روايات

رواية ندم صعيدي الفصل السادس عشر 16 بقلم مريم محمد

موقع كتابك في سطور

رواية ندم صعيدي الفصل السادس عشر 16 بقلم مريم محمد

رواية ندم صعيدي الجزء السادس عشر

رواية ندم صعيدي البارت السادس عشر

ندم صعيدي
ندم صعيدي

رواية ندم صعيدي الحلقة السادسة عشر

غرفه مظلمه لا ينيرها إلا ضوء خافت يصدر من مصباح صغير فى السقف.
كانت سلمى تجلس أمام إيمان و كان الهدوء هو سيد المكان حالياً.
نظراتهم تحدثت بالكثير و الكثير كانت نظرات سلمى تتحدث بالعتاب و الخذلان و ألم الخيانه كان ينهش صدرها بينما كانت تقابلها نظرات إيمان الخائفه و المصدومه.
قاطع هذا الصمت المحمل بمشاعر متناقضه سلمى التى قالت بصوت مبحوح حاولت جعله قوى.
سلمى : ليه يا إيمان ؟
سؤال بسيط صغير حمل معانى عميقه و كثيره و علمت صاحبه هذا السؤال أن الاجابه عليه سوف تأتى لها بندوب القلب و الجروح العميقه التى لن تشفى بسهوله.
إيمان بعدم فهم : ليه ايه يا سلمى ؟!
بدأت سلمى تفقد هدوءها تتدريجياََ لتردف بنبره حاده ممزوجه بعتاب : انتى هتستهبلى يا بت انتى انا على تكه منك و لولا انك لغايه دلوقتى مرات اخويا انا كان زمانى قطعتك حتت صغيره و خليت رجالتى يرموا لحمك لكلاب السكك ؛ و لا اقولك ده حتى كلاب السكك هتقرف منك يا شيخه اصلهم مش متعودين ياكلوا لحم التعابين و الحربايات.
دهشت إيمان من شخصيه سلمى الجديده عليها و شعرت وقتها برعشه تسرى بعمودها الفقرى من كثره الخوف و لم تعرف حقاََ بما تجيبها فقالت بصوت مرتعش من الخوف : و الله يا سلمى انا معرفش انتى بتتكلمى عن ايه.
تنفست سلمى بعمق شديد رغم أنها شعرت بالاشمئزاز لفكره انها تتنفس نفس الهواء الذى يحمل رائحه الخيانه التى تفوح من القابعه أمامها بخوف و لكن تنهدت بخفه و حاولت الابتسام حتى تهدأ من نفسها.
فقالت سلمى بهدوء ما قبل العاصفه : هختصرلك الموضوع كله فى جمله واحده أو اقولك سؤال واحد بإجابه واحده ملهاش تانى و لو كدبتى هعرف لأنى عارفه كل حاجه اصلاََ بس عايزه اسمعها منك و على كل كدبه هتقوليها هتاخدى منى قلم يشوه وشك الكيوت ده تمام يا مرات اخويا.
فتحت إيمان فمها على آخره حتى كاد فكها أن يصل إلى الأرض من هول الصدمه و لم تعرف ما الذى يحدث معها الان و كلما يعرض عقلها فكره انه من الممكن أن تكون سلمى علمت بما حدث فى الماضى منذ ٧ سنوات أو أكثر تنهر عقلها و تبرر له أن لا أحد يعلم ما حدث بالماضى سوا عزوز و هو بالتأكيد لن يفضح سره و يخبرها بما حدث قبلاََ حتى لا يفتح الجحيم عليهم هم الاثنان.
شعرت سلمى أن صمت الأخرى قد طال عن حده فتنهدت بخفه لتبدأ هى بالحديث و كانت تشجع قلبها على ما هى قادمه عليه فليس من السهل أن تستمع سلمى لما ستقوله صديقتها الأولى و ابنه خالها الحبيبه و التى اعتبرتها اختها بيوم من الايام .
سلمى ببرود هادئ :
إيمان انتى كنتى عارفه ان انا محدش لمسنى زمان غير عيسى و أن عيالى دول منه هو و ان اللى خطفونى كانوا هدى و عزوز و الفكره اصلا كانت فكره بسنت و بعد كل اللى عرفتيه ده كنتى ساكته طول المده اللى انا كنت بتهان و بتضرب فيها و كمان كانت سمعتى بتتمسح بيها الأرض.
صدمه ألجمت لسان الجالسه أمامها حتى أنها شعرت بنسيان كل الأحداث و الذكريات التي تعرفها من قبل و لا تتذكر سوى مشهد عزوز مع هدى و اعترافهم بما فعلوه لسلمى.
و كأن الحروف و الكلمات هربت من عقلها لمعرفتها أن كل كلمه ستقولها الان ستبعثها للجحيم خصوصاً مع ظهور شخصيه سلمى الجديده أمامها.
مرت خمس دقائق و إيمان لا زالت صامته ومصدومه بينما كانت سلمى تراقب شحوب وجهها و ضياعها بهدوء عكس ما بداخلها من نيران تحرق قلبها الصغير المتألم.
بدأت سلمى تشعر بالغضب يجرى بعروقها كانت تريد سماعها تبرر فعلتها كانت تريدها أن تنكر هذه التهمه الشنيعه الموجهه لها أرادت أن تجعلها تندم على جلبها لهنا أن تصرخ بأعلى صوتها و تقول إنها بريئه.
صوت طلقه ناريه خرجت من سلاح سلمى فى الفراغ تلاها صوت صراخ إيمان الخائف.
سلمى ببرود ينافس الجليد : ايه ده بجد انتى طلعتى صاحيه أصلك طولتى فى السكوت قلت يمكن موتى من الخوف و لا نمتى و انتى مفتحه عينك و لا حاجه.
ثم أكملت بنبره حاده غاضبه مع فك مقتضب و قبضه متكوره من الغضب : بصى يا روح امك انا صبرى ليه حدود انا حتى الآن بتعامل معاكى بأحترام عشان انتى مرات سمير غير كده انا كنت هعرف اطلع منك الكلام بطريقه مش هتيجى على عقلك الصغير البرئ ده تمااااام.
حاولت إيمان أن تتكلم و لكنها تلعثمت بكل ما خرج منها و ما كان يخرج من فمها ليس إلا بعض من الحروف و الكلمات المتقطعه.
سلمى بنبره خبيثه شيطانيه مع ابتسامه جانبيه : يا عينى مش عارفه تتكلمى يا بطه انا هخليكى تتكلمى من عينى حاضر.
محماااااااااااد تعالا فوق مدام إيمان عشان شكلها لسه مفقتش من البنج.
فزعت إيمان من صوت سلمى العالى و قبل أن ترجع لصدمتها مره اخرى وجدت دلو من الماء المثلج يسكب عليها بقوه.
أنتفضت من مكانها من شده البروده التى صابت جسدها بسبب الماء المثلج.
و كانت سلمى تشاهد ما يحدث أمامها ببرود و هدوء ثم ألتفتت إلى محمد و قالت له بصوت وصل لمسامع الأخرى.
سلمى : روح هات بقى الجردل التانى بس أغليه على قد ما تقدر عشان مدام إيمان شكلها سقعان.
تحدث إيمان اخيراََ بتلعثم و خوف : لااااااا لاااا أن …. انا هتكلم حاضر بس بل …. بلاش مايه تانى بالله عليكو.
أشارت سلمى لمحمد بالخروج و جلست مره اخرى أمام إيمان التى تقابلها بنظرات خائفه.
سلمى ببرود مصطنع يخفى غضبها : أخلصى انا معنديش وقت كتير و خلقى بدأ يضيق.
تنهدت إيمان بتوتر ثم بدأت الحديث بصوت منخفض خائف من القادم : أه كنت عارفه يا سلمى.
أغمضت سلمى عيونها بألم قاتل خمس كلمات كانوا كخمس أسهم مسمومه دخلوا قلبها بقوه مؤلمه لها.
هى تعلم الحقيقه بالفعل لكن عندما سمعتها من فم تلك الخائنه أمامها أصبحت صعبه بالفعل و مؤلمه أكثر.
قاطع تألم سلمى صوت إيمان الخائف :
بس و الله و الله و الله كمان مره يا سلمى انا سكت عشان عزوز هددنى اه هددنى انه هيقتلنى و أنه هيأذيكى كمان فأضطريت انى اسكت وقتها عشان ميعملش فيكى حاجه انا مش مهم مكنتش خايفه على نفسى اللى كان هممنى انتى وقته ………..
قاطع كلامها كف ألتقطه خدها بقوه كبيره أوقعتها أرضاََ فقدت الرؤيه لبعض من الثوانى و شعرت انها لا تسمع شئ و فى وسط هذه الأشياء الكثيره كان فكها يؤلمها بشده حتى أنها وضعت احتمال انه تم كسره من قوه الضربه.
لم تفق إيمان إلا على صوت الغاضبه أمامها الذى كانت تتحدث بهدوء و ثقه تخبرها انه لديها شئ مهم لتسمعه
و عندما ركزت فى التسجيل تذكرت انه نفس الحديث الذى دار بينها و بين عزوز عندما كانوا فى الحديقه الخلفيه من منزل عائلتها بالصعيد.
نظرت لسلمى برعب فها هى علمت بكذبتها الأولى و الأخيرة فهى طوال صموتها كانت تفكر فى هذه الكذبه بأن تلقى كل الحق على الخائن عزوز.
و لكن أتى هذا التسجيل اللعين الذي رمى كذبتها فى اقرب سله مهملات و قد زاد خوفها للضعف عندما رأت هاله سلمى الغاضبه فهى بكف واحد من يديها العاريه أصبحت فريشه للأرض و لا تريد أن تتخيل ما قد يحدث إذا ضرباتها كف آخر.
وقفت سلمى من مكانها و ذهبت بإتجاه إيمان حتى تجلسها مره اخرى على الأرض بعد أن طال نومها هناك و كم سخرت شياطينها من إيمان الضعيفه فهى من كف واحد وقعت كالذبيحه فى العيد
بينما سلمى التى كانت تتعذب بأسوء الاساليب و كانت تتحمل فقط من أجل أطفالها الساكنين برحمها بأمان.
اقتربت سلمى من إيمان تهمس لها بصوت مرعب أرسل القشعريره لها : انا مش قلتلك انا عارفه كل حاجه الكدبه اللى جايه هقطعلك صباع فاهمه.
ثم أمسكتها من حجابها بقوه ألمت إيمان و أكملت بصوت عالى غاضب : و أسم ربنا ميتقلش على لسانك الكذاب يا **** سامعه.
اومأت إيمان بسرعه من خوفها و قالت بصوت مرتعش من الخوف : مش هكدب تانى و مش هحلف بالله تانى بس سيبينى بالله عليكى.
ردت عليها سلمى بصوت غاضب هز ما تبقى من كيان إيمان : قولى اللى عندك كله عايزه اسمع كل حاجه منك عايزه اسمع ******
ليه يا إيمان تعملى فيا كده انا عملتلك ايه لكل ده ؛ ده انا كنت بعتبرك اختى الكبيره
كنتى كل حاجه حلوه بالنسبالى كنت بفضلك على نفسى كنت بدافع عنك قدام جدى و كنت بطلع نفسى غلطانه عشان متتعاقبيش و فى المقابل كنت بتعاقب انا مكانك ؛ انا خسرت ابن عمى الكبير عشان خاطرك خسرت اخويا عشان كنت بدافع عنك قدام عمى بهجت عشان تتجوزى واحد من أخواتى و بعد كل ده اعرف ان كان فى ايدك تنقذينى و معملتيش كده كان فى ايدك تخرجينى من الجحيم اللى انا كنت عايشه فيه و معملتيش كده ؟!
ليه يا إيمان لييييييييه ؟؟؟؟
فقدت إيمان أعصابها من كثره الاتهامات التى وجهت لها و قد بدأت شخصيتها الحقيقيه بالظهور بالفعل عندما قالت بجنون و هستيريه :
أيوه يا سلمى انا عملت كده و لحد النهارده مش ندمانه على اللى عملته و لو رجع بيا الزمن ألف مره هخبى تانى اللى سمعته من عزوز و هدى
و مش هكلم عمك ينقذك من جبروت جدى و جنون عيسى عارفه ليه يا سلمى؟!
اقولك انا ليه عشان انتى هتفضلى بنت سليم الفقى و انا هفضل بنت سالم الجارحى
فاكره يا سلمى لما كان ابوكى بيجبلك احلى الحاجات و اغلاها و أمك كانت بتدلعك و بتهننك ؛ أبوكى كان بياخدك و يسافر و يبسطك و يوديكى أماكن انا معرفش مكانها فين اصلاََ و لا حتى اسمها ايه.
و انا …. انا اللى لما كنت اطلب لعبه صغيره يتقالى انتى كبيره روحى ساعدى امك فى المطبخ و لما كنت اقول عايزه اخرج عايزه اتفسح يقولولى بلاش مسخره و قله ادب اللى قدك فاتحين بيوت لوحدهم و مخلفين بدل العيل تلاته.
اشمعنا انتى بقى مكنش بيتقلك كده هااا اشمعنى انا بس اللى كانوا بيقولولى كده عارفه ليه يا سلمى عشان انتي بنت سليم و انا بنت سالم.
ده حتى يا شيخه بعد ما ابوكى و أمك ماتوا قلت بس خلاص هنتساوا بقى اخيراََ لكن لأ لازم انتى تفضلى المدلعه عارفه ليه عشان اسمك هيفضل سلمى سليم الفقى ؛ خلصت من أبوكى طلعلى عمك.
عمك إللى كان بيبعتلك كل شهر شئ و شويات و برضو فضلتى الدلوعه و انا فضلت اللى يتقالى بلاش مسخره و قله ادب.
كبرنا شويه و بقيت فى سن الجواز بالنسبه للبلد لكن كنت بستغرب أن كل العرسان اللى كانوا بييجوا البيت كانوا بيتقدمولك انتى رغم أن انا الكبيره بس انتى الجميله و الرقيقه و الرجاله بتحب الجمال و الرقه فأختروكى انتى و سبونى انا.
عايزه تعرفى ليه تانى يا بنت سليم ؟!
عشان لما انتى كنتى بتعتبرينى اختك كان الكل بيقارنى بيكى فأنا أعتبرتك عدوه ليا.
و لما انا كنت احلى حاجه بالنسبالك كنتى انتى اسوء حاجه بالنسبالى.
و لما انتى كنتى بتفضلينى على الكل كنت انا بقرب من الكل و اشوف هم عايزين ايه و اعمله عشان يكرهوكى انتى و يحبونى انا.
و لما انتى كنتى بتدافعى عنى عشان متعاقبش كنت انا بتعمد اعمل الغلط علشان تتعاقبى انتى مكانى زى كل مره.
و اقولك على الكبيره بقى بما انها خربانه خربانه.
انا عملت أقصى جهدى عشان اتجوز سمير ابن عمك عشان انا عارفه انتى بتحبيه قد ايه لأنه ياما وقف جنبك و كان الأخ و السند ليكى.
و بكده بقى ابقى خدت واحد من ولاد عمك و خسرتك التانى لما كنتى بتدافعى عنى قدامه و وقفتى قدام محمود عشان الجوازه ديه تتم.
و يبقى كده لسه اتنين من ولاد عمك حبايب قلبك لازم اخسرهملك و كنت مستعده اعمل اى حاجة عشان سلطان و تيسير يبعدوا عنك و كده كده عمك بهجت و مرات عمك رجلهم و القبر يعنى خلاص هيموتوا قريب يعنى فكنتى هتبقى لوحدك بعد ما كنت هوسوس لعيسى انك لسه خاينه و لازم ياخد منك العيال بدل ما يطلعوا ***** لأمهم.
و أقولك بقى ايه أكبر أسبابى لكل اللى انا عملته ده
أنى بكرهك يا سلمى و بحقد عليكى و بتمنالك دايماً الشر و بغير منك و بتمنى أن كل اللى عندك يبقى بتاعى انا لوحدى و ان انتى تبقى و لا حاجه.
نظرات سلمى لها كانت هادئه و كان يظهر البرود الطاغى و اللامبالاة عليها و لكن ان اقترب اى احد منها قليلاََ سيسمع قلبها الباكى الذى يتكسر إلى فتات صغيره من الألم و سوف يرى عينيها التى أصبح عليها طبقه زجاجيه من الدموع و لكنها اخفت كل هذا ببراعه تحت قناع يسمى البرود و اللامبالاة.
وقفت سلمى من مكانها و هى ترى أمامها إيمان تلهث بتعب بعد تلك ” المواجهه القويه ”
فذهبت سلمى بإتجاه إيمان بعد أن أخذت ورقتين و قلم من على مكتب متواجد بالغرفه ثم أتجهت ناحيتها بهدوء و قالت بنبره أمره لا تقبل النقاش
سلمى : أمضى هنا و بسرعه يلاااا.
خافت إيمان من سلمى و بالفعل مضت على الورقتين من دون حتى أن تقرأهم.
ألقت سلمى نظره أخيره لإيمان ثم قالت لها بصوت هادئ بارد مع ابتسامه جانبيه.
سلمى ببرود : انتى مريضه يا إيمان ؛ مريضه بمرض النقص و السواد اللى جواكى ده مهما عملتى هيفضل جواكى عشان الناقص بيفضل طول عمره ناقص.
ثم رحلت بهدوء و ثبات دون أى شئ يذكر.
صدمت إيمان من رحيلها الهادئ و لم تصدق أن بعد تلك المواجهه و بعد ذكر كل هذه الحقائق سوف تذهب سلمى بكل هدوء هكذا دون فعل لها أى شئ فتفست براحه و ابتسمت بسعاده و راحه.
و لكن قطع أنفاسها المرتاحه و ابتسامتها السعيده ظهور سام ( سمير جوزها و ابن عم سلمى ) من نفس الباب الذى خرجت منه سلمى قبل ثوانى و كانت عينيه بارده خاليه من المشاعر عكس عينيه الدافئه المليئه بالحنان و الحب التى اعتادت عليها إيمان منه.
نظر لها سام لمده قليله ثم قال بنبره أرعبت الأخرى من برودتها و حدتها فسام كان معها دائما مرح و هادئ و لكن هذا الجانب منه تراه للمره الأولى فى حياتها و تتمنى أن لا تراه مره اخرى.
سام ( سمير ) : الظاهر ان محمود الوحيد فينا اللى كان عارف حقيقتك ال **** بس معلش الواحد لازم يقابل شخص زباله فى حياته عشان لما يقابل الحلو يعرف قيمته.
كادت إيمان أن تتكلم لكن قاطعها يد سام التى ارتفعت تمنعها من التحدث فأكمل هو ببرود.
سام بهدوء يخفى خلفه الكثير : انا دلوقتى المفروض ادفنك بالحيا لكن اللى منعنى عن كده اللى انتى بتكرهيها و اكتفيت بس بالورقتين اللى انتى مضيتى عليهم من شويه.
اول ورقه : تنازل عن كل حاجه كتبتهالك ؛ المؤخر و العربيه اللى جبتهالك فى عيد ميلادك و الفيلا اللى فى روما بتاعه هديه جوازنا و الدهب و الالماظ اللى كنت بجبهولك كل يوم حتى الهدوم اللى انا جبتهالك كمان و هرجعك لبيت اهلك بالهدوم اللى عليكى زى ما جيتيلى بالهدوم اللى عليكى.
تانى ورقه : ديه ورقه طلاقنا و ده معناه انك طالق يا إيمان طالق طالق و بكده تبقى طالق بالتلاته.
خرج كما دخل بهدوء ثم ذهب بإتجاه سيارته فنظرت سلمى لمحمد و امرته بعينيها أن يأتى.
تحدثت سلمى بنبره أمره : محمد اتصل بتيسير و قوله يروح على مطار القاهره بأسرع وقت عشان يرجع مع سام لأنه هيحتاج ناس كتير جنبه فى الوقت ده و ابعت كمان ورا كل واحد فيهم أربع رجاله تتأكد انهم ركبوا الطياره بأمان و يرجعوا على هنا تانى على طول عشان الفتره اللى جايه هنحتاج الرجاله كلهم.
محمد بطاعه : تمام يا سلمى هانم.
تركته سلمى و ذهبت بإتجاه سيارتها هى الأخرى و ركبت بها بتعب ظاهر للأعين و كان أحمد ينتظرها بها و قد احتل بالفعل مكان السائق.
بعد مرور ثوانى قليله بدأ أحمد الحديث كالعاده.
أحمد بسخريه : ايه السرعه ديه يا وحش تعرفى امبارح بس أن إيمان ليها ايد فى الموضوع
تقومى متصله بأخوكى امبارح الفجر و تحكيله كل حاجه لأ و ايه كمان تقومى جايباها النهارده بالليل يا قادره ده انتى طلعتى أسرع من الطلبات الاون لاين.
لم تكن سلمى بمزاج جيد حتى تساير حديث أحمد السخيف بالنسبه لها فأمرته بهدود أن يرجعها للمنزل و يضع لسانه فى فمه
؛ فهى بالحاجه الشديده للنوم الطويل فى أحضان صغيريها الذان يخففان عنها ألامها و يعالجان جروحها.
و بالفعل ألتزم أحمد بالصمت و كان يشفق على التى بجانبه مما تعرضت له فى الماضى و تتعرض له الآن فى الحاضر.
💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔💔
فى المنزل وصلت سلمى لغرفه طفليها بصعوبة و كل همها أن تنام و هى مستمتعه برائحه الفانيليا التى تنبعث منهما بلطف.
و لكن صدمت عندما وجدت غرفتهم خاليه فأصبحت كالمجنونه و عقلها أصبح يخيل لها الكثير من السيناريوهات الغير جيده.
أسرعت ناحيه غرفه إسحاق بخطى متوتره.
و فتحت الباب عليه بقوه من دون حتى أن تطرق الباب فوجدته ينام بسلام على سريره فمن دون تفكير ذهبت ناحيته و تسلقت سريره تربت على خده بقوه حتى يستيقظ لعلمها بنومه الثقيل.
تحدثت سلمى بصوت عالى متوتر : إسحاق إسحاق فوق يا أبنى فوق يخربيت اهلك.
فتح إسحاق عينيه لثانيه ثم اغلقها مره اخرى و قال بنعاس شديد : خمس دقايق يا ماما و هقوم حاضر بس انتى اعمليلى الشاى باللبن و متنسيش كوبايتى ٣ سكر.
سلمى بغضب : ده انا اللى هعمل منك شاى باللبن يا سكر عيالى فين يا بنى ادم.
إسحاق ببعض من الاستيعاب : عيالك مين قصدى عيالك فين
ايه ده هو احنا فين اصلاََ أه افتكرت خلاص عيسى جيه خد سالم و سليم بعد ما رجع من المستشفى خدهم معاه فى اوضته.
زفرت سلمى أنفاسها براحه ثم ذهبت ناحيه غرفه عيسى بسرعه و الذى وجدت بابها مفتوح قليلاََ ليسمح لها بسماع ما يحدث بالداخل و ما سمعته لم يسرها ابداََ
فى الداخل عند عيسى و التؤام :
كان عيسى يتكلم بهدوء و بطريقه مبسطه حتى يفهمه الطفلان ( مسكين ميعرفش انهم أذكى منه ) :
اتفقنا يا حبايب بابا كده احنا هنبدأ مع بعض من اول و جديد و ننسى كل اللى حصل زمان ماشى و بعد ما نبقى حلوين مع بعض ان شاء الله تساعدونى عشان ارجع انا و ماما و نبقى اسره واحده صغيره و نعيش مع بعض فى سعاده و كمان نسافر لوحدنا فى اى مكان بعيد عن أى حد يضايقنا.
كان سليم لا يعطى اى اهتمام لما يحدث بينما سالم كان غاضب من داخله و لكن أظهر البرود كعادته
قائلاََ بنبره لا تناسب سنه
سالم : ايوه يعنى و احنا نساعدك ليه ترجع لأمى.
عيسى بحنان : عشان انا بحبكوا و عايز نبقى اسره واحده.
سالم بصراحه و برود : بس انا مش بحبك.
صدمه أصمتت الجميع من رد سالم الغير متوقع و قبل أن يحدث شئ اسوء دقت سلمى على الباب و دخلت و هى ترسم ابتسامه مزيفه على ثغرها ثم قالت بهدوء و رقه : معلش يا عيسى هاخد منك الولاد لأن الوقت اتأخر جداََ و لازم يناموا يلا حبايبى على السرير.
لم يعترض أو يتذمر الطفلان كعادتهم بل بالعكس وقفوا و ذهبوا فوراً خلف امهم تاركين عقل شارد بقلب مكسور من جمله ابنه.
نام الجميع بهدوء و كأنهم يعلمون أن غداً يحمل الكثير من التعب و الإرهاق.
🤫🤫🤫🤫🤫🤫🤫🤫🤫🤫🤫
فى صباح يوم جديد حامل مفاجئات كثيره
استيقظ الجميع على صوت دق عالى قادم من باب المنزل بالأسفل فأستيقظ البعض بفزع و البعض الآخر لم يبالوا.
فتح الخدم الباب سريعاً فتقدم عسكرى بزى رسمى يحمل بعض من الأوراق و كان يسأل عن مالك هذا المنزل فأخبروه انه فى المستشفى.
تحدث العسكرى بنبره عمليه : طب لما يرجع سلموه الورقه ديه و قولوله أن البيت جاله قرار إزاله لأن الحكومه اكتشفت ان الارض اللى مبنى عليها البيت ده ملك للدوله و قرار الازاله هيتم في خلال أسبوع أو اتنين بالكتير.
أنتحبت عبله بصوت باكى و بدأت التذمر بصوت عالى كعادتها و قالت بصراخ للغفير الواقف أمامها.
عبله ببكاء مرير : روح نادى سيدك سالم من المستشفى و قوله ام عيسى بتقولك خلاص.
بيتنا اتخرب
ثم عادت مره اخرى الى صراخها
بينما فى مكان آخر كانت تراقبها نظرات مستمتعه مع ابتسامه جانبيه منتصره و كانت تراقبهم من فوق السلم بإستمتاع و خبث.
و بالتأكيد كلنا نعلم أن هذا الشخص لن يكن سوى سلمى.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندم صعيدي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى