رواية ندم صعيدي الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم مريم محمد
رواية ندم صعيدي البارت الخامس والعشرون
رواية ندم صعيدي الجزء الخامس والعشرون
رواية ندم صعيدي الحلقة الخامسة والعشرون
” وبعد وقت طويل يكتشف المرء أن الألم الحقيقى لا يأتى سوى من اقرب الناس إليه فهو مستعد على تحمل ألم تحطيم عظامه كلها على يد الغرباء ولكن كلمه صغيره مؤذيه من اقرب الأشخاص إليه تجعله يشعر بموت مشاعره الجميله حتى يستبدلها بمشاعر سوداء قاسيه لم يكن يتخيل بأن تكون داخله يوماََ ؛ لذا يا صديقى لا تعاتب نفسك فأنت شخص جيد ولكن قسوه من حولك هى من جعلت قلبك يتغلف بطبقه قاسيه من البرود ”
.
.
نصيحه اخيره منى لك :
” نحن بشر نميل لمن يعاملنا بلين وحنان نميل لمن يضعف لبكائنا نميل لمن يهتم بمشاعرنا أثناء معاتبتنا على أخطائنا ؛ فلهذا إن لم تجد هؤلاء الأشخاص بحياتك فمن الأفضل أن تعيش بمفردك حتى لا تسمح لهم بأذيه ما تبقى من روحك الطيبه ؛
وعندما تحتاج لمن يسمعك اذهب الى الله واشكو له فهو من سيتفهمك ويساندك دون التقليل من سبب حزنك كما يفعل البشر ”
.
.
مر سبعه أشهر على أبطالنا ومر معهم الكثير والكثير من الأحداث.
فعادت سلمى إلى شركاتها وعقدت الكثير من الصفقات الناجحه؛
اهتم سلطان بشركاته حتى عادت بقوه إلى التصنيفات العالميه وكم تعب واجتهد حتى يصل إلى قلب سلمى مره اخرى فكان كل يوم يقوم بعمل مفاجأه لها ويبعث لها الورود ورسائل مليئه بكلام العشق والغزل ولكن سلمى كانت تخفى سعادتها حتى تجعله يتعلم الدرس ويكف عن بروده رغم أنها صدمت من أفعاله
حتى أن سلطان كان مصدوم من نفسه لفعله كل هذه الأشياء الغريبه عليه ؛
سالم عاد إلى دروس البرمجه والتهكير الذى يعشقها ؛
سليم ايضاََ عاد إلى ورشات التمثيل حتى يسعى لحلمه ليصبح ممثل عالمى ؛
عيسى وصوفيا أصبح مطعمهم جاهزاََ للأفتتاح وظهرت علاقه عداوه كبيره بين عيسى و وليام صديق صوفيا ؛
تالين تعلقت بعيسى بشده وأصبحت لا تريد مفارقته ابداََ مما دفع عيسى لتعلم الكثير من الأشياء ليساعد فى تربيه تالين ؛
صوفيا أصبحت سعيده جداََ بوجود شخص يشاركها تعبها وتربيه ابنتها وايضاََ بدأ قلبها يدق لعيسى ولكنها اخفت الأمر بأوامر من سلمى فكانت كلما تحدثها عن مشاعرها اتجاه عيسى تقول لها
” اتركيه حتى يتعلم الدرس صوفيا اجعليه يندم على غروره وعجرفته وانانيته لا تعترفى له بحبك الان اجعليه هو من يعترف اولاََ ”
مازال هشام عازب لا يقبل الارتباط وكل اسبوع يغير حبيبته ولكنه كان كالظل لسلمى لم يتركها دقيقه واحده وساعدها بكل ما يمتلك من قوه مما جعل شخص ما يشعر بالغيره القاتله.
عاد محمود وزوجته نهى وأطفالهم إلى بيت العائله بعد إلحاح طويييل من سلمى.
تيسير تزوج اخيراََ وسافر إلى المالديف حتى يقضى هناك شهر العسل ( أو سنه عسل أيهما أقرب والله ما اعرف 😂😂)
سام تزوج ايضاََ وكم كان قرار صائب منه أن يتزوج من سيا حتى ينسى إيمان فهى كانت خير الزوجه وخير الصديقه التى انسته كل شئ وبنت معه الكثيييير من الذكريات الجميلة.
إيمان أصبحت مجنونه تماماََ فور ان علمت بزواج سام فبعثتها سلمى إلى مصحه نفسيه وحالتها الان فى تحسن كبير.
هدى وابنتها بسنت سجنوا وأخذوا عقوبتهم بالسجن المشدد وأصبحوا الان وحيدين بعد أن علم أهل البلد بأعمالهم السيئه والخبيثه.
الجد مدحت والعم سالم أصبحوا مجرد موظفين فى المصنع بعد أن تم إعادته ترميمه
.
.
.
نعود للحاضر :
استيقظت سلمى عندما أعلن المنبه المزعج انه حان موعد استيقاظها فأقفلته بإنزعاج وهى تقول بتذمر.
تباََ للصحيان البدرى
وتباََ للأسباب إللى بتخلينى اصحى بدرى
وتباََ لأى حد انا صاحيه بدرى عشان خاطر حضرته
نفسى افهم ليه الناس مش بتشتغل بالليل فى الطراوه ليه نصحى بدرى ونروح نشتغل فى الحر والفرهده ديه.
نظرت بجانبها لتجد الورود تملئ الغرفه ويوجد رساله معلقه على مرآه التسريحه كما الحال كل يوم
فمنذ أن أعطى سلطان لسلمى الخاتم لم ترتديه ولم تعطيه اى اهتمام أو حتى رده فعل سعيده لأى شئ جميل كان يفعله لها.
فإذا كان هو بارد ولا يأخذ قرارات الا من رأسه ويقرر أشياء مهمه بمفرده.
لذا فهى سوف تربيه من جديد حتى يتعلم أن يشارك أفكاره وقراراته مع الآخرين.
.
.
فى مكان آخر مع أشخاص آخرين :
كان عيسى يحمل ابنته الملاك المزعج كما أسماها ويراقب من بعيد صوفيا وهى تضحك بصوت عالى مع هذا الحيوان المدعو بوليام.
كان عيسى غاضب بشده وشعر بنيران حارقه بقلبه تزيد كلما زادت ضحكات صوفيا
كان وجهه هادئ جداََ ولكن نظراته المشتعله كانت توضح للغبى انه غاضب.
نظر إلى تالين التى كانت تشد ذقنه التى طالت قليلاََ فقرر أن يفجر ما داخله فى هذا الملاك الصغير المزعج.
عيسى بغضب : شايفه اللى امك بتعمله يا ست تالين واقفه مع الحيوان اللى اسمه ويليام وقاعده تضحك على نكته البايخه الرخمه وصوت ضحكها وصل للمريخ وانا انا اللى المفروض جوزها ما شوفتش منها حتى الآن ابتسامه حتى هل ده يرضى ربنا.
نظرت له تالين وكأنه شخص من الفضاء لا تعلم ماذا يريد وهذا سببه أن عيسى كان يتحدث العربيه وهى لا تفهمها.
ولكن الذى كان واضح مثل الشمس انها علمت أنه غاضب وبشده.
فنظرت إلى امها ثم إليه وبدأت البكاء بصوت عالى حتى تسمعها صوفيا.
نظر لها عيسى بدهشه من فعلتها فتلك الخبيثه تمثل البكاء الان حتى تأتى صوفيا وتوبخه على تقصيره مع تالين ومعاملته السيئه معها.
ولكن بالتعمق فى التفكير فهذا جيد ومن مصلحته لأنها على الأقل ستترك هذا الغبى اخيراََ.
جائت صوفيا إليهم بسرعه حتى تتفقد ابنتها الباكيه.
صوفيا بقلق : ماذا فعلت لها حتى تبكى هكذا.
عيسى بسرعه وبدون تفكير : اقسم لكى انى لم أفعل بها اى شئ انا كنت أتحدث معها بهدوء ومن دون اى سبب بدأت هى بالبكاء.
صوفيا بشك ونبره هادئه ولكنها حاده : انت متأكد عيسى.
عيسى بقلق من غضبها : لقد أقسمت لكى صوفيا.
صوفيا بهدوء : حسناََ سوف أعود لويليام الان أتريد شئ منى.
عيسى بغضب : لما واللعنه أصبح سيد ويليام فجأه يظهر بحياتنا كثيراً.
صوفيا بلا مبالاه وهى تلاعب تالين : افهم عيسى ويليام صديقى المقرب والوحيد وهو من أفضل الأشخاص فى حياتى وقد ساعدنى كثيراََ حتى أصل لما رأيته انت عندما أتيت اول مره لذا فلتخرجه من عقلك ولا تتدخل بشئونى لا تنسى انها مجرد عده أشهر وسوف نطلق.
ثم أكملت بخبث شديد : ومن يعلم ماذا يخبئ القدر فمن الممكن بعد طلاقنا أن اتزوج انا و ويليام بالنهايه انا لن ولم أجد رجل يفعل معى ما فعله هو.
غضب عيسى وغلت الدماء فى عروقه حتى أنها أصبحت واضحه للجميع.
تحكم عيسى بغضبه وقال بصوت منخفض حتى لا يفزع تالين : ولماذا انتى واثقه هكذا بأنى سأطلقك.
صوفيا بلا مبالاه مصطنعه : هذا كان اتفاقنا منذ بدايه الأمر.
عيسى بحده : انا لا أتذكر انى قلت لكى مره أن زواجنا سيستمر لسنه واحده فقط.
صوفيا ببرود مصطنع يخفى سعاده كبيره داخلها : لقد اتفقت مع سلمى على هذا وانت ايضاََ أتيت إلى هنا فقط حتى تنفذ اتفاقك معها.
عيسى بخبث وهو يقترب منها بخطوات بطيئه : ألم تقل لكى سلمى الاتفاق كاملاََ.
توترت صوفيا من قربه ولكنها مثلت الثبات : لا أفهم كلامك ؛ ماذا تريد عيسى.
عيسى بخبث أكبر : الاتفاق يقول إذا انتى سامحتنى وانا أحببتك فزواجنا سيظل للأبد.
رفعت صوفيا حاجبها بغرور مصطنع وقالت ببرود : ومن قال لك انى سامحتك.
عيسى ممثلاََ التفكير : مرت سبعه أشهر وتحقق نصف الاتفاق لذا ليس صعب بتحقيق النصف الآخر حتى إنتهاء تلك السنه.
صوفيا بغباء : لم أفهم.
اتجه عيسى للخارج وكان يصفر بخبث ثم ألتفت لها وقال بغموض : ستعلمين قريباََ زوجتى.
ثم ذهب من أمامها بسعاده كبيره
فهو قد اعترف لنفسه اخيراََ بحبه الكبير لصوفيا واكتشف أن حبه لسلمى كان مجرد حب عائلى ولكن عندما اكتشف انها ستذهب من بين يديه هيأت له شخصيته التملكيه انه يحبها لأنه تعود أن تكون له ولكنه ندم على هذا وتغير وكم تمنى أن تنتهى تلك السنه سريعاََ حتى يعتذر منها ويعبر لها عن ندمه.
اما بالنسبه لصوفيا فهو تأكد من حبه لها وقد قرر انها ستظل زوجته للأبد
وهى إذا سامحته أو لا فهو لا يهمه بالأساس لأنه يعلم جيداََ كيف سيجعلها تسامحه
😈
😈
😈
نعود مره اخرى الى سلمى :
كانت تجلس على مكتبها وتعمل على الصفقه الجديده فقاطعها دلوف أحدهم حتى من دون أن يطرق الباب.
سلمى من دون أن تنظر للذى دخل بهذه الطريقه فهى تعلم من هو.
سلمى بسخريه : حاجتين عمرهم ما هيحصلوا واشوفهم قبل ما اموت.
سالم ابنى يبطل يتكلم ببرود
وانت تبقى متربى
ماما ماقلتلكش ان احنا لازم نخبط على الباب قبل ما ندخل اى مكان بابه مقفول.
هشام بغرور : هشام الفقى مش بيخبط على باب.
ضربت سلمى جبهتها وهى تتمتم ببعش الشتائم ثم حاولت أن تهدأ فقال بنفاذ صبر حتى يرحل هذا المستفز.
سلمى : جيت ليه يا وش السعد عليا.
هشام : طبعاََ و وش الخير كمان.
سلمى بسخريه : اومااااال انت هتقولى.
أخلص يا زفت عايز ايييبه
هشام بفزع من صوتها : خلاص يا سنى ايه صوتك العالى ده فين الرقه فين الانوثه فين ال….
لم يقدر على تكمله الكلام لأن سلمي نظرت له نظره مرعبه وقالت بصوت حاد : أنجز.
هشام بسرعه : خلاص يا سلمتى أهدى كده انتى هتكلينى ولا ايه ولو على مجيتى يا ستى فأنا جيت عشان اديكى هديه النهارده بتاعت سلطان.
سلمى ببرود يخفى سعاده كبيره : اممممم قول كده ويا ترى بقى سلطان بيه جايبلى ايه النهارده.
اخرج هشام من جيبه مفتاح وأعطاه لها.
سلمى بتفكير : مفتاح لأيه ده.
هشام بحسره على ثروه سلطان التى يرمى منها كل يوم جزء لسلمى : ده يا مدام سلمى مفتاح البيت اللى انتى روحتيه قبل كده او بمعنى أصح سلطان بيه كان خاطفك فيه سلطان كتبه بأسمك وبيقولك اجهزى عشان هياخدك النهارده يعشيكى بره.
فرحت سلمى كثيراً بهذه الهديه فالبيت كان رائع ومثل ذوقها تماماََ.
فنظرت لهشام المبتسم بخبث وكان يلاعب حاجبيه.
فأعادت برودها قائله بصوت هادئ : قوله انى موافقه انه شايفه انه عادى أن واحده تتعشى بره مع ابن عمها صح ولا ايه.
هشام بإبتسامه جانبيه وخبث أكبر : أه طبعاََ عادى.
ثم وقف من مكانه ورحل دون كلمه أخرى تاركاََ ورائه سلمى ترقص فرحاََ.
هشام فى سره بنبره متعبه
ولسه ياما هنشوف منكم يا بنات حوا.
.
.
.
عند سام وزوجته سيا :
كانت سيا تتنقل مثل الفراشه فى المطبخ حتى تجهز الطعام لسام.
وكان هو يستند على باب المطبخ يراقبها بسعاده ثم أخرجه من مراقبتها سماع صوته الداخلى.
الصوت : شفت بقى صدقتنى لما قلتلك البت ديه هتوقعك على بوزك يا موكوس
سام : مكنتش اتخيل انى احبها فى الفتره الصغيره ديه اومال حبى لأيمان كان ايه حب سنين نسيته فى كام شهر ازاى.
الصوت : حبها الكبير اللى كان مالى قلبها كفاكو انتو الاتنين عشان كده نستك كل اللى فات.
إستغرب سام فقال بصوت يملئه الحيره : يعنى ايه مش فاهم؟!
الصوت : يعنى من الاخر انت حبيتها عشان هى وقفت جنبك ؛ عشان ساعدتك ؛ عشان مكسرتش قلبك زى ما إيمان عملت ؛ وأسباب تانيه كتييير انت مش شايف ان كل ديه أسباب كافيه لأنك تحبها.
سام بإبتسامه عاشقه : بنت اللعيبه اتسحبت لقلبى سنه سنه من غير ما احس حتى.
قاطع أفكاره صوت سيا القلق : انت بخير سام ماذا يحدث معك لقد ناديتك أكثر من مرة وانت لم تسمعنى حتى.
اقترب منها سام وحضنها بحب وسط دهشتها منه.
سيا : ماذا يحدث معك سام.
سام بدون تفكير : ماذا فعلتى بى حتى احبك بهذه السرعه سيا.
.
.
.
فى المساء :
كان سلطان يجلس بتوتر فى المطعم لا يعلم ماذا سيفعل مع سلمى أو ماذا سيقول لها.
فهذا اول موعد غرامى له وسلمى اول واخر أنثى فى حياته لذا هو لا يمتلك اى خبره فى مواضيع الحب والغرام والغزل.
كان يجلس بتشتت ويهز قدميه الى ان اوقفها عندما لمح حب حياته تدخل من الباب بفستانها البسيط.
عندما فاق من جمالها وأستوعب ما يحدث حوله شكر الرب لأنه حجز مسبقاََ المطعم بأكمله حتى لا يرى جمالها احد غيره.
واقسم بداخله انه فور أن يتزوجوا سوف يقنعها بارتداء الحجاب سريعاََ.
جلست سلمى أمامه بإبتسامه هادئه وانتظرت أن يتحدث هو فأبتلع ريقه بتوتر حتى يجمع كلامه.
سلطان بجديه : أظن أن جيه الوقت المناسب اللى اتقدملك فيه عدتتك وخلصت من بدرى انتقامك ونفذتيه وحياتك استقرت اهى.
وقف من مكانه ببدلته السوداء
و وقف أمامها ثم ركع على ركبه واحده وأخرج من جيبه خاتم ذهب وبه خرز صغير من الألماس.
” تتجوزينى يا سلمى تقبلى تبقى مراتى وأم عيالى وشريكه حياتى الأبديه ”
نظرت له سلمى بحيره من أفعاله.
وبعد تفكير عميق قالت بصوت تائه.
سلمى : يعنى مش هتسيبنى.
سلطان : عمرى ما اسيبك.
سلمى : اضمن منين.
سلطان بدون تفكير : أى حاجه انتى عايزاها هعملهاك ؛ انا ممكن من بكره اكتبلك كل املاكى واحولك كل فلوسى اللى فى البنك و ممكن اكتب على نفسى مؤخر كبير اوى ؛ شوفى انتى عايزه ايه وانا اعملهولك.
سلمى : انا ولا عايزه فلوس ولا عايزه أى حاجه انا عايزه منك وعود
اوعدنى يا سلطان انك تحمينى
اوعدنى يا سلطان انك تحافظ عليا
اوعدنى يا سلطان انك مهما يحصل ما بينا متسبنيش لوحدى.
اوعدنى يا سلطان أن مهما عيالى عملو هتفضل تحبهم وانى حتى لو خلفت منك متميزش عيالى من عيالك.
نظر لها سلطان بحب شديد ثم أخذها فى حضنه وقال لها بصدق شديد : اوعدك يا سلمى واوعدك كمان بحاجات حلوه اكتر من كده بكتير.
ابتسمت سلمى بسعاده و راحه ثم بادلته العناق بأبتسامه سعيده.
فهمس لها سلطان بخبث : بس انتى كمان اوعدينى انك هتبطلى اللبس ده لحد ما نتجوز وتلبسى الحجاب أن شاء الله.
ضحكت سلمى بخفه ثم قالت براحه : اوعدك.
.
.
.
ومرت الايام سريعاََ منها السعيده ومنها الحزينه
ومر معها ايضاََ الكثير من الأحداث سلطان وسلمى أصبحوا الان فى علاقه حب جميله هادئه وسالم وسليم كانوا أكثر من سعيدين بتلك العلاقة.
عيسى فعل المستحيل حتى يصلح علاقته بصوفيا وبالفعل نجح وأصبحوا اسره صغيره سعيده.
سام يكاد يموت فرحاََ بعد أن علم بحمل سيا وفرحت كل العائله ايضاََ بهذا الخبر الجميل.
.
.
.
اليوم المنتظر :
كان عيسى يجلس فى المطبخ على الأرض ويلاعب تالين وأمامه صوفيا تحضر العشاء.
كانت من بين الحين والآخر تنظر لهم وتبستم بدفأ.
ولكن قاطع تلك الأجواء السعيده طرق خفيف على الباب فنظر عيسى إلى صوفيا فوجد نظراتها حزينه اتجاه الباب فأستغرب ولكنه لم يعطى اهتمام لها و وقف من مكانه وأعطى اللعبه إلى تالين حتى يذهب لفتح الباب.
وكان يتمتم فى سره : محدش بيجى فى الوقت الرخم ده غير الحيوان اللى اسمه ويليام.
فتح الباب بهدوء وقبل أن يتحدث بأى كلمه لجم لسانه بصدمه من ما رأه.
فكانت سلمى تقف أمامه بإبتسامه واسعه وبجانبها سالم الذى يقف بهدوء وعلى الجانب الآخر سليم الذى تكاد السعاده ان تقفز منه.
كانوا يرتدون ملابس شتويه ثقيله حتى يتحملوا هذا الجو المثلج.
لم يكاد يخرج عيسى الكلمات من فمه الا و وجد سليم يدفعه بقوه وهو يقول بحماس شديد.
سليم بسعاده وحماس : ابعد شويه كده انا عايز اشوف اختى.
ذهب سليم جرياََ حتى يبحث عن اخته الصغيره تالين فذهب خلفه سالم قبل أن يفتعل المشاكل.
كان عيسى ما يزال فى صدمته الكبيره من ما يحدث الآن ولم يخرجه منها سوا صوت سلمى الرقيق.
سلمى : ايه يا عيسى كنت فاكرنى عيله صغيره مش قد كلامى ولا ايه انا جيتلك اهو بعد سنه كامله بالساعه وبالدقيقه وبالثاني…….
قطع حديثها عناق عيسى القوى المفاجئ لها.
عيسى بنبره حزينه مليئه بالندم : انا اسف يا سلمى انا اسف على كل الضرب والاهانه ؛ اسف على انانيتى ونسيانى ليكى ؛ اسف على كل لحظه ربيتى فيها عيالى وانا مكنتش موجود ؛ اسف على كل مره قللت فيها منك ؛ اسف على طمعى وقسوتى.
أنا آسف يا بنت عمتى.
بادلته سلمى العناق ثم قالت له بصوت هادئ
: ندمت يا عيسى.
عيسى : يااااه يا سلمى ده انا بقالى سنه مش عارف انام كويس كل ما افتكر انا عملت فيكى ايه احس بسكاكين رشقت جوايا ضميرى كان بيأنبنى كل يوم يا سلمى.
سلمى بهدوء : اتعلمت ايه يا عيسى
عيسى : اتعلمت أن الفلوس والشكل والتعليم والجنسيات كل الحاجات ديه ملهاش اى لازمه مقابل انى اعيش مع اسره صغيره دافيه.
اتعلمت انى ابقى مسؤل عن عيله
اتعلمت انى لازم اشتغل على نفسى عشان اقدر اربى بنتى وابقى قدوه كويسه ليها.
اتعلمت اتحكم فى نفسى وفى عصبيتى وفى صوتى العالى.
حتى أنى اتعلمت ازاى أدى حقن ههه انتى متخيله يا سلمى
ضحكت سلمى ثم همست له فى أذنه بمكر وخبث : حبيتها يا عيسى
شدد عيسى على عناقها وقال بصوت سعيد : اوى اوى يا سلمى وحبيت تالين اوى بقيت حاسس انها حته منى.
وقبل أن ترد سلمى عليه وجدت من يشدها ويجذبها له بقوه ؛ لم تنظر خلفها فهى تعلم خويه الفاعل.
سلطان بغضب : فى ايه يا عم عيسى حضنتها وعملت نفسى مش شايف وقاعد تضحكلها وسكت وسيطرت على شياطينى لكن عمال تضيق الحضن شويه شويه لحد ما لزقتها فيك مش هقدر استحمل اكتر من كده الصراحه.
عيسى بمزاح : الاه فى ايه يا عم سلطان مالك كده شادد حيلك علينا ليه بنت عمتى وكانت وحشانى محضنهاش يعنى ده انت غريب يا اخى.
رفع سلطان حاجبه بغضب وحاول السيطره على نفسه بعد أن رأى نظره سلمى الحاده له فقرر أن يتحمل لبعض من الوقت : ماشى يا عيسى هفوتها المره ديه. ثم اكمل بخبث : سيبك انت بس سمعت ان المدام ست ناجحه جداََ وانا اموت فى الستات الناجحه دخلنى بقى اما اسلم عليها.
حاول سلطان أن يدخل ولكن وقف عيسى أمامه بغضب ومنعه من الدخول قائلاََ : متردش الحركه عشان انا غيرتى وحشه اوى تمام.
سلطان متحدياََ له : لا انت اللى تخلى بالك عشان انا بقى مش غيرتى وحشه انا غيرتى بتقتل على طول ماشى.
حشرت سلمى جسدها الصغير بينهم فلم تصبح مرئيه بسبب صغر حجمها بالنسبه لأجسامهم الضخمه.
حاول سلمى أن تدفع سلطان قائله بصوت محذر : سلطان روح اقعد فى العربيه عشان خاطرى لحد ما اخلص واجيلك يلا بقى متبرقش كده عينك هتثبت وهتفضل مبرق طول عمرك.
نظر سلطان نظره اخيره لعيسى بمعنى اقترب منها وسوف إريك.
ثم ذهب ناحيه السياره حتى يجلس بها.
فأوقفه كلام عيسى الساخر : لا بس لبسك جامد جايبه منين يا سلاطينو.
حاولت سلمى كتم ضحكتها بصعوبه وعيسى زادت ابتسامته الساخره.
فرد عليهم سلطان بصوت حاد دون حتى أن يلتفت : شوف مين إللى بيتكلم اللى لابس شراب فرده وفرده ؛ و سلمى هانم اضحكى اضحكى متكتميش الضحكه لحسن يطقلك عرق وابقى قابلينى أن لبست على مزاجك تانى.
سلمى ببرود مصطنع : هتلبس يا سلطان وابقى قابلنى أن شفت بدله سوده تانى عندك ؛ خليك شاطر يا سلاطينو يا حبيبى والبس على مزاجى عشان مزعلش منك بدل والله ما اسافر كوريا واشقطلى راجل من هناك.
التفت لها سلطان بوجه يكاد ينفجر من الغضب فدفعت عيسى الذى كان يضحك بشده للداخل ثم أكملوا ضحك سوياََ.
قال عيسى من بين ضحكاته : يخربيت عقلك لبستيه ازاى كده ههههه اومال فين البدل ولبس زعماء المافيا بتاعه ده.
سلمى بغرور مصطنع : انا محدش يتوقعنى لأن انا بعمل اللى محدش يقدر يعمله.
عيسى بسخريه : اومااااال انتى هتقوليلى.
ثم بدأوا بالضحك مره اخرى عندما تذكروا وجه سلطان ولكنهم توقفوا بعد أن استمعوا إلى صوت ضحكات آخر غيرهم.
وكان هذا الصوت يصدر من تالين هذا الملاك الصغير الذى كان يحمله سالم ويلاعبه سليم.
عم الصمت لبعض من الوقت وكانت سلمى وصوفيا وعيسى يراقبون الثلاث أطفال بهدوء حتى أنهم لم يرمشوا واخرجت سلمى هاتفها وصورت تلك اللحظه حتى تخلدها ولا تنساها.
نظرت سلمى إلى صوفيا بمعنى أن تأتى ودخلوا كلهم إلى غرفه حتى لا يقاطعوا تلك اللحظه البريئه.
وقفت سلمى أمام صوفيا وبدأت حديثها ببرود وثقه : صوفيا اسامحتى عيسى أم لا.
وقبل أن تتكلم صوفيا مسكها عيسى من اكتافها وقال له بجديه ونظرات لم تعتادها منه : صوفيا انا احبك واتمنى ان تقولى نعم لانى لست مستعد لتركك بعد الان واعلمى جيداََ إنى لن اتخلى عنكى مجدداََ وان قلتى نعم سوف أكون مخلص لكى إلى باقى عمرى وسأغرقك فى بحور عشقى اللامتناهى
ثم اكمل بجديه وبرود : بينما إن قلتى لا فأنا لا يهمنى لانى سأقوم بحبسك هنا وإكمال زواجنا حتى ولو بإجبارك.
تمتمت سلمى بصوت هامس : ديل الكلب عمره ما يتعدل واللى فيه داء عمره ما يبطله.
نظرت له صوفيا بحب ثم اقتربت منه وقالت بسعاده كبيره وصوت رقيق هادئ : انا موافقه عيسى موافقه على إكمال زواجنا وايضاََ لدى لك شئ مهم.
عيسى بإهتمام : ما هو؟!
اقتربت منه صوفيا وقالت بصوت هامس خجول : انا احبك منذ أن كنت خادمتك.
اقترب منها عيسى وعانقها بسعاده ثم نظر لسلمى بإمتنان كبير وهمس لها : شكراً.
ارسلت سلمى له قبله فى الهواء وهمست له هى الأخرى : هسيبك انا بقى مع مزتك وهعمل معاك واجب واخد تالين كمان اشطا.
فأبتسم لها عيسى ثم همس بأشطا.
فتسحبت سلمى للخارج وتركت العاشقان سوياََ.
.
.
.
خرجت سلمى و وجدت سالم وسليم لا يزالوا يداعبوا تالين وهى كانت سعيده جداََ وانسجمت معهم بسرعه.
نظر سليم لها بحزن وقال بصوت مائل للبكاء : ماما احنا هنمشى دلوقتى ونسيب تالين بالله عليكى يا ماما نقعد شويه.
شدت سلمى أذنيه بقوه وقالت بسخريه : انت هتستهبل يا روح خالتك ده احنا دفنينوا سوا مبقاش انا اللى بوديك دروس التمثيل وتيجى تمثل عليا انا.
سليم : خلاص يا ست ده انتى قفوشه اوى بس بجد يا ماما انا عايز اقعد مع تالين شويه.
اتجهت سلمى إلى تالين وحملتها فنامت الأخرى على كتفها بتعب من اللعب.
ثم ذهبت ناحيه الباب وقالت دون الالتفات لهم : هناخدها معانا النهارده ونبقى نرجع بكره ونقضى اليوم معاهم.
سليم بحماس : ايوه بقى يا سوسو دلعيناااى.
فتحت سلمى الباب فوجدت سلطان بوجهها ففزعت وقالت بخوف من نظراته : مالك بس يا سلطان ما انا سيباك كويس.
سلطان بحده خفيفه : كل ده تأخير وكمان مين البت ديه.
سلمى : ديه تالين بنت عيسى انت بتنسى بسرعه ليه واتأخرت ليه فعشان سليم كان بيلعب مع تالين وي
سالم كان شايلها فكنت بصورهم.
اتجه سلطان إلى السياره وهو يسب ويلعن بكل الشتائم التى يعرفها.
فهو كان خائف أجل خائف فهو بدأ يتخيل الكثير من الأحداث السيئه مثل رجوع سلمى لعيسى أو أخذ عيسى للولدان أو أو أو……..
نظر لهم بحب وسعاده وهم يمشون ورائه ويلاعبون تالين الصغيره.
فالثلاث أشخاص الذين يتكلمون الان أمامه يعنون له الحياه بأكملها يعنون له السعاده والدفئ والأمان.
ركبوا السياره فقال سليم : هنروح فين دلوقتى.
سلمى وهى تعدل من وضع تالين فى حضنها : على أى فندق اكيد نبات فيه لحد بكره وان شاء الله اول ما نصحى نرجع هنا عشان نقعد اليوم كله عند عيسى وصوفيا .
سلطان ببرود : أن شاء الله اول ما نصحى هنروح على اى جامع وهنكتب كتابنا.
سالم بخبث : ايوه بقى يا عم اتحرك انا مش عارف انت ايه اللى مخليك تستحمل كل المده ديه.
سلمى بصوت عالى وصدمه : ايه ايه ايه انتو بتتكلموا كده على ايه
جامع ايه؟!
وكتب كتاب مين؟!
سلطان بخبث : كتب كتابنا يا روح قلبى.
سلمى بتحدى : مفيش الكلام ده.
ضحك سلطان بخبث كبير ثم نظر لها بتحدى : هنشوف يا ههه يا سلمتى.
بدأت سلمى التذمر وبدأ سليم الصياح بحماس وكانت السياره عباره عن فوضى
.
.
.
وتمر السنين والشهور والايام وابطالنا بدأت حياتهم السعيده اخيراََ دون حقد ودون غيره.
سلمى بصراخ عالى : يا صوفيااااااااااا اقسم بالله لو ما لميتى ابنك السافل ده لأكون قايله لسلطان ان هو اللى بيرسم على الحيطان.
صوفيا : عملك ايه بس يا سلمى.
سلمى : ابنك يا هانم كل شويه يرفع التيشترت ويبوس بطنى ويقولى خلى بالك من مراتى.
دخل شاب فى مرحله مراهقته وكان يضحك على صوت أمه العالى.
سليم من بين ضحكاته : الاه ما تخلى الواد يعاكس مراته يا سلمى.
سلمى : سليييييم اسكت انا على أخرى وهولد والله.
وجدت سلمى من يحضنها من الخلف و يضع يده على بطنها.
سلطان : أهدى يا سلمتى كده و دخلى شعرك جوه الطرحة عشان عيسى داخل.
عيسى بإستفزاز : يلا ده انا اللى مربيها لسه برضو بتغير عليها منى ديه جابت العيل الرابع وحامل فى الخامس اهى هابوصلها ازاى.
سلطان : لما تبطل تغير على صوفيا من ابنى انا كمان هبطل اغير على مراتى منك.
دخل سالم من باب الحديقه وقال بهدوء كعادته : يلا يا جماعه الناس كلها بره مستنيه والمصور جيه عشان تاخد الصوره العائليه.
سلمى : طب يلا بسرعه بسرعه.
خرج الجميع حتى يأخذوا صوره عائليه كبيره وكان الجمبع موجود.
بهجت وفيكتوريا جلسوا بالمنتصف.
وبجانبهم محمود و زوجته نهى وأطفاله الاثنين.
وبجانبهم تيسير و زوجته كاميليا وابنتهم كارمن.
وعلى الجانب الآخر سام وزوجته سيا وابنتهم تمارا وابنهم رامى.
وبجانبهم عيسى و زوجته صوفيا وابنتهم تالين وابنهم إياد.
بينما وقف فى الخلف سلطان وفى احضانه سلمى الحامل ومعهم سالم وسليم وابنهم سامر وابنتهم سيليا.
وهكذا اكتملت السعاده بإبتعاد الحاقدين واجتماع العاشقين.
.
.
.
💜 أنتهى 💜
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندم صعيدي)