رواية ندم صعيدي الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم مريم محمد
رواية ندم صعيدي البارت الثالث والعشرون
رواية ندم صعيدي الجزء الثالث والعشرون
رواية ندم صعيدي الحلقة الثالثة والعشرون
أحب نفسك كما هى و احمى ذاتك الطيبه من أمراض هذا المجتمع العقيم ؛ فلا أحد يستحق حبك أو اهتمامك غيرك انت
فبالأخير كلهم سيسحقون قلبك الجميل بكلامهم قبل أفعالهم ”
.
.
.
و ها هى قد ظهرت شمس جديده بيوم جديد و أحداث جديده و لكن الأشخاص لم يتغيروا
فالاحداث
منها الجيده و منها السيئه.
و الأشخاص
منهم من يشعر دائماََ بالرضا و يبدأ يومه بإبتسامه و ينسى آلام الماضى حتى يستمتع بالحاضر.
و منهم ايضاََ من تمكن منه الشيطان فلا يشعرون بالرضا و لا ينفكوا عن التفكير فى الماضى فيبدأوا يومهم بتعاسه و حزن و هم لا يعلمون أن الله لا يفعل الضرر بعبده و أنه دائم الرحمه به و كما يعطى العبد البلاء يرزقه بالعوض الجميل.
” و لكن لن يفهم الإنسان هذا الشئ الا إذا رضى بما قسمه الله له ”
الحوار مترجم من الانجليزى للعربى :
كان عيسى يجلس أمام صوفيا و هو يضع قدم فوق الأخرى و يدخن سيجارته ثم بدأ حديثه ببرود و تعالى
: انتى تعرفين يا صوفيا أننى هنا فقط حتى تسامحنى سلمى فلهذا انا سأعقد معك اتفاق صغير انا سوف ابقى هنا لمده سنه و سوف تخدمينى بهذه الفتره و بعدها انتى ستخبرين سلمى أنكى سامحتينى بعد انتهاء تلك السنه الغبيه
و مقابل هذا سوف اعطيكى المال الذى سيأمن حياتك كلها حتى دون عمل و ابنتى سوف أخذها و اربيها مع اولادى حسناََ.
لأننى بالتأكيد لن ينتهى بى الأمر عاشق و متزوج لخادمتى
لم ترد عليه صوفيا و نظرت له ببرود مماثل لبروده ثم أمسكت هاتفها و ضغطت على بعض من الازارا بسرعه دون إعطاء له أى اهميه
و هو كان يراقبها بحيره إلى أن تحولت الحيره إلى صدمه عندما وجدها تضع الهاتف على أذنها و تتحدث بسرعه و ببرود : مدام سلمى لقد ارسلت لكى تسجيل صوتى لعيسى و هو يرشينى بالمال حتى اكذب عليكى ليعود لكى دون عقابه أو حتى جعله يندم على أفعاله.
لم يفق عيسى من صدمته إلا عندما أقفلت صوفيا المكالمه ثم ضحكت ضحكه شريره و هى تقول له بشماته و سخريه : مدام سلمى تخبرك انك لن تراها و لن ترى أطفالك مره آخرى و تخبرك ايضاََ أنها ستتزوج من سيد سلطان فى الشهر القادم هههههه ههههههه ههههه.
كان ينظر لضحكتها الشريره برعب و هو يتمتم بصوت خائف : لا لا لا لا لاااااااااا.
ثم فزع برعب من نومه و هو يقول بصوت عالى :
لاااااااااااااااااااااااااا.
ثم فتح عيونه على وسعها بدهشه عندما استوعب ان ما حدث له كان مجرد حلم غبى من نسج عقله الأغبى.
تنهد براحه و هو يقرر داخله انه لن يضايق صوفيا مهما بدر منها و من تصرفاتها الغبيه.
ثم حاول النوم مره اخرى فهو مازال متعب من أحداث الأسبوع الماضى و عندما بدأ النوم يدق بابه حتى يستسلم له بهدوء.
فتح عيسى عيناه بإنزعاج شديد عندما سمع ضوضاء قادمه من الأسفل فتنهد بضيق و حاول النوم مره اخرى بدون أن يغضب على مسبب تلك الأصوات المزعجه.
