رواية نار وهدان الفصل الرابع عشر 14 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء الرابع عشر
رواية نار وهدان البارت الرابع عشر
رواية نار وهدان الحلقة الرابعة عشر
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
مهما جُرْت يا بن آدم ظلمت تجبّرت وتنمّرت وتمرّدت فلا راد لقدر الله غير الله وستتحقق فيك العدالة الإلهيّة مهما طال الزمن
…..
بعد فترة من الوقت تعافت بدور بفضل الله جسديا ولكن ظلّ جرحها الدامي يشقها لنصفين المتمثل في بُعْدِ فلذتي كبدها عنها .
لذا حاولت التقرب من عائشة ومحمد أولاد عبد الجواد لربما خفّفا عنها لوعة فراق فلذتي كبدها .
فاهتمت بهم كثيرا ودلّلتهم أكثر من والديهما ، فدخلت قلبيهما دون إستئذان .
وكانت شعلة نظافة بحركتها السريعة في البيت ، فجعلته من لمساتها البسيطة به كالقصر مرتبا وتفوح منه رائحة طيبة .
كما رفضت أن ينظف أحد غيرها سامية ، فاهتمت بها كأنها ابنتها الصغيرة ، تحممها وتغيّر ملابسها وتصفف لها شعرها ، بل وتطعمها بيديها أحيانا .
حتى ذهب غيظ سامية منها تدريجيا .
وكان هذا تحت نظر عبد الجواد الذي في ليلة وضحاها صار أسيرًا لها ، ليس فقط لجمال خَلقِها ولكن لطيب خُلُقِها وأفعالها .
ولكنه كعادته يؤنّب نفسه بنفس الكلمات
مالك يا عبد الجواد ؟ متغير ليه إكده ؟
ماله چلبك هيدچ چوي لما تچرب من بدور ؟
ليه هتحب تتحدت معها كتير ؟
ليه عينيك هتلمع لما تشوفها ؟
لا إمسك نفسك ومتوهمش نفسك عشان إكده عيب وأنت عارف إكده زين ؟
وعارف إن دي خطوات شيطان ولازم توچفه عند حده .
عشان لو زوّدت عن إكده ،متضمنش هيحوصل إيه ؟؟
ومتنساش مرتك ، هي ملهاش ذنب في اللي حوصل وكان ممكن أنتَ اللي يحصلك ده ؟
ساعتها كنت هتچدر تتحمل إنها تتطلع لغيرك ؟؟
لا لا ، يبچى خلاص ، إسحب نفسك يا عبد الجواد .
چبل متغرچ في بير ملهوش چرار …أيوه صوح ، أنا لازمن ولابد أبعد خالص .
ومتكلمش معاها واصل ،والأحسن أتلهي في الشغل أكتر ومعودش البيت غير على النوم بس .
إكده خلاص هو محدش محتچلي كيف الأول ، عشان هي الله يبارلكلها في عمرها وصحتها چايمة بالواچب أكتر مني .
وسبحان الله حتى سامية اللي مكنتش هطيچها واصل هتحبها دلوك ومفيش في لسانها غير بدور بدور .
والعيال هيتنططوا ويضحكوا معاها أكتر من أمهم .
أمال أنا الغلبان أعمل إيه ؟
آه يا چلبي ؟؟
لا أنا ماشي، مش چادر أطلعلها تاني؟
فخرج عبد الجواد عابس الوجه مفترشا بنظره الأرض ، فقابلته بدور ، فابتسمت كعادتها وحيته بقولها…كيفك يا سي عبدالجواد ، ثواني أحضرلك الفطور اللهم عتحبه ، عملت كله بيدي ، الفطير والچبنة الچريش ، يارب يعچبوك .
تجهم عبد الجواد قائلا…مالك إكده هتتحدي كتير على الصبح وأنا چايم مش فايچ ؟؟
وملهوش لزوم الفطور مليش نفس عاد ، أنا ماشي هفطر في الشغل سلام .
ثم خرج مسرعا متهربا من نظراتها التي تشعل الچمر في قلبه .
وما إن أوصد الباب من وراءه ، حتى تنفس ، وگأنه في وجودها تُحبَس أنفاسه.
قائلا بصوت حزين…كنت چاسي عليها چوي يا عبد الجواد ، هي متستهلش إكده دي عاملة زي النسمة، بس أعمل إيه عاد ؟ غصبا عني .
ولكن بدور شق على نفسها أن يحدثها بتلك الغلاظة ، فتسمرت مكانها للحظة وشعرت بنفور الدم في أوصالها ولمعت عيناها بالدموع مردفة ..هو فيه إيه ؟
ماله إكده ؟ هو أنا عملت حاچة ولا چولت حاچة غلط ؟
ثم سمعت صوت سامية تنادي عليها ، فمسحت عبراتها سريعا وأسرعت إليها.
بدور…نعمين يا ست سامية .
ابتسمت سامية مردفة…مش چولتلك چبل سابچ بلاش ست سامية دي وچوليلي إكده ، سامية بس .
إحنا أخوات يا بدور ، ويعلم الله أنا حبيتك كيف أختي،وكفاية أنك شايلة الهم كله على دماغك .
وكمان هتعبك معايا چوي ، هتحميني وتسرحيلي كيف العيال.
فربتت بدور بيدها على يد سامية مردفة بحنو …متچوليش إكده يا ست سامية، تعبك راحة ، وأنا والله عحبك وعحب محمد وعيشة چوي ، ربنا عالم غلوتهم عندي كيف عيالي ثم دمعت عينيها مرة أخرى .
فمدت يدها سامية حتى تقابلت مع وجهها ، فتبللت يدها بالدموع .
اندهشت سامية مردفة …هتبكي ليه يا بدور ؟
وأنتِ عتچولي كيف عيالك ؟
مش چولتي عيل ونزل ميت وچوزك طلچك؟
تنهدت بدور بقهر وحركت رأسها بألم ….دي حكاية طويلة چوي يا ست سامية ومينفعش أچول حاچة منها دلوك ،سامحيني غصب عني .
المهم دلوك إن ربنا كرمني بيكم وعوضني ، وبحس بحنية الشيخ عبد الجواد زي أبوي اللي وحشني چوي ومش خابرة عامل كيف من غيري ؟؟
بس مش خابرة ماله الشيخ عبد الجواد النهاردة؟
شعرت سامية بالقلق من قول بدور فسألتها…ماله ؟؟ مكان كويس ، حوصل حاجة ، طمنيني، أنا مش شايفة ألا يكون هيخبي حاچة عني ؟
طمأنتها بدور …لا متچلچيش بس هو شكله كان متعصب مني ؟وهيكلمنى إكده من غير نفس، وأنا مش خابرة عملت إيه ؟
فلما يچي يا ست سامية ، چوليله حچك عليه لو كنت غلطت في حاچة وأنا مش دارية .
سامية …طيب خلاص يا بدور ، لما يچي هتحدت معاه وأشوف ماله ؟
بدور …إن شاء الله يخليكِ يا ست سامية .
سامية….روحي بچا صحي عائشة ومحمد عشان ميتأخروش على المدرسة .
بدور …عنيه الاتنين ، ربي يوفچهم وتفرحي بشهادتهم الكبيرة بإذن الله.
سامية…يارب .
ومضى اليوم وتأخر عبد الجواد في العودة ، حتى أصاب القلق قلب سامية…يا ترى إيه اللي أخّرك يا أبو محمد إكده ؟؟
مش بعادة يعني .
ربنا يستر ، يارب خليهولنا وبارلكنا فيه، إحنا من غيره منچدرش .
أما بدور فقد جفى النوم عينيها ولم تطرف لها عين .
وتساءلت …هو مالي چلچانة أوي إكده ، ميتأخر براحته ، هو حر ، هو أنا من بچيت عيلته ؟بس ده أول مرة يعملها ، ليكون حصله حاچة لا چدر الله .
لتضرب بيدها صدرها…لا لا متچوليش إكده ، ده أنا كنت أروح فيها .
ثم نهرت نفسها….إيه يا هبلة اللي عتچوليه ده ؟
تروحي فيها إزاي ؟؟
هو أنتِ مالك أصلا بيه ؟
أوعي يا بت تكوني هتفكري فيه ؟؟
لا لا ست سامية متستهلش ده منك واصل ، وهي ست الستات ، ربي ينور چلبها .
…خلاص يبچى تنامي وتنسي يا بدور ، واعرفي حالك زين ، وكفاية اللي حصلك چبل إكده .
أنتِ كنتِ بنت اسماعيل حارس المواشي ودلوك طلعتي ولا نزلتى خدامة .
فعينك متكبرش عن إكده .
ثم أغمضت عينيها تحاول النوم ، ولكنها فتحتها مرة أخرى …مش چادرة .
يارب چيب العواچب سليمة .
يارب طمن چلبي عليه ، ده راچل يستاهل كل خير والله .
ثم وصل لسمع بدور صوت الباب يفتح ، فقفزت من مكانها ولسان حالها …چه چه ، ألف حمد وشكر ليك يارب .
ثم أسرعت إليه ملهوفة كالأطفال ، وعندما رآها تسارعت نبضات قلبه وسكنت جوارحه وحدث نفسه …يا لوعة چلبي ، أوعي تكوني أنتِ كومان اتعلچتي باللي مچدرش أنولهولك يا بت الناس .
ابعدي عني أحسن .
فحاول رسم تقاسيم الغضب على وجهه .
بدور بإبتسامة أذابت قلبه …سي عبد الجواد ، إيه اللي أخرك إكده ، والحمد لله إنك بخير ، حمد لله على السلامه.
ولكنها تفاجأت به يرد بصوت أفزعها لدرجة الإرتجاف …هو أنا عيّل صغير هيتأخر ولا إيه ؟
وملكيش صالح أنتِ أتأخر ولا متأخرش .
ليك أنتِ فيه إيه ؟
يلا خشي چوه ونامي عشان تچدري تصحي بدري ، تشوفي حالك .
انتفضت بدور ولم تشعر بدموعها التي انحدرت كالشلال على وجنتيها .
وعندما رآها عبد الجواد بحالتها هذه كأنه طعن بخنجر في قلبه ، فنكّس رأسه وأغمض عينيه ولسان حاله يقول…غصب عني سامحيني .
ثم بخطوات متثاقلة دلف للداخل وتركها للنار المتقدة التي تحرق قلبها .
وقد طرق لمسمعه قولها …ليه ليه هيعمل إكده فيه ؟
ده أنا مصدچت حد حنين عليه بعد اللي شوفته .
معچول هعيش في النار تاني ولا إيه ؟
لا ده حرام حرام والله .
ثم أسرعت لغرفتها باكية .
فولج عبد الجواد على زوجته منكس الرأس حزينا .
وعندما شعرت سامية بوقع أقدامه وقفت ومدت يدها له فهي لا ترى حتى تسرع إليه .
سامية بلهفة…أنت چيت يا عبده ، الحمد لله ، أنا كنت چلچانة چوي چوي عليك .
اتأخرت ليه إكده ؟
أمسك عبد الجواد يدها وأجلسها بجانبه مردفا…مفيش كنت هتمشى شوية بعد الشغل .
ثم زفر بضيق حتى شعرت سامية بلهيب أنفاسه .
فربتت على يده بقولها…مالك يا حبيبي ؟
حساك متغير اليومين دول .
