رواية نصف الجمال الفصل الخامس 5 بقلم ولاء عمر
رواية نصف الجمال الجزء الخامس
رواية نصف الجمال البارت الخامس
رواية نصف الجمال الحلقة الخامسة
يارب أقدر أقعد على القدر دا من الإحسان بالظن، علشان هو لو إستمر في طريقته دي أنا هطلع له الشخصية التانية اللي بتظهر مع الناس التانية .
روحت عن الشنطة بتاعتي وطلعت غيار ودخلت أخد دوش، مع كل نقطة مية بتنزل على دماغي في أفكار بتروحي وتيجي في دماغي من كل النواحي،معاها أسئلة متعبة
أنا ليه وافقت ؟
بتاع إيه أربط نفسي؟
نسبة نجاح العلاقة دي كام؟!
أصلاً هو ولا طايق حد ولا عايز حد جنبه، بتاع إيه أنا أدخل حياته أصلا؟!
وليه إرتحت بعد صلاة الاستخارة ؟؟
وأنا إزاي هعرف أساعدها؟
كلها كانت وكإنها بتنهش في عقلي، مش حاسة غير بصداع شديد من كتر التعب والتوهان اللي أنا فيهم.
دخلت نمت في أوضة تاني، من كتر ما أنا مخنوقة قعدت أعيط، ونمت من كتر العياط.
ــــــــــــــــــ
مشلول
عاجز
مبيتحركش إلا بمساعدة حد
مبيعرفش يعمل حاجة لنفسه
عالة على أهله
الله يرحم زمان
هيشيل مسئوليتها إزاي وهو معارفش يأخد باله حتى من نفسه
دا محتاج حد يسنده في كل خطوة
نظرات شفقة، شماته، كسرة في عيني
كلام كتير مش راضي يسيب دماغي، أنا مش قادر أتحرك، عامل زي اللي محبوس.
قعدت لساعات طويلة نفس الكلام في دماغي لحد ما سمعت صوت خبط على الباب، عرفت إن هي فسمحت لها تدخل.
كانت ماسكة الصينية في إيدها وقربت وهي بتقول:- صباح الخير، بما إنها بداية يوم جديد فإتفضل إفطر علشان جلستك هتكون بعد العصر إن شاء الله، وائل قالي، لأنه رن عليك كتير ومرديتش.
– صباح النور، معلش ما سمعتش التليفون.
– ولا يهمك، اتفضل إفطر.
بصيت ليها بأسف:- أنا آسف.
– على إيه؟
– على طريقتي امبارح معاكي.
– ولا يهمك أنا قدرت موقفك.
– شكراً.
– العفو بس يلا علشان الفطار.
حطت الصينية على الترابيزة وقعدنا نفطر بهدوء لحد ما أنا اللي بدأت بالكلام:- أنا مش هروح الجلسة النهاردة،ولا عايز أروح وأتعالج أصلاً.
-ليه؟
– كدا مش عايز أتعالج، ولا أرجع أواجه العالم من تاني.
– عارف، أنا مقدرة إنك بتمر بوقت صعب، وإن الموضوع فعلاً مش سهل بس إنت لازم تتعالج، أنا فاهمة ومقدرة مشاعرك، بس نفسك ليها عليك حق.
مش مستغرب إني قادر أتكلم وأفصح عن مشاعري قدام سارة، يمكن علشان هي كانت صديقة طفولتي اللي دايما فهماني ومش بتحكم عليا من برا زي الباقي من وإحنا صغيرين وهي كانت الحد الأكثر حكمة اللي بروح أتكلم معاه،بس أنا مشتت.
فكرت لوهلة وبعدها قالت:- تيجي أحكي لك قصة زي ما كنا بنعمل زمان، القصة دي إنت عارفها، بس أنا هحكيها المرة دي ومتقاطعنيش زي زمان، ماشي ؟
– ماشي.
قعدت وبدأت تتكلم:- “يا نوح، عارف لما النبي ﷺ كان قرب يموت؟ كانت أيام صعبة جداً على الصحابة، لأنهم كانوا متعلقين بيه بشكل مش طبيعي. النبي كان مريض جداً في آخر أيامه، والمرض بدأ يشتد عليه، لدرجة إنه ماكانش قادر يصلي بالمسلمين زي ما كان متعود. في يوم، قبل ما يموت بثلاثة أيام، طلب من الصحابة إن أبو بكر الصديق هو اللي يصلي بالناس بداله. تخيل إن الصحابة وقتها بدأوا يحسوا إن الموضوع جد، لكن برضه مكنوش عارفين يتخيلوا إنه فعلاً هيموت.
وفي يوم الاثنين، 12 ربيع الأول، وهو في بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، كان النبي تعبان قوي، لكنه حاول يطّمن الصحابة. رفع الستار وبص عليهم وهم بيصلوا في المسجد وابتسم. الصحابة فرحوا قوي، وفكروا إنه بيتحسن. لكن بعدها بشوية، رجع التعب أقوى. النبي حط رأسه على صدر السيدة عائشة، وفي آخر لحظاته كان بيقول: “بل الرفيق الأعلى”، يعني اختار إنه يروح لله بدل ما يعيش أكتر في الدنيا. وفعلاً، قبضت روحه وهو في حضنها.
لما الخبر انتشر بين الصحابة، كانت صدمة كبيرة. عمر بن الخطاب مكانش مصدق أبداً، كان رافض يتقبل إن النبي مات. كان بيقول: “النبي ما ماتش، هييجي تاني زي ما موسى رجع”. كان مصدوم جداً. لكن أبو بكر الصديق، اللي كان أقرب واحد للنبي، دخل عليه، بصله بحب ووداع، وقال: “يا رسول الله، طبت حيّاً وميتاً”. خرج بعد كده للناس وقالهم: “يا أيها الناس، من كان يعبد محمدًا، فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت”. وقرأ عليهم الآية اللي بتقول: “”وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ”.
الكلمات دي رجّعت الصحابة للواقع. ورغم الألم الكبير اللي كانوا حاسين بيه، عرفوا إن الرسالة بتاعت النبي مكملة، وإن الله هو الباقي. أبو بكر كان سبب إنهم قدروا يتماسكوا ويبدأوا يقبلوا الفكرة، ويكملوا حياتهم وهم متوحدين.
يا نوح، زي ما الصحابة تخطوا أكبر صدمة في حياتهم، رغم إنهم فقدوا أغلى إنسان عندهم، همّا قدروا يقفوا من جديد. الموت كان نهاية حياة النبي ﷺ في الدنيا، لكن كانت بداية مسؤولية جديدة عليهم. أنا عارفة إنك بتعاني، وإنك حاسس إن مفيش أمل، بس زي ما الصحابة تقبلوا الفقد ده وأكملوا حياتهم، أنت كمان ممكن تبدأ تقبل اللي حصل وتلاقي طريقك للعلاج والشفا”.
واقع الكلام على مسامعي بيتردد، أنا فاهم بس، مش عارف بجد.
– عارفه يا نوح إنك مش متقبل فكرة عدم وجوده، بس مينفعش توقف حياتك، بص عندي فكرة، تعالى روح للدكتور وإبدأ خطوة بخطوة عادي، وشوف هتعمل إيه بعدها.
– شكراً يا سارة.
– هستأذن أنا اسيبك مع نفسك شوية.
خدت الصينية وطلعت وأنا قاعد بفتكر قصة وفاة الرسول، إنكار الصحابة لموته، كان لازم زيّ ما الصحابة كملوا مسيرة الرسول اللي تعب علشان يوصل الرسالة وهما كان لازم يكملوا، يمكن أنا غلط في تشبيهي بس هو المفروض أنا أكمل شغل أبويا اللي تعب فيه، المفروض أرجع أكمل زي ما كنت بعمل أنا ونادر.
اتنهدت وقررت إنه خلاص هعمل كدا بس مازلت مذبذب.
ــــــــــــــــــــــــ
طلعت من الأوضة و أنا مبسوطة إني أنجزت وقدرت أقنعه.
دخلت البلكونة وقفت فيها وأنا بفتكر كلام مرات خالي لما جات لي بعد ما وافقت.
طلبت من أمي إنها تقعد معايا، كانت بتتكلم معايا بضعف.
– سارة، من زمان وأنا مبشوفكيش غير بتي، أنا عارفة إنك وافقتي عشان زن أمك عليكي، بس أنا عارفة إن الموضوع معقد وتقيل بس عشان خاطري أتحملي، صعبان عليا أشوف نوح عاجز، ويائس، معايزش يقعد مع حد ولا يشوف حد.
اتشتت ساعتها وسألتها:- طيب وأنا هأخد إيه يا مرت خالي؟
– هشيلك في عيني العمر كله، وجميل لك دا هيفضل في رقبتي لحد ما أموت، بس أشوفه رجع يعيش من تاني بدال ما هو عايش ومش عايش.
خنقة مسكتني ودموعي نزلت على دموعها، قهرتها صعبة، خسرت واحد وفي طريقها إنها تخسر التاني لو فعلاً ما اتحركوش.
مشيت وأبوي دخل، قعد على الكنبة، قربت منه وأنا بعيط، أنا مشتته ومش عارفه أعمل حاجة.
– خلاص عاد يا سارة.
– طيب أنا أوافق ليه؟ أنا مش عارفة أوافق ولا أرفض، بس مهاينش عليا اكسر بخاطرها، ولا هاين عليا أرد حد جه لبابي وطلب مني مساعدة.
– هوني على نفسك يا سارة، وطالما صليتي وارتاحتي يبقى إن شاء الله خير.
فوقت على صوته وهو بينادي عليا، طلعت وهو كان بيحرك الكرسي ناحية الشنطة، بص ليا وبعدها طلب مني أطلع من غيار ليه، طلعته فعلاً ودخل .
بحاول أستوعب هو إزاي هيعرف يساعد نفسه، اتكسفت أسأله وبعد مدة كان جهز نفسه ووائل جه ومستنيه.
ــــــــــــــــــــ
إنسان بيحاول بكل الطرق يساعد ويساند نفسه حتى لو بيواجه صعوبة، بس أنا صعب عليا اطلب من حد يساعدني، علشان كدا طلبت إن المكان يكون مجهز بحاجات هتساعدني حتى لو الموضوع صعب.
طلعت لوائل
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نصف الجمال)