رواية ميراث نور الفصل الخامس والخمسون 55 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء الخامس والخمسون
رواية ميراث نور البارت الخامس والخمسون
رواية ميراث نور الحلقة الخامسة والخمسون
” متاهة”
نصير مسك أيد الطفل ولمسنا بعض كلنا , مارو خبط العصايا تلت مرات علشان ينقلنا ويرجعنا تانى , غمضنا عنينا علشان نتنقل , وفتحناها واتفاجئنا أننا ماأتنقلناش واننا لسه فى متاهة السجن .
مارو حاول تانى بس للأسف ما أتنقلناش !!!
حنوش جرب ينقلنا بره السجن برضه منجحش !!
قولتلهم :
– أدى اللى كنت خايف منه , أيسر كشف زيجا ووقعنا فى فخ !!!
نصير قال :
– يابن الكلب , طيب أزاى عرف يبطل السحر فى المكان ده كله.
أبن القاف قال :
– يمكن السحر مبطول أصلا فى السجن !!!
مارو كان بيحاول ينط عشان يوصل لفتحة من الفتحات بس معرفش وقالنا :
-السحر مبطول !! انا قادر استخدم قدراتى العاديه لكن اللى بستخدم فيها السحر لا.
حنوش قال :
– يابن اللئيمة يا أيسر بتبعتنا وبتشتغلنا …. أكيد معاه المفتاح وخباه علشان يعمل علينا الحوار بتاع الواد الزوهرى ويحبسنا هنا.
أبن القاف قال :
– أحنا أتسرعنا وجرينا ناحية قفصنا برجلينا.
نصير قاله :
– لا ما أتسرعناش ولاحاجة أحنا عملنا اللى أى حد كان هيعمله , خاصة أن المعلومة جات فى وقت ضيق ومن مصدر موثوق , أيسر خدعنا بزيجا زى ما خدعناه بيه.
نورا قالت :
– ياجماعة ركزوا فى المهم لازم نخرج من المتاهة الأول وبعدها نشوف الحا..
قطعت كلامها وقولتلها :
– انا ملاحظ أنك بقيتى فى الفريق وبتقولى رأيك , شوفى يانورا أنتى بنتى أهوه ومن صلبى بس أنا بتشائم بوجودك !!!
حنوش قال :
– نورا عندها حق لازم نلاقى طريقة نخرج بيها بسرعة من هنا , والأ كلنا هنموت هنا والسجن هيبقى مقبرتنا .
نصير قال :
– أيام سواد!!!
مارو قال :
– طيب يله بينا نبدأ , مستنين أيه ؟!
قولتلهم :
– مبدأيا محدش مننا يمشى لوحده , كلنا لازم نتحرك مع بعض كأننا راجل واحد.. وكل واحد منكم يطلع الحاجات اللى فى جيبه .
نورا طلعت من جيبها الموبايل بتاع مارو وحبة طوفى زى اللى أديتهم لياسين وحطتهم على الآرض.
نصير جيبه كان فاضى , مكنش فى جيبه غير الولاعة اللى ولعنا بيها الشعل اللى رميناها على مخازن ألآكل والتركيبات بتاعت الشياطين .
حنوش جيبه فاضى..
وأبن القاف طلع خنجر شبه المطواة …
مارو طلع لبان بالنعناع وقال :
– أماوصلت زيجا عديت على السوبر ماركت وجيبته علشان نضيع بيه ريحة المحشى .
حطيت أيدى فى جيبى مالاقتش غير موبايلى فحطيته جنب الحاجات .
وبصينا على الحاجات اللى على الأرض.
حبة لبان بالنعاع , طوفى , ولاعة , موبايلين , مطوه .
حنوش قال :
– لازم نقتصد فى اللبان والطوفى لآنهم يعتبروا أكلنا طول الفترة اللى جاية , المشكله هتبقى فى المايه لو طولنا هنا .
نصير وطى على الارض ومسك قطعة من الصخر فى حجم كف أيده وحادة وقال :
-هنعلم على أى دهليز ندخله علشان مانتوهش.
مارو قال :
– أهم حاجة نمسك فى أيد بعض ومانسيبهاش لأن زى مانتوا شايفين , مصدر الضوء الوحيد هنا هو ضوء الشمس اللى نازل من الفتحات اللى فى السقف , وأكيد الدنيا هتبقى كحل لما الليل يدخل ومش هتشوفوا حاجه .
هزينا رأسنا بالتأكيد ولمينا الحاجة من على الأرض .
نصير عمل علامة أكس على المكان اللى أحنا فيه .
وشبكنا أيدينا فى أيد بعض ومعانا الطفل الزوهرى وبدأنا نتحرك جوه دهاليز المتاهة .
منافد بتدخل فى منافد والدنيا كلها داخله فى بعضها , أضاءة خافته مخلية جدران المتاهة وعواميدها شكلها مخيف!!
مشينا على نمط معين كنا بندخل المنافد اللى على اليمين بس , مرضناش نتعرج ونتشعب مع المتاهة , مشينا فى أتجاه واحد أتجاه اليمين!!
كنا بنسمع الطفل الزوهرى اللى معانا بيعد أرقام , أستغربنا بس لاحظنا أنه بيعد كل منفد ندخل منه , ودايما كان رافع رأسه لفوق وبيبص على الفتحات البعيدة اللى فى السقف و اللى مدخله بصيص نور للمتاهة.
فضلنا نلف فى المتاهة وكل شوية نقف ناخد راحة ونصير يعلم على الجدار , اللى عدينا عليه.
لحد الدنيا ماضلمت خالص , والفتحات بطلت تدى أضاءة فى المكان , الدنيا كانت ضلمة كحل فعرفنا ان النهار خلص وان الليل دخل , كلنا كنا مش شايفين حاجة , ماعدا مارو !!
فأستقرينا فى مكانا وعملنا دايرة حوالين بعض , طلعت موبايلى وشغلت الكشاف ,
نورا وزعت على كل واحد مننا واحدة طوفى , وما اتفضلش معاها حاجة.
حطينا الطوفى فى بوقنا فحنوش قال :
– مصمصوا !!!متاكلوش , احتفظوا بيها فى بوقكم أطول فترة ممكنه .
عملنا زى ماقال كلنا حتى ياسين الطفل الزوهرى بصلنا وعمل زينا ,فتح السوليفان وطلع الطوفى ومصمصها فى بوقه.
ريحنا فى مكانا وغفلنا كلنا ماعدا مارو .
صحينا مفزوعين على صوت صرخات عالية بترج المكان , لفينا بعينيا لاقينا مارو قاعد بيحرسنا وساند على عصايته , بصلنا وأبتسم وهو بيقول :
– كملوا نوم ماتقلقوش دول أرواح (قرناء) المسجونين اللى ماتوا فى المتاهة على مر العصور , تقريبا هما كمان تايهين ولحد دلوقتى مش لاقيين مخرج .
حاولنا ننام تانى بس معرفناش من أصواتهم العالية , كان صوت خناق وكأنهم بيشتموا بعض !!!
صحينا وقعدنا كلنا حوالين بعض فى دايرة لحد الصبح ماطلع وبدأنا نشوف بصيص من ضوء الشمس بيدخل من الفتحات الضيقة اللى فوقينا.
كملنا فى طريقنا ناحية اليمين , فضلنا ماشيين على نفس النمط بندخل بس المنافد والدهاليز اللى على اليمين , ونصير يعلم على العواميد اللى عدينا عليها , لحد ماوصلنا عند عمود معين ولاقينا نصير خبط رأسه بأيده وهو بيقول :
– يادينى !!
بصينا على العمود لاقيناه متعلم عليه علامة نصير , وأتصدمنا لما لاقينا أثر الحاجات اللى طلعناها من جيوبنا على الرمال .
حنوش قال :
– ده كله بنلف حوالين نفسنا !!!
أحبطنا وقعدنا فى مكانا , بنفكر هنعمل أيه !!
نورا فتحت موبايل مارو اللى أستحوذت عليه , و بصت كأنها بتقرأ فى حاجة !!
قولتلها :
– بتقرأى أيه ؟
بصيتلى وهى مبتسمة وقالت :
– موضوع على النت ؟
قولتلها :
– أزاى مفيش شبكة أصلا !
قالتلى :
– مانا عارفه !! دى صفحة كنت فاتحاها قبل ما أتنقل معاكم هنا والشبكة تقطع بتتكلم عن المتاهة اللى أحنا فيها , بحاول أجمع معلومات عن المكان على أد ما اقدر علشان ألاقى ثغرة , أو أحل لغز المتاهة .
أبن القاف بصلى وقالى :
– بنتك غريبة اوى يانور ,قلبها شجاع زى أبوها بس متهورة شوية وعندها ثقة زيادة فى نفسها .
وبصلها وقالها :
– يانورا يابنت االغالى , المتاهة هنا محدش اخترقها على مر العصور ومحدش عرف لغزها لحد وقتنا الحالى , وما أظنش أن طفلة مع أحترامى الكامل ليكى هى اللى هتحل اللغز , سيبى الكبار هما اللى يتصرفوا وخليكى مع ياسين الزوهرى .
مارو قال :
– أنا جعان !!
حنوش قال :
– ومين سمعك يااااه لو صوباعين محشى دلوقتى !!
مارو قاله :
– متلعبش على أعصابى أرجوك ياحنوش انا بنهار بسرعة .
نصير قال وهو مغمض عينيه :
– تصور المحشى وهو بيدوب فى بوقك ياااد يا مارو , افتكر ورق المحشى وهو مستوى والرز وهو مفلفل .
مارو كان بيبص على نصير وهو بيبلع ريقه وبيترجاه يوقف !!
قولتلهم وأنا بغمزلهم :
– ياجدعان بس بقى وركزوا فى اللى أحنا فيه ومحدش يجيب لمارو سيرة المحشى أو الرز بلبن .
مارو بصلى وقال بأشتهاء :
– اااااااه رز بلبن … الله يلعن…
قطعت كلامه و قلتلهم بجدية :
-خلاص يا جماعة كفاية هزار محتاجين نفكر بجدية ازاى هنخرج من المصيبة دى.
نورا قالت :
– ممكن تركزوا معايا هنا أرجوكم .
بصينا ليها فوقفت كقائد عسكر وقالت :
– لازم نفكر بدماغ المهندس البرتغالى اللى صمم المكان , بيقولوا أنه كان فى الاصل سجين , والسلطان أداله حريته فى مقابل بناء سجن زى ده , السجن اللى فكرته كلها قايمة على فكرة الحرية لمن يستحقها , سجن تحدى بيه كل السجناء اللى زيه انهم يخرجوا منه , سجن فيه مخرج واحد بس لو وصلته فانت تستحق حريتك .
حنوش كمل على كلامها و قال :
فى حكمة متداولة عن السجن بتقول الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود , السجن مالوش ابواب او شبابيك متاهة كبيرة مفيهاش الا فتحات فوق السقف بيرموا منها الاكل وبيدخلوا منها المساجين .
نورا بصت على الفتحات اللى فى السقف وقالت فى سرها بصوت مسموع :
–
الداخل فيه مفقود والخارج منه مولود … سجن مافيهوش أبواب أو شبابيك !!
أبتسمت وقالت :
– السر فى الفتحات اللى فى السقف.
وبصتلنا وقالت :
– مفيش باب للسجن بيطلع برة المتاهة وبيدى الحرية , مفيش باب أصلا فى السجن كله !!
بصينا عليها بأستغراب وحنوش بص ليها بأهتمام شديد وقالها :
– كملى يانوشة ووضحى كلامك أكتر !!
فبصت علينا وقالت :
– المهندس اللى عمل السجن معملش فيه ولا باب واحد، حتى باب الخروج مش هيبقى باب عادى على ما أعتقد هيبقى فتحة فى السقف !!.
ركزوا فى الحكمة اللى قالها حنوش عن السجن لآن فيها حل اللغز (الداخل فيه اللى هي الفتحات اللى فى السقف والخارج منه واللى هيبقى فتحة فى السقف برضه !!
وجهت شاشة الموبايل ناحيتنا وقالت :
– مكتوب فى الموضوع اللى بقراه عن المتاهة أن فتحات السقف أو الاخرام بتختلف بعدها وارتفاعها عن الارض ,من اقل من7 متر لحد عشر امتار , يعنى فيه فتحات قريبة من أرضية السجن وفتحات بعيده عن أرض السجن ,على حسب نظريتى ان السجن اللى مفيهوش باب ولا شبابيك هيكون بابه فتحة فى السقف قريبة من الأرض.
حنوش قطع كلامها وقال وهو بيفكر :
– وطبعا اللى بيحاول يهرب من المتاهة هيبقى هدفه انه يمشى فى دهاليز المتاهة ويدور على مخرج او باب مستخبى فى الدهاليز دى محدش هيبص على السقف , مع ان المتاهة مالهاش غير سقف واحد وبتقوم عليه فكرة السجن كله .
مارو كان هيقول حاجة , فشاورتله يسكت وقولتلها :
– كملى يانوشة !!!
قالت بفخر :
بالضبط يا حنوش، اللى عايزة أقوله أننا مش هنمشى فى دهاليز المتاهة والا هنتوه زى كل الناس ما تاهت , احنا هنمشى ورا الفتحات اللى فى السقف , ونحاول نفهم النمط وأنا متأكدة أننا هنوصل لحاجة.
نصير قال :
معنى كدا ان الهروب منه مش هينفع يكون غير فى عز النهار علشان نعرف نشوف الفتحات كويس !!
ابن القاف قال باستغراب :
غريبة سجن مينفعش تهرب منه غير فى النهار.. على عكس كل السجون.
بصيت لابن القاف وقولتله بفخر :
– شوفت بنتى عامله أزاى ؟!!
قالى وهو مندهش :
– سبحان الله.
نورا قالت بحماس :
يله بينا بقى نمشى ورا الفتحات.
مشينا ورا الفتحات كان فى فتحات منورة و فتحات باين انها اتسدت مع العمار فوق السجن .
مسكنا فى أيد بعض وأتحركنا و أحنا بنبص على الفتحات , كنا بنقيس بعنينا المسافة بينا وبين السقف.
ولاحظنا اننا كل مانغوط فى المتاهة أكتر , السقف يبعد أكتر والفتحات تبعد معاه , كأننا بننزل منزل (أرض مايلة )وكل ما نغوط ننزل أكتر , والسقف يبعد , رجلينا بدأت تدوس على عظم الناس اللى ماتت بعد ما تاهت فى المتاهة .
ياسين الطفل الزوهرى كان خايف يدوس على العضم ووقف ماتحركش فمارو شاله ومشى بيه.
السقف بعد خالص والفتحات بقت بعيدة جدا .
مارو قال لنورا الى كانت مشغولة بالسقف :
– السقف بيبعد أحنا كده غوطنا خالص فى المتاهة , ولو خدتى بالك بواقى جثث الناس بدأت تكتر , معنى ذلك اننا ماشين فى اتجاه غلط .
نورا قالت بثقة :
– طريق الحرية صعب يامارو ومش أى حد هيوصله بسهولة , اللى هيعافر بس هو اللى هيوصله .
وشدت أيده لقدام وقالت :
– غوطوا تقريبا أنا بدأت افهم الفكرة !!
فضلنا نغوط لحد ما السقف بعد خالص ومابقاش فيه أضاءة فى المكان تماما.
ريحنا شوية وقعدنا على الارض , بعد مانصير زاح بواقى الجثث وفضى مكان نقعد فيه .
طلعت موبايلى وشغلت الكشاف , دقيقتين وموبايلى فصل شحن والضلمة رجعت تانى .
قولت لنوشة :
– شغلى كشاف موبايلك.
فمردتش عليا !!
قولتلها :
– نوشة !!
قالتى :
– أيوه يابابا موبايلى فصل هو كمان !!
شوفنا شرارة ضوء وسمعنا صوت أيد نصير وهيا بتحك فى حجر الولاعة.
نصير لف حجر الولاعة تانى فالولاعة أشتعلت وأضائت المكان اللى حوالين نصير أضاءة خفيفة.
شوية صغيرة و أختفت شعلة الولاعة , نصير حاول يولعها تانى وفشل وقالنا :
– الغاز اللى فى الولاعة خلص!!!
مارو قال :
– ماتشغلوش بالكم , أنا شايف كويس , ومش هقولك شايف ايه بس قرناء المساجين واللى تقريبا ماشيين ورانا من اول ما بدأنا محاوطنكم وعاملين عليكم دايرة وعايزين يوصلوا معايا لاتفاق .
قلتله :
– اتفاق ايه ؟!
قال:
– لما نقدر نخرج بس من هنا هبقى اقولكم.
سكت وسمعنا صوت وشوشه مفهمناش منها حاجة شوية ولاقيناه بيوزع علينا كل واحد لبانة بالنعناع , وقال :
– يلا مش مشكلة انا !! هستنى لما نطلع من هنا وأكل محشى.
سمعنا صوت نورا بتقول :
– على ما اعتقد أننا فى مركز المتاهة , أعمق حتة فى المتاهة , لاننا مفروض فى عز النهار ومفيش اضاءه , المكان دا اللى فقد فيه المساجين الامل وتاهوا فى المتاهة و الظلام الدامس.
المفروض ان احنا نكمل ومنيأسش زيهم وانا واثقه اننا هنبدأ نصعد والسقف يرجع يقرب تانى من الأرضية لحد ما نوصل لمكان اعتقد هيتلاقى فيه ارضيه المكان بسقفه , السقف اللى هيكون فيه المخرج او الفتحة اللى هنخرج منها .
مارو قالنا :
– يارب نظريتك تطلع صح يا نوشه.. امسكوا فى ايد بعض.
مسكنا فى ايد بعض، قالنا :
– يلا قوموا .
مارو سحبنا فى وسط الضلمة ومشى بينا فى المتاهة, كنا زى العمى واللى بيجرنا مارو .
– ناديت عليه وقلتله :
– واد يا مارو شايف ايه ؟!! البت نورا عندها حق ولا احنا توهنا.
قال :
– مش عارف .. لحد دلوقتى مظهرتش اى اخرام قدامى ,ادينا مكملين لحد ما نشوف اخرتها ايه , بس احنا لسه بنغوص وحاسس ان احنا بننزل مبنطلعش.
سمعت نورا بتقول :
– كمل يا مارو كمل.
بن القاف قال :
– مش عارف ليه حاسس ان بنتك بتقودنا لهلاكنا.
قلتله :
– مش هتبقى اول مرة بتعملها!
حنوش قال :
– انا مؤمن بنوشه!
وقطع كلامه وقال :
– اى .. براحه يا مارو انت بتجرى ليه.
نصير قال :
– ما براحه يا عم ماروصح احنا ماشيين وراك بنخبط فى الجدران.
ياسين الزهرى قال وهو بيعيط :
– انا خاايف.
نصير قاله وهو بيطمنه :
– متخافش يا حبيبى انت لسه مشفتش حاجة انت لو كملت معانا هتشوف ايام سوااد .
قلت لمارو :
– يا مارو ما تقولنا يا مارو شايف ايه قدامك وبتجرى ليه يبنى كدا … اى .. يبنى براحه بنخبط فى الجدران.
– مارو قال :
– انتوا حاسيين ان احنا بنصعد؟!
قلتله :
– لا مش حاسين ان احنا بنصعد زى ما مكناش حاسين ان احنا بنهبط كنا بنستدل على العمق بارتفاع الفتحات فى السقف انما دلوقتى مش شايفين حاجة لو شايف حاجة قولنا.
مارو رد :
– انا شايف من على بعد فتحة وحاسس ان احنا بنصعد وعشان كدا بجرى بيكم عشان اتاكد ان احنا بنصعد .. استحملوا معلش.
مارو فضل يجرى بينا وفضلنا نخبط وراه لحد ما شوفنا بصيص من الضوء جاى من فتحة فى السقف.
قربنا من الفتحة وحسينا لاول مرة ان احنا بنصعد , الفتحات كانت متباعدة بس كنا حاسين بين كل فتحة والتانية ان احنا بنقرب من السقف زى ما نورا كانت بتقول .
المكان بدأ ينور تانى بأضاءه خافتة , اتحمسنا اكتر وجرينا مع مارو واحنا بنخش بين الدهاليز بتاعت المتاهات وبنتبع الفتحات اللى فى السقف.
حسينا طول ما احنا ماشيين ان الفتحات قطرها بيكبر والاضاءه بتزيد , كان فى فتحات مسدودة بس كان باين انها اكبر من اللى قبلها.
فضلنا ماشيين لحد ما حسينا اننا بنصعد تبه عالية تحت الارض , بصينا لبعض واحنا بنبتسم وبدأنا نصعد التبه.
صعدنا للتبه لحد السقف ما بقى فوق رأسنا بالضبط , ولقينا المخرج اللى عبارة عن حفرة بس كان مسدود بصخرة .
مارو قالنا وهو بيضحك :
– حمد لله على السلامة يا جماعة.
وضرب الصخرة بأيده فاتفتت وضوء الشمس اجتاح المكان
اخدنا نفس عميق ونورا قالت :
– حرية .
خرجنا كلنا بره المتاهة واتفجأنا لما لقينا نفسنا فى منطقه اثريه قديمة ومحطمة.
حنوش قال وهو بيتفحص المكان :
– وليلى ؟!!
نوشه قالتله :
– ايواااا وليلى مش دى المنطقة اللى كسر منها السلطان المولى اسماعيل الصخور الاثرية اللى بنى بيها القصور بتاعته , عشان كدا خلى المخرج هنا .
حنوش قال :
– برافو عليكى يا نورا .. المدينة دى جنب مدينة مكناس بالضبط حوالى 6 ساعات مشى تقريبا نفس المسافة اللى مشيناها من اول ما تتابعنا السقف.
كلنا حيينا نورا وقلتلها وانا بسقف :
– شابوه يا بنتى والله.
نورا قالت وهى فرحانة :
– افهم من كدا ان انت هتخدنى معاك الحرب الجاية وهتخلى مارو يعلمنى السحر ؟!
قولتلها :
– على جثتى احنا هنهرج!!
يلا خلونا نشوف هنروح فين ولا هنعمل ايه!!
لسه مارو هينقلنا لقيناه بيقول :
– اوبااااا
************************************************
” زيجا ”
بلعت ريقى وقلت لجوهر :
– فى ايه دا انا كنت هاخد ازازة المايه، وشاورتله على ازازة المايه اللى جنب الكتاب .
جوهر مسبش ايدى برضه واتفجأت بأيسر داخل الاوضه لوحده.
قلتله وانا مبتسم ومتوتر :
– ايسر!! كويس ان انت جيت تعالا شوف جوهر مفكرنى عايز اخد كتابه.
ابتسم وقال :
– سيب ايده يا جوهر ..
وبصلى وقال :
– تعالا يا زيجا عاملك مفاجأة.
قلتله وانا متوتر :
– مفأجأة ايه وفين الواد ؟
-قالى :
– واد ايه!
قلتله :
– الواد الزهرى اللى كنت رايح تجيبه عشان تفتح المقبرة وتجيب المفتاح.
ضحك بصوت عالى وقال :
– ايه دا انت صدقت!!!… وطبعا جريت على عيله ناير وبلغتهم ..
المفتاح معايا يا زيجا من بدرى وعيله ناير دلوقتى محبوسين فى متاهة قارا.
المتاهة اللى مفيش بنى ادم خرج منهاا حى .. تقدر تدعيلهم .. وتعالا معايا بقى عشان تشوف المفأجاة بتاعتك.
بصيت على الشباك عشان اجرى انط منه فاتفاجأت بجوهر بيمسكنى بأيده من قفايا وبيزوقنى عشان اخرج بره الاوضه.
اول ما خرجت بره الاوضه لقيت فى الرسيبشن قفص حديد كبير , جوهر جرجرنى للقفص ودخلنى فيه.
وايسر قال :
– كنت فاكرنى داقق عصافير!!!
انا عرفت ان انت معاهم من اول ما شكتنى بالابره، مش قلتلك فيلم عربى قديم.. وعلى فكرة انا عملتها فيك زى ما عملتها فيا بالضبط لما جيت من وراك وقفشتك وانت بتهرب من المعسكر، شكيتك بنفس السم اللى شكتنى بيه , سم ذبابة تسى تسى ,مفكرنى عبيط يالاه.
مدة حضانه السم المركز اللى ادتهولى يومين وبعدها تبدا تظهر عليك الاعراض يعنى المفروض تظهر النهاردة.
هتحس ان انت واخد دور برد بس دور برد غريب.
روحك هتتسحب وهتشوف بقى الباقى لحد ما تموت بس انا مش هسيبك تموت عارف ليه؟!
عشان هشغلك شغلانتك القديمة .. فار تجارب بعد ما تخلص دش السم هجرب عليك اخطر تركيبة لو نجحت هقتلك ولو فشلت هتبقى مسخ ومش اى مسخ.
جسمك كله هيبقى عبارة عن تشوهات وهتموت برضه .
قطعت كلامه قلت وانا بتهته :
– انا.. انا مخنتكش يا ايسر.. عيله ناير مين اللى هخونك معاهم دول ولاد كلب دا انا ليا طار معاهم.
ضحك بصوت متقطع ودخل الاوضه وخرج بطبق مايه وازازة زيت , حط زيت على المايه وهو بيتمتم بتعزيمات , فظهر عيله نور وهما بيجروا فى المتاهة فقالى :
– ايه اللى وداهم متاهة قارا وبعد ما بلغتك على طول ان الواد هناك.
بصيت على بقعة الزيت لقيت مارو بيخبط الارض بالعصايا وبيحاول يتنقل بصيت باهتمام فايسر قالى :
– مش هيعرف يتنقل .. عارف ليه ؟!!
هقولك ليه!!
عشان الواد اللى هما رايحين ينقذوه منقوش تحت ظهره لمؤخده تعزيمة لابطال السحر فطول ما هو بيتحرك معاهم و طول ما هما قريبين منه مش هيعرفوا يستخدموا السحر.
قالى وهو واخد جوهر وبيحضر نفسه ينتقل :
– انا هسيبلك الطبق تستمتع بالشو .. اها صح متحاولش تنادى فى الطبق مش هيسمعوك .
واتنقل هو وجوهر وهو بيقولى :
– بعد اذنك هنجرب نحيي الموتى .
قلت اول ما اختفى :
– اها يا كافر يبن الكلب.
بصيت فى الطبق لقيت عيله نور تايهين فى المتاهة حاولت انادى عليهم مسمعوش ..
فضلت اهز فى القفص عشان اخرج بس القفص كان متثبت فى الارض .
حاولت اصرخ عشان حد يجى ينقذنى محدش سمعنى وتقريبا صوتى مكنش بيطلع بره الشقه.
شويه وحسيت ان جسمى بيكلنى وبدأت اسخن .
اعراض المرحلة الاولى للتسمم بدأت.. عضمى بدأ يوجعنى وهبطت فقعدت على الارض .
اليوم دا ايسر مجاش.
تانى يوم التعب زاد عليا.
كنت بحاول افتح عينى وابص على طبق الزيت بس مكنتش شايفهم.
كان الزيت عباره عن ضلمة.
كنت كل فترة بحاول افتح عينى وابص بس برضه كنت بشوف ضلمة.
لحد ما فتحت عينى وبصيت فى مرة لقيتهم ظهروا على بقعه الزيت وفى اضاءه خافته شفت مارو وهو شاددهم وراه وبيجرى.
حسيت انهم وصلوا لحاجة قاومت نفسى وفتحت عينى اكتر فلقيت الاضاءه بتزيد حواليهم شويه اتفجأت انهم وصلوا للسقف وشوفت مارو وهو بيخبط صخره بايده قلت وانا فرحان بصوت مجهد ومبحوج :
– يلا بقى اخرجوا بسرعه قبل ما أيسر.
قطعت كلامى لما لقيت فجأة ايسر حضر ومعاه جوهر .
ايسر بص فى الطبق وشاف عيله نور وهى بتخرج من المتاهة.
كان مصدوم ومش مصدق قال :
– يا ولاد الكلب .. خرجوا ازاى دول!
ونادى على الخدمة بتاعته وقالهم :
– روحوا هاتوهم بسرعة كدا كدا مش هيعرفوا يستخدموا السحر والولد معاهم.
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)