رواية ميراث نور الفصل الرابع والثلاثون 34 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء الرابع والثلاثون
رواية ميراث نور البارت الرابع والثلاثون
رواية ميراث نور الحلقة الرابعة والثلاثون
” جدو ناير”
– قولى بس أسم السم وانا هقولك أيه فى دماغى .
قالى :
السم ياستى مكس بين سموم كتير مكون من سم ضفدع الدارت والاستركنين وسمك البخاخ ,ده غير تعزيمة مسمومه علشان تثبت المفعول ..ها بقى ايه اللى فى دماغك ؟!!
قولتله :
هسافر للماضى بالحذاء وأجيب العلاج لبابا من جدو ناير !!!
قالى :
خشى نامى يانوشة أنتى خيالك واسع أوى !!
قلتله :
– يا عم حنوش ..
قطع كلامى وقال خشى يا نوشه مش ناقصه هبل , وزقنى بالكرسى جوا الكهف وقفل الباب .
فتحت الباب تانى وقلتله :
– ارجوك يا عمو حنوش اسمعنى !!!
قرب منى وقالى وهو بيهمس :
– بصى انا مقلتش الكلام دا لامك عشان متقلبهاش مناحه ، بس هقولهولك انتى ، عشان متعمليش حركة غبيه ..
نصير قالى أن نور تاه منه فى الصحراء ومش لاقييه ،يعنى حتى لو نجحتى وجبتى العلاج احنا اصلا مش لاقيين ابوكى !!!.
قلتله وانا بدمع :
– يعنى ايه ؟!! خلاص كدا بابا ضاع ومش هنلاقيه ؟!!
قالى :
– اكيد هنلاقيه نصير قالب الصحرا عليه وهنوصله اكيد .
قلتله :
– يبقى لازم نجيب العلاج عشان لما تلاقوه نشفيه على طول .
زقنى بالكرسى تانى وقالى :
– خشى يا نوشه .. خشى ارجوكى كفايه اللى احنا فيه , مش ناقصين انتى كمان يحصلك حاجة .
ودخلنى الكهف وقفل الباب .
ماما سندس شافتنى فقالت :
– كنتى بتعملى ايه يا نورا ؟
قلتلها :
– مفيش يا ماما , كنت بتكلم مع عمو حنوش .
قالتلى بحزم :
Lina Basyouni
– اياكى تخرجى بره الكهف .
وشخطت فيا وهى بتقول :
– انتى فاهمة !!
وطيت رأسى فى الارض وقولتلها :
– فاهمة يا ماما !!
قالتلى :
خشى جوا ..
لفيت عجل الكرسى بايدى وعديت من جمبها وانا رايحة ناحيه اوضتى .
ماما سندس راحت ناحية باب الكهف وندهت على عمو حنوش ، وقالتله وهى بتعيط :
– انا عايزة اشوف سيدى نور .
قالها :
– ما انا قلتلك مش هينفع يا سندس خطر عليكى .
قالتله بحرقة :
– انا مش هعرف اقعد ساكته كدهوه , انا دمى بيتحرق يا حنوش وعايزة اروح اجيب البت نيللى من مصارينها.
حنوش قالها :
– اهدى يا سندس ان شاء الله هنلاقى حل , بس مروحاك لنور وهو فى الحاله دى خطر ومش هيفيد باى حاجة , وبعدين نصير واخد باله منه متقلقيش .
سيبتهم ملهيين مع بعض فى الحوار ودخلت اوضه بابا , فتحت الدولاب , فلاقيته بيلمع …
الحذاء!!!
مديت ايدى واخدته وقفلت الدولاب .
خرجت بره اوضه بابا وروحت على اوضتى .
دخلت اوضتى وقفلت الباب , حطيت الحذاء على المكتب وكلمته كأنى بكلم بنى ادم وقلتله :
– انت هتنقلنى بسرعة اسرع من الضوء وهتودينى لجدو ناير , ومش هيحصلى حاجة ومش هتوه ولا هتحرق !! انت هتثبتلى ان اينشتاين كان غلط , وانى هتحرق واتحاول لطاقه بس فى الزمن دا , انت فاهم ؟!!!
لقيته اتحرك !!!!! اتخضيت ورجعت لورا فوقعت بالكرسى المتحرك على الأرض
زحفت ومديت ايدى واتشعلقت فى المكتب ونزلت الحذاء على الارض .
شيلت رجلى الرفيعة بأيدى وحطيتها فى الحذاء , ربطت الرباط وانا بتخيل انى واقفه ….
النباتات بدأت تطول وتلف على رجلى , بعدها حسيت بالنغزة اللى فى ظهرى , فجسمى اتنفض عشان يقف , وانا بتنفض رأسى ا تخبطت جامد فى المكتب !!
فقلت بصوت عالى :
ااااه
سندس جريت علي الاوضه وفتحت الباب , لقتنى قاعدة على الكرسي المتحرك وبقرأ فى كتاب .
قالتلى وهى مفزوعة :
– فى ايه يا بت يا نورا ؟!!
قلتلها :
Lina Basyouni
مفيش حاجة يا ماما , كوع ايدى خبط فى المكتب .
قالتلى بغل :
– طب نامى نامت عليكى حيطه !!
وقفلت الباب ومشيت , الحمد لله مخدتش بالها من الحذاء اللى لبساه فى رجلى , دماغها كانت تايهة ومبتفكرش الا فى بابا .
بعد شوية اتسحبت وفتحت الباب ومشيت براحة , اتمسمرت فى مكانى لما لقيتها قاعدة فى وسط الكهف وحاطه راسها بين رجليها , كنت هرجع الاوضه تانى بس سمعت صوتها وهى بتشخر !!
يعينى يا ماما سندس !! نامت على نفسها وهى بتعيط !!
اتسحبت من جنبها وفتحت باب الكهف براحه , لقيت عمو حنوش واقف ادام الكهف وشافنى وانا طالعة .
لسه هيجرى عليا لقانى جريت منه بسرعة وانا بلف حوالين الكهف , ومبفكرش غير فى حاجة واحده بس … سرعة الضوء .
تخيلت انى بجرى بسرعة الضوء من غير ما يحصلى حاجة ,
اتفاجأت ان رجلى بتلف حوالين بعضها من شدة السرعة وسمعت صوت صفير فى ودنى !!
شوفت عمو حنوش وهو ثابت وعينه بس اللى كانت بتتحرك و ماشيه معايا كأنه شايفنى وانا بلف حواليه بسرعة الضوء .
تخيلت نفسى بجرى بسرعة اسرع من الضوء من غير ما يحصلى حاجة , واتفاجأت باللى حصل !
.
السما كان شكلها مختلف، وعبارة عن لونين ، ازرق واحمر .
بدأت ارجع بالزمن تدريجى و انا بجرى و بلف حوالين الكهف
المشاهد اتحركت بسرعة جدا كأنه شريط فيلم وبيرجع لورا !!
شفت تعاقب الشمس مع القمر بسرعه رهيبه , الشمس كانت بتشرق وبتغرب فى اقل من ثانيه !!!
السنين اللى فاتت شفتها فى ثوانى !!
الشجر الكبير اللى قدام الكهف فضل يصغر ويصغر لحد ما اختفى وبقى نباتات صغيره صفرا.
شكل الرمل والصخور اللى حوالين الكهف كان بيتغير على مدار السنين.
تهت فى الزمان وفى المشاهد السريعة.
عينى مكنتش قادرة تلقط كل المشاهد ،بس شوفت بابا وهو خارج من الكهف وعلى كتفه غراب …….
المشاهد عدت بسرعه ، و شوفت عمو حنوش وهو واقف قدام باب الكهف بيكلم حد جوا و كان بيحاول يفتح الباب .
فضلت المشاهد ترجع وانا بلف حوالين الكهف لحد ما شفت حد شبه بابا خارج من الكهف وفى ايده شنطه!!
.. جدو ناااير ..
حاولت اقف بسرعة من اللف حوالين الكهف ، فغمضت عينى واتخيلت نفسى بقف .. لقيت نفسى وقفت !!!
ووقعت على الارض وانا دايخة وحسيت بزغلله فى عينى ،كنت باخد نفسى بصعوبة كأنى كنت بجرى بسرعة فى تراك طويل .
قمت من على الارض بس توازنى كان لسه مختل فوقعت تانى , ريحت شويه على الارض وقمت تانى …
دورت على جدو ناير ملقتهوش حواليا !!!
انا قارية مذكرات جدو كلها وعارفه حياته وكل اللى حصله.
جدو ناير هو مثلى الاعلى وقصته هى اللى حببتنى فى السحر.
الحذاء هيدينى فرصه انى اعالج بابا وفى نفس الوقت اقابل جدو ناير !!
مشيت فى القريه واللى شكلها كان متغير خالص والناس مختلفه تماما ,الحاجة الوحيده اللى متغيرتش كانت المنصه والسباحة.
الفرق بس ان مكنش عليها ضريح جدى،
و اللى شفته مرات قليله فى حياتى ،المرات اللى خرجت فيها بره الكهف مع بابا !!
رحت ناحيه فيلا الدكتور عمر ” جد معتز باشا ” وصديق جدى ناير الحميم.
الفيلا مكانتش موجوده ، وكان مكانها بيت كبير على طراز قديم , مكنش فى بواب واقف على الباب فخبطت على الباب على طول …
طلعلى راجل كبير فى السن، وشه شكله مريح نفسيا و لابس نضارة , بصلى بأستغراب وقالى :
– خير يا بنتى ؟!
قلتله :
– انا بدور على … ناير
قالى :
– الشيخ ناير اختفى من القرية من حوالى ٢٠ سنين يا بنتى ومحدش يعرف عنه حاجه !!
قلت فى نفسى :
ازاى دا انا لسه شيفاه خارج من الكهف .. معقول عدا سنين وانا بحاول اقف!!!
.
قلتله بلهفة :
– يعنى دلوقتى الاقيه فى القاهرة ؟ لسه عايش يعنى ؟!
قالى باستغراب :
– قاهرة ايه ؟!! وعرفتى منين ؟!! انتى مين يا بت انتى ؟!!
قلتله :
بص يا عمو عمر عشان اقصر الموضوع , انا عارفة انك عارف عنوان جدو ناير فى القاهرة .. فممكن تدهولى ؟!
قالى وهو مزبهل :
– جدو ناير ؟!!!
قلتله :
– عشان اشرحلك هاخد وقت كتير جدا فارجوك ادينى العنوان انا عارفة انه معاك وانك بتروحله , وبقولك جدى مش ملاحظ حتى الشبه
و شاورتله بصوباعى على وشى !!
بصلى وقالى :
– لا مش شبهه خالص !!
قلتله :
– اصلى شبه ماما سندس , مش قلتلك هنقعد نلوك كتير , ارجوك ادينى العنوان !!
قالى :
Lina Basyouni
– معييش عنوان يا بنتى اتكلى على الله !!!
وقفل الباب فى وشى , تقريبا مفكرنى حد من الجن وبشتغله !!
قعدت قدام بيته وفضلت مرقباه 3 ايام ، كنت بروح بس أسرق الاكل من السوق وارجع تانى قدام بيته.
لحد ما شفت عربية طراز قديم جات قدام بيته ، نزل من البيت و اتلفت يمين وشمال وبعدين ركبها .
طلعت وراه وانا بجرى بالحذاء.
العربيه كانت بطيئه جدا وشكلى اتعودت على السرعة ،حسيت انى كنت بمشى بالحذاء وكنت بتاوب من الملل , العربيه وصلت القاهرة تقريبا فى 9 ساعات !!!
9 ساعات عشان العربية توصل القاهرة ؟!! اخترعوها ليه اصلا؟ !!
العربية وصلت القاهرة ووقفت قدام بيت , نزل من العربية وطلع البيت فطلعت وراه من غير ما ياخد باله .
شفت شاب بيفتحله الباب فعمر قاله :
– ازيك يا احمد , ابوك هنا ..
قاله :
– اها موجود كان لسه بيلبس ونازل المسرح , اتفضل ادخل .
قاله :
– كويس انى لحقته .
دخل وقفل الباب
قلت لنفسى :
اكيد دا احمد ابن جدو ناير… بس مسرح ايه ؟!!
قربت من الباب وحطيت ودنى عليه عشان اسمع اى حاجة بس مسمعتش حاجه خالص… فجأة الباب اتفتح فجريت بسرعة استخبيت تحت السلم .
الدكتور عمر خرج من البيت و معاه راجل شبه بابا بالضبط بس على كبير تقريبا فى الخمسينات , كان لابس بدله شيك بكرافته عريضه وماسك في ايده عصاية وبرنيطه !!
خرج وصل الدكتور عمر وركبه العربية وقاله :
– يعنى ينفع كدا مش عايز تبات حتى ؟!! هتروح صد رد من غير ما تريح من السفر !!!
عمر قاله :
– متقلقش عليا ، متنساش بس تصلح عدة التليفون عشان لو فى حاجة زى كدا اعرف اكلمك ، ومضطرش أضرب المشوار ده ِ
قاله :
-، حاضر
ودعه ، والعربية اتحركت ومشيت.
جدو فضل فى الشارع ، كنت لسه هروح ناحيته ، بس لاقيته ماطلعش البيت واتمشى فى الشارع فمشيت وراه …
دخل فى اكتر من شارع وبعد كدا وقف عند مسرح , أمن المسرح أول ما شافوه سلموا عليه بحرارة قبل ما يدخل المسرح …
حاولت ادخل وراه مرضيوش يدخلونى وقالولى لازم تذكرة !!
قلتلهم :
– من عينيا حاضر
Lina Basyouni
ورجعت لورا وجريت بسرعة على جوا , ملحقوش يشوفونى وانا بجرى قصادهم , خبطت فى جرسون والجرسون خبط فى جرسون تانى فوقع على ترابيزة و الدنيا باظت خالص .
زحفت تحت ترابيزة بسرعة واستخبيت وقعدت اتفرج على العرض …
كان فيه مغنى بيغنى بعود خلص فقرته و حيا الجمهور وخرج.
فجاة لقيت جدى ناير ظهر على المسرح والناس بدأت تسقف وتهلل وتقول :
– نااير ناااير نااير.
جدى حيا الجمهور وقالهم :
– الخدعة اللى هعملها دى عزيزة عليا جدا واول مرة هعملهالكم , خليكم متذكرين ان كل اللى هتشوفوه دا خدعة وخداع بصرى مش اكتر .
مد أيده فى صندوق قدامه على المسرح وطلع منه وزه !!!
فقلت لنفسى :
– اوباااا هيعمل خدعة الوزه اللى عملها لليلى !!!
مسح على الوزه وقالها حاجة كأنه بيطمنها , وطلع السكينة
فسمعت صوت الجمهور كله بيستغرب بصوت واحده وبيقول:
– اوووه
مد ايده وفى اقل من ثانيه كان مطير رقبه الوزه !!
رقبة الوزه بقت على الارض بس جسم الوزه لسه واقف من غير رقبة
الجمهور كان مندهش جدا وزاد اندهاشهم لما لقوا رأس الوزه بتنط من على المسرح وبتتنطط قدامهم فوق التربيزات اللى قاعدين عليها وفضلت تتنطط ،لحد اخر تربيزة فى المسرح !!
التربيزة اللى كنت قاعدة تحتها !!!
بعدها رأس الوزه رجعت تانى على المسرح وفضلت تفط لحد ما رجعت مكانها على جسم الوزن تانى كأنها متقطعتش.
فالوزه رجعت طبيعيه وجريت فوق المسرح !!!
الجمهور كله وقف وفضلوا يسقفوا وفى واحد طلع فى النص وقال :
– انت مسخر جن صح ؟!!
جدى قاله :
– لا انا مش مسخر جن انا قلتلكم دى كلها خدع بصريه والخدعة دى اتعملت للملك خوفو قبل كدا .
حيا الجمهور ونزل من المسرح لباب الفنانين، الجمهور كان بيسقف بأيقاع و بيقول :
ناااير … ناير
–
لحد ما دخلت الفقرة اللى بعدها وكله قعد مكانه تانى.
اتفأجأت بشكوكو طالع المسرح وبدا يغنى مونولوج ويقول :
خليكو شاهدين يا بهايم …على غدر البنى آدمين
إخلاصكم إخلاص دايم … إنما دوكهم خاينين
خليكو شاهدين يا بهايم.
كان نفسى أووى اكمل السهرة ، بس جريت ورا جدى واللى لقيته طالع من باب المسرح ….
فضلت ماشيه وراه وهو بيخش فى شوارع ، لحد ما لقيت حد بيخبط على كتفى من ورا !!!
لفيت رقبتى وببص .. واندهشت لما لقيت جدى ناير ورايا !!!
وبيقولى :
– انتى ماشيه ورايا ليه ؟!!
قلتله وانا متلخبطة :
– ايه دا ؟!! هو انت ازاى ماشى ادامى وجاى من ورايا ؟!!
قالى :
– انتى اللى روحتى لدكتور عمر ؟!!!
قلتله وانا متلغبطه :
– اها ..بص ..هو الموضوع .. مش عارفة اقولك ايه .. بص يا جدو .. هو انت جدى .. انا بنت .. بص عارف احمد ابنك هيخلف ولد اسمه ناجى .. ناجى دا هيخلف نور .. نور بقى دا هيخلف نورا اللى هى انا .. فانا جايه اقولك انقذ حفيدك نور ابن حفيدك ناجى ابن ابنك احمد .. عشان نيللى لعنته بالقميص اللى عملهولك عمو نصير وهو دلوقتى اتسخط حيوان مفتر…
قطع كلامى وقال :
– نصير ؟!!!!
قلتله :
– هو دا اللى همك فى الموضوع يا جدو بقولك احنا بنضيع !!
بصلى باهتمام وحس ان فى حاجة غلط , قالى وهو بيبص على الحذاء الغريب اللى فى رجلى :
– تعالى ورايا .!!
مشيت وراه ،طلعنى البيت ودخلت معاه , احمد ابنه قال وهو بيبصلى باستغراب :
– مين دى يا بابا ؟!!
Lina Basyouni
جدو ناير قاله وهو مبتسم :
– حفيدتك يا احمد !!
قاله باستغراب :
– حفيدتى ؟!!
قاله :
– بهزر بهزر .. خش نام يا احمد دلوقتى عشان تلحق تسافر لامك وخالتك المصيف بكرة .
احمد هز راسه فى طاعة ودخل اوضته وقفل الباب .
جدى ناير بصلى وقالى :
– تعالى ورايا .!!
مشيت وراه ودخلت معاه اوضه , شاورلى على كرسي وشاورلى اقعد ….
قعدت على الكرسى فقالى :
– افتحى ايدك !!
فتحت ايدى , لقيته بيشك صباعى بأبره صغيرة وبياخد نقطه من دمى فى منديل و شك صباعه هو كمان وخد نقطه من دمه فى نفس المنديل وجاب عود كبريت وتمتم بكلمات غريبة , بعد كدا ولع فى المنديل !!
المنديل متحرقش !!
فقال:
– الطاعة لله..
وتمتم بكلمات تانيه وحط المنديل فى جيبه وهو بيقولى :
– المنديل لو كان اتحرق كنت هعرف انك مش من دمى !!
اقعدى بقى كدا واحكيلى نصير خرج ازاى اصلاااا ؟!!
حكيتله على كل حاجة اعرفها و عن بابا لما راح الكهف وقابل نصير اول مرة وعن الرساله اللى هو نفسه كان سايبها مع الغراب غداف عشان لو حد من سلالته راح الكهف …
فقالى :
– بالفعل انا كنت سايب رسالة مع الغراب , بس واضح انه بالرغم من كل احتياطاتى نصير عرف يخرج برضه !!
قلتله :
– البركة فى عمو حنوش !!
قالى باستغراب
– حنوش ؟!
قلتله :
– لا دا حوار كبير اوى يا جدو , دلوقتى لازم تساعدنى ننقذ بابا وبسرعة !!
بص على رجلى والحذاء اللى فيها وقالى :
– انتى عاجزة صح ؟!!!
قلتله :
Lina Basyouni
– اها مولودة باعاقه فى رجلى !!
قالى :
– والحذاء دا هو اللى وقفك على رجلك وهو اللى جابك هنا , على ما اعتقد بيجرى بسرعة اسرع من الضوء !!!!
قلتله بأندهاش :
– واااااااو ……. فى اقل من دقيقة عرفت انا جيت ازاى ومن غير ما اقولك؟ !!
قالى :
– مفيش نوع من انواع السحر معداش عليا , تقريبا انا عارف مين الجنى اللى ممكن يكون صنع حذاء زى دا !!
شكل احفادى هيبقوا اقوياء فى السحر عشان يقدروا يوصلوا لجنى زي دا !!
قلتله :
– لا دا عمو حنوش .. بابا دا خيبه خالص مش زيك يا جدو …
قالى :
– عيب يا بنت متقوليش على حفيدى وابوكى كدا وبعدين انتى عارفة خطورة الرجوع للماضى ؟!! عارفة تأثير الفراشه ؟!!
قلتله :
– ايوا اكيد طبعا عارفة ان اقل حاجة هغيرها فى الماضى ممكن تغير المستقبل تماما .
قالى :
– بالضبط رفرفة جناح فراشه فى بلد ممكن يعمل اعصار فى بلد تانيه .
قلتله :
– فاهمة يا جدو و انا مش جايه اغير اى حاجة فى الماضى انا جيالك عشان استفيد من خبرات الماضى و اغير فى المستقبل او بمعنى اصح الحاضر بتاعى .
قالها :
– تمام يبقى خدى بالك كويس واوعى تلمسى او تحركى حاجة من مكانها حتى لو كوباية …
هزيتله رأسى بالتفهم ..
قالى :
– اشرحيلى بقى الحكايه وايه اللى حصل لابوكى بالضبط ؟!!
حكيتله على كل حاجة ، البير ، الست اللى خرجتها ،اللعنه اللى صابت بابا وميكس السموم اللى عرفته من حنوش
كان منتبه معايا جدا وكتب اسامى السموم اللى قلتهاله فى ورقة …
قالى :
– تركيبة العلاج هتحتاج على الاقل يومين عشان تخلص …
قلتله بلهفة :
– يعنى هتقدر تعملها ؟!
قالى بثقه :
– طبعا …
قمت و جريت عليه ،حضنته وفضلت أبوس فيه ، أبتسم
وقالى :
براحه طيب.
جيه فى دماغى سؤال وأنا ببوسه , فقلتله :
– جدووو ؟!! انا اللى اعرفه انك بطلت السحر من بعد ما خرجت من الكهف ومحدش من احفادك يعرف انك كنت ساحر, أيه حكايه عروض السحر دى ؟!!
قالى :
– انا اصلا شغال فى السكك الحديدية , فقرة المسرح دى بروحها عشان مقدرتش امنع شغفى للسحر فبقيت امارس السحر التخيلى كنوع من الترفيه ..
واشترطت عليهم فى المسرح ميسجلوش فقراتى , واهو بروح مرتين فى الاسبوع ساعة ولا اتنين واعتقد احفادى معرفوش انى ساحر لان احمد بس اللى عارف انى وعارف قصتى كلها بس نبهت عليه ميقولش لأى مخلوق تانى.
قلتله :
– يعنى جدو احمد بيعرف فى السحر ؟!!
قالى :
– احمد ملوش اى اهتمام بالسحر وانا حمدت ربنا على كدا ..
هزيت رأسى فى تفهم ..
معرفتش انام اليوم دا , فضلت قاعدة مع جدى اسأله عن تفاصيل مذكراته وانتقامه من اهل النجع ولما جيبت سيرة ليلى ، عينه غرغرت وقالى بتأثر:
الله يرحمها ..
حاولت أفك الجو فقلتله :
– بقولك ايه يا جدو انا عايزة اتعلم السحر , ويا سلام بقى لو من الاصل ،منك انت , هتبقى فرصة أتعلم السحر بطينه !!!
ابتسم وقالى :
– بتفكرينى بنفسى وانا صغير وانا اجزم انك عارفة فى السحر !!
قلتله بمكر :
Lina Basyouni
– حاجات يعنى… على خفيف كده.
بصلى بتفحص وضيق عينه وقالى :
– لا انتى تعرفى حاجات كتير , وعلى العموم انتى هتبقى معايا وانا بعمل التركيبة وهتبقى اول حاجة اتعلمتيها عشان تنقذى ابوكى.
فضلت انا وجدى نحكى لبعض طول اليومين دول، هو بيحكيلى الماضى وانا بحكيله المستقبل ،سألنى على نصير وقالى :
– اوعى يكون نصير بيشتغلكم او يعذبكم؟!!
قلتله :
نصه؟!!!! دا عسل خاااالص.
قالى بأستغراب :
نصه!!!!
قلتله :
قلتله اه دا الدلع ، لا متقلقش اصل بابا نور مهندس كهربا وفضل يكهرب فيهم لدرجة انهم اترحموا على ايامك، نصير بيحبك اوى يا جدو وديما بيجيب سيرتك بالخير، انا حبيتك من غير ما اعرفك من كلامه عليك.
ابتسم وقالى :
انا كمان بحب نصير جدا، بس اضطريت احبسه عشان احميكم انتوا.
اليومين عدوا بسرعة جدا , جدو عمل التركيبة فى قارورة قدامى و شوفت كل مراحل تصنيعها, بس كانت صعبه جدا ومعقدة وخطواتها ومكونتها كتير مقدرتش احفظها ، داخل فيها اعشاب وانواع ورد خلطهم فى بعض وصب علي الخليط فى الاخر خالص سائل لونه ازرق ، واللى خلى لون التركييه كلها ازرق .
ادانى التركيبة وقالى :
– انتى قولتيلى ان نيللى دى سمت ابوكى ،بس مقلتليش ازاى ؟!! هى حطيتله السم فى اكل او شرب ؟!!
فكرت شويه وقلتله :
– لا انا فاكرة ان عمو حنوش قال لماما ان نيللى صبت السم على جسمه فى الحرب ..
قالى :
– لا يبقى اكيد السم متعزم عليه عشان يخترق جلده !!
قلتله :
– ايوا صح عمو حنوش وهو بيقولى على السموم قال ان كمان فى تعزيمة عشان تثبت المفعول !!
وقف وفكر شويه وقالى :
– كدا الدوا دا مش هينفع لوحده لازم التعزيمة تتفك عشان العلاج يبقى له مفعول ..
قلتله بحزن و بخيبة أمل :
– يعنى انا عملت دا كله على الفاضى ؟!!
قالى :
Lina Basyouni
– للاسف !!!
سكت شويه وجات فى دماغى فكرة مجنونة ,
قلتله بلهفة :
– جدو انا عندى فكرة !!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)