وهتتعصب يمكن مش عليه ، بس على البت بدور دي غلبانة چوي وهتبكي ، ليه هتعملها إكده ؟
وقفت الكلمات في جوف عبد الجواد ولم يدري ما يقول لها ولكنه بعد لحظات أردف…متشغليش بالك يا سامية ، وعادي يعني چرف الشغل طلع فيها هي .
سامية….طيب معلش ابچى طيب خاطرها بكلمتين ، دي شيلانا كلاتنا فوچ دماغها .
ألهبته كلمات سامية ولا تعلم أنها بكلماتها هذه تزيد إحساسه بالندم على ما يفعله بها ولكن لا تدري ما السبب ، هل ستسامحه ام ستطلب منه أن يطردها إن علمت بما يجول في قلبه وعقله .
يا ويلك يا عبد الجواد من چلبك !
…………..
انتهت ليلة أحلام منصور وياسمين على كابوس مرير، فقد داهمت آلام المخاض ياسمين ، فتألمت بشدة…آه آه
فاستيقظ منصور الذي غفى بجانبها لبعض الوقت على صوت تألمها
فاعتدل مردفا بفزع …إيه مالك يا حتة من چلبي ؟
تأوهت ياسمين بشدة مردفة …وچع چامد چوي چالي مرة وحدة إكده ، وشكلي إكده هولد.
بس اتصدچ رغم الألم إلا أني فرحانة أنك چمبي ، بعد ما كنت شايلة هم اليوم اللي هيچي فيه ولدي وأنت مش موچود ومش عايزه .
فأمسك يدها منصور وشد عليها بحنو…لا أنا معاكِ وعمري ما هملك واصل لا أنتِ ولا ولدنا .
وهتچومي بألف سلامة .
فصرخت ياسمين من الألم .
منصور بفزع…يا مري ،طيب أعمل إيه دلوك ؟
ياسمين …ناديلي أمي وهي عتصرف ،تنادي الداية أم محروس .
فوقف منصور يتحرك يمينا وشمالا باضطراب ، يحاول ارتداء ملابسه بصعوبة ، فارتدى چلبابه بالمقلوب نتيجة لتوتره ثم أسرع نحو الباب ، وسار للباب المجاور لشقة ليطرق الباب على شوق والدة ياسمين.
فضرب الباب بيده كثيرا ، حتى فتحت شوق على وجهها الذعر…إيه فيه إيه حوصل ؟؟
أنت عملت حاچة في بتي ولا إيه؟
منصور ..هعمل إيه يعني ؟ أنتِ اتچننتي ؟
هي تعبانة وشكلها بتولد وعايزاكِ تندهي على الداية بس بسرعة عشان تعبانة چوي چوي .
إرتبكت شوق وأردفت بتوتر …يا حبيبتي يا بتي .
حاضر حاضر ، هحط الشال على راسي وهچري أچيب الداية .
روح أنت خليك چمبها عچبال مچبها ،ثم رددت ، أستر يارب، وخليك معاها دي الحيلة ومليش غيرها .
ثم أسرعت لبيت القابلة أم محروس ، فلبت نداءها على الفور .
شدت يد ياسمين على معصم منصور صارخة …آه آه
شكلي إكده هموت يا منصور ،مش چادرة أتحمل الألم .
كتم منصور خوفه ونظر لها بحب مردفا…لا متچوليش إكده ، هتعيشي كتير چوي لغاية متعچزي زي أمك ، وأشوف أنا حالي بچا مع موزة صغيرة إكده .
فرفعت يده ياسمين إلى فمها فعضته بغيظ فتأوه منصور ضاحكا….يا بت المچنونة….خلاص خلاص مش هشوف ، بس أولدي يلا وخلصينا چبل متخلصي عليه .
لتأتي بعد ذلك والدتها والقابلة ام محروس .
أم محروس…..شدي حيلك معايا يا بتي ، وسمي الله ٱكده ، وخدي نفس چامد وبعد إكده طلعيه .
وأنت يا أم ياسمين حضري يلا المية السخنة وهدوم العيل .
تعسرت الولادة ومكثت لساعات طويلة حتى دخلت ياسمين في نوبة إغماء .
فتجهَّم وجه منصور خوفا وأمسك بملابس القابلة ودفعها بيديه مزمجرا بغضب …عارفة لو حصلَّها حاچة هشرب من دمك .
أم محروس خوفا…..متخفش يا سي منصور ،هي هتفوچ، أول ميخرچ العيل متچلچش.
منصور ..وكل ده مش عارفة تطلعي عيل صغير كيف ده ؟
أم محروس…معلش ،شكله مزنوچ، ادعيلها بس أنت ، ربنا يچومها بالسلامة وسبني أشوفها .
فتركها منصور ثم سار ووقف بچانب الحائط و أسند برأسه عليه وانهالت دمعاته على وجنتيه مرددا….كيف بس أچول يارب وأنا مبعملش حاچة ترضيه!؟ مچدرش مچدرش .
ليسمع بعدها صراخ طفله الصغير معلنا قدومه للدنيا ، ولكنه كان سببا في رجوع والدته لدار الحق .
فلم تفق ياسمين ووقف قلبها وذهبت روحها إلى خالقها .
فصرخت شوق…بتي ، بتي ، چومي يا ياسمين.
لتبكي أم محروس …چدر ربنا ، عمرها انتهى ، مش بيدي .
ليفزع منصور ويسرع إليها صارخا…لا لا ياسمين مماتش ، هتچوم دلوك ، عشان عارفة إني عحبها ومچدرش أعيش من غيرها .
صوح يا ياسمين ، ردي عليه ، چولي صوح .
چومي متسبنيش لحالي ، ده أنتِ الحاچة الوحيدة الحلوة في حياتي، چوووووووووووومي.
ثم أخذها في احضانه ، وبكى بكاءًا شديدًا.
وتجمع الچيران حول الباب يطرقونه ، ليعلموا سبب الصراخ .
لتصرخ شوق …جوم يا منصور ، خلاص معدش نافع ، بتي راحت ، چوم أنت أهرب بسرعة چبل متروح أنت كومان .
بس خد ولدك معاك ، عشان أنا مفيش صحة أخدمه .
تاهت نظرات منصور بين ياسمين والرضيع وبين صوت طرق الباب الشديد .
وطلب شوق منه أن يهرب سريعا.
فترك روحه ياسمين رغما عنه ونظر لها نظرة الوداع الأخيرة .
وحمل ابنه بين يديه وضمه لصدره باكيا متأوها…آه يا حرچ چلبي عليك وعلى أمك .
ثم خرج من النافذة كما ولچ .
ولكن بروح غير الروح ،وكأن السماء قد سقطت عليه،
فما كان يود أن يعيش ابنه كما عاش ولكن ما باليد حيلة ، سيكون مثل أباه .
ولج منصور الچبل وبيديه طفله ، فتجمع حوله المطاريد وعلى وجوههم علامة الإستفهام ، فلمن يا ترى هذا الطفل ؟؟
ولكن تباكت قلوبهم عندما رأوه يسقط بركبتيه على الأرض مع ضمه الرضيع بقوة إلى صدره والدموع تنهمر من عينيه كالشلال .
مردفا…متستغربوش ، ده ولدي من ياسمين ، ربنا يرحمها ماتت وهي هتولده .
وأنا آه هبكي منا برده إنسان هيصعب عليه موت أغلى الناس .
فاقترب منه محروس وجثى على ركبتيه مثله وربت على ظهره بحنو قائلا…البچية فى حياتك يا سي منصور .
هانم ..ربنا يرحمها ،ومتچلچش على الولد خالص ، أنا هربيه كيف ما هربي قمر و وهدان .
فغضبت هنادى مردفة بحدة …هو أنتِ فاكرة نفسك الچلب الحنين بتاع الچبل ولا إيه ؟
عايزة كله لحسابك ، محدش هيربيه غيري أنا ؟
هانم …وأنتِ مالك أنتِ؟ أنا اللي چولت الأول،هاخده يعني هخده .
هنادي…طيب مدي يدك عليه إكده وشوفي إيه اللي هيحصولك ؟
هانم …متچدريش ، ده أنا كنت هحط رچبتك تحت رچلي دي.
وهما الإثنتان أن تضربا بعضهما البعض لولا صوت منصور المخيف قائلا…لو سمعت واحدة فيكم تاني، هتحصل ياسمين الليلة .
فصمتوا خوفا .
ثم تابع…مش هينفع ترضعي تلاتة يا هانم ، كفاية عليكِ وهدان وقمر.
ثم مد يده بالطفل إلى هنادي …خدي وخلي بالك منه زين .
فحملته هنادى التي رمقت هانم بنظرة إنتصار مردفة …زين ما عملت يا سي منصور .
فهتف منصور ….زين زين .
هسميه زين .
هنادي…اسم حلو خالص ، يلا بينا چوه يا زين مع اخواتك جميلة ويونس .
أمّا منصور فذهب لفراشه باكيا حتى غلبه النوم .
ليرى ياسمين في أحلامه تنادي عليه …منصور منصور .
منصور…ياسمين يا حتة من چلبي.
ياسمين …خلي بالك من زين يا منصور .
منصور …أنا كنت رايدك أنتِ بس .
ياسمين…وزين حتة مني فخلي بالك منه واوعى تچسى عليه .
لتختفى من أمامه فيستيقظ باكيا .
آه يا حرچة چلبي عليكِ يا ياسمين .
……….
شردت نچية في العرافة وما قالته لها ، وأنّها بالفعل لم يصبح لديها سوى ابنة واحدة ، فماذا سيحدث لها بعد ذلك .
فقامت بالنداء على نعيمة .
نچية ….بت يا نعيمة .
نعيمة……نعمين يا ست نچية.
نچية….روحي هتيلي معالي دلوك حالا.
نعيمة….حاضر من عينيه التنين .
…..
فنزلت على الدرج تحدث نفسها…لساها مش عايزة تتهد ؟؟
مش مكفيها اللي حوصل ، عايزة إيه تاني يا نچية؟؟
فقابلت سالم ، فبادرته بنفس النظرات الحارقة .
فأوقفها سالم مردفا…لسّاكِ مش عايزة تسامحي يا بت ؟؟
نعيمة بضحكة سخرية…أسامح على إيه ولا إيه ؟
لما ربنا يسامحك الأول على اللي عملته فيا ابچا أسامح أنا .
سالم …كان طيش شباب ، وأديكِ خابرة حالي دلوك عامل إزاي يا بت ، فبزيادكِ عاد .
أنا مش خابر ليه صمّمتي تكملي تشتغلي إهنه مع إني خابر إنك مضيچاش نچية ، رغم أنها عتحبك وأنتِ عتملي هتحبيها .
نچية…عشان أشوف كسرتها چدام عينى كل يوم .
زي ما كسرتني ، أنت كومان .
سالم …هتشمتي فينا ، بس دي أم زيك وخابرة زين كيف كسرة الأم .؟؟
فهتعملي فيها ليه إكده ؟؟
إنهالت دموع نعيمة مردفة بنحيب …أيوه خابرة ، بس أنا معملتش حاچة عشان يحصلي إكده ، لكن هي تستاهل بسبب ظلمها وچشعها .
سالم ….ما أنتِ هتساعديها وبچيتي زيها وأكتر كومان .
نعيمة …من اللي شوفته على يدك يا سالم، فاكر ولا نسيت ؟؟
……..
يا ترى إيه الحكاية بين سالم ونعيمة ؟؟
ويا ترى هيعمل إيه عبد الجواد مع بدور وسامية هتحس أنه بيحبها وهتعمل إيه ؟؟
معقول تكون زي نجية ؟؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)