رواية نار وهدان الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء الرابع والثلاثون
رواية نار وهدان البارت الرابع والثلاثون
رواية نار وهدان الحلقة الرابعة والثلاثون
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
النهاية لا تعني دوما انقضاء الشيء أو زواله من الدنيا بل هي عبارة عن بوابة لبداية جديدة، و قد تكون هذا البداية الجديدة فرصة الله لنا بالتوبة والتحسين من أنفسنا كما قد تكون العكس تماما لبعض الناس ممن غلف قلوبهم بالسواد فازدوا طغيانا وتكبرا.
صرخت أم والدة أسامة عندما ولجت إلى غرفته …ابننننننننني ابننننننني ، أسااااااااااااامة .
حيث كان ملقا على الأرض ، بعد أن فاضت روحه إلى بارئها قهرا وحزنا على محبوبته وابنه الذي زرعه الله في رحمها، فتجمع حوله والديه وأخواته يبكون .
والدته …يا حسرتي على شبابك يا ضنايا .
حسبي الله ونعم الوكيل ، العوض عليك يارب
قوم يا أسامة ، قوم يا ضنايا .
قوووووووووم متسبنيش يا ابني ،ده أنا روحي فيك.
ومات أسامة وترك ابنا له لم يرى النور بعد وزوجة محطمة مريضة نفسيا .
فلما التسرع في الزواج بهذا الشكل حتى تكون النهاية وخيمة كتلك ؟؟
…………
وردة في الطريق مع وهدان متجهان للصعيد .
وردة…هتروح على النچع الأول بتعنا ولا هتفوت عشان تاخد الحاچة أمك الأول ؟؟
وهدان …لا هفوت على أمي الأول طبعا وهاخدها معايا النچع .
وردة …وهي هترضى ولا أكيد هتخاف ؟
وهدان بثقة ضحك …تخاف من إيه ؟؟
خلاص من النهاردة مفيش خوف ، هترچع تعيش في بيت العمدة اللي دلوك نصه باسمها ، يعني هتعيش في ملكها وهتخدمها نچية كومان .
وردة بتعجب …وه نچية مرت العمدة اللي منخيرها
في السما دي !
تخدم أمك كيف ده ؟
شيمو
وهدان …هتشوفي بعينيكِ التنين ، خلاص چه وچت الچد .
ثم جاءه إتصال من جابر.
وهدان …إيه كيف الأخبار بشرني ؟
شيمو
جابر مبتسما بثقة …عال العال .
دلوك هي عند بنتها وهو هيلعب بديله مع نعيمة في البيت براحته مش كيف الأول لازمن يروح البيت الچديد ، بعد مطمن أنها خلاص مبچتش تشك فيه .
ضحك وهدان …عال العال .
يعني هي معاه چوه دلوك ؟
جابر…آه لسه واصلة ؟
وهدان…تمام .
وعرفت هتعمل إيه ؟
جابر …أيوه أول محضرتك توصل ، هشيع حد يوصلها الكلام فهتيچي چري، تشوفه متلبس ،وحضرتك هتكون موچود طبعا ، عشان تشوف بنفسك .
وهدان…آه طبعا لازمن أشوف كسرة نفسها بعيني وأمي كومان تشوف، عشان هننزل عليها بالضربة الچاضية .
جابر…تمام يا كبير.
مستنيينك عشان الناس من زمان نفسها تفرح في الست دي
( حتى الفانز النايم اللي بيقرأ ومش بيعلق عايز يفرح مع أنه ميستهلش 😂)
شيمو
وهدان …هفرحكم كلكم ، سلام .
وصل وهدان عند منزل والدته وطرق الباب ففتح له أخوه الصغير أحمد وفرح أحمد وتعلق برقبته …أخوي وهدان حبيبي .
وحشتني چوي ، هتيچي تخدني في الچصر الكبير تاني .
شيمو
وهدان …هخدك لدوار العمدة كومان يا حبيبي.
سمعت صوته بدور ففرح قلبها لرؤيته ولكنها في نفسها حزينة على حاله وتصرفاته .
فغلب قلب الأم عليها ومدت ذراعيها له ، فألقى وهدان بنفسه على صدرها ينعم بإحساس الأمان والحب الذي يفتقده فدمعت عيناه وبكت بدور ، ليبتعد عنها برفق ويمسح بكفيه دموعها قائلا …خلاص يمه مفيش دموع بعد النهاردة وهرجعلك حچك دلوك ، والبيت اللي اطردتي منه زمان وطلعتي ذليلة هترچعي معززة مكرمة .
ثم أخرج من سترته ورق ملكيتها لبيت العمدة
و أردف …شايفة الورق ده يمة، خابرة مكتوب فيه إيه ؟؟
بدور بذهول …مكتوب إيه يا ولدي ؟؟
وهدان …مكتوب أنك تملكي نص بيت العمدة .
يعني أنتِ رايحة تچعدي في ملكك ،مش ضيفة
عنديهم، يعني هتچعدي وعتحطي رچل على رچل
وتحطي صباعك الكبير في عين نچية .
بدور …مخلاص يا ولدي اللي حوصل حوصل وكفاية عندي أنك رچعتلي مش عايزة حاچة تانية من الدنيا ولا أملاك ولا فلوس .
وهدان …لا يمه ده حچك ولازمن تخديه ويتردلك اعتبارك
من چديد .
ويلا بينا عشان الوچت يمه ازف ولازمن أكون هناك في الوچت المناسب.
بدور برجاء… يا ولدي أنا خايفة عليك .
وهدان …متخفيش يمه ، محدش يچدر بس يلا .
فسلمت بدور أمرها لله وأسرعت لترتدي ملابسها
هي وأولادها، ليترچلوا سريعا معها إلى نچع الصوامعة .
…..
سالم مع نعيمة في غرفتهم …يا بت متيچي چمبي شوية وسيبك من اللي في يدك ده .
نعيمة بدلال …وبعدين يا راچل ، متستنى أحضر حالي وألبس حاچة حلوة إكده من حچات نچية .
سالم …يعني لازمن كل مرة تلبسي حچاتها ، ما أنا چيبلك بالزيادة .
نعيمة…بحس لما بلبس خلچاتها ، أني أنا صاحبة الدار ، وأني خدت مكانها اللي ذلتنا بيه سنين طويلة .
سالم …ده أنتِ چلبك أسود چوي چوي ،مخلاص عاد وأديكِ بچيتي مرتي .
نعيمة…متچولي صوح ، الراچل اللي اتكتب البيت بأسمه ده ، مظهرش من ساعتها ولا عمل حاچة ؟؟
أمسك سالم بطنه خوفا …يخربيتك لازمن السيرة اللي هتوچع الچلب دي .
خليه إكده مش فاكر ويارب منشوف خلچته ده لو نچية عرفت هطين عيشتي .
وكفاية بچا حديت ،خلينا في الفعل ، متيچي چاري يا بت ، وأنتِ هتلعلي في الأحمر بتاع نچية ، فكرتيني بأيامها زمان .
فعبست نعيمة …لساك هتفتكر .
سالم …لا مخلاص ، هي راحت عليها ،وأنتِ بچيتي راحة سالم وچلبه من چوه متيچى يا بت .
ضحكت نعيمة مردفة…چاية أهو يا راچل .
………
بعث جابر إمرأة من أهل النچع بعد أن أعطاها مبلغ من المال إلى نچية وأفهمهما ما تقول لها .
فذهبت المرأة وتدعى ( سيدة ) مسرعة إلى نچية عند ابنتها زهرة عندما رآها الغفير صاح بها …أنتِ مين يا ست أنتِ وعايزة إيه ؟
سيدة …أنا عايزة ست نچية في أمر ضروري بسرعة الله يخليك .
الغفير….طيب ، تعالي معايا .
دخلا معاثم ووقف بها أمام غرفة المعيشة ليحمم مناديا نچية …يا ست نچية ، يا ست نچية .
نچية بإمتعاض …عايز إيه يا ولا ؟؟
مش وچت حديت عايزة أتفرچ على فيلم الشقة من حق الزوچة.
ثم ضحكت على مشهد محمود عبد العزيز وهو بيغسل هدومه في الكروانة في الحمام وبعدين رمى الغسيل في وش حماته ومراته .
شيمــــــــــــو
نجية … هههههههههههه شوف الراجل .
الغفير …يا ست نچية الأمر مستعچل وفيه وحدة عايزاكِ برا .
شيمو
فعقدت نچية حاچبيها قائلة….طيب خليها تيچي ، مچدارش أچوم من چعدتي .
شيمو
الغفير …أُدخلي يا بت.
فولجت سيدة والخوف يملأ قلبها من أثر ما ستلقيه على مسامعها .
نچية…متنطچي يا بت عايزة إيه ؟
سيدة ببعض من التوتر…سي سالم يا ست نچية .
فقامت نجية من مقعدها قائلة بخوف…ماله حوصله إيه ؟
سيدة …..دلوك هو في البيت مع البت نعيمة خدامتك ويعني أستغفر الله العظيم ، صوت ضحكهم واصل لبرا البيت .
وأنا كنت معدية إكده من تحت الشباك وسمعت الضحك والمسخرة وهو بيچولها …تعالي يا بت يا نعيمة .
وهي ترد…يوه چاية أهو .
ويعالم بيحصل إيه بَنتهم ، فچيت أنبهك يا ست الستات ، عشان إكده عيب وميصحش .
كيف العمدة يعمل إكده وهو معاه ست الستات نچية ، اللي تتحط على الچرح يطيب .
تخشبت نچية في مكانها ووقفت الكلمات في حلقها حتى استطاعت اخراجها بصعوبة …أنتِ بتچولي إيه يا بت ؟
لا يستحيل سالم يعمل إكده ؟ أنتِ كدابة .
سيدة…وحياة سيدي الدكروري يا ست نچية ، سمعتهم بوداني دي اللي هتكلها الدود .( والحلف بدون الله شرك )
ولو مش مصدچاني ، تعالي معايا بسرعة وأنتِ هتشوفيهم بعينيكِ التنين.
فخرجت معها نچية محدثة نفسها …آه يا ناري لو كان ده صوح ، لأحرچهم هما التنين بچاز .
بس كيف ده يحصل وفين زعزوع ، ده أنا موصياه ميغبش عن عينه دچيچة واحدة ؟؟
وعشان إكده چاعدة وحاطة في بطني بطيخة صيفي،لكن إكده يغفلوني التنين ،والله لأوريهم اللي محدش شافه .
أسرعت نچية للبيت وكان بانتظارها في السيارة وهدان مع بدور .
بدور …يا ابني أنا كنت عايزة أشوف أختك الأول ،چبل مدخل بيت العمدة ؟ نفسي آخدها في حضني بعد السنين دي كلاتها .
وهدان …چولتلك يمه ، أنا هخليها تيچي لغاية عندك في دوار العمدة ، عشان تعرف هي مين وبت مين ؟
وتشوف الدوار الكبير ده اللي كان مفروض نتربى فيه أنا وهي مع بعض روح واحدة .
مش بسبب العچربة دي اتفرچنا وكل واحد راح لحاله بعيد .
فلازم لما نتچمع ، نتچمع إهنه في الدوار ده .
بدور…الله يسترها معانا يا ولدي.
ثم لمحت بدور نچية تأتي مسرعة وعلى وجهها علامات الذعر .
شهقت بدور مردفة…سبحان الله الذي كل يوم هو
في شأن ،معچول دي نچية اللي كانت كيف البدر ؟؟
ياااه يا زمن ، بچت كيف العفاريت بشكلها ده ، عچزت چوي وسبحان مغير الأحوال .
وهدان …ده ذنبنا يمه ، ويلا تعالي انزلي .
واستحملي معلش اللي هتشوفيه عشان خوطري،وعشان إكده وديت وردة بيت أخوها ، عچبال بس متخلص الطلعة الأولى دي عشان عتكون واعرة چوي .
بدور…الله يسلمها يا ولدي .
وبالفعل ترجلل من السيارة ودخلا االفيلا،أما نچية فولجت قبلهما والشر يتطاير من عينيها ، وهيئتها تدل على أنها ستدخل حربا مهلكة تقضي بها على الأخضر واليابس .
وعند الباب وجدت زعزوع الذي إرتبك حين رآها ، فوقف مرتعشا قائلا ست نجية .
نچية بحدة…مالك يا ولا هترتعش زي متكون شوفت عفريت .
زعزوع …لا بس …؟
نچية….بس إيه يا ولا متنطچ ولا مخبي حاچة عليه ؟
زعزوع بخوف…أناااااا لا هخبي إيه ؟
نظرت نچية إلى بندقيته التي يحملها على كتفه ، فانتشلتها منه بقوة مردفة…هات دي .
زعزوع …يا ويلك يا زعزوع .
نچية …متخفش عليك دلوقتي ، لسه دورك چي معايا .
وعندما حاولت الولوج للداخل ، وقف أمامها زعزوع قائلا بتلعثم …استني يا ست نچية ، عايز أچولك حاچة .
نچية بحدة …أوعى من طريچي ألا اطوخك أنت الأول .
فابتعد خوفا هامسا …يا سواد ليلك يا عمدة وأنا من بعدك .
أسرعت نچية للداخل وتسارعت نبضات قلبها مع كل درجة من درجات السلم ،حتى وصلت إلى غرفتها فوجدتها مغلقة فانتباها الفزع وارتجفت يديها حين وضعتها على مقبض الباب .
ولكنها تماسكت بعض الشيء ففتحته ، لتصدم عندما وجدت زوجها سالم في أحضان نعيمة وعلى فراشها .
شهقت نچية وجحظت عينيها لتصرخ بحدة …أنت يا سالم تعمل إكده ؟
ومع مين نعيمة خدامتي اللي كانت هتغسل رچلي .
ياآاااااه يا حرچ چلبي ، وعمري اللي ضاع .
خانك العيش والملح يا سالم ، مش مكفيك اللي عملته زمان ، هتكرره دلوك تاني .
بس المرة دي واعرة چوي چوي ، هتموتني بحسرتي ،بس چبل مموت أنا ،مش ههملكم تتهنوا ، هموتكم أنا الأول .
فزع سالم عندما رآها ودثرت نعيمة نفسها في الفراش سريعا وكادت أن تموت خوفا مردفة …نچية .
ترجاها سالم بقوله …استني بس هفهمك يا نچية .
شقت نچية صدرها وهدرت بصوت عالي …مش عايزة أفهم حاچة ، چي على آخر العمر تعمل إكده فيه ؟؟
ماشي يا سلام هتكون نهايتك على يدي أنت والحيوانة دي.
ثم رفعت بندقيتها وصوبتها نحوهما .
فصرخت نعيمة…لاااا أبوس يدك .
وعندما جاءت تضغط على الزناد لقتلهما دون رحمة ،
وجدت يدا امتدت من ونزعتها يديها بقوة وبصوت كأن صاعق أصابها في مقتل …كفي يدك يا مرت أبوي ، هو فيه إيه ؟
مهو من حچه يچوز ده راچل وربنا عطيه الأذن ( مثنى وثلاث ورباع )
(هو ده بس تقريبا اللي حفظه 😃 وهو وكل الرجالة )
وأنتِ كومان صراحة راحت عليكِ ، فسيبك منيه وخليه يتهنى .
دارت نچية له ورمقته بنظرة نارية قائلة بإندهاش …أنت مين ؟؟
وإيه دخلك إهنه ؟
وإيه مرت أبوي دي ؟
كما حدق به سالم كثيرا ولاحت له في الأفق صورته عندما كان مازال صغيرا في حفل زفاف ابنته زهرة .
فردد ….أنت ….؟
وهدان بصرامة …عايزين تعرفوا أنا مين ؟
ثم قام بالنداء على والدته بدور ، لتأتي وهي منكسة الرأس خجلا ، لينظر إليها قائلا …لا من اليوم هترفعي راسك دي يمه .
ارفعي راسك ووريهم أنتِ مين ؟
فرفعت رأسها بدور ودمعت عينيها عندما رأت سالم نعيمة ونچيةالثلاثي الذي دمر حياتها وفرقها عن توأميها ووالدها
لفهتف بقهر…مكنتش عايزة أشوف خلچتهم تاني يا ولدي ، كفاية اللي حوصل منهم زمااان .
تلاقت عيني سالم بعيني بدور ليشهق …بدور معچول ده ؟
وضعت يدها نعيمة على وجهها مردفة…چه اليوم اللي مكنتش عاملة حسابه.
بس كيف اتچمعوا ؟ ده أنا اللي رمياهم بيدي .
نچية بإستكبار كعادتها …والله عال الخدامين اتچمعوا في ليلة واحدة على ستهم وتاج راسهم نجية .
فضحك وهدان بسخرية …لسّاكِ عتتكبري يا نچية ، بس چولك إيه بچا؟
أنك هتخدمي اللي هتچولي عليهم خدامين دول .
فرفعت نچية يدها تريد صفعه على وجهه ، فأمسك بيديها هادرا في وجهها …اتچننتي إياك هترفعي يدك عليه أنا وهدان سالم الصوامعي .
فتهلل وجه سالم …أنت ابني ابن بدور صوح ؟
فحدجه وهدان بنظرات قاسية وردد بسخرية …آه ولدك تصور ، ولدك اللي بدل ميتربيه في حضنك وفي بيتك الواسع ده ،أتربى في چحر بين الديابة وچطاعين الطرچ .
ولدك اللي مكلفتش خوطرك يوم تسأل هو عايش ولا ميت .
ولدك اللي كان هينام على الأرض وبطنه عتوچعه من كتر الچوع وأنت إهنه على السرير متنعم .
وكل ده عشان ست من چهنم عتترعب منها ،كيف الفار اللي عيترعب من الچطة .
وظلمت أمي اللي مكنش في إيديها حاچة خلاص وكانت لا حول لها ولا قوة.
وكمان أختي اللي اتربت بين ناس غرب كانوا أحن عليها منك .
جزع سالم من قوله مردفا …غصب عني يا ولدي مكنتش أعرف أنكم عايشين ولا أعرف رمتكوا فين الچادرة نچية دي.
نچية …لاااااا أنت هتصدچ يا سالم ولا إيه ؟
ده نصاب ، مش ولدك ،مش ولدك .
بدور …لا يا نچية ،ده ابن بطني هو وأخته التوأم هيام .
نچية بزلة لسان نظرت إلى نعيمة التي ارتبكت من نظرتها مردفة …كيف ده يا نعيمة ؟
هما مش ماتوا كيف مچولتي ؟
فصاحت نعيمة …لااااااا أنا مچدرتش أموتهم ، مچدرتش أعمل زي مچولتيلي ،مچليش چلب واصل .
فسبتهم في بيت چديد مهچور وچولت هما ونصيبهم
يا تاكلهم الديابة ، يا حد يغتهم .
فخلعت نچية حذاءها واندفعت تضربها على رأسها بقوة عدة مرات حتى أدمت رأسها مردفة بصياح …يا فاچرة ،خدعتيني زمان وكومان بعتي نفسك يا حقيرة .
شيمو
نعيمة بضعف من كثرة الضرب …لااااا أحنا مچوزين ، أنا مرته .
فتوقفت نجية عن ضربها من صدمتها قائلة …مچوزها
يا سالم ،يا چلبك !!
وهمت أن تصفعه هو الآخر ، لكن أمسك وهدان بذراعها .
وهدان …لاااا يدك ده مهما كان أبويا ،حتى وإن كان نزل
من نظري عشان اللي عمله بسببك .
نچية بنظرة غل …سيب يدي ألا أچطعهالك ،ومفيش أي إثبات أنك ابن العمدة ،وهبلغ عنك أنك نصاب وهتفتري علينا .
فصاح سالم…لااااااا ، أنتِ اللي افتريتي كتير أنتِ والبت دي نعيمة .
وده ولدي وبدور هي اللي عتكون مرتي وبس، لكن أنتِ ونعيمة …طاااااااالچ طااااالچ بالتلاتة .
انتابت نچية نوبة من الهلع فصرخت …بتطلچني أنا يا عمدة ، أنا نچية اللي عملتك راچل وخليتك عمدة .
وأنت كنت ولا تسوى بين الرچالة حاچة .
سالم …عيب الكلام ده يا نچية، وكفاية عليا مستحملك السنين اللي فاتت دي كلها .
نچية بسخرية…مستحملني أنا يا عرة الرچالة .
طيب يلا چوم اطلع برا بيتي ثم نظرت لوهدان وبدور بنظرة ساخطة قائلة …اشبعوا بيه يلا ….خدوه، وبرا كلكم ده بيتي وبيت أچدادي.
وأنا عفضل نچية ست الناس كلاتها.
فضحك وهدان…بيتك ده كان زمان ، ثم أخرج لها عقد بيع وشراء نصيب سالم .
بصي كده ، ده بيع نصيب أبويا لأمي بدور بنت حارس المواشي .
فنهرته بأسلوب چاف …لا اااا أنت كداب ، لا يمكن .
سالم يعمل أكده ؟؟
وهدان …چولها يا بوي عشان تصدچ .
سالم…أيوه بعته يا نچية .
فوضعت نچية يدها على رأسها وأخذت تولول …لا مش معچول دوار الصوامعة تسكنه بنت حارس المواشي.
لاااا .
اطلعوا براااا
وهدان بسخرية…والله لو مش عچبك ،نشتري نصيبك وتطلعي أنتِ.
وجدت نعيمة أنه ليس لها مكان بينهم، فشدت عباءتها وارتدتها سريعا من أسفل الفراش ثم قامت لتمشي من بينهم سريعا .
فاستوقفها وهدان بصوته الذي أفزعها.
وهدان …رايحة وين يا مرت أبوي الغالية ،بچا أنتِ اللي رمتينا بيدك والله عال .
نعيمة بإرتجاف…والله كان غصبا عني ،لو معملتش إكده ، كانت عتموتني المفترية دي .
وهدان بمكر …آه خابر ، وأنا مسامحك وعشان إكده ،مش
هتمشي .
عتچعدي معانا إهنه ،مش خدامة ، لا صاحبة بيت في نصيب أمي .
فلمعت عينا نعيمة بالفرحة وأرادت تقبيل يده شاكرة.
ولكنه سحب يده وقال لها…مفيش داعي .
نجية …لااااا لاااااا يستحيل .
أشفقت بدور عليها بقلبها الطيب فأردفت…مش كفاية إكده
يا ولدي عملت اللي نفسك فيه وأنا معيزاش أچعد إهنه خلاص .
خلي ليها هي الدنيا وإحنا كفاية علينا الآخرة والچنة أدوم وأبقى لكن متاع الدنيا زائل .
وهدان …لا يمه مش كفاية ولسه .
أنت عتچولي إكده عشان اللي شوفتيه منها كان لوچت چصير لكن أنا عنيت سنين طويلة .
فلسّاني كتير عچبال مچلبي يبرد كتير چوي .
دلوك بس كل واحد يروح يچعد فى أوضته ويستريح .
وأنا هبعت الحرس هيچفوا چدام أوضتك أنتِ وأبوي ونعيمة لغاية بس ميحصل اللي في بالي؟؟؟؟
وأنا هروح دلوك أچيب هيام وآچي.
تهلل وجه بدور …صوح يا وهدان ، يا چلبي يا بتي أخيرا هشوفك .
قام سالم ونبض قلبه بحب ليقف أمام وهدان ، فطالما اِشتاقت نفسه لولد من صلبه يكون له عونا في الكبر ولكن هيهات هو لم يربيه صغيرا كي يحترمه كبيرا .
فعندما حاول سالم أن يحتضنه قائلا…تعال في حضني
يا ولدي ، أنا مصدچت عرفتك .
فضحك وهدان ساخرا وهو يبتعد عنه …لا والله يا شيخ ، چول كلام غير ده .
اعتبر لسّاك مهتعرفنيش وأنا چيت لأچل خاطر أمي بس ، وعشان الناس تعرف أني ابن العمدة ويعملولي حساب .
لكن أنت لاااا ولا كإني شايفك ولا أعرفك .
فنكس سالم رأسه بخزي مردفا…ليك حچ تچول أكتر من إكده يا ولدي .
ثم نظر سالم لـ بدور قائلا برچاء …أنتِ چلبك طيب يا بدور ، ياريت أنتِ تسامحيني وراضيه عشان يرضى عني .
تمتمت بدور بحزن…الله يسامحك يا عمدة ،وسيبه مع الوچت يمكن چلبه يلين .
أما نچية فكانت في حالة توهان ، كأنها فقدت عقلها .
وأخذت تردد أنا نچية زهران الصوامعي ثم تضحك تارة وتبكي تارة أخرى.
فتركوا لها الغرفة واتجهوا لباقي الغرف .
وذهب وهدان لهيام .
التي كانت في هذا الوقت مع حمدي الذي جاء لتوه من السفر .
حمدي …ها يا شيخ عزيز ، مردتش عليه ؟
ميتى هنكتب الكتاب ؟؟
أنا خلاص استقريت إهنه وچدمت على شغل في المدرسة اللي في النچع واتوافچ عليه.
عزيز…ألف مبروك يا ولدي .
وخلاص على بركة الله ، نچهز الدوار عشان يليچ بعرسان وبعد إكده نكتب الكتاب ونعمل الفرح على طول .
حمدي…على بركة الله .
ثم سمعوا صوت طرق الباب
( وقد قصت هيام على والدها عزيز وحمدي أمر وهدان وأخوتهما ).
قامت هيام لفتح الباب فاستوقفها حمدي مردفا …رايحة فين أنتِ ؟
هيام …هشوف مين على الباب ؟
حمدي…وأنا هعمل إيه ؟ مش شايفاني راچل ،خشي چوه أنتِ وأنا هفتح .
فاكتست الحمرة وجه هيام خجلا ونبض قلبها لذلك الحبيب الغيور عليها .
فتح حمدي لفتح الباب ، فوجد وهدان أمامه، فتعجب قائلا …حضرتك مين وعايز إيه ؟
وهدان …حضرتك اللي مين ؟
مش ده بيت الحاچ عزيز وأختي هيام .
فابتسم حمدي…أنت أخوها التوأم؟ ، صوح فيك شبه كتير منيها .
أهلا وسهلا ثم مد يده ليصافحه بحرارة ، ودعاه للولوج للداخل قائلا …اتفضل اتفضل ، أنا حمدي خطيب أختك .
فابتسم وهدان …أهلا أستاذ حمدي .
حمدي…مفيش أستاذ ، أنا أخوك من النهاردة .
سمعت هيام من الداخل صوت وهدان فأسرعت إليه تحتضنه بفرحة مردفة…أهلا يا خوي ، اتوحشتك چوي ، عاش من شافك .
وهدان …وأنتِ كومان يا هيومة .
ثم سلم على الشيخ عزيز وقبل يده عرفانا على تربيته الصالحة لأخته وتمنى أن لو وجد منذ الصغر رچلا مثله يربيه بديلا عن محروس والجبل .
ثم تابع وهدان…كنت عايز أچولك على حاچة يا هيام .
هيام …خير يا خوي ؟
فاكرة الست اللي كنت هچولك عليها طيبة چوي .
هيام …آه واسمها بدور صوح .
وهدان …أيوه تعرفي طلعت مين ؟؟؟
هيام …مين ؟
تنهد وهدان بإرتياح مبتسما …دي طلعت أمنا بچد .
جحظت عيني هيام قائلة بشفتين مرتعشتين …أمي بچد ،كيف عرفت ؟
وهدان…هچولك على كل حاچة ، بس تعرفي الأول بدور دي كانت مرت مين ؟ يعني أبونا طلع مين ؟
هيام …مين ؟
وهدان بحركة من فمه وتنهيدة مؤلمة …العمدة سالم الصوامعي.
عزيز…لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، كيف ده ؟
ثم بدأ يقص عليهم كيف تعرف على والدته وتابع ما حدث إلى ما هو عليه الآن .
فأجهشت هيام بالبكاء ووقفت مردفة بنحيب …يا حبيبتي يمه ، ياااااه يعني ليا أم .
كنت محتاچها چوي چوي وخصوصا أني راح أچوز .
سبحان الله ، يلا خدني ليها يا وهدان .
وهدان …يلا بينا ، هدي الإذن الأول من أبوكِ اللي رباكِ وخطيبك .
حمدي…أنا چي معاكم ، ومش ههملكم واصل .
فابتسم وهدان …تعال معانا ، اتفضل .
وبالفعل ذهبوا معا لبيت العمدة فولج وهدان إلى والدته أولا لتقف ما إن رأته …ولدي حبيبي چبت أختك!؟ .
فظهرت هيام من ورائها ، فسكتت الشفاه لتترك القلوب تتحدث قبل الأعين التي أجهشت بكاءا على فراق سنين طويلة وما أصعبها فراق الأم لأولادها .
ألقت هيام نفسها في أحضان والدتها لأول مرة ، ليتلامس قلبيهما قبل أجسادهما في مشهد يصعب وصفه بالكلمات ولكن تشعر به فقط القلوبالصافية النقية .
هيااام …أمي أمي حبيبتي .
بدور…ضنايا يا بت چلبي ، خلاص متبكيش ،مش هتبعدي عن حضني تاني يا عنيه .
هيام ..ياريت يمه ، متصوريش أنا كنت محتاچة حضنك ده چد إيه .
بدور …ياااه يا بتي، أنا كنت ليالي وسنين طويلة دمعتي على خدي مش بتنشف من كتر زعلي على فراچكم.
….
أما نچية فجلست على أرضية حچرتها تندب حظها ،وما حدث لها ولكن مازالت رغبة الإنتقام تسيطر عليها وصوت ضحكاتهم كالرعد في أذنيها .
وقررت عدم تركهم ينتصرون عليها ، فأسرعت إلى خزانة ملابسها وأخرجت مسدسا تخفيه بين طيات ملابسها منذ فترة طويلة .
ثم توجهت للباب وفتحته برفق كي لا يصدر صوتا،وكان حينها وهدان وبدور وهيام حمدي أمام غرفتهم حيث تودعهم هيام مؤقتا لأنها ملزمة بخدمة والدها المريض عزيز .
وكان حرس وهدان على باب نچية يولونها ظهورهم فلم يلاحظوا وجودها خلفهم حاملة السلاح .
حتى خرجت طلقة مدوية ….؟؟؟
فمن يا ترى كانت من نصيبه ؟؟
وما سيحدث لأبطالنا مرة أخرى؟
وما مصير قمر وحسام ؟؟
ومصير زين ؟
ومصير وهدان ووردة ؟
وكيف سيدخل وهدان السجن ولماذا ؟؟
هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني من الرواية بإذن الله
فانتظرونا على خير.
…….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)