رواية نار وهدان الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء الحادي والثلاثون
رواية نار وهدان البارت الحادي والثلاثون
رواية نار وهدان الحلقة الحادية والثلاثون
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
الظلم سرطان ينتشر في الجسد وقد لا يدرك المرء وجوده إلا بعد أن يبلغ مبلغًا لا نجاة فيه من هلاك محقق، فما الظلم إلا مهلكة للظالم قبل المظلوم فالله حرم الظلم على نفسه وجعله بيننا محرما.
لاحظ زين خروج قمر من الفيلا مسرعة لتتجه بسيارة أجرة لشقتها هي وأسامة أصابته الريبة فتبعها.
زين ….يا ترى رايحة فين ، أنا چلبي مش مطمن ؟؟
فاتجه زين بسيارته خلفها ليعلم وجهتها حتى توقفت سيارة الأجرة أمام عمارة فترجلت إليها قمر ونزل زين من سيارته وتوجه نحو حارس تلك البناية .
زين بإبتسامة مصطنعة …كيفك يا بلدياتي ؟
الحارس …الحمد لله يا بيه .
فأخرج له زين ورقة مالية بفئة مئة جنية.
زين …اتفضل .
فاتسعت عينا الرجل وأخذها سريعا قائلا…تأمرني يا باشا بحاچة ؟؟
زين …هي الآنسة اللي طلعت دلوك فوچ ، تعرفها ، وهي طالعة عند مين ؟
الحارس …قصدك مدام قمر ، دي طالعة شقتها .
صدم زين من قوله ففتح فمه غير مصدق مرددا …مدام كيف ؟
الحارس …أيوه مجوزة أستاذ أسامة وهما حالهم غريب شوية ، مش قاعدين على طول فيها .
هما هيتقابلوا كل كام يوم ساعتين أكده وبعد كده هينزلوا .
والله الواحد كان شاكك فيهم وقعدت أقول ربنا يستر على ولايانا ومسترحيتش غير لما شوفت قسيمة جوازهم بعيني ، وبعد كده قولت الله أعلم بظروفهم مليش فيه .
زين وقد تغير وجهه وشعر بالدوار من الصدمة…قمر مچوزة في السر ومين أسامة!
مش أسامة ده ابن البواب اللي عيشتغل مكانه فترة .
اهتز جسد زين ولمعت الدموع في عينيه حتى أنه أمسك بالحائط .
الحارس مالك يا بيه ؟ أنت تعبان ولا حاجة .
أوديك للدكتور .
زين. ..لا مفيش حاچة .
وبخطوات ثقيلة عاد إلى سيارته ، وأجهش بالبكاء… إكده يا قمر ، هملتيني عشان خاطر ابن البواب .
أنا عشرة عمرك ومحدش حبك چدي ، تحبي ده وتچوزيه كومان في السر.
آااااااااااه يا حرچ چلبي ، موتينى بالحيا يا قمر .
حرااااام عليكِ ، بس وديني لأطلع قهر كل السنين اللي عدت دي عليكِ.
بس أعمل إيه ؟
مش هينفع لوحدي، لازم وهدان يچي يشوف بنفسه المصيبة دي.
فاتصل به زين .
وهدان…أيوه يا طور أتأخرت ليه إكده ؟؟
كل ده عتچيب الورچ ؟؟
زين …وهدان أنا عايزك دلوك حالا في أمر خطير .
وهدان بفزع…حوصل إيه ؟ متچول بسرعة ؟ حد چراله حاچة!؟ .
زين …قمر
وهدان …مالها قمر ، أنت هتنچطني بالكلام ، متچول على طول .
زين …لما تيچي هتعرف ، تعال في العنوان ده ، ثم أملى عليه زين العنوان بالتفصيل ، ليسرع إليه وهدان بقلب خائف وفزع على أخته قمر .
وصل وهدان وتعابير وجهه تدل على القلق والتوتر ، استقبله زين بوجه ذابل من أثر الدموع، ليدق قلب وهدان ويشعر أن الأمر بالغ الخطورة ، ونفى فكرة الموت تماما من ذهنه .
وهدان بحدة…انطق بسرعة ملها قمر ، وچعت چلبي ؟
تنهد زين بغصة مريرة…أختك في العمارة دي مع أسامة بن البواب يا وهدان .
اتسعت عيني وهدان خرجت منهما شرارة الغضب فصاح هاتفا بحدة……أنت أكيد اتچننت ..لا قمر مهتعملش إكده واصل .
زين …اطلع شوف وأنت تتأكد بنفسك .
فأسرع وهدان معه إلى البناية وعلم من الحارس أنها بالبدور السادس .
وزوده مرة أخرى بالمال حتى يصمت تماما على ما سوف يسمعه أو يراه .
استقلا المصعد وأعينهم تتلاحم وكأنهم في حرب متأججة،ضغط وهدان على زر جرس الشقة بغضب شديد ولم يزل يده من عليه حتى كاد أن يتحطم ، فأصدر صوتا عالٍ مزعج أفزع قمر وأسامة .
فشعرت قمر بالذعر فرددت…أستر يارب ، انت منتظر حد
يا أسامة دلوك ؟
أسامة…لا محدش يعرف أصلا أنا فين ؟؟
شيمـــــو
فأمسكت قمر ذراعه خوفا…أمال مين اللي مش عايز يشيل أيده من الچرس إكده؟
أسامة مطمئنا إياها …إهدي كده ، ويمكن يكون حد غلطان في الشقة ولا حاجة .
خليه يرن لغاية حتى ميحرقه ، مش هنفتح برده .
تهيجت أنفاس قمر قائلة بتوجس …لا أني چلبي مش مطمن، جوم حتى شوف مين من العين السحرية ؟
أسامة …هتقلقيني معاكِ ليه بس ،متسيبك منه ، ثم حاوطها بذراعيه قائلا بتودد…خلينا بس في اللي إحنا فيه ، هو إحنا كنا بنقول إيه ؟؟
ليتحطم سقف فرحتهم حين سمعا صوت إنكسار الباب ، جعل أركان الشقة تهتز .
فتملك الفزع قمر فتعلقت برقبة أسامة ، ثم أزاحتها عندما رأت وهدان أمامها يتطلع إليها بعين تنذر بالشر ثم أطلق صيحة هادرة …أنتِ هتعملي إكده يا بت أبوي ؟
هتعشچي كيف الغوازي وهتچابلي في السر ثم هوى على وجهها بصفعة جعلتها تهتز لتصرخ بعدها آااااااااه .
ثم هتفت….لا يا وهدان أنا مش خاطية ،ده چوزي على سنة الله ورسوله .
اعتلى الغضب أسامة عندما رأى قمر تصرخ من ألم الصفعة ، ليمسك بيد وهدان قائلا ….أوعى إيدك تلمسها تاني وزي مقالت هي مراتي وأنا چوزها ومحدش ليه حكم عليها غيري دلوقتي .
دخل وهدان في نوبة ضحك هستيري ثم حدج أسامة باحتقار وتابع بنبرة تهكم …والله عاد ابن البواب ، بچا ليه حس وكومان على مين على سيده وولي نعمته هو وأبوه .
وكومان عامل راچل يا روح أمك ، ليمسكه بعدها وهدان من تلابيب ملابسه حتى كاد يخنقه وبصوت جهوري صاح فيه…أنت لو راچل صوح ، مكنتش إطلعت على ستك وكنت عرفت مچامك ، لكن إكده أنت خونت الأمانة وبدل متحافظ عليها من اللي يسوى وميسواش خدتها لنفسك انت ، وفاكر عشان ورچة إتچوزتها بيها ، هيكون خلاص ليك چدر عندي وحچ .
لا فوج لنفسك يا غراب البين أنت .
أنت بچرة ولا تسوى شىء .
فصاحت قمر خوفا على زوجها الذي يكاد يختنق من شدة قبضة وهدان على عنقه وتغير لون وجهه .
قمر…سيبه يا وهدان ، روحه هتطلع في يدك ، سيبه عشان خوطري .
فنهرها وهدان …أكتمي خلاص مش عايز أسمع صوتك ، لأدفنك چنبه وحسابك معايا بعدين .
ثم صاح في زين …أنت واچف ليه كيف البچم إكده ؟؟
ربط الزفت الچطران ده ، وشيله ونزله وأحشره في شنطة العربية تحت ، بس لزچ على خشمه عشان مش رايد اسمع صوته .
فتركه وهدان لينقض عليه زين ويقيده بحبل سميك أتى به من سيارته .
وقبل أن يضع على فمه اللاصق صاح بقوله …أنت فاكر كده إنك هتقدر تفرق بينا ، لا يا وهدان بيه ، اللي بينا عمره ما هيموت حتى لو مت أنا .
وإفهم الكلمتين اللي هقولهم دلوقتي ، عشان هيرنوا في ودانك طول ما أنت عايش …لو فاكر أنك قوى أوي وليك مكانة بفلوسك ، فافتكر إن فيه اللي اقوى منك .
وهدان مستهزئا …ده مين ده ، متخلقش لسه اللي أقوى مني .
أسامة بثقة …فيه الجبار، ربنا اللي أنت مهتعرفهوش خالص .
زلزلت الكلمة جسد وهدان وشعر وهدان بنغصة في قلبه ولكنه تمادى في ظلمه وتكبره وصاح في زين …أُخلص وسد خشمه ، معدتش طايچ أسمعه .
فلصق زين اللاصق على فمه ، فانحنت قمر بجذعها إلى وهدان والدموع تنهمر كالشلال من عينيها… أبوس يدك يا خوي متأذهوش .
ده …ده …ده …أبو ولدي ، أنا حِبلة .
شيمـــــو
فتملك الغضب من وهدان أكثر وصار كالوحش الثائر ليسكها من شعرها بقوة صائحا بهدر…لا أنتِ فچرتي خالص يا بت أبوي ولزمن تتأدبي واللي ببطنك لازم ينزل وبعدها هچوزك زين چدام الناس ، عشان نغسل عارك ده .
إنهارت قمر وصاحت بصوت هادر …أنت إيه يا أخي مهتحسش ، إيه الچبروت ده كله؟؟
تطلق وتچوز على كيفك وكأن الكون بتاعك لحالك .
لا لا يمكن اللي هتچوله ده .
ابتسم وهدان ابتسامة ساخرة من زاوية فمه قائلا بلا مبالاة ….أيون أنا إكده ، وهتشوفي هيمكن وهيمكن كومان .
ثم حملها هو كالأطفال فوق إحدى كتفيه رجليها أمامه ورأسها خلفه ولم تزعزعه ضربات يدها على ظهره أبدا لتصرح فيه…نزلني يا وهدان ، نزلني وراعي أننا كنا هناكل في طبچ واحد زمان .
وهدان غاضبا … كلمة زيادة وممكن أحدفك من الدور السادس اللي ساكنة فيه ده ولا يهمني أخو ولا حاچة .
فصمتت قمر ليس خوفا على نفسها ولكن خوفا على جنينها الذي زرعه الله في أحشائها .
وبالفعل ألقى زين أسامة في مؤخرة السيارة ، أما قمر فأجلسها وهدان بجانبه وقام زين بقيادة السيارة حتى وصلا إلى الفيلا .
ليأمر وهدان بإلقاء أسامة في قبو الفيلا حتى ينظر في أمره ، أما قمر فتحبس في غرفتها ولا تفتح إلا عند امدادها بالطعام في أوقاته المختلفة .
وقفت بدور أمام وهدان …مالك يا ولدي ؟
ليه غضبان إكده ؟
وليه هتحبس الواد ده عملك إيه بس ؟
حرام إكده يا ولدي ، ده أبوه يتچهر عليه ؟
وهدان ….إسكتى يمه أنتِ مهتعرفيش عمل إيه ؟؟
بدور ….مهما عمل ده راچل وحرام يتربط إكده ويترمي في البدروم .
ليه يا ولدي ، أنا ساكتة على حچات كتير بشوفها منيك بس إلا ظلم البشر .
وكومان أختك هتحبسها ليه في اوضتها ،مش صعبان عليك صوتها اللي راح من البكى ده .
وهدان بحدة …لا مش صعبانة عليه .
وده حاچة جليلة على اللي عملته ، هي والولد ابن البواب .
فوضعت بدور يدها على فمها متمتمة…أستغفر الله العظيم .
يعنى يا ولدي لو يعني غلطوا ، أستر عليهم ، أنت اخوها .
وهدان …..لا دي كمان متچوزاه في السر وأحنا منعرفش .
عشچته كيف الغوازي.
وراحت من ورانا اتچوزته وكومان إيه حبلى منه اتصوري .
دي عايزة الحرچ والله .
ولازم تتطلق من الزفت ابن البواب ده چبل محد يعرف .
وتسقط اللي في بطنها وبعدين أنا هچوزها واحد عليه الچيمة .
قطبت بدور چبينها وحركت رأسها بقهر وحزن على فلذة كبدها الذي صار قلبه حچرًا .
بدور …يا ولدي أنا مهستحملش طريچتك دي، وچلبك الچاسي ، أنا عشت على الحب والچلب الطيب والمعاملة بالمعروف واعذار الناس .
لكن اللي هتعمله ده غلط غلط .
ولو مرچعتش فيه وسبت الواد ده يخرچ ، وعملت أختك بما يرضي الله .
مش هيچمعني معاك بيت واحد يا ولدي .
هاخد عيالي وهروح بيتي أولى بيه .
ثم سمع وهدان صوت تحطم قلبه حين نطقت وردة …وأنا كومان يا أمي خديني معاكِ.
فنظر لها وهدان بعتاب ، فأردفت …ليه هتعيب على أختك الحب والچواز في الحلال .
وأنت أكتر واحد عارف يعني إيه حب ؟؟
يعني تعلق روح بروح ، والحب مهيخليش الواحد يفكر بعچله .
يمكن قمر غلطت عشان أچوزت في السر ، بس ده أكيد غصب عنها عشان خابرة زين أنك مش هتوافچ، عشان شايفه ابن بواب مش شايفه إنسان زيك .
مفكرتش ابن البواب ده ، ممكن يسعدها أكتر من أيّ واحد تاني .
الفلوس عمرها لوحدها مهتسعد إنسان طول ما قلبه مش فرحان .
فهتف وهدان بغضب …إيه كلكوا اتفچتوا عليه ؟؟
دلوك أنتوا الناس الزين اللي عندها چلب وأنا چلبي ميت .
آه أنا چلبي ميت استريحتوا إكده .
وأنا محدش ياخد حاچة غصب عني واصل .
والواد ده هيتربى غصبا عنه .
أنتوا معشتوش حياتي، أنتوا اتربيتوا في بيوت مچفولة عليكم ، هتناموا مرتاحين ، مهتفكروش .
لكن أنا كنت هنام في الچبل ، في الهوا من غير شباك ولا باب وأنا صغير .
كنت أچوم مفزوع من النوم على صوت الديابة ، أو صوت سرينة الشرطة اللي هتچتل فينا واحد ورا التاني .
ممكن عادي في أي وچت تلاچي تعبان چصادك ، وأنتِ وعمرك بچا ، يا تخلصي عليه أو يخلص عليكِ .
أنا متعملتش حاچة واصل هناك ، ولا صلاة ولا صوم ولا حتى كلمة لا دي عيب .
متعملتش غير حاچة واحدة بس كيف تكون إيدي خفيفة وأسرچ عشان أچدر ألاچي مكان ليه في الچبل وعشان أچدر ألاچي لچمة أكلها .
فكفاية بچا شعارات أنا مش فهمها ولا هفهمها .
ثم نظر لوالدته بإستعطاف …إيه يمه عايزة تهمليني بعد كل سنين الفراق دي ؟
يعني أنا مش ولدك زي دول اللي اتربوا في بيت مچفول عليهم بين أب وأم .
بكت بدور وأخذت تولول…يا عيني عليك يا ولدي ، أنا السبب في اللي حصولك ده .
بس مش چادرة أشوف حد هيتعذب جدامي ، عشان خوطري سيبه يا ولدي .
وهدان ….لا مش هسيبه .
فحركت بدور رأسها …..سامحني يا ولدي ،مش هچدر أچعد في بيت وأنا سامعة حد هيتعذب فيه .
ثم أشارت لأولادها أن يستعدوا للعودة إلى الصعيد .
فنظر وهدان لوردة بقهر مردفا…ها وأنتِ كومان ، هتستحمليني ولا أچولك إذا كان أمي مش مستحملة ، أنتِ هتستحملي.
وردة…لا مچدرش أستحمل اللي هتعمله ده ، وإذا كنت متعلمتش ، أنا حولت أعلمك بس أنت مصمم على طريچك ده وأنا يستحيل أكمل على إكده .
ثم ابتلعت ريقها بغصة مريرة قبل أن تنطق …طلّچني يا وهدان .
ضيق وهدان عينيه بصدمة ثم هدر في وجهها ….هو أنتِ فاكراها لعبة ولا إيه ؟
هو ديه اللي اتعلمتيه أنتِ الچواز والطلاچ بالساهل إكده .
لا مش هطلچك ولا ههملك تمشي من إهنه .
وردة والدموع قد تسابقت على وجنتيها…عتحبسني إياك كيف قمر ؟
وهدان بتصنع وقلبه يفيض مرارة …أيوه عحبسك يا وردة ولو مغورتيش من چدامي دلوك ، معرفش هعمل فيكِ إيه تاني ؟
فأسرعت وردة إلى غرفتها وأوصدت الباب عليها ثم ألقت بنفسها على الفراش تسكب الدموع ، حزنا على حب عمرها الذى تراه يتحول من سيء لأسوء وليس هناك بيديها شيء لتغيره .
وبالفعل تركت بدور الفيلا مع أبنائها وتركها وهدان كي يصفوا ذهنه قليلا لما سيفعله مع أسامة وما سيفعله مع نچية ووالده سالم ليستعيد حقه وحق والدته .
أما وردة فلا يستطيع أن يبعدهت عن عينيه للحظة ويأمل أن تتعود على حياته كما هي .
……………
نزل وهدان لقبو الفيلا وكان زين قد سبقه إليه لقنع أسامة أ بتطليق قمر حتى يطلق سراحه ولكن أسامة أبى أن يطلقها فهي حب عمره وأم ابنه الذي مازال في رحمها .
وهدان …إيه الكلام عاد ؟ وافچ على الطلاچ ولا لسه عايز يشرفنا كام يوم إهنه واحنا هنكرموه على الآخر ونريحه خالص وندفنه إهنه .
زين …لا عامل فيه راچل وعيچول مش هطلق وچال إيه عيحبها .
برص زيه عيحب ست البنات ، ولا عچبي على دي الدنيا .
أسامة بسخرية…أيوه بحبها وا بتحبني ، وعمرها ما فكرت فيك وأنت عارف كويس ده ، فياريت تريح دماغك .
لأن قمر ليا أنا وهعمرها ما هتكون ليك .
فصفعه زين على وجهه بقوه قائلا …لا أنت شكلك مچنون ، ومش حاسس عتچول إيه ؟
لا هي عتحبني ، بس هتدلع حبتين واخدتك كوبري عشان أغير لكن في الآخر هترميك وهي اللي بعتاني دلوك عشان بتچولك طلچني ، عشان نچوز إحنا.
فهاج أسامة بصوت عالٍ…أنت كداااب ، هي مش بطيقك أصلا ، وأنا عمري مهصدق الكلام الفارغ ده .
فصمت زين ونظر لـ وهدان لكي يفعل هو شيئا معه .
تقدم وهدان منه وبهدوء تام …بص يا أسامة إحنا مهيهمناش الكلام اللي عتچوله ده ، حب مش حب ملهوش عازة عندينا .
المهم هطلچها بالذوچ إكده ، يأما أنت خابر زين مين هو وهدان ؟؟
أسامة …مش هطلقها حتى لو قطعتني حتت ، لأنّ كده كده ميت ، طلاقي ليها يعني موتي بالحيا .
وهدان بغلظة…طيب يبچا أنت اللي حكمت على نفسك، تعال يا زين معايا .
فخرج معه زين .
زين إيه هتعمل إيه معاه ؟ هنموته ونخلص منه عاد صوح ؟؟
وهدان…ولما تعرف قمر أننا موتناه تفتكر هترضى تچوزك ، لا هتعند أكتر واكتر ومش بعيد تچتل نفسها وراه .
زين …طيب إيه العمل هنسبها كده ؟
وهدان …لا طبعا ، بس هنعمل حاچة هيخليه يچن ويطلچها من غير ما يحس .
اتسعت عيني زين ولمعت بالفرحة …كيف ده ؟
وهدان …هحنطله الصنف في الميه وندوبها ويشربها،
بس مش أي صنف ، اللي عليه العين هو حبوب الهلوسة هتخليه مش طبيعي ومش هيتحكم في تصرفاته .
وهيمشي كلامنا وهنچبها قصاده تسمع أنه ضحك عليها وأچوزها عشان الفلوس مش عشان عيحبها .
وأنا لما زغللت عليه بچرشين وافق يطلچها .
وساعتها هتكرهه وأنت بچا وشطارتك تضرب على الحديد وهو سخن ،هتواسيها بكلمتين حلوين وأنك عتحبها بالرغم من اللي عملته ، هتچع فيك وهتقدرك وتوافق على چوازكم ، بس لما نخلص من مصيبة الحمل دي الأول .
تهلل وجه زين وصاح…آه يا دماغك اللي هتتچل بالدهب دي يا واد عمي ،تسلم أفكارك .
وأنا رايح دلوك أچيب الحبوب عشان نخلص من الموضوع ده بدري بدري.
أما قمر فكانت في غرفتها تبكي وترفض تناول أي طعام قبل أن تتطمئن على أسامة .
قمر…يا ترى عملوا فيك إيه يا حبيبي ؟
ربنا يطمن چلبي عليك ، ده لو چراله حاچة ، أنا ممكن أموت فيها .
……..
مضى وقت طويل على أسامة في القبو بدون ماء أو طعام فأخذ يطلب الماء لشدة عطشه ولا أحد يجيبه، حتى ولج إليه زين ومعه كوب الماء المذاب له حبوب الهلوسة .
زين متصنعا الشفقة …أنت صراحة صعبت عليه ، كام ساعة إهنه وشكلك إكده عطشان وچعان، فچولت أچبلك بيدي أنا كوباية مية ، عچبال ميحضروا الوكل .
أسامة بعدم تصديق …ولو أني مش مصدق الكلام ده بس تشكر ، بس مهما عملت ولا چبت برده مش هطلق.
زين…اشرب بس وبعدين نتكلم في الموضوع ده .
أسامة …طيب فك إيدي عشان أشرب .
زين …لا ،مچدرش ،وهدان يزعل وزعله واعر چوي، أنا هشربك بيدي .
فشربه أسامة الذي لم يفكر في شيء سوى أن يروي ضمأه بكوب بارد من المياه ، فشربه بنهم .
زين ….هنيا .
هسيبك دلوك ، هشوف خلصوا الوكل ولا لسه ؟؟
انصرف زين ولم تمضِ دقائق حتى سمع صوت ضحك عالي يصدر من القبو .وبعد الضحك سمع صوت أسامة يدندن …خد الإزازة وأقعد لعبني
ده المزة طازة والحال عجبني.
فضحك كلٌّ من زين ووهدان، فأردف وهدان قائلا ….إكده فل الفل، استنى عليه بكرة كومان وشربه تاني وبعدها هيكون كيف العچين نحركه زي ما احنا عايزين .
زين …يا مسهل ، ربنا يصبرني لبكرا .
ظل أسامة يهمهم بكلمات غير مفهومة تارة وتارة يبكي وتارة أخرى يضحك حتى غفى ونام .
وفي صباح اليوم التالي ذهب إليه زين ومعه كوب آخر من الماء، فشربه مرة أخرى من يدي زين،ولم تمر لحظات حتى أخذ أسامة ينظر عن يمينه وشماله تارة ، وينظر إلى زين ثم ينظر إلى الأرض ثم ينظر إلى أعلى .
زين بإندهاش …مالك هتبحلچ في كل حتة شوية إكده .
أسامة…هو أنت مين ؟
وأنا فين ؟
ثم ضحك بهيسترية …تصور أنا كمان مش عارف أنا مين ؟
طيب تعرف أنت ؟ هههههههههههه
فضحك زين مردفا…يا حلاوتك يا وهدان يا كبير .
فخرج له زين مسرعا….حبيبي يا واد عمي، الواد مش فاكر حاچة خالص وشكله إكده ،دماغه طارت على الآخر .
هنعمل إيه دلوك ؟
استند وهدان على مقعده بإرتياحية ثم همس …دلوك إحنا اللي هنملي عليه كل حاچة .
هنچوله أن اسمه أسامة وأناه مچوز وحدة هيكرهها وعيحب زميلته في الكلية وهو أچوزها عشان الفلوس ولما يتلايم على الفلوس هيطلچها ويچوز بالفلوس دي زميلته اللي عيحبها .
وأنا هروح لـ قمر هچولها الكلمتين دول ولو مش مصدچة هنزلها تسمع بنفسها منه .
وهچيب من الخزنة الفلوس وهنحطها چمبه ، وهنچوله الفلوس أهي طلچها وروح اتچوز حبيبتك .
…..
وبالفعل أملى زين على أسامة ما أملاه عليه وهدان .
زين …أنت اسمك أسامة .
أسامة بضحك …اسم حلو أتصور .
وأنت اسمك إيه ؟
زين …..أسمي زين .
وأنت متچوز .
ظهرت على وجه أسامة البشاشة قائلا …يا حلولي مچوز ،طيب فين مراتي وعندي عيال ؟
زين ….لا معندكش ، بس أنت مش عتحب مرتك ،وعتحب وحدة تانية في الكلية .
أسامة…إيه ده ،ده أنا طلعت واد روش قوي.
طيب مين أحلى مراتي ولا البت اللي هحبها .
زين بغضب …اسمعني كويس ، أنت أچوزت مرتك عشان تلهف فلوس من وراها وتچوز حبيبتك .
قام أسامة بالتسقيف ضاحكا…يا حلاوة هي فيها فلوس كمان .
زين …آه وأول مهتچيلك الفلوس ، هچبلك مراتك چدامك
هطلجها وتچولها كلمتين سامحيني أنا عملت إكده عشان أچدر أچوز اللي عحبها .
أسامة ..وهتچبلي الفلوس .
زين …آه .
أسامة…هطلقها وأطلق أبوها كمان وآخد الفلوس هعلب بلاي ستيشن أنا وحبيبتي .
ضحك زين …شاطر .
……..
فماذا سيكون وقع حديث أسامة هذا على قمر ؟؟
وهل سيتزوجها زين بالفعل ؟؟
وما مصير أسامة عندما يذهب من جسده وعقله تأثير هذا العقار المهلوس.
وبكدة خلصت حلقتنا ومستنية على نار رايكم فيها وتوقعاتكم لآخر ثلاث أربع حلقات، وأسيبكم مع الدعاء الجميل ده
« اللهم مغفرتك أوسع من ذنوبي، ورحمتك أرجى عندي من عملي، سبحانك لا إله غيرك، أغفر لي ذنبي وأصلح لي عملي إنك تغفر الذنوب لمن تشاء، وأنت الغفور الرحيم يا غفار أغفر لي يا تواب تب علي يا رحمٰن ارحمني يا عفو أعفو عني
يا رؤوف إرأف بي».
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)