رواية نار وهدان الفصل الثاني والأربعون 42 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء الثاني والأربعون
رواية نار وهدان البارت الثاني والأربعون
رواية نار وهدان الحلقة الثانية والأربعون
🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
لو رأى الظالم على جنب المظلوم سيفا لما أقدم على الظلم. إذا رأيت الظالم مستمراً في ظلمه فاعرف أن نهايته محتومة , وإذا رأيت المظلوم مستمراً في مقاومته فاعرف أن إنتصاره محتوم. دموع المظلومين هي في أعينهم دموع، ولكنها في يد الله صواعق يضرب بها الظالم.
عندما عاد أشرف رجل الأمن إلى مكان حراسته أمام غرفة نجية .
تفاجأ بزميله أشرف ملقًا على الأرض غارقا في دمائه ومغشيًّا عليه فصدم سعد وارتجف ومال إليه فوجده مازال ينتنفس ثم نظر لغرفة نچية فلم يجدها فقال بحدة …يا مصيبتي السودة راحت فين بنت المركوب دي ؟
ده إيه اليوم اللي مطلعش عليه شمس ده ، والمصايب عمالة تحدف عليا يمين وشمال .
أسترها معايا يارب ده أنا غلبان ومعايا كوم لحم ، لو بس طردني هأكلهم منين ؟
ثم رأى دخان كثيف يخرج من غرفة نعيمة ؟
فقال …وده إيه ده كمان .
بس أتّصل الأول نحلق أشرف وبعدين أشوف المصيبة دي ،مهو يوم باين من أوله .
فاتصل سعد بالإسعاف مبلغا عن ما حدث .
ثم بخطوات سريعة ذهب لغرفة نعيمة ، وأمسك بمقبض الباب ولكنه وجده مغلق فاندهش .
ليه كده كمان قافلة الباب ، فطرق الباب بشدة قائلا …يا ست نعيمة يا ست نعيمة ، إفتحي ، إيه الدخان ده ؟أنتِ هتولعي بخور ولا إيه ؟
ولكنها لم تجيبه ففزع ودق قلبه بشدة وقرر كسر الباب ، فسدد له عدة ضربات بكتفه سريعا حتى فُتح .
ولكنه تراجع خوفا حيث النار كانت مشتعلة فى الغرفة بأكملها وسمع أنينا مكتوما بسيطا حتى اختفى …ياه دي نار الدنيا أمال هعمل إيه في نار الآخرة سامحني يارب .
فصاح سعد صيحة هزت أركان المكان …إلحقوني يا خلق أهو ، حريقة.
فخرج كل من البيت سالم وبدور والخادمين وأيضا وهدان قد استمع بصراحة حيث كان على أبواب البيت هو ووردة فأسرعا إليه وتفاجأ الجميع بما حدث .
فهتف وهدان …أنت يا بچم عتصرخ بس ، وواچف إكده زي الصنم أنت واللي معاك ، يلا بسرعة هاتوا طفاية الحريچ ورشاش المية كمان چبل ما النار تولع في الدوار كله .
فأسرعوا بإحضار ما طلب سريعا وقاموا بإطفاء الحريق .
الذي أذاب كل ما في الغرفة من أثاث وفرش .
وأيضا قضى على نعيمة التي رأوها متفحمة في أرضية الغرفة .
فصرخت بدور ووردة مطلقين قول …لا حول ولا قوة إلا بالله .
لا حول ولا قوة إلا بالله.
فهدر فيهم وهدان ….خدهم يا بوي من إهنه على أوضهم ، أنا مش متحمل كفاية اللي حوصل ده .
زفر سالم بقوله …إنا لله و إنا إليه راجعون .
تعالي يا بدور ، تعالي يا بتى يا وردة ، تعالوا چوه وسيبوا وهدان يشوف هيتصرف كيف في المصيبة دي .
فذهبوا معه حيث أشار ، ثم سمع صوت الإسعاف فردد…هي الإسعاف عرفت إكده على طول اللي حوصل كيف وإحنا لسه مبلغناش ؟؟
فردد سعد بذعر وتوتر ….هي چاية عشان اللي ورايا ده
ثم أشار على أشرف بعد أن ابتعد عنه قليلا ليراه وهدان الذي وضع يده على رأسه قائلا ….لا وكتاب الله المچيد إكده كتير .
ثم هدر بقوة أفزع كل من فى البيت …كيف حوصل ده وازاي ؟
انتم أمن ولا مصايب متحركة وعايزين اللي يحموكوا مش تحموا حد .
ثم لاحظ أن غرفة نچية مفتوحة ، فولچ إليها فلم يجدها ….فجحظت عيناه متمتما …فين راحت الولية دي ؟
ثم أمسك سعد من تلابيب ملابسه حتى كان يموت خوفا بين يديه قائلا …انطچ إيه اللي حوصل وأنا مش إهنه ؟
انطچ وإلا فرغت في دماغك اللي كيف الچاموسة دي الرصاص .
فقص عليه سعد ما حدث من والدته بدور التي حاول
أن يثنيها عن الولوج إلى نجية ولكنها أصرت ثم محاولة نجية لخنقها وانقاذه لها من بين يديها وعندما أوصلها لغرفتها وعاد وجد أشرف على هذا النحو ولم يجد نچية ، ثم ما حدث لنعيمة .
فأطلق وهدان صيحة هادرة ألمت صدره ….أمي كومان
يا بنت كذا .
طيب نعيمة في داهية تستاهل اللي حوصل ،لكن أمي لا وألف لا ، وهدفعك تمن اللي عملتيه غالي چوي چوي ، ولو هربتي تحت سابع أرض هچيبك يا نچية .
ثم جاء المسعفون لنقل أشرف إلى عربة الإسعاف سريعا وتبين من الفحص أن أحدهم قام بضربه على موخرة رأسه بشيء حاد جعله ينزف حتى غاب عن الوعي ولكن مشيئة الله أن كتب له عمر جديد ولم يمت .
…..
وهدان بحدة ….ويعني هتروح فين الشيطانة دي غير عند بنتها ، تتحامى فيها وفكرة نفسها هتعيش هناك ملكة بينهم من چديد وتفلت من إيدي ، لا ده يستحيل ، هاخدها منيهم غصب ولا هيهمني عمدة ولا غيره .
ثم هتف في رجاله فتجمعوا حوله فقال بحدة …الكل يچهز سلاحه وبينا على بيت العمدة عطية .
الرجال …أمرك يا وهدان بيه .
ثم حملوا قناديل ليروا بها في الظلام الحالك في النچع وعدم توفر كثير من أعمدة الحكومة للإضاءة ، شاهرين سلاحهم ، محدثين صوتت عاليا أخاف أهل النچع وهما في طريقهم إلى بيت العمدة عطية.
وقد سبقهم إلى بيت العمدة الغفير عوض هاتفا …إلحچ
يا چناب العمدة بسرعة .
عطية…فيه إيه يا ولا انطچ بسرعة حوصل إيه ؟؟
عوض …وهدان أخو الست زهرة ، چي هو ورچالته وعينيه هتطچ شرار وشيلين سلاحهم والناس لما شفتهم لمت عيالهم ودخلوا بيوتهم من الخوف .
تبدلت ملامح عطية لمزيج من التوتر والإندهاش متسائلا ..ليه ، حوصل إيه ؟
مكنا سمن على عسل چريب ، يا ترى فيه إيه ؟
على العموم اچمع كل الغفرة وكله يوچف بسلاحه ، أنا بردك العمدة وليه مكانتي وهيبتي بين الناس وميصوحش
اللي بيعمله ده وهدان.
ثم جاءت زهرة على حديثه قائلة بخوف …عتچول إيه
يا عطيه ؟
كيف هترفع السلاح على خوي ؟ ده لا يمكن أبدا .
وأنا هچف بنتكم .
عطية….عايزانى اعمل إيه يعني ، أسكت وهو چي رافع عليه السلاح ، فكراني ضعيف إياك !!
زهرة …لا ، بس أكيد فيه حاچة حوصلت خطيرة ، وهدان أنا شوفت في عينيه حب ليا ويستحيل يأذيني أو يأذيك .
فالأمر فيه حاچة غلط يا عطية ، عشان كده لازم تفهم منه الأول حوصل إيه ؟عشان تعرف ترد عليه .
عطية …أهو يا خبر النهاردة بفلوس بكرة هيبچا ببلاش .
ثم سمع عطية صوت دبيب أقدامهم ، فأمر زهرة بالولوج للداخل خوفا عليها .
زهرة …لا طبعا مش هدخل ، أنتم التنين غاليين عليه چوي ومستغناش عن حد فيكم وأنا لازم أفهم فيه إيه ؟
ومتوكدة أن وهدان عمره مهيأذيني .
وصل إلى مسامع وهدان كلمات أخته فابتسم ثم تقدم منها مبتسما وكأنه يطمنها أنها في حمايته وأنه يفيدها بروحه .
ثم صاح قائلا في الجميع ….أنتم أكيد عارفين أنا چي ليه ؟
فطلعوها إكده بالذوچ أحسن ، يأما محدش هيچدر يقف چصادي منيكم واصل .
أصاب زهرة الإندهاش فتساءلت…هي مين دي يا خوي ؟
وهدان بإبتسامة من زاوية فمه متهكما…يعني مش خابرة
يا زهرة ؟
زهرة …لا والله ما أعرف بتتحدتت عن إيه ؟؟
وهدان …عن أمك يا زهرة ، اللي عملت عملتها وچت تتحامى فيكم ، بتتخيل أنها هتفلت مني ، بس أنا ليها بالمرصاد وحسابها معايا عسير .
لمعت عيني زهرة بالدموع مردفة…وبعدين يا وهدان متكلمش على أمي إكده ، دي مهما عملت أمي بردك،ومچدرش يصيبها أذى وخصوصا من أخوي .
لا مش هسمحلك بكده واصل .
وهي عملت إيه يعني ، ما أنت حبسها عنديك في الدوار .
وهدان وقد زاد غضبه وبرزت عروقه…زي ما أنتِ زعلانة
على أمك قيراط مع أنها متستهلش ، أنا زعلان على أمي أربعة وعشرين قيراط وهي تستاهل .
أمك يا زهرة چتالة الچتلة ، اللي حولت تچتل أمي زمان ،حولت برده النهاردة تچتلها وكانت هتخنچها بإيديها لولا الأمن حاشها ، غير أنها سيحت دم واحد من الأمن وحرچت نعيمة وماتت محروچة ، وهربت .
عرفتي عملت إيه يا زهرة ؟؟
ضربت زهرة بيديها على صدرها وأجهشت بالبكاء قائلة بنحيب …يا مصيبتي السودا ، أمي أنا تعمل إكده ؟
لا مستحيل هي آه چلبها چاسي ، بس مش لدرجة الچتل والحرچ .
وهدان ضاحكا …مش لدرجة الچتل ، أمال مين اللي صابك بعيار كنتِ هتموتي فيها لولا ستر ربنا ، وكانت طبعا چصادني أنا ولا نسيتي !!
فافترشت زهرة بنظرها الأرض خجلا.
وهدان …سكتي يعني يا بت أبوي ؟
المهم سلمهالي وأنا عشان خاطر الدم اللي بينا مش هموتها بس هربيها الأول وبعدين هسلمها للحكومة .
زفر عطية بضيق …يا ستير على دي ست ، بت أبلسه صوح ،مش خابر كيف الشيطان دي تچيب الملاك زهرة .
ثم أشار إلى وهدان قائلا …بس نچية مش إهنه يا وهدان ،ومنعرفش هي فين صدچني .
أنت عارف أني إيد الچانون ، ولو چت وعرفت اللي عملته كنت هكون أول واحد أسلمها بنفسي للحكومة .
فنظر وهدان لزهرة بإستفهام قائلا …فين أمك يا زهرة ؟
مش معچول متعرفيش ؟
هي ملهاش غيرك تروحله .
زهرة …أحلفلك بإيه يا خوي ،معرفش ولو مش مصدچني ، خش فتش چوا الدوار برحتك .
فأمر وهدان رجاله بتفتيش البيت بأكمله لعدم تصديقه،ولكن عاد الرجال بخيبة أمل ،مؤكدين ما قاله عطية وزهرة .
فنجية ليس لها أي أثر في بيت العمودية الخاص بعطية .
وهدان …معچول ده ؟
أمال راحت فين دي ؟
ثم أمر رجاله مرة أخرى بالبحث عنها في كل أنحاء النجع .
وأمرهم أن يأتوا بها حية أو ميتة.
فأين ذهبت يا ترى نچية ؟؟
………..
كانت تعد هيام طعام الغذاء من أجل والدها عزيز وخطيبها حمدي وقد اقترب يوم زفافهم الذي تمناه حمدى كثيرا .
وبينما هيمشغولة في إعداد الطعام كانت تلهي نفسها بترديد أغنية
من حبي فيك يا جاري
يا جاري من زمان
بخبي الشوق وأداري
لا يعرفوا الجيران
ولكنها توقفت فجأة عندما شعرت بأنفاس حارقة تلتهب وراءها ثم سمعت صوته قائلا …ميعرفوا الجيران ويعرف الناس كلهم أني أحبك يا چلب حمدي وأنك بچيتي حلالي على سنة الله ورسوله .
فاحمرت وجنتيها خجلا وإلتفتت مرددة بصوت عالي …أنت إيه اللي چابك إهنه ؟
روح يلا أچعد مع أبوي عچبال مخلص الوكل .
فوضع حمدي يده على فمها قائلا بخفوت …هشششش أسكتي ، فضحتينا يا مصيبة ، هو أنا چي أتعدّى عليكِ.
أنا چي أطمن على الوكل عشان چعان ثم أطال النظر
في عينيها كثيرا حتى ابتلعت ريقها بصعوبة من فرط الخجل .
وتابع حمدي بشوق…چعان چعان چوي لحبك وهمسك ولمسك يا هيومتي .
ثم ضمها لصدره فجأة فسكنت بين ذراعيه ولم تهمس.
فتعجب من صمتها قائلا …مش معقول يعني ساكتة ، ومضربتنيش قلمين ، ولا يمكن خلاص حسيتي بچلبي الچايد نار وهديتي ولا تكونيش يا بت مصدچتي وكنتِ بس بترسمي عليا الدور وأنا عرفك هتموتي فيا ثم ضحك ولكنه لم يجد ردا منها فقلق ونظر لها بطرف عينيه .
فوجد رأسها على كتفه وقد أغشي عليها عندما عانقها .
حمدي…يا لهوتي ،البت أغمى عليها عشان حضنتها بس ، أمال هتعمل فيا إيه بعد إكده.
يا حظك المچندل يا حمدي ، وأنت فاكر نفسك هتچوز وهتدلع .
فوچي يا بت الناس ، فوچي في ليلتلك الغبرة دي.
ثم بلل يده بالماء ونثر على وجهها فاستفاقت قائلة ….إلحچوني بغرچ بغرچ .
فضحك حمدي …لا دي مش چعفر بس دي مچنونة بس أعمل إيه عحبها .
فصكت هيام أسنانها بغيظ وتناولت السكين بيديها سريعا وأشارت به إليه مردفة …والله أما طلعت دلوك يا چليل الرباية أنت من المطبخ لأكون مسيحة دمك ، وإياك ثم إياك تعمل إكده تاني .
جحظت عيني حمدي قائلا بإندهاش …هتسيحي دمي عشان حضن حلال يا بت سالم .
لا والله إكده كتير چوي وأنا واد طيب وابن حلال ومستهلش إكده واصل .
هيام…آه طيب چوي ،ده أنت طلعت عفريت .
حمدي…عفريت لما يركبك يا بت ، أنتِ محتاچة درس
في الرومانسية ،عشان عندك چفاف عاطفي خطير جدا .
هيام …عندى چفاف كيف يعني ، يعني هموت چبل متچوز ، آه ياني.
طيب ده ملهوش علاچ ، وديني لدكتور بسرعة يا حمدي .
فصرخ حمدي غيظا …والله ده أنا اللي هموت ناچص عمر،شلتيني يا هيام ، بصي أنا طالع برا وأنت خليكِ
مع اللي هتفهمي فيه بس الوكل .
وربنا يتولاني بقا برحمته .
فخرج حمدي ورددت هيام …هو ماله ده ؟
هو شكله اتچنن ولا إيه ؟
ثم تناولت كوب من الماء فشربته قائلة…أديني شربت مية كتير عشان الچفاف يروح .
………
أمر دكتور عزام بعمل جلسات كهربائية لـ قمر رغم رفض حسام حبا وخوفا على قمر وجنينها .
عزام …قولتلك متخفش على الجنين يا حسام،مش هيتأثر بحاجة لأن إحنا بنسلط الكهربا على المخ بس
وكمان تحت تأثير المخدر يعني مش هتحس بحاجة .
حسام …عارف بس قلبي مش مطاوعني.
عزام بحدة …مفيش حاجة اسمها قلب عند الطبيب طالما شايف أن الحالة تستدعي كده .
وإلا مقدرش أي طبيب يستخدم مشرط ويشرح الحالة تحت تأثير المخدر في أي عملية جراحية، فياريت تحط قلبك ده على جمب شوية .
ولتاني مرة بكرر أن ده غلط يا حسام والمشاعر دي صدقني مؤقتة مش حقيقية .
وده مش حب ده مجرد تعاطف مع الحالة مش أكتر وكمان عشان شابة وحلوة فانجذبت ليها ، لكن مش حب أبداً .
حسام بإنفعال…أنا أظن أني دكتور وواعي وفاهم كويس الفرق بين الحب والإعجاب لإني مش مراهق عشان يجذبني مجرد الشكل الخارجي .
عزام …أنا مش شايف أنك واعي ولا فاهم يا حسام ، أنا شايف أنك غرقان في علاقة مستحيل تكمل ولو كملت مستحيل تستمر لأن مفيش تناسب بينكم في أي شيء .
حسام بغصة مريرة …أنا مش عارف ليه حضرتك مضايق أوي كده بالرغم أني شايف الموضوع بسيط جدا .
على العموم إحنا نأجل النقاش ، لغاية ما حالتها تتحسن .
عزام بنفاذ صبر …أوك ، وحضرتك دلوقتي تتفضل تاخدها للجلسة ولا يستحسن يتابعها دكتور تاني افضل .
أشار حسام بيديه مردفا….لا هي مش بتستريح غير معايا .
أنا هخدها للجلسة ، بعد إذن حضرتك .
ثم خرج حسام فردد عزام …تعبتني معاك يا حسام ، بس لازم تبعد عنها لمصلحتك يا ابني .
هي بس تتحسن شوية عشان سمعة المستشفى وبعدين أنقلها لأي مستشفى تانية بعيد عنك .
ده غير المؤتمر المنعقد في باريس أول الشهر وأنت من أول المدعويين ،والوقت اللي هتقضيه هناك ،كفيل لإنه ينسيك .
ولج حسام لغرفة قمر فابتسمت له ابتسامة صافية حركت قلبه ثم سارت إليه ووقفت أمامه مرددة …حسام چبتلي معاك الشيكولاته بتاعتي اللي بحبها .
حسام بمداعبة…لا مچبتش .
فدبت قمر بقدميها على الأرض كالأطفال مرددة…أنا زعلانة منك ومش هكلمك تاني .
فأخرج لها حسام الشيكولاتة من بنطاله قائلا …وأنا مقدرش على زعل الجميل مني أبداً .
فأخذتها قمر بفرحه وسارعت بتقبيله على وجنتيه بدون شعور .
تفاجأ حسام بما فعلته ووضع يده على وجنته وابتسم ولكن سرعان ما عاتب نفسه …لا يا حسام متفرحش ، هي عملت كده عشان لسه مش في وعيها ومش حاسه بتعمل إيه .
فتابع …قمر حبيبتي، أنا عندي ليكِ كمان حجات حلوة كتير ، هدهالك بس بشرط .
قمر …هات هات يا حسام .
حسام …لا لازم تيجي الأول معايا مكان برا .
قمر بذعر …لا مش عايزة أخرج برا ، الناس وحشة هيموتوني ثم أمسكت ببطنها وهيموتوا النونو بتاعي .
حسام محاولا التماسك حتى تثق به ….لا متخفيش يا قمر ، طول ما أنا معاكِ محدش هيقدر يأذيكِ أبداً .
قمر ببراءة الطفولة التي سببتها لها أزمتها العصبية …أنت حلو أوي يا حسام وأنا بحبك اووي اووي .
أغمض عينيه حسام متألما وهربت دمعة من بين جفونه هامسا ….يارب لما ترجعي لوعيك تفضلي تحبينى كده ،مش تنسيني يا قمر .
ثم أخذها لحجرة الجلسات الكهربائية .
وأجلسها على السرير ثم أراحها عليه .
قمر …أنا مش عايزة أنام يا حسام ، وأنا خايفة أوي ،وعايزة أرجع أوضتي.
حسام …معلش يا قمر خمس دقايق وهرجعك ، وهديكِ كل الحجات الحلوة بس اسمعي الكلام ، ماشي .
قمر …ماشي .
بس أمسك إيدي عشان خايفة أوي وسقعانة .
فأمسك حسام بيدهها المرتجفة حتى هدأت ثم خدرها طبيب التخدير وتم تقيد يديها وقدميها وبدأت جلسة الكهربا التي جعلت جسدها ينتفض عدة مرات وانهمرت دموعها رغم أنها كانت مخدرة ولكن قوة الكهرباء كانت أقوى من المخدر .
ذعر حسام لرؤيتها هكذا وبكى لبكائها وطلب من الطبيب التوقف حالا .
دكتور أشرف ..معلش خلاص ثانيتين كمان .
تحملهم حسام كأنهم ساعتين ، حتى انتهت الجلسة .
ثم بدأت تفيق ولكنها لم تتوقف عن البكاء .
قمر بنحيب…أنت وحش يا حسام .
وأنا مش هحبك تاني .
فوجد حسام نفسه يقف مقابلها ويطيل النظر في عينيها ليهمس …قولي أي حاجة هتقبلها منك يا قمر غير أنك متحبنيش ، أرجوكِ.
وعندما تدفقت دموعه ،وجد يدها الناعمة تمسحها عنه مرددة…خلاص متعيطش وأنا هحبك.
فابتسم حسام ثم عاد بها إلى غرفتها ولم يتركها حتى ذهبت في نوم عميق .
……………….
سعفان من خارج المستشفى الأخرى التي ظن أن بها زين …ألووو يا شاكر بيه .
شاكر… ها إيه الاخبار ، أوعى تقولي معرفتش برده ؟
سعفان …يا شاكر بيه هو مش موجود أصلا في المستشفى دي.
فقبض شاكر على يده بقوة قائلا …يعني إيه مش موجود ، أمال راح فين يعني اختفى .
سعفان …مش عارف والله يا بيه .
شاكر …دور عليه في كل المستشفيات الموجودة
في المنطقة .
سعفان ..حاضر هسأل .
ثم أغلق معه الخط ، لينفجر شاكر …لو كنت تحت سابع أرض هجيبك برده يا زين .
……………
رأى رجال يونس امرأة تخطوا خطوات سريعة في اتجاههم .
فأطلقوا النار في الهواء ،ففزعت ووقفت مكانها مرتجفة ولم تستطع التقدم .
حتى أتى إليها عماد أحد رجال يونس .
وتفحصها من مخمص قدميها إلى أعلى رأسها .
قائلا…أنتِ مين أنتِ يا ست وعايزة إيه ؟
وإيه چابك إهنه برچليكِ ؟
مش خايفة منينا ؟
ومش خابرة أنك ممكن تدخلي على رچليك لكن تخرچى جتة ونرميكِ للديابة ؟؟
……………
يا ترى مين الست دي وعايزة إيه ؟
شاكر هيعرف يوصل لزين ولا إيه ؟؟
كل هذا وأكثر راح تعرفوه في حلقاتنا القادمة بإذن الله وصلنا لذروة الرواية بنصحكم أتابعوا الأحداث كويس حتى لا تتوهوا منا ونختم حلقتنا بالدعاء ده
“اللهم إني أسألك إيماناً دائما، وأسألك قلباً خاشعاً، وأسألك علماً نافعاً، وأسألك يقيناً صادقاً، وأسألك دينا قيما، وأسألك العافية من كل بلية، وأسألك تمام العافية، وأسألك دوام العافية، وأسألك الشكر على العافية وأسألك الغنى عن الناس.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)