فهو غير معتاد على الاستيقاظ باكراََ هكذا حتى عندما كان مدير لشركته كان لؤى من يتولى العمل بالصباح و هو بالمساء فهو من أعداء الاستيقاظ باكراََ.
حاول مره و اثنان و ثلاثه و لكن الضوضاء لا تطاق فزفر بغضب و هب واقفاََ من السرير و هو يتمتم بكل الشتائم الذى يعرفها ثم أرتدى قميصه بغضب فهو كان يرتدى تيشرت داخلى
( الفانله البيضه يا جماعه ).
و قد بدأ عقله الخبيث برسم خطط شريره لمسبب هذه الضوضاء المزعجه.
.
.
بينما فى الأسفل كانت صوفيا تدق على الأوانى بالملعقه الخشب الكبيره مع تالين الصغيره التى تفعل هذا الشئ ببرائه محببه للقلب مستمتعه بهذه الضوضاء المحببه إلى عقلها الملائكى.
بينما صوفيا كانت مستمتعه ايضاََ و لكن لسبب آخر فصوفيا أكثر من يعلم بكره عيسى للأستيقاظ مبكراً فهى عملت لديه كخادمه لسنتين و بهذه المده علمت كل شئ عنه من أصغر التفاصيل لأكبرها و اصبح لديها خبره كبيره فى التعامل معه.
عندما استمعت صوفيا إلى صوت خطوات عيسى الغاضبه على السلم ذهبت سريعاََ ناحيه طاوله الطعام و كانت تمثل انها تقطع الخضروات و قد اعطته ظهرها حتى لا يشك انها كانت المسببه الحقيقيه لتلك الأضواء.
وصل عيسى إلى المطبخ و شرارات الغضب تتطاير من عينيه التى أصبحت حمراء و لكن قبل أن يصرخ وجد مشهد من أجمل ما قد تراه عيناه.
فدعونا نشرح هذا المشهد ببساطه :
ملاك صغير ببشره حليبيه نقيه و شعر بلون الشوكولا مبعثر من النوم و ابتسامه جميله تكاد تشق وجهها الملائكى من وسعها و بكل لحظه و أخرى تضحك بصوت عالى و هى مستمتعه بما تفعله.
لم يكن عيسى يعلم أن بضحكه بسيطه منها قد تبعثر كيانه و تدخل مشاعر جديده إلى قلبه.
فهو الان فقط شعر بقلبه يدق بصخب و قوه بمشاعر لم يعرفها قبلاََ أهى الحنان أم الابوه أم المسؤولية الكبيره إتجاه هذا الكائن الصغير أم كلهم سوياََ.
هربت منه دمعه خائنه سعيده بعد أن نظر هذا الملاك الصغير له بعيون واسعه بريئه و قد رأى بوضوح هذا السؤال البرئ المرسوم فى عيونها.
من هذا الغريب ؟!
قاطع هذه اللحظه الجميله صوت طرق على الباب فأسرعت صوفيا لفتحه.
لم يهتم عيسى إلى ما يحدث و لكنه أصبح فضولى عندما سمع صوت رجل يضحك مع صوفيا ثم لما و اللعنه يناديها بصوفى فهو بالتأكيد ليس بقريبها إذاََ لما يناديها هكذا و لما هى تتحدث معه بكل هذا اللطف و المرح فهو للان لم يرى منها سوى البرود و الفظاظه التى تعاملت بهم معه أمس.
و لكنه لم يهتم بهم و قرر أن يصعد مره اخرى لينام و لكن قبل أن يتحرك من مكانه وجد صوفيا تدخل و هى تسرع فى تحركاتها.
حملت صوفيا حقيبتها ثم اتجهت ناحيه تالين و قبلتها سريعاََ لتضحك الصغيره بإستمتاع ثم اتجهت ناحيه الباب و قالت بصوت عالى حتى يسمعها عيسى و كانت هى ترتدى الحذاء الأبيض خاصتها.
صوفيا بنفس واحد دون توقف لإستعجالها : عيسى اعتنى بتالين جيداََ حسناََ ؛ لأن صديقتى ذهبت لأهلها و لن تعود قبل اسبوع و لا اقدر على أخذ تالين معى إلى المطعم ؛ لقد تركت لك كل الملاحظات و الأشياء التى ستريد معرفتها للأعتناء بتالين.
ثم أكملت بتحذير : و لا تنسى انها طفله صغيره لن تقدر على تحمل غضبك و صوتك العالى و إذا علمت انها بكت بسببك سوف اطردك من المنزل و لن أعطى اهتمام لأى اتفاق حدث حسناََ.
لم تجد رد من هذا المسكين المصدوم الذى لم يرمش حتى من صدمته فكتمت ضحكتها بصعوبه ثم ردت نيابه عنه : حسناََ ؛ و وداعاََ.
كانت تضحك بداخلها بإستمتاع و هى تخرج من شارعها و كانت ترسل رساله لسلمى بأنها بدأت فى تنفيذ الخطه.
.
.
بينما هذا المسكين كان يقف كما هو كالتماثيل دون حراك و لم يخرج من صدمته الا عندما سمع صراخ تلك المزعجه التى كانت حزينه لخروج امها بدونها.
فتنهد بتعب و هو يرفع رأسه إلى الأعلى و يقول بصوت متذمر : يارب انا صحيح ندمان و مستعد اعمل اى حاجه عشان أكفر عن عمايلى السوده لكن مش لدرجه انى ابقى مع الكائن المزعج ده لوحدى لأ و كمان ممنوع اتعصب.
ثم اتجهه إلى الصغيره و حملها عندما تحول بكائها إلى صراخ و هو يقول بحده محاولاََ تمالك أعصابه : يارب تنام بسرعه قبل ما افقد أعصابى و اقتل البت العيوطه ديه.
و لكنه لا يعلم أن تلك العيوطه كانت نائمه طوال الليل بسلام و فرصه نومها بالصباح مستحيله.
تنهد عيسى براحه عندما هدأ بكائها و لكن الراحه لم تدم عندما وجدها بدأت اللعب فى شعره الكثيف و كانت تضربه على وجهه و هى تصدر أصوات مستمتعه.
ثم نظر لها بصدمه عندما وجد انها تشير إلى الثلاجه و تقول كلمه طعام بلغه انجليزيه غير متقنه بسبب نطقها الخاطئ.
ذهب إلى الثلاجه و وجد قائمه التعليمات ملصوقه عليها فتذمر من كثره الأشياء المكتوبه و قال بصوت متذمر متعب و وجهه ظهر عليه الاستياء
: شكل النهارده يوم طوييييي.
ولكن قاطع كلامه الصفعه التى نزلت على خده تليها صوت ضحك مستمتع نابع من تلك الشيطانه الصغيره.
.
.
.
.
فى مكان آخر :
و خصوصاََ فى غرفه مظلمه مقززه لا يدخلها الضوء كانت تجلس إيمان على سرير مهترئ و هى تضم قدماها إلى صدرها و تبكى بصمت.
فالبكاء أصبح عاده تلازمها بالايام الفائته.
و بينما كانت هى غارقه فى ذكرياتها السعيده مع سام ( سمير ) و تبكى ندماََ لإستخدامه كوسيله لكسر سلمى.
قاطعها صوت صرير الباب المزعج الذى فتح بقوه مما أدى لدخول الضوء فجأه مما ألم عيونها التى اعتادت على الظلام.
كانت تحاول أن تعلم من الذى يقف أمامها الان و لكن بمجرد أن وقعت عيونها عليه و علمت من هو فتحت عيونها على وسعها من الصدمه حتى أنه خيل لها انها تحلم أو بدأت تهلوس.
كان يقف هو و رأسه مرفوع بكبرياء رجل حاول إخفاء به قلبه المكسور بسبب حبه الوحيد.
بدأ سام حديثه ببرود وابتسامه جانبيه : عامله ايه يا إيمان.
لم ترد عليه إيمان فهى لا تزال غير مصدقه بأنه أمامها الان على الحقيقه.
اخرج سام صوت ساخر من فمه ثم اكمل حديثه الذى جاء لقوله لها بنفسه حتى يشعرها بقليل من ما يشعر به بألم فى قلبه.
تحدث سام ببرود : عارف انك مش هتردى من الصدمه بس مش مشكله انا جيت بس عشان اوريكى حاجه صغيره.
اخرج من جيبه ظرف بحجم متوسط و رماه على السرير أمامها ثم لف ناحيه الباب يحاول أن يخفى ضعفه فهو يشعر بنيران قلبه اللعين الذى يشتاق لها تحرقه بقوه.
فحب و عشق سنوات لن يقدر على نسيانه خلال أيام أو شهور حتى.
قال سام ببرود يحاول إخفاء ضعفه و اشتياقه : جيت عشان اباركلك على جوازك من محمد اللى هيبقى كمان كام شهر و جيت برضو عشان افرحك بخبر جوازى انا كمان.
اصل انا هتجوز كمان شهر كده و حبيت اوريكى العروسه اللى من مقامى و اللى تستحق انها تبقى مرات سمير بهجت الفقى.
صورها عندك فى الظرف اتفرجى عليها براحتك كنت عايز اعزمك و الله بس عمى رفض حضور الحيوانات عشان الفرح ميبقاش مقرف.
سلام يااا ههه يا ايمان.
ثم ذهب بهدوء كما جاء و لكنه ترك ورائه عقل يكاد ينفجر من التفكير.
أخذت هى الظرف و فتحته بهدوء و بدأت بتقليب الصور بجنون و هى تضحك بصوت عالى و هستيريه و من يسمعها الان يتأكد انها أصبحت مجنونه.
كان سام يستمع لها و قلبه يتمزق على حالتها و لكن قام عقله بصفعه داخلياََ قائلاََ له أن إيمان صفحه و قطعت من كتاب حياته لذا فلينساها و للأبد.
.
.
.
.
كانت سلمى تجلس بهدوء على غير عادتها تفكر فى ما حدث فى الأيام الماضيه بعمق.
فهى لاحظت عند و تحدى سلطان لها بعدم تركه لها إلا إذا أخبرته بما تخطط له مع عيسى فهو أصبح ثرثار فجأه و لا يتركها الا بعد ان يطرح عليها مئه سؤال و الذى قد حفظت منهم البعض بسبب تكراره لهم.
يعنى أنتى ممكن ترجعى لعيسى ؟!
يعنى صوفيا ديه معاكى و لا ضدك ؟!
و لو صوفيا سامحت عيسى هترجعيله فعلاََ ؟!
طب سالم و سليم ايه موقفهم من الحوار ده ؟!
و هما خلاص وافقوا أن عيسى يبقى باباهم ؟!
و انتى خلاص كده سامحتى عيسى و هتتجوزيه ؟!
طب لو انا قتلت صوفيا مش هترجعى لعيسى صح لأنها هتبقى ميته و لسه ماسمحتهوش صح ؟!
طب هو انتي لو اتجوزتيه هتزعلي لما اقتله ؟!
و إلخ إلخ إلخ …………..
و لكنها كانت ترد على كل هذه الاسئله بكلمات بسيطه و حاولت بقدر المستطاع أنهاء هذا الموضوع و اقفلت به كل هذا الكم من الاسئله ايضاََ.
” أنا استحاله ارجع لحد خانى و قلل منى و ضربنى يا سلطان و ولادى استحاله يقبلوا انهم يرجعوا للأب اللى بسببه أتعرضوا للتنمر و بقوا يروحوا لدكاتره نفسيين و عقولهم و تصرفاتهم كبروا قبل سنهم ”
و لكن عندما سألها عن خططها فضلت الصمت لهذا هو يبقيها فى هذا المكان دون هاتف أو انترنت فقط تليفزيون.
و لكنها لن تستسلم لعناده فهى ما زالت حزينه منه و لم تسامحه بعد على ما بدر منه فى الماضى.
.
.
.
.
نعود مره اخرى لهذا المسكين الذى ندم أشد الندم على عدم رفضه للبقاء وحده مع تالين و بقائه صامت من الصدمه.
كان يجلس و هو يكاد أن يجن من تصرفات تلك الشيطانه الصغيره
كان يسب نفسه بجميع الألفاظ و الشتائم الذى يعرفها و بكل لغات التى يعرفها.
و هل تريدون معرفه السبب يا ساده حسناََ سأخبركم انا به ؛ السبب هو مناداته لتلك الشيطانه الصغيره بالملاك الصغير صباحاََ.
فهو منذ الصباح ينظر لها و ينعت نفسه بالغبى لأنه شبهها بالملائكه و لكن لا أحد يلومه فهو كان يحسبها هادئه و بريئه و لكنه اكتشف بعدها انه هو من يكون الهادئ و البرئ لأن تلك الصغيره لا تعرف بتاتاََ ما معنى الهدوء أو البرائه حتى.
أخرجه من أفكاره ألم حاد شعر به و الذى كان سببه أن تالين قامت بوضع احد أصابعها الصغيره داخل عينيه.
تألم عيسى و هو يمسك عينيه بألم و عندما رأت تالين وجهه المتألم ضحكت بقوه و هى تشعر بالانتصار.
نظر لها بشر و قد قرر أخيراً أن يضربها و لكن قبل أن يفعل اى شئ وضعت تالين رأسها على كتفه بتعب و كانت تضع اذنها ناحيه قلبه حتى تستمع لصوت النبض المحبب لقلبها و لفت ذراعيها حول رقبته و قدميها حول خصره تستمد الدفئ و الأمان منه.
لأنها و اخيراََ بعد يوم طويل مرهق لها قررت أن تنام.
كانت الصدمه هى رده فعل عيسى على هذا الموقف الجديد له فهو لم يحمل طفل طوال عمره بهذا العمر الصغير حتى أنه لا يعلم كيفيه التعامل معهم.
و لكن عندما شعر بها ترتخى من على كتفه وضع يديه سريعاً تحتها حتى لا تسقط من على كتفه.
فبدأ قلبه يضغ بتلك المشاعر الجديده التى احبها فبدون أن يشعر هو قام بوضع إحدى يديه على ظهر ابنته يربت بخفه حتى يساعدها على الشعور بأمانه و دفئه حتى يساعدها لتنام سريعاََ.
عندما شعر بأنفاسها المنتظمه قرر أن يضعها بجانبه لأنه بأمس الحاجه للذهاب إلى الحمام و لكن بمجرد أن تحرك من مكانه و حاول نزع يدين تالين من على رقبته فزع من صوت صراخها العالى فتنهد بتعب من وصله البكاء التى ستبدأ للمره المليون اليوم.
عاد مره أخرى إلى مكانه و سؤال واحد فقط يدور فى عقله الذى أصبح يفكر كثيراََ تلك الأيام.
هى سلمى عاشت كل المعاناه ديه لوحدها و حتى ده مكنش طفل واحد بالعكس كانوا اتنين لأ و كمان ولدين ؟!
يا نهار ابيض اتنين
يعني سلمى كانت بتربى لوحدها اتنين من الشياطين الصغيرين دول.
يعنى كانت بتأكل اتنين و تشرب اتنين و تحمى اتنين و تخلى بالها من اتنين و تتضرب من الاتنين و تنيم اتنين لا بجد الله يكون فى عونها ده انا معايا شيطان واحد و مش عارف اتعامل معاه ازاى.
كان جسد عيسى يصرخ من الألم من كل مكان فهو غير معتاد على فعل هذا المجهود بيوم واحد و لكنه يشعر اليوم انه فعل إنجاز فهو بطبيعته لا يسيطر على غضبه و لكن الحمد لله لقد حافظ على أعصابه طوال اليوم و لم يفقد السيطره ابداََ و يقتل تلك التى تنام بين أحضانه بهدوء.
توقف عن التفكير عندما سمع صوت فتح الباب و دخول صوفيا و هى تضحك مع احد مجهول الهويه و لكن عندما دخل هو الآخر اتضح انه الشاب الذى كان معها صباحاََ و الذى كان يناديها بصوفى.
الحوار مترجم من الانجليزيه إلى العربيه :
تحدثت صوفيا بإبتسامه لطيفه : حسناََ ويليام يكفى هذا القدر فأنت تعبت معى اليوم فالتضع الاكياس هنا و انا سوف ادخلها للمطبخ.
كان المدعو ويليام يحمل الكثير من الاكياس و الذى تظهر لأى شخص انها مشتريات المنزل.
هز ويليام رأسه بنفى و بدأ حديثه بطريقه نبيله و بصوت رجولى هادئ : لا صوفى لقد تعبتى اليوم كثيراً بالمطعم فالتتركينى ادخلهم انا.
رد عليه صوفيا بقله حيله من عناده :حسناََ ويلى فالتفعل ما تريد البيت بيتك.
كان عيسى ينظر لهم بغباء شديد فهم يتكلمون مع بعضهم و كأنه غير موجود معهم أو مخفى.
ادخل ويليام الأشياء إلى المطبخ ثم ألقى نظره ساخره على عيسى قبل أن يحضن صوفيا مودعاََ لها
تحدث وليام بلطف : وداعاً جميلتى اعتنى بنفسك و بالصغيره تالى.
ردت عليه صوفيا بخجل من لقبه لها : وداعاََ ويليام.
كان عيسى لا يهتم بمآ يحدث لكن عندما حضن هذا الويليام الغبى صوفيا لا يعلم لما شعر ببعض من الضيق و شعر ايضاََ أنه الان تم التقليل من رجولته.
فتلك المرأه خلال أيام ستصبح زوجته و هو من اعتقاده انه يحق له أن يتضايق عندما يجد رجل آخر يلمسها أليس صحيح ؟!
أقفلت صوفيا الباب وراء ويليام بهدوء ثم نظرت لعيسى ببرود مما جعله يصدم فهى كانت منذ لحظات تضحك و تتحدث بلطف مع هذا الغبى ويليام.
ذهبت اتجاهه بصمت و أخذت ابنتها منه بهدوء ثم بدأت الاتجاه ناحيه غرفتها و لكن اوقفها نداء عيسى لها بصوت منخفض حتى لا يوقظ الطفله.
عيسى : صوفيا اريد الحديث معك.
ردت عليه صوفيا ببرود : انا متعبه عيسى فالنتكلم غداََ.
فقال لها عيسى بإعتراض : لا انتى تعودين بوقت متأخر و سوف تقولين لى نفس الكلام غداََ ؛ لذا اريد اخبارك الان أننى لن استطيع البقاء مع تالين بمفردنا غداََ لاننى غير معتاد على التعامل مع الأطفال فى هذا السن حتى أننى احممتها ثلاث مرات اليوم و غيرت ثيابها أكثر من خمس مرات و كان يحدث هذا بكل مره اطعمها أو اشربها بها فينتهى بها الأمر بملابس متسخه أو مبتل ……..
تحدثت صوفيا بتعب مقاطعه كلامه : أننى عطله غداََ عيسى لذا ارجوك فالنتحدث غداََ لأننى سأموت من التعب.
رد عليها عيسى بهدوء متفهماََ تعبها : حسناََ ؛ أحلام سعيدة صوفيا.
ردت عليه صوفيا بهدوء هى الأخرى : شكراََ لتفهمك ؛ و احلام سعيده لك ايضاََ.
انتهى النقاش بهدوء و بعدها دخل كل واحد منهم إلى غرفته حتى ينام فالاثنان كانوا متعبين بشده.
.
.
.
.
فى مكان آخر :
كانت السماء مظلمه و بها بعض من الغيوم التى تنذر بأمطار قريبه.
و لكن صديقنا كان على يقين أن السماء ستمطر حتى تطفئ نيران قلبه و عقله.
أو أنها ستعطف عليه و تبكى بدلاََ منه فهو قد نسى كيفيه البكاء فلهذا كلما أمطرت السماء يبتسم بخفه و يخيل له انها تبكى بدلاََ منه لتخفف من شعوره بالحزن و الألم.
ذهب سلطان من أمام النافذه و صعد بهدوء إلى غرفه سلمى حتى يعطيها طعام العشاء و يخبرها بما حدث من أحداث جديده بالعائله فمن الممكن بعد أن تعرف أن تبتسم بوجهه مره اخرى.
.
.
بينما هى كانت تجلس على سريرها و الأفكار تنهش عقلها و الاسأله لا تنتهى بعقلها.
ماذا لو لم يحب عيسى صوفيا ؟!
ماذا لو عاملها سئ و لم يتقرب من ابنته ؟!
ماذا ستفعل وقتها احقاََ سوف تتزوج منه
بالتأكيد لن و لم تفعل ذلك فإذا لم يحدث الأمر كما خططت له ستأخذ أولادها و تصفى أعمالها و تعيش بمكان بسيط لن يقدر أحد على الوصول إليه.
توقفت سلمى عن التفكير عندما استمعت إلى صوت الباب يفتح ثم تلاه ظهور سلطان من وسط عتمه الغرفه.
لم تنظر له سلمى و نظرت بناحيه أخرى فهى تمثل أمامه انها غاضبه منه فقط حتى يندم على بعده عنها و يتعلم أن يشاركها أفكاره.
حمحم سلطان بحرج عندما لم يجد منها سوى اللا مبالاه و هو غير معتاد على هذا التصرف و لكن حاول التحكم بأعصابه و اخذ نفس عميق حتى يهدأ ثم بدأ كلامه دفعه واحده حتى يخرج سريعاََ من هذا الجو المتوتر.
تحدث سلطان بهدوء : تيسير لسه مكلمنى و قالى أن سام خطوبته بعد تلت ايام و فرحه بعد شهر.
ردت عليه سلمى بسعاده و قد نست خطتها لتجاهله : قول و الله يعنى سام الحمدلله قرر ينسى الحيوانه اللى اسمها إيمان ديه و هيكمل حياته مع واحده تانيه.
اومأ لها سلطان بهدوء عكس السعاده الكبيره التى كانت بداخله لأنه و اخيراََ استمع إلى صوتها السعيد الذى كاد يموت شوقاََ لسماعه مره اخرى.
بدأت سلمى الحديث عن الكثير من الأشياء بحماس كبير و ابتسامه تملئ وجهها.
و لكن فجأه تذكرت خطتها فضربت نفسها داخلياََ و مثلت البرود مره اخرى و قالت بصوت هادئ بارد حتى تستعيد موقفها مره اخرى.
سلمى : و يا ترى بقى هتحضر الخطوبه و لا زى بتاعت تيسير هيجيلك تليفون و تمشى قبل الخطوبه بساعتين.
رد عليها سلطان بهدوء يخفى خلفه حزنه : لا متخافيش مش هيبقى فى مكالمات تمشينى تانى عشان انا قدمت استقالتى خلاص و الاصابه اللى كانت فى بطنى ديه ؛
ديه كانت آخر مهمه ليا فى الصاعقه و اخر مهمه ليا و انا ظابط و دلوقتى انا رجعت رجل أعمال تانى.
حاولت سلمى أن لا تعطى له أى اهتمام رغم فضولها الكبير نحو استقالته المفاجأه لها.
ثم قالت ببرود مصطنع قبل أن يكشفها سلطان.
سلمى : انا عايزه ارجع البيت عشان انت عارف سليم مش بيقدر يقعد من غيرى فتره طويله و كمان عايزه اكون جنب سام فى الأيام ديه.
رد عليها سلطان بهدوء ايضاََ : انا اصلاََ مكملتش كلامى و كنت لسه هقولك جهزى نفسك و اتعشى كويس عشان الطياره بكره الصبح بدرى.
فردت عليه سلمى ببرود مصطنع : تمام.
ثم ذهب سلطان مره اخرى و هو حزين من تعاملها معه بهذه الطريقه و قد تأكد الان انها من الممكن أن تعود لعيسى و أنها تقول عكس ذلك فقط حتى لا يؤذى عيسى.
بينما بطلتنا فور أن خرج من الغرفه بدأت الدوران حول نفسها و الرقص و الغناء سعيده بزواج سام و نسيانه لإيمان.
و لكن تذكرت وجه سلطان الحزين فقالت بخبث :
باين كده اللعبه هتحلو و لا ايه ههههههه.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ندم صعيدي)