روايات

رواية نار وهدان الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الفصل الثامن 8 بقلم شيماء سعيد

رواية نار وهدان الجزء الثامن

رواية نار وهدان البارت الثامن

نار وهدان
نار وهدان

رواية نار وهدان الحلقة الثامنة

🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
الحب كالأحلام على أرض خرافية يلهينا عن الحاضر، يشدنا ويجذبنا فيعجبنا جبروته، بالحب نحيا فهو الروح للجسد فلا حياة دونه وهو الأمل الذي يسكن أنفاسنا ويخاطب أفكارنا ليحقق آمالنا.
…………………..
قامت نچية بالنداء على نعيمة بصوت هائج عصبي ……أنتِ يا بهيمة يا اللي إسمك نعيمة .
فأتتها نعيمة على الفور مردفة بفزع….نعمين يا ست الستات .
لتحرك نچية رأسها بفتور مردفة…ست الستات إيه بچه ، بعد ما الست هانم بدور حبلى وممكن تچيب الولد اللي هيچش كل حاچة وأنا وبناتي تروح علينا .
جلست نعيمة تحت قدمي نچية فربتت على فخذها مطمئنة إياها ….لا عاش ولا كان اللي يلمس شعرة من ست الستات نچية ، وده هيبچى ولدك أنتِ كيف مچلك سالم بيه ، وهيبچى تربية يدك ويستحيل يعمل إكده .
نچية بتوجس…ليه مسمعتيش كلام العرافة و اللي چالته .
نعيمة بنفي…تلاچيها هتخرِف يا ست هانم وهتچول كلمتين وخلاص .
نچية…….لا أنا چلبي حاسس أنّ الواد ده هيچي بالشوم علينا .
ثم تابعت …أنتِ عارفة وين الست العرافة دي ؟
نعيمة….أهي تلاچيها هتلف في البلد ، وساعات الناس هيروحلها حداها البيت .
نچية …طب روحي هاتيها ليه بسرعة ، عشان أتأكد من حاچة .
نعيمة وهي تعتدل واقفة من جلستها في اأرض …حاضر يا ست الستات ، مسافة دچايچ هتكون عندك .
بس سايچ عليكِ النبي متعكريش مزاچك ، عشان بت السايس دي .
وهبعتلك البت بهية دلوك بفنجان چهوة يروچ دماغك .
نچية بإمتنان….تعيشي يا بت نعيمة ويلا روحي عشان متعوچيش .
نعيمة…حاضر يا ست الكل.
فأسرعت نعيمة إلى العرافة ، وولچت إليها .
ليصدر صوتا منها أرعب نعيمة بقولها…..تعالي يا نعيمة .
على چد مچلبك أسود ، لكن ربنا هيخليكِ سبب إن يعيش إثنين بعيد عن سچن ستك نچية .
بس عايزاك توعيها زين على بناتها ، لأن الچدر أتكتب ومنوش منه مهروب .
أصاب الإضطراب نعيمة ولم تستوعب ما تفوهت به العرافة فرغبت أن تستفهم منها مردفة…مش واعية حاچة من اللي هتچوليه ده ؟
مين الإثنين دول وبنات ست نچية في الحفظ والصون ومهيخرچوش واصل إلا ومعهم الغفير يحرسهم .
العرافة…المكتوب ملوش منه مهروب
المكتوب ملوش منه مهروب .
ثم قامت العرافة ونظرت لها في عينيها بحدة مردفة …اللّه يچازي كل واحد بعمله ، والدايرة هتدور .
ويلا بينا عشان ستك ، متستعوچكيش كيف مچلتلك
فتخشبت نعيمة وجحظت عينيها لترفع لترفع يدها فوق رأسها ثم تديرها هاتفة…..أشتاتا أشتوت.
فدفعتها العرافة أمامها مردفة…همي يا بت ، ما عفريت إلا بني آدم .
ولجت العرافة إلى نچية التي كانت تضع يديها على رأسها والحزن يخيِّمُ على ملامحها .
العرافة بصوت حاد ….دستور يا ست نچية .
لترتجف نچية وبصوت مهزوز ….اتفضلي يا ست ، چولتيلي إسمك ايه عاد ؟؟
العرافة…….الأسامي كتير ، لكن اللي يفرچ هو العمل .
نچية….چصدك إيه ؟
العرافة….مچصديش وإن كان على الإسم ، اسمي معالي .
ربنا يعلي شأنك .
أشارت لها نچية بيدها للجلوس مردفة …أچعدي يا معالي .
فجلست معالي على مقربة منها .
نچية…..أنتِ فاكرة زين الكلام اللي چولتيه ليه المرة اللي عدت .
معالي …أنا منساش كلمة چولتها واصل.
نچية…….طيب ، خبريني ؟
صوح الكلام ده عاد ، ولا تخاريف ودع ، ومهيحصلش .
معالي …..كيف مهيحصلش وهو خلاص نفخ ربنا فيه الروح .
فارتجفت نچية وابتلعت ريقها بصعوبة قبل أن تردد …يعني فعلا واد ، وهيچش كل حاچة من بناتي .
لتبادر معالي…چصدك بت مش بنات .
نچية…بت إيه ؟
أنا عندي تلاتة ، هو أنتِ مهتعرفيش .
معالي…ربنا عالم .
أستأذن أنا دلوك يا ست نچية.
نچية….استني بس چوليلي، كيف هيوچع الدوار ده ، وهو أصلا صاحبه ، مش هيخاف يچع عليه .
معالى ….هو هيچع بس هيچوم تاني أحسن من الأول .
ثم أخذت تردد وهي في طريقها للخروج .
المكتوب مفيش منه مهروب ، ومفيش دايم إلا الواحد الدايم .
أصابت كلمات العرافة نچية بالذعر والتوتر ثم أخذت تدور حول نفسها واضعة إحدى يديها على رأسها مرددة….لا لزمن أچطع وصوله للدنيا ، چبل ميچطع هو وصالنا .
ثم وقفت بعد أن خطر على بالها فكرة شيطانية للتخلص من بدور وجنينها في آنٍ واحد .
فقامت بالنداء على نعيمة التي لبت النداء فورا …نعمين يا ست نچية .
نچية بصوت كفحيح الأفعى…چربي إكده يا بت ، واسمعي زين هچولك إيه ؟
فاقتربت منها نعيمة ، لتلقي على مسامعها ما تريد .
وعندما انتهت نچية، شهقت نعيمة ووضعت يدها على فمها خوفا من بطش نچية .
قضبت نچية جبينها وبصوت غاضب …مالك يا بت فزعتي إكده ؟
حركت نعيمة رأسها بنفي….لا لا يا ست نجية مفزعتش ولا حاچة ، بس يعني سي سالم هيسأل مين چالها انزلي السلم وهيعرف إني اللي چولت وممكن ساعتها يطير راسي .
نچية………متخفيش يا بت ، هچوله أنا وهو ساعتها مش هيچدر يكلم معايا .
ترددت نعيمة قبل أن تردد….بس كمان البيه الكبير زهران اللي شار بالچوازة دي،ممكن ساعتها يتچمص منك ، عشان يعني العمودية مش لعبة .
فصرخت في وجهها نچية بغضب…..محدش هيحس بالنار اللي چوايا غير ، ومهيمنيش حد غير نفسي ومهيهمنيش زعله ، هو السبب في اللي أنا فيه دلوك؛ كنا عايشين ومرتاحين ، جت هي ولعبت بعچل سالم وممكن لما تولد تچوله يخليها تربي الولد فيسمع حديتها .فليه أستنى ؟
غوري يلا من وشي اعملي اللي چزلتلك عليه .
فخرجت نعيمة متثاقلة الخطى خوفا مما ستقدم عليه ولكن ماعليها سوى التنفيذ، فهي عبد المأمور كما يقولون وتناست قول ( لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ).
فذهبت لتحضر زجاجة الزيت وتسكب منها على الدرج ، ثم ذهبت لغرفة بدور لتأمرها بالإنصياع إلى طلب سالم بيه والنزول له بالأسفل .
بدور بضعف ووهن شديد….أنزل كيف ؟
مش أنتوا مانعين إنى أتحرك من الأوضة.
تلعثمت نعيمة مرددة…أهو سي سالم اللي چال ، يلا چومي واسمعي الحديت چبر يلمك .
حاولت بدور الإعتدال من نومتها فجلست بصعوبة لأمه عليها من تنفيذ أمر سالم لا محال.
شعرت بالدوار للحظات ولكنها تماسكت حتى خطت خطواتها نحو الباب ؟؟
………..
كان العمدة في ذلك الوقت يمارس عموديتيه ويستقبل أصحاب الشكاوي،فأتاه رجل يشتكي فوجد أن رجلين من أهل البلدة سبقاه للشكوى في أمر إختفاء فتيات بعمر الزهور وفي ظروف غامضة. فأقدم العمدة سالم على إبلاغ الجهات المختصة للتحقيق في أمر إختفاء الفتيات ثم محاولة البحث عنهم لكن دون جدوى ، ولا يوجد لهم أي أثر .
والأرجح أنهم تعرضوا للخطف خارج البلدة لعدم العثور عليهم إلى الآن ، مع التشكيك أن يكونوا تعرضوا للقتل أنه لم يتم العثور على جثثهم .
ولج رجل في الأربعين من عمره ( زكريا ) وهو فلاح بسيط باكيا إلى سالم .
إلحجني يا عمدة ، الله يستر عرضك .
أمسكه زعزوع من جلبابه قائلا بحدة ….إيه يا چاموسة أنت ، هي وكالة من غير بواب ، إزاي تدخل إكده على العمدة من غير إستئذان .
زكريا بنحيب…معلش يا سي زعزوع ، غصب عني من حرچ چلبي على بتي اللي معرفش راحت فين وخايف تكون راحت ومهترچعش زي البتين اللي چبليها.
زفر سالم بضيق عند سماعه شكوى زكريا ، محدثا نفسه …مش هنخلص بچا من الموضوع ده ولا إيه ؟
كل يوم والتانى يچي حد يشتكي .
متلموا بناتكم في الدوار وحابوا عليهم ، مش إكده يعني.
ثم أمر زعزوع بتركه ، ليقف بين يديه .
بعد أن كتف ذراعيه أمام صدره وارتكن بظهره على مقعده الوثير..كيف يا زكريا بتك مش لچيها وكانت فين أمها وچت ما البت ضاعت ؟
نكس زكريا رأسه في خذلان ثم تمتم ….البت كانت هتلعب أمام الدوار مع العيال وأمها كانت هتطل عليها من وچت للتاني،
ولما دخلت تشوف الوكل وچت بعد إكده طلعت تبص عليها ملچتهاش وسألت العيال ، جالوا منعرفش حاچة ،هى كانت هتلعب معانا وبعدين مشيت منعرفش راحت فين .
وچعدت أمها تسوط والچيران اتلموا وشيعولي أجي من الغيط ، فچريت يمين شمال أدور في كل حتة ، ملچتهاش .
وآخر المتمة چيتلك يا حضرة العمدة تشوفلي البت راحت فين ؟
ثم انكب على يده يقبلها بقوله …أبوس يدك يا حضرة العمدة ، كلم المُدرية يدوروا على بتي، أنت لو شوفت حال أمها ، يچطع الچلب .
هز سالم كتفيه باقتضاب ثم أوما برأسه قائلا…طيب يا زكريا .
چول اسم البت وسنها وكانت لابسه إيه قبل متختفي .
فأملى عليه زكريا مواصفات البنت وسنها ولون ملابسها ودون سالم ذلك في ورقة ثم هتف ….طيب روح أنت دلوك وأنا هبلغ الچهات المختصة وهما بدورهم هيبحثوا عن بتك .
زكريا….إلهي يسترها معاك يا عمدة ، ثم نظر للسماء مرددا ….يارب يا بتي يعتروا عليكِ عشان چلبنا يطمن .
ثم خرج والدموع تنساب من عينيه .
………
عودة للواقع .
وهدان في السجن وكلما وصل وقت الصلاة يدعوا زملاءه للصلاة فمنهم من يرفض مستهزئا بقوله ….لما ربنا يفرچها وتطلع من إهنه ابقى چول للناس اللي برا صلوا لكن إهنه سچن واحنا خابرين كل واحد دخل إهنه ليه ؟
فملوش عازة تستشيخ علينا وإحنا خابرين بعض زين .
فيحاول وهدان كتم حزنه و تدمع عينيه حزنا وندما على ما فعله سابقا ولكنه يعود للإبتسام عندما يتذكر قول زوجته وحبيبته وردة …مهتبكيش يا حبيبي ، أنت بمچرد چولك تبت يارب وفعلا مش ناوي ترچع الذنب تاني ، ربنا مش هيتوب عليك بس ، لكن هيبدلك كل سيئاتك دي بحسنات .
جحظت عيني وهدان قائلا بإندهاش …كيف ده ؟
ده أنا عملت كتير چوي چوي .
وردة بإبتسامة عذبة …ده مش حديتي أنا ، ده كلام ربنا .
ثم رتلت قوله تعالى:{ إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا}
فدمعت عيني وهدان و سجد لربه شكرا وحمدا على عطائه .
وردة بعد رفع وهدان رأسه من السجود …أنت خابر كومان يا چلبي ، إن حتى الواحد لو متابش بس فكر بس في التوبة
هياخد حسنات على مجرد التفكير .
فردد وهدان …أخلجتنا بكرمك يا الله .
ثم عاد لواقعه ليرد على متهمه بتمثيل التدين ….يا خوي ربك رب چلوب وهو عارف إننا عملنا أكده غصب عننا وأننا مش راضيين على حالنا إكده ، ولا على الحبسة بين أربع چدران بعيد عن حبايبنا وأهلنا ومعاملتنا أسوء معاملة إهنه ولا كأننا عبيد ، غير الوكل اللي هيمشي فيه الدود ،ومضطر تأكله عشان متموتش من الچوع .
وأنا واثق أن أغلبنا لو رچعت ليه الدنيا تاني مش هيعمل اللي عمله ده ، عشان ميچربش مر السچن من تاني.
فردد الكثيرين من زملائه …أيوه والله ، بس الحوجة وحشة والشيطان أوحش.
وهدان …شوفتوا يعني أنا هتحدت صوح .
ويا چماعة اللي هيخلينا منرچعش إهنه تاني بعد منخرچ بالسلامة ، هو أننا نتعلجچ بربنا ونطلب منه يسامحنا
ويرزچنا شغل حلال ويبعد عننا الشيطان .
وعشان نطلب ده ، لازمن نصلي عشان الواحد وهو ساچد لربنا بيبچى چريب أوي منه وبيستجيب .
عشان الرسول صل الله عليه وسلم چال “أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد” .
وربنا هيحبنا وهيستنى مننا نتوب ونصلي ، وإحنا چربنا طريق الشيطان كتير چوي وشوفنا چد إيه تعبنا ووصلنا لفين ؟
مفهاش حاچة لما نچرب طريق ربنا وأنا واثق أنكم هترتاحوا.
وأنا مش هچبر حد يچي يصلي معايا .
اللي حابب ربنا يتوضأ بسرعة ويچي .
فنظر بعضهم إلى بعض وقد لامست قلوبهم حديث وهدان ، فقام البعض منهم وظل البعض الآخر على كبريائه
واستهزائه .
فدعا لهم وهدان بإنشراح الصدر .
وكاد همام أن يقوم ليصلي معه ولكن وجد سيد أمامه يتدلى على زواية فمه بسمة ساخرة وهو يغمغم…لا أنتِ يا حلوة مينفعش تصلي إكده من غير طرحة .
فتراجع بظهره للخلف خوفا منه وعدم الرغبة في الوقوع بين يديه مرة أخرى .
فضحك سيد ضحكته الشيطانية مردفا….متكسفنيش يا حلوة ، مسيرك تجعي في يدي چريب.
ثم ولاه ظهره وذهب لأخر .
فتنهد همام مردفا…الحمد لله .
ثم رفع بصره للسماء قائلا….يارب ابعده عني وأنا أوعدك هتوب ومش هرچع للحرام والسرقة تاني .
وخرج الدعاء من قلبه بصدق وانهمرت دموعه على وجنتيه ، فلم ينقضىيمن الوقت كثير ، حتى سُمع أصوات عالية
في دورة مياه السجن وشوهد أفراد كثيرة يتجمعون حولها .
وبالتقصي عن حقيقة الأمر ، علموا أن سيد الشحات قد أرداه رجل مقتولا بطعنه في صدره بآلة حادة دفاعا عن نفسه بعد أن حاول التعدي عليه بفعل الفاحشة .
وسبحان المنتقم الجبار .
فسجد حينها همام لله ولسان حاله يردد …يا حبيبي يارب .
وهلل كثير من المساجين ..الله أكبر ، الحمد لله خلصنا منه ومن شره .
وهدان بطيبة قلب..ملكوا يا چماعة ، ليه إكده فرحانين إنه مات ؟
مينفعش ما يچوزش على الميت إلا الرحمة .
فابتسم همام بتهكم قائلا…رحمة ، ده ربنا يچحمه في نار چهنم يا شيخ .
وهدان …حرام إكده يا همام ،مينفعش نچول مين يدخل النار ومين يدخل الچنة ، دي حاچة بتاعة ربنا .
همام…أسكت يا واد عمي ، أنت مهتعرفش حاچة عنه ، وربنا كان سترها معاك .
أنت بس جول ..الحمد لله .
فردد وهدان …الحمد لله .
همام…سيبك بچا من سيرة الزفت الچطران ده ، واحكيلي عن وردتك كيف مبتسميها كيف شوفتها أول مرة وعملت
إيه ؟؟
فابتسم وهدان ولمعت عيناه ورق صوته وهو يتحدث عن ما ملكت عليه قلبه وعقله من أول وهلة وهما مازالوا صغار في البلدة .
لتعود به الذكريات ..عندما كان في سن السابعة من العمر ، تطلعت نفسه إلى اللعب مع أطفال القرية لإنه كان يشعر بالملل لتواجده المستمر في الجبل بدون رفقة كثيرة تهون عليه طول الوقت ، فأخذ يلح على والدته هانم للنزول إلى القرية بقوله …
يَمه أنا عايز أنزل البلد ألعب مع العيال هناك ، زهجت من الحبسة إهنه لحالي .
عقدت هانم حاجبيها قائلة باقتضاب ….يا ولدي ، مهينفعش أنت حاچة وهما حاچة تانية خالص .
وأخاف عليك منيهم لو سألوك أنت ولد مين ومنين ؟
ولو چولتهم الحچيچة هيتمسخروا بيك وهيضربوك وهيچلولك ولد الچبل الحرامي أهو .
ومحدش هيرضى يلعب معاك .
وأنت إهنه مش لحالك ، عندك أختك قمر إلعب معاها وعندك جميلة وأخوها كومان .
خلينا في حالنا يا ولدي أحسن ، عشان كومان لو أبوك ولا منصور شم خبر مش هيعديها بالساهل ،فمتچبش الأذى لينا يا ولدي عشان خاطر اللعب .
فتبدلت تعابير وهدان المرتخية إلى أخرى حزينة ثم جلس بجانب الحائط ودفن رأسه بين رجليه يبكي .
فأشفقت عليه هانم وذهبت إليه تربت على ظهره مردفة….فيه راچل يبكي برده إكده يا ولدي ؟
يلا عاد چوم امسح دموعك چبل ما يچي أبوك ويشوفك ، وحضر نفسك الليلة هنروح چبل الفچرية ، على بيت رشوان أبو ليلة ، أبوك سمع أنه قبض الچمعية اللي رايد يشور بيها بنته .
فهتنزل أنت مع أبوك عشان أنت چسمك وحركتك خفيفة ومحدش هيحس بيك .
هتطلع الچرشنات من چيب الصديري اللي دسسهم فيه وهو نايم ، من غير ميحس .
وبعدين تطلع بسرعة بس بخفة إكده من غير محد يحس بيك ، فاهم يا ولدي .
وهدان بمكر…فاهم يَمه ، بس أنا مش هعمل إكده ، غير لما توافجي الأول أنزل البلد ألعب شوية وأوعدك مش هغيب ، هرچع چبل ما أبوي يچي.
ضغطت هانم على أسنانها ثم أردفت …أنت بتسومني يا واد أنت .
فقبلها وهدان في وجنتيها واستعطفها مجددا….عشان خوطري يَمه وأنا خابر إنك هترضي عشان هتحبيني .
فابتسمت هانم مرددة..أنت شكلك هتطلع داهية يا ولدي ، هتساوم وهتاكل بعچلي حلاوة عشان تمشي حالك .
ثم صمتت للحظة تفكر لتقرر بعدها…..طيب روح بس متعوچكش ومهتكلمش مع حد من العيال خالص ، أنت منين وهتعمل إيه ؟
فركض وهدان هاتفا بفرح…حاضر يا ست هانم .
فضحكت هانم ثم تمتمت…….مش خابرة كيف عحبك كل الحب ده كأنك من بطني ، صوح اللي قال اللي ربى أحسن من اللي خلف .
ثم قطعت حديثها مع نفسها ابنتها الصغيرة الأكبر من وهدان بعدة أشهر وأخته في الرضاعة .
، جاءت أمها باكية شاكية، تفرك بعينيها و ألقت نفسها في أحضانها لتربت هانم على ظهرها بحنو متسائلة…فيه إيه تاني يا بت،أنتِ مهتبطليش زن ليه؟إكده هيسموكي عيوطة يا هبلة .
قمر بنحيب….أعمل إيه يَمه مهو الواد الغلس ده ابن هنادي ، ديما يغلس عليه وهيضربني .
هانم بغضب…الواد جابر عرفاه شچي من يومه ، بس أنتِ خليكي چدعة ولما يُضربك أضربيه ، أچولك عضيه أحسن ، هيحرم .
قمر……إلهي يعضه كلب ونخلص منه .
ركض وهدان سريعا حتى وصل القرية وزاغت عينيه في الطرقات باحثا عن مجموعة من الأطفال بمثل سنه ليلعب معهم .
حتى وجد مجموعة أطفال يرسمون بالطباشير على الأرض مربعات ويلعبون لُعبة اسمها السيجة وفيها يرفع الطفل إحدى قدميه ويقفز بالقدم على تلك المربعات .
فتقدم وهدان منهم بقوله…عايز ألعب معاكم علموني كيف هتلعبوها .
فنظر له أحد الأطفال والذي يكبره بعدة أعوام بتكبر ولم يكن سوى عادل شقيق قمر الأكبر .
عادل…إلعب بعيد يا شاطر أحسن ، مش لسانا هنعلمك .
فرددت وردة…ليه إكده يا عادل ، خليه يلعب معانا .
فنهرها عادل…علميه أنتِ أنا مش فضيله دلوك .
فنظرت وردة إلى وهدان مبتسمة وأمسكت بيده الصغيرة .
لتصبح تلك اللمسة فيما بعد شرارة لحب ثائر كالبركان لا يهدىء ، فكيف سيكون الحال بين تلك الوردة وبين ابن الجبل وهدان .
هل سيصيبها نار العشق مثله أم ستتكبر وترفضه عندما تعلم حقيقته إنه ابن ليل .
وردة ..بص يا أنت اسمك إيه صوح ؟
وهدان مبتسما….اسمي وهدان .
وردة…طيب يا وهدان ، ارفع رچليك إكده ونط معايا ومتخافش أنا ماسكة يدك …
فهل ستظل تمسك بيديه أم ستتركه ؟؟.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى