رواية نرجس الفصل الرابع 4 بقلم منى محمود بركات
رواية نرجس الجزء الرابع
رواية نرجس البارت الرابع
رواية نرجس الحلقة الرابعة
في منزل محمود
كان الوضع مشتعلاً هبه غاضبة و كامل والد محمود منفعلاً ، أما محمود فكان صامتٍ لا يتحدث الجميع حوله ثائراً إلا هو ، كان يجلس في حجرتة منعزلاً حينما دخلت عليه هبه وتحدثت بغضب
– لا انا مش هستحمل سكوتك دا كتير محمود فوقلي كدة وفهمني فيه ايه بيحصل ؟ انا خلاص جبت اخري
محمود … سيبيني في حالي يا هبه انا مش ناقصك
هبه … نعم ! اسيبك في حالك ازاي ؟ انا عايزة افهم هتتصرف ازاي مع الزفتة اللي اسمها نرجس دي
محمود … ملكيش دعوة اتصرف زي ما اتصرف انتي مالك انتي
هبه … لا يا حبيبي الكلام دا تقولو ل نرجس اللي اتعودت تسمع ومتردش لكن انا هبه يا محمود فوق كدة واتكلم عدل
محمود … هبه اطلعي من دماغي اللي بيني وبين نرجس يخصنا لوحدنا ملكيش دعوة بيه
هبه … الكلام دا كان قبل الاقسام و التلفزيون و الفضايح اللي حصلت أنا قفلت تلفوني من كمية. الاتصالات اللي مش عارفه ارد عليها ، انا عايزة افهم هي اتهمتك كدة ليه ؟
محمود … قلتلك اكيد الواد تاه منها متنسيش اني بقالي شهر بحاله لا روحتلهم ولا حتي كلمتها في التلفون يمكن احتاجت حاجة ونزلت وهي خبيه اصلا والواد تاه منها سيبيني بقا اشوف هعرف ارجع الواد ازاي ولا خلاص كدة ابني ضاع للابد
هبه بسخريه … لا وانت الشهادة لله قلبك علي الواد اوي قصره أنا خارجة هروح عند ابويا وأمي شوية زهقت من القاعدة هنا وابوك عندك برة مش طايق نفسه اخرجلة انت بقا شفلك صرفة معاه سلام
خرجت هبه من المنزل وهي تسب وتلعن في نرجس ومحمود في آن واحد ف بسببهم أصبحت حديث أقاربها مرة أخري وعادت للاقاويل مرة ثانيه
سرح محمود بفكره لليوم الذي قلب حياتة رأسا علي عقب حينما علم من بعض المعارف المشتركة أن هبه أصبحت مطلقة الان منذ ما يقارب الثلاثه اشهر فذهب الي مكان عملها مسرعا
فلاش باك
كان محمود ينتظر هبه أمام الشركة التي تعمل بها وحين رأها تخرج من البنايه هرول إليها سريعا
محمود … هبه هبه استني لو سمحتي
هبه … م محمود انت ايه اللي جابك هنا ؟
محمود بنظرة كلها شوق … جيت اتكلم معاكي ينفع تديني من وقتك ساعه في اي مكان نتكلم سوا ارجوكي يا هبه
هبه بتردد .. عايز تتكلم ف ايه قول دلوقتي
محمود .. مش هينفع واحنا واقفين كدة صدقيني مش هاخرك
بعد عشر دقائق كانو يجلسون باحدي الكافيهات القريبة من مكان عملها
هبه … ها يا محمود في ايه ؟ انا استأذنت من بابا نص ساعه بالعافيه
محمود .. بصي يا هبه من غير لف ولا دوران انا عايز اتجوزك
هبه بدهشه … نعم ! تتجوزني ازاي ؟ انا عرفت انك اتجوزت يا محمود ومراتك حامل
محمود ببتسامة … شوفتي أنك لسه بيهمك امري ولا مكنتيش عرفتي كل دا عني بعد ما بعدنا عن بعض
هبه بهروب … خلاص ملوش لازمة الكلام دا
محمود … لا له لازمة طبعا يا هبه انا لسه بحبك مقدرتش انساكي ايه المشكلة أن نتجوز ويكون لينا فرصة تانيه مع بعض
هبه بسخرية .. المشكله انك متجوز مثلا ومراتك حامل
محمود … نرجس مفيش منها اي مشاكل مكان ما بتحطيها بتتحط مش هتمانع ولا هتعمل اي مشكله انتي بس تحاولي معايا المرة دي ابوكي يوافق عليا بقا
هبه … يعني هي مش هتضايق انك هتتجوز عليها يا محمود
محمود … ابدا العلاقه بينا باردة جدا مفيش اي لغه تفاهم بينا أنا بعد ما اترفضت من أهلك كذا مرة ابويا غصب عليا اتجوزها لا بينا حب ولا تفاهم
هبه … طب ما تطلقها علي الاقل وقتها بابا مش. هيلاقي سبب يرفضك عشانة
محمود بتردد .. أطلقها ! لا لا طبعا ابني يتربي بعيد عني ؟ لا مقدرش يا هبه
هبه .. وانا محبش يبقالي شريك في جوزي وحبيبي يا محمود هتحلها ازاي بقا
محمود ببتسامة حب … عهد عليا يا هبة من اللحظة اللي هتكوني فيها علي اسمي وانا لا هشوف ولا هلمس ست غيرك ووقتي كله هيكون ليكي ومعاكي وبس هبقي اعدي ع ابني مرة ولا مرتين في الشهر. اطمن عليه ولما يشد حيلة كدة ابقي اخدو واقضي معاه اليوم كله برة من غير ما المح نرجس حتي .. ها موافقه بقا
باك
ضحك بسخريه علي نفسه وتذكر ما حدث بعد زواجهم بشهرين
فلاش باك
محمود بمحايلة … يا بنت الناس بقالي ساعتين بحاول افهم ايه مزعلك عشان اراضيكي ومش عارف
هبه بضيق … لا انت عارف وبتستعبط يا حودة
محمود ببتسامة … يا خرابي علي حودة اللي بتقوليها وانتي مكشرة كدة
هبه بحدة … محمووود انا مبهزرش
محمود … طيب فهميني انا عملت ايه ضايقك
هبه … كنت فين انهاردة بعد الشغل ؟
محمود وقد علم ما في الأمر … عديت على علي اطمنت عليه وسبتلهم فلوس وجبت شوية طلبات و جيت ع طول
هبه … ع طول ؟ فين علي طول دي انت بقالك هناك أربع ساعات بحالهم
محمود … في ايه يا هبه انتي طلبتي مني اخليها مرة كل شهر بدل مرتين وانا وافقت كمان المرة اللي هشوف ابني فيها هتتخانقي معايا بعدين الاربع ساعات دول منهم كنت بشتري طلبات للبيت غير الطريق مش كلهم مع علي يعني
هبه بغيرة … علي وأمة هه متنساش انك كنت مع علي و أمة واه يا محمود هتخانق وهزعل انا بغير عليك مش بقدر اسيطر علي نفسي لما بكون عارفه انك قاعد معاها نار بتاكل فيا حرام عليك حس بيا بقا
محمود ببتسامة … حبيبه قلبي انتي سلامة قلبك بس انا لما بروح بفضل مع علي بس حتي الميه مش بشربها هناك زي ما طلبتي مني تعالي ع نفسك شوية لحد ما علي يشد حيلة وابقي أخرج بية أو اقضي معاه كام يوم هنا من غير ما اسيبك
هبه بدهشه .. هنا ؟ هنا فين ؟
محمود … هنا في بيتنا بدل ما اروح انا عند نرجس اجيب علي يقعد معايا يومين ولا حاجة هنا ايه رايك
هبه بشرود … ا اه ربنا يسهل لما يجي وقتها يحلها الحلال
باك
فاق من ذكرياتة وتنهد بثقل و تذكر ابيه ، بالخارج يجلس كامل محني رأسة ويضع يديه عليها خرج محمود من عزلتة ف راي والدة هكذا تحدث بهدوء
– مالك يا بابا قاعد كدة ليه ؟
رفع كامل رأسه و نظر إلي ابنة نظرات تحمل الكثير و تحدث بحزن واضح
– عايزني اقعد ازاي يا سي محمود بعد اللي عرفتة .. بقا انت محمود ابني الكبير اللي طول عمري أمشي في البلد و أنا مفتخر بيه واللي يقولي يا ابو محمود أقول اسمي ابو الأستاذ محمود … انت تظلم مراتك و ابنك الظلم دا ؟ وتكدب عليا كل المدة دي كلها ليه ؟
محمود مدافعاً عن نفسة … بابا انا مكدبتش علي حضرتك في حاجة انا
قاطعة كامل بغضب وصوت عالي
– لا كدبت كدبت من اول مرة سألتك فيها انت شرطت ليه علي أهلها ميعرفوش مكانها وساعتها انت قلتلي عشان محدش يضايقها كفايه البلد كلها عارفه العذاب اللي هي عايشه فيه خليها تبعد عنهم بقا وانا هحافظ عليها … كدبت تاني لما جيت تتجوز بعد ولادتها ع طول وقلتلي أنها موافقه ومعندهاش مانع وانك هتعدل بينهم و مش هتظلم ابدا … كدبت في كل مرة كنت أسألك فيها على علي ابنك وتقولي أنه كويس وانت اصلا مبتبصش في وشه ولا تعرف عنه حاجة … انت ازاي طايق نفسك كدة .. طب تصدق بالله انا بدأت أشك انك تكون عملتها فعلا و خلصت من الواد عشان ترتاح منهم للابد
محمود بصدمة … كلام ايه اللي بتقولو دا يا بابا انا ! انا اقتل ابني !
كامل باستهزاء … ابنك هه وانت يهمك حد في الدنيا دي كلها غير ست هبه بتاعتك الي خلتك ماشي وراها و مسلم ومش سائل في اي حاجة تاني
محمود بضيق … بس مش لدرجة اقتل ابني يا بابا انت ازاي قدرت تشك فيا دا انا ابنك تربيتك
كامل وهو يتركة ويتجه للخارج … تربية متشرفش ياريتك ماجيت للدنيا منه له منه له
عند نرجس
فمنذ عودتها وهي تتلقي كلمات التوبيخ والإهانة من جدتها تستقلبهم بصمت ولا مبالاة حتي غضبت رقيه ولم تكتفي بالتوبيخ وبدأت بضربها
رقيه … انتي يا بت بقيتي بادرة اكتر ما انتي كدة ليه هه .. صبرك عليا لما يرجع ابوكي أن ما خليتة المرة دي يكسرلك رجلك دي عشان متعرفيش تمشي خالص مبقاش انا رقيه
صمتت رقيه و توقف الكلام في حلقها أثر سؤال نرجس المباغت لها
– انتي بتكرهيني اوي كدة ليه يا ستي ؟ انا عملتلك ايه عشان الكره دا كله اللي في قلبك ليا ؟
بعد صمت دام ل دقائق كانت نرجس مثبتة نظرها علي رقيه بتركيز شديد لطالما أرادت أن تسألها عن سر كرهها لها لكن لم تمتلك الشجاعة يوماً ، أما رقيه فصدمت ولم تستطيع الحديث وحين طال صمتها كررت نرجس سؤالها مرة أخرى
– ايه ؟ معقول مفيش مبرر وبتكرهيني كدة من غير اسباب ؟
تحدتث رقيه اخيرا … انا مبكرهكيش انتي اللي عمايلك متعجبش حد
نرجس .. عمايل ايه يا ستي ؟ دا انتي بتعامليني كدة من يوم ما وعيت علي الدنيا الاول قلت يمكن انتي طبعك كدة بس لما بدأت اكبر وافهم واركز اكتشفت انك بتعاملي الكل حلو الا انا ليه عشان اللي حصل بين ابويا وامي زمان صح ؟ هو دا السبب
رقيه .. لا يا ختي مفيش سبب انا اتربيت كدة الست مبتتعاملش غير كدة وزي ما اتربيت عاملتك لا كره بقا ولا كلام فاضي من اللي بتقوليه دا
نرجس … يعني مش عشان كنتي بتكرهي امي الله يرحمها وانك شايفة اني طلعت شبهاها في كل حاجة ؟ وديما كنتي خايفة اجبلكم العار زي امي ؟
عقدت رقيه حاجبها … جبتي منين الكلام الخايب دا يا بنت سهير ؟ ولا بتهربي بالكلام دا من عقابك علي خروجك من غير إذن ؟
نرجس .. انا مبقاش فارق معايا حاجة يا ستي .. صدقيني لا ضرب ولا الموت حتي بقا يفرق
وتركتها قبل أن ترد عليها و ذهبت إلي غرفتها وما أن دلفت حتي صدح رنين هاتفها برقم غريب ترددت في بدء الأمر ولكنها حسمت أمرها وسريعاً وقامت بالرد
نرجس .. الو
… السلام عليكم مدام نرجس عبد الهادي معايا ؟
نرجس … أيوة انا مين حضرتك ؟
… انا كريم صبري معد برنامج الأخبار اليوم ممكن حضرتك تطلعي معانا دلوقتي في مداخله علي الهوا ؟ بخصوص قضية قتل ابنك علي ؟
نرجس … ممكن اكيد مفيش مشكلة
وبالفعل تحدثت نرجس مرة أخري وبكت كثيرا وهي تتحدث و لليوم التالي علي التوالي تصبح تريند في سوشيال ميديا بعد هذة المداخله … كانت تعلم أن فعلتها لم تمر مرور الكرام ابدا ، تجلس في غرفتها خائفة من رد فعل أبيها و أخيها حين يعودون
انتفضت في مكانها عندما وجدت إسماعيل يقتحم غرفتها غاضباً ويرمقها بنظرات مشتعله ، أخذت تبتعد و تبتعد إلي أن التصقت بالحائط ، لم يفعل شيئاً سوي التحديق بها قليلاً ثم تحدث وهو ينزع حزامه ويقترب منها
– انتي ايه مبتحرميش ؟ يعني انا امبارح اخلصك من ايد ابوكي بالعافيه تقومي انهاردة تخرجي لوحدك من غير إذن و تطلعي تاني تتكلمي في التلفزيون ؟ انتي خلاص مبقاش ليكي ظابط ولا حاكم ؟ فاكرة نفسك هتقدري تخرجي من تحت طوعنا ؟
حاولت تشجيع نفسها وتحدثت بخوف جاهدة إخفائه
– اانا مجبتش سيرتكم المرة دي والله انا بس حكيت اللي محمود عمله في علي انا كل ال عايزاه حق ابني يا إسماعيل
قاطع كلامها وهو يحكم قبضته علي فمها
– اخرسي مش عايز اسمع صوتك فضحتينا في كل حتة ، مش كفايه فضيحة امبارح لا عماله تزودي في غلطاتك ، بس لو كنتي نسيتي إسماعيل و ايد إسماعيل فحالا افكرك يمكن تتعدلي
حاولت أن تبتعد عنه أكثر لكن لاين ستهرب ؟
استغربت تلك التي تجلس بالخارج فمنذ أن دخل إسماعيل وهي لم تسمع صوت صراخ نرجس لكنها ما لبثت أن استمعت إلي صراخها فشعرت بالفرحة تغمر قلبها فابتسمت في رضا واتجهت إلي الغرفه المطبخ لتحضر الطعام لحفيدها حتي يأكل جيدا بعد المجهود الذي يبذله الان
عندما دلف عبد الهادي للمنزل سمع صراخ نرجس قادم من غرفتها دخل مسرعاً وتحدث وهو يحاول أبعاد إسماعيل عن اختة بصعوبة
– في ايه ؟ يابني بطل ضرب البت هتموت في ايديك في ايه فهمني ؟
إسماعيل … الهانم خرجت تاني من ورانا والله اعلم راحت فين ومش بس كدة دي اتكلمت تاني في التلفزيون و النت كله ملوش سيرة غيرها ايه رايك بقا ؟
عبد الهادي بجمود … بكرة بالليل هنرجع كلنا البلد كفايه كدة اوي
اسماعيل … اشمعني بالليل ليه مش الصبح ؟
عبد الهادي … عشان الصبح كامل هيجي هو و محمود ونشوف هنحل ازاي الموضوع دا ولما نخلص معاهم هنرجع ع البلد علي طول
إسماعيل … ماشي يا حج اللي تشوفو المهم الزفتة دي متخرجش من هنا انا خدت منها التلفون ولازم من هنا لحد ما نسافر حد فينا يكون في البيت معاها ستي بس مش قادرة عليها
عبد الهادي … ماشي يا إسماعيل ماشي
نظرت لهم نرجس وهي تكاد لا تري فالرؤية أصبحت لديها مشوشه من فرط ما تعرضت له من ضرب حاولت إخراج الكلمات من فمها لكنها لم تستطع فاستسلمت للاغماء فعلي ما يبدو أنه ملاذها الوحيد الآن
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نرجس)