روايات

رواية ميراث الندم الفصل الخامس عشر 15 بقلم أمل نصر

موقع كتابك في سطور

رواية ميراث الندم الفصل الخامس عشر 15 بقلم أمل نصر

رواية ميراث الندم الجزء الخامس عشر

رواية ميراث الندم البارت الخامس عشر

ميراث الندم
ميراث الندم

رواية ميراث الندم الحلقة الخامسة عشر

أحكمت لف الحجاب حول رأسها، بعد أن ارتدت عباءتها السوداء، ثم جهزت صغيرها جيدًا قبل أن تخرج به من غرفتها نحو الذهاب الى الوجهة التي تقصدها.

– انا طالعة ياما ومش هتأخر بإذن الله.
هتفت بها على عجالة نحو والدتها التي كانت ترتشف من كوب الشاي خاصتها بعد الانتهاء مباشرةً من وجبة الإفطار، والتي ردت توقفها:

– استني يا نادية، برضوا منشفة راسك وهتروحي لوحدك؟

استدارت اليها بتنهيدة متعبة، فهذا السؤال سأمت من تكرار الإجابة عليه منذ الأمس:
– تاني ياما؟ ما انا جولتلك كذا مرة روحي معايا من امبارح، انتي اللي مُصرة انك تتأخري، وانا مينفعش أأجل ولا اتأخر.

قابلت جليلة قولها بضجر، لتقارعها بانفعال:
– وانتي لو مروحتيش هتتكتبي غياب يعني؟ مش جادرة تستني على ما اروح اطل على حال البيت واشوف البهايم شبعانة ولا جعانة، ولا الطير كمان، مرة اخوكي محدش يعتمد عليها

– يوووه ياما، ما انا عارفاكي والله سايبة حالك ومالك ومجدرة، بس كمان مينفعش اتأخر على جدتي سكينة، انا سايباها اخر مرة عيانة، ودي انتي عارفة كويس جوي معزتها عندي.

زمت المرأة شفتيها تطالعها بغيظ، وقد غلبتها بحجتها، ولكنها لن تكف عن المحاولة :
– اسمعيني يا نادية، انا مجدرة يا بتي خوفك ع المرة اللي معتبراها جدتك صح، ولا حماتك اللي تتحط ع الجرح يطيب، بس احنا عملنا اللي علينا ، ايام العزا خمس تاشر يوم لحد ما خلصت مجصرناش، ولا حتى بعد كدة، بس كفاية بجى، احنا مضامنينش عمك دا ابو مخ مهفوف.

– يعني هيعمل ايه ده كمان معايا؟ سيبك ياما من الكلام ده، انا عايزة اروح اقضي الواجب مع ستي، واسلم على امي سليمة وبعدها هاجي على طول، ايه اللي يخليني بجى اصطدم معاه ولا اكلمه اساسًا؟ ربنا يهديه.

همت لتتحرك ولكن جليلة أجفلتها بقولها:
– طب وغازي الدهشان؟
تحفزت مرددة خلفها باستهجان:
– ماله كمان غازي الدهشان؟ ايه دخله في مشوار تافه زي ده؟

نهضت جليلة في محاولة لإقناعها وقد فاض بها من رأسها اليابس:
– مالهوش يا نادية، بس انتي شوفتي بنفسك، كذا مرة يشدد على عدم المرواح هناك، الراجل شايلنا من ع الارض شيل، فيها ايه بجى لما نطيعه؟

امتقع وجهها لتردف بعند نابع من رفضها التام لفرض سلطته عليها:
– حتى لو كان شايلنا من ع الأرض شيل، دخله ايه كمان يفرض احكامه عليا؟ انا طالعة ومش هستني الإذن منه، وخليه بجى يمنعني كمان لو يعرف؟

قالتها والتفت ذاهبة على الفور ، غير اَبهه بنداء والدتها من خلفها
– يا بت استني ميبجاش مخك ناشف، استني يا بت

❈-❈-❈

– نادية.
هل ارتجفت للتو؟ أم انه التوتر الطبيعي بعد تحديها لنصائح والدتها، وضربها لتعليماته بعرض الحائط؟
ابتعلت تلتف له بتماسك واهي لتقابل بهيئته المهيبة، وهو يتقدم بخطواته الواثقة نحوها، حتى توقف أمامها ليسألها بهدوء:

– طالعة كدة لوحدك، وواخدة الواد في يدك، رايحة فين؟
رمقته باضطراب، لا تصدق انها في كل مرة حاولت الخروج عن طاعته المفروضة عليها، تجده دائمًا لها بالمرصاد.

عاد مكررًا، وقد زاد استفساره الريبة:
– ساكتة ليه؟ ما تردي..
اخفت بصعوبة أجفالها، لترد بلهجة جعلتها عادية، رغم معرفتها التامة برفضه:
– عادي يعني، جدتي سكينة تعبانة، وانا رايحة اطمن عليها.

وكأنها قاصدة جلطته، أظلم وجهه على الفور بغضب أشعل سعيرًا بصدره، فهو بالكاد قد تخطى فترة العزاء في المرحوم جد زوجها، غير قادرًا على منعها من فعل الواجب، لتأتي الاَن، بعد تحديها لتحذيراته عدة مرات وقد انتهت عدتها لفترة تقارب الشهر، حتى أصبحت الأطماع بها أكثر جرأة، من أشخاص يعرفهم بالأسم، وهي تخبره ببساطة بالذهاب لمعقل الخطر برأسه،

برزت عروق وجهه يضعط بصعوبة حتى لا يتطرف بانفعاله عليها، ليخرج صوته بنبرة خطرة مشددًا على أحرف الكلمات:
– لكن انا مش منبه عليكي، مفيش روحة تاني هناك، بتعندي معايا ليه يا نادية؟

ارتعدت أوصالها لهذا البريق الخاطف باحمرار عينيه أمامها، ولكنها رفضت أن تظهر فزعها في الرد:
– بس انا مش جاصدة اعند، ولا واخدة الطريق سويجة عشان انت تجولي كدة، جدتي سكينة تعبانة وانا لازم…..

– مهياش جدتك.
قاطعها يجفلها بحدته، ليستطرد فاقد التحكم بأعصابه:
– ممكن تجولي عليها كانت، لكن دلوك خلاص فضيناها مع الناس دي، وكل واحد راح لحاله.

وكأن بتحذيره قد ضغط على الجزء الخفي من شخصيتها المقاتلة:
– لا بجى محدش راح ولا جه، انا لا يمكن اجطع صلتي بحد منيهم، ان كان جدتي ولا امي سليمة، ولا حتى عماتي وعيالهم…..

– يخرب مطنك
تمتم بها بإجفال، لا يصدق مقارعتها له، تُدخله في سيجال غير مُجدي، بهذه النظرة التي يكاد أن يغرق في بحرها الأسود، وصوتها الناعم بتناقض تام لما تفعله به.

عض على نواجزه ليُغلب صوت الحكمة بداخله، حتى لا يحملها بذارعيه، ليُلقيها في مخبأها داخل الإستراحة، هي وابنها الذي يتجنب النظر اليه عن قصد حتى لا يضعف قبل ان ينفذ رغبته عليها:

– بلاش تجيبي سيرة عيالهم، عشان انتي عارفة كويس جوي، ان عينهم منك.
– لكن الموضوع ده فض من زمان .

– كلام كدب.
صدرت الاَخيرة منه بحزم، يتابع:
– أو يمكن دا اللي انتي عايزة تصدجيه، لكن الحجيجة هي ان الاتنين عينهم منك، ومفيش داعي افسر اكتر من كدة….

ارتجفت داخلها وقد شعرت من خلف كلماته بتلميح مبطن لم يعجبها، لتنهره بخجل اسعده رغم حنقه المتزايد من جدالها:

– بلاش منه الكلام ده، انا بتكلم دلوك على زيارة المريض.

– تاني هتجولي زيارة مريض.
صاح بها ليزفر بحريق، يجاهد للسيطرة عليه، قبل ان يذعن لإصرارها:
– ماشي يا نادية، انا هخليكي تروحي، بس مش لوحدك.
– مش لوحدي كيف يعني؟
أنهى ملوحًا بكفه اماما:
– خلاص عاد فضناها، هخلي روح تروح معاكي
استجابت مضطرة، لتزم شفتيها مغمغمة بكلمات غير مفهومة حينما أعطاها ظهره ليتصل بشقيقته، حتى أنه كان يلتف اليها عدة مرات، بنظرات مستفهمة ولكنها كانت تغلق فمها على الدوام أمامه.

❈-❈-❈

بعد قليل
وقد أتت معها بالفعل، وكانت الجلسة بداخل غرفة المرأة العجوز، والتي ألزمها المرض الا تترك الفراش، ولكنها اعتدلت بهمة فور ان وجدت حبيب قلبها معتز ، حتى ظلت متشبثة بضمه باشتياق:
– يا حبيب ستك انت، اتوحشتك يا غالي.

– متشفيش عفش يا جدة، ربنا ما يحرمك منه ابدًا
عقبت هويدا تعقيبًا على كلماتها:
– لا ما هي اتحرمت منه صح يا نادية، يعني هتخلي الزيارة اللي كل شهر ولا خمس تاشر يوم حتى، زي جعدته معاها في نفس البيت؟…….

اطلقت تنهيدة مطولة ثم تابعت تشيح بوجهها للناحية الأخرى:
– ليها حج تتعب وتعيا، مدام الحبايب كلهم فارجوها.

