رواية نار وهدان الفصل الخمسون 50 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء الخمسون
رواية نار وهدان البارت الخمسون
رواية نار وهدان الحلقة الخمسون
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
وقال ﷺ: ” من أراد أن يعلم ما له عند الله فلينظر ما لله عنده”
تفاجأ يونس بنفاذ الأعيرة النارية عندما قام بإطلاق النار على الباب .
يونس بصدمة …يا حظك الأسود يا يونس !!
ضحك وهدان بسخرية عندما فهم ما حدث .
ووقف أمامه بطلته الرجولية المهيبة .
فتخشب جسد يونس أمامه رعبا .
وهدان بصرامة وسخرية …مالك إكده واقف مش على بعضك ، أقف عدل .
مش عامل فيها راچل من زمان ،وعتتحدى وهدان .
أني مش خابر عملت فيك إيه ؟ عشان تعمل فيه إكده ؟
ده إحا كنا عناكل في طبچ واحد زمان .
ليه إكده هتكرهني ؟؟
أني عمري ما أذيتك في حاچة واصل إلا لو أنت بديت وكنت أدافع عن نفسي .
يونس بجحود وكره …أيوه أني عكرهك .
عشان الكل عيحبك ومفيش على لسانهم غير وهدان وبس ، وهدان عمل وسوى وهدان چاب ، وأني نكرة مليش مكان
في چلوبهم .
وأنت ليك الحظ كله ، وكمان اتچوزت اللي عتحبها وأنا محبتنيش اللي عحبها وهتستعر مني وعتكرهني ومچدرتش عليها واصل .
وكمان أروح أني السچن وأتبهدل وأنت تطلع ابن العمدة وتعيش وتتهنى وأني أتچهر زيادة .
فكان لازم أنتچم منيك وآخد أختك غصب وأخلص عليك وأشفي غليلي منيك يا وهدان .
وهدان ضيق عينيه قائلا بحزن …يااااه ده أنت معبي مني چوي چوي ،طيب وأني ذنبي إيه في ده كله .
اني اللي فرضت عليهم يحبوني ولا خليت مرتي تحبني غصبا عنها والنصيب اللي مخلنيش أدخل السچن معاكم ومكتوبلي أني أكون ابن العمدة كلها حچات بتاعة ربنا مليش فيه ، فليه عتحاسبني عليها يا يونس ؟
يونس …مليش فيه ودلوك برده مش هسيبك وهم أن يفتك به ولكن وهدان أمسك بذراعه بقوة ولفها حول ظهره ولف وهدان يده الأخرى على عنقه حتى كاد يونس أن يختنق .
يونس …إچتلني يا وهدان عشان أستريح .
وهدان …لا مش هچتلك إكده مرة واحدة لازم أعذبك زي معذبتني وأشوفك عتموت بالبطيء چدامي، وآخد بتار أبوي وأمي .
حاول يونس التملص من يدي وهدان بقدر الإمكان حتى أنه دفعه بقدمه ، فتراجع وهدان للحظة .
ثم حاول يونس تسديد بعض اللكمات له ولكنه تصداها.
دار يونس حوله بعينيه ليجد أي شيء ينقذه من براثن وهدان ، فوجد عصا التقطها سريعا واندفع بها نحو وهدان الذي بقوته إلتقط بيديه طرفها بقوة وجذبها إليه بشدة .
فلم يستطع يونس التحكم بها وعندما تركها فجأة سقط على ظهره .
فانفجر لغم تحته من أثر السقوط عليه بقوة، فحوله لأشلاء في ثوانٍ معدودةٍ وأثر الإنفجار في وهدان فجعله يرتفع من مكانه ليسقط في مكان آخر مغشيا عليه وقد أصابته بعض شظايا اللغم .
فصرخت هيام …أخوي وأسرعت إليه مذعورة خوفا أن يكون اصابه شيء .
كما أسرع إليه عماد وحمدي سريعا .
وحملوه للداخل ومن ورائهم هيام فتجمع حوله الرجال ، وأحضر عماد الماء وصبوا فوق رأسه ليستعيد وعيه .
فقام سريعا متألما من أثر الشظايا في جسده قائلا …آاااه ،هو حوصل إيه ؟
هيام ببكاء ..انفچر اللغم في الزفت يونس والحمد لله خلصنا منه عاد بس أنت اتأثرت شوية لما إنفچر .
حمدي …لاومن دلوك نعاود النچع ونشوف دكتور حالا .
عماد …ألف سلامة عليك يا وهدان .
………….
إستغل شاب صغير في الجبل يدعى حمدان ما حدث وانشغال الرجال بوهدان فحدث نفسه …شكل اليوم ده مش هتطلعه شمس والدنيا خربت وكله هيقول يلا نفسي .
فأنا أهرب أحسن جمبل ميچيلي عيار من حد فيهم
أو الحكومة.
بس أهرب إكده من غير مايكون معايا اللي يكفيني ،طب أعيش إزاي ؟
فنظر حوله فوجد نچية تصارع الموت من كثرة الضرب ويتلألأ في صدرها ومعصمها بريق الذهب .
فاتسعت عيناه قائلا …هو ده ، ودلوك مفيش كبير عشان أستأذن منيه وأنا أولى من أي حد .
فأسرع إليها ومال بجذعه قائلا …معلش يا ست نچية ، أنتِ خلاص عتموتي والحي أبچا من الميت .
ثم نزع منها كل ما ترتديه من ذهب ، نظرت له نچية بعين تنذر بالشر وحاولت مقاومته ولكنها لم تستطع لضعف جسدها ، ولكنها صرخت …غيتوني عيسرچني يا ناس .
حمدان بغيظ …يخربيتك عتموتي ولسه فيكِ صوت كيف الحية إكده .
فكتم أنفاسها بيده حتى لا تصرخ ،ولكنها قامت بعضه بقسوة ،فتألم ونزع يده وتملك منه الغضب فثار قائلا …والله منا سيبك غير لما تموتي حية قصادي، ده أنتِ شيطانة صوح وحلال فيكِ الموت .
فنظر حوله فوجد بنزين فالتقطه سريعا وأفرغه عليها ثم أخرج عود ثقاب وأشعله وقذفه عليها ، فاشتعل النار في جسدها بأكمله .
فصرخت نچية من الألم …..ااااااااااه ، غيتوني بتحر جد .
حمدان بتهكم …….صرخي بچا براحتك شوفي مين عينجدك ؟؟؟
ثم جمع حمدان سريعا كل ما تملكه من ذهب ومال وفر هاربا من بين الرجال سريعا .
رأى رجال الجبل الدخان يخرج من أحد أركان الجبل فسارعوا إليه فوجدوا النار تأكل في جسد نچية وسمعوا صوت تأوهاتها وصرخاتها الضعيفة من الألم.
وكأنه الله عاقبها بنفس ألم نعيمة التي تذوقته بسببها فكما تدين تدان .
حتى سمعوا صوت صرختها الأخيرة قائلة…دي نار الدنيا وعرة چوي فكيف هعمل في نار الآخرة ثم لفظت أنفاسها الأخيرة .
شعبان …إيه اليوم ده ، هي كانت ناچصة مصايب ،هاتوا بطانية بسرعة طفوها چبل مالنار تمسك في حاچة تانية ومنچدرش عليها .
فأسرع أحدهم وأحضر بطانية وألقاها على جثة نچية وأخذ يضربونها بزعاف نخل فوق البطانية لإطفاء النار مما أدى إلى تحطم جسدها إلى أشلاء .
وسبحان المنتقم الچبار فقد لاقت مصير عدل من الله بعد كل ما اقترفته من ظلم وتكبر تجاه عباد الله وخاصة بدور .
………..
ثم سمع أهل الجبل صوت سرينة الشرطة فقذف الله في قلوبهم الرعب .
وأسرع كل واحد منهم لحمل سلاحه مستعدا لمعركة حاسمة نهايتها الموت أو الحبس .
ولم يستطيع أحدا منهم الهرب بسبب تجمع أهل القرية
على مداخل الچبل .
تسرب القلق إلى قلب وهدان بسبب تلك الألغام وأيقن بـكارثة سوف تحدث .
فوقف بالكاد رغم ألمه وما حدث له .
عماد بإستنكار …إيه اللي چومك بس يا واد عمي ، إحنا هنحملك على النچع دلوك عشان نشوف دكتور يطيبك.
وهدان متألما …سبوني أني خارچ للحكومة ضروري .
عماد بإندهاش …..كيف ده !
وهدان …..الألغام عتنفچر فيهم ، وبزيادة چتل يا رچالة
في رچالة الحكومة .
وفي الآخر بردك عيچيبوا غيرهم ويقبضوا عليكم ولا يموتوكم كمان .
فكفاية بهدلة وعيشة على كف عفريت في الچبل .
أني عشت چبلكم كتير إهنه وخابر زين الخوف والذل والتعب .
عماد…يعني عايزنا نعمل إيه نسلم نفسينا ليهم بالساهل إكده ونتبهدل في السجدن سنين ؟
وهدان…عتتبهدلوا شوية أحسن ما تتبهدلوا العمر كله.
وليكوا عندي عچوملكوا أحسن محامي تاخدوا أقل حكم
واللي يطلع منيكم بعد ميچضي مدته ليه عندي شغلانة بمرتب يكفيه ،ده غير هبنى عمارة كبيرة چوي وكل واحد منيكوا هياخد شقة يعيش فيها مطمن مع مرته وعياله .
اتسعت عيني عماد قائلا … بچد الحديت ده يا وهدان .
وهدان …بچد .
فألقى عماد سلاحه قائلا …أنا أول واحد عسلم نفسي .
شعبان وأنا كمان .
وكذلك فعل بعض الرجال ولكن هناك من أخذه العند والكبر وصمم على القتال .
أما وهدان فخرج ومعه من وافق على الإستسلام ورفعوا أيديهم .
فتقدم وهدان مع حمدي وعماد رافعين يدهم أمام عربات الشرطة وأجبروها على الوقوف قبل أن تتحرك في طريق الألغام فتنفجر.
تعجب اللواء محمد الذي كان على رأس تلك الحملة مما شاهده ، فأمر رجاله بالنزول والتقدم .
ولكن صاح وهدان …يا سيادة الباشا كل واحد يقف مكانه وأنا عچيب الرجالة بنفسي تسلم نفسها .
اللواء محمد …معقول ده يا وهدان ؟
وهدان…آه وياريت حضرتك تستدعي خبير متفچرات عشان الأرض مليانه ألغام .
فاتصل اللواء محمد فعلا بالخبير الذي استجاب على الفور وأتى لإزالة تلك الألغام وفق العلامات التي أرشده إليها عماد .
وتم القبض بالفعل على معظم الرجال أما من حاول الهرب ومنهم حمدان فقد أوزعهم ضرب أهالي النجع وسلموهم أيضا إلى الشرطة.
اللواء محمد بإمتنان إلى وهدان …صراحة مش عارف أشكرك إزاي على الدور اللي قمت بيه يا وهدان ، أنت فعلا تستاهل تكون عمدة البلد بدل عطية عشان شخصيتك قوية وبتعرف تأثر في الناس وهما بيحبوك .
وهدان …الشكر لله يا سعادة الباشا وده شرف ليا طبعا ،بس مچدرش آخد حاچة من حد واصل .
وعطية برده چوز أختي وهو راجل زين .
اللواء محمد…بس أنت شكلك تعبان أوي وإيه الدم اللي
على هدومك ده ؟
وهدان بألم … دي شظايا لغم انفچر في يونس زعيم الچبل واللي چتل أبوي وضرب النار على أمي وعلى أخته كومان .
اللواء محمد … أخد جزاه ولسه كمان جزاه عند ربنا ، وأنا هطلبلك الأسعاف ليك حالا .
وهدان …أنا بس محتاچ أطمن على أمي وجميلة أخت يونس .
اللواء محمد …متقلقش انام أطمنت من عطية هما بخير ؟
وهدان …ممكن طلب يا سعادة الباشا ؟؟
اللواء محمد …أنت تؤمر بأي حاجة بعد اللي عملته وانقاذك للأرواح واستسلام المجرمين دول .
وهدان بحرج …جميلة أخت يونس ، هي كومان في رچبتها چميل عليا ونفسي أچدم ليها أي خدمة عشان مترجعش السچن تاني .
دي أنقذت حياتي يا باشا وهي طول عمرها آه في الچبل بس مكنتش هتعمل حاچة وده مش ذنبها أنها اتولدت هناك وعاشت الحياة دي ، فأنا نفسي أساعدها وعشمان فيك كتير يا باشا .
اللواء محمد…سبنى بس أتصل بالإسعاف وأكيد هخدمك
في الموضوع ده متقلقش .
وبالفعل بعد فترة ليست طويلة جاءت الإسعاف وتم نقله إلى المستشفى وعمل اللازم له ولكنه أصر على عدم الراحة والذهاب ليطمئن على والدته وجميلة .
وعندما ولج لغرفة والدته أولا وجد بجانبها زهرة وهيام ووردة فابتسم قائلا …الحب كله ٱهنه .
أغلى ناس في دنيتي وهما اللي عيحلوها وعيخلوا ليها طعم .
فنطقن جميعهن بفرحة …وهداااااان .
فتقدمت كل منهن منه فاحتضنهم جميعا بحب .
ثم تقدم من والدته وأمسك يدها ورفعها إلى فمه يقبلها بحنو قائلا …حمد لله على سلامتك يامه .
بدور ….الله يسلمك يا ولدي ،وأنت كيفك دلوك ؟
وهدان …بخير نشكر فضله .
ثم نظر إلى هيام قائلا …وبعدهالك يا عروسة ، لساكِ إهنه وفيه واحد واچف بره عيتنطط ومستنيكِ على نار بعد الليلة الغبرة دي واللي حوصل فيها .
وعمال يندب حظه على الباب وعيچول …أني خابر حظي
من يومه إكده حتى ليلة فرحي يحصل فيها إكده وبدل
ما أتهنى معاها في شچتي ، أشرف في الچسم الأول وبعدين المستشفى .
اهو يا ناري ، يا ترى مين حاشر نفسه في حياتي وبصيصلي إكده .
فضحكت هيام مردفة…صراحة كتر خيره ، بس هنعمل إيه النصيب والحمد لله أنها چت على چد إكده .
وهدان …طيب أطلعيله عاد ، چبل مينقلوه مستشفى المچانين .
هيام …وكيف أسيب أمي عاد وهى تعبانة إكده ؟
ثم دمعت عينيها وكمان أبويا سالم مات ،كيف أفرح بس وأروح مع چوزي ؟
بدور …الله يرحمه يا بتي ، رحمة واسعة .
بس چوزك ليه عليكِ حق .
وردة …معتخفيش عليها إحنا چمبها ومش هنسبها واصل .
روحي أنتِ واتهني مع چوزك وربنا يبارلكم في ليلتكم ويارب متشوفوا وحش تاني .
بدور …يلا يا بتي ،روحي لچوزك وسموا الله وصلوا وأدعوا بالبركة والخلف الصالح .
تأثرت وردة بكلمة الخلف الصالح ولمعت عينيها بالدموع ،وأتها من الصعب أن تكون أما ، فحلم كل فتاة أن تصبح يوما ما أما .
فأغمضت عينيها بألم قائلة …يااارب .
انحنت هيام على بدور وقبلتها قائلة…أشوف وشك بخير يامه وإن شاء الله بكرة أچيلك وأطمن عليكِ.
فهتف وهدان …إكده إحنا اللي هنيچي نطمن على حمدي عشان هيچيله شلل منيكِ.
عايزة تخرچي يوم صبحيتك يا هيومة.
هيام بحرچ …يعنى مطمنش على أمي !!
وهدان …أنا اللي هچيلك مع وردة أطمنك .
خليكِ أنتِ في بيتك .
ويلا همي يا أحلى عروسة ، بس أدخلي اغسلى وشك اللي هبب ده الأول .
مش عايزه يتخض من أولها .
فضحكوا جميعا بسعادة وفرح وبالفعل خرجت هيام إلى حمدي، ليبتسم حمدي عند رؤيتها ويسرع نحوها قائلا…ها عنروح ولا لسه في عرض تاني لسه مخلصش ؟؟
هيام بضحك …الله أعلم أنت ونصيبك .
حمدي …لا ده أنا ميت الليلة لو حوصل حاچة تانية ، ثم تفاجأت به يحملها ويسرع بها للخارج .
هيام بضحك …نزلني يا مچنون ، الناس عتضحك علينا إكده ،عيب .
حمدي…ده أنا أكون مچنون لو سبتك من يدي تاني .
ثم طار بها إلى عش الزوجية بعد سنين من الشوق والانتظار .
صلى بها حمدي ركعتين ثم دعا
“اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ خيرَها وخيرَ ما جبلتَها عليهِ وأعوذُ بِكَ من شرِّها ومن شرِّ ما جبلتَها عليهِ.”
وعندما التفت لم يجدها وراءه ، فوضع يده على قلبه وهمس…هو أني كنت بحلم إني اچوزت وهيام كانت بتصلي ورايا .
بس حتى لو حلم حتى في أحلامى فچري وبصحى على اللحظة المهمة .
ثم سمع صوت داخل خزانة الملابس يضحك .
حمدي …ده صوت هيام صح ،يعني مش بحلم ، فأسرع إليها وأخرجها .
حمدي… كنتِ عتعملي إيه چوه يا هيام ،حرام عليكِ چربتي تچبيلى سكتة قلبية .
هيام بدلال …بعد الشر عليك يا حبيبي .
وكنت عهزر معاك بس .
حمدي …طيب تعالي عايز أچولك كلمة سر .
هيام …بعدين بس يا حمدي مش دلوك .
دلوك أنا عايزة أنزل أعشي أبوي عبد العزيز ،ولا أچولك تعال ننزل نتعشى معاه تحت ،اللمة حلوة بردك .
لم تكمل هيام كلمتها حتى وجدت وجه حمدي قد تلون قائلا …لا وكتاب الله المچيد إكده كتير ومچدرش أستحمل ثم سقط حمدي مغشيا عليه .
هيام …مالك يا حبيبي بس ، حصولك إيه ؟
يا عيني عليك كنت كيف الوردة المفتحة .
يلا نصيبك بچا .
طيب عجبال ما تفوچ براحتك ،هنزل أعشي أبوي ، وأكلم وردة أطمن على أمي ، ولو عوزت حاچة ابچا نادي عليه متكسفش أني مرتك برده هههههههههههه.
……………
بدور … چولي يا ولدي.
وهدان…نعمين يمه.
بدور …لازمن تعمل لأبوك صوان عزا يليق بمچامه زين ،ده كان عمدة البلد يا ولدي مش أي حد .
وهدان …سبحان الله يمه وهو مچام الواحد بالعزا اليومين دول ؟
بدور …لا يا ولدي ،مچام الواحد بعمله مش بالعزا،بس عشان صورتك چدام الناس يا ولدي وهو مهما كان كبير البلد .
وهدان …حاضر ،بإذن الله بكرة ، هعمل زي ما أنتِ عايزة يمه ،عزا يشرف صوح .
بدور ….الله يرضى عنك يا ولدي.
……………
أطمأن وهدان على والدته ثم أراد الإطمئنان على جميلة ولكنه كان يخشى على مشاعر وردة ولا يعلم كيف يقول لها ذلك ؟؟
ولكن وردة رأت ذلك على ملامحه فقد كان يتجول بعينيه
في الغرفة تارة وتارة يتجه بصره نحو الباب ويعود وتارة يفتح فمه استعدادا للحديث ثم يتراجع .
وردة بغصة مريرة …وهدان أنت عايز تشوف جميلة مش إكده ؟
فصمت وهدان ثم قال بحرج …يعني ده واچب مش أكتر
يا وردة ولو مش عايزة بلاش .
وردة…لا مجددرش أچول حاچة على الواجدب طبعا ،روح
يا وهدان ، هي كتر خيرها بردك فديتك بنفسيها وده دين هفضل أفتكره ليها طول عمري .
ابتسم وهدان لتلك الوردة التي تحمل روحا طيبة قائلا …ربي يكرم أصلك الطيب يا وردتي، خلاص عاد هروح أطل عليها دقيقة وچي على طول .
فودعته وردة بنظراتها ثم تنهدت بحرارة فقالت لها بدور …شايفة في عيونك غيرة يا وردة .
وردة بحرج….غصب عني يامه ، متعرفيش أنا عحب وهدان چدّ إيه ؟
رغم كل اللي عيعمله بس عحبه بردك ، چلبي مش بيدي ،ومش مستحملة يكلم واحدة عتحبه لدرجة أنها كانت هتموت نفسها فداه .
هي آه صعبانة عليه عشان أنا مچربة يعني إيه حب ، بس غصبا عني هغير عليه وعايزاه ليا لوحدي .
بدور…يا حبة عيني يا بتي ، بس وهدان عيحبك چوي ويستحيل يشوف غيرك وهي بس صعبانة عليه عشان اللي حوصل بس .
وردة…خابرة يامه بس أهو غيرانة .
ممكن أسألك على حاچة إكده يامه من غير متخدي على خاطرك مني ؟
بدور …چولي يا بتى وأنا مزعلش منيك واصل ، أنتِ كيف عائشة وهيام بالظبط .
وردة بحرج …كيف يعني اتچوزتى راجل مچوز ومرته مكنتش هتغير منيكِ وأنت مكنتيش هتغيري منيها .
ابتسمت بدور مردفة …فكرتيني بالذي مضى يا بتي ، عبد الجواد چوزي الله يرحمه مكنش فيه زيه واصل ، وست سامية مرته الله يرحمها كانت ست الستات صوح بس ده كان نصيب يا بتي وفي الأول والآخر شرع ربنا وأهم حاچة العدل بس ده مهچدرش عليه كتير چوي وعشان إكده ربنا سبحانه وتعالى قال:{ فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [النساء:3]، .
وأكيد الموضوع صعب على كل واحدة منينا وعتغير ده حتى زوجات الرسول كانوا عيغيروا بس المهم أخلاچ الراچل وأخلاچ الست اللي معاه هي اللي عتحكم يكملوا مع بعض أو لا .
وأنا حبيت عبد الجواد چوي چوي بس مچدرتش أتكلم أو أعمل حاچة أخليه يكلم عليا عشان كنت أحترم مرته سامية وكنت عخدمها بعينيه وكتمت الحب ده في چلبي ، وهو بردك كان عيحبني چوي وساكت عشان بردك مرته ، بس هي الله يرحمها حست بيه وغارت آه چوي بس چت على نفسها عشان ظروفها وإكده وهي اللي چالت اچوزها يا عبد الجواد وأني لما عرفت كده حبيت على يدها أبوسها وخدمتها كومان أكتر وأكتر عشان مخليش في نفسها حاچة ليا .
وكنت عوصيه عليها كومان يچرب منيها أكتر ويراعيها وميچصرش معاها خالص .
تنهدت وردة بغصة مريرة…ومين عتعمل إكده زيك يامه ، أي وحدة بتاخد راچل من مراته بتكون عايزاه ليها وحدها وعتكرهه كومن في مرته الأولنية عشان يسبها ولا يطلقها كومان .
بدور …معشان إكده بچولك مش أي راچل ينفع يچوز تاني إلا لو كان حكيم في أفعاله ويچدر يميز ويعدل .
ولو شافها التانية تعمل إكده مفروض ميكونش ليها عيش معاه .
فشردت وردة وهمست … أيوه هي رضيت غصبا عنها عشان ظروفها ثم دمعت عيناها وحدثت نفسها…وأنا ظروف أصعب .
هي على الأچل بردك كانت أحسن مني ، كانت مخلفة عيال لكن أني لاااا .
ثم وقفت بعد أن شعرت بغصة في قلبها وتوجهت نحو الباب .
بدور …عتروحي فين يا بتي ؟
وردة….هشم هوا برا يامه ،عشان حاسة إني مخنوقة شوية .
بدور…ماشي يا بتي ، الله يهونها عليكِ.
ثم خرجت وردة ،وسارت في رواق المشفى للحظات ثم جال في خاطرها أن تذهب إلى وهدان لترى كيف هو معها وعن ماذا يتحدثان وهل استطاعت بعد ما فعلته معه أن تستحوذ على قلبه .
ليبدأ القلق يسيطر عليها من مجرد التفكير في هذا الأمر وتسارعت نبضات قلبها وهي تقترب من غرفتهم شيئا فشيئا.
حتى بدأت تسمع حديثهما .
جميلة بعينين تشع حبا …وهدان ، معچول شوفتك من تاني، أني كنت خايفة اموت قبل ما أشوفك .
وهدان ..متچوليش أكده يا جميلة،أنتِ زي الفل وأنا اطمنت عليكِ بنفسي من الدكتور وهو يومين وعتخرچي بالسلامة .
فأغمضت جميلة عينيها بألم ثم فتحتها قائلة … أخرچ من إهنه لااا وأروح فين السچن تاني ؟؟
لااااا أني عندي أموت ولا أرچع السچن تاني ثم إنهمرت دموعها بحرارة على وجنتيها.
وهدان مبتسما … لاااااا مش عتدخلي السچن تاني خلاص
يا جميلة ، أنا كلمت المأمور وهو ووعدني خلاص أني عچييب عفو ليكِ ومش هتتحبسي تاني .
اتسعت عيني جميلة من الفرحة …بجد يا وهدان ، أني مش مصدچة وداني .
وهدان …چد الچد كومان .
چميلة…طيب هروح فين هرچع الچبل من چديد مهو سچن بردك .
أني زهچت من الچبل وناسه ونفسي أكون زي أي وحدة ست ليها بيت وعيال .
وهدان …بس كده عيوني .
فدق قلب وردة حتى كاد أن يخرج من صدرها ولكن تفاجأت بقول وهدان ؟؟؟
فماذا يا ترى قال لها وهدان ؟؟
هل ستكون جميلة شريكة لوردة في وهدان؟
ستعرفون هذا وأكثر في حلقاتنا الجاية أسيبكم مع الدعاء ده
“اللهم ارزقني حسن الخاتمة اللهم ارزقني الموت وانا ساجد لك يا ارحم الراحمين اللهم ثبتني عند سؤال الملكين اللهم اجعل قبري روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا اللهم اني اعوذ بك من فتن الدنيا اللهم قوي ايماننا ووحد كلمتنا وانصرنا على اعدائك اعداء الدين اللهم شتت شملهم واجعل الدائرة عليهم اللهم انصر اخواننا المسلمين في كل مكان اللهم ارحم موتانا وموتا المسلمين واشفي مرضانا ومرضا المسليمين اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات اللهم ارزقني قبل الموت توبة وعند الموت شهادة وبعد الموت جنة.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)