رواية نجع العرب الفصل العاشر 10 بقلم سهيلة عاشور
رواية نجع العرب الجزء العاشر
رواية نجع العرب البارت العاشر
رواية نجع العرب الحلقة العاشرة
شهين بغضب جامح وهو يمسك تميم من ملابسه: قلي راحوا فين وإلا هموتك
تميم بسعال: معرفش يا عم هي مراتي ولا مراتك… انا عاوز انام
شهين بغضب وبدأ بضربه بقوه: انطق يلا وبطل استعباط
تميم بخوف: طيب… طيب هقول
وقبل ان يتفوه بكلمه وجد امامه داغر ووتين ويبدو عليهم الخوف بشده
داغر بتماسك: هتقله اي يا تميم… ومالك يا جوز اختي ماسك فيه كده لي؟!
شهين بغضب وهو ينظر لهم: كنتي فين يا هانم في وقت متأخر زي دا
تلعثمت بشده فرد عليه داغر بسرعه: كانت مخنوقه شويه فا اخدتها امشيها في الهوا
شهين بغضب جامح: تمشيها؟!…. تمشيها فين مفكرين نفسكوا في أمريكا انت عارف لو كان حد شافكوا كانوا هيعملوا فيكوا اي…. وبعدين هي الهانم ناسيه ان ليها نطع متجوزاه… ثم وجه حديثه لوتين: انت اي اللي ينزلك من غير ما تقليلي هااا.. انت مفكراني اي ولا شيفاني اي قدامك.. ما تنطقييي… ومن ثم صرخ في آخر كلماته بقوه حتى انها فزعت بشده وقد لاحظ داغر هذا فتقدم منهم وسحب شهين اليه
داغر وهو يحاول ان لا يغضب: تعالى معايا انا عايزك
سحبه معه نحو الاسفل ومن الأساس شهين الان لا يطيق ان يراه أمام عينيه ولكنه انصاغ له حتى لا يفتك بها…. بعد ذهابهم تجمعت الدموع في عيون وتين فتركت الغرفه وذهبت لغرفتها واغلقتها عليها
تميم بحزن وخوف عليها: وتين…. استني يا وتين
ولكنها لم تستمع اليه بل ذهبت لغرفتها وذرفت بعض الدموع ومن بعدها قررت التماسك وتحممت سريعا ومن ثم ابدلت ثيابها لأخرى مريحه وخبأت أقراص الداوء في جيب بنطال من خاصتها وخلدت للنوم فعليها ان ترتاح حتى تستطيع معرفه اصل هذا الدواء وسر هذا الرجل الغامض المعروف بإسلام الحديدي……
**********************************
في حديقه المنزل
وقف شهين الغاضب بشده أمام داغر الذي لم يكن يعرف كيفية بدأ الكلام معه فهو من الاساس لك يتحدث معه بشكل جدي او التحدث بشكل عام من قبل فكلامهم قليل جدا
داغر بتنهيد: بص انا عارف كويس انك معاك حق انك تدايق… انا لو مكانك فعلا هدايق واتعصب وجايز كنت ههد الدنيا كمان… بس انت لازم تعرف حاجه وتين دي اختي مستحيل افكر فيها تفكير تاني ابدا سواء انا او تميم احنا مربيها على ايدينا دي بنتي مش اختي كمان….وتين مش زي ما بتبان ابدا وتين رقيقه اوي يا شهين عامله زي البسكوت بالظبط بتتكسر بسرعه اوي طول عمرها وحيده… احنا اه معاها وعمي محمد وماما كريمه دايما معاها بس وتين عمرها ما كان عندها واحده تصاحبها او تحكلها زي اي بنت… طول الوقت كانت تقلي انا وحشه فعلشان كده هما بيخافوا يكونوا صحابي… كانت تفضل تعيط طول الوقت… هي بتفضل تعند وتزعق ودايما تقول انا هاخد موقف ومش عارف اي لكن كل دا على مفيش صدقني هي قدام شوية حنيه منك هتتعلق بيك وتحبك اوي
نظر له شهين براحه من كلامه ولكنه لم يفهم قصدك: مش فاهم .. عاوز توصل لإي؟
داغر بخبث: انا عن نفسي مش عاوز اوصل لحاجه… شوف انت بقا عاوز توصل لإي بالظبط واوصله
شهين بنفاذ صبر: داااغر
داغر بإبتسامه: من الاخر يعني… باين اوي انك بتحبها
شهين بتلعثم: انا… لا طبعا.. انا بس مقدرش استحمل الطريقه اللي هي عايشه بيها دي في الاول والاخر دي مراتي وانا مينفعش معايا اللي هي بتعمله دا
داغر بخبث: عمتا براحتك… بس لو احتجت مساعده انا موجود اعتبرني صديق ليك لو ينفع يعني
ابتسم شهين بود: اكيد… ثم اكمل بتكشير: بس ياريت شعل العبط اللي انتو بتعملوه دا ميتكررش تاني انا سكت المرادي… صدقني المره الجايه مقدرش احدد انا ممكن اعمل اي
داغر بتفهم: متقلقش… انا هظبط الحوار دا… تصبح على خير
كاد داغر ان يرحل ولكن اوقفه صوت شهين وفو يقول بغموض: احنا بقينا صحاب… يبقى بلاش تكدب عليا يا صاحبي هااا
داغر بتوتر: اكيد يا صاحبي….
ظل شهين يفكر بتمعن… هو يعرف انه من المؤكد ان هؤلاء يفعلون المكائد ولكنه لن يترك لهم الفرصه في إيقاع احدهم في المشاكل يعرف ويعلم جيدا… صعد غرفتة فوجدها مظلمه تماما ووتين نائمه بعمق وكأنها لم تفعل الكوارث منذ قليل ولكن صبرا أيتها الفتاه…. انا اعرف كيف اجعلك تبكين خوفا مني… ولكن مهلا أيعقل ان يكون داغر معه الحق هل انت تحبها فعلا شهين؟… لا لا انها مجرد نزوه او شهوه او ما شابه لا يمكنني حب هذه المعتوهه ولكن لما لا فا انا عندما رحلت من جواري شعرت بها واستيقظت يا السخرية القدر….. تسطح بجوارها وجذبها من ظهرها نحوها حتى التصقت به ومن ثم نام هو الاخر
**********************************
في غرفة تميم وداغر
كان داغر يتأفف بشده من هذا المتذمر عليه… فكان تميم يعبث في هاتفه في ملل وكلما تحدث داغر لا يرد عليه ابدا
داغر بغضب وقد سحب منه الهاتف: انت مش بترد عليا لي…. شايفني كلب قدامك بهوهو يعني
تميم بغضب مماثل: انا قلتلك بلاش اللي انتو بتعملوه دا لو حد عرف هتطير فيها رقاب وانت برضه مصمم…. رحت وخدتها معاك برضه وكان ممكن حد فيكم يحصله حاجه… يا عم دا انا خدتلي بوكسين في سناني مش قادر احرك بؤي منكوا لله… انتو الهيرو اللي هتنقذوا العالم يعني ما تخليكم في حالكم بقا
داغر بسخط: دا شغلنا… اللي احنا بندافع عنه دا شغلنا يا تميم لازم تفهم كده احنا صح وانت اللي غلط وغصب عنك هتقتنع وبكره الايام تثبت ليك… ولو عاوز تقاطعني انت حر مبقتش فارقه بس انا مش هرجع عن قراري انت فاهم
حزن تميم بشده فهو يحب داغر ووتين ويحشى ان يصيبهم مكروه لا يستطيع أن يتخيل ان هذا المختل يفعل بهم شيء…. ولكن كلمة داغر أثرت به بشده فكيف له ان يقول اذا كنت تريد مقاطعتي فلتقاطع كيف هذا… أعطاه ظهره وأغلق الضوء واصطنع النوم…..
**********************************
في صباح اليوم التالي
كان الجميع في حديقه القصر يخططون ماذا من المفترض أن يفعلوا من أجل حفلة الزفاف بدأ الكل يتشارك في الاراء والادوار وقد تعامل الجميع مع شهين انهم عائله… أما قمر قررت عدم التدخل من ناحية شهين او حتى زينب ستترك كل شيء لها اذا استطاعت زينب ان تكسب ابنها سوف تساعدها دون خدش وقارها ولكن إذا خيبت ظنها فستبقى بعيده هكهذا ولا عدوه ولا حبيبه فهي لا تريد خساره زينب اخر ذكرى من اختها المرحومه ولكن أيضا هذا ابنها ولا يمكنها ان تخسره مهما حدث ولقد وجددة في عينيه نظرات عاشقه لوتين بشكل كبير جدا
شهين بجديه: انت هتقف مع الرجاله وهي بتدبح يا تميم وتخلي بالك تاخد جزء للمطبخ علشان الاكل وتكون حذر ان كل بيت في البلد يوصله نصيبه فاهم اوعى تنسى حد… وانا هوقف معاك واحد يكون عارف العائلات كلها علشان كل حاجه تبقى تمام
تميم بطاعه ولم يكن بمرحه المعتاد: حاضر… متقلقش يا جوز اختي
شهين: كويس…. وانت يا داغر مع بتوع الكهربا انا عاوز النور يكون من دخلة البلد للبيت هنا وانا هروح اجيب لوزام البيت وكمان اشوف كل حاجه لازم تتجاب وطبعا هكلم الناس اعزمهم… وانت يا أمي تكلمني المعارف كمان
قمر بإبتسامه: عيوني يا حبيبي
كاد ان يكمل ولكن قاطعه رنين الهاتف فإستأذن لكي يرد عليه
كريمه بسعاده: انا فرحانه اوي ان احنا ناسبنا ناس تشرف زيكم
قمر: ربنا يديم المعروف يا خيتي…. تعالي معايا نشوف هنعمل اي في المطبخ ونشوف البنات عملوا اي
ذهبت كريمه معها وقررت التقرب منها من أجل سعادة ابنتها..
محمد بملل: وانا هفضل لوحدي هنا
تميم وهو يحاول ان يرجع بطبيعته المرحه: وانا برضه اسيبك لوحدك يا ميدو… تعالى معايا نشوف موضوع الدبيح بتاعهم دا بس انا عاوزك اي بقا تعبي وانا ادخل المطبخ
محمد بتعجب: اشمعنا يعني…. وانت مالك من الصبح داخل طالع على المطبخ لي؟!
تميم بمرح وهيام: اصله حلو اوي
محمد بغيظ وعدم فهم: والله شكلك هتفضحنا اتهبب قدامي
جره وذهبوا خارج البيت من أجل الدبائح… وفي نفس الوقت كانت وتين من السلم كانت ترتدي فستان اسود وطويل وفضفاض جدا…. كان يناسب بشرتها البيضاء بشده وكانت جميله بشده بهذا الكحل الأسود ووضعت القليل من احمر الشفاه… حسنا لا تضعه كثيرا ولكنها أرادت التغير قليلا… صادف هبوطها خروج زينب من غرفتها وكان يبدو عليها ان تتأكل من كثرة الحقد والغل
زينب بغل: هي السنيوره لسه فاكره تنزل ولا اي… نموسيتك كحلي
وتين بضحك وقد أرادت غيظها اكثر فلا تستطيعي التحكم في لسانك عزيزتي زينب حسنا فل نرى: اااه فعلا يا زوزو… كنت هموت وانام بس اعمل اي في شهين بقا مش بيسبني في حالي خالص
اشتم احدكم رائحة حريق؟… كانت حقا تحترق كانت تود ان تمسكها وتأكل قلبها الان.. كانت ستهجم عليها فعلا ولكن فاجأتها وتين وهي تركض نحو شهين الذي كان لا زال يحكي عبر الهاتف وارتمت في أحضانه بسرعه مما جعله يُصدم من فعلتها حقا ما هذا… حقا غبيه ومجنونه
شهين بتلعثم: مين…. لا لا انا معاك يا سعادة اللواء اكيد طبعا هعمل كل اللي اقدر عليه متخفش خالص… قلتلك متقلقش انا عارف ان اسلام الحديدي مش سهل.. بس انا كمان مش سهل ولا اي
توترت وتين وخافت بشده: ياربي هو يعرفه منين… وبيتكلم عنه لي اصلا… ممكن يكون عارف حاجه … لا لا اكيد مكنش سكت كان هيجي يموتني اكيد
شهين بتأكييد: اه هما يومين وهرجع الشغل فورا متخافش يا سيادة اللواء…. تحت امرك
أنهى مكالمته وطاله التي لا زالت تتمسك بخصره وتنظر له مثل الطفل الذي يتصنت على ابيه خوفا من ذهابه
شهين وهو يمثل الغضب: هتفضلي ماسكه فيا كده
وتين بطفوله: اه وامسك فيا انت كمان… علشان التنحه بنت خالتك دي انا عاوزه افرسها
شهين بصدمه: هو انت لحقتي تبقي عاوزه تفرسيها… الصبر يارب… وبعدين اي اللي انت حطاه دا
وتين بعدم فهم: هو اي؟!
اقترب منها وهو هائم بشده وهي ترجه للرواء بتوتر حتى دخلت غرفة المعيشه فكان باباها مفتوح وظلت ترجع للخلف حتى تعثرت ووقت فوق الاريكه وهي تنظر له بأعيه متسعه من أفعاله هذه….اقترب منها وحثى بالقرب منها وهو ينظهر في عينيها تاره وعلى شفتيها تاره أخرى… يا الله انها فتنه حقا… رقيقه بشده أفعالها الطفوليه تجزبني لها بجنون لا أعلم لماذا ولكنها حركت بس أشياء وشعرت معها أحاسيس لم اشعرها من قبل…. تاهت هي الآخرى في عينيه كم هو وسيم وكم تمنت ان يكون بقربها وكم من وقت معرفتها له وافكارها أصبحت غريبه حقا… لم يشعروا كيف ومتى هو اطبق على شفتيها يقلبها بشغف كبير….. اقسم انه فعلا يريدها… ولكن قاطعهم هذا الصوت الثائر
….. : في المكتب… مفيش عندكم دم ولا خشى حتى
**********************************
خارج المنزل وفي خيمه كبيره قد أُعدت لقايمة الذبائح…. كان يقف الجزار ومعه مساعدينه ومحمد ومعه احدي رجال البلد وتميم الذي كان يتشبس بمحمد بقوه وكاد ان يبكي من كثرة الدماء التي على الأرض فهو بكره شكلها بشده
تميم بعويل مثل الاطفال: يا لهوي يا حج محمد… شفت شفت… بوص بيعملها اي دا بيشيل جلدها
محمد بضيق منه: يا بني ارحمنا بقا امال عملنا فيها سبع الرجاله لي…. ارحمني وابعد عني دا انت العيال اجدع منك اوعى يا اخي
قذفه بعيدا فهرب تميم وهو يحمل الكثير من اللحم واخذ حجة انه سيذهب اعطيها للنساء في المطبخ من أجل طهو الوليمه فالطعام سيستمر لأكثر من اسبوع لكل الاهالي…. وقف عند باب المطبخ وجد حبيبته تقف ولا ترتدي حجابا مما جعله يرى شعرها كاملًا يا الله كم لاق بها كم هي جميله
تميم بسرعه: استغفر الله العظيم…. استغفر الله اتجوزها بس وبراحتي بقا
ظل يترقص وهو يحمل الطبق الكبير بطريقه بهلاونيه مضحكه للغايه… حتى انه لفظ نظرها فلبيت حجابها سريعا الذي كان يُظهر ضفائرها ولكنها لم تدري بهذا
وداد بإبتسامه: عنك يا سيدي
تميم بهيام دون وعي: دا انت اللي سيدي وتاج راسي
وداد برفعة حاجب: بتقول اي
تميم بتدارك: اه اه… خدي خدي دول… ثم اكمل بغيره: ومتسيبيش شعرك دا كده افرضي لي حد دخل يشوف شعرك
نظرك فوجدت ضفائر شعرها كامله ظاهره فخحلت كثيرا وغطهم وأخذت منه الطبق ودلفت للداخل في خجل… أما هو فقرر ان يطلب يدها سريعا من شهين وذهب للبحث عنه في كل مكان…
**********************************
في احد القصور التي تدل على رُقيها بشده
كان يجلس ذاك الذي يبلغ من العمره 36 عام… وحيد حزين على الرغم من ديكور القصر المبهج والمريح الا انه لا يرى سوى السواد…. الدماء حوله من كل مكان على الرغم من جماله الشديد فكان اشقر الشعر وملون العيون يتميز بجسمه الرياضي الملفت بشده لديه الكثير من المال والجاه الكل يهابه… ولكن ما فائده كل هذا ان كان لا يُفرح صاحبه… نعم يا ساده انه هو اسلام الحديدي… كان شاردا فيما هو عليه شاردًا فيما جعله قاتل مزنب أمام الجميع… حتى دق بابه بمساعده المخلص
ياسين: اسلام باشا…. اي مش هتيجي تسهر النهارده
اسلام بحزن وضيق ظاهرين: لا مش عاوز
ياسين بصدق: انا حاسس بيك… بس انت ملكش زمب انت مجرد حلقة وصل ملكش اي علاقه بأي حاجه و…..
اسلام بمقاطغه وغضب: بلاش رغي مفيش منه فايده…. شوفلي واحده حلوه تيجيلي هنا… اه وبلاش النسوان القرفه اللي انت بتجيبهم دول
ياسين بحزن على صديقه: حاضر يا صاحبي… البوص كان باعتلك واحده هديه النهارده
اسلام بسخريه: والله حلو دا واضح ان ابويا بقا ليه في كلو… ومالو ابعتها
ذهب ياسين وجلس هو مكانه مره اخرى يفكر فيما هو عليه… فيبدو انه حتى من يسفكون الدماء كانوا ضحيه لشيء اخر… ليس كل ما نراه صحيحا وليس كل ناجح يستحق ناجح كما أن ليس كل فاشل يستحق الفشل هناك عماله دفنوا تحت التراب حتى تأخذ الذئاب البشريه مكانهم……النهايه قريبه بإنتظروا…
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نجع العرب)