رواية نصف جثة مجهولة الفصل الأول 1 بقلم عادل عبدالله
رواية نصف جثة مجهولة الجزء الأول
رواية نصف جثة مجهولة البارت الأول
رواية نصف جثة مجهولة الحلقة الأولى
.. يا فندم انا شوفت نص جتت بني ادم جوه شوال في الزبالة !!
: أنت شارب حاجة ياض ؟؟
: وحياة ربنا أبدا يا بيه ، أنا فايق للي بقوله لسيادتك وتعالي معايا سيادتك وأنت تشوف بنفسك .
الحلقة الأولي
البداية
الساعة الثالثة فجرا
يدخل شاب في العقد الثالث من عمره رث الملابس مهلهل المظهر الي ديوان القسم مسرعا ويبدو عليه الذعر الشديد والأرتباك !!!
يستوقفه أمين الشرطة الموكل بالحراسة ويسأله : رايح فين يا بني ؟؟
الشاب : أاانا عاايززز الظظظابط اللي هنا .
الأمين : عايز حضرة الظابط في ايه ؟
الشاب : هههقوله حاجة ؟؟
الأمين ” بصوت عال ” : حاجة ايه ياض ؟! ما تتكلم يلا عايز معتز بيه في ايه ؟
الشاب : أصللل أاانا…
الأمين : أنطق ياض عايز حضرة الظابط في ايه ؟
الشاب : أنا لقيت جتت بني ادم في الزبالة .
الأمين : بتقول ايه !!! أنت شارب حاجة ياض ؟؟
الشاب : لا والله .
الأمين : طيب تعالي معايا .
يدخل امين الشرطة الي داخل القسم ومعه هذا الشاب حتي يصل مكتب الرائد معتز ويطرق الباب ثم يقول للعسكري الواقف في حراسة المكتب : أمسك الواد ده كويس وأوعي يجري منك .
ثم يدخل الي مكتب الضابط ….
: معتز بيه .
: أيوه يا أمين رجب فيه ايه ؟
: فيه شاب بره يا فندم بيقول انه لقي جث.ة في الزبالة وجاي يقدم بلاغ .
: دخله بسرعة .
يدخل الشاب الي المكتب ويقف امام الضابط ….
الضابط : أيوه يا ابني فيه ايه ؟
الشاب : أناااا يا فنننندم…
الضابط : أنت شارب حاجة ؟؟
الشاب : لا والله العظيم يا بيه أنا مبشربش أي حاجة .
الضابط : أنت أسمك ايه ؟
الشاب : اسمي وليد .
الضابط : طيب اهدا كده يا وليد وأتكلم .
الشاب : أصل انا مش قادر أمسك اعصابي من ساعة لما شوفت الجته في الزبالة .
الضابط : جتة مين ؟
الشاب : مش جتة بالظبط يعني .
الضابط : ما تتكلم يلا وقول شوفت ايه بالظبط علطول بدل ما أحبسك .
الشاب : يا فندم انا شوفت نص جتت بني ادم جوه شوال في الزبالة .
الضابط : نص جث.ة ؟!!
الشاب : أيوه يا فندم .
الضابط : شوفتها فين وأمتي وأزاي ؟ وجث.ة مين دي ؟
الشاب : يا بيه انا بلم بلاستيك وكرتون من الزبالة وابيعه ، وأنا راجع الليلة كنت بقلب في الزبالة اللي جنب سكة القطار ولقيت شوال فيه حاجة تقيلة بفتح الشوال لقيت لامؤاخذة بطن ورجلين بني ادم مقطوعين جوه الشوال !!!
الضابط : أمين رجب .
الأمين : تمام يا فندم .
الضابط : ٥ دقايق تكون جهزت قوة علي باب القسم ، نفذ بسرعة .
وبعد دقائق كانت قوة الشرطة وعلي رأسها الرائد معتز في المكان المحدد في البلاغ ومعهم الشاب المبلغ عن الواقعة .
وبمعاينة المكان وجد النصف السفلي لجث.ة أدمية !!!
قام الضابط بأبلاغ فريق البحث الجنائي والطب الشرعي للحضور للموقع و المعاينة .
وقد تبين من التقرير الأتي :
أن الأجزاء البشرية المكتشفة عبارة عن النصف السفلي لجثمان أمرأة عجوز يقترب عمرها من السبعين عاما ويبدو علي قدميها تشققات جافة وكأنها تعمل كمتسولة أو تعمل في أحد الأعمال الشاقة !!! وأن المجني عليها كانت ترتدي بنطال وملابسها الداخلية وجميع ملابسها الموجودة ملطخة بالد.ماء !!!
كما أتضح أنه لا يوجد أي شئ يدل علي شخصيتها !!! ويبدو أنها لقت حتفها منذ وقت قريب لا يتعدي يومين علي الأكثر !!!
تم عمل محضر بالواقعة وكلف الضابط فريق البحث الجنائي بتحديد شخصية صاحبة هذا الجثمان والبحث عن الأجزاء المتبقية منها .
بدأ البحث في بلاغات التغيب في المكان محل الواقعة وفي كل ارجاء الحي والاحياء المجاورة ولكن المفاجأة كانت بعدم وجود بلاغات تغيب لسيدة في هذا العمر وبهذه المواصفات في كل تلك الاماكن ولا في اي مكان في المحافظة بالكامل !!!!!
أزداد الأمر تعقيدا خاصة حينما مرت أكثر من ٤٨ ساعة دون العثور علي باقي الجثمان !!!
وبمرور الوقت أزداد شعور الخوف والرعب في الحي محل الواقعة وبدأت تسري الشائعات بين الأهالي .
فبعضهم قال أن الجث.ة لسيدة غريبة جاءت لزيارة بعض أقاربها وتمت سرقة ما بحوزتها من اموال ومصوغات ذهبية وقت.لها اللصوص خوفا من أن تتعرف عليهم فيما بعد !!!
بينما قال أخرون أنها لسيدة كانت تسير وحدها ليلا في أحد الشوارع المظلمة حتي أستوقفها بعض الشباب وأعت.دوا عليها جنsيا ثم قاموا بالتخلص منها خوفا من أفتضاح أمرهم !!!
بينما جزم أخرون أن هذه المرأة من احدي المحافظات وهي من عائلة ميسورة الحال وقد أختط.فها بعض اللصوص للمطالبة بفدية مالية كبيرة من أهلها . وأضطروا للتخلص منها في نهاية الأمر .
وأخرون قالوا أن نصف الجث.ة لسيدة قد دهسها قطار مسرع بالقرب من مكان الواقعة وقد طار في الهواء حتي وصل الي هذا المكان !!!
وبدأت فرق البحث الأمني والجنائي في تتبع خيوط كل تلك الشائعات لعلها تصل الي تحديد شخصية المجني علبها والجاني أو معرفة مكان باقي الجثمان .
ولكن مرت عدة أيام دون الوصول الي أي جديد !!!
أجتمع مدير أمن المحافظة بالرائد معتز ومعه مجموعة من ضباط القسم الأكفاء ، وبدأ بسؤال الضابط معتز معاتبا : أزاي يا حضرة الظابط يمر أكتر من أسبوع علي الحادث ولحد دلوقتي مش قدرت تتوصل لشخصية المجني عليها ولا مكان باقي اجزاء الجث.ة ولا عرفت مين الجاني ولا وصلت لأي معلومة ذات قيمة في القضية ؟؟
الضابط معتز : يا فندم الاجزاء اللي لقيناها هي الاجزاء السفلي للمجني عليها يعني مفيش وجه او بصمات علشان نقدر نتوصل لشخصيتها .
مدير الأمن : أومال فرق البحث عندك بتعمل ايه ؟
الضابط معتز : يا فندم فرق البحث شغالة ليل ونهار في جميع الاتجاهات لكن للأسف لحد الان مفيش أي معلومة جديدة تفيدنا في القضية خاصة أن مفيش بلاغات تغيب ممكن تتطابق مع الاجزاء اللي وجدناها سواء في النوع أو العمر !!
مدير الأمن : ده كلام فارغ ، شوف شغلك يا حضرة الظابط والا هاخد منك القضية وانتدب فريق امني اخر يقوم باللازم ولكن دي هتكون نقطة سودا في ملفك الوظيفي يا حضرة الظابط .
الضابط معتز : انا أسف يا فندم ، أوعد سيادتك أننا هنوصل لكل المعلومات المجهولة خلال ايام قليلة .
مدير الأمن : مفيش حاجة أسمها أيام !!! قدامك ٤٨ ساعة يا حضرة الظابط تفك فيها اللغز وتوصل لشخصية المجني عليها والجاني وباقي أجزاء الجث.ة .
الضابط معتز : تمام يا فندم .
مدير الأمن : تقدر تاخد زمايلك وتنصرفوا وهنتظر منك تليفون خلال ساعات !!
الضابط معتز : تمام يا فندم .
بدأت فرق البحث والتحري تجول في كل أنحاء الحي والأحياء المجاورة وبدأت في جمع التحريات حول كل النساء العجائز في كل تلك الأماكن .
صباح اليوم الثاني بعد الاجتماع
كانت التحريات قد أسفرت عن تحديد شخصيتين لسيدتين قد تغيبتا في نفس توقيت الواقعة …….
الأولي تدعي زينات عمرها ٦٨ سنة تسكن في شقة بالايجار بأحد المنازل بالحي وتعيش فيها وحدها بعد موت زوجها وزواج ابنتيها اللتان انتقلتا للحياة في محافظات أخري بعيدة ، و لا تزورها بناتها( سلمي و نجوي ) المتزوجات الا علي فترات متباعدة ، وتعمل تلك السيدة في بيع الخضروات علي ناصية الشارع التي تسكن فيه لكسب قوت يومها ، ومعروف عنها مرضها بالوسواس القهري والبخل الشديد !!!
اما الثانية فتدعي احسان وعمرها يقارب السبعين سنة تعيش وحدها في غرفة صغيرة اعلي سطح احد المنازل كانت قد أستأجرتها حينما جاءت الي الحي منذ عدة سنوات ، وتعيش من عملها بالتسول عند المسجد الكبير بالحي ، تعيش في عزلة عن باقي سكان الحي ولا أحد يعلم من اين جاءت ولكن بعض الجيران عرفوا أن لها ثلاثة أبناء يبدو عليهم الثراء يأتون اليها بسياراتهم الفارهة ويأخذونها معهم كل فترة وتغيب مدة من الوقت ثم تعود مرة أخري الي غرفتها الصغيرة وحياة التسول !!!
لم تصل تحريات فرق البحث لمعلومات أكثر من ذلك ، كما لم تصل الي مكان باقي أجزاء الجث.ة !!!
الرائد معتز : يعني ايه مفيش معلومات تاني ؟!
الملازم عبد الرحمن : يا فندم هي دي المعلومات اللي قدرنا نوصلها وبصعوبة كمان !!!
الرائد معتز : يعني ايه مفيش معلومات تاني ؟؟ هما الاتنين الستات دول مفيش واحدة منهم لها مشكلة مع حد من الجيران أو القرايب ؟! مفيش واحدة فيهم معها دهب أو فلوس ؟! مفيش واحدة منهم كان لها علاقات مشبوهة سواء بشباب أو رجالة مدمنين أو حرامية أو ببنات مشبوهة ؟! فين باقي المعلومات يا بيه أنت وهو ؟؟؟ مفيش واحدة فيهم كانت داخلة جمعية مع الجيران أو شارية حاجات بالقسط ؟؟؟
الملازم حمزة : تمام يا فندم ، هننزل نجمع معلومات تاني عنهم .
الرائد معتز : أنتوا لسه واقفين قدامي ؟! يلا يا بيه انت وهو وبكره الصبح بالكتير تكون كل المعلومات وأي معلومات مهما كانت صغيرة عندي هنا علي مكتبي .
الملازمين عبد الرحمن وحمزة : تمام يا فندم .
الرائد معتز : وأوعوا تنسوا كاميرات المراقبة الموجود في المكان اللي الواد لقي فيه الشوال ، كل الكاميرات اللي هناك لازم نراجعها .
الملازم عبد الرحمن : احنا راجعناها فعلا يا فندم .
الرائد معتز : راجعناها وموصلناش لحاجة يا بيه يبقي لازم تتراجع تاني !!
الملازم عبد الرحمن : تمام يا فندم .
الرائد معتز : والولد اللي اسمه ولبد اللي بلغ عن الجث.ة لازم كل المعلومات عنه تكون عندي هنا . مفهوم ؟؟
الملازم حمزة : تمام يا فندم .
صباح اليوم الثالث للأجتماع
اتصل مدير الأمن بالرائد معتز …..
مدير الأمن : وصلت لأيه يا سيادة الرائد ؟
معتز : تمام يا فندم ، سيادتك حددنا شخصيتين لاتنين ستات متغيبين في نفس التوقيت تقريبا وخلال ساعات هبلغ سيادتك بشخصية المجني عليها وبالجاني .
مدير الأمن : بكره الصبح يا حضرة الظابط لو مش فكيت طلاسم القضية دي ملف القضية هيكون علي مكتب ظابط غيرك ، مفهوم ؟؟
معتز : أوامر سيادتك يا فندم .
فلاااااش بااااااااااااك
قبل الحادث بثلاثين يوما …..
زينات تجلس تبيع الخضراوات عند ناصية الشارع ، يرن جرس هاتفها المحمول وحينما ترد تجد علي الطرف الأخر أبنتها سلمي ……
سلمي : أزيك يامه عامله ايه ؟
زينات : بخير يا بنتي الحمد لله .
سلمي : رجلك لسه تعبانة يامه ؟
زينات : أيوه والله يا بنتي ، ده أنا كل يوم بمشي بالعافية ولما بروح انام بكون مش قادرة اتحمل التعب !!!
سلمي : يامه قولتلك أعملي العملية علشان ترتاحي وأنتي اللي مش راضية !!
زينات : منين يا بت ؟! يعني كان معايا فلوس العملية ومعملتهاش ؟!!!
سلمي : طلعي يامه من تحت البلاطة ، الفلوس مش هتنفعك ، ده مفيش اغلي من صحتك !!
زينات : حتي أنتي يا مقصوفة الرقبة هتقول بشيل الفلوس تحت البلاطة ؟؟!! ورحمة أبوكي ما معايا اي فلوس غير فلوس الخضار اللي بتاجر فيه علشان أجيب رزق يوم بيوم ، ولا يعني هعيش منين !!
سلمي : طيب يامه ربنا يفرجها وتعملي العملية و ان شاء الله تبقي زي الفل .
زينات : مش هتيجي يا بت يا سلمي علشان أشوفك أنتي والعيال ؟؟
سلمي : هجيلك يامه لما العيال يخلصوا الامتحانات .
تنتهي المكالمة فينظر رفعت زوج سلمي لها ويسألها : كنتي بتكلمي مين يا سلمي ؟؟
سلمي : كنت بكلم أمي .
رفعت : طلبتي منها الفلوس اللي قولتلك نستلفهم منها علشان نشتري الشاشة ؟؟؟
سلمي : لا والله يا رفعت ، اتكسفت اقولها لما أشتكت لي من تعب رجلها ولما بقولها اعملي العملية علشان ترتاحي حلفت انها مش معها حق العملية .
رفعت : أمك دي مفيش فايدة فيها ، هتموت وتسيب الفلوس اللي بتحوشها دي لصاحب النصيب .
سلمي : أنت كمان يا رفعت هتظلمها زي الناس وتقول انها معها فلوس ؟!!
رفعت : لأ مش ظالمها يا حبيبتي ، كل الناس عارفين أن أمك بخيلة ، وأنتي كمان عارفة انها بخيلة وشايلة الفلوس علي قلبها ؟؟
سلمي : بخيلة ولا مش بخيلة بقي هي حرة في نفسها .
رفعت : طيب يا فالحة اتصلي بأختك نجوي وشوفي كده لو ينفع تسلفنا الفلوس دي ، ما أحنا مش هنقعد من غير تليفزيون كده نتفرج علي بعض !!
سلمي : هتسلفنا ازاي يا رفعت !! دي ظروفها صعبة أوي هي وجوزها !!!
رفعت : جربي مش هتخسري حاجة .
اتصلت سلمي بأختها ……
سلمي : أزيك يا نوجا عاملة ايه ؟
نجوي : أزيك أنتي يا لوما عامله ايه يا سلمي وحشتيني يابت .
سلمي : متشوفيش وحش يا قلب أختك ، كنت عايزة أطلب منك طلب يا نوجا بس مكسوفة .
نجوي : تتكسفي من أختك يا بت ؟!! عيب عليكي ، ده انتي اختي الكبيرة ، قولي يا سلمي خير يا حبيبتي ؟
سلمي : شاشة التليفزيون عندي باظت من أكتر من شهر وعايزة أشتري واحدة وكنت عايزة استلف منك مبلغ كده وأردوهولك في اقرب وقت .
نجوي : يا حبيبتي !! علي عيني يا سلمي ، ما أنتي عارفة وحيد جوزي سايب الشغل من شهرين والفلوس اللي كانت معاه خلصت في المصاريف ومديون بألفين جنية ، ده حتي كان عايزني أستلفهم من أمي لكن أنا قولتله أن أمي مش معها فلوس ومش بتسلف حد .
سلمي : تصدقي يا بت يا نوجا كنت لسه بكلم أمك من شوية وقالتلي ان رجلها لسه تعبانة ولما قلتلها تعمل العملية اللي الدكتور قالها عليها ردت و قالتلي أنها مش معها فلوس !!
نجوي : طيب كويس بقي أني مش طلبت منها حاجة !! بس تفتكري يا سلمي أن أمك فعلا مش معها فلوس ؟؟!
سلمي : والنعمة يا بت ما أنا عارفة حاجة ، ساعات بيتهيألي أنها فعلا مش حيلتها حاجة وساعات تانية بيتهيألي أنها معها فلوس ملهاش عدد !!!
نجوي : يعني انتي مش عارفة أمك يا سلمي ؟؟ ما هي طول عمرها بخيلة !! ولا هنكدب علي نفسنا ؟!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نصف جثة مجهولة)