رواية ميراث نور الفصل التاسع والسبعون 79 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء التاسع والسبعون
رواية ميراث نور البارت التاسع والسبعون
رواية ميراث نور الحلقة التاسعة والسبعون
” أعراض إنسحاب ”
” نور ”
نصير مسك خدودى وهو بيقول :
وحشانى أيام الشقاوة يا نينو… إيه مش هتبارك لورثك حبيبك ولا إيه ؟ !!
زيحت ايده من على خدودى وانا بقول :
وسع ايدك دى قولتلك 500 مرة ملتعبش فى قرينى وبعدين تعالا هنا ليه خبيت عليا أنك استعدت قدراتك ؟!!
نصير قال بتردد :
عشان … امممم….. مش وقته يا نينو بعدين نشوف الموضوع ده خلينا فى المهم دلوقتى , المسألة دى حياة او موت ومش هينفع تتأجل الحوار التانى ممكن يتأجل …
قولتله :
حياة أو موت !!! موت مين يا نصير ؟!!
قالى :
مش عايز احرقلك الأحداث .. موتك أنت ..
بلعت ريقى وقولتله :
انا !!!
هزلى رأسه بالتأكيد وهو بيقول :
نخش فى الموضوع على طول , فيه نص تانى من حياة جدك ناير محدش يعرف عنها حاجة غير حد واحد بس
عارف مين ؟
قولتله :
مين ؟
قالى وهو بيناولنى ريموت التلفزيون :
حارس السيف ( ننح ) كنت قاعد معاه فى قاعدة صفا وصدمنى لما حكالى عن اللى حصل فى الفترة دى … مش هتصدق المصيبة اللى داخله علينا .. أفتح التليفزيون يانينو وأنت هتعرف كل حاجة !
دوست على زرار الريموت ففتح التليفزيون على التشويش … بعدها ظهرت الصورة …..
محطة قطر و جدى ناير واقف على الرصيف وفى أيده شنطة .
============================ =======
” ناير ”
أستقبلت علامات واشارات فى صورة احلام لبنت صغيرة بتقول انها حفيدتى !!!
فضلت الأحلام تطاردنى طول ما أنا نايم وطول ما أنا صاحى لدرجة زرعت فى دماغى الفكرة واتفأجات بيها بتنمو وبتكبر وبتسيطر عليا .
فكرة أنى ابدأ حياة جديدة …ويكون ليا نسل.
بس لو هبدأ حياة جديدة لازم تكون بعيد عن أى حاجة تربطنى بحياتى القديمة …
الفكرة أختمرت فى عقلى فقررت احبس نصير وباقى الخدمة فى الكهف وافصلهم عنى و أبتعد تماما عن السحر …
مشيت ورا الرؤى والأحلام اللى دلتنى أنى أركب قطر معين فى ساعة معينة على كرسى معين …
ركبت القطر ومشيت لحد ما وصلت للكرسى , كرسى رقم 5 ..
قعدت على الكرسى فشوفت قدامى بنت شابة كفيفة ، قاعدة على كرسى متحرك وجنبها ست كبيرة (امها) …
الست (أمها) بصتلى وقالتلى بدون مقدمات :
– انت جوز بنتى اللى حلمت بيه!
بصيت لها باستغراب فقالتلى :
– مش مصدقنى يبنى؟!!
قولتلها بإحراج :
– لا ابدا يا حاجة .. بس غريبة يعنى مش عارف اقولك ايه!!
قالتلى :
– قول الف مبروك ولا انت مش هتوافق عشان مبروكة كفيفة وعاجزة.
قولتلها :
– لا أنا مستغرب الطريقة بس.. مفيش حد بيوقف حد غريب فى القطر ويقوله أنت جوز بنتى !!
ابتسمت وقالت :
– سؤال واحد لو جاوبت عليه يبقى أنت المقصود .
قولتلها :
– اسألى
قالت :
– أنت ضيعت عمرك وقررت تبدأ حياة جديدة ويكون ليك نسل صح ؟!
اتصدمت من كلامها وقولتلها :
– انتى عرفتى ازاى ؟!!
قالتلى :
– تعرف يبنى احنا مش من هنا اصلا وملناش حد ومفيش راجل معانا ..انا جالى واحد فى المنام وقالى اركب القطر ده وارجعىط تانى على نفس القطر .. عارف الواحد دا يبقى مين .
قولتلها :
– مين يا حجة ؟!!
حركت رأسها لقدام وقربت عليا وقالت :
– أنت ..
هنا تيقنت من العلامات وعرفت انها استحالة تكون حاجة عشوائية او سحر .. دا قدر .. ورسالة بيرسلها ربنا ليا.
القطر أتحرك بينا فى اتجاه القاهرة
الست بصتلى وقالت :
انا زيي زيك يابنى ، مستغربة وتايهة بس انا فى بينى وبين ربنا عمار وبمشى ورا قلبى وهداية ربنا ….
و ربنا هدانى ليك بعد رؤية شوفتها وصحيت بعدها على أذان الفجر …. ..انت عندك سكن فى مصر ؟!
هزتلها رأسى بالنفى ..
قالتلى :
احنا عندنا بيت شقتين ، شقة قاعدة فيها انا ومبروكة بعد ما ابوها الله يرحمه ما مات وشقة تانية هوضبهالك تقعد فيها …
أنت عندك شغلانة ؟!
هزتلها رأسى بالنفى ..
قالتلى :
انا اعرف واحد شغال فى السكك الحديد هخليه يشوفلك شغلانة أنت شكلك بن حلال وليك طلة .. بس هو أنت كده على طول مبتكلمش كتير ؟!
هزتلها رأسي بالتأكيد ..
مبروكة بنتها اتكلمت لأول مرة وقالت :
امى سيبى الافندى أرجوكى ،مينفعش اللى بتعمليه فيا ده !
نزلت دمعة من عينيها وكملت :
مش هنرمى بلانا على الناس …
اتفأجأت بلسانى بيتكلم لاأراديا وبيقول :
انا مش عارف اشكركم ازاى على عرض ضيافتكم .
وسكت بعدها وهما سكتوا طول السكة لحد القطر ما وصل مصر على المغرب …
الست قامت من مكانها وحررت كرسي العجل بتاع بنتها وهى بتقولى :
…الا أنت اسمك ايه ؟
حاولت أساعدها ،مسكت منها الكرسي وقولتلها :
اسمى ناير يا امى ..
شيلت مبروكة بالكرسي ونزلتها من القطر على الرصيف
و بصيت على امها اللى زين وشها ابتسامة عريضة من الودن للودن …
فضلت واقف ساكت فبصتلى وقالت :
على فكرة يا ناير يابنى احنا مش متسولين ولا بنرمى بلانا زى ما مبروكة بنتى قالت .. احنا ولاد ناس ومعانا اللى يكفينا اها مش اغنيا بس مش فقراء وبنتى مبروكة دى تتاقل بالدهب ….
انا مش برميها .. انا عاملة زى ام سيدنا موسي مع فرق التشبيه.. انا بختار لبنتى اللى يصونها واللى جاتلى عليه العلامة و انت اللى هتيجى تطلبها بنفسك منى ولحد ما ده يحصل انت ضيف عندنا زى ما قولتلك ….
هزيت رأسى بالتأكيد و مشيت معاهم كأنى متبنج.
خرجنا من المحطة واتمشينا مسافة صغيرة لحد ما وصلنا لحارة شعبية..
طول السكة كنت انا اللى بزق كرسي مبروكة اللى كانت متأففة وعلى وشها علامات الغضب الممزوج بالكبرياء …
وصلنا البيت واللى كان عبارة عن دورين ، بلكونتين فوق بعض وبوابة حديد ضيقة هابطة تحت الأرض …
ام مبروكة فتحت درفة من الباب ودخلت قدامى زقيت الكرسى ودخلت وراها بمبروكة .
بصيت على سلم الدور الاولانى فأم مبروكة قالتلى :
متخافش هشيل معاك .
مبروكة قالت بغضب :
لا يا ماما اندهى عم عبده البقال مش عايزة حد غريب يشلنى.
امها قالتلها بحميمية زيادة عن اللزوم :
هو ناير غريب يا بت وبعدين ما هو كان بيزقك طول الطريق … شيل يا ناير يابنى.
وقفت فترة مندهش ومصدوم من اللى بيحصل .. وسألت نفسى انا ايه اللى جابنى هنا !!!…
ما استنتش الإجابة من نفسى ولاقيتنى لاأرديا برفع الكرسي وبطلع بيه السلم قدام ام مبروكة .
ام مبروكة قالت بفرحة :
بسم الله ماشاء الله طول بعرض وفيه صحة !
يدوبك حطيت الكرسى حسيت بحاجة دخلت جوفى فكحيت و ففضلت اكح وأنا بشهق .
ام مبروك فتحت الباب بسرعة ودخلت جابت كوباية مايه وقالتلى :
من شر حسد اذا حسد !! خد …خد بلع ما يحسد المال الا اصحابه !!
اخدت كوباية المايه و رفعتها على بوقى فشوفت مبروكة بتمد ايديها وبتلف عجلات كرسيها ودخلت بسرعة الشقة وهى متأففة …
ام مبروكة مدت ايديها فى عبها وطلعت صرة قماش صغير مربوط فى رقبتها بحبل , فتحته وطلعت منه مفتاح
ناولتهولى وهى بتشاور فوق وبتقول :
الشقة بتاعتك فوق …بات الليلة فيها وبكرة اوضبها
قولتلها :
ثوانى يا امى ممكن بس اعرف ايجار الشقة كام ؟
قالتلى :
اه طبعا اومال انا هديهالك ببلاش .. ايجارها 50 قرش فى الشهر والماية والكهربا عليك والدفع لما تستلم الشغلانة اللى هجيبهالك …
مدتنيش فرصه اعترض على أى حاجة , ناولتنى المفتاح وأستاذنت علشان تريح من السفر ..
قفلت باب شقتها وفضلت أنا واقف جنبى شنطتى، ومش عارف أطلع ولا أرجع…
بصيت على السلم اللى بيطلع للشقة اللى أدتنى مفتاحها
و طلعت …
مديت مفتاحى فى كالون الشقة وفتحتها …
طلعت علبة الكبريت من جيبى وولعت لمبة الجاز اللى جنب الباب …
إضاءة اللمبة سرحت فى الشقة فشوفت كراكيب فى كل حتة , تراب متراكم وخيوط عنكبوت فى السقف وفى جميع جوانب الشقة …
عديت مابين الكراكيب لحد ما وصلت لباب البلكونة , فتحت البلكونة ورجعت حطيت شنطتى على الترابيزة المتربة اللى فى نص الشقة ….
شمرت دراعى وبدأت فى تنضيف الشقة .
فضلت أنضف فيها طول الليل لحد أذان الفجر ..
نضفت الشقة بعد شقى , وبعد ما صدرى أتملى تراب وعفرة , خدت حمام وخرجت صليت ومددت ضهرى على السرير .
ريحت وغمضت عينى , صحيت بعدها بساعتين على صوت مغنية عذب جدا وصافى تقريبا حد من الجيران مشغل الراديو ..
قومت من على السرير ووقفت فى البلكونة علشان أمتع ودانى بصوت اللى بتغنى واللى كانت بتقول :
أفديه ان حفظ الهوى أو ضيعه .. ملك الفؤاد فما عسي أن أصنع
من لم يذق ظلم الحبيب كظلمه حلواُ …. فقد جهل المحبة وادعى
هل في فؤادك رحمة لمتيم …ضمت جوانحه فؤاداً موجعا !!!
هل من سبيل أن أبث صبابتي … أو أشتكي بلواي أو أتوجع
بصيت من البلكونة على الحارة والناس اللى فيها , شوفت صبى صغير بيستفتح و بيرش ميه قدام محل جزارة , رجل عجوز واقف بقدرة فول وسقا شايل قربة مية وبيلف على البيوت .
باب شقتى خبط , روحت افتح لاقيت أم مبروكة شايلة صينية أكل فوقيها عيش وطعمية وفول وكوبايتين شاى.
واقف جنبها راجل فى الخمسينات لابس بدلة وطربوش وفى أيده منشة ريش نعام !
أم مبروكة قالت :
أيه هنفضل واقفين على الباب ولا أيه!
وسعتلهم سكة فدخلوا الاتنين الشقة ..
أم مبروكه حطت الصينية على الترابيزة وقعدت وقعد جنبها الراجل اللى معاها واللى مد أيده و أخد كوباية شاى من فوق الصينية ..
أم مبروكه قالت وهى بتبص على الشقة النضيفة :
ماشاء الله عليك , شكلك واخد على الشقى ..ده انت رجعتها شقة تانى .
هزتلها رأسى وبصيت على الراجل اللى بيشرب الشاى فأم مبروكة أبتسمت وهى بتقول :
أها نسيت أعرفك .. ده عمك صلاح أفندى اللى قولتلك هيشوفلك وظيفة فى السكك الحديد ..
مديت أيدى وسلمت على صلاح أفندى فقال :
أهلا وسهلا يا … ناير صح ؟
هزتله رأسى بالتأكيد فخد بوق من كوباية الشاى و كمل كلامه :
الست أم مبروكة بتشكر فيك جدا وقالتلى أنك بتدور على وظيفة , قولى الأول أنت متعلم ؟
قولتله :
أها بعرف أقرأ وأكتب بس مش معايا شهادة مدرسة , كنت بروح الكٌتاب وواحد أبن حلال علمنى أقرأ و….
الراجل بص للست أم مبروكة وقالها :
طلع مش معاه أبتدائية الموضوع كده هيبقى صعب .
أم مبروكة قالتله :
شغله فى أى حاجة ياصلاح أنت مش هتغلب وماتقلقش أنا هراضيك وهو كمان هيراضيك أخر الشهر …
هزلها رأسه وقام وقف وقال :
أن شاء الله ربنا يقدم اللى فيه الخير .
أستأذن وخد نفسه ومشى .
يومين بالضبط ولاقيت صلاح أفندى بيخبط على الباب علشان أستلم الشغل فى السكك الحديد …
روحت معاه وسجلت أسمى فى الدفاتر وأستلمت الشغل على شباك التذاكر..
فى البداية كنت منزعج من الشغل علشان الزحمة والدوشة بتاعته خاصة أنى مش متعود على الأختلاط مع الناس لكن مع الوقت بدأت أتكيف مع الحياة الجديدة .
أصحى من النوم على صوت اللى بتغنى فى الراديو وأفطر على فول عم سعده اللى تحت البيت وبعدها أطلع على سكك الحديد أستلم شغلى مع صلاح أفندى واللى كان باين عليه أنه راجل فى قمة الاحترام والذوق , حبنى جدا وأنا كمان حبيته .
عدى اسبوعين على هذا الحال لحد ماجات الليلة الموعودة..
كنت بقالى يومين مبسمعش صوت المغنية اللى اتعودت عليه ، صحيت من النوم فطرت وروحت الشغل قعدت قدام شباك التذاكر أباشر عملى، لحد ماوقف قدام الشباك آخر شخص توقعت أنى اشوفه فى الحياة تانى .
عمى دياب اللى أهل النجع قطعوا رأسه من ١٢ سنه!! واقف قدامى بشحمه ولحمه ورأسه! لابس جلابيته أم كم واسع!
فركت عينى واتلفت حواليا فلاقيته بيقولى :
عايز تذكرة لطنطا يابنى…
فضلت متنح فترة وببص على كم جلابيته الواسع فشوفت رأس ثعبانه بيطل منها …
قطع سرحانى وقالى:
فيه حاجة يابنى !! بتبصلى كده ليه ؟!
فضلت متنح وعجزت عن الرد ، معقول يكون حد شبهه ، طيب والافعى اللى فى كمه ، قطعت التذكرة واديتهاله وانا متنح من غير ما اخد منه فلوس.
ساب شباك التذاكر ومشى فوقفت بصيت عليه لحد ما اختفى وسط الناس !
قعدت قدام شباك التذاكر وأنا مشتت.
فجأة أتخشبت مكانى لما سمعت صوتها ….
ليلى !
أتلفت ناحية الصوت لاقيتها واقفة قدام شباك التذاكر!!
عينى جحظت لقدام لما شوفتها حامل ، قالتلى :
عايزة تذكرة ذهاب بلا عودة ياناير!!!
بعدها اختفت!!
استاذنت من الشغل بدرى لما عرفت ايه اللى بيحصلى …
هلاوس سمعية وبصرية ، تقريبا دى الأثار الجانبية لتعويذة الفصل اللى استخدمتها عشان افصل نصير عنى واللى مكنتش عامل حسابها …
كنت عارف أنى هتأثر بعد ما أفصل كيان كبير زى ده عنى , كيان موروث ،جن قوى زى نصير واللى معاه لكن مكنتش متوقع قوة التأثير…
مشيت فى الشارع بتلفت حواليا زى المجانين ..
توهمت انى سمعت صوت نصير فى ودنى ..
فجريت فى الشارع لحد ماوصلت للبيت
طلعت شقتى وقفلت بابها على نفسى ، يدوبك بتلفت ورايا لاقيت خزاعى الساحرزاللى قتلته فى وشى ، ماسك فى ايده سيف…
هلاوس !
تجاهلته وعديت من جنبه… وصلت لشنطتى وطلعت تركيبة مهدئة كنت مستخلصهت من جذور الناردين( نبته الهر)
و زهرة العاطفة الحمراء اخدت جرعة منها فهديت شوية ونمت .
شوفت نفسى نايم على سريرى فى الكهف وواقف جنبى نصير
سمعته بيقول :
شغلنى يا ناير بدل ما اشتغل عليك …
التفت ليه ، لاقيته بيبصلى بعتاب قالى :
ليه ياناير …ليه حبستنى ؟!
قولتله:
متزعلش منى يانصير ، كان لازم ابدأ صفحة جديدة اطوى فيها أذى الماضى.
قالى بسخرية:
وأنا مالى ، بتحبسنى ليه؟ ما تبدأ حياتك الجديدة وانامعاك
قولتله:
مش هينفع يانصير … أنا قررت أبعد عن السحر ، كمان لو هيكون ليا نسل مش هينفع اورثهم لعنة ! أنت اعنة يا مصير
متزعلش من صراحتى ، لكن دى الحقيقة أنت زى ماكنت سند ليا فى حياتى هتكون لعنة على نسلى بعد مماتى …
نصير بصلى بغضب وتحدى وقال :
مش هتقدر تبعد ياناير ، السحر فى دمك … الممنوع دايما مرغوب فما بالك بالمرغوب الممنوع ، هترجعلى ياناير
فتحت عينى لاقيتنى فى شقتى ، بتصبب عرق من كل حتة ،جسمى سخن نار وريقى ناشف جدا ، دورت على القلة و شربت كل المية اللى فيها ولسه ريقى ناشف.
الموضوع تطور معايا أكتر .
جسمى بقى بيعرق زيادة عن اللزوم والسوايل اللى فيه بتجف بسرعة ، نزلت جرى على الزير اللى تحت البيت رفعت الزير وشربته كله ومرواش عطشى برضه .
اى مايه بشربها بتتبخر من جسمى ….
صوت نصير بيندهنى زى النداهه!
طلعت زى المسحور لميت هدومى وحطتها فى شنطتى وقررت ارجع للكهف ولنصير ….
قفلت الشقة وسيبت المفتاح فى الباب .
نزلت وصوت واحد بس اللى مسيطر على مخى .
صوت نصير وهو بيقولى :
ارجع يا ناير !
نزلت على السلم وعديت من جنب شقة ام مبروكة .
جسمى كان لسه بيعرق ولسانى كان جاف جدا .
فجأة سمعت الصوت العذب اللى كنت بصحى عليه كل يوم الصبح خارج من بيت ام مبروكة
جسمى هدى وحسيت ريقى بدأ يجرى تانى و درجة حرارتى نزلت !وقفت شوية واتصنت على الصوت من وراء الباب
فجأة باب الشقة اتفتح ..
اتلخبطت لما لاقيت ام مبروكة فى وشى…
أم مبروكة بصت على الشنطة اللى فى ايدى وقالتلى بخضة :
خير يا ناير يابنى رايح فين ؟!
قولتلها :
انا انا انا بعتذر يا ام مبروكة بس .. هو صوت اللى بيغنى ده راديو ولا جرامفون ؟!
قالتلى بعفوية :
لايبنى لا راديو ولا وحاجة دى مبروكة بتحب تدندن .. بتسلى نفسها يا حبة عينى .. قولتليش واخد شنطتك وهدومك ورايح فين ؟!!
كنت مشوش فاتلخبط فى الكلام وقولتلها :
واخدهم واخدهم… واخدهم اغسلهم
مسكت منى الشنطة وقالتلى بعشم :
هات اغسلهملك أنا..
فضلت متبت فى الشنطة وقولتلها :
لا تغسلى ايه يا حاجة ام مبروكة مينفعش طبعا ، عيب الشنطة فيها هدوم داخلية !
مستنش ترد واخدت الشنطة وطلعت بسرعة الشقة تانى .
قفلت الباب وقولت لنفسى :
انا اسف يا نصير بس واضح كده ان ليا علاج وان انا ماشى ورا العلامات صح وده قدرى الجديد اللى كتبهولى ربنا .. صوت مبروكة هو علاجى ده عير انه سحرنى من عير سحر .. سامحنى يا صاحبى…
عدى يومين حسيت فيهم بتحسن واختفت فيهم الهلاوس كنت بتسحب وباقضى وقت كبير جدا بتصنت على باب مبروكة عشان اهدى على صوتها …
اجتزت المرحلة الانتقالية وبقيت عارف علاجى لما الحالة تزيد عليا والدنيا كانت بتضيق بيا لما مبروكة تقعد فترة متدندنش …
حالتى استقرت عامة سواء فى الشغل او من الناحية الجسدية بعدت عن السحر وكنت مفكر ان السحر بعد عنى.
لكنى أكتشفت أن السحر زى ضلى ، مهما حاولت استخبى منه فى الضلمة هيجى بصيص نور ويظهره ، وده اللى حصل فى
اليوم الموعود….
اليوم اللى عرفت فيه البرنجى ….
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)