روايات

رواية نار وهدان الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الخامس 5 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الجزء الخامس

رواية نار وهدان البارت الخامس

نار وهدان
نار وهدان

رواية نار وهدان الحلقة الخامسة

………………
🌹بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
المال لا يجلب السعادة، لكن يسمح لنا أن نعيش تعاستنا برفاهية.
……………
انتبهت وردة زوجة وهدان ، لطرقات سريعة على الباب في منتصف الليل ، فجزعت ودقّ قلبها لتهمس …خير يارب مين چي السعادي ؟
فقامت على الفور من جلستها بعد أن كانت تستعد للنوم بعد قراءة وردها القرآني .
وأسرعت للباب متسائلة بلهجة تنم عن القلق ….مين على الباب ؟؟
لتجيبها ابنة أخيها شمس بتوتر وخوف …أنا شمس يا عمة، افتحي الباب بسرعة .
ففتحت وردة الباب ، لتجدها قد إرتمت في أحضانها قائلة بصوت مبحوح من كثرة البكاء ، غتيني يا عمة غتيني أبوس يدك .
فحاوطتها وردة بيديها وشدت من احتضانها وتطمئنها بقولها…..حبة چلبي يا شمس ، إهدي يا چلبي ، إهدي إكده وبعدين أدخلي ارتاحي وبعدها احكيلاي اللي حوصل ؟
استنكانت شمس بعض الشيء وهدّأت من روعها كلمات عمتها فربتت على كتفها وردة قائلة….أدخلي يلا چوه يا حبة چلبي ، وأنا حالا هروح أعملك كوباية لمون سچعة تروچ بالك إكده .
شمس بضعف……ملوش لزوم يا عمة .
تعالي نجعد وأنا هحكيلك على كل حاچة .
فولجت معها وردة للداخل ثم أجلستها بجانبها .
وردة بنظرة حانية …ها خير يا بت أخوي.
نظرت شمس لها نظرة إنكسار مردفة…..أبوي يا عمة ، عايز يچوزني غصب لراچل كبير وچال إيه عشان مچتدر وهيعشني في چصر .
بس أنا معيزاش الچصر أنا عايزة ثم أخفضت عينيها أرضًا خجلًا.
فضحكت وردة قائلة …..ها كملي عايزة إيه ؟
شمس بصوت خافت متردد. …أنا رايدة چلال واد عمي صابر البچّال .
ثم دمعت عينيها قبل أن تستكمل… لكن أبوي مش رايده وكل مرّة يتچدملي أبوي يرفضه بحچة إنه فچير وهو رايد واحد غني يخدني إكده بشنطة هدومي .
يراضيكِ إكده يا عمة ؟
أبوي فكرني بيعة هيبيع ويشتري فيه كإني چاموسة مش بني آدمة .
تنهدت وردة بضيق ، فهي تعلم حقيقة أخيها جيِّدا منذ الصغر ، فقد نشأ على الأنانيّة وحبِّ الذّات وهذا من فرط دلع والدها له لأنه الولد الوحيد على ثلاث بنات .
وكثيرا ما حاول تزويجها رغما عنها لكن عناية الله كانت محيطة بها .
ولكنه استطاع تزويج أختيها رغما عنهما ، كما استولى على ميراثهم من الأب ، معلِّلا أن أزواجهم غريبة وليس لهم حق أن يتمتعوا بالميراث وأنه أحق بذلك وحده .
تمعضت وردة رافضة …..لا مهيرضنيش واصل يا چلبي ، وأنتِ من حچّك ترفضي العريس ده .
شمس….كيف بس وهو هيچول أن كتب كتابي عليه بكرة .
عشان إكده چيت عندك تغتيني يا عمة .
زفرت وردة بأسى على حال ابنة أخيها وتمنّت لو كان وهدان معها الآن ، لإنه الوحيد الذي يعرف كيف يتصدى له .
ولكن هي للأسف ليس بيديها أيّ شيء .
وفجأة سمعوا صوت الباب ، فتخشبت شمس وظهر على ملامحها الذعر والخوف، فضمتها وردة قائلة….متخفيش يا حبيبتي.
إرتجفت شمس واهتزّت شفتيها ناطقة بصعوبة .. ..ده أكيد أبوي .
چي ياخدني ، غتيني الله يخليكِ ،متخلهوش يخدني لو أنا غالية عندك صوح .
وردة بثقة مهزوزة …لا مش هيچدر يخدك غصب .
ثم اتجهت لفتح الباب ، لتتمسك شمس بذراعها استعطافًا منها مردفة ….لا يا عمة ، بلاش تفتحي الله يخليكِ .
وردة…..مينفعش يا بتّي مفتحش ، ما أنتِ ناضرة من كتر الخبيط على الباب هيدشش في إيديهم .
فتركتها شمس بدموع الحسرة ولكنها أسرعت لتختبىء في خزانة الملابس .
فتحت وردة الباب ، ليندفع أخيها عادل للداخل بقوة ملتفتا يميما ويسارا باحثا بعينيه على ابنته شمس مردفا….خبتيها وين يا بت أبوي ، إكده برده تَعصّي بتّي عليه .
هو ده الدين اللي هتتكلموا فيه ، ومهتعرفيش طاعة الأبو .
وردة وقد تلوّن وجهها غضبا…إيه اللّي هتچوله ده يا عادل ؟
طاعة أبو إيه بس ؟ واللي هتعمله ده بتّك حلال ؟
‌عادل بصوت أجش صارم ……آه طبعا عايز أسترها مع راچل يعرف چيمتها ويعيّشها في نعيم .

وردة بإستهزاء.. يعيّشها هي في نعيم ولا أنت عشان ينوبك من الحب چانب .
رمقها عادل بنظرة ساخطة قائلا….شيلي يدك أنتِ منها وملكيش فيه .
فاستعطفته وردة…….حرام عليك يا عادل ، تچوِّز بتّك لواحد مش ريداه .
فردَّ عليها بصوت محتد …أُمَال عايزاني أچوزها لواحد ريداه وبتعشچه كيف الغوازي ؟؟
لا معنديش أنا الحبّ والمسخرة دي.
وهتچوز اللي أنا چولت عليه ، أنا أبوها وخابر مصلحتها أحسن منِّيها.
وردة بنفاذ صبر……مفيش فايدة يا خوي ، طول عمرك ما يهمك غير مصلحتك بس ،أناني ، وظلمتني أنا واخواتي وهتظلم بتّك كومان.
فاشتعل عادل غضبا ورفع يده فصفعها على وجهها هادرًا بصوته……..اتچننتي إياك ، كيف تكلمي أخوكِ الكبير إكده ؟
ولولا إنك دلوك في عصمة راچل ، كنت سيّحت دمك .
صرخت وردة من ألم صفعته لها وصرخت شمس حزنا على ما أصاب عمّتها وشعرت بالأسف عليها لإنها السبب في هذا .
فانطلق عادل لمصدر صوت الصراخ ، ليعبث في أرجاء الغرفة بحثا عنها بطريقة فوضوية حتى أخرجها من خزانة الملابس ، ساحبا إياها من غطاء شعرها بقوة وراءهكالبهائم؛ و شمس تصرخ صرخات مدوية متألمة
و مستغيثة بعمتها……غتيني يا عمة ، غتيني هيموتني .
لتسرع لها وردة في محاولة منها أخذها من بين يديه بجذبها من ذراعها قائلة….سبها يا عادل ، حرام عليك بتك .
ليقابلها عادل بلكمة قوية في صدرها لتصيح بصوت زلزل أركان البيت فأردف بغلٍّ….ملكيش صالح أنتِ وابعدي عن طريچي.
لم تتمالك وردة نفسها من شدّة الألم ، فافترشت الأرض وعيونها تلاحق عيني شمس المتوسّلة بأسى وحسرة .
لتدعوا اللّه …..اللّهم عليك بكل چبار طغى في الأرض بظلمه .
فماذا سيحدث لتلك المسكينة؟؟؟
…………
عودة للذكريات ..
أوصل زعزوع بدور إلى كفر مصيلح وهدّدها بالسلاح الأبيض أنْ لا تتحدث في أمرها أمام أحد وألا تعود للنچع أبدا
وأن تنسى أنَّ لديها أطفال حتى لا يُقتلوا أمام عينيها ثم تقتل هي بعدهم .
فسلّمت أمرها لله وفوضته في أولادها قائلة…….يارب فوضت أمري ليك وأنت نعم المولى ونعم النصير ، وأحن
وأرحم على ولادي مني ، فاحفظهم يارب وچادر تچمعني بيهم مهما طال الزمن .
ثم دمعت عينيها قائلة بصوت مبحوح …..هتوحشوني چوي چوي ، أنا ملحچتش أفرح بيكم ولا آخدكم في حضني ، وياريت تسامحوني إني هملتكم ، مكنش بيدِّي واصل .
يارتنى موفچت على الچوازة السودة دي من العمدة ولا إطلعت لفوچ إكده ونزلت تاني على ملا وشي.
يارتني كنت إجوّزت واحد فچير زي حالاتي نكلها سوا بلچمة بملح وولادنا حوالينا نفرح بيهم أحسن من الچهرة دي ، سامحوني يا عيالي .
ثم وجدت زعزوع من ورائها يدفعها دفعا قائلا بنبرة حادة…..مشّي حالك خلينا نخلص ، عايز أرچع چبل الشمس متطلع وكفاكِ برطمة كيف المچانين ، چبر لما يلمك .
فكتمت بيدها فمها حتى لا تخرج منها تأويهة موجوعة ، و لا يلحقها أذى منه مرة أخرى .
حتى وصل بها إلى بيت رجل في الثلاثينيات من العمر يعيش مع زوجته الضريرة وأطفاله الثلاث .
طرق زعزوع الباب في عجالة من أمره .
فسمع عبد الجواد الطرقات فقام على الفور من جلسته حيث كان يرتل القرآن بعد أدائه لصلاة الفجر .
مطبقا لقوله تعالى ( إن قرآن الفجر كان مشهودا ) .
عبدالجواد ببعض القلق ….خير يارب ثم سأل ..مين اللي على الباب ؟؟
فجاءه الجواب من زعزوع….أنا واد عمك زعزوع يا عبد الجواد يا خوي.
فتهلل وجه عبد الجواد وأسرع لفتح الباب مرحِّبًا … أهلا أهلا بالغالي، ثم عانقه بحب مرددا ….فينك من زمان يا زعزوع، أخيرا افتكرت واد عمك .
ابتعد زعزوع قائلا….مشاغل الدنيا يا واد عمي ، وأنت عالم بالحال.
أومأ عبد الجواد برأسه مؤكدا…..أيوه ، الله المستعان .
اتفضل اتفضل مينفعش الوچفة على الباب إكده .
هنُفطر مع بعض .
زعزوع متأسّفًا……مرة تانية إن شاء الله عشان مستعجل چوي .
أنا بس جيلك في طلب وياريت متكسفنيش.
ضيق عبد الجواد نظراته هاتفا بإستغراب ….خير يا واد عمي چلچتني؟
أنت بخير؟
طيِّب محتاچ فلوس ؟
زعزوع….كتر خيرك ،مستورة والحمد لله .
بس ….
ثم قام بالنداء على بدور التي كانت تستند على الحائط من خلفه .
تعال يا بت إهنه ، ثم أمرها أن تكُب على يد عبد الجواد تقبل يده .
فجاءت في انكسار لتقبل يده ولكنه سحبها سريعا قائلا…..أستغفر الله يا بتي .
ليه إكده يا زعزوع ؟ ومين البُنية دي ؟
زعزوع…دي بت غلبانة چوي، چوزها طلّچها ورماها في الشّارع وملهاش حد تروحله عشان يتيمة .
صعبت عليه يا واد عمي ، عشان أنت عارف كيف چلبي رهيف .
فچولتلت أعمل فيها خير وتيچي حداكم ، تخدمكم بعد ما ياعيني مرتك من الحريچ اللي حوصل عِميت .
ومبچتش تچدر على خدمتك وأنتوا عندكوا عيال عايزين خدمة .
طأطأ عبد الجواد رأسه في حزن قائلا بأسى ….اللّه يصبرها ويچازيها خير .
فالرسول صل الله عليه وسلم چالچ:« اللهَ عَزَّ وَچلَّ َچالَ: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ» [المقصود بحبيتيته عينيه]؛ رواه البخاري؛ والحمد لله على كل حال ، وأنا هخدمها هي وعيالي زي مكتير هي خدمتنا چبل سابچ ومچصرتش ، فده واچب عليه.
تطلعت له بدور إعجابا بكلماته ووفائه لزوجته وشعرت بالحسرة على ما أصابها من زوج لم يعرها أي اهتمام سوى لقضاء وتره منها فقط .
حدثت بدور نفسها…يا بختها بيك والله .
زعزوع بحرج … يعني معيزش وحدة تخدمكم.
ثم تغيرت ملامح وجهه للغضب قائلا…طيب يلا بينا يا وش الشوم أنتِ نشوف هوديكِ في إنهي ناحية تاني ؟
تطلع عبد الجواد لها وشعر أن عينيها بها حزن كبير فأشفق عليها ثم غض بصره عنها سريعا قائلا …لا يا واد عمي مچصدش ، وحتى لو مش محتاچ ، مستحيل أرفض حد لجألي في حاچة.
فدعت له بدور ….ربِ يسترك دنيا وآخرة.
عبد الجواد…أدخلي يا بتي چوه .
زعزوع ممتن له ….ربنا يكرمك يا واد عمي وده برده عشمي فيك .
ويلا بچه أفوتك بعافية .
عبد الجواد….ما بدري.
زعزوع….معلش الأيام چاية كتير، يلا سلام .
عبد الجواد مودعا له….وعليكم السلام.
ثم ضرب كفا بكف هاتفا….سبحان الله .
أغلق الباب وإلتفت ليجد بدور قد أغشي عليها في صحن المنزل من كثرة الإرهاق والجهد فهي حديث عهد بالولادة ومن في مثل حالتها يتمتعون بالراحة في فراشه ويتغذون على أكلات تعيد لهم ما فقدوا من قوتهم ودمائهم أما هي فلا حول لها ولا قوة ، لم تأكل شيئا ولم تبدل حتى ملابسها االمليئمة آثار دماء الولادة .
فزع عبد الجواد من هيأتها تلك واندهش لتسرب الدماء من بين ملابسها .
ليهتف بخوف…أنت چبتلي چتيلة ولا إيه يا عزوز ؟
يا مرك يا عبد الجواد كان مستخبيلي فين ده كله ؟
هو أنا ناچص !
ثم توقف لحظة بعد أن شعر بسخافة ما قال ليهتف….أستغفر الله العظيم ، هو أنت هتعترض على چدر ربنا ، الحمد لله على كل حال .
ثم تساءل…طيب أعمل إيه دلوك معاها ، ثم قام بالنداء عليها ….يا بنت الناس فوچي الله يخليكِ .
ولكنها لم تستجب فقد كانت بعالم آخر وكانت تحلم بإنها تضم صغارها إلى صدرها وتبتسم .
فاقترب منها عبد الجواد لعلها تسمعه أكثر ولكنه وجد وجهها قد تحول للحمرة ، فارتعدت أوصاله قائلا…هي ماتت ولا إيه ؟
ولكنه تراجع وهتف…لا الميت بيزرچ مش بيحمر إكده .
ثم شعر بحرارة وكأنه بجانب موقد للنار .
وبدون شعور وضع يده على رأسها ليجدها كالنار المتأججة ، ليهتف…يا مرّي ده البت قايدة نار .
شكلها عندها حُمّى .
طيب أتصرف كيف دلوك ؟
مفيش غير أحملها چوه ، وأصحّي عيشة بتي عشان تشوفلها خلچات من عند أمّها وتساعدها تسبح يمكن الحمى تروح من عندها والله الشافي.
…………
في خطوات سريعة
ترجّل كل من هانم ومحروس إلى الجبل الذين اتخذه كل خارج عن القانون، ذو سوابق وحتى الهارب من العدالة والمطلوب لها أيضا مأوى لهم.
فتجمع هؤلاء جميعا ليصبح الجبل وكرا لكل ما هو فاحش ويرفضه العقل والمجتمع و الدّين حيث أحلوا فيه كل ما حرم الله .
فسرقوا ما ليس لهم وقتلوا الأنفس واستباحوا الأعراض وشربوا المنكر وأكلوا الحرام .
فتوقع إذا ما هي أخلاقهم في التّعامل وكيف سيكون تأثير ذلك على حياة وهدان .
وقد أقام هؤلاء الخارجين في ذلك الكهف الجبلي الي به عدة غرف صغيرة تحتوي على احتياجاتهم الضرورية في عصر لم يظهر به بعد الهواتف المحمولة ولا يوجد به شبكة إنترنت.
وهناك من يعيش به مع زوجته كمحروس وهانم و هناك من هو متزوج ولكن زوجته تعيش مع أطفاله في القرية يزورها خلسة كل حين وآخر .
وهناك من لم يتزوج بعد ولكنه يخرج ليلا لمجالسة الراقصات أو الغوازي كما يطلق عليهم .
والجبل يعتبر مملكة ولها حاكم أو متحكم في زمام الأمور به وإليه يلجأ من به إليه ويفصل بين المتشاجرين به ، كما أن له نسبة في كل عملية سطو يقومون بها ومن يعترض يتعرض لعقاب قاسٍ على يديه ألا وهو منصور وهو ليس بكبير في السن بل شاب في الثلاثينيات وله علاقة براقصة تتجول بين القرى والنجوع وتدعى ياسمين .
ولج محروس وتبعته زوجته هانم إلى الجبل وهي تحمل وهدان الصغير على يديها .
فطالعتها إمرأة أخرى مع زوجها تدعى ( هنادى ) وكانت تعتني برضيعتها ( قمر ) حتى تعود .
هنادى بإندهاش ..إيه يا بت يا هانم اللّي شيلاه على إيدك ده ، سرچتيه هو بردك ؟
بس إحنا مش متفجين مع الكبير مفيش سرچة للعيال الصغيرة عشان متفتحش العين علينا كتير .
استنكرت هانم قولها فنهرتها ….لا مسرچتهوش أنا .
أنا لجيته في الطريق كان هيبكي لحاله في بيت مهچور إكده .
فصعب عليه چولت آخده أربيه مع قمر وأهو ينفعنا لما يكبر .
امتعضت هنادي مردفة بإستنكار …وليه إكده أم ترمي ضناها ، ده أكيد ابن حرام .
غضب محروس من تلك الكلمة فعنفها بقوله.. …من النهاردة هو ابن محروس يا بت ومسمعكيش تچولي إكده تاني فاهمه ؟
وضعت هنادي إحدى يديها على خصرها وباليد الثانية فوق أنفها وتمايلت بغضب بقولها.. …وأنت زعلان ليه إكده أوي ، هو كان چريبك ؟
هانم…..يوه يا هنادي ، مخلاص عاد ، ونوليني يلا قمر .
وكتر خيرك على تعبك معايا .
هنادي….لا على إيه ؟
دي قمر دي بتي كيف جميلة بالظبط .
بچولك متچبيه أرضعه أنا كومان مع جميلة .
هانم…..لا إكده هيكونوا إخوات ثم ضحكت .
خليهم إكده ، يمكن تعچبه بتك لما يكبروا ويچوزها .
فبادلتها الضحك هنادي بقولها ….على چولك ، يلا ضمنا عريس من دلوك .
خرج منصور على صوتهم العالي وكست تعابير وجهه الغضب وبصوت حاد قال ……إيه مالكم صوتكم عالي إكده وهتتمسخروا كأنكم في السّيما ومش عارف أريحلي ساعتين اتنين .
انكمشت هانم وأمسكت في ذراع محروس الذي هتف بحرج …حچك عليه يا كبير ، ومش هيتكرر تاني.
ونصيبك من البهايم محفوظ ، هبعها وقبضك تمنها .
أومأ منصور رأسه بالموافقة ثم عقد حاجبيه متسائلا بغموض…..إيه العيل اللي على إيدك ده يا هانم ؟ هو أنتِ لحجتي خلفتي تاني بعد قمر .
هانم بصوت خائف…لا يا كبير ،ده عيل لچناه وچولنا نربيه مع قمر .
فصاح منصور ..ليه فتحناها ملچأ أيتام ولا إيه ؟
ردي العيل ده تاني مطرح م مكان ،مش ناقص زن كفاية قمر وجميلة .
ياما تعوّدي لبيتك تاني، ومحروس يشچر عليكِ كل فترة .
أشارت هانم بيديها نفيا …..لا لا معيزاش أهمله لحاله .
فنظر لها محروس نظرة حب قائلا…ربِ يخليكِ ليه يا أمِّ عيالي قمر ووهدان .
فبادلته الابتسام هانم ، فطاح بهم منصور بقوله …والله عال ، وچفين تسبلوا لبعض چدّامي مفيش حيا .
وعيالك إيه يا زفت يا چطران أنت .
الولد ده لزمن يمشي من إهنه وأنا كلمتي مهتنزلش الأرض واصل .
وما أن أتم كلمته حتى حضرت ياسمين الراقصة التي يعشقها منصور ، لتقف بجانبه مداعبة وجهه وبصوت رخيم …اه الچميل زعلان ومكلضم ليه إكده ؟
فتحول عبوسه لإبتسامة وأجابها…لا مفيش ، الأوباش دول هيكروا مزاچي ، وعايزين يربوا چال إيه عيل غريب كومان .
فاستعطفتها هانم…..والنبي يا ست ياسمين خليه يوافچ يچعد وهدان الصغير معانا ، دى ولد چميل چوي ، إطلّعي ليه حتى إكده ؟
فاقتربت منه ياسمين فوجدته يبتسم لا إراديا فوقع حبه في قلبها .
فقبلته في جبهته ثم استدارت إلى منصور قائلة بدلال …..عشان خوطري يا منصور خليه ليهم .
فابتسم منصور مردفًا…… خوطرك غالي عليه چوي ، خلاص تنزل كلمتي المرة دي .
ثم صاح فيهم …يلا خشوا چوّه مش عايز أسمع نفس فيكم ولو سمعت الولد هعيط هرميه برا .
فسارع محروس وزوجته للداخل كما ولجت هنادي خوفا من بطش منصور .
فحاوط منصور ياسمين بيده ثم غمزها مبتسما …..يلا بينا إحنا كمان چوه عشان اتوحشتك چوي .
فولجت للداخل معه ليضع شريط غناء لأم كلثوم في المسجل .
ثم طلب منها الرقص عليها..
يا حبيبي
الليل و سماه و نجومه و قمره
قمره و سهره
و إنت و أنا يا حبيبي أنا
يا حياتى أنا كلنا
في الحب سوا
و الهوى آه منه الهوى
سهران الهوى
وأخذت تتمايل أمامه بجسدها حتى أشعلت الرغبة في نفسه ، فباغتها وحملها بين يديه كالأطفال ثم وضعها برفق على الفراش وعندما تخلّل يده ملابسها ضربته في صدره غاضبة .
و اعتدلت قائلة بحدة…منصور …أنا صوح غازية وكومان هعشچك زي روحي بس أنا مهفرطش في شرفي واصل غير بالحلال .
فقام منصور ووجهه ينذر بالشر…كيف يعني ؟
چصدك إيه ؟؟
ياسمين ….يعني تچوزني يا منصور ؟
منصور ….إيه ؟؟؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى