رواية نصيب الورد الفصل التاسع عشر 19 بقلم الكاتبة تانيا محسن
رواية نصيب الورد البارت التاسع عشر
رواية نصيب الورد الجزء التاسع عشر
رواية نصيب الورد الحلقة التاسعة عشر
19- رحمة.
فضلت ‘توليب’ ساكته و هي ماشيه طول الطريق تعيد كلام ‘جمال’ في عقلها ..
‘توليب’ – لنفسها – … ” منك لله يا ‘حنان’ بسببك بقيت مهزلة قدام الكل !!
قولتي إن أخوكي طلب واحدة مش حلوة علشان يتجوزها !!
و انا فكرت إنك كذبتي عليه إني مش حلوة علشان بس يقبل يتجوزني !!
و ماصارحتنيش إنك فضحتي له بكل عيوبي قدامه !!! ” …
مشيت ‘توليب’ شوي و رجعت تفكر ..
‘توليب’ – لنفسها – … ” و أخوكي خلاص قرر إنه يطلقني بعدما عرفت مراته بجوازته و ما بقاش ليا لازمه !!
أنا دلوقتي حساسه معنى غياب الأب !!
لإنكم ماكنتوش هتقدروا تتجرأوا عليا وأكون لعبة بين إيديكم لو أبويا كان عايش !!
أنا غلطت بموافقتي على جوازتي من أخوكي !!
كنت فاكره إني هقدر أقرب منه !!
و لو فشلت اكون راضية إن إسمي إرتبط بإسمه لنهاية عمري !!! ” …
إحترمت ‘زهراء’ صمت ‘توليب’ و فكرت إنها مش هتقدر تتكلم أو تتفاهم معاها براحتها و هم في وسط الطريق قدام الناس ..
بعد ربع ساعة وصلوا للبيت ففتحت ‘زهراء’ الباب و دخلت مع ‘توليب’ ..
إلتفتت ‘توليب’ ناحية ‘زهراء’ و تكلمت بعصبيه ..
‘توليب’ : – إسمعي أنا من بكرة مش هروح للسيد ‘جمال’ !!
فلو سمحتي بلغيه يشوف له ممرضة ثانية لإني هرجع القاهرة !!
‘زهراء’ : – مش وقته الكلام ده أول حاجة خشي الحمام و استحمي و إنسي كل الكلام اللي سمعتيه منه !!
دخلت ‘توليب’ بنوبه ضحك ..
‘توليب’ : – ههههههه أنسى إيه و لا إيه !!!
أنسى حقيقتي إني مابشفش غير بعين واحدة !!
و لا أنسى رجلي اللي خلعها ليا وقتما أنا بتولد دكتور مستهتر بشغله ماعندوش ضمير و مابيخافش ربنا !!
و لا أنسى إني بشعه زي ما إنتوا بتقولوا عليا !!!
‘زهراء’ : – أنتي جميلة زي القمر و دا واضح للكل !!
هزت ‘توليب’ رأسها إنها مش مقتنعه بكلامها ..
‘زهراء’ : – إنتي عارفه هي ‘حنان’ قالت كده علشان بس تقنع ‘عبدالحميد’ بجوازته منك !!
إنفجرت ‘توليب’ تبكي و رمت نفسها على أقرب كرسي ..
‘توليب’ : – إيوااا و أهم حاجة إنها فضحت عيوبي قدامه و قالت له على كل الحقيقة !!
‘زهراء’ : – يعني أنتي كنتي عايزه منها ماتقولش ل ‘عبد الحميد’ بالحقيقة ؟!!
دا كان يبقى غش !!!
‘توليب’ : – الحقيقة إنه مافيش حد بيقبل يتجوز واحدة فيها عيوب خلقية !!!
‘زهراء’ : – أنتي شايفه اللي فيكي هي عيوب !!!
‘توليب’ : – أيواااا عيوب في مظهري و بنكسف منهم كل يوم !!
‘زهراء’ : – لا يا ‘توليب’ أنتي غلطانه قوي !!
لإن دول مش عيوب دول قوة !!
لإنك بتعيشي بيهم كل يوم و بتصبري على المشقة اللي بتعانيها منهم !!
ربنا هو اللي أختار لك تعيشي كده !!
هل يعني هو بيظلمك !!
هل إنتي أقل من كل البشر اللي خلقهم !!
معاذ الله !!!
هو أختارك إنتي مخصوص تكوني كده علشان هو بيحبك و عايز في كل لحظة من عمرك بيعدي يكتب لك فيه أجر كبير !!
أجر الصبر على الإبتلاء !!
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) !!
عايزه ايه بعد ده !!
و نبينا عليه أفضل الصلاة و السلام قال عن المؤمن « حتى الشوكة يُشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»
إذا كان ألم ثواني لشوكه فيها تكفير خطايا فإنتي دلوقتي بصبرك و شكرك لربنا على إبتلائك بتلاقي الحسنات نازله عليكي و بنفس الوقت سيئات بتكفر عنك !!!
دا انتي يمكن تسبقينا و تدخلي الجنة و إحنا نفضل نتحاسب فترة طويلة !!
طبعا علم الغيب عند ربنا لكن انا بتكلم في حاجة واضحة !!
ربنا مش ظالم ربنا لما بيحب عبد بيبتليه !!
(وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) !!
الأنبياء هم أكثر البشر في الإبتلاء ثم الأمثل فالأمثل يعني إنتي قريبه من الأنبياء رضوان الله عليهم !!
إنتي أفضل من كل الناس اللي هي معافاة !!
لأن الصبر هو من أفضل صفات المؤمن و أصعبها !!
و إنتي عارفه إنه مافيش إنسان من غير إمتحان كل انسان فيه حاجة ربنا بيبتليه بيها !!!
ناس بتموت ولادها و ناس بتفقد أموالها و ناس بتعيش بين الحرب و الخوف و ناس بتعيش وسط الفقر و ناس بتتألم من أمراض خطيرة و ناس بيحصل لهم حوادث و عايشين و كل واحد بيكسب حسنات على قدر صبره !!
ربنا جعل الجنة الجزاء الوحيد للصابرين يوم القيامة !!
(إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ) !!
الفوز في الآخرة هو بشارة الصابرين !!
مسحت’توليب’ دموعها و قعدت تسمع ل ‘زهراء’ بكل حواسها ..
‘توليب’ : – يارب !!
‘زهراء’ : – و إي حاجة في الجسد ما ينفعش نقول عليه عيب لإن دي خلقه ربنا و حتى لو حصلت له حاجة بعد ولادته !!
العيب نقوله على إنسان لو شفنا منه صفة ذميمة زي الحسد ، النفاق ، الطمع ، النميمة ، البخل ووو لإنه طول حياته بيضر غيره !!
و “بعض” الناس بتكون فيها عيوب بس من غير إردتهم زي الكسل أو العصبية أو زي اللي بينسى كثير !!
فدول بيأذوا نفسهم أكثر مابيأذوا غيرهم فمحتاجين حد قريب منهم يساعدهم أو من دكتور علشان يتخلصوا من الصفة دي !!
‘توليب’ : – كلامك حلو قوي حسيت برحمة ربنا علينا و ضعف البشر قدامه !!
قربت ‘زهراء’ من’توليب’ أكثر ..
‘زهراء’ : – و لو سابك ‘عبدالحميد’ هيجي إيه هو جنب رحمة ربنا !!
هو بشر لا بيقدم و لا بيأخر هو عبد زي و زيك مستني بس رحمة ربنا تنزل عليه !!
عليكي بالصبر يا بنتي الصبر و ربنا إن شاء الله هيجازيك أحسن الجزاء !!
حياة الدنيا هي حلم و هيجي يوم و نفوق منها بموتنا !!
(وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ) إختاري الاخرة لانها الحياة الحقيقية !!
‘توليب’ : – دلوقتي مش بيهمني اي حاجة في جسمي !!
‘زهراء’ : – إيوا كده عيشي حياتك بحلوها و مرها كلنا ماشيين من الدنيا الصعبة دي و هنروح إن شاء الله للسعادة الأبدية في الأخرة !!
فكرت ‘توليب’ شويه ..
‘توليب’ : – بس ‘حنان’ ليه فضحتني قدامه دي كانت أسرار بينا !!
و كل اللي عرفوا منه اكيد دلوقتي بيضّحكوا عليا !!
‘زهراء’ : -‘توليب’ هنرجع من ثاني !!!
أكيد ‘حنان’ ليها أسبابها لما صارحت ‘عبد الحميد’ !!
ماينفعش تحكمي عليها من قبل ما تسمعي منها إيه هي مبرراتها !!
و أنتي تعرفيها من سنين طويلة هل في مرة شفتي منها حاجة وحشة !!!
‘توليب’ : – لا عمري!!
دي هي دايما واقفه جنبي !!
‘زهراء’ : – يعني ينفع من موقف واحد تمسحي كل الحاجات الحلوة اللي شفتيها منها !!!
‘توليب’ : – لا ماينفعش !!
‘زهراء’ : – و بعدين قولي لي إيه كان هيكون شعورك لو ‘حنان’ قالت لك في وشك كده إنها قالت له فيكي كذا و كذا !!
مش دا كان يبقى منها قله ذوق !!!
‘توليب’ : – إيوه صح !!
‘حنان’ دائماً حنينه !!
إنبتسمت ‘زهراء’ بعدما شافت رضا ‘توليب’ ..
‘زهراء’ : – و دلوقتي يلا قوي استحمي علشان تهدي نفسك و صلي ركعتين لربنا و أدعي له و قلبك متيقن من الإجابة !!
و إن شاء الله هتلاقي ‘عبدالحميد’ واقع بين إيديكي !!
دايما خليكي واثقة في ربنا و ماتقطعيش الأمل من روحك !!
و إفتكري و أنتي بتدعي ربنا !!
إن الله مع مين !!!
‘توليب’ : – (إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) !!
‘زهراء’ – بإبتسامة – : – صدق الله العظيم !!!
إبتسمت لها ‘توليب’ بسعادة و قامت تستحم و راحت تصلي و تدعي ربنا من كل قلبها ..
إنه يجعل لها نصيب من الحب ..
في قلب ‘عبدالحميد’ ..
# * # * # * # * #
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نصيب الورد)