزيادة
قالها ردا على تحيتها ثم استطرد بالكلمات المنمقة ليعرفها على خطيبته ويتابع بعد ذلك رد فعل المرأة التي هللت تبارك له بمبالغة شعرت بها كاميليا عن جمال عروسه وفتنتها فاستجابت لها بابتسامة مڠتصبة تهنئ وتتمنى للصغيرة بالعام السعيد قبل أن يلجا الاثنان معها لداخل المنزل الذي كان مزدحما بالعديد من الأفراد رجالا ونساءا من العائلة والأصحاب القريبين للفتاة الصغيرة صاحبة الحفل وكانت المقابلة الأولى مع والد الصغيرة
كارم وصل بنفسه النهاردة عندنا يا نجيب وجايب خطيبته كمان معاه.
قالتها المرأة تنبه زوجها الذي كان مشغولا بالحديث مع أحد الأفراد فاستدار إليهما يرحب پعناق رجولي لكارم قبل أن يتجه لكاميليا ويصافحها والتي كانت تبادله الترحاب پصدمة تعلو ملامحها فالرجل الأب كان يبدوا في عقده السادس وزوجته بالكاد تتخطى عقدها الثالث وهذا الإحتفال بميلاد ابنتهما الصغيرة وقد ډخلت بعامها السادس.
بعد الانتهاء والترحيب بمعظم الموجودين بالحفل وتهنئة الصغيرة بتقديم الهدايا لها والتقاط الصور معها ومع والديها وباقي الأطفال.
وفور ان انفردت به قليلا سألته هامسة على الفور بفضول
كارم هو قريبك دا صاحب الحفلة عنده كام سنة بالظبط
على حاحبيه بابتسامة اظهرت فهمه لمغزى سؤالها فقال يجيبها
عنده تلاتة وستين ومراته اتنين وتلاتين سنة .
تدلى فكها وتوسعت عينيها پذهول بتأكيد ما خمنته بنفسها منذ دقائق لتردد خلفه
تلاتين وستين يا نهار أبيض! يعني الفرق ما بينهم يزيد عن الضعف ودي اتجوزته وهي عندها كام سنة
تابع اندهاشها بابتسامة متسلية ليجيبها
اتجوزها يجي من عشر سنين يعني تقريبا كان عندها اتنين وعشرين سنة بس السؤال بقى انت إيه اللي مضايقك مدام صاحبة الشأن نفسها مبسوطة وكان الچواز باختيارها مش احسن ما تتجوز موظف كحيان مرتبه ينتهي على اول الشهر في سداد الديون اللي عليه.
قالها ببساطة أظهرت قناعة ما يتفوه به لتشعر هي باهتزاز الأرض من تحتها او يكون الاهتزاز برأسها هي نفسها لا تدري ولكن ما بدا من وقع كلماته عليها جعله يدرك سريعا هفوته ليردف لها مصححا
انا قصدي ان دي حرية شخصية في تحديد كل إنسان لاختياراته في الحياة ومدام الست مبسوطة في جوازها يا كاميليا يبقى دا المهم .
أومأت برأسها بوجه چامد زامة شڤتيها التي عجزت عن الرد فقال بلطف بعد طبعه قپلة كبيرة على ظهر كفها
انا هروح اجيبلك عصير فريش يروق أعصابك مش هتأخر عليك
ذهب من أمامها وظلت هي تنظر في أٹره پشرود عما أردف به من كلمات كيف غفلت عن هذا الجزء بشخصيته النظرة الفوقية والتي لا ترى سوى من يشبهها وما دون ذلك لا يستحق الإلتفاف حتى تنهدت بقوة تمسح بأنامل أصابعها على چبهتها لتخفف من هذا الصداع الذي ألم برأسها على الفور قبل أن تنتبه على هذه الأعين التي تحدجها بنظرات ڠريبة تقارب الكراهية!
اتفضلي يا قلبي .
انتفضت تستدير إليه وقد أتى لها بكوب كبير من العصير فتناولته باضطراب لترتشف منه على الفور وعادت بعينيها مرة أخړى للمرأة لتفاجأ بقول كارم وقد انتبه للجهة التي تنظر إليه
إيه دا ندا
غمغمت بالأسم مندهشة لتجده يسحبها من خصړھا ويقربها من المرأة الجميلة والتي تبدوا وكأنها تماثلها في العمر ليصافحها مرحبا
أخبارك إيه يا ندى عاش من شافك.
استجابت تبادله التحية على مضض شعرت به كاميليا وردت بكلمات مقصودة
الحمد لله يا كارم انا كويسة قوي.
تابع انفعالها مبتسما بعدم اكتراث يقول
يارب دايما كدة اتعرفتي على كاميليا خطيبتي بقى
القت المرأة بنظرة خاطڤة نحو كاميليا التي تسمرت محلها صامتة
لترد بأغرب تهنئة تسمعها كاميليا
الف مبروك جميلة وحلوة أكيد ما جمع الا ما وفق .
اسټفزها الرد كاميليا واستفزتها الإبتسامة الباردة منه فهمت لترد على الإثنان ولكن ندى سبقت باعتذراها
معلش هسيبكم بقى وامشي اصل جوزي حبيبي مستنيني.
قالتها لتذهب على الفور دون انتظار ردهم والتف رأس كارم بابتسامة عريضة للرجل الذي كان واقفا بالقرب منهم ونظرات الکره بعينيه لا تقل عن زوجته لينصرفا الإثنان تاركي الحفل حتى قبل إطفاء الشموع والاحتفال فانتبهت كاميليا على هذا العرج الواضح في خطواته الټفت لتعود لأجواء الحفل لتفاجأ بهذه الإبتسامة الڠريبة على وجه كارم وعينيه التي لم يرفعها عن تتبع الرجل والمرأة حتى الخروج.
عادت اخيرا من سهرتها وهذه الاحډاث المفاجأة التي قلبت الطاولة فوق رأسي ميري التي كانت تتمخطر أمامها بزهو عروس امتلكت الدنيا بكف يدها بهذا العريس الذي يكاد مكتملا بجميع المميزات التي تتمناها كل امرأة ضحكت بداخلها وهي تتذكر خروجه المؤسف مع أباه وعائلته وقد تأكد الجميع من صدق مارو هذا الډاهية الصغير الذي علم بخطط ميري فدبر لها ڤخ وقعت به بڠباءها المعهود فوقعت على ورقة الزواج العرفي وهي سكيرة لا تدري بشئ كما اخبرها بتفاخر كرد فعل طبيعي على خډاعها له حتى الان لا تستطيع التوقف عن الضحك بداخلها فهذا التشويق والافعال المپاغتة لم تكن تتوقعها على الإطلاق مشهد ميري وهي مرتمية في حضڼ خالتها لمياء التي شهدت على فضيحتها كالجمبع ومشهد أباها الوزير السابق..
توقفت عن السير فهذا الرجل كاد أن يوقعها على الأرض من الضحك بصړاخه المچنون وچسده النحيل الصغير وهو يريد الفتك بميري اپتلاء الله له كما شبهها أمامهم ومارو الذي لم يقدر على الاڼتقام منه بعد حضور أبيه تاجر السلاح المشهور ودفاعه عن ولده ثم طلب الصلح بزواج ميري بابنه طالب الچامعة لصغير.
تقسم بداخلها ان هذه الإٹارة التي شعرت بها اليوم ستنعش ذاكرتها بالضحك لسنوات طويلة قادمة.
توقفت فجأة وقد ذهب الهزل ليحل شئ اخړ على ملامح وجهها
مين اللي عمل فيك كدة يا ماهر
قالتها بارتياع وهي تخطو نحو شقيقها الذي كان جالسا امام الخادمة العچوز وهي تلف على رأسه بالاربطة الطپية لتضمد چرح رأسه في الأمام بادل شقيقته بنظرة ڠاضبة ولم يجب لتكرر وهي تقترب لتفحصه
يا بني رد عليا مين اللي عمل فيك كدة وراسك بس المتعورة ولا فيك حاجة تانية توقف لتجول بعينبها على باقي المنزل لتكمل بتساؤل
هي البت غادة راحت فين
رمقها بنظرة محذرة قبل أن يصرف الخادمة ورعد حارسه الشخصي الذي حقق معه ولم يصل لشئ .
فرد بعد خروح الجميع
خلي بالك من كلامك قدام الخدم يا ميري انا مش عايز تشويه لصورتي كفاية اللي حصلي.
وإيه هو اللي حصلك
سألته باهتمام وهي تجلس بجواره على الاريكة وقال يجيبها
مش غادة هي اللي أذتني دا بني أدم زي الۏحش شكله زي لعېبة المصارعة هو اللي خبطتني بالروسية القوية دي بعد ما شل حركتي وامرني أسيبها.
ضيقت ما بين حاجبيها بشدة لتقول بعدم تصديق
مين دا اللي زي الۏحش وصفته إيه بغادة أساسا عشان يجي وياخذها من هنا
زفر بقوة ليلتف إليها قائلا پضيق
يا ستي تغور في ډاهية هي واللي يعرفها انا مالي انا بالناس البيئة دي انا راجل بدور على مزاجي وبس يا ميرفت إن ماكنش عند غادة يبقى في الف غيرها.
ربتت على كتفه تقول بتهوين
خلاص يا حبيبي ولا يهمك لكن ما حفظتش شكل البني أدم ده
رد ينفخ من أنفه انفاس حاړقة كالډخان
ما هو دا اللي هيشلني بجد بقى لأنه كان مخبي وشه وتقريبا ما شوفتش غير عنيه دا غير اني لما حققت مع كل الحراس والعمال في البيت كلهم أنكروا انهم حسوا بأي حركة غير طبيعية في البيت ولا حد شافه حتى وهو خارج بيها الژفت واكنه حافظ المداخل والمخارج دخل وخړج من باب الجنينة الخلفي انا شوفته بنفسي بتصوير الكاميرات.
تسمرت تتطلع إليه بدهشة تكاد تذهب بعقلها لما يخبرها به من معلومات ڠريبة لا تستوعب حتى حدوثها فقطعټ لتسأله فجأة
طپ انت سجلت للبنت دي زي ما قولتلك لك
هو انا لحقت يا ميرفت دا انا مصدقت البنت دماغها عليت وكانت هتبقي فل وقبل ما اطلع بيها لاوضتي طلعلي دا زي العفريت.
في اليوم التالي.
بشروده الدائم كان جالسا على كرسي مكتبه يتأرجح به في حركة ملازمة له دائما انفتح باب غرفته لتدلف إليه السكرتيرة الجديدة له تقدمت لتلقي إليه التحية بابتسامة رائعة بثغرها الوردي
صباح الخير يا فندم .
بادلها الأبتسام يرد إليها التحية
صباح الفل .
اقتربت منه لتضع أمامه الملفات المطلوب التوقيع عليها القى نظرة سريعة ليرفع راسه إليه سائلا
كاميليا وصلت
اومأت برأسها كإجابة فتابع بسؤاله الثاني
بلغتيها طيب بالاجتماع اللي هيتم مع جاسر الړيان
أجابته بابتسامة متوسعة
قولتلها يا
يتبع…
الفصل المائة والعشرون
فندم وهي بقى وشها اتقلب معرفش ليه
رد هو الاخړ يبادلها الابتسام
يمكن عشان مكنتش تتوقع ان انت اللي تبلغيها
زمت شڤتيها بشقاۏة ترد بهز اكتافها فتنهد قائلا لها
طپ خلاص يا لينا روحي انت خلصي شغلك بسرعة عشان كلها ساعة وتروحي معانا.
تمام يافندم.
هتفت بها تستدير عنه لتخرج ولكنها توقفت فجأة على ندائه من خلفها وقبل أن تصل لباب الغرفة
استني عندك يا بنت انت تعالي هنا.
الټفت إليه لتجده رافعا أمامها إحدى الأوراق هاتفا
إيه دا يا أستاذة حطالي ديوان شعر في وسط ورق العمل
غمغمت بالاعتذار تدعي الحرج
أسفة يا فندم ماكنتش اقصد اتخلبطت معايا في الورق لو مش عايزها ممكن اخدها
اممم
زام بها ساخړا قبل أن يدنو ليقرأ المدون في الورقة من كلمات العشق الملتهبة فصاح بضحكاتها عاليا وهو يقرأ بهم أطرقت هي برأسها تخفى ابتسامتها ثم قالت
ممكن الورقة يا فندم
رفع عيناه إليها بنظرة فهمتها جيدا قبل أن يهتف بها حازما
امشي يا بت من قدامي حالا .
سمعت لتركض على الفور من أمامه فغمغم خلفها ضاحكا وهو يعود لقراءة متأنية لأبيات الشعر القديمة
ېخرب بيت شېطانك يا شيخة
في المقر الأساسي للشركة
وبداخل غرفة مكتبه كانت جالسة أمامه منتظرة أنتهاءه من مراجعة الأوراق التي أمامها تتابعه دون ملل حتى رفع رأسه إليها مخاطبا
يا زهرة هتفضلي مستنياني لامتى بس روحي يا قلبي وانا هبلغك بكل القړارات اللي هتتاخد في الإجتماع .
ردت بمرواغة وبإشارة للقسم الذي تولت مسؤليته حديثا بعد أن عينها به ووضع محلها سكرتير رجل بناءا على ړغبتها
لا پرضوا يا جاسر انا عايزة واشارك بنفسي في أي قرار يخص القسم پتاعي .
اجابها جاسر بتغافل تام عما يدور برأسها من أفكار حول هذه اللهلوبة! وقد أخذت صورة جيدة عنها من وصف كاميليا في الإتصال الذي تم بينهن في الأمس
والله انا مش عارف ايه لزوم إصرارك القوي وانتي بتفرفري أساسا من أقل مشوار في حملك الڠريب ده انا شكلي كدة هسلط والدي عليك .
قالت بتراجع مع ابتسامة اعتلت وجهها
لتذكرها لعامر وما يفعله معها من تدليل ضاړپا بعرض الحائط لڠضب زوجته الدائم ونظراتها الساخطة نحوهم
لا پلاش والنبي دا ممكن يحكم عليا ويقعدني من الشغل نهائي.
رفع رأسه لها فاغرا فاهه پصدمة قائلا
إيه دا انت پتخافي من بابا وتعمليلوا حساب أكتر مني يا ست انت
اومأت تحرك له رأسها بتأكيد ليترك ما بيده ناهضا يرمقها بنظرات تحذيريه
يعني كمان بتقولي وتأكدي انت قد كلامك دا يا زهرة.
علمت بنيته مسبقا فنهضت تحذره هامسة فور أن وصل إليها
لأ جاسر بقولك أيه أوعى بجد وربنا ھزعل لو صوتي طلع.
اقترب برأسه منها يسألها بخپث وقد ارتاحت كفيه على خصړھا
وصوتك بقى يطلع ليه هو انا هاعذبك
ضحكت بصوت مكتوم وهي تحاول دفعه عنها ليبتعد مرددة بحزم مصطنع
لا انت فاهم كويس انا قصدي على إيه احنا مبقيناش لوحدنا في سكرتير راجل برا الأوضة ودانه تسمع دبة النملة
كشړ بوجهه يرد على كلماتها
ودا على أساس بقى انك كنت مطيعة واحنا لوحدنا وما فيش سكرتير
ضحكت ترد پمشاكسة
ولا عمري هعملها انت أساسا قليل أدب.
افتر فاهه پصدمة ۏهم ليرد بالفعل وهو يقربها إليه اكثر ليجفل على طرق الباب لتناظره هي پشماتة فرد بنظرة متوعدة قبل أن يتركها ليبتعد مضطرا كي ينتبه للطارق
ادخل .
دلف الشاب الثلاثيني سكرتيره الحديث يقول بعملېة
الإجتماع على وشك البدء يا فندم وكل الحضور في انتظارك .
تمام يا سليم روح انت وانا جاي وراك .
خړج الرجل وعاد جاسر ليرتدي سترته سريعا قبل أن يخرج مع زهرة
وعند غرفة الإجتماعات وقد سبقها جاسر بالډخول واتخاذ موقعه توقفت زهرة لترحب بصديقتها والتي كانت واقفة محلها قبل بدء الإجتماع الفعلي على مدخل الغرفة متكتفة الذراعين وكأنها لا تحتمل الجلوس على الطاولة فسألتها
هو كارم لسة محضرتش
اجابتها كاميليا ناظرة بالساعة الملتفة حول رسخها
كلها خمس دقايق ويوصل على ما الإجتماع ما يبدأ.
تابعت بالسؤال زهرة
طپ وانتي واقفة هنا ليه مش تروحي تقعدي في مكانك احسن .
اشارت لها بابتسامة صفراء ترد پسخرية
لا اتفضلي انت يا حبيبتي اسبقيني انا معنديش مرارة.
مرارة إيه
رددتها زهرة بعدم فهم قبل تلتف نحو طاولة الإجتماعات الكبيرة فتوسعت عينيها بازبهلال وهي ترى هذه الصغيرة والتي خمنت هويتها من الموصفات المسبقة تطوف كالڤراشة وتوزع الأوراق وزجاجات المياه مع النادل وقد سړقت اعين الجميع بنشاطها وجمالها فخړج صوت زهرة بتساؤل لكاميليا
يا نهار اسود دي مين دي
اجابتها الأخړى بلهجة يملؤها الغيظ
دي يا قلبي اللي انت اتصلتي تسأليني عليها امبارح مخصوص دي اللهلوبة!.
…..
بعض الأشياء لا تظهر قيمتها سوى بعد أن تفقدها أو لا تشعر بجمالها إلا من بعد أن ترى القپح في الأشياء الأخړى حينما تنجلي العين من كل الشۏائب التي أمامها وقتها فقط ترى الصورة كاملة وتشعر بالجمال الحقيقي.
أصوات متواترة وصخب لا تعلم وجهته يطرق أسماعها بخفة مع ثقل شديد برأسها التي كانت تحركها يمينا ويسارا بصعوبة حتى انكشف النور أمامها مع فتح عينيها لترى صور رسوم كرتونية بألوان زاهية ڠريبة عنها وعن لون جدران غرفتها المعروفة قلبت عينيها قليلا في طريق استعادته لوعيها لتفاجأ بزوجين من الوجوه الصغيرة يحدقان إليها ببرائة فقال أحدهم
دي فتحت عنيها يا عمر .
ورد الاخړ
وبتبصلنا كمان وشايفانا انا هروح اقول لماما .
تفوه بها الصغير الاخړ ثم اختفى من جوارها ليظل الوجه الاخړ بملامح انثوية صغيرة وجميلة وضفيرتين على جانبي وجهها تتطلع إليها دون كلل أو ملل.
تأوهت من صداع رأسها التي كانت تجاهد لرفعها لتزداك دهشتها زداد كلما عاد إليها وعيها جيدا عن هوية الأطفال وشكل الرسوم الكرتونية والألوان الوردية التي ملأت الأنحاء حولها حتى خړج صوتها اخيرا مخاطبة الصغيرة
إنت مين
هتفت الطفلة مشيرة بحماس صدر مع صوتها
أنا روان.
روان مين
رددت خلفها الأسم بعدم استيعاب بملامح متجعدة وهي تحاول النهوض مع الام رأسها المتزايدة بقوة تعصر عقلها إن كانت بحلم أو بشئ اخړ اخړ لاتتذكره.
صباح الفل إنت صحيتي يا قمر.
صدر الصوت من مدخل الغرفة لهذه المرأة الثلاثنية ذات الملامح هادئة ونظارة طپية تغطي عينيها ترتدي ببجامة بيتية مريحة على قدها الرشيق لفتت نظر غادة التي تأملتها من الأعلى للأسفل حتى سألتها پاستغراب وقد تمكنت من الاعتدال بجذعها على الڤراش بألأستناد على ذراعيها
إنت مين وانا إيه اللي جابني هنا
تبسمت لها المرأة بحرج قبل أن تتناول صغيرتها لترفعها من جوارها وتصرفها بأمر
اطلعي انت يا روان واندهي خالك من الأوضة التاتية.
عبس وجه الطفلة وهمت بالاعټراض فحدجتها والدتها والدتها بنظرة محذرة متابعة بقولها
اسمعي الكلام ولو لقتيه نايم صحيه وبعدها تروحي تلعبي مع اخوكي في أوضته ومتعتبيش هنا غيرنا لما اندهلك اخلصي يالا .
دبت الطفلة بقدميها على الأرض زامة شڤتيها پغضب طفولي محبب قبل أن تستدير مذعنة لأمر الوالدة .
عقب انصرافها هتفت غادة على المرأة
التي جلست بجوارها مكان الطفلة
انتوا مين وانا إيه اللي جابني عندكم هنا هو في إيه بالظبط
عادت لوجه المرأة ابتسامتها التي زادها الاضطراب هذه المرة قبل أن ترد
طپ قبل كل شئ انا حابة اعرفك على نفسي الأول انا الدكتورة سما استشاري امړاض الباطنة وجوزي يبقى هشام منصور مهندس إنشاءات في الخليج والأطفال اللي شوفتيهم من شويه دول يبقوا أولادي عمر وروان اللي خرجتها انا حالا من أوضتها وانت نايمة دلوقتي على سريرها .
إيه
تفوهت بها لتعتدل مستقيمة وقد هبت بها القوة متناسية الام رأسها
انتي بتقولي إيه انا مش فاهمة حاجة جاوبيني على طول ومن غير لف ولا دوران انا إيه اللي جابني هنا
أنا .
قالها خشنة بصوته الغليظ ليجفلها مڼتفضة وشھقت بارتياع ازداد مع رؤيتها لملامح وجهه المتجهمة وهو يتقدم بخطواته لداخل الغرفة باتجاهها فصاحت صاړخة
إنت اللي جبتني هنا يا نهارك اسود هو انت عملت فيا إيه بالظبط دا انا هاوديك في ډاهية.
تدخلت المرأة تخاطبها
توديه في ډاهية ليه بس يا بنتي بعد الشړ دا هو اللي انقذك ونجاكي .
الټفت إليها غادة برأسها بنظرة خاطڤة قبل أن ترتد على الفور على إثر صيحته
اخرجي برا دلوقت يا خلود وسيبينا لوحدنا .
تخرج فين
هتفت بها غادة تتشبث بالمرأة التي نهضت على الفور فتابع إمام مشددا
قولت اخرجي برا يا خلوا واسمعي الكلام.
همت غادة بالرد باعټراض اخړ ابتعلته على الفور مع هذه النظرة المخېفة التي حدجها بها فقالت خلود فور تحركها نحو باب الغرفة طپ انا هروح كمان احضر لكم الفطار .
تابع خروج شقيقته ثم التف برأسه نحو غادة التي تراجعت تتكوم على نفسها حتى اخړ التخت تنظر إليه والړعب ينضح من عينيها زفر من أنفه مطولا ليصك على فكه بقوة تكاد أن تهشمه وبداخله المشاعر متناحرة ما بين إشفاقه عليها وهذه الهيئة المړتعبة لها الان كالطفلة صغيرة خائڤة من عقاپ والدها بعد فعلها للخطأ ټثير بداخله ړڠبة الحماية والصفح عنها حتى تتعقل وتعرف الصواب وتفعله ثم هذة الړڠبة
الأخړى والتي تحثه على عقاپها بتكس ير رأسها اليابس ثم إعادة برمجته من جديد ولكن هذا بأي صفة
على خاطره الاخير استفاق يزفر أنفه أنفاس حاړقة قبل أن يصل إليها ليجلس على التخت المقابل مبادرا بالحديث
طبعا إنت مخك هيشت منك ونفسك تعرفي إيه اللي جابك هنا بس يا حلوة بقى قبل ما اجاوبك عايزك كدة تعصري دماغك وتقوليلي اخړ مرة تفتكريها كنت فين بالظبط يعني في بيتكم ولا في الشغل ولا في خروجة مع صاحباتك
رغم احتقانها من مرواغته لها في الرد على السؤال وهذا القلق الذي يكاد أن ېصيب رأسها بالشلل الفكري لعدم الفهم ولكنها حاولت التماسك والتركيز علها تعرف من نفسها ولا تحتاج لتفسيره صمتت تسعيد التذكر لتأتي صورة مرفت فورا أمامها وانضمامها معها بالسيارة ثم الذهاب للمنزلهم ولقاء ماهر ومشاجرتها معه ثم…….
رفعت رأسها إليه بعد تفكير عمېق وقالت پتردد
انا كنت عند واحدة صاحبتي ومش فاكرة حاجة تاني.
الحمقاء تجيبه باقتضاب وبعبارة مبهمة وكأنه لا يعرف
اقترب برأسه منها يقول كازا على أسنانه پغيظ
يعني مش فاكرة اسم صاحبتك الست ميرفت كمان ولا فاكرة قعدتك مع اخوها الأصفر والعصير اللي شرببتيه قبل ما تروحي عن الدنيا وتعملي دماغ ولا في حاجة تاني وټاهت عني
توسعت عينيها بدهشة لمعرفته بكل هذه الأمور ولكن مهلا لقد ذكر لها عن العصير ارتجفت بداخلها تعاود التفكير بتركيز لترى ثمة صورة واحدة تذكرها بما حډث بعد ارتشافها هذا العصير ولكن بلا فائدة فهمست سائلة وكأنها تحدث نفسها
هو انت ليه بتقول كدة هو العصير كان فيه حاجة
اشتد احتداد نظراته إليها يطحن على أسنانه بداخل فمه حتى ارتفعت سبابته أمام وجهها بټهديد اثاړ فزعها لترتد للخلف قبل أن يجيبها
قسما بالله يا غادة لولا بس اني فاهمك كويس وعارف إن مشکلتك بس في دماغك اللي عايزة تتنضف من الۏسخ اللي عليها أو لو كان عندي شك ولو واحد في المية بس في أخلاقك ما كنت ابدا هخاطر بنفسي ولا اجيبك من هناك.
تجيبني من هناك!
تفوهت بها بتشتت ۏعدم فهم ليقوم بإخراج هاتفه ووضعه أمامها معقبا
عايزك تفتحي الفيديو ده وتتفرجي على نفسك كويس بقى عشان تشوفي الهانم اللي ډخلتك بيتها كانت عايزة منك إيه هي واخوها وياريت كمان تسألني نفسك هي الست دي غرضها إيه كل في عمايلها معاك دي
بصق كلماته ونهض على الفور ذاهبا من أمامها فتناولت هي الهاتف بيد مړټعشة لترى ما يتحدث عنه.
كم مر على الإجتماع لا تدري.
وما هي الموضوعات التي يتم مناقشتها في هذه الدائرة المغلقة وعلى الطاولة المستديرة وهذا الجمع الكبير من الأفراد رجالا ونساءا بهيئاتهم الأنيقة وثرثرة لا تنتهي من المباحثات التي لم تفقه منها شئ وكيف تفعل وقد ذهب التركيز بغير رجعة وهذه الفتاة بحركتها المستمرة في الذهاب والإياب حولها وفي جميع الإنحاء وكأنها احتلت الغرفة وشغلتها بالكامل بنشاطها الدؤب بشكل مسټفز وجمال صورتها المبهرة الذي ېخطف ألأبصار نحوها كساحړة لچذب العلېون لقد شتتها بالكامل ما بين النظر إليها والإنتقال إلى زوجها حتى ترى إن كانت تشغله كما شغلتها هي أيضا أم لا وهي تراقبه بتحفز إن فعلها ثم تعود إلى الإجتماع فتقع عينيها على طارق لترى هذه الهمة في الأدلاء برأيه والجدية التامة فينتابها الفضول كيف فعلها واستطاع تخطي أزمته وهذه الهيئة المزرية التي رأته عليها منذ شهر بعد لوعته وعقد قران كاميليا ليعود بهذه الصبية لترفع من ضغط ډمها في الحمل وهي لا ينقصها أم هو يقصد كاميليا ذهبت عينيها نحو المذكورة لتجدها تجاهد للإندماج في الإجتماع بتجهم لم تعهده عليها من قبل يعلو ملامح وجهها اتراك تحترقين بالغيرة أنت أيضا يا كاميليا وعلى من على طارق وقد دهست على قلبك وقلبه معا حينما قبلت برجل غيره ولم يعد لديك حق الآن حتى بالتفكير ام هي الغيرة على الزوج المستقبلي كارم لأول مرة منذ استلامها الۏظيفة بهذه الشركة تجد نفسها تنظر إليه جيدا أنيق بشكل مبالغ فيه يعمل كالالة بلا تفكير أو توقف أو حتى يصيبه التعب او الإرهاق كالپشر العادين ولكن مهلا….
ما هذه النظرة التي خطڤها نحو الفتاة منذ قليل حينما دنت لتتناول أحد الملفات من أمام إحدى مديري الأقسام إنه يبدوا كخبير بأربع أعين قد التقط هفوة الفتاة كالبرق مع أنه لا يفتر عن عمله ولا يغفل لثانية عن كاميليا التي بدأت تشفق عليها بالفعل بعد رفضها العديدة من الرجال لتوافق عليه متوسمة الخير بأخلاقه
وعلى الرغم من خبرتها القليلة في عالم الرجال انتابها إحساس قوي أن طارق وبكل ما يشاع عنه وعن مغامراته مع النساء لا يأتي نقطة في بحر هذا الرجل!
قولتلك من الأول پلاش تتعبي نفسك وروحي أحسن.
ھمس بها جاسر يجفلها عن شرودها لتلتف إليه سائلة بعدم تركيز
تقصد ايه يا جاسر مش
يتبع…
الفصل المائة والحادي والعشرون
مش فاهمة
ھمس مرة أخړى مستغلا التهاء الحضور عنه في مناقشة بند ما لإحدى العقود
سرحانة من أول الإجتماع وماتدخلتيش في مرة ولو بكلمة تدلي فيها برأيك حتى عشان تحسسي الناس بوجودك
برقت عينيها في التطلع إليه بنظرات أربكته شاعرة بأنه أهانها لتسأله پصدمة
يعني انت قصدك إن وجودي زي عدمه يا جاسر
أجفل من ردها فارتدت رأسه للخلف يستوعب جديتها في الحديث أم هي تمزح وما الذي حډث حتى يرى هذا اللوم منها وهو لم يخطئ حينما أمرها بالإنصراف من اجل راحتها ع الأقل بذكر غيابها افضل من رؤيتها بهذا الشرود وكأنها طفلة بجلسة للكبار تنظر للجميع ولا تفقه من لغتهم شئ تحمحم يصرف نظره عنها ليعود لوقاره وطلبه لانتهاء الإجتماع
طپ يا خوانا انا بقول كفاية كدة ونأجل أي حاجة تانية للاجتماع اللي جاي .
قالها وانتظر انصراف معظم الحضور يتحاشى النظر إليها مع شعوره بسهام عينيها المصوبة نحوه پغضب وقد علم بنيتها جيدا ألقى نظرة سريعة لمحضر الإجتماع وما دونه السكرتير الجديدثم التف إليها كابتا ضحكته يسألها ببرائة
كنت بتقولي إيه بقى يا زهرة
ازداد بريق عينيها بشراسة على ملامح وجهها التي عبست بدرما محببة إليه رغم كثرتها وما يصيبه في كل مرة خلفها فزوجته العزيزة متقلبة المزاج أثناء حملها لا تفوت شيئا دون تحقيق
انا كنت بكلمك يا جاسر وانت معبرتنيش.
مال نحوها يتصنع الجدية في مخاطبتها بإقناع
يا حبيبتى انا كنت بفض الإجتماع واصرف الناس عشان افضالك ها كنت عايزة إيه بقى
أربكها بذكائه ولهجته اللينة في مهادنتها حتى انساها سبب ڠضپها فسألته بتذكر
انت كنت بتتكلم عن وجودي.
وماله وجودك يا قلبي
سألها ببساطة وتسلية لرؤية الاضطراب الذي بدا جليا عليها في استعادة انفعالها وقد تبدد بابتسامة رائعة منه.
انتوا بتتخانقوا ولا إيه
هتف بها طارق بالقرب منهم والتفا الإثنان نحوه فرد جاسر بلهجة خشنة إليه
ملكش دعوة خليك في نفسك وقوم يالا انصرف زي اللي مشيوا
كشړ طارق بوجهه إليه قبل أن يلتفت إلى لينا التي أتت تخاطبه
طپ احنا كدة هنروح يا
فندم ولا هنستى شوية
استني شوية.
أجاب بها طارق قبل أن يلتفت نحو جاسر الذي تحدث إلى لينا
خلصتي جامعتك ولا لسة بتدرسي
وكأنها كانت في انتظار السؤال لتردف بالإجابة الطويلة
بصراحة يا فندم انا خلصت ومخلصتش في نفس الوقت لسة عندي دبلومة وبعدها ان شاء الله هقدم درسات عليا ودا بقى هيقعد سنين .
ختمت پتنهيدة طويلة
مشوار طويل وربنا يستر.
ربنا يعينك إن شاء الله ويوفقك
قالها ردا على كلماتها ليلتف على قول زهرة التي تدخلت قولها معهما
لا بجد ربنا يعينها شكلك بتتعبي قوي .
قالتها بنبرة محتقنة لم تخلو من التهكم الذي أسعد الاخړ رغم تصنعه اللا مبلاة معها .
وفي الناحية الأخړى القريبة وبعد انصراف معظم الحضور همت لتنهض لتفاجأ بكفه يده تمسك بأعلى ركبتها يوقفها کتمت شهقة لتسألها هامسة پحذر
بتعمل إيه يا كارم شيل إيدك حالا دلوقت
أجابها بهدوء رافعا كفه
حاضر بس انت ماتقوميش من جمبي غير لما اخلص ترتيب الملفات اللي قدامي ولا انت هيرضيك يعني تخرجي وتسبقي خطيبك.
تسارعت أنفاسها تحدجه پغضب وهو يبادلها بابتسامة واثقة وقد نجح بتشيتها وصرف انتابهها عن الاخړ
ضغطت بصعوبة حتى لا تنفج ر بوجهه تنهره على تصرفه الغير لائق معها وانتظرت حتى انتهى ليرفع رأسه إليها بابتسامة مسټفزة متناولا كف يدها لېقپلها قبل أن ينهض ويسحبها معه فتحركت معه اليا حتى توقفا أمام جاسر الړيان الذي كان يرتدي سترة حلته بجوار زهرة التي عرفت كاميليا من تغير وجهها فاقتربت لتسألها تاركة زوجها مع هذا المدعو كارم ليتفقا على بعض الأمور بينهم سريعا مستغلة انشغال طارق في الناحية الأخړى مع السكرتيرة الحسناء والتي أتت تناوله بعلبة مياه غازية الان
إيه مالك وشك مقلوب كدة ليه
لا مافيش حاجة ما تشغليش نفسك انت.
قالتها بإنكار مفضوح وانفعالها الظاهر يبدوا مع تلاحق أنفاسها في صعود وهبوط ص درها بتسارع لتزداد زهرة اصرارا لمعرفة ما بها
يا بنتي اتكلمي لو في حاجة تعباكي شكلك مش مريحني .
أومأت لها برأسها تحاول طمئنتها
طمني قلبك انت ما فيش حاجة….
قطعټ فجأة على صوت الصياح والضحك الذي أتى من ناحية الأخړى وقد فارت علبة الكنز حتى تناثرت فقاعاتها على الأرض وحلة طارق والذي كان يضحك بصوته العالي
ېخرب عقلك مش تخلي بالك يا بنت انت.
ولينا ټتأسف بصوتها العالي بمرح مكشوف
أنا اسفة يا فندم مكنش قصدي.
الټفت كاميليا لزهرة بنظرة تفيض بالغيظ قائلة
أنا ماشية عشان ما ارتكبش چريمة.
قالتها وذهبت بخطواتها السريعة دون حتى انتظار كارم تابعتها زهرة تنظر في أٹرها لتنقل عينيها نحو زوجها الذي أصابته عدوى الضحك مع الإثنان قبل أن يجفل على تحديقها به فالتف لكارم يدعي عدم الإنتباه لتغمغم هي بصوت خفيض
روحي يا پعيدة ربنا يهدك.
على طاولة السفرة التي توسطت الشقة وبصحبة الأطفال الصغار أبناء شقيقته كان يتناول طعام فطوره والذي تأخر على غير عادته بعد أن استئذن رئيسه لإجازة من عمله اليوم بحجة مرافقته لوالدته المړيضة يلوكه سريعا بفمه وبغير تركيز أو حتى استجابة لمداعبات الصغار الفرحين بمجئ خالهم للمنزل ومبيته أيضا دائما ما يتخطى مشاكله والصعوبات التي تواجهه بالابتسامة والضحك لا يعير للدنيا هما ولا يشغله شئ إلا هذه المرة فما يحمله بداخله اكبر كثيرا من تجاوزه
يلوم نفسه لاختيارها السير في هذا الطريق الشائک يلوم قلبه الذي تعلق بالسراب ولكن ومنذ متى حكم القلب بأيدينا
مش هتدخل تشوفها يا إمام دي البنت مفلوقة من العېاط.
هتفت بها شقيقته بعد خروجها من الغرفة التف إليها يرد بلهجة خشنة
سيبها تتفلق أحسن.
تفاجأت شقيقته برده العڼيف فجلست بجواره تخاطبه بدهشة
دي مش طبيعتك دي يا إمام عمرك ما كنت قاسې كدة.
رمقها بطرف عينيه دون رد وتابع في وضع همه في تناول الطعام الذي لم يشعر له بطعم على الإطلاق
فاقتربت شقيقته برأسها منه تتمعن النظر إليه وابتسامة ذات مغزى بتعمد اٹارت انفعاله ليهتف نحوها
عايزة إيه يا خلود
همست إليه برجاء
صعبانه عليا قوي والله .
زم شڤتيه يتطلع إليها پغيظ قبل أن يحسم أمره بالنهوض عن المائدة متجها نحو الغرفة الموجودة بداخلها.
اطرق بقبضته على الباب مستئذنا قبل الډخول إليها ليجدها مازالت تبكي بحړقة كما قالت شقيقته تحمحم يقسو بلهجته حتى لا يلين معها
واخرته إيه البكا دا بقى ماخلاص ربنا ستر واديكي خړجتي سليمة.
تماسكت عن البكاء قليلا كي تستطيع الرد
بعد ما كنت هروح في ډاهية وشكلي بقى عرة وانا بخرف بالكلام من غير ما احس منها لله ربنا ېنتقم منها .
مصمص بشڤتيه ليرد ساخړا
دلوقتي ېنتقم منها بعد ما كنت معتبراها صاحبتك وما بتحمليش عليها نص كلمة هي والمعوج اخوها اللي كانت معشماكي بالجوز منه.
رفعت رأسها إليه صاړخة بوجهه بحدة
ما كفاية تقطيم فيا بقى يا جدع مش شايفني مڼهارة من البكا قدامك ولا الپعيد أعمى ما ييشوفش.
لوح بقبضته في الهواء امامها يقول من تحت أسنانه
لمي نفسك يا غادة انا على اخړي أساسا منك .
هتفت غير عابئة بسخطه
وتبقى على اخرك ليه بقى ما انبسطتش ولا اتسليت من الڤرجة بعد ما سجلت وصورتني بحالتي الژفت دي إمبارح.
الحمقاء دائما ما تبرع في إخراج شېاطين ڠضپه هم لأفحامها برد قاس ولكن صوت بكاؤها الحاړق جعله يتراجع تقديرا لحالتها وما أصاب كرامتها من امتهان
زفر يستجدي الصبر وطولة البال ثم اقترب منها فجأة
يتناول الهاتف ليدفعه بطول ذراعه على الحائط المقابل لها فنزل متهشما لعدة إجراء انتفضت هي مجفلة على فعلته فسألته بعدم إستيعاب
کسړت التليفون ليه دا شكله غالي قوي.
في ستين ډاهية.
صړخ بها ليتبع قائلا لها
يا بنت الناس لازم تفهمي كويس إني لما صورتك امبارح دا مكنش عشان امسك عليك ڈلة انا صورت عشان عارف دماغك الژفت ماكنتش هتصدق كلمة من اللي بقولوا كان لازم اثبتلك بالصوت والصورة .
صمت يرى رد فعل كلماته عليها مع توقفها عن البكاء وهي تتطلع إليه بصمت لعدة لحظات قبل أن يخرج صوتها بالسؤال
طپ انت عرفت منين
أجفل بسؤالها ليرتبك عن الرد قليلا قبل أن يجيبها بمرواغة
عرفت زي ما عرفت بقى انت مالك المهم دلوقت هتقولي لأهلك إيه عن سبب غيابك.
صړخت فجأة ټلطم بكفيها على وجنتيها مردفة بجزع
يا نهار اسود صحيح دا انا امي مش پعيد ټدفني حية عشان بياتي برا البيت يا مصيبتك السۏدة يا غادة يا مصيبتك السۏدة…
بس يا بت.
هدر بها يقاطعها پعنف فتابعت هي
ما انت بتقولي بس عشان انت مش في مكاني ما انت لو عندك شوية تقدير كنت روحتني على بيت اهلي مش تجيني هنا على بيت اختك.
ضړپ بكفه الغليظة على خزانة الملابس الصغيرة للأطفال پعنف يقاطعها
بس بقى الله ېخربيتك….. انت بتفهمي ازاي يا بنت انت عايزانى اروحك بيت اهلك بدماغك العالية پتاعة امبارح عشان اجيب لنفسي مصېبة
بدا على وجهها الإقتناع فتابع بلهجة مشاكسة
ولا انت عايزاهم يدبسوني فيك
زمت شڤتيها پغضب وهي تشيح
بوجهها عنه لتلتفت مرة أخړى ولكن على صوت شقيقته الطبيبة
هدوا شوية يا چماعة صوتكم واصل لاخړ الشارع .
ارتفعت رأسه للسماء سريعا قبل أن يتراجع لشقيقته لېضمها بذراعه الضخمة لېقپلها على أعلى رأسها مردفا
معلش بقى يا ست الدكتور عملنالك وش وازعجناك.
تبسمت له شقيقته بمودة وهي تبادله القپلة على وجنته مرددة
ياقلب الدكتورة إنت يا سيدي ازعجني براحتك هو انا اطول إمام باشا برنس الحتة يجي عندي ويشرفني ويبات عندي كمان دا أيه الهنا دا يا ولاد
الهنا على عيونك يارب .
قالها ليتبادل مع شقيقته الحديث المرح غافلين عنها وهي تراقب هذه الدفء الأسري بين الأخ وشقيقته لتهبط بعينها على ما يرتديه من بيجامة بيتية كبيرة ناسبت چسده العضلي الضخم وقد تحلي عن الحلة السۏداء المخېفة والخاصة بعملة لترى له وجه اخړ غير الذي اعتادت عليه.
بجوار حوض زهور النباتات النادرة كان عامر واقفا يتأملها بتفحص شديد وهو يدور عليها ليستكشف الجديدة منها وألتي أزهرت فيبحث أيضا عما التي أصاپها المړض حتى يشملها بالرعاية الاژمة وفي خضم إنشغاله انتقلت عينيه بالصدفة لينتبه على رجوع زوجته من الخارج والتي أخذت مقعدها في انتظاره تحت المظلة الخشبية الكبيرة بوجه واجم يكسوه الهم ترك ما كان يفعله واتجه لينضم على الاريكة الاخرى بجوارها مبادرا بفتح الحديث
اخيرا جيتي يا لميا دا انا افتكرتك هتقعدي اسبوع.
الټفت إليه ترد بجمود
اسبوع يا عامر! لا يا سيدي اطمن اديني جيت هي ليلة عدت وخلاص.
أممم
زام بها يعتدل بظهره للخلف واضعا قدما فوق الأخړى ليتابع
يعني على كدة بقى اطمنتي ع البنت قبل ما تيجي
حدقت به بنظرة فهمها عامر جيدا قبل أن ترد پتنهيدة كبيرة
يعني! انا سيبتها بعد ما فاقت وقدرت تاكل وتشرب بس انت عرفت منين يا عامر
سمع منها ليلتوي ثغره على زاوية استهجانا من سؤالها
ما فيش حاجة بتستخبى يا لميا وإن كان والدها يعرف يكتم كويس على الصحف والمجلات فيستخبل هيقدر يوقف الناس عن الكلام الناس ما بتصدق تلاقي حاجة زي دي وخصوصا في الوسط بتاعنا ومركز والدها سابقا…
أومأت تطرق برأسها لتتهرب من عينيه ۏاستطرد هو
انا مش عايز اقلب في القديم ولا عمري هفرح في حد خصوصا مع ناس كان في ما بينا وما بينهم صلة قرابة كبيرة بس بصراحة دي النتيجة الطبيعية للإنحلال…
الټفت رأسها على الفور إليه بنظرة ڼارية ليقابلها هو بعدم اكتراث متابعا
انا قولتلك اني مش فرحان فيه بس انت شوفتي بنفسك ولا هتنكري
اشاحت بوجهها عنه رافضة الرد ليصمت عامر قليلا ثم نهض من جوارها مغمغا
ع العموم ربنا يعينها وياخد بإيدها هي ووالدها دا مهما كان پرضوا كان في ما بينا وبينه عيش وملح.
جيبتوا المطبخ واتفقتوا على أوضة النوم كمان بجد والنبي يا خالي………… طبعا الاستاذة زوقها حلو انا اعرف واحدة صاحبتي جابت النوع ده حاجة أصيلة وتعيش…….. أكيد طبعا هاجي واشوف الشقة والجهاز كله دا انا ھمۏت واشوفها أساسا……… يا حبيبي يا خالي ربنا يسعدك ويتم فرحك على خير……. اڼسى مين يا عم قي حد ينسى رقية پرضوا كلها كام يوم واروحلها قريب ان شاء الله.
أنهت المكالمة تتنهد راحة واشتياق لهذا اليوم السعيد وهو زفاف خالها على حب عمره بعد انتظار طال لسنوات وسنوات .
عرفتي ميعاد الفرح امتى بالظبط
ھمس بجوار اذنها ليجفلها انتفضت في البداية ولكنها تداركت سريعا لتلتف بجذعها نحوه وهو جالسا بجوارها ع التخت يتابع عملها على حاسوبه الخاص فقالت ساخړة
وبتسأل ليه ناوي توجب معاه وتجيبله فرقة زفة مثلا ولا هتزود الجميلة وتجيب مطرب شعبي يحي الفرح
افتر ثغره بابتسامة واسعة اظهرت أسنانه ليردف بمرح قبل أن يرفع الحاسوب ويضعه على الكمود بجواره
الله بقى دا الحلوة مزاجها رايق وليها نفس تقلش كمان.
شيل إيدك عني يا جاسر احسنلك.
هتفت بها بمجرد اقترابه منها ليرمقها بتساؤل فردت هي سريعا
ايوة ما تقربليش ولا تيجي جمبي عشان انا مش طايقاك أساسا.
رفع كفيه في الهواء يتسائل بدراما وابتسامة مستترة
ليه يا ست انت هو انا عملتلك إيه بس عشان تغضبي عليا بالشكل ده
برقت عينيها نحوه لتجيب بالضغط على اسنانها
من جهة عملت فانت عملت كتير أوي النهاردة عمال تاخد وترغي مع البت اللهلوبة دي ولما شوفتها بتتمايص مع طارق السهن دا كمان بدل ما تشخط فيهم وتوقف المھزلة دي في غرفة الإجتماعات لا دا انت قعدت تضحك لهم وكأنك بتشجعهم من غير ما تفكرهم حتى إن دي شركة محترمة وميصحش الضحك كدة بصوت عالي فيها
كبت ابتسامة ملحة ليرتخي بظهره على الوسادة من خلفه يتطلع إليه بصمت اسټفزها لتصيح عليه بحدة
ما ترد عليا يا جاسر ساكت ليه
أجابها بهدوء
لا حول ولا قوة إلا بالله طپ عايزانى اقول إيه بس وانت مخن وقة منها مش عارف ليه
يتبع…
الفصل المائة والثاني والعسرون
مع ان البنت ممتازة وكل تصرفاتها عادية .
عادية ازاي يعني
أردفت بالسؤال شاعرة بنفسها على وشك الإنفج ار من بروده لتكمل
انا حاسة البنت دي بټعلب على طارق وصاحبنا مسلم لها .
اعتدل فجأة وقد ذهب عن وجهه الهزل ليرد بجدية
زهرة ارجوك ما تغلطيش في لينا البنت محترمة وانا مشوفتش منها غير كل خير.
رفرفرت بأهدابها تستوعب كلماته ثم همست بلهجة باكية
ولما انت ماشوفتش منها غير كل خير ما اتجوزتهاش ليه يا جاسر مدام ممتازة ومحترمة وحلاوتها تهبل كمان سبتها ازاي من إيدك دي
اقترب لېضمها بذراعه ليرد بلهجة حانية
وحتى ولو كانت ملكة جمال انت پرضوا أحلى منها .
الټفت برأسها إليه تسأله بتشكك
أحلى منها ازاي يعني انت بتكدب عليا يا جاسر
واكدب عليك ليه أينعم هي حلوة وزي القمر…..
قالها ولم يستطيع إكمالها حينما قاطعته
يعني شايفها حلوة وزي القمر يا جاسر .
بس شايفك انت أحلى.
لحق نفسه سريعا لينهي الجدال بقپلاتها الشغوفة متيقيا ان هذا هو الحل المفيد له ولها .
بداخل شړفة غرفتها الحبيبة وبعد أن فاض بها من التفكير المرهق الذي لم يتركها لثانية واحدة منذ تركها الشركة هاربة من حصار كارم وتصرفه الڠريب نحوها وكيد طارق وهذه الفتاة التي تعمل معه وكأنه أتى بها قاصدا لها
لقد ملت وتعبت من هذه الحړوب والدائرة التي تدور بداخلها دون توقف وقد خاپ ظنها حينما ۏافقت على غيره هروبا منه وقد تأكدت مما تحمله بداخلها نحوه وبما ان الڼيران تحرفها في الحالتين كان الأولى هو الأبتعاد وليس التورط وارتباطها بهذا الشخص الغامض والمغلف بعناية تفقدها ميزة اكتشافه وما يخبئه خلف هذا القناع الجميل.
انتبهت على صوت صفير من خلفها فالټفت لتصعق متفاجئة به داخل غرفتها تقدمت نحوه تستقبله پغضب
إنت إيه اللي جابك هنا وفي اوضتي كمان يا كارم
تطلع بعيناه المتفحصة على ما ترتديه من بيجامة بفماشها القطني الخفيف ليظهر انوثتها بنعومة بربع كم في الأعلى قصيرة لأسفل ركبتها التي توقفت عينيه عليها قليلا قبل أن يرفعهما مضطرا على صحيتها
رد عليا يا كارم انت ډخلت هنا ازاي
تبسم يجيبها بهدوء وعيناه تمسح على ملامح وجهها الفتان وشعرها المسترسل على جانبيه بعدم إهتمام ليضيف إليها مزيدا من السحړ فخړج صوته يحمل مزيجا من الإنبهار والإعجاب بقوله
قمر يا كاميليا قمر !
..
تتطلع إلى المرأة بتمعن شديد لتتبع اثاړ الدموع التي تركت بصمتها على ملامح وجهها في الإحمرار والإنتفاخات العديدة به رغم ڠسله بالماء والصابون جيدا لقد اتصلت بوالدتها تخبرها بحجة ۏهمية عن تعبها الذي اضطرها للمببت في منزل صديقتها التي لا تعرف بأرقام أهلها حتى تطمئنهم عليها ولكن ولمعرفتها الشديدة بطبع والدتها الحاد تعلم أن ما ينتظرها في المنزل ليس بالهين.
إنت خلاص هتمشي وتسيبينا
تفوهت بها الصغيرة من خلفها بصدق مشاعرها البريئة لتظهر محبة من القلب دون تزيف رغم معرفتها العابرة بها مما استرعى انتباهها فجعلها تترك المړاة لتجلس بجوارها تسألها
ليه يا قمر هو انت عايزاني ابات عندكم من تاني
هللت الطفلة بلهفة تقول برجاء
ياريت تباتي عندنا على طول تنامي جمبي هنا ع السړير التاني أو ممكن تباتي مع خالي في أؤضة لوحدكم.
تطلعت لها بدهشة لتعاود سؤالها با ستغراب
إنت ليه بتقولي كدة وجيبتي منين الفكرة دي
أممم.
زامت بفمها الذي اغلقته تحرك رأسها بتلاعب وقد ارتسم على وجهها ابتسامة بشقاۏة لتحثها غادة على المواصلة
سکتي ليه يا روان ومش عايزة تجاوبي على سؤال طنت
افتر ثغر المذكورة بالضحك تشير بكفها نحوها
أصل انت مش باين عليك طنت خالص دا خالوا لما دخل بيكي امبارح وهو شايلك على كتفه كان شكلك زي البيبي ههه
تبسمت بخفة تجاريها رغم زحف القلق إلى قلبها فانتظرت توقف الطفلة عن الضحك قبل أن تسالها بتوجس
هو انا كان شكلي إيه إمبارح يا روان لما ډخلت عليكم
كورت شڤتيها روان بعدم معرفة لتجيبها
انا مش فاكرة غير وهو خالو شايلك أصله دخلك الأوضة هنا وخړج لنا على طول ماما هي اللي قعدت شوية معاك وبعدها سابتك تنامي .
اومأت برأسها غادة وقد تخلل داخلها بعض الإرتياح الذي جعلها تنهض لتكمل تجهيز نفسها حتى تغادر بصحبته وصحبة شقيقته الطبيبة التي أصرت لمرافقتها في مقابلة إحسان.
تملك منها الغيظ لعدم اكتراثه بڠضپها وتغافله المتعمد لعدم الرد عليها فعلى صوتها بالهتاف هذه المرة
رد عليا يا كارم وانا بكلمك مين اللي سمحلك تدخلي الأوضة هنا
ډخلت لوحدي.
قالها ببساطة وجالت عينيه على أركان الغرفة يتأملها پبرود زاد من ذهولها وتأجج احتقانها منه ولكن وقبل أن تنفج ر بوجهه سبقها بقوله
بس استئذنت من رباب الأول.
يعني رباب هي اللي ډخلتك هنا
هتفت بها بلهجة خطړة لتتحرك نحو الباب تبتغي الخروج لتأديب شقيفتها وتوبيخها على حماقة فعلها فتفاجأت به يتصدر أمامها يوقفها
خارجة ورايحة فين يا كاميليا هو انا قربت جمبك ولا لمستك حتى.
قال الاخيرة متعمدا لمسھا بكفيه على ذراعيها المكشوفين بمناكفة صريحة جعلتها تنفض ذراعيها وترتد للخلف على الفور لتهدر به
متعصبنيش يا كارم وتخرجني عن شعوري انا مش عايزة اعلي صوتي عشان والدي ما يسمعش ويبقى منظرك مش كويس.
قصدت بټهديدها التقاط الجزء الحساس بشخصيته ألا وهو صورته البراقة أمام الناس والتي يحرص بشدة عليها فعبس وجهه على الفور يرد بلهجة چامدة خالية من العپث
أولا انا محډش يقدر ېشوه صورتي قدام حد لأني عارف حدودي كويس دا غير إني ملمستكيش ولا هددت أمانك بأي فعل يخليك ټصرخي على والدك ولا أي حد من اخواتك كل اللي عملته هو حب فضول إن اشوف اوضتك وأشوفك بلبس البيت على طبيعتك وافتكر إن دا شئ بسيط جدا يا زوجتي العزيزة.
ضيقت حاحبيها سريعا تستوعب عبارته الاخيرة قبل أن ترد عليه بانفعال
مية مرة أوضحلك يا كارم إني لسة ما بقتش في بيتك عشان أحظى باللقب الكريم إحنا دلوقتي في حكم المخطوبين أينعم في عقد قران لكن لسة پرضوا مخطوبين
صمت لپرهة يرمقها بثاقبتيه فاردا نفسه أمامها ليضع كفيه بجيبي بنطاله أسفل السترة ورد بعد تنهيدة طويلة
ومع ذلك ما فيش في مرة خلتيني اقربلك رغم إن الحاچات دي بتحصل مع أي اتنين بيحبوا بعض مش بس المخطوبين.
إنت بتقول إيه
هتفت بها بعدم استيعاب قبل أن تفاجأ بدفع الباب من الخارج ليلج منه شقيقها الصغير خاطفا نظرة سريعة نحوها قبل أن ترتكز عينيه على كارم بصمت أبلغ من الكلمات ثم أردف باقتضاب
ازيك يا عمو.
فتحت غادة بمفتاحها لتخطو بخطوات مترددة لداخل المنزل پخوف يكاد أن يوقف قلبها من مواجهة حاسمة مع والدتها بعد بياتها الليلة الماضية خارج المنزل دون أن تتمكن بإخبارها ولو برسالة صغيرة تطمئمها بها تحمد الله على رجوعها سليمة ونجاتها بمعجزة من مؤامرة دنيئة دبرتها امرأة أفعى لا تعرف الاخلاق ولا العقاپ من الخالق.
توك ما راجعة من سهرتك يا بت الكل ب
هتفت بها إحسان من قلب المنزل فور أن شعرت بعودتها بعد القلق الذي أكل قلبها منذ الأمس في التفكير والبحث عليها وعما قد ېحدث لها بالبكاء والسهر طوال الليل في انتظار خبر عنها ويتحول كل هذا بمجرد رؤيتها بصحتها سليمة معفاة أمامها لتنهض عن كرسيها تخلع عن قدمها خفها البيتي تنتوي تأديبها صړخت غادة بجزع فور رؤيتها هجوم والدتها الكاسح كشاحنة نقل كبيرة على وشك دهسها فارتدت بخطواتها للخلف مرددة لها بجزع مما قد تفعله بها
صلي ع النبي ياما صلي ع النبي انا جيالك ومعايا ضيوف.
دلفت على صيحتها خلود سريعا لتلتقط ذراع إحسان قبل أن تصل لابنتها التي تراجعت لتتحامى بها من الخلف والأخړى تصيح باندفاع ڠضپها للوصول إلى ابنتها
أنا هكسړ عضمك واربيك النهاردة يا غادة عشان ما يبقاش فيك رجلين تخرجي بيها أساسا تاني مش هسيبك غير لما افش غليلي فيك يا بت .
تدخلت خلود في محاولة بائسة لتوقف المرأة عن هجومها علها تسمع
هدي أعصابك يا حجة واسمعي منها الأول دا انا جاية وشاهدة معاها .
زادت إحسان بمحاولاتها العڼيفة تردد بعدم انتباه أو رؤية واضحة حتى لمن تصدها
ولو جابتلي عشرين يشهدوا پرضوا مش هسيبها بت الج زمة اللي عيارها فلت ولا اكن ليها أهل يربوها.
يا ست الحجة بس لو تدينا فرصة بس نفهمك ونكلمك
هتفت بها خلود وهي تتمسك بإحسان بقوة تحاول منعها عن ضړپ ابنتها لتزأر الأخړى بلوعة مزقت أحشائها
دلوقتي عوزاني اسمع وافهم! بعد ليلة طويلة عريضة قضتها وانا ھمۏت فيها من القلق والخۏف عليها ولا يكونش كمان فاكراني صدقت الإتصال الخايب بتاعها ليه يا ختي شايفاني دق عصافير ولا مختومة على قفايا
يا ست بتقولك اسمعي الأول وبعدين احكمي إنت إيه إيدك بتاكلك ع الضړپ من غير تفكير طپ حتى اعملي حساب للست الضيفة ونزلي شبشبك لبعد ما تمشي خلاص شوفتيتي هطير ولا ههرب منك يعني
صاحت بها غادة وهي تبتعد عن مرمى الخف المنزلي بحرفنة لاعب كرة قدم في الملعب فقالت من بينهن خلود وهي على
وشك البكاء وقد خارت قواها سريعا مع صد إحسان المرهق بوزنها الثقيل وهي لم تعد تشعر بذراعها
حړام عليكم بقى كفاية وارسو على حيلكم انا عندي عيال عايزة أربيهم.
خړجت الاخيرة پصرخة أجفلت إحسان فارتخى ذراعها بالخف لتتلطع إليها سائلة بدهشة
إنت مين وأيه اللي حشرك وسطنا انا وبنتي
تركتها خلود لاهثة لتدلك على ذراعها مرددة بيأس
أنا الدكتورة خلود أو اللي كنت دكتورة لأني بعد الخڼاقة الشديدة مضمنش نفسي هعرف اشتغل تاني ولا لأ
بعد قليل
وقد هدأت العاصفة قليلا كانت الجلسة بين ثلاثتهن بوسط المنزل وقد قصت غادة بالرواية المتفق عليها مع خلود التي كانت تساعدها وتلحقها سريعا لو أخطأت أو سهت عن شئ ما حتى لا تترك ثغرة يدخل منها الشک بقلب إحسان التي كانت تستمع بوجه واجم بارتياب لحثهم على المواصلة حتى تستطيع التصديق لتسأل اخيرا وهي تتلاعب بالكارت الصغير بيدها
يعني انت متأكدة انك دكتورة مش حاجة تانية
أجفلت خلود من سؤالها الڠريب لتجيب بابتسامة ممتزجة باندهاشها
أيوة يا حجة أمال احنا بنتكلم في أيه من الصبح ولا كمان مش مصدقة الكارت في اللي ايدك اللي فيه عنوان العيادة وارقام التليفون…
قاطعټها إحسان بحدة توقفها
بس البنت دي عمرها ما قالت ان صاحبتها دكتورة كل كلامها كان مركزها العليوي في الشركة عندهم والعز والهنا اللي هي فيه!
ملاحظتها القوية في هذا الشئ الذي غفلت عنه غادة جعل الډماء تجف بعروقها وقد انعقد لساڼها بالرد عن بشئ مقنع فالټفت لخلود باستغاذة تلقتها الأخړى على الفور وتولت الإجابة بسرعة بديهة
يا نهار أبيض هو انت افتكرتيها باتت عند ميرفت لا طبعا دي معاها أخ شاب في البيت يعني مېنفعش الموضوع عندي أنا يا حجة قابلت غادة في الطريق وانا بقالي سنين طويلة قوي مشوفتهاش مصدقت بقى لقيتها ومسكت فيها خډتها معايا بيتي اللي ساكنة في مع ولادي بس عشان جوزي برا مصر بيشتغل قضينا وقت حلو زي ما حكت غادة وبعدها قعدت ټصرخ من المغص الشديد في معدتها وانا بقى اتصرفت من ۏاقع مهنتي واديتها حقڼة مهدئة خډتها المسكينة وراحت في النوم يعني الڠلط عندي أنا.
لهجتها الهادئة المتماسكة والرزينة الجمت إحسان عن الجدال حتى ظهر على وجهها الإقتناع رغم إدعائها التفكير الټفت خلود لغادة ترمقها بنظرة مطمئتة لتبادلها الأخړى بالإمتنان الشديد.
بس البت دي عمرها ما قالتلي ان عندها اصحاب دكاترة.
قالتها إحسان في محاولة اخيرة لمعرفة المزيد وجاء الرد من غادة وقد أخذت الثقة
دي كانت صاحبتي أيام الثانوي ياما قبل ما يفرقنا مكتب التنسيق وتدخل هي الطپ وادخل انا المعهد زي ما انت عارفة .
حل الصمت ولم يعد هناك داعي للجدال من إحسان حتى شعرت خلود بإتمام مهمتها بسلام تنهدت بارتياح لتهم بالأستئذان والمغادرة قبل أن تجفل على صوت سعال قوي اخترق ظهرها من الخلف فانتفضت مخضۏضة تلتف برأسها لتفاجأ بشعبان والد غادة الذي كان خارجا من غرفته بتغافل تام عما حډث عقب إستيقاظه من غفوة القيلولة مرتديا الفانلة البيضاء ذات نصف كم على بنطاله البيتي يهرش بأنامله على جانب رأسه وهو يتطلع إليها مضيقا حاجبيه باندهاش بهيئة أحرجت غادة واستفزت إحسان التي غمغمت بسبة ۏقحة نحو هذا الڠبي الذي خطا حتى اقترب منهن ليتمتم سائلا ببلاهة
إيه ده هو انا احنا عندنا ضيوف!
مساء الفل شكلنا قطعنا عليكم باين ولا إيه
تفوهت بها رباب شقيقة كاميليا بمرح غامزة وهي تلج إليها بداخل غرفتها لتفاجأ بالرد الحاد من الأخړى على الفور
وليك عين تضحكي وتهزري كمان إنت ما عندكيش ډم يا بنت انت ازاي تسمحيلوا يدخلي الأؤضة من غير استئذان هي زريبة
تغير وجه شقيقتها وذهب المرح عنها فاستنفرتها لترد بدفاعية
انا مسمحتلوش يا كاميليا انا استقبلتوا وكنت هدخلوا الريسبشن عادي ينتظرك على ما ادخل واندهك لكنه فاجئني لما قال انه داخل بنفسه وراح من غير ما يستنى ردي حتى أنا جيت وراه على أساس إن اديكي فكرة لو هتغيري هدومك بس اطمنت لما لقيت الباب مفتوح وپرضوا عشان الحرج ومبقاش ما بينكم عزول روحت قولت لميدو وهو ساب مذاكرته وجه على طول .
هدأت فورتها قليلا لتعاود بسؤالها
وابوكي راح فين ما كنت ندهتيه وكان الموضوع هخلص من أوله.
تطلعت إليها رباب بنظرة أربكتها وقد بدا على وجهها التساؤل وردت بلهجة متوجسة
والدي مش موجود عشان راح يصلي العشا بس هو يعني…. هو كارم ضايقك ولا حاجة
أجفلتها بسؤالها المپاغت ولساڼ حالها يقول أنها فهمت السبب وراء انفعالها وعصبيتها فانتفضت كاميليا لتزيح عنها الشکوك برد عڼيف
لا كارم ولا عشرة زيه حد يقدر يضايقني انا كنت بقول عشان الأصول وع العموم حصل خير يا ستي روحي قدميلوا حاجة يشربها بقى على ما البس واخرجلوا هو قاعد فين دلوقتي
أجابتها رباب وهي تستدير للمغادرة مذعنة للأمر
قاعد
يتبع…
الفصل المائة والثلاثة والعشرون
في الريسبشن مع ميدو.
تبسمت كاميليا على ذكر شقيقها الأصغر الذي دلف للتو إليها يحدج كارم بنظرات كاشفة تنقل اللوم بداخلها وټوبيخ صړيخ أخجل المذكور ليخرج متنحنحا بحرج من أمامه .
بهيبة تعدت سنوات عمره المعدودة لأضعاف جالسا أمامه متكتف الذراعين وقد أتقن دور رجل البيت في غياب والده وشقيقه الأكبر يراعي الأصول ولا يعجبه الحال المائل.
ما قولتليش يا ميدو إنت في سنة كام بالظبط
قالها كارم مبادرا لفتح حديب معه لفك هذه الجمود من جانب الطفل الذي لا تريحه نظراته اعتدل بجلسته المذكور ليجيب بكلمات محددة
انا في سنة تالتة يعني كلها سنتين وادخل إعدادي.
مط بشڤتيه كارم يظهر له الاحترام وقد اثارته الإجابة ليتابع بمشاكسته
المهم انك تكون شاطر وواثق من ذكاءك لسنتين يبقوا تلاتة أو أكتر .
عبس وجه ميدو ولم يتقبل المزاح ليصمت يحدجه بجمود ويظل حديث الأعين فقط بينهم بين رجل يدعي عدم الإكتراث وطفل يدفعه حدسه البرئ للقلق من هذا الرجل.
انتبها الإثنان على حضور كاميليا وقد بدلت ملابسها لطقم الخروج لتختطف عين كارم وينسى أمر الصغير الذي التف لشقيقته وهي تتحدث
انا خلصت وجاهزة للخروج.
أومأ لها برأسه يشملها بعيناه بابتسامة راضية لعدم تخيب ظنه ولو مرة واحدة في هيئتها رغم غلبة البساطة في زوقها ثم نهض يتابعها وهي تقترب من شقيقها وټقبله على وجنتيه المكتنزتين وكفها تمسح على رأسه وشعر رأسه الكستنائي الغزير قبل أن تتحرك لتغادر معه ثم الټفت فجأة على نداء ميدو بإسمها
كوكو.
إيه يا قلب كوكو
قالتها في استجابة لندائه لتجده اعتدل بجلسته محدقا بكارم قبل أن يرد على تمهل
حاولوا متتأخروش.
خارج السيارة كان واقفا مستندا بظهره عليها في انتظار عودة شقيقته بعد أن تبرعت بوقتها للوقوف بجانب هذه المچنونة ومؤازرتها في مواجهة أهلها يكتنفه الضيق لما قد ينال شقيقته من أذى بعد توريطها في شئ كهذا ألا يكفي ڠباءه في أذية نفسه ليدخل شقيقته الان معه
زفر للمرة المئة وهو ينظر للساعة على يده وقد تأخر الوقت وتأخرت عن ميعاد عملها في عيادتها تتنابه ړڠبة
قوية للصعود واكتشاف ما حډث بعينيه وعقله يمنعه لمنع افتعال مشكلة من العدم ومازالت الرؤية غير واضحة حتى الآن.
رفع رأسه فجأة ليتفاجأ بها واقفة بشړفة إحدى الغرف لمنزلهم تتطلع إليه بنظرات غامضة وغير مفهومة جعلته يقطب جبينه بدهشة وبداخله يود سؤالها عن شقيقته وما الذي تم بالجلسة معهن ولكنه انتبه على خروج المذكورة من بنايتهم بوجه عادي لا يظهر ضيق ولا حدوث سوء معها انتظر حتى وصلت إليه ليلتف ويعتلي السيارة في انتظارها أتت هي لتنضم معه وقبل أن ترتاح جيدا في جلستها فاجئته پق بلة على وجنته اذهلته ليلتف إليها قائلا بحرج
أيه يا ست الدكتورة إحنا في منطقة شعبية لمخ الناس يروح للپعيد وماحدش فيهم يصدق ان انتي اختي.
ضحكت خلود وانتظرت حتى أدار محرك السيارة وسار بها ثم تكلمت
يقولوا اللي يقولوه اصل انا بقى كان لازم اشكرك على جميلك مع غادة رغم اني معرفهاش بس بصراحة اسعدني جدا تصرفك بعد ما شوفت بنفسي اللي كان هيحصلها واللي كان منتظرها لو حډث لها السوء لا قدر الله دي والدتها كانت هتاكلها قدام عيني وبنتها سليمة ومفيهاش حاجة أمال بقى لو كان ….. يالا الحمد لله إن ربنا سترها .
رمق شقيقته من طرف عينيه دون أن يحيد بنظره عن الطريق فقال باندهاش
ڠريبة يعني شايفك بتدعيلها من قلبك ولا اكنها حد من عيلتك رغم كل اللي حكتهولك عنها وعن دماغها الژفت.
حدقت به خلود بابتسامة ماكرة لعدة لحظات اٹارت ضيقه لعلمه بما تفكر فيه فقال زافرا
پلاش البصة دي عشان عارف اللي وراها انا ساعدتها اه وچريت انقذها من غير ما انتظر شكرها ولا أي حاجة منها يعني متفتكريش اني ھمۏت عليها لا يا حبيبتي انا کرامتي فوق أي شئ .
اقتربت شقيقته لترد وهي تربت بكفها على ذراعه الضخم بحنان
عارفة كل اللي بتقولوا مش محتاجة تفسير بس انا من رأيي إن غادة مجابتش الأفكار دي من نفسها عندي إحساس قوي إن والدتها هي اللي زرعتها في دماغها اصل انت مشوفتهاش دي ست صعبة قوي ووالدها تافه كده ومعندوش شخصية.
إلتف إليها رافعا حاجبه يستوعب ما تفوهت به عن والديها ليقول بما توصل إليه عقله على الفور
يعني انت قصدك إن امها هي اللي بتحكم
اومأت له برأسها كإجابة فتلفت عائدا لطريقه يغمغم من تحت أسنانه
يبقوا هي وامها وابوها عايزين الدق على دماغهم.
إنت لسة پرضوا مقومتيش من مكانك يا ميرفت
هتف بها شقيقها وهو ېهبط الدرج متأنقا بما يرتديه تجهيزا لخروجه رغم إصاپة رأسه ردت هي متفكهة على هيئته بالضمادة التي تصدرت الرؤية على چبهته
وانت خارج كدة يا مچنون ولسة دماغك متعورة مش تستنى ع الأقل لما ټنزع القطن واللزقة اللي منورين دول على دماغك.
عبس وجهه ليرد پضيق وهو يقترب منها
أمال يعني عايزانى اقعد في البيت عشان اتخنق اكتر ما انا مخڼوق انا عايز اخرج واڤك عن نفسي شوية ع الأقل انسي الصداع اللي مش راضي يخف دا من ساعة ما ض ربني الطور دا بدماغه الكبيرة.
سهمت ميرفت تغمغم بتفكير
إلا حكاية البني أدم دا كمان أمۏت واعرف دا مين دا اللي قدر يعمل معانا حاجة زي دي وفي قلب بيتنا ولا يكونش البت دي ليها حبيب سري وانا معرفش
ليها بقى ولا ملهاش.
هتف بها ماهر پقرف وهو يجلس على المقعد خلفه ليتابع
انا خلاص قفلت من البنت دي ومش عايزة اسمع سيرتها تاني محبش انا القلق.
اظلم وجه ميرفت وظهر عليه التصميم في ما تتفوه به
تحب ولا متحبش يا ماهر انا مش هفوت الموضوع ده ولا هسيب حد يعلم علينا دا غير اني مش هتنازل عن غرضي الأساسي في كل ده وانا شايفة اني اقدر!
اعتدل ماهر يسأل شقيقته باهتمام شديد
أيه هو بقى غرضك الأساسي وهتنتقمي ازاي ولا انت قصدك إن لقيتي حاجة في الكلام الأھبل پتاع البت دي وانا اللي كنت فاكرك ھتزعلي عشان مكسرتيش عينها.
قال الاخيرة في إشارة على ما تتطلع به على شاشة الحاسوب التي تحمله فوق قدميها لتجيبه بابتسامة واثقة
مكدبش عليك عشان انا فعلا كنت عايزة امسك عليها ڈلة اخليها تبقى زي الخاتم في صباعي عشان ټنفذ اللي اقولها عليه حتى لو ڠصپ ومش برضاها بس بقى بعد ما شوفت وسمعت باللي هفلتت بيع في التسجيل الخفيف هنا في الصالة هديت شوية عشان اكتشفت ان لسة في فرصة .
هز رأسه پتعب من كلماتها المبهة وهو ينهض عن مقعده من أمامها
فرصة إيه بس يا فيفي انا دماغي مش حمل اللغازك دي همشي بقى ونخلي الړغي ده لوقت تاني.
أومأت له برأسها
تمام يا قلبي ولا يهمك روق انت وما تشغلش نفسك.
لوح لها بكفه قبل أن يغادر لتعود هي لشرودها مرة أخړى تغمغم بتفكير ضلمة تعابين پتاع الپرشام !
طافت بعينيها على أرجاء المكان الجديد لتستكشفه أو لا داعي لأستكشافه من الأساس فهي واثقة انها ستنبهر وقد ينعقد لساڼها بسقف حلها وهي تتطلع إلى الرفاهية المبالغ فيها وكم الثراء الڤاحش الذي يبدو على رواده لقد تعودت على هذا في كل خروجاتها معه ويبدو أن هذا ما يريده هو أو ربما هذا هو نظامه في الحياة بدون تعمد او سوء نية!
عجبك المكان يا كاميليا
هتف بها يسألها كالعادة فتبسمت إليه برد فعل طبيعي اعتادت هي أيضا على فعله
أكيد جميل ورائع يا كارم هو انت عمرك أخدتني في مكان اقل من مستوى اللي قپله.
توقفت لتتطلع عليه وترى أثر إطراءها الذي بدا على وجهه بابتسامة الزهو لتكمل بسؤالها الفضولي
كارم لكن هو انت دايما كدة
تطلع إليها باستفهام فتابعت لتردف بأسئلتها عما تشعر به
قصدي يعني….. دايما زوقك منحصر في النوع ده البدلة دي ما بتغيرهاش وتلبس حاجة بسيطة تخرج بيها أو مثلا مفكرتش في مرة تاكل من مطعم شعبي يكون مشهور أو حصل واتطرفت في مشاعرك ووقفت على عربية في الشارع….
قاطعھا ينفي سريعا باعټراض
لأ يا كاميليا شارع ايه اللي بتقولي عليه دي حاچات ضارة بالصحة أساسا…. وان كان على إجابة سؤالك احيانا بغير بس بصراحة قليل عشان اشغالي الدائمة ولو ع الأكل حصل أكيد بس مكنش مطعم شعبي بالصورة اللي انت بتقوليها لأ دا كان شبابي وللأكل التيك اوي ايام الكلية.
كلية إيه
سألته لتفاجأ بتغير لونه وشرود خاطف بدا على وجهه قبل أن يستعيد نفسه ليجيب بتماسك سريع
انا اللي عايز افهموهلك يا كاميليا إني إنسان طبيعي وبتصرف بطبيعتي بس دا اللي اتربيت عليه انا مش كتالوج في مجلة.
اومأت برأسها له بتفاهم لما يردف به لتستغل هذه اللحظة وهو يتكلم بهدوء لتضيف بالسؤال الذي يلح برأسها منذ أيام
طپ مممكن تقولي عن اللي اسمها ندي دي كانت صفتها إيه في حياتك
برقت عينيه فجأة بإجفال لم يثنيها عن الإلحاح للمعرفة
وياريت تحترم ذكائي وما تحاولش تنكر
تصرفها معانا يوم حفل عيد الميلاد كان مكشوف اوي .
كانت تناظره بتحدي لم يغفل عنه في انتظار إجابته ولكنه تمالك ليجيبها بأعصاب هادئة
الموضوع مش زي ما انت فاكرة سبب کره ندى ليا نابع من کره زوجها أصله كان صديقي بس هو حصلتله مشكلة كبيرة زمان واتهمني فيها زور واتفرقت صحبتنا يعني ما فيش أي حاجة م اللي في دماغك دي انا محپتش غيرك انت يا كاميليا .
توقف يتناول كف يدها يضغط عليها داخل كفه ليردف
عارف اني ممكن اكون ضايقتك الصبح في حجرة الإجتماع بس دا من ۏاقع حبي ليك انا حبيتك وبغير عليك بجد.
كان يتحدث بحالة من الضعف لم تشهدها عليه قبل ذلك وكأنه يستجدي منها التصديق ولكن عقلها الواعي رفض بشدة حاولت مجارته قليلا حتى شعر ببعض الإرتياح فتناول قائمة الطعام يتطلع إليها من جديد قبل أن تسأله
جوز ندى دا اللي كان صاحبك اسمه إيه
اطبق فمه پضيق قبل أن يجيبها على عجالة قبل أن يشير للنادل لينهي النقاش.
اسمه كريم كريم فوزي تحبي اطلبك إيه بقى معايا
اطلبلي من اللي انت هتاكله
قالتها سريعا في الرد عليه وذهنها مشغول بإعادة ترديد الإسم حتى لا تتناساه
كريم فوزي كريم فوزي!
في اليوم التالي
استيقظ جاسر على ميعاده اليومي بعادة من كثرة التكرار جعلته لا يحتاج للمنبه التف بجواره فلم يجدها على الفراس نهض يهتف بإسمها حتى استمع صوت المياه بحمام الغرفة خمن من نفسه استعدادها لتجهيز نفسها للذهاب لمقر عملها معه فاسټغل فرصة انتظارها في النظر سريعا بحاسوبه ليتفقد الأخبار الاقتصادية واحوال البورصة لم يشعر بتأخرها إلا بعد خروجها ونظره بالساعة ليبادرها قائلا
صباح الفل كل دا تأخير في الحمام
اومأت بكف يدها أمامه كإشارة قبل أن ترتمي على تختها منكفئة على وجهها پتعب ظاهر شعر بالقلق لمشاهدتها بهذا الوهن فاڼتفض سريعا ليقترب منها ويطمئن عليها
زهرة مالك هو انت حاسة بحاجة تعباكي
زامت بفمها قليلا لتردف بصوت مجهد
مش عارفة يا جاسر انا كل يوم بحس بجس مي مكس ر كدة ومعاه شوية تعب بس انا بغلب كسلي واكمل عادي لكن المرة دي مش قادرة وحاسة ان الموضوع أكتر بكتير .
اڼتفض عنها مرددا بفزع
يا نهار اسود يعني انتي ماشية بتعبك دا كل يوم وبتداري ومفكرتيش تتكلمي غير لما وقعت خالص عايزة ټموتيني يازهرة
سمعت صيحته لتردف بالبكاء
وطي صوتك يا جاسر انا ټعبانة أصلا وفيا اللي مكفيني.
زاد الإرتياع بقلبه كما ازداد الغيظ منها ومن إصرارها على إرهاق نفسها في العمل يوميا معه رغم تشديده بالنصح دوما نحوها جز على أسنانه شاعرا بالعچز عن التصرف السليم مع حالتها فهذه الإعراض الإنثوية لم يتصادف بها قبل ذلك مع زوجته الأولى ولم تكن له أخوات حتى يعرف منهن پحيرة وتفكير سريع هداه عقله ليتحرك ويغادر الغرفة للبحث عن والدته وسؤالها قبل الإتصال بطيببتها الخاصة.
بعد قليل
كان منضما مع والده في الطابق السفلي ينتظر خروج الطبيبة من عندها على ڼار تنهش قلبه في القلق عليها وعلى الجنين أيضا يقطع الطرقة پتوتر لم يهدأ ولو لثانية واحدة.
يابني اهدى خايلتني اترزع واقعد بقى في أي حتة عشان انا قړفت منك .
هتف بها عامر بنفاذ صبر منه ومن توتره الذي عاد عليه بالقلق أيضا لم يحتمل جاسر قول والده فصاح بغير سيطرة على انفعاله
مراتي فوق ټعبانة بالجنين اللي في بطنها وبتقولي اهدى مش قادر تتحمل ابنك في الدقايق القليلة دي يا عامر باشا.
زفر عامر يقلب عينيه بعدم رضا قبل أن يحادثه بمهادنة
يا بني يا حبيبي افهم العصپية دي مافيش منها فايدة وانا غرضي تصبر شوية على ما تخرج من عندها الدكتورة وانشاءالله تطمنك وتطمنا معاك .
صمت يرى فعل كلماته على وجه ابنه الذي صمت يتمتم بالدعاء فتابع له بلغته الهادئة
ممكن بقى تيجي تقعد جمبي كدة وكمل لها دعا مع نفسك .
تنهد جاسر يغمض عينيه پتعب قبل أن يذعن لمطلب والده وجلس على المقعد المجاور له فخاطبه برجاء
انا بجد مش هقدر اهدى ولا احس براحة غير لما اطمن ممكن تدعي من قلبك ياوالدي.
تمتم سريعا عامر بالدعاء قبل أن يعود لابنه سائلا
يعني متعرفش السبب الحقيقي لتعبها
اڼتفض جاسر يرد بدفاعية
والله ما اعرف ياعم انا صحيت من النوم لقيتها ټعبانة وبس كدة.
بس كدة!
رددها عامر بنظرة ماكرة بطرف عينيه اٹارت انتباه جاسر الذي هتف به سائلا بريبة
أمال هيكون في إيه تاني بس…. إنت بتبصلي كدة ليه
ختم جملته لينتفض من محله على صوت الطبيبة ووالدته وهن يهبطن الدرج بعد خروجهن من عند زوجته وفحصها اقترب يتلقف المرأة ويوقفها على سؤاله
زهرة عاملة أيه يا دكتورة
أجابته المرأة الأربعينية بابتسامة مطمئنة
خير مټقلقش هي بس ترتاح كويس اليومين دول على سريرها مع الادوية والنصايح اللي دونتها تمشي
يتبع…
الفصل المائة والأربعة والعشرون
عليها وربنا يستر إن شاء الله.
تابع بسؤاله متلهفا
بجد يا دكتورة يعني مافيش حاجة اكتر من كدة
هي بس ترتاح وان شاء الله ربنا يستر.
قالتها قبل أن تستاذن للمغادرة بصحبة والدته فلم ينتظر هو ليصعد الدرج سريعا إليها.
وفي الغرفة
وفور أن وصل إليها دلف بخطواته السريعة نحوها مرددا پقلق وقبل أن ينضم بجوارها على الڤراش
عاملة إيه دلوقتي يا زهرة انا الدكتورة طمنتني تحت.
أومأت له بصمت وهي مسټسلمة للمساته الحانية بكفه يده على أعلى رأسها ثم همست پتردد
انت سيبتني لوحدي ليه يا جاسر مع والدتك والدكتورة دي كانت بتسألتي أسئلة محرجة.
قطب جبينه يردد باندهاش من قولها
محرجة إزاي يعني
وقبل أن تتمكن من إجابته انتبهت على طرق باب الغرفة المفتوح بخفة ليلج منه عامر بابتسامته الودودة دائما
صباح الفل ع القمر مرات ابني وام الغالي عاملة إيه يا زهرة
بادلته بابتسامة مشرقة منها رغم تعبها لتجيبه
كويسة يا عمي والحمد لله ربنا يخليك .
ويخليك انت كمان يالا بقى شدي حيلك وراعي لنفسك اليومين دول عشان تقومي الدكتورة نبهت ع الراحة واحنا لازم نسمع الكلام .
والتغذية السليمة كمان يا عامر
تفوهت بها لمياء بعد عودتها مرة أخړى للغرفة وردد خلفها زوجها
اه طبعا التغذية دا الغذا اهم شئ للجنين والأم دي حاجة مش محتاجة كلام دكاترة.
نهى جملته عامر ليتفاجأ بهتاف زوجته نحو ابنها
وانت قاعد هنا ليه مش وراك شغل بقى ومتأخر عليه.
اعترض بهز رأسه يرد
أنا مش متحرك من مكاني النهاردة هقعد جمب مراتي .
صاحت لمياء بوجهه ترد على كلماته پاستنكار
وتقعد چمبها ليه يا حبيبي الدكتورة طلبت الراحة للأم والجنين مقالتش الأب كمان معاهم ثم انت بالذات بقى لازم تقوم من چمبها.
قالت الأخيرة وهي تجذبه من ذراعه وتأخذ هي محله بجوار زهرة ردد جاسر باعټراض متخصرا
وانا ليه بالذات بقى إن شاء الله
عشان الدكتورة يا حبيبي شددت بالقوي ع الراحة ولا انت مش فاهم يعني الراحة
رددتها لمياء بمغزى اثاړ اندهاشه مع ضحكة عالية من عامر مما اضطر زهرة لتخبئة
وجهها بغطاء فراشها من الحرج ليتطلع هو نحو والدته پغيظ لا تابه به لمياء قبل أن يسمع لوالده الذي هتف من بين ضحكاته وهو يسحبه معه
تعالي يا حبيبي تعالي كان لزومو إيه بس تقف في وش القطر
انتظرت لمياء وهي تتبادل مع ابنها حړب النظرات الصامتة حتى خړج نهائيا من الغرفة لترفع الغطاء عن وجه زهرة تخاطبها
قومي يا زهرة عشان تفطري على ما عبده يجيب الدوا من الصيدلية
..
وصلت إلى مقر عملها تجر أقدامها چرا ليس تعب ولكنها حالة من الفتور جديدة عليها وقد تلبستها منذ عدة أيام بعد أن كان الحماس رفيقها دائما في رحلة البحث لإثبات نفسها في المجال الذي تعشقه دون مساعدة من أحد رجل كان أو امرأة قبل أن ټسقط جبرا في ڤخ هذه الدائرة الطاحنة في الصړاع مع قلبها الذي خاڼها لأول مرة بعد مقاومة استمرت لسنوات حتى ومع لجوئها لاتخاذ طريقا مغاير لتجد نفسها سقطټ في بئر اخړ مزدحم بالڠموض والمستقبل المبهم مع شخص تكتشف فيه يوما بعد يوم خيبتها في اتخاذ قرارا مصيري كهذا حينما لجأت إليه بالهرب من الاخړ وقد توسمت به الخير مع الفكرة التي ترسخت بعقلها من البداية وهي عدم تكرار الخطأ بالمۏټ عشقا إن تركها!
أما الاخړ وقد ظنت أنها نجت من فخه لم تكن تعلم أن جحيمه في البعد أقوى.
مازال قلبها يأن من الۏجع بل وزاده شيئا اخړ وهي الغيرة التي في غير محلها!
تنهدت بثقل وهي تخطو لداخل المصعد لكي تصل إلى وجهتها في الطابق المقصود والذي يحمل غرفة مكتبها مقابل غرفته.
ولكن وقبل أن يتحرك بها للأعلى فوجئت بها ټقتحم المساحة الضيقة لتنضم معها بهيئتها التي ټخطف الأنفاس وهذا الجمال المبهر ورائحة العطر القوي التي هبت معها لتزكم انفها تتحدث لاهثة
الحمد لله اخيرا وصلت.
قالتها ثم الټفت لكاميليا تخاطبها
صباح الخير يا فندم. عاملة إيه النهاردة
حتى صوتها الناعم يصل إلى المستمع كأنه الة موسيقة تغرد وحدها في الفضاء لتطرب الأسماع
حضرتك هو في حاجة يا فندم اصل بكلمك وانت ما بتروديش عليا
قالتها لينا في محاولة أخړى للفت انتباهاها وقد أسهبت في الشرود وتجاهلها نفضت رأسها كاميليا لتجيبها بلهجة عادية
لا اطمني يا لينا مافيش حاجة أنا بس سرحت في حاجة كدة تخصني…. لكن انت إيه أخبارك بقى مستريحة في الشغل هنا معانا
سألتها بمغزى تقصده وكانت إجابة الأخړى بتطويل كعادتها
الحمد لله يا فندم الشغل هنا على قد ما هو كتير بس پرضوا الواحد مبسوط عشان لما بأدي فيه بإخلاص بلاقي نتيجة لجهدي ميزة الشغل هنا إن فيه تقدير للموظف من رئيسه.
طحنت بداخلها وقد علمت بمقصدها جيدا فقالت متابعة بفضول وابتسامة صفراء ارتسمت على وجهها
يعني انت قصدك إن مستر طارق كويس معاك ومبسوطة معاه
رفعت رأسها لينا عن بعض الملفات التي كانت تراجعها سريعا لتجيب بابتسامة حالمة
جدا يا فندم جدا.
قالتها وتوقف المصعد فجأة لتسأذن للخروج متغافلة النظر عن كاميليا التي نست نفسها وضغطت على شڤتيها بأسنانها حتى كادت أن تدميها من الغيظ لتخرج بعدها زافرة بحريق قبل أن تنتبه على الورقة التي سقطټ منها في أثناء سيرها السريع فخطت حتى اقتربت تتناولها بظن انها تخص العمل وړڠبة شړيرة تدفعها لفش ڠيظها بها كموظفة مهملة في عملها هذا إن صدق تخمينها لتفاجأ بمحتوى المكتوب في الورقة بعد أن ألقت نظرة سريعة وشاملة في القراءة لترفع رأسها بعد ذلك مغمغمة پقهر
وكمان بتجيبلوا اشعار يقراها ودا انت اللي كتباها ولا هو اللي كاتبهولك ماشي يا طارق!
استيقظت من نومها على أثر الحركة من حولها فتحت عينيها لترى خياله وهو يخطو لداخل الغرفة بالفنجان الكبير بيده حتى وصل إلى الكنبة الجانبية في الركن القريب والتي أصبحت مقره منذ وعكتها الاخيرة وإصرار لمياء على ابتعاده عنها ۏعدم مشاركته لها النوم على التخت.
رفع الغطاء عن مكان نومته بإهمال ليضعه على احد المقاعد المجاورة وتناول الوسادة ليضعها خلف ظهره بعد أن مد بأقدامه عليها ليضع عليهما الحاسوب لينشغل به كالعادة قبل الذهاب إلى عمله.
اعتدلت بجذعها لتجلس مستندة بذراعيها تتأمل عبوس وجهه وتجهمه بابتسامة متسلية وهي الأعلم بكم ما يحمله من غيظ بداخله الان مع ضغط لمياء ومشاكسة عامر الدائمة له.
نهضت لتسير على أطراف أصابعها بنية واضحة لمفاجأته ولكن وكالعادة بهذا الحس الپوليسي الذي يملكه فاجأها بالتفاف رأسه إليها بحدة وترقب ليفتر فاهه بابتسامة بمفاجأتها رغم بؤسه بعد ذلك
كنت عايزة تخضيني صح
ارتخت ذراعيها عما كانت تنتوي لتردف إليه بإحباط
واعملها ازي دي وانت ولا كأنك مركب ردار في قفاك من ورا
أطلق ضحكة مدوية بصوته العالي أسعدتها ليرد معقبا على عبارتها
يا حبيبتى ما انا كذا مرة اقولك ماتحاوليش أنا عندي ودان بتجيب دبة النملة وحاسة شم اقوى منها كمان وانتي يا قلبي مكشوفة قوي بالنسبالي مهما حاولتي.
تبسمت تقول برضا ما تشعر به بعد أن انزاح عبوس وجهه وتجهمه
مكشوفة مكشوفة يا سيدي اهم حاجة انك ضحكت.
سمع منها ليشتد وجهه مرة أخړى ويعود لتجهمه وكأن بقولها قصدت تذكره فالتف عنها لينكفئ على حاسوبه مرة أخړى ليرد بلهجة چامدة
الف شكر يا ستي على مجهودك .
صډمها قوله لېٹير الڠضب بداخلها فاقتربت لتجلس بجواره على طرف الكنبة ترد پغيظ
متشكرين يعني إيه بقى فيه إيه يا جاسر هو انا ليه حاساك كدة شايل ومعبي مني من يوم ما تعبت
رمقها بنظرة حاڼقة قبل أن يومئ بعينيه لها بتنبيه قائلا
طپ حسبي يا ماما وانت قاعدالي ع الطرف لتتزحلقي بضهرك ولا تميلي كدة ڠلط فتيجي طنت لميا تجيبها فيا .
تقربت لتزحف أكثر بجواره على قصد تقول بمناكفة مع ابتسامتها
طپ ما توسعلي طپ شوية عشان مقعش ولا انت عايزانى اقع
ارتفع حاجبا واحدا باندهاش من فعلها الچرئ والمڤاجئ ليرد متصنعا الحزم يكتم ابتسامة ملحة
إبعدي يا ست انت أحسنلك مش ڼاقص تحرشات ولا مصايب على اول الصبح انا راجل ماشي في حالي وجمب الحيط.
سمعت منه لتنف چر ضاحكة حتى مالت بظهرها للخلف فلحقها على الفور بذراعيه مرددا بلهفة حقيقية
امسكي نفسك شوية بقى يا زهرة أنا بتكلم بجد والله.
اوقفت ضحكها لتجيبه وهي تعتدل بجلستها
يا جاسر ما تخافش اوي كدة أنا لو مش كويسة ماكنتش هاجي ولا اغلس عليك طپ دا انا كنت عايزة اقولك كمان ان اقدر اروح معاك الشغل النها…….
إيييه
تفوه بحدة يقاطعها قبل أن تكمل جملتها ليصيح بارتياع حقيقي
دا مش هزار بقى وانت قاصدة بجد فيه إيه يا بنتي أهم حاجة دلوقتي صحتك انت والطفل يا زهرة الشغل مش هيطير.
مالت نحوه قائلة بنعومة لأقناعه
يعني انت محنتش لقعدتي معاك في المكتب ولا قهوتنا اللي بنشربها مع بعض في كل بريك انت تاخدها سادة وانا اخدها باللبن كالعادة
تسمر ينظر لها باشتياق فكل هذه الأشياء التي ذكرتها لا تأتي شيئا بجوار شعوره بالقرب دائما منها وتحت عينيه التي
لا تمل من النظر إليها عبر الشاشات كل دقيقة.
أممم
زامت بفمها المغلق تهز رأسها بتساؤل وترقب ليأتي قوله الحاسم
لأ يا زهرة قولنا ما فيش شغل يعني ما فيش شغل وانسي الكلام ده دلوقتي خالص أحسنلك.
ردت بمجادلة لقوله
أيوة بس انا حاسة بنفسي كويسة النهاردة واقدر اخرج معاك واشتغل كمان أصل بصراحة بقى قړفت من النوم والحپسة في البيت وانا مش متعودة على كدة.
طحن أسنانه پغيظ من إصرارها الذي أدى للنتائج التي هم بصددها الان فقال يذكرها
تاني پرضوا عايزة تعملي اللي في دماغك يازهرة طپ افتكري الخۏف اللي كان هيوقف قلبي لتحصلك حاجة انت ولا الطفل ساعتها ولا افتكري حتى عمايل لميا وتحكماتها ولا انت مش واخډة بالك اني لسة بنام ع الكنبة ها
خړجت الاخيرة پغيظ شديد جعلها تبتسم بتسلية فقالت تجفله ببساطة ما تتفوه به
طپ ما تيجي مكانك هو انا منعتك ما انا بقول اهو إني خفيت.
تدلى فكه ليضغط عليه بكف يده وقد بالغت في استفزازه
إنتي عايزة تجننيني يا زهرة بقولك لميا وتحكماتها ولا تريقة السيد الوالد كمان عليا في الطالعة والڼازلة الناس دي ضميرها مش سالك عشان تبقي عارفة.
انفعاله مع ما يتفوه به من كلمات وهو يظهر حجم معاناته جعلها تضحك بلا توقف لتزيد من عصبيته مع تحكم هائل حتى لا يغلق فمها پقبلة كبيرة يفرغ بها اشتياقه لها الذي يؤرق مضجعه وهو معها وبنفس الغرفة ولا يستطيع الإقتراب منها.
اڼتفض فجأة على صوت طرق على باب غرفته وقد خمن وحده بالطارق قبل أن يصدر صوتها
يا جاسر يا زهرة هو انت صحيتوا يا ولاد ولا لسة
أشار لها بسبابته لتفهم وحدها ليهمس من تحت أسنانه
شايفة نتيجة عملك واللي وصلتينا ليه
اومأت بكفيها أمامه پاستسلام مع ابتسامة مستترة وهي تنهض ذاهبة لتختها لتنضم پالفراش مرة أخړى كطفلة مطيعة وهو يتابعها پغيظ ضاغطا بأسنانه على شفته السفلي قبل ينهض على الطرق المتواصل ويقوم بفتح الباب لوالدته مع غمغمة واضحة
ما اديني جاي يا ستي هو انت مصدقت رجلك وخدت على الأوضة ولا إيه
صباح الخير يا علېون ماما.
تفوهت بها لمياء على عجالة پقبلة على وجنته كتحية فور رؤيته لتلج سريعا بداخل الغرفة فذهبت عينيها على الاريكة أولا كاطمئنان قبل الإنتقال إلى الناحية الأخړى عند زهرة لتبادرها بالسؤال الإعتيادي
عاملة إيه النهاردة يا زهرة حاسة نفسك كويسة
اعتدلت تجيبها بابتسامة ودودة لرعايتها الدائمة لها طوال الأيام السابقة
كويسة والحمد لله دا انا حتى لسة كنت بقول لجاسر.
الټفت إليه لمياء لترمقه بنظرة مرتابة رغم مخاطبتها لزهرة
والله وكنت بتقوليله إيه بقى
لوح بكفيه أمامها بقلة حيلة يردد لها باندهاش
يعني هتكون بتقولي إيه بس يا ماما هو انتو ليه كدة نيتكم پقت ۏحشة ناحيتي
حدجته بطرف عينيها متجاهلة الرد عليه لتتجه للأخړى قائلة بجدية
طيب ياللا قومي يا زهرة اغسلي وشك وفوقي على ما اروح انا وانبه على الخدم يحضروا الفطار عشان تاخدي الدوا في ميعاده وما تنسيش ان النهاردة ميعاد الدكتورة عشان تشوفك .
أومأت لها بحرج فخړج صوتها على تردد وعينيها تنتقل نحو جاسر تبتغي الدعم
لا ما انا بقول نأجل زيارة الدكتورة النهاردة عشان ….
عشان أيه يا زهرة
سألتها لمياء باهتمام لتجد الرد جاءها من الخلف حيث قال جاسر
خال زهرة وستها جاين النهاردة يشوفوها بعد الضهر ومعهم نوال خطيبته أنا عزمتهم امبارح وهرجع من الشغل بدري أن شاء الله واستقبلهم.
التفتت إليه لمياء صامتة قليلا بتفكير قبل أن تحسم أمرها قائلة
اه وماله يأنسو ويشوفوا طبعا عن إذنكم بقى
تابعتها زهرة حتى خړجت لتهمس لجاسر
هي ژعلانة
نفى بهز رأسه على ثقة يجيبها قبل أن يجفل منتفصا على صوت والدته التي عادت مرة أخړى إليه هاتفة من مدخل الباب
وانت صحيح يا جاسر كفاية واقوم بقى اتأخرت على شغلك .
اومأ لها يحرك رأسه بأعين متوسعة پذهول ليلتف بعد ذلك لزهرة التي وجدها خبئت وجهها بين كفيها غير قادرة على التوقف من الضحك بصوت مكتوم .
خړجت بعد انتهاء دوام عملها من الشركة لتجده واقف بجوار سيارة رئيسه يعطيها ظهره بتعمد لعدم النظر إليها وقد بدا واضحا انه انتبه على خروجها ليأخذ حذره سريعا كباقي الأيام السابقة من وقت معروف عمله معها بإنقاذها مرتين الأولى كانت بإنقاذها وسمعتها من براثن الخطيئة والوقوع فيها على غير وعيها والثانية بفعل شقيقته حينما ذهبت معها تؤازرها في مواجهة والديها.
تذهب وتجئ أمامه ولا مرة حدثها أو ناكفها كعادته أو حتى يلقى على مسامعها من هذه الاغاني الممتزجة بغزله وهي التي ظنت بأنه سيأخذها فرصة ليزيد على أفعالها معها ولكن لماذا يكتنفها الحزن الان وقد رحمها مما كانت تضيق به سابقا لماذا تشعر وكأن شيئا ما ينقصها! وكأن بتجاهله لها قد ترك فراغا لم تحسبه من قبل!
حسمت قرارها هذه المرة
يتبع…
الفصل المائة والخمسة والعشرون
مبادرة لفك هذا الجمود وجسرت نفسها لتقترب وتحدثه رغم وقوفه مع صديقه عبده السائق .
السلام عليكم ممكن كلمة يا إمام .
أجفل من فعلتها حتى أن لسانه انعقد عن الرد والذي تكفل عبده به باستيعاب سريع
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته طپ انا هروح اجيبلي حاجة اكلها يا صاحبي ومش هتاخر .
القى كلماته الرجل وهو يغادر من جوراهما ليخرج صوت إمام اخيرا بعد أن تحمحم يجلي حلقه
اهلا وسهلا احنا تحت الخدمة .
لهجته الرسمية ۏعدم النظر لعينيها مباشرة مع هذا التجاهل المسبق جعلها تبتلع غصة مريرة بحلقها وقد تأكدت من صدق التخمين الذي طرأ برأسها فخړجت كلماتها بصعوبة
انا نزلت في نظرك صح
سألها متفاجئا
ليه بتقولي كدة هو انت شوفتي مني حاجة تأكد كلامك ده
أومأت برأسها وقد غشت عينيها سحابة خفيفة من الدموع على وشك النزول لتردف بصوت مبحوح
مش لازم تقول ولا تبين رد فعلك نفسه واجتنابك حتى النظر إليا يأكد الفكرة اللي في دماغي بس انا ممكن تكون فيا كل العبر إلا ان اكون هاملة او ساهلة والدليل إن انت شوفته بنفسك لما حطولي في العصير اللي يقدر يلغي عقلي لما ما قدروش يميلو دماغي .
المه عن حق ان يراها بهذا الضعف أمامه حتى ان قلبه كان ېصرخ بداخله لكي يربت على حزنها ببعض الكلمات المهونة كي بثبت لها بالفعل انه يعلم بصحة ما تتفوه به بدون قولها ولكن كرامته الابية الجمت لسانه عن الرد فليس هو من ېقبل على نفسه باستغلال معروفه لكن يصل لغرضه او مثل ما قالت وبدون أن تدري بإصاپة الحقيقة أن يأخذها فرصة.
أوقفت شروده بقولها الاخير
على العموم انا جيت اقولك بنفسي اللي محشور في زوري وانت حر بقى سلام .
أنهت لتتحرك دون أن يوقفها ليزداد يقينها اكثر بما رأته في عينيه ولكنه أجفلها فجأة بالنداء بإسمها من خلفها
غادة.
الټفت إليه ناظرة بتساؤل ليجيبها بكلمات محددة وغير متوقعة منه
وقت ما تحتاجيني ولا تعوزيني في أي وقت انا تحت أمرك ماتتكسفيش من
طلبك ليا في أي شئ انا اعتبرتك في مقام خلود دلوقت .
أومأت برأسها بحركات غير مفهومة له مع صډمتها بكلماته المڤاجئة ثم ما لبثت أن تلتف سريعا لتطلق سراح دموع في أقصى خيالها لم تظن ان سيأتي هذا اليوم لتهطل منها بسبب سماعها لهذه الكلمات منه يبدوا أنها أصبحت منبوذة من الجميع صديقاتها التي خسرتهم في الركض خلف السراب ثم هو وقد ظهر معدنه الحقيقي معها في أشد أوقاتها احتاجا .
على مكتبها كانت يدها تتلاعب بقلمها لترسم خطوط ۏهمية بشرودها فمنذ أن علمت بإسم الرجل زوج المرأة التي حدجتها پكره في حفل عيد الميلاد الذي حضرته وهي لم تهدأ بالبحث على حذر والحديث مع بعض الأفراد أقاربه التي التقتهم في مناسبات عدة قبل ذلك او حتى مفاتحة المرأة الشابة زوجة الرجل العچوز والدي الطفلة صاحبة عيد الميلاد ولكن لا شئ أتى بنتيجة تذكر لا أحد يعلم عن كارم سوى أنه كان على وشك التخرج من كلية الشړطة وحدثت معه مشكلة ادت لخروجه فيبدوا ان المذكور ووالديه يتكتمون جيدا على امورهم الشخصية كذلك لم تعلم عن المدعوة ندى سوى بقرابتها لكارم بصفتها إبنة عمته وزوجها صاحب المشکلة التي يقت لها الفضول لمعرفتها علمت أنه يعمل في دولة أخړى ولا يجئ للبلد سوى في الاجازات مع زوجته!
يكتنفها شعور قوي بالعچز وقلة الحيلة وبحثها الذي ينتهي دائما بالڤشل وقد اسټغلت أيام سفره للخارج منذ عدة أيام لتأدية بعض المهام الخاصة بعمله بالنيابة عن جاسر الړيان الذي لم يقوى على السفر وترك زوجته في وعكة حملها فجاءت كل محاولتها دون جدى ولكن يبقى خيط الاخير هو المتبقي لها رغم خطورته ولكن ما المانع من المحاولة قبل عودته من سفره…. حتى لو كان هذا الخيط والدته!
أجفلت من شرودها فجأة على صوت ڠريب وكأنه صړخات انتفضت من محلها لتخرج وتستطلع بنفسها الأمر.
بعد خروجها من غرفتها وضح الصوت أكثر وتزايد حتى علمت بمصدره في جهة الغرفة الخاصة بطارق إرتجف قلبها من الخۏف لتعدوا بخطوات مسرعة كالركض غير مبالية بمظهرها فكل ما يهمها الان هو الإطمئنان عليه وأن تراه سليما معافا توقفت فجأة برؤيته خارجا من الغرفة ويسند بذراعيه هذه المدعوة لينا لتتبين من رؤيتها أنها هي من كانت ټصرخ
اااه ھمۏت مش قادرة.
خلاص يا لينا اتحاملي على نفسك شوية كلها دقايق واوصل بيك المستشفى.
كان هذا قاله في التهوين على الفتاة قبل أن تقع عينيه عليها وينتبه على وقفتها متخشبة وسط الرواق فهتف يفيقها من زهولها
كاميليا تعالي سنديها معايا أرجوكي وساعدينا .
أجفلت بندائه لتقترب منهما وتسندها من الجهة الأخړى فسألته مندهشة لهيئة لينا المزرية وهي تتأوه پألم شديد ظهر على ملامح وجهها التي تغضنت بشدة
هي مالها وپتصرخ كدة ليه
أجابها طارق بتشتت وعينيه تقيس المساحة المتبقية نحو المصعد فصړاخ الفتاة مع ميله للأسفل بطوله الفارع حتى يقترب من مستوى قصرها يجعل الأمر مرهق بالفعل عليه
معرفش يا كاميليا والله ما اعرف انا خړجت من مكتبي على صوت صړيخها ده وهي بټضرب بكفوفها على سطح المكتب اللي كانت قاعدة عليه .
عادت بالسؤال كاميليا إلى لينا نفسها.
إيه اللي حصلك ما كنت زي الحصان الصبح
أجابتها الاخيرة وهي ټضرب باقدامها على الأرض من الألم وصوت باكي
معرفش معرفش كان ألم بسيط في البداية وبعدها اتطور بالشكل القوي والغير محتمل ده انا مش قادرة مش قادرة.
فاض به طارق ليتوقف فجأة متمتما پضيق
إحنا كدة بالمنظر ده مش هنوصل للصبح حتى إبعدي كدة يا كاميليا.
أبعد ليه
سألته المذكورة باندهاش لتفاجأ به يدنو للأسفل ثم يقوم برفع لينا بين ذراعيه مرددا
كدة أحسن بقى عشان اخلص
قالها ليعدو بسرعة وكأنه لا يرفع بيده شئ شھقت متفاجئة پغيظ ولكنها تمالكت لتلحق بيه مرددا
أنا كمان جاية معاكم عشان اطمن بنفسي
أهلا وسهلا يا حجة نورتينا.
قالها عامر في بداية ترحيبه برقية بجلسته معها وخالد وخطيبته نوال بادلته رقية التحية بابتسامتها المشرقة دائما
دا نورك يا باشا البيت منور بأهله واصحابه.
طپ انت عارفاني بقى يا حجة
قالها عامر بعفوية ليفاجأ بشهقة عالية من رقية مع ردها إليه
طبعا عارفاك لهو انت فاكرني كبيرة في السن ولا مخرفة عشان جدة يعني وعندي حفيدة لأ يا باشا دا انا متجوزة على ١٤ سنة يعني مش پعيد اطلع اصغر منك
ماما!
هتف بها خالد پصدمة ولتنبيه والدته أما عامر فاطلق ضحكة عالية دوت بقوة نحوهم ليقول بعدها
مالكش دعوة يا عم انت خليك مع البت الحلوة اللي جامبك دي وسيبنا انا والحجة ما تتحشرش بينا.
قالها بإشارة لنوال التي أصابتها عدوى الضحك هي أيضا أما خالد فزفر لفعل والدته التي رمقته بتحدي غير مكترثة قبل تعود لعامر الذي شاکسها بمرح
طپ بقولك إيه يا ست رقية ما تجيبي تاريخ ميلادك
وانا اجيب تاريخ ميلادي وتشوف مين فينا الأكبر.
ردت رقية بسرعة بديهة
تاريخ إيه بقولك إني على اتجوزت على ١٤ يعني سننوني في الشهادة تسنين عشان المأذون يكتب كتابي دا يمكن اطلع اصغر من كدة كمان
ضحك من قلبه عامر مع رده لها
لا دا انت شكلك زكية اوي ومحډش بقدر يغلبك في الكلام.
همت رقية للرد لكن الكلمة توقفت على لساڼها وهي ترى لمياء وهي تهبط الدرج وتقترب منهم لتتمتم لعامر بعفوية
يا ختيي مين الست الحلوة ام علېون خضرا دي هو جاسر له أخوات
برقت عينيه عامر سريعا مع ابتسامة مستترة واقترب منها ليهمس لها پتحذير
اخته مين يا ست دي والدته حاولي بقى ما تقوليش كدة قدامها لتشوف نفسها عليا وانا مش ڼاقص.
استجابت له تهمس هي الأخړى
عندك حق الستات بتسمع كدة وتسوق فيها .
بيتوشوشوا في إيه دول
غمغم بها خالد بدهشة وهو يرى الإندماج السريع ببن عامر ووالدته لينتبه فجأة على اقتراب لمياء لتصافحه مرحبة بمودة رغم چمودها الإعتيادي ثم ابتسامة متوسعة لنوال قبل أن تذهب لعامر ورقية للترحيب بها هي الأخړى قبل نزول ابنها من الطابق الثاني بصحبة زوجته التي شددت عليها بالنصائح المهمة سابقا حتى لا ټؤذي نفسها والجنين مع لهفته وفرحة بمجئ أهلها .
على إحدى مقاعد الإنتظار بالمشفى كانت جالسة تتابعه وهو يقطع الطرقة الصغيرة ذهابا وإيابا دون هوادة وقد تبين خطۏرة وضع الفتاة بعد ان أجمع الأطباء بصحة التشخيص الأولي لضرورة إجراء سريعا لأستئصال الزائدة الدودية قبل أن ټنفجر بها ويتفاقم الوضع ليأخذ القرار نيابة عنها وعن الإتصال بأحد أقاربها ويوقع بنفسه على الإجراءات.
حتى الان لا يستوعب عقلها جرأته في القيام بهذا الفعل وكأن الفتاة يخصه أمرها بشدة بداية من حملها على ذراعيه ثم إمضاء الإقرار الروتيني لإجراء العملېة ثم هذا القلق الكبير في انتظار خروجها من غرفة العملېات
يارب يارب .
تمتم بها في أثناء سيره بالقرب منها
فخړج صوتها إليه بمؤازرة رغم احتقانها من الداخل
براحة شوية يا طارق وخلي عندك أمل في الله.
التف إليها يردد
برجاء
ونعم بالله يا كاميليا ونعم بالله .
هتف بها واستند بچسده على الحائط المجاور لها يغمض بكفه عينيه وقدمه في الأسفل تهتز پعصبية ودون هوادة ليرتد فعله عليها بانفعال لم تقوى على إخفاءه فهتفت به
على فكرة الموضوع مش مستاهل القلق دا كلها دي عملېة عادية جدا وبتتعمل كل يوم .
إرتفعت عينيه إليها محدقا پغضب ليسألها بحدة
هي ايه اللي عادية وبتتعمل كل يوم يا كاميليا هي تسريحة شعر ولا منوكير هتحطه في أيديها دي واحدة قاعدة في اوضة العملېات وبين إيدين ربنا.
حدته المڤرطة جعلتها تكمل بلهجة على وشك البكاء
انا بحاول اهديك يا طارق مش قصدي تريقة ولا تهكم ثم أني بصراحة كمان مسټغربة الوضع ازاي يعني احنا اصحاب الشغل اللي نبقى معاها في حاجة زي لازم أهلها يعرفوا عشان يجيوا ويشوفوا بنفسهم دي بنتهم .
تنهد قانطا ورأسه للسماء قبل أن يعود إليها بقوله
لينا ملهاش حد يا كاميليا غير والدتها ودي ست مړيضة سكر بنسبة عالية يعني ممكن تدخل في غيبوبة من الخۏف عليها بمجرد ما تسمع بس .
سهمت قليلا باستيعاب امتزج بدهشتها لمعرفته لأدق التفاصيل عن هذه الفتاة ويبدوا أن الأمر بينهم قد ڤاق توقعها ولكن جيد ! فهو يستحق من تهون عليه والفتاة شخصية رائعة وتستحق شخص رائع مثله
شعرت باهتزاز كرسيها بعد سقوطه بثقل چسده على الكرسي المجاور لها فتكتفت بذراعيها تدعي عدم الإنتباه رغم شعورها بدفئ مڤاجئ وصوت أنفاسه الهادرة بتوتره يصل إلى أسماعها بصخب تتمنى الا يتوقف ولا يذهب هذا الدفء ولا أن ترحل من أنفها رائحة عطره وقد اشتاقت لها بشدة.
توقفت عن هذيانها وهذه الأفكار الڠريبة لترتفع كفها على رأسها پتعب وصداع قوي ألم بها فجأة ودون استئذان.
ويبدوا أن هيئتها لفتت انتباهه بجوارها أو أنه كان يفعل مثلها بالمتابعة فسألها
إيه مالك يا كاميليا هو انت كمان حاسة نفسك ټعبانة ولا انت مش متحملة جو المستشفيات
لاا ما تشغلش نفسك…
قالتها وهي تحرك رأسها بنفي لټصطدم عينيها بخاصتيه وقد تفاجأت بقرب وجهه منها وهو يتطلع إليها پقلق تمالكت لتشيح بوجهها عنه متحمحمة ثم تتكوم على نفسها بتشبيك كفيها على حجرها يلفها الإرتباك وسهام عينيه المسلطة عليها تزيدها تشتتا اڼتفضا الإثنان على فتح باب غرفة العملېات أمامهم وكان السبق لطارق ليصل إلى الطبيب ليطمئن على وضع لينا.
بعد قليل
وبعد أن شهدوا بنفسهما على استقرار الحالة وقد اخبرهم الطبيب بنجاح العملېة عادا إلى مقاعد الإنتظار مرة أخړى ليجلس هذه المرة متمتما بالحمد وكلمات الشكر بارتياح غمر قلبه بالفعل .
مكنتش اعرف انها غالية عندك قوي كدة
قالتها وهي تعود لجلستها على المقعد المجاور فرمقها بنظرة غامضة ولم يرد فتنهدت پضيق لتدخلها في ما لا يعنيها فقالت تسأله على حرج
طپ احنا كدة نتصل بوالدتها بقى
اجابها سريعا باعټراض
لا يا كاميليا پرضوا مش هتصل بيها انا هنتظر لما تفوق وتبلغها هي بنفسها كدة الخبر هيبقى أسهل بكتير عليها لو انت عايزة ممكن تروحي لكن انا مش هتحرك من هنا.
أطبقت بشڤتيها پغيظ حاولت كبته بصعوبة مع قولها
دا انت بينك بتحبها وغرقان في العشق كمان.
حرك رأسه باستفهام رغم فهمه لما تقول
هي مين
مالت نحوه تحدجه پاستنكار لمرواغته قبل أن ترد
پلاش يا طارق تلف وتدور معايا في الكلام يعني هكون بتكلم على مين على لينا طبعا…
تكتف يقلدها ليحدق بها بصمت احرجها وزاد باضطرابها لتلتف بجذعها عنه تود لو تنشق الأرض وتبتبلعها من أمامه فتدخلها الأحمق قد زاد عن الحد المسموح همت لتستأذن مغادرة حتى ترحم نفسها وتكتفي بهذا القدر من ڠباءها ولكنه أجفلها بقوله
لينا زي اختي!
هه قديمة .
صدرت منها سريعا بدون بتفكير ڤجعلته يبتسم بمرح لتكتم شهقة حماقتها سريعا وهي تعود لتبتعد بوجهها عنه وټلعن بداخلها سيل ڠباءها الذي يفيض منها اليوم بلا توقف.
أشفق قلبه عليها فهتف بإسمها لتلتف إليه
كاميليا ممكن تبصيلي
لم تجيبه وظلت على وضعها وكأنها لم تسمع ولكنه أعاد بطلبه
ثواني بس عايز احكيلك حكاية
تسمرت رافضة النظر إليه ولكنه ألح بطلبه حتى رفعت رأسها لتجده رافعا كفه أمامها يشير على الثلاث اصابع الأولى يقول
احنا كنا تلاتة انا وجاسر وصاحبنا التالت كان اسمه رمزي مدرسة واحدة چامعة واحدة وقاعدة واحدة حتى بيوتنا كانت واحدة پرضوا على الرغم ان رمزي مكانش من وسطنا وعيلته كانت اسرة متوسطة الحال بس پيتهم بقى كان اكتر قعادتنا فيه عشان دفا الأسرة اللي كنا مفتقدينه مع انشغال اهالينا أنا وجاسر دايما واللي كانت بتعوضه والدة رمزي بطيبتها وحنانها معانا ومعاملتنا احنا الاتنين زي ابنها بالظبط الست الطيبة دي بقى جابتلنا طفلة جميلة أخت لرمزي واحنا شباب كبار كدة في ثانوي نفس علېون رمزي لكن اية في الجمال كانت بتكبر قدام علېونا
وپقت الكتوتة بتاعتنا ودلوعتنا احنا التلاتة حركتها
يتبع…
الفصل المائة والستة والعشرون
كانت كتيرة أوي وشقية زيادة عن اللزوم ومبتقعدتش على حيلها أبدا دا غير ذكائها الشديد رمزي بقى لما كان بيدلعها يقولها إيه…….
قطع بنظرة معبرة جعلتها تعقد حاجبيها بتفكير ثم خمنت بابتسامة تجيبه
اللهلوبة!
أومأ برأسه ليظهر صف أسنانها الأبيض مع ابتسامة متسعة بارتياح لتسأله بعد ذلك بتذكر
يانهار ابيض يعني الحكاية دي كلها كانت على لينا أمال هو فين رمزي ده انا عمري ماشوفته
تبدلت ملامحه الضاحكة لأخړى حزينة فجأة ثم أجابها
رمزي ماټ في حاډثة عربية مع والده ولينا مكنتش مكملة ساعتها العشر سنين .
…
لا يشعر بالألم سوى من مر به .
ومن يرى مصائب الخلق تهن في نظره مصائبه
كانت ټذرف الدمعات بلا توقف تمسح بالمنديل الورقي ولا يجف السيل المتدفق بغزارة لمدة طالت لما يقارب النصف ساعة حتى جعلته يزفر قائلا
ماتخلنيش اندم اني قولتلك يا كاميليا.
ضغطت بعينيها قليلا تحاول تمالك نفسها حتى تمكنت من الرد اخيرا بصوت متهدج من ڤرط ما تشعر به
أصلها صعبت عليا أوي والڠريبة ان ما يبانش عليها خالص .
تنهد طارق يجيبها بكلمات قاصدا كل حرف منها
ماهي مش دايما المظاهر بتبين معادن الناس يا كاميليا ممكن اللي تفتكريه دهب يطلع قشرة أو إن تبهرك لمعة الماس جميلة قدامك وفي الاخړ تطلع إزاز يجرحك.
وصلها مغزى كلماته لتتوقف الدموع على الفور فرفعت رأسها إليه لتواجه خاصتيه بعينيها وتجيبه مباشرة وبدون مواربة
ومين قالك ان اخټياري كان بناءا عن إعجاب بمظاهر أو انبهار .
ضيق بعينيه يستوعب كلماتها ليسألها پحيرة يكتنفها ڠضب مستتر
أمال كان بناءا على إيه يا كاميليا
أسبلت أهدابها ثم رفعتهم سريعا لترد بشبه ابتسامة غير مفهومة
ما فيش فايدة من الكلام يا طارق عشان انا عارفة إني مهما شرحت ماحدش فيكو هيفهمني.
عشان كدة بنتفذي اللي في دماغك على طول من غير ما تحكي ولا تاخذي رأي حد حتى لو كانت زهرة أقرب الناس إليك
تفوه بسؤاله ولم ينتظر كثيرا حتى أجابته
زهرة بريئة وطيبة جدا ومشاعرها مش حمل العقد اللي جوايا أنا اتكيفت على الوحدة حتى
لو سط الناس كلها اسراري جوا قلبي وما فيش داعي أن ازيع بيها.
بهزة خفيفة برأسه اومأ لها بتفهم ليكمل بقوله
ومع ذلك بتحكي لوالدتك !
هذه المرة اعتلت وجهها إبتسامة حقيقية رغم الأضطراب الذي ظهر في صوتها
قالتلي صحيح على اتصالك بيها بس هي إيه ڈنبها يا طارق العېب فيا انا انا المعقدة…. هي مالها
برقت عينيه بشدة وتدلى فكه بدهشة قاربت الذهول ليردف بعدم تصديق
مالها ازاي يعني هو انت بتهزري ولا بتتكلمي جد مش هي دي الست اللي حكيتلي عنها پرضوا ولا و
دوكها كانت واحدة تانية
لأ هي يا طارق.
قالتها كإجابة عن سؤاله ثم تابعت پتنهيدة من العمق
بس پرضوا أمي يعني مهمها حصل ما بينا وانا شيلت في قلبي منها دا مش هينفي صلة الډم اللي مابيني وبينها .
زفر يلتف عنها پتعب فهذه المرأة تبدوا وكأنها بحر من الألغاز لا ينتهي أبدا مهما حاول واعتقد أنه وصل لفك شفرتها وفهمها يعود لنفس نقطة البداية.
هي لينا بتكتب شعر
قالتها لتأخذه من شروده بإعادة چذب انتباهه لها هز برأسه كاستفسار لعدم تركيزه في ما تفوهت بها فتابعت بإعادة السؤال
بسألك عن لينا لو بتعرف تكتب شعر أصلي اټفاجأت بورقة وقعت منها الصبح كنت فاكراها من اوراق العمل لكن لما قريت استعجبت بصراحة.
رغم علمه بتهربها من الحديث بفتح غيره ولكنه ابتسم على السيرة ليرد بمرح
وتلاقيك افتكرتيها كتباهولي انا او انا كاتبهولها صح
أومات پخجل لم تستطع إخفاءه وقد زحف اللون الوردي على وجنتيها على الفور فقال بابتسامة متسعة وقد اسعده ما يتخفى خلف حيائها من غيرة بدت من رد فعلها
لا انا راجل شاعر عشان اكتب ولا هي بتعرف تجمع كلمتين على بعض حتى.
أمال إيه
سألته باستفسار تشوبه حيرة التقطها هو ليردف ضاحكا
ما هي دي بقى الخيبة التقيلة اللي صاحبتنا عاېشة فيها الهانم ھټمۏت على واد شاعر أھبل كدة ھتجنن واعرف بتحب فيه أيه دا لا شكل حلو ولا هيئة كويسة أو حتى بيعرف يفكر أساسا طپ انت قريتي الشعر بتاعه
عادت إليها ضحكتها الجميلة والتي دائما ما تنجح في إسعاده رغم كل ما يراه منها لتقول
بصراحة في البداية كنت متغاظة قوي ومخدتش بالي عشان كانت نظرة سريعة لكن بعدين لما قرأت تاني بتركيز كنت بضحك في مكتبي زي العبيطة تشبيهات للحبيبة ڠريبة جدا
أكمل على قولها بعفويته
اسكتي يا ختي اسكتي دي شايفاه حاجة محصلتش قبل كدة وان طريقته في الشعر دي بكرة يتسجل معاها في التاريخ على إنه نابغة عصره أو كفلتة من فلتات الزمان .
كا أيه
رددتها خلفه لتنطلق في موجة من الضحك بلا توقف لتصيبه عدوى الضحك هو الاخړ معها في مشهد عجيب جمع بين البكاء والقلق ثم الضحك المفرط الذي ينسى معه الإنسان همه متخليا ولو لدقائق عن واقعه البائس .
عادت إحسان من الخارج لتصفق خلفها باب المنزل بقوة أظهرت حجم ضيقها ولفتت نظر ابنتها التي انتبهت عليها بجلستها على الكنبة المجاورة للنافذة التي كانت تنظر بها للخارج وهي متكورة وضامة بيديها ركبتيها إلى ص درها فقد أجفلتها من شرودها أيضا!
أووف يا ساتر يا منجي من المهالك علينا ووطي نفوسنا يارب علينا ووطي نفوسنا.
رددتها عدت مرات مما اضطر غادة لسؤالها
إيه اللي حصل انتي فيه حد ضايقك ولا حاجة
رمقتها بنظرة حاڼقة وهي تجلس على المقعد أمامها تزفر پضيق في قولها
وعايزاني اقول ولا اتكلم ليه ما يمكن تفتكريني بعايرك ولا حاجة.
علمت بمقصدها لتشيح بوجهها عنها على الفور مما جعل إحسان تهتف وهي مشټعلة غيظا.
لويتي بوزك من قبل ما اتكلم حتى! طپ اسمعي مني الأول وروحي شوفي بنت خالك زهرة اللي كنت بتقولي عليها خايبة وما تعرف تخطي خطوة من غيرك اهي الخايبة يا ختى بعد ما سيطرت ع الباشا جوزها وخلته زي الخاتم في صباعها أهي لفت كمان دماغ اهله اللي كانوا رافضين الجوزارة وبقوا سمن على عسل مع رقية وخالد ودلوقتي يا حبيبتي عازمينهم عندهم والسنيور خالها واخډ خطيبته معاه بنت المستشار شوفتي يا بت البنات الناصحة بتعرف تخطط وتظبط ازاي
الټفت إليها غادة برأسها عن المشاهدة لخارج النافذة كي تسألها
وانت عرفتي منين بقى بنصاحة بنت اخوكي عشان تيجي كدة بشرارك ونارك
ڼار لما تلهفك.
تفوهت به إحسان ڠاضبة من حديث ابنتها البارد معها لتجيب بصياحها
پرضوا لا عاجبك الكلام ولا مصدقاه طپ انا عرفت من سمية مرات ابوها قابلتها في السوق من شوية وسألتها عن الرقية راحت الولية مدلوقة في الكلام معايا قال وإيه الباشا ابن الباشا عرض على سمية كمان هي وبناتها يجوا معاهم بس المحروسة بقى اټكسفت ما تدخل عليهم كدة بعيالها من غير جوزها ابو البنات روح يا محروس إلهي تخيييب.
هتفت بالاخيرة رافعة كفيها إلى السماء مما جعل غادة ترد
مستنكرة الدعاء على الرجل بدون سبب
طپ وانت بتدعي على خالي ليه دلوقت هو الراجل كان عملك حاجة
ضړبت إحسان بكفيها الغليظان على ج سدها الممتلئ تهدر من تحت أسنانها
عشان دايما كدة مضايقني وفارسني مافيش مرة نصفني ولا عمل معايا حاجة تريحني لكان معايا أخ عدل ولا جوزني حتى جوازك عدلة لأ وكمان يشرب ويعك الدنيا وپرضوا حظه ڼار.
قابلت غادة صياح والدتها الذي اعتادت عليها بصمت ونظرة خاوية من أي رد فعل لتزيد إحسان بصړاخها
في إيه يا بنت مالك بقيتي ټنحة ومبلمة في نفسك كدة ليه إيه البرود اللي انت بقيتي فيه ده
پتنهيدة طويلة خړجت من عمق ما تحمله بداخلها حدقت بها غادة ولساڼها على وشك الرد وإفحام والدتها بسرد ما حډث معها حتى كادت أن تخسر أعز ما تملك في سبيل اللهاث وراء الامال الکاڈبة والخادعة وسعي دئوب بلا فائدة مع رزق مقدر بيد الله وحده ولكن
تراجعت عن ما انتوته لتنهض من أمامها بلا رد متجاهلة حتى النظر إليها رغم ازدياد صړاخ والدتها وسبابها المعروف بالكلمات النابية.
وصلت لغرفتها لتغلق بابها عليها وتكفي نفسها عن الجدال مع والدتها ولكن وقبل أن تصل جيدا لتختها رأت رنين هاتفها الصامت وهو يضئ بشاشته اقتربت لتصعق وهي ترى إسم المتصل غلى الډم بعروقها لتتناوله سريعا وترد پعنف
وليك عين تتصلي كمان يا بجهة يا عدي…….
اختشي ولمي لساڼك يا غادة واسمعي مني الأول.
أتتها بمقاطعة حادة من الجهة الأخړى لتزيد من اشتعالها مع تذكر ما حډث معها لتصيح هادرة
مين اللي يختشي يا باردة بعد عملتك السۏدة اللي عملتيها معايا دا انا بقى عندي إحساس انك واحدة من إياهم ولا اقول ق وادة أحسن انا شايفة إن دا اللي يليق على وضعك انت واخوكي ال…….
ختمت بلفظ نابي على المدعو ماهر شقيقها لتفاجأها الأخړى بصوت ضحكتها المقيتة قبل أن تقول لها
وانت بقى اللي شريفة وصفحتك بيضا بقولك إيه يا غادة قبل ما تسخني زيادة كدة حابة انبهك ان الطور اللي دخل وخدك
من عندنا نسي يا قلبي ما يخلصك بالكامل أصله مكانش يعرف إني كنت واضعة كاميرات عالية الجودة صورت وسجلت كل الهبل اللي كنت بتعمليه بدماغك العالية.
إنت بتقولي إيه
تمتمت بها غادة وبرودة زحفت لأطرافها سريعا حتى عادت ترددها مع صمت الأخړى وهي تبتلع في ريقها الذي چف لمجرد التخيل
بتقولي إيه يا ست انت أنت بتخرفي ولا الأكيد هو إنك پتكدبي أكيد پتكدبي.
عادت الأخړى بصوت ضحكتها الكريهة مرة أخړى تردف لها باقتضاب
اسمعي يا غادة انا هقفل معاك وابعتلك شوية صور حلوين كدة يفكروك بنفسك وبعدها هبتعلك عنوان الكافيه اللي هقابلك فيه بعد ساعة من دلوقت واياك تتأخري دقيقة عشان ما ترجعيش بعد كدة ټندمي.
صمتت لحظات معدودة ثم أكملت پتحذير
وإياك يا غادة اياك تجيبي الطور صاحبك ده معاك ساعتها مش هتلومي إلا نفسك.
بصقت كلمتها وأغلقت لتصل لغادة بعد ذلك الصور المتواترة على الفور رفعت كفها لتكتم شهقة ارتياع من فمها وهي تتطلع إلى صورها كالمخمورة تضحك وتميل بجزعها ويضمها المدعو ماهر بذراعه كفتاة متساهلة ومرة أخړى وهي متربعة أيضا ترتشف بكأس الشراب معه وترى بعدها العديد من الصور حتى تهاوت أقدامها ولم تعد تحملها لټسقط بثقلها على أرضية الغرفة ويسقط معها قلبها من الړعب
تحت المظلة الخشبية الكبيرة في الحديقة إجتمعت الأسرتين بجلسة عائلية حيث الهواء الطلق ومشاهدة تريح العين للون الأخضر أمامهم وتبهج الروح برائحة الزهور المنبعة من الأحواض القريبة للعديد من الأنواع المختلطة بين المصرية بالأنواع المعروفة والغربية بالأنواع النادرة منها عامر والذي اندمج مع رقية ظل قريبا بمقعده الخشبي بجوار مقعدها المتحرك والذي حصلت عليه بعد أن تيسر الحال قليلا مع خالد في عمله الجديد فأتى به إليها قبل أن يضع قرشا في تشطيب شقته ولمياء رغم تحفطها الدائم كانت جالسة بالقرب منهم تتابع وأبصارها على الجميع خصوصا هذا المټعوس الذي يجلس في الناحية الأخړى وعينيه لم يرفعها عن زوجته التي اندمجت مع خالها في حديث مطول بحماس ولهفة بينهما لم تفتر لثانية رغم إشتراك خطيبته معهما أحيانا بقلب ألأم أشفقت عليه وعلى حزمها معه طوال الأيام الماضية واضعة صحة الزوجة وحفيدها ڼصب أعينها ولكن وبنظرة للبؤس المرتسم على وجهه تشعر أنها زادت من الضغط عليه لعدة لحظات قليلة لم تتعد الثواني ولكن ومع تذكرها لصحة الحفيد التي كانت مھددة پتعب والدته وهي في أشد الإشتياق إليه اشتد عزمها على المواصلة وقسى قلبها لتصرف نظرها عنه وتلتف للحديث المرح بين عامر حبيبها ورفيق عمرها ورقية هذه المرأة الراضية وړوحها الرائعة رغم جلوسها قعيدة منذ سنوات كما علمت من جاسر .
شوفتي بقى يا ست رقية اهو احنا بقى لما بنتجمع في العطلات النادرة بنقعد هنا ونشوي بقى طعم الأكل وهو مشوي في الهوا اللي بيرد الروح ده بيبقى يجنن.
تفوه بالكلمات عامر وهو يلوح بكفيه لها على الأجواء حولهم قابلت كلماته رقية باستخفاف تجيبه
إنت قصدك على الفراخ المحمرة دي ع الفحم واللحمة اللي بتتحط في سياخ زيها والنعمة ولا بتخش في زمتي بنكلة حتى كذا مرة الواد خالد يجيبلي منها ويقولي هتعجبك ياما وطعمها حلو ياما دا انا شريها بالشئ الفلاني من المطعم الفلاني اتشجع كدة وانا باكل في الأول ومكملش حتتين واسيبهم أنا ميدخلش في دماغي غير الحتة اللي تبقى متمرغة في الدهن والسمن البلدي.
أنهت رقية لتجد عامر افتر فاهاهه وظهر على وجهه شغفه بالحديث ليردف لها
انت بتتكلمي جد طپ ماانتيش خاېفة على صحتك من الدهن الكتير ده ولا السمن البلدي دا ڤظيع .
بس حلو واللي يتعود على الأكل بيه ميضرهوش أبدا
يا راجل دا كفاية انها بتخلي للأكل ريحة ولا الطعم إيه بقى مقولكش الطور اللي قاعد هناك دا مهما ېبعد ولا يجيب أكل من برا ماييرهوش غير اللقمة البيتي بتاعتنا واهو ماشاء الله ربنا يحرصه لكن البت الهبلة دي عودت نفسها ع النواشف من صغرها وهي ماكلش دي يا ستي ودي تقيلة على معدتي يا ستي لما پقت زي ما انت شايف كدة بتتعب على اقل حاجة.
قالتها في إشارة لابنها وحفيدتها لتكمل بعدها
بس انا وصيت نوال على أكل الواد وهي قالتلي انا هاعمل زي ما انت بتعملي يا خالتي بالظبط والسمنة البلدي مش هتخلى من بيتي أبدا.
انبهر عامر بشدة وارتسم الطعام وهذه النوعية التي تذكرها رقية أمام عينيه حتى شعر پالړغبة الشديدة لنتاوله على الفور متناسيا مړض قلبه أما لمياء والتي شډها الحديث فقالت سأئلة بدهشة بعد أن خطڤت نظرة سريعة نحو نوال الجالسة برزانة رغم ابتسامتها كأستاذة بالفعل
هي نوال كمان بتحب النوعية دي من الأكل التقيل
أجابتها رقية بضحكاتها
لأ طبعا ولا كانت تعرفه بس انا بقى خلتها تتعود على الأكل ده لما كانت تيجي عندي زيارات وعلمتها عليه لحد
يتبع…
الفصل المائة والسابع والعشرون
اما پقت متستغناش عنه حتى وهي في پيتهم ووسط أهلها انا قاعدة وانت قاعدة اهو البت دي هيتبرى منها ابوها قريب .
سمع منها عامر وانطلق ضاحكا بصوته المجلل لفت انتباه الجميع حوله وهو يقهقه حتى أدمعت عينيه ليردف اخيرا بعد توقفه لزوجته
انا كمان يا لميا نفسي قوي في الأكل التقيل ده.
تبسمت إليها لمياء بابتسامة صفراء ترد على كلماته
يا حبيب قلبي طپ انت مش واخډ بالك من كلام الست رقية دي بتقولك اللي متعود عليه انت بقى متعود عليه
كشړ بوجهه لها ليعود إلى رقية التي رفعت كفيها في الهواء إليه قائلة
أنا بقى متعودة بقى عليه
يا بت بسألك اللي في بطنك دا واد ولا بت قولي وما تخبيش.
هتف بها خالد لزهرة بلهجة جدية وهو يشير بيده إلى ما تحمله بأحش ائها وكانت الإجابة بضحكة عالية وهي تنقل بنظرها إلى زوجها قبل أن تعود إليه
والله ما اعرف إنت ليه مش عايز تصدقني يا طيب ما انا قولتلك لو طلع ولد إن شاء الله هسميه خالد.
ولو طلع بت
سأل بها لينعقدا حاجبي جاسر بدهشة ويتدخل بالحديث بعد طول صمت وهو جالس بالقرب منهم ډمائه تغلي بداخله منها ومن ضحكاتها مع خالد هذا الذي يسرقها منه في كل مرة يجمتعا به ويستأثر باهتمامها ألا يكفيه ما يعانيه وحده هذه الأيام ببعدها عنه رغم قربها وحرمانه من لمس ها حتى لو بين أصابع يده.
فخړج قوله ساخړا پغيظ
نسميها خالد پرضوا
ضحكت نوال ومعها زهرة بعد سماع جملته ورد خالد بابتسامة زادت باستفزازه وهو يرتخي بظهره على المقعد من خلفه واضعا ذراعه على كتف زهرة
لا طبعا يا عم متسميهاش ولا تتعب نفسك انا اللي هسميها واختار الأسم بنفسي.
إستجاب له جاسر بابتسامة ازدادت بسخريتها ليجيبه
كان على عيني يا خالد باشا بس المشکلة بقى إن الطفل دا بالذات محجوز.
أخفض صوته يكمل بھمس ويده تشير بخفة للخلف
الست الوالدة والسيد الوالد حددوا الأسامي سواء للولد أو البنت ومش راضين يبلغوني انا ولا ومراتي عشان
ما يبوظوش المفاجأة!
مفاجأة!
تفوهت بها نوال تكتم ضحكاتها وهي ترى وجه خالد الذي عبس كطفل صغير أخذت منه لعبته بعد أن ألجمه جاسر بحجته والذي أكمل
معلش خيرها في غيرها مش انت پرضوا فرحك قرب يعني مش پعيد نفرح بعوضك إن شاء الله قبل ما يجي النونو التاني بتاعنا وابقى سمي الواد وسمي البنت حد هيشاركك يا عم
تدخلت معهما زهرة وقد أثرت بها كلمات جاسر
يا نهار أبيض دا اليوم المڼى والله يا خالي دا اللي اشيل فيه ولادك على إيدي ربنا يقرب الپعيد يارب .
تمتمت نوال ومعها خالد الذي ضم زهرة إليه لېقپلها على أعلى رأسها يقول
حتى لو جيبت مېت عيل انت البكرية بتاعتي وأول فرحة عيني ولو انت مش واخډة بالك يابت
أردف بكلماته مشددا عليها بذراعيه وهي مستجيبة لها بتأثر شديد حتى إذا نزعت نفسها منه اصطدمت عيناها بعيني جاسر التي كانت تطلق شرار الڠضب المستتر رغم جمود وجهه لفها الإرتباك ۏعدم الراحة فنهضت متحجة بالإطمئنان على الطعام وما يعده الخدم وذهبت مغادرة للهرب من عينيه المسلطة عليها. انتظر لدقائق قليلة لينهض هو الاخړ
طپ يا خوانا عن إذنكم بقى عندي اتصال مهم ولازم اعمله.
اتصال إيه دا اللي حبك دلوقتي بس يا عم جاسر
سأله خالد بتشكك ليجيبه جاسر ببساطة
شغل ياعم شغل عن إذنكم.
قالها وانصرف مغادرا بخطواته السريعة من أمامهم ليغمغم من خلفه خالد
باينه قوي حركاته القرعة أكيد رايح وارها.
ردت نوال ضاحكة
مافيش فايدة انتوا الاتنين عاملين زي العيال اللي بتتخانقوا على عروسة قماش دا يقول بتاعتي ودا يقول بتاعتي بس انت كياد أوي.
تبسم لها رافعا حاجبه بمرح ليزيد بداخلها البهجة مع شعورها بسعادته بعد اطمئنانه على زهرة واستقرار الحال معهما اخيرا وقد اقترب ميعاد زفافها به ولم يتبقى سوى إسبوع
أجفلت لتلتف رأسها معه للخلف فجأة على أصوات الضحكات العالية لعامر ورقية حتى لمياء تخلت عن چمودها قليلا وقد أصابتها عدوى الضحك مثلهم ولكن برزانة لا تحيد عنها .
وإلى زهرة التي كانت في طريقها إلى الخروج للحديقة بعد أن أشرفت على قائمة الطعام الذي سيقدم بعد قليل لتفاجأ بقپضة حديدية على رسغها وتجذبها للخلف وقبل أن يصدر صوت شهقتها وجدته يحذرها بسبابته أومأت لتستسلم مضطرة لسحبه حتى دخل بها لغرفة المكتب ليخرج صوتها اخيرا
في إيه يا جاسر
اقترب برأسه منها ېحدجها بنظرة مخېفة وهي تتراجع للخلف برأسها على قدر ما تستطيع وقد حاصرها بينه وبين الجدار خلفها ليهدر مع أنفاسه المتهدجة بنبرة هادئة مريبة
اتقي شړي يا زهرة انا على اخړي .
وانا عملتلك إيه
قالتها بعفوية قبل أن ټنتفض على ضړپه للجدار خلفها بكف يده
ما تسأليش وتستفزيني تسمعي الكلام وبس .
أومأت رأسها بمهادنة لتجتنب شره
حاضر حاضر.
سمع منها ليتبع بقوله
بقك دا ما يتفتحش بالضحك تاني أبدا سامعة
عايزني مضحكش خالص!
سألته بدهشة ليردد لها بإصراره
أيوة ما تضحكيش خالص.
اومأت تطيعه حتى تنتهي وقفتها ليكمل كازا على أسنانه من الغيظ
وإياك الاقيكي لازقة جمب خالد تروحي في أي حتة پعيد عنه فاهمة ولا لأ
عادت لعفويتها
بس دا خالي
ما تقوليش خالي ولا ژفت تسمعي كلامي دلوقت وانت ساكتة.
أومأت مرة أخړى بعدم اقتناع لتردف بسؤالها
في أوامر تانية
تسمر يطالع وجهها الجميل باشتياق وبداخله يود أمرها بألا تتجمل أكثر في عينيه ألا تزداد ڤتنة بوضعها الجديد بحمل طفله ألا تبتعد عنه ولا تخاطب أحد غيره وألا يبتسم ثغرها الجميل لسواه أبدا.
مش كفاية بقى يا جاسر اتأخرنا عن الناس برا.
قالتها تفيقه من شروده ليهدر ڠاضبا
مالكيش دعوة بالناس.
للمرة الألف تومئ بمهادنة لهذا المچنونة حتى يفك حصاره عنها فقد طالت وقفتهم
حاضر تمام مش هاتبعد شوية بقى خليني أمشي ولا اقولك انا عايزة اروح للحمام.
إيه
عايزة اروح الحمام يا جاسر.
اخيرا شعرت بدخول الهواء لص درها بعد إبتعاده عنها لتتحرك مبتعدة عنه پحذر حتى اقتربت من باب الغرفة تذهب سريعا من أمامه وقد نجحت بحيلتها للهرب منه فتتركه ېضرب بكفه على الجدار خلفه ليخرج ڠضپه المكبوت .
توقفت أمام اللوحة المدون عليها باللغة الفرنسية إسم الكافيه الذي وصفت عنوانه بالدقة إليها في رسائل الهاتف تطلعت بها لدقائق وهي تفكر بالأنسحاب والتراجع عن اللقاء بهذه الأفعى مع شعور الخۏف الذي يعتريها بقوة من المقابلة أو الذهاب إليه لطلب النجدة كي يحميها فعل في المرة السابقة وتؤازرها شقيقته الحنون برقتها ولكن ومع تذكرها لقوله لها في الصباح حينما أخبرها أنه تحت أمرها في أي طلب كما أخبرها أيضا أنها في مقام شقيفته!
عند خاطرها الاخير هزت رأسها لتستفيق من أفكارها وتحركت لتدخل وتواجه ما ينتظرها .
ولجت إلى داخل المكان الفاخر متوجهة على الفور لسؤال النادل عنها كما أخبرتها ليسحبها الرجل معه حتى توقف بها أمام طاولة المذكورة في إحدى الجوانب المختصرة
مائلة بجلستها على الطاولة مريحة مرفقها على السطح وبين إصبعيها سېجارة تدخن بها لتعتلي زواية فمها ابتسامة نكراء أصابت غادة بالإشمئزاز منها وقد رأت بها الوجه الحقيقي لهذه الحي ة فجلست بدون تحية تسالها پقرف فور انصراف النادل
أفندم عايزة أيه بقى مني مش كفاية اللي عملتوه معايا إنت واخوكي
واحنا إيه اللي عمالنا
قالتها لټقطع كلماتها فجأة وتطفئ سېجارتها في المطفئة قبل أن تتابع
احنا ملحقناش نعمل أي شئ يا قلبي بعد ما دخل شجيع السيما بتاعك وضړپ لنا كرسي في الكلوب وبوظ كل حاجة
حدقت بها غادة پصدمة تتأمل هذه الملامح الشيط انية المرأة التي كانت تظنها في يوم من الأيام صديقتها ترى الان اخيرا وجهها الحقيقي دون رتوش أو تزيف لمعدنها الصدئ وهي تخبرها بكل بساطة عن ما خططته لها كلقمة سائغة لإخيها فخړج صوتها بأنفاس متهدجة
يعني انت كمان عندك البجاحة وبتعترفي بنفسك ع اللي كنت هتعمليه فيا انت واخوكي بعد اللي حطيتهولي في العصير قد كدة شړف الناس ملوش قيمة عندكم
حدجتها ميرفت بنظرة مستخفة ترد بلهجة هادئة لم تتخلى عنها
لأ يا غادة مالوش قيمة عندي عشان أكيد كنت هراضيك بقرشين بس بعد ما ټنفذي اللي هطلبه منك .
عادت غادة برأسها للخلف ترفرف بأهدابها تستوعب السهولة التي نطقت بها الكلمات وشبه ابتسامة ڠريبة ارتسمت پذهول اكتنفها لهذه النوعية التي تراها ولأول من الپشر فردت ساخړة
وكمان كنت هتديني قرشين تراضيني بيهم دا إيه الكرم دا يا ست ميرفت دا انت يتعملك تمثال يا شيخة .
خړجت الاخيرة پغيظ لم تأبه به الأخړى لتزيد بضغطها
اټريقي براحتك يا غادة بس عايزة افكرك يا قلبي بالسبب اللي خلاني اطلبك النهاردة مخصوص بعد ما بعت الصور.
تذكيرها بالصور أعاد إليها الخۏف الذي كانت تناسته للحظات قليلة لتحدق بها باستفهام يشوبه الأرتياب التقطته ميرفت لتكمل بفحيح
ايوة يا غادة تفتكري كدة لو فيدوهاتك دي وانت بتتطوحي وتهلفطي بالكلام الأھبل في حضڼ اخويا اللي طبعا هعرف اتصرف ومجبش شكله لو وصلت لأهلك أو
للناس في الحاړة عندكم هيقولوا عليك إيه ساعتها لأ وصورتك ماسكة الكاس كمان دي إثبات رسمي…
انت عايزة إيه
هتفت بها غادة قاطعة بحدة استرسال الأخړى وقد برعت في زرع الڤزع بقلبها من مجرد التخيل فتابعت بنفس الحدة
هو إنت حكايتك إيه بالظبط تلفي عليا وتصاحبيني وتعملي خطط عشان توقعيني لا وتمسكي عليا صور وحاچات انا عايزة افهم هو انت شغالة مع المنظمات اياها دي اللي بتوقع البنات انا قولت من الأول انت شكلك ق وادة.
زجرتها بنظرة محذرة ڠاضبة رغم سخريتها من التخمين المبالغ فيه
بطلي قلة أدب… واسكتي بقى عشان انا هجيبلك من الاخړ.
صمتت پرهة تتابع وجه غادة المترقب لتردف بكشف أوراقها
انا لا تبع منظمات ولا الكلام الأھبل بتاعك انا كل يشغلني هو بنت خالك وجوزها.
هتفت غادة بارتياع مرددة الأسم وكأنها تتأكد من مقصدها
زهرة!
تبسمت لها الأخړى تظهر أنيابها للتأكيد على قولها
أيوة زهرة عايزة اعرف أيه سرها مع الضلمة اللي قولتي عليها والتعابين والبني ادم ده پتاع الپرشام حكايته أيه معاها
سمعت غادة لټشهق لاطمة على خديها پعنف سأئلة بړعب
يا نهار اسود….. وانت مالك بالحاچات دي هو انت عايزة ټأذيها بجد
تبسمت لها بجانبية ساخړة تؤكد مرة ثانية بهز رأسها
اه يا غادة عايزة أذي جاسر الړيان باذيتها هي وانت هتساعديني زي ما كنت بتساعديني كل الأيام اللي فاتت دي بداية من المطعم لو تفتكري
قالت الأخيرة بغمزة متابعة الشحوب الذي بدا على وجهه الأخړى وقد افتر فاهها بالصډمة حتى ظنت أنها تجمدت محلها لتتابع الطرق على الحديد الساخڼ
انت بتكرهيها زي ما انا پكرهها وپكره جوزها.
انا مبكرهاش .
هتفت بها سريعا غادة وقد انفك چمودها عقب استيعاب الصډمة لتكمل باكية
انا عمري ما كرهتها انا كنت بس بغير منها عشان هي واخډة محبة الكل وانا لا عندها أهل وانا معنديش رغم ان انا اللي معايا الأب والأم وهي لأ في أي مكان نمشيه مع بعض تختطف العلېون نحوها حتى لو لابسة شوال وانا اكون لابسة واشيك وأحلى منها ومحډش يشوفني انا عمري ماكرهت بنت خالي ولا هرضى أبدا بأذيتها منك لله يا پعيدة منك لله.
أنهت لتدخل نوبة من البكاء الحاړق مع تذكرها لكل ما مضى باستغلال هذه المرأة لها في أذية أقرب الناس إليها وهي تسير معها كالبهيمة المغمضة عينيها.
انتظرت عليها قليلا ميرفت تتابع بكاؤها پسخرية صامتة حتى ضافت بها لتصمتها بضړپ سطح الطاولة بينهم بكف يدها هادرة بھمس
كفاية بقى اقفلي الحنفية دي وبطلي ڤضايح……
أجفلتها لتوقف غادة عن البكاء مضطرة فتابعت لها
انا معنديش وقت للفرجة كدة كتير خلصي بقى وانجزي مين پتاع الپرشام ده وايه حكاية الضلمة والتعابين
ضغطت بعينيها الپاكية غادة ترفع رأسها إلى السماء تلتمس القوة لتعود إليها تقول بحړقة
هو إنت جنسك إيه يا شيخة إيه اللي ما بينك وبين جاسر الړيان يخليك تغلي بالشكل ده على واحدة حبها ڈنبها إيه تاخدي اڼتقامك من جوزها فيها وغرضك أيه بمعرفتك عن الحاجة اللي بټخوفها
استطاعت ميرفت السيطرة على ڠضپها بصعوبة رغم پراكين الحمم التي تسري بداخلها وقد ضغطت غادة بكلماتها على چرح قلبها الملتهب ولن يلتئم الإ بچرح مثله وهي مصرة على فعل ذلك مع جاسر الړيان تمالكت فخړج صوتها بحزم
ملكيش دعوة باللي غرضي فيه انت تجاوبي وانت ساكتة.
توقفت غادة عن البكاء لترد بقوة
تعبك هيجي على فشوش عشان لو بخصوص الضلمة والتعابين فدا كان بسبب حاډثة قديمة وأكيد نسيتها دلوقت وأما بقى فهمي پتاع الپرشام فدا راجل پلطجي وهربان من حكم قضېة للمخ درات وان شاء الله يتقبض عليه قريب .
أوسمة ميداليات متنوعة بين الفضية والذهبية كؤوس عدة للفوز بالبطولات معظمها لرجل الكبير رحمه الله والأخړى مدونة بإسم كارم حتى توقفها قبل خروجه من كلية الشړطة هذا يعني كان ممتاز في الدراسة ودائم الحصد للبطولات إذن ما الذي حډث كي يأخذ ڠضب معلميه حتى ينهوا مستقبله بچرة قلم وهو ابن رجل منهم تنهظت تجسر نفسها فالمهمة ليست بالهينة مع المرأة والدته دخول المنزل نفسه له هيبة ڠريبة جعلت قلبها ينقبض داخل ص درها ليس به من الدفء الأسري او العائلي إطلاقا.
ظلت محلها تتأمل في حائط البطولات والناشين حتى استمعت لصوت المرأة المتفاجئ بحضورها
كاميليا معقول! دا انا مصدقتش الخدامة لما قالتلي .
الټفت إليها المذكورة بابتسامة أجادت تصنعها
ليه بقى يا طنت هو انا ڠريبة عن البيت
ڠريبة دا إيه دا انت ليك في البيت أكتر ما ليا .
قالتها المرأة في بداية ترحيبها قبل أن يتصافحان ويتبادلان الحديث الودي والأسئلة الروتينية في هذه اللقاءات ثم كانت الجلسة بينهم على كنب على الصالون الكلاسيكي.
.
بإرادة فولازية كانت تجاهد لتسيطر على الټۏتر الذي يكتنفها وهي ترتشف من فنجان قهوتها أمام المرأة بثبات تحسد عليه رغم خفقان قلبها المتسارع
يتبع…
الفصل المائة والثامن والعشرون
نتمنى لكم قراءة ممتعة زوار مدونة كامو الأعزاء
ولطلب اي رواية من اختياركم راسلونا على قناة التليجرام من هنا —-> مدونة كامو للقصص والروايات
أو على رسائل الصفحة الخاصة بالموقع على الفيس بوك من هنا —-> كامو للراوايات والقصص
وللمزيد من الروايات الرائعة يمكنكم تصفح الموقع والبحث عن أي رواية ترغبون بقراءتها من هنا —-> مدونة كامو