أطرقت نادية، تسبل أهدابها عنها بحرج، فتدخلت روح التي لم يعجبها نبرة اللوم في لهجة المرأة:

– معلش يا خالة، هي الدنيا كدة، مفيش حاجة بتجعد على حالها، اهو انا جدامك اها، ابويا وامي فاتوني، ومفاضليش غير خواتي بس وجدتي فاطمة اللي فاضلالي من ريحة الحبايب، رغم ان عمامي الاتنين عايشين وعيالهم وحريمهم، هعترض بجى واجول اشمعنا.

– ربنا يكرمك بالعريس يا بتي وتعمري بيتك بالعيال…. مع اني مستعجبة لجعدتك لحد دلوك، هي الرجالة عميت اياك؟

وضح جليًا ان القصد من خلف الكلمات هو إحراجها، حتى أن نادية ازدرت ريقها بتوتر، تراقب بوجه شاحب رد روح والتي أذهلتها بابتسامة ما أجملها:

– لا طبعا ما عميتش، بس انا بجى اللي بتجلع على كيفي، اخر العنجود واخت كبيرة العيلة والبلد كلها، حجي بجى احط رجل على رجل براحتي، انا مش عايزاكي تفهميني غلط ولا تجولي عليا متكبرة، بس اه عاد ، انا نفسيتي كدة،

استطاعت بالفعل ان تفحم المرأة، والتي امتعضت، لتتمتم الرد عليها بمضض:
– وماله يا بتي، حجك برضوا، اتجلعي على كيفك.
اخفت روح ابتسامة مستترة بصعوبة، تتبادل النظر مع نادية بشقاوة، والتي غيرت دفة الحديث بعد ذلك بسؤالها:

– امال فين امي سليمة، مجعداس معاكم ليه النهاردة؟
ردت سكينة بصوت ضعيف:
– روحيلها فوج يا بتي في شجتك، حكم دي جافلة على نفسها من الصبح .
– جافلة على نفسها ليه؟ حد مزعلها؟
عادت هويدا لتهكمها، وقد وجدت في الرد على السؤال فرصتها:
– وهي لسة هتزعل؟ دا لسة اللي جاي كتير، خليها تحضر نفسها من دلوك.

❈-❈-❈

قبل ساعات

(( لم تعرف السبب الذي جعلها تستيقظ من غفوتها على فراشها في هذا الوقت المتأخر من الليل، لتفتح أجفانها، وكانت المفاجأة حينما أبصرت، لتجده جالسًا على طرف التخت بجوارها، مسلطًا عينيه عليها بكل صفاقة، الأمر الذي جعلها تعتدل على الفور بجذعها لتجزره بغضب:

– انت إيه اللي جابك هنا؟ وجاعد في أؤضتي وعلى سريري كمان؟
ضحك بصوت متحشرج، نتيجة التدخين المستمر، ليرد ببرود أذهلها:

– طب وفيها ايه لما ابجى في أؤضتك واجعد على سريرك….. أو حتى انام عليه جمبك!
مال في الأخيرة مما جعلها ترتد للخلف بجذعها، ليصدح بضحكة قميئة أثارت استيائها، قبل ان يصعقها بقوله:

– مش انتي مرتي برضوا يا سليمة؟ ولا طول البعد نساكي؟….. سامحيني يا غالية

دفعته بضربة قوية من قبضتها، فور إن مال عليها للمرة الثانية ، لتنهض على الفور من الجهة الأخرى، تنهره بحدة:
– كانك اتجنيت ولا اتخبلت، ولا يمكن مزود في العيار حبتين، لم نفسك يا فايز، انا معنديش مرارة للسكرانين.

مصمص بشفتيه مستمرًا في ضحكاته، لينهض ويقابلها في وقفتها، ثم ما لبث أن يزيدها اندهاشًا بكلماته المصاحبة لتأمله الفج لها:

– لساكي مليحة وفي عزك، وشك مشدود وما في حتى خط واحد مجلد، ولا شعرك اللي لساه طويل وغزير، ولا حتى شعره بيضة فيه؟

توقف تطوف عيناه عليها بنظرات وقحة متابعًا:
– ولا جسمك كمان!
– لم نفسك يا فايز.
صاحت تحذره بسبابتها، ولكنه تجاهل ليردف بقصد واضح:

– عودك مفرود ولا حتى بت عشرين سنة….. باه يا سليمة، انتي بتصغري ولا تكبري يا مرة؟

ضاقت عينيها هذه المرة باستدراك متأخر، ليخرج سؤالها بازدراء؛
– وأخرتها يا فايز، غرضك ايه من اللعب الماسخ ده؟

– هو سؤال ومحيرني..
تمتم بما، ثم مال ليستند بكفه جوار رأسها على الجدار من خلفها، ليطلق زفرة طويلة يتابع وأطراف أصابعه تتلاعب بشعر ذقنه:

– طول السنين اللي فاتت دي، ولا مرة وحشتك فيها يا سليمة؟ ولا حنيتي لحضني؟ ولا ليالينا الحلوة ع السرير اللي ورانا ده؟

قال الأخيرة بغمزة وقحة زادت من غضبها في البداية، لكن سرعان ما تمالكت لترد بابتسامة مستخفة:

– اااه، وانت بجى جاي بعد السنين دي كلها، تفتكر عشان تسألني؟ مش بجولك، متجل في العيار يا فايز، ده كلام بارد، ميطلعش من واحد بعجله ولا في الظرف اللي احنا فيه.

استقام بجسده أمامها، ليردد خلفها باستنكار:
– وماله بجى الظرف اللي احنا فيه؟ جصدك يعني على موت ابويا ولا موت ولدك؟ انا سؤالي ع السنين اللي فاتت كلها يا مرة، ولا انتي فاكرة انه أول مرة يخطر على بالي؟……. لاه يا بت عمي، دا كان طول الوجت في راسي….

– بس كنت مستنيني انخ ولا اتذللك.
تبسمت لتزيحه بقبضتها وتتخطاه ثم أضافت بكبرياء وهي تضع قدمًا فوق الأخرى:
– وانا عمري ما عملتها، ولا هعملها، عارف ليه يا فايز؟ عشان عارفة كويس جوي انك هتموت ع اليوم ده، كنت تيجي انت ومرتك وتعملو البدع جدامي على اساس ان اغير، لكن انا ولا كان بيأثر فيا، عشان كنت بشوف الشوج واللوعة في عيونك، فاكر نفسك بتحرجني وانت في الأساس بتحرج نفسك، اللي بيني وبينك عِند، انا المراية اللي بتشوف فيها وشك العفش وعيوبك، كرهت ولدي عشان صوري مني، الصفحة البيضة اللي مفيهاش ولا شخطة جلم حتى بوظتها.

نفسك اني اخضعلك وانا عمري ما هديك الفرصة دي، عشان انا غالية والغالي عمره ما يرخص ولا يجل تمنه.
وانت متجوزتنيش غصب.

– يا بوي ع الكبر.
من يسمعه ويرى تعابير وجهه الاَن، يعلم بالفعل أنها أصابت بقولها، زكية وذات فراسة في فهم الاَخرين، بالإضافة، أنها بالفعل جميلة، وتتخطى زوجته الثانية، ولكنها متعالية، يرى حسن أخلاقها نقمة عليه، يرى احترام الجميع لها وتوقيرها منذ الصغر، والإزدراء المتزايد نحوه، انه حظى بها دون ع الجميع لصلة القرابة التي تجمع بينهم، وهو لا يستحقها ، إبنة الشهيد الكاملة الأوصاف، وهو الفاسد الذي لا فائدة مرجوة من إصلاحه، يشعر بالنقص دائمًا في حضرتها.

– اظنك خدت جواب السؤال، ممكن بجى توريني عرض اكتافك وتمشي.
عاد للضحك مرة أخرى، وأقدامه تخطو ناحيتها ببطء مرددًا:
– بس انا مليش غاية اروح يا سليمة، طالبة معايا النهاردة ابيت هنا، واعدل ما بينك وبين مرتي التانية يا بت عمي…

– دا بعينك.
نهضت باستحقار يقطر مع كل كلمة منها:
– دا انا زهدت فيك وانا في عز شبابي، يبجى هبصلك دلوك بعد الزمن ما عدى بيا، وانت اساسًا بجيت عجاب….. اه.

صرخت بالاَخيرة وقد باغتها بأن قبض على عنقها بكفه الكبيرة، ليرد بغليل وأنفاسه تلفح بشرتها:
– أجدر دلوك اطلع روحك بيدي، ولا اخليكي احسن تشوفي العجاب دا هيعمل فيكي أيه؟ لما اخدك غصب واصلح غلط السنين اللي فاتت لما سيبتك على كيفك.

– بعد يدك.
بقوة نبعت من قهر تغلغل داخلها على مر السنوات، نفضت ذراعه عنها، بدفعه قوية على صدره، حتى ارتد للخلف مصعوقًا، وهي تردف بوجهه، بعد ان التقطت أنفاسها:

– لم نفسك واطلع على طول، بدل ما اعملك فضيحة وانت مش ناجص سواد وش، امشي يا فايز.
لعق شفتيه، يهدئ من حريق أنفاسه الثائرة بداخله،، حتى خرج صوته اخيرًا بتوعد:

– ماشي يا سليمة، هطلع واسيبك دلوك، لكن راجعلك تاني، والايام اللي جاية ما بينا كتيير، كتير جوي يا بت عمي))

استفاقت من شرودها على طرقة ضعيفة على باب غرفتها، عرفت هوية صاحبتها حتى من قبل أن تتكلم، لتفتح لها ذراعيه فور ان طلت برأسها اليها من فتحة الباب، لتتلقاها بحضنها هي وحفيدها الذي كانت زياته في الوقت المناسب، حتى تعود اليها الروح باستنشاق رائحة ابنها فيه.

– وحشتيني ياما، وحشتيني جوي.
– وانتي يا نور عيني، طلتك عليا النهاردة، انتي وحبيب ستو ده، ردتلي روحي

❈-❈-❈

بداخل السيارة التي كانت عائدة بهما الى المنزل، عقلها المشتت، تشعر به على وشك الانفجار، ليتها سمعت بنصائح والدتها في عدم الذهاب، ولكن كيف؟ وزيارتها اليوم كانتا في أشد الحاجة اليها الاثنتان، جدتها ووالدتها المحبة سليمة، المرأة التي دائمًا ما تبهرها بقوتها في اتخاذ القرارت الصارمة حتى ولو على نفسها، لقد اَلمها ما سمعته اليوم عن فعل هذا الرجل، المصنف زوجها معها، لقد صدقت هويدا ان ما ينتظرها الكثير بعد فعلته بالأمس معها والتي لم تكن إلا البداية.

– روحتي فين يا نادية؟
خرج السؤال من روح باستفهام يشمله الغيظ، حتى التفت لها الأخرى تجيبها:

– يعني هكون سرحت في ايه بس؟ ما هو في اللي حاصل؟ اصلهم صعبوا عليا جوي، ان كانت جدتي اللي هدها الحزن، ولا امي سليمة والنار اللي محاوطاها، دول ما صدجوا لجيوا معتز جدامهم، كأنهم زي الغرجانين، وشوفته بس هي اللي هتنجيهم.

لم تعقب روح وتركتها تبوح عما في صدرها:
– انا خايفة اكون انا كمان ظلماهم، عشان بعدت بولدي اللي روحهم متعلجة فيه وجولت انجى بنفسي.

هذه المرة لم تقوى على الصمت:
– طلعتي بولدك من وسطيهم عشان ولدك يا نادية، ولا انتي ناسية ان حماتك نفسها هي اللي جالتلك امشي وسيبي البيت، عشان حماية حفيدها، بلاش الطيبة الزايدة دي يا نادية، ولا تكوني اتأثرتي بكلام المرة السماوية هويدا؟ ان كانت حماتك ولا جدة المرحوم الاتنين بيتعذبوا في بعاد معتز عنيهم، فدا أرحم بكتير من ان الواد يتأثر ولا يجراله حاجة لا قدر الله.

– الشر برا وبعيد.
تمتمت بها تزيد من ضم طفلها إليها ، حتى ابعدته عن النظر من النافذة، مما جعله يطالعها بإجفال اثار الدعابة لروح، لتعلق وهي ضاحكة له:
– معلش يا حبيبي متاخدتش عليها، امك هتجننا كلنا وراها.
استجابت لمزحتها بابتسامة ترد؛
– كلكم مين كمان؟ هو انا مزعل كام واحد؟
ازدادت المرح في لهجة روح الماكرة :
– اهو كلنا وخلاص، لازم تسألي يا ختي، وانا اللي جولت
اطلع النهاردة السوج وأشتريلي كام هدمة حلوة اجدد بيها اناقتي، يطلعلي مشوار نكد؟

ضحكت نادية تندمج معها في المزاح:
– احنا آسفين يا ست الإنيقة، بس انا مليش دعوة يا عم ، اخوكي هو اللي أصر، روحي لوميه هو .

جلجلت ضحكة شقية منها كرد على قولها البسيط لتردد:
– هلومه على إيه ولا إيه؟

❈-❈-❈

وكأنه كان بينهم، لم يهدأ من انفعاله منذ ان تركته وذهبت مع شقيقته، كيف يقنع رأسها اليابس لطاعته؟ لقد نزل اليوم لرغبتها مجبرًا ، وقلبه يغلي من وقتها، عقله يصور له العديد من الهواجس، رغم تشديده على شقيقته ألا تتركها ولو دقيقة وحدها هناك، حتى لا تعطي فرصة لزوج الأوغاد من الاقتراب منها، رغم علمه بانشغالهم هذه الأيام في تجهيز اوراق الميراث، والصراع القادم بقوة مع خالهم هذا المصيبة وحده،
لا يريد ان يندفع بعاطفته ويتعجلها في مراده، الغاية التي يتمنى تحقيقها، ويحترق يوميًا من أجلها، لابد أن يجد الطريقة، ولابد له من التريث، ولكن كيف يأتيه الصبر؟ يعلم جيدًا بطبيعته الحازمة حينما يزداد عليه الضغط، وهذا ما يخشاه، أن يجبرها !

التقطت عيناه دخول السيارة من الباب الخارجي، لينتفض على الفور تاركًا محله في الجلوس اسفل المظلة، ليقترب بخطواته ويتلقاهم، أو بمعنى أصح، يتلقف حبيبه الصغير، فقد اشتاق إليه، وهو منذ الصباح محروم منه.

– معتز .
تمتم بها فور ان حطت قدمي الاخير على الارض، والذي تلقي الدعوة ليركض نحوه، ويرتمي بين ذراعيه، ضحك مجلجلًا يمطره بالقبلات، حتى توقفت والدته امام مشهدهم بانشداه لم تستغرب له شقيقته، والتي علقت بمزاح:

– محظوظ انت يا معتز، واخد رضا الكبير عنك.
– بس يا بت انتي متدخليش في حديت الرجالة، تمتم بها قبل ان يذهب بعيناه نحو الأخرى، والتي تحركت بخجل، فور ان اجفله بنظرته المتصيدة، لتعدو بخطواتها السريعة نحو مخبأها الاَمن في الاستراحة، تاركة طفلها معه، ليزيد بتقبيله متأوهًا داخله:

– اااه يا معتز…… امتى بجى يتم اللي في بالي؟!

❈-❈-❈

في ركن لهما وحدهما، اختلت الأم بابنها العائد من الخارج، يقص عليها ما حدث وما اردف به محامي العائلة:

– خلاص ياما، كلها كام يوم، واخوكي الزفت يحط يده على الورث من الأرض، النهاردة كان بيتفطفط زي الجرد جدامنا على أجل كلمة يجولها المحامي، راجل وبا.

التوى ثغرها تعقب بغيظ:
– وبا لكن محظوظ، خمس فدادين بأرض عفية، تجيب شيء وشويات دلوك، انا جلبي جايد نار وحساه هيبعهم.

تبسم سند بسخرية مرددًا خلفها:
– حساه ياما! طب اجطع دراعي ان ما كان واخد تمنهم من جبل حتى ما يحط يده عليه.

– وه
تفوهت بها بإجفال، لتتابع بعدها بقلق:
– طب انا عايزاك تطجس عن الموضوع ده، وان كان هيعملها صح، يبجى احنا الأولى، انا مش عايزة ارض ابويا تروح لحد غريب .

فكر في رغبتها قليلًا، لكن سرعان ما نفض رأسه بعدم اقتناع:
– انسي ياما، عشان انا متأكدة ان اخوكي مش هيرضى، دا ما صدج ولاجاها، ولا انتي فاكراه ناسي البيت .

– ويعني احنا البيت كنا خدناه يا ولدي، ما على يدك اها، راح نصيبنا فيه، ومش باجي غير الفدانين،، وكام جراط، وانا متأكدة برضوا انه مش هيجيبها لبر،، دا اخويا وانا عارفاه.

سمع منها ليعض على شفته السفلى بغيظ مرددًا:
– ما هي لو كانت المرة المخلولة اللي فوج دي توافج على كلامنا، كان زمانا دلوك مظبطين نفسنا تمام.

ردت هويدا بغموض زاد من حيرته:
– ما تحطش امل كبير على سليمة يا سند، المرة دي في حاجة في مخها انا لحد دلوك مش فاهماها، هي اللي معصية مرة ولدها، وحتى بعد اللي عملوا معاها امبارح فايز، برضو ساكتة ومش واخدة موقف، دي مش بت عمي بتاعة زمان، انا جلبي حاسس بكده وانت عارفني.

صمت مستوعبًا كلماتها باقتناع تام، المرأة فعلا تغيرت، وما يزيد الحيرة من فعلها هو الصمت المطبق، فلا احد بقادر على أن يقرأ ما برأسها، رغم قوة موقفها، ووقوفها على أرض ثابتة، على عكسهم جميعًا.

– مساء الخير.
التف برأسه نحو صاحب الصوت الخشن، ليعتدل بجلسته نحوه باستغراب، جعله لم يرد التحية، ليتابع الأخر، تقدمه بخطوات متبخترة:

– خبر ايه يا سند؟ مش عارف ترد عليا السلام يا واد عمتي؟

ارتفع حاجبي الاَخر، يرمقه بنظرة من الأسفل للأعلى، ثم خرج رده باستهزاء:
– متأخذنيش يا عم مالك، اصلي كنت مستني اشوفك جاي مع مين؟ ماسك في جلبية ابوك؟ ولا في ديل امك.

لم يتقبل الاَخير الإهانة، ف احتدت عينيه بنظرة مشتعلة يردف ببغض:
– احترم نفسك يا سند، انا مش عيل صغير عشان اتحمل جلة الأدب واسكت.

– جلة الأدب.
تفوه سند مرددًا بها بعدم استيعاب لينهض بغضبه مواجهًا له:

– انت واعي للي بتخترف بيه دا ياد؟ ولا تحب اوريك جلة الأدب على حج .
– وريني ان كنت راجل؟
نهضت هويدا على الفور تمسك ابنها عن الأنقضاض عليه، موجهًا خطابها له:

– لم نفسك يا ولد فايز، واحترم الكبير، ولدي لو سيبته عليك مش هيخلي في جسمك عضمة سليمة.

بتحدي اخرق وقف يلوح لها فاردًا كفيه أمامهما بشر:
– لا سيببه يا عمة، وانا اعرفه زين ان مش كل الطير اللي يتاكل، بيتمنظر عليا في بيت جدي، اللي هو أصلا ما يملكش فيه ولا شبر واحد حتى..

صعقت المرأة حتى كادت غن تخونها كفيها عن التشبث بابنها الذي زاد غضبه ليجأر حانقًا:
– لا دا انت فعلا عايز تتربى، وانا اللي كنت بجول عيل اهبل وغلط، سيبني ياما..

– وجف يا سند استني.
خرجت صيحة من جهة أخرى، جهة الدرج الذي وقفت في منتصفه سليمة التي أتت على الصوت العالي، لتردف باقي حديثها للولد:

– عايز ايه يا مالك؟ خلي كلامك معايا انا .
نفض قماش قميصه بثقة، ليجيب زوجة ابيه بأدب مصطنع:
– انا مش عايز منكم حاجة يا مرة ابوي، انا اصلا جاي اشوف جدتي بعد ما سمعت انها عيانة، عندكم مانع اشوف جدتي؟

– لا يا مالك مفيش مانع.
توجهت بالنداء نحو سند ووالدته المندهشان من فعلها:
– سيبه يدخل يا سند يشوف جدته، ومعلش يا ولدي عشان خاطري لو كان غلط فيك…… انت برضوا الكبير.

❈-❈-❈

في جلستها مع جدتها امام التلفاز، وقد كانت تقص عليها جميع ما حدث في منزل الدهشوري، تفاجأت بمن أتت لتنضم إليهما:

– مسالخير يا جدة، مسالخير يا روح، اخيرًا شوفنا
وشك لوحدك من غير بت هريدي اللي بجيتي ملازماها زي ضلها.

رمقته بتعجب صامتة، فجاء الرد من جدتها العجوز:
– جعدة مين بالظبط يا فتنة؟ هو انتي في حد بيشوفك اصلا؟

اصدرت صوت مصمصة بشفتيها لتردف باستياء؛
– الله يسامحك يا جدة، وهو انا يعني بخطري، ما انتي عارفة، البنتة واخدين كل وجتي، من مراعية ونضافة، واخرها كمان دروس جال عشان يفهموا لما يرحوا المدرسة، اهو بجى كلام فاضي ابوهم مُصر، خلينا احنا بس في المهم.

– وهو ايه المهم؟
تسائلت روح بسخرية، وقد جذبها الحديث المستفز من الأخرى، لتكمل:
– مدام شايفة اهتمام جوزك بعلام البنتة مش مهم يبجى أكيد بجى عندك الأهم؟ اتحفينا يا ست فتنة.

طالعتها بنظرة لم تفهما وقد لاح على ثغرها ابتسامة غريبة عن طبعها المتجهم دائمًا، وهي تجيبها:
– طبعا في الاهم امال ايه؟ يعني مثلا جبل ما انزل دلوك ، لمحت واد عمي عارف جاعد مع غازي في الجنينة، مسكين يا جدة، والله العظيم صعبان عليا جوي، بيفكرني باللي بياجوا في التلفزيون كدة، الواحد يبجى هيموت ع الواحدة، وهي ولا حاسة بيه، او ممكن تكون بتحب غيره كمان…..

– عايزة ايه فتنة؟
قاطعتها بحدة وقد اعتلى قسماتها غضب لم تأبه به الأخرى لتواصل الحديث مع الجدة المستمعة بإنصات:
– طب بذمتك يا جدة، انتي نفسك محباش انها تتجوز وتشوفي خلفتها؟ ولا عارف نفسه، الدنيا كلها تشهد على أدبه، دا غير انه ما شاء الله عليه، جمال ومركز عالي، طب والنعمة لو فاضل واحدة من اخواتي البنتة لكنت اجوزهالوا، ان شالله حتى لو غصب عنه، هي تطول واحد زيه؟

خرج رد المرأة اخيرًا، بعد ان استمعت لإسهاباها المبالغ فيه، ورغم دهشتها من فعلها إلا انها لا تنكر تحسرها على هذا الأمر ولأول مرة توافقها:

– انا مش عايزة اتكلم ولا ادخل، بس لو هتسأليني، طبعا
انا نفسي ربنا يهديها، وهو عارف دا جليل، دا من أحسن شباب العيلة، بس ياللا بجى كل حاجة نصيب

استطاعت بفعلها ان تثير حنقها، حتى ارتسمت الشراسة على ملامحها بقوة لتنهض فجأة تنوي ان تذهب وتترك لها الجلسة، ولكن فتنة تابعت:
– صح انا سمعت ان عمر اخو جميلة صاحبتك، جاي من غربته جال خلال أيام، معجولة بعد كل السنين دي، اخيرا افتكر ياجي بلده؟

إلا هنا قد ذهبت عنها الحكمة،، همت ان تقرعها بحديث قاسي، ولكن صوت الهاتف منعها، لترى سبب اتصال صاحبة المكالمة لها في هذا الوقت:
– الوو يا نادية،…… مالك في ايه؟

❈-❈-❈

بعد قليل
كان المكان ممتلأً بعدد الأفراد في انتظار خروج الطبيب الذي كان يفحص المرأة بالداخل.
تسائل عارف والذي حضر مع ابن عمه فور ان استعانت به شقيقته لنجدة المرأة التي باغتها الألم على حين غرة.

– ما عرفتيش السبب الحجيجي لتعب المرة؟
نفت له بتوتر واهتز كتفيها بعدم معرفة:
– معرفتش ايه اللي حصل بالظبط؟ انا لما دخلت وشوفتها جبل الدكتور ما ياجي، كانت بتصرخ من بطنها، دا غير ان جسمها كان مولع نار، الله اعلم بجى باللي فيها،

– خير ان شاء الله، دلوك الدكتور يطلع ويطمنا.
لم تخفي فتنة ابتسامتها، وهي تتابع باستمتاع محاولات البائس ابن عمها في خلق حديث مع صاحبة القلب المتحجر الحمقاء، وهي كالعادة تتجنب حتى النظر اليه، ولا تعلم بأن بفعلها هذا تعطيه الفرصة كاملة في تأملها بلا كلل أو ملل، اه لو يعلم ان قلبها الذي تغلقه بقفل صدئ نحوه، تفتحه على مصراعيه لغبي لا يمتلك نصف مميزاته، لقد أصبحت تشفق عليه بالفعل

– بتضحكي لوحدك ومع نفسك، انتي مجنونة يا فتنة؟
خرج التعقيب من زوجها والذي تفاجأ بفعلها رغم حنقه المتصاعد، لطول الوقت الذي يستغرقه هذا الطيب في فحص المرأة بالداخل، وهي معهما بصفتها ابنتها.

لملمت فتنة ابتسامتها بصعوبة لترد بكذب:
– وه يا غازي، افتكرت كلمة بتك جالتهالي النهاردة وضحكتني، فوت ياعم، ومدوجش بجى.

تمتم ردًا لها بتوبيخ:
– أفوت ومدجش كمان؟… انتي جيتي ليه اساسًا؟ مدام معرفاش تجفلي خشمك في بيوت الناس؟

– بعمل بالأصول، غلطت يعني؟
كبح بصعوبة نفسه عن الرد بغضب، ليشيح بوجهه عنها للناحية الأخرى، يفرك كفيه ببعضها مغمغمًا بحريق داخله:
– الصبر يارب، اياك يكون مات دا كمان جوا

بعد قليل
وقد بلغ به الغضب لذروته، خرج الطبيب المسكين يتحدث بعفوية مع ابنة المريضة:
– عايزك تخلي بالك منها اوي النهاردة عشان السخونة ما تزديش، ياريت تركزي ع الخضار المسلوق، والغذا، الغذا اهم حاجة في الأيام ده.

– وإيه تاني كمان يا دكتور؟
تفاجأ به الطبيب يلفه إليه بجلافة اذهلته، ليردف بعدم استيعاب:
– في ايه يا أستاذ؟ انا كنت بتكلم معها بخصوص الحالة.

قابله بنظرة خطرة يرد بتحفز:
– وماله يا سيدي، كمل كلامك معايا، ايه بجى اللي مطلوب
قلب الطبيب عينيه بسأم، وبدون ان يشعر، وجد رأسه تلتف نحوها:.
– لا خلاص بقى، مدام نادية تقريبًا حفظت كل النصايح.

– أنت كمان عرفت اسمها .
تمتم بها والدخان يخرج من أذنيه وفتحتي أنفه، ليعيد وجهه اليه بعنف قائلًا بفحيح:
– لكن انا مش بتكلم معاك؟ ولا يكون مش مالي عينك؟

شحب وجه الطبيب، وقد تيقن بالفعل انه يتحدث مع رجل مجنون، تلعثم يجيبه بتخوف:
– حضرتك طيب وانا عملت ايه بس يزعلك؟
زاد اشتعال عينيه حتى هم ان يخطئ في رد فعله، ولكن عارف لحق عليه، ليسحب الطبيب من أمامه، يخاطبه بزوق،

– معلش يا دكتور، حكم واد عمي عصبي، واحنا كلنا جلجنا ع الست ام عزب، تعالي معايا اشرحلي عن حالتها باستفاضة

توقفت هي ببلاهة تتابع خروج الطبيب، بظن احمق، انه قد يعود إليها بنصيحة أخرى، ربما تكون قد تاهت عنه في خضم جداله،
غافلة عمن ارتكزت ابصاره عليها بشر، حتى انتبهت لتجفل على هذه النظرة الإجرامية منه، وحديثه خرج بعدائية، غير ابهًا بالظرف ولا حتى بانتباه زوجته لغرابة افعاله:

– عاملة ايه الست ام عزب دلوك؟
ابتعلت ريقها الذي جف من هيئته، وانقلابه المفاجئ، لتجيبه على تخوف:
– زينة، زينة الحمد لله

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ميراث الندم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى