رواية ندم صعيدي الفصل السابع عشر 17 بقلم مريم محمد
رواية ندم صعيدي البارت السابع عشر
رواية ندم صعيدي الجزء السابع عشر
رواية ندم صعيدي الحلقة السابعة عشر
قال سقراط ذات مره …. ” تحدث حتى أراك ” فرد عليه دوستويفسكى بعدها بأكثر من ألفى عام قائلاََ ….
” قد يكون فى أعماق المرء ما لا يمكن نبشه بالثرثره ؛ فأياك أن تظن أنك عرفتنى بمجرد انى تحدثت أليك ”
مش عارفه ايه الفلسفه اللى انا فيها ديه بس حبيت الكلام و حسيت أنه فعلاً حقيقى فشاركته معاكم.
أنا بنزل بسرعه و على قد ما اقدر اهو عشان خاطركم و الله مع انى المفروض ممسكش الفون فتره طويله عشان غلط على عينى و العمليه و بضطر ممسكش الفون كتير و انام لفتره كبيره عشان اريح عينى بس كله يهون عشانكم 😉❤️
💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞💞
ذهب الغفير سريعاً للمستشفى لأحضار سالم و الحج مدحت الذى قد أصيب بجلطه بسيطه فى يده حتى يروا تلك المصيبه الجديده التى حلت على رئوسهم.
لم تمر النصف ساعه الا و قد قدم الغفير و معه الرجلان اللذان كانوا فى حاله يرثى لها فقد كان التعب ظاهر عليهم بشده و الحج مدحت الذى كانت حالته مشفقه للغايه.
حتى أنه يوجد قلب ما كان يقنع ل نفسه أنه قاسى رق له بالفعل بشفقه و حزن على حالته.
كسر الصمت القاتل عيسى الذى قال بصدمه : جدى هو انت واخد الأرض ديه من غير ما تشتريها يعنى كل ده قاعدين فى أرض مش ملكنا.
الحج مدحت بتعب ظاهر على صوته : يا ولدى الأرض ديه خدها ابوى وضع يد و بنى عليها البيت اللى أوانا اكتر من ٧٠ سنه و دلوكت ( دلوقتى ) الحكومه عايزه ترجع مالها بعد الزمن ده كلاته ( كله ) .
رد عليه سالم بنبره ضائعه : يعنى ايه يا أبا يعنى احنا كده هنترمى فى الشارع بعد الزمن ده كلاته ( كله ) عيله الجارحى تترمى فى الشوارع.
بدأت عبله الصراخ و الولوله كعادتها فلم يتحمل الحج مدحت كل هذا و وقع على الكرسى خلفه فى تعب و كسره فلم تتحمل صديقتنا كل هذا و ذهبت إلى جدها سريعاً تجلس أمامه على الأرض و هى تفرك يده التى كانت بارده جداََ.
تحدثت سلمى و هى لاتزال تفرك يدان الحج مدحت و كانت نبرتها يكسوها الحزن : جدو خلاص أهدى ماشى مفيش حاجه هتحصل انا ليا علاقات عامه كتير جداََ
و ممكن اتواصل مع السفير و نقدر نشترى الأرض من غير هدم البيت و متقلقش لو طلبوا ملايين هدفع هرجعلك البيت تانى ده مهما كان بيت أمى الله يرحمها و المصنع أن شاء الله هنبنيه من الاول و جديد مش مشكله
و ان شاء الله هيقف على رجله من تانى و كل حاجه ترجع زى الاول و بالنسبه للجلطه فأحنا هنسافر القاهره دلوقتى حالاََ و نقعد عند ابن عم بابا فى بيته و هنروح على أكبر دكتور و فى خلال أيام هتكون خفيت أن شاء الله ماشى يا جدو متقلقش انا موجوده و كل حاجه هتبقى تمام.
كان الجميع ينظروا لها بصدمه فمنذ ٧ سنوات أو أكثر كانت تجلس سلمى بنفس المكان لكن و هى تطلب النجده يومياََ من جدها الذى كان يرفض مساعدتها كل يوم قائلاََ أن كل زوج مسئول عن زوجته و ان عيسى رجل بالغ لا يحتاج أن يتعلم كيفيه معامله زوجته.
لكن الآن المشهد يعاد مره اخرى لكن اليوم سلمى هى التى تعرض المساعده حتى دون أن يطلبها احد منها و قبل أن يفيقوا من أفكارهم كانت سلمى تحدثت مع ابن عم والدها تخبره انها قادمه مع أهل والدتها و سوف يمكثوا لبعض الوقت عندهم.
عادت سلمى مره اخرى لهم و قالت بصوت لا يقبل النقاش : طنط عبله اطلعى بعد اذنك جهزى هدوم حضرتك و هدوم جدو و هدوم عمو سالم عشان هنسافر النهارده ان شاء الله
و انت يا عيسى لو مش هتعرف تحضر هدومك قولى و انا بعد ما احضر هدومى هاجى احضرهالك انا جدو انت ارتاح خالص عشان السفر هيبقى تعب عليك يلا انا طالعه اقولهم اننا هنسافر.
و بالفعل صعدت سلمى تاركه الجميع فى صدمه من أمرها و تصرفها.
صعدت سلمى لغرفه إسحاق لتجد بالفعل الجميع مجتمع بها فقالت بنبره سريعه : سالم سليم روحوا حضروا شنط هدومكم عشان احنا مسافرين كمان شويه.
و قبل أن يبدأ سليم بسلسله اسألته قام سالم بسحبه من ملابسه و هو يتمتم ب : حاضر يا سلمى ادينا نص ساعه و هنبقى جاهزين.
بعد أن خرج سالم و سليم من الغرفه أخرجت سلمى هاتفها من جيبها و أجرت مكالمه :
سلمى بأمر لا يقبل النقاش : ايوه يا محمد جهز الرجاله احنا مسافرين القاهره نصهم هيبقوا معايا و النص التانى زى ما هو يفضل هنا مع هدى و بسنت و إيمان لحد ما افكر هعمل فيهم ايه تمام يا محمد.
محمد بطاعه : أعتبريه حصل يا سلمى هانم.
أغلقت سلمى الهاتف و قبل أن تجرى اتصال آخر قاطعها إسحاق بصوت مدهوش مما يحدث : هو ايه اللى بيحصل ده معلش انا مش فاهم حاجه.
قاطعت مونيكا الغاضبه بشده رد سلمى على سؤال إسحاق : اقولك انا ايه اللى حصل يا إسحاق الهانم زى الهبله قلبها حن و نسيت هى جايه ليه و بعد كل التعب ده عرضت على العيله اللى أذيتها انها تساعدهم و هتاخدهم القاهره عشان تعالج جدها و قال ايه هتشتريلهم البيت و تقوملهم المصنع من تانى كرامتك راحت فين يا هانم و لا نسيتها فى الحمام و انتى بتستحمى.
تحدث إدوارد بغضب مماثل لغضب مونيكا : انت بتهزر يا سلمى صح انت بتساعدهم بعد كل اللى عملوه فيك.
ردت سلمى بهدوء محاوله تبرير موقفها : يا جماعه انا قلت انا هوقع كل واحد فى شر اعماله و كلنا عارفين ان مش انا اللى حرقت المصنع و موضوع البيت ده احنا اصلاََ كنا متفقين ان انا هبعت واحد من رجالتى يعمل نفسه العسكرى و لما يشوفوا القرار و يتخضوا يومين كده كنت هطلع انا بقى فى الصوره زى البطل الخارق و اعمل مكالماتى قدامهم واقولهم اننا هنشترى الأرض و الموضوع كان هينتهى و كنت هاخد الفلوس منهم واحطها في صندوق تحيا مصر و لا اى جمعيه خيريه.
لأن انا كنت استحاله افرط فى البيت اللى امى اتولدت و عاشت فيه.
إسحاق بهدوء : اومال ايه اللى جد يعنى.
جلست سلمى على السرير و وضعت رأسها بين يديها و قالت بحيره و تفكير عميق : اللى جد أن محمد جالى و قالى أن الراجل بتاعنا كان هيجى على العصر و لما محمد دور فى الموضوع لقى أن الراجل اللى جيه ده عسكرى حقيقى فعلاََ و قرار الإزاله ده قرار حكومى حقيقى و جاى من توصيه عاليه أوى كمان.
و كمان انا مكنتش اتوقع ان جدو ممكن
يجيله جلطه و حتى لو بسيطه انا مش مستعده انام يوم و انا شايله ذنب بنى ادم حتى لو البنى آدم ده مش كويس أو اذانى زمان.
و بيت امى انا استحاله اسيبه يتحول لشويه طوب و اسمنت.
و بالنسبه لكرامتى يا انسه مونيكا فهى موجوده الحمد لله و رجعت لما شفت مدحت مرمى على الأرض و مفيش حاجه سندته لا سمعته و لا جبروته و لا تحكامته.
و انا مقدرش اسكت على اللى بيحصل ده لأن
إنسانيتى غلبت إنتقامى و مكنتش عامله حسابى أن بيت امى هيتهد.
قالت مونيكا بتفكير : كده فى حاجات غريبه بتحصل من ورا ضهرنا و كل اللى بيحصل ده بيثبتلى اكتر أن اللاعب الجديد ده معانا و فى صفنا احنا.
رد إدوارد بتفكير مكملاََ حديث مونيكا : بس الغريبه أن كل حاجه احنا مخططينها هو بيعملها بس على طريقته هو.
رد إسحاق بسخريه : طب اقولكم الكبيره بقى انا لما فتحت اللاب توب من شويه لقيت حد باعتلى سجل بقضيه سرقه بس اتقفلت عشان المجرم هرب و مش هتصدقوا مين المجرم ده.
إدوارد بفضول : مين يا إسحاق.
إسحاق و هو ينظر لسلمى : هدى ( أم بسنت ) .
نظرت له سلمى بصدمه ممزوجه بسخريه : ده غير الاثباتات اللى معانا انها بقالها خمس سنين بتشتغل هى و بنتها فى السحر و الدجل هههههه ديه كده هتقعدلها شويه شويتين حلوين فى السجن.
أنهت سلمى حديثها ثم عادت لتضع يدها على رأسها لتفكر بهدوء فأقتربت منها مونيكا بخطوات صغيره تقدم واحده و تأخر الأخرى ثم أخذت قرارها و بدأت حديثها بندم من كلامها سابقاََ و طريقه حديثها مع سلمى : انا اسفه يا سلمى مكنتش اعرف ان الخطه اتغيرت متزعليش منى أنا قلت كده من خوفى عليكى.
ردت عليها سلمى بإرهاق من التفكير : لا عادى يا مونيكا مجتش عليكى يعنى انتى كمان.
شاور إسحاق لمونيكا بالصموت الان لأن سلمى ليست بموقف يسمح بالمناقشه أو المجادله الان.
وقفت سلمى من مكانها و اتجهت ناحيه الباب و قبل أن تخرج قالت بنبره لا تقبل النقاش : كده انتو خلاص عملتوا اللى عليكوا اعملوا حسابكم انكوا هترجعوا بلادكم النهارده
باقى فى الخطه خطوتين فأرجعوا انتو بقى عشان الشغل ميتعطلش و انا كام يوم كده و هرجعلكم و أه قبل ما انسى حد يبعت لسلطان ان احنا هنبقى فى بيت عمى جلال الفقى و لما يبقى يفتح تليفونه يبقى يشوفها و يجيلنا على هناك بقى.
ألقت كلماتها بثقه و ثبات ثم خرجت بهدوء و ذهبت بإتجاه غرفتها حتى تجهز حقيبه ملابسها لتستعد للسفر إلى القاهره.
✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️✈️
بعد مرور الكثير من الوقت ها هى الان تجلس بجانب نافذه السياره و يجلس سليم النائم بحضنها و كان يضع رأسه بمكانه المفضل فى عنق سلمى ( بين رأسها و كتفها ) و يلف قدميه حول خصرها
بينما سالم فهو كان نائم بهدوء و يسند رأسه على جسدها و هى بالمقابل كانت تحاوطه بيدها و تضمه أكثر لأحضانها حتى لا يفكر هذا الجالس بجانبها ان يأخذه إلى أحضانه بحجه ان ينام بأحضانه هو
فهى لا تريد من سالم أن يستيقظ و هو غاضب فهى تعلم مدى كره سالم لعيسى منذ أن قرأ مذكراتها سابقاََ و علم ان عيسى والده هو نفسه من كان يعذبها و كان يريد قتل الروح البريئه التى كانت داخل رحمها.
بينما كان الجالس بجانبهم كلما فكر بأخذ سالم من أحضان سلمى يتذكر سالم عندما أخبره بعدم حبه له ؛ فيهدأ قليلاََ ثم يفكر بأخذ سليم منها فيتذكر أيضاََ جدالات سليم الغاضب مع سالم التى كانت تظهر كم أن سليم يغير على أمه بشده حتى من أخاه التوأم.
ضحك بسره عندما تذكر ما حدث منذ قليل بتلك المشاكسات المحببه لقلبه بين أطفاله.
❤️ F B ❤️
جلس حارس من رجال سلمى بمقعد السائق و جلس محمد بجانبه و عيسى كان مستعد ليجلس خلفه بجانب النافذه.
اما سلمى فقد جلست بالفعل جانب النافذه خلف السائق و قبل أن يصعد سليم ليجلس بجانب سلمى دفعه سالم بخفه حتى لا يؤذيه و صعد قبله سريعاََ و جلس جانب سلمى أو المعنى الحقيقى ألتصق بسلمى ثم التفت لأخاه و ألقى له نظره خبيثه مستمتعه مع ابتسامه جانبيه.
قال سليم بصوت عالى و بغيره واضحه : سالم ابعد عشان انت عارف انى مش بحب حد يقعد جنب سلمى غيرى.
سالم بإستفزاز متعمد و كان يلتصق بسلمى أكثر : هى مش أمى زى ما هى امك و لا ايه مش فاهم انا.
سليم بصوت غاضب و قد بدأ صبره ينفذ : سالم متلزقش فى سلمى كده …….. سلمى ابعديه عنك بعد اذنك عشان ميحصلش مشاكل.
تنهدت سلمى و هى تنظر لسالم برفعه حاجب معناها حقاََ فبادلها هو النظرات ببرائه مصطنعه قائلاً : وحشتينى يا سلمتى فقلت اقعد جنبك.
ثم قبلها بسرعه على خدها لتصدم سلمى و تنظر له بحب فسالم نادراََ ما يظهر حبه لها بسبب بروده الدائم
بينما الأخر رجع بمكانه و كان ينظر لسليم بإستمتاع اكبر.
زفر سليم الهواء برئته بغضب بعد أن تحكم به شيطان غيرته الطفولى فصعد إلى السياره ثم صعد على سالم بقوه ألمته بعدها اتجه لسلمى و طوق ذراعيه حول رقبتها و قدميه حول خصرها و بعد أن جلس جيداً طوق خدود سلمى بكفيه الصغيران و جعلها تنظر له بعيونه.
ثم تحدث سليم بصوت تكسوه الغيره وكان منظره قابل للأكل من لطافته : سلمى متبصيش لحد كده غيرى سامعه انا بس اللى تبصيله كده.
ثم نظر لسالم و حاول أن يجعل صوته خشن حتى يخاف منه : و انت يا واد يا ملزق انت ابعد عن سلمى كده متلزقش فيها كده تانى و عارف لو قلتلها سلمتى تانى هستنى لحد ما تخلص واجبك و بعد كده هقطعه تمام يا مان ( man / رجل ) عشان انا بس اللى اقولها سلمتى.
ثم عاد بأنظاره إلى سلمى و بدأ يمسح خدها الذى قبله سالم بمنديل ثم رمى المنديل من النافذه و قبلها بقوه عدت مرات بنفس الخد ثم عاد ينظر لها فأبتسم برضا و بعدها دفن رأسه بعنقها حتى يستنشق عبيرها المحبب لأنفه.
كان يبتسم سالم ابتسامه صغيره تكاد تظهر على أخاه الغبى بنظره و لكن بعد أن جلس عيسى بجانبه و اقفل باب السياره غلف وجهه بالبرود مره اخرى و وضع قدم فوق الأخرى و ابتعد عن سلمى قليلاً فقط.
و بعد دقائق قليله نام سليم بهدوء فحاولت سلمى شد سالم لحضنها و لكنه رفض.
سلمى بهدوء حتى لا تيقظ سليم : يا واد تعالا هنا فى حضنى انت عنيد كده ليه.
سالم ببرود : أجى فى حضنك ليه أن شاء الله هو انا عيل صغير.
تحدثت سلمى و هى تتنهد بقله صبر : هنسيب حوار انك صغير أو كبير ده بعدين نبقى نتكلم فيه تعالا يلا فى حضنى عشان تنام الله يهديك.
رد عليها سالم ببرود : بقولك ايه يا سلمى اللى انا عملته من شويه ده عشان استفز سليم مش اكتر غير كده انتى عارفه ان انا مش فارق معايا أقعد جنبك و أنى مش بهتم بالحاجات اللى زى ديه لأنى مش عيل صغير زى ابنك انا راجل.
سلمى بعند طفولى : ماشى يا سى راجل هنشوف شويه لما تنام زى الفسيخه هتروح فين.
❤️ END F B ❤️
ابتسم عيسى بهدوء قبل أن يقع هو الآخر بالنوم.
😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴😴
بعد ساعات طويله وصلت اخيراََ عائله الجارحى
إلى قصر عائله جلال الفقى بعد أن أوصلوا فى طريقهم إسحاق و مونيكا و إدوارد إلى مطار القاهره حتى يعودوا إلى موطنهم الحبيب.
كان سليم لا يزال نائماً عكس سالم الذى بدأ يتفحص جيداََ بفضول المكان الذى سيمكث به لفتره من الزمن.
نزل محمد سريعاً حتى يأخذ سليم من سلمى و لكنها رفضت فساعدها على النزول بهدوء و بعدها نزل سالم و مشى بجانبها بثقه و كبرياء لا يناسبوا سنه.
ثم تلاها نزول الحج مدحت من سياره أخرى و نزل بعده سالم ابنه حتى يسانده و ورائهم تمشى عبله التى كانت تنظر للقصر بأعجاب و إدهاش شديد.
دخل الجميع و وجدوا فريق من الخدم بإنتظارهم
اخذ الخدم الحقائب و دلوهم إلى غرفه الاستقبال و فور أن دخلو إليها وجدت سلمى من يشد منها سليم و يجلس على الاريكه ورائه و شرع يقبله بحنان و حب و لم يكن هذا الشخص سوى زوجه عمها.
و قبل أن تتحدث معها وجدت من يشدها إلى أحضانه و يقبلها بجميع أنحاء وجهها و لم يكن هذا الشخص سوا عمها جلال.
جلال بحنان طغى على صوته : حبيبت عمك ووحشتينى اوى كده يا سلمى هنت عليكى كل السنين ديه و مش عايزه تزورينى.
ردت سلمى بإبتسامه تظهر اشتياقها : حقك عليا يا عمى بس و الله غصب عنى انا عارفه انى مقصره معاك بس وعد أول ما سالم و سليم يشدوا حيلهم شويه هتلاقينى عندك كل سن …..
قاطع كلامها الحديث الذى يدور ورائها.
قالت سعاد ( مرات عمها جلال ) بصوت عالى و بقله صبر و تعب من المناقشة : يا سالم يا حبيبى الله يهديك تعالا فى حضن تيته زى اخوك.
سالم ببرود : ما انا سلمت عليكى بالايد احمدى ربنا انا مش بسلم على حد اصلاََ.
تحدث جلال و هو ينزل لمستواه و ينظر له بتفحص : الظاهر ان سلمى ما كدبتش لما قالت انك نسخه من سلطان ؛
ثم نظر لسلمى مره اخرى و قال بتعجب : ايه ده يا سلمى ده كأن سلطان واقف قدامى و بيتكلم نفس الثقه و البرود و طريقه الكلام.
ردت عليه سلمى و هى تتنهد بقله حيله : اعمل ايه يا عمى تعبت منه و الله ومفيش حد بيقدر عليه غير سلطان و عمى بهجت غير كده اديك شايف بيتكلم ازاى مع كل الناس.
جلس الجميع حتى يرتاحوا من طريق السفر الطويل و بدأت الأحاديث العشوائيه بينهم لفتره حتى قاطعهم دلوف شخص و هو يتحدث بغرور بان فى صوته.
: شوف يا اخى الزمن و عمايله لفيتى العالم كله و شفتى مزز أشكال و ألوان لكن فى الاخر برضو رجعتيلى انا عشان طبعاً كلنا عارفين انى احلى مز فيهم.
ردت عليه سلمى بسخرية لاذعه : شوف يا اخى الزمن و عمايله لفيت العالم كله و لسه ملقتش بنى ادم عنده ربع غرورك.
اقترب الشخص منها و هو يقول بتلاعب : بيبى ده مش غرور ديه ثقه فى النفس.
قلبت سلمى عينيها و هى تتمتم ب : أومااااااال انت هتقولى ما انا عارفه.
احتضنها الشخص بقوه و دفن رأسه برقبتها ليستنشق رائحتها الشبيهه للشوكولاته فلم يكن على سلمى الا مبادلته فرفعت يديها و حاوطت ظهره بقوه هى الأخرى بعد أن دفنت رأسها بصدره.
مرت دقيقه و هم على هذا الحال فقالت سلمى بصوت مخنوق مائل للبكاء و كانت تضربه على ظهره.
سلمى بعتلي : كام مره قلتلك يا متخلف انت تعالا اقعد معانا فى اسبانيا و انت اكتر واحد عارف يا هشام انى مكنتش اقدر اجى مصر.
رد عليها هشام بحنان و هو يربت على ظهرها : مكنش هينفع اسيب بابا و ماما لوحدهم يا سلمى و انتى عارفه هم متمسكين بمصر ازاى و يا ستى ما انا و انتى كنا مع بعض على التليفون أربعه و عشرين ساعه صح.
تحدثت سلمى بطفوليه : و لو برضو كنت بتوحشنى.
رد عليها هشام بصدق : مش اكتر منى يا سلمى
يا بت انتى حته منى و مقدرش استغنى عنها بس الظروف بقى نعمل اي …
قاطع كلام هشام شئ صغير بالنسبه لهشام دخل بين الاثنين و حاول أبعاد هشام عن سلمى و عندما نظروا لأسفل وجدوا سليم يدفع هشام بقوه فأبتعد هشام و قال بصوت مصدوم : فى ايه يا لاااا مالك فى ايه ؟!
رد عليه سليم بغضب طفولى من غيرته : مالك انت يا عم بأمى لازق فيها بصمغ كده ليه انت ما صدقت تحتضنها و لا ايه و انتى يا ست سلمى ايه جو العشق الممنوع ده ما تبعدى شويه.
تحدث هشام و قد عاد إلى شخصيته المغروره : يا ابنى امك تحمد ربنا انها حضنت هشام الفقى اصلاََ.
ضربت سلمى جبينها بقله حيله فهى تعلم إذا أصبحت السماء تمطر مال هشام لم يكف عن غروره أو ثقته بنفسه كما يقول.
بدأ سليم و هشام جدالات لن و لم تنتهى و لكن قاطعها اخيراََ دخول سلطان الهادئ ثم صعوده إلى الطابق الأعلى بخطى بطيئه و الغريب انه صعد حتى من دون التحدث إلى أى احد.
و بعد أن صعد قال جلال لسلمى بصوت لا يقبل النقاش : سلمى أطلعى ورا ابن عمك و شوفى ماله شكله تعبان.
ردت عليه سلمى محاوله الإعتراض : بس يا عمى.
قاطعها جلال بصرامه : مفيش بس أطلعى شوفى ابن عمك ماله يا سلمى و لو احتاج دكتور نادى عليا ماشى.
تسلل القلق لقلب سلمى فنبره عمها تدل على معرفته لشئ لا تعرفه هى.
فصعدت سلمى بسرعه و ذهبت لغرفه سلطان فعمها قد خصص منذ زمن طويل غرفه لكل فرد من عائله الفقى.
طرقت ثلاث طرقات على الباب ثم فتحته و دخلت بهدوء فوجدت ما جعل عيناها تتوسع بصدمه.
تحدثت سلمى بصدمه و قلق ظاهرين على وجهها : ايه كل الدم ده يا سلطان هدومك مليانه دم ……. ثم خرجت شهقه من فمها عندما خلع سلطان قميصه الرمادى و بقى بتيشرت ابيض ذو ثقب من صغير من جهه الخصر و كان الدم يتضفق
فقالت بقلق أكبر و دموعها قد سبقت كلامها : سلطان انت بتنزف.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندم صعيدي)