رواية نار وهدان الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم شيماء سعيد
رواية نار وهدان الجزء التاسع والأربعون
رواية نار وهدان البارت التاسع والأربعون
رواية نار وهدان الحلقة التاسعة والأربعون
🌹 بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌹
عن سلمان الفارسي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البِر»، رواه الترمذي وحسنه الألباني .
وفي سنن الترمذي عن عمرو بن أمية رضي الله
عماد … أمرك يا ريس يونس .
ثم عقد يونس شاربه بفخر قائلا …محدش يزعچني تاني
يا غچر.
دي ليلة دخلتي.
ثم حاول أن يفتح الباب ولكنه لم يستطع فتحه؟
فقد قامت هيام بوضع خزانة ملابس مصنوعة من الحديد الثقيل وراء الباب بجانب كثير من الأحجار الثقيلة فوقه ورغم ضعف بنيتها على حمل تلك الأشياء ولكن الله سبحانه وتعالى أعطاها القوة لكي تنجوا بنفسها من ذلك الفاجر يونس ؟
انفعل يونس وحاول بكل جهده دفع الباب فلم يستطع ، حتى سخر منه رجال الجبل بقولهم …إيه يا ريس يونس محتاج زچه ولا إيه ؟
هو إيه حصل العروسة وقفة صدى الباب ولا إيه ؟
هتف يونس بحدة …كل واحد يحط لسانه چوا خشمه مش عايز كتر حديت ولااااا مش عايزة مساعدة .
وكل واحد يلا مع السلامة على استراحته .
وإلا أنتم عارفين لما أغضب هعمل فيكم إيه ؟
فلاذوا بالصمت خوفا من بطشه وانسحبوا إلى غرفهم .
أما هو فطرق الباب قائلا بصوت رخيم .
هيومتي افتحي يا چلبي ،متعمليش إكده في يونس اللي عيحبك يا بت ، متخفيش مني عاد .
إفتحي ومش هأذيكِ .
بس إفتحي متشمتيش فيا الغچر دول .
هيام …لا مش هفتح ، ربنا حماني منيك .
يونس …إفتحي بالذوچ وإلا مش هيحصلك طيب لو فتحت أني ،مش هسيب حتة فيكِ سليمة .
هيام …مستعدة أموت بردك بس مش هتمسني ، چولتلك چبل سابچ الشرف عندي أهم من روحي .
يونس …كفاية شعارات معرفهاش أني ، وإن كنتِ مضيچة چوي إكده، أچيب حمدي إهنه وهخليه يطلچك وأچوزك أني .
أني أولى بيكِ منيه .
صدچيني يا هيام محدش عيحبك چدي .
أديني بس فرصة أنتِ ،وأني متوكد إنك عتحبيني زي مبحبك وأكتر كومان .
هيام …لا يستحيل ، أنا عحب چوزي حمدي وهو يستحيل يطلچني عشان عيحبني أكتر من نفسه ويستحيل نتفرچ
إلا بالموت .
يونس …إكده طيب والله لأكسره فوق نفوخك.
فأمسك ببندقيته وأخذ يطلق النار على الباب وهيام بالداخل تصرخ … يااااارب أنت چوي على كل چوي زيه.
انچدني منيه يااارب .
……..
أما نچية فكانت تتألم وجعا في كل اجزاء جسدها وحاولت الاستغاثة بأي حد من الرجال ولكن لم يعيرها أحد اهتماما وتركوها تصارع آلامها وحدها تبكي .
نچية …يا عيني عليكِ يا نچية واللي حصلك ، بعد ما كنتِ ست الناس كلاتها.
أني يحصل فيا إكده من شوية أوباش .
يا شماتة العدوين فيا .
بس لااااااا هخف وهبچا زينة وهمشي من إهنه بفلوسي وهعيش حياتي .فصدق فيها قوله تعالى{يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ ۖ قَالُواْ بَلَىٰ وَلَٰكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَٱرْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ ٱلْأَمَانِىُّ حَتَّىٰ جَآءَ أَمْرُ ٱللَّهِ وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلْغَرُورُ}
……
غادر زين سريعا لينجوا بحياته من أولاد عبد المتجلى .
ولكن شغل تفكيره تالين ، فأمر ارتباطهم بعد ما حدث أصبح شبه مستحيل .
فالعدواة بينه وبينهم كبيرة جدا ولن يشفع أمامها الحب.
فما عليه أن يفعل هل يترك حبه بتلك السهولة ، أم عليه
أن يحارب من أجلها .
زين …وبعدهالك يا زين ، هتسيب تالين لمجرد أنها بنت عبد المتجلى ؟
بس إيه ذنبها ، دي حتى متعرفش هما مين ولا أن هما السبب في اللي حوصلي !
ده غير أنهم عمرهم مهيوفچوا أتچوزها ، دول بيطيچوا العمى وميطوچنيش .
طيب والحل …أني فعلا بحبها ومچدرش أبعد عنها .
لااااا أني لازمن أچوزها غصبا عن حبابي عنيهم ولو أخدها وأهرب بيها .
أما تالين فبعد مغادرة زين تعلقت برقبة والدها بدلال قائلة …إيه رأيك يا بابي في زين ؟
چانتيه خالص صح ؟
فحدثها شاكر بتعنيف قائلا …اتحشمي شوية يا تالين .
وعيب اللي بتقوليه ده .
وتقدري تقوليلي عرفتيه إزاي؟
ويا ترى عملتي زي مبيعملوا البنات هنا بيحبوا ويمشوا على هواهم .
بس يكون في علمك ده لو آخر واحد في الدنيا مش هتجوزيه .
تغير وجه تالين من السعادة للحزن وانفعلت بقولها …إيه اللي بتقوله ده يا شاكر ؟
أنت عارف أظن أخلاقي كويس أوي .
ثم نظرت إلى والدها باستعطاف قائلة ..عجبك اللي بيقوله ده يا بابا ؟
قول حاجة عشان خاطري متسكتش كده ؟
فنظر عبد المتجلى لـ شاكر بعتاب مرددا …عيب يا شاكر الكلام ده .
شاكر ..أنا العيب برده ؟
لا كده كتير والله .
ثم نظر لوالده بتحدي يفهمه عبد المتجلى ….حضرتك موافق على عريس الغفلة ده ؟
فابتلع عبد المتجلى ريقه بغصة مريرة فهو بين نارين ، نار الحرب مع زين ونار انكسار فرحة ابنته الوحيدة .
ولكنه من الصعب أن يجعلها ترتبط بمن هو مثله ، بل يريد لها أن تعيش بعيدا عن تلك الحياة التي أرغمته ظروفه على خوضها …فهتف بإنكسار …صراحة يا تولا ، أنا مش مطمن للراچل ده .
وكمان أنا كان نفسي تاخدي دكتور ولا على الأچل مهندس ، لكن ده مين ومعاه شهادادت إيه ؟لاااا ده مش مناسب ليكِ خالص .
نظر لها شاكر بإنتصار مما أصابها بالصدمة قائلة …أنت كمان اللي بتقول كده يا بابا ؟
انا مش مصدقة نفسي ،حضرتك طول عمرك بتقول نفسي أشوفك مع إنسان يحبك ويسعدك حتى لو كان إيه !
ودلوقتي بتقول شهادات إيه وبتاع إيه ؟
يا بابا مش كل حاجة شهادات ، لأن الشهادة هتتعلق على الحيط لكن أنا يهمني الإنسان اللي هتجوزه وأنا متأكدة أن زين بيحبني وهيسعدني.
ولو حضرتك مصمم على الرفض ، أنا مش هتجوز أبداً .
عبد المتجلى….يا بنتي بس افهمي.
تالين …مش عايزة أفهم حاجة ، عايزة حضرتك توافق .
لأن دي سعادتي وأنا عارفة إن حضرتك مش هتقف في طريق سعادتي.
عبد المتجلى ..يا بنتي وإيه عرفك أنه سعادتك ،أنا خايف عليكِ .
تالين ..من إيه ؟
فصمت عبد المتجلى .
فردد رؤوف … وبعدين معاكِ يا تالين بابا تعبان ومش حمل كلام كتير .
وزي مقولنا إحنا مش مرتاحين الراجل ده .
فأنسي الموضوع خالص
وإن شاء الله يجيلك أحسن منه .
فبكت تالين …لاااااا أنا عندى أحسن واحد في الدنيا .
أنتوا كده بتحكموا عليه بالأعدام .
شاكر …بلاش دلع بنات ، وده قرار نهائي ومش عايزين نسمع سيرة الموضوع ده تاني .
ولو عرفنا إنك كلمتيه أو قابلتيه هيكون لينا تصرف تاني معاكِ ومفيش خروج من البيت نهائي وأي عريس هيتقدم مناسب هنوافق عليه على طول .
صرخت تالين …لاااا ده ظلم وحرام .
ثم أسرعت إلى غرفتها باكية .
فجاءها اتصال من زين فردت سريعا ،فسمع صوت شهقاتها فعلم أنه فعلا تم رفضه وهذا المتوقع ، فشعر بألم واختناق ولم يتحمل بكاءها فقال بغصة مريرة …طيب خلاص وچعتي چلبي يا تالين وأنا مش متحمل .
تالين بنحيب …زين أنا بحبك ومقدرش أعيش من غيرك وهما رفضين وعايزين يوزوني أي حد يتقدملي.
زين بإنفعال …إزاي ده ، يستحيل ، تكوني لغيري يا تولا .
أنا كمان بحبك ، لا أنا بعشقك ومش متخيل حياتي من غيرك .
تالين …طيب والعمل يا زين ؟
زين ..مفيش غير حل واحد ومش خابر هتوفچي عليه ولا إيه ؟؟
بس أيا كان رأيك أنا هحترمه عشان أكيد صعب .
تالين …هو إيه الحل ده ؟؟
………..
استفاقت قمر في المشفى الجديد فوجدت طبيب آخر لم ترى وجه من قبل ، فانقبض قلبها .
فتساءلت قائلة …انام فين ؟
الطبيب محسن …أنتِ في المستشفى وأنا الطبيب المعالج بتاعك يا مدام قمر .
إسمي محسن وأتمنى نتعاون مع بعض خلال الفترة الجاية عشان توصلي لبرّ الأمان وتقدري تخرجي من هنا في أقرب فترة ممكنة .
قمر …محسن مين ؟ أنا عايزة حسام ؟؟
هو فين ؟ ابعتهولي لو سمحت ، أنا محتاچاه ضروري .
محسن ..للأسف دكتور حسام مسافر في مؤتمر برا
( كما أخبره دكتور عزام عندما تسأله عنه يجيب بذلك حتى تنساه ) .
فقامت قمر من مكانها مرددة بصدمة أصابت قلبها في مقتل …بتچول ايهاب سافر إزاي ؟
وامتى ؟ من غير ميچولي ؟
لاااا يستحيل ، ده كان بيچول أنه غير أي حد ويستحيل يسبني .
ليه إكده ،ليه بتعملوا كده ؟
أنتم كلكم صنف خاين بيوعد ويخلف .
حرام عليكم والله ، إحنا ذنبنا إيه بس أننا بنحب من چلبنا وأنتم معتحسوش وهتضحكوا علينا .
ثم دخلت قمر في نوبة بكاء هيسترية وأخذت تدفع كل
ما يقابلها في الغرفة حتى أنها حاولت الإعتداء على دكتور محسن وكأن بعد حسام عنها قد أرجعها مرة أخرى لحالتها السابقة وحدثت لها انتكاسة مرة أخرى .
حاول محسن الإمساك بها واستدعى التمريض سريعا لتحضير حقنة مهدئة ومنومة .
وبالفعل استطاع السيطرة عليها وذهبت في نوم عميق ، ليتصل بعدها سريعا بدكتور عزام .
محسن… للأسف يا دكتور عزام الحالة انتكست بسبب بعد حسام عنها وهي دلوقتى تحت تأثير المهدىء .
وكده هيكون علاجها صعب جدا بدون دكتور حسام .
تنهد عزام بإستياء محدثا نفسه …كده معناه أن كمان قمر حبته .
أستغفر الله العظيم وبعدين بس صعب أربط ابني بالبنت دي،مش لايقين لبعض أبداً .
عزام …لاااا شوف يا دكتور محسن أي طريقة للعلاج غير ابني ، أنا مش مستعد أخليه ضريبة شفائها .
محسن …يا دكتور ، إيه الفايدة أنه يجوز إنسانه ميكونش ليها تاريخ مرضي بس تتعبه وميكونش سعيد معاها ويفضل يعاني طول عمره وفي الآخر هيلومك أنك بعدته عن الإنسانة اللي بيحبها وأنك سبب تعاسته دي .
صمت عزام للحظة ولكنه عاند وتكبر بقوله …لااا أكيد هينساها وهيتجوز وحدة تسعده .
هو مش أول ولا آخر واحد متجوزش أول حب في حياته .
عادي بنحب تاني وتالت وبننسى .
محسن …طيب بذمتك قدرت تنسى ريهام .
فأصاب اسمها قلبه فأدماه فردد … ليه بس يا محسن بتفكرني ، أنا مبصدق أنسى .
محسن …أنت عمرك منسيت ولا هتنسى .
واللي عمله أبوك الله يرحمه ، أنت بتعمله دلوقتي في ابنك .
عزام ..وبعدين معاك ،عالجها بأي طريقة ،مش على حساب ابني .
محسن …برده يا عزام .
طيب ،ربنا يصلح الحال .
…….
أخذ حسام يتقلب بفراشه شاردا في قمر، ضحكاتها كلماتها وحتى دموعها ، ملامحها البريئة ، فوجد نفسه يبكي دون شعور حتى صرخ … لاااا اااا حرام ،مش قادر .
مش هقدر أبعد عنك يا قمر ،مش هقدر .
أنا ممكن أبعد عن الدنيا كلها بس مقدرش أبعد عنك أبداً .
وأنا مش هستسلم وهقف قدام بابا والعالم كله عشانك بس ياريت يكون في قلبك حب ليا عشان أنا أستحمل أي حاجة ، غير أن أحس أني مليش مكان في قلبك .
أنا لازم أرجع ، أنا غلطان أني سمعت كلام بابا ومشيت ، مفيش حاجة اسمها راحة وأنا بعيد عنها ، راحتي معاها .
بس هي مقلتش حاجة وأنت ماشي .
معلش غصب عنها وكفاية صدمتها من أسامة وهو مظلوم كمان ربنا يرحمه .
لازم أرجع وأحارب عشان أفوز بيها ممهما كلفني ده .
ثم قام من نومته وارتدى ملابسه سريعا وخرج لتقابله أمه .
رقية…إيه يا حسام ، مش قولت داخل تستريح ، إيه خلاك تلبس هدومك تاني؟
على فين يا ابني ؟
حسام …راجع الشغل ، عشان اكتشفت أن راحتي فيه ، مش بعيد عنه .
رقية …أنا مش فاهمة حاجة .
حسام …بعدين يا ماما هتفهي ، بس أرجوك سبيني دلوقتي عشان مستعجل .
ثم قبلها وخرج سريعا إلى المستشفى .
واشترى في طريقه الورود وأنواع مختلفة من الشيكولاتات التي تفضلها قمر ثم تابع للمستشفى ووصل فعلا لغرفتها ليفتحها وعلى وجهه ابتسامة مشرقة وقلب ينبض بالحب ولكنه تفاجأ بعدم وجودها فوضع يده على رأسه وفزع وصاح …هي فين ؟
فرأته الممرضة فأسرعت إليه قائلة …دكتور حسام حضرتك بتدور على قمر ولا إيه ؟
حضرتك متعرفش أنها انتقلت مستشفى تانية ؟
حسام بصدمة… مستشفى تانية إزاي وليه وفين ؟
الممرضة …مش عارفه وأسأل دكتور عزام هو اللي أشرف على عملية النقل .
فقبض حسام على يديه بقوة قائلا …عملتها برده يا بابا عشان تبعدها عني، ليه بس كده ،حرام والله اللي حضرتك بتعمله ده ؟
الممرضة…بتقول حاجة يا دكتور ؟
حسام …لا اتفضلي أنتِ شوفي شغلك .
ثم ذهب حسام لغرفة مكتب أبيه في المستشفى .
فولج إليه بدون استئذان وعلى وجهه معالم الغضب .
تفاجأ عزام به وأدرك من عينيه سر غضبه فحدثه بقوله …حسام إيه رجعك ، مش قولنا إجازة !!
حسام …حضرتك كنت بتوزعني عشان تنقلها من هنا .
أنا مش عارف حضرتك بتعمل معايا كده ليه ؟
بتكرهني للدرجاتي .
صُدم عزام من قول حسام فهتف قائلا …أنت بتقول إيه
يا ولد أنت ، أنت اتجننت ، أنا بكرهك ، إزاي ده ؟
ده أنت ابني الوحيد .
حسام …طيب إزاي تفسر أنك تبعد قمر عني للدرجاتي وحضرتك عارف كويس أوي أني بحبها .
لو سمحت قولي أنهي مستشفى عشان أروح أرجعها بنفسي .
عزام …لا مش هقول ومش هترجع يا حسام .
وأرجوك كفاية كده ، أنا مش عايز أسمع كلمة واحدة تاني في الموضوع ده .
وده مسمهوش كره يا دكتور ، أنا أبوك وعارف مصلحتك أكتر من نفسك ، أنت لسه صغير ومش فاهم الدنيا كويس.
حسام ..لا كل اللي فهمه دلوقتى ، أن حضرتك واقف قدام سعادتي بس أنا مش هقبل ده أبداً .
عزام …أنت بتقف قصادي يا ولد وبتعصي أوامري .
حسام …أنا آسف يا بابا بس حضرتك اللي اضطرتنى لكده .
وياريت حالا تقول هي فين ،أرجوك.
عزام بإنفعال …معرفش ومش هقول واشرب من البحر واتفضل دلوقتي من قدامي .
نظر له حسام بإنكسار ودمعت عيناه ثم خرج لا يعلم أين يتجه ولكنه قرر أن يبحث عنها في كل المستشفيات.
أما عزام فضرب بقبضة يده مكتبه قائلا …لا محدش ياخد حد بيحبه ، زي ما أنا اتحرمت لازم هو كمان يتحرم .
………….
بينما كان يونس يطلق النار على الباب ليـفتح سمع صوت إطلاق نار في الخارج .
ثم وجد رجلا من أهل الجبل يسرع إليه قائلا بفزع …إلحچنا يا ريس يونس !!
يونس …فيه إيه يا چاموسة أنت كومان في ليلتكم اللي مش فايتة ديه!؟ .
شعبان …وهدان الصوامعى وحمدي عريس العروسة اللي چبتها چوه ديه ، ومن وراهم أهل البلد كلاتها .
يونس …يا ليلة سوخة يا ولاد .
شعبان …والعمل يا ريس .
يونس …العمل عمل ربنا والچري نص الچدعنة .
اچروا يا رچالة .
عماد…إيه اللي عتقولوا ده يا يونس .
يعني بعد مخربتها علينا بتقول نچري ،طيب ،نروح فين وإحنا ملناش مكان غير ده ؟
مهو يا الچبل يا السچن!.
يونس ..أعمل إيه طيب ،چولوا؟ .
عماد ..ترچع البت وأظن زي مدخلت زي مهترجع ،مع كلمتين كده خليه يسامحك .
يونس…تفتكر ،ولااااا أنا متحيلش على حد .
وأحسن حاچة هاخد أخته أمان ولو حد فكر يچي چمبي هچتل أخته .
عماد وهو يبصق على وجهه …هتتحامى في حُرمة على آخر الزمن وكنت عامل علينا ريس .
الله يرحم أيّامك يا وهدان، أنت كنت راچل صوح .
يونس بإنفعال…أهو عنديك خليه ريس لو تچدر .
ثم ولج للغرفة بعد أن فتحت بإطلاق النار وأصدرت فتحات حاول من خلالها إبعاد الخزانة والأحجار بالكد والجهد .
ثم ولج إلى هيام وأمسكها من عنقها فصرخت …آااااه ،حرام عليك .
يونس …حرمت عليكِ عشتك يا وش الشوم أنتِ.
چدامي ، ثم دفعها أمامه وهدد كل من يقترب منه بإطلاق النار عليها .
حتى تسلل بها من خلف الجبل .
ولج وهدان للجبل ومعه حمدي في حركة سريعة يحملان السلاح وعيونهم تتأچچ بالشر .
ومن ورائهم عدد كبير من أهل القرية .
فرفع أهل الجبل من الرجال أيديهم مستسلمين .
عماد …واد عمي وهدان كيفك ،وحشني والله ووحشتني أيامك .
وهدان …كيف وحشتك وشايف بعينك يونس ،خاطف أختي وساكت ، بس أقسم بالله العظيم لو چرالها حاچة لأكون مفرغ الرشاش فيكم واحد واحد .
عماد …لا متخافش هي صاغ سليم كيف مدخلت .
وهدان …انطچ فين هي !
عماد…هرب بيها يونس منه لله من الچهة الخلفية .
اللي بيطب عليها الحكومة .
مش من أهنه .
فأسرع وهدان وحمدي في هذا الإتچاه الذي يعلمه جيدا .
ولكن أوقفه عماد …خلي بالك يا واد عمي عشان الطريچ ده مليان ألغام .
ولو صبت واحد چول على نفسك يا رحمٰن يا رحيم .
فاستنى أچي معاك أدلك ومينفعش حد من اللي معاك يدلى عشان الألغام كتير وهتبچى مچزرة .
حمدي …لا أنا لازمن أكون معاه وزي ميحصل يحصل .
عماد ..طيب إمشوا في نفس الحتت اللي هدوس عليها .
فخطى وهدان وحمدي على نفس خطواته ثم ابصروا يونس من بعيد يدفع هيام التي وصل صوت صراخها إلى وهدان فتمزق قلبه وقلب حمدي كذلك .
فصرخ وهدان ليسمعه…سيب هيام يا يونس دي حرمة واچف وچهني راچل لراچل إكده .
إمتلك الرعب قلب يونس من صوت وهدان ولكنه تماسك قائلا …لو چيت ورايا أو حاولت تضرب نار هكون چاتل أختك الأول ونموت سوا .
وهدان …لا مش هطوخك كده بالساهل أني هموتك بالبطيء الأول .
ليركض وهدان نحو يونس، فيصرخ عماد ..خلي بالك
من العلامات اللي في الارض يا واد عمي .
لم يلاحظ وهدان شيئا سوى الخوف على أخته التوأم .
حاول حمدي اللحاق به ولكن منعه عماد .
عماد…استنى بس وأني خابر زين أن وهدان چدها وچدود
متخافش .
رأى يونس أن التهديد بقتل هيام لم يچدي نفعا مع وهدان وأنها تعطل هروبه ، فدفعها لسقطت في الأرض متألمة .
أما هو فأسرع هاربا .
وصل وهدان إلى هيام وإنحنى إليها …متتحركيش من مكانك إهنه فاهمة .
هيام …وأنت رايح فين يا خوي ،مخلاص سبني .
نرچع بچا والحمد لله حصل خير بدل ميأذيك .
وهدان …لا يمكن أسيبه ،لازم آخد بتاري منيه يا هيام .
ده جداب أبوي وأمي متصابة .
لصرخت هيام…أيووووي ، أمي ..لاااااا .
فتركها وهدان وأسرع إلى يونس .
شعر يونس أنه قد اقترب منه للغاية ففزع وقرر أن يقف ليصيبه بإطلاق النار عليه .
ولكنه تفاجأ بنفاذ الأعيرة النارية بعد إطلاقه النار على الباب .
يونس …يا حظك الأسود يا يونس .
ضحك وهدان بسخرية عندما فهم ما حدث .
ووقف أمامه بطلته الرجولية المهيبة .
فتخشب جسد يونس أمامه رعبا
فماذا يا ترى سيفعل به وهدان ؟؟؟
وهل سيكون يونس سبب دخوله السجن أو لا؟
ستعرفون هذا وأكثر قريبا وأسيبكم مع الدعاء ده
«اللهم إن شكرك نعمة، تستحق الشكر، فعلمني كيف أشكرك، يا من لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك، وعظيم سلطانك، الحمد لله يُجيب من ناداه نجيا، ويزيدُ من كان منه حيِيا، ويكرم من كان له وفيا، ويهدي من كان صادق الوعد رضيا»
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية نار وهدان)