رواية نصيب الورد الفصل العشرون 20 بقلم الكاتبة تانيا محسن
رواية نصيب الورد البارت العشرون
رواية نصيب الورد الجزء العشرون
رواية نصيب الورد الحلقة العشرون
20- حقنة قاتلة.
في الليل رجع ‘عبدالحميد’ من القاهرة مع أولاده و دخل معاهم لجناح عمه ..
جريوا طفلين جميلين بفرحة في السابعة من أعمارهم ناحية ‘جمال’ و هو انبسط لما شافهم ..
‘جمال’ – بسعادة – : – تعالوا لحضني أشبع منكم !!
حضنهم ‘جمال’ بقوة لصدره ..
‘جمال’ : – أشتقت لكم يا حبايبي !!
‘آدم’ : – و أحنا كمان أشتقنا ليك !!
بس أحنا زعلانين منك يا جدو !!
‘جمال’ : – مستحيل ازعلكم !!!
أنا زعلتكم في ايه يلا قولوا لي !!!
‘آيريس’ : – علشان أنت و بابا سبتونا في وقت واحد !!
‘آدم’ : – اه إحنا دائماً متعودين نبقى يا إما معاك و يإما مع بابا !!!
قرب ‘عبد الحميد’ من خلفهم و حضنهم من أكتافهم ..
‘عبد الحميد’ : – سامحونا !!!
جدو كان تعبان قوي و ما قدرناش ناخذكم معانا !!
بس من الليلة نوعدكم إننا مش هنسيبكم لحالكم مرة ثانية أبداً !!!
و بعد شويه هتيجي خالة ‘حنان’ تأخذكم تقعدوا معاها !!
تنططوا الطفلين مع بعض من الفرحة ..
‘آدم’ و ‘آيريس’ : – إيواا إيواا عاوزين نروح نلعب مع ‘فرح’ و ‘سارة’ !!!
‘عبد الحميد’ : – خلاص خليكم هنا قاعدين بهدوء جنب جدو و انا هنزل ادور على خالتو ‘حنان’ و أقول لها تجي تأخذكم تروحوا معاها تلعبوا مع بناتها و تباتوا معاهم كمان !!
‘آدم’ و ‘آيريس’ : – هييييه !!!
إنبسط’عبد الحميد’ من فرحه ولاده و إلتفت ناحية ‘جمال’ ..
‘عبدالحميد’ : – وقتي ضيق يا عمي فسامحني أنا هسيب ولادي عندك و ‘حنان’ هتيجي تأخذهم !!
‘جمال’ : – سيبهم أنا لسه ماشبعتش منهم !!
‘عبد الحميد’ : – أشكرك يا عمي أنا نازل دلوقتي أشوف خالي و ضيوفه !!
شاف ‘جمال’ علامات الإرهاق واضحة في وش ‘عبد الحميد’ ..
‘جمال’ : – أنت نازل دلوقتي !!
أرحم نفسك أنت من الصبح مسافر !!!
أنا بقول تروح الجناح بتاعك و تنام لك ساعة أو ساعتين على الأقل !!
‘عبد الحميد’ : – لا يا عمي مايصحش أسيب خالي لوحده مع الضيوف !!
أنا هنزل أقعد معاهم شويه و هرجع أنام فماتقلقش نفسك !!
‘جمال’ : – طيب الله يكون في عونك يا أبني !!
خرج ‘عبدالحميد’ و نزل لصالة الإحتفال و راح يسلم و يجامل الضيوف و يحتفل معاهم ..
بعد ربع ساعة وصلت ‘حنان’ مع جوزها و أولادهم فشافها ‘عبدالحميد’ و جري ناحيتها ..
‘عبد الحميد’ : – أهلاً بأختي !!!
الأمانة خلاص وصلت و هم دلوقتي قاعدين عند عمي !!
‘حنان’ : – خلاص بناتي هيطلعوا لهم ينادوهم و أنت بعد الحفلة أبقى إبعث شنطهم للبيت عندي !!
‘عبد الحميد’ : – إنتي أخت طيبة و أحن عليهم من أمهم !!
‘حنان’ : – مش جديدة !!
و دلوقتي سيبني إتصل بخالتي و ‘أمل’ أشوفهم هم تأخروا ليه !!
‘عبد الحميد’ : – قصدك أنهم لسه ماأنتقلوش للفندق !!!
‘حنان’ : – آه لسه !!
‘عبد الحميد’ : – طييب حسابهم معايا بعدين !!
و إنتي ليه ماجيبتيهومش معاكي و إنتي جايه !!!
‘حنان’ : – خبطت عليهم الباب و لقيتهم مش جاهزين !!
و طلبوا مني نسبقهم و هم يحصلونا !!!
‘عبد الحميد’ : – إستعجليهم
معاد أخذ عمي للدواء قرب و هم …!!
ماقدرش ‘عبدالحميد’ يكمل كلامه و هو بيشوف ظلام بيغمي على عينيه و ماقدرش يمنع نفسه من السقوط و وقع في حضن ‘حنان’ ..
مسكت ‘حنان’ أخوها بين إيديها
و وقعت معاه على الأرض ..
حاولت ‘حنان’ تضرب وش ‘عبد الحميد’ بخفة علشان يصحى و بصت حولها تدور على جوزها ..
‘حنان’ : – ‘عبد الحميد’ قوووم !!!
‘فاااادي’ !!!
إلحقني يا ‘فادي’ !!!
الحقووووني !!!
مش عارفه إيه اللي حصل لأخويا !!!
جري ‘فادي’ و ‘عماد’ و بقية المعازيم ناحيتهم و حملوا ‘عبدالحميد’ لاوضته ..
أتصلت ‘حنان’ بخالتها ‘زهراء’ و طلبت منها تجي مع ‘توليب’ تلحق أخوها ..
‘زهراء’ : – ‘تولييب’ إلحقي ‘عبدالحميد’ وقع من طوله خلينا نجري نروح نشوفه !!
‘توليب’ : – ماله ‘عبد الحميد’ !!!
‘زهراء’ : – مش عارفه لما نروح هنعرف !!
بعد عشر دقايق وصلت ‘توليب’ و ‘زهراء’ للفندق و طلعوا الأسانسير بسرعة ..
انفتح الباب و شافوا الكل متجمع قدام جناح ‘عبدالحميد’ ..
شافتهم ‘حنان’ و جريت ناحيتهم ..
‘حنان’ : – مش هنقدر ندخل نشوفه دلوقتي علشان الدكتور عند أخويا بيفحصه !!
‘توليب’ : – إن شاء الله خير !!!
‘زهراء’ : – ‘توليب’ أستغلي الوقت و روحي ل ‘جمال’ و أدي له أدويته !!
‘توليب’ : – طيب !!!
راحت ‘توليب’ جناح ‘جمال’ و دخلت و شافت أولاد ‘عبدالحميد’ بيلعبوا مع بنات ‘حنان’ و قبل ما تروح ناحيتهم شافت ‘نرجس’ مع والدتها واقفين في الأوضة اللي جنب أوضة ‘جمال’ ..
شافتها ‘نرجس’ و نادت عليها ..
‘نرجس’ : – أنتي يا ممرضة تعالي لو سمحتي !!
راحت ‘توليب’ ناحيتها غصب عنها ..
‘توليب’ : – نعم !!
‘نرجس’ : – هو أنتي أخذتي شهادة في قسم التمريض !!
خافت ‘توليب’ لو تكذب إنها يمكن تطلب منها توريها شهادة التمريض ..
‘توليب’ : – الحقيقة أنا بس أخذت دورات بسيطة في الإسعافات الأولية !!
‘نرجس’ : – يعني إنتي مش فاهمة لكل أنوع الأدوية !!
‘توليب’ : – أنا بعرف بس الأدوية الشائعة قصدي اللي بتستخدم كثير بين الناس !!
إبتسمت ‘نرجس’ بخبث و إلتفتت ناحية والدتها ‘إيزابيل’ و تكلمت معاها بالفرنسية ..
‘نرجس’ : – ماما دي الفرصة جت لحد عندنا !!
واضح عليها إنها واحدة عبيطة قوي و هتنفذ خطتنا من غير ما تعرف هي بتعمل إيه !!
إندهشت ‘توليب’ من كلام ‘نرجس’ و فضلت ساكته كإنها مش فاهمة كلامها ..
‘إيزابيل’ : – تمام هندي لها الداوء *** اللي بيسبب *** و نسيب “إبن العم” يموت أو يدخل في غيبوبة !!
فهمت ‘توليب’ كلمة “إبن العم” هو إسم وهمي علشان ماينطقوش إسم الشخص قدامها ..
‘نرجس’ : – ايووووه الدكتور لما يخرج من عنده هناخذ الوصفة و كأننا روحنا نشتري له الدواء و إحنا نسلمه للعبيطه و هي هتديها له و بكدا لو مات و الشرطة عرفت تبقى هي المتهمة الوحيدة قدامهم و نبقى إحنا في سلام !!!
‘إيزابيل’ : – يستاهل اللي هيجرا له هو اللي جابه لنفسه !!
‘نرجس’ : – و لما هو يموت او يحصل له الغيبوبة هنكون إحنا المسؤولين أمام مجلس الإدارة و خصوصاً لأن “العم” قريب هيموت و إحنا نكون جهزنا نفسنا علشان نقدر نبيع أسهمنا و نصيبنا و نسافر لفرنسا !!
‘إيزابيل’ : – و هم يتعفنوا هنا !!!
‘نرجس’ : – أيوه و نرتاح منهم !!
و دلوقتي يا ماما أنا هروح أشوف جوزي حبيبي و إنتي خليكي جنبها و سلميها الدواء !!
‘إيزابيل’ : – حاضر حبيبتي !!!
التفتت ‘نرجس’ ل ‘توليب’ و تكلمت عربي ..
‘نرجس’ : – خشي يا قمر و أدي الدواء لبابا باااي !!
‘توليب’ – لنفسها – … ” إنتي العبيطه يا بنت العبيطة !!
إنتوا ناويين تقتلوا مين !!
إنتي بتنادي ‘عبد الحميد’ حبيبي و والدك بابا يبقى مين هم “العم و ابن العم” !!! ” …
مسكت ‘إيزابيل’ كتف ‘توليب’ و هي إتخضت و صرخت من الفزع ..
أشارت لها ‘إيزابيل’ بإيديها و هي ساكته تدخل أوضة نوم ‘جمال’ ..
هزت ‘توليب’ رأسها كإنها فهمت إشارة ‘إيزابيل’ ..
دخلت ‘توليب’ أوضة ‘جمال’ و جمعت كل تركيزها على الأدوية اللي هتديها ل ‘جمال’ خافت لو يدوا لها دواء غلط ..
إطمنت ‘توليب’ على ‘جمال’ و هي خارجه للممر و قفتها ‘إيزابيل’ قبل ما تخرج و أشارت لها تمشي وراها مشيت ‘توليب’ وراها و هي خايفة منها ..
دخلت نفس الأوضة اللي كانت فيها مع ‘نرجس’ ..
فتحت ‘إيزابيل’ الثلاجة و طلبت منها تطلع الدواء ..
أخذت ‘توليب’ الدواء و فتحت العلبة لقت قارورة زجاجية قرأت الملصق عليه بالفرنسي و عرفت نوع الدواء ..
‘توليب’ – لنفسها – … ” هو مين اللي بيستخدم الدواء ده !!! ” …
إلتفتت ‘توليب’ ل ‘إيزابيل’ علشان تسالها و شافتها و هي بتلعق شفايفها بلسانها من القلق فهمت ‘توليب’ القصة و إنتقل جفاف الفم ليها من الخوف ..
تكلمت ‘إيزابيل’ معاها بعربي مكسر ..
‘إيزابيل’ : – يلا خذ كل دواء في دي حقنة و أديه ل ‘عبدالحميد’ !!
‘توليب’ : – حححاضر !!
فكرت ‘توليب’ انه ما فيش قدامها حل غير إنها تنفذ كلامها حتى تكسب وقت و تقدر تفكر بطريقة تنقذ فيها ‘عبد الحميد’ ..
إخترقت بالابرة مطاط الغطاء و شفطت كل الدواء لداخل الحقنة ..
‘توليب’ – لنفسها – … ” إزاي أكلم ‘حنان’ بجريمتهم !!
انا عايزه من الشيطانة لو تسيبني شويه حتى أقدر احذرهم !!
خايفه من الناس لو شافوا الحقنة في إيدي يصدقوهم و يكذبوني أنا و يكون الدليل ضدي و التهمة لابساني قدام الكل !! ” …
‘إيزابيل’ : – يلا خلص !!!
فكرت ‘توليب’ بخطة تنقذ فيها ‘عبد الحميد’ ..
‘توليب’ : – طب ممكن روح هات قطن ما فيش هنا !!
‘إيزابيل’ : – ممم حاضر !!
دخلت ‘إيزابيل’ لأوضة ‘جمال’ تجيب قطن و أخذت ‘توليب’ بسرعة حقنة ثانية و ماء مقطر و خبتهم داخل شنطتها ..
رجعت ‘إيزابيل’ بالقطن و سلمته ل ‘توليب’ ..
مشيت ‘توليب’ خطوة و وقفت قدام الحمام ..
‘توليب’ : – لحظة دقيقة حمام بطني !!
‘إيزابيل’ : – بعدين مش دلوقتي !!
‘توليب’ : – واحد دقيقة بس !!
مش هقدر استحمل أكثر !!
‘إيزابيل’ : – خشي بسرعة !!
بس هات حقنة قبل ما تخش !!
سلمت ‘توليب’ الحقنة ‘لإيزابيل’ و دخلت الحمام ..
طلعت ‘توليب’ بسرعة الحقنة و شفطت الميه المقطرة و رجعت تخبيهم في شنطتها ..
خرجت ‘توليب’ من الحمام و هي مستعدة ..
‘توليب’ : – خلاص شكرا هات حقنة !!
مشت ‘توليب’ مع ‘إيزابيل’ و طلعوا الاسانسير ناحية جناح ‘عبدالحميد’ ..
دخلت ‘توليب’ لغرفة نوم ‘عبدالحميد’ و بسرعة غيرت بين الحقنتين داخل شنطتها و هي بتشوف ناس كثيرة حوله ..
قربت أكثر و انقهرت من منظر ‘عبدالحميد’ و هو بيبتسم بعشق ل ‘نرجس’ و بيحضن كفها و ‘نرجس’ بكفها الثانية بتحضن وشه ..
‘توليب’ – لنفسها – … ” دي عايزه تقتلك يا أهبل !!! ” …
غضبت ‘توليب’ من المنظر و حست بإرتفاع الدم لدماغها و هي مش فاهمة إن ‘عبدالحميد’ كان بيحاول يمثل قدام المجتمعين من الأهل اللي حوله إنه على وفاق مع ‘نرجس’ ..
‘عبد الحميد’ : – لنفسه – … ” ربنا يأخذك إيه التمثيل الأوفر ده !! ” …
شاف ‘عبد الحميد’ ‘توليب’ و إندهش لما شاف وشها لونه احمر و هي جايه ناحيته ..
‘نرجس’ – برقه – : – أيوه جيتي في وقتك لو سمحتي بحنيه على جوزي !!
‘توليب’ : – ممكن لو سمحت !!
أحرج ‘عبدالحميد’ من الناس الواقفة ..
‘عبدالحميد’ : – طيب بس دقيقة اطلع …!!
‘توليب’ كانت مقهورة فتكلمت بعصبيه من غير وعي ..
‘توليب’ – مقاطعة – : – يووووه خلصني هو أنا يعني هشوف مغارة علي بابا !!
سمع الموجودين في الأوضة كلامها و إرتفع أصواتهم بالضحك عليه..
إنكسف ‘عبد الحميد’ منهم …
‘عبد الحميد’ – بعصبيه – : – ‘فادي’ !!!
لو سمحت انا عايز ارتاح !!
طلب’فادي’ من الموجودين يخرجوا من أوضة’عبد الحميد’..
بعد خروجهم حرك ‘عبدالحميد’ نفسه على جنب ..
‘عبدالحميد’ – لنفسه – … ” كده ضيعتي هيبتي قدام الناس !!
و الله ما انا سايبك !! ” ..
# * # * # * # * #
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نصيب الورد)