رواية ندوب الهوى الفصل العشرون 20 بقلم ندا حسن
رواية ندوب الهوى الجزء العشرون
رواية ندوب الهوى البارت العشرون
رواية ندوب الهوى الحلقة العشرون
“يشعر القلب بالهلع والفزع، الخوف والرهبة،
منتظرًا الكارثة القادمة”
أسبوعين، واحد تلو الآخر وهو على ما هو عليه، لم يتغير في المعاملة معها بل وكأنها شفافه بالنسبة له، وكأنه لا يعرفها من الأساس، امرأة جديدة بحياته يحتاج للوقت لمعرفتها والخروج من حالته المزاجية، لا فلا تكن مبالغة إلى هذه الدرجة، يتحدث معها ولكن القليل من الأقل المتواجد بينهم، ينظر إليها ولكن ليست هذه النظرات المعتادة عليها بل نظرات عتاب صريحة وحزن بالغ وألم لم تكن تقصد فعله، ينام جوارها في الفراش ولكن الروح بعيدة ليست كما السابق أبدًا، يأكل معها ولكن ليس بنفس الطريقة القديمة المتعطشة لأي شيء يأتي منها..
يعتبر أن ما حدث هي السبب الأساسي به، لن تنكر أنها كانت السبب ولكن لم تكن تعرف حقًا! ما ذنبها في أن شقيقتها هي من أخذت له الهاتف، ما ذنبها في ذلك!..
الصدمة الكبرى كانت من نصيبها والخجل من عيون الناس والخوف من الله عما شاهدوا بها، كل هذا لا يكفيه ليضغط هو عليها أكثر؟..
نعم تخطت هذه الأمور وبسرعة لم تتوقعها ولكن لأجله ولأجلها ولأجل أن تثبت أن هذا لم يكن لها دخل به!.. هو حتى منذ ذلك اليوم لا يصلي معها صلاة الفجر كالمعتاد بينهم!، يخرج للصلاة في المسجد ثم يعود مرة أخرى ويتركها تستفيق وحدها وتقوم بالصلاة وحدها!..
عقابه كبير للغاية فلو كانت فعلت ذلك عن قصد لم تكن تتحدث من الأساس وكانت ستصمت لأنها المخطئ ولكنها لم تفعل.. لم تفعل ذلك، عليه أن يكون أكثر لين وود من هذا..
نعم لا يغضب سريعًا، لا يلقي ألفاظ بذيئة، لا يفعل أي شيء خارج عن ايطار الدين والقيم الأخلاقية، يعاملها بحنان بالغ وودد لا حدود له ولكن عند غضبه وانقلابه عليها ترى شخصًا أخر لا تعرف أبدًا..
وكأنها تتعامل مع شخصيتها الغريبة، البريئة للغاية والشرسة حد اللعنة..
وما يقلقها أكثر شيء هو هذه السيدة المسماة بـ “بكاميليا” إلى اليوم ومنذ ذهابها من هنا وقد رأت على هاتفه عشر أو ثلاثة عشر مهاتفه منها!.. وفي أوقات غريبة للغاية، عندما يكون متجه للنوم تجد هاتفه يصدر صوت المكالمة وعندما تتطلع عليه تراها هي!.. عندما يكون في وقت الغداء معها!.. وكثير من المرات وقولًا للحق هو في كثير من الأحيان لا يُجيب عليها..
ولكن السؤال هنا هي ماذا تريد منه؟ وهو لما إلى الآن يستمر في الإجابة عليها ومماطلة الحديث معها!.. منذ أن رأتها ولم ترتاح أو يميل قلبها إليها ومحبة القلوب من عند الله ليس من عندها هي، وإلى الآن تخاف منها وتشعر بشيء غريب سيأتي من ناحيتها ولأول مرة يراودها هذا الشعور الغريب، في مثل هذه الأيام التي تمر عليهم ببطء غريب وبرود شديد ازعجهم بشدة وأشعرهم بالغربة في وجود بعضهم البعض..
بينما هو تفكيره لم يكن مثلها أبدًا، تفكيره في البداية كان يدعوه لعقاب أشد قسوة من هجرة لها في وجوده ولكن لم يحتمل أن يجعلها تحزن أكثر من هذا، فأخذ معها مساره الذي يرتاح فيه أكثر وهو البعد دون العتاب!.. ألا يدري أن هذا أشد قسوة من أي عقاب أخر!.. أن تنظر إلى من تحب في لحظة قاسية بينكم دون أن تعاتبه وتعود به إلى المودة والرحمة، أهذا ليس عقاب قاسٍ؟!..
ما حدث أمام الجميع، نظرة الناس إليها وإلى خصلاتها ولحظة عريها لم يكن يحتمل آلام قلبه الذي كانت تشتد عليه في كل لحظة والأخرى خلفها تأتي بسرعة، غيرته العمياء عليها جعلت قلبه يتألم ويحزن ويشعر بالخذلان في آن واحد ولكن من سيعاقب؟ الناس الذي رأت فنظرت دون أي مجهود منهم؟.. أم يعاقب السبب الرئيسي في حدوث هذا الأمر ومن فعل!..
حزنه منها عندما لجئت لشقيقتها بدلًا عنه يجعل روحه تنقبض بداخله، يعلم أنها لم تكن بالقصد ولكن لما قد تفعل حركة غبية كهذه؟.. ها هو موجود معها!..
تعامله الآن بكامل الحب، وتود لو تحمله فوق رأسها لتجعله يلين معها ويعود كما كان في السابق، ليعود لذلك الحب القابع داخله، ويخرج الحنان والمودة التي كانت بينهم، ليبتسم ويلين معها في بيتهم، ليصلي بها في الليل، لتجعله يقوم بمساعدتها بحب مرة أخرى في المنزل، ليعود شغفه في التقرب إليها كما كل مرة كان يراها متزينة بها لأجله، ليعود زوجها “جاد الله أبو الدهب” الذي اعتادت عليه أمام الجميع!.. أين ذهب، أكل هذا لأجل هذه الغلطة!..
ولكنه لن يفعل بسهولة، عليها أن تفهم أنه هنا رجل المنزل، الزوج، وما تريده هو من يفعله، القرار له بعد نقاش بينهم، الفعل له بعد رؤية بينهم، عليها أن تفهم أن هنا “جاد” هو الرجل ليس كما كانت في منزل والدها هي العمود به وتقوم بالتصرف على هذا الأساس..
لن يقسو أكثر من هذا هو كل مرة تحدث بها معها، ويعتقد أنها لم تفهم لأنها لم تفعل كما قال الآن أفعاله هي من تتحدث معها، عليها أن تتفهم أن هنا ليس كما هناك، وعليها أن تعتاد على هذا الأمر حتى لا تفشل في المرات القادمة..
يرى أنها منذ يومين تعود إلى الخلف ليست كما كانت وربما إصرارها على مصالحته قل عندما وجدته جبل صلب لا يلين بكلماتها ولا أفعالها، عليها أن تجتهد أكثر وأكثر حتى يلين إليها مرة أخرى قبل أن يقرر هو ذلك، ليتأكد من أنها لها سلطان على قلبه مازال يعمل..
لن يكذب فهو مازال يعمل وبقوة، فـ عندما يدلف إلى الشقة ويرى هيئتها المقدمة إليه بحلال الله على طبق من ذهب يصعب السيطرة على ما داخله من أشواق إليها ويذهب سريعًا من أمامها ليبتعد عن هذه الفتنة الكبيرة بها، وكثير من الأحيان يذهب إلى آخر الفراش مُبتعدًا عنها حتى لا يستنشق عبير خصلاتها وتضعفه نظرة عينيها المطالبة إياه بالعودة إليها..
❈-❈-❈
ألا يجوز لها أن تعشق رجل متزوج هذه المرة!.. يجوز ويجوز له هو الآخر أن يتزوج منها، متناسية أنها من الأساس متزوجة، “كاميليا” امرأة انعدمت منها الأخلاق والمبادئ، الدين والإيمان، ترى أن كل شيء مباح مادام معها المال الكافي لتفعل ذلك، مادامت تريد أن تفعل ستفعل، أهو حرام! حلال! لا يهم المهم أنها تفعل ما تريد..
في البداية تزوجت أول مرة لها “عادل” الذي كان فقير، لا يملك قرش واحد ينفقه على نفسه، لا يملك أي شيء في الحياة سوى نفسه وتفكيره، سوى عمله وجهده وطموحه، وهذا لا يجدي نفعًا، كان على أخلاق وله مبدأ يسير عليه ولكنها لم تكن ترى أن كل هذا له قيمة من الأساس بل يبتاع مثله في أي وقت فقط لو كان معه المال..
والآن هما على نزاع، تريد الطلاق بعد أن استمتعت بما يكفي معه، تريد أن تكون حره منه لتفعل ما يحلو لها وما يطيب على خاطرها، تريد الإنطلاق دون قيود يسببها لها..
مازالت في عصمة رجل ولكنها نظرت إلى غيره، لقد اوقعها في فخ أكبر من حجمها بكثير!.. عينيه الرمادية الخلابة بنظرته الساحرة وجديته القاتمة..
شفتيه الحادة وأنفه البارز بوجهه ونظرة اللين التي يتميز بها مع تلك النظرة الجادة الغاضبة، مزيج يذيب عقلها ويجعله يختفي وكأنه بعض حبيبات السكر عندما تختفي في المياة..
خصلاته التي تزداد طولًا ملحوظًا في صوره كامله ولونها الرائع الذي جذبها إليه كما لو كان عصا سحرية تجذبها إليه بمنتهى السهولة..
لم تتحدث عن جسده؟. طوله الفارع وعرض جسده الرائع، عضلات صدره وبطنه البارزة بقوة، وعروقة الظاهرة في يده، تفاحة آدم الذي تتمتع بسحر خاص في عنقه..
ما كل هذا!. أهي عشقته أم عشقت هذه الوسامة التي لم ترى مثلها من قبل؟.. هل هي تحتاج إلى علاج؟. هل هناك مرض ما يجذبها إلى الرجال شديدي الوسامة هكذا!..
ولكن هناك مشكلة غير إقامته في هذه المنطقة الرديئة، وغير عمله كـ ميكانيكي مع أنه مهندس، نعم لديه المال الكافي، وعلمت بأن لهم عمارة سكنية ملك لهم يقيم بها ساكنون، والده لديه محلات كبيرة من الذهب وعائلته معروفة ولها وضعها لن تكذب ولكن هذا كله لا يأتي شيء بجانبها، وهناك مشكلة كبيرة وهو احترامه لنفسه وللشخص الذي أمامه وتعامله المحدود معها وحديثه المنمق بعناية وغير هذا كله احترامه لزوجته تلك!..
يبدو أنه يحبها!. لما لأ فهي أيضًا جميلة بنسبة معقولة ليست مثلها في الجمال مؤكد ولن تكون متعملة مثلها ولن تكن ابنة عائلة أيضًا مثلها ولكن هي تبدو من الفتيات النظيفات، جميلة أيضًا ليس عليها أن تنكر ذلك..
أخرجت الهاتف من جيب بجامتها البيتية وهي تسير في حديقة منزلها، أمسكت به بين يدها وفتحته على أحد صوره الرائعة للغاية، ابتسمت بتلقائية وهي تنظر إلى هذه الصورة، يقف في مكان كـ صالة رياضية، ستعتبرها هكذا لأنها بالفعل رديئة ليست كما أي واحدة تدلف إليها، يرتدي قميص داخلي أبيض يبرز عضلات جسده بالكامل وبنطال قصير يصل إلى ما قبل ركبتيه، يحمل الأوزان الثقيلة على يده ويبدو على ملامح وجهه السعادة وهو يبتسم باتساع هكذا..
يا له من وسيم حد الفتنة!..
مر من أمامها زوجها “عادل” وهو يدلف من الباب الرئيسي إلى الداخل نظرت إليه بجدية والابتسامة مازالت على ثغرها على غير العادة، استغرب نظرتها هذه واستغرب أكثر عدم ركضها خلفه إلى الداخل والصراخ عليه بأن يقوم بتطليقها والتنازل عن القناة إليها..
حقًا استغرابه فاق كل شيء وهو يراها هكذا مسالمة إلى رؤيته ولم تفعل كل ما كانت تفعله عندما تراه، لم تسبه بهذه الشتائم الرديئة التي كانت تقولها إليه وعن كونه كان فقير وهي من منت عليه!، على كل حال هذا أفضل بكثير سيخرج من هنا دون أن يأتيه صداع نصفي من كثرة صراخها، فقط سيأخذ ما أتى من أجله ويرحل فورًا قبل أن تعود إلى حالتها الطبيعية..
دلف إلى الداخل وهي مازالت هنا في مكانها ونظرتها عادت إلى “جاد” مرة أخرى وتحاول أن تجعل عقلها يفكر كيف ستفعل ما تريده معه وهو يملك كل شيء يريده المرء!.. كيف ستفعلها هذه المرة؟..
❈-❈-❈
في اليوم التالي عصرًا ذهبت “كاميليا” متجهة إلى مكان تواجد “جاد” وهو الورشة بعد أن فكرت كثيرًا في كيف تقابله مرة أخرى لرؤيته والاستمتاع بالنظر إليه فهو لا يعطيها فرصة عبر الهاتف وهي تتحدث معه، وتظهر بصورة غير لائقة لأنها لا تتحدث في شيء مفيد وقد أتضح لها أنه محافظ من الأساس ولا يتعامل مع النساء بانفتاح بل إنه لا ينظر إليهن وهو يتحدث إلا قليل إن حدث..
وهي لا تحب هذه الأمور المعقدة الغريبة بل تريده أن ينظر إليها ويتمتع بالنظر حتى يرى أنها جميلة وتسر أعين الناظرين!..
أخذت سيارتها والتي ستكون هي رابطة اللقاء بينهم وذهبت منذ وقت لتتوجه إليه وهي في قمة السعادة..
لا أدري حقًا كيف يوجد مثل هذه المرأة إن كانت حقيقية؟. كيف هناك امرأة تنجذب للرجل من مظهره فقط!.. كيف لها أن تريده أن يكون وسيمًا حتى تستمتع بوسامته وتجعل الجميع من أقربائها وأصدقائها ينظرون إليه ويهتفون كم هو جميل ولا يوجد مثله والأهم بعد هذه الصفات أنه زوجها؟..
كيف لا تنظر إلى دينه؟. أخلاقه؟. كيف لا تبحث عن عاقل رزين مُحب؟ كيف لا تريد رجل يعرف الله حتى يعاملها بالمودة والرحمة الذي تحدث عنها؟.. أهي مُختلة أم تعاني من مرض نفسي؟.
هناك امرأة بها هذه الصفات الرديئة، أن تكون كل شيء أمام الجميع، أخلاقها تسمح لها بالركض وراء رجل متزوج؟. دينها يسمح لها بخيانة زوجها بهذه الطريقة المُهينة؟..
بالفعل بعد كل هذه الأخطاء لن تكن نهايتها مُرضية بالمرة بل إن لم تعود عما تفعله سيحاسبها الله على كل شيء..
وصلت إلى الحارة وسارت بها بالسيارة إلى أن وقفت أمام الورشة في الشارع، كان جاد يقف في الداخل يعمل على إحدى السيارات يعطي لباب الورشة ظهره والعرق يتصبب منه بسبب انقطاع الكهرباء، مُرتدي قميص داخلي لونه رمادي بعد أن أزال عنه قميصه الآخر بسبب شدة الحر الذي يشوب الجو تظهر عضلات جسده بشدة وذراعيه متضخمة بفعل حمله الأوزان والعمل الجاد في الورشة..
منحني بجذعه للأمام قليلًا ولا يوجد معه في الورشة سوى “طارق” بعد أن ذهب “عبده” “وحمادة” لعمل في الخارج..
بقيت داخل السيارة وهي تقف بها أمامه تمامًا تنظر إلى ظهره العريض وجسده المنحوت بغرابة تظهر من عينيها الوقحة..
نظر إليها “طارق” من الداخل بعد أن لاحظ أنها صفت السيارة أمامهم، دقق النظر بها فعلم من تكون لأنه قد رآها قبل سابق هنا مع الاسطى “جاد” وقد وقفت معه بعض الوقت..
صدح صوته وهو يقول بجدية موجهًا حديثه إلى “جاد”:
-اسطى جاد.. الست اللي كانت هنا واقفة بره
رفع “جاد” رأسه للأعلى واعتدل بجذعه واستدار بوجهه ناظرًا إليه باستغراب مُتسائلًا:
-ست!.. ست مين
أشار له “طارق” برأسه إلى باب الورشة فاستدار ينظر بقوة ليراها أمامه! تقف جوار السيارة بعد أن خرجت منها وتنظر إليه بقوة هي الأخرى وكأنها تنتظر نظرته إليها..
أخفض عينيه وترك ما بيده أخذًا قطعة قماش من جواره على طاولة صغيرة يمسح بها يده بقوة بسبب ما بها بفعل أدوات السيارة..
تقدم إليها بهدوء وثبات في سيره كالمعتاد يقف أمامها بشموخ كالجبل قائلًا بجدية ونبرة رجولية خشنة:
-أهلًا وسهلًا اتفضلي
ابتسمت بنعومة إليه وهي تنظر داخل عينيه بعمق متحدثة:
-ازيك
أجابها بفتور وجدية:
-الحمدلله في نعمة
أنتظر أن تتحدث وتقول ما الذي أتى بها إلى هنا، هل ملت من عدم رده على مكالماتها فأتت إلى هنا!.. نظرت إليه بتردد وهتفت بكذب قائلة وهي تنظر إليه:
-أنا جيالك في شغل.. أصل عربيتي من امبارح بتقف لوحدها
نظر إلى السيارة خلفها ذات الماركة العالية والفخمة مُستغرب من حديثها لأن السيارة تبدو جديدة في الأصل، عاد بنظره إليها وهتف سائلًا إياها:
-بتقف إزاي يعني
وضعت يدها عليها بتلقائية وأردفت قائلة:
-بتعطل.. امبارح جيت ادورها لقيتها مش بتدور شوية واشتغلت وحتى النهاردة وأنا جاية عطلت مني في السكة واخرتني نص ساعة على ما اشتغلت
أومأ إليها برأسه بجدية تامة واستدار يشير إلى طارق الذي كان يقف خلفه من الأساس يعمل جواره واستمع إلى الحوار الذي دار بينهم:
-شوفها كده يا طارق
ذهب طارق إلى الخارج في الشارع ليتفقد السيارة فتقدمت هي إلى باب الورشة لتقف جواره وتنظر إليه على راحتها وكما تحب، ابتسمت إليه بهدوء ورقة تجيدها جيدًا ثم تصنعت الخجل قائلة:
-في سؤال كده بصراحة بيجي في دماغي على طول ونفسي اسألك عنه بس متفهمتيش غلط
ضيق ما بين حاجبيه بعد حديثها وتسائل داخله قبل أن يسائلها عن مضمون السؤال التي تخجل منه:
-ايه هو
نظرت إلى عينيه الرمادية بدقة وتعمقت داخلها وهي تسائله هذا السؤال لترى كيف سيُجيب عليها وما الذي سيظهر على ملامحه:
-أنتَ ليه مش مخلف؟.
حقًا لم يتوقع هذا السؤال أبدًا، يشعر بغرابة شديدة تجاهها، نظراتها غريبة! مواضيعها غريبة! حديثها معه وعنه غريب للغاية ولم يعد يرتاح إليها كما السابق، ويستغرب كثيرًا لما هي هنا بهذه السيارة! أنها من طبقة غير طبقته ولن تموت دونه مؤكد لما أتت إليه هو، أجابها بهدوء وعقلانية وهو يبعد عينيه عنها:
-دي حاجه مش بأيدي.. كل شيء بأوانه
تعمقدت أكثر في الحديث بعد أجابته لتستطيع أن تبني معه حوار لا ينتهي حتى تستكمله فيما بعد، ودون خجل هذه المرة تحدثت:
-وأنتَ مدورتش على الموضوع؟. قصدي متابعتوش مع دكتور يعني
نظر إلى البعيد يتابع “طارق” الذي ذهب بالسيارة من أمامهم بعد أن ألقى نظرة عليها يحاول أن يجد أي خلل بها، أجابها بجدية فقط كي لا يخجلها:
-لأ.. أعتقد أن لسه بدري على أننا نتابع
سؤال خلف الآخرين وهي تستمر في أمور لا تعنيها من الأساس:
-ليه هو انتوا متجوزين من امتى
رفع نظرة إلى الأعلى بعد أن تقدم للأمام قليلًا بعد شعوره بأنها تقف في الشرفة وأجاب بصوتٍ منخفض:
-يعتبر ست شهور أهو
ابتسمت بغيظ اخفته داخلها لأنه يعتبر لم يأخذ القدر الكافي من زوجته الذي يجعله يستغنى عنها عندما تريد، استمرت في الحديث الهادئ الذي تظهره وكأنه تلقائي وأخرجت حديثها هذه المرة بمرح ومزاح:
-دا أنتَ عريس جديد بقى
ابتسم بتصنع وهو يعطيها ظهره بعد أن أخفض وجهه مرة أخرى وقد رآها بالفعل في الشرفة:
-لأ جديد ايه خلاص بقى
تقدمت إلى الأمام قليلًا مثله لتقف جواره وأكملت بضجر وانزعاج داخلها:
-أنا بردو لما شوفت مراتك والبيت حسيت إنه لسه جديد وهي بردو لسه صغيرة
لماذا تتدخل فيما لا يُعنيها بهذه الطريقة؟. لما تتسائل عن الحمل والأولاد؟. أهي مجنونة، أليس هذا شيء خاص به هو وزوجته وإن اتسع أكثر سيكون للعائلة ما دخلها هي، وأيضًا نظراتها لا تعجبه أبدًا، أردف بفتور قائلًا:
-آه فعلًا
وفي أثناء أنها كانت ستتحدث مرة أخرى وقف “طارق” بالسيارة أمامهم وخرج منها قائلًا بجدية إلى “جاد” وهو يشير إلى السيارة:
-العربية تمام يسطا جاد مفيهاش حاجه
ابتسمت بتصنع له وادعت الفرحة ثم الاستغراب بعدها وهي تتسائل:
-بجد طب كويس.. بس ليه كانت بتعطل؟.
أجابها “طارق” بعملية وهو يدلف إلى الورشة:
-مفيهاش حاجه.. سليمة
دلف إلى الداخل وتركهم فاستدارت بجسدها تقف أمام “جاد” وهتفت بابتسامة عريضة:
-متشكرة جدًا يا جاد.. حسابك كام
“جاد”!.. هكذا “جاد” من دون ألقاب؟. من أين هي تعرفه؟.. أنهى عقله عن التفكير الآن ونظر إليها مُبتسمًا بجدية:
-حساب ايه هو معملش فيها حاجه أصلًا
-بس عطلته عن شغله يبقى في حساب
ضغط على يده الذي وضعها في جيب بنطاله وكأنه يود لو تنشق الأرض وتبتلعه لينهي الحديث معها، قال بود وهدوء:
-لو فيه حساب يبقى خليها علينا المرة دي
ابتسمت إليه برقة وخجل ثم ألقت عليه التحية ودلفت إلى سيارتها ورحلت من أمامه، طبول الفرحة داخل قلبها تدق بأكثر قوة تمتلكها لأجل النظر إليه وإلى تعابيره الرجولية الرائعة ولأجل الحديث معه..
بينما هو مل كثيرًا بسببها واستغرب حديثها ونظراتها الغريبة إليه وأحيانًا إلى جسده وكأنها تسرق النظر إليه ولكنه رآها وهذا يجعله مندهش ليس فقط مستغرب أهي مجنونة؟.. يتمنى بالفعل ألا يراها مرة أخرى ولا يستمع إلى صوتها.. هناك شعور غريب داخله يجعله يقلق من رؤيتها..
وفي الأعلى كانت تقف في الشرفة ورأته وهو يقف جوارها! ويتهامس معها؟. ويبتسم إليها؟. ما كل هذا الكرم!.. لقد حُرمت هي من كل هذا وسلب منها أقل حقوقها لأجل غلطة لا يجوز أن تُنسب إليها من الأساس ويغدق هذه المرأة غريبة الأطوار به؟..
ما الذي يحدث من حولها يا وهي لا تدري به؟. هذه المرأة شخصية معروفة وليس لديهم صلة بها بل هي من مكان يبعد كامل البعد عن حياتهم وعاداتهم وتقاليدهم وعلى حين غرة ظهرت هكذا بينهم وتأخذ أكثر الوقت إليها وإن لم يكن بمقابلته هنا يكن بالهاتف!..
صحيح أغلب الأوقات لا يُجيب ويكون تحت ناظريها ولكن هي تخاف وبشدة وقلبها قلق للغاية، ربما هذه ليست المرة الثانية التي تقابله بها، ربما يقابلها بعيد عن هنا بما أن هناك مكالمات بينهم، ولن تعتبرها صديقته لأن “جاد” لا يصادق نساء ولن تقول أن بينهم عمل لأنها لن تترك الجميع لديها في حياتها المرموقة وتأتي إلى هنا!..
هناك شيء ولكن لا تعلم ما هو!.. وهي حقًا لا تشك بـ “جاد” بل هي تثق به ثقة عمياء وتعلم أنه بار بها ويعاملها كما يحب الله أن تكون مكرمة في منزله ولكن أيضًا هي خائفة، تشك بها هي، تشك بأفعالها وكلماتها ونظراتها أيضًا..
يا الله مرة أخرى عدنا للتشتُت والنزاع!..
❈-❈-❈
بعد نصف ساعة من ذهاب “كاميليا” صعد إلى شقته في الأعلى ليتناول الطعام فمنذ أن هبط في الصباح وهو لم يأكل شيء سوى أنه طوال اليوم يرتشف أكواب الشاي، دلف إلى الشقة وأغلق الباب خلفه متقدمًا من الداخل بعد أن ترك حذائه قبل الدلوف، سار إلى المطبخ فوجدها في الداخل تعطيه ظهرها ويبدو أنها تضع الطعام في الأطباق لأنها رأته وهو يصعد..
دلف إلى المرحاض وتعمد أن يفتعل صوت وهو يغلق الباب حتى تنتبه إلى وجوده معها، دلف ليغتسل سريعًا وهو كما هو عنوانه التجاهل الرسمي إليها والابتعاد الدائم عنها..
علمت أنه قد حضر واستعمل حيلته اليومية بأن يفتعل أي حركة تصدر صوتًا لتعلم بوجوده، وضعت الأطباق على صينية كبيرة وأخذتهم جميعًا مرةٍ واحدة..
خرج من المرحاض وهو يجفف وجهه ويده بمنشفة صغيرة، وضعها على الأريكة وهو يتقدم إلى غرفة السفرة، دلف إليها وجدها تجلس في مكانها تنتظر حضوره حتى تبدأ في تناول الطعام..
لم يكن هنا صوت سوى أصوات الملاعق في الأطباق الذي يأكلون منها، “هدير” كان داخلها أمر عليها أن تتحدث به معه وستفعل ذلك ولكن بعد دقيقتين فقط حتى إذا احتد النقاش بينهم يكن أكل ولم يبقى جائعًا.. تعلم أن النقاش سيحتد كما في الفترة الأخيرة!..
رفعت وجهها ونظرت إليه وهو يأكل، أخذت نفسًا عميقًا وتحدثت بجدية:
-جاد.. عايزة أسألك عن حاجه
رفع نظرة إليها وأبعد عينيه عن الطعام، يدعو أن لا يكون هناك معركة جديدة حتى لا يسوء الوضع أكثر من ذلك، أجابها ببرود:
-ايه؟..
ابتلعت غصة حادة كانت بحلقها وتركت الملعقة من يدها، أبصرت عينيه الرمادية بقوة وهي تقول مُكملة بجدية شديدة:
-الست اللي اسمها كاميليا دي عايزة ايه
عاد بنظره إلى طبقه مرة أخرى وأخذ منه ملعقة إلى فمه يمضغها ببطء، كيف سيُجيبها وهو من الأساس لا يدري ما الذي تريده!.. ابتلع ما بفمه وقال:
-عايزة ايه إزاي يعني مش فاهم
تعلم أنه يراوغ بسؤالها أو لا يريد الإجابة من الأساس، تعمقت بالنظر أكثر مثبتة عينيها عليه وهتفت بنبرة جادة وملامحها لا تشعره بالخير أو اللين:
-يعني عايزة ايه يا جاد؟.. بتكلمك في الموبايل ليه على طول وفي وقت مش مناسب؟ بتجيلك هنا ليه؟..
مرة أخرى عاد يأخذ ملعقة وهو يبعد نظرة عنها مُجيبًا إياها بجدية:
-محددتش حاجه معينة… الأمور طبيعية
نظرت إليه باستغراب وهي تراه يتهرب من النظر إليها يخفي ملامح وجهه عنها الكاشفة لما بداخله وتساءلت بجدية وقوة؛
-يغني ايه الأمور طبيعية أنتَ عمرك ما كلمت واحده ست بالطريقة دي
لم تعجبه طريقة حديثها بالمرة وهو يراها تشير إلى شيء غير مقبول أبدًا، هذه المرة ترك الملعقة من يده وأردف متسائلًا:
-الطريقة دي؟ تقصدي ايه
تضايقت ملامح وجهها بهذا الضعف المميت الذي يشعرها بالغيرة عليه من قرب هذه المرأة، فقالت وهي تقترب منه بهدوء:
-مقصدش حاجه بس عايزة أعرف هي بتكلمك ليه وكانت هنا النهاردة ليه يا جاد
رأى الغيرة بعينيها وطريقتها، وهي كزوجته لها الحق في أن تغار عليه، ولكن أيضًا للحقيقة الأخرى لم يصدر منها فعل تُحاسب عليه وهو لا يستطيع أن يجيب لأنه من الأساس لا يدري ما الذي تريده فأمر السيارة هذا لم يصدقه:
-عربيتها كانت عطلانه
رفعت حاجبيها بسخرية مُميتة إليه وتحدثت بتهكم صريح وهي تضع يدها على وجنتها كحركة ساخرة منه:
-والله!.. عيله صغيرة أنا علشان تضحك عليا.. وهي قبل كده كانت بتعمل ايه من غير الاسطى جاد اللي هيصلح العربية
لم يتقبل حديثها وطريقتها مرة أخرى، يعلم أن هذا حديث لا يدلف العقول ولكن هذا ما حدث عن حق!. أردف بحدة وهو ينظر إليها بقوة:
-هدير!.. اعدلي كلامك
وقفت على قدميها دافعة المقعد من خلفها بعنف وقوة وكأنها قد أتت بأخرها معه هذه المرة فما يفعله لا يرضي أحد أبدًا:
-إزاي.. اعدل كلامي إزاي.. أنتَ مش شايف نفسك بتعمل ايه.. زعلان تتقمص وتبعد عني من غير حتى عتاب.. أسألك عن حاجه تهرب من السؤال حتى لو أجابته عندك وهتريحني
وقف هو الآخر قبالتها ونظر إليها بعمق منتظرًا أن تنتهي من حديثها الذي تفوهت به بحدة وقوة لأول مرة وكأنها تتمرد عليه:
-أنا لسه هنا مبعدتش.. حاولي أنتِ بقى مبعدش بجد
أمر غريب قد تحدث به وهي لم تفهمه! ضيقت ما بين حاجبيها وتسائلت بجدية واستغراب:
-تقصد ايه؟..
أجابها وهو يبتعد:
-مقصدش حاجه
نظرت إليه وجدته يذهب إلى الخارج ثم إلى خارج الشقة كاملة بعد أن استمعت إلى صوت الباب يغلق!..
جلست مرة أخرى مكانها وقد انتابها الضعف الشديد لما يفعله بها!.. لقد مضى الأمر وتناست الناس ما حدث حتى هي تناست ما حدث لما هو الوحيد المُتذكر مع أنه أخذ حقه من مسعد مرتين ليس واحدة فقط إلى أن أصبح لا يُجيد السير في الحارة رافع الرأس!.. ما الذي يريده أكثر من هذا!. النيل منها هي!.. أن يجعلها تشعر بالخطأ الذي فعلته! لقد شعرت وفهمت وعلمت وانتهى الأمر ما به بعد ذلك؟..
غير أن وجود هذه المرأة التي ظهرت من العدم يعكر صفوها ويجعلها تود أن تغلق عليه الأبواب إلى أن يعترف ما الذي تريده منه!.. فمؤكد هناك شيء وإن لم يعود عما في رأسه ستُخلق المشاكل يوميًا بينهم وتنتهي تلك الحياة الوردية التي لم تستطيع أن تنتهي منها بل هي التي نفذت وقدمت محلها حياة تتشح بالسواد..
❈-❈-❈
“في المساء”
وقف “عبده” مقابلًا لـ “جاد” في الورشة وهو يتحدث معه في أمور عدة ثم مرة واحدة هتف قائلًا وكأنه تذكر:
-نسيت أقولك يا كبير.. الفرج حضر
تغيرت ملامح “جاد” شاعرًا بالاستغراب وعدم الفهم فسأله وهو يعتدل في وقفته جوار باب الورشة:
-فرج!.. فرج ايه
ابتسم الآخر ابتسامة عريضة أظهرت أسنانه وضيقيت عينيه السوداء:
-الرد وصل من عند أهل العروسة.. رحمة
ابتسم “جاد” هو الآخر بشدة بعد أن فهم ما الذي يتحدث عنه، لقد قالت له “هدير” أن “عبده” تقدم إلى صديقتها “رحمة” ثم في اليوم التالي قد تحدث هو معه وقال له ما الذي يريد فعله..
ظهرت الفرحة على وجه “جاد” وأقتربت منه يحتضنه بعد هذه الابتسامة التي أظهرها على وجه ولا تدل إلا على القبول:
-ألف مبروك يا عُبد.. ألف مبروك ياض
بادلة “عبده” العناق بقوة والفرحة تهتز داخل قلبه محركه إياه بقوة:
-الله يبارك فيك يا كبير.. عقبال ما نشيل ولادك يارب
مازال يعانقه، وقد هزت قلبه هذه الكلمات البسيطة، يا الله كم يتمنى أن يحدث هذا، هذا أكبر حلم بحياته ولو كان صغير ولكنه حقًا يريده بكل جواره! طفل! طفل فقط منه ومنها لا غير ذلك..
لما الجميع يذكره اليوم بهذا الأمر؟. ابتسم أكثر مسيطرًا على مشاعره وعاد للخلف وهو يقول بهدوء:
-عرفت إزاي بقى
-والله زي ما أنتَ عارف هما من وقت ما اتقدمت وسافروا.. أبوها كلمني امبارح وقال إنهم رجعوا وأننا نشرف في أي وقت
ربت “جاد” على ذراعه وقال بابتسامة بسيطة وحب ظهر على ملامح وجهه:
-ألف مبروك
❈-❈-❈
“اليوم التالي”
في الساعة السابعة صباحًا كان “جاد” ينام على فراشه في غرفة نومه، جواره زوجته التي كانت تحتضن إياه بقوة تضع يدها اليمنى على صدره والأخرى جوارها، قدمها اليمنى فوق قدميه الاثنين والأخرى على الفراش، مقتربة منه إلى حد كبير وهو ينام على ظهره ولم يكن يشعر بهذه السلاسل التي تحيط به، بل كان ينام على ظهره واضعًا يده اليسرى فوق ذراعها يحتضن إياها هو الآخر..
لا يدري أنه يفعل هذا وهي لا تدري أنها مقتربة منه إلى هذا الحد فكل واحد منهم يوميًا ينام بعيد عن الآخر ولا تدري ما الذي يحدث أثناء نومهم يجعلهم يقتربون إلى هذا الحد!..
وكأن هذه الراحة لا تأتي إلا في القرب، لا يرتاح في نومه إلا وهي داخل أحضانه يشعر بتواجدها ويستنشق عبير خصلاتها وجسدها.. ولا تشعر هي بالأمان والسكينة إلا عندما تشعر بوجوده معها إن كان في نومها أو يومها!.
قلبين يحرقهم البعد والفراق ويشتعلوا على النيران والجمر معهم، والأرواح تتلاقى في غفوة النوم لقسوة الجسد عليها، ثم يستفيق كل منهم ويعود الوضع إلى ما هو عليه..
دون سابق إنذار والاثنين ينعمون بأفضل أوقات نومهم جوار بعضهم اخترق صوت صراخ عالي أذنيهم بقوة عنيفة جعلتهم ينتفضون من على الفراش مرة واحدة معًا بفزع..
تمسكت “هدير” بذراع “جاد” وهي تنظر إليه بعد أن جلست بهلع والنعاس يؤثر عليها قائلة بخوف:
-في ايه يا جاد
حاولت فتح عينيها بقوة لتنظر إليه فوجدته هو الآخر ينظر إليها باستغراب ومازال كأنه يحلم ولكن الصوت مستمر بعنف وقوة جعلته يهلع لما قد يكون يحدث:
-مش عارف
وقف سريعًا من على الفراش مبتعدًا عنها بعد أن هتف هذه الكلمات بقلة حيلة، تقدم من مقعد المرأة وهو يضغط على عينيه بقوة، أخذًا بنطاله البيتي وقميصه بهرجله ليرتديهم حيث أنه كان ينام بملابسه الداخلية..
سريعًا وبهرجله ارتدى ملابسه وخرج إلى الشرفة ليرى ما الذي يحدث في الخارج وكلما أقترب تبين إليه الصوت!.. فتح الشرفة سريعًا ونظر إلى الخارج ليرى البعض اجتمع أسفل منزلهم والصوت يأتي منه بقوة وعنف اهتزت له الجدران..
عاد إلى الداخل يركض بهلع وخوف حقيقي لما جال بخاطره عما قد يحدث في المنزل في مثل هذا الوقت وأصبح قلبه يدق بعنف وقوة، قابلته وهو يركض إلى باب الشقة بعد أن ارتدت روب سريعًا على ملابسها والصوت يكاد يخرج من الأذن الأخرى..
سألته بقلق ولهفة ظاهرة عليها والخوف يدق قلبها بعنف ولم تعد تستطيع أن تقف على قدميها:
-في ايه يا جاد
أجابها بقوة وهو يخرج من الباب قائلًا بنبرة رجولية خائفة ضائعة:
-دا صوت أمي.. الصوت من عندنا
ثم خرج من الباب وتركها تقف تنظر في أثره تحاول أن تبتلع الصدمة أو تفهم ما الذي يحدث لكي تستطيع أن تتحرك!..
❈-❈-❈
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندوب الهوى)