رواية ميراث نور الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم لينا بسيوني
رواية ميراث نور الجزء التاسع والأربعون
رواية ميراث نور البارت التاسع والأربعون
رواية ميراث نور الحلقة التاسعة والأربعون
” أرورا”
رجعت فى اتجاه السور الجليدى والقباب عشان اطمن على بن القاف واللى معاه واتصدمنا لما لقينا السور متساوى بالارض وكل القبب مهدودة بعد ما اكتسحتها جيوش الشياطين مارو نادى بصوت عالى :
– نورااااا .. خالتى سندس .. حنووووش .. بن القااااف.
محدش رد علينا واتفاجأت بسهم تانى بيصيب جناحى , بصيت على مصدر السهم، لقيته جوهر واقف على نفس الجبل اللى كان واقف عليه مارو , اطلق عدة اسهم بسرعة فى اتجاهى.
نصير صرخ فيا وقال :
– طير يا نور …. طير بعيد بسرعة .
تفاديت الأسهم و طيرت بعيد عن أرض المعركة , شوفت تحتى جثث كل الجنود بتوعنا اللى كانوا عند القباب.
حلقت فى السما وانا مصدوم وشارد الذهن !
ومأنتبهتش لجبل جليدى كنت معدى من جنبه وأصطدمت فيه بجناحى.
جسمى لف فى الهوا وفقدت توازنى فوقعت متكوم على الجليد ووقع من فوقى نصير ومارو وأرتطموا بالجليد.
نصير ومارو قاموا من فوق الجليد وقربوا عليا وانا متكوم.
نصير لمسنى فرجعت لهيئتى البشرية وفضلت متكوم على الأرض وانا مصدوم و ببكى.
جسمى قادر يقوم مع أنى بنزف من دراعى مكان السهم اللى رشق فى جناحى وانا تنين ، بس عقلى رفض يدى لجسمى الأمر بالنهوض وأكتفى بالتفكير فى عيلتى إللى نصها مات من غير ما حتى أودعهم، بكيت بحرقة وأنهرت.
مارو ونصير قربوا عليا وشدوا السهم من دراعى وكتموا النزيف بقطعة من الفرو وحضنونى وهما بيبكوا.
نصير قال وهو بيبكى :
– في أمل أنهم يكونوا عايشين , حنوش كان بيحرسهم .
أبتسم والدموع بتنزل من عينه و كمل كلامه وقال :
– حنوش صعب يتقتل أو يتأسر!!
مسح دموعه وهو بيقول :
– مش عايزين ننهار , أحنا لحد دلوقتى مانعرفش اذا كانوا عايشين ولا ميتين … لازم نتمسك بالأمل وعلى الأقل نفضل عايشين لحد مانعرف الحقيقة , لازم نكمل ونهرب , والأ هنلاقي الشياطين حوالينا ، خاصة أنهم بيتعقبوا مارو .
مارو مسح دموعه وقال :
– لازم ننتقم !!
نصير قال :
– لازم نعيش علشان نعرف الحقيقة وننتقم…
نصير قطع كلامه لما شوفنا كتيبة من الشياطين ظهرت عند الجبل اللى اتخبطنا فيه فمارو قالنا :
– هاتوا أيديكم بسرعة .. ألمسونى !
لمسناه , فتتم بتعزيمات على العصاية و خبطها تلت خبطات فى الأرض فأتنقلنا بعيد عن الشياطين بس كنا لسه وسط الجليد .
مارو قالنا :
– أحنا لسه فى القطب الشمالى بس بعيد عنهم.
وقفت على رجلى ونفضت هدومى من الجليد وقولتلهم :
-لازم نوقفهم عن مطاردتنا , علشان نعرف الحقيقة والا كل شوية هنلاقيهم فوق رأسنا , لازم نفصل مارو ومنخلهمش يعرفوا يتعقبوه.
نصير قال :
– تعزيمات الدم بيقى صعب تفصلها لآن السحر بتاعها قوى !!
قولتله :
– سحر !!! برافو عليك يانصير.
بصولى وهما مش فاهمين حاجة , قولتلهم وانا بشرح الى فى دماغى :
-هما بيتعقبوا مارو بدمه عن طريق السحر , فلو مارو فى مكان مفيهوش سحر أو بمعنى أصح مبطول فيه السحر , هيبقى كأنك بتقطع عليهم الآرسال و الاشارة اللى خرجالهم من جسم مارو .
نصير قاله :
– بس احنا كدا هنضطر نروح لمكان تانى يكون مبطول فيه السحر و…
قولتله :
– لا طبعا أحنا مش هنسيب القطب الشمالى الا لما نعرف الحقيقة , أحنا هنعمل المكان هنا….
قطعت كلامى لما لاقيت مارو سابنا و مشى وهو بيحفر بالعصايا فى الجليد وبيعمل حوالينا دايرة كبيرة !!
كمل الدايرة ووقف فى نصها , رفع العصاية فى السما وهو بيتمتم بتعزيمات كانت غريبة علينا أنا ونصير.
كمل تعزيماته ونزل بالعصايا وغرزها فى مركز الدايرة ,وبصلنا وقال :
– الدايرة اللى احنا فيها , المفروض مبطول فيها كل أنواع السحر ماعدا سحر العصاية !!! ..
نصير لمسنى ، غمض عينه وحاول يحولنى لآى حيوان بس فشل ومتحولتش , فعرفنا ان الدايرة شغاله .
نصير بص للعصاية فى فضول وقال لمارو :
– أيه امكانيات العصاية دى , وبتعمل أيه تانى ؟
مارو قاله :
– الصراحة معرفش كل أمكانياتها , انا بجرب فيها وبلاقيها بتستجيب .
نصير قاله :
– طيب جبتها منين ؟
مارو سكت ومردتش عليه فى نفس الوقت اللى الدنيا فيه بدأت تضلم.
نصير قال :
– الليل دخل علينا , يعنى ال ست شهور اللى جايين هيبقوا ليل بس.
قولتله بأستغراب :
– ليل بس!!؟
قالى :
أنت ناسى أننا فى القطب الشمالى , مفيش هنا ليل ونهار , هنا تعاقب الليل مع النهار بيتم كل ست شهور , يعنى النهار هنا ست شهور فى السنة من غير ليل والليل هنا ست شهور من غير نهار.
خبطت رأسى وقولت :
– أخخخ , أزاى نسيت المعلومة دى , معنى ذلك أن الشتا دخل و درجة الحرارة هتنخفض جدا .
نصير قاله :
– ممكن توصل لسالب 50 تحت الصفر.
قولتلهم :
– يبقى لازم نتاكد من الحقيقة بسرعة والا لو كانوا لسه عايشين وبيتنقلوا فى الجليد , أكيد هيبقى صعب عليهم ينجوا فى درجة الحرارة دى .
مارو قال :
– احنا هنستنى الدنيا لما تضلم خالص وجيوش الشياطين تكن شوية , بعدها هنتنقل لأرض المعركة و …. وندور بين الجثث قبل مالجليد يغطيها .
بالفعل أستنينا فترة وسط الدايرة لحد مالليل أكتمل والدنيا بقت ضلمة , مارو تمتم بتعزيمات على عصايته فأ نطلق منها نور أبيض ساطع ، نور المنطقة كلها .
وقالنا :
– هاتوا أيديكم.
مسكنا فى أيد بعض وأتنقلنا لأرض المعركة.
ضوء عصاية مارو أضاء أرض المعركة كلها , الشياطين مكنوش موجودين المعركة ، أنسحبوا وسألوا الجثث
نصير لمسنى فأتحولت لصقر ضخم وقالى :
– طير لفوق و أكشف المنطقة بنظرك الحاد , بسرعة يانور علشان نلحق نرجع الدايرة قبل مايتعقبونا تانى.
حلقت فوق أرض المعركة ، أستخدمت نظر الصقر الحاد واللى بيمكنه يشوف فار صغير من على بعد كيلو متر !!!
كنت شايف كل الجثث بوضوح شديد , نقلت نظرى بينهم وانا بدور على عيلتى , نورا وسندس وحنوش وأبن القاف .
نصير ومارو كانوا بيتنقلوا بين الجثث وبيدورا هما كمان.
شوفت جثة الجني اللى جه بلغ أبن القاف بهجوم الشياطين وهو ميت وجنبه مجموعة من الجنود , منهم اللى جثته أنكمشت و لونها بقى أخضر ومنهم اللى جثته بقت رماد وما اتفضلش منها الا الفرو والدرع اللى كان لابسهم
فضلت أتنقل بعينى , ومالقتش جثة أى حد فى عيلتى , دورت تانى وتالت وكنت كل شوية بهبط على مجموعة من الجثث علشان أتأكد..
والحمد لله ملقتش جثثهم .
هبطت ناحية نصير ومارو فسألونى أذا لاقيت حاجة , فهزتلهم رأسى بالنفى.
نصير قالى :
– هنركب فوق ضهرك ولف بينا حوالين المنطقة بسرعة , وحاول تكشفها بنظرك , أكيد لو عايشين هيكونوا لسه بيتنقلوا ومبعدوش عن أرض المعركة.
طيرت ولمحت بنظرى على مسافة بعيدة ذئب بيجرى لوحده قربت منه وسمعت نصير بيقول :
– ابن القاف !!!
………………………………………………………………….
” حنوش ”
(اثناء الاقتحام )
أتفاجئنا بسيل من الشياطين بيتدفق ناحيتنا كانوا عاملين زى موج البحر وغمرونا بأعدادهم المهولة
الشياطين كانوا بيقاتلوا بقوه وشراسه ماشوفتهاش قبل كده
شوفت الهجين وهو فى الحرب وبيقاتل بضراوة وبسرعة رهيبة , قتل لوحده نص اللى بيدافعوا عن السور.
أبن القاف واجهه وهو متحول ذئب وهجم عليه بس الهجين رفصه برجله ونطره بعيد جدا عن السور وعن المعركة , فعرفت انهم خلاص هيقتحموا السور .
جريت بسرعة على القبانى اللى فيه نورا وسندس , وقولتلهم :
– بسرعة مفيش وقت ,هاتوا أيدكم !!!
لسه هيقربوا عليا علشان يدونى أيديهم , أتفاجأنا بستة من الشياطين سبقوا الجيش و أقتحموا علينا القبانى ,.
خليت نورا وسندس ورا ضهرى وقولتلهم :
– أنزلوا وناموا على الأرض …
نورا وسندس ناموا على الأرض فى الوقت اللى أشهرت فيه سيفى وهيأت نفسى للقتال .
نقلت السيف بين أيديا الاتنين وأنا ببص للشياطين فى تحدى , لاحظت انهم بيطلعوا صوت عامل زى صوت فحيح الافاعى .
وقفت على رجل واحدة وفردت دراعى اللى ماسك بيه سيفى على أخره ، لدرجة أن نصل سيفى حك فى جدار القبانى الضيق.
كلهم هجموا عليا مره واحده بسيوفهم , فلفيت على رجل واحدة زى اللى بيرقصوا بالتنورة وانا فارد سيفى وفضلت الف بأقصى سرعة عندى ومن من غير ما أقف .
سيفى كان بيلف عليهم وبيقطع فيهم , شوفت وانا بلف دمهم وأعضائهم وهى بتتنطور فى القبانى , كانوا كأنهم دخلوا فى خلاط وأتفرموا فيه .
وقفت لف و بصيت على أعضائهم أو اللى متبقى منهم، وبصيت على نورا وسندس لاقيتهم متغرقين بدم الشياطين الاسود.
قربت عليهم ومسكت ايديهم بسرعة وفضلت اتنقل بيهم بعيد عن الحرب , لحد ماالليل مادخل علينا وعرفت أننا هنفضل فى الليل ٦شهور
كنا فى وسط الجليد ومفيش اى مصدر اضاءه حوالينا , الجو كان برد جداا.
لمحت لتجويف جوا جبل متجمد فلجأنا ليه علشان نحتمى فيه ، دخلنا التجويف واللى كان شبه الكهف بس متجمد من جوه , سيبتهم فى الكهف وقلتلهم :
-خليكم مكانكم متتحركوش لحد ما ارجعلكم .
خرجت وفى ايدى سيفى و دورت على اى اشجار متجمدة لحد ما وصلت لشجرة قطعتها بالسيف وجرجرتها كاملة ناحية الكهف.
دخلت بيها الكهف و لقيت سندس واخده نورا فى حضنها وبتحاول تدفيها
قطعت الشجرة قطع وجمعت شويه خشب، وقريت عليهم اول تعزيمة عرفتها فى حياتى تعزيمة اضمار النار .
الخشب ولع واتجمعنا حواليه عشان نتدفى , سألتهم :
– انتوا جعانين ؟!!!
هزولى رأسهم من غير ما يتكلموا.
قلتلهم طب انا هطلع اتمشى حوالينا الكهف وهحاول ادور على اى حاجة نأكلها.
خرجت بره الكهف وفضلت ادور على اى حيوان اصطاده
, لحد ما شوفت حيوان رنة على مرمى بصرى.
غمضت عينى ونقلت نفسى فوقيه على طول ومسكت رقبته ودبحته قبل ما يتلفت…
اخدته وروحت بيه عند الكهف، سلخته بره ودخلت بيه الكهف.
سندس ونورا ساعدونى وعملو العمدان الخشب اللى علقت عليها الحيوان فوق النار .
سندس قالت بحزن :
-انا قلقانة على سيدى اوى.
نورا عيطت وقالت :
-تفتكر حصلهم ايه يا حنوش معقول ماتوا!!!
قلتلهم :
-انا واثق انهم بخير متقلقوش.. اكيد هما اللى قلقانين علينا دلوقتى
واحنا بناكل اتفاجـأنا بأضواء ألوانها غريبه داخلة الكهف
خرجت بره الكهف وابتسمت وانا ببص على السما لما لقيت ظاهرة اورورا او الشفق القطبى باللونين الاخضر الخافت والاحمر واللى شكلوا اضواء زاهية ومبهرة فى السما ..فأستبشرت خير
ناديت على سندس ونورا فطلعوا بره الكهف جرى ووقفوا وهما منبهرين بالمنظر
نورا قالت :
-وااو.. ايه دا يا عمو حنوش؟!
قلتلها:
دى ظاهرة مش هتشوفي ها غير هنا وفى أنتاركتيكا من أجمل وأغرب الظواهر الطبيعية اللى هتشوفيها فى حياتك
سندس قالت؛
–
انا حاسه انها علامة واشارة من ربنا، يا رب احفظهم واجمعنا بيهم على خير.
نورا كانت لسه هتتكلم وتقول حاجة بس قطعت كلامها لما اتفأجأنا باللى شفناه فى السما!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث نور)