رواية نار وهدان الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء الثالث والأربعون
رواية نار وهدان البارت الثالث والأربعون
رواية نار وهدان الحلقة الثالثة والأربعون
🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله🌺
قد يأتيك الإبتلاء من حيث لا تدري على شكل مرض،بلاء سيء في النفس والمال، على شكل ابن عاق، على تعسير في حلم حلمته، فإن تعسر لك أمر ما فتفكر أعمالك وراجعها وصححها ليزول الحاجز بينك وبينها.
رأى رجال يونس امرأة تخطوا خطوات سريعة باتجاههم،فأطلقوا النار في الهواء ،ففزعت ووقفت مكانها مرتجفة ولم تستطع التقدم .
حتى أتى إليها عماد أحد رجال يونس .
وتفحصها من أخمص قدميها إلى اعلى رأسها فخاطبها
قائلا…أنتِ مين يا ست وعايزة إيه ؟
وإيه چابك إهنه برچليكِ ؟
مش خايفة منينا ؟
ومش خابرة أنك ممكن تدخلي على رچليك لكن تخرچي چتة ونرميكِ للديابة ؟؟
فرددت …خابرة بس أنا عشمانة فيكم وعارفة كيف مچال مروان چريب واحد عنديكم إسمه عماد ، أنكم مهترچعوش حد يتحامى فيكم .
ابتسم عماد مردفا ….مروان واد عمي أنتِ تعرفيه ؟
ده هيشتغل في دوار العمدة الچديم .
فصاحت نچية …أيوه ،مهو أنا نچية الصوامعى ، مرت سالم الصوامعى العمدة .
فجحظت عيني عماد وفتح فمه ببلاهة قائلا …مرت العمدة ، چاية إهنه بنفسها للچبل ، يا حلاوة يا ولاد .
تعالي يا ست الكل ، اتفضلي چوه .
يا مرحبا بيكِ، ده سي يونس هيفرح چوي چوي بزيارتك دي .
فابتسمت نچية بإنتصار قائلة …تسلم ويسلم ريسك يونس .
عماد …يلا بينا چوه يا ست نچية .
فولجت معه نجية يشوبها بعض التوتر .
وأثناء طريقها إلى الداخل استرجعت ما حدث كالتالي
عندما ولج سعد مع بدور لغرفتها بعد أن أنقذها من بين براثن نچية التي كادت أن تخنقها بيديها .
أثناء ذلك كان معها رجل الأمن الآخر أشرف كثيرا حتى أنه رفع يده عليها وصفعها على وجهها بقوة صدمتها قائلا…الله يخربيتك يا شيخة.
إيه اللي كنتِ عايزة تعمليه ده ، كنتِ هتخربي بيتنا منك لله وتموتي أم البيه حرام عليكِ .
ياريت وهدان بيه يأمرنا نديكِ عيارين في دماغك وترتاح من شرك .
فثارت نچية وهمت أن تبطش به ولكنه دفعها بكل قوته حتى سقطت في الارض ، فاصطنعت البكاء ، مع عدم استاطعتها على الوقوف مرة أخرى .
ولكن أشرف لم يعيرها إهتمام وتركها ووقف على باب الغرفة في انتظار سعد .
فانتهزت هي فرصة أنه موليها ظهره ، فقامت على الفور وأمسكت بعصا كانت بجانبها ثم بكل قوتها انهالت بها على مؤخرة رأسه ، فشجت رأسه فأغشي عليه في الحال وسقط على الأرض ونزفت رأسه كثيرا .
ثم أسرعت لتهرب ولكنها توقفت عندما سمعت صوت نعيمة من غرفتها فغضبت وحدثت نفسها …والله الخدامة بچا ليها أوضة في الدوار كومان زيي زيها والله لأحرچها فيها
فعادت لغرفتها مرة أخرى وإلتقطت القنديل (لمبة جاز) وأخفتها تحت طيات ملابسها ثم تناولت صينية الطعام لكي تتحچچ للأمن الواقف على غرفتها أنها ستدخل من أجل الطعام .
الأمن على غرفة …دخلي الأكل واطلعي على طول .
نچية…حاضر .
بس صوح وأنا چاية من الدور اللي فوچ سمعت إكده صوت الست أم وهدان هتتلوى وهتچول آه .
والحرس چدام الباب نايمين على روحهم .
الأمن …معقول ده ، ازاي نايمين والست تعبانة .
أنا طالع أشوف بسرعة فيه إيه ؟
وزي مقولتلك متغبيش جوه .
نچية بإبتسامة مكر …متچلچش هي دچيچة واحدة .
وعندما غادرها رجل الأمن للطابق الأعلى ولجت إليها سريعا .
دخل في قلب نعيمة الفزع قائلا …بچولك إيه ؟
أنا مش عايزة منك وكل ، امشي امشي وأنا هبچا أوكل نفسي .
فضحكت نجدية ضحكاتها الشيطانية التي دبت الرعب في قلب نعيمة منها أكثر.
نعيمة بخوف…هتضحكي إكده ليه يا ولية ؟
نچية …أنا ولية يا عرة الستات يا خطافة الرچالة .
أنا ستك وتاچ راسك .
نعيمة لكي تغيظها أردفت …مهو أعمل إيه ،هو اللي كان هيتچن عليه وعيحبني وعيكرهك من عمايلك السودا .
فابتسمت نجية من ذوي فمها بتهكم …عيحبك ، طيب لما أشوف هيزعل عليكِ لما تتحرچي بچاز ولا لأ؟
لو زعل يبچا بيحبك .
ثم أخرجت القنديل ( لمبة الجاز ) وسكبته على الفراش ونثرته عليها
فصرخت نعيمة …أنتِ هتعملي إيه ؟
لااااا لاااااااا ، أبوس يدك خليني أعيش ، وأنا عچول لسي وهدان امشي من إهنه ومعتشوفيش خلچتي تاني .
نچية …منا بعد محرچك مش هشوف وشك تاني ، بس إكده نار چلبي الچايدة نار هتنطفى لما أشوفك بتتحرچي چدامي يا نعيمة .
نعيمة بصراخ …لاااااا حرام عليكِ .
ولم تستمع نچية لتوسلاتها ، فقذفت القنديل ( اللمبة )
في الأرض فتفاعلت مع الجاز وأحرقت الغرفة بأكملها واشتعلت النيران في جسد نعيمة الذي أخذت تصرخ ولكن للأسف لم يسمعها أحد .
حتى لفظت أنفاسها محروقة ،وسبحان الله المنتقم الجبار
وقد أخذت جزاءها نتيجة لما فعلته من ظلم وقهر لبدور وأبنائها .
أما نجية فقد أسرعت هاربة ، فوجدت عوض على السلم وهو شاب صغير كانت ترسله سابقا لقضاء احتياجاتها وكانت تغدق عليه بالمال الوفير ، لذا كان يحبها .
عوض…ست نچية يا مرحبا يا ست ، والله ما ليه عليكِ يمين ، أنا چلبي عيتچطع من اللي عيعمله فيكِ الظالم وهدان ده .
نچية…تعيش يا عوض ، فيك الخير .
عوض…تأمري بأيّ حاچة وأنا أنفذ يا ست الستات.
نچية برجاء وتوسل …تعرف يا واد تخرچني من إهنه بسرعة وليك حلاوة كبيرة چوي .
إلتفت عوض يمينا ويسارا بتوتر وعندما لم يرى أحدًا يتابعه أجابها…بس كده عيوني ، تعالي معايا .
بس عتروحي فين بس ؟
نچية …هروح عند بتي زهرة هو ليا غيرها .
عوض…يعني تفتكري لما تروحي هناك مش هيچيبك وهدان!؟.
انتفضت نجية خوفا …طيب أعمل إيه بس ، منا مليش مكان أروحه تاني؟
عوض…هچي على الچبل ، بس لازم يكون معاكِ معلوم تعيشى بيه زين هناك ، فلوس يعني .
وبعد إكده لو عايزة تسافري أي مكان بعيد عن إهنه ، هيودوكي .
فلمعت عيني نچية فرحا مرددة…بچد .
عوض…أيوه ، بس كلك نظر بچا .
نچية …چولتلك عيوني يا ولا .
أنا عاملة حسابي وأخدت چبل ممشي فلوسي ودهباتي.
ثم أخرجت له من صدرها بعض من المال ما يعادل ألف جنيه ، ففرح عوض .
وإتقطها سريعا منها مردفا …من يد ما نعدمها …تعالي يلا لما أوصلك على أول طريچ الچبل وعتچولي هناك إنك معرفتي وهناك هتلاچي واد عمي عماد ، چوليله بس عوض ، وهو هيعمل معاكِ الواچب.
نچية…تسلم يا عوض .
وبالفعل ذهب بها إلى أول طريق الچبل وأرشدها كيف تسلله إلى النهاية مع الحذر جيدا ثم تركها وعاد، وهي أكملت الطريق حتى التقت بـ عماد الذي رحب بها وأدخلها إلى يونس .
تفحصها يونس بإزدراء مردفا… إيه الحُرمة الكهونة دي
يا طور ، اعمل بيها إيه ؟
دي رچليها والچبر ، چيبها ليه دي ؟
دي ولا تچدر على الرچالة ولا تچدر تسرچ حاچة
روح ارميها برا للديابة مش ناچص چرف على الصبح .
ابتلعت نجية ريقها بغصة مريرة بعد تلك الإهانة من يونس ولكن عماد تدارك الأمر مرددا …يا ريس يونس الست دي مش چاية عشان تشتغل معانا ، دي چي تتحامى فينا .
أنت عارف مين هي الأول ؟.
يونس …محصليش الچرف ، مين يعني ؟
عماد …دي مرت سالم الصوامعى العمدة اللي چبل عطية
ضحك يونس بسخرية قائلا…مرت العمدة ،مرت القانون ، چاية تتحامى فينا ، كيف ده ؟
هي الآية انچلبت ولا إيه ؟
عماد …ما أنت خابر يا ريس ، وهدان واللي عمله فيها .
متچوليله يا ست نچية ؟
اصطنعت نچية دموع التماسيح قائلة …من ساعة ما چه وهدان ابن بدور وهو قلب الدوار .
وخلي الخادمين أسياد وأنا ست البيت تصور خلانة أخدمهم ، يرضيك إكده يا سيد الناس .
احتقرها يونس بنظراته مردفا …آه يرضيني ، أنتِ شكلك ولية خرفانة .
فشهقت نچية بجزع قائلة …يعني مليش مكان بينكم أهنه كتر خيرك أنا ماشية وعندما إلتفتت لتغادر استوقفها قائلا بحدة…أنا چولتلك أمشي يا ولية يا خرفانة أنتِ.
اتنيلي على عينك أچعدي، بس چعادك مش ببلاش طبعا .
نچية…إن شاء الله يخليك واللي هتطلبه موچود .
لمعت عيني يونس مرددا …شكلك معبية،تمام التومام ، أنا هخليكِ وعهملك كل اللي أنتِ عايزاه .
بشرط تتزفتي في أي مكان چوه ومش عايز أشوف خلچتك في الداخلة والخارجة عشان بتشاءم .
تبدلت تعابير وجه نچية للحزن والإنكسار بعد أن شعرت بالقهر ، على يد يونس أيضا ، فحتى هؤلاء قطاع الطرق وشرذمة القوم تعرضت على يدهم للذل والمهانة بعد أن كانت سيدة قومها .
ولكن ما باليد حيلة ، استسلمت لطلبه وغادرت من أمامه .
وما إن غادرت حتى تعالت ضحكات يونس مرددا…نفسي أشوف وشك دلوك يا وهدان لما تعرف أن مرت أبوك هربت منك وچت حدانا ، أظن دى ورچة ألعب بيها عليك ، عچبال مخلص منك چريب أووووي .
…………..
رفضت قمر الذهاب مع حسام للجلسة الثانية من جلسات الكهربا .
حسام بقلب ينبض بالحب …معلش يا حبيبتي.
تعالي معايا المرة دي وإن شاء الله هتكون آخر مرة ويكون فيها الشفا بإذن الله .
فربطت يديها الاثنين على صدرها وبصوت طفولي…لا مش عايزة يا حسام ،أنت بتضحك عليا .
حسام …خلاص مش هديكِ الشيكولاته بتاعتك اللي چيبهالك ومعاها عروسة باربي جميلة بس طبعا مفيش أجمل منك أنتِ يا قمر .
فبكت قمر مردفة …خلاص مش عايزة منك حاجة عشان أنت وحش ومش هروح برده المكان الوحش اللي هناك ده وسقعة .
وأنا كمان مخصماك ومش هكلمك تاني ثم أدارت وجهها عنه .
حسام …لااااا كله إلا الخصام وأنك تبعدي عني يا قمر سمائي خلاص يا ستى مش هتروحي .
فالتفتت له والإبتسامة تزين ثغرها مردفة…بجد يا حسام .
وهتديني الشيكولاتة .
فاخرج حسام الشيكولاتة من سترته وأعطاها إياها ، فالتقتطتها سريعا وإلتهمت جزءا ثم أطعمت حسام جزءا آخر .
فدمعت عينيه وحدث نفسه …تعبتيني بحركاتك دي يا قلب حسام ، أنتِ حنينة أوووي وأنا قلبي مبقاش يستحمل وخايف من اليوم اللي هتخفى فيه ،خايف متعرفنيش.
ولو مكنتش دكتور وحالف اليمين ، أنا كنت اتجوزتك دلوقتي على حالتك بدون علاج ، لكن أنا حالف اليمين ومن واجبي أساعدك على العلاج .
ثم جاءته فكرة أن يضع لها المنوم في كوب العصير حتى ينقلها نائمة لحجرة جلسات الكهربا.
وبالفعل قدم لها عصيرها المفضل الموز باللبن ، ولم تمر دقائق حتى دخلت في سبات عميق وكانت ممدة أمامه على الفراش .
فأقترب منها وأخذ يتأمل ملامحها محدثا نفسه …قد إيه رقيقة وجميلة وهادية زي الملايكة ، ياااااه لو تعرفي يا قمر أنا بحبك قد إيه ؟
يا ترى هتقدري تحبيني زي ما حبيبتي أسامة ؟
ياريت يا قمر .
بس تصوري أنا كنت مستغرب إزاي إنسان يموت لمجرد أنه فارق إنسان بيحبه بس لما اتأكدت من حبي ليكي وقد إيه أنتِ ملكتي كل حياتي ، وأنك متقدريش تغيبي عن عيني لحظة ، حسيت فعلا أن لو اتفرقنا أنا فعلا ممكن أموت .
مقدرش فعلا أبعد عنك يا قمر .
أنتِ في لحظة بقيتي كل حياتي ودنيتي .
ثم وجد يده تلمس وجهها بشغف وشوق حتى لامس شفتيها الكرزتين فشعر بحرارة في جسده واقترب منها بشوق وهم أن يقبلها ولكنه في لحظة ابتعد ووقف وذهب المرحاض وغسل وجهه وعاتب نفسه بقوله …أنت كنت هتعمل إيه
يا مجنون ؟؟
لاااا حرام كده يا حسام ، اتقي الله ولو هي مش حاسه باللي كنت هتعمله بس ربنا شايفك ومطلع عليك ولو فعلا بتحبها وعايزها بالحلال ، يبقا مضيعهاش منك بالحرام .
( فمن استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ) .
ثم استغفر الله …أستغفرك ربي وأتوب إليك ، ثم عاد إليها وحملها على السرير النقال ثم ذهب بها إلى غرفة الجلسات الكهربائية .
ولكنه تلك المرة تركها وانتظر بالخارج ، فما عاد قلبه يتحمل رؤيتها تنتفض أو تتألم حتى تنتهى الجلسة .
ثم أخبره الطبيب بإنتهاء الجلسة وكالعادة وجد دموعها تنساب على وجنتيها ثم بدأت تفيق بعض الشيء .
ولما فتحت عيناها رأأته وأطالت النظر إليه قائلة …مش خابرة ، حاسه إني شوفتك قبل إكده ؟
أنت مين ؟ وأنا فين ؟
ثم حملقت في كل أرجاء الغرفة ؟متسائلة
إيه الأجهزة دي كلاتها ، هو أنا فين ؟
وفين أخوي وهدان ، ثم ارتجفت ووضعت يدها على بطنها التي بدأت في الظهور بعض الشيء .
ولدي حبيبي، ثم أجهشت بالبكاء …يا عيني عليك يا ولدي هتتولد من أب باع أمك في لحظة .
ربنا يسامحك يا أسامة ، على چد الحب اللي حبتهولك على چد مكرهتك لأنك غدرت بيه وطلچتني عشان وحدة تانية دخلت حياتك .
ليه عملت إكده ؟ مش كنت بتچول إنك عتحبني وعمرك مهتبعد عني واصل .
انتاب حسام شعور مختلط بين الحزن لأنه يتألم لألمها وأيضا أنها تجهله وبين الفرح أنها عادت لطبيعتها بعض الشيء وتذكرت من هي وما حدث لها .
ولكنه لا يعلم هل الأصح لها أن تعلم ما حدث لأسامة أنه كان رغما عنه بسبب وهدان وما فعله .
أم يخفى عليها الأمر حتى لا يفسد العلاقة بينها وبين أخيها .
ولكنه من داخله كمحب لها فرح بمشاعر الكره نحو أسامة لعله يحظى هو بحبها بالكامل .
ولكن ضميره يعذبه ولا يدرى ما يفعل ؟؟
…………..
شاكر…يعنى إيه يا زفت يا سعفان مش لاقي زين في أيّ مستشفى ، أمال الإسعاف وديته فين وهو متنيل وتعبان ، مهو مش معقول روح البيت وكمان إحنا لينا عيون هناك لو وصل كانوا قالوا .
سعفان …مش عارف يا شاكر بيه والله، طيب ما تسأل كده دكتورة تالين بطريقة غير مباشرة ، كأنك بتحكي معاها عن أخبارها وشغلها في المستشفى وكده، يمكن هي تكون عارفة أيّ حاجة ؟
لأن يعني متأخذنيش في الكلمة ، هي كان شكلها مهتمة بالحالة بتاعته .
فانفعل شاكر …قصدك إيه بمهتمة يا طور أنت ؟
أنت اتچننت ولا إيه ؟
سعفان بإرتباك …والله مقصد حاجة يا باشا .
أنا عارف أنها دكتورة وده واجبها أنها تهتم بالحالات بتعتها مش أكتر من كده .
شعر شاكر من نبرة صوت سعفان أن هناك شيئا ، فقبض
على يديه بقوة وحدث نفسه بحدة…والله عال يا ست تالين،أنتِ رايحة تداوي الجسم ولا القلب .
تتمسرمحي في المستشفى ولا إيه ؟؟
لا ده أنا أكسر دماغك .
……….
كشرت تالين عن أنيابها هادرة بصوت أجش عندما قبل زين يدها …لا أنت تحترم نفسك ، هو كل الطير اللي يتاكل لحمه ولا إيه .
إيه اللي أنت عملته ده ؟
زين بإندهاش …عملت إيه ؟
تالين …مش عارف عملت إيه ؟ بوستني، لا كده لازم تصلح غلطتك وتجوزني .
زين …والله ما خابر ، أول مرة أشوف دكتورة هبلة إكده ؟
عشان بوست يدك أتچوزك ، أمال لو كنت عملت حاچة تاني ،كنتِ عملتي فيا إيه چتلتيني .
تالين …وأنا كنت هستنى لما تعمل حاچة تاني، لااا ده أنا كنت شرحتك حتت .
فنظر زين يمينا ويسارا قائلا بتهكم …أنتِ متأكدة أن دي عيادة مش مشرحة زينهم .
بصي يا بت الناس أنا ليا عچل واحد وأنتِ چننتيني .
وممكن آخدك على چد عچلك وأچوزك صوح .
بس زي ما أنتِ ناضرة أهو ، تعبان ومفيش حيل أعمل حاچة دلوك، لما أخف إن شاء الله .
تالين بغيظ…حتعمل إيه يا قليل الأدب ،ومين قلك أني موافقة أتجوز واحد زيك .
فوضع زين يده على رأسه قائلا ..يا مثبت العقل في الدين يارب .
دي مش معچول أبداً دكتورة ، دي هاربة من مستشفى المچانين .
أنا مش خابر كل الحريم اللّي أعرفهم ،عچلهم ضارب إكده ليه ؟؟
تالين …حريم ، وأنت تعرف كام وحدة .
شكلك كده مقضيها وخارب الدنيا ، مع أنك يعني مش منظر خالص ثم حدثت نفسها …صراحة هو مز ويتحب .
بس أقول إيه مينفعش معاه غير كدا .
زين …أنا مش منظر يا بتاعة أنتِ ، أمال أنتِ إيه ؟
روحي إكده ، بشعرك اللي عملاه في الخلاط ده .
ولا البويا اللي ملطخة بيها وشك دي .
وأظن لو روحتي غسلتي وشك ، مش هيكون فيه فرق بينك وبين چمعة البواب .
فصكت تالين أسنانها بغيظ وتغير وجهها وقالت بغضب …أنا جمعة يا قليل الذوق ، ياللي مش بتفهم في موضة الشعر ولا الميكاب .
طيب أنا هظبط شعري وهغسل وشي وهتشوفني ولا مارلين مورلو كمان ، أحلى كتير وأنا واثقة من نفسي .
وبالفعل اتجهت إلى المرحاض وأزالت خصلات شعرها الإصطناعية المتعوجة ثم مشطت شعرها وأسدلته
على ظهرها وكان ملمسه كالحرير.
ثم غسلت وجهها بالماء جيدا وأزالت آثار الزينة من عليه، وجففت وجهها بالمنشفة .
ولكن الحمرة لم تختفي منه لأن هذه طبيعتها حقا
فبشرتها بيضاء ممزوجة بالحمرة .
ثم نظرت لنفسها في المرآة بفخر وألقت قبلة بإبتسامة محدثة نفسها …زي القمر يا بت تالين قال جعفر قال .
لما أخرج أصدمه عديم المفهومية ده ، بس نقول عليه .
صعيدي ودماغه متركبة شمال بس صراحة سكر محلى عليه كريمة .
……
بعد بحث طويل من وهدان ورجاله عن نجية ، لم يجدوا لها أثر .
فُجن جنون وهدان مردفا…..يعني إيه فص ملح وداب .
يا ترى راحت فين الشيطانة دي؟
ويا ترى ناوية على إيه تاني ؟
ثم أمر رجاله بتوخي الحذر وشدد من الأمن حول البيت .
خوفا على أبيه وأمه ووردة .
شعر وهدان ببعض الإرهاق فقرر أن الولوج لغرفته ليستريح لبعض الوقت .
وعندما ولج إلى غرفته وجد وردة على فراشها تبكي وتضم رجليها إلى صدرها .
ففزع وأسرع إليها وأمسك بيديها وقبلها قائلا…وردتى حياتى وعمرى ، هتبكى ليه ؟حوصل إيه ؟ أنتِ فيكِ حاچة ، تعبانة أچبلك حكيم؟
طمنيني عليكِ ، أنا مهستحملش دموعك دي يا چلب وهدان من چوه.
نظرت وردة إلى عيني وهدان التي تشع حبا صادقا لها،
ولكنها أدارت وجهها عنه مردفة بنحيب …وردتك دبلانة ومعيوبة يا وهدان .
ومش هينفع نكمل مع بعض ، ولازم تشوف وحدة تانية غيري وتهملني لحالي .
فصُدم وهدان من قولها قائلا…إيه اللي عتچوليه ده ؟
كيف يعني أسيبك ، أنتِ اتچننتي ولا إيه ؟
ولا هو الأسطوانة بتاعة بردك الحلال والحرام .
وأديكِ شوفتي بنفسك نچية وشرها واللي عملته .
يعني مكنتش تستاهل مني الذل بس ، لا ده يارتني كنت چتلتها وارتحت، يمكن بالي كان زمانه مرتاح دلوك .
وردة بحزن …أنا مهتكلمش على نچية ربنا يهديها وتتوب چبل الممات .
أنا عتكلم عن نفسي أني ، يا وهدان .
أني منفعكش يا ابن الناس عشان ، عشان .
……ثم أجهشت بالبكاء ….؟؟
فلماذا يا ترى تبكي ؟
وما هو سرها ؟
وما علاقة تالين بشاكر ؟
وما ستكون عاقبة نجية ؟
وخلصت حلقتنا النهاردة وأتمنى التفاعل يكون مرضي 🥰🥰🥰بتشكر كل اللي تفاعلوا وقالوا رايهم بكل بارت ♥♥
اللهمّ يا مسهّل الشّديد، ويا مليّن الحديد، ويا منجز الوعيد، ويا من هو كلّ يومٍ في أمرٍ جديد، أخرجني من حلق الضّيق إلى أوسع الطّريق، بك أدفع ما لا أطيق، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العليّ العظيم، ربّ لا تحجب دعوتي، ولا تردّ مسألتي، ولا تدعني بحسرتي، ولا تكِلني إلى حولي وقوّتي، وارحم عجزي فقد ضاق صدري، وتاه فكري وتحيّرت في أمري، وأنت العالم سبحانك بسرّي وجهري، المالك لنفعي وضرّي، القادر على تفريج كربي وتيسير عسري.”
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)