روايات

رواية نار وهدان الفصل السادس والأربعون 46 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل السادس والأربعون 46 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الجزء السادس والأربعون

رواية نار وهدان البارت السادس والأربعون

نار وهدان
نار وهدان

رواية نار وهدان الحلقة الثالثة والأربعون

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله🌺
“البِرُّ لا يَبْلَى، والإثْمُ لا يُنسَى، والدَّيَّانُ لا يَنام، فكُنْ كَما شِئْت، كَما تَدينُ تُدان”أبي الدرداء رضي الله عنه
حانت اللحظة الحاسمة ،وقد تخفى يونس الذي اصطبغ قلبه بالسواد نحو وهدان وعزم الأمر على قتله بغير ذنب .
فارتدى جلبابه الصعيدي وعمامته ثم لثم وجهه كي لا يتعرف عليه أحد ثم أمر رجاله بالتحرك معه نحو بيت سالم الصوامعى متعللا لهم القيام بالسرقة في ظل انشغالهم بالفرح ولم يقل لهم الحقيقة أنه ينوي قتل وهدان لما له من مكانة في قلوبهم .
ولجت جميلة له وقد هم بالخروج ، فتوتر بعض الشيء وحاول أن لا ينظر لها حتى لا تعلم من عينيه ما ينوي فعله بمعوشقها وهدان .
جميلة بتوجس …ها على فين العزم اليوم يا خوي؟ .
يونس …الليلة فرح وأنتِ خابرة الفرح بيبچا هيصة وفرصة نلملم على چد ما نچدر اللي تطوله إيدينا .
جميلة …كويس چوي ، بس هتلموا بس ، ولا ناوي على حاچة تانية ؟
يونس بإرتباك …هنوى على إيه يعني يا بت أبوي،ويلا وسعي إكده من طريچي عشان الرچالة مستنياني .
جميلة…طريچ السلامة يا خوي.
ثم حدثت نفسها …چلبي وچعني عليك يا خوي أنت ووهدان وخايفة چوي يصيبك ولا يصيبه حاچة، ربنا يستر ويعدي الليلة دي على خير .
بس أنا مش هچدر اصبر وأچعد إهنه لحالي بردك واستنى ، أنا هدلي وراهم من غير محد يحس وأشوف بنفسي هيوحصل إيه .
فأسدلت الشال الأسود على شعرها وبعضا من وجهها ثم انطلقت وراءهم .
…..
كانت النساء في الطابق الأول يلتفون حول هيام العروس مباركين لها وبعضهن بدأ فى إطلاق الزغاريد وأخريات تغنين وأخريات ترقصن على بعض الأغاني الفلكورية ومنها
“حلوة يا واد وصغيرة مالية عليك المندرة.. حلوة يا واد ورِقة مالية عليك الشقة”، يا صغيرة يا أحلى بنات العيلة.. خوفى عليكى من الحسد الليلة.. يا صغيرة يا أحلى بنات الحتة.. خوفى عليكى من الحسد يا بطة .
إلتفتت بدور لخديجة قائلة …عچبالك يا بت الغالية .
ابتسمت خديجة لها مرددة …أنا عمري ما حسيت في لحظة أنّك مش أمي ، أنا بنتك يمه بتربيتك وبتعبك ، ربنا يحفظك لينا .
أمّا عچبالي إيه ؟ عدى الوچت وكبرت خلاص وأنا راضية بحالي إكده وهفرح بفرح أخواتي .
بدور …لا معتچوليش إكده ومفيش حاچة اسمها سن ،فيه حاچة اسمها نصيب ورزچ ربنا بيبعته في الوچت اللي شايفه مناسب .
خديجة بتنهيدة حارة …ونعم بالله .
……
أما الرجال في الأسفل فكانوا يتراقصون بالعصا على المزمار،
وهدان وحمدي وكان ينظر إليهم بفخر وحب سالم ، حامدا الله عزو جل أنه تقبل توبته وحظى بحب وهدان بعد تلك القطيعة وأيضا رزقه بزوج لإبنته صالح وتم إطلاق الأعيرة النارية ابتهاجا بالزفاف.
حتى جاء يونس ورجاله ملثمين وراقبوا المكان من على بعد
يونس بغل مكتوم …فرحتكم ديه هتچلب ميتم على يدي والعروسة الحلوة ديه عتكون ليا أنا .
لاحظ يونس بكثرة عيون الأمن حول بيت العمدة فردد…يارچالة غفر وهدان كتير چوي وكأنه نسي أصله ، أنه كان واد ليل زينا وهيسرچ في الافراح .
عماد …بس دلوك ابن العمدة يا ريس يونس .
بس تفتكر نعمل إيه عشان ندخل وسطيهم ،من غير محد يحس .
يونس …سهلة چوي ، هنخليهم يتلهوا شوية وندخل إحنا .
عماد …كيف ده ؟
يونس …نخلي اتنين من الرچالة بتوعنا يضربوا نار في الهوا هيلفت نظرهم عليهم .
وأنا وباچي الرچالة هنچدم شوية عنيهم.
وهما يمسكوا في بعض كأنهم هيتعركوا ، والناس والغفر هيتلموا عليهم عشان يسلكوا ما بينهم .
وفي اللحظة دي احنا ندخل طوالي ونشوف حالنا .
عماد بضحك …عفارم عليك يا ريس وهو كذلك يلا بينا ننفذ
أنا طبعا معاك مش هسيبك وبردك عوضين وزكريا .
أما تمام حورس هما اللي هيشبطوا في بعض .
يونس … ماشي ، يلا بينا چدام عند الخرابة اللي چدام دي .
ثم اتجهوا لها وتخفوا بها .
وحورس أطلق عيارا ناريا فانتبه له الناس ، فصرخوا .
يا ستير يارب ، العيار ده چي منين من الفرح ولا برا.
ثم سمعوا صوت عراك ورجلين يضربان بعضهما البعض .
انتبه وهدان لما يحدث ، فحث رجاله على تطلع الأمر حتى لا يفسدوا الليلة ولكن مصطفى أصر على الوجود بجانبه حتى لا يتركه بمفرده .
تسلل عماد للداخل وجذب كل ما طالته يده الخفيفة من أموال أو ذهب
أما يونس فكانت وجهته لتلك الغرفة التي أشارت إليها نچية ، ثم ذلك الباب الخفي وراءها
فتسلل إليه ببطء وفتح الباب وولج للداخل فإذ به مليء بالسلاح .
فقام بالتسقيف قائلا…والله الدنيا هتلعب معاك خلاص
يا يونس ، بس لزمن الأول تخلص من وهدان وتحط چتته إهنه في الخفا وساعتها هيدورا ومش هيلاچوا ليه أي أثر .
عاد رجال وهدان ، فارتبك رجال يونس وخرجوا سريعا قبل أن يراهم أحدا ويشك فيهم .
عماد…إيه يا رچالة ، فين الريس يونس أمال ؟.
زكريا …مش خابر ،راح فين ؟
بصيت عليه في كل حتة ملچتهوش .
عماد ..والعمل دلوك ، هنعاود الجبل لوحدنا معچول ، ولا لازم نستناه .
زكريا…نستناه كيف ، إفرض رجالة وهدان لمحونا ،هنعمل إيه ؟وهينفعنا يونس إياك، هو مع نفسه بچا يحصلنا .
يلا بينا يا رچالة ، خلينا نعاوده الچبل چبل محد يچطرنا.
وبالفعل عادوا إلى الجبل بين قلق عماد على يونس .
عماد محدثا نفسه …ربنا يستر ، عشان أنا خابر دماغه .
يعرف أننا ماشيين وهينغص علينا عشتنا ، بس نعمل إيه ؟
مش خابر راح فين ؟
………….
زين مازال في عيادة تالين وقد اقترب جرحه من الشفاء حتى استطاع القيام والجلوس بمفرده .
وازداد تعلقه بـ تالين يوما بعد يوما حتى امتلكت عقله وقلبه وتناسى قمر ولكن تالين كانت بارعة في إتقان اللامبالاة وهذا زاده رغبة بها أكثر وزاد شوقه إليها .
ولجت إليه تالين فوجدته واقفا ينظر من خلال ستار النافذة .
فأخذت تتطلع إليه طلته الرجولية وعضلاته البارزة وتقسيمات وجه فتنهدت بحب هامسة…يخربيت حلاوته حاجة صعيدي تخطف القلب صراحة .
ولكنها رددت مرة أخرى…لا أوعي كده إمسكي نفسك كويس ، متبوظيش الخطة ، ده خلاص قرب يسيح وينطق لوحده .
اه يا ناري نفسي أسمعه بيقول …بحبك يا تالين .
ثم حمحمت لتلفت نظره إليها .
فالتفت سريعا ليرمقها بنظرة حنونة مشتاقة ثم اقترب منها فتراجعت حتى لا يسمع نبضات قلبها المتصارعة التي تكاد تفضح حبها له .
زين …بتهربي مني ليه يا تالين ؟
تالين بلعثمة…أنااا بهرب ، ليه ؟
زين …أنتِ فاهمة كويس ، وعارفة أن خلاص چلبي أتعلق بيكِ.
تلون وجهها بالحمرة وحدثت نفسها …أشطة ،العچل وقع وهاتوا السكينة يا ناس يلا بقا انزل بالتقيلة ….بحبك عايزها تخرم وداني.
ثم عبثت تالين بتنورتها لكي تهرب من عينيه التي تحيط بها .
ثم أردفت دون النظر إليه …أنا شيفاك بسم الله ماشاء الله ، عيني عليك باردة بقيت زي الحصان .
يعني ممكن النهاردة تروح بيتكم بالسلامة،بس تخلي عينيك وسط راسك بقا ،عشان أكيد الناس اللي ضربوك بالنار مستنيين لحظة أنك ترجع .
ويعالم هكون موجودة تاني عشان أنقذك ولا ؟
لم ينتبه زين لكلماتها ولكنه كان يسلط نظره على عينيها التي تحاول الهروب منه ، فاقترب أكثر منها ، ثم تراجعت هي للخلف حتى إلتصقت بالحائط .
ليهمس هو بحب …خلاص معدتش ليه فائدة ، هتخرمي الحيطة إياك .
لفحت صفعات وجهها أنفاسه الحارة ، فارتبكت وتناثرت حبات العرق من وجهها .
فابتسم زين قائلا …اللي يشوف لسانك الطويل ميشوفكيش دلوك وأنتِ مكسوفة ووشك هيسچط عرق .
تماسكت تالين وأخرجت كلماتها بصعوبة قائلة …أنت عايز مني إيه ،ولو سمحت أبعد شوية عشان الچو حر .
فضحك زين وابتعد قليلا حتى تلتقط أنفاسها ثم همس ….بحبك .
اتسعت عيني تالين بصدمة قائلة ببلاهة وهي تمسك بأذنها …بتقول إيه ؟مش سامعة .
فارتفع صوته …بحبك .
تالين همست لنفسها …مش معقول مش مصدقة
وداني، أبو الهول نطق يا جودعان .
ثم رددت…هااااااااا ،برده مش سامعة .
فصاح زين بكل قوته …بحبكككككككككك.
فوضعت يدها على فمه مردفة…خلاص سمعت ،هو حد قالك إني طرشة مش بسمع ولا إيه ؟؟
فضحك زين…لا أبداااااااااا.
تالين بمكر وهي تضع يدها على جبينه مردفة بروح المداعبة …أنت شكلك رجعتلك الحرارة تاني ولا إيه ؟
أنت متاكد من اللي قولته ده يا بلدينا .
فضحك زين…أيوه متوكد ،ثم أمسك بيديها ووضعها
على قلبه و قال…شوفي چلبي هيتحرك كيف .
ثم رفع وجهها بيده الأخرى لتتقابل أعينهما في نظرة طويلة تحدثا بها بلغة العيون حديثا أبلغ من مما ينطق به اللسان من كلمات .
تالين وقد تذكرت قمر فعبست وقالت بغصة مريرة…بتحبني عشان أنا تالين ، ولا بتحبني عشان شبه قمر .
فنكس رأسه زين متنهدا بألم ثم ردد ….أرجوكِ ، أنا مش عيل صغير چدامك عشان معرفش أنا عحبك صوح ولا مچرد وهم عشان شبه قمر .
لاااااا بالعكس حبي لقمر هو اللي طلع وهم .
تالين …إزاي ده ؟؟
ده أنت كنت متيم بيها ومفيش على لسانك غيرها .
قمر قمر لغاية مزهقتني وكنت عايزة اضربك على نفوخك ، عشان تفقد الذاكرة يا أخينا .
فضحك زين …مجنونة بس بحبك .
قالت تالين في نفسها …وأنا بموت فيك وربنا بس مش هقولها غير لما أقتنع بإنك بتحبني أنا مش عشان شبه قمر .
فرددت …أتفضل أشچيني يا ريس .
زين …هجولك بس اسمعيني وافهميني.
أنا وعيت على الدنيا مشفتش چدامي غير قمر ، اتربينا سوا وأكل وشرب وضحك ولعب سوا .
فته‍يأ ليا أنها هي دنيتي وحياتي كلها ، لكن ساعة ما شوفتك أنتِ وعرفتك أنتِ حسيت أني كنت غلطان .
وعرفت چد إيه عحبك يا حتة بسبوسة بالچشطة أنتِ.
فابتسمت تالين مرددة…والله طلعت بتفهم أهو يا بلدياتنا أخيرا وعرفت أن الله حق وحسيت بالعبدة لله.
زين بغضب مصطنع…إيه بتفهم دي ؟
متحسني ملافظك شوية ليه فاكر أني كوز درة ؟
ثم لمعت عينيه عندما تذكر آخر كلماتها ( أخيرا حسيت بالعبدة لله )
فقال …أيوه كده اعترفي ، أنك بتحبيني وبتموتي فيا
وآه حسيت بيكِ ، معلش الإرسال بيچي متأخر عندي شوية .
فنكزته تالين فى كتفه …لا ظريف يا عمنا .
زين …لا أنا زين مش ظريف وإيه عمنا دي ؟
فيه وحدة تچول لچوزها يا عمنا ، لا إحنا صعايدة واعرين چوي والحريم عندينا هتحترم چوزها .
اتسعت عيني تالين غير مصدقة ما تفوه به ، إنه حقا يحبها ويريد الزواج منها .
تالين …أنت بتقول إيه ؟
إيه چوزها دي ، أنت صدقت نفسك وعشت الدور ولا إيه ؟
إحنا لسه على البر .
زين …خابر على البر ، بس ميتى هدخل چوه بچا وتكوني حرمنا المصون .
يعني بالمفتشر إكده يا نوتليتي ، أنا عحبك وعايز أچوزك .
ها چولتي إيه ؟
فصمتت تالين من المفاجأة .
فردد زين …تمام السكوت علامة الرضا .
ميتى أچابل الحاج أبوكِ .
تالين …أنت بتتكلم بجد ،يعني مش بتهزر .
وعايز تقابل بابا فعلا !!
ضحك زين قائلا …أيون وممكن أقابل الريس ذات نفسه ، المهم في الآخر أنول القمر اللي بيلألأ في سمايا ده .
وضعت تالين يدها على فمها ولمعت عيناها بالدموع،ثم قالت …لا كمان بتعرف تقول شعر.
زين …أمال ده أنا حبيب وأعچبك چوي .
بس أنتِ تستحمليني عشان زي مبيچولوا إكده …اللي بحبها صعيدي يا غلبها .
تالين…يعني أنا مستحملة نفسي اللي مغلباني ، مش هستحملك أنت يا حب .
ده أنت اللي تستحملني ،عشان وربنا خايفة تكون أمك داعية عليك .
فضحك زين حتى دمعت عيناه ثم قال …طيب يا سكر أنتِ .
أچي اليوم أكلم أبوكِ عشان أنا مستعچل چوي چوي .
تالين …لا حيلك حيلك ،استنى بس لما أكلمهم أنا الأول وآخد معاد وأبلغك .
زين …تمام بس متغبيش عليا .
……………..
اختلطت مشاعر حسام بين الفرح لتذكر قمر حياتها وعودتها لطبيعتها بعض الشيء وبين حزنه أنها لا تتذكره.
حسام ….لااااا أنتِ انسي اىأي حاجة إلا أنك تنسينى أنا
يا قمر .
تأملت قمر في وجه حسام كثيرا وردت قائلة …أنا حاسه زي مايكون شوفتك چبل إكده .
ووشك كمان مريح ، أنت مين ؟
وأنا فين وفين وهدان أخوي وزين ؟
تنهد حسام بغصة مريرة مردفا…أنتِ في المستشفى ،وأنا الدكتور المعالج بتاعك .
قمر مندهشة…..مستشفى ليه ؟
أنا مالي ، حوصل إيه ؟
ثم وضعت يدها على بطنها برقة …هو ابني حصوله حاچة!؟.
أرچوك طمني عليه ، كفاية اللي خسرته ،مش هيكون
هو كمان .
حسام …لا إطمني ،الجنين بخير .
قمر…الحمد لله .
طيب أنا عايزة أشوف أخوي يا دكتور ضروري، وعايزة أرچع البيت .
كلمه الله يكرمك ، يچي ياخدني.
حسام بصدمة …بتقولي عايزة تمشي وتسبيني ، لاااا
مقدرش .
فنظرت له قمر بريبة ، فشعر حسام بالندم لتسرعه في النطق بتلك الكلمات التي لن تستوعبها بل ستجعلها تشك في أمره فتدارك بقوله …آسف ، أنا أقصد ، أنِّ حضرتك لسه محتاجة تكملي علاجك معانا وأمر الخروج ده لسه شوية عليه .
قمر بإنفعال …لا أنا عايزة أخرج دلوك ، أنا كويسة ، أنتوا هتحبسوني ولا إيه !
حاول حسام تهدأتها وأمسك بيديها قائلا …أهدي بس يا قمر ، الإنفعال وحش عليكِ وعلى الجنين .
فنزعت قمر يدها منه بقسوة وعلامات الغضب على وجهها مرددة…أنت هتمسك يدي ليه إكده ؟
بعد عني وهتلي أخوي أرچوك .
همس حسام لنفسه ….أبعد!؟ أنتِ كده بتحكمي عليا بالموت يا قمر .
أعمل إيه بس يارب دلوقتي، ثم أخرج هاتفه واتصل بـ وهدان .
وهدان بصوت عالي …علي صوتك يا دكتور ، عتچول إيه ؟
قمر أختي كويسة ولا حوصل حاچة ؟
حسام …أنا كمان مش سمعك كويس من الصوت اللي عندك ده .
وهدان …معلش ده عچبال عندك فرح أختي هيام .
حسام …آه ألف ألف مبروك .
بس قمر كانت عايزة تكلمك ضروري، اتفضل هي معاك .
وهدان وقد تهلل وجهه فرحا…بچد ياما أنت كريم يارب .
يعني هي خفت وطلباني؟ .
حسام…يعني في المرحلة الأولى من الشفاء بس لسه محتاجة متابعة مننا .
فياريت حضرتك تطمنها بس بصوتك وتقولها تستحمل شوية تقعد عشان نخلص برتوكول العلاج الخاص بيها .
وهدان ..تمام يا دكتور ،ومتصورش أنا فرحان چد إيه .
ولما أنزل مصر ، ليك عندي هدية حلوة چوي يا وش الخير أنت .
همس حسام لنفسه …ياريت تكون الهدية قمر ،هي عندي أحلى من ملايين الدنيا كلها .
حسام لـ قمر ..اتفضلي أخوكِ وهدان .
فالتقطت قمر منه الهاتف بلهفة قائلة …وهدان أخوي اتوحشتك چوي ،كيفك وكيف وردة ؟
وأنت فين دلوك ؟
تعال يا خوي أنا زهچانة ، وعايزاك تروحني .
وهدان …چلب أخوكِ ، معلش أنا دلوك في الصعيد مش
في مصر ، فرح أختي هيام .
قمر …والله ، ألف ألف مبروك .
وميتى هتچدر تيچي؟ .
وهدان …يومين إكده بس ،معلش استحملي وأنا فايتك
مع الدكتور حسام ،ده راچل زين چوي ،متچلچيش منيه،
وأصبري شوي لغاية متخفي زين .
قمر …حاضر ، بس متغيبش عليا .
وهدان …لا أبداً ،وهبعتلك زين يطمن عليكِ .
قمر …لا معيزاش أشوف وشه.
وهدان …ليه إكده ، ده عيحبك يا قمر وهو أولى الناس بيكِ.
فدمعت عينا قمر فتحطم فؤاد حسام ثم أردفت ….لا يا خوي أنا خلاص إكده أخدت نصيبى وهعيش أربي ولدي .
وربنا يچازي اللي كان السبب .
وهدان …اسمعيني يا چلب أخوكِ ،زين عيحبك وهيعوضك عن الطور أسامة ده .
قمر بغصة مريرة….محدش هيعوض مكان حد ، وبزياداني إكده ، وزين أنا طول عمرى أشوفه أخوي مش أكتر .
فابتسم حسام مطمئنا أنها لا تفكر في أحد الآن وما عليه
في الأيام القادمة سوى أن يلفت أنظارها إليه لعله يستحوذ على قلبها .
وهدان …اللي عايزاه يا قمر ،وأنا يستحيل أغصب عليكِ حاچة .
قمر …تسلم يا أخوي .
……………
أغلق وهدان اتصاله مع قمر ثم التفت ليجد جميلة في مقابلته ترتجف خوفا .
وهدان بذعر….مالك يا جميلة حوصل حاچة ؟
جميلة …لا بس مچدرتش أچعد في الچبل ويونس چه هو ورچالته عنديك عشان يسرچوا على چد ميچدروا .
لكن يونس مش چي عشان السرقة بس ، ده چي عشان يتخلص منيك .
فخوفت چوي عليك وعليه وچيت أطمن .
التفت وهدان يمينا ويسارا وتأكد من ملازمة الأمن كل واحد في مكانه والحركة طبيعية .
وهدان ..مفيش حد غريب إهنه والأمر ماشي طبيعي.
جميلة …لا أنا متوكدة أنهم موچودين ، أنا أصلا خرچت وراهم .
زفر وهدان بضيق …وبعدين في الليلة دي، ربنا يستر وتعدي على خير .
وهدان …طيب روحي أنتِ دلوك ،ومتخفيش أنا كويس چدامك أهو .
ثم صاح رجلا كان يخرج محفظته ليهنىء حمدي بببعض المال كعادة الناس في الأفراح في هذا اليوم وهو ما يسمى ( بالنقطة ) .
لم يجد الرجل محفظته وتحسس كل منطقه في جسده لعله يجدها ولكن باءت محاولته بالفشل فصاح …أنا اتسرچت يا خلچ أهو .
فنظر له الناس بخوف ثم وضعوا يدهم على سترتهم ليتأكدوا من وجودها ولكن أغلبهم صاح …وأنا كمان وأنا كمان .
فارتبك وهدان وتأكد بالفعل من وجود زين ورجاله، فعادت ذكرياته لما فعله وهو صغير في فرح أخته زهرة .
وها هو يحدث معه ما فعله وهو صغير وكأنه الدنيا تؤكد مقولة ( كما تدين تدان ).
انفعل وهدان في مصطفى …أنت يا بهيم .
وقف مصطفى أمامه مذعورا …نعم يا وهدان بيه .
وهدان …جعدت تچول متخافش والأمن في كل حتة .
وأنتوا كلكوا بهايم مهتفهموش ، ورچالة الچبل أهني وسرچوا الناس كمان .
مصطفى بحرج …كيف ده ؟ والله عيونا في كل حتة
معرفش كيف حوصل .
وهدان …متعرفش ، أمال أنا اللي أعرف .
المهم دلوك تمشطوا المكان بسرعة وأي وش غريب تچيبوه وأنا داخل أوضة أبوي أچيبيب سلاح وأچهز نفسي كويس وأستعد لـ يونس بنفسي، بدال اعتمدت على شوية بچر .
فدلف وهدان سريعا لغرفة العمودية وتبعته جميلة لعلها تهون عليه الأمر .
جميلة ..وهدان چلبي معاك يحفظك .
وهدان بإنفعال روحى دلوك يا جميلة، أنا مفيش أعصاب .
نكست جميلة رأسها بعض الشيء .
والتقط وهدان سلاحه وحمله بالطلقات.
تأملت جميلة وجهه سريعا قبل أن تغادر .
ولكنها لاحظت حركة غريبة وراء وهدان.
فسددت النظر لما خلفه جيدا ،فوجدت باب يُفتح ويظهر منه خيال ، خُيل إليها أنه يونس ثم رأت بندقية تخرج
من تلك الفتحة .
فصرخت …وهدان ، لتنطلق النار وتدخل في جسد ……؟.
يا ترى يونس حقق حلم عمره وقتل وهدان وخطف هيام؟ ولا القدر وقفوا عند حده؟ جميلة شو راح يكون مصيرها وهل راح ترجع الجبل ولا تبقى ببيت وهدان ووردة راح تتقبل وجودها ولا راح تأزم علاقة وهدان ووردة؟
قمر برأيكم راح تحب حسام ولا صدمتها في أسامة صعبت وصول حسام لحبيبته؟
وأسيبكم مع الدعااء الجميل ده
(رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَجَهْلِي وَإِسْرَافِي فِي أَمْرِي كُلِّهِ وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي خَطَايَايَ وَعَمْدِي وَجَهْلِي وَهَزْلِي، وَكُلُّ ذَلِكَ عِنْدِي).

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى